منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

منتهى المقال في أحوال الرّجال 16%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
ISBN: 964-5503-99-X
الصفحات: 466

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 466 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 278511 / تحميل: 4949
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٩٩-X
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

لأهداف عليا.

وبعبارة اُخرى : إنَّ الافعال الخارقة للعادة ليست ظواهر عارية عن العلل ، بل إنَّ علتها غير طبيعيّة ، وافتقاد العلة الطبيعية ( وخاصة العلة الطبيعية غير المعروفة ) ليس دليلا على افتقاد مطلق العلة.

والخلاصة ؛ إن قوانين الخلقة ليست بحيث لا يمكن تبدُّلها ، وتغيّرها بارادة بارئها وخالقها.

إنهم يقولون : إنَّ جميع خوارق العادة ، وجميع أفعال الأنبياء العجيبة الّتي تتصف بصفة الاعجاز ، والخارجة عن اطار القوانين الطبيعية ، تتحقق من هذه الزاوية.

إنَّ هذا الفريق من الناس لا يسمَحُون لأنفسهم بان يرفضوا الأعمال الخارقة للعادة ، والكرامات الّتي جاء ذكرها في القرآن الكريم ، والاحاديث ، أو وردت في المصادر التاريخية الصحيحة المعتبرة ، أو يكشوا فيها بحجة أنها لا توافق الموازين الطبيعية ، والقوانين العلمية.

وها نحن نشير إلى قضيتين عجيبتين وقعتا في فترة الطفولة من حياة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومع اخذ ما قلناه بنظر الاعتبار لا يبقى أي مجال للترديد ، أو الاستبعاد :

١ ـ لقد نقَلَ المؤرخون عن « حليمة السعدية » قولها بأنها لمّا تكفلَّت إرضاع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرادت أن ترضعه في محضر اُمّها ، ففتحت جيبها وأخرجت ثديها الايسر ، وأخذت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعته في حجرها ، ووضعت ثديها في فمه ، فترك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثديها ، ومالَ إلى ثديها الأيمن ، فاخذت « حليمة » ثديها الأيمن من يد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووضعت ثديها الأيسر في فمه وذلك أنَّ ثديها الأيمن كان جهاماً ( أي خالياً من اللبن ولم يكن يدرُّ به ) ، وخافت ( حليمة ) أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا مصَّ الثدي ولم يجد فيه شيئاً لا يأخذ ـ بعده ـ الأيسر. ولكن النبيّ أصرَّ على أخذ الثدي الأيمن ، فلمّا مصَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأيمن امتلأ فانفتح حتّى ملأ شدقيه

٢٢١

فادهش الجميع ذلك(١) .

٢ ـ وتقول « حليمة » أيضاً : إن البوادي أجدبت وحملنا الجُهد على دخول البلد ، فدخلتُ مكة مع نساء بني سعد فأخذتُ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعرفنا به البركة والزيادة في معاشنا ورياشنا حتّى أثرينا ، وكثرت مواشينا ، وأموالنا(٢) .

إنَّ مَن المسلم أنَّ حكم الماديين ، أومن يحذو حذوهم ويتبع منهجهم في هذه المسائل يختلف عن حكم المؤمنين باللّه.

فان أتباع المنهج المادي إذ عجزوا عن تفسير هذا النوع من القضايا من زاوية العلوم الطبيعية ، نجدهم يبادرون إلى اعتبار هذه الحوادث من نسج الخيال ، ومن ولائد الاوهام ، واما إذا كانوا اكثر تأدباً لقالوا : إن رسول الإسلام ليس بحاجة إلى امثال هذه المعاجز :

ونحن نقول : لا نقاش في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غني عن هذه المعاجز إلاّ أن عدم الحاجة شيء ، والحكم بصحة هذه الاُمور أو بطلانها شيء آخر.

وأما المؤمن باللّه الّذي يردُّ النظام الطبيعي ، إلى مشيئة اللّه خالق الكون وارادته العليا ، ويعتقد بأن كل الحركات والظواهر في العالم الطبيعي من اصغر اجزائه ( الذرة ) إلى اكبر موجوداته ( المجرة ) يجري تحت تدبيره ، ونظارته ، فانه بعد التحقق من مصادر هذه الحوادث والتأكد من وقوعها ينظر إليها بنظر الاحترام ، وأمّا إذا لم يطمئن إليها لم يرفضها رفضاً قاطعاً.

ولقد ورد في القرآن الكريم نظائر عديدة لهذه القصة حول « مريم » اُم عيسى فالقرآن يخبرنا عن تساقط الرطب الجَنيّ من جذع النخلة اليابسة كرامة لوالدة المسيح عندما لجأت إليه مريم عند المخاض إذ يقول : « ...ألاّ تَحزَني قَدْ جَعلَ رَبُّكِ تَحتك سَريّاً. وَهُزِّي إليْكِ بِجذْع النَخلةِ تُساقِط عَليْك رُطباً جَنِيّاً »(٣) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ٣٤٥ و ٣٤٦.

٢ ـ المناقب لابن شهراشوب : ج ١ ، ص ٢٤.

٣ ـ مريم : ٢٤ و ٢٥.

٢٢٢

إنه وان كان الفرق بين « مريم » و « حليمة » شاسعاً وكبيراً من حيث الملكات الفاضلة والمكانة ، والمنزلة ، إلاّ أن منزلة « مريم »عليها‌السلام لو استوجبت مثل هذا اللطف الالهي ، ففي المقام استوجب نفسُ مقام الوليد العظيم ، ومكانته عند اللّه تعالى أن تشمله العناية الالهية.

كما انه قد جاء في القرآن الكريم حول مريمعليها‌السلام امور اُخرى مشابهة.

ان عصمة هذه المرأة الطاهرة ، وتقاها وطهرها البالغ كانت بحيث أن « زكريا » كلّما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً ، فاذا سألها : مِن أينَ لكِ هذا قالت : هو مِنْ عِند اللّه؟(١) .

وَعلى هذا الأساس يجب أن لا نتردَّد ولا نسمح لانفسنا بأن نشك في مثل هذه الكرامات ، أو نستبعدها.

خَمسَةُ أعوام في الصَحْراء :

أمضى وليدُ « عبد المطلب » في قبيلة « بني سعد » مدة خمسة أعوام ، بلغ فيها أشده.

وخلالَ هذه المدة اخذته « حليمة » إلى اُمّه مرتين أو ثلاث ، وقد سلّمته إلى اُمه في آخر مرة.

وكانت المرّة الاُولى من تلك المرات عند فطامه ، ولهذا السبب اتت بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « حليمة » إلى مكة ولكنها عادت به إلى الصحراء باصرار منها ، وكان السبب وراء هذا الاصرار على اصطحابه معها إلى البادية هو أن هذا الوليد قد اصبح مبعث خير ورخاء ، وبركة في منطقتها ، وقد دفع شيوعُ مرض الوباء في « مكة » إلى أن تقبل امُّه الكريمة بهذا الطلب(٢) .

وأما المرةُ الثانيةُ من تلك المرات فكانت عندما قدم جماعة من نصارى

__________________

١ ـ «وَكَفَّلها زكريّا كُلَّما دَخلَ عَلَيْها زكَريّا المِحْرابَ وَجدَ عِنْدها رزْقاً قال يا مَريَمُ أنّى لَكِ هذا قالَتْ هُو مِنْ عِنْد اللّه » ( آل عمران : ٣٧ ).

٢ ـ بحار الأنوار : ج ١٥ ، ص ٤٠١.

٢٢٣

الحبشة إلى الحجاز ، فوقع نظرهم على محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في « بني سعد » ، ووجدوا فيه جميع العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الّذي سيأتي بعد عيسى المسيحعليه‌السلام ، ولهذا عزموا على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا ان له شأنا عظيماً ، لينالوا شرف احتضانه ويذهبوا بفخره(١) .

ولا مجال لاستبعاد هذه القضية لأن علائم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذُكِرَت في الانجيل حسب تصريح القرآن الكريم ، فلا يبعد أن علماء النصارى قد تعرّفوا في ذلك الوقت على النبيّ من العلائم الّتي قرأوها ودرسوها في كتبهم.

يقول القرآن الكريم في هذا المجال : «وَإذْ قالَ عِيْسى بْنُ مرْيَم يا بَني إسْرائيلَ إنّي رَسُولُ اللّه إليْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْن يَديَّ مِنَ التوْراة وَمُبشِّراً بِرَسُول يأتْي مِنْ بَعْدي اسْمُهُ أَحمَد فَلمّا جَاءهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبيْنٌ »(٢) .

ثمّ انّ في هذا الصعيد آياتٌ اُخر صرَّحت بجلاء بأن علائم رسول الإسلام في الكتب السماوية الماضية في وضوح ، ومن غير إبهام ، وأن الامم السابقة كانت على علم بهذا الأمر(٣) .

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٦٧.

٢ ـ الصف : ٦.

٣ ـ «الذين يتَّبِعُونَ الرسول النبيّ الاُميَّ الَّذي يَجِدُونَهُ مكْتُوباً عِندَهُمْ في التوراة والإنْجيل » ( الأعراف : ١٥٧ ).

٢٢٤

٧

العَوْدة

إلى اَحضان العائلة

لقد خَلقَت يدُ القدرة الالهية كلَ فرد من أفراد النوع الانساني لأمر معين ، فهناك من خلق لا كتساب العلم والمعرفة ، وهناك من خُلقَ للاختراع والاكتشاف ، وثالثٌ خلق للسعي والعمل ، وبعض للتدبير والسياسة وفريق للتدريس والتربية وهكذا.

وإن المربِّين المخلصين الذين يهمّهم تقدم الأَفراد أو رقيّ مجتمعهم لا يعمدون إلى نَصب أحد في عمل من الاعمال ولا يعهدون إليه مسؤولية من المسؤوليات إلاّ بعد اختبار سليقته ومواهبه ، بغية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، إذ في غير هذه الحالة يتعرِّض المجتمع لضررين كبيرين : احدهما : أن لا يوكل إلى الفرد ما يستطيع القيام به ، والثاني : ان يبقى العمل الّذي قام به ناقصاً ، مبتوراً.

وقد قيل في المثل : لكل انسان موهبة ، والسعيد هو من اكتشف تلكم المواهب ، واصابها.

وقد ذكروا أن استاذاً كان ينصح تلميذاً له كسولا ، ويعدّد له مضارَّ الكسل والتواني ، ويصف له حال من ترك الاشتغال بالعلم ، وضيّع ربيع حياته في البطالة والغفلة.

وبينما الاستاذ ينصح تلميذه ـ وهو يسمع مواعظ اُستاذه ـ رأى تلميذه يرسم

٢٢٥

بقطعة من الجص صورة على المنضدة ، فادرك من فوره أن هذا الصبيّ لم يُخلق للدرس وتحصيل العلم ، بل خلقته يد القدرة للرسم ، فطلب منه أن يصطحب اباه إلى المدرسة في اليوم القادم ، ثم قال لوالد الصبيّ : إذا كان ولدك هذا كسولا في التعلم ، والتحصيل فانه يمتلك ذوقاً رفيعاً في الرسم ، ورغبة كبيرة في التصوير.

وقبل الوالد نصيحة المعلّم هذه ولم يمض زمانٌ طويل إلاّ وبرع الصبي وغدى قمة في هذا الفن ، بعد أن تابع هوايته بشغف وأكثر من ممارستها.

إن فترة الطفولة والصبا في حياة الأشخاص خير فرصة لأولياء الأطفال بأن يختبروا مواهب أبنائهم ، ويتعرفوا عليها من خلال تصرفاتهم ، وأفكارهم وردودهم ، لأن حركات الطفل وأقواله الجميلة والحلوة خير مرآة لما ينطوي عليه من مواهب وقابليات وصفات لوتوفرت لها ظروف التربية الصحيحة لأمكن الاستفادة منها على أفضل صورة ، وأحسن وجه.

إن مطالعة فاحصة لحياة النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأقواله وأفعاله إلى وقت البعثة المباكرة تُوقفنا على صورة كاملة لشخصيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتوضح لنا أهدافه العليا ، على أن مطالعة صفحات الطفولة في حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقط لا تكشف لنا عن مستقبله المشرق ، بل ان دراسة الصورة الاجمالية لحياته وتاريخه إلى يوم مبعثه الشريف ، وإعلانه عن نبوَّته وقيادته للمجتمع ، تخبرنا عن ذلك المستقبل العظيم ، وبالتالي عن هذه الحقيقة وهي ان هذه الشخصية خُلِقَت لأيّ عمل ، وأن إدعاء الرسالة والقيادة له هل ينسجمُ مع سوابقه التاريخية أم لا؟؟

هل تُؤيّد تفاصيلُ حياتِه خلال أربعين سنة قبل الرسالة ، وهل تؤيّد أفعالُه واقوالُه ، وبالتالي : سلوكه مع الناس ومعاشرته الطويلة مع الآخرين رسالته أم لا؟؟

من هنا نعمدُ إلى عرض بعض الصفحات من حياة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ايامها وسنواتها الاولى.

٢٢٦

لقد حافظت مرضعةُ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليه خمس سنوات ، وقامت في هذه المدة برعاية شؤونه خير قيام ، وبالغت في كفالته والعناية به ، وفي خلال هذه المدة تعلّم النبي لغة العرب على احسن ما يكون ، حتّى انهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يفتخر بذلك في ما بعد إذ كان يقول :

أنا أعربكُمْ ( اي أفصحكم ) وارضعت في بني سعد »(١) .

ثم ان « حليمة » جاءت به إلى « مكة » ، وبقي عند امّه الحنون ردحاً من الزمن ، وفي كفالة جده العظيم : « عبد المطلب » ردحاً آخر منه ، وكان هو السلوة الوحيدة لاقاربه والبقية الباقية من ابيه : « عبد اللّه »(٢) .

سَفْرةٌ إلى يثرب :

منذ أن فقَدت كَنّة « عبد المطلب » وعروس ابنه : « آمنة » زوجها الشاب الكريم : « عبد اللّه » باتت تترقب الفرص لتذهب إلى « يثرب » وتزور قبر زوجها الحبيب الفقيد عن كثب ، وتزور اقاربها في يثرب في نفس الوقت.

وذات مرة فكَّرت بأن تلك الفرصة قد سنحت ، وأن ولدها « محمَّداً » قد كبُر ، ويمكنه أن يشاركها في حزنها ، فتهيأت هي واُمّ ايمن للسفر ، واتجهت نحو يثرب برفقه « محمَّد » ، ولبثت هناك شهراً.

ولقد انطوت ( وبالاحرى حملت ) هذه السفرة على بعض الآلام الروحية لوليد قريش « محمّد » لأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى فيها ولأوّل مرة البيت الّذي توفي فيه والده العزيز ، ودفن(٣) وكانت والدته قد حدَّثته بامور عن والده إلى ذلك الحين.

وكانت لا تزال سحابةُ الحزن تخيّم على روحه الشريفة إذ فوجئ بحادثة مقرحة اُخرى ، وغشيه موج آخر من الحزن لأنه عند عودته إلى مكة فقد اُمّه

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٨٩.

٢ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٦٧.

٣ ـ كان البيت الّذي يضمّ قبر « عبد اللّه »عليه‌السلام لا يزال موجوداً حتّى قُبيل توسعة الدائرة حول المسجد النبوي الطاهر ، ولكنه اُزيل بحجّة إيجاد تلك التوسعة.

٢٢٧

العزيزة في اثناء الطريق في منطقة تدعى ب‍ « الابواء »(١) .

إنَ هذه الحادثة قد عزَّزتْ مكانة الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عشيرته اكثر فأكثر ، وجعلته يتمتع بمحبّة أزيد منهم ، فهو الزهرة الوحيدة من تلك الجنينة المباركة ، كما انه صار منذ ذلك الحين يتمتع بعناية أكبر من قبل جده « عبد المطلب » ولهذا كان يحبُّه اكثر من أبنائه ، بل ويؤثره عليهم جميعاً.

ومن ذلك أنه كان يُمدُّ في فناء الكعبة المعظمة بساطٌ لزعيم قريش « عبد المطلب » فيجلس هو عليه ويتحلَّقُ حوله وجوهُ قريش وسادتها وأولادُه فإذا وقَعت عيناه على بقية عبد اللّه « محمَّد » أمر بأن يُفرَّجَ له حتّى يتقدم نحوه ثم يُجلِسُه إلى جنبه على ذلك البساط المخصوص به(٢) .

ان القرآن الكريم يُذكّر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفترة يتمه ويقول : «ألمَ يجدْكَ يتيماً فآوى ».

إن الحكمة وراءيتم وليد قريش ليست واضحة لنا تمام الوضوح ، ولكننا نعلم إجمالا بأن سيل هذه الحوادث المؤلمة احيانا ، والمزعجة احيانا اخرى لم يك خالياً عن حكمة معقولة ومصلحة رشيدة ، بيد أننا مع كل هذا يمكن لنا الحدس بأن اللّه تعالى أراد أن يذوق قائد العالم البشري ومعلمه ، وإمام الإنسانية وهاديها ـ وقبل ان يتسلم مهامه ، ويزاول مسؤولياته العظمى ويبدأ قيادته ـ حُلو الحياة ومرَّها ، ويجرِّب سراء العيش وضرّاءه ، حتّى تتهيَّأ لديه تلك الروحُ الكبرى الصبورة الصامدة ، ويدّخر من تلك الحوادث الصعبة تجارب ودروساً ، ويعدّ نفسه لمواجهة مسلسل الشدائد والمصاعب ، والمشاق والمتاعب الّتي كانت تنتظره في المستقبل.

وربما أراد اللّه تعالى أن لا تكون في عنق نبيِّه طاعة لأحد ، ولهذا انشأه حراً خلياً من كل قيد ، منذ الايام الاُولى من حياته ، يصنع نفسَه بنفسِه ويقيّض لها موجبات الرشد ، واسباب الرقيّ ليتضح أن نبوغَهُ ليس نبوغاً بشرياً عادياً ومألوفاً

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ١٠٥.

٢ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٦٨.

٢٢٨

وانه لم يكن لوالديه اي دخل فيه وفي مصيره ، وبالتالي فان عظمته الباهرة نابعةٌ من مصدر الوحي ، وليست من العوامل العادية والاسباب المأنوسة المتعارفة.

وَفاة عبْدالمُطَّلب :

لقد جرت عادة الحياة ان تتعرض للمرء باستمرار ، وتستهدف سفينة حياته كالأمواج المتلاحقة مُوجِّهة ضرباتها القوية لروحه ، ونفسه.

أجل هذه هي طبيعة الحياة وسنتها مع أفراد النوع الانساني من دون استثناء.

ولم يكن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمعزل عن هذ السنة المعروفة وهذه القاعدة الحياتية العامة.

فلم تكن أمواج الحزن تفارق قلب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوفاة والديه بعد حتّى فاجأته مصيبة كبرى.

إنه لم يكن يمض من عمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اكثر من ثمان سنوات إلا وفقد جدّه العظيم « عبد المطلب » ، وقد اعتصَرت وفاة « عبد المطلب » قلب رسول اللّه ألماً وحزناً ، وكان لها وقعٌ شديدٌ على نفسه المباركة ، حتّى أنه بكى لفقده بكاء شديداً وظلّت دموعُه تجري من أجله إلى أن وري في لحده ، ولم ينس ذكره أبداً!!(١) .

كفالة أبي طالب للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

سيكون لنا حديثٌ مفصَّل حول شخصيّة أبي طالب في فصل خاص(٢) وسنثبت هناك إيمانه برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالوثائق والأدلة القاطعة ، ولكنَّ من المناسب الآن أن نستعرض بعض الحوادث المرتبطة بفترة كفالته للنبي

__________________

١ ـ كتب اليعقوبي في تاريخه : ج ٢ ، ص ١٠ و ١١ من تاريخه حول سيرة عبد المطلب ، وأنه كان موحِّداً لاوثنياً ، وذكر أن الإسلام أمضى الكثير من سننه.

٢ ـ في حوادث السنة العاشرة.

٢٢٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

لقد تكَفَّل أبو طالب ـ ولأَسباب خاصة ـ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتقبل تحمُّل هذه المسؤولية بفخر واعتزاز ، ولأنّ أبا طالب ـ مضافاً إلى العلل المشار إليها ـ كان أخاً لوالد النبي من أُمٍّ واحدة أيضاً(١) كما أنّه كانَ معروفاً بجوده وكرمه ، ومن هنا أوكلّ « عبد المطلب » أمر كفالة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حفيده ، إليه ، وسوف نقص عليك تدريجاً سطوراً ذهبية من تاريخه ، تمثل شاهد صدق على خدماته القيمة ، وأياديه الجليلة.

يقولون : إن النبي شارك وهو في العاشرة من عمره جنباً إلى جنب مع عمّه في حرب من الحروب(٢) وحيث أن هذه الحرب وقعت في الأشهر الحُرم لذلك سُمّيت بحرب « الفجار » وقد وردت تفاصيل حروب « الفجار » في التاريخ بشكل مسهَب.

سَفرةٌ إلى الشام :

لقد جرت العادة ان يسافر تجار قريش إلى الشام كل سنة مرة واحدة.

فعزم « ابو طالب » على أن يشارك في رحلة قريش السنوية هذه ذات مرة ، وعالج مشكلة ابن اخيه « محمَّد » الّذي ما كان يقدر على مفارقته بأنه قرر أن يتركه في مكة في حراسة جماعة من الرجال ، ولكنه ساعة الرحيل واجه من ابن اخيه العزيز ما غيّر بسببه قراره المذكور فقد شاهد « محمَّداً » وقد اغرورقت عيناه بالدموع لفراق كفيله الحميم « ابي طالب » ، فاحدثت ملامح « محمَّد » الكئيبة طوفاناً من المشاعر العاطفية في قلب « أبي طالب » بحيث اضطرته إلى أن يرضى

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٧٩ ، وامهما هي فاطمة المخزومية.

٢ ـ لقد كتب اليعقوبي في تاريخه : ج ١ ، ص ١٥ طبعة النجف أنّ أبا طالب لم يشترك في هذه الحرب قط ، كما لم يسمح لبني هاشم بالمشاركة فيها أيضاً ، لأنه كان ظلماً وعدواناً وقطيعة رحم واستحلالا للشهر الحرام.

٢٣٠

بمشقة اصطحاب « محمَّد » في تلك الرحلة(١) .

لقد كانت سفرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الّتي قام بها بصحبة عمّه وكافله « ابي طالب » في الثانية عشرة من عمره ، من اجمل وأطرف اسفارهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَبر فيها على : « مَديَن » و « وادي القرى » و « ديار ثمود » واطّلع على مشاهد الشام الطبيعية الجميلة.

ولم تكن قافلة قريش التجارية قد وَصلت إلى مقصدها حتّى حدثت في منطقة تدعى « بصرى » قضية غيرت برنامج « ابي طالب » وتسببت في عدوله عن المضي به في تلك الرحلة والقفول إلى مكة.

واليك فيما يلي مجمل هذه القضية :

كان يسكن في « بصرى » من نواحي الشام راهبٌ مسيحي يدعى « بحيرا » يتعبّد في صومعته ، يحترمه النصارى في تلك الديار.

وكانت القوافل التجارية إذا مرت على صومعته توقفت عندها بعض الوقت وتبركت بالحضور عنده.

وقد اتفق أن التقى هذا الراهبُ قافلة قريش الّتي كان فيها رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلفت نظره شخصيةُ « محمَّد » ، وراح يحدق في ملامحه ، وكانت نظراته هذه تحمل سراً عميقاً ينطوي عليه قلبه منذ زمن بعيد وبعد دقائق من

__________________

١ ـ ويذكر « أبو طالب » في ابيات له قصّة هذه السفرة وما جرى فيها من البدء إلى الختام نقتطف منها بعض الأبيات :

إنَّ ابنَ آمِنة النبي محمَّداً

عِندي يفوقُ منازل الأولاد

لما تعَلّق بالزمام رحمتُه

والعيسُ قد قلَّصْنَ بالازواد

فَارفضَّ من عينيّ دمع ذارفٌ

مثل الجمان مُفرّق الأفراد

راعيتُ فيه قرابة موصولة

وحفَظت فيه وصية الأجداد

وأمرتُه بالسير بين عمومة

بيض الوجوه مصالت أنجاد

حتّى إذا ما القومُ بُصرى عاينوا

لاقوا على شرك من المرصاد

حبراً فاخبرهم حديثاً صادقاً

عنه وردّ معاشر الحُسّاد

( تاريخ ابن عساكر : ج ١ ، ص ٢٦٩ ـ ٢٧٢ وديوان ابي طالب : ص ٣٣ ـ ٣٥ ).

٢٣١

النظرات الفاحصة ، والتحديق في وجه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج عن صمته وانبرى سائلا : اُنشدكم باللّه أيّكم وليّه؟

فاشار جماعة منهم إلى « أبي طالب » وقالوا : هذا وليّه.

فقال « ابو طالب » : إنه ابن أخي ، سلني عمّا بدا لك.

فقال « بحيرا » : إنه كائن لابن أخيك هذا شأنٌ عظيمٌ ، نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، هذا سيّدُ العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، يبعثه رحمة للعالمين. إحذرْ عليه اليهود لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليقصدنَّ قتلَه(١) .

هذا وقد اتفق اكثر المؤرخين على أنَّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتعدَّ تلك المنطقة ، وليس من الواضح أن عمه « أبا طالب » بعثه إلى مكة مع أحد ، ( ويُستَبعد أن يكون عمُه قد رضي بمفارقته منذ أن سمع تلك التحذيرات من الراهب بحيرا ) ، أم أنه اصطحبه بنفسه إلى مكة ، وانثنى عن مواصلة سفره إلى الشام(٢) .

وربما قيل أنه تابع ـ بحذر شديد ـ سفرَهُ إلى الشام مع ابن اخيه « محمَّد ».

اُكذُوبَةُ المُسْتشرقيْن :

لقد آلينا على أنفسنا في هذا الكتاب ان نشير إلى أخطاء المستشرقين وغلطاتهم بل وربما أكاذيبهم ، واتهاماتهم الباطلة ، وشُبههُم الواهية ليتضح للقراء الكرام الى أي مدى يحاول هذا الفريق إرباك أَذهان البُسطاء من الناس ، وبلبلة عقولهم حول قضايا الإسلام!!

إن قضية اللقاء الّذي تم ـ في بصرى ـ بين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والراهب « بحيرا » لم تكن سوى قضية بسيطة ، وحادثة عابرة وقصيرة ، إلا أنها وقعت في ما بعد ذريعة بايدي هذه الزمرة ( المستشرقون ) فراحوا يصرّون أشدّ اصرار على أنّ

__________________

١ ـ روى تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٣٢ و ٣٣ ، والسيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٨٠ ـ ١٨٣ هذه القصّة بتفصيل اكبر وقد اختصرناها هنا تمشياً مع حجم هذا الكتاب.

٢ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٨٢ و ١٨٣.

٢٣٢

ما أظهره رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تعاليم رفيعة سامية بعد ٢٨ عاماً ، واستطاع بها أن يُحيي بها تلك الاُمة الميّتة قد تلقاها من الراهب « بحيرا » في هذه السفرة. ويقولون : إن « محمَّداً » بما تمتع به من قوة ذاكرة ، وصفاء نفس ودقة فكر ، وعظمة روح وهبته اياها يد القدر ، أخذ من الراهب « بحيرا » في لقائه به ، قصص الانبياء السالفين والاقوام البائدة مثل عاد وثمود ، وكثيراً من تعاليمه الحيوية.

ولا ريب في أن هذا الكلام ليس سوى تصور خيالي لا يتلاءم ولا ينسجم مع حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل وتكذبه الموازين العقلية ، واليك بعض الشواهد على هذا :

١ ـ لقد كان « محمَّد »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باجماع المؤرخين اُميّاً ، لم يتعلم القراءة والكتابة ، وكان عند سفره إلى الشام ، ولقائه ب‍ « بحيرا » لم يتجاوز ربيعه الثاني عشر بعد ، فهل يصدق العقل ـ والحال هذه ـ أن يستطيع صبيٌ لم يدرس ولم يتعلّم القراءة والكتابة ولم يتجاوز ربيعه الثاني عشر ان يستوعب تلك الحقائق من « التوراة » و « الإنجيل » ، ثم يعرضها ـ في سن الاربعين ـ على الناس بعنوان الوحي الالهيّ والشريعة السماوية؟!

إن مثل هذا الأمر خارج عن الموازين العادية ، بل ربما يكون من الاُمور المستحيلة لو أخذنا بنظر الاعتبار حجم الإستعداد البشري.

٢ ـ إن مدة هذا اللقاء كان اقل بكثير من أن يستطيع محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مثل تلك الفترة الزمنية القصيرة أن يستوعب « التوراة » و « الانجيل » ، لأن هذه الرحلة كانت رحلة تجارية ولم يستغرق الذهاب والاياب والاقامة اكثر من أربعة أشهر ، لأن قريشاً كانت تقوم في كل سنة برحلتين ، في الصيف إلى « الشام » ، وفي الشتاء إلى « اليمن » ، ومع هذا لا يُظنّ أن تكون الرحلة برمتها قد استغرقت اكثر من اربعة أشهر ، ولا يستطيع اكبر علماء العالم واذكاهم من أن يستوعب في مثل هذه المدة القصيرة جداً محتويات ذينك الكتابين ، فضلا عن صبي لم يدرس ، ولم يتعلم القراءة والكتابة من احد.

٢٣٣

هذا مضافاً إلى أنه لم يكن يصاحبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك الراهب كل تلك الاشهر الاربعة بل ان اللقاء الّذي وقع إتفاقاً في أحد منازل الطريق لم يستغرق سوى عدة ساعات لا اكثر.

٣ ـ إن النَص التاريخي يشهد بأن « ابا طالب » كان ينوي اصطحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الشام ، ولم يكن مقصده الأصلي « بصرى » بل إن « بصرى » كان منزلا في أثناء الطريق تستريح عنده القوافل التجارية أحياناً ، ولفترة جداً قصيرة.

فكيف يمكن في مثل هذه الصورة ان يمكث رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك المنطقة ، ويشتغل بتحصيل علوم « التوراة » و « الانجيل » ومعارفهما؟ سواء قلنا بأن « ابا طالب » أخذه معه إلى الشام ، أو عاد به من تلك المنطقة إلى مكة أو أعاده بصحبة أحد إلى مكة؟!

وعلى كل حال فان مقصد القافلة ومقصد « ابي طالب » لم يكن « بصرى » ليقال : ان القافلة اشتغلت فيها بتجارتها ، بينما اغتنم « محمَّد » الفرصة واشتغل بتحصيل معارف العهدين.

٤ ـ إذا كان محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد تلقى اُموراً ومعارف من الراهب المذكور اذن لاشتهر ذلك بين قريش حتماً ، ولتناقل الجميع خبر ذلك بعد العودة إلى مكة.

هذا مضافاً إلى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه ما كان يتسطيع أن يدعي امام قومه في ما بعد بأنه اُميُّ لم يدرس كتاباً ، ولا تلمذ على أحد ، في حين أن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم افتتح رسالته بهذا العنوان ، ولم يقل أحدٌ ، يا محمَّد كيف تدعي بأنك لم تقرأ ولم تدرس عند احد وقد درست عند راهب « بصرى » وتلقيت منه هذه الحقائق الناصعة وانت في الثانية عشرة من عمرك؟

لقد وَجَّه مشركوا مكة جميع انواع الإتهام إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبالغوا في البحث عن أيّة نقطة ضعف في قرآنه يمكن أن يتذرعوا بها لتفنيد دعوته ، حتّى أنهم عندما شاهدوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات مرةْ عند

٢٣٤

« مروة » يجالس غلاماً نصرانياً استغلوا تلك الفرصة وقالوا : لقد أخذ « محمّد » كلامه من هذا الغلام ، ويروي القرآن الكريم مزعمتهم هذه بقوله : «ولَقدْ نَعلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّما يُعَلِّمُهُ بَشرٌ لِسانُ الَّذي يُلْحدْونَ إليْه أَعجَمِيَّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيّ مُبيْنٌ »(١) .

ولكن القرآن الكريم لم يتعرض لذكر هذه الفرية قط كما أن قريشاً المجادلين المعاندين لم يتذرعوا بها أبداً ، وهذا هو بعينه دليلٌ قاطعٌ وقويٌ على أن هذه الفرية من افتراءات المستشرقين في عصرنا هذا ، ومن نسج خيالهم!!

٥ ـ إن قصص الانبياء والرسل الّتي جاءت في القرآن الكريم على وجه التفصيل تتعارض وتتنافى مع ما جاء في التوراة والانجيل.

فقد ذُكِرَت قصصُ الأنبياء واحوالهم في هذين الكتابين بصورة مشينة جداً ، وطُرحت بشكل لا يتفق مع المعايير العلمية والعقلية مطلقاً ، وان مقايسة عاجلة بين هذين الكتابين من جانب وبين القرآن الكريم من جانب آخر تثبت بأن قضايا القرآن الكريم ومعارفه لم تتخذ من ذينك الكاتبين بحال ، ولو أن النبيَ محمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد اكتسب معارفه ومعلوماته حول الانبياء والرسل من العهدين لجاء كلامُه مزيجاً بالخرافات والأَوهام(٢) .

٦ ـ إذا كان راهب « بُصرى » يمتلك كل هذه الكمية من المعلومات الدينية والعلميّة الّتي عرضها رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلماذا لم يحض هو بأي شيء من الشهرة ، ولماذا ترى لم يُربِّ غير « محمَّد » في حين أن معبَده كان مزار الناس ومقصدَ القوافل؟!

٧ ـ يعتبرُ الكتاب المسيحيّون « محمّداً »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلا أميناً صادقاً ، والآيات القرآنية تصرح بأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن على علم مسبق

__________________

١ ـ النحل : ١٠٣.

٢ ـ تتجلى هذه الحقيقة أكثر فاكثر إذا ما قارنّا بين مواضيع القرآن الكريم ، وبين ما جاء في نصوص العهدين ( التوراة والأنجيل ) وقد تصدى بعض الكتاب الاسلاميين لمثل هذه المقارنة ، وقد تعرضنا لها ايضاً في بعض دراساتنا.

٢٣٥

أصلاً بقصص الأَنبياء والاُمم السابقين ، وأن معلوماته في هذا الصعيد لم تحصل لديه إلا عن طريق الوحي.

فقد جاء في سورة « القصص » الآية (٤٤) هكذا : «وما كُنْتَ بجانِب الغرْبيِّ إذْ قَضيْنا إلى مُوْسى الأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشّاهِديْن ».

وجاء في سورة « هود » الآية (٤٩) بعد نقل قصة نوح : «تِلْكَ مِنْ أَنباء الْغَيْبِ نُوحيها إليكَ ما كُنْتَ تَعلَمُها أَنْت وَلا قومُك مِنْ قَبْل هذا ».

إن هذه الآيات توضح أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن على علم أبداً بهذه الحوادث ، والوقائع.

وهكذا جاء في الآية (٤٤) من سورة « آل عمران » : «ذلِكَ مِنْ أنْباء الْغيْبِ نُوْحيه إلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيهِمْ إذْ يُلْقُوْنَ أقْلامهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ ، وَما كُنْتَ لَديْهم إذْ يَخْتصِمُونَ ».

إن هذه الآية وغيرها من الآيات العديدة تصرح بأن هذه الأخبار الغيبيّة وصلت إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريق الوحي فقط ، وهو لم يكن على علم بها مطلقاً.

نَظْرةٌ إجْماليَّة إلى التَوْراة الحاضِرَة :

إنَّ هذا الكتاب السَماويّ تورَّط في تناقضات عجيبة في بيان قصص الأنبياء والمرسلين لا يمكن نسبتها إلى الوحي مطلقا ، وها نحن نأتي هنا بنماذج في هذا المجال من التوراة ليتضح لنا أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو كان قد أخذَ قضايا القرآن الكريم من ذلك الراهب فلماذا لا يحتوي هذا الكتاب العظيم على تلك الأضاليل الّتي انطوى عليها « التوراة » و « الانجيل ».

واليك بعض ما جاء حول الأَنبياء والمرسلين في « التوراة » و « الانجيل » ونقارن ذلك بما جاء في القرآن الكريم ليتضح مدى الفرق بين الكتابين ( العهدين ، والقرآن ).

* * *

٢٣٦

١ ـ داودعليه‌السلام :

جاء في التوراة : « إن داود رأى من على السطح امرأة تستحمّ ، وكانت المرأة جميلة المنظر جداً ، فارسل داود وسأل عن المرأة ، فقال واحد : إنها امرأة اُوريّا فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهَّرة من طمثها ثم رجعت إلى بيتها ، وحبلت المرأة ، فارسلت وأخبرت داود وقالت : إني حُبلى ، فارسل داود إلى يؤاب يقول : اجعلوا أوريّا في وجه الحرب الشديدة(١) ، وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت فلما سمعت امرأة أوريّا أنه قدمات اُوريّا رجلُها ندبت بعلها ، ولمّا مضت المناحة أرسل داود وضمَّها إلى بيته وصارت له إمرأة ، وولدت له إبناً ، وامّا الأمرُ الّذي فعله داود فقبح في عينيّ الرب »!!(٢) .

هكذا تصف التوراة النبيّ الكريم داود ، وترميه بالزنا ، واكراه امرأة محصنة على خيانة زوجها!!

بينما يصف القرآن الكريم النبيّ داودعليه‌السلام بافضل الاوصاف إذ يقول ( في الآية ١٥ و ١٦ من سورة النمل ) : «وَلَقَدْ آتَيْنا داوود وسلَيْمانَ عِلْماً وَقالا ألحَمْدُ للّه الَّذيْ فَضَّلنا عَلى كثير مِنْ عِبادِهِ وَقالَ يا أيُّهَا الناسَ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَيْر وَاُوتيْنا مِنْ كُلِّ شَيء إنَّ هذا لَهُوَ الفَضْلِ الْمُبِيْنِ ».

٢ ـ النبيّ سليمانعليه‌السلام :

تقول « التوراة » عن النبيّ العظيم سليمانعليه‌السلام :

١ ـ « وداود الملكُ ولد سليمان من الّتي لاُوريّا »(٣) .

أي ان سليمان النبيّ الكريم ـ والعياذ باللّه ـ هو ابن زنا!!

__________________

١ ـ أي في مقدمة الجيش المحارب.

٢ ـ العهد القديم ( التوراة ) : صموئيل ، الثاني الاصحاح الحادي عشر ٣ إلى ٢٧.

٣ ـ إنجيل مَتَّى : الاصحاح الأول ٦.

٢٣٧

٢ ـ وَأَحَبَّ المَلِكُ سُلَيمان نساء غريبة مِنَ الذين قالَ عَنْهُمْ الربُ لبنيّ اسرائيل : لا تدخلونَ إليهم ، وهُمْ لا يَدُخلونَ إليكم لأَنَّهُمْ يُميلونَ قلوبَكم وراء آلهتهم ، فالتصق سلَيمانُ بهؤلاء بالمحبَّة ، وكانت له سبع مئة من النساء السيدات ، وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبَهُ وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اُخرى ، ولم يكن قلبُه كاملا مع الرب الهِهِ كقلب داود ابيه ، فذهب سليمان وراء عَشتُورت إلاهة الصيد ونين ، وملكوم رجس العمونيين ، وعمل سليمان الشرَّ في عيني الرب ، ولم يتبع الرب تماماً كداود أبيه ، فغضب الربُ على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل »!!!(١) .

إن سليمان ـ حسب هذه التعابير التوراتية ـ يعشق النساء الاجنبيات ، ويتقرب اليهن بصنع أصنام لَهُنَّ. ويعبدها معهن ، ويرتكب الشرور الّتي أغضبت الرب!!

بينما يقول القرآن الكريم عن سليمانعليه‌السلام «ولقد آتيْنا داودَ وَسُلَيْمانَ عِلماً »(٢) .

ويقول : «وَلِسُلَيْمان الرِّيْح عاصِفَة تَجْري بأَمْره إلى الأرض الَّتي باركْنا فيها ، وَكنا بِكُلِّ شَيء عالِمين »(٣) .

إنه نبي عظيم اختاره اللّه تعالى لوحيه ، وأصطفاه لأَداء رسالاته.

٣ ـ يعقوبعليه‌السلام :

إنَّ « التوراة » تصف النبي العظيم يعقوبعليه‌السلام بأنه رجل كذّاب مخادع ، أخذ النبوة من ابيه بالمكر والخداع ، « فعِند ما شاخَ اسحاقُ وكَلّت عيناهُ عن النظر دعا عيسو إبنه الاكبر ، وطلب منه أن يصطادله صيداً ، ويصنع له طعاماً جيداً حتّى يباركه ، ويعطيه النبوة ، ولكن يعقوب ( ابن إسحاق من رفقة

__________________

١ ـ التوراة : الملوك الأول الاصحاح : ١١ ، العبارات ١ : ١١.

٢٣٨

زوجته الأخرى ) بادر إلى صنع طعام لذيذ لأبيه وتظاهر بأنه عيسو ، لابساً ثياب عيسو ، وقطعاً من جلود جَدْيي المعزى على عنقه لأن عيسو كان مشعراً وكان يعقوب املس الجسد ، فبارك اسحاق ابنه يعقوب ومنحه النبوة ، وبعد ذلك قدم عيسو من الصيد ، فعرف اسحاقُ بانه خُدِع ، وأن يعقوب أخذ منه النبوة بالمكر ، فارتعد اسحاقٌ ارتعاداً عظيماً جداً وقال لعيسو متأسفاً : قد جاء أخوك بمكر ، وأخذ بركتك »!!(١) .

هذا هو حال يعقوب في لسان « التوراة » المحرفة!!

وأما القرآن الكريم فانه يقول عن هذا النبيّ الطاهر : «وَوَهبْنا لَهُ إسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاّ هَدَيْنا مِن قَبلُ وَمِنْ ذريّته داوود وَسُليمانَ وَأيّوبَ وَيُوسفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزي الُمحْسِنيْن »(٢) .

ويقول تعالى أيضاً : «وَاذْكُرْ عِبادنا إبْراهِيْمَ وَاسْحاقَ وَيَعْقُوبَ اُوْلى الأَيْدي والأَبْصار. انا أخلَصْناهُمْ بخالِصَة ذِكْرى الدّار. وإنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفيْنَ الأَخيار »(٣) .

٤ ـ إبْراهيمعليه‌السلام :

تقول « التوراة » عن إبراهيمعليه‌السلام إنّه لمّا اراد أن يدخلَ مصر قال لِزوجته سارة : إني قد علمتُ أنك إمرأة حسَنة المنظر ، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون : هذه إمرأَته ، فيقتلونني ، ويَسْتَبْقونكِ ، قولي إنكِ اُختي ، ليكونَ لي خيرٌ بسببكِ وتحيا نفسي من أجلِكِ.

وكذلك فعَلتْ سارة واخِذت إلى بيت فرعون ، فصنع إلى إبرام خيراً

__________________

١ ـ سفر التكوين : الاصحاح السابع والعشرون : ١ إلى ٤٦ ، وقد ذكرنا هذه القصّة من التوراة بتلخيص.

٢٣٩

بسببها ، وصار له غنم ، وبقر ، وحمير ، وعبيد ، وإماء ، واُتن ، وجمال ، ولما عرف فرعون ـ في ما بعد ـ ان سارة زوجة ابراهيم ، وليس اُخته عاتبه قائلا : لماذا لم تخبرني إنها إمرأتك ، لماذا قلت : هي اُختي حتّى أخذتها لي لتكونَ زوجتي والآن هو ذا إمرأتك ، خذْها واذهب »(١) .

إن ابراهيم الخليلعليه‌السلام في وصف التوراة رجلٌ كذابٌ ، يكذب ويحتال.

أما القرآن الكريم فيصف هذا النبي الجليل بأعظم الأوصاف ، ويعتبره أعظم الأنبياء إذ يقول عنه انه :

١ ـ حنيف مُوحِّدٌ للّه : «ولكِنْ كانَ حَنِيفاً » ( آل عمران : ٦٧ ).

٢ ـ إمامُ الناس : «إنّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً » ( البقرة : ١٣٤ ).

٣ ـ مُسْلِمٌ : «ولكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً » ( آل عمران : ٦٧ ).

٤ ـ حَليمٌ : «إنَّ إبراهيم لأوّاةٌ حَلِيْمٌ » ( التوبة : ٨٤ ).

٥ ـ امة كامِلَة بمفرده : «إنّ إبراهيم كانَ أُمَّة » ( النحل : ١٢٠ ).

٦ ـ أواهٌ يَخشى اللّه : «إنَّ إبراهِيْم لأوّاهٌ » ( التوبة : ٨٤ ).

٧ ـ مصطفى : «لمنَ المُصْطَفين الأَخْيار » ( ص : ٤٨ ).

٨ ـ ذو قلب سَليم : «إذ جاء رَبّه بِقَلْب سَلِيْم » ( الصافات : ٤٨ ).

٥ ـ المسيحعليه‌السلام :

إن عيسى ـ حسب رواية الإنجيل ـ يحتقر اُمه ، ويزدري بها ، فذات يوم جاء إخوته واُمه ووقفوا خارجاً وارسلوا يدعونه ، وكان الجمع جالساً حوله ، فقالوا له « هو ذا امُّك وإخوتك خارجاً يطلبونك ، فأجابَهُم قائلا : من اُميّ وإخوتي؟ ثم نظرَ حوله إلى الجالِسين وقال : ها اُمّي وإخوتي ، لأَنَّ مَنْ يصنع مشيئة اللّه هو أخي واُختي واُمّي »!!(٢)

__________________

١ ـ سفر التكوين : الاصحاح الثاني عشر ١ ـ ٢٠.

٢ ـ إنجيل مرقس : الاصحاح الثالث : ٣١ ـ ٣٥.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وفيظم : له كتاب ، وهو ثقة(١) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عنه. وعنه أبو عبد الله البرقي والحسين بن سعيد(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن سويد الثقة ، عنه محمّد بن عيسى بن عبيد ، ويعقوب بن يزيد ، وأيّوب بن نوح ، والحسن بن طريق ، وعلي بن مهزيار.

وفي التهذيب : عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن خالد عن النضر بن سويد(٣) . وصوابه محمّد بن خالد بلا أحمد(٤) .

٣١١٣ ـ نضر بن شعيب :

في طريق الصدوق إلى خالد بن ماد(٥) ، ويروي عن عبد الغفّار بن حبيب كما مرّ فيه(٦) .

قال جدّي : وربما يتوهمون أنّ شعيباً تصحيف سويد وليس كذلك ، بل هما اثنان وإن لم يذكروا ابن شعيب في الرجال لكنه موجود في الروايات في الكتب المعتمدة سيما في الرواية عن عبد الغفّار(٧) ،تعق (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٦٢ / ٢.

(٢) الفهرست : ١٧١ / ٧٧٠.

(٣) التهذيب ٣ : ١٧٦ / ٣٩٤ ، وفيه : أحمد بن محمّد عن النضر.

(٤) هداية المحدّثين : ١٥٦ ، وفيها زيادة رواية محمّد بن خالد والحسين بن سعيد عنه. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٣٥.

(٦) عن رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٠.

(٧) روضة المتّقين : ١٤ / ٣٨١ ، ترجمة عبد الغفّار بن حبيب الطائي.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

٣٨١

أقول : ممّن زعم الاتّحاد والتصحيف مولانا عناية الله(١) ، وممّن صرّح بالتغاير وجهالة ابن شعيب شه على ما ذكره في الوسيط(٢) ، وصرّح به هو نفسه عند ذكر طرق الصدوقرحمه‌الله (٣) .

وهذا الرجل وإن كان مجهولاً لكنّا ذكرناه لمكان الفائدة المزبورة.

وفيمشكا : ابن شعيب المجهول ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وفي موضع من التهذيب محمَّد بن الحسين بن النصر بن سويد(٤) . وهو تصحيف(٥) .

٣١١٤ ـ النضر :

بالضاد المعجمة ، ابن عثمان النوّاء ، قال علي بن أحمد العقيقي : مات متحيّراً ،صه (٦) ؛د (٧) .

٣١١٥ ـ النضر بن محمّد الهمداني :

ثقة ،دي (٨) .

وزادصه من أصحاب أبي الحسن الثالثعليه‌السلام (٩) .

٣١١٦ ـ نضلة بن عبيد :

يكنّى أبا برزة ، ل(١٠) .

__________________

(١) مجمع الرجال : ٦ / ١٨٠.

(٢) الوسيط : ٢٦٠.

(٣) منهج المقال : ٤١٠ في الطريق إلى خالد بن ماد القلانسي.

(٤) التهذيب ٥ : ٣٦٩ / ١٢٨٦.

(٥) هداية المحدّثين : ١٥٦. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ٢٦٢ / ٤.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨٢ / ٥٣٤.

(٨) رجال الشيخ : ٤٢٥ / ١.

(٩) الخلاصة : ١٧٤ / ٢ ، وفيها بعد الثالث زيادة : الهادي.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٠ / ٣ ، وفيه : أبا بردة ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨١ نقلاً عنه كما في المتن.

٣٨٢

وزادي : الأسلمي الخزاعي عربي مدني. وفيه : ابن عبيد الله(١) .

ويأتي في الكنى إنّ شاء الله ذكره(٢) .

أقول : في الوجيزة : مجهول(٣) . وليس بمكانه.

ويأتي في نقيع بن الحارث ذكره(٤) .

٣١١٧ ـ النعمان بن بشير :

ل(٥) .

أقول : في شرح ابن أبي الحديد : كان النعمان بن بشير الأنصاري منحرفاً عنه يعني عليّاًعليه‌السلام وعدواً لهعليه‌السلام ، وخاض الدماء مع معاوية خوضاً ، وكان من أمراء يزيد ابنه حتّى قتل وهو على حاله(٦) .

٣١١٨ ـ النعمان بن ثابت :

أبو حنيفة التيملي الكوفي ، مولاهم ،ق (٧) .

أقول : هذا أحد أئمّة القوم ، بل هو إمامهم الأعظم وشيخهم الأقدم.

قال أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي الشافعي في كتابه الموسوم بالمنخول في الأُصول ما لفظه(٨) : فأمّا أبو حنيفة فقد قلب الشريعة ظهراً‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٠ / ٣.

(٢) عن الخلاصة : ١٩٢ ورجال البرقي : ٣ ، وفيهما أنّه من أصفياء أصحاب عليعليه‌السلام .

(٣) الوجيزة : ٣٣١ / ١٩٨٧.

(٤) عن الخلاصة : ٢٦٢ / ٣ ، وفيها : قال ابن الغضائري : روى عن أبي برزة نضلة بن أبي عبد الله الأسلمي.

(٥) رجال الشيخ : ٣٠ / ١.

(٦) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٧٧.

(٧) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٣.

(٨) ما لفظه ، لم ترد في نسخة « ش ».

٣٨٣

لبطن ، وشوش مسلكها وغير نظامها ، وأردف جميع قواعد الشرع بأصل هدم به شرع محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن فعل شيئاً من هذا مستحلاً كفر ، ومن فعله غير مستحل فسق ، ثم أطال الكلام في طعنه وتفسيقه(١) .

وأمّا ابن الجوزي الحنبلي فنسب إليه في تأريخه المسمّى بالمنتظم ما هو أفضع من ذلك وأعظم قال في جملة كلامه : وبعد هذا فاتفق الكلّ على طعن فيه ، ثمّ انقسموا إلى ثلاثة أقسام : فقوم طعنوا فيه بما يرجع إلى العقائد والكلام في الأُصول ؛ وقوم طعنوا في روايته وقلّة حفظه وضبطه ؛ وقوم طعنوا فيه لقوله بالرأي فيما يخالف الأحاديث الصحاح(٢) .

ثمّ قال بعد كلام طويل : أخبرنا عبد الرحمن القزّاز(٣) . عن أبي إسحاق الفزاري قال : سألت أبا حنيفة عن مسألة فأجاب فيها ، فقلت : إنّه يروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كذا وكذا ، فقال : حك هذا بذنب الخنزير.

وعن عبد الرحمن بن محمّد. عن أبي بكر بن الأسود ابن(٤) بشر بن مفضّل قال : قلت لأبي حنيفة : روى نافع عن ابن عمر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : البيعان(٥) بالخيار ما لم يفترقا(٦) ، قال : هذا رجز. وذكر حديثاً(٧) آخر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هذا هذيان.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمّد. عن عبد الصمد عن أبيه قال : ذكر‌

__________________

(١) المنخول من تعليقات الأُصول : ٥٠٠ و ٥٠٣ وما بعدها.

(٢) المنتظم : ٨ / ١٣١.

(٣) في نسخة « م » : الفزّار.

(٤) في المصدر : عن.

(٥) في المصدر : البائعات.

(٦) في المصدر : يتفرقا.

(٧) في نسخة « م » : خبر.

٣٨٤

لأبي حنيفة قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفطر الحاجم والمحجوم ، فقال : هذا سجع(١) . ثمّ ذكر من هذا القبيل قريب نصف كرأسه(٢) .

فقبّح الله أقواماً يتركون أهل بيتٍ أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه ويعتقدون بهذا وأشباهه.

٣١١٩ ـ النعمان الرازي :

ق (٣) . وفيتعق : للصدوق طريق إليه(٤) ، ويروي عنه جعفر بن بشير(٥) ، وابن أبي عمير بواسطة حمّاد(٦) (٧) .

٣١٢٠ ـ النعمان بن الصهبان :

من رجال أمير المؤمنينعليه‌السلام الّذي قال أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الجمل : من دخل داره فهو آمن ،صه (٨) ، ي(٩) .

٣١٢١ ـ النعمان بن عجلان :

من بني رزيق بالراء المضمومة والزاي المفتوحة كان عامل أمير المؤمنينعليه‌السلام على البحرين وعمان ،صه (١٠) . ي إلاّ الترجمة(١١) .

__________________

(١) المنتظم : ٨ / ١٣٥.

(٢) المنتظم : ٨ / ١٣٥ ١٤٣.

(٣) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٤.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٥٩.

(٥) التهذيب ٢ : ٦٢ / ٢٢٠ ، ٢٧٩ / ١١٠٧.

(٦) التهذيب ٢ : ٢٧٢ / ٦٨٠ ، وفيه : ابن زياد عن حمّاد عن نعمان الرازي.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٨) الخلاصة : ١٧٤ / ١.

(٩) رجال الشيخ : ٦٠ / ٥.

(١٠) الخلاصة : ١٧٤ / ٢ ، وفيها بدل أمير المؤمنينعليه‌السلام : عليعليه‌السلام .

(١١) رجال الشيخ : ٦٠ / ٢ ، وفيه : زريق ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨١ نقلاً عنه كما في المتن.

٣٨٥

وفيد : زريق بتقديم الزاي ، منسوبون إلى زريق بن عبد بن حارثة ، قال صاحب العجالة : وبنو زريق جماعة من الأنصار ومن أولادهم وعامّتهم بالمدينة ، ونسب ما فيصه إلى الوهم(١) .

وفيتعق : في المجالس عن الاستيعاب : إنّه كان لسان الأنصار وشاعرهم وكبير قومه ، ونقل عنه إشعاراً في تخطئة قريش في نصبهم أبا بكر وخذلانهم أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) (٣) .

٣١٢٢ ـ النعمان بن عمّار العجلي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٤) .

٣١٢٣ ـ النعمان بن عمرو الجعفي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (٥) .

٣١٢٤ ـ النعمان بن محمّد :

ليس بإمامي ، كتبه حسان ، كذا في النقد عنب (٦) ،تعق (٧) .

٣١٢٥ ـ نعيم القابوسي :

في الإرشاد أنّه من خاصّة الكاظمعليه‌السلام وثقاته(٨) .

٣١٢٦ ـ نقيع بن الحارث :

أبو داود السبيعي الهمداني ، قالغض : روى عن أبي برزة نضلة بن‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٩٦ / ١٦٤٠.

(٢) مجالسي المؤمنين : ١ / ٢٦٥ ، الاستيعاب : ٣ / ٥٤٩ ، وفيه بدل كبير قومه : وكان سيّداً.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٤) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٥.

(٥) رجال الشيخ : ٣٢٥ / ٢٦.

(٦) نقد الرجال : ٣٦٢ / ٨ ، معالم العلماء : ١٢٦ / ٨٥٣.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٨) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

٣٨٦

عبد الله الأسلمي وروى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي حديثه مناكير ، والّذي أراه التوقّف في حديثه ، ويجوز أن يخرج شاهداً ،صه (١) . ونحوهد (٢) .

وفيتعق : يأتي في يونس بن أبي إسحاق ما له ربط(٣) (٤) .

أقول : لاحظ وتأمّل.

٣١٢٧ ـ نميلة الهمداني :

صه ، قي في خواصهعليه‌السلام (٥) .

وزاد ي يكنّى أبا ماوية(٦) .

أقول : في الوجيزة : مجهول(٧) . وليس بمكانه.

٣١٢٨ ـ نوح بن أبي مريم :

أبو عصمة الخراساني ،ق (٨) .

وفيقب : يعرف بالجامع لجمعه العلوم ، لكن كذّبوه في الحديث ، وقال ابن المبارك : كان يضع. من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين ، أي بعد المائة(٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٢ / ٣ ، وفيها : نفيع وفيها أيضاً أبي بزرة ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

(٢) رجال ابن داود : ٢٨٢ / ٥٣٥ ، وفيه : نفيع.

(٣) لم نقف في ترجمة يونس على ماله ربط بالمقام ، فلاحظ.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٣.

(٥) الخلاصة : ١٩٥ ، رجال البرقي : ٧ ، وفيهما أنّه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن ، وعدّا أبا معاوية بن وهب بن الأجدع بن راشد في المجهولين من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٦) رجال الشيخ : ٦١ / ١١ ، وفيه : نميلة الهمداني يكنّى أبا مارية ، وفي نسخة رجال الشيخ نشر جماعة المدرسين : ٨٤ / ٨٤٧ : أبا ماوية.

(٧) الوجيزة : ٣٣٢ / ١٩٩٥.

(٨) رجال الشيخ : ٣٢٤ / ٦.

(٩) تقريب التهذيب ٢ : ٣٠٩ / ١٦٩.

٣٨٧

وفيتعق : في النقد : يظهر من دراية الشهيد الثاني أنّه كان من الوضّاعين(١) (٢) .

٣١٢٩ ـ نوح بن الحارث بن عمرو :

ابن عثمان المخزومي ، ي(٣) .

ويأتي في أبي الجوشاء(٤) .

٣١٣٠ ـ نوح بن الحكم :

أبو اليقظان ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٥) .

وزادجش : له كتاب ، أبو سمينة عنه به(٦) .

وفيست : له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن أحمد بن ميثم بن(٧) أبي نعيم الفضل(٨) بن دكين ، عنه(٩) .

وفيق : ابن الحكم أبو اليقظان الهمداني المرهبي الكوفي(١٠) .

أقول : فيمشكا : ابن الحكم الثقة ، عنه أبو سمينة ، وأحمد بن ميثم(١١) .

__________________

(١) نقد الرجال : ٣٦٢ / ٢ ، الرعاية في علم الدراية : ١٥٦ / ١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٤.

(٣) لم يرد في نسختنا المطبوعة من رجال الشيخ ، نعم ورد في مجمع الرجال : ٦ / ١٨٣ نقلاً عنه.

(٤) عن رجال الشيخ : ٦٥ / ٤٠ في الكنى ، وفيه أنّ عليّاًعليه‌السلام يوم خرج من الكوفة إلى صفّين دفع راية المهاجرين إليه.

(٥) الخلاصة : ١٧٥ / ٤.

(٦) رجال النجاشي : ٤٢٩ / ١١٥٢.

(٧) في المصدر : عن ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨٣ نقلاً عنه كما في المتن.

(٨) في نسخة « م » : الفضيل.

(٩) الفهرست : ١٧٢ / ٧٧٣.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ١.

(١١) هداية المحدّثين : ١٥٦ ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٨٨

٣١٣١ ـ نوح بن درّاج :

كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة ، واعتذر عن ذلك بأنّه سأل أخاه جميلاً لِمَ لا تأتي المسجد؟ فقال : ليس لي إزار ،صه (١) .

وفيق : ابن درّاج النخعي مولاهم الكوفي القاضي(٢) .

وما فيكش تقدّم في أخيه(٣) .

وفيد : عندي فيه توقّف(٤) .

وفيتعق : عدّه في الوجيزة موثّقاً(٥) ، والظاهر أنّه لما في العدّة(٦) ، فتأمّل.

وما فيصه إشارة إلى ما مرّ في جميل ، وفي آخره : قال حمدان : مات جميل عن مائة ألف. وظاهر هذا تكذيبه ، إذ الظاهر أنّ مراد نوح أنّه دخل في أعمالهم لأجل رفع الفقر والشدّة عنهم ، ويحتمل كون مراد حمدان أنّه صار غنيّاً بعد.

ومضى في أيّوب ابنه عنجش وصه ذكره(٧) (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٧٥ / ٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٣.

(٣) رجال الكشّي : ٢٥١ / ٤٦٨ ، وفيه نحو ما تقدّم عن الخلاصة ، وسينبّه على ما فيه الوحيد البهبهاني.

(٤) رجال ابن داود : ١٩٧ / ١٦٤٥.

(٥) الوجيزة : ٣٣٢ / ١٩٩٩.

(٦) عدّة الأُصول : ١ / ٣٨٠ ، وفيها أنّه من العامّة والطائفة عملت بروايته إذا لم يكن عندهم خلافه.

(٧) رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ ، الخلاصة : ١٢ / ١ ، وفيها أنّه كان قاضياً بالكوفة وكان صحيح الاعتقاد.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٤.

٣٨٩

٣١٣٢ ـ نوح بن شعيب البغدادي :

من أصحاب أبي جعفر محمّد بن علي الثانيعليه‌السلام ، ذكر الفضل بن شاذان أنّه كان فقيهاً ،صه (١) .

وزادج : عالماً صالحاً مرضيّاً ، وقيل : إنّه نوح بن صالح(٢) ، انتهى.

ويأتي ما فيكش في الّذي بعيده(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن شعيب ، عنه إبراهيم بن هاشم(٤) .

٣١٣٣ ـ نوح بن صالح البغدادي :

ذكركش عن أبي عبد الله الشاذاني عن أبي محمّد الفضل بن شاذان ما يشهد بأنّه من شيعة أهل البيتعليهم‌السلام ،صه (٥) .

وفيكش : في نوح بن صالح البغدادي ، سأل أبو عبد الله الشاذاني أبا محمّد الفضل بن شاذان أنّه كان يصلي خلف هؤلاء ويضيق صدره لدخوله البيت بعد خروجه من المسجد لتوهّمهم أنّ ذلك لإعادة الصلاة ، ولذلك كان يدافع بصلاة المغرب إلى العتمة ، فقال : لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم ، ما عليكم لو صلّيتم معهم وكبّرتم معهم وقرأتم معهم وفي الركوع والسجود بقدر ما يتأتّى لكم(٦) فقد تمّت صلاتكم.

فقال : هل سمعت أحداً من أصحابنا يفعل هذه الفعلة؟ قال : نعم ، كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم فشكوت ذلك إلى فقيه‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٧٤ / ١.

(٢) رجال الشيخ : ٤٠٨ / ١.

(٣) رجال الكشّي : ٥٥٨ / ١٠٥٦.

(٤) هداية المحدّثين : ١٥٦. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الخلاصة : ١٧٥ / ٢.

(٦) في نسخة « م » : بكم.

٣٩٠

هناك يقال له : نوح بن شعيب فأمرني بمثل الّذي أمرتكم ، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلاً من مشايخ أصحابنا فسألته أن يجري بحضرتهم ذكراً ممّا سألته ، فقال : يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر(١)

يظنّ في نفسه أنّه أكبر من هشام بن الحكم ويسألني هل تجوز الصلاة مع المرجئة في جماعة ، فقال جميع من كان حاضراً بقول نوح بن شعيب ، فعندها طابت نفسي(٢) ، انتهى.

والّذي يظهر من ذكر ابن صالح في العنوان وابن شعيب في الأثناء أنّهما واحد ، وأنّه فقيه من فقهاء الشيعة رضي الله عنهم.

وفيتعق : في سند الروايات نوح بن شعيب الخراساني(٣) في هذه الدرجة ، ولعلّه هو هذا ، ويكون أحد الأبين جدّاً. ومرّ عن فضالة عن شعيب أبي صالح(٤) ، فتأمّل.

ولعلّ البغدادي لقب نوح ، وصالح وشعيب يلقّبان بالخراساني فتأمّل(٥) .

أقول : صرح عناية الله أيضاً باتحادهما(٦) ، والفاضل عبد النبي الجزائري ذكر ابن شعيب في الثقات وابن صالح في الضعاف وقال : كأنّهما واحد(٧) .

__________________

(١) الأغْمار جمع غُمْر بالضمّ وهو الجاهل ، ورجل غُمْر وغَمِر لا تجربة له بحرب ولا أمر ولم تحنِّكه التجارب. انظر : لسان العرب : ٥ / ٣٢.

(٢) رجال الكشيّ : ٥٥٨ / ١٠٥٦. باختلاف غير مضرّ.

(٣) التهذيب ١ : ٢٤١ / ٦٩٧ بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي إسحاق عن نوح بن شعيب الخراساني عن ياسين عن حريز عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٤) الكافي ٤ : ٣٣٩ / ٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٤.

(٦) مجمع الرجال : ٦ / ١٨٥ هامش رقم (١).

(٧) حاوي الأقوال : ١٥٥ / ٦٢٩ ، ٣٣٩ / ٢١٠٤.

٣٩١

٣١٣٤ ـ نوف البكالي :

بفتح الباء وتخفيف الكاف ، كان صاحب عليعليه‌السلام ، ونقل عن تغلب أنّه منسوب إلى بكال قبلة في همدان(١) ، ويقال : بكيل وهو أكثر ، وقال عبد الحميد ابن أبي الحديد : إنّما هو بكال بكسر الباء قبيلة من حمير ، فمنهم هذا الشخص وهو نوف بن فضالة صاحب عليعليه‌السلام ، كذا في شرح النهج لميثم(٢) .

وفيتعق : يظهر من الأخبار أنّه من خواصهعليه‌السلام منها ما في الخصال(٣) (٤) .

٣١٣٥ ـ نوفل بن فروة الأشجعي :

خارجي ملعون ، ي(٥) .

وزادصه : من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وبدل فروة : قرة(٦) . وفيد : أنّه وهم(٧) . وهو كذلك.

__________________

(١) نقلاً عن ثعلب أنّه منسوب إلى بكالة قبيلة. ثمّ نقلاً عن القطب الراوندي أنّه منسوب إلى حي من هَمْدان.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ٣ / ٣٨٣ وشرح ابن أبي الحديد : ١٠ / ٧٦.

(٣) الخصال : ٣٣٧ / ٤٠ ، وروى أيضاً في الأمالي : ١٧٤ / ٩ رواية تدلّ على أنّه من شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٥) رجال الشيخ : ٦٠ / ٧.

(٦) الخلاصة : ٢٦٢ / ١.

(٧) رجال ابن داود : ٢٨٢ / ٥٣٦.

٣٩٢

باب الواو‌

٣١٣٦ ـ واصل :

قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثني أبو علي المحمودي قال : حدّثني واصل قال : طليت أبا الحسنعليه‌السلام بالنورة ، فسددت مخرج الماء من الحمام إلى البئر ثمّ جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كلّه ؛ هذا(١) يدلّ على(٢) علو اعتقاده ، والسند صحيح ، فإنّ أبا علي المحمودي ظاهر الجلالة وشرف المنزلة وعلو القدر ،صه (٣) .

وفيكش في واصل وأبي الفضل الخراساني ، ثمّ زاد على ما مرّ : محمّد بن مسعود قال : حدّثني حمدان بن أحمد القلانسي قال : حدّثني معاوية بن حكيم قال : حدّثني أبو الفضل الخراساني وكان له انقطاع إلى أبي الحسنعليه‌السلام (٤) .

ولم يوجد فيما رأيت من النسخ غير هذا(٥) .

أقول : في نسختي من الاختيار كما ذكر وزيادة : وكان يخالط القرّاء‌

__________________

(١) في المصدر : وهذا.

(٢) على ، لم ترد في نسخة « م ».

(٣) الخلاصة : ١٧٧ / ٤.

(٤) رجال الكشّي : ٦١٤ / ١١٤٤ و ١١٤٥ ، وفيه بعد أبي الحسن زيادة : الثانيعليه‌السلام وكان يخالط القرّاء ثمّ انقطع إلى أبي جعفرعليه‌السلام . كما سينبّه عليه المصنّف.

(٥) هذا كلام الميرزا في المنهج : ٣٥٤ إلاّ أنّه نقل قبل ذلك عن ابن داود : واصل الخراساني ، ثمّ قال بعد كلامه المزبور : وما في رجال ابن داود حيث إنّه مأخوذ من هنا يظهر منه ترك العاطف في العنوان وهو الواو ـ ، وحينئذٍ كان ينبغي ذكر الكنية له ، والله العالم.

٣٩٣

ثمّ انقطع إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، كما يأتي في أبي الفضل الخراساني عنصه (١) .

والمراد بأبي الحسنعليه‌السلام هذا الثاني كما هو ظاهر ، ولعلّه في الأول أيضاً كذلك كما ذكره في الاختيار وجعلهد الأوّل(٢) . وفي الوجيزة : الثالث(٣) ، فتأمّل.

وفيطس بعد ذكر الرواية الأُولى أقول : ظاهر حال المحمودي في علوّ المرتبة وجلالة القدر(٤) .

وفي الوجيزة : ممدوح(٥) . وفي الحاوي ذكره في الضعاف لعدم دلالة هذا المدح على ما هو المطلوب في المقام(٦) ، فتأمل.

وفيمشكا : واصل الخراساني ، محمّد بن مسعود العيّاشي بواسطة أبو علي المحمودي عنه(٧) .

٣١٣٧ ـ وردان :

بالراء بعد الواو وقبل الدال المهملة ، أبو خالد الكابلي ، ولقبه كنكر بالنون بين الكافين والراء أخيراً روىكش أنّه من حواري علي بن الحسينعليه‌السلام ، وقال أيضاً : قال الفضل بن شاذان : لم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أوّل أمره إلاّ خمسة نفر عدّ منهم أبا خالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر ،صه (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٩ / ٢٥.

(٢) رجال ابن داود : ١٩٧ / ١٦٤٦ ، وفيه : أبا الحسنعليه‌السلام . ولم يقيّده.

(٣) الوجيزة : ٣٣٣ / ٢٠٠٢.

(٤) التحرير الطاووسي : ٥٩٢ / ٤٤٥.

(٥) الوجيزة : ٣٣٣ / ٢٠٠٢.

(٦) حاوي الأقوال : ٣٤٠ / ٢١١٤.

(٧) هداية المحدّثين : ١٥٧. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) الخلاصة : ١٧٧ / ٣.

٣٩٤

وخبر الحواريين مضى في أويس(١) . وقول الفضل بن شاذان في سعيد بن المسيب(٢) .

وفيكش أيضاً : محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن عيسى ، عن صفوان ، عمّن سمعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ارتدّ الناس بعد قتل الحسينعليه‌السلام إلاّ ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أُم الطويل وجبير بن مطعم ، ثمّ إنّ الناس لحقوا وكثروا.

وروى يونس ، عن حمزة بن محمّد الطيّار مثله ، وزاد : وجابر بن عبد الله الأنصاري(٣) . وفيه أيضاً غير ذلك(٤) .

وفيقر : وردان الكابلي الأصغر ، روى عنه وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، والكبير اسمه كنكر(٥) . ونحوهق وزاد بعد وردان : أبو خالد(٦) .

وفيتعق : في الكافي في باب مولد الصادقعليه‌السلام عنهعليه‌السلام أنّه من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام (٧) (٨) .

٣١٣٨ ـ الوليد بن صبيح :

أبو العبّاس ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٩) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن محبوب ، عن العبّاس بن الوليد ،

__________________

(١) رجال الكشّي : ٩ / ٢٠.

(٢) رجال الكشّي : ١١٥ / ١٨٤.

(٣) رجال الكشّي : ١٢٣ / ١٩٤.

(٤) رجال الكشّي : ١٢٠ / ١٩١ ١٩٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٣٩ / ٥ ، وفيه : روى عنهعليه‌السلام .

(٦) رجال الشيخ : ٣٢٨ / ٢٦.

(٧) الكافي ١ : ٣٩٣ / ١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٤٥.

(٩) الخلاصة : ١٧٧ / ٢.

٣٩٥

عن أبيه(١) .

وفي ست ما مرّ في ابنه(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن صبيح الثقة ، عنه العبّاس ابنه ، وشهاب بن عبد ربّه ، وعبد الله بن سنان ، وجميل بن درّاج(٣) .

٣١٣٩ ـ الوليد بن العلاء الوصّافي :

كوفي عجلي ، له كتاب ، ابن أبي عمير والحسن بن محبوب عنه به ،جش (٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٥) .

أقول : في رواية الجليلين المذكورين عنه دلالة على الوثاقة ، وظاهر الفاضلين(٦) المذكورين تشيّعه ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن العلاء ، عنه ابن أبي عمير ، والحسن بن محبوب(٧) .

٣١٤٠ ـ الوليد بن هشام المرادي :

ظم (٨) . وفيتعق : في التهذيب في الصحيح : عن صفوان عنه(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٦١.

(٢) الفهرست : ١١٨ / ٥٣٠ ، وفيه : عبّاس بن الوليد له كتاب يرويه عن الوليد بن صبيح عن الصادقعليه‌السلام .

(٣) هداية المحدّثين : ١٥٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) رجال النجاشي : ٤٣٢ / ١١٦٢.

(٥) الفهرست : ١٧٣ / ٧٧٩.

(٦) أي الشيخ الطوسي والنجاشي رحمهما الله.

(٧) هداية المحدّثين : ١٥٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) رجال الشيخ : ٣٦٢ / ٢.

(٩) التهذيب ٨ : ٢٨٩ / ١٠٦٨ بسنده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن الوليد بن هشام المرادي.

٣٩٦

وهو يشعر بوثاقته(١) .

٣١٤١ ـ وهب :

جدّ جدّ الحسن بن محبوب(٢) ، تقدّم فيه ما يظهر منه حسنه(٣) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

٣١٤٢ ـ وهب بن جميع :

مولى إسحاق بن عمّار ، قالكش : قال محمّد بن مسعود : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال وسألته عن وهب بن جميع فقال : ما سمعت فيه إلاّ خيراً ،صه (٤) .

وفيكش ما نقله(٥) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(٦) .

٣١٤٣ ـ وهب بن خالد :

غير مذكور في الكتابين بهذا العنوان(٧) ، ويأتي مصغّراً(٨) .

__________________

(١) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٢) في نسخة « ش » : وهب جدّ الحسن بن محبوب.

(٣) عن رجال الكشّي : ٥٨٤ / ١٠٩٤ بسنده عن جعفر بن محمّد بن الحسن بن محبوب قال : نسبة جدّه الحسن بن محبوب أنّ الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب ، وكان وهب عبداً سنديّاً مملوكاً لجرير بن عبد الله البجلي وكان زرّاداً ، فصار إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وسأله أن يبتاعه عن جرير فكره جرير أن يخرجه من يده ، فقال : الغلام حرّ قد أعتقته ، فلمّا صحّ عتقه صار في خدمة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) الخلاصة : ١٧٦ / ١.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٦ / ٦٤٣.

(٦) الوجيزة : ٣٣٣ / ٢٠٠٨.

(٧) ذكر هذا العنوان العلاّمة في الإيضاح : ٣١٠ / ٧٣٨ والتفريشي في النقد : ٣٦٥ / ٣ في ترجمة وهيب ، ونسباه إلى القيل ، وعدّه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء : ٣ / ١٩٩ من الأئمّة الأعلام الّذين حدّثوا عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام .

(٨) عن رجال الشيخ : ٣٢٧ / ٢١ ورجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٥٨ والخلاصة : ١٧٧ / ١ ، وفيهم : وهيب بن خالد البصري.

٣٩٧

٣١٤٤ ـ وهب بن عبد ربّه بن أبي ميمونة :

ابن يسار الأسدي ، مولى بني نصر بن قعين(١) ، أخو شهاب بن عبد ربّه وعبد الخالق ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، له كتاب ، الحسن بن محبوب عنه به ،جش (٢) .

وما فيكش سبق في شهاب أخيه وكذا في إسماعيل بن عبد الخالق(٣) . وما فيصه في أخيه عبد الرحيم(٤) .

وفيست : له أصل ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٥) .

وفيتعق : مضى توثيقه أيضاً في إسماعيل(٦) (٧) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد ربّه الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(٨) .

٣١٤٥ ـ وهب بن عبد الله السواي :

يكنّى أبا جحيفة ، ي(٩) .

__________________

(١) في حاشية نسخة « ش » زيارة : بضمّ القاف وفتح العين المهملة. انظر : إيضاح الاشتباه : ٣٠٩ / ٧٣٦.

(٢) رجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٦.

(٣) رجال الكشّي : ٤١٣ / ٧٧٨ ، وفيه : شهاب وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربّه من موالي بني أسد من صلحاء الموالي ، و ٤١٤ / ٧٨٣ ، وفيه : وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربّه وإسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربّه قال : كلّهم خيار فاضلون كوفيون.

(٤) الخلاصة : ١٢٩ / ٨. وفيها ما تقدّم عن رجال الكشّي.

(٥) الفهرست : ١٧٢ / ٧٧٥.

(٦) عن رجال النجاشي : ٢٧ / ٥٠ والخلاصة : ٩ / ١١.

(٧) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٨) هداية المحدّثين : ١٥٧ ، وفيها زيادة : ويونس وابن أبي عمير. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٩) رجال الشيخ : ٦١ / ١ ، وفيه : السوائي.

٣٩٨

ويأتي ذكره في الكنى(١) .

٣١٤٦ ـ وهب بن كريب :

أبو القلوص ، تقدّم في سفيان بن يزيد جلالته(٢) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

٣١٤٧ ـ وهب بن محمّد البزّاز :

بالزاي قبل الألف وبعدها ، أبو نصر بالنون والراء بعد الصاد القمّي ، ثقة عين ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، محمّد بن علي بن محبوب عنه به(٤) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه(٥) .

٣١٤٨ ـ وهب بن منبّه :

ذكر الشيخ والنجاشي أنّ القمّيّين استثنوه من رجال نوادر الحكمة(٦) .

وفيهب : وهب بن منبّه الصنعاني أخو همّام ، عن ابن عبّاس وابن عمر(٧) ، إخباري علاّمة قاضٍ صدوق صاحب كتب ، مات سنة أربعة عشر‌

__________________

(١) عن الخلاصة : ١٩٣ ورجال البرقي : ٥ ، وفيهما أنّه من خواصّ أمير المؤمنينعليه‌السلام من مضر.

(٢) عن رجال الشيخ : ٤٤ / ٢٥ والخلاصة : ٨١ / ١ ، وفيهما : سفيان بن يزيد من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام أخذ الراية ثمّ أخوه عبيد. إلى أن قال : فقتلوا ثمّ أخذ الراية وهب بن كريب أبو القلوص.

(٣) الخلاصة : ١٧٧ / ٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٧.

(٥) الفهرست : ١٧٢ / ٧٧٦.

(٦) الفهرست : ١٤٤ / ٦٢٢ ، ورجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٧) في المصدر زيادة : وعنه آله وسمّاك بن الفضل.

٣٩٩

ومائة(١) .

وفيتعق : مضى الاستثناء في محمّد بن أحمد بن يحيى(٢) .

٣١٤٩ ـ وهب بن وهب بن عبد الله :

بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى أبو البختري ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وكان كذّاباً وله أحاديث مع الرشيد في الكذب ؛ قال سعد : تزوّج أبو عبد اللهعليه‌السلام بامّه. له كتاب يرويه جماعة ، السندي بن محمّد عنه به ،جش (٣) .

صه إلى قوله : بامّه ؛ وزاد بعد كذّاباً : قاضياً عامّياً إلاّ أنّ له أحاديث عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام كلّها لا يوثق بها ، وأسد ساقط من قلمه في نسبه(٤) .

وفيست : ضعيف وهو عامّي ، وله كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم والسندي بن محمّد ، عنه. وسهل بن رجاء الصنعاني عنه(٥) .

وفيكش : قال أبو محمّد الفضل بن شاذان : كان أبو البختري من أكذب البريّة(٦) . وفيه غير ذلك(٧) .

__________________

(١) الكاشف ٣ : ٢١٦ / ٦٢٢٥ ، وفيه بدل قاض : قاص ، ويظهر من تهذيب التهذيب : ١١ / ١٤٧ أنّه قاض ، حيث قال : وكان على قضاء صنعاء.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٥٦.

(٣) رجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٥.

(٤) الخلاصة : ٢٦٢ / ١.

(٥) الفهرست : ١٧٣ / ٧٧٧ ، وفيه طريق آخر.

(٦) رجال الكشّي : ٣٠٩ / ذيل الحديث ٥٥٨.

(٧) رجال الكشيّ : ٣٠٩ / ٥٥٩.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466