منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 12%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278249 / تحميل: 4940
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

فالآيات تشرح حالهم بإمعان وتخبر بأنّهم « لا يقاتلونكم » معاشر المؤمنين جميعاً إلاّ في قرى محصنة ، أي لا يبرزون لحربكم خوفاً منكم ، وإنّما يقاتلونكم متدرّعين بحصونهم ، أو « من وراء جدر » ، أي يرمونكم من وراء الجدر بالنبل والحجر.

( بأسهم بينهم شديد ) ، والمراد من البأس هو العداء ، أي عداوة بعضهم لبعض شديدة ، فليسوا متّفقي القلوب ، ولذلك يعقبه بقوله :( وقلوبهم شتى ) ، ثمّ يعلل ذلك بقوله :( ذلك بأنّهم لا يعقلون ) .

ثمّ يمثّل لهم مثلاً ، فيقول : إنّ مثلهم في اغترارهم بعددهم وعدّتهم وقوتهم( كمثل الذين من قبلهم ) ، والمراد مشركو قريش الذين قتلوا ببدر قبل جلاء بني النضير بستة أشهر ، ويحتمل أن يكون المراد قبيلة بني قينقاع حيث نقضوا العهد فأجلاهم رسول الله بعد رجوعه من بدر.

فهؤلاء( ذاقوا وبال أمرهم ) ، أي عقوبة كفرهم ولهم عذاب أليم.

٢٦١

الحشر

٥٢

التمثيل الثاني والخمسون

( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إذْ قَالَ للاِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّي بَرِيءٌ مِنكَ إِنّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ) .(١)

تفسير الآية هذه الآية أيضاً ناظرة إلى قصة بني النضير ، فلمّا تآمروا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجلاء ، ولكنّ المنافقين وعدوهم بالنصر ، فقالوا لهم :( لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم ) .

ولكن كان ذلك الوعد كاذباً ، ولذلك يقول سبحانه :( والله يشهد انّهم لكاذبون ) وآية كذبهم :( لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لاَ يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأدْبارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُون ) .(٢)

ولقد صدق الخبر الخبر ، فأجلاهم الرسول بقوة وشدة ، فما ظهر منهم أي نصر ومؤازرة ودعم ، فكان وعدهم كوعد الشيطان ، إذ قال للإنسان أكفر فلمّا كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف الله ربّ العالمين ، بمعنى انّه أمره بالكفر ولكنّه تبرّأ منه في النهاية.

وهل المخاطب في قوله : « اكفر » مطلق الإنسان الذي ينخدع بأحابيل

__________________

١ ـ الحشر : ١٦.

٢ ـ الحشر : ١٢.

٢٦٢

الشيطان ووعوده الكاذبة ثمّ يتركه ويتبرّأ منه ، أو المراد شخص معين ؟ وجهان.

فلو قلنا بالثاني ، فقد وعد الشيطان قريشاً بالنصر في غزوة بدر ، كما يحكي عنه سبحانه ، ويقول( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لاَ غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنّي بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنّي أَرى ما لاَ تَرَوْنَ إِنّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ العِقابِ ) .(١)

وهناك قول ثالث ، وهو انّ الشيطان وعد عابداً من بني إسرائيل اسمه برصيصا حيث انخدع بالشيطان وكفر ، وفي اللحظات الحاسمة تبرّأ الشيطان منه. ذكر المفسرون انّ برصيصا عبد الله زماناً من الدهر حتى كان يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوّذهم فيبرأون على يده ، وانّه أُتِي بامرأة في شرف قد جنّت وكان لها إخوة فأتوه بها ، فكانت عنده ، فلم يزل به الشيطان يزيّن له حتى وقع عليها ، فحملت ، فلمّا استبان حملها قتلها ودفنها ، فلمّا فعل ذلك ذهب الشيطان حتى لقي أحد إخوتها ، فأخبره بالذي فعل الراهب وانّه دفنها في مكان كذا ، ثمّ أتى بقية إخوتها رجلاً رجلاً فذكر ذلك له ، فجعل الرجل يلقى أخاه ، فيقول : والله لقد أتاني آت فذكر لي شيئاً يكبر عليّ ذكره ، فذكر بعضهم لبعض حتى بلغ ذلك ملكهم ، فسار الملك والناس فاستنزلوه فأقرّ لهم بالذي فعل ، فأمر به فصلب ، فلمّا رفع على خشبته تمثّل له الشيطان ، فقال : أنا الذي ألقيتك في هذا ، فهل أنت مطيعي فيما أقول لك ، أخلصك مما أنت فيه ؟ قال : نعم ، قال : اسجد لي سجدة واحدة ، فقال : كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة ، فقال : اكتفي منك بالإيماء فأوحى له بالسجود ، فكفر بالله ، وقتل الرجل.(٢)

__________________

١ ـ الأنفال : ٤٨.

٢ ـ مجمع البيان : ٥ / ٢٦٥.

٢٦٣

الحشر

٥٣

التمثيل الثالث والخمسون

( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا القُرآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدّعاً مِنْ خَشْيَةِ الله وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) .(١)

تفسير الآية

« الخشوع » : الضراعة ، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح على عكس الضراعة ، فانّ أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ، وقد روي إذا ضرع القلب خشعت الجوارح.

ويؤيد ما ذكره انّه سبحانه ينسب الخشوع إلى الأصوات والأبصار ، ويقول :( وخشعت الأصوات ) ،( خاشعة أبصارهم ) ، (أبصارهم خاشعة ) .

ولو أردنا أن نُعرّفه ، فنقول : هو عبارة عن السكينة الحاكمة على الجوارح مستشعراً بعظمة الخالق.

و « التصدع » : التفرق بعد التلاؤم.

إنّ للمفسرين في تفسير الآية رأيين :

أحدهما : انّه لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ، مع ما له من الغلظة والقسوة

__________________

١ ـ الحشر : ٢١.

٢٦٤

وكبر الجسم وقوة المقاومة قبال النوازل ، لتأثّر وتصدّع من خشية الله ، فإذا كان هذا حال الجبل ، فالإنسان أحقّ بأن يخشع لله إذا تلا آياته.

فما أقسى قلوب هؤلاء الكفّار وأغلظ طباعهم حيث لا يتأثرون بسماع القرآن واستماعه وتلاوته.

ثانيهما : انّ كلّ من له حظّ في الوجود فله حظ من العلم والشعور ، ومن جملتها الجبال فلها نوع من الإدراك والشعور ، كما قال سبحانه :( وَإِنَّ مِنَ الحِجارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْها لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) .(١)

فعلى هذا ، فمعنى الآية انّ هذا القرآن لو نزل على جبل لتلاشى وتصدّع من خشية الله ، غير انّه لم ينزل عليه.

وعلى كلا المعنيين ، فليست الآية من قبيل التمثيل أي تشبيه شيء بشيء ، بل من قبيل وصف القرآن وبيان عظمته بما يحتوى من الحقائق والأصول ، وإنّها على الوصف التالي : « لو أنزلناه على جبل لصار كذا وكذا ».

نعم يمكن أن يعد لازم معنى الآية من قبيل التشبيه ، وهو انّه سبحانه يشبّه قلوب الكفّار والعصاة الذين لا يتأثرون بالقرآن بالجبل والحجارة ، وانّ قلوبهم كالحجارة لو لم تكن أكثر صلابة ، بشهادة انّ الحجارة يتفجر منها الأنهار أو تهبط من خشية الله ، فلأجل ذلك جعلنا الآية من قبيل التمثيل وإن كان بلحاظ المعنى الالتزامي لها.

__________________

١ ـ البقرة : ٧٤.

٢٦٥

الجمعة

٥٤

التمثيل الرابع والخمسون

( مَثَلُ الّذينَ حُمّلُوا التُّوراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَومَ الظّالِمِين ) .(١)

تفسير الآية

« الأسفار » : السَّفر : كشف الغطاء ، ويختص ذلك بالاَعيان نحو سَفَرَ العمامة عن الرأس ، والخمار عن الوجه ، إلى أن قال : والسّفْر الكتاب الذي يسفر عن الحقائق وجمعه أسفار.(٢)

ذكر المفسرون انّه سبحانه لما قال : إنّه بعثه إلى الاَُميّين أخذت اليهود الآية ذريعة لاِنكار سعة رسالته ، وقالوا : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث إلى العرب خاصة ولم يبعث إليهم ، فعند ذلك نزلت الآية وشبّهتهم بالحمار الذي يحمل أسفاراً لا ينتفع منها ، إذ جاء في التوراة نعت الرسول والبشارة بمقدمه والدخول في دينه.

مضافاً إلى أنّه يمثل حال من يفهم معاني القرآن ولا يعمل به ويعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه ، والمراد من قوله( حُمّلُوا ) أي كلّفوا بالقيام بها ، وقيل :

__________________

١ ـ الجمعة : ٥.

٢ ـ مفردات الراغب : مادة «سفر ».

٢٦٦

ليس هو من الحمل على الظهر ، وإنّما هو من الحمالة بمعنى الكفالة والضمان ، ولذا قيل للكفيل : الحميل ، والمراد والذين ضمنوا أحكام التوراة ، ثمّ لم يحملوها ، أي لم يأدّوا حقها ولم يحملوها حق حملها ، فهؤلاء أشبه بالحمار ، كما قال :( كَمَثَلِ الحِمار يَحْمِلُ أَسْفاراً ) .

وانتخب الحمار من بين سائر الحيوانات لما فيه من الذل والحقارة ما ليس في غيره بل والجهل والبلادة ، مضافاً إلى المناسبة اللفظية الموجودة بين لفظ الأسفار والحمار.

فعلى كلّ تقدير فالآية تندّد باليهود ، وفي الوقت نفسه تحذر عامة المسلمين في أن لا يكون حالهم حال اليهود ، في عدم الانتفاع بالكتاب المنزل الذي فيه دواء كلّ داء وشفاء لما في الصدور.

وللأسف الشديد أصبح القرآن بين المسلمين مهجوراً ، إذ يتبرك به في العرائس ، أو يجعل تعاويذ للأطفال ، أو زينة الرفوف ، أو يقرأ في القبور إلى غير ذلك ممّا أبعد المسلمين عن النظر في القرآن بتدبّر.

ثمّ إنّه سبحانه يصف اليهود المكذبة للقرآن وآياته ، بقوله :( بِئْسَ مَثَلُ القَومِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوم الظالِمين ) .

٢٦٧

التحريم

٥٥

التمثيل الخامس والخمسون

( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوط كانَتا تَحْتَ عَبْدَينِ مِنْ عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيئاً وَقيلَ ادْخُلا النّارَ مَعَ الدّاخِلين ) .(١)

تفسير الآية

إنّ إحدى الأساليب التربوية هي عرض نماذج واقعية لمن بلغ القمة في مكارم الأخلاق وجلائلها أو سقط في حضيض مساوئ الأخلاق ، والقرآن في هذه الآية يعرض زوجتين من زوجات الأنبياء ابتليتا بالنفاق والخيانة ولم ينفعهما قربهما من أنبياء الله.

ثمّ إنّ الحافز لهذا التمثيل هو التنديد بزوجتي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله اللّتين اشتركتا في إفشاء سره ، والغرض هو إيقافهما على أنّهما لا تنجوان من العذاب لمجرد مكانتهما من الرسول كما لم ينفع زوجة نوح ولوط ، فواجهتا العذاب الأليم.

يذكر سبحانه في هذه الصورة قصة إفشاء سرّ النبي بواسطة بعض أزواجه يقول :( وَإِذْ أَسَـرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَديثاً فَلَمّـا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ

__________________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢٦٨

عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الخَبير ) .(١)

وهذه الآية على اختصارها تشتمل على مطالب :

١. انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أسرّ إلى بعض أزواجه حديثاً ، كما يقول سبحانه :( وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً ) ، وأمّا ما هو السر الذي أسرّه إليها فغير واضح ، ولا يمكن الاعتماد بما ورد في التفاسير من تحريم العسل على نفسه وغيره.

٢. انّ هذه المرأة التي أسرّ إليها النبي لم تحتفظ بسره وأفشته ، فحدّثت به زوجة أخرى ، كما يقول سبحانه :( فلمّا نبّأت به ) ، والمفسرون اتفقوا على أنّ الأولى منهما هي حفصة والثانية هي عائشة.

وبذلك أساءت الصحبة وأفشت سر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع أنّ واجبها كان كتم هذا السر.

٣. انّه سبحانه أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله به ، كما يقول سبحانه :( وأظهره الله عليه ) أي أطلعه الله عليه.

٤. انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عرّف حفصة ببعض ما ذكرت وأعرض عن ذكر كلّ ما أفشت ، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علم جميع ذلك ولكنّه أخذ بمكارم الأخلاق ، فلم يذكر لها جميع ما صدر منها ، والتغافل من خلق الكرام ، وقد ورد في المثل : « مااستقصى كريم قط ».

٥. لما أخبر رسول الله حفصة بما أظهره الله عليه سألت ، وقالت : من أخبرك بهذا؟ فأجاب الرسول : نبّأني العليم الخبير ، كما يقول سبحانه :( فلمّا نبّأها به

__________________

١ ـ التحريم : ٣.

٢٦٩

قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ) .

وبما انّ مستمع السر كمفشيه عاص ، يعود سبحانه يندّد بهما ويأمرهما بالتوبة ، لأجل ما كسبت قلوبهما من الآثام ، وانّه لو لم تكُفَّا عن إيذاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاعلما انّ الله يتولّـى حفظه ونصرته ، وأمين الوحي معين له وناصر يحفظه ، وصالح المؤمنين وخيارهم يؤيدونه ، وبعدهم ملائكة الله من أعوانه. كما يقول سبحانه :( ان تتوبا فقد صغت قلوبكما ) أي مالت إلى الإثم ، وإن تظاهرا عليه أي تعاونا على إيذاء النبي ، فانّ الله مولاه وجبرئيل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير.

هاتان الآيتان توقفنا على مكانة الزوجتين من القيام بوظائف الزوجية ، حيث إنّ حفظ الاَمانة من واجب الزوجة حيال زوجها ، كما أنّ الآية الثانية تعرب عن مكانتهما عند الله سبحانه حيث تجعلهما على مفترق الطرق : إمّا التوبة لأجل الإثم ، وإمّا التمادي في غيّهما وإحباط كلّ ما تهدفان إليه ، لأنّ له أعواناً مثل ربه والملائكة وصالح المؤمنين.

وبما انّ السورة تكفّلت بيان تلك القصة ناسب أن يمثل سبحانه حالهما بزوجتين لرسولين أذاعتا سرهما وخانتاهما.إذ لم تكن خيانتهما خيانة فجور لما ورد : ما بغت امرأة نبي قط ، وإنّما كانت خيانتهما في الدين.

قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنّه مجنون ، وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح ، كما أنّ امرأة لوط دلّت على أضيافه.

وعلى كلّ حال فقد شاركت هذه الزوجات الأربع في إذاعة أسرار أزواجهنّ ، وبذلك صرن نموذجاً بارزاً للخيانة.

وقد كنَّ يتصورنّ انّ صلتهن بالرسل تحول دون عذاب الله ، ولم يقفن على أنّ

٢٧٠

مجرد الصلة لا تنفع مالم يكن هناك إيمان وعمل صالح ، قال سبحانه :( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَومَئِذٍ ) (١) وقال سبحانه مخاطباً بني آدم :( يا بَنِى آدَمَ إمّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .(٢)

ومن هنا تقف على أنّ صحبة الرسول لا تنفع مالم يضم إليه إيمان خالص وعمل صالح ، فلا تكون مجالسة الرسول دليلاً على العدالة ولا على النجاة ، وأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمام الله سبحانه كالتابعين يحكم عليهم بما يحكم على التابعين ، فكما أنّ الصنف الثاني بين صالح وطالح ، فهكذا الصحابة بين صالح وطالح.

__________________

١ ـ المؤمنون : ١٠١.

٢ ـ الأعراف : ٣٥.

٢٧١

التحريم

٥٦

التمثيل السادس والخمسون

( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ آمَنُوا امرأتَ فِرْعَون إذْ قالَتْ رَبّ ابنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنّةِ وَنَجّني مِنْ فِرْعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجّني مِنَ الْقَومِ الظّالِمين * وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين ) .(١)

تفسير الآيات

« الحصن » : جمعه حصون وهي القلاع ، ويطلق على المرأة العفيفة ، لأنّها تحصّن نفسها بالعفاف تارة وبالتزويج أخرى.

القنوت : لزوم الطاعة مع الخضوع ، قوله :( كُلّ لَهُ قانِتُون ) أي خاضعون.

لما مثّل القرآن بنماذج بارزة للفجور من النساء أردفه بذكر نماذج أخرى للتقوى والعفاف من النساء بلغن من التقوى والإيمان منزلة عظيمة حتى تركن الحياة الدنيوية ولذائذها وعزفن عن كل ذلك بغية الحفاظ على إيمانهنّ ، وقد مثل القرآن بآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، فقد بلغت من الإيمان والتقوى بمكان انّها طلبت من الله سبحانه أن يبني لها بيتاً في الجنة ، فقد آمنت بموسى لمّا رأت معاجزه

__________________

١ ـ التحريم : ١١ ـ ١٢.

٢٧٢

الباهرة ودلائله الساطعة ، فأظهرت إيمانها غير خائفة من بطش فرعون وقد نقل انّه وتدها بأربعة أوتاد واستقبل بها الشمس.

هذه هي المرأة الكاملة التي ضحّت في سبيل عقيدتها واستقبلت الشهادة بصدر رحب ولم تعر للدنيا وزخارفها أيّة أهمية ، وكان هتافها حينما واجهت الموت قولها :( ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظالمين ) .

فقولها : « عندك » ، يهدف إلى القرب من رحمة الله ، وقولها : « في الجنة » يبين مكان القرب.

فقد اختارت جوار ربها والقرب منه وآثرت بيتاً يبنيه لها ربها على قصر فرعون الذي كان يبهر العقول ، ولكن زينة الحياة الدنيا عندها نعمة زائلة لا تقاس بالنعمة الدائمة.

ثمّ إنّه سبحانه يضرب مثلاً آخر للمؤمن ات مريم ابنة عمران ، ويصفها بقوله :( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين ) .

ترى أنّه سبحانه يصفها بالصفات التالية :

١.( أحصنت فرجها ) فصارت عفيفة كريمة وهذا بإزاء ما افتعله اليهود من البهتان عليها ، كما يعرب عنه قوله سبحانه :( وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً ) (١) وفي سورة الأنبياء قوله :( وَالّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا ) .(٢)

__________________

١ ـ النساء : ١٥٦.

٢ ـ الأنبياء : ٩١.

٢٧٣

٢.( فنفخنا فيه من روحنا ) : أي كونها عفيفة محصّنة صارت مستحقة للثناء والجزاء ، فأجرى سبحانه روح المسيح فيها ، وإضافة الروح إليه إضافة تشريفية ، فهي امرأة لا زوج لها انجبت ولداً صار نبياً من أنبياء الله العظام.

وقد أُشير إلى هذين الوصفين في سورة الأنبياء ، قال سبحانه :( وَالّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِين ) .

وهناك اختلاف بين الآيتين ، فقد جاء الضمير في سورة الأنبياء مؤنثاً فقال :( فنَفخنا فيها من روحنا ) وفي الوقت نفسه جاء في سورة التحريم مذكراً( فنفخنا فيه من روحنا ) .

وقد ذكر هنا وجه وهو :

إنّ الضمير في سورة الأنبياء يرجع إلى مريم ، وأمّا المقام فإنّما يرجع إلى عيسى ، أي فنفخنا فيه حتى أنّ من قرأه « فيها » أرجع الضمير إلى نفس عيسى والنفس مؤنثة.

أقول : هذا لا يلائم ظاهر الآية ، لأنّه سبحانه بصدد بيان الجزاء لمريم لأجل صيانة فرجها ، فيجب أن يعود الجزاء إليها ، فالنفخ في عيسى يكون تكريماً لعيسى ولا يعد جزاءً لمريم.

٣.( صدَّقت بكلمات ربّها وكتبه ) : ولعل المراد من الكلمات الشرائع المتقدمة ، والكتب : الكتب النازلة ، كما يحتمل أن يكون المراد الوحي الذي لم يكن على شكل كتاب.

٤.( وكانت من القانتين ) : أي كانت مطيعة لله سبحانه ، ومن القوم المطيعين لله الخاضعين له الدائمين عليه ، وقد جيء بصيغة المذكر تغليباً ، يقول

٢٧٤

سبحانه :( يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعين ) .(١)

ونختم البحث بذكر ثلاث روايات :

١. روى الطبري ، عن أبي موسى ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٢)

٢. أخرج الحاكم ، عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن( قالت ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة ) ».(٣)

٣. أخرج الطبراني ، عن سعد بن جنادة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله زوجني في الجنة : مريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وأُخت موسى ».

__________________

١ ـ آل عمران : ٤٣.

٢ ـ مجمع البيان : ٥ / ٣٢٠.

٣ ـ و ٤. الدر المنثور : ٨ / ٢٢٩.

٢٧٥

الملك

٥٧

التمثيل السابع والخمسون

( أَمَّنْ هذا الّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَه بَل لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ * أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْههِ أَهْدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيم ) .(١)

تفسير الآيات

« لجّ » : من اللجاج : التمادي والعناد في تعاطي الفعل المزجور عنه.

« عُتُوّ » : التمرّد.

« النفور » : التباعد عن الحقّ.

« مكب » : من الكبو ، وهو إسقاط الشيء على وجهه ، قال سبحانه :( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم فِي النّار ) . ومنه قوله : « إنّ الجواد قد يكبو » أي قد يسقط ، والمراد هنا بقرينة مقابله :( يمشي سوياً ) ، أي من يمشي ووجهه إلى الأرض لا الساقط. وقال الطبرسي : أي منكساً رأسه إلى الأرض ، فهو لا يبصر الطريق ولا من يستقبله.

وأمّا الآيات فقد جاءت بصيغة السؤال بين الضالين الذين لجّوا في عتو ونفور وظلّوا متمسّكين بالأوثان والأصنام ، وبين المهتدين الذين يمشون في جادة

__________________

١ ـ الملك : ٢١ ـ ٢٢.

٢٧٦

 التوحيد ولا يعبدون إلاّ الله القادر على كلّ شيء.

فمثل هؤلاء مثل من يمشي على أرض متعرجة غير مستوية يكثر فيها العثار ، وبالتالى يسقط الماشي مكباً على وجهه ، ومن يمشي على جادة مستوية مستقيمة ليس فيها عثرات ، فيصل إلى هدفه بسهولة.

فالاختلاف بين هاتين الطائفتين ليس في كيفية المشي ، وإنّما الاختلاف في طريقهم حيث إنّ طرق الكفّار ملتوية متعرجة فيها عقبات كثيرة ، وطريق المهتدين مستقيمة لا اعوجاج فيها ، فعاقبة المشي في الطريق الأوّل هو الانكباب على الأرض ، وعاقبة المشي في الطريق الثاني هو الوصول إلى الهدف ، فتأويل الآية : أفمن يمشي على طريق غير مستقيم بل متعرج ملتوٍ مكبّاً على وجهه أهدى أم من يمشي على صراط مستقيم بقامة مستقيمة.

قال العلاّمة الطباطبائي : والمراد أنّهم بلجاجهم في عتوّ عجيب ونفور من الحقّ ، كمن يسلك سبيلاً وهو مكب على وجه لا يرى ما في الطريق من ارتفاع وانخفاض ومزالق ومعاثر ، فليس هذا السائر كمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ، فيرى موضع قدمه وما يواجهه من الطريق على استقامة ، وما يقصده من الغاية ، وهؤلاء الكفّار سائرون سبيل الحياة وهم يعاندون الحقّ على علم به ، فيغمضون عن معرفة ما عليهم أن يعرفوه والعمل بما عليهم أن يعملوا به ، ولا يخضعون للحق حتى يكونوا على بصيرة من الأمر ويسلكوا سبيل الحياة وهم مستوون على صراط مستقيم فيأمنوا الهلاك.(١)

__________________

١ ـ الميزان : ١٩ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.

٢٧٧

خاتمة المطاف

ربما عدّ غير واحد ممّن كتب في أمثال القرآن ، الآية التالية منها :

( وَما جَعَلْنا أَصحابَ النّارِ إلاّ مَلائكةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُم إلاّ فِتْنةً لِلّذينَ كَفَرُوا ليَستَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَيَزدادَ الّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرتابَ الّذينَ أُوتُوا الكِتابَ وَالمُوَْمِنُونَ وَلِيَقُول الّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالكافِرُون ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلّ اللهُ مَن يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلمُ جنودَ رَبّكَ إلاّ هُوَ وَما هِيَ إلاّ ذِكرى لِلبَشر ) .(١)

تفسير الآية

لمّا نزل قوله سبحانه( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وما أدراكَ ما سَقَرُ * لا تُبْقِي ولا تَذَرُ * لواحَةٌ للبشرِ * عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) .(٢)

قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أُمّهاتكم أتسمعون ابن أبي كبيشة يخبركم انّ خزنة النار تسعة عشر ، وأنتم الدهم(٣) الشجعان ، أفيعجز كلّ عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم.

__________________

١ ـ المدثر : ٣١.

٢ ـ المدثر : ٢٦ ـ ٣٠.

٣ ـ الدهم : الجماعة الكثيرة.

٢٧٨

فقال أبو أسد الجمحي : أنا أكفيكم سبعة عشر ، عشرة على ظهري ، وسبعة على بطني ، فأكفوني أنتم اثنين ، فنزلت هذه الآية :( وَما جعلنا أصحاب النّار إلاّ ملائكة ) ، أي جعلنا أصحاب النار ملائكة أقوياء مقتدرون وهم غلاظ شداد ، يقابلون المذنبين بقوة ، وهم أمامهم ضعفاء عاجزون ، ويكفي في قوتهم انّه سبحانه يصف واحداً منهم بقوله :( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) .(١)

فالكفّار ما قدروا الله حقّ قدره وما قدروا جنود ربّهم ، وظنوا انّ كلّ جندي من جنوده سبحانه يعادل قوة فرد منهم.

ثمّ إنّه سبحانه يذكر الوجوه التالية سبباً لجعل عدتهم تسعة عشر :

١.( فتنة للذين كفروا ) .

٢.( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب ) .

٣.( يزداد الّذين آمنوا إيماناً ) .

٤.( لا يرتاب الّذين أُوتوا الكتاب والمؤمنون ) .

٥.( وَليقول الّذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ) .

وإليك تفسير هذه الفقرات :

أمّا الأولى : فيريد انّه سبحانه لم يجعل عدتهم تسعة عشر إلاّ للإفتتان والاختبار ، قال سبحانه :( واعلموا انّما أموالكم وأولادكم فتنة ) أي يختبر بهم الإنسان ، فجعل عدتهم تسعة عشر يختبر بها الكافر والمؤمن ، فيزداد الكافر حيرة واستهزاءً ويزداد المؤمن إيماناً وتصديقاً ، كما هو حال كلّ ظاهرة تتعلق بعالم الغيب. يقول سبحانه :( وَإذا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ

__________________

١ ـ النجم : ٥ ـ ٦.

٢٧٩

إيماناً فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُون ) .(١)

ولا تظن انّ عمله سبحانه هذا يوجب تعزيز داعية الكفر ، وهو أشبه بالجبر وإضلال الناس ووجه ذلك انّ الاستهزاء والابتعاد عن الحقّ أثر الكفر الذي اختاره على الإيمان ، فهذا هو السبب في أن تكون الآيات الإلهية موجبة لزيادة الكفر والابتعاد عن الحقّ ، والدليل على ذلك انّ هذه الآيات في جانب آخر نور وهدى وموجباً لزيادة الإيمان والتصديق.

وأمّا الثانية : أي استيقان أهل الكتاب من اليهود والنصارى انّه حقّ وانّ محمّداً رسول صادق حيث أخبر بما في كتبهم من غير قراءة ولا تعلم.

وأمّا الثالثة : وهي ازدياد إيمان المؤمنين ، وذلك بتصديق أهل الكتاب ، فإذا رأوا تسليم أهل الكتاب وتصديقهم يترسخ الإيمان في قلوبهم.

وأمّا الرابعة : أعني قوله :( ولا يرتاب الّذين أُوتوا الكتاب والمؤمنون ) ، فهو أشبه بالتأكيد للوجه الثاني والثالث.

وفسره الطبرسي بقوله : وليستيقن من لم يؤمن بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن آمن به صحة نبوته إذا تدبّروا وتفكّروا.

وأمّا الخامسة : وهي تقوّل الكافرين ومن في قلوبهم مرض بالاعتراض ، بقولهم : ماذا أراد الله بهذا الوصف والعدد ، وهذه الفقرة ليست من غايات جعل عدتهم تسعة عشر ، وإنّما هي نتيجة تعود إليهم قهراً ، ويسمّى ذلك لام العاقبة ، كما في قوله سبحانه :( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَونَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ) (٢) ومن المعلوم

__________________

١ ـ التوبة : ١٢٤ ـ ١٢٥. ٢ ـ القصص : ٨.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : انظر ما أصبت فعد به على إخوانك ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول :( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (١) قال المفضّل : كنت خليفة أخي على الديوان ، قال : وقد قلت(٢) ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى؟ قال : لو لم يكن كيت(٣) .

محمّد بن مسعود ، عن أحمد بن جعفر بن أحمد(٤) ، عن العمركي ، عن محمّد بن علي وغيره ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضّل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : دخلت على(٥) أبي عبد اللهعليه‌السلام وقد أُمرت أن أُخرج لبني هاشم جوائز ، فلم أعلم إلاّ وهو على رأسي وأنا مستخل فوثبت إليه ، فسألني عمّا أمر لهم فناولته الكتاب ، قال : ما أرى لإسماعيل هاهنا شيئاً؟ فقلت : هذا الّذي خرج إلينا ، ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، فقال لي : انظر ما أصبت فعد به على أصحابك فإنّ الله جلّ وعلا يقول :( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (٦) .

وفيتعق : في محمّد بن مقلاص رواية تدلّ على حسن حاله في الجملة(٧) .

أقول : الرواية هذه : حمدويه وإبراهيم قالا : حدّثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل بن مزيد قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وذكر أصحاب أبي الخطّاب والغلاة فقال لي : يا مفضّل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا‌

__________________

(١) هود : ١١٤.

(٢) قلت ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٤ / ٧٠١ ، وفيه بدل كيت : كنت.

(٤) في المصدر : جعفر بن أحمد.

(٥) في المصدر : دخل عليّ ، والظاهر هو الصواب.

(٦) رجال الكشّي : ٣٧٤ / ٧٠٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤١.

٣٢١

تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم(١) ، انتهى فتأمّل.

وفي رواية ابن أبي عمير عنه شهادة بالوثاقة.

وما مرّ عن العلاّمة من أنّكش روى حديثاً يعطي كونه شيعيّاً فالظاهر أنّ المراد به الخبر الثاني ، وقد سبقهطس وصرّح بذلك(٢) .

وما مرّ في سنده من قوله : أحمد بن جعفر بن أحمد ، هكذا رأيت في رجال عناية الله أيضاً(٣) ، والصواب جعفر بن أحمد ، وكلمتا أحمد بن زائدتان كما في نسختي من الاختيار والتحرير والوسيط أيضاً كذلك(٤) ، وهو جعفر بن أحمد بن أيّوب السمرقندي الّذي أكثر محمّد بن مسعود من الرواية عنه.

وما مرّ من قولهعليه‌السلام : لو لم يكن كيت ، الصواب : لو لم تكن كتبت ، كما في نسخة عناية الله ، أي لو لم تكن تكتب لهم لكان الأمر أهون ، يشير إلى ذلك كونه خليفة أخيه على الديوان مع كون أخيه كاتباً لهم ، فتدبّر.

هذا وفي الوجيزة : ممدوح(٥) .

وفيمشكا : ابن مزيد ، ابن أبي عمير عنه ومحمّد بن زياد(٦) .

٣٠٣٢ ـ المفضّل بن يزيد الكوفي :

ق (٧) . وفيتعق : روى عنه ابن أبي عمير في الكافي في الحسن‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٩٧ / ٥٢٥.

(٢) التحرير الطاووسي : ٥٤٥ / ٤٠١.

(٣) مجمع الرجال : ٦ / ١٣٣.

(٤) الوسيط : ٢٣٥.

(٥) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩١٦.

(٦) هداية المحدّثين : ١٥٠ ، ولعلّ محمّد بن زياد هو نفسه ابن أبي عمير فلاحظ ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) رجال الشيخ : ٣١٥ / ٥٦٢.

٣٢٢

بإبراهيم(١) (٢) .

٣٠٣٣ ـ مقاتل بن سليمان :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام بتري قاله الشيخ الطوسيرحمه‌الله والكشي ، وقال البرقي : إنّه عامي ،صه (٣) .

وفيكش : ابن سليمان البجلي وقيل : البخلي ، بتري(٤) .

وفيقر : ابن سليمان بتري(٥) .

وفيتعق : روى عنه الحسن بن محبوب في الصحيح(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن سليمان الراوي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه الحسن بن محبوب(٨) .

٣٠٣٤ ـ مقاتل بن مقاتل بن قياما :

واقفي خبيث ،ضا (٩) . وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (١٠) . ثم زادضا : وأظنّ اسمه خسيس(١١) .

__________________

(١) الكافي ٥ : ٦٠ / ٣.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٣) الخلاصة : ٢٦٠ / ١ ، رجال البرقي : ٤٦ وفيه مقاتل بن سليمان الدوّال حديثي دون عامّي.

(٤) رجال الكشّي : ٣٩٠ / ٧٣٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٤٩ ، وعدّه أيضاً في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام : ٣١٣ / ٥٣٦ واصفاً له بالخراساني.

(٦) الكافي ٨ : ٢٣٣ / ٣٠٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٨) هداية المحدّثين : ١٥١. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٣٩٠ / ٤٠.

(١٠) الخلاصة : ٢٦٠ / ٢.

(١١) في المصدر : خشيش.

٣٢٣

وفيجش : روى عن الرضاعليه‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن علي بن يوسف عنه به(١) .

وفيكش : نصر بن الصبّاح ، عن إسحاق بن محمّد البصري ، عن القاسم بن يحيى ، عن حسين بن عمر بن يزيد قال : دخلت على الرضاعليه‌السلام وأنا شاك في إمامته ، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له مقاتل لن مقاتل ، وكان قد مضى على إمامتهعليه‌السلام بالكوفة ، فقلت له : عجّلت ، فقال : عندي في ذلك برهان وعلم.

قال الحسين : فقلت للرضاعليه‌السلام : قد مضى أبوك؟ فقال : إي والله ، وإنّي لفي الدرجة الّتي فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ قال : ما فعل صاحبك؟ فقلت : من؟ قال : مقاتل بن مقاتل المشئون(٢) الوجه الطويل اللحية الأفتى الأنف ، وقال : إنّي ما رأيته ولا دخل عليّ ولكنّه آمن وصدّق فاستوص به ، قال : فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل راقد فحركته ثمّ قلت له : بشارة عني لا أخبرك بها حتّى تحمد الله مائة مرّة فقبل(٣) ، ثمّ أخبرته بما كان(٤) .

وفيتعق : يظهر من الرواية عدم وقفه أو رجوعه كالأجلّة الّذين رجعوا ، وهم ابن أبي نصر ونظراؤه ومنهم الحسين بن عمر بن يزيد. هذا ويدلّ على عدم الوقف روايته عن الرضاعليه‌السلام فإنّ الواقفة ما كانوا يروون‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١٣٣٩.

(٢) في المصدر : المسنون.

ووجه مسنون : مخروط أسبلٌ كأنّه قد سنّ عنه اللحم. ورجلٌ مسنون الوجه : إذا كان في أنفه ووجهه طول ، لسان العرب : ١٣ / ٢٢٤.

(٣) فقبل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) رجال الكشّي : ٦١٤ / ١١٤٦.

٣٢٤

عنهعليه‌السلام ، ويؤيّده عدم نسبةجش الوقف إليه مع أنّه أضبط ، سيّما مع تصريحه بروايته عن الرضاعليه‌السلام لاعتقاده أنّ الواقفة لا يروون عنهعليه‌السلام كما ذكرنا في الفوائد ، على أنّه يظهر من رواياته إخلاصه بالنسبة إليهعليه‌السلام وشفقتهعليه‌السلام عليه ، ويختلج في الخاطر أنّ الشيخ لما رأى في الأخبار أنّ ابن قياما واقفي خبيث شديد العناد توهم أنّه مقاتل بن مقاتل بن قياما وليس كذلك ، بل هو الحسين بن قياما وهذه أوصافه ولعلّه عمّ مقاتل ، وما ذكرنا ليس بذلك البعيد عن الشيخرحمه‌الله كما لا يخفى على المطّلع بحاله.

وبالجملة : هو ليس واقفياً بل الظاهر أنّه من الحسان(١) .

أقول : في الوجيزة : ضعيف وفيه مدح(٢) . وفيطس : شهد له الرضاعليه‌السلام بأنّه آمن وصدّق ، الطريق فيه ضعيف(٣) . ( ومضى في الفوائد عدم ضرره )(٤) .

وفيمشكا : ابن مقاتل بن قياما ، عنه الحسن بن علي بن يوسف(٥) .

٣٠٣٥ ـ المقداد بن الأسود الكندي :

وكان اسم أبيه عمر البهراني ، وكان الأسود بن عبد يغوث قد تبنّاه فنسب إليه ، يكنّى أبا معبد ، ثاني الأركان الأربعة ،ي (٦) .

ونحوهصه ؛ وزاد : عظيم القدر شريف المنزلة جليل من خواص عليعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٢) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩١٨.

(٣) التحرير الطاووسي : ٥٥٣ / ٤١١.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) هداية المحدّثين : ١٥١ ، وفيها : مقاتل بن قياما. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٥٧ / ١ ، وفيه وفي الخلاصة : وكان اسم أبيه عمرو.

(٧) الخلاصة : ١٦٩ / ١.

٣٢٥

وعلى قوله البهراني عنشه : نسبة إلى بهر بن الحاف بن قضاعة وبهر السابع عشر جدّ المقداد(١) .

وفيد : بهراني منسوب إلى بهرا(٢) بالباء المفردة قبيلة على غير قياس إذ القياس بهراوي(٣) .

وفيكش ما تقدّم في سلمان(٤) .

أقول : فيه أيضاً ممّا لم نذكره هناك : علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : ارتدّ بالناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان وأبو ذر والمقدادرحمهم‌الله ، قلت : فعمّار؟ قال : قد كان جاض(٥) جيضة ثم رجع ، ثم قال : إن أردت الذي لم يشكّ ولم يدخله شي‌ء فالمقداد(٦) .

وفيطس : أقول : إنّ هذا السند حسن(٧) ، انتهى.

وعن تهذيب الأسماء واللغات : في الترمذي عن برة(٨) قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني بأنّه(٩) يحبهم ، قيل يا رسول الله : عسى أن تسميهم لنا ، قال : علي منهم يقول ذلك لنا(١٠) وأبو ذر‌

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨١.

(٢) في نسخة « ش » : بهر.

(٣) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٦.

(٤) عن رجال الكشّي : ١١ / ٢٣ ، وفيه أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر.

(٥) جاض عنه يجيض : حاد وعدل. انظر : القاموس المحيط : ٢ / ٣٢٦.

(٦) رجال الكشّي : ١١ / ١٣٢٤ ، ولم يرد فيه الترحّم.

(٧) التحرير الطاووسي : ٥٥٥ / ٤١٤.

(٨) في تهذيب الأسماء : بريدة ، وفي الجامع الصحيح : ابن بريدة عن أبيه.

(٩) في المصدرين : أنّه.

(١٠) في المصدرين : سمهم لنا قال : علي منهم يقول ذلك ثلاثاً.

٣٢٦

والمقداد وسلمان.

قال الترمذي : حديث حسن(١) ، انتهى.

وحاله في الجلالة أشهر من أن يذكر ، وذكرنا هذين الخبرين تيمّناً بذكره(٢) وقضاء لواجب حقّه.

وفي الحاوي ذكره في الثقات(٣) . ومضى له ذكر في سعد بن مالك(٤) .

٣٠٣٦ ـ مكحول :

غير مذكور في الكتابين. وفي شرح ابن أبي الحديد : كان مكحول من المبغضين له يعني عليّاًعليه‌السلام روى زهير بن معاوية عن الحسن بن الحسن(٥) قال : لقيت مكحولاً فإذا هو مضليع(٦) يعني مملوء بغضاً لعليعليه‌السلام فلم أزل به حتّى لان وسكن(٧) .

٣٠٣٧ ـ مكي بن علي بن سختويه :

فاضل ،لم (٨) . وفيد ضبطه بالشين المعجمة(٩) .

أقول : في الوجيزة مجهول(١٠) ، وهو ليس بمكانه.

__________________

(١) تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١١١ / ١٦٣ ، الجامع الصحيح للترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧١٨.

(٢) في نسخة « ش » : لذكره.

(٣) حاوي الأقوال : ١٥٣ / ٦١٢.

(٤) عن عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٦ / ١ ، وفيه أنّه من الّذي مضوا على منهاج الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبدّلوا ولم يغيّروا بعد نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥) في المصدر : الحسن بن الحر.

(٦) في المصدر : مطبوع.

(٧) شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ١٠٣.

(٨) رجال الشيخ : ٤٩٧ / ٣١.

(٩) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٧.

(١٠) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٢.

٣٢٧

٣٠٣٨ ـ ممويه :

بالميم بعد الميم ، ابن معروف ، ضعيف ،صه (١) .

وفيلم (٢) كما في محمّد بن عبد الله ابن مهران(٣) .

وفيتعق : مضى ضعفه في محمّد بن أحمد بن يحيى أيضاً(٤) (٥) .

٣٠٣٩ ـ منبه :

بالنون قبل الباء الموحّدة ، ابن عبد الله أبو(٦) الجوزاء بالجيم والزاي بعد الواو التميمي ، صحيح الحديث ،صه (٧) .

جش إلاّ الترجمة وزاد : له كتاب نوادر ، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن(٨) .

وفيتعق : فيه ما مضى في عبد الله بن المنبه(٩) . ووثّقه في الوجيزة(١٠) ، والظاهر أنّه تبعاً للعلاّمة في الكنى(١١) ، وأنّ توثيق العلاّمة لقولجش : صحيح الحديث ، واحتمال اطّلاعه على جهة أُخرى ربما لا يخلو‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦١ / ١٥.

(٢) في نسخة « ش » بدل وفي لم : ولم.

(٣) رجال الشيخ : ٤٩٣ / ١٦ و ١٧ ، وفيه أنّه ضعيف.

(٤) حيث استثني من كتاب نوادر الحكمة كما في رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩ والفهرست : ١٤٥ / ٦٢١ ، وذكر ضعفه عن رجال الشيخ أيضاً.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني النسخة الخطيّة ـ : ٣١١.

(٦) أبو ، لم ترد في المصدر ووردت في النسخة الخطيّة منه.

(٧) الخلاصة : ١٧٣ / ٢٢.

(٨) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٩.

(٩) فيه احتمال أنّ عبد الله بن المنبّه الوارد في الأحاديث هو المنبّه بن عبد الله ووقع ذكره اشتباهاً.

(١٠) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٤.

(١١) الخلاصة : ٢٧١ / ٣٧ الفائدة الأُولى.

٣٢٨

من بعد ، بل لو كان كذلك لذكرها في ترجمته ، إذ ذكره في الاسم أولى منه في الكنية.

وربما يظهر من الشيخ في الاستبصار في باب المسح على الرجلين كونه عاميّاً أو زيديّاً(١) .

وربما يظهر ذلك من أخباره ، ويؤيّده أنّ ديدنه الرواية عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد عن آبائهعليهم‌السلام (٢) ، لكن رواية الصفّار(٣) وسعد بن عبد الله عنه(٤) ربما تومئ إلى اعتماد عليه ، فتأمّل(٥) .

أقول : كلام الشيخ في الاستبصار لا صراحة فيه في عامّيته(٦) ، وكلام العلاّمة كما مضى صريح في وثاقته ، والظاهر اطّلاعهرحمه‌الله على جهة أُخرى بعد ذكره في الأسماء ( وإلاّ لذكرها في الأسماء )(٧) كما في غيره ، ولذا ذكره في الحاوي في الثقات(٨) مع أنّه في المتأخّرين نظير ابن الغضائري ، فلاحظ وتأمّل.

٣٠٤٠ ـ منجح مولى الحسينعليه‌السلام :

قتل معهعليه‌السلام ،سين (٩) د (١٠) .

__________________

(١) الاستبصار ١ : ٦٥ / ١٩٦ ، وفيه : عبيد الله ( عبد الله خ ل ) بن المنبّه.

(٢) التهذيب ١ : ٤٤١ / ١٤٢٦ ، الاستبصار ١ : ٢٠١ / ٧١١.

(٣) كما في طريق النجاشي إليه كما تقدّم.

(٤) كما في التهذيب ١ : ٤٤١ / ١٤٢٦ والاستبصار ١ : ٢٠١ / ٧١١.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤. و : فتأمّل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) حيث قال بعد أن ذكر الخبر : رواة هذا الخبر كلّهم عامّة ورجال الزيديّة. علماً أنّ فيهم محمّد بن الحسن الصفّار.

(٧) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) حاوي الأقوال : ١٥٤ / ٦٢٠.

(٩) رجال الشيخ : ٨٠ / ٦.

(١٠) رجال ابن داود : ١٩٢ / ١٥٩٩.

٣٢٩

٣٠٤١ ـ منخّل بن جميل الأسدي :

بيّاع الجواري ، ضعيف ، فاسد الرواية ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،جش (١) .

ونحوهصه ؛ وزاد : بضمّ الميم وفتح النون وتشديد المعجمة المفتوحة واللام ؛ ثم زاد : في مذهبه غلو وارتفاع ، قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن المنخّل بن جميل ، قال : هو لا شي‌ء متّهم ؛ وبعد أبي عبد الله : وأبي الحسنعليهما‌السلام (٢) .

ثمّ زادجش : له كأب التفسير ، عنه محمّد بن سنان.

وفيست : له كتاب ، ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار والحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عنه.

ورواه حميد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه(٣) .

وفيكش ما ذكرهصه وزاد بعد متّهم : بالغلو(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّ رميهم إيّاه بالغلو لروايته الروايات الدالّة عليه على زعمهم ، وفي ثبوت الضعف بذلك تأمّل ؛ وفي كتب الأخبار ما يدلّ على عدم غلوّه قطعاً(٥) .

قلت : لو سَلم من الضعف فلا يسلم من الجهالة لا محالة ، وحكم‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٧.

(٢) الخلاصة : ٢٦١ / ١٠.

(٣) الفهرست : ١٦٩ / ٧٥٧.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤.

٣٣٠

بضعفه فيضح أيضاً(١) ، وكذاغض كما نقله عناية الله(٢) ، واقتصارصه على « متّهم » سبقه فيهطس (٣) .

٣٠٤٢ ـ مندل بن علي العتري :

واسمه عمرو وأخوه حيّان بالياء ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن محمّد(٤) بن علي الأزدي عنه به ،جش (٥) .

وفيصه : بفتح الميم وإسكان النون وفتح الدال المهملة وبعدها لام ، ابن علي العتري : بالمهملة المفتوحة والمثنّاة من فوق المفتوحة والراء بعدها ، عربي عامّي ، قاله البرقي. ثمّ ذكر كلامجش (٦) .

وفيد : بالعين المهملة والتاء المثنّاة فوق الساكنة ، وقال بعض أصحابنا : المفتوحة ، والأقوى عندي السكون ، منسوب إلى عتر بن خيثمق جش ثقةقي عامّي(٧) .

وفيتعق : مرّ في عمرو بن علي العتري أنّه يعرف بمندل(٨) ؛ وعدّه في الوجيزة موثّقاً(٩) ، وفيه تأمّل(١٠) .

__________________

(١) إيضاح الاشتباه : ٣٠١ / ٧٠٧.

(٢) مجمع الرجال : ٦ / ١٣٩.

(٣) التحرير الطاووسي : ٥٦٩ / ٤٢٩.

(٤) ابن محمّد ، لم ترد في نسخة « م ».

(٥) رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣١ ، وفيه : العنزي.

(٦) الخلاصة : ٢٦٠ / ٦ ، ورجال البرقي : ٤٦.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥١٧ ، وفيه : عتر بن جشم بن ودم. وأنهى نسبه إلى هيئ بن بلي.

(٨) عن رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٩ ، وفيه بدل العتري : العنزي.

(٩) الوجيزة : ٣٢٦ / ١٩٢٧.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٤.

٣٣١

أقول : وجه ما في الوجيزة الجمع بين كلاميجش وقي ، وقد سبقه الفاضل عبد النبي الجزائري حيث ذكره في الموثّقين(١) ؛ ووجه التأمّل أضبطيّةجش . والعلاّمة فيصه وإن اقتصر على ذكر كلاميهما من غير ترجيح إلاّ أنّه فيضح صرّح بوثاقته(٢) .

هذا ، ولعلّ الصواب في ترجمة العتري ما فيضح : فتح العين المهملة وفتح النون وكسر الزاي(٣) ، ويكون منسوباً إلى عنزة.

وفي حاشية الوسيط عنقب : مثلّث الميم ساكن الثاني ، ابن علي العنزي : بفتح المهملة والنون ثمّ الزاي ، أبو عبد الله الكوفي ، يقال : اسمه عمرو ومندل لقبه ، ضعيف ، من السابعة ، ولد سنة ثلاث ومائة ومات سنة سبع أو ثمان وستّين ومائة(٤) ، انتهى فتدبّر.

٣٠٤٣ ـ منذر بن جفير بن حكيم :

العبدي ، عربي ، صميم ، روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب ، إسماعيل بن مهران عنه به ،جش (٥) .

وفيست : ابن جيفر العبدي له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عنه(٦) .

وفيق : ابن جيفر العبدي كوفي(٧) .

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٢١١ / ١٠٩٩.

(٢) إيضاح الاشتباه : ٣٠٢ / ٧١٠.

(٣) إيضاح الاشتباه : ٣٢٠ / ٧١٠.

(٤) تقريب التهذيب ٢ : ٢٧٤ / ١٣٦٣ ، الوسيط : ٢٥٤.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٩.

(٦) الفهرست : ١٧٠ / ٧٦٥ ، وفيه : جفير ، جيفر ( خ ل ).

(٧) رجال الشيخ : ٣١٦ / ٥٩٠.

٣٣٢

وفيتعق : حسّنه خالي لأنّ للصدوق طريقاً إليه(١) ، وفي رواية الأجلّة كصفوان وابن المغيرة وأحمد بن محمّد بن عيسى(٢) وغيرهم عنه إشعار بوثاقته(٣) .

قلت : هذا مضافاً إلى ذكره فيجش وست من غير قدح.

وفي حاشية الوسيط : الّذي اتّفقت عليه نسخ الفقيه جفير ، ولعلّه الصحيح ، انتهى.

وفيضح أيضاً : جفير ، ثمّ قال : وقيل جيفر بتقديم الياء على الفاء(٤) .

وفيمشكا : ابن جفير إسماعيل بن مهران عنه ، وابن جيفر صفوان عنه ، ولا بعد في الاتّحاد ، فإنّ ابن جفير ذكرهجش وابن جيفر بتقديم الياء ذكره الشيخ فيست ، وكلّ واحد منهما اقتصر على واحد(٥) .

٣٠٤٤ ـ منذر بن سعيد بن أبي الجهم :

الظاهر أنّه من الحسان لما يأتي في الّذي بعيده أنّه من بيت جليل ، وفي سعيد أنّ آل أبي الجهم بيت كبير في الكوفة(٦) ،تعق (٧) .

٣٠٤٥ ـ منذر بن محمّد بن المنذر :

ابن سعيد بن أبي الجهم القابوسي أبو القاسم من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ناقله إلى الكوفة ، ثقة من أصحابنا من بيت جليل ، له‌

__________________

(١) الوجيزة : ٤٠٥ / ٣٤٦ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٩٩.

(٢) رواية صفوان وأحمد بن محمّد كما في طريق الفهرست ، ورواية ابن المغيرة كما في الصدوق إليه.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٣٠٠ / ٧٠٣.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥١. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) عن رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨ و ١٧٩ / ٤٧٢.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

٣٣٣

كتب ، عنه أحمد بن محمّد بن سعيد ،جش (١) .

صه إلى قوله : بيت جليل ، وفيها : سعيد أبي الجهم القابوسي ناقله ؛ وزاد : قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن خالد قال : حدّثنا منذر بن قابوس وكان ثقة. وهذا السند مشكور(٢) .

وفيكش ما ذكره(٣) .

أقول : السند صحيح لكنهرحمه‌الله تبعطس (٤) ، فلاحظ.

هذا وما فيكش من قوله : منذر بن قابوس ، فهو منسوب إلى الجدّ كما لا يخفى.

وفيمشكا : ابن محمّد بن المنذر الثقة ، عنه عبد الله بن محمّد بن خالد ، وأحمد بن محمّد بن سعيد(٥) .

٣٠٤٦ ـ منصور بن أبي الأسود :

الليثي ،ق (٦) . وزادجش : كوفي ثقة روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتب ، الحسين بن محمّد بن علي الأزدي عنه بها(٧) .

٣٠٤٧ ـ منصور بن حازم :

أبو أيّوب البجلي ، كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من جلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام ، له كتب ، منها‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٨ / ١١١٨.

(٢) الخلاصة : ١٧٢ / ١٥ ، وفيها : سعيد بن أبي الجهم.

(٣) رجال الكشّي : ٥٦٦ / ١٠٧٠.

(٤) التحرير الطاووسي : ٥٧٣ / ٤٣٤.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٥٣١ ، وفيه زيادة : مولاهم كوفي الحنّاط.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٤ / ١١٠٣ ، وفيه : الحسين بن محمّد بن علي الأزدي عنه عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام .

٣٣٤

أُصول الشرائع لطيف ، عنه به يونس بن عبد الرحمن ، وله كتاب الحجّ ، عنه محمّد بن الحسين الطائي ،جش (١) .

صه إلى قوله : روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام (٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عنه(٣) .

وفيق : أسند عنه(٤) .

وفيكش : جعفر بن محمّد(٥) بن أيّوب عن صفوان عنه ما يشهد بحسن عقيدته واستقامة طريقته ، وأنّه عرض ذلك على الصادقعليه‌السلام وقال له : رحمك الله ، مراراً ، وهو حديث طويل لطيف يدلّ على فضله ، وفي آخره : ثمّ قال : سلني عمّا شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبداً(٦) .

وفيتعق : في أوّل الكافي نظير ما فيكش (٧) ، ومرّ في زياد بن المنذر كلام المفيدرحمه‌الله فيه(٨) (٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١.

(٢) الخلاصة : ١٦٧ / ٢.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٨.

(٤) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٣ ، وفيه قبل أسند عنه : مولاهم كوفي.

(٥) في المصدر : أحمد.

(٦) رجال الكشّي : ٤٢٠ / ٧٩٥.

(٧) الكافي ١ : ١٤٥ / ١٥.

(٨) الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٣٢ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩ ، وفيها أنّه من الفقهاء والأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم وهم أصحاب الأُصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة.

(٩) تعليقه الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

٣٣٥

أقول : فيمشكا : ابن حازم الثقة ، عنه يونس بن عبد الرحمن ، ومحمّد بن الحسين الطائي ، وابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعبد الله بن مسكان ، وداود بن النعمان ، وحفص بن البختري ، وسيف بن عميرة(١) .

٣٠٤٨ ـ منصور بن دينار الأسدي :

الكوفي أسند عنه ،ق (٢) .

٣٠٤٩ ـ منصور الصيقل :

في آخر الروضة وفي كتاب الإيمان والكفر من الكافي حديث يدلّ على تشيّعه ، وربما يظهر منه حسن حاله(٣) ، والظاهر أنّه ابن الوليد الآتي ، وفي باب التمحيص والامتحان منه أيضاً نحوه(٤) ،تعق (٥) .

٣٠٥٠ ـ منصور بن العبّاس :

أبو الحسين الرازي سكن بغداد ومات بها ، كان مضطرب الأمر ، له كتاب نوادر كبير(٦) ، عنه أحمد بن مابنداد ،جش (٧) .

صه إلى قوله : كان مضطرب الأمر ، وفيها أبو الحسن(٨) . وكذا فيد (١٠) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٥.

(٣) الكافي ٨ : ٣٣٣ / ٥٢٠ و ٢ : ١٩٢ / ٦ ، إلاّ أنّ المذكور في كتاب الإيمان والكفر لا يدلّ على تشيّعه.

(٤) الكافي ١ : ٣٠٢ / ٣ و ٦.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦ ، وفيها : ابن الصيقل.

(٦) في نسخة « م » : النوادر.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٢ ، وفيه : مابنداذ.

(٨) الخلاصة : ٢٥٩ / ٣.

(١٠) رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥٢٠.

٣٣٦

وفيدي : ابن العبّاس(١) . وزادج : كوفي أو بغدادي(٢) .

وفيست : ابن العبّاس له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(٣) .

وفيلم : ابن العبّاس روى عنه البرقي(٤) .

أقول : في مشكا : ابن العبّاس أبو الحسن الرازي ، أحمد بن مابنداد عنه.

وابن العبّاس غير المذكور أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه(٥) ، انتهى فتأمّل.

٣٠٥١ ـ منصور بن محمّد بن عبد الله :

الخزاعي روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهو الذي يقال لأخيه : سلمة بن محمّد أخي منصور ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام صه (٦) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، أحمد بن المفضّل عنه به(٧) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(٨) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الثقة ، عنه أحمد بن المفضّل ، والحسن بن محمّد بن سماعة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٢٣ / ٢٤.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٧ / ٢٧ ، وفيه زيادة : كانت داره بباب الكوفة ببغداد.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٣٠.

(٤) رجال الشيخ : ٥١٥ / ١٣١.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٦١. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ١٦٧ / ١.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٢ / ١٠٩٩.

(٨) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٦.

(٩) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٣٧

٣٠٥٢ ـ منصور بن المعتمر :

بتري ،قر (١) .

وزادصه : من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٢) .

وفيق : أبو غياث السلمي الكوفي تابعي(٣) .

٣٠٥٣ ـ منصور بن الوليد الصيقل :

قر (٤) ؛ وزادق : الكوفي يكنى أبا محمّد ، روى عنهما(٥) .

أقول : مضى عنتعق بعنوان منصور الصيقل(٦) .

٣٠٥٤ ـ منصور بن يونس بزرج :

أبو يحيى ، وقيل : أبو سعيد ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، له كتاب ، عبيس عنه به ،جش (٧) .

وفيق : ابن يونس القرشي مولاهم ، يكنى أبا يحيى ، يقال له بزرج ، روى عن أبي الحسنعليه‌السلام أيضاً(٨) .

وفيظم : واقفي(٩) .

وفيصه بعد ذكر كلاميجش وظم : والوجه عندي التوقف فيما يرويه والرد لقوله لوصف الشيخ له بالوقف. وقالكش عن حمدويه عن الحسن بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٣٧ / ٤٨.

(٢) الخلاصة : ٢٥٨ / ١.

(٣) رجال الشيخ : ٣١٢ / ٥٣٠ وفيه : عتاب ، غياث ( خ ل ).

(٤) رجال الشيخ : ١٣٨ / ٥٤.

(٥) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٢ ، وفيه : روى عنهماعليهما‌السلام .

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠.

(٨) رجال الشيخ : ٣١٣ / ٥٣٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٢١ ، وفيه قبل واقفي : له كتاب.

٣٣٨

موسى عن محمّد بن الأصبغ عن إبراهيم عن عثمان بن القاسم : إنّ منصور بن يونس بزرج جحد النص على الرضاعليه‌السلام لأموال كانت في يده(١) ، انتهى.

وفيكش بالسند المذكور عن عثمان بن القاسم قال : قال لي منصور بزرج : قال لي أبو الحسنعليه‌السلام ودخلت عليه : يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي؟ قال : قلت : لا ، قال : صيّرت علياً ابني وصيّي والخلف من بعدي ، فادخل عليه فهنّئه بذلك وأعلمه إنّي أمرتك بهذا ، قال : فدخلت عليه فهنّأته بذلك وأعلمته أنّ أباه أمرني بذلك.

قال الحسن بن موسى : ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها ، وكان منصور أدرك أبا عبد اللهعليه‌السلام (٢) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع وابن أبي عمير ، عنه(٣) .

وفيتعق : ذكر في العيون كما فيكش وفي آخره : ثمّ جحد(٤) ، بدون : قال الحسن بن موسى ، فلعلّ ما فيظم من قول الحسن. ويؤيدهُ عدم التعرض للوقف فيست ، وهو ظاهرجش أيضاً.

ومرّ في محمّد بن إسماعيل ما يظهر منه كونه من مشايخه ونباهة شأنه(٥) ،

__________________

(١) الخلاصة : ٢٥٨ / ٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٦٨ / ٧٨٣.

(٣) الفهرست : ١٦٤ / ٧٢٨.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٢ / ٥.

(٥) نقلاً عن رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ ، وفيه : وقال أبو العبّاس بن سعيد في تأريخه : إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع سمع منصور بن يونس وحمّاد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن وهذه الطبقة كلّها.

٣٣٩

وقد أكثر ابن أبي عمير من الرواية عنه(١) ، ووصفه في إكمال الدين بصاحب الصادقعليه‌السلام (٢) ، فتأمّل.

وقوله : بزرج هو الظاهر وهو معرب بزرك ومرّ في ابنه أنّه بفتح الموحّدة(٣) (٤) .

أقول : في الوجيزة وقبله في الحاوي ذكره في الموثقين(٥) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن يونس الثقة الواقفي ، عنه عبيس ، وعلي بن حديد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وابن أبي عمير ، وعثمان بن القاسم(٦) .

٣٠٥٥ ـ منقذ بن الأنقع :

في وجيزتيح (٧) أي ممدوح ـ.

ولعلّ نسختي مغلطة ، تعق(٨) .

أقول : كذا علّم عليه في نسختي أيضاً(٩) .

__________________

(١) الفقيه ٤ : ٦٧ / ١٩٦ وتفسير القمّي : ١ / ١٠٥ تفسير قوله تعالى :( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ) آل عمران : ٦٨.

(٢) كمال الدين : ٥١٦ / ٤٥ ، وفيه : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن بزرج صاحب الصادقعليه‌السلام .

(٣) نقلاً عن إيضاح الاشتباه : ٢٨٢ / ٦٤٢ ترجمة محمّد بن منصور بن يونس إلاّ أنّه نقلاً عن الخلاصة : ١٥٩ / ١٣٣ أنّه بضمّ الباء.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٥) الوجيزة : ٣٢٧ / ١٩٣٥ والحاوي : ٢١١ / ١١٠١.

(٦) هداية المحدّثين : ١٥٢. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) الوجيزة : ٣٢٧ / ١٩٣٦ ، وفيها : الأيقع.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٦.

(٩) وأعلم أنّ سبب مدحه هو ما ذكره السيّد رضي الدين ابن طاوس في كتابه اليقين : ٦٥ الباب الثامن والثمانون بسنده عن حبة بنت رزيق عن بعض حشم الخليفة قالت : حدّثني زوجي منقذ بن الأبقع الأسدي أحد خواص عليعليه‌السلام ، وذكر حديثاً طويلاً فيه معجزة لأمير المؤمنينعليه‌السلام والحديث يدلّ على علو شأنه.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466