منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

منتهى المقال في أحوال الرّجال 18%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-97-3
الصفحات: 433

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 433 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 264440 / تحميل: 4848
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٧-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ب :( وَلا تَنْقُضُوا الإيْمان بَعْد تَوكيدها ) فالأيمان جمع يمين.

فيقع الكلام في الفرق بين الجملتين ، والظاهر اختصاص الأولى بالعهود التي يبرمها مع الله تعالى ، كما إذا قال : عاهدت الله لأفعلنّه ، أو عاهدت الله أن لا أفعله.

وأمّا الثانية فالظاهر انّ المراد هو ما يستعمله الإنسان من يمين عند تعامله مع عباد الله.

وبملاحظة الجملتين يعلم أنّه سبحانه يؤكد على العمل بكلّ عهد يبرم تحت اسم الله ، سواء أكان لله سبحانه أو لخلقه.

ثمّ إنّه قيّد الأيمان بقوله : بعد توكيدها ، وذلك لأنّ الأيمان على قسمين : قسم يطلق عليه لقب اليمين ، بلا عزم في القلب وتأكيد له ، كقول الإنسان حسب العادة والله وبالله.

والقسم الآخر هو اليمين المؤكد ، وهو عبارة عن تغليظه بالعزم والعقد على اليمين ، يقول سبحانه :( لاَ يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الإيْمان ) .(١)

ثمّ إنّه سبحانه يعلّل تحريم نقض العهد ، بقوله :( وَقَد جَعَلتم الله علَيكم كفيلاً انّ الله يعلم ما تَفْعلون ) أي جعلتم الله كفيلاً بالوفاء فمن حلف بالله فكأنّه أكفل الله بالوفاء.

فالحالف إذا قال : والله لأفعلنّ كذا ، أو لأتركنّ كذا ، فقد علّق ما حلف عليه نوعاً من التعليق على الله سبحانه ، وجعله كفيلاً عنه في الوفاء لما عقد عليه

__________________

١ ـ المائدة : ٨٩.

١٨١

اليمين ، فإن نكث ولم يفِ كان لكفيله أن يؤدبه ، ففي نكث اليمين ، إهانة وإزراء بساحة العزة.

ثمّ إنّه سبحانه يرسم عمل ناقض العهد بامرأة تنقض غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، قال :( وَلاتَكُونُوا كَالّتى نَقَضَت غزلها مِنْ بعْدل قُوّة أنكاثاً ) مشيراً إلى المرأة التي مضى ذكرها وبيان عملها حيث كانت تغزل ما عندها من الصوف والشعر ، ثمّ تنقض ما غزلته ، وقد عرفت في قوله ب‍ « الحمقاء » فكذلك حال من أبرم عهداً مع الله وباسمه ثمّ يقدم على نقضه ، فعمله هذا كعملها بل أسوأ منها حيث يدل على سقوط شخصيته وانحطاط منزلته.

ثمّ إنّه سبحانه يبين ما هو الحافز لنقض اليمين ، ويقول إنّ الناقض يتخذ اليمين واجهة لدخله وحيلته أوّلاً ، ويبغي من وراء نقض عهده ويمينه أن يكون أكثر نفعاً ممّا عهد له ولصالحه ثانياً ، يقول سبحانه :( تَتَّخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمّة هي أربى من أمّة ) فقوله « أربى » من الربا بمعنى الزيادة ، فالناقض يتخذ أيمانه للدخل والغش ، ينتفع عن طريق نقض العهد وعدم العمل بما تعهد ، ولكن الناقض غافل عن ابتلائه سبحانه ، كما يقول سبحانه :( إنّما يبلوكم الله به وليبيّننَّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ) .

أي انّ ذلك امتحان إلهي يمتحنكم به ، وأقسم ليبيّنن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون فتعلمون عند ذلك حقيقة ما أنتم عليه اليوم من التكالب على الدنيا وسلوك سبيل الباطل لإماطة الحق ، ودحضه ويتبين لكم يومئذ من هو الضال ومن هوا لمهتدي.(١)

__________________

١ ـ الميزان : ١٢ / ٣٣٦.

١٨٢

النحل

٣٠

التمثيل الثلاثون

( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأنْعُمِ اللهِ فأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ والْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُون * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظالِمُون ) .(١)

تفسير الآيات

« رغد » عيش رغد ورغيد : طيّب واسع ، قال تعالى :( وكلا منها رغداً ) .

يصف سبحانه قرية عامرة بصفات ثلاث :

أ : آمنة : أي ذات أمن يأمن فيها أهلها لا يغار عليهم ، ولا يُشنُّ عليهم بقتل النفوس وسبي الذراري ونهب الأموال ، وكانت آمنة من الحوادث الطبيعية كالزلازل والسيول.

ب : مطمئنة : أي قارّة ساكنة بأهلها لا يحتاجون إلى الانتقال عنها بخوف أو ضيق ، فانّ ظاهرة الاغتراب إنّما هي نتيجة عدم الاستقرار ، فترك الأوطان وقطع الفيافي وركوب البحار وتحمّل المشاق رهن عدم الثقة بالعيش الرغيد فيه ، فالاطمئنان رهن الأمن.

____________

١ ـ النحل : ١١٢ ـ ١١٣.

١٨٣

ج :( يأتيها رزقها رغداً من كلّ مكان ) ، الضمير في يأتيها يرجع إلى القرية ، والمراد منها حاضرة ما حولها من القرى ، والدليل على ذلك ، قوله سبحانه حاكياً عن ولد يعقوب :( وَاسئلِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ التِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنّا لَصادِقُون ) .(١) والمراد من القرية هي مصر الحاضرة الكبيرة يومذاك.

وعلى ذلك فتلك القرية الواردة في الآية بما انّها كانت حاضرة لما حولها من الاَصقاع فينقل ما يزرع ويحصد إليها بغية بيعه أو تصديره.

هذه الصفات الثلاث تعكس النعم المادية الوافرة التي حظيت بها تلك القرية.

ثمّ إنّه سبحانه يشير إلى نعمة أخرى حظيت بها وهي نعمة معنوية ، أعنيبعث الرسول إليها ، كما أشار إليه في الآية الثانية ، بقوله :( وَلَقد جاءهُمْ رسول منهم ) .

وهوَلاء أمام هذه النعم الظاهرة والباطنة بدل أن يشكروا الله عليها كفروا بها.

أمّا النعمة المعنوية ، أعني : الرسول فكذّبوه ـ كما هو صريح الآية الثانية ـ وأمّا النعمة المادية فالآية ساكتة عنها غير انّ الروايات تكشف لنا كيفية كفران تلك النعم.

روى العياشي ، عن حفص بن سالم ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال : « إنّ قوماً في بني إسرائيل تؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها ، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يبيعونها

__________________

١ ـ يوسف : ٨٢.

١٨٤

ويأكلونها ، وهو قول الله :( ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ».(١)

وفي رواية أخرى عن زيد الشحّام ، عن الصادقعليه‌السلام قال : كان أبي يكره أن يمسح يده في المنديل وفيه شيء من الطعام تعظيماً له إلاّ أن يمصّها ، أو يكون إلى جانبه صبيّ فيمصّها ، قال : فانّي أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم ، ثم قال : إنّ أهل قرية ممّن كان قبلكم كان الله قد وسع عليهم حتى طغوا ، فقال بعضهم لبعض : لو عمدنا إلى شيء من هذا النقي فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة.

قالعليه‌السلام : فلمّا فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دواباً أصغر من الجراد ، فلم تدع لهم شيئاً خلقه الله إلاّ أكلته من شجر أو غيره ، فبلغ بهم الجهد إلى أن أقبلوا على الذي كانوا يستنجون به ، فأكلوه وهي القرية التي قال الله تعالى :( ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) .(٢)

وبذلك يعلم أنّ ما يقوم به الجيل الحاضر من رمي كثير من فتات الطعام في سلة المهملات أمر محظور وكفران بنعمة الله. حتى أنّ كثيراً من الدول وصلت بها حالة البطر بمكان انّها ترمي ما زاد من محاصيلها الزراعية في البحار حفظاً لقيمتها السوقية ، فكلّ ذلك كفران لنعم الله.

ثمّ إنّه سبحانه جزاهم في مقابل كفرهم بالنعم المادية والروحية ، وأشار إليها

__________________

١ ـ تفسير نور الثقلين : ٣ / ٩١ ، حديث ٢٤٧.

٢ ـ تفسير نور الثقلين : ٣ / ٩٢ ، حديث ٢٤٨.

١٨٥

بآيتين :

الاَُولى :( فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) .

الثانية :( فَأخذهم العذاب وهم ظالمون ) .

فلنرجع إلى الآية الأولى ، فقد جزاهم بالجوع والخوف نتيجة بطرهم.

وهناك سؤال مطروح منذ القدم وهو أنّه سبحانه جمع في الآية الأولى بين الذوق واللباس ، فقال :( فَأَذاقَهَا الله لِباسَ الجُوعِ ) مع أنّ مقتضى استعمال الذوق هو لفظ طعم ، بأن يقول : « فأذاقها الله طعم الجوع ».

ومقتضى اللفظ الثاني أعني : اللباس ، أن يقول : « فكساهم الله لباس الجوع » فلماذا عدل عـن تلك الجملتين إلى جملة ثالثــة لا صلـة لها ـ حسب الظاهر ـ بين اللفظين ؟

والجواب : انّ للإتيان بكلّ من اللفظين وجهاً واضحاً.

أمّا استخدام اللباس فلبيان شمول الجوع والخوف لكافة جوانب حياتهم ، فكأنّ الجوع والخوف أحاط بهم من كلّ الأطراف كإحاطة اللباس بالملبوس ، ولذلك قال :( لباس الجوع والخوف ) ولم يقل « الجوع والخوف » لفوت ذلك المعنى عند التجريد عن لفظ اللباس.

وأمّا استخدام الذوق فلبيان شدة الجوع ، لأنّ الإنسان يذوق الطعام ، وأمّا ذوق الجوع فانّما يطلق إذا بلغ به الجوع والعطش والخوف مبلغاً يشعر به من صميم ذاته ، فقال :( فَأَذاقَهُمُ الله لِباس الجوع والخَوف ) .

هذا ما يرجع إلى تفسير الآية ، وأمّا ما هو المرادمن تلك القرية بأوصافها الثلاثة ، فقد عرفت من الروايات خصوصياتها.

١٨٦

نعم ربما يقال بأنّ المراد أهل مكة ، لأنّهم كانوا في أمن وطمأنينة ورفاه ، ثمّ أنعم الله عليهم بنعمة عظيمة وهي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فكفروا به وبالغوا في إيذائه ، فلا جرم أن سلط عليهم البلاء.

قال المفسرون : عذّبهم الله بالجوع سبع سنين حتى أكلوا الجيف والعظام.

وأمّا الخوف ، فهو انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يبعث إليهم السرايا فيغيرون عليهم.

ويؤيد ذلك الاحتمال ما جاء من وصف أرض مكة في قوله :( أَوَ لَمْ نُمَكّن لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلّ شَيْءٍ ) .(١)

ومع ذلك كلّه فتطبيق الآية على أهل مكة لا يخلو من بُعد.

أمّا أوّلاً : فلأنَّ الآية استخدمت الأفعال الماضية مما يشير إلى وقوعها في الأزمنة الغابرة.

وثانياً : لم يثبت ابتلاء أهل مكة بالقحط والجوع على النحو الوارد في الآية الكريمة ، وان كان يذكره بعض المفسرين.

وثالثاً : انّ الآية بصدد تحذير المشركين من أهل مكة من مغبّة تماديهم في كفرهم ، والسورة مكية إلاّ آيات قليلة ، ونزولها فيها يقتضي أن يكون للمثل واقعية خارجية وراء تلك الظروف ، لتكون أحوال تلك الأمم عبرة للمشركين من أهل مكة وما والاها.

__________________

١ ـ القصص : ٥٧.

١٨٧

الاِسراء

٣١

التمثيل الواحد والثلاثون

( وَلا تَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولَة إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْط فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) .(١)

تفسير الآيات « الغلُّ » : ما يقيَّد به ، فيجعل الأعضاء وسطه ، وجمعه أغلال ، ومعنى قوله :( مغلولة إلى عنقك ) أي مقيَّدة به.

« الحسرة » : الغم على ما فاته والندم عليه ، وعلى ذلك يكون محسوراً ، عطف تفسير لقوله « ملوماً » ، ولكن الحسرة في اللغة كشف الملبس عما عليه ، وعلى هذا يكون بمعنى العريان.

أمّا الآية فهي تتضمن تمثيلاً لمنع الشحيح وإعطاء المسرف ، والأمر بالاقتصاد الذي هو بين الإسراف والتقتير ، فشبّه منع الشحيح بمن تكون يده مغلولة إلى عنقه لا يقدر على الاِعطاء والبذل ، فيكون تشبيه لغاية المبالغة في النهي عن الشح والإمساك ، كما شبّه إعطاء المسرف بجميع ما عنده بمن بسط يده حتى لا يستقر فيها شيء ، وهذا كناية عن الإسراف ، فيبقى الثالث وهو المفهوم من الآية

__________________

١ ـ الإسراء : ٢٩ ـ ٣٠.

١٨٨

وإن لم يكن منطوقاً ، وهو الاقتصاد في البذل والعطاء ، فقد تضمّنته آية أخرى في سورة الفرقان ، وهي :( وَالّذينَ إذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُروا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) .(١)

وقد ورد في سبب نزول الآية ما يوضح مفادها.

روى الطبري أنّ امرأة بعثت ابنها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقالت : قل له : إنّ أمّي تستكسيك درعاً ، فإن قال : حتى يأتينا شيء. ، فقل له : انّها تستكسيك قميصك.

فأتاه ، فقال ما قالت له ، فنزع قميصه فدفعه إليه ، فنزلت الآية.

ويقال انّهعليه‌السلام بقي في البيت إذ لم يجد شيئاً يلبسه ولم يمكنه الخروج إلى الصلاة فلامه الكفّار ، وقالوا : إنّ محمداً اشتغل بالنوم واللهو عن الصلاة( إِنَّ ربّك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) أي يوسع مرة ويضيق مرة ، بحسب المصلحة مع سعة خزائنه.(٢)

روى الكليني عن عبدالملك بن عمرو الأحول ، قال : تلا أبو عبد الله هذه الآية :( وَالّذينَ إذا أَنْفَقُوا لَم يسرفُوا وَلم يقتروا وَكان بين ذلكَ قواماً ) .

قال : فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده ، فقال : هذا الإقتار الذي ذكره الله في كتابه ، ثمّ قبض قبضة أخرى ، فأرخى كفه كلها ، ثمّ قال : هذا الإسراف ، ثمّ قبض قبضة أخرى فأرخى بعضها ، وقال : هذا القوام.(٣)

__________________

١ ـ الفرقان : ٦٧.

٢ ـ مجمع البيان : ٣ / ٤١٢.

٣ ـ البرهان في تفسير القرآن : ٣ / ١٧٣.

١٨٩

هذا ما يرجع إلى تفسير الآية ، وهذا الدستور الإلهي تمخض عن سنّة إلهية في عالم الكون ، فقد جرت سنته سبحانه على وجود التقارن بين أجزاء العالم وانّ كلّ شيء يبذل ما يزيد على حاجته إلى من ينتفع به ، فالشمس ترسل ٤٥٠ ألف مليون طن من جرمها بصورة أشعة حرارية إلى أطراف المنظومة الشمسية وتنال الأرض منها سهماً محدوداً فتتبدل حرارة تلك الأشعة إلى مواد غذائية كامنة في النبات والحيوان وغيرهما ، حتى أنّ الأشجار والأزهار ما كان لها أن تظهر إلى الوجود لولا تلك الأشعة.

إنّ النحل يمتصّ رحيق الاَزهار فيستفيد منه بقدر حاجته ويبدل الباقي عسلاً ، كل ذلك يدل على أنّ التعاون بل بذل ما زاد عن الحاجة ، سنة إلهية وعليها قامت الحياة الإنسانية.

ولكن الإسلام حدّد الإنفاق ونبذ الاِفراط والتفريط ، فمنع عن الشح ، كما منع عن الإسراف في البذل.

وكأنّ هذه السنّة تجلت في غير واحد من شؤون حياة الإنسان ، ينقل سبحانه عن لقمان الحكيم انّه نصح ابنه بقوله :( وَ اقْصُدْ فِي مَشْيِكَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِير ) .(١)

بل يتجلّى الاقتصاد في مجال العاطفة الإنسانية ، فمن جانب يصرح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالبعليه‌السلام .(٢)

ومن جانب آخر يقول الإمام عليعليه‌السلام : « هلك فيّ اثنان : محب غال ، ومبغض قال ».(٣)

__________________

١ ـ لقمان : ١٩.

٢ ـ حلية الأولياء : ١ / ٨٦.

٣ ـ بحار الأنوار : ٣٤ / ٣٠٧.

١٩٠

فالاِمعان في مجموع ما ورد في الآيات والروايات يدل بوضوح على أنّ الاقتصاد في الحياة هو الأصل الأساس في الإسلام ، ولعله بذلك سميت الأمة الإسلامية بالاَُمة الوسط ، قال سبحانه :( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ ) .(١)

وهناك كلمة قيمة للاِمام أمير المؤمنينعليه‌السلام حول الاعتدال نأتي بنصها :

دخل الإمام علي العلاء بن زياد الحارثى وهو من أصحابه يعوده ، فلمّا رأي سعة داره ، قال :

« ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا ، وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج ؟

بلى إن شئت بلغت بها الآخرة ، تقري فيها الضيف ، وتصل فيها الرَّحم ، وتطلع منها الحقوق مطالعها ، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة ».

فقال له العلاء : يا أمير المؤمنين ، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد. قال : « وماله؟ » قال : لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا. قال : « عليّ به ». فلمّا جاء قال :

« يا عديّ نفسك : لقد استهام بك الخبيث! أما رحمت أهلك وولدك ! أترى الله أحلّ لك الطيبات ، وهو يكره أن تأخذها ؟! أنت أهون على الله من ذلك ».

قال : يا أمير المؤمنين ، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك !

قال : « ويحك ، إنّي لست كأنت ، إنّ الله تعالى فرض على أئمّة العدل ( الحق ) أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره ! »(٢)

__________________

١ ـ البقرة : ١٤٣.

٢ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ٢٠٩.

١٩١

الكهف

٣٢

التمثيل الثاني والثلاثون

( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لأحَدِهِما جَنَّتين مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً * وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبيدَ هذِهِ أَبَداً * وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبّي لاََجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً * قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً * لكِنّا هُوَ اللهُ رَبّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبّي أَحَداً * وَلَوْلا إذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلداً * فَعَسى رَبّي أَنْ يُوَْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ ماوَُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطيعَ لَهُ طَلَباً * وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَني لَمْ أُشْرِكْ بِرَبّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَ ما كانَ مُنْتَصِراً ) .(١)

تفسير الآيات

« الحفّ » من حفَّ القوم بالشيء إذا أطافوا به ، وحفاف الشيء جانباه كأنّهما

__________________

١ ـ الكهف : ٣٢ ـ ٤٣.

١٩٢

أطافا به ، فقوله في الآية( فَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ ) أي جعلنا النخل مطيفاً بهما ، وقوله :( ما أظن أن تبيد ) فهو من باد الشيء ، يبيد بياداً إذا تفرق وتوزع في البيداء أي المفازة.

« حسباناً » : أصل الحسبان السهام التي ترمى ، الحسبان ما يحاسب عليه ، فيجازى بحسبه فيكون النار والريح من مصاديقه ، وفي الحديث انّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله في الريح : « اللهم لا تجعلها عذاباً ولا حسباناً ».

« الصعيد » يقال لوجه الأرض « زلق » أي دحضاً لا نبات فيه ويرادفه الصلد ، كما في قوله سبحانه :( فتركه صلداً ) (١)

هذا ما يرجع إلى مفردات الآية.

وأمّا تفسيرها ، فهو تمثيل للمؤمن والكافر بالله والمنكر للحياة الأخروية ، فالأوّل منهما يعتمد على رحمته الواسعة ، والثاني يركن إلى الدنيا ويطمئن بها ، ويتبين ذلك بالتمثيل التالي :

قد افتخر بعض الكافرين بأموالهم وأنصارهم على فقراء المسلمين ، فضرب الله سبحانه ذلك المثل يبين فيها بأنّه لا اعتبار بالغنى الموَقت وانّه سوف يذهب سدى ، أمّا الذي يجب المفاخرة به هو تسليم الإنسان لربه وإطاعته لمولاه.

وحقيقة ذلك التمثيل انّ رجلين أخوين مات أبوهما وترك مالاً وافراً فأخذ أحدهما حقه منه وهو المؤمن منهما فتقرب إلى الله بالإحسان والصدقة ، وأخذ الآخر حقه فتملك به ضياعاً بين الجنتين فافتخر الاَخ الغني على الفقير ، وقال :( أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً ) ، وما هذا إلاّ لأنّه كان يملك جنتين من أعناب ونخل مطيفاً

__________________

١ ـ البقرة : ٢٦٤.

١٩٣

بهما وبين الجنتين زرع وافر ، وقد تعلّقت مشيئته بأن تأتي الجنتان أكلها ولم تنقص شيئاً وقد تخللها نهر غزير الماء وراح صاحب الجنتين المثمرتين يفتخر على صاحبه بكثرة المال والخدمة.

وكان كلما يدخل جنته يقول : ما أظن أن تفنى هذه الجنة وهذه الثمار ـ أي تبقى أبداً ـ وأخذ يكذب بالساعة ، ويقول : ما أحسب القيامة آتية ، ولو افترض صحة ما يقوله الموحِّدون من وجود القيامة ، فلئن بعثت يومذاك ، لآتاني ربي خيراً من هذه الجنة ، بشهادة أعطائي الجنة في هذه الدنيا دونكم ، وهذا دليل على كرامتي عليه.

هذا ما كان يتفوّه به وهو يمشي في جنته مختالاً ، وعند ذاك يواجهه أخوه بالحكمة والموعظة الحسنة.

و يقول : كيف كفرت بالله سبحانه مع أنّك كنت تراباً فصرت نطفة ، ثمّ رجلاً سوياً ، فمن نقلك من حال إلى حال وجعلك سوياً معتدل الخلقة ؟

وبما انّه ليس في عبارته إنكار للصانع صراحة ، بل إنكار للمعاد ، فكأنّه يلازم إنكار الربّ.

فإن افتخرت أنت بالمال ، فأنا أفتخر بأنّي عبد من عباد الله لا أُشرك به أحداً.

ثمّ ذكّره بسوء العاقبة ، وانّك لماذا لم تقل حين دخولك البستان ما شاء الله ، فانّ الجنتين نعمة من نعم الله سبحانه ، فلو بذلت جهداً في عمارتها فإنّما هو بقدرة الله تبارك وتعالى.

ثمّ أشار إلى نفسه ، وقال : أنا وإن كنت أقل منك مالاً وولداً ، ولكن أرجو

١٩٤

أن يجزيني ربي في الآخرة خيراً من جنتك ، كما أترقب أن يرسل عذاباً من السماء على جنتك فتصبح أرضاً صلبة لا ينبت فيها شيء ، أو يجعل ماءها غائراً ذاهباً في باطن الأرض على وجه لا تستطيع أن تستحصله.

قالها أخوه وهو يندّد به ويحذّره من مغبّة تماديه في كفره وغيّه ويتكهن له بمستقبل مظلم.

فعندما جاء العذاب وأحاط بثمره ، ففي ذلك الوقت استيقظ الاَخ الكافر من رقدته ، فأخذ يقلّب كفّيه تأسّفاً وتحسّراً على ما أنفق من الأموال في عمارة جنتيه ، وأخذ يندم على شركه ، ويقول : يا ليتني لم أكن مشركاً بربي ، ولكن لم ينفعه ندمه ولم يكن هناك من يدفع عنه عذاب الله ولم يكن منتصراً من جانب ناصر.

هذه حصيلة التمثيل ، وقد بيّنه سبحانه على وجه الإيجاز ، بقوله :( المالُ والبنونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقيِاتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِنْدَ رَبّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) .(١)

وقد روى المفسرون انّه سبحانه أشار إلى هذا التمثيل في سورة الصافات في آيات أخرى ، وقال :( قالَ قائلٌ مِنْهُمْ إِنّي كانَ لِي قَرينٌ * يَقول أءِنّكَ لَمِنَ المُصَدّقينَ * أإِذا مِتْنا وَكُنّا تُراباً وَعِظاماً أإنّا لَمَدِينُونَ * قالَ هَل أَنْتُمْ مُطَّلِعُون * فَاطَّلَعَ فرآهُ فِي سَواءِ الجَحِيم ) .(٢)

إلى هنا تبيّـن مفهوم المثل ، وأمّا تفسير مفردات الآية وجملها ، فالاِمعان فيما ذكرنا يغني الباحث عن تفسير الآية ثانياً ، ومع ذلك نفسرها على وجه الإيجاز.

__________________

١ ـ الكهف : ٤٦.

٢ ـ الصافات : ٥١ ـ ٥٥.

١٩٥

( واضرب لهم ) أي للكفار مع المؤمنين( مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما ) أي للكافر( جنتين ) أي بستانين( من أعناب وحففناهما ) أحدقناهما بنخل( وجعلنا بينهما زرعاً ) يقتات به( كلتا الجنتين آتت أكلها ) ثمرها( لم تظلم ) تنقص( منه شيئاً وفجّرنا خلالهما نهراً ) يجري بينهما( وكان له ) مع الجنتين( ثمر فقال لصاحبه ) المؤمن( وهو يحاوره ) يفاخره( أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً ) عشيرة( ودخل جنته ) بصاحبه يطوف به فيها ويريه ثمارها.( وهو ظالم لنفسه ) بالكفر( قال ما أظن أن تبيد ) تنعدم( هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربّي ) في الآخرة على زعمك( لاَجدنّ خيراً منها منقلباً ) مرجعاً( قال له صاحبه وهو يحاوره ) يجادله( أكفرت بالذى خلقك من تراب ) لأنّ آدم خلق منه( ثم من نطفة ثمّ سوّاك ) عدلك وصيّرك( رجلاً ) . أمّا أنا فأقول( لكنّا هو الله ربي ولا أُشرك بربي أحداً ولولا إذ دخلت جنتك قلت ) عند اعجابك بها( ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله ) .( إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً ) وصواعق( من السماء فتصبح صعيداً زلقاً ) أي أرضا ً ملساء لا يثبت عليهاقدم( أو يصبح ماؤها غوراً ) بمعنى غائراً( فلن تستطيع له طلباً ) حيلة تدركه بها( وأحيط بثمره ) مع ما جنته بالهلاك فهلكت( فأصبح يقلب كفيه ) ندماً وتحسراً( على ما أنفق فيها ) في عمارة جنته( وهي خاوية ) ساقطة( على عروشها ) دعائمها للكرم بأن سقطت ثمّ سقط الكرم( ويقول يا ليتني ) كأنّه تذكّر موعظة أخيه( لم أُشرك بربي أحداً ولم تكن له فئة ) جماعة( ينصرونه من دون الله ) عند هلاكها و( ما كان منتصراً ) عند هلاكها بنفسه( هنالك ) أي يوم القيامة( الولاية ) الملك( لله الحقّ ) .(١)

__________________

١ ـ السيوطي : تفسير الجلالين : تفسير سورة الكهف.

١٩٦

الكهف

٣٣

التمثيل الثالث والثلاثون

( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلّ شَيءٍ مُقتدراً ) .(١)

تفسير الآيات

« الهشيم » : ما يكسر ويحطم في يبس النبات ، و « الذر » والتذرية : تطيير الريح الأشياء الخفيفة في كلّ جهة.

تحدّث التمثيل السابق عن عدم دوام نعم الدنيا التي ربما يعتمد عليها الكافر ، ولأجل التأكيد على تلك الغاية المنشودة أتى القرآن بتمثيل آخر يجسم فيها حال الحياة الدنيوية وعدم ثباتها بتمثيل رائع يتضمن نزول قطرات من السماء على الأراضي الخصبة المستعدة لنمو البذور الكامنة فيها ، فعندئذٍ تبتدئ الحركة فيها بشقها التراب وإنباتها وانتفاعها من الشمس إلى أن تعود البذور باقات من الاَزهار الرائعة ، فربما يتخيل الإنسان بقاءها ودوامها ، فإذا بالأعاصير والعواصف المدمِّرة تهب عليها فتصيرها أعشاباً يابسة ، وتبيدها عن بكرة أبيها وكأنّها لم تكن موجودة قط. فتنثر الرياح رمادها إلى الأطراف ، فهذا النوع من الحياة والموت يتكرر

__________________

١ ـ الكهف : ٤٥.

١٩٧

على طول السنة ويشاهده الإنسان باُمّ عينه ، دون أن يعتبر بها ، فهذا ما صيغ لأجله التمثيل.

يقول سبحانه :( وَاضربْ لَهُم مثل الحياة الدُّنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض ) على وجه يلتف بعضه ببعض ، يروق الإنسان منظره ، فلم يزل على تلك الحال إلى أن ينتقل إلى حالة لا نجد فيها غضاضة ، وهذا ما يعبر عنه القرآن ، بقوله :( فأصبح هشيماً ) أي كثيراً مفتتاً تذوره الرياح فتنقله من موضعه إلى موضع ، فانقلاب الدنيا كانقلاب هذا النبات( وكان الله على كلّ شيء مقتدراً ) .

ثمّ إنّه سبحانه يشبّه المال والبنين بالورود والأزهار التي تظهر على النباتات ووجه الشبه هو طروء الزوال بسرعة عليها ، فهكذا الأموال والبنون.

وإنّما هي زينة للحياة الدنيا ، فإذا كان الأصل مؤقتاً زائلاً ، فما ظنّك بزينته ، فلم يكتب الخلود لشيء مما يرجع إلى الدنيا ، فالاعتماد على الأمر الزائل ليس أمراً صحيحاً عقلائياً ، قال سبحانه :( المال وَالبَنُون زينَة الحَياة الدُّنيا ) .

نعم ، الخلود للأعمال الصالحة بمالها من نتائج باهرة في الحياة الأخروية ، قال سبحانه :( وَالباقياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِنْدَ رَبّك ثَواباً وخَيرٌ مَردّا ) .(١)

ثمّ إنّه سبحانه يؤكد على زوال الدنيا وعدم دوامها من خلال ضرب أمثلة ، فقد جاء روح هذا التمثيل في سورة يونس الماضية.(٢)

__________________

١ ـ مريم : ٧٦.

٢ ـ انظر التمثيل الرابع عشر وسورة يونس ٢٥ ، كما يأتي مضمونها عند ذكر التمثيل الوارد في سورة الحديد ، الآية ٢٠.

١٩٨

ايقاظ

ثمّ إنّه ربما يُعدُّ من أمثال القرآن قوله :( وَلَقَد صرفنا في هذا القرآن للناسِ من كلّ مثل وكانَ الإنسان أكثر شيء جدلاً ) .(١)

والحق انّه ليس تمثيلاً مستقلاً وإنّما يؤكد على ذكر نماذج من الأمثال خصوصاً فيما يرجع إلى حياة الماضين التي فيها العبر.

ومعنى قوله :( ولقد صرّفنا ) أي بيّنا في هذا القرآن للناس من كلّ مثل وإنّما عبر عن التبيين بالتصريف لأجل الإشارة إلى تنوّعها ليتفكر فيها الإنسان من جهات مختلفة ومع ذلك( وَكانَ الإنسانُ أكثرَ شىءٍ جَدلاً ) أي أكثر شيء منازعة ومشاجرة من دون أن تكون الغاية الاهتداء إلى الحقيقة.

__________________

١ ـ الكهف : ٥٤.

١٩٩

الحج

٣٤

التمثيل الرابع والثلاثون

( يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنَّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلوِ اجْتَمعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَسْتَنْقِذُوه مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَالمَطْلُوبُ * ما قَدَرُوا اللهَ حقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيّ عَزِيز ) .(١)

تفسير الآيات

كان العرب في العصر الجاهلي موحدين في الخالقية ، ويعربون عن عقيدتهم ، بأنّه لا خالق في الكون سوى الله سبحانه ، وقد حكاه سبحانه عنهم في غير واحد من الآيات ، قال سبحانه :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ وَالأرضَ لَيقُولُنَّ خَلقهُنَّ العَزِيزُ العَلِيم ) .(٢)

ولكنّهم كانوا مشركين في التوحيد في الربوبية ، وكأنّه سبحانه ـ بزعمهم ـ خلق السماوات والأرض وفوّض تدبيرهما إلى الآلهة المزعومة ، ويكشف عن ذلك إطلاق المشركين لفظ الاَرباب في جميع العهود على آلهتهم المزعومة ، يقول سبحانه :( أَأَرْبابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الواحِدُ القَهّار ) (٣) والآية وإن كانت تفصح عن

____________

١ ـ الحج : ٧٣ ـ ٧٤.

٢ ـ الزخرف : ٩.

٣ ـ يوسف : ٣٩.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ولا يخفى أنّ الظاهر الاتّحاد ، لاشتراك الوصف وهو الوكالة والموكّل وهو أبو الحسنعليه‌السلام ، وإن كان وكيلا لأبي محمّدعليه‌السلام أيضا كما يأتي إن شاء الله في الخاتمة(١) . وكذا اتّحادهما مع الهماني الآتي كما أشار إليه الأستاذ العلاّمة دام علاه.

ومؤاخذة العلاّمةقدس‌سره بإعادة ذكره غير جيّدة بعد(٢) العلم بعادة علماء الرجال على أنّه لعلّه عنده اثنان ، وعدم سلامة الرواية لا ينافي حصول الظنّ بالصحّة ، وكم من مثله وقع من مثله ، مع أنّ ضعف يوسف بن السخت غير خال من ضعف كما يأتي(٣) ، فتأمّل.

هذا ، وفي الحاوي بعد ذكر ما مرّ عن كر من قوله : قيّم لأبي الحسنعليه‌السلام ، قال : المناسب على القاعدة أن يقول : قيّم له(٤) ، انتهى.

ولا يخفى أنّه ليس كذلك ، إذ لو قال : له ، لكان المرجع الحسنعليه‌السلام ـ أي العسكري ـ والشيخ يريد بيان وكالته لأبيهعليه‌السلام فكيف يسوغ له الإتيان بالضمير؟! فلا تغفل.

١٩٧٤ ـ علي بن جعفر بن العبّاس :

الخزاعي المروزي ، من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، واقفي ،صه (٥) ، كر(٦) .

__________________

(١) عن الغيبة : ٣٥٠.

(٢) في نسخة « ش » : غير جيّد فبعد.

(٣) يأتي ذلك في ترجمته نقلا عن الوحيد.

(٤) حاوي الأقوال : ٩٧ / ٣٤٧.

(٥) الخلاصة : ٢٣٣ / ٨.

(٦) رجال الشيخ : ٤٣٤ / ٢٣.

٣٦١

وفيتعق : نقل طس عن محمّد بن مسعود أيضا أنّه كان واقفيّا(١) (٢) .

أقول : ما نقله طس أخذه عنكش كما في سائر الأسماء ، وهو مذكور على ما في نسختي من الاختيار في آخر الكتاب هكذا : في علي بن جعفر ابن العبّاس الخزاعي المروزي : قال محمّد بن مسعود : علي بن جعفر بن العبّاس الخزاعي كان واقفيا(٣) . ولعلّه(٤) كان ساقطا من نسخة الميرزارحمه‌الله ، أو هو ساقط من نسخنا(٥) ، فتتبّع.

١٩٧٥ ـ علي بن جعفر بن محمّد :

ابن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، أبو الحسن ، سكن العريض من نواحي المدينة فنسب ولده إليها ، له كتاب في الحلال والحرام ، عنه علي ابن أسباط ،جش (٦) .

وفيست : جليل القدر ثقة ، له كتاب المناسك ، ومسائل لأخيه موسى الكاظمعليه‌السلام سأله عنها ؛ أخبرنا بذلك جماعة ، عن محمّد بن علي ابن الحسين ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن العمركي الخراساني البوفكي ، عنه ، عن أخيه موسىعليه‌السلام .

ورواه محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله والحميري وأحمد بن إدريس وعلي بن موسى ، عن أحمد بن محمّد ، عن‌

__________________

(١) التحرير الطاووسي : ٣٧٩ / ٢٦٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٣) رجال الكشّي : ٦١٦ / ١١٥١.

(٤) أي : لعلّ الموجود في الكشّي كان ساقطا من نسخة الميرزا منه ، أو كان موجودا عنده إلاّ أنّه سقط من نسخنا نحن من رجاله.

(٥) في نسخة « ش » : نسختنا.

(٦) رجال النجاشي : ٢٥١ / ٦٦٢.

٣٦٢

موسى بن القاسم البجلي ، عنه(١) .

وفي الإرشاد : كان علي بن جعفر راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل ، ولزم أخاه موسىعليه‌السلام وروى عنه شيئا كثيرا(٢) .

وفيق : علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام المدني(٣) .

وفيظم : أخوه ، له كتاب ما سأله عنه ، روى عن أبيه(٤) .

وفيضا : عمّه ، له كتاب ، ثقة(٥) .

وفيصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، ثقة ؛ روى الكشّي ما يشهد بصحّة عقيدته وتأدّبه مع أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وحاله أجلّ من ذلك ، سكن العريض ـ بضم المهملة ـ من نواحي المدينة فنسب ولده إليها(٦) ، انتهى.

وفيكش ما يدلّ على فضله وجلالته وغاية إخلاصه وتأدّبه معهمعليهم‌السلام ، ويفهم منها إدراكه الجوادعليه‌السلام أيضا(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام الثقة ، عنه العمركي ، وموسى بن القاسم البجلي ، ويعقوب بن يزيد ، وعلي بن أسباط ، ومحمّد بن عبد الله بن مهران ، وسليمان بن جعفر ، وأبو‌

__________________

(١) الفهرست : ٨٧ / ٣٧٧.

(٢) الإرشاد : ٢ / ٢١٤.

(٣) رجال الشيخ : ٢٤١ / ٢٨٩.

(٤) رجال الشيخ : ٣٥٣ / ٥.

(٥) رجال الشيخ : ٣٧٩ / ٣.

(٦) الخلاصة : ٩٢ / ٤ ، وفيها : أخو موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام من أصحاب الرضاعليه‌السلام ثقة.

(٧) رجال الكشّي : ٤٢٩ / ٨٠٣ ، ٨٠٤.

٣٦٣

قتادة علي بن محمّد بن حفص القمّي الثقة.

وفي الكافي في كتاب الحج : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفرعليه‌السلام ، عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام (١) .

قال في المنتقى : في إسناد هذا الحديث مخالفة المعهود من وجهين : رواية أحمد بن محمّد عن العمركي ، ووجود الواسطة بين محمّد بن يحيى والعمركي ، والنسخ التي تحضرني للكافي متّفقة فيه ، ويقرب أن تكون الرواية عن أحمد بن محمّد زيادة من طغيان القلم(٢) ، انتهى.

وهو عن أبيه وأخيه والرضاعليهم‌السلام (٣) .

١٩٧٦ ـ علي بن جعفر الهرمزاني :

أبو الحسن ، قمّي ، ضعيف ،صه (٤) .

وفيتعق : في النقد بدلصه : غض(٥) (٦) .

أقول : إلاّ أنّه نقله عن غض : الهمداني(٧) ، وقال : وفيصه : الهرمزاني.

١٩٧٧ ـ علي بن جعفر الهماني :

البرمكي ، يعرف منه وينكر ، له مسائل لأبي الحسنعليه‌السلام ،

__________________

(١) الكافي ٤ : ٣٦٧ / ١٠.

(٢) منتقى الجمان : ٣ / ١٩٣.

(٣) هداية المحدّثين : ٢١٣.

(٤) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٨.

(٥) نقد الرجال : ٢٢٨ / ٥٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٧) في النقد : الهرامداني.

٣٦٤

صه (١) .

وزادجش : أحمد بن محمّد الطبري عنه بها(٢) .

وفيد : الهماني منسوب إلى همينا ، قرية من سواد بغداد(٣) ، انتهى.

والظاهر أنّه الوكيل المذكور سابقا.

وفي كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله : أخبرني جماعة ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن الحسين بن علي ، عن أبي الحسن الأيادي قال : حدّثني أبو جعفر العمريرضي‌الله‌عنه أنّ أبا طاهر بن بلبل(٤) حجّ فنظر إلى علي بن جعفر الهماني(٥) ينفق النفقات العظيمة ، فلمّا انصرف كتب بذلك إلى أبي محمّدعليه‌السلام ، فوقّع في رقعته.

قد كنّا أمرنا له بمائة ألف دينار ثمّ أمرنا له بمثلها فأبى قبولها إبقاء علينا ، ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه(٦) .

وفيتعق : تأتي عبارة الغيبة في الخاتمة مع زيادة كونه فاضلا مرضيّا(٧) (٨) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر الهماني ، عنه أحمد بن محمّد الطبري(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٥ / ٢٦.

(٢) رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤٠ ، وفيه وفي الخلاصة : لأبي الحسن العسكريعليه‌السلام .

(٣) رجال ابن داود : ٢٦٠ / ٣٣٥ ، وفيه : همينيا.

(٤) في نسخة « م » : بليل.

(٥) في المصدر زيادة : وهو.

(٦) الغيبة : ٢١٨ / ١٨٠.

(٧) تأتي في الفائدة الثانية من الكتاب.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٩) هداية المحدّثين : ٢١٣.

٣٦٥

١٩٧٨ ـ علي بن جندب :

كوفي ، روى عنه حميد ، مات سنة ثمان وستّين ومائتين ، لم(١) .

وفيست : له كتاب النوادر ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عنه(٢) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن جندب ، عنه حميد(٤) .

١٩٧٩ ـ علي بن حاتم بن أبي حاتم :

ويكنّى حاتم أبوه بأبي سهل ، ويكنّى علي بأبي الحسن.

قالجش : إنّه ثقة من أصحابنا في نفسه ، يروي عن الضعفاء.

وقال الشيخرحمه‌الله : علي بن حاتم القزويني له كتب كثيرة جيّدة معتمدة ،صه (٥) .

وفيما زادست على ما نقله : أخبرنا بكتبه ورواياته أحمد بن عبدون ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني سماعا منه سنة خمسين وثلاثمائة ، عن علي بن حاتم القزويني(٦) .

وفيلم : يكنّى أبا الحسن ، له تصنيفات ذكرنا بعضها فيست ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنةست وعشرين وثلاثمائة وفيما بعدها وله‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٧٩ / ١٧ ، وفيه زيادة : وصلّى عليه الحسن بن أحمد الكوفي ودفن في بني رواس ذاك الجانب.

(٢) الفهرست : ٩٤ / ٤٠٢.

(٣) الفهرست : ٩٤ / ٣٩٩.

(٤) هداية المحدّثين : ١١٥.

(٥) الخلاصة : ٩٥ / ٢٣ ، وفيها : علي بن حاتم القزويني ابن أبي حاتم ويكنّى.

(٦) الفهرست : ٩٨ / ٤٢٥.

٣٦٦

منه إجازة(١) ، انتهى.

ومرّ بعنوان ابن أبي سهل عنجش (٢) .

وفيتعق : ويروي عنه الشيخ الصدوق مترحّما(٣) (٤) .

أقول : فيمشكا : ابن حاتم الثقة ، عنه التلعكبري ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن شيبان(٥) .

١٩٨٠ ـ علي بن حامد :

جش ، لا بأس به ،د (٦) .

ولم أجده فيجش ولا غيره.

وفيتعق : يأتي هذا عنكش في علي بن خليد(٧) ، فالظاهر أنّ ما ذكره اشتباه ناشئ من النسّاخ. وأمّاجش ففي النقد بدّلكش (٨) (٩) .

أقول : وكذا في نسخةد الّتي عندي ، والظاهر وقوع الاشتباه في نسخة الميرزارحمه‌الله .

١٩٨١ ـ علي بن حبشي بن قوني :

الكاتب ، خاصّي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وإلى وقت وفاته ، وله منه إجازة ،لم (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٨٢ / ٣٣ ، وفيه بعد أبا الحسن زيادة : ثقة.

(٢) رجال النجاشي : ٢٦٣ / ٦٨٨.

(٣) علل الشرائع : ٥٨٤ / ٢٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٥) هداية المحدّثين : ١١٥.

(٦) رجال ابن داود : ١٣٦ / ١٠٢٨ ، وفيه : علي بن حامد المكفوف كش لا بأس به.

(٧) رجال الكشّي : ٣٤٦ / ٦٤٤.

(٨) نقد الرجال : ٢٢٨ / ٥٧.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٨٢ / ٣٢.

٣٦٧

وفيست : له كتاب الهدايا ، أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عنه(١) .

وهذا يكنّى أبا القاسم ، صرّح بهست في مواضع(٢) ، وكذلك في أسانيد الروايات(٣) وإن اشتبه في بعضها.

وفيتعق : مضى في ترجمة إبراهيم بن محمّد بن سعيد عنست أنّ المفيد والمرتضى رضي الله عنهما رويا عنه ، ثمّ قال : قال الشيخ أبو عبد الله : ابن حبش بغير ياء(٤) .

أقول : كذا بخطّه دام فضله ، والذي مضى في الترجمة المذكورة بدل أبو عبد الله : أبو علي ، كما في نسختين منست ونسخ رجال الميرزارحمه‌الله (٥) التي وقفت عليها أيضا.

وفيمشكا : ابن حبشي ، عنه أحمد بن عبدون(٦) .

١٩٨٢ ـ علي بن حديد بن حكيم :

ضعّفه شيخنا في كتاب الاستبصار والتهذيب ، لا يعوّل على ما ينفرد بنقله. وقالكش : قال نصر بن الصباح : إنّه فطحي من أهل الكوفة وكان‌

__________________

(١) الفهرست : ٩٨ / ٤٢٨.

(٢) الفهرست : ٥٩ / ٢٣٥ ترجمة الحسين بن أبي غندر ، ٦٠ / ٢٣٨ ترجمة حميد بن زياد.

(٣) راجع التهذيب ٦ : ٥٢ / ١٢٤.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧ ، وفيها : قال الشيخ علي بن حبش بغير ياء.

(٥) الميرزارحمه‌الله ، لم يرد في نسخة « ش ». واعلم أنّ نسخ الفهرست مختلفة في المقام ، ففي نسخة منه وفي المجمع نقلا عنه كذا ورد : قال الشيخ إنّه ـ في المجمع : ظ ـ علي بن حبش بغير ياء ، وفي نسخة اخرى : قال الشيخ أبو علي حبش بغير ياء. فيحتمل أن يكون القائل هو الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي ويكون هذا الكلام حاشية أدرج في المتن ، ويحتمل أن يكون هو الشيخ المفيد ويكون قوله « أبو علي » جملة مقول القول بمعنى : والد علي.

(٦) هداية المحدّثين : ١١٥.

٣٦٨

أدرك الرضاعليه‌السلام ،صه (١) .

ضعّفه الشيخ في موضعين في باب البئر يقع فيها الفأرة(٢) وغيرها ، وباب النهي عن بيع الذهب والفضّة نسيئة(٣) .

وما فيكش نقلهصه (٤) .

وفيه أيضا : علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي علي بن راشد ، عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال :قلت : جعلت فداك ، قد اختلف أصحابنا فأصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ فقال : عليك بعلي بن حديد(٥) ،قلت : فآخذ بقوله؟ قال : نعم ، فلقيت علي بن حديد ، فقلت له : أصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ فقال : لا(٦) .

آدم بن محمّد القلانسي ، قال : حدّثنا علي بن محمّد القمّي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن حمّاد ، عن أبي الحسنعليه‌السلام وذكر نحوه إلاّ أنّ فيه بدل هشام : يونس(٧) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٤ / ١٨.

(٢) التهذيب ١ : ٢٣٩ / ٦٩٣ ، وفيه : فأوّل ما في هذا الحديث أنّ علي بن حديد رواه عن بعض أصحابنا ولم يسنده ، وهذا ممّا يضعّف الحديث. إلاّ أنّه قال في الاستبصار ١ : ٤٠ / ١١٢ في ذيل الحديث : فأوّل ما في هذا الخبر أنّه مرسل وراويه ضعيف وهو علي بن حديد.

إلى آخر كلامه.

(٣) التهذيب ٧ : ١٠٠ / ٤٣٤ والاستبصار ٣ : ٩٤ / ٣٢٤ وعلّق على الحديث بقوله : وأمّا خبر زرارة فالطريق إليه علي بن حديد وهو مضعّف ( ضعيف ؛ صا ) جدا ، لا يعوّل على ما ينفرد بنقله.

(٤) رجال الكشي : ٥٧٠ / ١٠٧٨.

(٥) في المصدر : قال يأبى عليك علي بن حديد ، وفي الهامش عن نسخة كما في المتن.

(٦) رجال الكشّي : ٢٧٩ / ٤٩٩.

(٧) رجال الكشّي : ٤٩٦ / ٩٥١.

٣٦٩

والظاهر أنّ علي بن محمّد هو القمّي فيهما وهو مجهول. وآدم بن محمّد ، قال الشيخ : إنّه من المفوضة(١) .

ثمّ الظاهر أنّهعليه‌السلام إنّما جوّز له الأخذ بقوله فيما سأله لا مطلقا كما في الثاني ، فلعلّ ذلك لعلمهعليه‌السلام أنّ في ذلك لا يقول إلاّ ما هو الحقّ بوجه ، لا على وجه العمل بفتواه مطلقا فلا يضرّ ذلك بهشام ولا بيونس في الثاني لاحتماله ابن ظبيان ، ولا يوجب توثيق ابن حديد.

وفيجش : له كتاب علي بن الحسن بن فضّال عنه به(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أبي محمّد عيسى بن محمّد بن أيّوب الأشعري ، عنه(٣) .

وفيتعق ضعّفه أيضا في الاستبصار في الماء الذي لا ينجّسه شي‌ء(٤) ، ويأتي الجواب عن أمثال هذه الأحاديث في يونس(٥) (٦) .

أقول : في طس بعد نقل كلام نصر فيه :أقول : إنّ نصرا لا يثبت قوله ولكن قد قيل فيه من غير طريقه ما يشهد بضعفه(٧) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن حديد ، عنه علي بن الحسن بن فضّال ، وعيسى بن محمّد بن أيّوب الأشعري ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

وفي الكافي والتهذيب : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي(٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٣٨ / ٥ وفيه قبل إنّه : كان يقول بالتفويض.

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٧.

(٣) الفهرست : ٨٩ / ٣٨٢.

(٤) الاستبصار ١ : ٤٠ / ١١٢ باب البئر يقع فيها الفأرة والوزغة والسام أبرص.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧ ترجمة يونس بن عبد الرحمن.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٧.

(٧) التحرير الطاووسي : ٣٨٤ / ٢٦٩.

(٨) الكافي ١ : ٤٨ / ١ والتهذيب ٢ : ٣٦ / ١١١.

٣٧٠

والظاهر أنّ عن في موضع الواو.

وهو عن الرضاعليه‌السلام (١) .

١٩٨٣ ـ علي بن حزوّر :

بالحاء المهملة والزاي المفتوحتين والواو المشدّدة والراء أخيرا ، قال الكشّي : قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عنه ، قال : كان يقول بمحمّد بن الحنفيّة إلاّ أنّه كان من رواة الناس ،صه (٢) .

وفيكش ما ذكره(٣) .

وفي قب بعد الترجمة المذكورة : وهو علي بن أبي فاطمة ، متروك ، شديد التشيّع ، مات بعد الثلاثين والمائة(٤) .

١٩٨٤ ـ علي بن حسّان بن كثير الهاشمي :

قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن علي بن حسّان ، فقال : عن أيّهما سألت؟ أمّا الواسطي فإنّه ثقة ، وأمّا الذي عندنا ـ يشير إلى الهاشمي ـ فإنّه يروي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير فهو كذّاب وهو واقفي أيضا لم يدرك أبا الحسنعليه‌السلام .

وقال غض : علي بن حسّان بن كثير مولى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أبو الحسن يروي عن عمّه عبد الرحمن ، غال ضعيف ، رأيت له كتابا سمّاه تفسير الباطن لا يتعلّق من الإسلام بسبب ولا يروي إلاّ عن عمّه.

قالغض : ومن أصحابنا علي بن حسان الواسطي ، ثقة ثقة.

وقالجش : علي بن حسّان بن كثير الهاشمي مولى عبّاس بن محمّد‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١١٥.

(٢) الخلاصة : ٢٣٣ / ١٣.

(٣) رجال الكشّي : ٣١٤ / ٥٦٧.

(٤) تقريب التهذيب ٢ : ٣٣ / ٣٠٨.

٣٧١

ابن علي بن عبد الله بن العبّاس ، ضعيف جدّا ، ذكره بعض أصحابنا في الغلاة ، فاسد الاعتقاد ،صه (١) .

وفيجش وكش ما ذكره(٢) .

وفيست : علي بن حسّان الهاشمي مولى لهم ، له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل جميعا ، عن الحسن ابن علي الكوفي ، عن علي بن حسّان الهاشمي ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن حسّان بن كثير الغالي الضعيف ، عنه الحسن ابن علي الكوفي. وهو عن عمّه عبد الرحمن بن كثير(٤) .

١٩٨٥ ـ علي بن حسّان الواسطي :

أبو الحسين القصير المعروف بالمنمّس ـ بالنون والسين المهملة ـ عمّر أكثر من مائة سنة ، وكان لا بأس به ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . قال الكشّي : قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال إلى قوله : لم يدرك أبا الحسنعليه‌السلام ، وقد مرّ عنصه (٥) في السابق عليه. ثمّ قال :

وقال غض بعد تضعيف علي بن حسّان بن كثير : ومن أصحابنا علي ابن حسان الواسطي ، ثقة ثقة.

وذكر ابن بابويه في إسناده إلى عبد الرحمن بن كثير الهاشمي روايته‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٣٣ / ١٤.

(٢) رجال النجاشي : ٢٥١ / ٦٦٠ ، رجال الكشّي : ٤٥١ / ٨٥١.

(٣) الفهرست : ٩٨ / ٤٢٧.

(٤) هداية المحدّثين : ٢١٤ ، وفيها بعد ابن كثير زيادة : الهاشمي.

(٥) عن صه ، لم ترد في نسخة « م ».

٣٧٢

عن محمّد بن الحسن عن علي بن حسان الواسطي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، وهو يعطي أنّ الواسطي هو ابن أخي عبد الرحمن ، وأظنّه سهوا من قلم الشيخ ابن بابويه أو الناسخ(١) ، انتهى.

وفيجش بترك الترجمة إلى قوله : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وزاد : له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، عنه محمّد بن الحسن الصفّار(٢) .

وفيكش ما مرّ في الذي قبيله(٣) .

وفيست : علي بن حسان الواسطي ، له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن حسان(٤) .

أقول : فيمشكا : ابن حسان بن كثير الواسطي الثقة ، عنه محمّد بن الحسن الصفّار ، وأحمد بن أبي عبد الله(٥) ، انتهى.

ويأتي في ابن عطيّة عنه ماله دخل(٦) .

١٩٨٦ ـ علي بن حسكة :

بالحاء والسين المهملتين ، ذكره الكشّي في الغلاة في وقت علي بن محمّد العسكريعليه‌السلام ،صه (٧) .

وفيكش : في الغلاة في وقت علي بن محمّد العسكري عليه‌

__________________

(١) الخلاصة : ٩٦ / ٣٠.

(٢) رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٦.

(٣) رجال الكشّي : ٤٥١ / ٨٥١.

(٤) الفهرست : ٩٣ / ٣٩٣.

(٥) هداية المحدّثين : ١١٦ ، ولم يرد فيها : ابن كثير.

(٦) هداية المحدّثين : ١١٧.

(٧) الخلاصة : ٢٣٤ / ١٧.

٣٧٣

السلام ، منهم علي بن حسكة والقاسم اليقطيني القمّيّان(١) .

وفيه ذكر نصر بن الصباح علي بن حسكة الحوّار كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني ، من الغلاة الكبار ، ملعون(٢) .

ثمّ فيه : قال نصر بن الصباح : موسى السوّاق له أصحاب علياويّة(٣) يقعون في السيّد محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلي بن حسكة الحوّار القمّي كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني ، وابن بابا ومحمّد بن موسى الشريقي كانا من تلامذة علي بن حسكة ، ملعونون لعنهم الله.

وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه أنّ من الكذّابين المشهورين علي بن حسكة(٤) .

وإلى غير ذلك من الأحاديث الدالّة على ضعفهم والمشتملة على لعنهم(٥) .

١٩٨٧ ـ علي بن الحسن بن الحجّاج :

كوفي ، خاصّي ، يكنّى أبا الحسن ، روى عنه التلعكبري وقال :

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥١٦ ، وفيه : في وقت أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، في وقت علي ابن محمّد العسكريعليه‌السلام ( خ ل ).

(٢) رجال الكشّي : ٥١٨ / ٩٩٥.

(٣) العلياويّة : فرقة من الفرق الفاسدة ، يقولون إنّ علياعليه‌السلام رب ، وظهر بالعلويّة الهاشميّة ، وأظهر وليّه وعبده ورسوله بالمحمديّة ، فوافق أصحاب أبي الخطّاب في أربعة إشخاص علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وأنّ معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس ، والحقيقة شخص علي ، لأنّه أوّل هذه الأشخاص في الإمام ، وأنكروا شخص محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزعموا أنّ محمّدا عبد وعلي رب ، وأقاموا محمّدا مقام ما أقامت المخمّسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمّد صلوات الله عليه ، فوافقوهم في الإباحات والتعطيل والتناسخ. انظر رجال الكشّي : ٣٩٩ / ٧٤٤.

(٤) رجال الكشّي : ٥٢١ / ١٠٠١.

(٥) رجال الكشّي : ٥١٦ / ٩٩٤ ـ ٩٩٧.

٣٧٤

سمعت منه بالكوفة في الجامع سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وليس له منه إجازة ، لم(١) ؛صه إلاّ : وليس له منه إجازة(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن الحجّاج ، عنه التلعكبري(٣) .

١٩٨٨ ـ علي بن الحسن بن رباط :

بالباء الموحّدة والطاء المهملة أخيرا ، البجلي ، أبو الحسن ، كوفي ، ثقة ، يعوّل عليه. قال الكشّي : إنّه من أصحاب الرضاعليه‌السلام ،صه (٤) .

وزادجش : له كتاب الصلاة ، الحسن بن محمّد بن سماعة عنه به(٥) .

وفيست : ابن الحسن بن رباط له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد ابن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رباط(٦) ، انتهى.

وكذا فيضا وقر : ابن رباط(٧) . وزادق : مولى بجيلة كوفي(٨) .

والظاهر الاتّحاد في الأخيرين لا مطلقا(٩) ، إذا الظاهر أنّ ابن الحسن ابن رباط غير ابن رباط ، فإنّه عدّ من إخوة الحسن ، والله العالم.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٨٣ / ٣٦.

(٢) الخلاصة : ٩٤ / ٢١.

(٣) هداية المحدّثين : ٢١٤.

(٤) الخلاصة : ٩٩ / ٣٩.

(٥) رجال النجاشي : ٢٥١ / ٦٥٩.

(٦) الفهرست : ٩٠ / ٣٨٧ ، وفيه بدل عن علي بن رباط : عنه.

(٧) أي : علي بن رباط. رجال الشيخ : ٣٨٤ / ٦٠ ، ١٣٠ / ٥١.

(٨) في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ : ٢٦٧ / ٧٢٦ : علي بن زيات ( زياد خ ل ) مولى بجيلة كوفي ، وفي مجمع الرجال : ٤ / ١٧٩ نقلا عنه : علي بن رباط مولى بجيلة كوفي.

(٩) أي : اتّحاد المذكور في أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام وكونه غير المذكور في أصحاب الرضاعليه‌السلام .

٣٧٥

وفيتعق : قوله : والظاهر. إلى آخره ، كما أنّ الظاهر اتّحاد ما فيضا مع ما في ست. وقوله : عدّ من إخوة. إلى آخره ، عدّ ذلك نصر بن الصباح(١) ، وإن تأمّل فيه الشيخ محمّد ظنّا منه عدم الاعتماد عليه(٢) ، وفيه ما يأتي في ترجمته ، مضافا إلى ما مرّ مرارا ، مع أنّ الظنّ حاصل من قوله على أيّ تقدير ؛ ويؤيّده ملاحظة الطبقة وأنّ الحسن أيضا قرق (٣) كما مرّ(٤) .

أقول : قيل : ظاهرست اتّحاد ابن الحسن بن رباط مع ابن رباط لذكره الأوّل في أوّل السند والآخر في آخره كما مرّ ، واحتمل الاتّحاد أيضا في النقد وأيّده بذلك(٥) ، والذي رأيته فيست ذكره الحسن أخيرا أيضا(٦) ، فتأمّل.

وفي حاشية السيّد الداماد علىكش : إنّ علي بن رباط من أصحاب الصادقعليه‌السلام عمّ علي بن الحسن بن رباط من أصحاب الرضاعليه‌السلام . ثمّ ذكر أنّ بعض معاصريه زعم اتّحادهما لما فيست وقال : ما أسخفه ، فإنّ الاختصار أخيرا على نسبته إلى رباط وهو جدّه لا يستلزم الاتّحاد بين علي بن رباط وابن أخيه علي بن الحسن بن رباط أصلا. ثمّ قال : على أنّ عامّة نسخست التي وقعت إلىّ إثبات الحسن في البين أخيرا أيضا(٧) .

وعدّ نصر عليّا من إخوة الحسن مرّ في الحسن بن رباط.

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٥.

(٢) أي عدم الاعتماد على قول نصر بن الصباح.

(٣) رجال الشيخ : ١١٥ / ٢٢ ، ١٦٧ / ٢٨.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٩.

(٥) نقد الرجال : ٢٣٤ / ١٠٠.

(٦) أي أنّ في نسخته من الفهرست في الآخر : علي بن الحسن بن رباط.

(٧) تعليقة السيّد الداماد على الكشّي : ٢ / ٦٦٤.

٣٧٦

وفيمشكا : ابن الحسن بن رباط الثقة ، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة ، والحسن بن محبوب ، ومحمّد بن الحسين ، ومعاوية بن حكيم(١) .

١٩٨٩ ـ علي بن الحسن الصيرفي :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست (٢) .

وفيجش : ذكره ابن بطّة وقال : حدّثني بكتابه الصفّار ، عن أحمد ابن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن الصيرفي ، عنه ابن أبي عمير(٤) .

١٩٩٠ ـ علي بن الحسن الطاطري :

الجرمي ، وسمّي الطاطري لبيعه ثيابا يقال لها : الطاطريّة ، يكنّى أبا الحسن ، وكان فقيها ثقة في حديثه ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي المذهب ، من وجوه الواقفة ، وهو أستاذ الحسن بن محمّد بن سماعة الحضرمي(٥) ، وكان شديد العناد في مذهبه ، صعب العصبيّة على من خالفه من الإماميّة ،صه (٦) .

وفيجش : علي بن الحسن بن محمّد الطائي الجرمي المعروف بالطاطري ، وإنّما سمّي بذلك لبيعه. إلى قوله : في حديثه ؛ وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم ، وهو أستاذ الحسن بن محمّد بن سماعة الصيرفي‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢١٤.

(٢) الفهرست : ٩٧ / ٤١٩.

(٣) رجال النجاشي : ٢٧٥ / ٧٢٣.

(٤) هداية المحدّثين : ٢١٤.

(٥) في المصدر زيادة : ومنه تعلم.

(٦) الخلاصة : ٢٣٢ / ٤ ، وفيها : ابن الحسين الطاطري الحرمي ، وفي النسخة الخطيّة منها : ابن الحسن الطاطري الجرمي.

٣٧٧

الحضرمي ومنه تعلّم ، وكان يشركه في كثير من الرجال ، ولا يروي الحسن عن علي شيئا بل منه تعلّم المذهب.

عنه محمّد بن أحمد بن ثابت ، وأحمد بن عمرو بن كيسبة ، ومحمّد ابن غالب(١) .

وفيست : كان واقفيّا شديد العناد في مذهبه ، صعب العصبيّة على من خالفه من الإماميّة ، وله كتب كثيرة في نصرة مذهبه ، وله كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم ، فلأجل ذلك ذكرناها ؛ أخبرنا برواياته كلّها أحمد بن عبدون ، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن علي بن الحسن بن فضّال وأبي الملك أحمد بن عمر بن كيسبة المهدي(٢) جميعا ، عن علي بن الحسن الطاطري(٣) .

وفيتعق : في العدّة : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريون(٤) (٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن الطاطري الموثّق ، عنه علي بن الحسن بن فضّال ، وموسى بن القاسم ، ومحمّد بن أحمد بن ثابت ، وأحمد ابن عمر بن كيسبة ، ومحمّد بن غالب. وهو عن درست(٦) .

١٩٩١ ـ علي بن الحسن بن علي :

ابن عبد الله بن المغيرة ، والد جعفر الذي يروي عنه الصدوق مترضّيا(٧) ، وولد الحسن بن علي الثقة ؛ وعلي هذا في طريق الشيخ الصدوق‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥٤ / ٦٦٧ ، وفيه : وأحمد بن عمر بن كيسبة.

(٢) في المصدر : أحمد بن عمر بن كيسبة النهدي.

(٣) الفهرست : ٩٢ / ٣٩٠.

(٤) عدّة الأصول : ٣٨١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٩.

(٦) هداية المحدّثين : ٢١٤.

(٧) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٥٦.

٣٧٨

إلى أبيه الحسن(١) .

وقال جدّيرحمه‌الله : يظهر من روايته عنه كثيرا أنّه كان معتمدا وهو من مشايخ الإجازة(٢) ،تعق (٣) .

أقول : وقالرحمه‌الله في حواشيه على النقد : علي بن الحسن الكوفي هو ابن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي كما يظهر من مشيخة الصدوق ، ويظهر منه توثيقه(٤) .

وقال في موضع آخر : يظهر توثيقه من عبارة الصدوق في باب مكان المصلّي(٥) (٦) .

١٩٩٢ ـ علي بن الحسن بن علي :

ابن فضّال بن عمر بن أيمن ، مولى عكرمة بن ربعي الفيّاض ، أبو الحسن الكوفي(٧) ، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث والمسموع قوله فيه ، سمع منه شيئا كثيرا ، ولم يعثر له على زلّة فيه ولا ما يشينه ، وقلّ ما روى عن ضعيف ، وكان فطحيّا ، ولم يرو عن أبيه شيئا ،

__________________

(١) الفقيه ـ المشيخة ـ : ٤ / ٤٠.

(٢) روضة المتّقين : ١٤ / ٩٦ ، وفيها : ويظهر من رواية علي بن بابويه عنه كثيرا أنّه كان معتمدا أو لأنّه كان من مشايخ الإجازة.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٢٩.

(٤) حاشية المجلسي على النقد : ١٤٩ ، ولم ير فيها : ويظهر منه توثيقه. وهو كذلك.

(٥) الفقيه ١ : ١٦٢ / ٧٦٤ ، حيث قال بعد أن ذكر حديث جواز صلاة الرجل والنار والسراج والصورة بين يديه : فهو حديث يروى عن ثلاثة من المجهولين بإسناد منقطع ، يرويه الحسن ابن علي الكوفي وهو معروف. إلى أن قال : ولكنّها رخصة صدرت عن ثقات ثمّ اتّصلت بالمجهولين ، انتهى. وفي هذا دلالة على توثيق علي ابنه ، لأنّه الراوي كتاب أبيه كما في طريق المشيخة.

ونصّ على ذلك أيضا في روضة المتّقين : ٢ / ١٣٣ في شرحه للحديث المذكور.

(٦) حاشية المجلسي على النقد : ١٤٩.

(٧) الكوفي ، لم ترد في المصدر.

٣٧٩

وقال : كنت أقابله وسنّي ثمانية عشر سنة بكتبه ولا أفهم إذ ذاك الروايات ، ولا أستحلّ أن أرويها عنه ، وروى عن أخويه عن أبيهما.

وذكر أحمد بن الحسينرحمه‌الله أنّه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابويه وقال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : حدّثنا أحمد ابن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن الرضاعليه‌السلام . ولا يعرف الكوفيّون هذه النسخة ولا رويت من غير هذا الطريق.

وقد صنّف كتبا كثيرة ، روى عنه ابن الزبير وأحمد بن محمّد بن سعيد ،جش (١) .

وفيست : فطحيّ المذهب ، كوفي ، ثقة ، كثير العلم ، واسع الأخبار(٢) ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالاثني عشر ، وكتبه في الفقه مستوفاة في الأخبار حسنة ؛ أخبرنا بكتبه قراءة عليه أكثرها والباقي أجازه ، أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير سماعا وإجازة ، عنه(٣) .

وفيكش ذكر جماعة ثمّ قال : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد ابن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا علي بن الحسن بن فضّال فما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة ، وكان أحفظ الناس ، ولم يكن كتاب عن الأئمّةعليهم‌السلام من كلّ صنف إلاّ وقد كان عنده غير أنّه كان(٤) يقول بعبد الله بن جعفر ثمّ بأبي‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥٧ / ٦٧٦.

(٢) في المصدر : واسع الرواية والأخبار.

(٣) الفهرست : ٩٢ / ٣٩١.

(٤) في المصدر زيادة : فطحيّا.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433