منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278495 / تحميل: 4949
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وزادجش : له كتاب نوادر ، أخبرنا الحسين ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد ، عنه به(١) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله المسلي الثقة ، عنه أيّوب بن نوح ، وحميد(٢) .

٢٧٢٥ ـ محمّد بن عبد الله بن المطّلب :

الشيباني ، يكنّى أبا المفضل(٣) ، كثير الرواية ، حسن الحفظ ، ضعّفه جماعة من أصحابنا ؛ وقالغض : إنّه وضّاع كثير المناكير. وأرى ترك ما ينفرد به ،صه (٤) .

وفيست إلى أن قال : حسن الحفظ ، غير أنّه ضعّفه جماعة من أصحابنا ، أخبرنا بجميع رواياته(٥) عنه جماعة من أصحابنا(٦) .

وفيلم : كثير الرواية إلاّ أنّه ضعّفه قوم(٧) .

ومرّ : ابن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله(٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٣ / ٩٢٣.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

(٣) في نسخة « ش » : أبا الفضل.

(٤) الخلاصة : ٢٥٢ / ٢٧ ، وفيها بعد المناكير زيادة : رأيت كتبه وفيها الأسانيد من دون المتون والمتون من دون الأسانيد.

(٥) في المصدر : كتبه ورواياته.

(٦) الفهرست : ١٤٠ / ٦١٠.

(٧) رجال الشيخ : ٥١١ / ١١٠ ، وفيه زيادة : أخبرنا عنه جماعة.

(٨) عن رجال النجاشي : ٣٩٦ / ١٠٥٩ والخلاصة : ٢٥٦ / ٥٣.

١٠١

وفيتعق : يأتي بعض ما فيه في الكنى(١) (٢) .

أقول : لا يخفى أنّجش ذكر في ترجمة هذا الرجل أباه ثمّ أجداده على الترتيب(٣) ، والشيخرحمه‌الله ذكر أباه ثمّ جدّه الأعلى وهو المطّلب(٤) ، فظنّ العلاّمةقدس‌سره تعدّده فجعل له ترجمتين(٥) ، وقد سبقهب في الكنى(٦) ، فتأمّل.

٢٧٢٦ ـ محمّد بن عبد الله المكّي :

له نوادر ، رويناها بهذا الإسناد ، عن حميد ، عنه ،ست (٧) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل(٨) . والظاهر أنّ هذا هو المسلي المتقدّم(٩) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله المكّي ، عنه حميد(١٠) .

__________________

(١) وفيه ترحّم النجاشي عليه كما في ترجمة علي بن الحسين بن علي المسعودي : ٢٥٤ / ٦٦٥ ، وإكثار الثقة الجليل علي بن محمّد الخزّاز من الرواية عنه وترحّمه عليه ، كفاية الأثر : ٢٣ و ٣٥ و ٥٦ و ٦٢.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

(٣) رجال النجاشي : ٣٩٦ / ١٠٥٩ ، حيث ذكره قائلاً : محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن البهلول بن همّام بن المطّلب. إلى آخره.

(٤) كما تقدّم آنفاً عن الفهرست والرجال.

(٥) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٣ ، ٢٥٢ / ٢٧.

(٦) معالم العلماء : ١٤١ / ٩٩٢ ، ١٤٢ / ٩٩٣.

(٧) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٩ ، وفيه بدل المكّي : المسلي.

(٨) الفهرست : ١٥١ / ٦٦٠.

(٩) ذكر الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهمعليهم‌السلام ٤٩٩ / ٥٣ محمّد بن عبد الله المكّي روى عنه حميد نوادر ، مات سنة ستّ وستّين ومائتين وصلّى عليه ابنه. إلاّ أنّ القهبائي في مجمع الرجال : ٥ / ٢٤٩ نقل عن الشيخ في كتابيه بدل المكّي : المسلي.

(١٠) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

١٠٢

٢٧٢٧ ـ محمّد بن عبد الله بن مملك :

الأصبهاني ، أصله جرجان وسكن أصبهان ، أبو عبد الله ، جليل في أصحابنا عظيم القدر والمنزلة ، كان معتزليّاً ورجع على يد عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويهرحمه‌الله ،صه (١) .

وزادجش : له كتب(٢) .

وفيتعق : يأتي عنست في باب المصدّر بالابن(٣) (٤) .

٢٧٢٨ ـ محمّد بن عبد الله بن مهران :

أبو جعفر الكرخي ، من أبناء الأعاجم ، غال ، كذّاب ، فاسد المذهب والحديث مشهور بذلك ، عنه(٥) البرقي ،جش (٦) .

ونحوهصه إلاّ : عنه(٧) البرقي(٨) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به(٩) جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(١٠) .

وفيج : ضعيف(١١) . وزاددي : يرمى بالغلو(١٢) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٣. وفي نسخة « ش » بدل مملك : ملك.

(٢) رجال النجاشي : ٣٨٠ / ١٠٣٣.

(٣) أي : ابن مملك ، الفهرست : ١٩٣ / ٩٠٤.

(٤) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٥) في نسخة « ش » : عن.

(٦) رجال النجاشي : ٣٥٠ / ٩٤٢.

(٧) في نسخة « ش » : عن.

(٨) الخلاصة : ٢٥٢ / ٢١.

(٩) به ، لم ترد في نسخة « م ».

(١٠) الفهرست : ١٥٤ / ٦٨٨.

(١١) رجال الشيخ : ٤٠٦ / ١٥.

(١٢) رجال الشيخ : ٤٢٣ / ٢٦.

١٠٣

وفيلم : محمّد بن يحيى المعاذي ومحمّد بن علي الهمداني ومحمّد ابن هارون وممويه ومحمّد بن عبد الله بن مهران ضعفاء روى عنهم محمّد ابن أحمد بن يحيى(١) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : محمّد بن عبد الله بن مهران متّهم وهو غال(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن مهران ، عنه البرقي(٣) .

٢٧٢٩ ـ محمّد بن عبد الله بن نجيح :

أبو عبد الله المعروف بالشخير بالشين المعجمة والخاء المعجمة رجل من أصحابنا قليل الحديث ،صه (٤) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : له كتاب نوادر ، يروي عن الحسن بن محبوب وسليمان الديلمي ، عنه ابن ثابت(٥) .

أقول : ظهر ممّا مرّ كونه من مصنّفي الإماميّة ويكفيه حسناً ، ولذا ذكره فيد وصه في القسم الأوّل(٦) ، وجعله في الوجيزة(٧) ممدوحاً(٨) .

وفيضح : المعروف بالشخّير : بالشين المعجمة والخاء المشدّدة والراء بعد الياء المثنّاة من تحت(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٣ ١٧.

(٢) رجال الكشّي : ٥٧١ / ١٠٨١.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

(٤) الخلاصة : ١٥٦ / ١٠٨ ، وفيها وفي رجال النجاشي بعد أبو عبد الله زيادة : الكوفي.

(٥) رجال النجاشي : ٣٤٩ / ٩٤١.

(٦) رجال ابن داود : ١٧٧ / ١٤٣٧.

(٧) في نسخة « م » : وفي الوجيزة.

(٨) الوجيزة : ٣٠٧ / ١٧٠٦.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٢٧٧ / ٦١٧.

١٠٤

وفيمشكا : ابن عبد الله بن نجيح ، عنه ابن ثابت. وهو عن الحسن ابن محبوب ، وسليمان الديلمي(١) .

٢٧٣٠ ـ محمّد بن عبد الله الهاشمي :

له كتاب يرويه القمّيّون ، عنه الحسن بن محبوب ،جش (٢) .

أقول : في رواية القمّيّين كتابه مع ما عرف من سلوكهم مع الرواة دلالة تامّة على جلالته ، مضافاً إلى رواية الحسن بن محبوب عنه.

٢٧٣١ ـ محمّد بن عبد المؤمن المؤدّب :

قمّي ، ثقة ، له كتاب ،صه (٣) .

وزادجش : أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسى ، عن جعفر بن محمّد ، عنه به(٤) .

٢٧٣٢ ـ محمّد بن عبد الملك الأنصاري :

كوفي ، نزل بغداد ، أسند عنه ، ضعيف ،ق (٥) .

وزادصه بعد الأنصاري : من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

٢٧٣٣ ـ محمّد بن عبد الملك الدقيقي :

في ترجمة سعد بن عبد الله ما يشير إلى حسن حاله(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٤٢.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٦ / ٩٥٤ ، وفيه أنّ الراوي لكتابة محمّد بن عبد الله بن هلال. والحسن بن محبوب هو راوي كتاب محمّد بن عبد الله بن رباط المذكور في رجال النجاشي بعد هذا ، وهذا الخطأ صدر من الميرزا في المنهج : ٣٠٤ وتبعه المصنّف.

(٣) الخلاصة : ١٦١ / ١٥٠.

(٤) رجال النجاشي : ٣٧٨ / ١٠٢٨.

(٥) رجال الشيخ : ٢٩٤ / ٢٢٣.

(٦) الخلاصة : ٢٥٠ / ٦.

(٧) عن رجال النجاشي : ١٧٧ / ٤٦٧ ، وفيه أنّه من وجوه العامّة.

(٨) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

١٠٥

أقول : يظهر منها كونه من محدّثي العامّة ، فلاحظ وتأمّل.

٢٧٣٤ ـ محمّد بن عبد الملك بن محمّد :

التبان بالتاء المثنّاة من فوق ثمّ الموحّدة والنون بعد الألف يكنّى أبا عبد الله ، كان معتزليّاً ثمّ أظهر الانتقال ولم يكن ساكناً ،صه (١) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد : وقد ضَمِنّا أنْ نذكر كلّ مصنِّف ينتمي إلى هذه الطائفة ، له كتاب في تكليف من علم الله أنّه يكفر ، وله كتاب في المعدوم ، مات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة تسع عشرة وأربعمائة(٢) (٣) .

٢٧٣٥ ـ محمّد بن عبيد بن صاعد :

واقف ، يكنّى أبا عبد الله ،جش (٤) ؛ ومثلهصه (٥) .

ثمّ زادجش : روى عن القاسم بن إسماعيل ، له كتاب نوادر ، وقال الحسين بن أحمد بن إلياس : حدّثني خالي.

أقول : فيمشكا : ابن عبيد بن صاعد ، عنه الحسين بن أحمد بن إلياس. وهو عن القاسم بن إسماعيل(٦) .

٢٧٣٦ ـ محمّد بن عبيد الكاتب :

وجه من الكوفيّين ، ثقة ، عين ،صه (٧) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٦٤ / ١٧٨.

(٢) رجال النجاشي : ٤٠٣ / ١٠٦٩.

(٣) لم يرد ذكر لهذه الترجمة في نسخة « ش ».

(٤) رجال النجاشي : ٣٤٣ / ٩٢٤ ، وفيه وفي الخلاصة بعد صاعد زيادة : كوفي‌

(٥) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤٦.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٤٣.

(٧) الخلاصة : ١٥٤ / ٨٥.

١٠٦

وزادجش : له كتاب ، عنه محمّد بن عبيد العقيقي الكندي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن عبيد الكاتب الثقة ، عنه محمّد بن عبيد العقيقي(٢) .

٢٧٣٧ ـ محمّد بن عبيد بن نسطاس :

المدني أسند عنه ،ق (٣) ) .

٢٧٣٨ ـ محمّد بن عبيد الله :

أبو عبد الله الملقّب بماجيلويه ، تقدّم بعنوان ابن عبد الله ،تعق (٥) .

٢٧٣٩ ـ محمّد بن عبيد الله بن أحمد :

ابن محمّد ، وهو ابن أبي غالب ، شيخنا ،صه (٦) .

جش إلى قوله : ابن محمّد ؛ وزاد : ابن سليمان بن الحسن بن الجهم ابن بكير بن أعين أبو طاهر الزراري ، كان أديباً وسمع ، وهو ابن أبي غالب(٧) ، شيخنا ، له كتاب فضل الكوفة على البصرة(٨) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٩) .

ويظهر من رسالة جدّه أبي غالب إليه فضله وجلالته ، فلاحظ.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٩ / ٩٠٨.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٣.

(٣) ق ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الشيخ : ٢٩٤ / ٢٢٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

(٦) الخلاصة : ١٦٤ / ١٧٥.

(٧) في نسختين لنا من المصدر : وهو ابن ابن أبي غالب.

(٨) رجال النجاشي : ٣٩٨ / ١٠٦٤.

(٩) الوجيزة : ٣٠٧ / ١٧١٥.

١٠٧

٢٧٤٠ ـ محمّد بن عثمان بن الحسن :

يأتي بعنوان ابن عثمان القاضي ؛ وهو غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان.

٢٧٤١ ـ محمّد بن عثمان أخو حمّاد :

قال ابن عقدة عن علي بن الحسين بن فضّال : إنّه ثقة ،صه (١) .

٢٧٤٢ ـ محمّد بن عثمان الخدري :

روى عنه صفوان في الصحيح(٢) ،تعق (٣) .

٢٧٤٣ ـ محمّد بن عثمان بن زيد :

الجهني الكوفي أبو عمارة ، أسند عنه ،ق (٤) .

٢٧٤٤ ـ محمّد بن عثمان بن سعيد :

العمري ، يكنّى أبا جعفر ، وأبوه يكنّى أبا عمرو ، جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمانعليه‌السلام ، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة ،لم (٥) .

ومثلهصه مع زيادة(٦) .

وفيتعق : حالهما في العظمة والجلالة والثقة(٧) أظهر من أن يحتاج إلى بيان ، ويأتي إن شاء الله في آخر الكتاب وفي الألقاب ذكرهما(٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٦٥ / ١٨٨.

(٢) الكافي ٤ : ٨١ / ٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن العبّاس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عنه.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

(٤) رجال الشيخ : ٢٩٥ / ٢٤١.

(٥) رجال الشيخ : ٥٠٩ / ١٠١.

(٦) الخلاصة : ١٤٩ / ٥٧ ، وفيها بعد العمري زيادة : الأسدي.

(٧) في نسخة « ش » : والفقه.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٤.

١٠٨

أقول : فيمشكا : ابن عثمان بن سعيد العمري صاحب المنزلة الجليلة ، عنه عبد الله بن محمّد الجعفري(١) ، ويعرف أيضاً بمقارنة من يروي عن الصاحبعليه‌السلام حيث إنّه وكيل(٢) .

٢٧٤٥ ـ محمّد بن عثمان القاضي :

الظاهر أنّه من المشايخ وشيخ النجاشي(٣) ، ومضى في فارس بن سليمان ، وفي ترجمة محمّد بن يوسف الصنعاني وصفه بالمعدّل ،تعق (٤) .

٢٧٤٦ ـ محمّد بن عثيم الكوفي :

أسند عنه ،ق (٥) .

٢٧٤٧ ـ محمّد بن عذافر :

بالعين المضمومة المهملة والذال المعجمة والفاء والراء ، ابن عيسى الصيرفي المدايني ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام وعمّر إلى أيّام الرضاعليه‌السلام ،صه (٦) .

وزادجش : له كتاب تختلف الرواة عنه ، عمرو بن عثمان عنه به(٧) .

__________________

(١) في المصدر : عبد الله بن جعفر الحميري.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٣.

(٣) انظر : رجال النجاشي ترجمة الحسين بن خالويه : ٦٧ / ١٦١ وترجمة حريز بن عبد الله : ١٤٤ / ٣٧٥ وترجمة حذيفة بن منصور : ١٤٧ / ٣٨٣ ، وغير ذلك.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٥ ، إلاّ أنّ الّذي فيها : ومرّ في فارس بن سليمان أنّه أبو الحسن محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي والظاهر أنّه وهم من الناسخ ، وسيجي‌ء في محمّد بن يوسف الصنعاني وصف النجاشي إيّاه بالمعدّل ، انتهى.

أقول : وهذا هو الصواب كما مرّ ذلك عن رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٤٩ ويأتي عنه أيضاً : ٣٥٧ / ٩٥٦ ، فلاحظ.

(٥) رجال الشيخ : ٢٩٧ / ٢٧٠.

(٦) الخلاصة : ١٣٨ / ٩ ، وفيها زيادة : ومات وله ثلاث وتسعون سنة.

(٧) رجال النجاشي : ٣٥٩ / ٩٦٦.

١٠٩

وفيست : له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عنه(١) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد(٢) .

وفيظم : له كتاب ، ثقة(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن عذافر الثقة ، عنه عمرو بن عثمان الثقة الثقفي ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، ومحمّد بن عمر بن يزيد ، وإبراهيم بن هاشم ، وعبد الغفّار بن القاسم ، وموسى بن القاسم في عدّة مواضع.

قال في المنتقى : الغالب توسّط محمّد بن عمر بن يزيد بين موسى بن القاسم ومحمّد بن عذافر ، ويوجد في عدّة مواضع ترك الواسطة ، لكن يكثر وقوع خلل النقصان في إيراد الشيخ للأخبار خصوصاً في روايات موسى(٤) ، انتهى(٥) .

٢٧٤٨ ـ محمّد بن عطيّة :

ثقة ،صه (٦) .

ومرّ عنجش توثيقه في أخيه الحسن(٧) .

__________________

(١) الفهرست : ١٤٨ / ٦٣٦.

(٢) الفهرست : ١٤٨ / ٦٣٥ ، والإسناد الوارد فيه : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد. إلى آخره.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٩ / ١٤.

(٤) منتقى الجمان : ٣ / ١١٥.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٣.

(٦) الخلاصة : ١٦٤ / ١٨٢.

(٧) رجال النجاشي : ٤٦ / ٩٣ ، وفيه : الحسن بن عطيّة الحنّاط كوفي مولى ثقة ، وأخواه أيضاً محمّد وعلي [ و ] كلّهم رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وسيأتي من المصنّف في الّذي بعيده التأمّل في عبارة النجاشي بإفادتها التوثيق بالنسبة إلى محمّد.

١١٠

أقول : هذا هو الآتي بعيدة كما سيصرّح به الميرزا.

٢٧٤٩ ـ محمّد بن عطيّة الحنّاط :

بالحاء المهملة ، أخو الحسن وجعفر ، كوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو ضعيف ،صه (١) .

جش ، وفيه بدل ضعيف : صغير ؛ وزاد : له كتاب عنه ابن أبي عمير(٢) .

ود كصه (٣) ، وكأنّهما صحّفا كلمة صغير بضعيف. وهذا هو المذكور قبيله ، فلاحظ.

وفيتعق : كذا أيضاً قال في النقد ، وقال : وهو أربع نسخ عندي(٤) ، انتهى. ولا ريب فيما ذكراه(٥) (٦) .

أقول : لا ريب فيما ذكروه من تصحيف صغير بضعيف ، وفي نسختين منجش عندي أيضاً : صغير ، لكن ينبغي التأمّل في إفادة كلامجش في أخيه توثيقه مع عدم توثيقه إيّاه في بابه ، إلاّ أنّ في رواية ابن أبي عمير عنه دلالة على جلالته.

وفيمشكا : ابن عطّية الحنّاط ، عنه ابن أبي عمير(٧) .

٢٧٥٠ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

ابن محمّد الهمذاني بالذال المعجمة روى عن أبيه عن جدّه عن‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٦ / ٩٥٢.

(٣) رجال ابن داود : ٢٧٤ / ٤٦٧.

(٤) نقد الرجال : ٣٢٠ / ٥٥٣.

(٥) في نسخة « م » : ذكرناه.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٥.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

١١١

الرضاعليه‌السلام ، وكان محمّد وكيل الناحية ( وأبوه علي أيضاً وكيل الناحية ، وجدّه إبراهيم بن محمّد وكيل الناحية )(١) وكان لمحمّد بن علي ولد سمّي القاسم كان وكيل الناحية أيضاً ،صه (٢) .

جش إلاّ الترجمة ؛ وزاد بعد عن الرضاعليه‌السلام : وروى إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن محمّد الهمداني عن الرضاعليه‌السلام ، أخبرني أبو العبّاس أحمد ابن علي بن نوح قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثنا القاسم ابن محمّد بن علي بن إبراهيم بن محمّد الّذي تقدّم ذكره وكيل الناحية ، وأبوه وكيل الناحية ، وجدّه علي وكيل الناحية ، وجدّ أبيه إبراهيم بن محمّد وكيل.

قال : وكان في وقت القاسم بهمدان معه أبو علي بسطام بن علي والعزيز(٣) بن زهير وهو أحد بنى كشمرد وثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهمدان ، وكانوا يرجعون في هذا إلى أبي محمّد الحسن بن هارون بن عمران الهمذاني وعن رأيه يصدرون ، ومن قبله عن(٤) رأي أبيه أبي عبد الله بن(٥) هارون ، وكان أبو عبد الله وابنه أبو محمّد وكيلين.

ولمحمّد بن علي نوادر كبيرة(٦) ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن جعفر بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد بن علي ، عن أبيه(٧) .

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) الخلاصة : ١٥٥ / ١٠٠.

(٣) في المصدر : والعُزير.

(٤) في نسخة « ش » : من.

(٥) ابن ، لم ترد في المصدر.

(٦) في نسخة « ش » : كثيرة.

(٧) رجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٨.

١١٢

ويأتي ابن علي بن إبراهيم مقدوحاً(١) ، فلا تغفل.

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن محمّد وكيل الناحية ، عنه القاسم بن محمّد بن إبراهيم ابنه(٢) .

٢٧٥١ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

ابن موسى أبو جعفر القرشي ، مولاهم ، صيرفي ، ابن أُخت خلاّد المقرئ وهو خلاّد بن عيسى ، وكان محمّد بن علي يلقّب أبا سُمينة بضمّ السين المهملة والنون بعد المثنّاة من تحت ضعيف جدّاً فاسد الاعتقاد لا يعتمد في شي‌ء ،صه (٣) .

وزادجش : عنه محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه(٤) . ويأتي : ابن علي الصيرفي(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم بن موسى المكنّى بأبي سُمينة الكذّاب الضعيف ، عنه محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، وجعفر بن عبد الله‌

__________________

(١) عن الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٧.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

(٣) الخلاصة : ٢٥٣ / ٢٩ بزيادة : وكان قد ورد قم واشتهر بالكذب ونزل على أحمد بن محمّد بن عيسى مدّة ، ثمّ اشتهر بالغلو فجفي ، وأخرجه أحمد بن محمّد بن عيسى من قم ، وكان كذّاباً شهيراً في الارتفاع لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه ، روى المفيد كتبه إلاّ ما كان فيها من تخليط أو غلو أو تدليس أو ينفرد به ولا يعرف من غير طريقه. ذكر علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان أنّه قال : كدت أن أقنت على أبي سمينة محمّد بن علي الصيرفي ، قال : فقلت له : ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال : لأني أعرف منه ما لا تعرفه. وقال الفضل في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد بن الصائغ ومحمّد ابن سنان ، أبو سمينة أشهرهم.

(٤) رجال النجاشي : ٣٣٢ / ٨٩٤.

(٥) عن الفهرست : ١٤٦ / ٦٢٤ ورجال الكشّي : ٥٤٥ / ١٠٣٢ و ١٠٣٣.

١١٣

المحمّدي(٣) .

٢٧٥٢ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

ابن موسى بن جعفر ، في الإرشاد ما يدلّ على أنّه كان واقفاً(٤) .

وفيتعق : وكذا أيضاً ذكر في الكافي(٥) (٦) .

٢٧٥٣ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

الهمذاني بالذال المعجمة أبو جعفر ، قالغض : كانت لأبيه وصلة بأبي الحسنعليه‌السلام ، وحديثه يعرف وينكر ويروي عن الضعفاء كثيراً ويعتمد المراسيل ،صه (١) .

ويحتمل كونه أبا سُمينة(٢) .

وفيتعق : بل هو الوكيل الجليل المذكور ، وكلامغض ليس بشي‌ء(٨) .

٢٧٥٤ ـ محمّد بن علي بن أبي شعبة :

الحلبي أبو جعفر ، وجه أصحابنا وفقيههم ، والثقة الذي لا يطعن عليه ، هو وإخوته عبيد الله وعمران وعبد الأعلى ، له كتاب ،صه (٩) .

__________________

(٣) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

(٤) الإرشاد : ٢ / ٣٢٧.

(٥) الكافي ١ : ٤٢٤ / ٣.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٦.

(١) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٧.

(٢) وذلك لما ذكره الشيخ في الفهرست : ١٤٣ / ٦١٨ في ترجمة محمّد بن علي الهمداني نقلاً عن ابن بطّة قوله : هو أبو سمينة.

(٨) تعليقه الوحيد البهبهاني : ٣٠٦.

(٩) الخلاصة : ١٤٣ / ٣٠.

١١٤

وزادجش : التفسير ، عنه صفوان وابن مسكان(١) .

وفيست : له كتاب ، وهو ثقة ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن أبي شعبة الحلبي الثقة ، عنه عبد الله بن مسكان ، ومنصور بن حازم ، والحسن بن محبوب ، وصفوان ابن يحيى ، وأبو جميلة المفضّل بن صالح ، وأبان بن عثمان ، وحمّاد بن عثمان.

وفي إسناد الشيخ : الحسين بن عثمان عن محمّد الحلبي(٣) . والظاهر أنّه سهو ، والغالب توسّط ابن مسكان بين الحسين والحلبي.

وفي التهذيب : الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله ، عن الحلبي(٤) . فعبد الله هو ابن مسكان ، والحلبي هو محمّد(٥) .

٢٧٥٥ ـ محمّد بن علي الأسترآبادي‌

يروي عنه الصدوق مترضّياً مترحّماً(٦) ،تعق (٧) .

٢٧٥٦ ـ محمّد بن علي بن إبراهيم :

الأسترآباديقدس‌سره صاحب كتاب الرجال ، ذكره فيتعق بعنوان : ابن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٢٥ / ٨٨٥.

(٢) الفهرست : ١٣٠ / ٥٨٥.

(٣) التهذيب ٢ : ٣١٦ / ١٢٩٣ ، وفيه الحلبي فقط.

(٤) التهذيب ٨ : ٧٣ / ٢٤٥.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٤٤.

(٦) أمالي الصدوق : ١٤٧ / ١ ، ولم يرد فيه الترضّي.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

١١٥

علي بن كبل(١) ، ونذكره هناك تبعاً له دام ظلّه.

٢٧٥٧ ـ محمّد بن علي الأسود :

أبو جعفر ، روى عنه الصدوق مترضّياً(٢) ،تعق (٣) .

٢٧٥٨ ـ محمّد بن علي بن بشّار :

يروي عنه الصدوق مترضّياً(٤) ، ويحتمل أن يكون بالمثنّاة والمهملة ،تعق (٥) .

٢٧٥٩ ـ محمّد بن علي بن بلال :

ثقة ،كر (٦) .

وزادصه : من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، قبل ثقة ؛ ثمّ زاد : وقال الشيخ في كتاب الغيبة : من المذمومين أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال. فنحن في روايته من المتوقّفين(٧) .

وقال في القسم الثاني : محمّد بن علي بن بلال أبو طاهر ، قال الشيخ في كتاب الغيبة : إنّه من المذمومين(٨) ، انتهى.

وذكرطس من السفراء الموجودين في الغيبة الصغرى والأبواب‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٩ ، وفيها وفي النسخة الخطيّة منها : محمّد بن علي ابن وكيل الأسترآبادي.

(٢) إكمال الدين : ٥٠١ / ٢٨.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

(٤) الخصال : ٧٢ / ١٠٩ وإكمال الدين : ٣٢٢ / ٤ ، ولقّب فيهما بالقزويني.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

(٦) رجال الشيخ : ٤٣٥ / ٤.

(٧) الخلاصة : ١٤٢ / ٢٦.

(٨) الخلاصة : ٢٥٧ / ٦٤.

١١٦

المعروفين الّذين(١) لا تختلف الإماميّة القائلون بإمامة الحسن بن عليعليه‌السلام فيهم محمّد بن علي بن بلال(٢) .

وقال الشيخرحمه‌الله في كتاب الغيبة : ومنهم أي المذمومين أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال(٣) .

ويأتي إن شاء الله في الخاتمة(٤) .

وفيتعق : في الاحتجاج أيضاً ذكره من المذمومين ، وذكر توقيعاً في آخره : وأعلمهم تولاكم(٥) الله أنّنا في التوقّي والمحاذرة منه يعني الشلمغاني على مثل ما كنّا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه من الشريعي(٦) والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم. الحديث(٧) (٨) .

٢٧٦٠ ـ محمّد بن علي بن جاك :

بالجيم والكاف ، تيمي ، يكنّى أبا طاهر ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (٩) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : الّذي.

(٢) إعلام الورى : ٤٨٨.

(٣) الغيبة : ٣٥٣.

(٤) منهج المقال : ٤٠٦ ، عدّه من المذمومين الّذين ادّعوا النيابة قائلاً : ومنهم أبو طاهر محمّد بن علي بن بلال ، وقصته معروفة فيما جرى بينه وبين أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري نضّر الله وجهه ، وتمكنه بالأموال الّتي كانت عنده للإمام وامتناعه من تسليمها وادّعاؤه أنّه الوكيل ، حتّى تبرأت الجماعة منه ولعنوه ، وخرج فيه من صاحب الزمانعليه‌السلام ما هو معروف.

(٥) في المصدر : تولاك.

(٦) في المصدر : السريعي.

(٧) الاحتجاج : ٢ / ٤٧٤.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٠٧.

(٩) الخلاصة : ١٥٥ / ٩٣ ، وفيها وفي رجال النجاشي زيادة : ذكر ذلك أبو العبّاس من أهل القرآن فاضل.

١١٧

وزادجش : له كتاب ، محمّد بن أحمد الأيادي عنه به ؛ وفيه قمّي بدل تيمي(١) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن جاك الثقة ، عنه محمّد بن أحمد الأيادي(٢) .

٢٧٦١ ـ محمّد بن علي بن الحسين :

ابن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ، له مصنّفات كثيرة ذكرناها في الفهرست ، روى عنه التلعكبري ،لم (٣) .

وفيصه : ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث(٤) السنّ ، كان جليلاً حافظاً للأحاديث بصيراً بالرجال ناقداً للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ، له نحو من ثلاثمائة مصنَّف ذكرنا أكثرها في الكتاب الكبير ، ماترضي‌الله‌عنه بالري سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة(٥) .

وفيست : يكنّى أبا جعفر كان جليلاً. إلى قولصه : له نحو من ثلاثمائة مصنَّف ؛ ثمّ زاد : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٤٢ / ٩١٩ ، وفيه : أحمد بن محمّد الأيادي.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٤٥.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٥ ، وفيه زياد : أخبرنا عنه جماعة منهم محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله.

(٤) في نسخة « م » : حدوث.

(٥) رجال النجاشي : ٣٨٩ / ١٠٤٩.

١١٨

منهم الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو الحسين جعفر بن الحسن بن حسكة القمّي وأبو زكريّا محمّد ابن سليمان الحمراني كلّهم عنه(١) .

وفيتعق : ذكر المحقّق البحراني في حاشية البلغة نقل المشايخ معنعناً عن شيخنا البهائيرحمه‌الله وقد كان سئل عن ابن بابويه فعدّله ووثّقه واثنى عليه وقال(٢) : سئلت قديماً عن زكريّا بن آدم والصدوق ومحمّد بن علي بن بابويه : أيّهما أفضل وأجلّ مرتبة؟ فقلت : زكريّا بن آدم ، لتوافر(٣) الأخبار بمدحه ؛ فرأيت شيخنا الصدوققدس‌سره عاتباً عليّ وقال : من أين ظهر لك فضل زكريّا بن آدم عليّ؟! وأعرض عنّي(٤) ، انتهى(٥) .

وفي حاشية اخرى لهرحمه‌الله : كان بعض مشايخنا يتوقّف في وثاقه شيخنا الصدوق عطّر الله مرقده ، وهو غريب ، مع أنّه رئيس المحدّثين المعبّر عنه في عبارات الأصحاب بالصدوق ، وهو المولود بالدعوة ، الموصوف في التوقيع بالمقدّس الفقيه ؛ وصرّح العلاّمة في المختلف بتعديله وتوثيقه(٦) ، وقبلهطس في كتاب فلاح السائل(٧) وغيره ، ولم أقف على أحد من الأصحاب يتوقّف في روايات الفقيه إذا صحّ طريقها ، بل‌

__________________

(١) الفهرست : ١٥٦ / ٧٠٥.

(٢) في نسخة « ش » : وقد.

(٣) في المصدر : لتواتر.

(٤) بلغة المحدّثين : ٣٦٢ هامش رقم (١).

(٥) انتهى ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) مختلف الشيعة : ٢ / ١٣٥ ، حيث قال عنه : إنّه مشهور بالصدق والثقة والفقه.

(٧) فلاح السائل : ١١ ، وفيه : الشيخ المجمع على عدالته أبي جعفر محمّد بن بابويه تغمده الله برحمته.

١١٩

رأيت جمعاً من الأصحاب يصفون مراسيله بالصحّة ويقولون : إنّها لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير ، منهم العلاّمة في المختلف(١) ، والشهيد في شرح الإرشاد ، والسيّد المحقّق الداماد(٢) ، انتهى(٣) .

وقال جدّي العلاّمة المجلسي : وثّقهطس صريحاً في كتاب النجوم(٤) ، بل وثّقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحّة أخبار كتابة ، وظاهر كلامه صلوات الله عليه في التوقيع توثيقهما فإنّهما لو كانا كاذبين لامتنع أن يصفهما المعصومعليه‌السلام بالخيريّة ، انتهى(٥) . وأشار بما ذكرهرحمه‌الله إلى ما مرّ في أبيه من قولهعليه‌السلام : ستُرزق ذكرين خيّرين(٦) . ثمّ نقل توثيقه عنطس في كتاب كشف الحجّة(٧) وكتاب غياث الورى(٨) وكتابه الإقبال(٩) وكذا عن ابن إدريس في السرائر(١٠) وعن العلاّمة في المختلف(١١) والمنتهى والشهيد‌

__________________

(١) مختلف الشيعة : ٢ / ١٣٥.

(٢) الرواشح السماويّة : ١٧٤.

(٣) بلغة المحدّثين : ٤١٠ / هامش رقم (٢).

(٤) فرج المهموم : ١٠١ ، قال : روينا بعدّة أسانيد إلى أبي جعفر محمّد بن بابويه رضوان الله عليه. وهو الثقة في المقال وفي ١٢٩ وممّن كان قائلاً بصحّة النجوم ، وأنّها دلالات الشيخ المتّفق على علمه وعدالته أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه.

(٥) روضة المتّقين : ١٤ / ١٦.

(٦) نقلاً عن النجاشي : ٢٦١ / ٦٨٤ والخلاصة : ٩٤ / ٢٠.

(٧) كشف المحجّة : ١٢٢ و ١٢٣.

(٨) البحار : ٨٨ / ٣٠٩ نقلاً من كتاب غياث سلطان الورى قائلاً : الحديث الأوّل ما رواه الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ، وقد ضمن صحّة ما اشتمل عليه وأنّه حجّة بينه وبين ربّه.

(٩) إقبال الأعمال : ٤ و ٦٦٩ ، وفيهما أنّه معتمد عليه في قوله.

(١٠) السرائر : ٢ / ٥٢٩ ، قال : فإنّه كان ثقة جليل القدر بصيراً بالأخبار ناقداً للآثار عالماً بالرجال حفظة ، وهو أستاذ شيخنا المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

(١١) مختلف الشيعة : ٢ / ١٣٥.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بأمره ، وهو خير الحاكمين(1) .

ونهض أبيّ الضيم ، وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ ، وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.

إرغامُ المعارضين :

وغادر معاوية يثرب متّجهاً إلى مكّة وهو يطيل التفكير في أمر المعارضين ، فرأى أنْ يعتمد على وسائل العنف والإرهاب ، وحينما وصل إلى مكّة أحضر الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعرض عليهم مرّة أُخرى البيعة إلى يزيد فأعلنوا رفضهم له ، فانبرى إليهم مغضباً ، وقال : إنّي أتقدّم إليكم أنّه قد أُعذِرَ مَنْ أنذر. كنتُ أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة فأُقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه ، فلا يسبقني رجل إلاّ على نفسه.

ودعا صاحب حرسه بحضرتهم ، فقال له : أقم على رأس كلّ رجل مِن هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف ، فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثمّ خرج وخرجوا معه ، فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمرٌ دونهم ،

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٢٢١

ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله.

فبايعه الناس ، ثمّ ركب رواحله وغادر مكّة(1) ، وقد حسب معاوية أنّ الأمر قد تمّ لولده ، واستقر المُلْكُ في بيته ، ولمْ يعلم أنّه قد جرّ الدمار على دولته ، وأعدّ المجتمع للثورة على حكومة ولده.

موقفُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

كان موقف الإمام الحُسين (عليه السّلام) مع معاوية يتّسم بالشدّة والصرامة ، فقد أخذ يدعو المسلمين بشكل سافر إلى مقاومة معاوية ، ويحذّرهم مِنْ سياسته الهدّامة ، الحاملة لشارات الدمار إلى الإسلام.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

وأخذت الوفود تترى على الإمام (عليه السّلام) مِنْ جميع الأقطار الإسلاميّة وهي تعجّ بالشكوى إليه ، وتستغيث به ممّا ألمّ بها مِن الظلم والجور ، وتطلب منه القيام بإنقاذها مِن الاضطهاد.

ونقلت الاستخبارات في يثرب إلى السّلطة المحلية تجمّع الناس واختلافهم على الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكان الوالي مروان ، ففزع مِنْ ذلك وخاف إلى حدٍّ بعيدٍ.

__________________

(1) الكامل 3 / 252 ، الأمالي 2 / 73 ، ذيل الأمالي / 177 ، عيون الأخبار 2 / 210 ، البيان والتبيين 1 / 300.

٢٢٢

مذكّرةُ مروان لمعاوية :

ورفع مروان مذكّرة لمعاوية سجّل فيها تخوّفه مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) ، واختلاف الناس عليه ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد كثُر اختلاف الناس إلى حُسين ، والله إنّي لأرى لكم منه يوماً عصيباً(1) .

جوابُ معاوية :

وأمره معاوية بعدم القيام بأيّ حركة مضادّة للإمام (عليه السّلام) ، فقد كتب إليه : اترك حُسيناً ما تركك ولمْ يُظهر لك عداوته ويبد صفحته ، وأكمن عنه كمون الثرى إنْ شاء الله ، والسّلام(2) .

لقد خاف معاوية مِنْ تطور الأحداث ، فعهد إلى مروان بعدم التعرّض له بأيّ أذى أو مكروه.

رأيُ مروان في إبعاد الإمام (عليه السّلام) :

واقترح مروان على معاوية إبعاد الإمام (عليه السّلام) عن يثرب ، وفرض الإقامة الجبرية عليه في الشام ؛ ليقطعه عن الاتصال بأهل العراق ، ولمْ يرتضِ معاوية ذلك ، فردّ عليه : أردت والله أنْ تستريح منه وتبتليني به ، فإنْ صبرت عليه صبرت على ما أكره ، وإنْ أسأت إليه قطعت رحمه(3) .

__________________

(1) و (2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) العقد الفريد 2 / 116.

٢٢٣

رسالةُ معاوية للحُسين (عليه السّلام) :

واضطرب معاوية مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) واختلاف الناس عليه ، فكتب إليه رسالة ، وقد رويت بصورتين :

1 ـ رواها البلاذري ، وهذا نصّها : أمّا بعد ، فقد أُنهيت إليّ عنك اُمورٌ إنْ كانت حقّاً فإنّي لمْ أظنّها بك ؛ رغبة عنها ، وإنْ كانت باطلة فأنت أسعد الناس بمجانبتها ، وبحظّ نفسك تبدأ ، وبعهد الله توفي ، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكِدْكَ ، فاتّقِ الله يا حُسين في شقّ عصا الأُمّة ، وأنْ ترِدهم في فتنة(1) .

2 ـ رواها ابن كثير ، وهذا نصّها : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً مِنْ أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَنْ قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّقِ الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدْني أكِدْكَ(2) .

واحتوت هذه الرسالة حسب النّص الأخير على ما يلي :

1 ـ أنّ معاوية قد طالب الإمام (عليه السّلام) بتنفيذ ما شرطه عليه في بنود الصلح أنْ لا يخرج عليه ، وقد وفّى له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، إلاّ أنّ معاوية لمْ يفِ بشيء ممّا أبرمه على نفسه مِنْ شروط الصلح.

2 ـ أنّ معاوية كان على علمٍ بوفود أهل الكوفة التي دعت الإمام (عليه السّلام) للخروج عليه ، وقد وسمهم بأنّهم أهل الشقاق ، وأنّهم قد غدروا بعلي والحسن (عليهما السّلام) مِنْ قبل.

3 ـ التهديد السافر للإمام (عليه السّلام) بأنّه متى كاد معاوية فإنّه يكيده.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) تاريخ ابن كثير 8 / 162.

٢٢٤

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ورفع الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية مذكّرةً خطيرةً كانت جواباً لرسالته ، حمّله مسؤوليات جميع ما وقع في البلاد مِن سفك الدماء ، وفقدان الأمن ، وتعريض الأُمّة للأزمات ، وهي مِنْ أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر الأحداث التي صدرت مِنْ معاوية ، وهذا نصّها :

«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يُسدّد إليها إلاّ الله تعالى.

أمّا ما ذكرت أنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. ما أردت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة.

ألست القاتل حِجْرَ بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظُلماً وعدواناً مِنْ بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكدة ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟!

أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفرّ لونه ، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت مِنْ رؤوس الجبال؟!

أوَلست بمدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَرَ

٢٢٥

فتركت سُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدىً مِن الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ، ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسملُ أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النّخل ، كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة ، وليسوا منك؟!

أوَلست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زيادٌ أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودينُ علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين ؛ رحلة الشتاء والصيف؟!

وقلتَ فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة وأنْ تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة مِنْ ولايتك عليها ، ولا أعظم لنفسي ولديني ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) أفضل مِنْ أنْ أجاهرك ؛ فإنْ فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإنْ تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلتَ فيما قلت : إنّني إنْ أنكرتك تنكرني ، وإنْ أكِدْك تكدني. فكِدْني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أنْ لا يضرّني كيدك ، وأنْ لا يكون على أحدٍ أضر منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيتَ بشرطٍ ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم مِنْ غير أنْ يكونوا قاتَلوا وقُتِلوا ، ولمْ تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ؛ مخافة أمر لعلّك لو لمْ تقتلهم متّ قبل أنْ يفعلوا ، أو ماتوا قبل أنْ يدركوا.

٢٢٦

فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها. وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءَه على التّهم ، ونفيك إيّاهم مِنْ دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلاّ قد خسرت نفسك ، وتبرتَ دينك(1) ، وغششت رعيتك ، وسمعت مقالة السّفيه الجاهل ، وأخفت الورع التّقي ، والسّلام»(2) .

لا أكاد أعرف وثيقةً سياسةً في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة ، وسجّلت الجرائم التي ارتكبها معاوية ، والدماء التي سفكها ، والنفوس التي أرعبها غير هذه الوثيقة ، وهي صرخة في وجه الظلم والاستبداد.

واللهِ كم هي هذه الكلمة رقيقة شاعرة «كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة وليسوا مِنك». هذه الكلمة المشبعة بالشعور القومي الشريف ، وقديماً قال الصابي : إنّ الرجل مِنْ قومٍ ليست له أعصاب تقسو عليهم. وهو اتّهام مِن الحُسين لمعاوية في وطنيته وقوميته ، واتّخذ مِن الدماء الغزيرة المسفوكة عنواناً على ذلك(3) .

لقد حفلت هذه المذكّرة بالأحداث الخطيرة التي اقترفها معاوية وعمّاله ، خصوصاً زياد بن سُميّة الذي نشر الإرهاب والظلم بين الناس ؛ فقتل على الظنّة والتّهمة ، وأعدم كلّ مَنْ كان على دين الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي هو دين ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أسرف هذا الطاغية في سفك الدماء بغير حقّ.

ومِن الطبيعي أنّه لمْ يقترف ذلك إلاّ بإيعاز مِنْ معاوية ، فهو الذي عهد إليه بذلك.

__________________

(1) تبرت : أهلكت دينك.

(2) الإمامة والسياسة 1 / 284 ، رجال الكشّي / 32 ، الدرجات الرفيعة / 334.

(3) الإمام الحُسين (عليه السّلام) / 338.

٢٢٧

صدى الرسالة :

ولمّا انتهت رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية ضاق بها ذرعاً ، وراح يراوغ على عادته ، ويقول : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسداً(1) .

المؤتمرُ السياسي العام :

وعقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً ، دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار ، والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين ، فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم ، وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ، وفيما يلي نصّ حديثه ، فيما رواه سليم بن قيس :

قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً ، وقال لهم : «لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي». فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق ، عامّتهم مِن التابعين ، ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 198.

٢٢٨

ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني ، وإنْ كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب ، والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون».

وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة. فقال (عليه السّلام) : «أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه»(1) .

وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.

رسالةُ جعدة للإمام (عليه السّلام) :

وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب مِنْ أخلص الناس للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية.

ورفع جعدة رسالةً للإمام (عليه السّلام) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ مِنْ قِبَلِنا مِنْ شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين

__________________

(1) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) 2 / 216 ـ 217.

٢٢٩

لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة في أمر الله ، فإنْ كنت تحبّ أنْ تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ؛ فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك.

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ولم يكن مِنْ رأي الإمام الحُسين (عليه السّلام) الخروج على معاوية ؛ وذلك لعلمه بفشل الثورة وعدم نجاحها ؛ فإنّ معاوية بما يملك مِنْ وسائل دبلوماسية وعسكرية لا بدّ أنْ يقضي عليها ، ويخرجها مِنْ إطارها الإسلامي إلى حركة غير شرعية ، ويوسم القائمين بها بالتمرّد والخروج على النظام ، وقد أجابهم (عليه السّلام) بعد البسملة والثناء على الله بما يلي :

«أمّا أخي فإنّي أرجو أنْ يكون الله قد وفّقه وسدّده ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا مِن الظنّة ما دام معاوية حيّاً ، فإنْ يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي ، والسّلام»(1) .

لقد أمر (عليه السّلام) شيعته بالخلود إلى الصبر ، والإمساك عن المعارضة ، وأنْ يلزموا بيوتهم خوفاً عليهم مِن سلطان معاوية الذي كان يأخذ البريء بالسّقيم ، والمُقبل بالمُدبر ، ويقتل على الظنّة والتهمة. وأكبر الظنّ أنّ هذه الرسالة كانت في عهد زياد الذي سمل عيون الشيعة ، وصلبهم على جذوع النخل ، ودمّرهم تدميراً ساحقاً.

__________________

(1) الأخبار الطوال / 203 ، أنساب الأشراف 1 / ق 1.

٢٣٠

نصيحةُ الخدري للإمام (عليه السّلام) :

وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحُسين (عليه السّلام) واستنجادهم به لإنقاذهم مِن ظلم معاوية وجوره ، ولمّا علم أبو سعيد الخدري بذلك خفّ مسرعاً للإمام (عليه السّلام) ينصحه ويحذّره ، وهذا نص حديثه : يا أبا عبد الله ، إنّي أنا ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه قد كاتبك قوم مِنْ شيعتكم بالكوفة يدعونكم إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج إليهم ؛ فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما يكون منهم وفاء قط ، ومَنْ فاز به فاز بالسّهم الأخيب. والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السّيف»(1) .

وليس مِنْ شك في أنّ أبا سعيد الخدري كان مِنْ ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأكثرهم إخلاصاً وولاءً لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وقد دفعه حرصه على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وخوفه عليه مِنْ معاوية أنْ يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا جواب الإمام الحُسين (عليه السّلام) له.

استيلاءُ الحُسين (عليه السّلام) على أموال للدولة :

وكان معاوية يُنفق أكثر أموال الدولة على تدعيم مُلْكه ، كما كان يهبُ الأموالَ الطائلة لبني أُميّة لتقوية مركزهم السياسي والاجتماعي ، وكان الإمام الحُسين (عليه السّلام) يشجب هذه السياسة ، ويرى ضرورة إنفاذ الأموال مِنْ معاوية وإنفاقها على المحتاجين. وقد اجتازت على يثرب أموال مِن اليمن إلى خزينة دمشق ، فعمد الإمام (عليه السّلام) إلى الاستيلاء عليها ، ووزّعها على

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 161 ، تاريخ ابن عساكر 13 / 67.

٢٣١

المحتاجين مِنْ بني هاشم وغيرهم ، وكتب إلى معاوية :

«مِن الحُسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ عيراً مرّت بنا مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليك ، لتودعها خزائن دمشق ، وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإنّي احتجت إليها فأخذتها ، والسّلام».

وأجابه معاوية : مِنْ عبد الله معاوية إلى الحُسين بن علي. أمّا بعد ، فإنّ كتابك ورد عليّ تذكر أنّ عيراً مرّت بك مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليّ لأودعها خزائن دمشق ، وأعل بها بعد النهل بني أبي ، وإنّك احتجت إليها فأخذتها ، ولم تكن جديراً بأخذها إذ نسبتها إليّ ؛ لأنّ الوالي أحقّ بالمال ، ثمّ عليه المخرج منها. وأيم الله ، لو تركت ذلك حتى صار إليّ لمْ أبخسك حظّلك منها ، ولكنّني قد ظننت يابن أخي أنّ في رأسك نزوة ، وبودّي أنْ يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ، ولكنّني والله ، أتخوّف أنْ تُبلى بمَنْ لا ينظرك فواق ناقة.

وكتب في أسفل كتابه هذه الأبيات :

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ليس ما

جئتَ بالسائغِ يوماً والعلل

أخذكَ المالَ ولمْ تُؤمر بهِ

إنّ هذا مِنْ حُسينٍ لَعجلْ

قد أجزناها ولمْ نغضبْ لها

واحتملنا مِنْ حُسينٍ ما فعلْ

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذا الأملْ

لك بعدي وثبةٌ لا تُحتملْ

وبودّي أنّني شاهدُها

فإليها مِنك بالخلقِ الأجلْ

إنّني أرهبُ أنْ تصلَ بمَنْ

عنده قد سبق السيفُ العذلْ(1)

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 4 / 327 الطبعة الأولى.

٢٣٢

وفي هذا الكتاب تهديد للإمام بمَنْ يخلف معاوية ، وهو ابنه يزيد ، الذي لا يؤمن بمقام الحُسين ومكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

وعلى أيّ حالٍ ، فقد قام الإمام بإنقاذ هذه الأموال مِنْ معاوية وأنفقها على الفقراء ، في حين أنّه لمْ يكن يأخذ لنفسه أيّ صلة مِنْ معاوية ، وقد قدّم له مالاً كثيراً وثياباً وافرة وكسوة فاخرة ، فردّ الجميع عليه(1) .

وقد روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّ الحسن والحُسين كانا لا يقبلان جوائز معاوية(2) .

حديثٌ موضوع :

مِن الأخبار الموضوعة ما روي أنّ الإمام الحُسين وفد مع أخيه الحسن على معاوية فأمر لهما بمئة ألف درهم ، وقال لهم : خُذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يُعطيها أحد بعدي.

فانبرى إليه الإمام الحُسين قائلاً : «والله ، ما أعطى أحدٌ قبلك ولا بعدك لرجلين أشرف منّا».

ولا مجال للقول بصحة هذه الرواية ، فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يفد على معاوية بالشام ، وإنّما وفد عليه الإمام الحسن (عليه السّلام) لا لأجل الصلة والعطاء ، كما يذهب لذلك بعض السذّج مِن المؤرّخين ، وإنّما كان الغرض إبراز الواقع الاُموي والتدليل على مساوئ معاوية ، كما أثبتت ذلك

__________________

(1) الحُسين ـ لعلي جلال 1 / 117.

(2) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) 2 / 332.

٢٣٣

مناظراته مع معاوية وبطانته ، والتي لمْ يقصد فيها إلاّ تلك الغاية ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلّة في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

الحُسين مع بني أُميّة :

كانت العداوة بين الحُسين وبين بني أُميّة ذاتية ، فهي عداوة الضد للضد ، وقد سأل سعيد الهمداني الإمام الحُسين عن بني أُميّة ، فقال (عليه السّلام) : «إنّا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم»(1) .

أجل ، إنّهما خصمان في أهدافهم ، وخصمان في اتّجاههم ، فالحُسين (عليه السّلام) كان يُمثّل جوهر الإيمان بالله ، ويُمثّل القيم الكريمة التي يشرف بها الإنسان ، وبنو أُميّة كانوا يُمثّلون مساوئ الجاهلية التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق ، وكان الاُمويّون بحسب طباعهم الشريرة يحقدون على الإمام الحُسين ، ويبالغون في توهينه ، وقد جرت منازعة بين الحُسين وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في مال كان بينهما فتحامل الوليد على الحُسين في حقّه ، فثار الإمام في وجهه ، وقال : «أحلف بالله لتنصفي مِنْ حقّي أو لآخذنّ سيفي ، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأدعونّ بحلف الفضول».

لقد أراد أنْ يُحيي حلف الفضلول الذي أسسه الهاشميون ، والذي كان شعاره إنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ، وقد حاربه الاُمويّون في جاهليتهم ؛ لأنّه يتنافى مع طباعهم ومصالحهم.

وانبرى عبد الله بن الزّبير فانضمّ للحُسين وانتصر له ، وقال :

__________________

(1) الكنى والأسماء ـ لأبي بشر الدولابي 1 / 77.

٢٣٤

وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتى ينتصف مِنْ حقّه أو نموت جميعاً.

وبلغ المسوّر بن مخرمة بن نوفل الزهري الحديث فانضمّ للحُسين وقال بمثل مقالته ، وشعر الوليد بالوهن والضعف فتراجع عن غيّه ، وأنصف الحُسين (عليه السّلام) مِنْ حقّه(1) .

ومِنْ ألوان الحقد الاُموي على الحُسين أنّه كان جالساً في مسجد النّبي (صلّى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يُحدّث أصحابه ، ويرفع صوته ليُسمع الحُسين ، وهو يقول : إنّا شاركنا آل أبي طالب في النّبوة حتّى نلنا مِنها مثلَ ما نالوا مِنها مِن السّبب والنّسب ، ونلنا مِن الخلافة ما لمْ ينالوا فبِمَ يفخرون علينا؟

وكرّر هذا القول ثلاثاً ، فأقبل عليه الحُسين ، فقال له : «إنّي كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً ، وفي الثاني عفواً ، وأمّا في الثالث فإنّي مجيبك. إنّي سمعت أبي يقول : إنّ في الوحي الذي أنزله الله على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أُميّة في صوَرِ الذر يطؤهم الناس حتى يفرغ مِن الحساب ، ثمّ يُؤتى بهم فيحاسبوا ويُصار بهم إلى النار»(2) . ولمْ يطق الاُموي جواباً وانصرف وهو يتميّز مِن الغيظ.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن موقف الإمام مع معاوية وبني أُميّة ، ونعرض فيما يلي إلى وفاة معاوية وما رافقها مِن الأحداث.

__________________

(1) سيرة ابن هشام 1 / 142.

(2) المناقب والمثالب للقاضي نعمان المصري / 61.

٢٣٥

مرضُ معاوية :

ومرض معاوية وتدهورت صحته ، ولمْ تُجْدِ معه الوصفات الطيبة ، فقد تناهبت جسمه الأمراض ، وقد شعر بدنوّ أجله ، وكان في حزن على ما اقترفه في قتله لحِجْرِ بن عَدِي ، فكان ينظر إليه شبحاً مخيفاً ، وكان يقول :

ويلي مِنكَ يا حِجْر! إنّ لي مع ابن عَدِي ليوماً طويلاً(1) ، وتحدّث الناس عن مرضه ، فقالوا : إنّه الموت ، فأمر أهله أنْ يحشوا عينيه أثمداً ، ويسبغوا على رأسه الطيب ويجلسوه ، ثمّ أذن للناس فدخلوا وسلّموا عليه قياماً ، فلمّا خرجوا مِنْ عنده أنشد قائلاً :

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ

أنّي لريبِ الدهرِ لا اتضعضعُ

فسمعه رجل مِن العلويِّين فأجابه :

وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظفارَها

ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ(2)

وصاياه :

ولمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد ، وقد جاء فيها : يا بُني ، إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ، ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ ، فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب ، وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل

__________________

(1) الفتنة الكبرى 2 / 245.

(2) حياة الحيوان للدميري 1 / 59.

٢٣٦

أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك ، فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم.

وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة ، فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك ، وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ، ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه ، فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد ، وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو ، وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير ، فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً ، واحقنْ دماء قومك ما استطعت(1) .

وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية ، وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

وممّا يؤيد وضعها ما يلي :

1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك ، فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته(2) ، وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة ، وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 259.

(2) تاريخ خليفة خياط 1 / 229.

٢٣٧

وإثم ، فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!

2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم ، وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء ، فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!

3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة ، وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!

4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية ، فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟

5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة ، وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها ، فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد ، وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ، ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم.

وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين ، والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال

٢٣٨

الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه ، فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.

لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد ، كلاّ أبداً ، فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ، ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ، ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً ، وسمّ ابن بنت الرسول الحسن ، فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!

قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ ، أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ، ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ، ولكنّ المؤرّخين ـ سامحهم الله ـ أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن ، وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة.

وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة(1) .

موتُ معاوية :

واستقبل معاوية الموت غير مطمئن فكان يتوجّع ويظهر الجزع على ما اقترفه مِن الإسراف في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم ، وقد وافاه الأجل في دمشق محروماً عن رؤية ولده الذي اغتصب له الخلافة ، وحمله

__________________

(1) مجلة الغري السنة الثامنة العدد 9 و 10.

٢٣٩

على رقاب المسلمين ، وكان يزيد فيما يقول المؤرّخون مشغولاً عن أبيه في أثناء وفاته برحلات الصيد ، وعربدات السكر ونغمة العيدان.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466