منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال14%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336712 / تحميل: 4472
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

باب الكنى‌

٣٣١٠ ـ أبو إبراهيم الموصلي :

يروي عنه ابن أبي نصر(١) ،تعق (٢) .

٣٣١١ ـ أبو أحمد الأشجعي الكوفي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو محمّد بن زياد(٣) ، ويأتي في أبو إسماعيل أيضاً ذكره.

٣٣١٢ ـ أبو أحمد البصري :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه ،ست : (٤) .

وفيتعق : يطلق على الجلوي(٥) ، وعلي عمر بن الرّبيع(٦) الذي هو من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) الكافي ١ : ٧١ / ٨ ، وفيه : عن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي. وفي نسخة : عن أبي إبراهيم الموصلي.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٤٠٨٩ طبعة جماعة المدرسين وكذا نقله القهبائي في المجمع : ٥ / ٢١٢ نقلاً عنه عادا إيّاه من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، إلاّ أنّ طبعة النجف الأشرف خالية عن ذكره.

(٤) الفهرست ١٩١ / ٨٨٨.

(٥) وهو عبد العزيز بن يحيى كما في رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ ورجال النجاشي : ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٦) رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٧٤ والفهرست : ١١٤ / ٥٠٦ ورجال النجاشي : ٢٨٤ / ٧٥٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١ ولم يرد فيها قوله : الّذي هو من أصحاب الصادقعليه‌السلام .

١٠١

٣٣١٣ ـ أبو أحمد الجلودي :

عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الثقة الجليل(١) ، ولا يبعد كونه البصري المذكور ،تعق (٢) .

٣٣١٤ ـ أبو أحمد :

في النقد : كنية لابن أبي عمير(٣) ، وعبد العزيز بن يحيى(٤) ، وعمر بن الربيع(٥) ، وعمرو بن حريث(٦) ، وعائذ بن حبيب(٧) ، ومحسن بن أحمد(٨) ، ومحمّد بن أحمد بن روح(٩) ، ومحمّد بن زياد الأشجعي(١٠) ، ومحمّد بن قيس الأسدي(١١) ، وأُسَيد بن عبد الرحمن(١٢) ، وداود بن سليمان بن جعفر(١٣) ، وعيسى بن حيّان(١٤) . وفي الأوّل أشهر(١٥) ، انتهى ،تعق (١٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ والفهرست : ١١٩ / ٥٣٤ ورجال النجاشي : ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٢) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٣) رجال الشيخ : ٣٨٨ / ٢٦ والفهرست : ١٤٢ / ٦١٦ ورجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ والفهرست : ١١٩ / ٥٣٤ ورجال النجاشي : ١١٩ / ٥٣٤.

(٥) رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٧٤ والفهرست : ١١٤ / ٥٠٦ ورجال النجاشي : ٢٨٤ / ٧٥٦.

(٦) رجال النجاشي : ٢٨٩ / ٧٧٥ والخلاصة : ١٢٠ / ٥.

(٧) رجال الشيخ : ٢٦٣ / ٦٥٨.

(٨) رجال الشيخ : ٣٩٣ / ٨٣.

(٩) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٧٨.

(١٠) رجال الشيخ ٢٨٢ / ٤٠٨٩ طبعة جماعة المدرّسين وكذا نقله القهبائي في المجمع : ٥ / ٢١٢ نقلاً عنه ، إلاّ أنّ طبعة النجف خالية عن ذكره.

(١١) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(١٢) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٢.

(١٣) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٦.

(١٤) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٢.

(١٥) نقد الرجال : ٣٨٣.

(١٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

١٠٢

أقول : لا يخلو ما ذكرهرحمه‌الله من إجمال ، وكان ينبغي أن يذكر لكلّ واحد من المذكورين وصفاً مخصوصاً يتميّز به عن الآخر ( مع عدم وجود قرينة معيّنة )(١) .

فالأوّل وهو ابن أبي عمير يعرف بالأزدي(٢) ، والثاني بالجلودي كما مرّ عنتعق (٣) ، والثالث بالبصري كما مرّ ونبّه عليه في المجمع(٤) ، والرابع بالصيرفي الأسدي(٥) ، والخامس بالعبسي الكوفي(٦) ، والسادس بالبجلي(٧) ، والسابع بالطرسوسي(٨) ، والثامن بالأشجعي(٩) ، والتاسع بالأسدي ، والعاشر بالقلالي(١٠) ، والحادي عشر بالقزويني(١١) ، والثاني عشر بالنخعي(١٢) .

ويأتي أبو أحمد أيضاً لبيان ، ويعرف بالجزري(١٣) ، ولاسماعيل بن يحيى ، ويقال له : العبسي أيضاً(١٤) ، ولحيدر بن محمّد بن نعيم ، وهو الذي يروي عن التلعكبري ويروي عنه ابن قولويه ومن في طبقته كما مضى في ترجمته(١٥) .

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(٢) كما في رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧ ، إلاّ أنّ في رجال الشيخ والفهرست : مولى الأزد.

(٣) رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ والفهرست : ١١٩ / ٥٣٤ ورجال النجاشي : ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٢٨٩ / ٧٧٥.

(٦) رجال الشيخ : ٢٦٣ / ٦٥٨.

(٧) رجال الشيخ : ٣٩٣ / ٨٣.

(٨) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٧٨.

(٩) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٤٠٨٩ طبعة جماعة المدرسين.

(١٠) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٢.

(١١) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٦.

(١٢) رجال الشيخ : ٢٥٨ / ٥٦٤.

(١٣) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٨٩.

(١٤) رجال الشيخ : ٥٠٦ / ٨٠ ترجمة محمّد بن عبد ربّه الأنصاري ، ورجال النجاشي : ١٢٤ / ٣١٩ ترجمة جعفر بن ورقاء.

(١٥) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ٨.

١٠٣

٣٣١٥ ـ أبو الأحوص المصري :

من جلّة(١) متكلّمي الإماميّة ، لقيه الحسن بن موسى النوبختي وأخذ عنه واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام وكان ورد للزيارة ،ست : (٢) ،صه (٣) .

وفيتعق : هو داود بن أسد بن عفير(٤) (٥) . كما أشرنا فيه.

٣٣١٦ ـ أبو أحيحة :

بالمهملتين كما عند (٦) ، غير مذكور في الكتابين ، وهو عمرو بن محصن(٧) .

٣٣١٧ ـ أبو إدريس :

في النقد : كنية لتليد بن سليمان(٨) ، وعبد الرحمن بن بدر(٩) (١٠) ،تعق (١١) .

أقول : الأوّل يعرف بالمحاربي ، والثاني كوفي.

__________________

(١) في نسخة « ش » : جملة.

(٢) الفهرست : ١٩٠ / ٨٧٤.

(٣) الخلاصة : ١٨٨ / ١٥ ، وفيها بدل جلّة : جملة.

(٤) عن رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤ ، وفيه : أعفر ، والخلاصة : ٦٩ / ٧ إلاّ أنّ فيها بدل المصري : البصري.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٦) رجال ابن داود : ١٤٦ / ١١٣٢ ترجمة عمرو بن محصن.

(٧) رجال الشيخ : ٤٩ / ٣٥.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٠ / ١ ورجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٥ والخلاصة : ٢٠٩ / ٢ ، وفي الجميع قيّده بالمحاربي.

(٩) رجال النجاشي : ٢٣٨ / ٦٣١ والخلاصة : ٢٣٩ / ٥ ، وفيهما أنّه كوفي.

(١٠) نقد الرجال : ٣٨٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

١٠٤

٣٣١٨ ـ أبو أراكة البجلي :

ى (١) . وفيصه في أصحابهعليه‌السلام من اليمن عنق (٢) .

وفيتعق : في الوجيزة : رأيت في بعض الكتب مدحه(٣) (٤) .

أقول : يأتي في أبي بكر بن حزم منّا ما له دخل(٥) .

٣٣١٩ ـ أبو أسامة :

زيد الشحّام(٦) .

٣٣٢٠ ـ أبو إسحاق الثقفي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو إبراهيم بن محمّد بن سعيد(٧) .

٣٣٢١ ـ أبو إسحاق البيعي :

عمرو بن عبد الله(٨) ، والسبيع بطن من همدان(٩) ، فربما يقال الهمداني.

أقول : قدّمنا هناك أنّه من الثقات(١٠) .

٣٣٢٢ ـ أبو إسحاق صاحب اللؤلؤ :

في التهذيب في الصحيح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٣ / ١٠ ، وفيه زيادة : كوفي.

(٢) الخلاصة : ١٩٤ ، رجال البرقي : ٦.

(٣) الوجيزة : ٣٥٠ / ٢١٨١ ، وفيها : أبو راكد مجهول ، وفي بعض الكتب مدحه.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٥) استظهر هناك من ذكر البرقي لهم دون غيرهم ما يدلّ على مزيد اختصاص بهم ، ثمّ قال : ولذا ذكرهم العلاّمة في القسم الأوّل.

(٦) الفهرست : ٧١ / ٢٩٨.

(٧) الفهرست : ٤ / ٧ ورجال النجاشي : ١٦ / ١٩.

(٨) رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٥ ، وفيه : أبو إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي.

(٩) القاموس المحيط : ٣ / ٣٦.

(١٠) عن الاختصاص : ٨٣ ومجمع البحرين : ٣ / ٤١٤.

١٠٥

عنه(١) ،تعق (٢) .

٣٣٢٣ ـ أبو إسحاق الفقيه :

هو ثعلبة بن ميمون(٣) .

٣٣٢٤ ـ أبو إسحاق الكاتب :

هو إبراهيم بن أبي حفص(٤) .

٣٣٢٥ ـ أبو إسحاق الليثي :

اسمه إبراهيم ، يظهر من روايته كونه من خلّص أصحاب الباقرعليه‌السلام ومن خواص الشيعة(٥) .

٣٣٢٦ ـ أبو إسحاق المزني :

غير مذكور في الكتابين ، وهو إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة(٦) .

٣٣٢٧ ـ أبو إسحاق النحوي :

هو أيضاً ثعلبة بن ميمون(٧) .

٣٣٢٨ ـ أبو إسحاق النهاوندي :

اسمه إبراهيم.

قلت : هو إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي(٨) .

٣٣٢٩ ـ أبو إسحاق :

في النقد : يأتي أيضاً لإبراهيم بن هاشم ، وابن رجاء الشيباني ، وابن‌

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٣٩٣ / ١٣٧٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٥ / ٧٠٥.

(٤) رجال النجاشي : ١٩ / ٢٢ والفهرست : ٧ / ١٠ والخلاصة : ٥ / ١٢.

(٥) علل الشرائع : ٦٠٦ / ٨١.

(٦) رجال النجاشي : ١٥ / ١٤.

(٧) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢.

(٨) الفهرست : ٧ / ٩.

١٠٦

سليمان ، وابن صالح ، وابن عمر اليماني ، وابن محمّد بن أبي(١) يحيى ، وابن محمّد بن معروف ، وابن مهزيار ، وفي الأوّل أشهر(٢) .

قلت : يعرف الأوّل بالقمّي(٣) ، والثاني بالشيباني وهو المعروف بابن أبي هراسة(٤) ، والثالث وهو ابن سليمان بن عبد الله بن حيّان بالنهمي الخزّاز(٥) ، والرابع بالأنماطي(٦) ، والخامس بالصنعاني اليماني(٧) ، والسادس باليمني(٨) ، والسابع بالمذاري(٩) ، والثامن بالأهوازي(١٠) .

٣٣٣٠ ـ أبو إسحاق الأزدي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو البصري الآتي(١١) .

٣٣٣١ ـ أبو إسماعيل الأسدي :

محمّد بن أبي زينب مقلاص(١٢) ، مجمع(١٣) .

__________________

(١) أبي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) نقد الرجال : ٣٨٣.

(٣) رجال النجاشي : ١٦ / ١٨ والفهرست : ٤ / ٦ والخلاصة : ٤ / ٩.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٦ / ٧٠ ورجال النجاشي : ٣٣ / ٣٤ والخلاصة : ١٩٨ / ٥.

(٥) الفهرست : ٦ / ٨ ورجال النجاشي : ١٨ / ٢٠ والخلاصة : ٥ / ١١.

(٦) الفهرست : ٣ / ٢ ورجال النجاشي : ١٥ / ١٣ والخلاصة : ١٩٨ / ٦.

(٧) الخلاصة : ١٥ / ٦.

(٨) الفهرست : ٣ / ١ ورجال النجاشي : ١٤ / ١٢ والخلاصة : ٤ / ٦ وتذكرة الحفّاظ ١ : ٢٤٦ / ٢٣٣ ، وفي الجميع : مدني ( المدني ). وفي نسخة « ش » بدل باليمني : بالنهمي.

(٩) رجال النجاشي : ١٩ / ٢٣ والخلاصة : ٥ / ١٤.

(١٠) رجال النجاشي : ١٦ / ١٧.

(١١) حيث إنّ المصنّف استظهر أنّ أبي إسماعيل البصري هو حمّاد بن زيد وفاقاً للمجمع : ٧ / ٦ والّذي فيه : أبو إسماعيل الأزدي البصري حمّاد بن زيد.

(١٢) رجال الكشّي : ٢٩٠.

(١٣) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

١٠٧

٣٣٣٢ ـ أبو إسحاق الأشجعي :

الكوفي محمّد بن زياد ، مجمع(١) .

أقول : مضى محمّد بن زياد في ترجمتين(٢) ، وعلى فرض التعدد فكنية أحدهما أبو أحمد وإلاّ فيكون مكنّى بكنيتين.

٣٣٣٣ ـ أبو إسماعيل الأشجعي :

الحذّاء محمّد بن سالم(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٣٤ ـ أبو إسماعيل البصري :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست : (٥) .

وكأنّه همّام أبو إسماعيل بن همّام(٦) .

قلت : بل الظاهر أنّه(٧) حمّاد بن زيد(٨) وفاقاً للمجمع(٩) ، فلاحظ.

وظاهرست : كونه إماميّاً ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى الاعتماد عليه.

وفيمشكا : أبو إسماعيل البصري الثقة ، عنه ابن أبي عمير وكأنّه‌

__________________

(١) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

(٢) الاولى عن مجمع الرجال : ٥ / ٢١٢ نقلاً عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وفيه : محمّد بن زياد الأشجعي كوفي أبو أحمد ، والثانية عن رجال الشيخ : ٢٨٧ / ١١٣ ، محمّد بن زياد الأشجعي الكوفي أبو إسماعيل.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٩ / ١٤٦.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٦ ، وفيه : سلم سالم ( خ ل ).

(٥) الفهرست : ١٨٨ / ٨٥٥.

(٦) راجع رجال النجاشي : ٣٠ / ٦٢ ترجمة إسماعيل بن همّام.

(٧) في نسخة « ش » زيادة : ابن.

(٨) رجال الشيخ : ١٧٣ / ١٣١ وفيه : حمّاد بن يزيد البصري أبو إسماعيل الأزدي.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

١٠٨

حمّاد بن زيد البصري(١) ، انتهى فتأمّل.

٣٣٣٥ ـ أبو إسماعيل السرّاج :

اسمه عبد الله بن عثمان بن عمرو الفزاري ، صرّح به في الكافي في صلاة الحوائج(٢) وبحث البئر والبالوعة(٣) .

وفيتعق : في نسختي من الكافي : عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السرّاج عن عبد الله بن عثمان بلفظة « عن » وكذا في ثمان أو تسع نسخ من التهذيب(٤) ، نعم في نسخة غير مصحّحة من التهذيب بدون لفظة « عن » ، مع أنّ الراوي عن أبي إسماعيل محمّد بن إسماعيل. وعبد الله بن عثمانق (٥) فتأمّل.

وقال الشيخ محمّد كما قال المصنّف ، ثمّ قال : وفي الظنّ أنّه أخو حمّاد بن عثمان الثقة ؛ وفي بعض نسخجش في عبد الله بن عثمان أخي حمّاد أبي إسماعيل السرّاج ، غير أنّ الاعتماد عليها مشكل لعدم معلوميّة الصحّة ، فتأمّل.

وقال جديرحمه‌الله : يروي الكلينيرضي‌الله‌عنه عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السرّاج عبد الله بن عثمان ، والظاهر أن يكون هو هذا يعني أخا حمّاد كما ذكره شيخنا الأسترآبادي ، وليس في هذه المرتبة إلاّ عبد الله بن عثمان الخيّاط الواقفي ، ووصفه بالخيّاط يشعر بالمغايرة وإن أمكن أن يكون غيرهما ، لكن لمّا لم يكن في الرجال غيره وروى عنه كثيراً فلو كان‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٧١.

(٢) الكافي ٣ : ٤٧٨ / ٦ ، وفيه : عبد الله بن عثمان أبي إسماعيل السرّاج.

(٣) الكافي ٣ : ٨ / ٣ ، وفيه : أبي إسماعيل السرّاج عبد الله بن عثمان.

(٤) التهذيب ١ : ٤١٠ / ١٢٩١.

(٥) على ما قاله النجاشي في ترجمة أخيه حمّاد بن عثمان بن عمرو : ١٤٣ / ٣٧١.

١٠٩

غيره لذكره أصحاب الرجال ، وأكثر القرائن الرجاليّة قريب من هذا(١) ، انتهى(٢) .

قلت : في المجمع : أبو إسماعيل السرّاج عبد الله بن عثمان(٣) .

وفي الوجيزة : أبو إسماعيل السرّاج كأنّه عبد الله بن عثمان الثقة(٤) .

٣٣٣٦ ـ أبو إسماعيل الشعيري :

بشار(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٣٧ ـ أبو إسماعيل الصائغ :

الأنباري ، ثابت بن شريح(٧) ،تعق (٨) .

٣٣٣٨ ـ أبو إسماعيل الفرّاء :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن عبيس بن هشام ، عنه ،ست : (٩) .

وفيتعق : روى عنه الحسن بن محبوب كما في سورة يوسفعليه‌السلام من مجمع البيان(١٠) (١١) .

__________________

(١) روضة المتّقين : ٤ / ٣٨٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

(٣) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

(٤) الوجيزة : ٣٤٥ / ٢١٢٩.

(٥) رجال الكشّي : ٣٩٨ / ٧٤٤.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

(٧) رجال النجاشي : ١١٦ / ٢٩٨ والخلاصة : ٢٩ / ٦.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

(٩) الفهرست : ١٩١ / ٨٨٩ ، وفيه : جماعة عن التلعكبري عن ابن همّام عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن عبيس بن هشام عنه.

وذكره مرّة ثانية : ١٩٠ / ٨٧٦ قائلاً : أبو إسماعيل الفرّاء له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضّل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عنه.

(١٠) مجمع البيان : ٣ / ٢٦٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

١١٠

٣٣٣٩ ـ أبو إسماعيل الفراضي :

إسحاق بن جندب(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٤٠ ـ أبو إسماعيل الكندي :

محمّد بن حيّان(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٤١ ـ أبو إسماعيل الكوفي :

بكر بن الأشعث(٥) ، مجمع(٦) .

قلت : ومحمّد بن حميد المدني(٧) ، فلاحظ.

٣٣٤٢ ـ أبو إسماعيل النواء :

كثير بن قاروندا(٨) ، مجمع(٩) .

٣٣٤٣ ـ أبو الأسود بيّاع السابري :

عمر بن محمّد بن يزيد(١٠) ، مجمع(١١) .

٣٣٤٤ ـ أبو الأسود الدؤلي :

اسمه ظالم بن عمرو(١٢) أو ظالم بن ظالم(١٣) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٥ والخلاصة : ١١ / ٧.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٦ ، وفيه : الفرائض.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٥ / ٧١.

(٤) مجمع الرجال ٧ / ٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٠٩ / ٢٧٥ والخلاصة : ٢٦ / ٤ وفيها : أبو إسماعيل كوفي.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٧) رجال الشيخ : ٢٨٦ / ٨٨.

(٨) رجال الشيخ : ٢٧٧ / ٦ ، وفيه : قاروند.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(١٠) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥١ والخلاصة : ١١٩ / ١.

(١١) مجمع الرجال : ٧ / ٧ ، وفيه : أبو الأسود مولى ثقيف.

(١٢) رجال الشيخ : ٧٥ / ١ و ٩٥ / ١.

(١٣) رجال الشيخ : ٤٦ / ١ و ٦٩ / ١.

١١١

فيهب : أنّه قاضي البصرة ، ثقة ، ابتكر النحو(١) .

وفيقب : أبو الأسود الدِّيلي بكسر المهملة وسكون التحتانية ويقال : الدُّؤلي بالضم بعدها همزة مفتوحة يقال : ظالم بن عمرو ، ( ويقال : عمرو بن ظالم ويقال بالتصغير فيهما )(٢) ، ويقال : عمرو بن عثمان ، وعثمان بن عمرو ، ثقة فاضل مخضرم ، توفّي سنة تسع وستّين(٣) .

أقول : ويقال أيضاً الدئلي ، بكسر المهملة وفتح الهمزة.

وفي القاموس : الدئل بكسر الدال وفتح الهمزة كعنب : قبيلة(٤) .

هذا والظاهر من الأخبار مدح أبي الأسود الدئلي بحيث يمكن عدّ حديثه حسناً ، فتتبّع.

وفي كتاب عمدة عيون صحاح الآثار ليحيى بن البطريق الحلي وهو من أجلاّء علمائنا الأبرار(٥) : أبو الأسود الدؤلي وهو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى من(٦) شعراء الإسلام وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٧) .

٣٣٤٥ ـ أبو الأسود الغمشاني :

جبير بن حفص(٨) ، مجمع(٩) .

__________________

(١) الكاشف ٣ : ٢٧١ / ١٧.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(٣) تقريب التهذيب ٢ : ٣٩١ / ٥٢.

(٤) القاموس المحيط : ٣ / ٣٧٣.

(٥) الأبرار ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) في نسخة « م » : في.

(٧) عمدة عيون صحاح الأبار في مناقب إمام الأبرار : ١٠.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥٨ ، وفيه : ابن العشمائي.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

١١٢

٣٣٤٦ ـ أبو الأسود مولى ثقيف :

عمر بن محمّد بن يزيد(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٤٧ ـ أبو الأشعث المزني :

محمّد بن حمّاد(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٤٨ ـ أبو الأشهب النخعي :

جعفر بن الحارث(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٤٩ ـ أبو الأعز النخّاس :

قال الصدوق في الفقيه : كلّما كان فيه عن أبي الأعز النخّاس فقد رويته عن أبي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صفوان بن يحيى ومحمّد بن أبي عمير ، عن أبي الأعز النخّاس(٧) .

مع ما قد تعهّد من الصحّة المقتضية للتوثيق(٨) ؛ ولا ريب أنّ رواية صفوان وابن أبي عمير عنه ينبهان على نوع اعتبار واعتماد ، فتدبّر.

والظاهر من النسخ أنّه الأعز بالعين المهملة والزاي ، وربما قرئ بالغين المعجمة والراء.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥١ والخلاصة : ١١٩ / ١.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٣) مجمع الرجال : ٢٨٥ / ٧٥.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢١.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٧) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٥.

(٨) حيث قال في ديباجة الفقيه : ٣ ولم أقصد فيه قصد المصنّف في إيراد جميع ما رووه ، بل قصدت إلى إيراد ما افتي به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنّه حجة فيما بيني وبين ربي تقدّس ذكره وتعالى قدرته ، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع.

١١٣

٣٣٥٠ ـ أبو الأكراد الصائغ :

علي بن ميمون(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٥١ ـ أبو أُمامة :

له صحبة ، وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلاّ يهرب إلى عليعليه‌السلام ، ى(٣) . الظاهر أنّه الباهلي.

فيقب : صُديّ بالتصغير ابن عجلان أبو أُمامة الباهلي ، صحابي مشهور ، سكن الشام ومات بها سنة ستّ وثمانين(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّه كذلك ، ومضى أيضاً أسعد بن زرارة أبو أُمامة(٥) وأسعد بن سهل بن حنيف أبو أُمامة(٦) (٧) .

قلت : لكنهمال وليسا ي ، ولم نذكر الثاني منهما في بابه لجهالته ، والأوّل يعرف بأبي امامة الخزرجي ، ومات كما سبق في أوّل سنة الهجرة(٨) .

٣٣٥٢ ـ أبو أُميّة :

يوسف بن ثابت(٩) ، مجمع(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٤٣ / ٣٢٧ ورجال النجاشي : ٢٧٢ / ٧١٢.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٨.

(٣) رجال الشيخ : ٦٥ / ٤٤.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ٣٦٦ / ٩٣.

(٥) عن رجال الشيخ : ٥ / ٣٣ والخلاصة : ٢٣ / ٤ ، وفيها : الخزرجي كما سينبّه عليه المصنّف.

(٦) عن رجال الشيخ : ٧ / ٥٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

(٨) انظر : الاستيعاب ١ / ٨٣ إلاّ أنّ هذا الكلام ( أي سنة موته ) لم يسبق عن المصنّف.

(٩) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٢ ورجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢٢ والخلاصة : ١٨٤ / ٢.

(١٠) مجمع الرجال : ٧ / ٨.

١١٤

٣٣٥٣ ـ أبو أُميّة الأسدي :

عبد الرحمن والد عبد الله بن عبد الرحمن ، مجمع(١) .

قلت : هذا على ما مرّ عنجش (٢) وهو مجهول ، وأمّا على ما فيصه ود فهو كنية لعبد الله وهو ثقة ، وقد سبق(٣) .

٣٣٥٤ ـ أبو أيّوب الأنصاري :

مشكور اسمه خالد بن زيد ،صه (٤) .

٣٣٥٥ ـ أبو أيّوب البجلي :

منصور بن حازم(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٥٦ ـ أبو أيّوب الخزّاز :

بالزاي قبل الألف وبعدها ، إبراهيم بن عثمان(٧) ، أو ابن عيسى(٨) .

أقول : جعل في المجمع لأبي أيّوب الخزّاز ترجمتين ذكر في إحداهما كما مرّ(٩) وقال : إنّه بالمعجمات ، وذكر في الأُخرى أنّه بالراء فالزاي أخيراً وقال : هو إبراهيم بن زياد(١٠) ، فتأمّل جدّاً.

__________________

(١) مجمع الرجال : ٧ / ٨.

(٢) رجال النجاشي : ٢٢١ / ٥٧٩ في ترجمة ابنه عبد الله.

(٣) الخلاصة : ١١١ / ٤٥ ، رجال ابن داود : ١٢١ / ٨٨١.

(٤) الخلاصة : ٦٥ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١ والخلاصة : ١٦٧ / ٢.

(٦) لم يرد له ذكر في نسختنا المطبوعة من مجمع الرجال.

(٧) الفهرست : ٨ / ١٣.

(٨) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ ، وفيه : ابن عيسى أبو أيّوب الخرّاز وقيل إبراهيم بن عثمان ، والخلاصة : ٥ / ١٣ ، وفيها : الخرّاز ، ورجال الكشّي : ٣٦٦ / ٦٧٩.

(٩) في نسخة « ش » : كما ذكر.

(١٠) مجمع الرجال : ٧ / ٩.

١١٥

٣٣٥٧ ـ أبو أيّوب الشاذكوني :

سليمان بن داود المنقري(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٥٨ ـ أبو أيّوب الصيرفي :

هلال بن مقلاص(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٥٩ ـ أبو بجير :

عبد الله بن النجاشي(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٦٠ ـ أبو البختري :

سعيد بن فيروز ،قي في أصحاب عليعليه‌السلام من اليمن(٧) . وفيصه نقلاً عنه مترجماً(٨) . وتقدّم عنعي أنّه سعد بن عمران أو ابن فيروز(٩) .

وفيهب : أبو(١٠) البختري سعيد بن فيروز(١١) . وزادقب : بفتح الموحّدة والمثنّاة بينهما معجمة ساكنة(١٢) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٨٤ / ٤٨٨ والخلاصة : ٢٢٥ / ٣.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٣٢ / ٤٧.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٩.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٢ / ٦٣٤ ، وفيه : بحير ، ورجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٥ ، وفيه بعد أبو بجير زيادة الأسدي.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٩ ، وفيه : أبو بجير الأسدي عبد الله النجاشي.

(٧) رجال البرقي : ٦.

(٨) الخلاصة : ١٩٤.

(٩) رجال الشيخ : ٤٣ / ١٠.

(١٠) في نسخة « ش » : ابن.

(١١) الكاشف ١ : ٢٩٤ / ١٩٥.

(١٢) تقريب التهذيب ٢ : ٣٩٤ / ٣.

١١٦

٣٣٦١ ـ أبو البختري :

وهب بن وهب(١) .

٣٣٦٢ ـ أبو بردة الأزدي :

ي (٢) . وفيقي وصه ود نقلاً عنه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن(٣) . واسمه هاني بن نيار.

ويقال : أبو بردة الأنصاري ، وهو خال البراء بن عازب(٤) .

أقول : يأتي في أبي بكر بن حزم منّا ماله دخل(٥) ، فلاحظ.

٣٣٦٣ ـ أبو بردة :

ابن أبي موسى الأشعري(٦) ، غير مذكور في الكتابين.

وقال ابن أبي الحديد في شرحه : ومن المبغضين القالين أبو بردة بن أبي موسى الأشعري يرث(٧) البغضة له لا عن كلالة ، روى عبد الرحمن بن جندب قال : قال أبو بردة ابن أبي موسى الأشعري لزياد : أشهد أنّ حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة الأصلع! قال عبد الرحمن : إنّما عنى بذلك نسبة الكفر إلى عليعليه‌السلام لأنّه كان أصلع.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٢٧ / ١٩ والفهرست : ١٧٣ / ٧٧٧ ورجال الكشّي : ٣٠٩ / ٥٥٨ ورجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٥ والخلاصة : ٢٦٢ / ١.

(٢) رجال الشيخ : ٦٣ / ١١.

(٣) رجال البرقي ٦ ، الخلاصة : ١٩٤ ، ولم يرد له ذكر في نسختنا المطبوعة من رجال ابن داود والإصابة ٤ : ١٨ / ١١٧.

(٤) جامع الأُصول : ١٥ / ٤٩٣.

(٥) وهو أنّ ذكر البرقي جماعة معيّنة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام دون غيرهم يدلّ على أنّ لهم مزيد اختصاص بهعليه‌السلام ، خصوصاً بعد أن أردفهم بذكر المجهولين من أصحابهعليه‌السلام .

(٦) تذكرة الحفّاظ ١ : ٩٥ / ٨٦.

(٧) في المصدر : ورث.

١١٧

قال : وقد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عبّاس المسوي(١) قال : رأيت أبا بردة قال لأبي العادية الجهني قاتل عمّار بن ياسر : أنت قتلت عمّار بن ياسر؟ قال : نعم قال : فناولني يدك فقبّلها وقال : لا تمسك النار أبداً(٢) !

٣٣٦٤ ـ أبو برزة :

من الأصفياء من أصحاب عليعليه‌السلام في(٣) قي ، وصه نقلاً عنه(٤) ، اسمه نضلة بن عبيد(٥) أو عبيد الله كما تقدّم(٦) .

٣٣٦٥ ـ أبو بريزة :

في النقد : عبد الله بن نضلة(٧) ،تعق (٨) .

قلت : هو أبو برزة لا بريزة وقد سبق أنّه كنية نضلة بن عبيد أو عبيد الله ففي المقام وهمان بل ثلاثة ، فتدبّر.

٣٣٦٦ ـ أبو برينة :

في النقد : اسمه هبة الله بن أحمد(٩) ،تعق (١٠) .

قلت : وهم قلمهرحمه‌الله فإنّ هبة الله المذكور هو ابن برينة كما مضى في‌

__________________

(١) في المصدر : ابن عيّاش المنتوف.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٩٩.

(٣) في نسخة « ش » : وفي.

(٤) رجال البرقي : ٣ ، الخلاصة : ١٩٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٠ / ٣ ، وفيه : بردة ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨١ نقلاً عنه كما في المتن.

(٦) رجال الشيخ : ٦٠ / ٣ ، وفيه : عبد الله.

(٧) نقد الرجال : ٣٨٤ ، وفيه : أبو برزة اسمه نضلة بن عبد الله سينبّه عليه المصنّف.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٤ ، وفيها : أبو بريرة.

(٩) نقد الرجال : ٣٨٤.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٤.

١١٨

ترجمته(١) ، والنسخ غير مختلفة في ذلك.

٣٣٦٧ ـ أبو بشر البجلي :

من أصحابنا الكوفيّين ، روى عنه الصفّار(٢) ، ومحمّد بن علي بن محبوب(٣) ، وأحمد بن أبي عبد الله(٤) ، اسمه أبان بن محمّد ويقال : سندي بن محمّد ، ثقة ، ابن أُخت صفوان بن يحيى(٥) .

٣٣٦٨ ـ أبو بشر السرّاج :

أحمد بن محمّد(٦) ، مجمع(٧) .

٣٣٦٩ ـ أبو بشر العبدي :

مسعدة بن صدقة على قول(٨) ، مجمع(٩) .

٣٣٧٠ ـ أبو بشر العمي :

أحمد بن إبراهيم بن معلّى(١٠) ، مجمع(١١) .

__________________

(١) عن رجال النجاشي : ٤٤٠ / ١١٨٥ والخلاصة : ٢٦٣ / ٢ ، وفيها : ابن برنية بالنون ثمّ الياء.

(٢) التهذيب ٧ : ٤٦٨ / ١٨٧٣ ، وفيه : الصّفار عن السندي بن محمّد.

(٣) كما في رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧.

(٤) كما في الفهرست : ٨١ / ٣٤١.

(٥) رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧.

(٦) رجال النجاشي : ٨٩ / ٢١٩.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٠.

(٨) رجال النجاشي : ٤١٥ / ١١٠٨.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ١٠.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٤٥ / ٤٤ والفهرست : ٣٠ / ٩٠ ورجال النجاشي : ٩٦ / ٢٣٩ ورجال ابن داود : ٣٥ / ٥٠ ، وفي الجميع : أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى إلاّ في النجاشي كما في المتن.

(١١) مجمع الرجال : ٧ / ١٠.

١١٩

٣٣٧١ ـ أبو بصير :

عبد الله بن محمّد الأسدي ،قر (١) ، وفيكش إنّهق وقد تقدّم(٢) ، وليث بن البختري المرادي روى عنهماعليهما‌السلام (٣) وعن الكاظمعليه‌السلام كما مضى(٤) ، وكذا يحيى بن القاسم أو ابن أبي القاسم(٥) ، ويوسف بن الحارث روى عن الباقرعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : عند الإطلاق ينصرف إلى الثقة كما هو المعروف في أمثاله ، وادّعى بعض أنّ رواية ابن مسكان قرينة إرادة المرادي(٧) ، وقيل عليه : إنّا وجدنا روايته عن يحيى أيضاً(٨) . ويمكن الجواب إلاّ أنّه يسهل الخطب لتوثيق يحيى أيضاً كما تقدّم(٩) . ويمكن أن يكون يوسف أبو نصر بالنون(١٠) وسيجي‌ء(١١) .

أقول : مرّ في المقدّمة الثانية(١٢) بعض القرائن المعيّنة لأبي بصير.

وفي الوجيزة : أبو بصير يطلق غالباً على يحيى بن القاسم أو ليث بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٢٩ / ٢٦.

(٢) رجال الكشّي : ١٧٤ / ٢٩٩.

(٣) كما في رجال النجاشي : ١٣٠ / ٥٨٤.

(٤) عن الفهرست : ١٣٠ / ٥٨٤.

(٥) رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٧ والخلاصة : ٢٦٤ / ٣.

(٦) رجال الشيخ : ١٤١ / ١٧.

(٧) نقد الرجال : ٢٧٨ / ٢.

(٨) القائل هو صاحب المعالم وابنه على ما قاله الوحيد البهبهاني في هامش مخطوطة منهج المقال : ٣ / ٥٠٨.

(٩) عن رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٧.

(١٠) على ما ذكره الكشّي في رجاله : ٣٩٠ / ٧٣٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٤.

(١٢) بل المقدّمة الرابعة ، راجع منتهى المقال المطبوع : ١ / ٢٩.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

وكلُ نعيم لا محالة زائلُ

قال عثمان : كذبت ، نعيمُ الجنة لا يزول فاستثقل « لبيد » تكذيب عثمان وتحدّيه له في ذلك الجمع فقال : يا معشر قريش واللّه ما كان يؤذى جليسُكم ، فمتى حدث هذا فيكم؟؟

فقال رجلٌ مِن القوم : إنَّ هذا سفيه في سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا فلا تجدنَ في نفسكَ من قوله.

فردّ عليه « عثمان » حتّى تفاقم الأمر بينهما فقام إليه ذلك الرجلُ فلطم عينه فخضّرها ( واصابها ) ، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال : أما واللّه يا ابن أخي إن كانت عينُك عَمّا أصابها لغنيّة لقد كنت في ذمة منيعة ( وهو يريد أنك لو بقيت في ذمتي وجواري لما اصابك ما أصابك ).

فقال عثمان رادّاً عليه : بل واللّه إن عيني الصحيحة لفقيرةٌ إلى مِثل ما أصابَ اُختَها في اللّه ، واني لفي جوار من هو أعزُّ منكَ ، واقدرُ يا أبا عبد شمس.

فقال له الوليد : هلمّ يا ابنَ أخي إن شئت فعُد إلى جوارك ، فقال ابنُ مظعون : لا(١) .

وكانت هذه صورةٌ رائعةٌ من صور كثيرة لصمود المسلمين ، وتفانيهمْ في سبيل العقيدة ، وإصرارهم على النهج الّذي اختاروه ، ومواساة بعضهم لبعض في أشدّ فترة من فترات التاريخ الإسلامي.

وفدٌ مسيحيُّ لتقصّي الحقائق يدخل مكة :

قدمَ على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو بمكة عشرون رجلا من النصارى حين بلغهم خبرُه من الحبشة ، مبعوثين من قِبَل أساقفتها لتقصّي الحقائق بمكة ، والتعرف على الإسلام. فوجدوا رسول اللّه في المسجد ، فجلسوا إليه ، وكلّموه وسألوه عن مسائل ، ورجالٌ من قريش فيهم « أبو جهل » في أنديتهم حول الكعبة.

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٧٠ و ٣٧١.

٤٦١

فلما فرغوا من مسألة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عما أرادوا دعاهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اللّه عز وجلّ وتلا عليهم آيات من القرآن الكريم ، فكان لها من التأثير البالغ في نفوسهم بحيث عندما سمعوها فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا له وامنوا به وصدّقوه ، بعد ما عرفوا منه ما كان يوصَف في كتابهم ( الانجيل ) من أمره.

فلما قامُوا عنه ، ورأت قريش ما نتج عنه ذلك اللقاء استثقله « ابو جهل » فقال للنصارى الذين اسلموا معترضاً وموبّخاً : خيَّبكُمُ اللّه مِن ركب بعَثكُم مَن وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل فلم تطمئنّ مجالسُكم عنده حتّى فارقتُم دينكُم وصدَّقتموهُ بما قال ، ما نعلمُ ركباً أحمقَ مِنكُم.

فأجابه اولئك بقولهم : سلامٌ عليكم لا نُجاهِلكم ، لنا ما نحنُ عليه ، ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل أنفسنا خيراً(١) .

وبذلك الكلام الرفيق الجميل ردّوا على فرعون مكة الّذي كان يبغي ـ كسحابة داكنة ـ حجب أشعة الشمس المشرقة ، وحالوا دون وقوع صدام.

قريش توفد إلى يهود يثرب للتحقيق :

لقد ايقظ وفدُ نصارى الحبشة إلى مكة وما نجم عن لقائهم برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قريشاً ودفعهم إلى تكوين وَفد يتألف من « النضر بن الحارث » و « عُقبة بن ابي معيط » وغيرهما وإرسالهم إلى أحبار يهود المدينة ليسألونهم عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودينه.

فقال أحبارُ اليهود لمبعوثي قريش : سَلوا محمَّداً عن ثلاث نأمركم بهنَّ ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسَل ، وان لم يفعل فالرجلُ متقوّلٌ ، فروا فيه رأيكم ، سلوه :

١ ـ عن فتية ذَهبوا في الدهر الأول ( يعنون بهم أصحاب الكهف ) ما كان

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٩٠ و ٣٩٣ وقد نزلت في هذا الشأن الآيات ٥٢ إلى ٥٥ من سورة القصص.

٤٦٢

من امرهم ، فانه قد كان لهم حديثٌ عجيبٌ.

٢ ـ وعن رجل طوّاف ( يعنون به ذا القرنين ) قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وخبرُه؟

٢ ـ وعن الروح ما هي؟

فاذا أخبركم بذلك فاتبعوهُ ، فانه نَبيّ ، وان لم يفعل ، فهو رَجُلٌ متقوِّلٌ فاصنَعوا في أمره ما بدا لكم.

فعادَ وفد قريش إلى « مكة » ولما قدموها قالوا لقريش ما سمعوه من أحبار اليهود.

فجاؤوا إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطرحوا عليه الاسئلة الثلاثة السالفة. فقال رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انتظر في ذلك وحياً.(١)

ثم نزل الوحيُ يحملُ إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأجوبة المطلوبة على تلك الاسئلة.

وقد ورَدَ الجواب عن السؤال عن الروح في الآية ٨٥ من سورة الإسراء.

واُجيبَ على السؤالين الآخرين عن أصحاب « الكهف » وذي القرنين بتفصيل في سورة « الكهف » ضمن الآيات ٩ ـ ٢٨ والآيات ٧٣ ـ ٩٣.

وقدوردت تفصيلاتُ هذه الإجابات الّتي أجابَ بها رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أسئلتهم في كتب التفسير.

ولابدَّ هنا من أن نُذكِّر القارئ الكريم بنقطة مفيدة وهي أنّ المراد من « الرّوح » في سؤال القوم ليس هو الرُّوح الإنسانية بل كان المراد هو جبرئيل الأمين ، ( بقرينة أنَّ المقترحين الاصليين لهذه الأسئلة : هم اليهود وكانوا يكرهون الروح الامين ، ويعادونه ) ، وهو أمرٌ مبحوثٌ في محلِّه من كتب التفسير.

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٠٠ ـ ٣٠٢.

٤٦٣

٤٦٤

١٨

الأسلحةُ الصَديئة

والاساليب الفاشلة

نظّمْ أسياد قريش صفوفهم لمكافحة عقيدة التوحيد ، بعد أن أدركوا عقم المواقف المبعثرة من هذا الدّين وأهله.

فقد حاولوا في بداية الأمر أن يُثنُوا رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المضيّ في مواصلة دعوته ، وذلك بتطميعه بالمال والجاه وماشابه ذلك ، ولكن لم يحصلوا من ذلك على شيء ، فقد خيّب ذلك الرجلُ المجاهدُ ظنونهم فيه ، وبدّد آمالهم في اثنائه عن هدفه بكلمته الخالدة المدوّية : « واللّه لو وَضعوا الشمس في يميني ، والقَمر في يساري على أن أترك هذا الأمر لما فعلتُ » وهو يعني ان تمليكه العالم كلَه لا يثنيه عن هدفه ولا يصرفه عن تحقيق ما نُدِبَ إليه وارسل به.

فعمدوا إلى سلاح آخر هو التهديد والأذى ، والتنكيل به وباصحابه وانصاره ، ولكنهم واجهوا صمودَه وصمود أنصاره واصحابه ، وثباتهم الّذي ادى إلى انتصار المؤمنين في هذا الميدان ، وخيبة المشركين وهزيمتهم.

وقد بَلَغ من ثبات المسلمين على الطريق أنهم أقدموا على مغادرة الوطن ، وترك الأهل والعيال ، والهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم إلى اللّه ، وسعياً وراء نشره وبثه في غير الجزيرة من الآفاق.

ولكن رغم إخفاق أسياد قريش المشركين في جميع هذه الجهات والميادين

٤٦٥

وعجزهم عن استئصال شجرة التوحيد الفتية ، وفشل جميع الأسلحة الّتي استخدموها للقضاء على الدين الجديد وأهله ، لم تنته محاولاتهم الإجهاضيّة بل عمدوا هذه المرّة إلى استخدام سلاح جديد حسبوه أمضى من سوابقه.

وهذا السلاح هو سلاحُ الدعاية ضدّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لانه صحيحٌ أن ايذاء وتعذيب جماعة المؤمنين في « مكة » تمنع غيرهم من سُكان « مكّة » من الإنضواء إلى الإسلام إلاّ ان الحجيج الذين كانوا يسافرون إلى مكة في الأشهر الحرُم وكانوا يلتقون رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جوّ من الأمن والطمأنينة خلال تلك المواسم كانوا يتأثَّرون بدعوة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويتزعزعُ اعتقادهم بالأوثان على الأقل ، ان لم يؤمنوا بدينه ، ولم يستجيبوا لدعوته ، ثم إنهم كانوا ينقلون رسالة الإسلام وانباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مواطنهم ، ومناطِقهم وكان ينتشر بذلك اسم رسول اللّه ، وأنباء دينه في شتّى مناطق الجزيرة العربية ، وكان هذا هو بنفسه ضربة قوية توجَّه إلى صرح الوثنية في مكة ، وعاملا قوياً في انتشار عقيدة التوحيد ، وسطوع أمره.

من هنا اتخذ سادةُ قريش اُسلوباً آخر ، قاصدين بذلك الحيلولة دون انتشار الإسلام ، واتساع رقعته ، وقطع علاقة المجتمع العربي به.

واليك فيما يأتي بيان تفاصيل هذا الاسلوب ، وهذه الخطة :

١ ـ الاتّهاماتُ الباطلة :

يمكن التعرف على شخصية أي واحد وتقييمها من خلال ما يرميه به اعداؤه من شتائم وسباب ، وما يكيلون له من اتهامات ونسب ، فَإن العدو يسعى دائماً إلى أن يتهم خصمَه بنوع من أنواع التهم ليُضِلَّ الناس ، ويصرفهم عنه ، وليتمكن بما يحوكُه حوله من أراجيف وأباطيل الحط من شأنه في المجتمع واسقاطه من الانظار والأعين.

ان العدوّ الذكيّ يسعى دائماً إلى أن ينسب إلى منافسه ما يُصدِّقه ولو فئة خاصة من الناس على الاقل ، ويوجبُ شكَّهم في صدقه ، ويتجنب تلك النِسَب

٤٦٦

التي لا تصدَّق في شأنه ، ولا تناسبُ اخلاقه وافعاله المعروفة عنه ، ولا تمسه بشكل من الأشكال ، لأنه سوف لا يَجني في هذه الحالة إلا عكسَ ما يقصد ، وخلاف ما يريد.

ومن هنا يستطيع المؤرخُ المحققُ أن يتعرف على الشخصية الواقعية لمن يدرسه ، وعلى مكانته الإجتماعية ، وأخلاقه وسجاياه ولو من خلال ما ينسبُه الأعداء إليه ، وما يكيلون له من أكاذيب وإفتراءات ، ونسب باطلة واتهامات ، لأنّ العدوّ الّذي لا يخاف أحداً لا يقصّرُ في كيل كلِّ تهمة تنفعُهُ وتخدمُ غرضَه إلى الطرف الآخر ، ويستخدم هذا السلاح ( أي سلاح الدعاية ) ما استطاع ، وما ساعدته معرفُته بالظروف ، ودرايته بالفَرص.

فاذا لم ينسَب إليه أيُّ شيء من تلك النسب الباطلة فان ذلك إنما هو لأجل طهارة جيبه ، ونقاء صفحته ، وتنزُّه شخصيته عن تلك النسب ، ولأنّ المجتمع لم يكن ليعبأ بها ولم يصدّقها في شأنه.

ولو أننا تصفّحنا اوراق التاريخ الإسلامي لرأينا أن قريشاً مع ما كانت تكنُّ من عداء ، وتحِملُ من حِقد على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت تسعى بكل جهدها أن تهدم صرح الإسلام الجديد الظهور ، وأن تحطّ من شأن مؤسسه وبانيه لم تستطع مع ذلك أن تستفيد من هذا السلاح ، وتستخدمه كاملا.

فقد كانت تفكّر في نفسها : ماذا تقول في حق رسول اللّه؟ وماذا ترى تنسب إليه؟؟

هل تتهمه بالخيانة المالية وها هم جماعة منهم قد ائتمنوه على أموالهم؟!(١) كما أن حياته الشريفة طوال الاربعين سنة الماضية جسدت امانته امام الجميع ، فهو الامين بلا منازع؟

هل تتهمه بالجري والانسياق وراء الشهوة واللّذة؟ وكيف تقول في حقه مثل هذا الكلام مع أنه بدأ حياته الشبابية بالتزويج بزوجة كبيرة السنّ إلى درجة

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٩ ، ص ٦٢.

٤٦٧

مّا ، وبقي معها حتّى لحظة انعقاد هذه الشورى في « دار الندوة » بهدف الدعاية ضدَه ، ولم يُعهَد منه زلّة قدم في هذا السبيل قط؟!

وبالتالي بماذا تتهم محمَّداً الصادق الأمين ، الطاهر العفيف ، وأية تهمة ترى يمكن أن تُصدَّق في حقه ، أو يحتمل الناس صدقها في شأنه ولو بنسبة واحد في المائة؟

لقد تحيَّر سادة « دار الندوة » وأقطابها في كيفية استخدام هذا السلاح ، سلاح الدعاية ضدّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقرَّروا في نهاية الأمر أن يطرحوا هذا الأمر على صنديد من صناديد قريش ويطلبوا رأيه فيه ، وهو « الوليد بن المُغيرة » وكان ذا سنّ فيهم ، ومكانة ، فقال لهم :

يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم وان وفود العرب ستقدَم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولا تختلفوا فيكذّبُ بعضكم بعضاً ، ويردُ قولُكم بعضُه بعضاً.

قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقول به.

قال : بل أنتم قولوا أسمَع.

قالوا : نقول كاهن.

قال : لا واللّه ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكُهّانَ فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.

قالوا : فنقول : مجنون.

قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ، ولا تخالجه ، ولا وسوسته.

قالوا : فنقول : ساحر.

فقال : ما هو بساحر لقد رأينا السحّار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم.

وهكذا تحيَّروا في ما ينسبون إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأخيراً اتفقوا على أن يقولوا : أنه ساحر جاء بقول هو سِحرٌ يفرق به بين المرء وابيه وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته.

ويدلُّ عليه ما أوجده من الخلاف والإنشقاق والتفرُّق بين أهل مكة الَّذين

٤٦٨

كان يضرب بهم المثل في الوحدة والاتفاق(١) .

وقد ذكر المفسِّرون في تفسير سورة « المدثر » هذه القصة بنحو آخر فقالوا : لمّا اُنزل على رسول اللّه « حم تنزيلُ الْكِتاب ) قام إلى المسجد و « الوليد بن المغيرة » قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبيُصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاستماعه لقراءته ، أعاد قراءة الآية ، فتركت الآية في نفس الوليد تأثيراً شديداً فانطلق إلى منزله ، ولم يخرج منه أيّاماً ، فسخرت منه قريشٌ وقالت : صبأ ـ واللّه ـ الوليدُ ثم مشى رجال من قريش إليه وسألوه رأيه في قرآن محمَّد ، واقترح كل واحد منهم أمراً ، ولكنه رد عليها بالنفي جميعاً فقالت قريش إذن ما هو؟ فتفكر « الوليد » في نفسه ثم قال : ما هو إلاّ ساحرٌ أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله ، ووُلده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر(٢) .

ويرى المفسرون أن الآيات التالية في شأنه إذ يقول اللّه تعالى : «ذَرْني وَمَنْ خَلقْتُ وَحيداً. وَجَعلْتُ لَهُ مالا مَمدُوداً. وَبَنينَ شُهُوداً. وَمَهَّدْتُ لَهُ تمهيداً. ثُمّ يَطْمَعُ أنْ أزيدَ. كَلا انّه كانَ لآياتِنا عَنيداً. سارْهقُهُ صَعُوداً. إنّه فكَّرَ وَقدّر. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ. ثُمَّ نَظرَ. ثُمَّ عَبسَ وَبَسرَ. ثُمَّ أَدْبَر وَاْستَكْبَرَ. فَقالَ إنْ هذا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَر ... ( إلى قوله : )فَما لَهُمْ عِنَ التَذكِرَة مُعْرضيْن. كأَنَّهُمْ حُمُرٌ مستنفِرة فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَة »(٣) .

* * *

الإصرار في نسبة الجنون إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

يعتبر إتصاف النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واشتهاره بين الناس بالصدق والامانة وغيرها من مكارم الأخلاق منذ شبابه من مسلَّمات التاريخ.

وهو بالتالي أمرٌ اعترف به حتّى أعداؤه الالدّاء ، فقد دانوا بفضله ، وأقرُّوا

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٧٠.

٢ ـ مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٣٨٦ و ٣٨٧.

٣ ـ المدثر : من ١١ ـ ٥١.

٤٦٩

بأخلاقه الكريمة وسجاياه النبيلة ، دون تلكؤ ، ولا إبطاء.

وقد كانَ من أوصافه الحسنة البارزة ان جميع الناس كانوا يدعونه « الصادق » « الامين » وكانوا يثقون بأمانته ثقة كبرى(١) حتّى أن المشركين كانوا يودعون ما غلى من أموالهم عنده ، واستمر هذا الأمر حتّى عشرة أعوام بعد دعوته العلنيّة.

وحيث أن دعوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ثقلت على المعاندين فاجتهدوا في أن يصرفوا عنه الناس بما ينسبون إليه من بعض النسب الّتي توجب سوء الظنّ به ، ومن ثم إفشال دعوته ، وحيث أنهم كانوا يعلمون أن النِسَبَ الاُخرى ممّا لا يقيم لها المشركون وزناً ، لأنها امور بسيطة في نظرهم ، من هنا رأوا بأن يتهمونه بالجنون ، والزعم بان ما يقوله ويقرؤه ما هو إلاّ من نسج الخيال ، ومن أثر الجنون الّذي لا يتنافى مع الزهد ، والأمانة ، وذلك تكذيباً لدعوته.

ثم عملت قريش على إشاعة هذه النسبة ، واتخذت وسائل عديدة وما كرة لترويجها وبثّها بين الناس.

ومن شدّة مكرهم ومراءاتهم أنّهم كانوا يتخذون موقف المتسائل المحايد فيطرحون هذه التهمة في قالب الشك ، والترديد إذ يقولون : «أفترى على اللّه كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ »(٢) .

وهذه هي بعينها الحيلةُ الشيطانية الّتي يتوسَّل بها ويتستر وراءها أعداء الحقيقة دائماً عند ما يريدون تكذيب المصلحين العظام ، واسقاط خطواتهم وافكارهم من الاعتبار ، والحطّ من شأنها وأهميتها.

ويشير القرآنُ أيضاً إلى انّ هذا الاسلوب الماكر الذميم لم يكن مختصاً بالمعارضين في عهد الرسالة المحمَّدية ، بل كان المعارضون في الأعصر الغابرة أيضاً يتوسلون بهذا السلاح لتكذيب الرسل ، والانبياء إذ يقول عنهم :

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٩ ، ص ٦٢ عن عبيداللّه بن ابي رافع : كانت قريش تدعو محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجاهلية الامين وكانت تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها ، وكذلك كلُ من كان يقدم مكة من العرب في الموسم ، وجاءته النبوة والرسالة والامر كذلك.

٢ ـ سبأ : ٨.

٤٧٠

«كَذلكَ مَا أتى الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُول إلاّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتواصَوْا بِه بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ »(١) .

وتحدّث الاناجيلُ الحاضرة هي الاُخرى عن ان المسيحعليه‌السلام عندما وعظ اليهود قالوا : إنّ فيه شيطاناً ، فهو يهذي فلماذا تسمعون إليه؟!(٢) .

ومن المسلّم والبديهي أنَّ قريشاً لو كان في مقدورها أن تتهم رسولَ اللّه الصادق الأمينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغير هذا الاتهام وتنسب إليه غير هذه النسبة لما تأخرت عن ذلك ، ولكن حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المشرقة خلال الاربعين سنة الماضية ، وسوابقه اللامعة في المجتمع المكيّ وغير المكي كانت تحول دون أن ينسبوا إليه شيئاً من تلك النسب القبيحة ، الذميمة.

لقد كانت « قريش » مستعدة لأن تستخدم أي شيء ـ مهما صغر ـ ضد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فمثلا عند ما وجده أعداء الرسالة يجلس إلى غلام مسيحيّ يدعى « جبر » عند المروة ، انطلقوا يستخدمون هذا الأمر ضدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوراً فقالوا : واللّه ما يُعلِّمُ محمَّداً كثيراً ممّا يأتي به الا « جبر » النصراني.

فردّ عليهم القرآن الكريمُ بقوله : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّما يُعلِّمُه بَشَرٌ لِسانُ الَّذي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أعْجَميّ وَهذا لِسانٌ عَربيّ مُبِيْنٌ »(٣) .

«وَقَدْ جاءهُم رَسولٌ مُبينٌ ثُمَّ تَولُوا عَنهُ وَقالُوا معلَّمٌ مَجنُونٌ »(٤) .

القرآن يرد على جميع الاتهامات :

وربما نسبوا إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكهانة ، والكاهن هو من يتصل بعناصر من الجن(٥) أو الشياطين ويتلقى منهم اخباراً حول الماضي والمستقبل ،

__________________

١ ـ الذاريات : ٥٢ و ٥٣.

٢ ـ انجيل يوحنا : الفصل ١٠ ، الفقرة : ٢٠ ، والفصل ٧ ، الفقرة ٤٨ و ٥٢.

٣ ـ النحل : ١٠٣.

٤ ـ الدخان : ١٣ و ١٤.

٥ ـ الجن كائن من الكائنات ومخلوق من مخلوقات اللّه تعالى وقد اخبر به القرآن الكريم في مواضع عديدة كما سميت احدى السور باسم الجن.

٤٧١

وكان هذا موجوداً قبل الإسلام كما ترويه كتب السير والتواريخ(١) .

وقد رد القرآن الكريم على هذه المقالة وهذا الزعم إذ قال تعالى : «وَلا بِقَولْ كاهِن قَليلا ما تَذكَّرُونَ »(٢) كما ردّ ايضاً تهمة السحر ، والكذب والافتراء والشعر إذ قال تعالى وهو يصف المتهمين تارة بالكفر واُخرى بالظلم : «وَعَجِبُوا أَنْ جاءهُمْ مُنْذرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرونَ هذا سَاحِرٌ كَذّابٌ »(٣) .

وقال تعالى : «وَقالَ الظالِمُونَ إنْ تَتَّبِعُونَ إلاّ رَجُلا مَسْحُوراً »(٤) .

وقال سبحانه متعجباً مِنهم : «قالُوا إنَّما أنتَ مِنَ المُسحَّرينَ »(٥) .

وقال تعالى : «وَقالُوا يا أيُّها الَّذي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِكْرُ إنَّكَ لَمجْنُونٌ »(٦) .

وقال سبحانه : «وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُون »(٧) .

وقال عزّ وجلّ : «فَذكِّر فَما أَنْتَ بِنعْمةِ رَبّكَ بِكاهِن وَلا مَجْنُون »(٨) .

وقال تعالى : «قالُوا إنّما أنْتَ مُفْتَر بل أكثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ »(٩) .

وقال تعالى : «أمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْر سُوَر مِثلِه »(١٠) .

وقال سبحانه : «وَقالَ الّذينَ كَفَرُوا إنْ هذا إلاّ إفكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَليْهِ قَومٌ آخرونَ فَقدْ جاءوا ظُلماً وَزُوراً »(١١) .

وقال سبحانه : «أفتَرى عَلى اللّه كَذِباً أمْ بِهِ جِنَّةٌ »(١٢) .

وقال تعالى : «أَم يَقُولُونَ شاعِرٌ نَترَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُون »(١٣) .

وقال تعالى : «وَما عَلَّمْناهُ الشَّعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقران مُبِيْن »(١٤) .

وربما وصفوا القرآن بانه اضغاث احلام فردهم سبحانه بقوله.

«بَلْ قالُوا أضغاثُ أحْلام بلِ افْتراهُ بَلْ هُوَ شاعرٌ »(١٥) .

__________________

١ ـ راجع : بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب : ج ٣ ، ص ٢٦٩ باب علم الكهانة والعرافة.

٢ ـ الحاقة : ٤٢.

٣ ـ ص : ٤.

٤ ـ الفرقان : ٨.

٥ ـ الشعراء : ١٥٣.

٦ ـ الحجر : ٦.

٧ ـ التكوير : ٢٢.

٨ ـ الطور : ٢٩.

٩ ـ النحل : ١٠١.

١٠ ـ هود : ١٣.

١١ ـ الفرقان : ٤.

١٢ ـ سبأ : ٨.

١٣ ـ الطور : ٣٠.

١٤ ـ يس : ٦٩.

١٥ ـ الانبياء : ٥.

٤٧٢

وهكذا نجدهم ذهبوا في استخدام سلاح الاتهام والتشويش على الشخصية المحمَّدية والرسالة الإسلامية كل مذهب ، فمرة وصفوه بانه كاهن واُخرى بانه ساحر وثالثة بانه مسحور ، ورابعة بانه مجنون وخامسة بانه معلّم وسادسة بانه كذاب وسابعة بانه مفتري وثامنة بانه مفترى أو مجنون على سبيل الترديد وتاسعة بانه شاعر وعاشرة بان ما يقوله ما هو الاّ اضغاث احلام.

٢ ـ فكرةُ معارضة القرآن :

لم يُجدِ استخدام سلاح الإتهام ضد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفعاً ، ولم يأت بالثمار الّتي كان يتوخاها المشركون منه ، لأن الناس كانوا يُدركون بفطنتهم وفراستهم أن للقرآن جاذبيّة غريبة ، وأنهم لم يسمعوا كلاماً حلواً ، وحديثاً عذباً مثله.

ان لكلماته من العمق والعذوبة بحيث يتقبّلها كلُ قلب ، وتسكن اليها كل نفس.

من هنا لم ينفع اتهام قريش لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجنون وبأنَّ ما يقوله إن هو الاّ من نسج الخيال ، ونتائج الجنون ، شيئاً ، فقررت أن تخطّط لتدبير آخر ظناً منهم بأنّ تنفيذه سيصرف الناس عنه ، وعن الاستماع إلى كتابه ، ألا وهو : معارضة القرآن الكريم.

فعمدت إلى « النضر بن الحارث » وكان من شياطين قريش ، وممّن كان يؤذي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وينصب له العداوة ، وكان قد قضى شطراً من حياته في الحيرة بالعراق وتعلّم بها أحاديث ملوك الفرس واحاديث « رُستم » و « إسفنديار » وقصصهم ، وحكاياتهم ، وأساطيرهم ، وطلبوا منه أن يجمع الناسَ ويقص عليهم من تلكم الأساطير والحكايات يلهي بها الناس عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويصرفهم عن الإصغاء إلى القرآن الكريم!!

فكان إذا جلس رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مجلساً فذكَّر الناس فيه باللّه ، وحذر قومه ما أصاب مَن قبلَهم من الاُمم من نقمة اللّه ، خَلفه « النضرُ » في مجلسه

٤٧٣

إذا قامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : أنا واللّه يا معشر قريش أحسنُ حديثاً منه فهلمَّ إليّ ، فأنا اُحدِّثكم أحسنَ من حديثه.

ثم يحدّثهم عن ملوك الفرس و « رستم » و « اسفنديار » ثم يقول :

بماذا محمَّد أحسن حديثاً مني وما حديثه إلاّ أساطير الأَولين اكتتبهاكما اكتتبتُها؟(١) .

وقد كانت هذه الخُطة حمقاء جداً إلى درجة أنها لم تدم إلاّ عدة ايام لا اكثر حتّى أن قريشاً سأمت من أحاديث « النضر » وسرعان ما تفرّقت عنه.

وقدنزل في هذا الشأن آيات هي : «وَقالُوا أساطيرُ الأَوَّليْنَ اكتتبها فهي تمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأصِيْلا * قُلْ أَنْزلَهُ الَّذيْ يعْلَمُ السِّرّ في السَماواتِ وَالأَرْضِ إنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحيماً »(٢) .

* * *

تحججات صبيانيّة وجاهليّة :

وربما جسَّدوا معارضتهم للدعوة المحمَّدية في صورة تحججات ومجادلات جاهليّة ومآخذ سخيفة اخذوها على رسول اللّه ورسالته ، تنم عن تكبر وجهل ، وعناد ولجاج طبعوا عليه.

وها نحن نذكر ابرزها :

أ ـ لماذا لم ينزل القرآن على ثريّ من اثرياء مكة أو الطائف؟!

قال تعالى حاكيا قولهم : «لَولا نُزِّلَ هذا الْقُرانُ عَلى رَجُل مِنَ الْقَريَتَيْنِ عَظِيْم »(٣) .

ب ـ لماذا لم يرسل اليهم ملائكة ولماذا هو بشر؟!

قال تعالى عنهم : «وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أن يُؤْمِنُوا إذْ جاءهُمْ الهُدى إلاّ أَنْ قالُوا أبعَثَ اللّه بَشَراً

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٠٠ و ٣٥٨.

٢ ـ الفُرقان : ٥ و ٦.

٣ ـ الزخرف : ٣١.

٤٧٤

رَسُولا »(١) .

وقال تعالى حاكياً عنهم أيضاً : «وَقالُوا ما لِهذا الرَّسُول يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشي فِي الأَسْواقِ »(٢) .

ج ـ انَّه يدعو إلى خلاف ما كان عليه الآباء ، من الدين والعقيدة والسلوك؟

يقول عنهم سبحانه : «وَإذا قِيْلَ لَهُمْ تَعالَوْا إلى ما أَنْزَلَ الله وَإلى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْه آباءنا أو لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ »(٣) .

د ـ تبديل الآلهة بإلهٍ واحد.

قال اللّه عنهم : «وَعَجِبُوا أَنْ جاءهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ * أَجعَلَ الآلِهَةَ إلهاً واحِداً إنْ هذا لِشَيء عُجابٌ »(٤) .

هـ ـ القول بحشر الاجساد وتجدد الحياة في يوم القيامة.

قال تعالى عنهم : «وَقالُوا ءإذا ضَلَلْنا فِي الاْرْضِ ءإنّا لِفِي خَلْق جَدِيد »(٥) .

و ـ لماذا ليس عنده مثل ماكان لدى موسى من المعجزات كالثعبان المنقلب من العصا ، وقد توصل المشركون إلى هذا النمط من الاعتراض بسبب اتصالهم بأحبار اليهود.

يقول اللّه عنهم : «فَلَمّا جاءهُمْ الْحقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا اُوتِيَ مِثْلُ ما اُوْتيَ مُوسى »(٦) .

ز ـ لماذا ليس معه ملك يُرى ويشاهَد ويحضر معه في كل مقام ومشهد.

قال تعالى : «وَقالُوا لَولا اُنْزلَ عَلَيْهِ مَلَكْ »(٧) .

__________________

١ ـ الاسراء : ٩٤.

٢ ـ الفرقان : ٧.

٣ ـ المائدة : ١٠٤.

٤ ـ ص : ٤ و ٥.

٥ ـ السجدة : ١٠.

٦ ـ القصص : ٤٨.

٧ ـ الانعام : ٨.

٤٧٥

مقترحات عجيبة ومطاليب غريبة :

وكان المشركون إذا نفذت تحججاتهم واعتراضاتهم الواهية ، وقوبلوا بردود قوية وقاطعة عليها عمدوا إلى طرح مقترحات سخيفة على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سياق معارضتهم لدعوته ونورد هنا ابرز تلك الاقتراحات ليعرف القارئ الكريم مدى معاناة النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قومه :

لقد اقترحوا عليه :

١ ـ ان يعبد اصنامهم سنة ويعبدوا إلهه سنة اُخرى وجعلوا ذلك شرطا لايمانهم بدعوته!!

فأنزل اللّه تعالى في ردّهم بسورة « الكافرون » : «بِسْم اللّه الرَّحْمن الرَّحيم. قُلْ يا أَيُّها الْكافِرُونَ * لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ. وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ. وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ. وَلا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ. لَكُمْ دِينَكُمْ وَلِيَ دِيْنِ ».

٢ ـ تبديل القرآن ، فقد دفع نقدُ القرآن الكريم للوثنية ، والازاء على الاصنام ، دفعهم إلى ان يطلبوا من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يأتي لهم بقرآن آخر لا يحتوي على شجب عبادة الاوثان والازدراء بالاصنام ، وابطالها.

قال اللّه تعالى عن فعلهم هذا : «وَإذا تُتْلى عَلَيْهِم آياتُنا بيِّنات قالَ الَّذيْنَ لا يَرْجُونَ لِقاءنا ائتِ بِقُرآن غَيْر هذا أوْ بَدّلهُ »(١) .

فردّ اللّه عليهم بقوله : «قُلْ ما يَكُونُ لِيْ أَنْ اُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاء نَفْسِيْ إنْ اتّبعُ إلا ما يُوْحى إلَيَّ إنِّي أخافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْم عَظيْم »(٢) .

٣ ـ مطاليب مادية عجيبة!!

__________________

١ و ٢ ـ يونس : ١٥.

٤٧٦

وقد عمدوا ـ بسبب عنادهم وعتوهم ـ إلى المطالبة باُمور لا ترتبط بهداية الناس ، مثل مطالبته بان يفجر لهم ينابيع ، أو يُسقط السماء على رؤوسهم قطعاً ، أو يصعد إلى السماء ، أو يأتي باللّه سبحانه وتعالى ، أو غير ذلك من الاقتراحات والمطاليب الّتي كانت إما مستحيلة في نفسها أوتناقض غرض الدعوة!!

قال اللّه حاكياً عنهم ذلك : «وَقالُوا لَنْ نُؤمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يُنْبُوعاً. أوْ تَكُون لَكَ جَنّةٌ مِنْ نَخيْل وَعنَب فَتُفَجِّر الاْنهارَ خِلالَها تَفْجِيراً. أوْ تَأتِيَ بِاللّه وَالْمَلائكةِ قَبِيلا. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْت مِنْ زُخْرُف أوْ تَرْقى في السَّماء »(١) .

صبر النبيّ واستقامته وثباته :

ولقد قابل رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كل هذه التحججات الايذائية وما طرح مِنَ الاقتراحات المستحيلة بصبر عظيم وثبات هائل ، ايماناً منه بدعوته ، وحرصاً على ابلاغ رسالته ، وبفعل التأييد الالهي من جانب.

يقول اللّه تعالى في هذا الصدد :

١ ـ «فَاْصْبِرْ كَما صَبَرَ اُوْلوا العْزْم مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ »(٢) .

٢ ـ «وَاتّبِعْ ما يُوحْى إلَيْكَ وَاِصْبِرْ حَتّى يَحْكُمَ اللّه وَهُوَ خَيْرُ الحاكِميْن »(٣) .

٣ ـ «وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إلاّ بِاللّه وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ »(٤) .

٤ ـ «وَاصْبِرْ نَفْسكَ مَعَ الَّذيْنَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَداوَة وَالعَشِيِّ »(٥) .

٥ ـ «فَاصْبِرْ لِحُكْم رَبّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الحُوْت »(٦) .

٦ ـ «وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلا »(٧) .

__________________

١ ـ الاسراء : ٩٠ ـ ٩٣.

٢ ـ الاحقاف : ٣٥.

٣ ـ يونس : ١٠٩.

٤ ـ النحل : ١٢٧.

٥ ـ الكهف : ٢٨.

٦ ـ القلم : ٤٨.

٧ ـ المزمل : ١٠.

٤٧٧

معاجز النبيّ لم تنحصر في القرآن :

وبالمناسبة لابد أن نذكر أن المشركين ومن حذى حذوهم من الكفار والمعارضين للرسالة الإسلامية كانوا يطالبون رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمعاجز وديات لا بدافع الرغبة في الايمان بدعوته بل بدافع اللجاج والعناد ، وإلا فان معاجز النبيّ لم تنحصر في الكتاب العزيز ، فقد اتى رسول اللّه بآيات ومعاجز كثيرة اُخرى غير القرآن ، كان كل واحد منها يكفي للاقتناع برسالته ، والايمان بصحة دعواه.

فالقرآن نفسه يشير إلى أبرز هذه المعاجز وهي :

١ ـ شقّ القمر

فقد طلب المشركون من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يشق لهم القمر نصفين حتّى يؤمنوا به ، فلمّا على ذلك لهم باذن اللّه كفروا به وقالوا انه سحر!!

يقول اللّه تعالى : «إقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ. وَإنْ يَروْا آيَة يُعْرضُوْا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتمِرّ »(١) .

٢ ـ المعراج

ان العروج برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والّذي سيأتي مفصلا هو الآخر معجزة من معاجزه القوية ، وقد نطق بها القرآن بقوله : «سُبْحانَ الَّذي أسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرام إلى الْمَسْجِدَ الأَقْصى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُريَهُ مِنْ آياتِنا إنَّه هُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيرُ »(٢) .

____________

١ ـ القمر : ١ و ٢.

٢ ـ الاسراء : ١.

٤٧٨

٣ ـ مباهلة أهل الباطل

ان تقدم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع مَن خرج بهم إلى المباهلة ، واحجام النصارى عن مباهلته ، معجزة اُخرى من معاجزهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه القضية إذ قال : «فَمَنْ حاجَّكَ فِيْهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءكَ مِنَ العلم فَقُل تَعالوا نَدْعُ أَبْناءنا وَأَبْناءكُمْ وَنِساءنا وَنِساءكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعلْ لَعْنَةَ اللّه عَلىَ الْكافِرينَ »(١) .

وستأتي قصَّة المباهلة على نحو التفصيل في حوادث السنة العاشرة من الهجرة.

٤ ـ الاخبار بالمغيبات

فقد كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبر عن اُمور غائبة كما يقول اللّه سبحانه حاكيا عنه : «وَاُنبِّئكُمْ بِما تأكلون وما تَدَّخِرُونَ فِيْ بُيُوتكُمْ »(٢) .

هذا وقد أخبرت الاخبار والاحاديث عن معاجز كثيرة لرسول اللّه غير القرآن الكريم.

__________________

١ ـ آل عمران : ٦١.

٢ ـ آل عمران : ٤٩ ، وقد اشار القرآن الكريم إلى موارد اُخرى من هذه القبيل.

فقد اخبر عن غلبة الروم بعد سنين : قال تعالى :

«الم غُلِبَتِ الرُّومُ * في أدْنى الأرْض وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَييغْلِبُونَ. في بِضْعِ سِنْينَ * للّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعدُ وَيَومئذ يَفْرحُ الْمؤمنون » ( الروم : ١ ـ ٤ ).

واخبر عن هلاك ابي لهب قال تعالى :

«تَبَّت يَدا أبي لَهَب وَتَبّ ... الخ ».

وأخبر عن هزيمة المشركين في بدر قال سبحانه :

«سيهزم الجمع ويولون الدبر » ( القمر : ٤٥ ).

٤٧٩

ومن هذه المعاجز ما ذكره الامام اميرالمؤمنين علّي بن أبي طالب ـ كما في نهج البلاغة ـ حول سؤال المشركين من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلع شجرة بعروقها وجذورها ولما فعل ذلك وقال : « يا أيّتها الشجرة ان كنت تؤمنين باللّه واليوم الآخر ، وتعلمين أني رسول اللّه فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يديّ باذن اللّه ».

فانقلعت بعروقها ولها دوّي عجيب ووقفت بين يدي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكنهم كذّبوا وقالوا ساحر كذاب ، علواً واستكباراً.

وقد صرح الامام في كلامه هذا أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبرهم بانهم لا يؤمنون وان ظهرت لهم المعجزة الّتي طلبوها ، وان فيهم من يطرح في القليب ( في معركة بدر ) وان منهم من يحزّب الأحزاب ( لمعركة الخندق )(١) .

اصرار النبيّ على هداية قريش :

بل كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحرص على هدايتهم وارشادهم وايقاظهم. فقد كان زعيم المسلمين وقائدهم يعلم جيداً بأن اعتقاد أغلبية الناس بالأوثان ما هو الاّ أمر نابع من تقليد الآباء ، والجدود ، أو اتباع أسياد القبيلة وكبرائها ، وهو بالتالي لا يستند إلى جذور في أعماق الناس واُسس في عقولهم ونفوسهم.

من هنا فانَّ أيَّ انقلاب يحصل ويحدث في اوساط السادة والكبراء بان يؤمن أحدهم مثلا كان كفيلا بأن يحلّ الكثير من المشاكل.

من هنا كان ثمة إصرار كبير على جرّ « الوليد بن المغيرة » الّذي أصبح ابنه « خالد » في ما بعد من قادة الجيش الاسلاميّ والمشاركين في الفتوح الإسلامية إلى صف المؤمنين بالرسالة المحمَّدية ، لأنّه كان أسنَّ مَن في قريش واكثرهم نفوذاً ، وأعلاهُم مكانة ، وأقواهم شخصية ، وكان يُدعى حكيم العرب ، وكانت العرب تحترم رأيه إذا اختلفت في أمر.

__________________

١ ـ نهج البلاغة : قسم الخطب الرقم ١٩٢.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559