منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

منتهى المقال في أحوال الرّجال 13%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-97-3
الصفحات: 433

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 433 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 263235 / تحميل: 4774
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٧-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

مدّته، رمته قسيّ الفناء بنبال الموت، و أصبحت الديار منه خالية، و المساكن معطّلة، و ورثها قوم آخرون. و إنّ لكم في القرون السالفة لعبرة أين العمالقة و أبناء العمالقة أين الفراعنة و أبناء الفراعنة أين أصحاب مدائن الرّسّ الذين قتلوا النبيّين و أطفأوا سنن المرسلين، و أحيوا سنن الجبّارين أين الذين ساروا بالجيوش، و هزموا بالألوف، و عسكروا العساكر، و مدّنوا المدائن

اين عمّار

و من الخطبة السابقة نفسها: ألا إنه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلا، و أقبل منها ما كان مدبرا، و أزمع التّرحال عباد اللّه الأخيار ما ضرّ إخواننا الذين سفكت دماؤهم و هم بصفّين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص و يشربون الرّنق(١) ؟ أين إخواني الذين ركبوا الطريق و مضوا على الحقّ؟ أين عمّار؟

و أين ابن التّيهان؟ و أين ذو الشّهادتين(٢) ؟ و أين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النيّة، و أبرد برؤوسهم إلى الفجرة(٣) ؟

____________________

(١) الرنق: الكدر.

(٢) عمار: عمار بن ياسر، و كان ممّن عذّب هو و أبوه و أخوه و أمه في بدء الدعوة.

و ابن التيهان: ابو الهيثم مالك بن التيهان، من أكابر الصحابة. ذو الشهادتين: خزيمة بن ثابت الانصاري، من الصحابة. و هؤلاء الثلاثة شهدوا صفين و استشهدوا بها.

(٣) أبرد برووسهم: أرسلت رؤوسهم مع البريد بعد قتلهم إلى البغاة للتشفّي منهم.

١٤١

الكبر و التّعصّب و البغي

من خطبة له طويلة تسمّى «القاصعة(١) »: و لا تكونوا كالمتكبّر على ابن أمّه من غير ما فضل جعله اللّه فيه سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد، و قدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب، و نفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي أعقبه اللّه به الندامة.

فاللّه اللّه في كبر الحميّة و فخر الجاهلية، فإنه منافخ الشيطان التي خدع بها الأمم الماضية و القرون الخالية.

و لا تطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصفوكم كدرهم، و أدخلتم في حقكم باطلهم، و هم أساس الفسوق اتّخذهم إبليس مطايا ضلال و جندا بهم يصول على الناس، و تراجمة ينطق على ألسنتهم استراقا لعقولكم و دخولا في عيونكم و نفثا في أسماعكم، فجعلكم مرمى نبله و موطى‏ء قدمه و مأخذ يده. فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس اللّه، و اتّعظوا بمثاوي خدودهم(٢) و مصارع جنوبهم. و استعيذوا باللّه من لواقح الكبر(٣) كما تستعيذون به من طوارق الدهر

____________________

(١) قصع فلان فلانا: حقّره. و قد سميت هذه الخطبة «القاصعة» لأن ابن أبي طالب حقّر فيها حال المتكبرين و أهل البغي.

(٢) مثاوي، جمع مثوى، بمعنى المنزل. و منازل الخدود: مواضعها من الأرض بعد الموت. و مصارع الجنوب: مطارحها على التراب.

(٣) لواقح الكبر: محدثاته في النفوس.

١٤٢

و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العاملين يتعصّب لشي‏ء من الأشياء إلاّ عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء أو حجّة تليط بعقول السفهاء، غيركم، فإنكم تتعصبون لأمر لا يعرف له سبب و لا علّة: أما إبليس فتعصّب على آدم لأصله، و طعن عليه في خلقته، فقال: «أنا ناريّ و أنت طينيّ» و أمّا الأغنياء من مترفة الأمم فتعصّبوا لآثار مواقع النّعم فقالوا: «نحن أكثر أموالا و أولادا و ما نحن بمعذّبين» فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصبكم لمكارم الخصال و محامد الأفعال و محاسن الأمور التي تفاضلت فيها المجداء و النّجداء بالأخلاق الرغيبة و الأحلام العظيمة، فتعصّبوا لخلال الحمد: من الحفظ للجوار و الوفاء بالذمام، و الطاعة للبرّ، و المعصية للكبر، و الكفّ عن البغي، و الإعظام للقتل، و الإنصاف للخلق، و الكظم للغيظ، و اجتناب الفساد في الأرض.

و احذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات(١) بسوء الأفعال و ذميم الأعمال، فتذكّروا في الخير و الشرّ أحوالهم و احذروا أن تكونوا أمثالهم.

أ لا و قد أمرني اللّه بقتال أهل البغي و النكث(٢) و الفساد في الأرض: فأمّا الناكثون فقد قاتلت. و أما القاسطون فقد جاهدت(٣) . و أمّا المارقة

____________________

(١) المثلات: العقوبات.

(٢) النكث: نقض العهد.

(٣) القاسطون: الجائرون على الحق.

١٤٣

فقد دوّخت. و أمّا شيطان الرّدهة(١) فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه و رجّة صدره. و بقيت بقيّة من أهل البغي، و لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم لأديلنّ منهم(٢) إلاّ ما يتشذّر في أطراف البلاد تشذّرا(٣) .

و إني لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم: سيماهم سيما الصدّيقين، و كلامهم كلام الأبرار، عمّار الليل و منار النهار(٤) لا يستكبرون و لا يعلون و لا يغلّون(٥) و لا يفسدون: قلوبهم في الجنان و أجسادهم في العمل.

الدّنيا تطوى من خلفكم

من عهد له إلى محمد بن أبي بكر حين قلّده مصر. و فيه تذكير بأحوال الدنيا و ترغيب للولاة في أن يعدلوا و يرحموا لئلاّ يعذّبوا، و ذلك بأروع ما تجري به ريشة العبقرية من بيان: و أنتم طرداء الموت: إن أقمتم له أخذكم، و إن فررتم منه أدرككم،

____________________

(١) الردهة: النقرة في الجبل قد يجتمع فيها. و شيطانها ذو الثدية من رؤساء الخوارج وجد مقتولا في ردهة.

(٢) لأديلن منهم: لأمحقننهم ثم أجعل الدولة لغيرهم.

(٣) يتشذّر: يتفرق، أي: لا يفلت مني إلاّ من يتفرّق في أطراف البلاد.

(٤) عمار، جمع عامر، أي: يعمرون الليل بالسهر للفكر و العبادة.

(٥) يغلون. يخونون.

١٤٤

و هو ألزم لكم من ظلّكم الموت معقود بنواصيكم(١) ، و الدنيا تطوى من خلفكم، فاحذروا نارا قعرها بعيد، و حرّها شديد، و عذابها جديد، ليس فيها رحمة و لا تسمع فيها دعوة

دستور الولاة

من رسالة كتبها للأشتر النخعي لما ولاّه على مصر و أعمالها في عهد خلافته. و هي من جلائل رسائله و وصاياه، و أجمعها لقوانين المعاملات المدنية و الحقوق العامة و التصرّفات الخاصة في نهج الإمام. كما انها من أروع ما أنتجه العقل و القلب جميعا في تقرير علاقة الحاكم بالمحكوم، و في مفهوم الحكومة، حتى أن الإمام سبق عصره أكثر من ألف سنة بجملة ما ورد في هذه الرسالة الدستور، من إشراق العقل النيّر و القلب الخيّر.

ثم اعلم يا مالك أني قد وجّهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل و جور، و أن الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم، و إنّما يستدلّ على الصالحين بما يجري اللّه لهم على ألسن عباده، فليكن أحبّ الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح، فاملك هواك و شحّ بنفسك عمّا لا يحلّ لك

____________________

(١) النواصي، جمع ناصية، و هي: مقدّم شعر الرأس.

١٤٥

فإنّ الشّحّ بالنفس الإنصاف منها في ما أحبّت أو كرهت(١) . و أشعر قلبك الرحمة للرعية، و المحبّة لهم، و اللطف بهم. و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغنتم أكلهم فإنهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل(٢) ، و تعرض لهم العلل، و يؤتى على أيديهم في العمد و الخطأ(٣) ، فأعطهم من عفوك و صفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك اللّه من عفوه و صفحه، فإنك فوقهم و والي الأمر عليك فوقك، و اللّه فوق من ولاّك و لا تندمنّ على عفو، و لا تبجحنّ بعقوبة و لا تسرعنّ إلى بادرة وجدت منها مندوحة(٤) .

أنصف اللّه و أنصف الناس من نفسك و من خاصّة أهلك و من لك فيه هوى من رعيّتك(٥) ، فإنك إلاّ تفعل تظلم و من ظلم عباد اللّه كان اللّه خصمه دون عباده. و ليس شي‏ء أدعى إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإنّ اللّه سميع دعوة المضطهدين و هو للظالمين بالمرصاد.

و ليكن أحبّ الأمور إليك أوسطها في الحقّ، و أعمّها في العدل و أجمعها لرضا الرعية، فإنّ سخط العامّة يجحف برضا الخاصة،

____________________

(١) الشح: البخل. يقول: انتصف من نفسك في ما أحبت و كرهت، أي ابخل بها و لا تمكّنها من الاسترسال في ما أحبّت، و احرص على صفائها كذلك بأن تحملها على ما تكره إن كان ذلك في الحق.

(٢) يفرط: يسبق. الزلل: الخطأ.

(٣) يؤتى على أيديهم: تأتي السيئات على أيديهم.

(٤) بجح بالشي‏ء: فرح به. البادرة: ما يبدر من الحدة عند الغضب في قول أو فعل.

المندوحة: المتّسع الذي يمكّن المرء من التخلّص.

(٥) من لك فيه هوى، أي: من تميل اليه ميلا خاصا.

١٤٦

و إن سخط الخاصّة يغتفر مع رضا العامّة(١) . و ليس أحد من الرعيّة أثقل على الوالي مؤونة في الرّخاء و أقلّ معونة له في البلاء، و أكره للإنصاف، و أسأل بالإلحاف(٢) ، و أقلّ شكرا عند الإعطاء، و أبطأ عذرا عند المنع، و أضعف صبرا عند ملمّات الدهر، من أهل الخاصة(٣) .

أطلق عن الناس عقدة كلّ حقد، و اقطع عنك سبب كلّ وتر(٤) ، و لا تعجلنّ إلى تصديق ساع فإنّ الساعي غاشّ و إن تشبّه بالناصحين.

إن شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا، و من شركهم في الآثام، فلا يكوننّ لك بطانة(٥) فإنهم أعوان الأثمة و إخوان

____________________

(١) يحجف: يذهب. يقول للحاكم: إذا رضي عليك الخاصة و سخط عليك العامة، فلا ينفعك رضا أولئك مع سخط هؤلاء. أما إذا رضي عليك العامة، و هؤلاء لا يرضيهم إلا العدل، فسخط الخاصة مغتفر.

(٢) الإلحاف: الإلحاح.

(٣) يقول: ليس هنالك من هم أثقل على الحاكم، و أقل نفعا له و أكثر ضررا عليه من خاصته و المتقربين اليه من ذوي الثروة و الوجاهة يلازمونه و يلحون عليه في قضاء حاجاتهم و يرهقونه بالمسائل و الشفاعات و يغنمون عن سبيله المغانم و يثرون على حساب العامة، ثم يجحدون كل ذلك و لا يساندون الحاكم أو الجمهور في نائبة أو أزمة. فهم لذلك فئة يجب على الحاكم الصالح أن ينبذها و يعتمد على العامة دون سواهم.

(٤) الوتر: العداوة: يقول: احلل عقدة الأحقاد من قلوب الناس بالعدل فيهم و حسن السيرة معهم. و اقطع السبب في عداء الناس لك بالإحسان اليهم قولا و عملا.

(٥) البطانة: الخاصة.

١٤٧

الظّلمة(١) ، و أنت واجد منهم خير الخلف ممّن لم يعاون ظالما على ظلمه و لا آثما على إثمه. ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمرّ الحق لك(٢) و أقلّهم مساعدة في ما يكون منك ممّا كره اللّه لأوليائه واقعا [ذلك] من هواك حيث وقع. و الصق بأهل الورع و الصدق ثم رضهم على أن لا يطروك و لا يبجحوك بباطل لم تفعله(٣) .

و لا يكوننّ المحسن و المسي‏ء عندك بمنزلة سواء، فإنّ في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان، و تدريبا لأهل الإساءة على الإساءة و ألزم كلاّ منهم ما ألزم نفسه(٤) و اعلم أنه ليس شي‏ء بأدعى إلى حسن ظنّ راع برعيّته من إحسانه إليهم(٥) و تخفيفه المؤونات عنهم، و ترك استكراهه إياهم على ما ليس قبلهم(٦) ، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به

____________________

(١) الأثمة: جمع آثم. الظلمة: جمع ظالم.

(٢) آثرهم: أفضلهم. مرارة الحق. صعوبته. يقول: ليكن أفضل وزرائك و أعوانك في نظرك أصدقهم و أكثرهم قولا بالحق مهما كان الحق صعبا على نفسك.

(٣) رضهم: عوّدهم. يطروك: يطنبوا في مدحك. يبجحوك بباطل لم تفعله: يفرّحوك بأن ينسبوا اليك عملا عظيما لم تكن فعلته.

(٤) أي: أحسن الى المحسن بما ألزم نفسه، و هو استحقاق الإحسان. و عاقب المسي‏ء بما ألزم نفسه كذلك، و هو استحقاق العقاب.

(٥) ليس هنالك ما يحمل الوالي على الاطمئنان إلى أن قلوب الناس معه كالاحسان اليهم و العدل فيهم و تخفيف الاثقال عن كواهلهم. و هم في غير هذه الحال أعداء له ينتهزون الفرصة للثورة عليه، و إذ ذاك يسوء ظنه بهم.

(٦) قبلهم، بكسر ففتح: عندهم.

١٤٨

حسن الظنّ برعيّتك، و إنّ أحقّ من حسن ظنّك به لمن حسن بلاؤك عنده، و إنّ أحقّ من ساء ظنّك به لمن ساء بلاؤك عنده(١) .

و أكثر مدارسة العلماء و مناقشة الحكماء(٢) في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك، و إقامة ما استقام به الناس قبلك.

ولّ من جنودك أنصحهم في نفسك للّه و لرسوله و لإمامك، و أنقاهم جيبا و أفضلهم حلما: ممّن يبطى‏ء عن الغضب، و يستريح إلى العذر، و يرأف بالضعفاء، و ينبو على الأقوياء(٣) و ممن لا يثيره العنف، و لا يقعد به الضعف.

و إنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد، و ظهور مودّة الرعية، و إنه لا تظهر مودّتهم إلا بسلامة صدورهم، و لا تصحّ نصيحتهم إلاّ بحيطتهم على ولاة الأمور و قلّة استثقال دولهم(٤) .

ثم اعرف لكلّ امرى‏ء منهم ما أبلى، و لا تضيفنّ بلاء امرى‏ء إلى

____________________

(١) البلاء: الصنع، حسنا أو سيئا.

(٢) المنافثة: المحادثة.

(٣) ينبو: يشتدّ و يعلو. يأمر الحاكم بأن يولّي من جنوده من لا يضعف أمام الأقوياء و الأثرياء و النافذين بل يعلو عليهم و يشتدّ ليمنعهم من ظلم الضعفاء و الفقراء و البسطاء.

(٤) الحيطة، بكسر الحاء: مصدر «حاط» بمعنى: صان و حفظ، يقول: ان مودة الرعية لا تظهر و نصيحتهم لا تصحّ إلا بقدر ما يرغبون في المحافظة على ولاتهم و يحرصون على بقائهم و لا يستثقلون مدة حكمهم.

١٤٩

غيره(١) ، و لا يدعونّك شرف امرى‏ء إلى أن تعظّم من بلائه ما كان صغيرا، و لا ضعة امرى‏ء إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما.

ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيّتك في نفسك(٢) ممّن لا تضيق به الأمور و لا تمحكه الخصوم(٣) و لا يتمادى في الزلّة، و لا تشرف نفسه على طمع، و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه(٤) ، و أوقفهم في الشّبهات(٥) و آخذهم بالحجج، و أقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم، و أصبرهم على تكشّف الأمور، و أصرمهم عند اتّضاع الحق، ممن لا يزدهيه إطراء، و لا يستميله إغراء، و أولئك قليل. ثم أكثر تعاهد قضائه(٦) و أفسح له في البذل ما يزيل علّته و تقلّ معه حاجته الى الناس و أعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك.

ثم انظر في أمور عمّالك فاستعملهم اختبارا، و لا تولّهم محاباة

____________________

(١) لا تنسبنّ صنيع امرى‏ء إلى غيره.

(٢) انتقال من الكلام في الجند الى الكلام في القضاة.

(٣) تمحكه: تغضبه.

(٤) لا يكتفي بما يبدو له بأول فهم و أقربه، بل يتأمل و يدرس حتى يأتي على أقصى الفهم و أدناه من الحقيقة.

(٥) الشبهات، جمع شبهة، و هي ما لا يتضح الحكم فيها بالنص، فينبغي العمل لردّ الحادثة التي ينظر فيها إلى أصل صحيح.

(٦) أي: تتبع قضاءه بالاستكشاف و التعرف.

١٥٠

و أثرة فإنهم جماع من شعب الجور و الخيانة(١) . ثم تفقّد أعمالهم و ابعث العيون(٢) من أهل الصدق و الوفاء عليهم، فإنّ تعاهدك في السرّ لأمورهم حدوة لهم(٣) على استعمال الأمانة و الرفق بالرعية. و تحفّظ من الأعوان فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه(٤) عندك أخبار عيونك اكتفيت بذلك شاهدا فبسطت عليه العقوبة في بدنه، و أخذته بما أصاب به من عمله، ثم نصبته بمقام المذلّة، و وسمته بالخيانة، و قلّدته عار التهمة.

و تفقّد أمر الخراج بما يصلح أهله، فإنّ في صلاحه و صلاحهم صلاحا لمن سواهم. و لا صلاح لمن سواهم إلا بهم، لأنّ الناس كلّهم عيال على الخراج و أهله. و ليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لأنّ ذلك لا يدرك إلاّ بالعمارة. و من طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد و أهلك العباد و لم يستقم أمره إلاّ قليلا.

و لا يثقلنّ عليك شي‏ء خفّفت به المؤونة عنهم فإنه ذخر يعودون به عليك في عمارة بلادك.

و إن العمران محتمل ما حمّلته، و إنما يؤتى خراب الأرض من

____________________

(١) أي: ولّهم الأعمال بالاختبار و التجربة، لا ميلا منك لمعاونتهم و لا استبدادا منك برأيك، فإن المحاباة و الأثرة يجمعان الظلم و الخيانة معا.

(٢) العيون: الرقباء.

(٣) حدوة: سوق و حثّ.

(٤) اجتمعت عليها أخبار عيونك: اتفقت عليها أخبار رقبائك.

١٥١

إعواز أهلها، و إنما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع(١) و سوء ظننهم بالبقاء و قلّة انتفاعهم بالعبر.

ثم انظر في حال كتّابك فولّ على أمورك خيرهم، ممّن لا يجهل مبلغ قدر نفسه في الأمور، فإنّ الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل.

ثم لا يكن اختيارك إياهم على فراستك و استنامتك(٢) و حسن الظنّ منك، فإنّ الرجال يتعرّفون لفراسات الولاة بتصنّعهم و حسن خدمتهم(٣) ، و ليس وراء ذلك من النصيحة و الأمانة شي‏ء. و مهما كان في كتّابك من عيب فتغابيت عنه ألزمته(٤) .

ثم استوص بالتجّار و ذوي الصّناعات و أوص بهم خيرا: المقيم منهم و المضطرب بماله(٥) ، فإنهم موادّ المنافع و أسباب المرافق، و تفقّد أمورهم بحضرتك و في حواشي بلادك. و اعلم مع ذلك أنّ في كثير منهم ضيقا فاحشا و شحّا قبيحا و احتكارا للمنافع و تحكّما في البياعات، و ذلك باب مضرّة للعامّة و عيب على الولاة، فامنع من الاحتكار فإن رسول اللّه صلى

____________________

(١) إشراف انفس الولاة على الجمع: تطلّعهم الى جمع المال و ادّخاره لأنفسهم طمعا و جشعا.

(٢) الفراسة: قوة الظن و إدراك الباطن من النظر في الظاهر. الاستنامة: الاطمئنان إلى حسن الرأي. أي: لا يكن اختيارك للكتاب متأثرا بميلك الخاص و فراستك التي قد تخطى‏ء.

(٣) أي يخدمون الولاء بما يطيب لهم توسّلا إلى حسن ظنّ هؤلاء بهم.

(٤) إذا تغابيت عن عيب في كتابك كان ذلك العيب لاصقا بك.

(٥) المتردد بأمواله بين البلدان.

١٥٢

اللّه عليه و سلّم منع منه. و ليكن البيع بيعا سمحا: بموازين عدل، و أسعار لا تجحف بالفريقين من البائع و المبتاع(١) فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه فنكّل به و عاقبه في غير إسراف(٢) .

ثم يتحدّث الإمام في رسالته هذه إلى مالك الأشتر عن الطققة المعوزة فيقول: و احفظ للّه ما استحفظك من حقّه فيهم، و اجعل لهم قسما من بيت مالك فإنّ للأقصى منهم مثل الذي للأدنى، و كلّ قد استرعيت حقّه، فلا يشغلنّك عنهم بطر(٣) فإنك لا تعذر بتضييعك التافه(٤) لإحكامك المهمّ، فلا تشخص همّك عنهم(٥) و لا تصعّر خدّك لهم(٦) و تفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن تقتحمه العيون(٧) و تحقره الرجال، فإنّ هؤلاء من بين الرعية أحوج إلى الإنصاف من غيرهم. و تعهّد

____________________

(١) المبتاع: المشتري.

(٢) قارف: خالط. الحكرة: الاحتكار. نكل به: أوقع به العذاب عقوبة له. يقول: من احتكر بعد النهي عن الاحتكار عاقبه لكن من غير إسراف في العقوبة يتجاوز عن حد العدل فيها.

(٣) البطر: طغيان النعمة.

(٤) يقول: لا عذر لك بإهمالك القليل إذا أحكمت الكثير.

(٥) لا تشخص همك عنهم: لا تصرف همك عنهم.

(٦) صعّر خده: أماله عن النظر إلى الناس تهاونا و كبرا.

(٧) تقتحمه العيون: تكره أن تنظر اليه احتقارا.

١٥٣

أهل اليتم و ذوي الرقّة في السن(١) ممّن لا حيلة له، و لا ينصب للمسألة نفسه، و ذلك على الولاة ثقيل، و الحقّ كلّه ثقيل و اجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرّغ لهم فيه شخصك، و تجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه للّه الذي خلقك، و تقعد عنهم جندك و أعوانك(٢) من أحراسك و شرطك حتى يكلّمك متكلّمهم غير متتعتع(٣) فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول في غير موطن(٤) : «لن تقدّس أمّة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القويّ غير متتعتع» ثم احتمل الخرق منهم و العيّ(٥) و نحّ عنهم الضيق و الأنف(٦) .

ثم أمور من أمورك لا بدّ لك من مباشرتها: منها إجابة عمّالك بما يعيا عنه كتّابك. و منها إصدار حاجات الناس يوم ورودها عليك بما تحرج به صدور أعوانك(٧) ، و أمض لكلّ يوم عمله فإنّ لكلّ يوم ما فيه.

____________________

(١) ذوو الرقة في السن: المتقدمون فيه.

(٢) أي: تأمر بأن يقعد عنهم جندك و أعوانك و بألا يتعرضوا لهم.

(٣) التعتعة في الكلام: التردد فيه من عجز و عيّ، أو من خوف.

(٤) في مواطن كثيرة.

(٥) الخرق: العنف. العي: العجز عن النطق. أي: لا تضجر من هذا و لا تغضب من ذاك.

(٦) الأنف: الاستنكاف و الاستكبار.

(٧) تحرج: تضيق. يقول: إن الأعوان تضيق صدورهم بتعجيل الحاجات، و يحبون المماطلة في قضائها، استجلابا للمنفعة أو إظهارا للجبروت.

١٥٤

و لا تطوّلنّ احتجابك عن رعيّتك، فإنّ احتجاب الولاة عن الرعيّة شعبة من الضيق و قلّة علم بالأمور. و الاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير و يعظم الصغير، و يقبح الحسن و يحسن القبيح، و يشاب الحقّ بالباطل. و إنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور، و ليست على الحقّ سمات(١) تعرف بها ضروب الصدق من الكذب، و إنما أنت أحد رجلين: إمّا امرؤ سخت نفسه بالبذل في الحق ففيم احتجابك(٢) من واجب حقّ تعطيه أو فعل كريم تسديه؟ أو مبتلى بالمنع فما أسرع كفّ الناس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك(٣) ، مع أنّ أكثر حاجات الناس إليك مما لا مؤونة فيه عليك من شكاة مظلمة أو طلب إنصاف في معاملة.

ثم إنّ للوالي خاصّة و بطانة فيهم استئثار و تطاول، و قلّة إنصاف في معاملة، فاحسم مادّة أولئك بقطع أسباب تلك الأحوال(٤) و لا تقطعنّ لأحد من حاشيتك و حامّتك قطيعة(٥) و لا يطمعنّ منك في اعتقاد عقدة تضرّ بمن يليها من الناس في شرب أو عمل مشترك يحملون مؤونته على

____________________

(١) سمات: علامات.

(٢) لأي سبب تحتجب عن الناس في أداء حقهم، أو في عمل تمنحهم إياه؟

(٣) يقول: و إن قنط الناس من قضاء مطالبهم منك أسرعوا الى البعد عنك، فلا حاجة للاحتجاب.

(٤) احسم: اقطع. يقول: اقطع مادة شرورهم عن الناس بقطع أسباب تعدّيهم، و إنما يكون ذلك بالأخذ على أيديهم و منعهم من التصرّف في شؤون العامة.

(٥) الاقطاع: المنحة من الأرض. القطيعة: الممنوح منها. الحامة، كالطّامة: الخاصة و القرابة. الاعتقاد: الامتلاك. العقدة: الضيعة.

١٥٥

غيرهم فيكون مهنأ ذلك(١) لهم دونك، و عيبه عليك في الدنيا و الآخرة.

و ألزم الحقّ من لزمه من القريب و البعيد، و كن في ذلك صابرا محتسبا، واقعا ذلك من قرابتك و خاصّتك حيث وقع، و ابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه، فإنّ مغبّة ذلك محمودة(٢) .

و إن ظنّت الرعيّة بك حيفا فأصحر(٣) لهم بعذرك، و اعدل عنك ظنونهم بإصحارك فإنّ في ذلك رياضة منك لنفسك(٤) و رفقا برعيّتك و إعذارا(٥) تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحق.

و لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك و للّه فيه رضا، فإنّ في الصلح دعة لجنودك و راحة من همومك و أمنا لبلادك. و إن عقدت بينك و بين عدوّك عقدة أو ألبسته منك ذمّة فحط عهدك بالوفاء و ارع ذمّتك بالأمانة و اجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت(٦) و لا تغدرنّ بذمّتك و لا تخيسنّ بعهدك

____________________

(١) المهنأ: المنفعة الهنيئة.

(٢) المغبة: العاقبة، يقول: إن إلزام الحق لمن لزمهم، و إن ثقل على الوالي و عليهم، محمود العاقبة يحفظ الدولة.

(٣) الحيف: الظلم. أصحر بهم: ابرز لهم.

(٤) رياضة منك لنفسك: تعويدا لنفسك على العدل.

(٥) الإعذار: تقديم العذر أو إبداؤه.

(٦) أصل معنى الذمة: وجدان مودع في جبلة الانسان ينبهه لرعاية حق ذوي الحقوق و يدفعه لأداء ما يجب عليه منها، ثم أطلقت على معنى العهد. الجنة: الوقاية.

يقول: حافظ بروحك على ما أعطيت من العهد.

١٥٦

و لا تختلنّ(١) عدوّك. و لا تعقد عقدا تجوّز فيه العلل(٢) و لا تعوّلنّ على لحن قول بعد التأكيد و التوثقة، و لا يدعونّك ضيق أمر لزمك فيه عهد اللّه إلى طلب انفساخه بغير الحقّ(٣) .

و لا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام، فإنّ ذلك ممّا يضعفه و يوهنه بل يزيله و ينقله، و لا عذر لك عند اللّه و لا عندي في قتل العمد و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك، أو التزيّد في ما كان من فعلك(٤) أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك، فإنّ المنّ يبطل الإحسان، و التزيّد يذهب بنور الحق، و الخلف يوجب المقت عند اللّه و الناس.

و إياك و العجلة بالأمور قبل أوانها، أو التسقّط فيها عند إمكانها(٥) أو الوهن عنها إذا استوضحت. فضع كلّ أمر موضعه، و أوقع كلّ أمر موقعه.

____________________

(١) خاس بعهده: خانه و نقضه. الختل: الخداع.

(٢) العلل: جمع علة و هي في النقد و الكلام بمعنى ما يصرفه عن وجهه و يحوّله الى غير المراد، و ذلك يطرأ على الكلام عند إبهامه و عدم صراحته.

(٣) لحن القول: ما يقبل التوجيه كالتورية و التعريض. يقول: إذا ريت ثقلا من التزام العهد فلا تركن إلى لحن القول لتتملص منه، بل خذ بأصرح الوجوه لك و عليك.

(٤) التزيّد: إظهار الزيادة في الأعمال و المبالغة في وصف الواقع منها في معرض الافتخار.

(٥) التسقط: يريد به هنا: التهاون.

١٥٧

و إياك و الاستئثار بما الناس فيه أسوة(١) ، و التغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون، فإنه مأخوذ منك لغيرك، و عمّا قليل تنكشف عنك أغطية الأمور و ينتصف منك للمظلوم. إملك حميّة أنفك(٢) و سورة حدّك و سطوة يدك و غرب لسانك(٣) و احترس من كلّ ذلك بكفّ البادرة(٤) و تأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار.

و الواجب عليك أن تتذكّر ما مضى لمن تقدّمك من حكومة عادلة أو سنّة فاضلة، و تجتهد لنفسك في اتّباع ما عهدت إليك في عهدي هذا، و استوثقت به من الحجّة لنفسي عليك، لكي لا تكون لك علّة عند تسرّع نفسك إلى هواها. و أنا أسأل اللّه أن يوفّقني و إياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح اليه و إلى خلقه(٥) .

____________________

(١) احذر أن تخصّ نفسك بشي‏ء تزيد به عن الناس، و هو مما تجب فيه المساواة من الحقوق العامة.

(٢) أي: أملك نفسك عند الغضب.

(٣) السورة: الحدة: و الحد: البأس. و الغرب: الحد، تشبيها للسان بحدّ السيف و نحوه.

(٤) البادرة: ما يبدر من اللسان عند الغضب، و إطلاق اللسان يزيد الغضب اتقادا، و السكون يطفى‏ء من لهبه.

(٥) يريد من العذر الواضح: العدل، فإنه عذر لك عند من قضيت عليه، و عذر عند اللّه في من أجريت عليه عقوبة أو حرمته من منفعة.

١٥٨

حدود الضّريبة

من وصية كان الإمام يكتبها لمن يستعمله على الصدقات، و هي تزخر بحنان الحاكم الأب على أبنائه، و تصلح لأن تدخل في دستور الدولة المثالية التي يحلم بها صفوة الخلق إذا قدمت على الحيّ فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم، ثم امض إليهم بالسكينة و الوقار حتى تقوم بينهم فتسلّم عليهم، و لا تخدج بالتحية لهم(١) ، ثم تقول: عباد اللّه، أرسلني اليكم وليّ اللّه و خليفته لآخذ منكم حقّ اللّه في أموالكم، فهل للّه في أموالكم من حقّ فتؤدّوه إلى وليّه؟

فإن قال قائل: لا فلا تراجعه. و إن أنعم لك منعم(٢) فانطلق معه من غير أن تخيفه و توعده أو تعسفه أو ترهقه(٣) فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضّة. فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلاّ بإذنه. فإذا أتيتها فلا تدخل عليها دخول متسلّط عليه و لا عنيف به، و لا تنفّرنّ بهيمة و لا تفزّعنّها و لا تسوءنّ صاحبها فيها. و اصدع المال صدعين(٤) ثم خيّره:

____________________

(١) أخدجت السحابة: قلّ مطرها.

(٢) أنعم لك منعم، أي: قال لك: نعم.

(٣) تعسفه: تأخذه بشدة. ترهقه: تكلفه ما يصعب عليه.

(٤) أي: اقسمه قسمين.

١٥٩

فإذا اختار فلا تعرّضنّ لما اختاره. فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحقّ اللّه في ماله، فاقبض حقّ اللّه منه. فإن استقالك فأقله(١) ، ثم اخلطهما، ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق اللّه في ماله.

السفهاء و التجار

من كتاب بعث به الإمام الى أهل مصر مع مالك الاشتر لما ولاّه إمارتها: إني و اللّه لو لقيتهم واحدا و هم طلاع الأرض كلّها(٢) ما باليت و لا استوحشت. و إني من ضلالهم الذي هم فيه و الهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي و يقين من ربّي، و لكني آسى(٣) أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها و فجّارها فيتّخذوا مال اللّه دولا و عباده خولا(٤) و الصالحين حربا و الفاسقين حزبا، فلو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم و تأنيبكم، و جمعكم و تحريضكم

____________________

(١) أي: فإن ظنّ في نفسه سوء الاختيار و أنّ ما أخذت منه من الزكاة اكرم مما في يده، و طلب الإعفاء من هذه القسمة، فاعفه منها، و اخلط، و أعد القسمة.

(٢) الطلاع: مل‏ء الشي‏ء. يقول: لو كنت واحدا و هم يملأون الأرض للقيتهم غير مبال بهم. و الضمير يعود هنا على خصومه و محاربيه من وجهاء ذلك الزمان.

(٣) آسى: أحزن.

(٤) دولا، جمع دولة «بالضم»: أي شيئا يتداولونه بينهم و يتصرفون به في غير حق اللّه. الخول: العبيد.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

وذكره فيب وعدّ كتبه المذكورة ولم يذكر شيئا ممّا قاله الشيخ(١) ، مع أنّه يحذو حذو ست.

وضعّفه في الوجيزة(٢) تبعا لشيخنا في حواشيه علىصه ، ولم يظهر لي إلى الآن وجهه إلاّ قول الشيخ في لم : إنّه مخلّط.

والمخلّط : من يجمع بين الغثّ والسمين والعاطل والثمين ، ولا يبالي عمّن يروي وممّن يأخذ ، وهذا ليس طعنا في نفس الرجل كما حقّقناه في الفوائد.

وقال شيخنا البهائي طاب ثراه في درايته بعد ذكر ألفاظ التضعيف : دون يروي عن الضّعفاء ، لا يبالي عمّن أخذ ، يعتمد المراسيل(٣) . أي أنّها ليست من ألفاظ الجرح. ومرّ التصريح به(٤) عن غيره في كثير من التراجم ، فبمجرّد هذا لا ينبغي الطعن بالضعف في هذا السيّد الجليل.

على أنّ الظاهر أنّ سبب حكم الشيخرحمه‌الله بتخليطه ما ذكره عن شيخه ابن عبدون وهو أنّ في أحاديثه مناكير ، ووجود المناكير في أحاديث الرجل لا يدلّ على ضعفه ، سيّما ما أنكره متقدّمو أصحابنا رضي الله عنهم ، فإنّ أكثر الأحاديث المودعة في أصولنا بزعمهم مناكير ، على أنّ ابن عبدون الحاكم بذلك أخذ منه وروى عنه كما سبق(٥) . ومضى في سعد بن عبد الله عن العلاّمة المجلسيرحمه‌الله كلام يناسب المقام(٦) .

هذا ، وروى الشيخ الصدوق عطّر الله مرقده في كتاب إكمال الدين‌

__________________

(١) معالم العلماء : ٦٨ / ٤٦٩.

(٢) الوجيزة : ٢٥٧ / ١٢٠٧.

(٣) الوجيزة للبهائي : ١٠.

(٤) به ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٥) سبق في طريق الفهرست.

(٦) البحار : ٥٢ / ٨٨.

٣٤١

في الباب الذي عقده لذكر التوقيعات الواردة عن القائمعليه‌السلام حديثا صريحا في جلالته وعلوّ منزلته ، وهو هذا :

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر ببغداد طرف سوق العطش في داره ، قال : قدم أبو الحسن عليّ بن أحمد بن علي العقيقي بغداد في سنة ثمان وتسعين ومائتين إلى علي بن عيسى(١) بن الجرّاح ، وهو يومئذ وزير في أمر ضيعة له ، فسأله فقال له : إنّ أهل بيتك في هذا البلد كثير فإن ذهبنا نعطي كلّما سألونا طال ذلك ـ أو كما قال ـ فقال له العقيقي : فإنّي أسأل من في يده قضاء حاجتي ، فقال له علي بن عيسى : من هو ذلك؟ فقال : الله عزّ وجلّ ، وخرج وهو مغضب. قال : فخرجت وأناأقول : في الله عزاء من كلّ هالك ودرك من كلّ مصيبة.

قال : فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين بن روحرضي‌الله‌عنه وأرضاه فشكوت إليه ، فذهب من عندي فأبلغه ، فجاءني الرسول بمائة درهم عددا ووزنا ومنديل وشي‌ء من حنوط وأكفان ، فقال(٢) لي : مولاك يقرئك السلام ويقول لك : إذا أهمّك أمر أو غمّ فامسح بهذا المنديل وجهك فإنّ هذا منديل مولاك ، وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان وستقضى حاجتك في ليلتك هذه ، وإذا قدمت إلى مصر مات(٣) محمّد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيّام ثمّ تموت بعده ، فيكون هذا كفنك وهذا حنوطك وهذا‌

__________________

(١) في نسخة « م » : علي بن موسى بن الجرّاح. وهو أبو الحسن علي بن عيسى بن داود الجرّاح ، وزر مرّات للمقتدر بالله والقاهر بالله ، وكان عالما محدّثا ، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين وتوفّي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

تاريخ بغداد ١٢ : ١٤ / ٦٣٧٦ ؛ العبر : ٢ / ٤٨ وشذرات الذهب : ٢ / ٣٣٦ وفيهما : توفّي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

(٢) في المصدر : وقال.

(٣) في المصدر : يموت.

٣٤٢

جهازك.

قال : فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول ، وإذا بالمشاعل على بابي والباب يدقّ ، قال : فقلت لغلامي خير : يا خير ، انظر أيّ شي‌ء هو ذا؟ فقال خير : هذا غلام حمد(١) بن محمّد الكاتب ابن عمّ الوزير ، فأدخله إليّ وقال لي : قد طلبك الوزير ، يقول(٢) لك مولاي حمد : اركب إليّ.

قال : فركبت وفتحت الشوارع والدروب وجئت إلى شارع الزرّادين(٣) فإذا بحمد قاعد(٤) ينتظرني ، فلما رآني أخذ بيدي وركبنا إلى الوزير ، فقال لي الوزير : يا شيخ قد قضى الله حاجتك ، واعتذر إليّ ودفع إليّ الكتب مكتوبة مختومة قد فرغ منها ، قال : فأخذت ذلك وخرجت.

قال أبو محمّد الحسن بن محمّد : فحدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي بنصيبين بهذا وقال لي : ما خرج هذا الحنوط إلاّ لعمّتي فلانة(٥) ـ لم يسمّها ـ وقد نعيت إليّ نفسي ، ولقد قال لي الحسين بن روحرحمه‌الله : إنّي أملّك الضيعة وقد كتب إلى(٦) بالّذي أردت. فقمت إليه وقبّلت رأسه وعينيه ، وقلت : يا سيدي أرني الأكفان والحنوط والدراهم ، قال : فأخرج إليّ الأكفان‌

__________________

(١) في المصدر في المواضع الثلاثة : حميد.

(٢) في المصدر : ويقول.

(٣) في المصدر : الرزّازين ( الوزانين خ ).

(٤) في نسخة « م » : قاعدا.

(٥) قال العلاّمة المجلسي في البحار : ٥١ / ٣٣٩ : قوله : إلاّ لعمّتي ، أي ما خرج هذا الحنوط أوّلا إلاّ لعمّتي ، ثمّ طلبت حنوطا لنفسي فخرج مع الكفن والدراهم ، واحتمال كون الحنوط لم يخرج له أصلا وإنّما أخذ حنوط عمّته لنفسه فيكون رجوعا عن الكلام الأوّل بعيد.

(٦) في المصدر : لي. قال العلاّمة المجلسي : وقد كتب ، على بناء المجهول ليكون حالا عن ضمير أملّك ، أو تصديقا لما أخبر به ، أو على بناء المعلوم فالضمير المرفوع راجع إلى الحسين ، أي : وقد كتب مطلبي إلى القائمعليه‌السلام ، فلمّا خرج أخبرني به قبل ردّ الضيعة.

٣٤٣

وإذا فيها برد حبرة مسّهم(١) من نسج اليمن ، وثلاثة أثواب مروي وعمامة ، وإذا(٢) الحنوط في خريطة ، وأخرج إليّ الدراهم فعدّها مائة درهم وزنها مائة درهم.

فقلت له : يا سيّدي هب لي منها درهما أصوغه خاتما ، قال : وكيف ذلك؟ خذ من عندي ما شئت ، فقلت : أريد من هذه وألححت عليه وقبّلت رأسه وعينيه ، فأعطاني درهما شددته في منديلي وجعلته في كمّي ، فلمّا صرت إلى الخان فتحت زنقيلجة(٣) معي وجعلت المنديل في الزنقيلجة وفيه الدّرهم مشدود وجعلت كتبي ودفاتري فوقه ، وأقمت أيّاما ، ثمّ جئت أطلب الدرهم فإذا الصرّة مصرورة بحالها ولا شي‌ء فيها ، فأخذني شبه الوسواس. فصرت إلى باب العقيقي فقلت لغلامه خير : أريد الدخول إلى الشيخ ، فأدخلني إليه ، فقال لي : مالك يا سيّدي؟! فقلت : الدرهم الذي أعطيتني ما أصبته في الصرّة ، فدعا بزنقيلجة وأخرج الدراهم فإذا هي مائة درهم عددا ووزنا ، ولم يكن معي أحد أتّهمه ، فسألته ردّه إليّ فأبى.

ثمّ خرج إلى مصر وأخذ الضيعة ، ثمّ مات قبله محمّد بن إسماعيل بعشرة أيّام كما قيل ، ثمّ توفّيرحمه‌الله وكفّن في الأكفان التي دفعت إليه(٤) ، انتهى.

وإنّما أوردناه بطوله لما فيه من جلالة هذا السيّد الجليل وعلوّ رتبته وعظم منزلته. والفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله اعترف على أنّ هذا الخبر يدلّ على علوّ مرتبة العقيقي وكمال إخلاصه وكونه من المؤمنين ، لكنّه‌

__________________

(١) المسهّم : البرد المخطط ، الصحاح : ٥ / ١٩٥٦.

(٢) في نسخة « م » : وإذ.

(٣) في المصدر في المواضع الثلاثة : زنفيلجة.

(٤) إكمال الدين : ٥٠٥ / ٣٦.

٣٤٤

قال : إنّه شهادة لنفسه ، وفي طريقه ضعف(١) .

قلت : أمّا الشهادة للنفس فمرّ في كثير من التراجم مضافا إلى ما في الفوائد من عدم كونها مضرّة للقرائن والأمارات المحصّلة للظن المعتبر شرعا. وأمّا الراوي وهو الحسن بن محمّد بن يحيى فهو حسن على ما مرّ في ترجمته ، فلاحظ.

على أنّ في ذكر الصدوقرحمه‌الله هذا الخبر في الباب المذكور دلالة على اعتماده عليه واستناده إليه ، بل وصحّته لديه ، مضافا إلى أنّ لكلّ حقّ حقيقة ولكلّ صواب نورا ، فإنّ من أمعن النظر في هذا الخبر ميّز القشر من اللباب وعرف الخطأ من الصواب.

وقال بعض أجلاّء العصر عند ذكر أسباب المدح : ومنها : أن يروي فيه غير الثقة ما يدلّ على وثاقته وجلالته ، وأضعف من هذا أن يروي هو ذلك في نفسه ، فإن انضمّ إلى ذلك ما يؤيّده ، كنقل المشايخ لذلك الخبر عند ذكره واعتدادهم به قوي الظنّ ، ولا سيّما في الأوّل(٢) ، فربما بني عليه التوثيق إن ظهرت منهم أمارات القبول(٣) ، انتهى.

وأنت خبير بأنّ ما نحن فيه من هذا القبيل ، فلا تغفل. ومرّ في الفوائد من الأستاذ العلاّمة دام علاه التصريح بما ذكره(٤) ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن أحمد العلوي ، عنه الحسن بن محمّد بن يحيى(٥) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢٧٦ / ١٦٠٠.

(٢) أي : أن يروي فيه غير الثقة ما يدلّ على وثاقته وجلالته.

(٣) عدّة الرجال : ١ / ١٤٦.

(٤) مرّ ذكر ذلك في الفائدة الخامسة.

(٥) هداية المحدّثين : ٢١١.

٣٤٥

١٩٤٩ ـ علي بن أحمد بن علي الخزّاز :

نزيل الري ، يكنّى أبا الحسن ، متكلّم جليل ، لم(١) .

١٩٥٠ ـ علي بن أحمد بن عمر :

ابن حفص الغروي المعروف بابن الحمانيرضي‌الله‌عنه ، كذا ذكره الشيخ على ما في أمالي ولده ، وروى عنه كثيرا وكنّاه بأبي الحسن ، وقال : أخبرني قراءة(٢) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

١٩٥١ ـ علي بن أحمد القمّي :

هو ابن أحمد بن محمّد بن أبي جيد أو ابن أحمد الدلاّل المكنّى بأبي الحسن ، والأوّل يكنّى بأبي علي(٣) على ما في الفائدة الخامسة ، والإطلاق ينصرف إليه ، وهو يروى عن الثاني(٤) وعن ابن الوليد أيضا(٥) ، ويأتي ما له دخل في الكنى(٦) ،تعق (٧) .

١٩٥٢ ـ علي بن أحمد الكوفي :

أبو القاسم ، مخمّس ، لم(٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٧٩ / ١٥. وسيجي‌ء عن الفهرست : ١٠٠ / ٤٣٢ والخلاصة : ٩٥ / ٢٤ : علي الخزّاز الرازي ، واستظهر المصنّف هناك اتّحاده مع هذا.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ٣٨٠ / ٨١٧ ، ٨١٨ ، ٨١٩ ، ٨٢٠ ، ٨٢١ ، وفيه : أبو الحسن علي ابن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي. ولم يرد فيه الترضّي.

(٣) سيأتي في ترجمة علي بن أحمد بن محمّد بن أبي جيد عن النقد أنّ كنيته أبا الحسين.

(٤) غيبة الشيخ الطوسي : ٣٦٤ / ٣٣٢.

(٥) كما في رجال النجاشي : ١٢١ / ٣١٢ في ترجمة جعفر بن سليمان القمّي.

(٦) أي في ابن أبي جيد ، قال : اسمه علي بن أحمد بن أبي جيد. إلى أن قال : وقد يعبر عنه علي بن أحمد القمّي. المنهج : ٣٩٧.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٥.

(٨) رجال الشيخ : ٤٨٥ / ٥٤.

٣٤٦

ومضى : ابن أحمد أبو القاسم.

١٩٥٣ ـ علي بن أحمد بن محمّد :

ابن أبي جيد ، أشرنا إليه في ابن أحمد القمّي.

وفي النقد : يكنّى أبا الحسينجش عند ترجمة الحسين بن مختار(١) ، وهو من مشايخ الشيخ(٢) والنجاشي(٣) ، انتهى(٤) .

ويأتي في باب المصدّر بابن ،تعق (٥) .

١٩٥٤ ـ علي بن أحمد بن موسى :

ويقال : الدقّاق ، روى الصدوق مترضّيا عنه(٦) .

وفيتعق : هو ابن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق(٧) ، والظاهر أنّه‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٣ ، ولم ترد فيه الكنية ، وورد في ترجمة محمّد بن الحسن بن فروخ : ٣٥٤ / ٩٤٨ بعنوان : أبو الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر الأشعري القمّي.

(٢) روى عنه الشيخ في الفهرست في طريق إسماعيل بن أبي زياد السكوني وصفوان بن يحيى وعثمان بن عيسى ويعقوب بن يزيد ويعلى بن حسان.

(٣) روى عنه النجاشي في طريق إبراهيم بن محمّد الأشعري والحسين بن المختار وخالد بن جرير وصفوان بن يحيى وعلي بن النعمان ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن الحسن بن فروخ ومحمّد بن عبد الله الهاشمي ، إلاّ أنّ في أكثرها جاء بعنوان علي بن أحمد فقط.

(٤) نقد الرجال : ٢٢٧ / ٣٢.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٥.

(٦) الخصال : ٥٤٣ / ١٩ و ٥٦٤ / ١.

(٧) وجه الاتّحاد ما ذكره الصدوق في المشيخة : ٤ / ١٥ فيما كتبه الرضاعليه‌السلام إلى محمّد بن سنان من جواب مسائله في العلل فقد رواه عن علي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن علي بن العبّاس ، عن القاسم بن الربيع الصحّاف عن محمّد بن سنان ، عن الرضاعليه‌السلام .

ورواها أيضا في العيون ٢ : ٨٨ / ١ عن علي بن أحمد بن عمران الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الله الورّاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، إلى آخر السند المذكور في المشيخة ، فلاحظ.

٣٤٧

من مشايخه(١) .

١٩٥٥ ـ علي بن أحمد بن نصر البندبنجي :

أبو الحسن ، سكن الرملة ، ضعيف متهافت لا يلتفت إليه ،صه (٢) ،د (٣) .

وفيتعق : في النقد بدلصه ،د : غض(٤) (٥) .

١٩٥٦ ـ علي بن إدريس :

وصفه الصدوق بصاحب الرضا(٦) ؛ ولعلّه مدح ، وصرّح به المصنّف في إدريس بن زيد(٧) ،تعق (٨) .

١٩٥٧ ـ علي بن أسباط بن سالم :

بيّاع الزطّي ، أبو الحسن المقري ، كوفي ، ثقة ، وكان فطحيّا ، جرى بينه وبين علي بن مهزيار رسائل في ذلك ، رجعوا في ذلك(٩) إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه ، وقد روى عن الرضاعليه‌السلام قبل ذلك(١٠) ، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة.

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٢) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٧ ، وفيها : البندنجي.

(٣) رجال ابن داود : ٢٦٠ / ٣٣٢ ، وفيه : البندليجي.

(٤) نقد الرجال : ٢٢٧ / ٣٣.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٦) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٨٩.

(٧) منهج المقال : ٥٠ ، أي صرّح بالمدح.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦ ، ولم يرد فيها : وصرّح به. إلى آخره.

(٩) في المصدر بدل في ذلك : فيها.

(١٠) ذلك ، لم ترد في نسخة « ش » ؛ وفي المصدر : من قبل ذلك.

٣٤٨

له كتاب الدلائل ، محمّد بن أيّوب الدهقان عنه به.

وله كتاب التفسير ، أحمد بن يوسف بن حمزة بن زياد الجعفي عنه به.

وله كتاب المزار ، علي بن الحسن بن فضّال عنه به.

وله كتاب نوادر مشهور ، أحمد بن هلال عنه به ،جش (١) .

وفيست : له أصل وروايات ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد ابن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه(٢) ومحمّد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عنه(٣) .

وفيكش : كان علي بن أسباط فطحيّا ، ولعليّ بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير ، قالوا : فلم ينجع ذلك فيه ومات على مذهبه(٤) .

ومرّ أيضا في الحسن بن علي بن فضّال وعبد الله بن بكير(٥) .

وفيصه بعد ذكر ما فيكش وجش : أنا أعتمد على روايته(٦) .

وفيتعق : الأظهر رجوعه كما قالجش وصه ، وجش أضبط منكش ، على أنّ دعواه بعنوان الجزم وكش حكاه عن غيره ، مع أنّ الشهادة على الرجوع أقوى دلالة من الشهادة على البقاء ، ولعلّ بقاءه على الفطحيّة مدّة صار منشأ لعدّ محمّد بن مسعود إيّاه منهم ، لكن عدّ حديثه من الصحاح‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥٢ / ٦٦٣.

(٢) في المصدر : عن.

(٣) الفهرست : ٩٠ / ٣٨٤.

(٤) رجال الكشّي : ٥٦٢ / ١٠٦١.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٣٩ ، وفيه نقلا عن محمّد بن مسعود عدّه مع جماعة من الفطحيّة ، وقال : هم فقهاء أصحابنا.

(٦) الخلاصة : ٩٩ / ٣٨.

٣٤٩

مشكل لعدم معلوميّة صدوره عنه بعد رجوع ، ولذا حكم بكونه من الموثّقات ، لكن كثير من الأجلّة كانوا على الفاسد ثمّ رجعوا كعبد الله بن المغيرة وغيره ، ومع ذلك لا يتأمّلون في تصحيح حديثهم ، ومرّ التحقيق في الفوائد.

وفي الكافي في الصحيح عن علي بن مهزيار قال : كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفرعليه‌السلام في أمر بناته وأنّه لم يجد أحدا مثله.

فكتب إليهعليه‌السلام : فهمت ما ذكرت في أمر بناتك وأنّك لا تجد أحدا مثلك ، فلا تنظر في ذلك رحمك الله. الحديث(١) (٢) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبيرحمه‌الله في قسم الثقات وقال : القول بعدم الرجوع غير معلوم القائل ، فلا يعارض جزم النجاشي بالرجوع. قال : ونسبد القول بعدم الرجوع إلىكش ، وهو غير جيّد ؛ ثمّ قال ـ أيد ـ : والأشهر ما قالجش لأنّ ذلك(٣) شاع بين أصحابنا وذاع ، فلا يجوز بعد ذلك الحكم على أنّه مات على المذهب الأوّل(٤) ، انتهى(٥) .

وقال الشيخ محمّدرحمه‌الله : لا ريب أنّه إذا روى عن الرضاعليه‌السلام فهي قبل الرجوع ، وإذا روى عن الجوادعليه‌السلام فاحتمالان ، وإلاّ رجح القبول لاحتماله عدم السبق.

قلت : كون روايته عن الرضاعليه‌السلام قبل الرجوع ممّا لا كلام فيه ، لكن رجحان قبول روايته عن الجوادعليه‌السلام فيه كلام ، إذ في كلّ‌

__________________

(١) الكافي ٥ : ٣٤٧ / ٢.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٣) في نسخة « ش » : ذاك.

(٤) رجال ابن داود : ٢٦٠ / ٣٣٣.

(٥) حاوي الأقوال : ٩٦ / ٣٤١ ، وذكره أيضا في الموثّق : ٢٠٦ / ١٠٦٧.

٣٥٠

رواية رواية يمكن أن يقال الأصل بقاؤه على الفطحيّة ، وكما أنّ في الرواية الأصل التأخير فكذا في الرجوع.

وقال الفاضل عبد النبيرحمه‌الله : الوجه ردّ روايته متى علم أنّها قبل الرجوع والقبول للباقي(١) .

قلت : بل الوجه قبول روايته متى علم أنها بعد الرجوع والردّ للباقي.

هذا إن أردنا من القبول الصحّة ، وإلاّ فالقبول مطلقا متّجه عند من يقبل الموثّق ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن أسباط الثقة ، عنه محمّد بن أيوب الدهقان ، وأحمد ابن يوسف ، وعلي بن الحسن بن فضّال ، وأحمد بن هلال ، وموسى بن جعفر البغدادي ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب.

وفي الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أوّل حديث ، عنه ، عن محمّد بن علي ، عن علي بن أسباط(٢) .

قال ملاّ محمّد صالح : لم يظهر لي أنّ محمّد بن علي من هو(٣) .

قلت : وكذلك أنا لم يظهر لي(٤) .

١٩٥٨ ـ علي بن إسحاق بن عبد الله :

ابن سعد الأشعري ، أبو الحسين ، ثقة ،صه (٥) .

جش إلاّ : أبو الحسين ؛ وزاد : له كتاب ، أحمد بن محمّد بن خالد عنه به(٦) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٩٦ / ٣٤١.

(٢) الكافي ١ : ٢٧٨ / ١.

(٣) شرح أصول الكافي ٦ : ٢٥١ / ١.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٤.

(٥) الخلاصة : ١٠٢ / ٦٧ ، وفيها : أبو الحسن.

(٦) رجال النجاشي : ٢٧٩ / ٧٣٩ ، وفيه أيضا : أبو الحسن.

٣٥١

وفيست : له كتاب ، رويناه عن عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(١) .

أقول : فيمشكا : ابن إسحاق الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله(٢) .

١٩٥٩ ـ علي بن إسماعيل :

نصر بن الصباح قال : علي بن إسماعيل يقال : علي بن السندي ، فلقّب إسماعيل بالسندي ، كش.

والذي في الاختيار : السدّي ، وهو الصحيح ، فتدبّر.

وفيتعق : في أمالي الشيخ الصدوق أيضا السدّي(٣) ، ويأتي ما فيه في علي بن السرّي(٤) .

أقول : في نسختي من الاختيار هكذا : نصر بن الصباح قال : علي ابن إسماعيل ثقة(٥) ، علي بن السدّي ، لقّب إسماعيل بالسدّي(٦) . وكذا في نسخة ابن طاوس ، إلاّ أنّ فيها السري في الموضعين(٧) .

ويأتي في ابن السرّي أيضا : ثقة ، بدل يقال ، فتدبّر.

١٩٦٠ ـ علي بن إسماعيل الدهقان :

زاهد خيّر فاضل ، من أصحاب العياشي ،صه (٨) ، لم(٩) .

__________________

(١) الفهرست : ٩٤ / ٣٩٧.

(٢) هداية المحدّثين : ١١٥.

(٣) الأمالي : ١٥٣ / ٦ ، وفيه : السرّي.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٥) في المصدر زيادة : وهو.

(٦) رجال الكشّي : ٥٩٨ / ١١١٩.

(٧) التحرير الطاووسي : ٣٦٨ / ٢٥٧ ، وفيه : السدّي ، في الموضعين.

(٨) الخلاصة : ٩٤ / ١٩.

(٩) رجال الشيخ : ٤٧٨ / ٩.

٣٥٢

١٩٦١ ـ علي بن إسماعيل بن شعيب :

ابن ميثم بن يحيى التمّار ، أبو الحسن الميثمي ، أوّل من تكلّم على مذهب الإماميّة ، وصنّف كتابا في الإمامة ، كان كوفيّا وسكن البصرة ، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا ، كلّم أبا الهذيل العلاّف والنظام ،صه (١) ،جش (٢) .

ويأتي : ابن إسماعيل الميثمي ، وهو هذا.

وفيتعق : للصدوق طريق إليه ، والطريق إلى صفوان بن يحيى صحيح ، وهو يروي عنه(٣) . وفي ترجمة هشام بن الحكم فضله وجلالته وأنّه أدرك الكاظمعليه‌السلام وهو إذ ذاك فاضل متين(٤) (٥) .

أقول : فيمشكا : ابن إسماعيل بن شعيب بن ميثم أبو الحسن الميثمي ، وقد صحّح في الحبل المتين في أبحاث التيمّم روايته ، وهي هكذا : عن علي بن إسماعيل عن حمّاد بن عيسى(٦) .

عنه علي بن مهزيار ، وصفوان بن يحيى كما في مشيخة الفقيه(٧) .

وهو عن ربعي بن عبد الله ، وعن بشير(٨) .

١٩٦٢ ـ علي بن إسماعيل بن جعفر :

ابن محمّدعليهما‌السلام ، غير مذكور في الكتابين.

__________________

(١) الخلاصة : ٩٣ / ٩.

(٢) رجال النجاشي : ٢٥١ / ٦٦١ ، باختلاف.

(٣) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١١٥.

(٤) نقلا عن رجال الكشّي : ٢٥٨ / ٤٧٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٦) في نسخة « ش » : حمّاد بن ميثم. ولم أجد روايته في الحبل المتين.

(٧) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ١١٥.

(٨) هداية المحدّثين : ٢١٢.

٣٥٣

وفيكش في ترجمة هشام بن الحكم : روى موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفرعليه‌السلام قال : سمعت أخي موسى بن جعفرعليه‌السلام قال : قال أبي لعبد الله أخي : إليك ابني أخيك فقد ملآني بالسفه فإنّهما شرك شيطان. يعني : محمّد بن إسماعيل بن جعفر وعلي بن إسماعيل(١) ، انتهى.

١٩٦٣ ـ علي بن إسماعيل بن عامر :

ظم (٢) . وفيتعق : المظنون أنّه ابن عمّار(٣) (٤) .

١٩٦٤ ـ علي بن إسماعيل بن عمّار :

كان من وجوه من روى الحديث ،جش في ترجمة إسحاق بن عمّار(٥) .

وذكره البرقي في رجال الكاظمعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : عنه ابن أبي عمير(٧) . ولعلّه السابق(٨) .

١٩٦٥ ـ علي بن إسماعيل بن عيسى :

هذا(٩) هو ابن السندي ، يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(١٠) ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٦٥ / ٤٧٨.

(٢) رجال الشيخ : ٣٥٥ / ١٩.

(٣) حيث نقل عن رجال البرقي : ٥٠ عدّه أيضا من أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام .

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٥) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٦) رجال البرقي : ٥٠.

(٧) الكافي ٥ : ٢٨٨ / ٣ والتهذيب ٧ : ٢١٣ / ٩٣٤.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦.

(٩) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(١٠) التهذيب ٢ : ١٨٧ / ٧٤٣.

٣٥٤

ومحمّد بن علي بن محبوب(١) ، وعبد الله بن جعفر الحميري(٢) ، ومحمّد بن الحسن الصفّار(٣) ، وسعد بن عبد الله(٤) ، ومحمّد بن يحيى العطّار(٥) .

ويروي عن حمّاد(٦) ، وصفوان(٧) ، وعلي بن النعمان(٨) ، ومعلّى بن محمّد(٩) ، ومحمّد بن عمرو الزيّات(١٠) ، وعثمان بن عيسى(١١) ، والحسن ابن راشد(١٢) ، وموسى بن طلحة(١٣) ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع(١٤) ،تعق (١٥) .

أقول : ذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات وقال : هو في طريق الشيخ الصدوق إلى إسحاق بن عمّار(١٦) ، وقد وصفه العلاّمة‌

__________________

(١) التهذيب ١ : ١٤٥ / ٤٠٩ ، وفيه : علي بن السندي.

(٢) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٩.

(٣) التهذيب ٦ : ١٤٧ / ٢٥٦.

(٤) التهذيب ٢ : ٢١٥ / ٨٤٤.

(٥) التهذيب ٧ : ١٦١ / ٧١٠.

(٦) التهذيب ٧ : ٣٤١ / ١٣٩٥.

(٧) الكافي ١ : ٢٠٧ / ١.

(٨) التهذيب ١ : ٦٥ / ١٨٥.

(٩) التهذيب ٢ : ١١ / ٢٤.

(١٠) الكافي ١ : ٣٨٦ / ٤.

(١١) الكافي ٣ : ٢٠٨ / ٥.

(١٢) رجال النجاشي : ٣٨ / ٧٦ ترجمة الحسن بن راشد الطفاوي ، وفيه : علي بن السندي.

(١٣) الاختصاص : ٢١٧.

(١٤) الكافي ٢ : ٩ / ٣.

(١٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٦ ، إلاّ أنّ في أكثر هذه الروايات ورد بعنوان : علي بن إسماعيل.

(١٦) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥ ، وفيه : علي بن إسماعيل. وورد بعنوان علي بن إسماعيل بن عيسى في طريقه إلى زرارة بن أعين وحريز بن عبد الله وحمّاد بن عيسى : ٤ / ٩ ، وقد وصف العلاّمة الطرق الثلاث كلّها بالصحة ، الخلاصة : ٢٧٧.

٣٥٥

بالصحّة(١) ، وهو يعطي التوثيق(٢) ، انتهى فتأمّل.

١٩٦٦ ـ علي بن إسماعيل الميثمي :

متكلّم ،ضا (٣) .

وفيست : ابن ميثم التمّار ، وميثم من أجلّة أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعلي هذا أوّل من تكلّم على مذهب الإماميّة ، وصنّف كتابا في الإمامة سمّاه الكامل ، وله كتاب الاستحقاق(٤) .

أقول : هذا ابن شعيب بن ميثم المذكور سابقا.

١٩٦٧ ـ علي بن بزرج :

يكنّى أبا الحسن ، روى عنه حميد كتبا كثيرة من الأصول ، لم(٥) .

وفيتعق : هو ابن أبي صالح(٦) .

أقول : وفي النقد جزم أيضا بأنّه هو(٧) .

وفي ضح : أظنّه ابن أبي صالح ، واسم أبي صالح محمّد ويلقّب بزرج ، وقد تقدّم(٨) ، انتهى.

١٩٦٨ ـ علي بن بشير :

ثقة ،صه (٩) ؛جش في أخيه محمّد(١٠) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٧٧.

(٢) حاوي الأقوال : ١٧٢ / ٧٠٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٨٣ / ٥٢.

(٤) الفهرست : ٨٧ / ٣٧٤.

(٥) رجال الشيخ : ٤٨٠ / ٢٠.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٧) نقد الرجال : ٢٢٧ / ٤٤.

(٨) إيضاح الاشتباه : ٢٢٢ / ٤٠٥.

(٩) الخلاصة : ١٠٣ / ٧٣.

(١٠) رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٧ ، وفيه أيضا أنّه راو للحديث.

٣٥٦

١٩٦٩ ـ علي بن بلال بن أبي معاوية :

أبو الحسن المهلّبي الأزدي ، شيخ أصحابنا بالبصرة ، ثقة ، سمع الحديث وأكثر ،صه (١) .

وزادجش : أخبرنا بكتبه محمّد بن محمّد وأحمد بن علي بن نوح(٢) .

وفيست : له كتاب الغدير ، أخبرنا أحمد بن عبدون عنه(٣) .

وفي لم : روى عنه ابن حاشر(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن بلال بن أبي معاوية الثقة ، عنه ابن حاشر ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وإبراهيم بن هاشم.

ويعرف بمن أخبر بكتبه ، كمحمّد بن محمّد ، وأحمد بن علي بن نوح(٥) .

١٩٧٠ ـ علي بن بلال :

بغدادي انتقل إلى واسط ، روى عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، ( له كتاب ، محمّد بن أحمد بن أبي قتادة ومحمّد بن أحمد بن يحيى عنه به ،جش (٦) .

وفيصه )(٧) : من أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، ثقة(٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٠١ / ٥٠.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦٥ / ٦٩٠.

(٣) الفهرست : ٩٦ / ٤١٢ ، وذكر له كتبا أخرى.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٦ / ٥٨.

(٥) هداية المحدّثين : ٢١٢ ، وفيها : علي بن بلال بن أبي معاوية.

(٦) رجال النجاشي : ٢٧٨ / ٧٣٠.

(٧) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) الخلاصة : ٩٣ / ١٠.

٣٥٧

وفيج : ثقة(١) .

وفيكش بعد ما ذكر في الحسين بن عبد ربّه : فأتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد ، وقد أعلم أنّك شيخ ناحيتك ، فأحببت إفرادك وإكرامك بالكتاب بذلك ، فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الحقّ ، وأنّ تحضّ مواليّ على ذلك وتعرّفهم من ذلك ما يصير سببا إلى عونه وكفايته ، فذلك توفير علينا ومحبوب لدينا ، ولك به جزاء من الله وأجر ، فإنّ الله يعطي من يشاء ، ذو الإعطاء والجزاء برحمته ، وأنت في وديعة الله ، وكتبت بخطّي ، وأحمد الله كثيرا(٢) .

ومرّ في إبراهيم بن عبدة أيضا(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن بلال البغدادي ، عنه محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن أحمد بن أبي قتادة.

وهو عن الجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام (٤) .

١٩٧١ ـ علي بن بلال المهلبي :

هو ابن أبي معاوية(٥) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٠٤ / ١٧.

(٢) رجال الكشّي : ٥١٢ / ٩٩١.

(٣) رجال الكشّي : ٥٧٩ / ١٠٨٨ ، وفيه : اقرأ كتابنا على البلاليرضي‌الله‌عنه ، فإنّه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه. وقال القهبائي في مجمع الرجال : ٧ / ١١٨ : البلالي يحتمل لأبي طاهر محمّد بن علي بن بلال وهو الأظهر ، ولمحمّد بن بلال على المغايرة ، ولعلي بن بلال.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٥ ، ولم يرد فيها : محمّد بن عيسى.

(٥) أي علي بن بلال بن أبي معاوية ، وقد تقدّم.

٣٥٨

١٩٧٢ ـ علي بن جعفر بن الأسود :

يظهر في علي بن الحسين بن موسى جلالته(١) ،تعق (٢) .

١٩٧٣ ـ علي بن جعفر :

من أصحاب أبي محمّد الحسنعليه‌السلام ، قيّم لأبي الحسنعليه‌السلام ، ثقة ،صه (٣) .

وفيدي : علي بن جعفر وكيل ثقة(٤) .

وفيكر : قيّم لأبي الحسنعليه‌السلام ثقة(٥) .

ثمّ فيصه أيضا : علي بن جعفر ، قالكش : قال محمّد بن مسعود : قال يوسف بن السخت : كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسنعليه‌السلام ، وكان في حبس المتوكّل وخاف القتل والشكّ(٦) في دينه ، فوعده أن يقصد الله فيه ، فحمّ المتوكّل ، فأمر بتخلية من في السجن مطلقا وبتخليته عينا(٧) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : قال يوسف بن السخت : كان علي ابن جعفر وكيلا لأبي الحسنعليه‌السلام ، وكان رجلا من أهل همينا ـ قرية من قرى سواد بغداد ـ فسعي به إلى المتوكّل فحبسه فطال حبسه ، واحتال من‌

__________________

(١) نقلا عن رجال النجاشي : ٢٦١ / ٦٨٤ ، وفيه أنّ علي بن الحسين بن موسى كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روحرحمه‌الله وسأله مسائل ، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحبعليه‌السلام ويسأله فيها الولد.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٣) الخلاصة : ٩٣ / ١٢.

(٤) رجال الشيخ : ٤١٨ / ١٥.

(٥) رجال الشيخ : ٤٣٢ / ١.

(٦) في نسخة « ش » : الشرك.

(٧) الخلاصة : ٩٩ / ٢٥.

٣٥٩

قبل عبد الله(١) بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار ، وكلّمه عبد الله ، فقال : يا عبد الله لو شككت فيك لقلت إنّك رافضي ، هذا وكيل فلان وأنا على قتله ، قال : فتأدّى الخبر إلى علي بن جعفر ، فكتب إلى أبي الحسنعليه‌السلام : يا سيّدي ، الله الله في فقد والله خفت أن أرتاب.

الحديث(٢) . وقد مرّ ملخّصه عن صه.

وفيه حديث آخر نحوه(٣) .

وفيتعق : مضى في إبراهيم بن محمّد الهمداني توثيقه عن أبي الحسنعليه‌السلام بعنوان العليل(٤) ، ويأتي في فارس بن حاتم ما يدلّ على أنّه هو(٥) ، ويأتي في الخاتمة عن الشيخ أنّه فاضل مرضي(٦) ، وهذا هو ابن جعفر الهماني الآتي ، وسيأتي عن المصنّف أيضا(٧) .

أقول : قال الشيخ محمّدرحمه‌الله : الذي فيصه في القسم الأوّل ، وغير خفي أنّ الرواية ليست سليمة بيوسف بن السخت ، فما أدري وجه إدخاله في القسم الأوّل! وإن كان اعتمادصه على اتّحاده مع علي بن جعفر المذكور منه أيضا فيصه الموثّق من الشيخ فلا وجه لإعادة ذكره ؛ وشيخنا أيّده الله كما ترى كأنّه ظنّ اتّحاده فلذا أوردهما في ترجمة واحدة ، والاتّحاد خفي المأخذ ، فتأمّل(٨) ، انتهى.

__________________

(١) في المصدر في جميع الموارد : عبيد الله.

(٢) رجال الكشّي : ٦٠٦ / ١١٢٩ ، وفيه : همينيا.

(٣) رجال الكشّي : ٦٠٧ / ١١٣٠.

(٤) نقلا عن الكشّي : ٥٥٧ / ١٠٥٣.

(٥) عن رجال الكشّي : ٥٢٣ / ١٠٠٥ ، ٥٢٦ / ١٠٠٩.

(٦) نقلا عن الغيبة : ٣٥٠.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٨) منهج المقال ـ النسخة الخطيّة ـ : ٢٩٤.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433