منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278478 / تحميل: 4946
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وأدركوه بمشاعرهم وعقولهم مثل سائر الظنون التي تحدق بالقلوب البشرية وتنقدح فيها.

مع أنّ المراد غير ذلك، بل المراد أنّ الظروف التي حاقت بالرسل بلغت من الشدّة والقسوة إلى حد صارت تحكي بلسانها التكويني عن أنّ النصر الموعود كأنّه نصر غير صادق، لا أنّ هذا الظن كان يراود قلوب الرسل، وأفئدتهم، وكم فرق بين كونهم ظانّين بكون الوعد الإلهي بالنصر وعداً مكذوباً، وبين كون الظروف والشرائط المحيطة بهم من المحنة والشدّة كانت كأنّها تشهد في بادئ النظر على أنّه ليس لوعده سبحانه خبر ولا أثر.

فحكاية وضعهم والملابسات التي كانت تحدق بهم عن كون الوعد كذباً أمر، وكون الأنبياء قد وقعوا فريسة ذلك الظن غير الصالح أمر آخر، والمخالف للعصمة هو الثاني لا الأوّل، ولذلك نظائر في الذكر الحكيم.

منها قوله سبحانه:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ ) (١) ، فإنّ يونس النبي بن متى كان مبعوثاً إلى أهل نينوى، فدعاهم فلم يؤمنوا، فسأل الله أن يعذّبهم، فلمّا أشرف عليهم العذاب تابوا وآمنوا، فكشفه الله عنهم وفارقهم يونس قبل نزول العذاب مغاضباً لقومه ظانّاً بأنّه سبحانه لن يضيق عليه وهو يفوته بالابتعاد منه فلا يقوى على سياسته وتأديبه، لأجل مفارقته قومه مع إمكان رجوعهم إلى الله سبحانه وإيمانهم به وتوبتهم عن أعمالهم.

فما هذا الظن الذي ينسبه سبحانه إلى يونس، هل كان ظنّاً قائماً بمشاعره، فنحن نجلّه ونجلّ ساحة جميع الأنبياء عن هذا الظن الذي لا يتردّد في ذهن غيرهم، فكيف الأنبياء ؟! بل المراد أنّ عمله هذا ( أي ذهابه ومفارقة قومه ) كان

_____________________

١ - الأنبياء: ٨٧.

٨١

ممثّلاً بأنّه يظن أنّ مولاه لا يقدر عليه وهو يفوته بالابتعاد عنه فلا يقوى على سياسته، فكم فرق بين ورود هذا الظن على مشاعر يونس، وبين كون عمله مجسّماً وممثّلاً لهذا الظن في كل مَن رآه وشاهده ؟ فما يخالف العصمة هو الأوّل لا الثاني.

ومنها: قوله سبحانه في سورة الحشر حاكياً عن بني النضير إحدى الفرق اليهودية الثلاث التي كانت تعيش في المدينة، وتعاقدوا مع النبي على أن لا يخونوا ويتعاونوا في المصالح العامة، ولمّا خدعوا المسلمين وقتلوا بعض المؤمنين في مرأى من الناس ومسمع منهم، ضيّق عليهم النبي، فلجأوا إلى حصونهم، وفي ذلك يقول سبحانه:( هُوَ الذي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لأوّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ) (١) .

فما هذا الظن الذي ينسبه سبحانه إلى تلك الفرقة ؟ هل كانوا يظنّون بقلوبهم أنّ حصونهم مانعتهم من الله ؟ فإنّ ذلك بعيد جداً، فإنّهم كانوا موحّدين ومعترفين بقدرته سبحانه غير أنّ علمهم والتجاءهم إلى حصونهم في مقابل النبي الذي تبيّن لهم صدق نبوّته كان يحكى عن أنّهم مصدر هذا الظن وصاحبه.

ولذلك نظائر في المحاورات العرفية، فإنّا نصف المتهالكين في الدنيا والغارقين في زخارفها، والبانين للقصور المشيّدة والأبراج العاجية بأنّهم يعتقدون بخلود العيش ودوام الحياة، وأنّ الموت كأنّه كتب على غيرهم، ولا شك أنّ هذه النسبة نسبة صادقة لكنّ بالمعنى الذي عرفت: أي أنّ عملهم مبدأ انتزاع هذا الظن، ومصدر هذه النسبة.

وعلى ذلك فالآية تهدف إلى أنّ البلايا والشدائد كانت تحدق بالأنبياء طيلة

_____________________

١ - الحشر: ٢.

٨٢

حياتهم وتشتد عليهم الأزمة والمحنة من جانب المخالفين، فكانوا يعيشون بين أقوام كأنّهم أعداء ألدّاء، وكان المؤمنون بهم في قلّة، فصارت حياتهم المشحونة بالبلايا والنوازل، والبأساء والضرّاء، مظنّة لأن يتخيّل كل مَن وقف عليها من نبي وغيره، أنّ ما وعدوا به وعد غير صادق، ولكن لم يبرح الوضع على هذا المنوال حتى يفاجئهم نصره سبحانه، للمؤمنين، وإهلاكه وإبادته للمخالفين كما يقول:( فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ ولا يُردُّ بأسُنا عنِ القومِ المُجْرمين ) (١) .

ويشعر بما ذكرناه قوله سبحانه:( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ ) (٢) .

فالمراد من الرسول هو غير النبي الأكرم من الرسل السابقين، فعندما كانت البأساء والضرّاء تحدق بالمؤمنين ونفس الرسول، وكانت المحن تزلزل المؤمنين حتى أنّ-ها كانت تحبس الأنفاس، فعند ذلك كانت تكاد تلك الأنفاس المحبوسة والآلام المكنونة تتفجّر في شكل ضراعة إلى الله، فيقول الرسول والذين آمنوا معه( متى نصر الله ) ؟ فإنّ كلمة( متى نصر الله ) مقرونة بالضراعة والالتماس، تقع مظنّة تصوّر استيلاء اليأس والقنوط عليهم لا بمعنى وجودهما في أرواحهم وقلوبهم، بل بالمعنى الذي عرفت من كونه ظاهراً من أحوالهم لا من أقوالهم.

وما برح الوضع على هذا إلى أن كان النصر ينزل عليهم وتنقشع عنهم سحب اليأس والقنوط المنتزع من تلك الحالة.

هذا ما وصلنا إليه في تفسير الآية، ولعلّ القارئ يجد تفسيراً أوقع في النفس ممّا ذكرناه.

_____________________

١ - يوسف: ١١٠.

٢ - البقرة: ٢١٤.

٨٣

الآية الثانية:

( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (١) .

( لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظّالِمينَ لَفي شِقاقٍ بَعِيدٍ ) (٢) .

( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ ) (٣) .

وهذه الآية أو الآيات من أوثق الأدلة في نظر القائل بعدم عصمة الأنبياء، وقد استغلّها المستشرقون في مجال التشكيك في الوحي النازل على النبي على وجه سيوافيك بيانه.

وكأنّ المستدل بهذه الآية يفسّر إلقاء الشيطان في أُمنية الرسول أو النبي بالتدخّل في الوحي النازل عليه فيغيّره إلى غير ما نزل به.

ثم إنّه سبحانه يمحو ما يُلقي الشيطان ويصحّح ما أُنزل على رسوله من الآيات، فلو كان هذا مفاد الآية، فهو دليل على عدم عصمة الأنبياء في مجال التحفّظ على الوحي أو إبلاغه الذي اتفقت كلمة المتكلّمين على المصونية في هذا المجال.

وربّما يؤيّد هذا التفسير بما رواه الطبري وغيره في سبب نزول هذه الآية، وسيوافيك نصّه وما فيه من الإشكال.

_____________________

١ - الحج: ٥٢.

٢ - الحج: ٥٣.

٣ - الحج: ٥٤.

٨٤

فالأولى تناول الآية بالبحث والتفسير حتى يتبيّن أنّها تهدف إلى غير ما فسّره المستدلّ، فنقول: يجب توضيح نقاطٍ في الآيات.

الأُولى : ما معنى أُمنية الرسول أو النبي ؟ وإلى مَ يهدف قوله سبحانه:( إذا تمنّى ) ؟

الثانية : ما معنى مداخلة الشيطان في أُمنية النبي الذي يفيده قول الله سبحانه:( ألقى الشيطان في أُمنيّته ) ؟

الثالثة : ما معنى نسخ الله سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟

الرابعة : ماذا يريد سبحانه من قوله:( ثمّ يحكم الله آياته ) وهل المراد منه الآيات القرآنية؟

الخامسة : كيف يكون ما يلقيه الشيطان فتنة لمرضى القلوب وقاسيتها ؟ وكيف يكون سبباً لإيمان المؤمنين، وإخبات قلوبهم له ؟

وبتفسير هذه النقاط الخمس يرتفع الإبهام الذي نسجته الأوهام حول الآية ومفادها فنقول:

١ - ما معنى أُمنية الرسول أو النبي ؟

أمّا الأُمنية قال ابن فارس: فهي من المنى، بمعنى تقدير شيء ونفاذ القضاء به، منه قولهم: مني له الماني أي قدر المقدر قال الهذلي:

لا تأمننّ وإن أمسيت في حرمٍ

حتى تلاقي ما يمني لك الماني

والمنا: القدر، وماء الإنسان: منيّ، أي يُقدّر منه خلقته والمنيّة: الموت؛ لأنّها مقدّرة على كل أحد، وتمنّى الإنسان: أمل يقدّره، ومنى مكّة: قال قوم: سمّي به لما قُدّر أن يُذبح فيه، من قولك مناه الله(١) .

_____________________

١ - المقاييس: ٥/٢٧٦.

٨٥

وعلى ذلك فيجب علينا أن نقف على أُمنية الرسل والأنبياء من طريق الكتاب العزيز، ولا يشك مَن سبر الذكر الحكيم أنّه لم يكن للرسل والأنبياء، أُمنية سوى نشر الهداية الإلهية بين أقوامهم وإرشادهم إلى طريق الخير والسعادة، وكانوا يدأبون في تنفيذ هذا المقصد السامي، والهدف الرفيع ولا يألون في ذلك جهداً، وكانوا يخطّطون لهذا الأمر، ويفكّرون في الخطّة بعد الخطّة، ويمهّدون له قدر مستطاعهم، ويدل على ذلك جمع من الآيات نكتفي بذكر بعضها:

يقول سبحانه في حق النبي الأكرم:( وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤمِنين َ) (١) .

ويقول أيضاً:( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ) (٢) .

ويقول أيضاً:( إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرينَ ) (٣) .

ويقول سبحانه:( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) (٤) .

ويقول سبحانه:( فَذَكّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّر* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بُمُصَيْطِرٍ ) (٥) .

هذا كلّه في حق النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ويقول سبحانه حاكياً عن استقامة نوح في طريق دعوته:( وَإِنّي كُلَّما

_____________________

١ - يوسف: ١٠٣.

٢ - فاطر: ٨.

٣ - النحل: ٣٧.

٤ - القصص: ٥٦.

٥ - الغاشية: ٢١ - ٢٢.

٨٦

دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً * ثُمَّ إِنّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً * ثُمَّ إِنّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً ) (١) .

ويقول سبحانه بعد عدّةٍ من الآيات:( قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْني وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاّ خَساراً * وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً * وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظّالِمينَ إِلاّ ضَلالاً ) (٢) .

فهذه الآيات ونظائرها تنبئ بوضوح عن أنّ أُمنية الأنبياء الوحيدة في حياتهم، وسبيل دعوتهم هو هداية الناس إلى الله، وتوسيع رقعة الدعوة إلى أبعد حد ممكن، وإن منعتهم من تحقيق هذا الهدف عراقيل وموانع؛ فهم يسعون إلى ذلك بعزيمة راسخة ورجاء واثق.

إلى هنا تبيّن الجواب عن السؤال الأوّل، وهلمّ معي الآن لنقف على جواب السؤال الثاني، أعني:

٢ - ما معنى إلقاء الشيطان في أُمنية الرسل ؟

وهذا السؤال هو النقطة الحاسمة في استدلال المخالف، وبالإجابة عليها يظهر وهن الاستدلال بوضوح، فنقول: إنّ إلقاء الشيطان في أُمنيتهم يتحقّق بإحدى صورتين:

١ - أن يوسوس في قلوب الأنبياء ويوهن عزائمهم الراسخة، ويقنعهم بعدم جدوى دعوتهم وإرشادهم، وأنّ هذه الأُمّة أُمّة غير قابلة للهداية، فتظهر بسبب

_____________________

١ - نوح: ٧ - ٩.

٢ - نوح: ٢١ - ٢٤.

٨٧

ذلك سحائب اليأس في قلوبهم ويكفّوا عن دعوة الناس وينصرفوا عن هدايتهم.

ولا شك أنّ هذا المعنى لا يناسب ساحة الأنبياء بنصّ القرآن الكريم؛ لأنّه يستلزم أن يكون للشيطان سلطان على قلوب الأنبياء وضمائرهم، حتى يوهن عزائمهم في طريق الدعوة والإرشاد، والقرآن الكريم ينفي تسلّل الشيطان إلى ضمائر المخلصين الذين هم الأنبياء ومن دونهم، ويقول سبحانه:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) (١) .

ويقول أيضاً ناقلاً عن نفس الشيطان:( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَّنَهُمْ أَجْمَعينَ* إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (٢) .

وليس إيجاد الوهن في عزائم الأنبياء من جانب الشيطان إلاّ إغواءهم المنفيّ بنص الآيات.

٢ - أن يكون المراد من إلقاء الشيطان في أُمنية النبي هو إغراء الناس ودعوتهم إلى مخالفة الأنبياءعليهم‌السلام والصمود في وجوههم حتى تصبح جهودهم ومخطّطاتهم عقيمة غير مفيدة.

وهذا المعنى هو الظاهر من القرآن الكريم حيث يحكي في غير مورد أنّ الشيطان كان يحضّ أقوام الأنبياءعليهم‌السلام على المخالفة ويعدهم بالأماني، حتى يخالفوهم.

قال سبحانه:( يَعِدُهُمْ ويُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشّيطانُ إلاّ غُرُوراً ) (٣) .

_____________________

١ - الحجر: ٤٢، الإسراء: ٦٥.

٢ - ص: ٨٢ - ٨٣.

٣ - النساء: ١٢٠.

٨٨

وقال سبحانه:( وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِىَ الأمرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقّ وَوعَدتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلومُوني وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) (١) .

وهذه الآيات ونظائرها تشهد بوضوح على أنّ الشيطان وجنوده كانوا يسعون بشدّة وحماس في حضّ الناس على مخالفة الأنبياء والرسل، وكانوا يخدعونهم بالعدة والأماني، وعند ذلك يتضح مفاد الآية، قال سبحانه:( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍّ إلاّ إذا تمنّى ) أي إذا فكّر في هداية أُمّته وخطّط لذلك الخطط، وهيّأ لذلك المقدّمات( ألقى الشيطان في أُمنيّته ) (بحضّ الناس على المخالفة والمعاكسة وإفشال خطط الأنبياء حتى تصبح المقدّمات عقيمة غير منتجة ).

٣ - ما معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟

إذا عرفت هذا المقطع من الآية يجب أن نقف على مفاد المقطع الآخر منها وهو قوله سبحانه: ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) وما معنى هذا النسخ ؟

والمراد من ذاك النسخ ما وعد الله سبحانه رسله بالنصر، والعون والإنجاح، قال سبحانه:( إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنْيا ) (٢) ، وقال سبحانه:( كَتَبَ اللهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِىّ عَزِيزٌ ) (٣) ، وقال سبحانه:( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقّ عَلَى الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) (٤) .

_____________________

١ - إبراهيم: ٢٢.

٢ - غافر: ٥١.

٣ - المجادلة: ٢١.

٤ - الأنبياء: ١٨.

٨٩

وقال سبحانه:( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ* وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ ) (١) .

وقال في حق النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (٢) .

وقال سبحانه:( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُها عباديَ الصّالِحُونَ ) (٣) .

إلى غير ذلك من الآيات الساطعة التي تحكي عن انتصار الحق الممثّل في الرسالات الإلهية في صراعها مع الباطل وأتباعه.

٤ - ما معنى إحكامه سبحانه آياته ؟

إذا تبيّن معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان، يتبيّن المراد من قوله سبحانه:( ثمّ يحكم الله آياته ) .

فالمراد من الآيات هي الدلائل الناصعة الهادية إلى الله سبحانه وإلى مرضاته وشرائعه.

وإن شئت قلت: إذا نسخ ما يلقيه الشيطان، يخلفه ما يلقيه سبحانه إلى أنبيائه من الآيات الهادية إلى رضاه أوّلاً، وسعادة الناس ثانياً.

ومن أسخف القول: إنّ المراد من الآيات، الآيات القرآنية التي نزلت على النبي الأكرم؛ وذلك لأنّ موضوع البحث فيها ليس خصوص النبي الأكرم، بل الرسل والأنبياء على وجه الإطلاق أضف إليه أنّه ليس كل نبيٍّ ذا كتاب وآيات ،

_____________________

١ - الصافات: ١٧١ - ١٧٣.

٢ - التوبة: ٣٣.

٣ - الأنبياء: ١٠٥.

٩٠

فكيف يمكن أن يكون ذا قرآن مثله ؟

ويعود مفاد الجملة إلى أنّ الله سبحانه يحكم دينه وشرائعه وما أنزله الله إلى أنبيائه وسفرائه من الكتاب والحكمة.

والحاصل: إنّ في مجال الصراع بين أنصار الحق وجنود الباطل يكون الانتصار والظفر للأوّل، والاندحار والهزيمة للثاني، فتضمحل الخطط الشيطانية وتنهزم أذنابه بإرادة الله سبحانه، فتخلفها البرامج الحيوية الإلهية وآياته الناصعة، فيصبح الحق قائماً وثابتاً، والباطل داثراً وزاهقاً، قال سبحانه:( وَقُلْ جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) (١) .

٥ - ما هي النتيجة من هذا الصراع ؟

قد عرفت أنّ الآية تعلّل الهدف من هذا الصراع بأنّ ما يلقيه الشيطان يكون فتنة لطوائف ثلاث:

١ - الذين في قلوبهم مرض.

٢ - ذات القلوب القاسية.

٣ - الذين أُوتوا العلم.

إنّ نتيجة هذا الصراع تعود إلى اختبار الناس وامتحانهم حتى يظهروا ما في مكامن نفوسهم وضمائر قلوبهم من الكفر والنفاق أو من الإخلاص والإيمان.

فالنفوس المريضة التي لم تنلها التزكية والتربية الإلهية، والقلوب القاسية التي أسّرتها الشهوات، وأعمتها زبارج الحياة الدنيا، تتسابق إلى دعوة الشيطان

_____________________

١ - الإسراء: ٨١.

٩١

وتتبعه فيظهر ما في مكامنها من الكفر والقسوة، فيثبت نفاقها ويظهر كفرها.

وأمّا النفوس المؤمنة الواقفة على أنّ ما جاء به الرسل حق من جانب الله سبحانه، فلا يزيدها ذلك إلاّ إيماناً وثباتاً وهداية وصموداً.

وهذه النتيجة حاكمة في عامّة اختبارات الله سبحانه لعباده، فإنّ اختباراته سبحانه ليس لأجل العلم بواقع النفوس ومكامنها، فإنّه يعلم بها قبل اختبارها( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطيفُ الْخَبيرُ ) (١) ، وإنّما الهدف من الاختبار هو إخراج تلك القوى والقابليات الكامنة في النفوس والقلوب، إلى عالم التحقّق والفعلية وبالتالي تمكين الاستعدادات من الظهور والوجود.

وفي ذلك يقول الإمام أمير المؤمنين علىعليه‌السلام في معنى الاختبار بالأموال والأولاد الوارد في قوله:( وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَولادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (٢) : ( ليتبيّن الساخط لرزقه، والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب)(٣) .

وقد وقفت بعد ما حرّرت هذا على كلام لفقيد العلم والتفسير الشيخ محمد جواد البلاغي - قدّس الله سرّه - وهو قريب ممّا ذكرناه: قال: المراد من الأُمنية هو الشيء المتمنّى كما هو الاستعمال الشائع في الشعر والنثر، كما أنّ الظاهر من التمنّي المنسوب إلى الرسول والنبي، ويشهد به سوق الآيات، هو أن يكون ما يناسب وظيفتهما، وهو تمنّي ظهور الهدى في الناس وانطماس الغواية والهوى، وتأييد شريعة الحق، ونحو ذلك، فيلقي الشيطان بغوايته بين الناس في هذا المتمّنى

_____________________

١ - الملك: ١٤.

٢ - الأنفال: ٢٨.

٣ - نهج البلاغة: قسم الحكم، الرقم: ٩٣.

٩٢

الصالح ما يشوّشه، ويكون فتنة للذين في قلوبهم مرض، كما ألقى بين أُمّة موسى من الضلال والغواية ما ألقى، وألقى بين أتباع المسيح ما أوجب ارتداد كثير منهم، وشك خواصهم فيه واضطرابهم في التعاليم، وأحكام الشريعة بعده، وألقى بين قوم رسول الله ما أهاجهم على تكذيبه وحربه، وبين أُمّته ما أوجب الخلاف وظهور البدع فينسخ الله بنور الهدى غياهب الضلال وغواية الشيطان، فيسفر للعقول السليمة صبح الحق، ثم يحكم الله آياته ويؤيّد حججه بإرسال الرسل، أو تسديد جامعة الدين القيم(١) .

وما ذكره - قدّس الله سرّه - كلام لا غبار عليه، وقد شيّدنا أساسه فيما سبق.

إلى هنا تبيّن مفاد جميع مقاطع الآية بوضوح وبقي الكلام في التفسير السخيف الذي تمسّك به بعض القساوسة الطاعنين في الإسلام، ومَن حذا حذوهم من البسطاء.

التفسير الباطل للآية

ثمّ إنّ بعض القساوسة الذين أرادوا الطعن في الإسلام والتنقيص من شأن القرآن، تمسّكوا بهذه الآية وقالوا: بأنّ المراد من الآية هو أنّ ( ما من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى وتلا الآيات النازلة عليه تدخّل الشيطان في قراءته فأدخل فيها ما ليس منها ) واستشهدوا لذلك التفسير بما رواه الطبري عن محمد بن كعب القرضي، ومحمد بن قيس، قالا: جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نادٍ من أندية قريش كثير أهله فتمنّى يومئذٍ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه، فأنزل الله عليه( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) (٢) فقرأهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى إذا بلغ:( أفَرأيتُمُ اللاَّتَ والعُزّى * ومَناةَ الثالِثَةَ الأُخْرى ) (٣) ألقى عليه الشيطان كلمتين: ( تلك

_____________________

١ - الهدى إلى دين المصطفى: ١/١٣٤.

٢ - النجم: ١ - ٢.

٣ - النجم: ١٩ - ٢٠.

٩٣

الغرانقة العلى، وإن شفاعتهن لترتجى ) فتكلّم بها ثم مضى فقرأ السورة كلّها، فسجد في آخر السورة وسجد القوم جميعاً معه، ورفع الوليد بن المغيرة تراباً إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخاً كبيراً لا يقدر على السجود، فرضوا بما تكلّم به وقالوا قد عرفنا: إنّ الله يحيي ويميت وهو الذي يخلق ويرزق، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده إذ جعلت لها نصيباً فنحن معك، قالا: فلمّا أمسى أتاه جبرائيلعليه‌السلام فعرض عليه السورة، فلمّا بلغ الكلمتين اللّتين ألقى الشيطان عليه، قال ما جئتك بهاتين، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل فأوحى الله إليه:( وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الذي أَوحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ ) إلى قوله:

( ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً ) (١) ، فما زال مغموماً مهموماً حتى نزلت عليه:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِىٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللهُ ما يلقِي الشَّيطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ واللهُ عَليِمٌ حَكِيمٌ ) قال فسمع مَن كان من المهاجرين بأرض الحبشة أنّ أهل مكّة قد أسلموا كلّهم فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا: هم أحب إلينا فوجدوا قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان(٢) .

ولا يخفى ما في هذا التفسير وشأن النزول من الإشكالات التي تسقطه عن صحّة الاستناد إليه.

أمّا أوّلاً: فلأنّه مبني على أنّ قوله ( تمنّى ) بمعنى تلا، وأنّ لفظة ( أُمنيته ) بمعنى تلاوته، وهذا الاستعمال ليس مأنوساً في لغة القرآن والحديث، ولو صحّ فإنّما هو استعمال شاذ يجب تنزيه القرآن عنه.

_____________________

١ - الإسراء: ٧٣، ٧٥.

٢ - تفسير الطبري: ١٧/١٣١، ونقله السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية.

٩٤

نعم استدلّ بعضهم بقول حسّان على ذاك الاستعمال:

تمنّى كتاب الله أوّل ليلةٍ

وآخره لاقى حمام المقادر

وقول الآخر:

تمنّى كتاب الله آخر ليلة

تمنّي داود الزبور على رسل

وهذان البيتان لو صحّ إسنادهما إلى عربي صميم كحسّان لا يحسن حمل القرآن على لغة شاذّة.

أضف إلى ذلك أنّ البيت غير موجود في ديوان حسّان، وإنّما نقله عنه المفسّرون في تفاسيرهم، وقد نقله أبو حيان في تفسيره (ج٦ ص٣٨٢) واستشهد به صاحب المقاييس (ج٥ ص٢٧٧).

ولو صحّ الاستدلال به فرضاً فإنّما يتم في اللفظ الأوّل دون الأُمنية لعدم ورودها فيه.

وثانياً: أنّ الرواية لا يمكن أن يحتج بها لجهات كثيرة أقلّها أنّها لا تتجاوز في طرقها عن التابعين ومن هو دونهم إلاّ إلى ابن عباس مع أنّه لم يكن مولوداً في الوقت المجعول للقصّة.

أضف إلى ذلك، الاضطراب الموجود في متنها فقد نقل بصور مختلفة يبلغ عدد الاختلاف إلى أربع وعشرين صورة، وقد جمع تلك الصور المختلفة العلاّمة البلاغي في أثره النفيس، فلاحظ(١) .

وثالثاً: أنّ القصة تكذّب نفسها؛ لأنّها تتضمّن أنّ النبي بعد ما أدخل الجملتين الزائدتين في ثنايا الآيات، استرسل في تلاوة بقيّة السورة إلى آخرها

_____________________

١ - الهدى إلى دين المصطفى: ١/١٣٠.

٩٥

وسجد النبي والمشركون الحاضرون معه، فرحاً بما جاء في تينك الجملتين من الثناء على آلهتهم.

ولكنّ الآيات التي وقعت بعدهما، واسترسل النبي في تلاوتها عبارة عن قوله سبحانه:( تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هيَ إِلاّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباوَكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ) (١) إلى آخر الآيات.

وعندئذ يطرح هذا السؤال، وهو أنّه كيف رضي متكلّم العرب ومنطيقهم وحكيمهم وشاعرهم: الوليد بن المغيرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا الثناء القصير، وغفل عن الآيات اللاحقة التي تندّد بآلهتهم بشدّة وعنف، ويعدّها معبودات خرافية لا تملك من الإلوهية إلاّ الاسم والعنوان ؟!

أو ليس ذلك دليلاً على أنّ جاعل القصّة من الوضّاعين الكذّابين الذي افتعل القصّة في موضع غفل عن أنّه ليس محلاًّ لها، وقد قيل: لا ذاكرة لكذوب.

ورابعاً: أنّ الله سبحانه يصف في صدر السورة نبيّه الأكرم بقوله:( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْىٌ يُوحى ) (٢) ، وعندئذ كيف يصح له سبحانه أن يصف نبيّه في أوّل السورة بهذا الوصف، ثم يبدر من نبيّه ما ينافي هذا التوصيف أشدّ المنافاة، وفي وسعه سبحانه صون نبيّه عن الانزلاق إلى مثل هذا المنزلق الخطير ؟!

وخامساً: أنّ الجملتين الزائدتين اللّتين أُلصقتا بالآيات، تكذّبهما سائر الآيات الدالة على صيانة النبي الأكرم في مقام تلقّي الوحي والتحفّظ عليه وإبلاغه كما مرّ في تفسير قوله سبحانه:( فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ) (٣) .

_____________________

١ - النجم: ٢٢ - ٢٣.

٢ - النجم: ٣ - ٤.

٣ - الجن: ٢٧.

٩٦

وقوله تعالى:( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأقاويل * لأخذنا مِنْهُ بِالْيَمينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) (١) .

وسادساً: أنّ علماء الإسلام، وأهل العلم والدراية من المسلمين، قد واجهوا هذه الحكاية بالرد، فوصفها المرتضى بالخرافة التي وضعوها(٢) .

وقال النسفي: إنّ القول بها غير مَرْضيّ وقال الخازن في تفسيره: إنّ العلماء وهّنوا أصل القصّة ولم يروها أحد من أهل الصحّة، ولا أسندها ثقة بسند صحيح، أو سليم متصل، وإنّما رواها المفسّرون والمؤرّخون المولعون بكل غريب، الملفّقون من الصحف كل صحيح وسقيم، والذي يدل على ضعف هذه القصّة اضطراب رواتها، وانقطاع سندها واختلاف ألفاظها(٣) .

هذه هي أهم الإشكالات التي ترد على القصّة وتجعلها في موضع من البطلان قد ذكرها المحقّقون في الرد على هذه القصّة وقد ذكرنا قسماً منها في كتابنا ( فروغ أبديت )(٤) ، ولا نطيل المقام بذكرها.

_____________________

١ - الحاقة: ٤٤ - ٤٦.

٢ - تنزيه الأنبياء: ١٠٩.

٣ - الهدى إلى دين المصطفى: ١/١٣٠.

٤ - كتاب أُلّف في بيان سيرة النبي الأكرم من ولادته إلى وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد طُبع في جزأين.

٩٧

الطائفة الثانية

ما يمسّ عصمة عدّة خاصّة من الأنبياء

فهذه الطائفة عبارة عن الآيات التي تمسّ بظاهرها عصمة بعض الأنبياء بصورة جزئية وها نحن نذكرها واحدة بعد أُخرى.

- ١ -

عصمة آدمعليه‌السلام والشجرة المنهي عنها

وجعل الشريك لله

وقد طرحنا في هذه الطائفة أبرز الآيات التي وقعت ذريعة بأيدي المخطّئة في مجال نفي العصمة عن عدّة معيّنة من الأنبياء، وراعينا الترتيب التاريخي لهم، فنقدّم البحث عن عصمة آدمعليه‌السلام على البحث عن عصمة نوحعليه‌السلام وهكذا.

إنّ حديث الشجرة المنهيّ عنها هو أقوى ما تمسّك به المخالفون للعصمة المجوّزون صدور المعصية من الرسل والأنبياء، ويعدّ ذلك في منطقهم ( كبيت القصيد ) في ذلك المجال، ولأجل ذلك ينبغي التوسّع في البحث واستقصاء ما يمكن أن يقع ذريعة في يد المخالف فنقول:

٩٨

إنّ حديث الشجرة ورد على وجه التفصيل في سور ثلاث، نذكر منها ما يتعلّق بمورد البحث قال سبحانه:( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الْشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ وَلَكُمْ فِي الأرضِ مُسْتَقَرّ وَمَتاعٌ إِلَى حِين * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (١) .

ويقول سبحانه:( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُرِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْءاتِهِما وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هِذِهِ الشَّجَرَةِ إلاّ أنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحينَ * فَدَلاّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُما وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُما رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوّ مُبينٌ * قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ وَلَكُمْ فِي الأرضِ مُسْتَقَرّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) (٢) .

فأنت ترى أنّه سبحانه يتوسّع في بيان القصّة في هذه السورة، بينما هو يختصر في بيانها في السورة السابقة، ووجه ذلك أنّ سورة الأعراف مكّيّة وسورة البقرة مدنية، ولمّا توسّع في البيان في السورة المتقدّمة أوجز في السورة اللاحقة ولم يفصّل.

____________________

١ - البقرة: ٣٥ - ٣٧.

٢ - الأعراف: ١٩ - ٢٤.

٩٩

ويقول سبحانه:( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً * وَإِذْ قُلْنَا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلاّ إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيهَا ولا تَعْرَى * وَأنَّكَ لا تَظْمَؤا فِيَها ولا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى * فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوءاتُهُما وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى * ثُمَّ اجتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُمْ مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ) (١) .

هذه السور الثلاث قد احتوت على مهمّات هذه القصّة، فينبغي علينا توضيح ما ورد فيها من الجمل والكلمات التي تعتبر مثاراً للتساؤلات الآتية:

التساؤلات حول الآيات

إنّ التساؤلات المطروحة حول الآيات عبارة عن:

١ - ما هي نوعية النهي في قوله تعالى:( لا تقربا ) ؟

٢ - ما هو المراد من وسوسة الشيطان لآدم وزوجته ؟

٣ - ماذا يراد من قوله:( فأزلّهما الشيطان ) ؟

٤ - ماذا يراد من قوله:( فعصى آدم ربّه فغوى ) وهل العصيان والغواية يلازمان المعصية المصطلحة ؟

٥ - ما معنى اعتراف آدم بظلمه لنفسه في قوله:( ربّنا ظلمنا أنفسنا ) ؟

____________________

١ - طه: ١١٥ - ١٢٣.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : انظر ما أصبت فعد به على إخوانك ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول :( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (١) قال المفضّل : كنت خليفة أخي على الديوان ، قال : وقد قلت(٢) ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى؟ قال : لو لم يكن كيت(٣) .

محمّد بن مسعود ، عن أحمد بن جعفر بن أحمد(٤) ، عن العمركي ، عن محمّد بن علي وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضّل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : دخلت على(٥) أبي عبد اللهعليه‌السلام وقد أُمرت أن أُخرج لبني هاشم جوائز ، فلم أعلم إلاّ وهو على رأسي وأنا مستخل فوثبت إليه ، فسألني عمّا أمر لهم فناولته الكتاب ، قال : ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئاً؟ فقلت : هذا الّذي خرج إلينا ، ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، فقال لي : انظر ما أصبت فعد به على أصحابك فإنّ الله جلّ وعلا يقول :( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (٦) .

وفيتعق : في محمّد بن مقلاص رواية تدلّ على حسن حاله في الجملة(٧) .

أقول : الرواية هذه : حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل بن مزيد قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وذكر أصحاب أبي الخطّاب والغلاة فقال لي : يا مفضّل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا‌

__________________

(١) هود : ١١٤.

(٢) قلت ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٤ / ٧٠١ ، وفيه بدل كيت : كنت.

(٤) في المصدر : جعفر بن أحمد.

(٥) في المصدر : دخل عليّ ، والظاهر هو الصواب.

(٦) رجال الكشّي : ٣٧٤ / ٧٠٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤١.

٣٢١

تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم(١) ، انتهى فتأمّل.

وفي رواية ابن أبي عمير عنه شهادة بالوثاقة.

وما مرّ عن العلاّمة من أنّكش روى حديثاً يعطي كونه شيعيّاً فالظاهر أنّ المراد به الخبر الثاني ، وقد سبقهطس وصرّح بذلك(٢) .

وما مرّ في سنده من قوله : أحمد بن جعفر بن أحمد ، هكذا رأيت في رجال عناية الله أيضاً(٣) ، والصواب جعفر بن أحمد ، وكلمتا أحمد بن زائدتان كما في نسختي من الاختيار والتحرير والوسيط أيضاً كذلك(٤) ، وهو جعفر بن أحمد بن أيّوب السمرقندي الّذي أكثر محمّد بن مسعود من الرواية عنه.

وما مرّ من قولهعليه‌السلام : لو لم يكن كيت ، الصواب : لو لم تكن كتبت ، كما في نسخة عناية الله ، أي لو لم تكن تكتب لهم لكان الأمر أهون ، يشير إلى ذلك كونه خليفة أخيه على الديوان مع كون أخيه كاتباً لهم ، فتدبّر.

هذا وفي الوجيزة : ممدوح(٥) .

وفيمشكا : ابن مزيد ، ابن أبي عمير عنه ومحمّد بن زياد(٦) .

٣٠٣٢ ـ المفضّل بن يزيد الكوفي :

ق (٧) . وفيتعق : روى عنه ابن أبي عمير في الكافي في الحسن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٩٧ / ٥٢٥.

(٢) التحرير الطاووسي : ٥٤٥ / ٤٠١.

(٣) مجمع الرجال : ٦ / ١٣٣.

(٤) الوسيط : ٢٣٥.

(٥) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩١٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٥٠ ، ولعلّ محمّد بن زياد هو نفسه ابن أبي عمير فلاحظ ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) رجال الشيخ : ٣١٥ / ٥٦٢.

٣٢٢

بإبراهيم(١) (٢) .

٣٠٣٣ ـ مقاتل بن سليمان :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام بتري قاله الشيخ الطوسيرحمه‌الله والكشي ، وقال البرقي : إنّه عامي ،صه (٣) .

وفيكش : ابن سليمان البجلي وقيل : البخلي ، بتري(٤) .

وفيقر : ابن سليمان بتري(٥) .

وفيتعق : روى عنه الحسن بن محبوب في الصحيح(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان الراوي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه الحسن بن محبوب(٨) .

٣٠٣٤ ـ مقاتل بن مقاتل بن قياما :

واقفي خبيث ،ضا (٩) . وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (١٠) . ثم زادضا : وأظنّ اسمه خسيس(١١) .

__________________

(١) الكافي ٥ : ٦٠ / ٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٣) الخلاصة : ٢٦٠ / ١ ، رجال البرقي : ٤٦ وفيه مقاتل بن سليمان الدوّال حديثي دون عامّي.

(٤) رجال الكشّي : ٣٩٠ / ٧٣٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٤٩ ، وعدّه أيضاً في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام : ٣١٣ / ٥٣٦ واصفاً له بالخراساني.

(٦) الكافي ٨ : ٢٣٣ / ٣٠٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٨) هداية المحدّثين : ١٥١. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٣٩٠ / ٤٠.

(١٠) الخلاصة : ٢٦٠ / ٢.

(١١) في المصدر : خشيش.

٣٢٣

وفيجش : روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن علي بن يوسف عنه به(١) .

وفيكش : نصر بن الصبّاح ، عن إسحاق بن محمّد البصري ، عن القاسم بن يحيى ، عن حسين بن عمر بن يزيد قال : دخلت على الرضاعليه‌السلام وأنا شاك في إمامته ، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له مقاتل لن مقاتل ، وكان قد مضى على إمامتهعليه‌السلام بالكوفة ، فقلت له : عجّلت ، فقال : عندي في ذلك برهان وعلم.

قال الحسين : فقلت للرضاعليه‌السلام : قد مضى أبوك؟ فقال : إي والله ، وإنّي لفي الدرجة الّتي فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ قال : ما فعل صاحبك؟ فقلت : من؟ قال : مقاتل بن مقاتل المشئون(٢) الوجه الطويل اللحية الأفتى الأنف ، وقال : إنّي ما رأيته ولا دخل عليّ ولكنّه آمن وصدّق فاستوص به ، قال : فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل راقد فحركته ثمّ قلت له : بشارة عني لا أخبرك بها حتّى تحمد الله مائة مرّة فقبل(٣) ، ثمّ أخبرته بما كان(٤) .

وفيتعق : يظهر من الرواية عدم وقفه أو رجوعه كالأجلّة الّذين رجعوا ، وهم ابن أبي نصر ونظراؤه ومنهم الحسين بن عمر بن يزيد. هذا ويدلّ على عدم الوقف روايته عن الرضاعليه‌السلام فإنّ الواقفة ما كانوا يروون‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١٣٣٩.

(٢) في المصدر : المسنون.

ووجه مسنون : مخروط أسبلٌ كأنّه قد سنّ عنه اللحم. ورجلٌ مسنون الوجه : إذا كان في أنفه ووجهه طول ، لسان العرب : ١٣ / ٢٢٤.

(٣) فقبل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الكشّي : ٦١٤ / ١١٤٦.

٣٢٤

عنهعليه‌السلام ، ويؤيّده عدم نسبةجش الوقف إليه مع أنّه أضبط ، سيّما مع تصريحه بروايته عن الرضاعليه‌السلام لاعتقاده أنّ الواقفة لا يروون عنهعليه‌السلام كما ذكرنا في الفوائد ، على أنّه يظهر من رواياته إخلاصه بالنسبة إليهعليه‌السلام وشفقتهعليه‌السلام عليه ، ويختلج في الخاطر أنّ الشيخ لما رأى في الأخبار أنّ ابن قياما واقفي خبيث شديد العناد توهم أنّه مقاتل بن مقاتل بن قياما وليس كذلك ، بل هو الحسين بن قياما وهذه أوصافه ولعلّه عمّ مقاتل ، وما ذكرنا ليس بذلك البعيد عن الشيخرحمه‌الله كما لا يخفى على المطّلع بحاله.

وبالجملة : هو ليس واقفياً بل الظاهر أنّه من الحسان(١) .

أقول : في الوجيزة : ضعيف وفيه مدح(٢) . وفيطس : شهد له الرضاعليه‌السلام بأنّه آمن وصدّق ، الطريق فيه ضعيف(٣) . ( ومضى في الفوائد عدم ضرره )(٤) .

وفيمشكا : ابن مقاتل بن قياما ، عنه الحسن بن علي بن يوسف(٥) .

٣٠٣٥ ـ المقداد بن الأسود الكندي :

وكان اسم أبيه عمر البهراني ، وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبنّاه فنسب إليه ، يكنّى أبا معبد ، ثاني الأركان الأربعة ،ي (٦) .

ونحوهصه ؛ وزاد : عظيم القدر شريف المنزلة جليل من خواص عليعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٢) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩١٨.

(٣) التحرير الطاووسي : ٥٥٣ / ٤١١.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) هداية المحدّثين : ١٥١ ، وفيها : مقاتل بن قياما. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٥٧ / ١ ، وفيه وفي الخلاصة : وكان اسم أبيه عمرو.

(٧) الخلاصة : ١٦٩ / ١.

٣٢٥

وعلى قوله البهراني عنشه : نسبة إلى بهر بن الحاف بن قضاعة وبهر السابع عشر جدّ المقداد(١) .

وفيد : بهراني منسوب إلى بهرا(٢) بالباء المفردة قبيلة على غير قياس إذ القياس بهراوي(٣) .

وفيكش ما تقدّم في سلمان(٤) .

أقول : فيه أيضاً ممّا لم نذكره هناك : علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : ارتدّ بالناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان وأبو ذر والمقدادرحمهم‌الله ، قلت : فعمّار؟ قال : قد كان جاض(٥) جيضة ثم رجع ، ثم قال : إن أردت الذي لم يشكّ ولم يدخله شي‌ء فالمقداد(٦) .

وفيطس : أقول : إنّ هذا السند حسن(٧) ، انتهى.

وعن تهذيب الأسماء واللغات : في الترمذي عن برة(٨) قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني بأنّه(٩) يحبهم ، قيل يا رسول الله : عسى أن تسميهم لنا ، قال : علي منهم يقول ذلك لنا(١٠) وأبو ذر‌

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨١.

(٢) في نسخة « ش » : بهر.

(٣) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٦.

(٤) عن رجال الكشّي : ١١ / ٢٣ ، وفيه أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر.

(٥) جاض عنه يجيض : حاد وعدل. انظر : القاموس المحيط : ٢ / ٣٢٦.

(٦) رجال الكشّي : ١١ / ١٣٢٤ ، ولم يرد فيه الترحّم.

(٧) التحرير الطاووسي : ٥٥٥ / ٤١٤.

(٨) في تهذيب الأسماء : بريدة ، وفي الجامع الصحيح : ابن بريدة عن أبيه.

(٩) في المصدرين : أنّه.

(١٠) في المصدرين : سمهم لنا قال : علي منهم يقول ذلك ثلاثاً.

٣٢٦

والمقداد وسلمان.

قال الترمذي : حديث حسن(١) ، انتهى.

وحاله في الجلالة أشهر من أن يذكر ، وذكرنا هذين الخبرين تيمّناً بذكره(٢) وقضاء لواجب حقّه.

وفي الحاوي ذكره في الثقات(٣) . ومضى له ذكر في سعد بن مالك(٤) .

٣٠٣٦ ـ مكحول :

غير مذكور في الكتابين. وفي شرح ابن أبي الحديد : كان مكحول من المبغضين له يعني عليّاًعليه‌السلام روى زهير بن معاوية عن الحسن بن الحسن(٥) قال : لقيت مكحولاً فإذا هو مضليع(٦) يعني مملوء بغضاً لعليعليه‌السلام فلم أزل به حتّى لان وسكن(٧) .

٣٠٣٧ ـ مكي بن علي بن سختويه :

فاضل ،لم (٨) . وفيد ضبطه بالشين المعجمة(٩) .

أقول : في الوجيزة مجهول(١٠) ، وهو ليس بمكانه.

__________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١١١ / ١٦٣ ، الجامع الصحيح للترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧١٨.

(٢) في نسخة « ش » : لذكره.

(٣) حاوي الأقوال : ١٥٣ / ٦١٢.

(٤) عن عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٦ / ١ ، وفيه أنّه من الّذي مضوا على منهاج الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبدّلوا ولم يغيّروا بعد نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥) في المصدر : الحسن بن الحر.

(٦) في المصدر : مطبوع.

(٧) شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ١٠٣.

(٨) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣١.

(٩) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٧.

(١٠) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٢.

٣٢٧

٣٠٣٨ ـ ممويه :

بالميم بعد الميم ، ابن معروف ، ضعيف ،صه (١) .

وفيلم (٢) كما في محمّد بن عبد الله ابن مهران(٣) .

وفيتعق : مضى ضعفه في محمّد بن أحمد بن يحيى أيضاً(٤) (٥) .

٣٠٣٩ ـ منبه :

بالنون قبل الباء الموحّدة ، ابن عبد الله أبو(٦) الجوزاء بالجيم والزاي بعد الواو التميمي ، صحيح الحديث ،صه (٧) .

جش إلاّ الترجمة وزاد : له كتاب نوادر ، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن(٨) .

وفيتعق : فيه ما مضى في عبد الله بن المنبه(٩) . ووثّقه في الوجيزة(١٠) ، والظاهر أنّه تبعاً للعلاّمة في الكنى(١١) ، وأنّ توثيق العلاّمة لقولجش : صحيح الحديث ، واحتمال اطّلاعه على جهة أُخرى ربما لا يخلو‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦١ / ١٥.

(٢) في نسخة « ش » بدل وفي لم : ولم.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٦ و ١٧ ، وفيه أنّه ضعيف.

(٤) حيث استثني من كتاب نوادر الحكمة كما في رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩ والفهرست : ١٤٥ / ٦٢١ ، وذكر ضعفه عن رجال الشيخ أيضاً.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٦) أبو ، لم ترد في المصدر ووردت في النسخة الخطيّة منه.

(٧) الخلاصة : ١٧٣ / ٢٢.

(٨) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٩.

(٩) فيه احتمال أنّ عبد الله بن المنبّه الوارد في الأحاديث هو المنبّه بن عبد الله ووقع ذكره اشتباهاً.

(١٠) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٤.

(١١) الخلاصة : ٢٧١ / ٣٧ الفائدة الأُولى.

٣٢٨

من بعد ، بل لو كان كذلك لذكرها في ترجمته ، إذ ذكره في الاسم أولى منه في الكنية.

وربما يظهر من الشيخ في الاستبصار في باب المسح على الرجلين كونه عاميّاً أو زيديّاً(١) .

وربما يظهر ذلك من أخباره ، ويؤيّده أنّ ديدنه الرواية عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد عن آبائهعليهم‌السلام (٢) ، لكن رواية الصفّار(٣) وسعد بن عبد الله عنه(٤) ربما تومئ إلى اعتماد عليه ، فتأمّل(٥) .

أقول : كلام الشيخ في الاستبصار لا صراحة فيه في عامّيته(٦) ، وكلام العلاّمة كما مضى صريح في وثاقته ، والظاهر اطّلاعهرحمه‌الله على جهة أُخرى بعد ذكره في الأسماء ( وإلاّ لذكرها في الأسماء )(٧) كما في غيره ، ولذا ذكره في الحاوي في الثقات(٨) مع أنّه في المتأخّرين نظير ابن الغضائري ، فلاحظ وتأمّل.

٣٠٤٠ ـ منجح مولى الحسينعليه‌السلام :

قتل معهعليه‌السلام ،سين (٩) د (١٠) .

__________________

(١) الاستبصار ١ : ٦٥ / ١٩٦ ، وفيه : عبيد الله ( عبد الله خ ل ) بن المنبّه.

(٢) التهذيب ١ : ٤٤١ / ١٤٢٦ ، الاستبصار ١ : ٢٠١ / ٧١١.

(٣) كما في طريق النجاشي إليه كما تقدّم.

(٤) كما في التهذيب ١ : ٤٤١ / ١٤٢٦ والاستبصار ١ : ٢٠١ / ٧١١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤. و : فتأمّل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) حيث قال بعد أن ذكر الخبر : رواة هذا الخبر كلّهم عامّة ورجال الزيديّة. علماً أنّ فيهم محمّد بن الحسن الصفّار.

(٧) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) حاوي الأقوال : ١٥٤ / ٦٢٠.

(٩) رجال الشيخ : ٨٠ / ٦.

(١٠) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٩.

٣٢٩

٣٠٤١ ـ منخّل بن جميل الأسدي :

بيّاع الجواري ، ضعيف ، فاسد الرواية ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (١) .

ونحوهصه ؛ وزاد : بضمّ الميم وفتح النون وتشديد المعجمة المفتوحة واللام ؛ ثم زاد : في مذهبه غلو وارتفاع ، قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن المنخّل بن جميل ، قال : هو لا شي‌ء متّهم ؛ وبعد أبي عبد الله : وأبي الحسنعليهما‌السلام (٢) .

ثمّ زادجش : له كأب التفسير ، عنه محمّد بن سنان.

وفيست : له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عنه.

ورواه حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه(٣) .

وفيكش ما ذكرهصه وزاد بعد متّهم : بالغلو(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّ رميهم إيّاه بالغلو لروايته الروايات الدالّة عليه على زعمهم ، وفي ثبوت الضعف بذلك تأمّل ؛ وفي كتب الأخبار ما يدلّ على عدم غلوّه قطعاً(٥) .

قلت : لو سَلم من الضعف فلا يسلم من الجهالة لا محالة ، وحكم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٧.

(٢) الخلاصة : ٢٦١ / ١٠.

(٣) الفهرست : ١٦٩ / ٧٥٧.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤.

٣٣٠

بضعفه فيضح أيضاً(١) ، وكذاغض كما نقله عناية الله(٢) ، واقتصارصه على « متّهم » سبقه فيهطس (٣) .

٣٠٤٢ ـ مندل بن علي العتري :

واسمه عمرو وأخوه حيّان بالياء ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن محمّد(٤) بن علي الأزدي عنه به ،جش (٥) .

وفيصه : بفتح الميم وإسكان النون وفتح الدال المهملة وبعدها لام ، ابن علي العتري : بالمهملة المفتوحة والمثنّاة من فوق المفتوحة والراء بعدها ، عربي عامّي ، قاله البرقي. ثمّ ذكر كلامجش (٦) .

وفيد : بالعين المهملة والتاء المثنّاة فوق الساكنة ، وقال بعض أصحابنا : المفتوحة ، والأقوى عندي السكون ، منسوب إلى عتر بن خيثمق جش ثقةقي عامّي(٧) .

وفيتعق : مرّ في عمرو بن علي العتري أنّه يعرف بمندل(٨) ؛ وعدّه في الوجيزة موثّقاً(٩) ، وفيه تأمّل(١٠) .

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٣٠١ / ٧٠٧.

(٢) مجمع الرجال : ٦ / ١٣٩.

(٣) التحرير الطاووسي : ٥٦٩ / ٤٢٩.

(٤) ابن محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣١ ، وفيه : العنزي.

(٦) الخلاصة : ٢٦٠ / ٦ ، ورجال البرقي : ٤٦.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥١٧ ، وفيه : عتر بن جشم بن ودم. وأنهى نسبه إلى هيئ بن بلي.

(٨) عن رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٩ ، وفيه بدل العتري : العنزي.

(٩) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٧.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤.

٣٣١

أقول : وجه ما في الوجيزة الجمع بين كلاميجش وقي ، وقد سبقه الفاضل عبد النبي الجزائري حيث ذكره في الموثّقين(١) ؛ ووجه التأمّل أضبطيّةجش . والعلاّمة فيصه وإن اقتصر على ذكر كلاميهما من غير ترجيح إلاّ أنّه فيضح صرّح بوثاقته(٢) .

هذا ، ولعلّ الصواب في ترجمة العتري ما فيضح : فتح العين المهملة وفتح النون وكسر الزاي(٣) ، ويكون منسوباً إلى عنزة.

وفي حاشية الوسيط عنقب : مثلّث الميم ساكن الثاني ، ابن علي العنزي : بفتح المهملة والنون ثمّ الزاي ، أبو عبد الله الكوفي ، يقال : اسمه عمرو ومندل لقبه ، ضعيف ، من السابعة ، ولد سنة ثلاث ومائة ومات سنة سبع أو ثمان وستّين ومائة(٤) ، انتهى فتدبّر.

٣٠٤٣ ـ منذر بن جفير بن حكيم :

العبدي ، عربي ، صميم ، روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، إسماعيل بن مهران عنه به ،جش (٥) .

وفيست : ابن جيفر العبدي له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عنه(٦) .

وفيق : ابن جيفر العبدي كوفي(٧) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢١١ / ١٠٩٩.

(٢) إيضاح الاشتباه : ٣٠٢ / ٧١٠.

(٣) إيضاح الاشتباه : ٣٢٠ / ٧١٠.

(٤) تقريب التهذيب ٢ : ٢٧٤ / ١٣٦٣ ، الوسيط : ٢٥٤.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٩.

(٦) الفهرست : ١٧٠ / ٧٦٥ ، وفيه : جفير ، جيفر ( خ ل ).

(٧) رجال الشيخ : ٣١٦ / ٥٩٠.

٣٣٢

وفيتعق : حسّنه خالي لأنّ للصدوق طريقاً إليه(١) ، وفي رواية الأجلّة كصفوان وابن المغيرة وأحمد بن محمّد بن عيسى(٢) وغيرهم عنه إشعار بوثاقته(٣) .

قلت : هذا مضافاً إلى ذكره فيجش وست من غير قدح.

وفي حاشية الوسيط : الّذي اتّفقت عليه نسخ الفقيه جفير ، ولعلّه الصحيح ، انتهى.

وفيضح أيضاً : جفير ، ثمّ قال : وقيل جيفر بتقديم الياء على الفاء(٤) .

وفيمشكا : ابن جفير إسماعيل بن مهران عنه ، وابن جيفر صفوان عنه ، ولا بعد في الاتّحاد ، فإنّ ابن جفير ذكرهجش وابن جيفر بتقديم الياء ذكره الشيخ فيست ، وكلّ واحد منهما اقتصر على واحد(٥) .

٣٠٤٤ ـ منذر بن سعيد بن أبي الجهم :

الظاهر أنّه من الحسان لما يأتي في الّذي بعيده أنّه من بيت جليل ، وفي سعيد أنّ آل أبي الجهم بيت كبير في الكوفة(٦) ،تعق (٧) .

٣٠٤٥ ـ منذر بن محمّد بن المنذر :

ابن سعيد بن أبي الجهم القابوسي أبو القاسم من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ناقله إلى الكوفة ، ثقة من أصحابنا من بيت جليل ، له‌

__________________

(١) الوجيزة : ٤٠٥ / ٣٤٦ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٩٩.

(٢) رواية صفوان وأحمد بن محمّد كما في طريق الفهرست ، ورواية ابن المغيرة كما في الصدوق إليه.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٣٠٠ / ٧٠٣.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥١. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) عن رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨ و ١٧٩ / ٤٧٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

٣٣٣

كتب ، عنه أحمد بن محمّد بن سعيد ،جش (١) .

صه إلى قوله : بيت جليل ، وفيها : سعيد أبي الجهم القابوسي ناقله ؛ وزاد : قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن خالد قال : حدّثنا منذر بن قابوس وكان ثقة. وهذا السند مشكور(٢) .

وفيكش ما ذكره(٣) .

أقول : السند صحيح لكنهرحمه‌الله تبعطس (٤) ، فلاحظ.

هذا وما فيكش من قوله : منذر بن قابوس ، فهو منسوب إلى الجدّ كما لا يخفى.

وفيمشكا : ابن محمّد بن المنذر الثقة ، عنه عبد الله بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن محمّد بن سعيد(٥) .

٣٠٤٦ ـ منصور بن أبي الأسود :

الليثي ،ق (٦) . وزادجش : كوفي ثقة روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتب ، الحسين بن محمّد بن علي الأزدي عنه بها(٧) .

٣٠٤٧ ـ منصور بن حازم :

أبو أيّوب البجلي ، كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من جلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، له كتب ، منها‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨.

(٢) الخلاصة : ١٧٢ / ١٥ ، وفيها : سعيد بن أبي الجهم.

(٣) رجال الكشّي : ٥٦٦ / ١٠٧٠.

(٤) التحرير الطاووسي : ٥٧٣ / ٤٣٤.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٥٣١ ، وفيه زيادة : مولاهم كوفي الحنّاط.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٤ / ١١٠٣ ، وفيه : الحسين بن محمّد بن علي الأزدي عنه عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام .

٣٣٤

أُصول الشرائع لطيف ، عنه به يونس بن عبد الرحمن ، وله كتاب الحجّ ، عنه محمّد بن الحسين الطائي ،جش (١) .

صه إلى قوله : روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عنه(٣) .

وفيق : أسند عنه(٤) .

وفيكش : جعفر بن محمّد(٥) بن أيّوب عن صفوان عنه ما يشهد بحسن عقيدته واستقامة طريقته ، وأنّه عرض ذلك على الصادقعليه‌السلام وقال له : رحمك الله ، مراراً ، وهو حديث طويل لطيف يدلّ على فضله ، وفي آخره : ثمّ قال : سلني عمّا شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبداً(٦) .

وفيتعق : في أوّل الكافي نظير ما فيكش (٧) ، ومرّ في زياد بن المنذر كلام المفيدرحمه‌الله فيه(٨) (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١.

(٢) الخلاصة : ١٦٧ / ٢.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٨.

(٤) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٣ ، وفيه قبل أسند عنه : مولاهم كوفي.

(٥) في المصدر : أحمد.

(٦) رجال الكشّي : ٤٢٠ / ٧٩٥.

(٧) الكافي ١ : ١٤٥ / ١٥.

(٨) الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٣٢ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩ ، وفيها أنّه من الفقهاء والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم وهم أصحاب الأُصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(٩) تعليقه الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

٣٣٥

أقول : فيمشكا : ابن حازم الثقة ، عنه يونس بن عبد الرحمن ، ومحمّد بن الحسين الطائي ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعبد الله بن مسكان ، وداود بن النعمان ، وحفص بن البختري ، وسيف بن عميرة(١) .

٣٠٤٨ ـ منصور بن دينار الأسدي :

الكوفي أسند عنه ،ق (٢) .

٣٠٤٩ ـ منصور الصيقل :

في آخر الروضة وفي كتاب الإيمان والكفر من الكافي حديث يدلّ على تشيّعه ، وربما يظهر منه حسن حاله(٣) ، والظاهر أنّه ابن الوليد الآتي ، وفي باب التمحيص والامتحان منه أيضاً نحوه(٤) ،تعق (٥) .

٣٠٥٠ ـ منصور بن العبّاس :

أبو الحسين الرازي سكن بغداد ومات بها ، كان مضطرب الأمر ، له كتاب نوادر كبير(٦) ، عنه أحمد بن مابنداد ،جش (٧) .

صه إلى قوله : كان مضطرب الأمر ، وفيها أبو الحسن(٨) . وكذا فيد (١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٥.

(٣) الكافي ٨ : ٣٣٣ / ٥٢٠ و ٢ : ١٩٢ / ٦ ، إلاّ أنّ المذكور في كتاب الإيمان والكفر لا يدلّ على تشيّعه.

(٤) الكافي ١ : ٣٠٢ / ٣ و ٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦ ، وفيها : ابن الصيقل.

(٦) في نسخة « م » : النوادر.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٢ ، وفيه : مابنداذ.

(٨) الخلاصة : ٢٥٩ / ٣.

(١٠) رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥٢٠.

٣٣٦

وفيدي : ابن العبّاس(١) . وزادج : كوفي أو بغدادي(٢) .

وفيست : ابن العبّاس له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٣) .

وفيلم : ابن العبّاس روى عنه البرقي(٤) .

أقول : في مشكا : ابن العبّاس أبو الحسن الرازي ، أحمد بن مابنداد عنه.

وابن العبّاس غير المذكور أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه(٥) ، انتهى فتأمّل.

٣٠٥١ ـ منصور بن محمّد بن عبد الله :

الخزاعي روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو الذي يقال لأخيه : سلمة بن محمّد أخي منصور ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام صه (٦) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، أحمد بن المفضّل عنه به(٧) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الثقة ، عنه أحمد بن المفضّل ، والحسن بن محمّد بن سماعة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٢٣ / ٢٤.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٧ / ٢٧ ، وفيه زيادة : كانت داره بباب الكوفة ببغداد.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٣٠.

(٤) رجال الشيخ : ٥١٥ / ١٣١.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٦١. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ١٦٧ / ١.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٢ / ١٠٩٩.

(٨) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٦.

(٩) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٣٧

٣٠٥٢ ـ منصور بن المعتمر :

بتري ،قر (١) .

وزادصه : من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٢) .

وفيق : أبو غياث السلمي الكوفي تابعي(٣) .

٣٠٥٣ ـ منصور بن الوليد الصيقل :

قر (٤) ؛ وزادق : الكوفي يكنى أبا محمّد ، روى عنهما(٥) .

أقول : مضى عنتعق بعنوان منصور الصيقل(٦) .

٣٠٥٤ ـ منصور بن يونس بزرج :

أبو يحيى ، وقيل : أبو سعيد ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب ، عبيس عنه به ،جش (٧) .

وفيق : ابن يونس القرشي مولاهم ، يكنى أبا يحيى ، يقال له بزرج ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام أيضاً(٨) .

وفيظم : واقفي(٩) .

وفيصه بعد ذكر كلاميجش وظم : والوجه عندي التوقف فيما يرويه والرد لقوله لوصف الشيخ له بالوقف. وقالكش عن حمدويه عن الحسن بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٣٧ / ٤٨.

(٢) الخلاصة : ٢٥٨ / ١.

(٣) رجال الشيخ : ٣١٢ / ٥٣٠ وفيه : عتاب ، غياث ( خ ل ).

(٤) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٢ ، وفيه : روى عنهماعليهما‌السلام .

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠.

(٨) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٢١ ، وفيه قبل واقفي : له كتاب.

٣٣٨

موسى عن محمّد بن الأصبغ عن إبراهيم عن عثمان بن القاسم : إنّ منصور بن يونس بزرج جحد النص على الرضاعليه‌السلام لأموال كانت في يده(١) ، انتهى.

وفيكش بالسند المذكور عن عثمان بن القاسم قال : قال لي منصور بزرج : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام ودخلت عليه : يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي؟ قال : قلت : لا ، قال : صيّرت علياً ابني وصيّي والخلف من بعدي ، فادخل عليه فهنّئه بذلك وأعلمه إنّي أمرتك بهذا ، قال : فدخلت عليه فهنّأته بذلك وأعلمته أنّ أباه أمرني بذلك.

قال الحسن بن موسى : ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها ، وكان منصور أدرك أبا عبد اللهعليه‌السلام (٢) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع وابن أبي عمير ، عنه(٣) .

وفيتعق : ذكر في العيون كما فيكش وفي آخره : ثمّ جحد(٤) ، بدون : قال الحسن بن موسى ، فلعلّ ما فيظم من قول الحسن. ويؤيدهُ عدم التعرض للوقف فيست ، وهو ظاهرجش أيضاً.

ومرّ في محمّد بن إسماعيل ما يظهر منه كونه من مشايخه ونباهة شأنه(٥) ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٨ / ٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٦٨ / ٧٨٣.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٨.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٢ / ٥.

(٥) نقلاً عن رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ ، وفيه : وقال أبو العبّاس بن سعيد في تأريخه : إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع سمع منصور بن يونس وحمّاد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن وهذه الطبقة كلّها.

٣٣٩

وقد أكثر ابن أبي عمير من الرواية عنه(١) ، ووصفه في إكمال الدين بصاحب الصادقعليه‌السلام (٢) ، فتأمّل.

وقوله : بزرج هو الظاهر وهو معرب بزرك ومرّ في ابنه أنّه بفتح الموحّدة(٣) (٤) .

أقول : في الوجيزة وقبله في الحاوي ذكره في الموثقين(٥) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن يونس الثقة الواقفي ، عنه عبيس ، وعلي بن حديد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وابن أبي عمير ، وعثمان بن القاسم(٦) .

٣٠٥٥ ـ منقذ بن الأنقع :

في وجيزتيح (٧) أي ممدوح ـ.

ولعلّ نسختي مغلطة ، تعق(٨) .

أقول : كذا علّم عليه في نسختي أيضاً(٩) .

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٦٧ / ١٩٦ وتفسير القمّي : ١ / ١٠٥ تفسير قوله تعالى :( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ) آل عمران : ٦٨.

(٢) كمال الدين : ٥١٦ / ٤٥ ، وفيه : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن بزرج صاحب الصادقعليه‌السلام .

(٣) نقلاً عن إيضاح الاشتباه : ٢٨٢ / ٦٤٢ ترجمة محمّد بن منصور بن يونس إلاّ أنّه نقلاً عن الخلاصة : ١٥٩ / ١٣٣ أنّه بضمّ الباء.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٥) الوجيزة : ٣٢٧ / ١٩٣٥ والحاوي : ٢١١ / ١١٠١.

(٦) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) الوجيزة : ٣٢٧ / ١٩٣٦ ، وفيها : الأيقع.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٩) وأعلم أنّ سبب مدحه هو ما ذكره السيّد رضي الدين ابن طاوس في كتابه اليقين : ٦٥ الباب الثامن والثمانون بسنده عن حبة بنت رزيق عن بعض حشم الخليفة قالت : حدّثني زوجي منقذ بن الأبقع الأسدي أحد خواص عليعليه‌السلام ، وذكر حديثاً طويلاً فيه معجزة لأمير المؤمنينعليه‌السلام والحديث يدلّ على علو شأنه.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466