منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278225 / تحميل: 4939
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

١
٢

٣
٤

٢٥٤٤ ـ محمّد بن الحارث :

ظم (١) . وفيكش : الظاهر أنّه ابن الحارث النوفلي راوي أدعية الوسائل إلى المسائل خادم الرضاعليه‌السلام ، كما في مهج الدعوات(٢) (٣) .

٢٥٤٥ ـ محمّد بن حُباب :

الجلاّب(٤) ، كوفي ،ق (٥) .

وفيكش : في ترجمة يونس بن يعقوب ما يومئ إلى حسن حال محمّد بن حُباب(٦) ، ويحتمل كونه هذا(٧) .

٢٥٤٦ ـ محمّد بن الحجّاج :

المدني ، من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مات سنة ثمانية عشر ومائة ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦١ / ٣٣.

(٢) مهج الدعوات : ٢٥٨ ، وفيه : وكان خادماً لمحمّد بن علي الجوادعليه‌السلام .

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٢٧٦.

(٤) في نسخة « ش » : الحلاّب.

(٥) رجال الشيخ : ٢٨٦ / ٨٦.

(٦) وفيه نقلاً عن رجال الكشّي : ٣٨٦ / ٧٢١ أنّه زميل يونس بن يعقوب وأنّه من أهل الكوفة وأنّ الإمام أبو الحسن علي بن موسىعليه‌السلام وجّه إليه بعد موت يونس أن صلِّ عليه أنت.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٩.

٥

منكر الحديث ،صه (١) .

ق إلاّ : من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (٢) .

٢٥٤٧ ـ محمّد الحدّاد :

الكوفي ، صاحب المعلّى بن خُنَيس ، له كتاب يرويه محمّد بن أبي عمير ،جش (٣) .

وفيق : عنه الحكم بن سليمان(٤) .

أقول : فيمشكا : الحداد ، عنه محمّد ابن أبي عمير(٥) .

٢٥٤٨ ـ محمّد بن حسّان :

البكري ، كوفي ،ق (٦) .

وفيكش : مرّ في جميل بن درّاج رواية عن ابن المغيرة عنه تشير إلى مدحه(٧) ، مضافاً إلى رواية عبد الله(٨) عنه ، وهو محتمل للبكري والنهدي على تقدير تعدّدهما(٩) .

٢٥٤٩ ـ محمّد بن حسّان الرازي :

أبو عبد الله الزينبي ، يعرف وينكر بين بين ، يروي عن الضعفاء كثيراً ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٠ / ٥ ، وفيه : مات سنة إحدى وثمانين ومائة ، وكذا في رجال الشيخ.

(٢) رجال الشيخ : ٢٨٥ / ٨٢.

(٣) رجال النجاشي : ٣٥٨ / ٩٦٠.

(٤) رجال الشيخ : ٣٠٥ / ٤٠١.

(٥) هداية المحدّثين : ١٤٠.

(٦) رجال الشيخ : ٢٨٦ / ٨٩.

(٧) نقلاً عن رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٧.

(٨) أي : عبد الله بن المغيرة.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٨٩.

٦

جش (١) .

ونحوهصه وزاد : قالغض : محمّد بن حسّان الرازي أبو جعفر ضعيف(٢) .

ثمّ زادجش : له كتب ، أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه وأحمد بن إدريس عنه بها.

وفيلم : روى عنه الصفّار وغيره(٣) .

وفيكش : في رواية هؤلاء الأجلّة عنه دلالة على وثاقته ، ووصفه الصدوق بخادم الرضاعليه‌السلام وهو في طريقه إلى محمّد بن أسلم(٤) ، ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(٥) ولم تستثن روايته ، وتضعيفغض مع ضعفه لا يدلّ على جرحه وفسقه بل الظاهر أنّ ذلك لروايته عن الضعفاء ، وقولجش أيضاً لا يدلّ على فسقه في نفسه(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن حسّان الرازي ، عنه أحمد بن إدريس ، والصفّار(٧) .

٢٥٥٠ ـ محمّد بن حسّان النهدي :

كوفي ، أسند عنه ،ق (٨) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٨ / ٩٠٣.

(٢) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤٣.

(٣) رجال الشيخ : ٥٠٦ / ٨٤.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١١٦ ، والّذي فيه هو وصف الصدوق لمحمّد بن زيد الرازمي بخادم الرضاعليه‌السلام لا محمّد بن حسّان ، فتأمّل.

(٥) التهذيب ٢ : ٣١٣ / ١٢٧٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٠.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٣٢ ، وأضاف رواية محمّد بن يحيى العطّار عنه.

(٨) رجال الشيخ : ٢٨٦ / ٩٠.

٧

٢٥٥١ ـ محمّد بن الحسن بن أبي خالد :

القمّي الأشعري ،ضا (١) .

وفيكش : يظهر من غير واحد من الأخبار كونه وصي سعد بن سعد ، ويظهر منه عدالته(٢) . وفي الوجيزة : قيل ممدوح(٣) .

ولعلّه الملقّب بشنبولة ، ومرّ في إدريس بن عبد الله(٤) (٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن أبي خالد الأشعري الملقّب بشنبولة ، عنه الحسين بن سعيد(٦) .

٢٥٥٢ ـ محمّد بن الحسن بن أبي سارة :

أبو جعفر ، مولى الأنصار ، يعرف بالرواسي ، أصله كوفي ، سكن هو وأبوه قبله النيل ، روى هو وأبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٧) ، وابن عمّ محمّد بن الحسن معاذ بن مسلم بن أبي سارة ، وهم أهل بيت فضل وأدب ، وعلى معاذ ومحمّد تفقّه الكسائي علم العرب واللسان(٨) ، والقرّاء يحكون في كتبهم كثيراً : قال أبو جعفر الرواسي ومحمّد بن الحسن(٩) ، وهم ثقات لا‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٩١ / ٥١.

(٢) التهذيب ٩ : ٢٢٦ / ٨٨٨ ، وفيه : محمّد بن الحسن الأشعري.

(٣) الوجيزة : ٢٩٦ / ١٦٠٥.

(٤) عن رجال النجاشي : ١٠٤ / ٢٥٩ ، وفيه : هو المعروف بشينولة ، وهو الراوي لكتاب إدريس.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٠.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٣٢ ، وفيها : شينولة.

(٧) في الخلاصة والنجاشي : عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

(٨) في نسخة « ش » بدل واللسان : والكسائي.

(٩) ومحمّد بن الحسن ، لم ترد في الخلاصة.

٨

يطعن عليهم بشي‌ء ،صه (١) .

وزادجش : ولمحمّد هذا كتاب الوقف والابتداء ، خلاّد بن عيسى الصيرفي عنه به(٢) .

وفيق : أسند عنه(٣) .

وفيكش : يأتي في معاذ(٤) ما ينبغي أن يلاحظ(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن أبي سارة ، عنه خلاّد بن عيسى(٦) .

٢٥٥٣ ـ محمّد بن الحسن بن أبي يزيد :

الهمداني المشعاري الكوفي ، أسند عنه ،ق (٧) .

٢٥٥٤ ـ محمّد بن الحسن بن أحمد :

ابن الوليد ، أبو جعفر ، شيخ القميّين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قم وما كان أصله منها ، ثقة ثقة عين ، مسكون إليه ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، عارف بالرجال ، موثوق به ، يروي عن الصفّار وسعد ، روى عنه التلعكبري وذكر أنّه لم يلقه بل وردت عليه إجازته على يد صاحبه جعفر بن الحسن المؤمن بجميع روايته ،صه (٨) .

جش إلى قوله : مسكون إليه ؛ وزاد : له كتب(٩) ، أخبرنا أبو‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٥٣ / ٧٨.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٤ / ٨٨٣ ، وفيه بدل واللسان والقرّاء : والكسائي والفرّاء.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٤ / ٦٢.

(٤) أي : ترجمة معاذ بن مسلم النحوي.

(٥) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٦) هداية المحدّثين : ٢٣٢.

(٧) رجال الشيخ : ٢٨٤ / ٥٧ ، وفيه : ابن أبي زيد.

(٨) الخلاصة : ١٤٧ / ٤٣.

(٩) في نسخة « ش » : له كتاب.

٩

الحسن(١) علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر عنه ، ورأيت إجازته له بجميع كتبه وأحاديثه. مات أبو جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة(٢) (٣) .

وفيلم : جليل القدر بصير بالفقه ثقة ، يروي عن الصفّار. إلى آخر ما مرّ عنصه ، وزاد : أخبرنا عنه أبو الحسن بن أبي جيد بجميع رواياته(٤) .

ويأتي عنست بعنوان ابن الحسن بن الوليد(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن أحمد بن الوليد الثقة ، عنه التلعكبري ، وعلي بن أحمد بن طاهر(٦) ، وعلي بن أحمد(٧) بن أبي جيد ، ومحمّد بن علي بن الحسين(٨) . وهو عن الصفّار ، وسعد(٩) .

٢٥٥٥ ـ محمّد بن الحسن بن إسحاق :

العلوي ، أبو عبد الله الشريف ، روى عنه الصدوق(١٠) ، وفي كمال الدين صحّح حديثه(١١) ، كش :(١٢) .

__________________

(١) في المصدر : أبو الحسين.

(٢) في نسخة « م » : سنة ثلاثمائة وأربع وثلاثين.

(٣) رجال النجاشي : ٣٨٣ / ١٠٤٢.

(٤) رجال الشيخ : ٤٩٥ / ٢٣ ، وفيه : أبو الحسين بن أبي جيد.

(٥) الفهرست : ١٥٦ / ٧٠٤.

(٦) في المصدر : علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر.

(٧) في نسخة « م » زيادة : ابن محمّد.

(٨) في نسخة « ش » : الحسن.

(٩) هداية المحدّثين : ٢٣٢.

(١٠) فضائل الأشهر الثلاثة : ٣٣ / ١٤.

(١١) كمال الدين : ٥٤٣ / ٩.

(١٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٠.

١٠

أقول : ذكره في الحاوي في خاتمة قسم الثقات وذكر التصحيح المذكور عن الصدوق(٩) ، فتدبّر.

٢٥٥٦ ـ محمّد بن الحسن بن بندار :

القمّي ، كثيراً ما يذكرهكش : معتمداً على كلامه حتّى على ما وجده بخطّه(١٠) ، والظاهر أنّه القمّي الآتي ، وأنّه أخو الحسين بن الحسن بن بندار ،كش : (١) .

٢٥٥٧ ـ محمّد بن الحسن البراني :

يكنى أبا بكر ، كانت له رواية ،لم (٢) .

أقول : يأتي في الّذي بعيده ذكره.

٢٥٥٨ ـ محمّد بن الحسن البرناني :

روى عنه الكشّي ،لم (٣) .

وفيكش : الظاهر وفاقاً للنقد اتّحاده مع السابق(٤) ، ويظهر من كثير من التراجم اعتمادكش : عليه ومقبوليّة قوله لديه ، وربما يظهر كونه من مشايخه(٥) (٦) .

__________________

(٩) حاوي الأقوال : ١٧٢ / ٧١٢.

(١٠) رجال الكشّي : ١٢٩ / ٢٠٦ و ٢٢١ / ٣٩٦ و ٥٠٠ / ٩٥٧ و ٥٩٣ / ١١٠٩ و ٦٠٤ / ١١٢٣ و ٦٠٨ / ١١٣٢.

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٠.

(٢) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣٥.

(٣) رجال الشيخ : ٥٠٩ / ٩٧ ، وفيه : البرتاني ، البرناني ( خ ل ).

(٤) نقد الرجال : ٢٩٩ / ٢٢٥.

(٥) رجال الكشّي : ٢٩ / ٥٥ و ٤٥٥ / ٨٦٠ و ٤٥٧ / ٨٦٦ ٨٧٣ و ٥٨٨ / ١١٠١ ، وفي الجميع : البراثي.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٠.

١١

٢٥٥٩ ـ محمّد بن الحسن بن جمهور :

العمّي البصري ، له كتب جماعة ، منها كتاب الملاحم ، وكتاب الواحدة(١) ، وكتاب صاحب الزمانعليه‌السلام ، وله الرسالة المذهّبة(٢) عن الرضاعليه‌السلام ، وله كتاب خروج القائمعليه‌السلام ؛ أخبرنا برواياته(٣) كلّها إلاّ ما كان فيها من غلوّ أو تخليط جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عنه.

ورواها محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن محمّد بن أحمد العلوي ، عن العمركي بن علي ، عنه ،ست (٤) . ومضى ابن جمهور(٥) .

أقول : فيمشكا : ابن الحس بن جمهور ، عنه أحمد بن الحسين(٦) بن سعيد ، والعمركي بن علي(٧) .

٢٥٦٠ ـ محمّد بن الحسن بن حمزة :

الجعفري ، أبو يعلى ، خليفة الشيخ المفيدرحمه‌الله والجالس مجلسه ، متكلّم ، فقيه ، قائم بالأمرين جميعاً ،صه (٨) .

وزادجش : له كتب ، منها : كتاب جواب المسألة الواردة من صيدا ،

__________________

(١) في نسخة « ش » : المواحدة.

(٢) في المصدر : الذهبيّة.

(٣) في المصدر زيادة : وكتبه.

(٤) الفهرست : ١٤٦ / ٦٢٥.

(٥) أي : محمّد بن جمهور.

(٦) في نسخة « ش » : الحسن.

(٧) هداية المحدّثين : ٢٣٢.

(٨) الخلاصة : ١٦٤ / ١٧٩ ، وفيها وفي النجاشي بدل القائم : قيم.

١٢

جواب مسألة أهل الموصل ، المسألة في مولد صاحب الزمانعليه‌السلام ، المسألة في الردّ على الغلاة ، المسألة في أوقات الصلاة ، كتاب التكملة موقوف على التمام(١) ، مسألة في أيمان آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مسألة في المسح على الرجلين ، مسألة في العقيقة ، جواب المسائل الواردة من طرابلس ، جواب المسائل أيضاً من هناك ، مسألة في أنّ الفعال غير هذه الجملة(٢) ، جواب المسألة(٣) الواردة من الحائر على صاحبه السلام ، أجوبة مسائل شتّى في فنون من العلم.

ماترحمه‌الله يوم السبت سادس عشر(٤) شهر رمضان سنة ثلاث وستّين وأربعمائة ودفن في داره(٥) .

وفيتعق : في النقد : أبو يعلى(٦) ، وكذا في ترجمة علي بن الحسين بن موسى(٧) (٨) .

أقول : في نسخته سلّمه الله من رجال الميرزا بدل أبو يعلى : ابن يعلى ، فظنّ اتّفاق النسخ على ذلك ، فكتب ما كتب ؛ والنسخ الّتي وقفنا عليها متّفقة على : أبو يعلى ، فلاحظ.

__________________

(١) في المصدر زيادة : الموجز في التوحيد موقوف على التمام.

(٢) في نسخة « ش » : الجمل.

(٣) في المصدر : المسائل.

(٤) في نسخة « م » بدل سادس عشر : عاشر.

(٥) رجال النجاشي : ٤٠٤ / ١٠٧٠.

(٦) نقد الرجال : ٣٠٠ / ٢٢٩.

(٧) عن رجال النجاشي : ٢٧٠ / ٧٠٨.

(٨) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

١٣

٢٥٦١ ـ محمّد بن الحسن بن زياد :

العطّار ، كوفي ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب ، أحمد بن عبد الواحد ، عن علي بن حبشي ، عن حميد قال : حدّثنا الحسن بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن زياد بكتابه(٢) .

وقد يستفاد منه أنّه قد ينسب إلى جدّه.

وفيست : ابن الحسن العطّار(٣) . ويأتي.

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن زياد(٤) العطّار الثقة ، عنه الحسن بن محمّد(٥) .

٢٥٦٢ ـ محمّد بن الحسن بن زياد :

الميثمي الأسدي ، أبو جعفر ، ثقة ، عين ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،صه (٦) .

وزادجش : عنه يعقوب بن يزيد(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن زياد الميثمي ، عنه يعقوب بن يزيد(٨) .

٢٥٦٣ ـ محمّد بن الحسن :

بغير ياء بعد السين ، ابن سعيد الصائغ بالغين المعجمة كوفي ، نزل في بني ذهل ، أبو جعفر ، ضعيف جدّاً ، قيل : إنّه غال لا يلتفت إليه ،

__________________

(١) الخلاصة : ١٦٠ / ١٣٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٦٩ / ١٠٠٢.

(٣) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٧.

(٤) ابن زياد ، لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) هداية المحدّثين : ٢٣٣.

(٦) الخلاصة : ١٥٩ / ١٢٩ ، وفيها وفي النجاشي بعد الأسدي زيادة : مولاهم.

(٧) رجال النجاشي : ٣٦٣ / ٩٧٩.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٣٣.

١٤

صه (١) .

وفيجش : ابن الحسين بن سعيد. إلى أن قال : قيل إنّه غال ؛ وزاد : له كتاب ، أحمد بن محمّد بن رباح عنه بكتبه ، ومات محمّد بن الحسين لاثنتي عشرة بقين من رجب سنة تسع وستّين ومائتين وصلّى عليه جعفر المحدّث المحمّدي(٢) .

وفي د أيضاً : ابن الحسينلم جش . إلى قوله : غال(٣) .

وفيكش : يأتي عنست بعنوان ابن الحسين من دون تضعيف(٤) ، والظاهر أنّ المضعّفغض والرامي بالغلوّ أيضاً هو كما يظهر من تتبّعجش وصه (٥) ، والظاهر أنّجش متأمّل في ضعفه(٦) ولذا نسبه إلى القيل ، وصلاة جعفر عليه تومئ إلى خلافه(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن سعيد الصائغ ، عنه أحمد بن محمّد بن رباح(٨) .

٢٥٦٤ ـ محمّد بن الحسن بن شمّون :

أبو جعفر ، بغدادي ، واقف ثمّ غلا ، وكان ضعيفاً جدّاً فاسد‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤٢.

(٢) رجال النجاشي : ٣٣٧ / ٩٠٠.

(٣) رجال ابن داود : ٢٧٢ / ٤٤٥.

(٤) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦١.

(٥) ممّا يؤيّد ما جاء في مجمع الرجال : ٥ / ١٩٧ ، حيث نسب كلا الأمرين إليه ، فلاحظ.

(٦) في التعليقة : غلوّه. وهو الصواب.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٠.

(٨) هداية المحدّثين : ٢٣٣.

١٥

المذهب ، وأُضيف إليه أحاديث في الوقف ،جش (١) ؛ ونحوهصه (٢) .

ثمّ فيما زادجش : وقيل إنّ آل الرضاعليه‌السلام مولانا أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمّدعليهم‌السلام يعولونه ويعولون معه أربعين نفساً كلّهم عياله ، وأخبرنا بسنّة أبو عبد الله بن الخمريرحمه‌الله قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن المغيرة الثلاّج قال : حدّثنا علي بن الحسين بن القاسم بن محمّد بن أيّوب بن شمّون أبو القاسم قال : حدّثني أبي الحسين بن القاسم قال : عاش محمّد بن الحسن بن شمّون مائة وأربع عشرة سنة ؛ عنه الحسين بن القاسم ، وسهل بن زياد ، ورجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى الغرّاد(٣) ، وعبيد الله بن العلاء المذاري(٤) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الإسناد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٥) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد(٦) .

وفيج ودي : محمّد بن الحسن بن شمّون البصري(٧) . وزاد كر : غالٍ(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين بن شمّون الضعيف ، عنه الحسن(٩)

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٩.

(٢) الخلاصة : ٢٥٢ / ٢٥.

(٣) في المصدر : ابن الغرّاد.

(٤) في نسخة « ش » : المزاري.

(٥) الفهرست : ١٥٤ / ٦٩١.

(٦) الفهرست : ١٥٣ / ٦٨٥.

(٧) رجال الشيخ : ٤٠٧ / ٢٩ و ٤٢٤ / ٢٧.

(٨) رجال الشيخ : ٤٣٦ / ٢٠.

(٩) في المصدر : الحسين.

١٦

ابن قاسم ، وسهل بن زياد ، وعبيد الله بن العلاء ، وأحمد بن أبي عبد الله ، ورجاء بن يحيى بن سامان ، وأحمد بن محمّد بن عيسى الغرّاد ، وإسحاق بن أبان البصري(١) .

٢٥٦٥ ـ محمّد بن الحسن الصفّار :

قمّي ، له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة ، كتاب بصائر الدرجات وغيره ، وله مسائل كتب بها إلى أبي محمّد الحسن بن عليعليه‌السلام ؛ أخبرنا بجميع رواياته ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عنه ،ست (٢) .

ويأتي : ابن الحسين بن فروخ.

أقول فيمشكا : أب الحسنى الصفّار الثقة ، عنه محمّد بن الحسن بن الوليد ، وأحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه(٣) .

٢٥٦٦ ـ محمّد بن الحسن الضبّي :

مولاهم العطّار الكوفي ، أبو عبد الله ،ق (٤) .

وفيست : ابن الحسن العطّار(٥) ، كما يأتي ، ويحتمل كونه(٦) ابن الحسن بن زياد العطّار ، بل الضبّي أيضاً ، فتأمّل.

وفيتعق : الظاهر اتّحاد الكلّ لما مضى ويأتي(٧) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٣٣ ، وفيها : إسحاق بن محمّد بن أبان البصري.

(٢) الفهرست : ١٤٣ / ٦٢١ ، وذكر فيه طريقين آخرين.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٣٣.

(٤) رجال الشيخ : ٢٨٤ / ٥٩.

(٥) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٧.

(٦) أي : ابن الحسن العطّار.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩١ ، ورد مضمون هذا الكلام.

١٧

٢٥٦٧ ـ محمّد بن الحسن بن عبد الله :

أبو عبد الله الجواني ، ساكن آمل طبرستان ، كان فقيهاً وسمع الحديث ،صه (٩) .

ويأتي عنجش بعنوان ابن الحسن بن عبد الله بن الحسن(١٠) .

٢٥٦٨ ـ محمّد بن الحسن بن عبد الله :

الجعفري ، ذكره بعض أصحابنا وغمز عليه ، روى عنه البلوي ، والبلوي رجل ضعيف مطعون عليه ،صه (١١) . وفيها أيضاً ما يأتي في ابن عبد الله الجعفري(٢١) .

وزادجش : ذكر بعض أصحابنا أنّه رأى له رواية رواها عنه علي بن محمّد البرذيعي صاحب الزنج ، وهذا أيضاً ممّا يضعّفه ، وفي كتبنا كتاب يضاف إليه يترجم بكتاب علل الفرائض والنوافل ، عبيد الله بن محمّد البلوي عنه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٣١) .

أقول : انظر إلى تضعيفهمرحمهم‌الله لرواية الضعفاء عنهم! وتأمّل في قولجش : هذا أيضاً ممّا يضعّفه! ولعلّ الغامزغض ، بل هو هو كما يأتي في ابن(١) عبد الله(٢) . وكيف كان فالظاهر أنّه من مصنّفي الإماميّة ، فلا تغفل.

وفيمشكا : ابن الحسن بن عبد الله الجعفري ، عنه عبيد الله بن محمّد‌

__________________

(٩) الخلاصة : ١٦٣ / ١٧.

(١٠) رجال النجاشي : ٣٩٥ / ١٠٥٨ ، وفيه : ابن الحسن بن عبيد الله بن الحسن.

(١١) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤١.

(٢١) الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٤ ، وفيه عن ابن الغضائري أنّه منكر الحديث.

(٣١) رجال النجاشي : ٣٢٤ / ٨٨٤ ، وفيه : عبد الله بن محمّد البلوي.

(١) في نسخة « ش » : أبي.

(٢) انظر الخلاصة : ٢٥٦ / ٥٤.

١٨

البلوي ، وعلي بن محمّد البرذي صاحب الزنج(١) .

٢٥٦٩ ـ محمّد بن الحسن بن عبد الله :

ابن الحسن بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسينعليه‌السلام ، أبو عبد الله الجواني ، ساكن آمل طبرستان ، كان فقيهاً وسمع الحديث ، له كتاب ثواب الأعمال ،جش (٢) .

ومضى عنصه بعنوان ابن الحسن بن عبد الله أبو عبد الله(٣) .

٢٥٧٠ ـ محمّد بن الحسن العطّار :

له كتاب ذكره ابن النديم في فهرسته الّذي صنّفه(٤) ،ست (٥) .

ويحتمل أن يكون ابن الحسن بن زياد العطّار أو الضبّي ، ويحتمل اتّحاد الكلّ.

وفيتعق : هذا هو الظاهر كما أشرنا(٦) .

٢٥٧١ ـ محمّد بن الحسن بن علي :

أبو عبد الله المحاربي ، جليل من أصحابنا ، عظيم القدر ، خبير بأُمور أصحابنا(٧) ، عالم ببواطن(٨) أنسابهم ،صه (٩) .

وزادجش : له كتاب الرجال ، سمعت جماعة من أصحابنا يصفون‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٣٣ ، وفيها بدل البرذي : البردعي.

(٢) رجال النجاشي : ٣٩٥ / ١٠٥٨ ، وفيه : محمّد بن الحسن بن عبيد الله.

(٣) الخلاصة : ٢٥٥ / ٤١.

(٤) فهرست ابن النديم : ٢٧٥.

(٥) الفهرست : ١٤٩ / ٦٤٧.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩١ ترجمة محمّد بن الحسن الضبّي.

(٧) في الخلاصة زيادة : في زمانه.

(٨) في النسخ : بمواطن.

(٩) الخلاصة : ١٥٧ / ١٠٩.

١٩

هذا الكتاب ؛ عنه أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد(١) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن علي المحاربي ، عنه أحمد بن محمّد بن سعيد(٢) .

٢٥٧٢ ـ محمّد بن الحسن بن علي :

أبو المثنّى ، كوفي ، ثقة ، عظيم المنزلة في أصحابنا ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب ، محمّد بن محمّد بن هارون الكندي عنه به(٤) .

٢٥٧٣ ـ محمّد بن الحسن بن علي :

الطوسي أبو جعفر قدّس الله روحه ، شيخ الإماميّة ، رئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة عين صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب ، جميع الفضائل تنسب إليه ، صنّف في كلّ فنون الإسلام ، وهو المُهذِّب للعقائد في الأُصول والفروع ، الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

ولدقدس‌سره في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق في شهر سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّيرضي‌الله‌عنه ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد المقدّس الغروي على ساكنه آلاف السلام ، ودفن بداره.

قال الحسن بن مهدي السليقي : تولّيت أنا والشيخ أبو محمّد الحسن‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٣٣.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٣٣.

(٣) الخلاصة : ١٦٢ / ١٥٨.

(٤) رجال النجاشي : ٣٨٢ / ١٠٣٩.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

الله جرت، وإذا أراد أن ترسو قال بسم الله رست »(١) .

وقال الرازي: « قال ابن عباس: تجري بسم الله وقدرته، وترسو بسم الله وقدرته وقيل: كان إذا أراد أن تجري بهم قال بسم الله مجريها فتجري، وإذا أراد أن ترسو قال بسم الله مرسها فترسو »(٢) .

وقال النيسابوري: « يروى أن كان إذا أراد أن تجري قال بسم الله فجرت، وإذا أراد أن ترسو قال بسم الله فرست »(٣) .

وقال علاء الدين الخازن البغدادي « يعني بسم الله إجراؤها قال الضحاك: كان نوح إذا أراد أن تجري السفينة قال: بسم الله فتجري، وكان إذا أراد أن ترسو يعني تقف قال بسم الله فترسو أي تقف »(٤) .

وقال السيوطي: « وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: كان إذا أراد أن ترسي قال بسم الله فأرست وإذا أراد أن تجري قال بسم الله فجرت »(٥) .

٥ - ( تجري بأعيننا )

وقال الله عز وجل فيها:( وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ ) (٦) .

قال الطبري: « وقوله: تجري بأعيننا، يقول جل ثناؤه تجري السفينة التي حملنا نوحاً فيها بمرأى منا ومنظر، وذكر عن سفيان في تأويل ذلك ما حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان في قوله تجري بأعيننا يقول: بأمرنا »(٧) .

___________________

(١). تفسير البغوي ٣ / ١٩٠.

(٢). تفسير الرازي ١٧ / ٢٢٩.

(٣). تفسير النيسابوري ١٢ / ٢٨.

(٤). تفسير الخازن ٣ / ١٩٠.

(٥).. الدر المنثور ٣ / ٣٣٣.

(٦). سورة القمر: ١٤.

(٧). تفسير الطبري ٢٧ / ٩٤.

٢٨١

وقال الثعلبي: « قوله عز وجل تجري بأعيننا، أي بمرأى منا. مقاتل بن حيان: بحفظنا، ومنه قول الناس للمودع: عين الله عليك. مقاتل بن سليمان: لوحينا. سفيان: بأمرنا »(١) .

وقال البغوي: « تجري بأعيننا أي بمرأى منا. وقال مقاتل بن حيان: بحفظنا ومنه قولهم للمودع: عين الله عليك، وقال سفيان بأمرنا »(٢) .

وقال الخازن البغدادي: « تجري يعني السفينة بأعيننا يعني بمرأى منا، وقيل: بحفظنا، وقيل بأمرنا»(٣) .

وقال ابن كثير الشامي: « وقوله: تجري بأعيننا أي بأمرنا بمرأى منا وتحت حفظنا وكلائتنا »(٤) .

٦ - وحي الله إلى السفينة

ولقد كانت السفينة تجري بوحي من الله تعالى إليها، وكانت تحدّث نوحاً في مسيرتها وطوافها في الأرض، قال محمد بن عبد الله الكسائي:

« وقال: وأوحى الله إلى السفينة أن تطوف أقطار الأرض. فعند ذلك أطبق نوح أبوابها. وجعل يتلو صحف شيث وإدريس، وكانوا لا يعرفون الليل والنهار في السفينة إلّا بخردة بيضاء كانت مركبة في السفينة إذا نقص ضوءها علموا أنه ليل، وإذا زاد ضوءها علموا أنه نهار، وكان الديك يصقع عند الصباح فيعلمون أنّه قد طلع الفجر.

قال وهب: إذا صقع الديك يقول: سبحان الملك القدوس، سبحان من أذهب الليل وجاء بالنهار، يا نوح الصلاة يرحمك الله.

___________________

(١). الكشف والبيان - مخطوط.

(٢). تفسير البغوي ٣ / ١٨٨.

(٣). تفسير الخازن ٣ / ١٨٨.

(٤). تفسير ابن كثير ٤ / ٢٦٤.

٢٨٢

قال: والدنيا كلها أطبقت بالماء ولا يرى فيها جبل ولا حجر ولا شجر، وكان الماء قد علا أعلى الجبال أربعين ذراعاً، وسارت السفينة حتى وقعت ببيت المقدس ثم وقفت وقالت: يا نوح هذا البيت المقدس الذي يسكنه الأنبياء من ولدكعليهم‌السلام . ثم كرّت راجعة حتى صارت موضع الكعبة، وطافت سبعا، ونطقت بالتلبية فلبّى نوح ومن معه في السفينة، وكانت لا تقف في موضع إلّا تناديه وتقول: يا نوح هذه بقعة كذا، وهذا جبل كذا وكذا، حتى طافت بنوح الشرق والغرب، ثم كرّت راجعة إلى ديار قومه وقالت: يا نوح يا نبي الله، ألا تسمع صلصلة السلاسل في أعناق قومك( مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً ) (١) .

قال: « ولم تزل السفينة كذا ستة أشهر أوّلها رجب وآخرها ذي الحجة »(٢) .

٧ - لولا أهل البيت ما سارت

ولقد كان أهل بيت نبيّنا عليه وعليهم الصلاة والسلام السبب الحقيقي لحركة سفينة نوح ونجاة أهلها من الغرق والهلاك، كما جاء في حديثٍ رواه الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي * المترجم له ببالغ الثناء والتعظيم في تذكرة الحفاظ ٤ / ٢١٢ والعبر ٥ / ١٨٠ وفوات الوفيات ٢ / ٥٢٢ والوافي بالوفيات ٥ / ٩ ومرآة الجنان ٤ / ١١١ وطبقات السبكي ٥ / ٤١ وطبقات الأسنوي ٢ / ٥٠٢

___________________

(١). سورة نوح: ٢٥.

(٢). قصص الانبياء للكسائي - مخطوط، ومحمد بن عبد الله الكسائي من علماء القرن الخامس الهجري وكتاب « بدء الدنيا وقصص الانبياء لمحمد بن عبد الله الكسائي منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق أولها: هذا كتاب فيه قصص الأنبياء قال الامام محمد بن عبد الله الكسائي: هذا كتاب جمعته في خلق السموات والأرض وخلق الجن والانس وأحوال الانبياء على قدر ما وقع لي من أخبارهم واتصل لي من ابتدائهم واجتهدت وتخيرت ما اقترب منها وألقيت ما بعد » انظر فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية التاريخ وملحقاته ١٢٣ فما في كشف الظنون من نسبته الى علي بن حمزة الكسائي المشهور سهو.

٢٨٣

وغيرها * بترجمة الحسن بن أحمد المحمدي بسنده:

« عن أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: لما أراد الله عز وجل أن يهلك قوم نوحعليه‌السلام أوحى الله إليه أن شق ألواح الساج، فلما شقّها لم يدر ما صنع، فهبط جبرائيلعليه‌السلام فاراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار، فسمر المسامير كلّها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير، فضرب بيده الى مسمار منها فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدري في أفق السماء، فتحير من ذلك نوح فأطلق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال: أنا على اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله، فهبط جبرائيل فقال له: يا جبرائيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله، قال: هذا بسم خير الأولين والآخرين محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسمره في أولها على جانب السفينة الأيمن، ثم ضرب بيده على مسمار ثان فأشرق وأنار، فقال نوحعليه‌السلام وما هذا المسمار؟ قال: مسمار أخيه وابن عمه علي بن أبي طالب فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها، ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار فقال له جبرائيلعليه‌السلام : هذا مسمار فاطمةعليها‌السلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار فقال له: هذا مسمار الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه، ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق وأنار وبكى وأظهر النداوة فقال: يا جبرائيل ما هذه النداوة؟ فقال: هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء فأسمره إلى جانب مسمار أخيه.

ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الله تعالى:( وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الألواح خشب السفينة ونحن الدسر ولولانا ما سارت السفينة بأهلها »(١) .

___________________

(١). ذيل تاريخ بغداد - مخطوط.

٢٨٤

فهذه من خصائص سفينة نوح، وهل هي بحاجة إلى الاهتداء بالنجوم؟! كلّا والله ومثل أهل البيت مثل سفينة نوح

٢٨٥

٢٨٦

النظر في كلامٍ آخر للدهلوي

٢٨٧

٢٨٨

ولقد حاول ( الدهلوي ) أن يصرف - بأسلوب خدّاع - حديث السفينة عن مفاده الحقيقي ومعناه الواقعي، فقال في تفسيره ( فتح العزيز ) تبعاً للشيخ يعقوب الملتاني:

«( حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ ) أي حملناكم في السفينة الجارية على ماء الطوفان ولم تغرق، وبالرغم من اشتراك الجميع في العذاب فقد حفظناكم إذ كنتم في أصلاب المؤمنين، ولقد جرت سفينتكم على مادة العذاب تلك - وهي ماء الطوفان - بسلام، كما يجري المؤمنون من على الصراط المنصوب على جهنم يوم القيامة( لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً ) وهذا من فوائد ذلك، أي: لنجعل السفينة لكم تذكرة، فتصنعونها من الألواح الخشبية وتنتقلون بها من بلد إلى آخر، وتركبون فيها متى خفتم من الغرق، ويظهر لكم بالتأمل في ذلك أن الخلاص من ثقل الذنوب - التي تغرق صاحبها وترميه إلى قعر الهاوية - لا يمكن إلّا عن طريق التوسل بالأشخاص الذين وصلوا إلى مرتبة أصبحوا بها ظرف ألطف اللطفاء، نظير الظرف الخشبي الذي يملؤه الهواء اللطيف، فلا بدّ من السعي - كيفما كان - حتى نجعل أنفسنا في هذه الظروف لتشملنا بركة ذاك اللطيف - وهو مظروفها - ونتخلّص من ثقل الذنوب على أثر الاتحاد بين الظرف واللطيف المظروف.

ولما كانت الظروف اللطيفة نادرة الوجود في كلّ عصر، فلا بدّ من الطلب

٢٨٩

الحثيث لها والفحص عنها ثم متابعتها والانقياد لها بجميع الجوارح والأركان، وتلك الظروف في هذه الأمة هم أهل بيت المصطفىعليهم‌السلام ، فمن أحبهم واتبعهم أحبوه بقلوبهم المنورة العامرة بنور الله جل اسمه، وإذا كان كذلك حصل النجاة من الذنوب ومن هنا جاء في الحديث: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق.

ووجه تخصيصهم بهذه المرتبة والفضيلة هو: إن سفينة نوح كانت الصورة العملية لكمال نوحعليه‌السلام ، وكان أهل البيتعليهم‌السلام الصورة العملية لكمال خاتم المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل الله تعالى وهي عبارة عن الطريقة، إذ لا يتصور وجودها في أحد إلّا إذا ناسبه في القوى الروحية: في العصمة والحفظ والفتوة والسماحة، وهذه المناسبة لا تحصل إلّا مع علاقة الأصلية والفرعية وجهة الولادة منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلذا جعل هذا الكمال - مع جميع شعبه وفروعه - فيهم، وهذا معنى الامامة التي يوصي بها الواحد منهم إلى الآخر عند وفاته، وهذا سر انتهاء سلاسل أولياء الامة إليهم، وأن من تمسك بحبل الله، يرجع إليهم لا محالة ويركب سفينتهم.

وهذا بخلاف الكمال العلمي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّه قد تجلى غالباً في أصحابه الكرام، إذ من اللازم والضروري - لانطباع ذلك الكمال - هو ملازمة التلميذ لاستاذه الزمن الطويل، وتفطنه لخصائصه وتعلمه لأساليبه في حل المشكلات واستخراج المجهولات، ولذا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.

وبما أن قطع بحر الحقيقة لا يكون إلّا بجناحي العلم والعمل، فإنّ من الضروري للمسلم أن يتمسك بهما معاً، كما أن قطع البحر لا يمكن من دون ركوب السفينة مع ملاحظة النجوم ليهتدي بها في سيره، ولذا قال( وَتَعِيَها ) أي: وتعي قصة السفينة ونجاة المؤمنين بها من الغرق( أُذُنٌ واعِيَةٌ ) : وفي الحديث: أنه لما نزلت هذه الآية قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي كرم الله وجهه: سألت الله

٢٩٠

أن يجعلها أذنك يا علي، ومن أجل هذا كانت هذه المرتبة وهذا الشرف خاصاً بأمير المؤمنين، إذ لا يتصور أن يكون أهل البيت سفينة النجاة إلّا بواسطة علي، وذلك لأن أهل بيته - المؤهلين للامامة - كانوا صغاراً حينذاك، وكان إحالة تربيتهم إلى غيره منافياً لشأنه وكماله، فلا جرم كان من الضروري جعل أمير المؤمنين سبباً للنجاة والخلاص من الذنوب وأن يكون إماماً للناس، ومصدراً لكمالات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العملية، كي ينقلها هو بدوره بحكم الابوة إلى أولاده، ولكي تبقى هذه السلسلة إلى يوم القيامة، ولهذا فقد خاطب أمير المؤمنين بـ « يعسوب المؤمنين ».

هذا، بالاضافة إلى أن الأمير تربى في حجر النبيعليه‌السلام ثم صار صهره وشاركه في كلّ الأمور حتى كأنّه ابنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحصلت له - بفضل ذلك - مناسبة كلية معهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قواه الروحية، فأصبح الظل والصورة لكمالاته العملية التي هي عبارة عن الولاية والطريقة، وهكذا تضاعف - بفضل دعائهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه - استعداده وبلغ الكمال، كما تظهر آثاره في ظواهر الأولياء وبواطنهم في كلّ طريقة وسلسلة، والحمد لله ».

الرد على هذا الكلام

أقول:

وهذا الكلام فيه الحق والباطل ونحن نوضح ذلك في ما يلي:

١ - قوله: إن الخلاص من ثقل الذنوب مدح لأهل البيتعليهم‌السلام وهو في نفس الوقت ذم لغيرهم، لأنه يفهم عدم وجود من بلغ هذه المرتبة السامية في صحابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢ - قوله: فلا بدّ من السعي فيه تنقيص وذم الأصحاب الذين لم يكونوا بصدد ذلك في وقت الأوقات، بل كانوا على العكس منه كما يشهد بذلك تاريخهم.

٢٩١

٣ - قوله: ونتخلص من ثقل الذنوب على أثر الاتحاد فيه: إن الاتحاد بهذا المعنى مردود لدى المحققين من أهل العرفان، لأن دعوى هذا الاتحاد - ولو مجازاً - لا تخلو - عندهم - من الجسارة وسوء الأدب

٤ - لقد اعترف بأن: هذه الظروف نادرة الوجود في كل عصر وهذا يدل - بالنظر الدقيق - على حقية مذهب الامامية، لأن مراد ( الدهلوي ) من « الظروف » هم الذوات المقدسة من « أهل البيت » وهم الأئمة « الاثنا عشر » الذين تعتقد الامامية - بالاتفاق - بعصمتهم وطهارتهم.

فدعوى ( الدهلوي ) شمول « أهل البيت » لغير « الاثني عشر » ومناقشته دلالة « حديث الثقلين » و « حديث السفينة » من هذه الجهة باطلة من كلامه في هذا المقام.

٥ - قوله: فلا بدّ من الطلب الحثيث لها فيه طعن في الذين تركوا هذا الأمر، بل فعلوا بهم من القتل والظلم والتشريد، فويل لهم ولأتباعهم

٦ - لقد اعترف بأن: تلك الظروف في هذه الأمة هم أهل البيت وهذا يقتضي أنهمعليهم‌السلام أفضل من غيرهم، وأولى بالاتباع والانقياد لهم من سواهم، وبهذا تسقط مقالات ( الدهلوي ) ووالده وغيرهما في تفضيل غيرهم عليهم.

٧ - ما ذكره في وجه تخصيصهم بهذه المرتبة كلمة حق يراد بها باطل، لأنهمعليهم‌السلام ورثوا جميع كمالات أبيهم - العملية والعلمية - ولا كلام للمحققين في أنهم مصادر الشريعة وأئمة الأمة، ومن أراد التفصيل فعليه بمراجعة ( جواهر العقدين ) و ( ذخيرة المآل ).

٨ - ذكر ( الدهلوي ) أنه لا يتصور وجود الصورة العملية في أحد إلّا إذا ناسب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في القوى الروحية: العصمة والحفظ والفتوة والسماحة، ولا تتحقق هذه المناسبة إلّا عند وجود علاقة الفرعية، ومن المعلوم أن ذلك كلّه لم يوجد إلّا في أهل البيتعليهم‌السلام . وأما مشايخ القوم فقد كانوا

٢٩٢

بمعزل من هذه الخصائص، بل لا يتصور وجودها فيهم فضلاً عن تحققها لديهم، وعلى هذا الأساس أيضا تثبت إمامة أهل البيت وخلافتهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دون أولئك الذين لم يكن لهم نصيب من كمالات الرسول وخصائصه الروحية.

٩ - ذكر: أن الكمال العملي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - بجميع شعبه وفروعه - انتقل إلى أهل البيت وكانوا هم أهله، وهذا معنى الامامة التي كان الواحد منهم يوصي بها إلى الآخر عند وفاته.

وهذا الكلام - وإنْ كان يثبت أفضلية أهل البيتعليهم‌السلام من هذه الناحية - تمهيد منه لتقديم غيرهم عليهم في الناحية العلمية، وهي دعوى باطلة مردودة بوجوه لا تحصى، لأن أعلميتهم من غيرهم أمر مقطوع به، ولو أردنا جمع الآيات والروايات الدالة على ذلك، ثم استقصاء القضايا التي رجع الخلفاء وغيرهم إليهم لصارت كتاباً ضخماً، وقد ذكرنا طرفاً وافياً منها في مجلد حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » فليراجع.

ثم إنه حمل الامامة، على المعنى المصطلح عليه لدى « الصوفية » وهذا باطل أيضاً، بل المراد من « الامامة » - كما ذكر علماء أهل الحق، وأوضحناه في مجلّد حديث الثقلين وحديث السفينة - هو معناها المعروف الشائع، وهو « الخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جميع الشئون »، كما أنّا أبطلنا في قسم « حديث التشبيه » دعوى انحصارها في « القطبية والإرشاد ».

١٠ - قوله: وهذا سر انتهاء سلاسل أولياء الأمة إليهم طعن صريح في ظالمي أهل البيتعليهم‌السلام وغاصبي حقوقهم، وردّ على من جحد هذه الفضيلة كابن تيمية في ( منهاج السنة ) ووالد ( الدهلوي ) في كتابيه ( قرة العينين ) و ( إزالة الخفاء ) وقد أوردنا كلماتهم في قسم « حديث التشبيه ».

٢٩٣

رجوع كبار الصحابة إلى علي في المعضلات

١١ - قوله: وهذا بخلاف الكمال العلمي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باطل، ويشهد ببطلانه كلّ مصنف، بل لا نسبة علوم أهل البيتعليهم‌السلام وعلوم الصحابة إلا كنسبة الذرة إلى عين الشمس والقطرة إلى البحر المحيط، وكيف لا يكون كذلك؟! وهم أبواب علم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومراجع الأصحاب وغيرهم في جميع العلوم، وقد أمروا بالأخذ منهم والانقياد لأوامرهم ونواهيهم:

قال الشافعي في حق أمير المؤمنين - فيما نقل عنه الفخر الرازي في مناقبه: « وأكثر ما أخذ عنه في زمان عمر وعثمان، لأنهما كانا يسألانه ويرجعان إلى قوله، وكان علي كرّم الله وجهه خص بعلم القرآن والفقه، لأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا له وأمره أن يفتي بين الناس، وكانت قضاياه ترفع إلى النبي فيمضيها ».

وقال النووي: « وسؤال كبار الصحابة ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات أيضاً مشهور »(١) .

وقال الكرماني: « وسؤال كبار الصحابة ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المسائل المعضلات أيضاً مشهور »(٢) .

وقال ابن روزبهان: « رجوع الصحابة إليه في الفتوى غير بعيد، لأنه كان من مفتي الصحابة، والرجوع إلى المفتي من شأن المستفتين، وأن رجوع عمر إليه كرجوع الأئمة وولاة العدل إلى علماء الأُمة »(٣)

وقال القاري: « والمعضلات التي سأله كبار الصحابة ورجعوا إلى فتواه فيها

___________________

(١). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٣٤٦.

(٢). الكواكب الدراري في شرح البخاري ٢ / ١٠٩.

(٣). ابطال الباطل لابن روزبهان.

٢٩٤

فضائل كثيرة شهيرة، تحقق قولهعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها و قولهعليه‌السلام ، أقضاكم علي»(١) .

وقال الحنفي: « قوله « عيبة علمي » أي: وعاء علمي الحافظ له، فإنه باب مدينة العلم، ولذا كانت الصحابة تحتاج إليه في فكّ المشكلات »(٢) .

وقال العجيلي: « ولم يكن يسأل منهم واحداً، وكلهم يسأله مسترشداً، وما ذلك إلّا لخمود نار السؤال تحت نور الاطّلاع »(٣) .

وفوق هذا كله: فقد أنطق الحق نصر الله الكابلي فقال في ( الصواقع ):

« ولا شك أن الفلاح منوط بولائهم وهديهم والهلاك بالتخلّف عنهم، ومن ثمة كان الخلفاء والصحابة يرجعون إلى أفضلهم فيما أشكل عليهم من المسائل، وذلك لأن ولاءهم واجب وهديهم هدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

ومن أراد المزيد من هذه الكلمات فعليه بمراجعة قسم حديث ( مدينة العلم ) من كتابنا.

هذا، ومن العجيب: إستدلال ( الدهلوي ) لدعوى تجلى علوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصحابة بملازمتهم له وتفطنهم وتعلمهم، والحال أن هذه الأوصاف كلها كانت مجموعة لدى أهل البيتعليهم‌السلام والأصحاب بعيدون عنها غاية البعد، والشواهد على جهلهم بالقضايا والأحكام كثيرة جداً، وقد ذكر طرف منها في ( تشييد المطاعن ) ومجلّد حديث ( مدينة العلم ).

كلمات في حديث النجوم

١٢ - استشهاد ( الدهلوي ) بحديث النجوم لاثبات مرامه واضح البطلان، فإن هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة الباطلة لدى الحفاظ

___________________

(١). شرح الفقه الاكبر ١١٣.

(٢). حاشية الجامع الصغير.

(٣). ذخيرة المآل - مخطوط.

٢٩٥

الأعيان، كما تقدم بالتفصيل في مجلَّد حديث الثقلين، وإليك بعض كلماتهم فيه:

قال السبكي: « وهذا حديث قال فيه احمد: لا يصح، ثم إنه منقطع »(١) .

وقال الشاطبي: « إنه مطعون في سنده »(٢) .

وقال ابن أمير الحاج: « له طرق بألفاظ مختلفة ولم يصح منها شي »(٣) .

وقال ابن حزم ما ملخّصه: « وأما الحديث المذكور فباطل مكذوب من توليد اهل الفسق لوجوه ضرورية: أحدها: إنه لم يصح من طريق [ النقل ] والثاني: أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يجز أن يأمر بها نهى عنه، وهوعليه‌السلام قد أخبر أن أبا بكر قد أخطأ في تفسيرٍ فسّره، وكذب عمر في تأويل تأوّله في الهجرة فمن المحال الممتنع الذي لا يجوز البتّة أن يكونعليه‌السلام يأمر باتباع ما قد أخبر أنه خطأ، فيكون حينئذٍ أمر بالخطأ، تعالى الله عن ذلك، وحاشا لهعليه‌السلام من هذه الصفة والثالث: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يقول الباطل بل قوله الحق، وتشبيه المشبّه للمصيبين بالنجوم تشبيه فاسد وكذب ظاهر، لأنه من أراد جهة مطلع الجدي فأم جهة مطلع السرطان لم يهتد بل قد ضل ضلالاً بعيداً وأخطأ خطأ فاحشاً وخسر خسراناً مبيناً، وليس كلّ النجوم يهتدى بها في كل طريق. فبطل التشبيه المذكور، ووضح كذب ذلك الحديث وسقوطه وضوحاً ضرورياً »(٤) .

وقال أيضاً: « وأما الرواية أصحابي كالنجوم فرواية ساقطة »(٥) .

___________________

(١). الابهاج في شرح المنهاج ٢ / ٣٦٨.

(٢). الموافقات ٤ / ٨٠.

(٣). التقرير والتحبير ٣ / ٣١٢.

(٤). الاحكام في أصول الاحكام ٥ / ٦٤ - ٦٥.

(٥).. المصدر نفسه ٦ / ٨٢.

٢٩٦

١٣ - قوله: وبما أن قطع بحر الحقيقة مبني على ما ذكره سابقاً، وقد ثبت مما تقدم أن أهل البيتعليهم‌السلام قد حازوا الكمالات العلمية والعملية معاً، فما ذكره مبنى وبناءً باطل.

الأذن الواعية: علي عليه‌السلام

١٤ - لقد اعترف ( الدهلوي ) بأن « الأذن الواعية » في الآية الكريمة(١) هو « أمير المؤمنينعليه‌السلام » وقد صرّح بهذا كبار علماء أهل السنة أيضاً(٢) . وهو دليل واضح على أعلميته عليه الصلاة والسلام، فمن العجيب تقديمه غيره عليه من الناحية العلمية، والأعجب من ذلك: نفي خلافتهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، لأن الأعلمية تستلزمها كما هو واضح.

١٥ - لم يكن كون « أهل البيت » سفينة النجاة متوقفاً على كون « علي »عليه‌السلام « الأذن الواعية » كما يدعي ( الدهلوي ) في قوله: من أجل هذا

بل لما كان عليعليه‌السلام المصداق الأتم لقوله تعالى:( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٣) وكان باب مدينة علم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استحق أن يكون « الأذن الواعية».

١٦ - ولما كانعليه‌السلام سبب نجاة « سفينة نوح » - كما تقدم في حديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - وكان مثله كمثل تلك السفينة في إنجاء الأمة من الهلاك، كان ذكرهعليه‌السلام - بهذا الصفة - في القرآن الكريم بعد بيان قصة سفينة نوحعليه‌السلام أولى وأحرى.

وأما أهل البيتعليهم‌السلام فإن كلّ واحد منهم بالاستقلال مثل كمثل سفينة نوح، وكانوا بأجمعهم - سواء كانوا كباراً أم صغاراً - كمثل سفينة نوح على

___________________

(١). سورة الحاقة - ١٢.

(٢). أنظر: الدر المنثور في تفسير الآية، وكنز العمال ٣ / ٣٩٨ وغيرهما.

(٣). سورة الرعد - ٤٣.

٢٩٧

عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذلك ظاهر كل الظهور، ولكن من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

تنبيهات على مقاصد الدهلوي ومزاعمه

١٧ - قوله: وذلك لأن أهل بيته - المؤهلين للامامة - كانوا صغاراً حينذاك يشتمل على مكايد نشير إليها:

(١) حصر إمامة أهل البيت بالامامة في الطريقة ظلم صريح.

(٢) كون الحسنينعليهما‌السلام مؤهلين للامامة بالأصالة، وكون علىعليه‌السلام أماماً بالجعل نفاق عجيب.

(٣) دعوى عدم أهلية الحسنينعليهما‌السلام للامامة في الطريقة في العهد النبوي وخلّوهما من الكمال العملي بسبب الصغر، نصب صريح.

(٤) دعوى جهلهما في العهد النبوي بعلم قواعد النجاة من الذنوب، نصب صريح كذلك.

(٥) الاعتراف بأن إحالة تربيتهما إلى غيرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان ينافي مقامه، ثم الاعتقاد بصحة خلافة الثلاثة وكونهما من رعاياهم - كما هو مقتضى مذهبهم - غي وضلال، إذ كما أن تلك الإِحالة كانت تنافي شأن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن كون الحسنينعليهما‌السلام تحت حكومة أولئك ينافيه بالأولوية القطعيّة، فثبت بطلان خلافة الجماعة.

(٦) لم يكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ملقياً قواعد النجاة من الذنوب إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وناصباً إياه للامامة في الطريقة فحسب كما يزعم ( الدهلوي )، بل إنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علّمه جميع علومه كما في مجلّد ( حديث مدينة العلم ) وهكذا قد فوض إليه الامامة الكبرى والزعامة العظمى من بعده، وقد أتم الحجة على الأمة في ذلك مراراً عديدة وفي مواطن كثيرة، فهوعليه‌السلام المرآة العاكسة لجميع كمالات الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العلمية

٢٩٨

والعملية، وفضائله الذاتية والكسبية، وأوضح الادلة على ذلك قوله تعالى:( وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) (١) . و قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنت مني وأنا منك » والله العاصم.

(٧) قوله: كي ينقلها دليل جهله وعدم معرفته بمراتب أهل البيت عموماً وعلي والحسنينعليهما‌السلام خصوصاً، إذ أنهم يملكون جميع الكمالات التي كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى في صغرهم، على أن للحسنينعليهما‌السلام امتيازاً خاصاً في هذا المضمار، وقد برهن عليه في كتاب ( تشييد المطاعن ) فمن شاء فليرجع إليه.

لقد كانا حائزين لجميع الكمالات في حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لكن علياً كان الامام حينذاك بسبب أفضليته منهما من وجوه عديدة، ومن هنا جاء في الحديث - فيما رواه ابن ماجة في ( السنن ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما »، و في حديث آخر ذكره البدخشي عن الحافظ ابن الاخضر صاحب ( معالم العترة ): « هما فاضلان في الدنيا وفاضلان في الآخرة وأبوهما خير منهما »(٢) .

بل إمامتهما ثابتة على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن هنا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا » رواه المولوي صديق حسن خان القنوجي(٣) . و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسينعليه‌السلام : « أنت إمام ابن إمام أخو امام » رواه الشيخ البلخي(٤) .

كما ثبت إمامتهما من الأحاديث الواردة في شأن الاثني عشرعليهم‌السلام ، وقد تقدم بعضها ويأتي طرف منها في الأجزاء الآتية إن شاء الله تعالى.

___________________

(١). سورة آل عمران: ٦١.

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

(٣). السراج الوهاج في شرح صحيح مسلم.

(٤). ينابيع المودة ص ٤٤٥.

٢٩٩

(٨) لم يكن ما نقله أمير المؤمنينعليه‌السلام إليهما بحكم الأبوة كما يقول ( الدهلوي )، بل كان بحكم النبوة، أي: بأمر من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(٩) ولم يكن ذلك بقصد بقاء السلسلة، بل إنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اراد بقاء كمالاته العلمية والعملية في أهل بيته المعصومين إلى يوم القيامة، كما هو مفاد حديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما.

(١٠) لم يقصد ( الدهلوي ) من هذا الكلام الطويل إلّا صرف دلالة حديث السفينة على الامامة المطلقة والخلافة العامة إلى الامامة في الطريقة والولاية، ولكن، لا يحيق المكر السّيء إلّا بأهله.

١٨ - إعتراف ( الدهلوي ) بمخاطبة النبي لعليعليهما‌السلام بـ « يعسوب المؤمنين » يؤيد صحة اعتقاد أهل الحق، والحمد لله.

١٩ - اعترافه بأنه: تربى في حجر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دليل أيضاً على أفضليته وإمامته، لكن ( الدهلوي ) يقصد به معنى آخر وهو: جعل عليعليه‌السلام من مصاديق « أبنائنا » دون « أنفسنا » في آية المباهلة كما صرح بذلك في كتابه ( التحفة ) في الجواب عن الاستدلال بها، ولكن ذلك واضح البطلان، ويشهد ببطلانه كلمات العلماء الأعيان، وقد تبيّن ذلك في ( المنهج الأول ) من الكتاب.

٢٠ - إعترافه بأن علياًعليه‌السلام ناسب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في القوى الروحية والصفات الإِلهية يستلزم الطعن في من تقدم عليه في الامامة والخلافة كما لا يخفى.

والخلاصة: لقد ظهر أن ( الدهلوي ) لا يقصد من هذا الكلام الطويل إلّا إنكار فضل أهل البيتعليهم‌السلام ، وتقديم غيرهم عليهم بأساليب خداعة وتزويرات مكشوفة( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) .

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466