منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336722 / تحميل: 4472
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وانتهت الوفود إلى دمشق لعرض آرائها على عاهل الشام ، وقد قام معاوية بضيافتهم والإحسان إليهم.

مؤتمرُ الوفود الإسلاميّة :

وعقدت وفود الأقطار الإسلاميّة مؤتمراً في البلاط الاُموي في دمشق لعرض آرائها في البيعة ليزيد ، وقد افتتح المؤتمر معاوية بالثناء على الإسلام ، ولزوم طاعة ولاة الاُمور ، ثمّ ذكر يزيد وفضله وعمله بالسّياسة ، ودعاهم لبيعته.

المؤيّدون للبيعة :

وانبرت كوكبة مِنْ أقطاب الحزب الاُموي فأيّدوا معاوية ، وحثّوه على الإسراع للبيعة ، وهم :

1 ـ الضحّاك بن قيس

2 ـ عبد الرحمن بن عثمان

3 ـ ثور بن معن السلمي

4 ـ عبد الله بن عصام

5 ـ عبد الله بن مسعدة

وكان معاوية قد عهد إليهم بالقيام بتأييده ، والردّ على المعارضين له.

٢٠١

خطابُ الأحنف بن قيس :

وانبرى إلى الخطابة زعيم العراق وسيّد تميم الأحنف بن قيس ، الذي تقول فيه ميسون اُمّ يزيد : لو لمْ يكن في العراق إلاّ هذا لكفاهم(1) . وتقدّم فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ التفت إلى معاوية قائلاً :

أصلح الله أمير المؤمنين ، إنّ الناس في منكر زمان قد سلف ، ومعروف زمان مؤتنف ، ويزيد ابن أمير المؤمنين نعم الخلف ، وقد حلبت الدهر أشطره.

يا أمير المؤمنين ، فاعرف مَنْ تسند إليه الأمر مِنْ بعدك ثمّ اعصِ أمر مَنْ يأمرك ، ولا يغررك مَنْ يُشير عليك ولا ينظر لك ، وأنت أنظر للجماعة ، وأعلم باستقامة الطاعة ، مع أنّ أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ، ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيّاً.

وأثار خطاب الأحنف موجةً مِن الغضب والاستياء عند الحزب الاُموي ، فاندفع الضحّاك بن قيس مندِّداً به ، وشتم أهلَ العراق ، وقدح بالإمام الحسن (عليه السّلام) ، ودعا الوفد العراقي إلى الإخلاص لمعاوية والامتثال لما دعا إليه. ولمْ يعن به الأحنف ، فقام ثانياً فنصح معاوية ودعاه إلى الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه مِنْ تسليم الأمر إلى الحسن (عليه السّلام) مِنْ بعده ؛ حسب اتفاقية الصلح التي كان من أبرز بنودها إرجاع الخلافة مِنْ بعده إلى الإمام الحسن (عليه السّلام) ، كما أنّه هدّد معاوية بإعلان الحرب إذا لمْ يفِ بذلك.

__________________

(1) تذكرة ابن حمدون / 81.

٢٠٢

فشلُ المؤتمر :

وفشلَ المؤتمر فشلاً ذريعاً بعد خطاب الزعيم الكبير الأحنف بن قيس ، ووقع نزاع حاد بين أعضاء الوفود وأعضاء الحزب الاُموي ، وانبرى يزيد بن المقفّع فهدّد المعارضين باستعمال القوّة قائلاً : أمير المؤمنين هذا ـ وأشار إلى معاوية ـ ، فإنْ هلك فهذا ـ وأشار إلى يزيد ـ ، ومَنْ أبى فهذا ـ وأشار إلى السيف ـ.

فاستحسن معاوية قوله ، وراح يقول له : اجلس فأنت سيّد الخطباء وأكرمهم.

ولمْ يعن به الأحنف بن قيس ، فانبرى إلى معاوية فدعاه إلى الإمساك عن بيعة يزيد ، وأنْ لا يُقدّمَ أحداً على الحسن والحسين (عليهما السّلام). وأعرض عنه معاوية ، وبقي مصرّاً على فكرته التي هي أبعد ما تكون عن الإسلام.

وعلى أي حالٍ ، فإنّ المؤتمر لمْ يصل إلى النتيجة التي أرادها معاوية ؛ فقد استبان له أنّ بعض الوفود الإسلاميّة لا تُقِرّه على هذه البيعة ولا ترضى به.

سفرُ معاوية ليثرب :

وقرّر معاوية السفر إلى يثرب التي هي محطّ أنظار المسلمين ، وفيها أبناء الصحابة الذين يُمثّلون الجبهة المعارضة للبيعة ؛ فقد كانوا لا يرون يزيداً نِدّاً لهم ، وإنّ أخذ البيعة له خروجٌ على إرادة الأُمّة ، وانحراف عن الشريعة الإسلاميّة التي لا تُبيح ليزيد أنْ يتولّى شؤون المسلمين ؛ لما عُرِفَ به مِن الاستهتار وتفسّخ الأخلاق.

٢٠٣

وسافر معاوية إلى يثرب في زيارة رسمية ، وتحمّل أعباء السفر لتحويل الخلافة الإسلاميّة إلى مُلْكٍ عضوض ، لا ظل فيه للحقّ والعدل.

اجتماعٌ مغلق :

وفور وصول معاوية إلى يثرب أمر بإحضار عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعقد معهم اجتماعاً مغلقاً ، ولمْ يُحضر معهم الحسن والحسين (عليهما السّلام) ؛ لأنّه قد عاهد الحسن (عليه السّلام) أنْ تكون الخلافة له مِنْ بعده ، فكيف يجتمع به؟ وماذا يقول له؟ وقد أمر حاجبه أنْ لا يسمح لأي أحدٍ بالدخول عليه حتّى ينتهي حديثه معهم.

كلمةُ معاوية :

وابتدأ معاوية الحديث بحمد الله والثناء عليه ، وصلّى على نبيّه ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فقد كبر سنّي ، ووهن عظمي ، وقرب أجلي ، وأوشكت أنْ اُدعى فأُجيب ، وقد رأيت أنْ استخلف بعدي يزيد ، ورأيته لكم رضا. وأنتم عبادلة قريش وخيارهم وأبناء خيارهم ، ولمْ يمنعني أنْ أُحضِرَ حسناً وحُسيناً إلاّ أنّهما أولاد أبيهما علي ، على حُسنِ رأي فيهما ، وشدّة محبّتي لهما ، فردّوا على أمير المؤمنين خيراً رحمكم الله.

ولم يستعمل معهم الشدّة والإرهاب ؛ استجلاباً لعواطفهم ، ولمْ يخفَ عليهم ذلك ، فانبروا جميعاً إلى الإنكار عليه.

٢٠٤

كلمةُ عبد الله بن عباس :

وأوّل مَنْ كلّمه عبد الله بن عباس ، فقال بعد حمد الله ، والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّك قد تكلّمت فأنصتنا ، وقلت فسمعنا ، وإنّ الله جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه اختار محمّداً (صلّى الله عليه وآله) لرسالته ، واختاره لوحيه ، وشرّفه على خلقه ، فأشرف الناس مَنْ تشرّف به ، وأولاهم بالأمر أخصّهم به ، وإنّما على الأُمّة التسليم لنبيّها إذا اختاره الله له ؛ فإنّه إنّما اختار محمّداً (صلّى الله عليه وآله) بعلمه ، وهو العليم الخبير ، واستغفر الله لي ولكم.

وكانت دعوة ابن عباس صريحةً في إرجاع الخلافة لأهل البيت (عليهم السّلام) ، الذين هم ألصق الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأمسّهم به رحماً ؛ فإنّ الخلافة إنّما هي امتداد لمركز رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فأهل بيته أحقّ بمقامه وأولى بمكانته.

كلمةُ عبد الله بن جعفر :

وانبرى عبد الله بن جعفر ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة إنْ أُخذ فيها بالقرآن فاُولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، وإنْ أُخذ فيها بسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاُولوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وإنْ أُخذ فيها بسنّة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر مِنْ آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)؟ وأيمُ الله ، لو ولّوها بعد نبيّهم لوضعوا الأمر موضعه ؛ لحقّه وصدقه ، ولأُطيع الرحمن وعُصي الشيطان ، وما اختلف في الأُمّة سيفان ، فاتقِ الله يا معاوية ، فإنّك قد صرت راعياً ونحن رعيّة ، فانظر لرعيتك فإنّك مسؤول عنها غداً ،

٢٠٥

وأمّا ما ذكرت مِن ابنَي عمّي وتركك أنْ تحضرهم ، فوالله ما أصبت الحقّ ، ولا يجوز ذلك إلاّ بهما ، وإنّك لتعلم أنّهما معدن العلم والكرم ، فقل أو دع ، واستغفر الله لي ولكم.

وحفل هذا الخطاب بالدعوة إلى الحقّ ، والإخلاص للأُمّة ، فقد رشّح أهل البيت (عليهم السّلام) للخلافة وقيادة الأُمّة ، وحذّره مِنْ صرفها عنهم كما فعل غيره مِن الخلفاء ، فكان مِنْ جرّاء ذلك أنْ مُنِيَتِ الأُمّة بالأزمات والنّكسات ، وعانت أعنف المشاكل وأقسى الحوادث.

كلمةُ عبد الله بن الزبير :

وانطلق عبد الله بن الزبير للخطابة ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة لقريش خاصة ، نتناولها بمآثرها السنيّة وأفعالها المرضيّة ، مع شرف الآباء وكرم الأبناء ، فاتّقِ الله يا معاوية وأنصف نفسك ؛ فإنّ هذا عبد الله بن عباس ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وعلي خلّف حسناً وحُسيناً ، وأنت تعلم مَنْ هما وما هما؟ فاتّقِ الله يا معاوية ، وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك.

وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة ، وقد حفّزهم بذلك لمعارضة معاوية وإفساد مهمّته.

٢٠٦

كلمةُ عبد الله بن عمر :

واندفع عبد الله بن عمر ، فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيّه : أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة ليست بهرقليّة ، ولا قيصريّة ، ولا كسرويّة يتوارثها الأبناء عن الآباء ، ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي ، فوالله ما أدخلني مع الستّة مِنْ أصحاب الشورى إلاّ على أنّ الخلافة ليست شرطاً مشروطاً ، وإنّما هي في قريش خاصة لمَنْ كان لها أهلاً ؛ ممّن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ، ممّن كان أتقى وأرضى ، فإنْ كنت تريد الفتيان مِنْ قريش فلعمري أنّ يزيد مِنْ فتيانها ، واعلم أنّه لا يُغني عنك مِن الله شيئاً.

ولمْ تعبّر كلمات العبادلة عن شعورهم الفردي ، وإنّما عبّرت تعبيراً صادقاً عن رأي الأغلبية السّاحقة مِن المسلمين الذين كرهوا خلافة يزيد ، ولمْ يرضوا به.

كلمةُ معاوية :

وثقلَ على معاوية كلامهم ، ولمْ يجد ثغرة ينفذ منها للحصول على رضاهم ، فراح يشيد بابنه فقال : قد قلت وقلتم ، وإنّه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء ، فابني أحبّ إليّ مِن أبنائهم ، مع أنّ ابني إنْ قاولتموه وجد مقالاً ، وإنّما كان هذا الأمر لبني عبد مناف ؛ لأنّهم أهل رسول الله ، فلمّا مضى رسول الله ولّى الناس أبا بكر وعمر مِنْ غير معدن المُلْك والخلافة ، غير أنّهما سارا بسيرةٍ جميلةٍ ، ثمّ رجع المُلْك إلى بني عبد مناف ، فلا يزال فيهم إلى يوم القيامة ، وقد

٢٠٧

أخرجك الله يابن الزبير ، وأنت يابن عمر منه ، فأمّا ابنا عمّي هذان فليسا بخارجين مِن الرأي إنْ شاء الله(1) .

وانتهى اجتماع معاوية بالعبادلة ، وقد أخفق فيه إخفاقاً ذريعاً ؛ فقد استبان له أنّ القوم مصمّمون على رفض بيعة يزيد. وعلى إثر ذلك غادر يثرب ، ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا اجتماعه بسبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقد أهملت ذلك ، وأكبر الظن أنّه لمْ يجتمع بهما.

فزعُ المسلمين :

وذُعِرَ المسلمون حينما وافتهم الأنباء بتصميم معاوية على فرض ابنه خليفة عليهم ، وكان مِنْ أشدّ المسلمين خوفاً المدنيون والكوفيون ، فقد عرفوا واقع يزيد ، ووقفوا على اتجاهاته المعادية للإسلام.

يقول توماس آرنولد : كان تقرير معاوية للمبدأ الوراثي نقلة خطيرة في حياة المسلمين الذين ألِفوا البيعة والشورى ، والنُّظم الاُولى في الإسلام ، وهم بعدُ قريبون منها ؛ ولهذا أحسّوا ـ وخاصة في مكّة والمدينة ، حيث كانوا يتمسّكون بالأحاديث والسّنن النّبوية الاُولى ـ أنّ الاُمويِّين نقلوا الخلافة إلى حكم زمني متأثر بأسباب دنيوية ، مطبوع بالعظمة وحبّ الذات بدلاً مِنْ أنْ يحتفظوا بتقوى النّبي وبساطته(2) .

لقد كان إقدام معاوية على فرض ابنه يزيد حاكماً على المسلمين تحوّلاً خطيراً في حياة المسلمين الذين لمْ يألفوا مثل هذا النظام الثقيل الذي فُرِضَ عليهم بقوّة السّلاح.

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 180 ـ 183 ، جمهرة الخطب 2 / 233 ـ 236.

(2) الخلافة ـ لتوماس / 10.

٢٠٨

الجبهةُ المعارضة :

وأعلن الأحرار والمصلحون في العالم الإسلامي رفضهم القاطع لبيعة يزيد ، ولمْ يرضوا به حاكماً على المسلمين ، وفيما يلي بعضهم :

1 ـ الإمام الحسين (عليه السّلام) :

وفي طليعة المعارضين لبيعة يزيد الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، فقد كان يحتقر يزيد ويكره طباعه الذميمة ، ووصفه بأنّه صاحب شراب وقنص ، وأنّه قد لزم طاعة الشيطان وترك طاعة الرحمن ، وأظهر الفساد ، وعطّل الحدود ، واستأثر بالفيء ، وأحلّ حرام الله وحرّم حلاله(1) . وإذا كان بهذه الضِعة ، فكيف يبايعه ويقرّه حاكماً على المسلمين؟!

ولمّا دعاه الوليد إلى بيعة يزيد قال له الإمام (عليه السّلام) : «أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النّبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر ، وقاتل النّفس المحترمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله».

ورفض بيعة يزيد جميع أفراد الأُسرة النّبوية تبعاً لزعيمهم العظيم ، ولمْ يشذّوا عنه.

الحرمان الاقتصادي :

وقابل معاوية الأسرة النّبوية بحرمان اقتصادي ؛ عقوبةً لهم لامتناعهم عن بيعة يزيد ، فقد حبس عنهم العطاء سنةً كاملة(2) ، ولكنّ ذلك لمْ يثنهم عن عزمهم في شجب البيعة ورفضها.

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 252 ، الإمامة والسياسة 1 / 200.

٢٠٩

2 ـ عبد الرحمن بن أبي بكر :

ومِن الذين نقموا على بيعة يزيد عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقد وسمها بأنّها هرقلية ، كلّما مات هرقل قام مكانه هرقل آخر(1) . وأرسل إليه معاوية مئة ألف درهم ليشتري بها ضميره فأبى ، وقال : لا أبيع ديني(2) .

3 ـ عبد الله بن الزبير :

ورفض عبد الله بن الزبير بيعة يزيد ، ووصفه بقوله : يزيد الفجور ، ويزيد القرود ، ويزيد الكلاب ، ويزيد النشوات ، ويزيد الفلوات(3) . ولمّا أجبرته السّلطة المحلّية في يثرب على البيعة فرّ منها إلى مكّة.

4 ـ المنذر بن الزبير :

وكره المنذر بن الزبير بيعة يزيد وشجبها ، وأدلى بحديث له عن فجور يزيد أمام أهل المدينة ، فقال : إنّه قد أجازني بمئة ألف ، ولا يمنعني ما صنع بي أنْ أخبركم خبره. والله ، إنّه ليشرب الخمر. والله ، إنّه ليسكر حتّى يدع الصلاة(4) .

5 ـ عبد الرحمن بن سعيد :

وامتنع عبد الرحمن بن سعيد مِن البيعة ليزيد ، وقال في هجائه :

__________________

(1) الاستيعاب.

(2) الاستيعاب ، البداية والنهاية 8 / 89.

(3) أنساب الأشراف 4 / 30.

(4) الطبري 4 / 368.

٢١٠

لستَ منّا وليس خالُك منّا

يا مضيعَ الصلاةِ للشهواتِ(1)

6 ـ عابس بن سعيد :

ورفض عابس بن سعيد بيعة يزيد حينما دعاه إليها عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له : أنا أعرَفُ به منك ، وقد بعتَ دينك بدنياك(2) .

7 ـ عبد الله بن حنظلة :

وكان عبد الله بن حنظلة مِن أشدّ الناقمين على البيعة ليزيد ، وكان مِن الخارجين عليه في وقعة الحرّة ، وقد خاطب أهل المدينة ، فقال لهم : فو الله ، ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أنْ نُرمى بالحِجارة مِن السّماء.

حياة الإمام الحُسين

إنّ رجلاً ينكح الأُمّهات والبنات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لمْ يكن معي أحدٌ مِن الناس لأبليت لله فيه بلاءً حسناً(3) .

وكان يرتجز في تلك الواقعة :

بعداً لمَنْ رام الفساد وطغى

وجانب الحقّ وآيات الهدى

لا يبعد الرحمنُ إلاّ مَنْ عصى(4)

__________________

(1) الحُسين بن علي (عليه السّلام) 2 / 6.

(2) القضاة ـ للكندي / 310.

(3) طبقات ابن سعد.

(4) تاريخ الطبري 7 / 12.

٢١١

موقفُ الأُسرة الاُمويّة :

ونقمت الأُسرة الاُمويّة على معاوية في عقده البيعة ليزيد ، ولكن لمْ تكن نقمتهم عليه مشفوعة بدافع ديني أو اجتماعي ، وإنّما كانت مِنْ أجل مصالحهم الشخصية الخاصة ؛ لأنّ معاوية قلّد ابنه الخلافة وحرمهم منها ، وفيما يلي بعض الناقمين :

1 ـ سعيد بن عثمان :

وحينما عقد معاوية البيعة ليزيد أقبل سعيد بن عثمان إلى معاوية ، وقد رفع عقيرته قائلاً : علامَ جعلت ولدك يزيد وليّ عهدك؟! فوالله لأبي خير مِنْ أبيه ، وأُمّي خير مِنْ أُمّه ، وأنا خيرٌ مِنه ، وقد ولّيناك فما عزلناك ، وبنا نلت ما نلت!

فراوغ معاوية وقال له : أمّا قولك إنّ أباك خير مِنْ أبيه فقد صدقت ، لعمر الله إنّ عثمان لخير مِنّي ؛ وأمّا قولك إنّ أُمّك خير مِنْ أُمّه فحسب المرأة أنْ تكون في بيت قومِها ، وأنْ يرضاها بعلها ، ويُنجب ولدها ؛ وأمّا قولك إنّك خير مِنْ يزيد ، فوالله ما يسرّني أنّ لي بيزيد ملء الغوطة ذهباً مثلك ؛ وأمّا قولك إنّكم ولّيتموني فما عزلتموني ، فما ولّيتموني إنّما ولاّني مَنْ هو خير مِنكم عمر بن الخطاب فأقررتموني.

وما كنت بئس الوالي لكم ؛ لقد قمت بثأركم ، وقتلتُ قتلة أبيكم ، وجعلت الأمر فيكم ، وأغنيت فقيركم ، ورفعت الوضيع منكم ...

٢١٢

وكلّمه يزيد فأرضاه ، وجعله والياً على خراسان(1) .

2 ـ مروان بن الحكم :

وشجب مروان بن الحكم البيعة ليزيد وتقديمه عليه ، فقد كان شيخ الاُمويِّين وزعيمهم ، فقال له : أقم يابن أبي سفيان ، واهدأ مِنْ تأميرك الصبيان ، واعلم أنّ لك في قومك نُظراء ، وأنّ لهم على مناوئتك وزراً.

فخادعه معاوية ، وقال له : أنت نظير أمير المؤمنين بعده ، وفي كلّ شدّة عضده ، فقد ولّيتك قومك ، وأعظمنا في الخراج سهمك ، وإنّا مجيرو وفدك ، ومحسنو وفدك(2) .

وقال مروان لمعاوية : جئتم بها هرقلية ، تُبايعون لأبنائكم!(3) .

3 ـ زياد بن أبيه :

وكره زياد بن أبيه بيعة معاوية لولده ؛ وذلك لما عرف به مِن الاستهتار والخلاعة والمجون.

ويقول المؤرّخون : إنّ معاوية كتب إليه يدعوه إلى أخذ البيعة بولايته العهد ليزيد ، وإنّه ليس أولى مِن المغيرة بن شعبة. فلمّا قرأ كتابه دعا برجل مِنْ أصحابه كان يأتمنه حيث لا يأتمن أحداً غيره ، فقال له : إنّي اُريد أنْ ائتمنك على ما لم ائتمن على بطون الصحائف ؛ ائت معاوية وقل له : يا أمير المؤمنين ، إنّ كتابك ورد عليّ بكذا ، فماذا يقول

__________________

(1) وفيات الأعيان 5 / 389 ـ 390.

(2) الإمامة والسّياسة 1 / 128.

(3) الإسلام والحضارة العربية 2 / 395.

٢١٣

الناس إنْ دعوناهم إلى بيعة يزيد ، وهو يلعب بالكلاب والقرود ، ويلبس المصبغ ، ويدمن الشراب ، ويمسي على الدفوف ، ويحضرهم ـ أي الناس ـ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر؟! ولكن تأمره أنْ يتخلّق بأخلاق هؤلاء حولاً أو حولين ، فعسانا أنْ نموه على الناس. وسار الرسول إلى معاوية فأدّى إليه رسالة زياد ، فاستشاط غضباً ، وراح يتهدّده ويقول :

ويلي على ابن عُبيد! لقد بلغني أنّ الحادي حدا له أنّ الأمير بعدي زياد. والله ، لأردّنه إلى أُمّه سُميّة وإلى أبيه عُبيد(1) .

هؤلاء بعض الناقدين لمعاوية مِن الأُسرة الاُمويّة وغيرهم في توليته لخليعه يزيد خليفة على المسلمين.

إيقاعُ الخلاف بين الاُمويِّين :

واتّبع معاوية سياسة التفريق بين الاُمويِّين حتّى يصفو الأمر لولده يزيد ؛ فقد عزل عامله على يثرب سعيد بن العاص واستعمل مكانه مروان بن الحكم ، ثمّ عزل مروان واستعمل سعيداً مكانه ، وأمره بهدم داره ومصادرة أمواله ، فأبى سعيد مِنْ تنفيذ ما أمره به معاوية فعزله وولّى مكانه مروان ، وأمره بمصادرة أموال سعيد وهدم داره ، فلمّا همّ مروان بتنفيذ ما عهد إليه أقبل إليه سعيد وأطلعه على كتاب معاوية في شأنه ، فامتنع مروان مِن القيام بما أمره معاوية.

وكتب سعيد إلى معاوية رسالة يندّد فيها بعمله ، وقد جاء فيها : العجب ممّا صنع أمير المؤمنين بنا في قرابتنا له ، أنْ يضغن بعضنا

__________________

(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 196.

٢١٤

على بعض! فأمير المؤمنين في حلمه وصبره على ما يكره مِن الأخبثين ، وعفوه وإدخاله القطيعة بنا والشحناء ، وتوارث الأولاد ذلك!(1) .

وعلّق عمر أبو النّصر على سياسة التفريق التي تبعها معاوية مع أُسرته بقوله : إنّ سبب هذه السّياسة هو رغبة معاوية في إيقاع الخلاف بين أقاربه الذين يخشى نفوذهم على يزيد مِنْ بعده ، فكان يضرب بعضهم ببعضٍ حتّى يظلّوا بحاجة إلى عطفه وعنايته(2) .

تجميدُ البيعة :

وجمّد معاوية رسمياً البيعة ليزيد إلى أجل آخر حتّى يتمّ له إزالة الحواجز والسدود التي تعترض طريقه. ويقول المؤرّخون : إنّه بعد ما التقى بعبادلة قريش في يثرب ، واطّلع على آرائهم المعادية لما ذهب إليه ، أوقف كلّ نشاط سياسي في ذلك ، وأرجأ العمل إلى وقت آخر(3) .

اغتيالُ الشخصيات الإسلاميّة :

ورأى معاوية أنّه لا يمكن بأي حالٍ تحقيق ما يصبوا إليه مِنْ تقليد ولده الخلافة مع وجود الشخصيات الرفيعة التي تتمتّع باحترام بالغ في نفوس المسلمين ، فعزم على القيام باغتيالهم ؛ ليصفو له الجو ، فلا يبقى أمامه أي مزاحم ،

__________________

(1) تاريخ الطبري 4 / 18.

(2) السياسة عند العرب ـ عمر أبو النّصر / 98.

(3) الإمامة والسياسة 1 / 182.

٢١٥

وقد قام باغتيال الذوات التالية :

1 ـ سعد بن أبي وقاص :

ولسعد المكانة العليا في نفوس الكثيرين مِن المسلمين ، فهو أحد أعضاء الشورى ، وفاتح العراق ، وقد ثقل مركزه على معاوية فدسّ إليه سُمّاً فمات منه(1) .

2 ـ عبد الرحمن بن خالد :

وأخلص أهل الشام لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وأحبّوه كثيراً ، وقد شاورهم معاوية فيمَنْ يعقد له البيعة بعد وفاته ، فقالوا له : رضينا بعبد الرحمن بن خالد ، فشقّ ذلك عليه ، وأسرّها في نفسه.

ومرض عبد الرحمن ، فأمر معاوية طبيباً يهودياً كان مكيناً عنده أنْ يأتيه للعلاج فيسقيه سقية تقتله ، فسقاه الطبيب فمات على أثر ذلك(2) .

3 ـ عبد الرحمن بن أبي بكر :

وكان عبد الرحمن بن أبي بكر مِنْ أقوى العناصر المعادية لبيعة معاوية لولده ، وقد أنكر عليه ذلك ، وبعث إليه معاوية بمئة ألف درهم فردّها عليه ، وقال : لا أبيع ديني بدنياي. ولمْ يلبث أنْ مات فجأة بمكة(3) .

وتعزو المصادر سبب وفاته إلى أنّ معاوية دسّ إليه سُمّاً فقتله.

__________________

(1) مقاتل الطالبيِّين / 29.

(2) الاستيعاب.

(3) المصدر نفسه.

٢١٦

4 ـ الإمام الحسن (عليه السّلام) :

وقام معاوية باقتراف أعظم جريمة وإثم في الإسلام ، فقد عمد إلى اغتيال سبط النّبي (صلّى الله عليه وآله) وريحانته الإمام الحسن (عليه السّلام) ، الذي عاهده بأنْ يكون الخليفة مِنْ بعده.

ولم يتحرّج الطاغية مِنْ هذه الجريمة في سبيل إنشاء دولة اُمويّة تنتقل بالوارثة إلى أبنائه وأعقابه ، وقد وصفه (الميجر اُوزبورن) بأنّه مخادع ، وذو قلب خال مِنْ كلّ شفقة ، وأنّه كان لا يتهيّب مِنْ الإقدام على أيّة جريمة مِنْ أجل أنْ يضمن مركزه ؛ فالقتل إحدى وسائله لإزالة خصومه ، وهو الذي دبّر تسميم حفيد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، كما تخلّص مِنْ مالك الأشتر قائد علي بنفس الطريقة(1) .

وقد استعرض الطاغية السفّاكين ليعهد إليهم القيام باغتيال ريحانة النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فلمْ يرَ أحداً خليقاً بارتكاب الجريمة سوى جُعيدة بنت الأشعث ؛ فإنّها مِنْ بيت قد جُبِلَ على المكر ، وطُبِعَ على الغدر والخيانة ، فأرسل إلى مروان بن الحكم سُمّاً فاتكاً كان قد جلبه مِنْ مَلكِ الروم ، وأمره بأنْ يُغري جُعيدة بالأموال وزواج ولده يزيد إذا استجابت له ، وفاوضها مروان سرّاً ففرحت ، فأخذت مِنه السُّمّ ودسّته للإمام (عليه السّلام) ، وكان صائماً في وقت ملتهب مِن شدّة الحرّ ، ولمّا وصل إلى جوفه تقطّعت أمعاؤه ، والتفت إلى الخبيثة فقال لها : «قتلتيني قتلك الله. والله لا تصيبنَّ مِنّي خَلفاً ، لقد غرّك ـ يعني معاوية ـ وسخر مِنك ، يخزيك الله ويخزيه».

وأخذ حفيد الرسول (صلّى الله عليه وآله) يعاني الآلام الموجعة مِنْ شدّة السُّمّ ،

__________________

(1) روح الإسلام / 295.

٢١٧

وقد ذبلت نضارته ، واصفرّ لونه حتّى وافاه الأجل المحتوم. وقد ذكرنا تفصيل وفاته مع ما رافقها مِن الأحداث في كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام».

إعلانُ البيعة رسميّاً :

وصفا الجو لمعاوية بعد اغتياله لسبط الرسول (صلّى الله عليه وآله) وريحانته ، فقد قضى على مَنْ كان يحذر منه ، وقد استتبت له الاُمور ، وخلت السّاحة مِنْ أقوى المعارضين له ، وكتب إلى جميع عمّاله أنْ يبادروا دونما أي تأخير إلى أخذ البيعة ليزيد ، ويُرغموا المسلمين على قبولها. وأسرع الولاة في أخذ البيعة مِن الناس ، ومَنْ تخلّف عنها نال أقصى العقوبات الصارمة.

مع المعارضين في يثرب :

وامتنعت يثرب مِنْ البيعة ليزيد ، وأعلن زعماؤهم وعلى رأسهم الإمام الحُسين (عليه السّلام) رفضهم القاطع للبيعة ، ورفعت السّلطة المحلّية ذلك إلى معاوية ، فرأى أنْ يسافر إلى يثرب ليتولّى بنفسه إقناع المعارضين ، فإنْ أبوا أجبرهم على ذلك. واتّجه معاوية إلى يثرب في موكب رسميّ تحوطه قوّة هائلة مِن الجيش ، ولمّا انتهى إليها استقبله أعضاء المعارضة فجفاهم وهدّدهم.

وفي اليوم الثاني أرسل إلى الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وإلى عبد الله بن عباس ، فلمّا مَثُلا عنده قابلهما بالتكريم والحفاوة ، وأخذ يسأل الحُسين (عليه السّلام) عن أبناء أخيه والإمامُ (عليه السّلام) يُجيبه ، ثمّ خطب معاوية فأشاد بالنّبي (صلّى الله عليه وآله) وأثنى عليه ، وعرض إلى بيعة يزيد ، ومنح ابنه الألقاب الفخمة ، والنعوت الكريمة ، ودعاهما إلى بيعته.

٢١٨

خطابُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

وانبرى أبيّ الضيم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد يا معاوية ، فلن يؤدّي المادح وإنْ أطنب في صفة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مِنْ جميع جزءاً ، وقد فهمتُ ما لبست به الخلف بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مِنْ إيجاز الصفة ، والتنكّب عن استبلاغ النّعت ، وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبح فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السُّرج ، ولقد فضلّتَ حتّى أفرطت ، واستأثرتَ حتّى أجحفت ، ومنعتَ حتّى بخلت ، وجُرْتَ حتّى جاوزت ، ما بذلت لذي حقٍّ مِنْ اسمٍ حقّه مِنْ نصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ، ونصيبه الأكمل.

وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد مِن اكتماله ، وسياسته لأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ تريد أنْ توهم الناس في يزيد ، كأنّك تصف محجوباً ، أو تنعت غائباً ، أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاص ، وقد دلّ يزيد مِنْ نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به مِن استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحَمام السبق لأترابهنَّ ، والقيان ذوات المعازف ، وضروب الملاهي تجده ناصراً ، ودع عنك ما تحاول ؛ فما أغناك أنْ تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه ، فوالله ما برحتَ تقدح باطلاً في جور ، وحنقاً في ظلم حتّى ملأت الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ، فتُقدم على عمل محفوظ ، في يوم مشهود ، ولات حين مناص.

ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا تُراثاً ، ولعمر الله أورثنا الرسول (صلّى الله عليه وآله) ولادة ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائمَ عند موت الرسول ، فأذعن للحجّة بذلك ، وردّه الإيمان إلى النّصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم : كان

٢١٩

ويكون ، حتّى أتاك الأمر يا معاوية مِنْ طريق كان قصدها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا اُولي الأبصار.

وذكرتَ قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وتأميره له ، وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار ـ لعمر الله ـ يومئذ مبعثهم حتّى أنِفَ القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدّوا عليه أفعاله ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : لا جرم يا معشر المهاجرين ، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري. فكيف تحتجّ بالمنسوخ مِنْ فعل الرسول في أوكد الأحكام وأولاها بالمجتمع عليه مِن الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعاً وحولك مَنْ لا يُؤمن في صحبته ، ولا يعتمد في دينه وقرابته ، وتتخطّاهم إلى مسرف مفتون ، تريد أنْ تُلبس الناس شبهةً يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك؟! إنّ هذا لهو الخسران المبين! واستغفر الله لي ولكم».

وفنّد الإمام (عليه السّلام) في خطابه جميع شبهات معاوية ، وسدّ عليه جميع الطرق والنوافذ ، وحمّله المسؤولية الكبرى فيما أقدم عليه مِنْ إرغام المسلمين على البيعة لولده. كما عرض للخلافة وما منيت به مِن الانحراف عمّا أرادها الله مِنْ أنْ تكون في العترة الطاهرة (عليهم السّلام) ، إلاّ أنّ القوم زووها عنهم ، وحرفوها عن معدنها الأصيل.

وذُهل معاوية مِنْ خطاب الإمام (عليه السّلام) ، وضاقت عليه جميع السّبل ، فقال لابن عباس : ما هذا يابن عباس؟!

ـ لعمر الله إنّها لذرّيّة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وأحد أصحاب الكساء ، ومِن البيت المطهّر ، فاله عمّا تريد ؛ فإنّ لك في الناس مقنعاً حتّى يحكم الله

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

وفيد : علي بن الحسين هو المسعودي(١) . وفي الحاوي : المسعودي اسمه علي بن الحسين(٢) . وكذا فيمل (٣) ؛ وقد ذكرنا في الأسماء ما يتعلّق به ، وظنّ ولد الأُستاذ العلاّمة كونه من العامّة.

٤٤١٩ ـ المسلّي :

لنا محمّد بن عبد الله المسلّي(٤) ، وربيع بن محمّد المسلّي(٥) ، وعمرو بن عبد الحكم المسلّي(٦) ، وغيرهم ، والاعتماد فيه على القرائن.

وفيتعق : مثل إسماعيل بن علي(٧) ، وبحر الكوفي(٨) ، وخبّاب الكوفي(٩) ، وخلاّد بن عامر(١٠) (١١) .

قلت : ومع فقد القرائن فالمطلق ينصرف إلى المعروف المشهور وهو محمّد المذكور ، ولذا لم يذكر في الحاوي غيره(١٢) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٣٧ / ١٠٣٨.

(٢) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(٣) أمل الآمل : ٢ / ٣٦٧ الفائدة الخامسة.

(٤) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٩ ورجال النجاشي : ٣٤٣ / ٩٢٣ والخلاصة : ١٥٥ / ٩٦ ورجال ابن داود : ١٧٦ / ١٤٣٤ ، وفي نسختنا من رجال الشيخ : ٤٩٩ / ٥٣ بدل المسلّي : المكّي.

(٥) رجال الشيخ : ١٩٢ / ٥ والفهرست : ٧٠ / ٢٩٠ ورجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٣.

(٦) رجال الشيخ : ٢٤٧ / ٣٩٦.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١١٢.

(٨) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٦٦.

(٩) رجال الشيخ : ١٨٨ / ٥٩ ، وفيه : المسلمي ، المسلي ( خ ل ).

(١٠) رجال الشيخ : ١٨٧ / ٣٩ ، وفيه : المسلمي ، المسلّي ( خ ل ).

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١٢) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

٤٤١

٤٤٢٠ ـ المسمعي :

عبد الله بن عبد الرحمن الأصم(١) ، ويحتمل أن يطلق على محمّد بن عبد الله المسمعي(٢) ، ومسمع بن عبد الملك(٣) أيضاً ، نقد(٤) . وكذا في الوجيزة(٥) .

قلت : وسيجي‌ء في تصحيح طريق الصدوق إلى المعلّى وهو فيه على الظاهر من كونه كردين(٦) .

وأمّا محمّد فقد روى في التهذيب : عن محمّد بن أحمد بن يحيى عنه ، عن إسماعيل بن مهران(٧) ؛ وفي سند آخر : عنه عن إسماعيل بن يسار(٨) ، وفي عدم استثناء روايته(٩) وإكثار سعد من الرواية عنه(١٠) إشعار بحسن حاله ، ولعلّه من أولاد مسمع وأقاربه ،تعق (١١) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢١٧ / ٥٦٦ والخلاصة : ١٣٨ / ٢٢ ورجال ابن داود : ٢٥٤ / ٢٨١.

(٢) رجال الكشّي : ١٣٧ / ٢٢٠ و ٢٣٨ / ٤٣٢ و ٤٨٢ / ٩٠٨.

(٣) رجال النجاشي : ٤٢٠ / ١١٢٤ والخلاصة : ١٧١ / ١٣ ورجال ابن داود : ١٨٩ / ١٥٦٤ ، وفي الجميع بدل المسمعي : سيّد المسامعة.

(٤) نقد الرجال : ٤١١.

(٥) الوجيزة : ٣٦٥ / ٢٣٤١.

(٦) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٦٧ ، الخلاصة : ٢٧٩ ، منهج المقال : ٤١٥.

(٧) التهذيب ١ : ٣١٣ / ٩١٠.

(٨) التهذيب ١ : ٣١٣ / ٩١١.

(٩) إلاّ أنّ الصدوق في العيون ٢ : ٢١ / ٤٥ قال في ذيل رواية سندها محمّد بن عبد الله المسمعي : كان شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه سي‌ء الرأي في محمّد بن عبد الله المسمعي راوي هذا الحديث ، وإنّما أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأنّه كان في كتاب الرحمة وقد قرأته عليه فلم ينكره ورواه لي.

(١٠) كما في رجال الكشّي : ١٣٧ / ٢٢٠ و ٢٣٨ / ٤٣٢ و ٤٨٢ / ٩٠٨.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

٤٤٢

قلت : لم يذكر في الحاوي سوى عبد الله(١) ، ولعلّه لانصراف الإطلاق إلى المعروف المشهور.

٤٤٢١ ـ المشرقي :

حمزة بن المرتفع ، كذا أورده في الكافي(٢) ، ومضى عنكش هشام بن إبراهيم(٣) .

وفيتعق : مرّ الكلام فيه في هشام(٤) .

قلت : هو المعروف به ، ولذا لم يذكر في الحاوي والمجمع سواه(٥) .

٤٤٢٢ ـ المغيريّة :

أتباع المغيرة بن سعيد لعنه الله ، قالوا : إنّ الله جسم على صورة رجل من نور ، على رأسه تاج من نور ، وقلبه منبع الحكمة(٦) ؛ وربما يظهر من التراجم كونهم من الغلاة(٧) ، وبعضهم نسبوهم إليهم(٨) ،تعق (٩) .

٤٤٢٣ ـ المفجّع :

محمّد بن أحمد بن عبد الله(١٠) ، مجمع(١١) .

__________________

(١) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(٢) الكافي ١ : ٨٦ / ٥.

(٣) رجال الكشّي : ٤٩٨ / ذيل الحديث ٩٥٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

(٦) راجع الملل والنحل : ١ / ١٥٧ والفَرق بين الفِرق : ٢٣٨ / ١٢٤.

(٧) رجال الكشّي : ٣٠٢ / ٥٤٢ ترجمة مقلاص بن أبي الخطّاب.

(٨) كما في الملل والنحل : ١ / ١٥٧ والفَرق بين الفِرق : ٢٣٨ / ١٢٤.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

(١٠) رجال الشيخ : ٥١٣ / ١١٧ والفهرست : ١٥٠ / ٦٤٩ ورجال النجاشي : ٣٧٤ / ١٠٢١ والخلاصة : ١٦٠ / ١٤٦ ورجال ابن داود : ١٦٢ / ١٢٩٥.

(١١) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

٤٤٣

٤٤٢٤ ـ المفوّضة :

هم القائلون بأنّ الله خلق محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وفوّض إليه أمر العالم ، فهو الخلاّق للدنيا وما فيها ، وقيل : فوّض ذلك إلى عليعليه‌السلام (١) ، وربما يقولون بالتفويض إلى سائر الأئمّةعليهم‌السلام كما يظهر من بعض التراجم(٢) ،تعق (٣) .

أقول : مضى عنه سلّمه الله في المقدّمة الرابعة معان أُخر للتفويض ، بعضها صحيح(٤) . وفي الكافي عقد له باباً وذكر إخباراً في مدحه(٥) ، فلاحظ.

٤٤٢٥ ـ المفيد :

محمّد بن محمّد بن النعمان(٦) ، مجمع(٧) .

٤٤٢٦ ـ المكاري :

هاشم بن حيّان(٨) ، مجمع(٩) .

٤٤٢٧ ـ المليكي الجذعاني :

محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أبو عزارة(١٠) ، غير مذكور في الكتابين.

__________________

(١) راجع الفَرق بين الفِرق : ٢٥١ / ١٢٩ ضمن فرقة الغرابيّة.

(٢) رجال الكشّي : ٥٨٢ / ١٠٩١ ترجمة محمّد بن سنان.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

(٤) منتهى المقال : ١ / ٧٨ المقدّمة الخامسة.

(٥) الكافي ١ : ٢١٠ / ١ ١٠.

(٦) الخلاصة : ١٤٧ / ٤٥ ورجال ابن داود : ١٨٣ / ١٤٩٥.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

(٨) رجال الشيخ : ٣٣٠ / ٢١ ورجال ابن داود : ٢٠٠ / ١٦٧٥.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٩٣ / ٢١٤ ، وفيه : أبو غرارة.

٤٤٤

٤٤٢٨ ـ مملة :

ويقال مسلمة بن قولويه(١) ،تعق (٢) .

٤٤٢٩ ـ مندل بن علي :

عمرو بن علي(٣) ، مجمع(٤) .

٤٤٣٠ ـ المنشد :

سليمان بن سفيان(٥) ، مجمع(٦) .

٤٤٣١ ـ المنصوري :

غير مذكور في الكتابين ، وهو محمّد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي العبّاسي(٧) .

٤٤٣٢ ـ المنقري :

سليمان بن داود(٨) .

__________________

(١) وهو لقب محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، وورد بلفظ مملة في ترجمة ابنه علي كما في رجال النجاشي : ٢٦٢ / ٦٨٥ ، وبلفظ مسلمة في ترجمة ابنه جعفر في رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٩ ورجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣١ ورجال ابن داود : ١٩٢ / ١٦٠٠.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٥) رجال الكشّي : ٣١٩ / ٥٧٧ ورجال النجاشي : ١٨٣ / ٤٨٥ والخلاصة : ٧٨ / ٤ ورجال ابن داود : ١٠٦ / ٧٢٥.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٧) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٥٩ ورجال ابن داود : ١٦٣ / ١٢٩٧ وأمالي الشيخ الطوسي : ١٥ / ٢٥٧ و ٢٧٤ / ٥٢٣.

(٨) رجال النجاشي : ١٨٤ / ٤٨٨ والخلاصة : ٢٢٥ / ٣ ورجال ابن داود : ٢٤٨ / ٢٢٢.

٤٤٥

وفيتعق : يجي‌ء لعلي بن إسماعيل كثيراً(١) (٢) .

قلت : هو غير معروف ، ولذا لم يذكره في الحاوي والمجمع(٣) .

٤٤٣٣ ـ المنمِّس :

علي بن حسّان(٤) ،تعق (٥) .

٤٤٣٤ ـ المهري :

عبد الله بن خدّاش(٦) ، مجمع(٧) .

٤٤٣٥ ـ الميثمي :

اسمه أحمد بن الحسن(٨) بن إسماعيل بن ميثم ، واقفي ، ثقة(٩) .

قلت : ومحمّد بن الحسن بن زياد(١٠) ، وعلي بن إسماعيل بن شعيب(١١) .

__________________

(١) لم نعثر عليه.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٤) رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٦ والخلاصة : ٩٦ / ٣٠ ورجال ابن داود : ١٣٦ / ١٠٢٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٦) رجال الكشّي : ٤٤٧ / ٨٤٠ ورجال الشيخ : ٣٥٥ / ٢٢ ورجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٤ والخلاصة : ١٠٩ / ٣٣ ورجال ابن داود : ٢٥٣ / ٢٧١.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٨) ابن الحسن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٩) رجال الكشّي : ٤٦٨ / ٨٩٠ والفهرست : ٧٤ / ١٧٩ ورجال النجاشي : ٧٤ / ١٧٩ والخلاصة : ٢٠١ / ٤.

(١٠) رجال النجاشي : ٣٦٣ / ٩٧٩ والخلاصة : ١٥٩ / ١٢٩ ورجال ابن داود : ١٦٩ / ١٣٤٩.

(١١) رجال الكشّي : ٢١٣ / ٣٨١ و ٥٥٥ / ١٠٤٨ ورجال الشيخ : ٣٧٣ / ٥٢ والخلاصة : ٩٣ / ٩ ورجال ابن داود : ١٣٥ / ١٠٢٢.

٤٤٦

٤٤٣٦ ـ الميموني :

علي بن عبد الله بن عمران(١) ،تعق (٢) .

٤٤٣٧ ـ الناب :

حمّار بن عثمان(٣) ،تعق (٤) .

٤٤٣٨ ـ الناشئ الشاعر :

علي بن وصيف(٥) ، مجمع(٦) .

٤٤٣٩ ـ الناووسيّة :

هم القائلون بالإمامة إلى الصادقعليه‌السلام والواقفون عليهعليه‌السلام ، وقالوا : إنّه حيّ لن يموت حتّى يظهر ويظهر أمره ، وهو القائم المهديعليه‌السلام (٧) .

وفي الملل والنحل : زعموا أنّ عليّاًعليه‌السلام مات وستنشق الأرض عنه قبل يوم القيامة ، فيملأ الأرض عدلاً ؛ قيل : نسبوا إلى رجل يقال له ناووس ، وقيل : إلى قرية تسمى بذلك(٨) ،تعق (٩) .

أقول : الّذي اختاره الشهرستاني نفسه في الكتاب المذكور : الناووسيّة أتباع رجل يقال له ناووس ، وقيل : نسبوا إلى قرية ناووسا ،

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٨ والخلاصة : ٢٣٥ / ٢٤ ورجال ابن داود : ٢٦١ / ٣٤٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٢ / ٦٩٤ ورجال الشيخ : ١٧٣ / ١٣٩ و ٣٤٦ / ٢ و ٣٧١ / ١ والفهرست : ٦٠ / ٢٤٠ والخلاصة : ٥٦ / ٣ ورجال ابن داود : ٨٤ / ٥٢١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) الفهرست : ٨٩ / ٣٨٣ ورجال النجاشي : ٢٧١ / ٧٠٩ والخلاصة : ٢٣٣ / ٩ ورجال ابن داود : ١٤٢ / ١٠٩٧ و ٢٦٣ / ٣٥٧.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٧) راجع الملل والنحل : ١ / ١٤٨ وفرق الشيعة : ٦٧.

(٨) الملل والنحل : ١ / ١٤٨.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

٤٤٧

قالت : إنّ الصادقعليه‌السلام حيّ بعد ولن يموت حتّى يظهر فيُظهر أمره ، وهو القائم المهديعليه‌السلام ؛ ونقل ما مرّ من زعمهم انشقاق الأرض عن عليعليه‌السلام عن أبي حامد الزوزني(١) ، ومرّ في عنبسة أيضاً ذكرهم(٢) (٣) .

٤٤٤٠ ـ النبهاني :

عبيد الله بن الفضل(٤) ، مجمع(٥) .

٤٤٤١ ـ النبيل الشيباني :

الضحّاك بن محمّد(٦) ، مجمع(٧) .

٤٤٤٢ ـ النجاشي :

أحمد بن علي(٨) ، واشتهر بأحمد بن العبّاس(٩) ،تعق (١٠) .

__________________

(١) الملل والنحل : ١ / ١٤٨.

(٢) عن رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٦ ، وفيه : وإنّما سمّيت الناووسيّة برئيس كان لهم يقال له فلان بن فلان الناووس.

(٣) في نسخة « م » بدل أقول. إلى آخره هكذا : أقول : ما نقله سلّمه الله عن الملل والنحل في معنى الناووسيّة غير معروف ، مع أنّ المنقول عن الكتاب المذكور : الناووسيّة منسوبون إلى رجل من أهل البصرة يقال له عبد الله بن ناووس ، ويجمعهم على أنّهم يقولون : إنّ جعفر بن محمّدعليه‌السلام سيرجع إلى الدنيا فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، انتهى. ونُقل في الكتاب المذكور على ما في حاشية المجمع ما مرّ من زعمهم انشقاق الأرض عن عليعليه‌السلام عن أبي حامد الزوزني ، ومرّ في عنبسة أيضاً ذكرهم. راجع فرق الشيعة : ٦٧ والفَرق بين الفِرق : ٦١ / ٥٧ ومجمع الرجال : ٤ / ٢٩٤ هامش رقم (١).

(٤) رجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٦ ورجال ابن داود : ١٢٦ / ٩٢٧.

(٥) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٦) رجال النجاشي : ٢٠٥ / ٥٤٧ والخلاصة : ٢٣١ / ١.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٨) رجال النجاشي : ١٠١ / ٢٥٣ والخلاصة : ٢٠ / ٥٣ ورجال ابن داود : ٤٠ / ٩٦.

(٩) رجال النجاشي : ١٠١ / ٢٥٣.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

٤٤٨

٤٤٤٣ ـ النجاشي الصيرفي :

أحمد بن العبّاس(١) ، مجمع(٢) .

٤٤٤٤ ـ النخّاس :

بشر بن طرخان(٣) ، مجمع(٤) .

٤٤٤٥ ـ النخعي :

اسمه أيّوب بن نوح(٥) ، ويجي‌ء لغيره ،صه (٦) .

وفيتعق : مثل محمّد بن عبد الحميد(٧) ، وإبراهيم بن أبي بكر(٨) ، وخضر بن عمرو(٩) (١٠) .

أقول : لا ينصرف المطلق إلاّ إلى أيّوب ، فأمّا خضر فمجهول ، وأمّا إبراهيم بن أبي بكر وهو ابن أبي سمّال ، فلم يظهر من ترجمته وصفه بذلك ، ولم يشر إليه سلّمه الله أيضاً. وقال في حاشية المجمع : إنّ في مواضع من التهذيب في كتاب الحجّ : موسى بن القاسم ، عن إبراهيم بن أبي سمّال ، عن معاوية بن عمّار(١١) ؛ وقال في بعضها : موسى بن القاسم ، عن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٤٦ / ٤٥.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٣) رجال الكشّي : ٣١١ / ٥٦٣ والخلاصة : ٢٥ / ٣ ورجال ابن داود : ٧ / ٢٥٢.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٨ / ٢٠ و ٣٩٨ / ١١ ورجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ والخلاصة : ١٢ / ١ ورجال ابن داود : ٥٤ / ٢٢٤.

(٦) الخلاصة : ٢٧١ / ٣١ الفائدة الأُولى.

(٧) التهذيب ٣ : ٥٢ / ١٨١.

(٨) سينبّه المصنّف على ما فيه قريباً.

(٩) رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠٢ ورجال ابن داود : ٨٨ / ٥٦٤.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١١) التهذيب ٥ : ٩٤ / ٣٠٩ ، وفيه : إبراهيم بن أبي سمّاك.

٤٤٩

إبراهيم النخعي ، عن معاوية بن عمّار(١) (٢) ، انتهى. ولا يخفى أنّ في مواضع من الكتاب المذكور في الموضع المذكور عن موسى بن القاسم ، عن النخعي(٣) ، وفي بعضها عن أبي الحسين النخعي(٤) ، وأبو الحسين كنية لأيّوب بن نوح(٥) . وصرّح الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله بأنّ النخعي إذا قيّد بأبي الحسين تعيّن أيّوب بن نوح(٦) ، وأمّا المواضع الّتي صرّح فيها بإبراهيم النخعي فلم يظهر كونها بعينها المواضع الّتي ذكر فيها إبراهيم بن أبي سمّال ، ومع التغاير لا داعي لحمل إبراهيم على ابن أبي سمّال مع عدم معروفيته بهذا الوصف ، فيبقى إبراهيم النخعي مجهولاً ، فتأمّل جدّاً.

٤٤٤٦ ـ النصيريّة :

من الغلاة ، أصحاب محمّد بن نصير الفهري لعنه الله ، كان يقول : الربّ هو علي بن محمّد العسكريعليه‌السلام ، وهو نبي من قبله ، وأباح المحارم ، وأحلّ نكاح الرجال(٧) ،تعق (٨) .

أقول : مضى لهم ذكر في محمّد بن نصير(٩) ، والمعروف في هذه الأزمان بالنصيري هو من يقول بربوبيّة عليعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٢٩٩ / ١٠١٣.

(٢) مجمع الرجال : ١ / ٣٢ باختلاف في التعبير.

(٣) التهذيب ٥ : ١١٠ / ٣٥٧ و ١١٧ / ٣٨٣.

(٤) التهذيب ٥ : ١٣٨ / ٤٥٧.

(٥) كما في رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ والخلاصة : ١٢ / ١.

(٦) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(٧) رجال الكشّي : ٥٢٠ / ١٠٠٠.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

(٩) الخلاصة : ٢٥٧ / ٦١ ومجمع الرجال : ٦ / ٦٢ نقلاً عن ابن الغضائري.

(١٠) راجع الملل والنحل : ١ / ١٦٨ وتوضيح المقال : ٤٧ ومقباس الهداية : ٢ / ٣٧٤.

٤٥٠

٤٤٤٧ ـ النقّاش :

محمّد بن بكران(١) ، مجمع(٢) .

٤٤٤٨ ـ النقّاض :

زكريّا بن عبد الله(٣) ، مجمع(٤) .

٤٤٤٩ ـ النميري :

محمّد بن نصير(٥) ، مجمع(٦) .

٤٤٥٠ ـ النوبختي :

الحسن بن موسى(٧) ، والنوبختيون كثيرون(٨) ،تعق (٩) .

٤٤٥١ ـ النوفلي :

الّذي يروي عن السكوني اسمه الحسين بن يزيد(١٠) ،صه (١١) .

أقول : فيتعق : احتمل إطلاقه(١٢) على جماعة غير معروفين سوى‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥٠٤ / ٧٣.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١.

(٣) رجال الشيخ : ١٢٣ / ١١ و ١٩٩ / ٦٦.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١.

(٥) رجال الكشّي : ٥٢٠ / ٩٩٩ و ١٠٠٠ ورجال ابن داود : ٢٧٦ / ٤٨٤.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٤ والفهرست : ٤٦ / ١٦٠ ورجال النجاشي : ٦٣ / ١٤٨ والخلاصة : ٣٩ / ٧ ورجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦٣.

(٨) منهم إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل ، وإبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل ، والشيخ الجليل أبو القاسم الحسين بن روح ، وغيرهم.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٥ والفهرست : ٥٩ / ٢٣٤ ورجال النجاشي : ٣٨ / ٧٧ والخلاصة : ٢١٦ / ٩ ورجال ابن داود : ٨٢ / ٥٠٠.

(١١) الخلاصة : ٢٧٠ / ١٥ ، وفيها : الّذي يروي عنه السكوني ، كما سينبّه عليه المصنّف.

(١٢) في نسخة « ش » : احتمل في تعق إطلاقه.

٤٥١

عبد الله بن الفضل بن عبد الله(١) ، والحسن بن محمّد بن سهل(٢) (٣) .

ولا ريب في انصراف الإطلاق إلى الحسين ، ولذا لم يذكر في الحاوي والوجيزة سواه(٤) . وما مرّ من قوله عن السكوني كذا نقله الميرزا ، وهو الّذي ينبغي ، لكن الّذي فيصه ونقله في الحاوي : عنه السكوني ، وهو سهو من قلم ناسخٍ.

٤٤٥٢ ـ النهاوندي :

علي بن زيدويه(٥) ، وعبد الجبّار(٦) ، والحسن بن محمّد(٧) ، وإبراهيم بن إسحاق الأحمري(٨) ، مجمع(٩) .

٤٤٥٣ ـ النهدي :

هو محمّد بن أحمد بن خاقان أبو جعفر القلانسي المعروف بحمدان(١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢٣ / ٥٨٥ والخلاصة : ١١١ / ٤٨.

(٢) رجال النجاشي : ٣٧ / ٧٥ والخلاصة : ٢١٣ / ٨ ورجال ابن داود : ٢٣٩ / ١٣٢ ، إلاّ أنّ في الخلاصة : الحسن بن سهل.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٤) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، وفيه : الّذي يروي عنه السكوني ، كما سينبّه عليه المصنّف ، الوجيزة : ٣٦٦ / ٢٣٤٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٨٦ / ٥٥ والفهرست : ٩٤ / ٣٩٦ ورجال النجاشي : ٢٧٩ / ٧٣٧. وفي نسخة « ش » : ريذويه.

(٦) رجال الكشّي : ٥٦٨ / ١٠٧٦ ورجال الشيخ : ٣٨٠ / ١١ و ٤٠٤ / ١٨ و ٤٨٨ / ٦٩ والفهرست : ١٢٢ / ٥٤٩ والخلاصة : ١٣٠ / ٩ ورجال ابن داود : ١٢٧ / ٩٣٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠٢ والخلاصة : ٤٢ / ٢٦ ورجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦١.

(٨) رجال الشيخ : ٤٥١ / ٧٥ والفهرست ٧ / ٩ ورجال النجاشي : ١٩ / ٢١ والخلاصة : ١٩٨ / ٤ ورجال ابن داود : ٢٢٦ / ٥.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١ ، وفيه : ريذويه.

(١٠) رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤ ورجال النجاشي : ٣٤١ / ٩١٤ والخلاصة : ١٥٢ / ٧٣ ورجال ابن داود : ١٦٢ / ١٢٩١.

٤٥٢

وفيتعق : يطلق في الأغلب على الهيثم بن أبي مسروق(١) ، ويطلق على أبيه عبد الله(٢) ، وعلي أبي زياد(٣) (٤) .

قلت : وداود بن محمّد ابن عمّ الهيثم(٥) .

٤٤٥٤ ـ النهمي :

إبراهيم بن سليمان(٦) ، غير مذكور في الكتابين.

٤٤٥٥ ـ النهيكي :

اسمه عبد الله(٧) ، ويقال عبيد الله بن أحمد بن نهيك(٨) .

٤٤٥٦ ـ الوادعي :

محمّد بن جعفر بن محمّد(٩) ، مجمع(١٠) .

٤٤٥٧ ـ الواقفة :

في الاختيار : محمّد بن الحسن البراثي(١١) قال : حدّثني أبو علي‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٦ و ٥١٦ / ٢ ورجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٥ والخلاصة : ١٧٩ / ٣ ورجال ابن داود : ٢٠١ / ١٦٨٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٥ والخلاصة : ١٧٩ / ٣ ورجال ابن داود : ٢٠١ / ١٦٨٢.

(٣) التهذيب ١ : ٤١٣ / ١٣٠١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ١ والفهرست : ٦٨ / ٢٧٩ ورجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٧ والخلاصة : ٦٩ / ١٣ ورجال ابن داود : ٩١ / ٥٩٧.

(٦) الفهرست : ٦ / ٨ ورجال النجاشي : ١٨ / ٢٠ والخلاصة : ٥ / ١١ ورجال ابن داود : ٣٢ / ٢٢.

(٧) الفهرست : ١٠٣ / ٤٤٦ ورجال ابن داود : ١١٦ / ٨٣٥ بعنوان عبد الله بن أحمد ، وورد في رجال النجاشي : ٢٢٩ / ٦٠٥ والخلاصة : ١١١ / ٥١ ورجال ابن داود : ١٢٣ / ٩٠٥ بعنوان عبد الله بن محمّد.

(٨) رجال الشيخ : ٤٨٠ / ١٩ ورجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٥.

(٩) رجال النجاشي : ٣٩٤ / ١٠٥٣ والخلاصة : ١٦٣ / ١٦٦.

(١٠) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٢.

(١١) في نسخة « م » : البرائي.

٤٥٣

الفارسي قال : حدّثني أبو القاسم الحسين بن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن عمّه قال : كان بدء الواقفة أنّه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها ، فحملوها إلى وكيلين لموسىعليه‌السلام بالكوفة ، أحدهما حيّان السرّاج وآخر كان معه ، وكان موسىعليه‌السلام في الحبس ، فاتخذوا بذلك دوراً وعقدوا العقود واشتروا الغلات ، فلمّا مات موسىعليه‌السلام وانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنّه لا يموت لأنّه القائم ، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس ، حتّى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسىعليه‌السلام ، واستبان للشيعة إنّما قالا ذلك حرصاً على المال(١) .

أقول : ثم نقل الميرزارحمه‌الله أحاديث كثيرة من الكشّي في ذمهم(٢) لا طائل في ذكرها. ومضى ذكرهم في المقدّمة الرابعة عنتعق (٣) .

٤٤٥٨ ـ الورّاق :

هو العبّاس بن موسى الورّاق(٤) ،مشكا (٥) .

٤٤٥٩ ـ الوشاء :

اسمه الحسن بن علي(٦) ،صه (٧) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٥٩ / ٨٧١.

(٢) راجع رجال الكشّي : ٤٥٥ / ٨٦٠ ٨٨٢.

(٣) منتهى المقال : ١ / ٨١ المقدّمة الخامسة.

(٤) رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤٢ والخلاصة : ١١٨ / ٦.

(٥) هداية المحدّثين : ٩٠.

(٦) رجال الشيخ : ٣٧١ / ٥ و ٤١٢ / ٢ والفهرست : ٥٤ / ٢٠٢ ورجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠ والخلاصة : ٤١ / ١٦.

(٧) الخلاصة : ٢٧٠ / ١٣ الفائدة الأُولى.

٤٥٤

وفيتعق : في النقد : يحتمل أن يطلق على جعفر بن بشير(١) ، وزياد بن الحسن(٢) ، وزياد بن الهيثم أيضاً(٣) (٤) .

قلت : الأخيران مجهولان لا ينصرف إليهما الإطلاق ، والمعروف به هو الأوّل ، ولذا لم يذكر في الحاوي ومشكا والوجيزة سواه(٥) .

٤٤٦٠ ـ الوصافي :

هو عبيد الله بن الوليد(٦) ، وأخوه عبد الله(٧) ، و(٨) أبوهما الوليد بن العلاء(٩) .

قلت : المعروف هو(١٠) الأوّل ، ولذا لم يذكر في الحاوي سواه(١١) ؛ وأمّا عبد الله فمجهول.

٤٤٦١ ـ الهرّاء النحوي :

معاذ بن مسلم(١٢) ، مجمع(١٣) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤ والخلاصة : ٣١ / ٧ ورجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٥٠ / ٤.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٠ / ٥.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨ ، نقد الرجال : ٤١٢.

(٥) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأول ، هداية المحدّثين : ٣٢٠ ، الوجيزة : ٣٦٦ / ٢٣٤٤.

(٦) رجال الشيخ : ٢٢٩ / ١٠٥ ورجال النجاشي : ٢٣١ / ٦١٣ والخلاصة : ١١٣ / ٣ ورجال ابن داود : ١٢٦ / ٩٢٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٢٨ / ١٣ و ٢٦٤ / ٦٨٤.

(٨) في نسخة « ش » : أو.

(٩) الفهرست : ١٧٣ / ٧٧٩ ورجال النجاشي : ٤٣٢ / ١١٦٣ ورجال ابن داود : ١٩٨ / ١٦٥٢.

(١٠) هو ، لم يرد في نسخة « م ».

(١١) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(١٢) رجال الكشّي : ٢٥٢ / ٤٧٠ ورجال الشيخ : ٣١٤ / ٥٤١ ورجال ابن داود : ١٩٠ / ١٥٧٤.

(١٣) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٢.

٤٥٥

٤٤٦٢ ـ هوذة :

نصر بن سعيد والد أحمد ، مرّ فيه(١) ،تعق (٢) .

٤٤٦٣ ـ اليعقوبي :

داود بن علي(٣) .

وفيتعق : ويطلق على علي ابنه(٤) ، وقد أشرنا في ترجمته إلى من يروي هو عنه(٥) ، وإبراهيم بن داودج ،دي (٦) ، وابنه محمّد يروي عنه موسى بن جعفر وهو عن أبيه(٧) ، والحسين بن داودج (٨) ، وجعفر بن داودج (٩) ، وموسى بن داودج ،دي (١٠) ، وثلج بن أبي ثلجضا (١١) ، فالاعتماد على القرائن.

هذا ونقل جدّي عن شيخنا البهائي : البعقوبي ، بالموحّدة ، نسبة إلى قرية من قرى بغداد وأنّه بالمثنّاة تصحيف(١٢) ، فتأمّل(١٣) .

__________________

(١) عن رجال الشيخ : ٤٤٢ / ٣١ ، وفيه : النضر ، نصر ( خ ل ).

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٥ ورجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٢ والخلاصة : ٦٩ / ١١ ورجال ابن داود : ٩٠ / ٥٩١.

(٤) علل الشرائع : ١٨ / ٢ باب ١٧ والكافي ٨ : ٣٤٩ / ٥٤٨.

(٥) وفيها : روى عنه النوفلي وهو عن عيسى بن عبد الله العلوي.

(٦) رجال الشيخ : ٣٩٧ / ٣ ، ٤١٠ / ١٢.

(٧) كما في رجال الكشّي : ٥٢٢ / ١٠٠٣ ترجمة فارس بن حاتم.

(٨) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ١٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٩٩ / ٣.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٠٧ / ٢٤ ، ٤٢٤ / ٢٨.

(١١) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ١.

(١٢) روضة المتّقين : ١٤ / ٥٠١.

(١٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

٤٥٦

باب ذكر نساء لهنّ

رواية أو صحبة‌

أمّا فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليها فهي معصومة ، وقولها حجّة ، فهي أرفع من أن تقاس بغيرها ، وتدخل في جملته(١) .

أقول : لا شكّ في ذلك ولا ريب ، وهي سيّدة نساء العالمين باعتراف المخالفين ، والأحاديث في ذلك متواترة وكتبهم منها مشحونة(٢) .

وربما كان يتوقف بعضهم في تفضيلها على عائشة ، وكأنّه لما قاله بعض أهل البحرين وقد سُئل : فاطمة أفضل أم عائشة؟ قال : بل عائشة لقول الله تعالى :( فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ ) (٣) . وفاطمة أُخذ منها فدك فسكتت وصبرت ، وعائشة جهزت العساكر وجمعت الجموع ، وحاربت عليّاً وجاهدته جهاداً قلت فيه من العسكرين ثمانية عشر ألف نفس! انتهى.

وحُكي أنّ شيخنا البهائيرحمه‌الله اجتمع ببعض علماء العامّة من أهل مصر ، وكان يظهر له التسنّن ، فقال له : ما تقول علماء الإماميّة الّذين قبلكم في حقّ الشيخين؟ قال : قد ذكروا لي حديثين فعجزت عن جوابهم ، قال : ما يقولون؟ قال : يقولون ذكر مسلم في صحيحه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال :

__________________

(١) كذا في النسخ ، وفي المنهج ، جملتهم.

(٢) راجع الاستيعاب : ٤ / ٣٧٥ وأُسد الغابة : ٥ / ٢٢٣ والإصابة : ٤ / ٣٧٨ وسير أعلام النبلاء : ٢ / ١١٨ وغيرها.

(٣) النساء : ٩٥.

٤٥٧

فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد كفر ؛ وروى بعد خمس ورقات أنّ فاطمة خرجت من الدّنيا وهي ساخطة غاضبة عليهما(١) ؛ قال : دعني حتى انظر في الكتاب ، فجاءه من الغد وهو يقول : ألم أقل لك أنهم يكذبون علينا ، قد نظرت إلى الحديثين وبينهما أكثر من خمس ورقات ، انتهى ، فتدبّر. ذكرها عنه في الأنوار النعمانية(٢) .

٤٤٦٤ ـ أُخت ميسر :

روىكش ما يدلّ على مدحها(٣) ،تعق (٤) .

أقول : اسمها حُبّي ، وستأتي.

٤٤٦٥ ـ أسماء بنت عميس :

ل(٥) ، ي(٦) . وفيتعق : عدّها خالي من الحسان ، لأن للصدوق طريق إليها(٧) (٨) .

__________________

(١) ذكر مسلم في صحيحه : ١٩٠٢ في باب فضائل فاطمة سلام الله عليها حديث ٩٣ : فإنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.

وفي حديث ٩٤ : إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها.

وقال في كتاب الجهاد ٣ : ١٣٨ / ٥٢ : فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، قال : فهجرته فلم تكلّمه حتّى ماتت.

وقد ورد هذا الحديث أيضاً في الإمامة والسياسة : ١ / ١٤ وأعلام النساء : ٤ / ١٢٣.

راجع مصادر هذا الحديث في الغدير : ٧ / ٢٢٨ وإحقاق الحقّ : ١٠ / ٢١٧.

(٢) الأنوار النعمانيّة : ١ / ٩٣.

(٣) رجال الكشّي : ٤١٧ / ٧٩١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤ / ٣٨.

(٦) لم يرد لها ذكر في نسخنا من رجال الشيخ.

(٧) الوجيزة : ٣٧٣ / ٥٧ ، الفقيه المشيخة : ٤ / ٢٨.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨. وهذه الترجمة لم ترد في نسخة « م ».

٤٥٨

٤٤٦٦ ـ امامة بنت بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

غير مذكورة في الكتابين ، أُمّها زينب بنتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبوها أبو العاص بن الربيع(١) ، تزوّجها أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد فاطمة صلوات الله عليها بوصية منها ( سلام الله عليها ) ، وأمرعليه‌السلام المغيرة بن نوفل بن الحارث أنْ يتزوّجها لما استشهد لأنّهعليه‌السلام خشي أنْ يتزوّجها معاوية ، فتزوّجها المغيرة(٢) .

٤٤٦٧ ـ أُمّ الأسود بنت أعين :

عارفة ، قاله علي بن أحمد العقيقي ، وهي الّتي أغمضت زرارة ،صه (٣) .

أقول : في القسم الأوّل ، وهذا من المواضع الّتي اعتمد العلاّمة على تعديل علي بن أحمد العقيقي وأدرج الراوي بمجرّد مدحه في المقبولين.

٤٤٦٨ ـ أُمّ أيمن :

مولاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، غير مذكورة في الكتابين ، وقد شهد لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنّة على ما روته الخاصّة والعامّة في حديث منع أبي بكر فاطمة ( سلام الله عليها ) فدكاً وشهادتها رضي الله عنها(٤) ، واسمها بركة كما مضى في ابنها أُسامة بن زيد(٥) .

٤٤٦٩ ـ أُمّ البرّاء :

وقيل هي(٦) حبابة الوالبيّة ، ين(٧) .

أقول : يأتي في حبابة ما فيها.

__________________

(١) راجع الكافي ٦ : ٣٦٩ / ١.

(٢) اسد الغابة ٦ : ٢٢ / ٦٧١٧ والإصابة ٤ : ٢٣٦ / ٧٠.

(٣) الخلاصة : ١٩١ / ٤١.

(٤) الاستغاثة : ١٣ ، الاحتجاج : ٩١ ، الإصابة ٤ : ٤٣٢ / ١١٤٥.

(٥) عن رجال الشيخ : ٣ / ١.

(٦) في نسخة « ش » بدل وقيل هي : وهي.

(٧) رجال الشيخ : ١٠٢ / ١.

٤٥٩

٤٤٧٠ ـ أُمّ خالد :

فيكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضّال قال : يوسف بن عمر وهو الّذي قتل زيداً وكان على العراق ، وقطع يد أُمّ خالد وهي امرأة صالحة على التشيّع ، وكانت مائلة إلى زيد بن عليعليه‌السلام (١) .

٤٤٧١ ـ أُمّ سلمة :

زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،ل (٢) .

وفيتعق : حالها في الجلالة والإخلاص لعليعليه‌السلام أشهر من أن يذكر(٣) . وورد في الأخبار أنّها أفضل أزواجهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد خديجة(٤) ، ومضى ذكرها في ابنها محمّد(٥) ، واسمها هند وأبوها أبو أُميّة(٦) .

٤٤٧٢ ـ أُمّ سلمة :

أُمّ محمّد بن مهاجر الثقة ، يروي ابن أبي عمير [ عنه(٧) ] عنها عن الصادقعليه‌السلام (٨) ،تعق (٩) .

٤٤٧٣ ـ أُمّ هاني بنت أبي طالب رضي الله عنها :

اسمها فاختة ،ل (١٠) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٤٢ / ٤٤٢.

(٢) رجال الشيخ : ٣٢ / ٢.

(٣) بصائر الدرجات : ١٨٢ / ١ و ١٨٣ / ٤ و ٢١١ / ٣.

(٤) الخصال : ٤١٩ / ١٣ باب التسعة.

(٥) عن رجال الشيخ : ٢٩ / ٣٥ والخلاصة : ١٣٨ / ٤.

(٦) الاستيعاب : ٤ / ٤٥٤ وأُسد الغابة ٦ : ٣٤٠ / ٤٦٤ والإصابة ٤ : ٤٥٨ / ١٣٠٩.

(٧) أثبتناه من التعليقة وبقيّة المصادر.

(٨) الكافي ٣ : ١٨١ / ٣ ، التهذيب ٣ : ١٨٩ / ٤٣١.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٣ / ١٣.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559