منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336466 / تحميل: 4470
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

باب الكنى‌

٣٣١٠ ـ أبو إبراهيم الموصلي :

يروي عنه ابن أبي نصر(١) ،تعق (٢) .

٣٣١١ ـ أبو أحمد الأشجعي الكوفي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو محمّد بن زياد(٣) ، ويأتي في أبو إسماعيل أيضاً ذكره.

٣٣١٢ ـ أبو أحمد البصري :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه ،ست : (٤) .

وفيتعق : يطلق على الجلوي(٥) ، وعلي عمر بن الرّبيع(٦) الذي هو من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) الكافي ١ : ٧١ / ٨ ، وفيه : عن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي. وفي نسخة : عن أبي إبراهيم الموصلي.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٤٠٨٩ طبعة جماعة المدرسين وكذا نقله القهبائي في المجمع : ٥ / ٢١٢ نقلاً عنه عادا إيّاه من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، إلاّ أنّ طبعة النجف الأشرف خالية عن ذكره.

(٤) الفهرست ١٩١ / ٨٨٨.

(٥) وهو عبد العزيز بن يحيى كما في رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ ورجال النجاشي : ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٦) رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٧٤ والفهرست : ١١٤ / ٥٠٦ ورجال النجاشي : ٢٨٤ / ٧٥٦.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١ ولم يرد فيها قوله : الّذي هو من أصحاب الصادقعليه‌السلام .

١٠١

٣٣١٣ ـ أبو أحمد الجلودي :

عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الثقة الجليل(١) ، ولا يبعد كونه البصري المذكور ،تعق (٢) .

٣٣١٤ ـ أبو أحمد :

في النقد : كنية لابن أبي عمير(٣) ، وعبد العزيز بن يحيى(٤) ، وعمر بن الربيع(٥) ، وعمرو بن حريث(٦) ، وعائذ بن حبيب(٧) ، ومحسن بن أحمد(٨) ، ومحمّد بن أحمد بن روح(٩) ، ومحمّد بن زياد الأشجعي(١٠) ، ومحمّد بن قيس الأسدي(١١) ، وأُسَيد بن عبد الرحمن(١٢) ، وداود بن سليمان بن جعفر(١٣) ، وعيسى بن حيّان(١٤) . وفي الأوّل أشهر(١٥) ، انتهى ،تعق (١٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ والفهرست : ١١٩ / ٥٣٤ ورجال النجاشي : ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٢) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٣) رجال الشيخ : ٣٨٨ / ٢٦ والفهرست : ١٤٢ / ٦١٦ ورجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ والفهرست : ١١٩ / ٥٣٤ ورجال النجاشي : ١١٩ / ٥٣٤.

(٥) رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٧٤ والفهرست : ١١٤ / ٥٠٦ ورجال النجاشي : ٢٨٤ / ٧٥٦.

(٦) رجال النجاشي : ٢٨٩ / ٧٧٥ والخلاصة : ١٢٠ / ٥.

(٧) رجال الشيخ : ٢٦٣ / ٦٥٨.

(٨) رجال الشيخ : ٣٩٣ / ٨٣.

(٩) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٧٨.

(١٠) رجال الشيخ ٢٨٢ / ٤٠٨٩ طبعة جماعة المدرّسين وكذا نقله القهبائي في المجمع : ٥ / ٢١٢ نقلاً عنه ، إلاّ أنّ طبعة النجف خالية عن ذكره.

(١١) رجال النجاشي : ٣٢٣ / ٨٨٠.

(١٢) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٢.

(١٣) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٦.

(١٤) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٢.

(١٥) نقد الرجال : ٣٨٣.

(١٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

١٠٢

أقول : لا يخلو ما ذكرهرحمه‌الله من إجمال ، وكان ينبغي أن يذكر لكلّ واحد من المذكورين وصفاً مخصوصاً يتميّز به عن الآخر ( مع عدم وجود قرينة معيّنة )(١) .

فالأوّل وهو ابن أبي عمير يعرف بالأزدي(٢) ، والثاني بالجلودي كما مرّ عنتعق (٣) ، والثالث بالبصري كما مرّ ونبّه عليه في المجمع(٤) ، والرابع بالصيرفي الأسدي(٥) ، والخامس بالعبسي الكوفي(٦) ، والسادس بالبجلي(٧) ، والسابع بالطرسوسي(٨) ، والثامن بالأشجعي(٩) ، والتاسع بالأسدي ، والعاشر بالقلالي(١٠) ، والحادي عشر بالقزويني(١١) ، والثاني عشر بالنخعي(١٢) .

ويأتي أبو أحمد أيضاً لبيان ، ويعرف بالجزري(١٣) ، ولاسماعيل بن يحيى ، ويقال له : العبسي أيضاً(١٤) ، ولحيدر بن محمّد بن نعيم ، وهو الذي يروي عن التلعكبري ويروي عنه ابن قولويه ومن في طبقته كما مضى في ترجمته(١٥) .

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(٢) كما في رجال النجاشي : ٣٢٦ / ٨٨٧ ، إلاّ أنّ في رجال الشيخ والفهرست : مولى الأزد.

(٣) رجال الشيخ : ٤٨٧ / ٦٧ والفهرست : ١١٩ / ٥٣٤ ورجال النجاشي : ٢٤٠ / ٦٤٠.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٢٨٩ / ٧٧٥.

(٦) رجال الشيخ : ٢٦٣ / ٦٥٨.

(٧) رجال الشيخ : ٣٩٣ / ٨٣.

(٨) رجال النجاشي : ٣٢٢ / ٨٧٨.

(٩) رجال الشيخ : ٢٨٢ / ٤٠٨٩ طبعة جماعة المدرسين.

(١٠) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢١٢.

(١١) رجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٦.

(١٢) رجال الشيخ : ٢٥٨ / ٥٦٤.

(١٣) رجال النجاشي : ١١٣ / ٢٨٩.

(١٤) رجال الشيخ : ٥٠٦ / ٨٠ ترجمة محمّد بن عبد ربّه الأنصاري ، ورجال النجاشي : ١٢٤ / ٣١٩ ترجمة جعفر بن ورقاء.

(١٥) رجال الشيخ : ٤٦٣ / ٨.

١٠٣

٣٣١٥ ـ أبو الأحوص المصري :

من جلّة(١) متكلّمي الإماميّة ، لقيه الحسن بن موسى النوبختي وأخذ عنه واجتمع معه في الحائر على ساكنه السلام وكان ورد للزيارة ،ست : (٢) ،صه (٣) .

وفيتعق : هو داود بن أسد بن عفير(٤) (٥) . كما أشرنا فيه.

٣٣١٦ ـ أبو أحيحة :

بالمهملتين كما عند (٦) ، غير مذكور في الكتابين ، وهو عمرو بن محصن(٧) .

٣٣١٧ ـ أبو إدريس :

في النقد : كنية لتليد بن سليمان(٨) ، وعبد الرحمن بن بدر(٩) (١٠) ،تعق (١١) .

أقول : الأوّل يعرف بالمحاربي ، والثاني كوفي.

__________________

(١) في نسخة « ش » : جملة.

(٢) الفهرست : ١٩٠ / ٨٧٤.

(٣) الخلاصة : ١٨٨ / ١٥ ، وفيها بدل جلّة : جملة.

(٤) عن رجال النجاشي : ١٥٧ / ٤١٤ ، وفيه : أعفر ، والخلاصة : ٦٩ / ٧ إلاّ أنّ فيها بدل المصري : البصري.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٦) رجال ابن داود : ١٤٦ / ١١٣٢ ترجمة عمرو بن محصن.

(٧) رجال الشيخ : ٤٩ / ٣٥.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٠ / ١ ورجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٥ والخلاصة : ٢٠٩ / ٢ ، وفي الجميع قيّده بالمحاربي.

(٩) رجال النجاشي : ٢٣٨ / ٦٣١ والخلاصة : ٢٣٩ / ٥ ، وفيهما أنّه كوفي.

(١٠) نقد الرجال : ٣٨٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

١٠٤

٣٣١٨ ـ أبو أراكة البجلي :

ى (١) . وفيصه في أصحابهعليه‌السلام من اليمن عنق (٢) .

وفيتعق : في الوجيزة : رأيت في بعض الكتب مدحه(٣) (٤) .

أقول : يأتي في أبي بكر بن حزم منّا ما له دخل(٥) .

٣٣١٩ ـ أبو أسامة :

زيد الشحّام(٦) .

٣٣٢٠ ـ أبو إسحاق الثقفي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو إبراهيم بن محمّد بن سعيد(٧) .

٣٣٢١ ـ أبو إسحاق البيعي :

عمرو بن عبد الله(٨) ، والسبيع بطن من همدان(٩) ، فربما يقال الهمداني.

أقول : قدّمنا هناك أنّه من الثقات(١٠) .

٣٣٢٢ ـ أبو إسحاق صاحب اللؤلؤ :

في التهذيب في الصحيح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٦٣ / ١٠ ، وفيه زيادة : كوفي.

(٢) الخلاصة : ١٩٤ ، رجال البرقي : ٦.

(٣) الوجيزة : ٣٥٠ / ٢١٨١ ، وفيها : أبو راكد مجهول ، وفي بعض الكتب مدحه.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٥) استظهر هناك من ذكر البرقي لهم دون غيرهم ما يدلّ على مزيد اختصاص بهم ، ثمّ قال : ولذا ذكرهم العلاّمة في القسم الأوّل.

(٦) الفهرست : ٧١ / ٢٩٨.

(٧) الفهرست : ٤ / ٧ ورجال النجاشي : ١٦ / ١٩.

(٨) رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٥ ، وفيه : أبو إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي.

(٩) القاموس المحيط : ٣ / ٣٦.

(١٠) عن الاختصاص : ٨٣ ومجمع البحرين : ٣ / ٤١٤.

١٠٥

عنه(١) ،تعق (٢) .

٣٣٢٣ ـ أبو إسحاق الفقيه :

هو ثعلبة بن ميمون(٣) .

٣٣٢٤ ـ أبو إسحاق الكاتب :

هو إبراهيم بن أبي حفص(٤) .

٣٣٢٥ ـ أبو إسحاق الليثي :

اسمه إبراهيم ، يظهر من روايته كونه من خلّص أصحاب الباقرعليه‌السلام ومن خواص الشيعة(٥) .

٣٣٢٦ ـ أبو إسحاق المزني :

غير مذكور في الكتابين ، وهو إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة(٦) .

٣٣٢٧ ـ أبو إسحاق النحوي :

هو أيضاً ثعلبة بن ميمون(٧) .

٣٣٢٨ ـ أبو إسحاق النهاوندي :

اسمه إبراهيم.

قلت : هو إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي(٨) .

٣٣٢٩ ـ أبو إسحاق :

في النقد : يأتي أيضاً لإبراهيم بن هاشم ، وابن رجاء الشيباني ، وابن‌

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٣٩٣ / ١٣٧٠.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨١.

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٥ / ٧٠٥.

(٤) رجال النجاشي : ١٩ / ٢٢ والفهرست : ٧ / ١٠ والخلاصة : ٥ / ١٢.

(٥) علل الشرائع : ٦٠٦ / ٨١.

(٦) رجال النجاشي : ١٥ / ١٤.

(٧) رجال النجاشي : ١١٧ / ٣٠٢.

(٨) الفهرست : ٧ / ٩.

١٠٦

سليمان ، وابن صالح ، وابن عمر اليماني ، وابن محمّد بن أبي(١) يحيى ، وابن محمّد بن معروف ، وابن مهزيار ، وفي الأوّل أشهر(٢) .

قلت : يعرف الأوّل بالقمّي(٣) ، والثاني بالشيباني وهو المعروف بابن أبي هراسة(٤) ، والثالث وهو ابن سليمان بن عبد الله بن حيّان بالنهمي الخزّاز(٥) ، والرابع بالأنماطي(٦) ، والخامس بالصنعاني اليماني(٧) ، والسادس باليمني(٨) ، والسابع بالمذاري(٩) ، والثامن بالأهوازي(١٠) .

٣٣٣٠ ـ أبو إسحاق الأزدي :

غير مذكور في الكتابين ، وهو البصري الآتي(١١) .

٣٣٣١ ـ أبو إسماعيل الأسدي :

محمّد بن أبي زينب مقلاص(١٢) ، مجمع(١٣) .

__________________

(١) أبي ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) نقد الرجال : ٣٨٣.

(٣) رجال النجاشي : ١٦ / ١٨ والفهرست : ٤ / ٦ والخلاصة : ٤ / ٩.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٦ / ٧٠ ورجال النجاشي : ٣٣ / ٣٤ والخلاصة : ١٩٨ / ٥.

(٥) الفهرست : ٦ / ٨ ورجال النجاشي : ١٨ / ٢٠ والخلاصة : ٥ / ١١.

(٦) الفهرست : ٣ / ٢ ورجال النجاشي : ١٥ / ١٣ والخلاصة : ١٩٨ / ٦.

(٧) الخلاصة : ١٥ / ٦.

(٨) الفهرست : ٣ / ١ ورجال النجاشي : ١٤ / ١٢ والخلاصة : ٤ / ٦ وتذكرة الحفّاظ ١ : ٢٤٦ / ٢٣٣ ، وفي الجميع : مدني ( المدني ). وفي نسخة « ش » بدل باليمني : بالنهمي.

(٩) رجال النجاشي : ١٩ / ٢٣ والخلاصة : ٥ / ١٤.

(١٠) رجال النجاشي : ١٦ / ١٧.

(١١) حيث إنّ المصنّف استظهر أنّ أبي إسماعيل البصري هو حمّاد بن زيد وفاقاً للمجمع : ٧ / ٦ والّذي فيه : أبو إسماعيل الأزدي البصري حمّاد بن زيد.

(١٢) رجال الكشّي : ٢٩٠.

(١٣) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

١٠٧

٣٣٣٢ ـ أبو إسحاق الأشجعي :

الكوفي محمّد بن زياد ، مجمع(١) .

أقول : مضى محمّد بن زياد في ترجمتين(٢) ، وعلى فرض التعدد فكنية أحدهما أبو أحمد وإلاّ فيكون مكنّى بكنيتين.

٣٣٣٣ ـ أبو إسماعيل الأشجعي :

الحذّاء محمّد بن سالم(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٣٤ ـ أبو إسماعيل البصري :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست : (٥) .

وكأنّه همّام أبو إسماعيل بن همّام(٦) .

قلت : بل الظاهر أنّه(٧) حمّاد بن زيد(٨) وفاقاً للمجمع(٩) ، فلاحظ.

وظاهرست : كونه إماميّاً ، ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى الاعتماد عليه.

وفيمشكا : أبو إسماعيل البصري الثقة ، عنه ابن أبي عمير وكأنّه‌

__________________

(١) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

(٢) الاولى عن مجمع الرجال : ٥ / ٢١٢ نقلاً عن رجال الشيخ في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وفيه : محمّد بن زياد الأشجعي كوفي أبو أحمد ، والثانية عن رجال الشيخ : ٢٨٧ / ١١٣ ، محمّد بن زياد الأشجعي الكوفي أبو إسماعيل.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٩ / ١٤٦.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٦ ، وفيه : سلم سالم ( خ ل ).

(٥) الفهرست : ١٨٨ / ٨٥٥.

(٦) راجع رجال النجاشي : ٣٠ / ٦٢ ترجمة إسماعيل بن همّام.

(٧) في نسخة « ش » زيادة : ابن.

(٨) رجال الشيخ : ١٧٣ / ١٣١ وفيه : حمّاد بن يزيد البصري أبو إسماعيل الأزدي.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

١٠٨

حمّاد بن زيد البصري(١) ، انتهى فتأمّل.

٣٣٣٥ ـ أبو إسماعيل السرّاج :

اسمه عبد الله بن عثمان بن عمرو الفزاري ، صرّح به في الكافي في صلاة الحوائج(٢) وبحث البئر والبالوعة(٣) .

وفيتعق : في نسختي من الكافي : عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السرّاج عن عبد الله بن عثمان بلفظة « عن » وكذا في ثمان أو تسع نسخ من التهذيب(٤) ، نعم في نسخة غير مصحّحة من التهذيب بدون لفظة « عن » ، مع أنّ الراوي عن أبي إسماعيل محمّد بن إسماعيل. وعبد الله بن عثمانق (٥) فتأمّل.

وقال الشيخ محمّد كما قال المصنّف ، ثمّ قال : وفي الظنّ أنّه أخو حمّاد بن عثمان الثقة ؛ وفي بعض نسخجش في عبد الله بن عثمان أخي حمّاد أبي إسماعيل السرّاج ، غير أنّ الاعتماد عليها مشكل لعدم معلوميّة الصحّة ، فتأمّل.

وقال جديرحمه‌الله : يروي الكلينيرضي‌الله‌عنه عن محمّد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السرّاج عبد الله بن عثمان ، والظاهر أن يكون هو هذا يعني أخا حمّاد كما ذكره شيخنا الأسترآبادي ، وليس في هذه المرتبة إلاّ عبد الله بن عثمان الخيّاط الواقفي ، ووصفه بالخيّاط يشعر بالمغايرة وإن أمكن أن يكون غيرهما ، لكن لمّا لم يكن في الرجال غيره وروى عنه كثيراً فلو كان‌

__________________

(١) هداية المحدّثين : ٢٧١.

(٢) الكافي ٣ : ٤٧٨ / ٦ ، وفيه : عبد الله بن عثمان أبي إسماعيل السرّاج.

(٣) الكافي ٣ : ٨ / ٣ ، وفيه : أبي إسماعيل السرّاج عبد الله بن عثمان.

(٤) التهذيب ١ : ٤١٠ / ١٢٩١.

(٥) على ما قاله النجاشي في ترجمة أخيه حمّاد بن عثمان بن عمرو : ١٤٣ / ٣٧١.

١٠٩

غيره لذكره أصحاب الرجال ، وأكثر القرائن الرجاليّة قريب من هذا(١) ، انتهى(٢) .

قلت : في المجمع : أبو إسماعيل السرّاج عبد الله بن عثمان(٣) .

وفي الوجيزة : أبو إسماعيل السرّاج كأنّه عبد الله بن عثمان الثقة(٤) .

٣٣٣٦ ـ أبو إسماعيل الشعيري :

بشار(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٣٧ ـ أبو إسماعيل الصائغ :

الأنباري ، ثابت بن شريح(٧) ،تعق (٨) .

٣٣٣٨ ـ أبو إسماعيل الفرّاء :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن عبيس بن هشام ، عنه ،ست : (٩) .

وفيتعق : روى عنه الحسن بن محبوب كما في سورة يوسفعليه‌السلام من مجمع البيان(١٠) (١١) .

__________________

(١) روضة المتّقين : ٤ / ٣٨٥.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

(٣) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

(٤) الوجيزة : ٣٤٥ / ٢١٢٩.

(٥) رجال الكشّي : ٣٩٨ / ٧٤٤.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٦.

(٧) رجال النجاشي : ١١٦ / ٢٩٨ والخلاصة : ٢٩ / ٦.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

(٩) الفهرست : ١٩١ / ٨٨٩ ، وفيه : جماعة عن التلعكبري عن ابن همّام عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن عبيس بن هشام عنه.

وذكره مرّة ثانية : ١٩٠ / ٨٧٦ قائلاً : أبو إسماعيل الفرّاء له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضّل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عنه.

(١٠) مجمع البيان : ٣ / ٢٦٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

١١٠

٣٣٣٩ ـ أبو إسماعيل الفراضي :

إسحاق بن جندب(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٤٠ ـ أبو إسماعيل الكندي :

محمّد بن حيّان(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٤١ ـ أبو إسماعيل الكوفي :

بكر بن الأشعث(٥) ، مجمع(٦) .

قلت : ومحمّد بن حميد المدني(٧) ، فلاحظ.

٣٣٤٢ ـ أبو إسماعيل النواء :

كثير بن قاروندا(٨) ، مجمع(٩) .

٣٣٤٣ ـ أبو الأسود بيّاع السابري :

عمر بن محمّد بن يزيد(١٠) ، مجمع(١١) .

٣٣٤٤ ـ أبو الأسود الدؤلي :

اسمه ظالم بن عمرو(١٢) أو ظالم بن ظالم(١٣) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٧٣ / ١٧٥ والخلاصة : ١١ / ٧.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٦ ، وفيه : الفرائض.

(٣) رجال الشيخ : ٢٨٥ / ٧١.

(٤) مجمع الرجال ٧ / ٧.

(٥) رجال النجاشي : ١٠٩ / ٢٧٥ والخلاصة : ٢٦ / ٤ وفيها : أبو إسماعيل كوفي.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٧) رجال الشيخ : ٢٨٦ / ٨٨.

(٨) رجال الشيخ : ٢٧٧ / ٦ ، وفيه : قاروند.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(١٠) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥١ والخلاصة : ١١٩ / ١.

(١١) مجمع الرجال : ٧ / ٧ ، وفيه : أبو الأسود مولى ثقيف.

(١٢) رجال الشيخ : ٧٥ / ١ و ٩٥ / ١.

(١٣) رجال الشيخ : ٤٦ / ١ و ٦٩ / ١.

١١١

فيهب : أنّه قاضي البصرة ، ثقة ، ابتكر النحو(١) .

وفيقب : أبو الأسود الدِّيلي بكسر المهملة وسكون التحتانية ويقال : الدُّؤلي بالضم بعدها همزة مفتوحة يقال : ظالم بن عمرو ، ( ويقال : عمرو بن ظالم ويقال بالتصغير فيهما )(٢) ، ويقال : عمرو بن عثمان ، وعثمان بن عمرو ، ثقة فاضل مخضرم ، توفّي سنة تسع وستّين(٣) .

أقول : ويقال أيضاً الدئلي ، بكسر المهملة وفتح الهمزة.

وفي القاموس : الدئل بكسر الدال وفتح الهمزة كعنب : قبيلة(٤) .

هذا والظاهر من الأخبار مدح أبي الأسود الدئلي بحيث يمكن عدّ حديثه حسناً ، فتتبّع.

وفي كتاب عمدة عيون صحاح الآثار ليحيى بن البطريق الحلي وهو من أجلاّء علمائنا الأبرار(٥) : أبو الأسود الدؤلي وهو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى من(٦) شعراء الإسلام وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٧) .

٣٣٤٥ ـ أبو الأسود الغمشاني :

جبير بن حفص(٨) ، مجمع(٩) .

__________________

(١) الكاشف ٣ : ٢٧١ / ١٧.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(٣) تقريب التهذيب ٢ : ٣٩١ / ٥٢.

(٤) القاموس المحيط : ٣ / ٣٧٣.

(٥) الأبرار ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) في نسخة « م » : في.

(٧) عمدة عيون صحاح الأبار في مناقب إمام الأبرار : ١٠.

(٨) رجال الشيخ : ١٦٤ / ٥٨ ، وفيه : ابن العشمائي.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

١١٢

٣٣٤٦ ـ أبو الأسود مولى ثقيف :

عمر بن محمّد بن يزيد(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٤٧ ـ أبو الأشعث المزني :

محمّد بن حمّاد(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٤٨ ـ أبو الأشهب النخعي :

جعفر بن الحارث(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٤٩ ـ أبو الأعز النخّاس :

قال الصدوق في الفقيه : كلّما كان فيه عن أبي الأعز النخّاس فقد رويته عن أبي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صفوان بن يحيى ومحمّد بن أبي عمير ، عن أبي الأعز النخّاس(٧) .

مع ما قد تعهّد من الصحّة المقتضية للتوثيق(٨) ؛ ولا ريب أنّ رواية صفوان وابن أبي عمير عنه ينبهان على نوع اعتبار واعتماد ، فتدبّر.

والظاهر من النسخ أنّه الأعز بالعين المهملة والزاي ، وربما قرئ بالغين المعجمة والراء.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥١ والخلاصة : ١١٩ / ١.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٣) مجمع الرجال : ٢٨٥ / ٧٥.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٥) رجال الشيخ : ١٦٢ / ٢١.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٧.

(٧) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١٥.

(٨) حيث قال في ديباجة الفقيه : ٣ ولم أقصد فيه قصد المصنّف في إيراد جميع ما رووه ، بل قصدت إلى إيراد ما افتي به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنّه حجة فيما بيني وبين ربي تقدّس ذكره وتعالى قدرته ، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع.

١١٣

٣٣٥٠ ـ أبو الأكراد الصائغ :

علي بن ميمون(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٥١ ـ أبو أُمامة :

له صحبة ، وكان معاوية وضع عليه الحرس لئلاّ يهرب إلى عليعليه‌السلام ، ى(٣) . الظاهر أنّه الباهلي.

فيقب : صُديّ بالتصغير ابن عجلان أبو أُمامة الباهلي ، صحابي مشهور ، سكن الشام ومات بها سنة ستّ وثمانين(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّه كذلك ، ومضى أيضاً أسعد بن زرارة أبو أُمامة(٥) وأسعد بن سهل بن حنيف أبو أُمامة(٦) (٧) .

قلت : لكنهمال وليسا ي ، ولم نذكر الثاني منهما في بابه لجهالته ، والأوّل يعرف بأبي امامة الخزرجي ، ومات كما سبق في أوّل سنة الهجرة(٨) .

٣٣٥٢ ـ أبو أُميّة :

يوسف بن ثابت(٩) ، مجمع(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٢٤٣ / ٣٢٧ ورجال النجاشي : ٢٧٢ / ٧١٢.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٨.

(٣) رجال الشيخ : ٦٥ / ٤٤.

(٤) تقريب التهذيب ١ : ٣٦٦ / ٩٣.

(٥) عن رجال الشيخ : ٥ / ٣٣ والخلاصة : ٢٣ / ٤ ، وفيها : الخزرجي كما سينبّه عليه المصنّف.

(٦) عن رجال الشيخ : ٧ / ٥٨.

(٧) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٣.

(٨) انظر : الاستيعاب ١ / ٨٣ إلاّ أنّ هذا الكلام ( أي سنة موته ) لم يسبق عن المصنّف.

(٩) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٢ ورجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢٢ والخلاصة : ١٨٤ / ٢.

(١٠) مجمع الرجال : ٧ / ٨.

١١٤

٣٣٥٣ ـ أبو أُميّة الأسدي :

عبد الرحمن والد عبد الله بن عبد الرحمن ، مجمع(١) .

قلت : هذا على ما مرّ عنجش (٢) وهو مجهول ، وأمّا على ما فيصه ود فهو كنية لعبد الله وهو ثقة ، وقد سبق(٣) .

٣٣٥٤ ـ أبو أيّوب الأنصاري :

مشكور اسمه خالد بن زيد ،صه (٤) .

٣٣٥٥ ـ أبو أيّوب البجلي :

منصور بن حازم(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٥٦ ـ أبو أيّوب الخزّاز :

بالزاي قبل الألف وبعدها ، إبراهيم بن عثمان(٧) ، أو ابن عيسى(٨) .

أقول : جعل في المجمع لأبي أيّوب الخزّاز ترجمتين ذكر في إحداهما كما مرّ(٩) وقال : إنّه بالمعجمات ، وذكر في الأُخرى أنّه بالراء فالزاي أخيراً وقال : هو إبراهيم بن زياد(١٠) ، فتأمّل جدّاً.

__________________

(١) مجمع الرجال : ٧ / ٨.

(٢) رجال النجاشي : ٢٢١ / ٥٧٩ في ترجمة ابنه عبد الله.

(٣) الخلاصة : ١١١ / ٤٥ ، رجال ابن داود : ١٢١ / ٨٨١.

(٤) الخلاصة : ٦٥ / ٣.

(٥) رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١ والخلاصة : ١٦٧ / ٢.

(٦) لم يرد له ذكر في نسختنا المطبوعة من مجمع الرجال.

(٧) الفهرست : ٨ / ١٣.

(٨) رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ ، وفيه : ابن عيسى أبو أيّوب الخرّاز وقيل إبراهيم بن عثمان ، والخلاصة : ٥ / ١٣ ، وفيها : الخرّاز ، ورجال الكشّي : ٣٦٦ / ٦٧٩.

(٩) في نسخة « ش » : كما ذكر.

(١٠) مجمع الرجال : ٧ / ٩.

١١٥

٣٣٥٧ ـ أبو أيّوب الشاذكوني :

سليمان بن داود المنقري(١) ، مجمع(٢) .

٣٣٥٨ ـ أبو أيّوب الصيرفي :

هلال بن مقلاص(٣) ، مجمع(٤) .

٣٣٥٩ ـ أبو بجير :

عبد الله بن النجاشي(٥) ، مجمع(٦) .

٣٣٦٠ ـ أبو البختري :

سعيد بن فيروز ،قي في أصحاب عليعليه‌السلام من اليمن(٧) . وفيصه نقلاً عنه مترجماً(٨) . وتقدّم عنعي أنّه سعد بن عمران أو ابن فيروز(٩) .

وفيهب : أبو(١٠) البختري سعيد بن فيروز(١١) . وزادقب : بفتح الموحّدة والمثنّاة بينهما معجمة ساكنة(١٢) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٨٤ / ٤٨٨ والخلاصة : ٢٢٥ / ٣.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ٩.

(٣) رجال الشيخ : ٣٣٢ / ٤٧.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ٩.

(٥) رجال الكشّي : ٣٤٢ / ٦٣٤ ، وفيه : بحير ، ورجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٥ ، وفيه بعد أبو بجير زيادة الأسدي.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ٩ ، وفيه : أبو بجير الأسدي عبد الله النجاشي.

(٧) رجال البرقي : ٦.

(٨) الخلاصة : ١٩٤.

(٩) رجال الشيخ : ٤٣ / ١٠.

(١٠) في نسخة « ش » : ابن.

(١١) الكاشف ١ : ٢٩٤ / ١٩٥.

(١٢) تقريب التهذيب ٢ : ٣٩٤ / ٣.

١١٦

٣٣٦١ ـ أبو البختري :

وهب بن وهب(١) .

٣٣٦٢ ـ أبو بردة الأزدي :

ي (٢) . وفيقي وصه ود نقلاً عنه من أصحابهعليه‌السلام من اليمن(٣) . واسمه هاني بن نيار.

ويقال : أبو بردة الأنصاري ، وهو خال البراء بن عازب(٤) .

أقول : يأتي في أبي بكر بن حزم منّا ماله دخل(٥) ، فلاحظ.

٣٣٦٣ ـ أبو بردة :

ابن أبي موسى الأشعري(٦) ، غير مذكور في الكتابين.

وقال ابن أبي الحديد في شرحه : ومن المبغضين القالين أبو بردة بن أبي موسى الأشعري يرث(٧) البغضة له لا عن كلالة ، روى عبد الرحمن بن جندب قال : قال أبو بردة ابن أبي موسى الأشعري لزياد : أشهد أنّ حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة الأصلع! قال عبد الرحمن : إنّما عنى بذلك نسبة الكفر إلى عليعليه‌السلام لأنّه كان أصلع.

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٢٧ / ١٩ والفهرست : ١٧٣ / ٧٧٧ ورجال الكشّي : ٣٠٩ / ٥٥٨ ورجال النجاشي : ٤٣٠ / ١١٥٥ والخلاصة : ٢٦٢ / ١.

(٢) رجال الشيخ : ٦٣ / ١١.

(٣) رجال البرقي ٦ ، الخلاصة : ١٩٤ ، ولم يرد له ذكر في نسختنا المطبوعة من رجال ابن داود والإصابة ٤ : ١٨ / ١١٧.

(٤) جامع الأُصول : ١٥ / ٤٩٣.

(٥) وهو أنّ ذكر البرقي جماعة معيّنة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام دون غيرهم يدلّ على أنّ لهم مزيد اختصاص بهعليه‌السلام ، خصوصاً بعد أن أردفهم بذكر المجهولين من أصحابهعليه‌السلام .

(٦) تذكرة الحفّاظ ١ : ٩٥ / ٨٦.

(٧) في المصدر : ورث.

١١٧

قال : وقد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عبّاس المسوي(١) قال : رأيت أبا بردة قال لأبي العادية الجهني قاتل عمّار بن ياسر : أنت قتلت عمّار بن ياسر؟ قال : نعم قال : فناولني يدك فقبّلها وقال : لا تمسك النار أبداً(٢) !

٣٣٦٤ ـ أبو برزة :

من الأصفياء من أصحاب عليعليه‌السلام في(٣) قي ، وصه نقلاً عنه(٤) ، اسمه نضلة بن عبيد(٥) أو عبيد الله كما تقدّم(٦) .

٣٣٦٥ ـ أبو بريزة :

في النقد : عبد الله بن نضلة(٧) ،تعق (٨) .

قلت : هو أبو برزة لا بريزة وقد سبق أنّه كنية نضلة بن عبيد أو عبيد الله ففي المقام وهمان بل ثلاثة ، فتدبّر.

٣٣٦٦ ـ أبو برينة :

في النقد : اسمه هبة الله بن أحمد(٩) ،تعق (١٠) .

قلت : وهم قلمهرحمه‌الله فإنّ هبة الله المذكور هو ابن برينة كما مضى في‌

__________________

(١) في المصدر : ابن عيّاش المنتوف.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٤ / ٩٩.

(٣) في نسخة « ش » : وفي.

(٤) رجال البرقي : ٣ ، الخلاصة : ١٩٢.

(٥) رجال الشيخ : ٣٠ / ٣ ، وفيه : بردة ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ١٨١ نقلاً عنه كما في المتن.

(٦) رجال الشيخ : ٦٠ / ٣ ، وفيه : عبد الله.

(٧) نقد الرجال : ٣٨٤ ، وفيه : أبو برزة اسمه نضلة بن عبد الله سينبّه عليه المصنّف.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٤ ، وفيها : أبو بريرة.

(٩) نقد الرجال : ٣٨٤.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٤.

١١٨

ترجمته(١) ، والنسخ غير مختلفة في ذلك.

٣٣٦٧ ـ أبو بشر البجلي :

من أصحابنا الكوفيّين ، روى عنه الصفّار(٢) ، ومحمّد بن علي بن محبوب(٣) ، وأحمد بن أبي عبد الله(٤) ، اسمه أبان بن محمّد ويقال : سندي بن محمّد ، ثقة ، ابن أُخت صفوان بن يحيى(٥) .

٣٣٦٨ ـ أبو بشر السرّاج :

أحمد بن محمّد(٦) ، مجمع(٧) .

٣٣٦٩ ـ أبو بشر العبدي :

مسعدة بن صدقة على قول(٨) ، مجمع(٩) .

٣٣٧٠ ـ أبو بشر العمي :

أحمد بن إبراهيم بن معلّى(١٠) ، مجمع(١١) .

__________________

(١) عن رجال النجاشي : ٤٤٠ / ١١٨٥ والخلاصة : ٢٦٣ / ٢ ، وفيها : ابن برنية بالنون ثمّ الياء.

(٢) التهذيب ٧ : ٤٦٨ / ١٨٧٣ ، وفيه : الصّفار عن السندي بن محمّد.

(٣) كما في رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧.

(٤) كما في الفهرست : ٨١ / ٣٤١.

(٥) رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧.

(٦) رجال النجاشي : ٨٩ / ٢١٩.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٠.

(٨) رجال النجاشي : ٤١٥ / ١١٠٨.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ١٠.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٤٥ / ٤٤ والفهرست : ٣٠ / ٩٠ ورجال النجاشي : ٩٦ / ٢٣٩ ورجال ابن داود : ٣٥ / ٥٠ ، وفي الجميع : أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى إلاّ في النجاشي كما في المتن.

(١١) مجمع الرجال : ٧ / ١٠.

١١٩

٣٣٧١ ـ أبو بصير :

عبد الله بن محمّد الأسدي ،قر (١) ، وفيكش إنّهق وقد تقدّم(٢) ، وليث بن البختري المرادي روى عنهماعليهما‌السلام (٣) وعن الكاظمعليه‌السلام كما مضى(٤) ، وكذا يحيى بن القاسم أو ابن أبي القاسم(٥) ، ويوسف بن الحارث روى عن الباقرعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : عند الإطلاق ينصرف إلى الثقة كما هو المعروف في أمثاله ، وادّعى بعض أنّ رواية ابن مسكان قرينة إرادة المرادي(٧) ، وقيل عليه : إنّا وجدنا روايته عن يحيى أيضاً(٨) . ويمكن الجواب إلاّ أنّه يسهل الخطب لتوثيق يحيى أيضاً كما تقدّم(٩) . ويمكن أن يكون يوسف أبو نصر بالنون(١٠) وسيجي‌ء(١١) .

أقول : مرّ في المقدّمة الثانية(١٢) بعض القرائن المعيّنة لأبي بصير.

وفي الوجيزة : أبو بصير يطلق غالباً على يحيى بن القاسم أو ليث بن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٢٩ / ٢٦.

(٢) رجال الكشّي : ١٧٤ / ٢٩٩.

(٣) كما في رجال النجاشي : ١٣٠ / ٥٨٤.

(٤) عن الفهرست : ١٣٠ / ٥٨٤.

(٥) رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٧ والخلاصة : ٢٦٤ / ٣.

(٦) رجال الشيخ : ١٤١ / ١٧.

(٧) نقد الرجال : ٢٧٨ / ٢.

(٨) القائل هو صاحب المعالم وابنه على ما قاله الوحيد البهبهاني في هامش مخطوطة منهج المقال : ٣ / ٥٠٨.

(٩) عن رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٧.

(١٠) على ما ذكره الكشّي في رجاله : ٣٩٠ / ٧٣٣.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٤.

(١٢) بل المقدّمة الرابعة ، راجع منتهى المقال المطبوع : ١ / ٢٩.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بأمره ، وهو خير الحاكمين(1) .

ونهض أبيّ الضيم ، وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ ، وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.

إرغامُ المعارضين :

وغادر معاوية يثرب متّجهاً إلى مكّة وهو يطيل التفكير في أمر المعارضين ، فرأى أنْ يعتمد على وسائل العنف والإرهاب ، وحينما وصل إلى مكّة أحضر الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعرض عليهم مرّة أُخرى البيعة إلى يزيد فأعلنوا رفضهم له ، فانبرى إليهم مغضباً ، وقال : إنّي أتقدّم إليكم أنّه قد أُعذِرَ مَنْ أنذر. كنتُ أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة فأُقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه ، فلا يسبقني رجل إلاّ على نفسه.

ودعا صاحب حرسه بحضرتهم ، فقال له : أقم على رأس كلّ رجل مِن هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف ، فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثمّ خرج وخرجوا معه ، فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمرٌ دونهم ،

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٢٢١

ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله.

فبايعه الناس ، ثمّ ركب رواحله وغادر مكّة(1) ، وقد حسب معاوية أنّ الأمر قد تمّ لولده ، واستقر المُلْكُ في بيته ، ولمْ يعلم أنّه قد جرّ الدمار على دولته ، وأعدّ المجتمع للثورة على حكومة ولده.

موقفُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

كان موقف الإمام الحُسين (عليه السّلام) مع معاوية يتّسم بالشدّة والصرامة ، فقد أخذ يدعو المسلمين بشكل سافر إلى مقاومة معاوية ، ويحذّرهم مِنْ سياسته الهدّامة ، الحاملة لشارات الدمار إلى الإسلام.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

وأخذت الوفود تترى على الإمام (عليه السّلام) مِنْ جميع الأقطار الإسلاميّة وهي تعجّ بالشكوى إليه ، وتستغيث به ممّا ألمّ بها مِن الظلم والجور ، وتطلب منه القيام بإنقاذها مِن الاضطهاد.

ونقلت الاستخبارات في يثرب إلى السّلطة المحلية تجمّع الناس واختلافهم على الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكان الوالي مروان ، ففزع مِنْ ذلك وخاف إلى حدٍّ بعيدٍ.

__________________

(1) الكامل 3 / 252 ، الأمالي 2 / 73 ، ذيل الأمالي / 177 ، عيون الأخبار 2 / 210 ، البيان والتبيين 1 / 300.

٢٢٢

مذكّرةُ مروان لمعاوية :

ورفع مروان مذكّرة لمعاوية سجّل فيها تخوّفه مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) ، واختلاف الناس عليه ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد كثُر اختلاف الناس إلى حُسين ، والله إنّي لأرى لكم منه يوماً عصيباً(1) .

جوابُ معاوية :

وأمره معاوية بعدم القيام بأيّ حركة مضادّة للإمام (عليه السّلام) ، فقد كتب إليه : اترك حُسيناً ما تركك ولمْ يُظهر لك عداوته ويبد صفحته ، وأكمن عنه كمون الثرى إنْ شاء الله ، والسّلام(2) .

لقد خاف معاوية مِنْ تطور الأحداث ، فعهد إلى مروان بعدم التعرّض له بأيّ أذى أو مكروه.

رأيُ مروان في إبعاد الإمام (عليه السّلام) :

واقترح مروان على معاوية إبعاد الإمام (عليه السّلام) عن يثرب ، وفرض الإقامة الجبرية عليه في الشام ؛ ليقطعه عن الاتصال بأهل العراق ، ولمْ يرتضِ معاوية ذلك ، فردّ عليه : أردت والله أنْ تستريح منه وتبتليني به ، فإنْ صبرت عليه صبرت على ما أكره ، وإنْ أسأت إليه قطعت رحمه(3) .

__________________

(1) و (2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) العقد الفريد 2 / 116.

٢٢٣

رسالةُ معاوية للحُسين (عليه السّلام) :

واضطرب معاوية مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) واختلاف الناس عليه ، فكتب إليه رسالة ، وقد رويت بصورتين :

1 ـ رواها البلاذري ، وهذا نصّها : أمّا بعد ، فقد أُنهيت إليّ عنك اُمورٌ إنْ كانت حقّاً فإنّي لمْ أظنّها بك ؛ رغبة عنها ، وإنْ كانت باطلة فأنت أسعد الناس بمجانبتها ، وبحظّ نفسك تبدأ ، وبعهد الله توفي ، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكِدْكَ ، فاتّقِ الله يا حُسين في شقّ عصا الأُمّة ، وأنْ ترِدهم في فتنة(1) .

2 ـ رواها ابن كثير ، وهذا نصّها : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً مِنْ أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَنْ قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّقِ الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدْني أكِدْكَ(2) .

واحتوت هذه الرسالة حسب النّص الأخير على ما يلي :

1 ـ أنّ معاوية قد طالب الإمام (عليه السّلام) بتنفيذ ما شرطه عليه في بنود الصلح أنْ لا يخرج عليه ، وقد وفّى له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، إلاّ أنّ معاوية لمْ يفِ بشيء ممّا أبرمه على نفسه مِنْ شروط الصلح.

2 ـ أنّ معاوية كان على علمٍ بوفود أهل الكوفة التي دعت الإمام (عليه السّلام) للخروج عليه ، وقد وسمهم بأنّهم أهل الشقاق ، وأنّهم قد غدروا بعلي والحسن (عليهما السّلام) مِنْ قبل.

3 ـ التهديد السافر للإمام (عليه السّلام) بأنّه متى كاد معاوية فإنّه يكيده.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) تاريخ ابن كثير 8 / 162.

٢٢٤

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ورفع الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية مذكّرةً خطيرةً كانت جواباً لرسالته ، حمّله مسؤوليات جميع ما وقع في البلاد مِن سفك الدماء ، وفقدان الأمن ، وتعريض الأُمّة للأزمات ، وهي مِنْ أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر الأحداث التي صدرت مِنْ معاوية ، وهذا نصّها :

«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يُسدّد إليها إلاّ الله تعالى.

أمّا ما ذكرت أنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. ما أردت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة.

ألست القاتل حِجْرَ بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظُلماً وعدواناً مِنْ بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكدة ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟!

أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفرّ لونه ، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت مِنْ رؤوس الجبال؟!

أوَلست بمدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَرَ

٢٢٥

فتركت سُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدىً مِن الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ، ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسملُ أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النّخل ، كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة ، وليسوا منك؟!

أوَلست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زيادٌ أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودينُ علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين ؛ رحلة الشتاء والصيف؟!

وقلتَ فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة وأنْ تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة مِنْ ولايتك عليها ، ولا أعظم لنفسي ولديني ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) أفضل مِنْ أنْ أجاهرك ؛ فإنْ فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإنْ تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلتَ فيما قلت : إنّني إنْ أنكرتك تنكرني ، وإنْ أكِدْك تكدني. فكِدْني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أنْ لا يضرّني كيدك ، وأنْ لا يكون على أحدٍ أضر منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيتَ بشرطٍ ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم مِنْ غير أنْ يكونوا قاتَلوا وقُتِلوا ، ولمْ تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ؛ مخافة أمر لعلّك لو لمْ تقتلهم متّ قبل أنْ يفعلوا ، أو ماتوا قبل أنْ يدركوا.

٢٢٦

فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها. وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءَه على التّهم ، ونفيك إيّاهم مِنْ دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلاّ قد خسرت نفسك ، وتبرتَ دينك(1) ، وغششت رعيتك ، وسمعت مقالة السّفيه الجاهل ، وأخفت الورع التّقي ، والسّلام»(2) .

لا أكاد أعرف وثيقةً سياسةً في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة ، وسجّلت الجرائم التي ارتكبها معاوية ، والدماء التي سفكها ، والنفوس التي أرعبها غير هذه الوثيقة ، وهي صرخة في وجه الظلم والاستبداد.

واللهِ كم هي هذه الكلمة رقيقة شاعرة «كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة وليسوا مِنك». هذه الكلمة المشبعة بالشعور القومي الشريف ، وقديماً قال الصابي : إنّ الرجل مِنْ قومٍ ليست له أعصاب تقسو عليهم. وهو اتّهام مِن الحُسين لمعاوية في وطنيته وقوميته ، واتّخذ مِن الدماء الغزيرة المسفوكة عنواناً على ذلك(3) .

لقد حفلت هذه المذكّرة بالأحداث الخطيرة التي اقترفها معاوية وعمّاله ، خصوصاً زياد بن سُميّة الذي نشر الإرهاب والظلم بين الناس ؛ فقتل على الظنّة والتّهمة ، وأعدم كلّ مَنْ كان على دين الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي هو دين ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أسرف هذا الطاغية في سفك الدماء بغير حقّ.

ومِن الطبيعي أنّه لمْ يقترف ذلك إلاّ بإيعاز مِنْ معاوية ، فهو الذي عهد إليه بذلك.

__________________

(1) تبرت : أهلكت دينك.

(2) الإمامة والسياسة 1 / 284 ، رجال الكشّي / 32 ، الدرجات الرفيعة / 334.

(3) الإمام الحُسين (عليه السّلام) / 338.

٢٢٧

صدى الرسالة :

ولمّا انتهت رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية ضاق بها ذرعاً ، وراح يراوغ على عادته ، ويقول : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسداً(1) .

المؤتمرُ السياسي العام :

وعقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً ، دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار ، والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين ، فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم ، وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ، وفيما يلي نصّ حديثه ، فيما رواه سليم بن قيس :

قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً ، وقال لهم : «لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي». فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق ، عامّتهم مِن التابعين ، ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 198.

٢٢٨

ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني ، وإنْ كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب ، والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون».

وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة. فقال (عليه السّلام) : «أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه»(1) .

وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.

رسالةُ جعدة للإمام (عليه السّلام) :

وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب مِنْ أخلص الناس للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية.

ورفع جعدة رسالةً للإمام (عليه السّلام) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ مِنْ قِبَلِنا مِنْ شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين

__________________

(1) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) 2 / 216 ـ 217.

٢٢٩

لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة في أمر الله ، فإنْ كنت تحبّ أنْ تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ؛ فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك.

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ولم يكن مِنْ رأي الإمام الحُسين (عليه السّلام) الخروج على معاوية ؛ وذلك لعلمه بفشل الثورة وعدم نجاحها ؛ فإنّ معاوية بما يملك مِنْ وسائل دبلوماسية وعسكرية لا بدّ أنْ يقضي عليها ، ويخرجها مِنْ إطارها الإسلامي إلى حركة غير شرعية ، ويوسم القائمين بها بالتمرّد والخروج على النظام ، وقد أجابهم (عليه السّلام) بعد البسملة والثناء على الله بما يلي :

«أمّا أخي فإنّي أرجو أنْ يكون الله قد وفّقه وسدّده ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا مِن الظنّة ما دام معاوية حيّاً ، فإنْ يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي ، والسّلام»(1) .

لقد أمر (عليه السّلام) شيعته بالخلود إلى الصبر ، والإمساك عن المعارضة ، وأنْ يلزموا بيوتهم خوفاً عليهم مِن سلطان معاوية الذي كان يأخذ البريء بالسّقيم ، والمُقبل بالمُدبر ، ويقتل على الظنّة والتهمة. وأكبر الظنّ أنّ هذه الرسالة كانت في عهد زياد الذي سمل عيون الشيعة ، وصلبهم على جذوع النخل ، ودمّرهم تدميراً ساحقاً.

__________________

(1) الأخبار الطوال / 203 ، أنساب الأشراف 1 / ق 1.

٢٣٠

نصيحةُ الخدري للإمام (عليه السّلام) :

وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحُسين (عليه السّلام) واستنجادهم به لإنقاذهم مِن ظلم معاوية وجوره ، ولمّا علم أبو سعيد الخدري بذلك خفّ مسرعاً للإمام (عليه السّلام) ينصحه ويحذّره ، وهذا نص حديثه : يا أبا عبد الله ، إنّي أنا ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه قد كاتبك قوم مِنْ شيعتكم بالكوفة يدعونكم إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج إليهم ؛ فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما يكون منهم وفاء قط ، ومَنْ فاز به فاز بالسّهم الأخيب. والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السّيف»(1) .

وليس مِنْ شك في أنّ أبا سعيد الخدري كان مِنْ ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأكثرهم إخلاصاً وولاءً لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وقد دفعه حرصه على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وخوفه عليه مِنْ معاوية أنْ يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا جواب الإمام الحُسين (عليه السّلام) له.

استيلاءُ الحُسين (عليه السّلام) على أموال للدولة :

وكان معاوية يُنفق أكثر أموال الدولة على تدعيم مُلْكه ، كما كان يهبُ الأموالَ الطائلة لبني أُميّة لتقوية مركزهم السياسي والاجتماعي ، وكان الإمام الحُسين (عليه السّلام) يشجب هذه السياسة ، ويرى ضرورة إنفاذ الأموال مِنْ معاوية وإنفاقها على المحتاجين. وقد اجتازت على يثرب أموال مِن اليمن إلى خزينة دمشق ، فعمد الإمام (عليه السّلام) إلى الاستيلاء عليها ، ووزّعها على

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 161 ، تاريخ ابن عساكر 13 / 67.

٢٣١

المحتاجين مِنْ بني هاشم وغيرهم ، وكتب إلى معاوية :

«مِن الحُسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ عيراً مرّت بنا مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليك ، لتودعها خزائن دمشق ، وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإنّي احتجت إليها فأخذتها ، والسّلام».

وأجابه معاوية : مِنْ عبد الله معاوية إلى الحُسين بن علي. أمّا بعد ، فإنّ كتابك ورد عليّ تذكر أنّ عيراً مرّت بك مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليّ لأودعها خزائن دمشق ، وأعل بها بعد النهل بني أبي ، وإنّك احتجت إليها فأخذتها ، ولم تكن جديراً بأخذها إذ نسبتها إليّ ؛ لأنّ الوالي أحقّ بالمال ، ثمّ عليه المخرج منها. وأيم الله ، لو تركت ذلك حتى صار إليّ لمْ أبخسك حظّلك منها ، ولكنّني قد ظننت يابن أخي أنّ في رأسك نزوة ، وبودّي أنْ يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ، ولكنّني والله ، أتخوّف أنْ تُبلى بمَنْ لا ينظرك فواق ناقة.

وكتب في أسفل كتابه هذه الأبيات :

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ليس ما

جئتَ بالسائغِ يوماً والعلل

أخذكَ المالَ ولمْ تُؤمر بهِ

إنّ هذا مِنْ حُسينٍ لَعجلْ

قد أجزناها ولمْ نغضبْ لها

واحتملنا مِنْ حُسينٍ ما فعلْ

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذا الأملْ

لك بعدي وثبةٌ لا تُحتملْ

وبودّي أنّني شاهدُها

فإليها مِنك بالخلقِ الأجلْ

إنّني أرهبُ أنْ تصلَ بمَنْ

عنده قد سبق السيفُ العذلْ(1)

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 4 / 327 الطبعة الأولى.

٢٣٢

وفي هذا الكتاب تهديد للإمام بمَنْ يخلف معاوية ، وهو ابنه يزيد ، الذي لا يؤمن بمقام الحُسين ومكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

وعلى أيّ حالٍ ، فقد قام الإمام بإنقاذ هذه الأموال مِنْ معاوية وأنفقها على الفقراء ، في حين أنّه لمْ يكن يأخذ لنفسه أيّ صلة مِنْ معاوية ، وقد قدّم له مالاً كثيراً وثياباً وافرة وكسوة فاخرة ، فردّ الجميع عليه(1) .

وقد روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّ الحسن والحُسين كانا لا يقبلان جوائز معاوية(2) .

حديثٌ موضوع :

مِن الأخبار الموضوعة ما روي أنّ الإمام الحُسين وفد مع أخيه الحسن على معاوية فأمر لهما بمئة ألف درهم ، وقال لهم : خُذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يُعطيها أحد بعدي.

فانبرى إليه الإمام الحُسين قائلاً : «والله ، ما أعطى أحدٌ قبلك ولا بعدك لرجلين أشرف منّا».

ولا مجال للقول بصحة هذه الرواية ، فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يفد على معاوية بالشام ، وإنّما وفد عليه الإمام الحسن (عليه السّلام) لا لأجل الصلة والعطاء ، كما يذهب لذلك بعض السذّج مِن المؤرّخين ، وإنّما كان الغرض إبراز الواقع الاُموي والتدليل على مساوئ معاوية ، كما أثبتت ذلك

__________________

(1) الحُسين ـ لعلي جلال 1 / 117.

(2) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) 2 / 332.

٢٣٣

مناظراته مع معاوية وبطانته ، والتي لمْ يقصد فيها إلاّ تلك الغاية ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلّة في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

الحُسين مع بني أُميّة :

كانت العداوة بين الحُسين وبين بني أُميّة ذاتية ، فهي عداوة الضد للضد ، وقد سأل سعيد الهمداني الإمام الحُسين عن بني أُميّة ، فقال (عليه السّلام) : «إنّا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم»(1) .

أجل ، إنّهما خصمان في أهدافهم ، وخصمان في اتّجاههم ، فالحُسين (عليه السّلام) كان يُمثّل جوهر الإيمان بالله ، ويُمثّل القيم الكريمة التي يشرف بها الإنسان ، وبنو أُميّة كانوا يُمثّلون مساوئ الجاهلية التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق ، وكان الاُمويّون بحسب طباعهم الشريرة يحقدون على الإمام الحُسين ، ويبالغون في توهينه ، وقد جرت منازعة بين الحُسين وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في مال كان بينهما فتحامل الوليد على الحُسين في حقّه ، فثار الإمام في وجهه ، وقال : «أحلف بالله لتنصفي مِنْ حقّي أو لآخذنّ سيفي ، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأدعونّ بحلف الفضول».

لقد أراد أنْ يُحيي حلف الفضلول الذي أسسه الهاشميون ، والذي كان شعاره إنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ، وقد حاربه الاُمويّون في جاهليتهم ؛ لأنّه يتنافى مع طباعهم ومصالحهم.

وانبرى عبد الله بن الزّبير فانضمّ للحُسين وانتصر له ، وقال :

__________________

(1) الكنى والأسماء ـ لأبي بشر الدولابي 1 / 77.

٢٣٤

وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتى ينتصف مِنْ حقّه أو نموت جميعاً.

وبلغ المسوّر بن مخرمة بن نوفل الزهري الحديث فانضمّ للحُسين وقال بمثل مقالته ، وشعر الوليد بالوهن والضعف فتراجع عن غيّه ، وأنصف الحُسين (عليه السّلام) مِنْ حقّه(1) .

ومِنْ ألوان الحقد الاُموي على الحُسين أنّه كان جالساً في مسجد النّبي (صلّى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يُحدّث أصحابه ، ويرفع صوته ليُسمع الحُسين ، وهو يقول : إنّا شاركنا آل أبي طالب في النّبوة حتّى نلنا مِنها مثلَ ما نالوا مِنها مِن السّبب والنّسب ، ونلنا مِن الخلافة ما لمْ ينالوا فبِمَ يفخرون علينا؟

وكرّر هذا القول ثلاثاً ، فأقبل عليه الحُسين ، فقال له : «إنّي كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً ، وفي الثاني عفواً ، وأمّا في الثالث فإنّي مجيبك. إنّي سمعت أبي يقول : إنّ في الوحي الذي أنزله الله على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أُميّة في صوَرِ الذر يطؤهم الناس حتى يفرغ مِن الحساب ، ثمّ يُؤتى بهم فيحاسبوا ويُصار بهم إلى النار»(2) . ولمْ يطق الاُموي جواباً وانصرف وهو يتميّز مِن الغيظ.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن موقف الإمام مع معاوية وبني أُميّة ، ونعرض فيما يلي إلى وفاة معاوية وما رافقها مِن الأحداث.

__________________

(1) سيرة ابن هشام 1 / 142.

(2) المناقب والمثالب للقاضي نعمان المصري / 61.

٢٣٥

مرضُ معاوية :

ومرض معاوية وتدهورت صحته ، ولمْ تُجْدِ معه الوصفات الطيبة ، فقد تناهبت جسمه الأمراض ، وقد شعر بدنوّ أجله ، وكان في حزن على ما اقترفه في قتله لحِجْرِ بن عَدِي ، فكان ينظر إليه شبحاً مخيفاً ، وكان يقول :

ويلي مِنكَ يا حِجْر! إنّ لي مع ابن عَدِي ليوماً طويلاً(1) ، وتحدّث الناس عن مرضه ، فقالوا : إنّه الموت ، فأمر أهله أنْ يحشوا عينيه أثمداً ، ويسبغوا على رأسه الطيب ويجلسوه ، ثمّ أذن للناس فدخلوا وسلّموا عليه قياماً ، فلمّا خرجوا مِنْ عنده أنشد قائلاً :

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ

أنّي لريبِ الدهرِ لا اتضعضعُ

فسمعه رجل مِن العلويِّين فأجابه :

وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظفارَها

ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ(2)

وصاياه :

ولمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد ، وقد جاء فيها : يا بُني ، إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ، ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ ، فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب ، وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل

__________________

(1) الفتنة الكبرى 2 / 245.

(2) حياة الحيوان للدميري 1 / 59.

٢٣٦

أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك ، فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم.

وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة ، فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك ، وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ، ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه ، فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد ، وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو ، وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير ، فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً ، واحقنْ دماء قومك ما استطعت(1) .

وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية ، وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

وممّا يؤيد وضعها ما يلي :

1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك ، فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته(2) ، وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة ، وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 259.

(2) تاريخ خليفة خياط 1 / 229.

٢٣٧

وإثم ، فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!

2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم ، وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء ، فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!

3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة ، وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!

4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية ، فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟

5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة ، وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها ، فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد ، وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ، ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم.

وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين ، والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال

٢٣٨

الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه ، فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.

لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد ، كلاّ أبداً ، فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ، ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ، ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً ، وسمّ ابن بنت الرسول الحسن ، فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!

قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ ، أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ، ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ، ولكنّ المؤرّخين ـ سامحهم الله ـ أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن ، وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة.

وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة(1) .

موتُ معاوية :

واستقبل معاوية الموت غير مطمئن فكان يتوجّع ويظهر الجزع على ما اقترفه مِن الإسراف في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم ، وقد وافاه الأجل في دمشق محروماً عن رؤية ولده الذي اغتصب له الخلافة ، وحمله

__________________

(1) مجلة الغري السنة الثامنة العدد 9 و 10.

٢٣٩

على رقاب المسلمين ، وكان يزيد فيما يقول المؤرّخون مشغولاً عن أبيه في أثناء وفاته برحلات الصيد ، وعربدات السكر ونغمة العيدان.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559