منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278396 / تحميل: 4945
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وفيظم : له كتاب ، وهو ثقة(١) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عنه. وعنه أبو عبد الله البرقي والحسين بن سعيد(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن سويد الثقة ، عنه محمّد بن عيسى بن عبيد ، ويعقوب بن يزيد ، وأيّوب بن نوح ، والحسن بن طريق ، وعلي بن مهزيار.

وفي التهذيب : عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن خالد عن النضر بن سويد(٣) . وصوابه محمّد بن خالد بلا أحمد(٤) .

٣١١٣ ـ نضر بن شعيب :

في طريق الصدوق إلى خالد بن ماد(٥) ، ويروي عن عبد الغفّار بن حبيب كما مرّ فيه(٦) .

قال جدّي : وربما يتوهمون أنّ شعيباً تصحيف سويد وليس كذلك ، بل هما اثنان وإن لم يذكروا ابن شعيب في الرجال لكنه موجود في الروايات في الكتب المعتمدة سيما في الرواية عن عبد الغفّار(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦٢ / ٢.

(٢) الفهرست : ١٧١ / ٧٧٠.

(٣) التهذيب ٣ : ١٧٦ / ٣٩٤ ، وفيه : أحمد بن محمّد عن النضر.

(٤) هداية المحدّثين : ١٥٦ ، وفيها زيادة رواية محمّد بن خالد والحسين بن سعيد عنه. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٣٥.

(٦) عن رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٠.

(٧) روضة المتّقين : ١٤ / ٣٨١ ، ترجمة عبد الغفّار بن حبيب الطائي.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

٣٨١

أقول : ممّن زعم الاتّحاد والتصحيف مولانا عناية الله(١) ، وممّن صرّح بالتغاير وجهالة ابن شعيب شه على ما ذكره في الوسيط(٢) ، وصرّح به هو نفسه عند ذكر طرق الصدوقرحمه‌الله (٣) .

وهذا الرجل وإن كان مجهولاً لكنّا ذكرناه لمكان الفائدة المزبورة.

وفيمشكا : ابن شعيب المجهول ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وفي موضع من التهذيب محمَّد بن الحسين بن النصر بن سويد(٤) . وهو تصحيف(٥) .

٣١١٤ ـ النضر :

بالضاد المعجمة ، ابن عثمان النوّاء ، قال علي بن أحمد العقيقي : مات متحيّراً ،صه (٦) ؛د (٧) .

٣١١٥ ـ النضر بن محمّد الهمداني :

ثقة ،دي (٨) .

وزادصه من أصحاب أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (٩) .

٣١١٦ ـ نضلة بن عبيد :

يكنّى أبا برزة ، ل(١٠) .

__________________

(١) مجمع الرجال : ٦ / ١٨٠.

(٢) الوسيط : ٢٦٠.

(٣) منهج المقال : ٤١٠ في الطريق إلى خالد بن ماد القلانسي.

(٤) التهذيب ٥ : ٣٦٩ / ١٢٨٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥٦. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٢٦٢ / ٤.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨٢ / ٥٣٤.

(٨) رجال الشيخ : ٤٢٥ / ١.

(٩) الخلاصة : ١٧٤ / ٢ ، وفيها بعد الثالث زيادة : الهادي.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٠ / ٣ ، وفيه : أبا بردة ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨١ نقلاً عنه كما في المتن.

٣٨٢

وزادي : الأسلمي الخزاعي عربي مدني. وفيه : ابن عبيد الله(١) .

ويأتي في الكنى إنّ شاء الله ذكره(٢) .

أقول : في الوجيزة : مجهول(٣) . وليس بمكانه.

ويأتي في نقيع بن الحارث ذكره(٤) .

٣١١٧ ـ النعمان بن بشير :

ل(٥) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : كان النعمان بن بشير الأنصاري منحرفاً عنه يعني عليّاًعليه‌السلام وعدواً لهعليه‌السلام ، وخاض الدماء مع معاوية خوضاً ، وكان من أمراء يزيد ابنه حتّى قتل وهو على حاله(٦) .

٣١١٨ ـ النعمان بن ثابت :

أبو حنيفة التيملي الكوفي ، مولاهم ،ق (٧) .

أقول : هذا أحد أئمّة القوم ، بل هو إمامهم الأعظم وشيخهم الأقدم.

قال أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي الشافعي في كتابه الموسوم بالمنخول في الأُصول ما لفظه(٨) : فأمّا أبو حنيفة فقد قلب الشريعة ظهراً‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٠ / ٣.

(٢) عن الخلاصة : ١٩٢ ورجال البرقي : ٣ ، وفيهما أنّه من أصفياء أصحاب عليعليه‌السلام .

(٣) الوجيزة : ٣٣١ / ١٩٨٧.

(٤) عن الخلاصة : ٢٦٢ / ٣ ، وفيها : قال ابن الغضائري : روى عن أبي برزة نضلة بن أبي عبد الله الأسلمي.

(٥) رجال الشيخ : ٣٠ / ١.

(٦) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٧.

(٧) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٣.

(٨) ما لفظه ، لم ترد في نسخة « ش ».

٣٨٣

لبطن ، وشوش مسلكها وغير نظامها ، وأردف جميع قواعد الشرع بأصل هدم به شرع محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن فعل شيئاً من هذا مستحلاً كفر ، ومن فعله غير مستحل فسق ، ثم أطال الكلام في طعنه وتفسيقه(١) .

وأمّا ابن الجوزي الحنبلي فنسب إليه في تأريخه المسمّى بالمنتظم ما هو أفضع من ذلك وأعظم قال في جملة كلامه : وبعد هذا فاتفق الكلّ على طعن فيه ، ثمّ انقسموا إلى ثلاثة أقسام : فقوم طعنوا فيه بما يرجع إلى العقائد والكلام في الأُصول ؛ وقوم طعنوا في روايته وقلّة حفظه وضبطه ؛ وقوم طعنوا فيه لقوله بالرأي فيما يخالف الأحاديث الصحاح(٢) .

ثمّ قال بعد كلام طويل : أخبرنا عبد الرحمن القزّاز(٣) . عن أبي إسحاق الفزاري قال : سألت أبا حنيفة عن مسألة فأجاب فيها ، فقلت : إنّه يروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كذا وكذا ، فقال : حك هذا بذنب الخنزير.

وعن عبد الرحمن بن محمّد. عن أبي بكر بن الأسود ابن(٤) بشر بن مفضّل قال : قلت لأبي حنيفة : روى نافع عن ابن عمر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : البيعان(٥) بالخيار ما لم يفترقا(٦) ، قال : هذا رجز. وذكر حديثاً(٧) آخر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هذا هذيان.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمّد. عن عبد الصمد عن أبيه قال : ذكر‌

__________________

(١) المنخول من تعليقات الأُصول : ٥٠٠ و ٥٠٣ وما بعدها.

(٢) المنتظم : ٨ / ١٣١.

(٣) في نسخة « م » : الفزّار.

(٤) في المصدر : عن.

(٥) في المصدر : البائعات.

(٦) في المصدر : يتفرقا.

(٧) في نسخة « م » : خبر.

٣٨٤

لأبي حنيفة قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفطر الحاجم والمحجوم ، فقال : هذا سجع(١) . ثمّ ذكر من هذا القبيل قريب نصف كرأسه(٢) .

فقبّح الله أقواماً يتركون أهل بيتٍ أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه ويعتقدون بهذا وأشباهه.

٣١١٩ ـ النعمان الرازي :

ق (٣) . وفيتعق : للصدوق طريق إليه(٤) ، ويروي عنه جعفر بن بشير(٥) ، وابن أبي عمير بواسطة حمّاد(٦) (٧) .

٣١٢٠ ـ النعمان بن الصهبان :

من رجال أمير المؤمنينعليه‌السلام الّذي قال أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الجمل : من دخل داره فهو آمن ،صه (٨) ، ي(٩) .

٣١٢١ ـ النعمان بن عجلان :

من بني رزيق بالراء المضمومة والزاي المفتوحة كان عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام على البحرين وعمان ،صه (١٠) . ي إلاّ الترجمة(١١) .

__________________

(١) المنتظم : ٨ / ١٣٥.

(٢) المنتظم : ٨ / ١٣٥ ١٤٣.

(٣) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٤.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٥٩.

(٥) التهذيب ٢ : ٦٢ / ٢٢٠ ، ٢٧٩ / ١١٠٧.

(٦) التهذيب ٢ : ٢٧٢ / ٦٨٠ ، وفيه : ابن زياد عن حمّاد عن نعمان الرازي.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٨) الخلاصة : ١٧٤ / ١.

(٩) رجال الشيخ : ٦٠ / ٥.

(١٠) الخلاصة : ١٧٤ / ٢ ، وفيها بدل أمير المؤمنينعليه‌السلام : عليعليه‌السلام .

(١١) رجال الشيخ : ٦٠ / ٢ ، وفيه : زريق ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨١ نقلاً عنه كما في المتن.

٣٨٥

وفيد : زريق بتقديم الزاي ، منسوبون إلى زريق بن عبد بن حارثة ، قال صاحب العجالة : وبنو زريق جماعة من الأنصار ومن أولادهم وعامّتهم بالمدينة ، ونسب ما فيصه إلى الوهم(١) .

وفيتعق : في المجالس عن الاستيعاب : إنّه كان لسان الأنصار وشاعرهم وكبير قومه ، ونقل عنه إشعاراً في تخطئة قريش في نصبهم أبا بكر وخذلانهم أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) (٣) .

٣١٢٢ ـ النعمان بن عمّار العجلي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٣١٢٣ ـ النعمان بن عمرو الجعفي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٣١٢٤ ـ النعمان بن محمّد :

ليس بإمامي ، كتبه حسان ، كذا في النقد عنب (٦) ،تعق (٧) .

٣١٢٥ ـ نعيم القابوسي :

في الإرشاد أنّه من خاصّة الكاظمعليه‌السلام وثقاته(٨) .

٣١٢٦ ـ نقيع بن الحارث :

أبو داود السبيعي الهمداني ، قالغض : روى عن أبي برزة نضلة بن‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٩٦ / ١٦٤٠.

(٢) مجالسي المؤمنين : ١ / ٢٦٥ ، الاستيعاب : ٣ / ٥٤٩ ، وفيه بدل كبير قومه : وكان سيّداً.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٤) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٥.

(٥) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٦.

(٦) نقد الرجال : ٣٦٢ / ٨ ، معالم العلماء : ١٢٦ / ٨٥٣.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٨) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

٣٨٦

عبد الله الأسلمي وروى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي حديثه مناكير ، والّذي أراه التوقّف في حديثه ، ويجوز أن يخرج شاهداً ،صه (١) . ونحوهد (٢) .

وفيتعق : يأتي في يونس بن أبي إسحاق ما له ربط(٣) (٤) .

أقول : لاحظ وتأمّل.

٣١٢٧ ـ نميلة الهمداني :

صه ، قي في خواصهعليه‌السلام (٥) .

وزاد ي يكنّى أبا ماوية(٦) .

أقول : في الوجيزة : مجهول(٧) . وليس بمكانه.

٣١٢٨ ـ نوح بن أبي مريم :

أبو عصمة الخراساني ،ق (٨) .

وفيقب : يعرف بالجامع لجمعه العلوم ، لكن كذّبوه في الحديث ، وقال ابن المبارك : كان يضع. من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين ، أي بعد المائة(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٢ / ٣ ، وفيها : نفيع وفيها أيضاً أبي بزرة ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(٢) رجال ابن داود : ٢٨٢ / ٥٣٥ ، وفيه : نفيع.

(٣) لم نقف في ترجمة يونس على ماله ربط بالمقام ، فلاحظ.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٥) الخلاصة : ١٩٥ ، رجال البرقي : ٧ ، وفيهما أنّه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن ، وعدّا أبا معاوية بن وهب بن الأجدع بن راشد في المجهولين من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٦) رجال الشيخ : ٦١ / ١١ ، وفيه : نميلة الهمداني يكنّى أبا مارية ، وفي نسخة رجال الشيخ نشر جماعة المدرسين : ٨٤ / ٨٤٧ : أبا ماوية.

(٧) الوجيزة : ٣٣٢ / ١٩٩٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٢٤ / ٦.

(٩) تقريب التهذيب ٢ : ٣٠٩ / ١٦٩.

٣٨٧

وفيتعق : في النقد : يظهر من دراية الشهيد الثاني أنّه كان من الوضّاعين(١) (٢) .

٣١٢٩ ـ نوح بن الحارث بن عمرو :

ابن عثمان المخزومي ، ي(٣) .

ويأتي في أبي الجوشاء(٤) .

٣١٣٠ ـ نوح بن الحكم :

أبو اليقظان ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٥) .

وزادجش : له كتاب ، أبو سمينة عنه به(٦) .

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم بن(٧) أبي نعيم الفضل(٨) بن دكين ، عنه(٩) .

وفيق : ابن الحكم أبو اليقظان الهمداني المرهبي الكوفي(١٠) .

أقول : فيمشكا : ابن الحكم الثقة ، عنه أبو سمينة ، وأحمد بن ميثم(١١) .

__________________

(١) نقد الرجال : ٣٦٢ / ٢ ، الرعاية في علم الدراية : ١٥٦ / ١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٤.

(٣) لم يرد في نسختنا المطبوعة من رجال الشيخ ، نعم ورد في مجمع الرجال : ٦ / ١٨٣ نقلاً عنه.

(٤) عن رجال الشيخ : ٦٥ / ٤٠ في الكنى ، وفيه أنّ عليّاًعليه‌السلام يوم خرج من الكوفة إلى صفّين دفع راية المهاجرين إليه.

(٥) الخلاصة : ١٧٥ / ٤.

(٦) رجال النجاشي : ٤٢٩ / ١١٥٢.

(٧) في المصدر : عن ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨٣ نقلاً عنه كما في المتن.

(٨) في نسخة « م » : الفضيل.

(٩) الفهرست : ١٧٢ / ٧٧٣.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ١.

(١١) هداية المحدّثين : ١٥٦ ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٨٨

٣١٣١ ـ نوح بن درّاج :

كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة ، واعتذر عن ذلك بأنّه سأل أخاه جميلاً لِمَ لا تأتي المسجد؟ فقال : ليس لي إزار ،صه (١) .

وفيق : ابن درّاج النخعي مولاهم الكوفي القاضي(٢) .

وما فيكش تقدّم في أخيه(٣) .

وفيد : عندي فيه توقّف(٤) .

وفيتعق : عدّه في الوجيزة موثّقاً(٥) ، والظاهر أنّه لما في العدّة(٦) ، فتأمّل.

وما فيصه إشارة إلى ما مرّ في جميل ، وفي آخره : قال حمدان : مات جميل عن مائة ألف. وظاهر هذا تكذيبه ، إذ الظاهر أنّ مراد نوح أنّه دخل في أعمالهم لأجل رفع الفقر والشدّة عنهم ، ويحتمل كون مراد حمدان أنّه صار غنيّاً بعد.

ومضى في أيّوب ابنه عنجش وصه ذكره(٧) (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٧٥ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٣.

(٣) رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٨ ، وفيه نحو ما تقدّم عن الخلاصة ، وسينبّه على ما فيه الوحيد البهبهاني.

(٤) رجال ابن داود : ١٩٧ / ١٦٤٥.

(٥) الوجيزة : ٣٣٢ / ١٩٩٩.

(٦) عدّة الأُصول : ١ / ٣٨٠ ، وفيها أنّه من العامّة والطائفة عملت بروايته إذا لم يكن عندهم خلافه.

(٧) رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ ، الخلاصة : ١٢ / ١ ، وفيها أنّه كان قاضياً بالكوفة وكان صحيح الاعتقاد.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٤.

٣٨٩

٣١٣٢ ـ نوح بن شعيب البغدادي :

من أصحاب أبي جعفر محمّد بن علي الثانيعليه‌السلام ، ذكر الفضل بن شاذان أنّه كان فقيهاً ،صه (١) .

وزادج : عالماً صالحاً مرضيّاً ، وقيل : إنّه نوح بن صالح(٢) ، انتهى.

ويأتي ما فيكش في الّذي بعيده(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن شعيب ، عنه إبراهيم بن هاشم(٤) .

٣١٣٣ ـ نوح بن صالح البغدادي :

ذكركش عن أبي عبد الله الشاذاني عن أبي محمّد الفضل بن شاذان ما يشهد بأنّه من شيعة أهل البيتعليهم‌السلام ،صه (٥) .

وفيكش : في نوح بن صالح البغدادي ، سأل أبو عبد الله الشاذاني أبا محمّد الفضل بن شاذان أنّه كان يصلي خلف هؤلاء ويضيق صدره لدخوله البيت بعد خروجه من المسجد لتوهّمهم أنّ ذلك لإعادة الصلاة ، ولذلك كان يدافع بصلاة المغرب إلى العتمة ، فقال : لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم ، ما عليكم لو صلّيتم معهم وكبّرتم معهم وقرأتم معهم وفي الركوع والسجود بقدر ما يتأتّى لكم(٦) فقد تمّت صلاتكم.

فقال : هل سمعت أحداً من أصحابنا يفعل هذه الفعلة؟ قال : نعم ، كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم فشكوت ذلك إلى فقيه‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٧٤ / ١.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٨ / ١.

(٣) رجال الكشّي : ٥٥٨ / ١٠٥٦.

(٤) هداية المحدّثين : ١٥٦. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الخلاصة : ١٧٥ / ٢.

(٦) في نسخة « م » : بكم.

٣٩٠

هناك يقال له : نوح بن شعيب فأمرني بمثل الّذي أمرتكم ، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلاً من مشايخ أصحابنا فسألته أن يجري بحضرتهم ذكراً ممّا سألته ، فقال : يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر(١)

يظنّ في نفسه أنّه أكبر من هشام بن الحكم ويسألني هل تجوز الصلاة مع المرجئة في جماعة ، فقال جميع من كان حاضراً بقول نوح بن شعيب ، فعندها طابت نفسي(٢) ، انتهى.

والّذي يظهر من ذكر ابن صالح في العنوان وابن شعيب في الأثناء أنّهما واحد ، وأنّه فقيه من فقهاء الشيعة رضي الله عنهم.

وفيتعق : في سند الروايات نوح بن شعيب الخراساني(٣) في هذه الدرجة ، ولعلّه هو هذا ، ويكون أحد الأبين جدّاً. ومرّ عن فضالة عن شعيب أبي صالح(٤) ، فتأمّل.

ولعلّ البغدادي لقب نوح ، وصالح وشعيب يلقّبان بالخراساني فتأمّل(٥) .

أقول : صرح عناية الله أيضاً باتحادهما(٦) ، والفاضل عبد النبي الجزائري ذكر ابن شعيب في الثقات وابن صالح في الضعاف وقال : كأنّهما واحد(٧) .

__________________

(١) الأغْمار جمع غُمْر بالضمّ وهو الجاهل ، ورجل غُمْر وغَمِر لا تجربة له بحرب ولا أمر ولم تحنِّكه التجارب. انظر : لسان العرب : ٥ / ٣٢.

(٢) رجال الكشيّ : ٥٥٨ / ١٠٥٦. باختلاف غير مضرّ.

(٣) التهذيب ١ : ٢٤١ / ٦٩٧ بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي إسحاق عن نوح بن شعيب الخراساني عن ياسين عن حريز عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٤) الكافي ٤ : ٣٣٩ / ٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٤.

(٦) مجمع الرجال : ٦ / ١٨٥ هامش رقم (١).

(٧) حاوي الأقوال : ١٥٥ / ٦٢٩ ، ٣٣٩ / ٢١٠٤.

٣٩١

٣١٣٤ ـ نوف البكالي :

بفتح الباء وتخفيف الكاف ، كان صاحب عليعليه‌السلام ، ونقل عن تغلب أنّه منسوب إلى بكال قبلة في همدان(١) ، ويقال : بكيل وهو أكثر ، وقال عبد الحميد ابن أبي الحديد : إنّما هو بكال بكسر الباء قبيلة من حمير ، فمنهم هذا الشخص وهو نوف بن فضالة صاحب عليعليه‌السلام ، كذا في شرح النهج لميثم(٢) .

وفيتعق : يظهر من الأخبار أنّه من خواصهعليه‌السلام منها ما في الخصال(٣) (٤) .

٣١٣٥ ـ نوفل بن فروة الأشجعي :

خارجي ملعون ، ي(٥) .

وزادصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وبدل فروة : قرة(٦) . وفيد : أنّه وهم(٧) . وهو كذلك.

__________________

(١) نقلاً عن ثعلب أنّه منسوب إلى بكالة قبيلة. ثمّ نقلاً عن القطب الراوندي أنّه منسوب إلى حي من هَمْدان.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ٣ / ٣٨٣ وشرح ابن أبي الحديد : ١٠ / ٧٦.

(٣) الخصال : ٣٣٧ / ٤٠ ، وروى أيضاً في الأمالي : ١٧٤ / ٩ رواية تدلّ على أنّه من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٥) رجال الشيخ : ٦٠ / ٧.

(٦) الخلاصة : ٢٦٢ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨٢ / ٥٣٦.

٣٩٢

باب الواو‌

٣١٣٦ ـ واصل :

قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثني أبو علي المحمودي قال : حدّثني واصل قال : طليت أبا الحسنعليه‌السلام بالنورة ، فسددت مخرج الماء من الحمام إلى البئر ثمّ جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كلّه ؛ هذا(١) يدلّ على(٢) علو اعتقاده ، والسند صحيح ، فإنّ أبا علي المحمودي ظاهر الجلالة وشرف المنزلة وعلو القدر ،صه (٣) .

وفيكش في واصل وأبي الفضل الخراساني ، ثمّ زاد على ما مرّ : محمّد بن مسعود قال : حدّثني حمدان بن أحمد القلانسي قال : حدّثني معاوية بن حكيم قال : حدّثني أبو الفضل الخراساني وكان له انقطاع إلى أبي الحسنعليه‌السلام (٤) .

ولم يوجد فيما رأيت من النسخ غير هذا(٥) .

أقول : في نسختي من الاختيار كما ذكر وزيادة : وكان يخالط القرّاء‌

__________________

(١) في المصدر : وهذا.

(٢) على ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) الخلاصة : ١٧٧ / ٤.

(٤) رجال الكشّي : ٦١٤ / ١١٤٤ و ١١٤٥ ، وفيه بعد أبي الحسن زيادة : الثانيعليه‌السلام وكان يخالط القرّاء ثمّ انقطع إلى أبي جعفرعليه‌السلام . كما سينبّه عليه المصنّف.

(٥) هذا كلام الميرزا في المنهج : ٣٥٤ إلاّ أنّه نقل قبل ذلك عن ابن داود : واصل الخراساني ، ثمّ قال بعد كلامه المزبور : وما في رجال ابن داود حيث إنّه مأخوذ من هنا يظهر منه ترك العاطف في العنوان وهو الواو ـ ، وحينئذٍ كان ينبغي ذكر الكنية له ، والله العالم.

٣٩٣

ثمّ انقطع إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، كما يأتي في أبي الفضل الخراساني عنصه (١) .

والمراد بأبي الحسنعليه‌السلام هذا الثاني كما هو ظاهر ، ولعلّه في الأول أيضاً كذلك كما ذكره في الاختيار وجعلهد الأوّل(٢) . وفي الوجيزة : الثالث(٣) ، فتأمّل.

وفيطس بعد ذكر الرواية الأُولى أقول : ظاهر حال المحمودي في علوّ المرتبة وجلالة القدر(٤) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٥) . وفي الحاوي ذكره في الضعاف لعدم دلالة هذا المدح على ما هو المطلوب في المقام(٦) ، فتأمل.

وفيمشكا : واصل الخراساني ، محمّد بن مسعود العيّاشي بواسطة أبو علي المحمودي عنه(٧) .

٣١٣٧ ـ وردان :

بالراء بعد الواو وقبل الدال المهملة ، أبو خالد الكابلي ، ولقبه كنكر بالنون بين الكافين والراء أخيراً روىكش أنّه من حواري علي بن الحسينعليه‌السلام ، وقال أيضاً : قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أوّل أمره إلاّ خمسة نفر عدّ منهم أبا خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر ،صه (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٩ / ٢٥.

(٢) رجال ابن داود : ١٩٧ / ١٦٤٦ ، وفيه : أبا الحسنعليه‌السلام . ولم يقيّده.

(٣) الوجيزة : ٣٣٣ / ٢٠٠٢.

(٤) التحرير الطاووسي : ٥٩٢ / ٤٤٥.

(٥) الوجيزة : ٣٣٣ / ٢٠٠٢.

(٦) حاوي الأقوال : ٣٤٠ / ٢١١٤.

(٧) هداية المحدّثين : ١٥٧. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) الخلاصة : ١٧٧ / ٣.

٣٩٤

وخبر الحواريين مضى في أويس(١) . وقول الفضل بن شاذان في سعيد بن المسيب(٢) .

وفيكش أيضاً : محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن عيسى ، عن صفوان ، عمّن سمعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ارتدّ الناس بعد قتل الحسينعليه‌السلام إلاّ ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أُم الطويل وجبير بن مطعم ، ثمّ إنّ الناس لحقوا وكثروا.

وروى يونس ، عن حمزة بن محمّد الطيّار مثله ، وزاد : وجابر بن عبد الله الأنصاري(٣) . وفيه أيضاً غير ذلك(٤) .

وفيقر : وردان الكابلي الأصغر ، روى عنه وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، والكبير اسمه كنكر(٥) . ونحوهق وزاد بعد وردان : أبو خالد(٦) .

وفيتعق : في الكافي في باب مولد الصادقعليه‌السلام عنهعليه‌السلام أنّه من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام (٧) (٨) .

٣١٣٨ ـ الوليد بن صبيح :

أبو العبّاس ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٩) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن محبوب ، عن العبّاس بن الوليد ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٢) رجال الكشّي : ١١٥ / ١٨٤.

(٣) رجال الكشّي : ١٢٣ / ١٩٤.

(٤) رجال الكشّي : ١٢٠ / ١٩١ ١٩٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٣٩ / ٥ ، وفيه : روى عنهعليه‌السلام .

(٦) رجال الشيخ : ٣٢٨ / ٢٦.

(٧) الكافي ١ : ٣٩٣ / ١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٩) الخلاصة : ١٧٧ / ٢.

٣٩٥

عن أبيه(١) .

وفي ست ما مرّ في ابنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن صبيح الثقة ، عنه العبّاس ابنه ، وشهاب بن عبد ربّه ، وعبد الله بن سنان ، وجميل بن درّاج(٣) .

٣١٣٩ ـ الوليد بن العلاء الوصّافي :

كوفي عجلي ، له كتاب ، ابن أبي عمير والحسن بن محبوب عنه به ،جش (٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٥) .

أقول : في رواية الجليلين المذكورين عنه دلالة على الوثاقة ، وظاهر الفاضلين(٦) المذكورين تشيّعه ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن العلاء ، عنه ابن أبي عمير ، والحسن بن محبوب(٧) .

٣١٤٠ ـ الوليد بن هشام المرادي :

ظم (٨) . وفيتعق : في التهذيب في الصحيح : عن صفوان عنه(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٦١.

(٢) الفهرست : ١١٨ / ٥٣٠ ، وفيه : عبّاس بن الوليد له كتاب يرويه عن الوليد بن صبيح عن الصادقعليه‌السلام .

(٣) هداية المحدّثين : ١٥٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) رجال النجاشي : ٤٣٢ / ١١٦٢.

(٥) الفهرست : ١٧٣ / ٧٧٩.

(٦) أي الشيخ الطوسي والنجاشي رحمهما الله.

(٧) هداية المحدّثين : ١٥٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) رجال الشيخ : ٣٦٢ / ٢.

(٩) التهذيب ٨ : ٢٨٩ / ١٠٦٨ بسنده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن الوليد بن هشام المرادي.

٣٩٦

وهو يشعر بوثاقته(١) .

٣١٤١ ـ وهب :

جدّ جدّ الحسن بن محبوب(٢) ، تقدّم فيه ما يظهر منه حسنه(٣) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

٣١٤٢ ـ وهب بن جميع :

مولى إسحاق بن عمّار ، قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال وسألته عن وهب بن جميع فقال : ما سمعت فيه إلاّ خيراً ،صه (٤) .

وفيكش ما نقله(٥) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

٣١٤٣ ـ وهب بن خالد :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان(٧) ، ويأتي مصغّراً(٨) .

__________________

(١) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٢) في نسخة « ش » : وهب جدّ الحسن بن محبوب.

(٣) عن رجال الكشّي : ٥٨٤ / ١٠٩٤ بسنده عن جعفر بن محمّد بن الحسن بن محبوب قال : نسبة جدّه الحسن بن محبوب أنّ الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب ، وكان وهب عبداً سنديّاً مملوكاً لجرير بن عبد الله البجلي وكان زرّاداً ، فصار إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وسأله أن يبتاعه عن جرير فكره جرير أن يخرجه من يده ، فقال : الغلام حرّ قد أعتقته ، فلمّا صحّ عتقه صار في خدمة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) الخلاصة : ١٧٦ / ١.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٦ / ٦٤٣.

(٦) الوجيزة : ٣٣٣ / ٢٠٠٨.

(٧) ذكر هذا العنوان العلاّمة في الإيضاح : ٣١٠ / ٧٣٨ والتفريشي في النقد : ٣٦٥ / ٣ في ترجمة وهيب ، ونسباه إلى القيل ، وعدّه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء : ٣ / ١٩٩ من الأئمّة الأعلام الّذين حدّثوا عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام .

(٨) عن رجال الشيخ : ٣٢٧ / ٢١ ورجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٥٨ والخلاصة : ١٧٧ / ١ ، وفيهم : وهيب بن خالد البصري.

٣٩٧

٣١٤٤ ـ وهب بن عبد ربّه بن أبي ميمونة :

ابن يسار الأسدي ، مولى بني نصر بن قعين(١) ، أخو شهاب بن عبد ربّه وعبد الخالق ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن محبوب عنه به ،جش (٢) .

وما فيكش سبق في شهاب أخيه وكذا في إسماعيل بن عبد الخالق(٣) . وما فيصه في أخيه عبد الرحيم(٤) .

وفيست : له أصل ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٥) .

وفيتعق : مضى توثيقه أيضاً في إسماعيل(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد ربّه الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(٨) .

٣١٤٥ ـ وهب بن عبد الله السواي :

يكنّى أبا جحيفة ، ي(٩) .

__________________

(١) في حاشية نسخة « ش » زيارة : بضمّ القاف وفتح العين المهملة. انظر : إيضاح الاشتباه : ٣٠٩ / ٧٣٦.

(٢) رجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٦.

(٣) رجال الكشّي : ٤١٣ / ٧٧٨ ، وفيه : شهاب وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربّه من موالي بني أسد من صلحاء الموالي ، و ٤١٤ / ٧٨٣ ، وفيه : وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربّه وإسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربّه قال : كلّهم خيار فاضلون كوفيون.

(٤) الخلاصة : ١٢٩ / ٨. وفيها ما تقدّم عن رجال الكشّي.

(٥) الفهرست : ١٧٢ / ٧٧٥.

(٦) عن رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٠ والخلاصة : ٩ / ١١.

(٧) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٨) هداية المحدّثين : ١٥٧ ، وفيها زيادة : ويونس وابن أبي عمير. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٦١ / ١ ، وفيه : السوائي.

٣٩٨

ويأتي ذكره في الكنى(١) .

٣١٤٦ ـ وهب بن كريب :

أبو القلوص ، تقدّم في سفيان بن يزيد جلالته(٢) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

٣١٤٧ ـ وهب بن محمّد البزّاز :

بالزاي قبل الألف وبعدها ، أبو نصر بالنون والراء بعد الصاد القمّي ، ثقة عين ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، محمّد بن علي بن محبوب عنه به(٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه(٥) .

٣١٤٨ ـ وهب بن منبّه :

ذكر الشيخ والنجاشي أنّ القمّيّين استثنوه من رجال نوادر الحكمة(٦) .

وفيهب : وهب بن منبّه الصنعاني أخو همّام ، عن ابن عبّاس وابن عمر(٧) ، إخباري علاّمة قاضٍ صدوق صاحب كتب ، مات سنة أربعة عشر‌

__________________

(١) عن الخلاصة : ١٩٣ ورجال البرقي : ٥ ، وفيهما أنّه من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام من مضر.

(٢) عن رجال الشيخ : ٤٤ / ٢٥ والخلاصة : ٨١ / ١ ، وفيهما : سفيان بن يزيد من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام أخذ الراية ثمّ أخوه عبيد. إلى أن قال : فقتلوا ثمّ أخذ الراية وهب بن كريب أبو القلوص.

(٣) الخلاصة : ١٧٧ / ٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٧.

(٥) الفهرست : ١٧٢ / ٧٧٦.

(٦) الفهرست : ١٤٤ / ٦٢٢ ، ورجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٧) في المصدر زيادة : وعنه آله وسمّاك بن الفضل.

٣٩٩

ومائة(١) .

وفيتعق : مضى الاستثناء في محمّد بن أحمد بن يحيى(٢) .

٣١٤٩ ـ وهب بن وهب بن عبد الله :

بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى أبو البختري ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان كذّاباً وله أحاديث مع الرشيد في الكذب ؛ قال سعد : تزوّج أبو عبد اللهعليه‌السلام بامّه. له كتاب يرويه جماعة ، السندي بن محمّد عنه به ،جش (٣) .

صه إلى قوله : بامّه ؛ وزاد بعد كذّاباً : قاضياً عامّياً إلاّ أنّ له أحاديث عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام كلّها لا يوثق بها ، وأسد ساقط من قلمه في نسبه(٤) .

وفيست : ضعيف وهو عامّي ، وله كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم والسندي بن محمّد ، عنه. وسهل بن رجاء الصنعاني عنه(٥) .

وفيكش : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : كان أبو البختري من أكذب البريّة(٦) . وفيه غير ذلك(٧) .

__________________

(١) الكاشف ٣ : ٢١٦ / ٦٢٢٥ ، وفيه بدل قاض : قاص ، ويظهر من تهذيب التهذيب : ١١ / ١٤٧ أنّه قاض ، حيث قال : وكان على قضاء صنعاء.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٦.

(٣) رجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٥.

(٤) الخلاصة : ٢٦٢ / ١.

(٥) الفهرست : ١٧٣ / ٧٧٧ ، وفيه طريق آخر.

(٦) رجال الكشّي : ٣٠٩ / ذيل الحديث ٥٥٨.

(٧) رجال الكشيّ : ٣٠٩ / ٥٥٩.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

تجعل لى ؟ قال عمالتي سنة و العمالة بالضم أجرة العامل و كان مبلغها عشرين ألف ألف درهم قال : فاكتب لي بذلك فأسرع إلى منزله و كتب له بذلك .

فأتى عمر بالكتاب ، فلما رآه كتب إلى و الي الكوفة : ان بلالا غرّنا باللّه فكدنا نغتر ، فسبكناه فوجدناه خبثا كلّه ، و لا تستعن على عملك بأحد من آل أبي موسى١ .

١٤ الحكمة ( ٣٩٣ ) و قالعليه‌السلام :

لاَ تَصْحَبِ اَلْمَائِقَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ وَ يَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ أقول : في ( الكافي ) عنهعليه‌السلام إذا صعد المنبر قال : ينبغي للمسلم ان يجتنب مواخاة الثلاثة : الماجن و الأحمق و الكذّاب ، فأما الماجن فيزيّن لك فعله و يحبّ أن تكون مثله و لا يعينك على أمر دينك و معادك ، و مدخله و مخرجه عليك عار ، و أمّا الأحمق فانّه لا يشير عليك بخير و لا يرجى لصرف السوء عنك ، و لو أجهد نفسه ، و ربما أراد منفعتك فضرّك ، فموته خير من حياته ،

و سكوته خير من نطقه ، و بعده خير من قربه ، و امّا الكذّاب فانّه لا يهنيك معه عيش ، ينقل إليك الحديث و ينقل حديثك حتى انّه يحدّث بالصدق فلا يصدّق و يغري بين الناس بالعداوة .٢ .

و في خبر آخر عنهعليه‌السلام : لا عليك أن تصحب ذا العقل و ان لم تحمد كرمه ، و لكن انتفع بعقله و احترس من سيئى أخلاقه ، و لا تدعن صحبة الكريم فان لم تنتفع بعقله ، و لكن انتفع بكرمه بعقلك و افرر الفرار كلّه

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ١ : ٣٩٠ .

( ٢ ) الكافي ٢ : ٣٧٦ ح ٦ .

٤٤١

من اللئيم الأحمق١ .

هذا ، و نقل الكراجكي في ( كنزه ) عنهعليه‌السلام في الأصدقاء غير ما نقله المصنف فقرات منها : الناس اخوان ، فمن كانت اخوته في غير ذات اللّه فهي عداوة ، و ذلك قوله عز و جل :الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلاّ المتّقين ٢ ، ابذل لصديقك كلّ المودة و لا تبذل له كلّ الطمأنينة ، و اعطه كلّ المواساة و لا تفض إليه بكلّ الأسرار ، توفي الحكمة حقّها و الصديق واجبه ،

احتمل زلّة وليّك لوقت و ثبة عدوّك ، من وعط أخاه سرّا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه ، من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم اخوانه اذا كان للمخالطة موضعا لا تكثرن العتاب فانّه يورث الضغينة و يجر إلى البغيضة٣ .

و عن ( التحف ) عنهعليه‌السلام : ابذل لأخيك مالك و دمك ، و لعدوّك عدلك و إنصافك ، و للعامّة بشرك و احسانك ، تسلم على الناس و يسلموا عليك٤ .

هذا ، و قال عبد اللّه بن طاهر :

أميل مع الذمام على ابن عمي

و آخذ للصديق من الشفيق

و ان الفيتني ملكا مطاعا

فانّك واجدي عبد الصديق٥

____________________

( ١ ) الكافي ٢ : ٣٧٥ ح ٥ .

( ٢ ) الزخرف : ٦٧ .

( ٣ ) الكنز ، للكراجكي : ٩٣ ٩٤ .

( ٤ ) التحف : ٢١٢ .

( ٥ ) الأغاني ١٢ : ١١٠ .

٤٤٢

الفصل السابع و الاربعون في التعازي و التهاني

٤٤٣

١ الحكمة ( ٢٩١ ) و قالعليه‌السلام و قد عزّى الأشعث عن ابن له :

يَا ؟ أَشْعَثُ ؟ إِنْ تَحْزَنْ عَلَى اِبْنِكَ فَقَدِ اِسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذَلِكَ اَلرَّحِمُ وَ إِنْ تَصْبِرْ فَفِي اَللَّهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ يَا ؟ أَشْعَثُ ؟ إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ اَلْقَدَرُ وَ أَنْتَ مَأْجُورٌ وَ إِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ اَلْقَدَرُ وَ أَنْتَ مَأْزُورٌ يَا ؟ أَشْعَثُ ؟ اِبْنُكَ سَرَّكَ وَ هُوَ بَلاَءٌ وَ فِتْنَةٌ وَ حَزَنَكَ وَ هُوَ ثَوَابٌ وَ رَحْمَةٌ أقول : قول المصنف : « و قد عزّى الأشعث عن ابن له » انّما روى الكليني١ و ابن أبي شعبة أنّهعليه‌السلام عزّاه عن أخ له بهذا الكلام بدون فقرة « سرك . » ، و بدون كلمة « على ابنك » ، ففي ( الكافي ) : علي بن محمد عن صالح بن أبي حمّاد رفعه قال : جاء أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الأشعث يعزّيه بأخ له يقال له عبد الرحمن ، فقال له : ان جزعت فحقّ الرحم أتيت ، و ان صبرت فحقّ اللّه

____________________

( ١ ) الكافي ٣ : ٢٦١ ح ٤٠ و التحف لابن أبي شعبة الحراني : ١٤٥ .

٤٤٤

أديت ، على انّك ان صبرت جرى عليك القضاء و أنت محمود و ان جزعت جرى عليك القضاء و أنت مذموم فقال له الأشعث : انّا للّه و إنّا إليه راجعون فقالعليه‌السلام له : أتدري ما تأويلها ؟ قال : لا ، أنت غاية العلم و منتهاه فقالعليه‌السلام : اما قولك١ « إنّا للّه » فإقرار منك بالملك ، و اما قولك « إنّا للّه و إنّا إليه راجعون » فإقرار منك بالهلك .

و مثله الثاني في ( تحفه )٢ ، و رواه المبرد في ( كامله ) من قوله « ان صبرت إلى و أنت مأزور »٣ .

و كيف كان ، فالتعزية مندوب إليها ، ففي الخبر : قال داودعليه‌السلام : إلهي ما جزاء من يعزّي الحزين و المصاب ابتغاء مرضاتك ؟ قال : أن أكسوه رداء من أردية الايمان أستره به من النار و أدخله به الجنّة٤ .

و في الخبر : قال موسىعليه‌السلام : يا ربّ ما لمن عزّى الثكلى ؟ قال : أظلّه في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي٥ .

أيضا قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عزّى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر المصاب شي‏ء٦ .

هذا ، و روى الخطيب في محمد بن بشر البغدادي ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عزّى معاذ بن جبل و هو وال باليمن عن ابن له ، فكتب إليه : أعظم اللّه لك الأجر و ألهمك الصبر و رزقك الصبر عند البلاء و الشكر عند الرخاء ، أنفسنا و أموالنا

____________________

( ١ ) الكافي ٣ : ٢٦١ ح ٢٠ .

( ٢ ) التحف : ١٤٥ .

( ٣ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١١٧٤ .

( ٤ ) بحار الأنوار ٨٣ : ٩٥ ح ٤٦ الباب ١٦ .

( ٥ ) بحار الأنوار ٨٢ : ١١٣ ، ح ٥٧ الباب ١٦ .

( ٦ ) الكافي ٣ : ٢٠٥ ح ٢ .

٤٤٥

و أهلونا من مواهب اللّه الهنيّة و عواريه المستودعة ، يمتّعنا بها إلى أجل معدود و يقضيها لوقت معلوم ، و حقّه علينا هناك اذا أبلانا الصبر ، فعليك بتقوى اللّه و حسن العزاء ، فان الحزن لا يردّ ميتا و لا يؤخّر أجلا ، و ان الأسف لا يرد ما هو نازل بالعباد١ .

« يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت منك ذلك » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « ذلك منك » كما في ( ابن أبي الحديد٣ و ابن ميثم و النسخة الخطية ) .

« الرحم » لشاعر :

و سميته يحيى ليحيا و لم يكن

إلى رد أمر اللّه فيه سبيل

تيمنت فيه الفال حين رزقته

و لم أدر ان الفال فيه يفيل٤

في ( الجزري ) في وقائع سنة ( ٦١٢ ) : توفي ولد الخليفة و كان يلقّب الملك المعظّم و حزن عليه الخليفة حزنا لم يسمع بمثله حتى انّه أرسل إلى أطراف الأصحاب ينهاهم عن إنفاذ رسول إليه يعزّيه بولده ، و لم يقرأ كتابا و لا سمع رسالة و انقطع و خلا بهمومه و أحزانه ، و رؤي عليه من الحزن و الجزع ما لم يسمع بمثله ، و مشى جميع الناس بين يدي التابوت إلى تربة جدّته عند قبر معروف الكرخي ، و لما أدخل التابوت اغلقت الأبواب و سمع الصراخ العظيم من داخل التربة ، فقيل ان ذلك صوت الخليفة ، و اما العامة ببغداد فانّهم وجدوا عليه وجدا شديدا ، و دامت المناجاة عليه في أقطار بغداد ليلا و نهارا ، و لم يبق

____________________

( ١ ) الخطيب ٢ : ٨٩ .

( ٢ ) في الطبعة المصححة « ذلك منك » : ٧٢٧ الحكمة ( ٢٩٣ ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٩٢ ، وردت عبارة « منك ذلك » في شرح ابن ميثم ٥ : ٣٩١ ح ٢٧٥ أمّا النسخة الخطية فقد سقط النص منها .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٩٤ .

٤٤٦

ببغداد محلّة إلاّ و فيها النوح ، و لم تبق المرأة إلاّ و أظهرت الحزن١ .

و عن الزبير بن بكار : ان ابن الزبير خطب بعد قتل المصعب أخيه : أتانا من العراق خبر أحزننا و أفرحنا ، فأما الذي أحزننا فإن لفراق الحميم لذعة يجدها حميمه عند المصيبة٢ .

« و ان تصبر ففي اللّه » أي : في ثوابه « من كلّ مصيبة خلف » .

قال الجاحظ : كان عليّعليه‌السلام اذا عزّى قوما قال : ان تجزعوا فأهل ذلك الرحم ، و ان تصبروا ففي ثواب اللّه عوض من كلّ فائت ، و ان أعظم مصيبة أصيب بها المسلمون محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

و قال سهل بن هارون : التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة .

« يا أشعث ان صبرت جرى عليك القدر و أنت مأجور » .

خطوب المنايا صرحت عن مواهب

مواهب أجر من نتاج المصائب

روي ان داودعليه‌السلام مات له ولد فحزن عليه ، فأوحى إليه : ما كان يعدل هذا الولد عندك ؟ قال : مل‏ء الأرض ذهبا قال تعالى فلك عندي مل‏ء الأرض ثوابا٣ .

« و ان جزعت جرى عليك القضاء و أنت مأزور » ماضي مأزور « وزر » من باب علم و حسب و شرف ، و أصله موزور ، و انّما قيل مأزور في قبال مأجور و لو أفرد عنه يقال موزور .

____________________

( ١ ) الكامل للجزري ١٢ : ٣٠٨ .

( ٢ ) الموفقيات : ٥٤٠ .

( ٣ ) بحار الأنوار ٨٢ : ١٢١ ح ١٤ ب ١٧ .

٤٤٧

و في ( المعجم ) : عن الصولي قال : لما مات غلام أبي الجهم من عمّال ابن الزيّات خاطب ملك الموت و قال :

و قد ملأوا الأرض عرضا و طولا

و أقبلت تسعى إلى واحدي ضرارا

كأنّي قتلت الرسولا

فسوف ادين بترك الصلاة

و اصطبح الخمر صرفا شمولا١

و قالوا : كان رجل من عاد مسمّى بحمار ، فمات أولاد له بصاعقة فكفر كفرا عظيما ، فلا يمرّ بأرضه أحد إلاّ دعاه إلى الكفر ، فان أجابه و إلاّ قتله ، و به يضرب المثل في قولهم « أكفر من حمار » .

و قيل : المصيبة واحدة إن صبرت ، و إلاّ فمصيبتان ، و المصيبة بالأجر أعظم من المعصية بالاخر .

ان يكن ما أصبت به جليلا

فذهاب العزاء فيه أجلّ

كل آت لا شك آت و ذو ال

جهل معنى و الهم و الحزن فضل

و لما مات ابنا الفرزدق قال :

فما ابناك إلاّ من بني الناس فاصبري

فلن يرجع الموتى حنين المآتم

و في ( الجزري ) : مات ابن للسلطان ملك شاه في سنة ( ٤٧٤ ) فجزع عليه جزعا شديدا و حزن عليه حزنا عظيما و منع من أخذه و غسله حتى تغيّرت رائحته و أراد قتل نفسه مرّات٢ .

« يا أشعث ابنك » هكذا في ( المصرية )٣ و لكن كلمة « ابنك » زائدة قطعا لعدم وجودها في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ، و أما « يا أشعث » فإنّما

____________________

( ١ ) المعجم ١ : ١٦٩ .

( ٢ ) الكامل في التاريخ لبن الاثير ١٠ : ١٢٢ .

( ٣ ) الطبعة المصححة لا وجود لها : ٧٢٧ .

٤٤٨

هي في الأول١ .

« سرّك و هو بلاء و فتنة »إنّما أموالكم و أولادكم فتنة .٢ .

« و حزنك و هو ثواب و رحمة » عزّى رجل الهادي بن المهدي العباسي عن ابن له فقال :

كان لك من زينة الحياة الدّنيا

و هو اليوم من الباقيات الصالحات

و قال الطائي :

عليك بثوب الصبر إذ فيه ملبس

فإن ابنك المحمود بعد ابنك الصبر

و في ( الطبري ) : قدم المهدي البصرة فمر في سكة قريش و كانوا يتشأمون بها و صاحب شرطته أمامه و ابنته البانوقة بينه و بين صاحب الشرطة في هيئة الفتيان عليها قباء أسود و منطقة و شاشة متقلّدة السيف و كان ثدياها قد رفعا القباء ، ثم ماتت ببغداد فأظهر عليها المهدي جزعا لم يسمع بمثله ، فجلس للناس يعزونه ، فأكثر الناس و أجمعوا على أنّهم لم يسمعوا تعزية أو جز و أبلغ من تعزية شبيب ابن شيبة ، فقال له : اللّه خير لها منك ، و ثواب اللّه خير لك منها ، و أنا أسأل ألا يحزنك و لا يفتنك٣ .

و روى ( الاستيعاب ) عن ابراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر زوجة أبي ذر قالت : بكيت فقال أبو ذر : ما يبكيك ؟ فقلت : ما لي لا أبكي و أنت تموت بفلاة إلى أن قال فقال : فابشري و لا تبكي ، فانّي سمعت النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا يموت بين امرئين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران و يحتسبان فيريان النار أبدا ،

و قد مات لنا ثلاثة من الولد .٤ .

____________________

( ١ ) شرح نهج البلغة لابن ميثم ٥ : ٣٩١ ح ٧٥ .

( ٢ ) التغابن : ١٥ .

( ٣ ) تاريخ الطبري ٦ : ١٦٩ .

( ٤ ) الاستيعاب ١ : ٢٥٣ ٢٥٤ .

٤٤٩

و في ( كامل المبرد ) : قالت الخنساء ترثي أخاها معاوية بن عمرو من أبيها و أمّها :

أريقي من دموعك و استفيقي

و صبرا ان أطقت و لن تطيقي

إلى أن قالت :

فلا و اللّه لا تسلاك نفسي

لفاحشة أتيت و لا عقوق

و لكنّي رأيت الصبر خيرا

من النعلين و الرأس الحليق

و قال في معنى البيت الأخير : ان المرأة اذا كانت أصيبت بحميم جعلت في يديها نعلين تصفق بهما صدرها و وجهها١ .

و نظرت أعرابية إلى امرأة حولها عشرة من بنيها كأنّهم الصقور ،

فقالت : لقد ولدت لكم حزنا طويلا .

و قيل لاعرابية مات ابنها : ما أحسن عزاءك فقالت : ان فقدي إيّاه آمنني من المصيبة بعده٢ .

هذا ، و قيل لأعرابي : كيف حزنك اليوم على ولدك ؟ فقال : ما ترك حب الغداء و العشاء لي حزنا .

٢ الحكمة ( ٤١٣ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ صَبَرَ صَبْرَ اَلْأَحْرَارِ وَ إِلاَّ سَلاَ سُلُوَّ اَلْأَغْمَارِ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ ع قَالَ ؟ لِلْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ ؟ مُعَزِّياً إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ اَلْأَكَارِمِ وَ إِلاَّ سَلَوْتَ سُلُوَّ اَلْبَهَائِمِ

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢١٧ .

( ٢ ) نهاية الارب ٥ : ١٦٤ .

٤٥٠

« من صبر صبر الأحرار و إلاّ سلا سلّو الأغمار » .

الأصل في سلا « سلا سلوا » مثل قعد قعودا ، و أما « سلى سليا » فلغة قال أبو زيد : السلو : طيب نفس الألف عن ألفه ، كما أنّ الأصل في الغمر الصبي الذي لا عقل له ، و يقال لكلّ من لا خير فيه و لا غناء عنده .

و في ( المروج ) : اعتلّت حبابة مغنية يزيد بن عبد الملك و كانت ذات يوم غنّته فطرب طربا ثم قال : أريد أن أطير .

فقالت : فعلى من تدع الامة ؟ قال : إليك و أقام أياما لا يظهر للناس ، ثمّ ماتت فأقام أياما لا يدفنها جزعا عليها حتى جيفت ، فقيل : ان الناس يتحدّثون بجزعك و ان الخلافة تجلّ عن ذلك ، فدفنها و أقام على قبرها فقال :

فان تسل عنك النفس أو تدع الهوى

فباليأس تسلو النفس لا بالتجلّد

و قالوا أيضا : لمّا توفيت أكبّ عليها يتشممها أياما حتى أنتنت إلى أن قال و طعن في جنازتها فدفنوه إلى سبعة عشر يوما١ .

« و في خبر آخر أنّه قال للأشعث بن قيس معزّيا : إن صبرت صبر الأكارم و إلاّ سلوت سلوّ البهائم »٢ .

قال ابن أبي الحديد : حكاه أبو تمام فقال :

و قال علي في التعازي لأشعث

و خاف عليه بعض تلك المآثم

أتصبر للبلوى عزاء و حسبة

فتوجر أم تسلو سلو البهائم٣

قلت : و قد أخذه آخر فقال :

إذا أنت لم تسل اصطبارا و حسبة

سلوت على الأيام مثل البهائم

____________________

( ١ ) المروج ٣ : ١٩٨ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٢٠ : ٥٠ .

( ٣ ) المصدر نفسه ٢٠ : ٥٠ .

٤٥١

و في خبر آخر رواه المبرّد في ( كامله ) : كان عليعليه‌السلام يقول عند التعزية :

« عليكم بالصبر فإنّ به يأخذ الحازم و إليه يعود الجازع »١ و في خبر آخر رواه ابن أبي شعبة في ( تحفه ) أنّهعليه‌السلام عزّى ابن عباس عن مولود صغير له مات فقال : لمصيبة في غيرك لك أجرها أحبّ إليّ من مصيبة فيك لغيرك ثوابها ،

فكان لك الأجر لا بك و حسن لك العزاء لا عنك و عوّضك اللّه عنه مثل الذي عوّضه منك٢ .

و في ( تنبيه القالي ) عن حذيفة : ما خلق اللّه تعالى شيئا إلاّ صغيرا ثم يكبر إلاّ المصيبة فانّه خلقها كبيرة ثم تصغر٣ .

و في ( الأغاني ) : كثر بكاء غيلان بن سلمة الثقفي على ابنه نافع لما قتل مع خالد بن الوليد بدومة الجندل ، فعوتب في ذلك فقال : و اللّه لا تسمح عيني بمائها فأضنّ به على نافع ، فلما تطاول العهد انقطع ذلك فقال : بلى نافع و بلى الجزع و فنيت الدموع و اللحاق به قريب٤ .

هذا ، و في ( كامل المبرد ) : قال ابن عياش : نزلت بي مصيبة أو جعتني فذكرت قول ذي الرمة :

لعل انحدار الدمع يعقب راحة

من الوجد أو يشفي نجي البلابل

فخلوت فبكيت فسلوت٥ .

____________________

( ١ ) الكامل لأبي العباس المبرد ٣ : ١١٧٤ .

( ٢ ) تحف العقول لأبي شعبة : ١٤٥ .

( ٣ ) ذكره في النوادر و ليس في التنبيه : ١٩٦ .

( ٤ ) الأغاني ١٣ : ٢٠٨ .

( ٥ ) الكامل في الأدب ١ : ٨٠ .

٤٥٢

٣ الحكمة ( ٤٤٨ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ اَلْمَصَائِبِ اِبْتَلاَهُ اَللَّهُ بِكِبَارِهَا أقول : في ( كامل المبرد ) : قال علي بن الحسينعليه‌السلام حين مات ابنه فلم ير منه جزع ، فسئل عن ذلك فقال : أمر كنّا نتوقعه فلما وقع لم ننكره١ .

و قيل : ان حارث بن عبد اللّه الباهلي كان له بنون سبعة حلب لهم في علبة فمج فيها أفعى فبعث بها إليهم فشربوها فماتوا جميعا ، و هلكت لجار له شاة فجعل يعلن بالبكاء عليها ، فقال قائل :

يا أيها الباكي على شاته

يبكي جهارا غير اسرار

ان الرزيئات و أمثالها

ما لقي الحارث في الدار٢

و قالوا : دخل كعب البقر الهاشمي على محمد بن عبد اللّه بن طاهر يعزّيه بأخيه فقال : أعظم اللّه مصيبة الأمير فقال : أما فيك فقد فعل٣ .

٤ الحكمة ( ١٨٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ لَمْ يُنْجِهِ اَلصَّبْرُ أَهْلَكَهُ اَلْجَزَعُ أقول : كما في يزيد بن عبد الملك في جاريته حبابة أهلكه الجزع لما لم يصبر فمات بعدها بأيام٤ .

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢٠٤ .

( ٢ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢٠٤ .

( ٣ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ : ١٦١ .

( ٤ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٢٠٩ .

٤٥٣

و روى ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال : ان الصبر و البلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء و هو صبور ، و ان الجزع و البلاء يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء و هو جزوع١ .

و عنهعليه‌السلام قال : لا تعدّن مصيبة أعطيت عليها الصبر و استوجبت من اللّه تعالى عليها الثواب ، انّما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها و ثوابها اذا لم يصبر عند نزولها٢ .

هذا ، و في ( الحلية ) مات للشبلي ابن كان اسمه غالبا فجزت امه شعرها عليه ، و كان للشبلي لحية كبيرة فأمر بحلق الجميع ، فقيل له : يا استاذ ما حملك على هذا ؟ فقال : جزّت هذه شعرها على مفقود فكيف لا أحلق لحيتي أنا على موجود٣ .

قلت : و من العجب ، هذا أحد معروفي مشائخ الصوفية و هذه أعماله ، مع انّه نقل عن خير النساج قال : جاءنا الشبلي و هو سكران فنظرنا و لم يكلّمنا ،

فانهجم على الجنيد في بيته و هو جالس مع امرأته مكشوفة الرأس فهمّت أن تغطي رأسها فقال لها الجنيد : لا عليك ليس هو هناك قال فصفق على رأس الجنيد و أنشأ يقول :

« عودوني الوصال و الوصال عذب . »٤ .

و قال : قال رجل : نراك جسيما بدينا و المحبة تضمني فأنشأ :

أحب قلبي و ما درى بدني

و لو درى ما أقام في السمن٥

و نقل ان أبا بكر بن مجاهد قال له : أخبرت انّك تحرق الثياب و الخبز

____________________

( ١ ) الكافي ٣ : ٢٢٣ ح ٣ .

( ٢ ) الكافي ٣ : ٢٢٤ ح ٧ .

( ٣ ) الحلية ١٠ : ٣٧٠ .

( ٤ ) الحلية ١٠ : ٣٦٧ .

( ٥ ) الحليّة ١٠ : ٣٧١ .

٤٥٤

و الأطعمة و ما ينتفع به الناس من منافعهم و مصالحهم ، أين هذا من العلم و الشرع ؟ فقال له :قول اللّه فطفق مسحا بالسوق و الأعناق ١ أين هذا من العلم ؟ فسكت ابن مجاهد و قال : كأنّي لم أقرأها قط٢ .

قلت : و كفاهما خزيا استدلالا و اقتناعا .

٥ الحكمة ( ٣٥٧ ) وَ عَزَّى قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ :

إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ وَ لاَ إِلَيْكُمُ اِنْتَهَى وَ قَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هَذَا يُسَافِرُ فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وَ إِلاَّ قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ « إنّ هذا الأمر » أي : الموت الذي نزل بصاحبهم .

« ليس لكم بدأ » هكذا في النسخ ، و لكن الظاهر ان الأصل « ليس بكم بدأ » .

« و لا إليكم انتهى » أخذ المعنى الفرزدق فقال لمّا مات ابناه مخاطبا لامرأته :

و قد رزى‏ء الأقوام قبلي بابنهم

و اخوانهم فاقني حياء الكرائم

و مات أبي و المنذران كلاهما

و عمرو بن كلثوم شهاب الأراقم

و قد كان مات الأقرعان و حاجب

و عمرو أبو عمرو و قيس بن عاصم

و قد مات بسطام بن قيس بن خالد

و مات أبو غسان شيخ اللهازم

و قد مات خيراهم فلم يهلكاهم

عشية بانا رهط كعب و حاتم

فما ابناك إلاّ من بني الناس فاصبري

فلن يرجع الموتى حنين المآتم٣

____________________

( ١ ) ص ٣٣ .

( ٢ ) الحلية ١٠ : ٣٧٤ .

( ٣ ) ديوان الفرزدق ٢ : ٢٠٦ .

٤٥٥

و عزّى رجل آخر فقال : و العجب كيف يعزّي ميت ميتا عن ميت .

و في ( عيون الصدوق ) : نعي إلى الصادقعليه‌السلام اسماعيل بن جعفر و هو أكبر أولاده و هو يريد أن يأكل و قد اجتمع ندماؤه فتبسّم ثم دعا بطعامه و قعد معهم و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام و يحثّهم على الأكل و يضع بين أيديهم و يعجبون منه ألا يرون للحزن أثرا ، فلما فرغوا قالوا : يابن رسول اللّه لقد رأينا عجبا ، أصبت بمثل هذا الابن و أنت كما ترى قال : و مالي لا أكون كما ترون و قد جاءني خبر أصدق الصادقين أنّي ميّت و إيّاكم ، ان قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم لم ينكروا من يخطفه الموت منهم و سلموا لأمر خالقهم عزّ و جل١ .

« و قد كان صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض أسفاره » هكذا في ( المصرية )٢ و الصواب : « سفراته » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية )٣ .

« فإن قدم عليكم و إلاّ فأنتم قدمتم عليه » أخذ كلامهعليه‌السلام هذا الحجاج ، فكتب إلى الوليد في جواب تعزيته له بأخيه محمّد : ما التقيت أنا و محمد منذ كذا و كذا سنة إلاّ عاما واحدا ، و ما غاب عنّي غيبة ، أنا لقرب اللقاء فيها أرجى من غيبته هذه في دار لا يفترق فيها .

و قال البحتري للذفافي في أخيه :

نودي كما أودي و نشرب كأسه

الملأى و نسلك نهجه المسلوكا٤

و قال أخو لبيد :

____________________

( ١ ) العيون للصدوق ٢ : ٢ ، و نقله المجلسي في بحار الأنوار ٤٧ : ١٨ ح ٧ .

( ٢ ) الطبعة المصرية المصححة : ٧٤٠ الحكمة ( ٣٥٧ ) .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٧٤ .

( ٤ ) ديوان البحتري ٢ : ٩٠ .

٤٥٦

و انا و اخوان لنا قد تتابعوا

لكالمغتدي و الرائح و المتهجر

و في ( أمالي القالي ) : قال رجل من محارب يعزّي ابن عم له على ولده :

و ان أخاك الكاره الورد وارد

و انّك مرأى من أخيك و مسمع

و انّك لا تدري بأيّة بلدة

صداك و لا عن أي جنبيك تصرع

أتجزع ان نفس أتاها حمامها

فهلا التي عن بين جنبيك تدفع١

و قالوا : مات ابن لسليمان بن علي فجزع عليه جزعا شديدا حتى امتنع من الطعام و الشراب و جعل الناس يعزّونه فلا يحفل بذلك ، فدخل عليه يحيى بن منصور فقال : عليكم نزل كتاب اللّه فأنتم أعلم بفرائضه ، و منكم كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأنتم أعلم بسنّته ، و لست ممّن يعلم من جهل و لا يقوّم من عوج ، و لكن اعزّيك ببيت شعر قال : هاته قال :

و هون ما ألقى من الوجد أنّني

اساكنه في داره اليوم أو غد٢

قال : أعد فأعاد فقال : يا غلام الغداء .

و قال ابن أبي الحديد قال ابراهيم بن المهدي في ولد له :

يؤوب إلى أو طانه كلّ غائب

و أحمد في الغياب ليس يؤوب

تبدل دارا غير داري و جيرة

سواي و أحداث الزمان تنوب

أقام بها مستوطنا غير انّه

على طول أيام المقام غريب

و اني و ان قدّمت قبلي عالم

بأني و إن أبطأت عنك قريب

و ان صباحا نلتقي في مسائه

صباح إلى قلبي الغداة حبيب٣

و قال وضّاح اليمن في رثاء أبيه و أخيه لما أتاه نعيهما :

____________________

( ١ ) الأمالي للقالي : ١٠٥ ، ذيل الأمالي .

( ٢ ) البيان و التبيين للجاحظ ٣ : ٩٧ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٧٤ .

٤٥٧

سأصبر للقضاء فكلّ حي

سيلقى سكرة الموت المذوق

فما الدّنيا بقائمة و فيها

من الأحياء ذو عين رموق

و للأحياء أيام تقضى

يلف ختامها سوقا بسوق

كذلك يبعثون و هم فرادى

ليوم فيه توفية الحقوق١

هذا و في ( كامل المبرّد ) : قال رجل من أصحابنا : شهدت رجلا في طريق مكّة معتكفا على قبر و هو يردّد شيئا و دموعه تكفّ من لحيته ، فدنوت لأسمع ما يقول ، فجعلت العبرة تحول بينه و بين الإبانة ، فقلت له : يا هذا فرفع رأسه إليّ و كأنّما هب من رقدة فقال : ما تشاء فقلت : أعلى أبيك تبكي ؟ قال : لا قلت .

فعلى ابنك ؟ قال : لا ، و لا على نسيب و لا صديق و لكن على من هو أخصّ منهم .

قلت : أو يكون أحد أخص ممّن ذكرت ؟ قال : نعم من أخبرك عنه ، ان هذا المدفون كان عدوّا لي من كلّ باب ، يسعى عليّ في نفسي و في مالي و في ولدي ، فخرج إلى الصيد أيأس ما كنت من عطبه و أكمل ما كان من صحته ، فرمى ظبيا فأفصده فذهب ليأخذه فإذا هو قد أنفذه حتى نجم سهمه من صفحة الظبي ، فعثر فتلقى بفؤاده ظبة السهم فلحقه أولياؤه فانتزعوا السهم و هو و الظبي ميتان ، فنمى إليّ خبره فأسرعت إلى قبره مغتبطا بفقده ، فانّي لضاحك السن إذ وقعت عيني على صخرة فرأيت عليها كتابا فهلم فاقرأه و أو مأ إلى الصخرة فاذا عليها :

و ما نحن إلاّ مثلهم غير اننا

أقمنا قليلا بعدهم و تقدّموا

قلت : اشهد انّك تبكي على من بكاؤك عليه أحقّ من النسيب٢ .

قلت : لأنّه بكاء على نفسه و لا أعزّ من نفسه .

____________________

( ١ ) الأغاني ٦ : ٢٢٩ .

( ٢ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١٢٥٥ .

٤٥٨

هذا ، و قالوا : مات ابن لصالح بن عبد القدوس المرمي بالزندقة ، فجزع عليه فقال له أبو الهذيل : لا أعرف لحزنك وجها اذا كان الناس عندك كالزرع .

قال : انّما أتوجع عليه لأنّه لم يقرأ كتاب الشكوك قال : ما هو ؟ قال : كتاب وضعته من قرأه يشكّ فيما كان حتى يتوهّم انّه لم يكن ، و فيما لم يكن حتى يتوهم انّه قد كان فقال له أبو الهذيل : فشك أنت في موت ابنك و اعمل على انّه لم يمت و ان كان قد مات ، و شك أيضا في انّه قد قرأ كتاب الشكوك و ان كان لم يقرأه .

هذا ، و لهعليه‌السلام كلام آخر لم ينقله المصنّف ذكره المبرّد في ( كامله ) فقال في باب اختصار الخطب : كان علي بن أبي طالبعليه‌السلام يقول عند التعزية :

« عليكم بالصبر فانّ به يأخذ الحازم و إليه يعود الجازع »١ .

٦ الحكمة ( ٣٥٤ )

وَ هَنَّأَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ رَجُلاً بِغُلاَمٍ وُلِدَ لَهُ فَقَالَ لَهُ لِيَهْنِئْكَ اَلْفَارِسُ فَقَالَ ع لاَ تَقُلْ ذَلِكَ وَ لَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ اَلْوَاهِبَ وَ بُورِكَ لَكَ فِي اَلْمَوْهُوبِ وَ بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ رُزِقْتَ بِرَّهُ قول المصنّف : « و هنّأ بحضرته رجل رجلا فقال ليهنئك الفارس » في ( عيون القتيبي ) : قال الناجي : كنت عند الحسن البصري فقال رجل : ليهنئك الفارس فقال الحسن : لعلّه يكون بغالا٢ .

« فقالعليه‌السلام لا تقل ذلك » و كما نهى عن « ليهنئك الفارس » في الولادة نهى

____________________

( ١ ) الكامل للمبرّد ٣ : ١١٧٤ ، مرّ في صفحة ١٢١ .

( ٢ ) العيون للقتيبي ٣ : ٦٨ .

٤٥٩

عن « بالرفاء و البنين » في التزويج ، ففي ( تاريخ بغداد ) : قدم عقيل البصرة فتزوج امرأة فقالوا : بالرفاء و البنين فقال : لا تقولوا ذلك ، فانّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نهانا عن ذلك و أمرنا أن نقول : « بارك اللّه لك و بارك عليك »١ .

هذا و في ( فتوح البلاذري ) : دمون الذي تزوج أبو موسى الأشعري ابنته فولدت له أبا بردة خطة بالبصرة و فيه قالوا : الرفاء و البنون و خبز و كمون في بيت الدمون٢ .

و قالوا : فارق شقيق بن مسليل امرأة و قال لها :

فامّا نكحت فلا بالرفا

اذا ما فعلت و لا بالبنينا

اذا حملت إلى داره

اعد لظهرك سوطا متينا

و كذلك نهى عن قول « استأثر اللّه بفلان » في التكنية عن موته ، ففي ( صفين نصر ) : لما قدم عليعليه‌السلام الكوفة نزل على باب المسجد ، فدخل و صلّى ثم تحوّل و جلس إليه الناس ، فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة فقال قائل « استأثر اللّه به » فقالعليه‌السلام : ان اللّه لا يستأثر بأحد من خلقه ، انما أراد اللّه بالموت اعزاز نفسه و إذلال خلقه٣ و قرأ .وَ كُنْتُم أَمْوَاتا فأحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ .٤ .

و كذلك نهى عن قولهم « طاب استحمامك » .

ففي ( الكافي ) : قال أبو مريم الأنصاري : ان الحسن بن عليعليه‌السلام خرج من الحمام فلقيه انسان فقال : طاب استحمامك فقال يا لكع و ما تصنع بالاست ههنا ، فقال : « طاب حميك » فقال : أما تعلم ان الحميم العرق قال « طاب

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد ١١ : ٤٢ .

( ٢ ) الفتوح للبلاذري : ٤٩٢ .

( ٣ ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم : ٥ .

( ٤ ) البقرة : ٢٨ .

٤٦٠

461

462

463

464

465

466