منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال14%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336708 / تحميل: 4472
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

وفيد : علي بن الحسين هو المسعودي(١) . وفي الحاوي : المسعودي اسمه علي بن الحسين(٢) . وكذا فيمل (٣) ؛ وقد ذكرنا في الأسماء ما يتعلّق به ، وظنّ ولد الأُستاذ العلاّمة كونه من العامّة.

٤٤١٩ ـ المسلّي :

لنا محمّد بن عبد الله المسلّي(٤) ، وربيع بن محمّد المسلّي(٥) ، وعمرو بن عبد الحكم المسلّي(٦) ، وغيرهم ، والاعتماد فيه على القرائن.

وفيتعق : مثل إسماعيل بن علي(٧) ، وبحر الكوفي(٨) ، وخبّاب الكوفي(٩) ، وخلاّد بن عامر(١٠) (١١) .

قلت : ومع فقد القرائن فالمطلق ينصرف إلى المعروف المشهور وهو محمّد المذكور ، ولذا لم يذكر في الحاوي غيره(١٢) .

__________________

(١) رجال ابن داود : ١٣٧ / ١٠٣٨.

(٢) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(٣) أمل الآمل : ٢ / ٣٦٧ الفائدة الخامسة.

(٤) الفهرست : ١٥٢ / ٦٦٩ ورجال النجاشي : ٣٤٣ / ٩٢٣ والخلاصة : ١٥٥ / ٩٦ ورجال ابن داود : ١٧٦ / ١٤٣٤ ، وفي نسختنا من رجال الشيخ : ٤٩٩ / ٥٣ بدل المسلّي : المكّي.

(٥) رجال الشيخ : ١٩٢ / ٥ والفهرست : ٧٠ / ٢٩٠ ورجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٣.

(٦) رجال الشيخ : ٢٤٧ / ٣٩٦.

(٧) رجال الشيخ : ١٤٨ / ١١٢.

(٨) رجال الشيخ : ١٥٨ / ٦٦.

(٩) رجال الشيخ : ١٨٨ / ٥٩ ، وفيه : المسلمي ، المسلي ( خ ل ).

(١٠) رجال الشيخ : ١٨٧ / ٣٩ ، وفيه : المسلمي ، المسلّي ( خ ل ).

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١٢) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

٤٤١

٤٤٢٠ ـ المسمعي :

عبد الله بن عبد الرحمن الأصم(١) ، ويحتمل أن يطلق على محمّد بن عبد الله المسمعي(٢) ، ومسمع بن عبد الملك(٣) أيضاً ، نقد(٤) . وكذا في الوجيزة(٥) .

قلت : وسيجي‌ء في تصحيح طريق الصدوق إلى المعلّى وهو فيه على الظاهر من كونه كردين(٦) .

وأمّا محمّد فقد روى في التهذيب : عن محمّد بن أحمد بن يحيى عنه ، عن إسماعيل بن مهران(٧) ؛ وفي سند آخر : عنه عن إسماعيل بن يسار(٨) ، وفي عدم استثناء روايته(٩) وإكثار سعد من الرواية عنه(١٠) إشعار بحسن حاله ، ولعلّه من أولاد مسمع وأقاربه ،تعق (١١) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢١٧ / ٥٦٦ والخلاصة : ١٣٨ / ٢٢ ورجال ابن داود : ٢٥٤ / ٢٨١.

(٢) رجال الكشّي : ١٣٧ / ٢٢٠ و ٢٣٨ / ٤٣٢ و ٤٨٢ / ٩٠٨.

(٣) رجال النجاشي : ٤٢٠ / ١١٢٤ والخلاصة : ١٧١ / ١٣ ورجال ابن داود : ١٨٩ / ١٥٦٤ ، وفي الجميع بدل المسمعي : سيّد المسامعة.

(٤) نقد الرجال : ٤١١.

(٥) الوجيزة : ٣٦٥ / ٢٣٤١.

(٦) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٦٧ ، الخلاصة : ٢٧٩ ، منهج المقال : ٤١٥.

(٧) التهذيب ١ : ٣١٣ / ٩١٠.

(٨) التهذيب ١ : ٣١٣ / ٩١١.

(٩) إلاّ أنّ الصدوق في العيون ٢ : ٢١ / ٤٥ قال في ذيل رواية سندها محمّد بن عبد الله المسمعي : كان شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه سي‌ء الرأي في محمّد بن عبد الله المسمعي راوي هذا الحديث ، وإنّما أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأنّه كان في كتاب الرحمة وقد قرأته عليه فلم ينكره ورواه لي.

(١٠) كما في رجال الكشّي : ١٣٧ / ٢٢٠ و ٢٣٨ / ٤٣٢ و ٤٨٢ / ٩٠٨.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

٤٤٢

قلت : لم يذكر في الحاوي سوى عبد الله(١) ، ولعلّه لانصراف الإطلاق إلى المعروف المشهور.

٤٤٢١ ـ المشرقي :

حمزة بن المرتفع ، كذا أورده في الكافي(٢) ، ومضى عنكش هشام بن إبراهيم(٣) .

وفيتعق : مرّ الكلام فيه في هشام(٤) .

قلت : هو المعروف به ، ولذا لم يذكر في الحاوي والمجمع سواه(٥) .

٤٤٢٢ ـ المغيريّة :

أتباع المغيرة بن سعيد لعنه الله ، قالوا : إنّ الله جسم على صورة رجل من نور ، على رأسه تاج من نور ، وقلبه منبع الحكمة(٦) ؛ وربما يظهر من التراجم كونهم من الغلاة(٧) ، وبعضهم نسبوهم إليهم(٨) ،تعق (٩) .

٤٤٢٣ ـ المفجّع :

محمّد بن أحمد بن عبد الله(١٠) ، مجمع(١١) .

__________________

(١) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(٢) الكافي ١ : ٨٦ / ٥.

(٣) رجال الكشّي : ٤٩٨ / ذيل الحديث ٩٥٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

(٦) راجع الملل والنحل : ١ / ١٥٧ والفَرق بين الفِرق : ٢٣٨ / ١٢٤.

(٧) رجال الكشّي : ٣٠٢ / ٥٤٢ ترجمة مقلاص بن أبي الخطّاب.

(٨) كما في الملل والنحل : ١ / ١٥٧ والفَرق بين الفِرق : ٢٣٨ / ١٢٤.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

(١٠) رجال الشيخ : ٥١٣ / ١١٧ والفهرست : ١٥٠ / ٦٤٩ ورجال النجاشي : ٣٧٤ / ١٠٢١ والخلاصة : ١٦٠ / ١٤٦ ورجال ابن داود : ١٦٢ / ١٢٩٥.

(١١) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

٤٤٣

٤٤٢٤ ـ المفوّضة :

هم القائلون بأنّ الله خلق محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وفوّض إليه أمر العالم ، فهو الخلاّق للدنيا وما فيها ، وقيل : فوّض ذلك إلى عليعليه‌السلام (١) ، وربما يقولون بالتفويض إلى سائر الأئمّةعليهم‌السلام كما يظهر من بعض التراجم(٢) ،تعق (٣) .

أقول : مضى عنه سلّمه الله في المقدّمة الرابعة معان أُخر للتفويض ، بعضها صحيح(٤) . وفي الكافي عقد له باباً وذكر إخباراً في مدحه(٥) ، فلاحظ.

٤٤٢٥ ـ المفيد :

محمّد بن محمّد بن النعمان(٦) ، مجمع(٧) .

٤٤٢٦ ـ المكاري :

هاشم بن حيّان(٨) ، مجمع(٩) .

٤٤٢٧ ـ المليكي الجذعاني :

محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر أبو عزارة(١٠) ، غير مذكور في الكتابين.

__________________

(١) راجع الفَرق بين الفِرق : ٢٥١ / ١٢٩ ضمن فرقة الغرابيّة.

(٢) رجال الكشّي : ٥٨٢ / ١٠٩١ ترجمة محمّد بن سنان.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

(٤) منتهى المقال : ١ / ٧٨ المقدّمة الخامسة.

(٥) الكافي ١ : ٢١٠ / ١ ١٠.

(٦) الخلاصة : ١٤٧ / ٤٥ ورجال ابن داود : ١٨٣ / ١٤٩٥.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

(٨) رجال الشيخ : ٣٣٠ / ٢١ ورجال ابن داود : ٢٠٠ / ١٦٧٥.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٢٩٣ / ٢١٤ ، وفيه : أبو غرارة.

٤٤٤

٤٤٢٨ ـ مملة :

ويقال مسلمة بن قولويه(١) ،تعق (٢) .

٤٤٢٩ ـ مندل بن علي :

عمرو بن علي(٣) ، مجمع(٤) .

٤٤٣٠ ـ المنشد :

سليمان بن سفيان(٥) ، مجمع(٦) .

٤٤٣١ ـ المنصوري :

غير مذكور في الكتابين ، وهو محمّد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي العبّاسي(٧) .

٤٤٣٢ ـ المنقري :

سليمان بن داود(٨) .

__________________

(١) وهو لقب محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه ، وورد بلفظ مملة في ترجمة ابنه علي كما في رجال النجاشي : ٢٦٢ / ٦٨٥ ، وبلفظ مسلمة في ترجمة ابنه جعفر في رجال النجاشي : ١٢٣ / ٣١٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) رجال الشيخ : ٢٤٦ / ٣٧٩ ورجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣١ ورجال ابن داود : ١٩٢ / ١٦٠٠.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٥) رجال الكشّي : ٣١٩ / ٥٧٧ ورجال النجاشي : ١٨٣ / ٤٨٥ والخلاصة : ٧٨ / ٤ ورجال ابن داود : ١٠٦ / ٧٢٥.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٧) رجال الشيخ : ٥٠٠ / ٥٩ ورجال ابن داود : ١٦٣ / ١٢٩٧ وأمالي الشيخ الطوسي : ١٥ / ٢٥٧ و ٢٧٤ / ٥٢٣.

(٨) رجال النجاشي : ١٨٤ / ٤٨٨ والخلاصة : ٢٢٥ / ٣ ورجال ابن داود : ٢٤٨ / ٢٢٢.

٤٤٥

وفيتعق : يجي‌ء لعلي بن إسماعيل كثيراً(١) (٢) .

قلت : هو غير معروف ، ولذا لم يذكره في الحاوي والمجمع(٣) .

٤٤٣٣ ـ المنمِّس :

علي بن حسّان(٤) ،تعق (٥) .

٤٤٣٤ ـ المهري :

عبد الله بن خدّاش(٦) ، مجمع(٧) .

٤٤٣٥ ـ الميثمي :

اسمه أحمد بن الحسن(٨) بن إسماعيل بن ميثم ، واقفي ، ثقة(٩) .

قلت : ومحمّد بن الحسن بن زياد(١٠) ، وعلي بن إسماعيل بن شعيب(١١) .

__________________

(١) لم نعثر عليه.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٤) رجال النجاشي : ٢٧٦ / ٧٢٦ والخلاصة : ٩٦ / ٣٠ ورجال ابن داود : ١٣٦ / ١٠٢٩.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٦) رجال الكشّي : ٤٤٧ / ٨٤٠ ورجال الشيخ : ٣٥٥ / ٢٢ ورجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٤ والخلاصة : ١٠٩ / ٣٣ ورجال ابن داود : ٢٥٣ / ٢٧١.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٤٩.

(٨) ابن الحسن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٩) رجال الكشّي : ٤٦٨ / ٨٩٠ والفهرست : ٧٤ / ١٧٩ ورجال النجاشي : ٧٤ / ١٧٩ والخلاصة : ٢٠١ / ٤.

(١٠) رجال النجاشي : ٣٦٣ / ٩٧٩ والخلاصة : ١٥٩ / ١٢٩ ورجال ابن داود : ١٦٩ / ١٣٤٩.

(١١) رجال الكشّي : ٢١٣ / ٣٨١ و ٥٥٥ / ١٠٤٨ ورجال الشيخ : ٣٧٣ / ٥٢ والخلاصة : ٩٣ / ٩ ورجال ابن داود : ١٣٥ / ١٠٢٢.

٤٤٦

٤٤٣٦ ـ الميموني :

علي بن عبد الله بن عمران(١) ،تعق (٢) .

٤٤٣٧ ـ الناب :

حمّار بن عثمان(٣) ،تعق (٤) .

٤٤٣٨ ـ الناشئ الشاعر :

علي بن وصيف(٥) ، مجمع(٦) .

٤٤٣٩ ـ الناووسيّة :

هم القائلون بالإمامة إلى الصادقعليه‌السلام والواقفون عليهعليه‌السلام ، وقالوا : إنّه حيّ لن يموت حتّى يظهر ويظهر أمره ، وهو القائم المهديعليه‌السلام (٧) .

وفي الملل والنحل : زعموا أنّ عليّاًعليه‌السلام مات وستنشق الأرض عنه قبل يوم القيامة ، فيملأ الأرض عدلاً ؛ قيل : نسبوا إلى رجل يقال له ناووس ، وقيل : إلى قرية تسمى بذلك(٨) ،تعق (٩) .

أقول : الّذي اختاره الشهرستاني نفسه في الكتاب المذكور : الناووسيّة أتباع رجل يقال له ناووس ، وقيل : نسبوا إلى قرية ناووسا ،

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٦٨ / ٦٩٨ والخلاصة : ٢٣٥ / ٢٤ ورجال ابن داود : ٢٦١ / ٣٤٨.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) رجال الكشّي : ٣٧٢ / ٦٩٤ ورجال الشيخ : ١٧٣ / ١٣٩ و ٣٤٦ / ٢ و ٣٧١ / ١ والفهرست : ٦٠ / ٢٤٠ والخلاصة : ٥٦ / ٣ ورجال ابن داود : ٨٤ / ٥٢١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) الفهرست : ٨٩ / ٣٨٣ ورجال النجاشي : ٢٧١ / ٧٠٩ والخلاصة : ٢٣٣ / ٩ ورجال ابن داود : ١٤٢ / ١٠٩٧ و ٢٦٣ / ٣٥٧.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٧) راجع الملل والنحل : ١ / ١٤٨ وفرق الشيعة : ٦٧.

(٨) الملل والنحل : ١ / ١٤٨.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

٤٤٧

قالت : إنّ الصادقعليه‌السلام حيّ بعد ولن يموت حتّى يظهر فيُظهر أمره ، وهو القائم المهديعليه‌السلام ؛ ونقل ما مرّ من زعمهم انشقاق الأرض عن عليعليه‌السلام عن أبي حامد الزوزني(١) ، ومرّ في عنبسة أيضاً ذكرهم(٢) (٣) .

٤٤٤٠ ـ النبهاني :

عبيد الله بن الفضل(٤) ، مجمع(٥) .

٤٤٤١ ـ النبيل الشيباني :

الضحّاك بن محمّد(٦) ، مجمع(٧) .

٤٤٤٢ ـ النجاشي :

أحمد بن علي(٨) ، واشتهر بأحمد بن العبّاس(٩) ،تعق (١٠) .

__________________

(١) الملل والنحل : ١ / ١٤٨.

(٢) عن رجال الكشّي : ٣٦٥ / ٦٧٦ ، وفيه : وإنّما سمّيت الناووسيّة برئيس كان لهم يقال له فلان بن فلان الناووس.

(٣) في نسخة « م » بدل أقول. إلى آخره هكذا : أقول : ما نقله سلّمه الله عن الملل والنحل في معنى الناووسيّة غير معروف ، مع أنّ المنقول عن الكتاب المذكور : الناووسيّة منسوبون إلى رجل من أهل البصرة يقال له عبد الله بن ناووس ، ويجمعهم على أنّهم يقولون : إنّ جعفر بن محمّدعليه‌السلام سيرجع إلى الدنيا فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، انتهى. ونُقل في الكتاب المذكور على ما في حاشية المجمع ما مرّ من زعمهم انشقاق الأرض عن عليعليه‌السلام عن أبي حامد الزوزني ، ومرّ في عنبسة أيضاً ذكرهم. راجع فرق الشيعة : ٦٧ والفَرق بين الفِرق : ٦١ / ٥٧ ومجمع الرجال : ٤ / ٢٩٤ هامش رقم (١).

(٤) رجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٦ ورجال ابن داود : ١٢٦ / ٩٢٧.

(٥) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٦) رجال النجاشي : ٢٠٥ / ٥٤٧ والخلاصة : ٢٣١ / ١.

(٧) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٨) رجال النجاشي : ١٠١ / ٢٥٣ والخلاصة : ٢٠ / ٥٣ ورجال ابن داود : ٤٠ / ٩٦.

(٩) رجال النجاشي : ١٠١ / ٢٥٣.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

٤٤٨

٤٤٤٣ ـ النجاشي الصيرفي :

أحمد بن العبّاس(١) ، مجمع(٢) .

٤٤٤٤ ـ النخّاس :

بشر بن طرخان(٣) ، مجمع(٤) .

٤٤٤٥ ـ النخعي :

اسمه أيّوب بن نوح(٥) ، ويجي‌ء لغيره ،صه (٦) .

وفيتعق : مثل محمّد بن عبد الحميد(٧) ، وإبراهيم بن أبي بكر(٨) ، وخضر بن عمرو(٩) (١٠) .

أقول : لا ينصرف المطلق إلاّ إلى أيّوب ، فأمّا خضر فمجهول ، وأمّا إبراهيم بن أبي بكر وهو ابن أبي سمّال ، فلم يظهر من ترجمته وصفه بذلك ، ولم يشر إليه سلّمه الله أيضاً. وقال في حاشية المجمع : إنّ في مواضع من التهذيب في كتاب الحجّ : موسى بن القاسم ، عن إبراهيم بن أبي سمّال ، عن معاوية بن عمّار(١١) ؛ وقال في بعضها : موسى بن القاسم ، عن‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٤٤٦ / ٤٥.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٣) رجال الكشّي : ٣١١ / ٥٦٣ والخلاصة : ٢٥ / ٣ ورجال ابن داود : ٧ / ٢٥٢.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٠.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٨ / ٢٠ و ٣٩٨ / ١١ ورجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ والخلاصة : ١٢ / ١ ورجال ابن داود : ٥٤ / ٢٢٤.

(٦) الخلاصة : ٢٧١ / ٣١ الفائدة الأُولى.

(٧) التهذيب ٣ : ٥٢ / ١٨١.

(٨) سينبّه المصنّف على ما فيه قريباً.

(٩) رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠٢ ورجال ابن داود : ٨٨ / ٥٦٤.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١١) التهذيب ٥ : ٩٤ / ٣٠٩ ، وفيه : إبراهيم بن أبي سمّاك.

٤٤٩

إبراهيم النخعي ، عن معاوية بن عمّار(١) (٢) ، انتهى. ولا يخفى أنّ في مواضع من الكتاب المذكور في الموضع المذكور عن موسى بن القاسم ، عن النخعي(٣) ، وفي بعضها عن أبي الحسين النخعي(٤) ، وأبو الحسين كنية لأيّوب بن نوح(٥) . وصرّح الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله بأنّ النخعي إذا قيّد بأبي الحسين تعيّن أيّوب بن نوح(٦) ، وأمّا المواضع الّتي صرّح فيها بإبراهيم النخعي فلم يظهر كونها بعينها المواضع الّتي ذكر فيها إبراهيم بن أبي سمّال ، ومع التغاير لا داعي لحمل إبراهيم على ابن أبي سمّال مع عدم معروفيته بهذا الوصف ، فيبقى إبراهيم النخعي مجهولاً ، فتأمّل جدّاً.

٤٤٤٦ ـ النصيريّة :

من الغلاة ، أصحاب محمّد بن نصير الفهري لعنه الله ، كان يقول : الربّ هو علي بن محمّد العسكريعليه‌السلام ، وهو نبي من قبله ، وأباح المحارم ، وأحلّ نكاح الرجال(٧) ،تعق (٨) .

أقول : مضى لهم ذكر في محمّد بن نصير(٩) ، والمعروف في هذه الأزمان بالنصيري هو من يقول بربوبيّة عليعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٢٩٩ / ١٠١٣.

(٢) مجمع الرجال : ١ / ٣٢ باختلاف في التعبير.

(٣) التهذيب ٥ : ١١٠ / ٣٥٧ و ١١٧ / ٣٨٣.

(٤) التهذيب ٥ : ١٣٨ / ٤٥٧.

(٥) كما في رجال النجاشي : ١٠٢ / ٢٥٤ والخلاصة : ١٢ / ١.

(٦) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(٧) رجال الكشّي : ٥٢٠ / ١٠٠٠.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤١٠.

(٩) الخلاصة : ٢٥٧ / ٦١ ومجمع الرجال : ٦ / ٦٢ نقلاً عن ابن الغضائري.

(١٠) راجع الملل والنحل : ١ / ١٦٨ وتوضيح المقال : ٤٧ ومقباس الهداية : ٢ / ٣٧٤.

٤٥٠

٤٤٤٧ ـ النقّاش :

محمّد بن بكران(١) ، مجمع(٢) .

٤٤٤٨ ـ النقّاض :

زكريّا بن عبد الله(٣) ، مجمع(٤) .

٤٤٤٩ ـ النميري :

محمّد بن نصير(٥) ، مجمع(٦) .

٤٤٥٠ ـ النوبختي :

الحسن بن موسى(٧) ، والنوبختيون كثيرون(٨) ،تعق (٩) .

٤٤٥١ ـ النوفلي :

الّذي يروي عن السكوني اسمه الحسين بن يزيد(١٠) ،صه (١١) .

أقول : فيتعق : احتمل إطلاقه(١٢) على جماعة غير معروفين سوى‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٥٠٤ / ٧٣.

(٢) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١.

(٣) رجال الشيخ : ١٢٣ / ١١ و ١٩٩ / ٦٦.

(٤) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١.

(٥) رجال الكشّي : ٥٢٠ / ٩٩٩ و ١٠٠٠ ورجال ابن داود : ٢٧٦ / ٤٨٤.

(٦) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١.

(٧) رجال الشيخ : ٤٦٢ / ٤ والفهرست : ٤٦ / ١٦٠ ورجال النجاشي : ٦٣ / ١٤٨ والخلاصة : ٣٩ / ٧ ورجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦٣.

(٨) منهم إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل ، وإبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل ، والشيخ الجليل أبو القاسم الحسين بن روح ، وغيرهم.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٧٣ / ٢٥ والفهرست : ٥٩ / ٢٣٤ ورجال النجاشي : ٣٨ / ٧٧ والخلاصة : ٢١٦ / ٩ ورجال ابن داود : ٨٢ / ٥٠٠.

(١١) الخلاصة : ٢٧٠ / ١٥ ، وفيها : الّذي يروي عنه السكوني ، كما سينبّه عليه المصنّف.

(١٢) في نسخة « ش » : احتمل في تعق إطلاقه.

٤٥١

عبد الله بن الفضل بن عبد الله(١) ، والحسن بن محمّد بن سهل(٢) (٣) .

ولا ريب في انصراف الإطلاق إلى الحسين ، ولذا لم يذكر في الحاوي والوجيزة سواه(٤) . وما مرّ من قوله عن السكوني كذا نقله الميرزا ، وهو الّذي ينبغي ، لكن الّذي فيصه ونقله في الحاوي : عنه السكوني ، وهو سهو من قلم ناسخٍ.

٤٤٥٢ ـ النهاوندي :

علي بن زيدويه(٥) ، وعبد الجبّار(٦) ، والحسن بن محمّد(٧) ، وإبراهيم بن إسحاق الأحمري(٨) ، مجمع(٩) .

٤٤٥٣ ـ النهدي :

هو محمّد بن أحمد بن خاقان أبو جعفر القلانسي المعروف بحمدان(١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢٣ / ٥٨٥ والخلاصة : ١١١ / ٤٨.

(٢) رجال النجاشي : ٣٧ / ٧٥ والخلاصة : ٢١٣ / ٨ ورجال ابن داود : ٢٣٩ / ١٣٢ ، إلاّ أنّ في الخلاصة : الحسن بن سهل.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٤) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل ، وفيه : الّذي يروي عنه السكوني ، كما سينبّه عليه المصنّف ، الوجيزة : ٣٦٦ / ٢٣٤٣.

(٥) رجال الشيخ : ٤٨٦ / ٥٥ والفهرست : ٩٤ / ٣٩٦ ورجال النجاشي : ٢٧٩ / ٧٣٧. وفي نسخة « ش » : ريذويه.

(٦) رجال الكشّي : ٥٦٨ / ١٠٧٦ ورجال الشيخ : ٣٨٠ / ١١ و ٤٠٤ / ١٨ و ٤٨٨ / ٦٩ والفهرست : ١٢٢ / ٥٤٩ والخلاصة : ١٣٠ / ٩ ورجال ابن داود : ١٢٧ / ٩٣٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤٨ / ١٠٢ والخلاصة : ٤٢ / ٢٦ ورجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦١.

(٨) رجال الشيخ : ٤٥١ / ٧٥ والفهرست ٧ / ٩ ورجال النجاشي : ١٩ / ٢١ والخلاصة : ١٩٨ / ٤ ورجال ابن داود : ٢٢٦ / ٥.

(٩) مجمع الرجال : ٧ / ١٥١ ، وفيه : ريذويه.

(١٠) رجال الكشّي : ٥٣٠ / ١٠١٤ ورجال النجاشي : ٣٤١ / ٩١٤ والخلاصة : ١٥٢ / ٧٣ ورجال ابن داود : ١٦٢ / ١٢٩١.

٤٥٢

وفيتعق : يطلق في الأغلب على الهيثم بن أبي مسروق(١) ، ويطلق على أبيه عبد الله(٢) ، وعلي أبي زياد(٣) (٤) .

قلت : وداود بن محمّد ابن عمّ الهيثم(٥) .

٤٤٥٤ ـ النهمي :

إبراهيم بن سليمان(٦) ، غير مذكور في الكتابين.

٤٤٥٥ ـ النهيكي :

اسمه عبد الله(٧) ، ويقال عبيد الله بن أحمد بن نهيك(٨) .

٤٤٥٦ ـ الوادعي :

محمّد بن جعفر بن محمّد(٩) ، مجمع(١٠) .

٤٤٥٧ ـ الواقفة :

في الاختيار : محمّد بن الحسن البراثي(١١) قال : حدّثني أبو علي‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٦ و ٥١٦ / ٢ ورجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٥ والخلاصة : ١٧٩ / ٣ ورجال ابن داود : ٢٠١ / ١٦٨٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٥ والخلاصة : ١٧٩ / ٣ ورجال ابن داود : ٢٠١ / ١٦٨٢.

(٣) التهذيب ١ : ٤١٣ / ١٣٠١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) رجال الشيخ : ٤٧٢ / ١ والفهرست : ٦٨ / ٢٧٩ ورجال النجاشي : ١٦١ / ٤٢٧ والخلاصة : ٦٩ / ١٣ ورجال ابن داود : ٩١ / ٥٩٧.

(٦) الفهرست : ٦ / ٨ ورجال النجاشي : ١٨ / ٢٠ والخلاصة : ٥ / ١١ ورجال ابن داود : ٣٢ / ٢٢.

(٧) الفهرست : ١٠٣ / ٤٤٦ ورجال ابن داود : ١١٦ / ٨٣٥ بعنوان عبد الله بن أحمد ، وورد في رجال النجاشي : ٢٢٩ / ٦٠٥ والخلاصة : ١١١ / ٥١ ورجال ابن داود : ١٢٣ / ٩٠٥ بعنوان عبد الله بن محمّد.

(٨) رجال الشيخ : ٤٨٠ / ١٩ ورجال النجاشي : ٢٣٢ / ٦١٥.

(٩) رجال النجاشي : ٣٩٤ / ١٠٥٣ والخلاصة : ١٦٣ / ١٦٦.

(١٠) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٢.

(١١) في نسخة « م » : البرائي.

٤٥٣

الفارسي قال : حدّثني أبو القاسم الحسين بن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن عمّه قال : كان بدء الواقفة أنّه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها ، فحملوها إلى وكيلين لموسىعليه‌السلام بالكوفة ، أحدهما حيّان السرّاج وآخر كان معه ، وكان موسىعليه‌السلام في الحبس ، فاتخذوا بذلك دوراً وعقدوا العقود واشتروا الغلات ، فلمّا مات موسىعليه‌السلام وانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنّه لا يموت لأنّه القائم ، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس ، حتّى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسىعليه‌السلام ، واستبان للشيعة إنّما قالا ذلك حرصاً على المال(١) .

أقول : ثم نقل الميرزارحمه‌الله أحاديث كثيرة من الكشّي في ذمهم(٢) لا طائل في ذكرها. ومضى ذكرهم في المقدّمة الرابعة عنتعق (٣) .

٤٤٥٨ ـ الورّاق :

هو العبّاس بن موسى الورّاق(٤) ،مشكا (٥) .

٤٤٥٩ ـ الوشاء :

اسمه الحسن بن علي(٦) ،صه (٧) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٤٥٩ / ٨٧١.

(٢) راجع رجال الكشّي : ٤٥٥ / ٨٦٠ ٨٨٢.

(٣) منتهى المقال : ١ / ٨١ المقدّمة الخامسة.

(٤) رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤٢ والخلاصة : ١١٨ / ٦.

(٥) هداية المحدّثين : ٩٠.

(٦) رجال الشيخ : ٣٧١ / ٥ و ٤١٢ / ٢ والفهرست : ٥٤ / ٢٠٢ ورجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠ والخلاصة : ٤١ / ١٦.

(٧) الخلاصة : ٢٧٠ / ١٣ الفائدة الأُولى.

٤٥٤

وفيتعق : في النقد : يحتمل أن يطلق على جعفر بن بشير(١) ، وزياد بن الحسن(٢) ، وزياد بن الهيثم أيضاً(٣) (٤) .

قلت : الأخيران مجهولان لا ينصرف إليهما الإطلاق ، والمعروف به هو الأوّل ، ولذا لم يذكر في الحاوي ومشكا والوجيزة سواه(٥) .

٤٤٦٠ ـ الوصافي :

هو عبيد الله بن الوليد(٦) ، وأخوه عبد الله(٧) ، و(٨) أبوهما الوليد بن العلاء(٩) .

قلت : المعروف هو(١٠) الأوّل ، ولذا لم يذكر في الحاوي سواه(١١) ؛ وأمّا عبد الله فمجهول.

٤٤٦١ ـ الهرّاء النحوي :

معاذ بن مسلم(١٢) ، مجمع(١٣) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ١١٩ / ٣٠٤ والخلاصة : ٣١ / ٧ ورجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٣.

(٢) رجال الشيخ : ٣٥٠ / ٤.

(٣) رجال الشيخ : ٣٥٠ / ٥.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨ ، نقد الرجال : ٤١٢.

(٥) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأول ، هداية المحدّثين : ٣٢٠ ، الوجيزة : ٣٦٦ / ٢٣٤٤.

(٦) رجال الشيخ : ٢٢٩ / ١٠٥ ورجال النجاشي : ٢٣١ / ٦١٣ والخلاصة : ١١٣ / ٣ ورجال ابن داود : ١٢٦ / ٩٢٩.

(٧) رجال الشيخ : ١٢٨ / ١٣ و ٢٦٤ / ٦٨٤.

(٨) في نسخة « ش » : أو.

(٩) الفهرست : ١٧٣ / ٧٧٩ ورجال النجاشي : ٤٣٢ / ١١٦٣ ورجال ابن داود : ١٩٨ / ١٦٥٢.

(١٠) هو ، لم يرد في نسخة « م ».

(١١) حاوي الأقوال الخاتمة التنبيه الأوّل.

(١٢) رجال الكشّي : ٢٥٢ / ٤٧٠ ورجال الشيخ : ٣١٤ / ٥٤١ ورجال ابن داود : ١٩٠ / ١٥٧٤.

(١٣) مجمع الرجال : ٧ / ١٥٢.

٤٥٥

٤٤٦٢ ـ هوذة :

نصر بن سعيد والد أحمد ، مرّ فيه(١) ،تعق (٢) .

٤٤٦٣ ـ اليعقوبي :

داود بن علي(٣) .

وفيتعق : ويطلق على علي ابنه(٤) ، وقد أشرنا في ترجمته إلى من يروي هو عنه(٥) ، وإبراهيم بن داودج ،دي (٦) ، وابنه محمّد يروي عنه موسى بن جعفر وهو عن أبيه(٧) ، والحسين بن داودج (٨) ، وجعفر بن داودج (٩) ، وموسى بن داودج ،دي (١٠) ، وثلج بن أبي ثلجضا (١١) ، فالاعتماد على القرائن.

هذا ونقل جدّي عن شيخنا البهائي : البعقوبي ، بالموحّدة ، نسبة إلى قرية من قرى بغداد وأنّه بالمثنّاة تصحيف(١٢) ، فتأمّل(١٣) .

__________________

(١) عن رجال الشيخ : ٤٤٢ / ٣١ ، وفيه : النضر ، نصر ( خ ل ).

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٣) رجال الشيخ : ٣٧٥ / ٥ ورجال النجاشي : ١٦٠ / ٤٢٢ والخلاصة : ٦٩ / ١١ ورجال ابن داود : ٩٠ / ٥٩١.

(٤) علل الشرائع : ١٨ / ٢ باب ١٧ والكافي ٨ : ٣٤٩ / ٥٤٨.

(٥) وفيها : روى عنه النوفلي وهو عن عيسى بن عبد الله العلوي.

(٦) رجال الشيخ : ٣٩٧ / ٣ ، ٤١٠ / ١٢.

(٧) كما في رجال الكشّي : ٥٢٢ / ١٠٠٣ ترجمة فارس بن حاتم.

(٨) رجال الشيخ : ٤٠٠ / ١٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٩٩ / ٣.

(١٠) رجال الشيخ : ٤٠٧ / ٢٤ ، ٤٢٤ / ٢٨.

(١١) رجال الشيخ : ٣٧٠ / ١.

(١٢) روضة المتّقين : ١٤ / ٥٠١.

(١٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

٤٥٦

باب ذكر نساء لهنّ

رواية أو صحبة‌

أمّا فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليها فهي معصومة ، وقولها حجّة ، فهي أرفع من أن تقاس بغيرها ، وتدخل في جملته(١) .

أقول : لا شكّ في ذلك ولا ريب ، وهي سيّدة نساء العالمين باعتراف المخالفين ، والأحاديث في ذلك متواترة وكتبهم منها مشحونة(٢) .

وربما كان يتوقف بعضهم في تفضيلها على عائشة ، وكأنّه لما قاله بعض أهل البحرين وقد سُئل : فاطمة أفضل أم عائشة؟ قال : بل عائشة لقول الله تعالى :( فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ ) (٣) . وفاطمة أُخذ منها فدك فسكتت وصبرت ، وعائشة جهزت العساكر وجمعت الجموع ، وحاربت عليّاً وجاهدته جهاداً قلت فيه من العسكرين ثمانية عشر ألف نفس! انتهى.

وحُكي أنّ شيخنا البهائيرحمه‌الله اجتمع ببعض علماء العامّة من أهل مصر ، وكان يظهر له التسنّن ، فقال له : ما تقول علماء الإماميّة الّذين قبلكم في حقّ الشيخين؟ قال : قد ذكروا لي حديثين فعجزت عن جوابهم ، قال : ما يقولون؟ قال : يقولون ذكر مسلم في صحيحه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال :

__________________

(١) كذا في النسخ ، وفي المنهج ، جملتهم.

(٢) راجع الاستيعاب : ٤ / ٣٧٥ وأُسد الغابة : ٥ / ٢٢٣ والإصابة : ٤ / ٣٧٨ وسير أعلام النبلاء : ٢ / ١١٨ وغيرها.

(٣) النساء : ٩٥.

٤٥٧

فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد كفر ؛ وروى بعد خمس ورقات أنّ فاطمة خرجت من الدّنيا وهي ساخطة غاضبة عليهما(١) ؛ قال : دعني حتى انظر في الكتاب ، فجاءه من الغد وهو يقول : ألم أقل لك أنهم يكذبون علينا ، قد نظرت إلى الحديثين وبينهما أكثر من خمس ورقات ، انتهى ، فتدبّر. ذكرها عنه في الأنوار النعمانية(٢) .

٤٤٦٤ ـ أُخت ميسر :

روىكش ما يدلّ على مدحها(٣) ،تعق (٤) .

أقول : اسمها حُبّي ، وستأتي.

٤٤٦٥ ـ أسماء بنت عميس :

ل(٥) ، ي(٦) . وفيتعق : عدّها خالي من الحسان ، لأن للصدوق طريق إليها(٧) (٨) .

__________________

(١) ذكر مسلم في صحيحه : ١٩٠٢ في باب فضائل فاطمة سلام الله عليها حديث ٩٣ : فإنّما فاطمة بضعة منّي يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.

وفي حديث ٩٤ : إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها.

وقال في كتاب الجهاد ٣ : ١٣٨ / ٥٢ : فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، قال : فهجرته فلم تكلّمه حتّى ماتت.

وقد ورد هذا الحديث أيضاً في الإمامة والسياسة : ١ / ١٤ وأعلام النساء : ٤ / ١٢٣.

راجع مصادر هذا الحديث في الغدير : ٧ / ٢٢٨ وإحقاق الحقّ : ١٠ / ٢١٧.

(٢) الأنوار النعمانيّة : ١ / ٩٣.

(٣) رجال الكشّي : ٤١٧ / ٧٩١.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(٥) رجال الشيخ : ٣٤ / ٣٨.

(٦) لم يرد لها ذكر في نسخنا من رجال الشيخ.

(٧) الوجيزة : ٣٧٣ / ٥٧ ، الفقيه المشيخة : ٤ / ٢٨.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨. وهذه الترجمة لم ترد في نسخة « م ».

٤٥٨

٤٤٦٦ ـ امامة بنت بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

غير مذكورة في الكتابين ، أُمّها زينب بنتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبوها أبو العاص بن الربيع(١) ، تزوّجها أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد فاطمة صلوات الله عليها بوصية منها ( سلام الله عليها ) ، وأمرعليه‌السلام المغيرة بن نوفل بن الحارث أنْ يتزوّجها لما استشهد لأنّهعليه‌السلام خشي أنْ يتزوّجها معاوية ، فتزوّجها المغيرة(٢) .

٤٤٦٧ ـ أُمّ الأسود بنت أعين :

عارفة ، قاله علي بن أحمد العقيقي ، وهي الّتي أغمضت زرارة ،صه (٣) .

أقول : في القسم الأوّل ، وهذا من المواضع الّتي اعتمد العلاّمة على تعديل علي بن أحمد العقيقي وأدرج الراوي بمجرّد مدحه في المقبولين.

٤٤٦٨ ـ أُمّ أيمن :

مولاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، غير مذكورة في الكتابين ، وقد شهد لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنّة على ما روته الخاصّة والعامّة في حديث منع أبي بكر فاطمة ( سلام الله عليها ) فدكاً وشهادتها رضي الله عنها(٤) ، واسمها بركة كما مضى في ابنها أُسامة بن زيد(٥) .

٤٤٦٩ ـ أُمّ البرّاء :

وقيل هي(٦) حبابة الوالبيّة ، ين(٧) .

أقول : يأتي في حبابة ما فيها.

__________________

(١) راجع الكافي ٦ : ٣٦٩ / ١.

(٢) اسد الغابة ٦ : ٢٢ / ٦٧١٧ والإصابة ٤ : ٢٣٦ / ٧٠.

(٣) الخلاصة : ١٩١ / ٤١.

(٤) الاستغاثة : ١٣ ، الاحتجاج : ٩١ ، الإصابة ٤ : ٤٣٢ / ١١٤٥.

(٥) عن رجال الشيخ : ٣ / ١.

(٦) في نسخة « ش » بدل وقيل هي : وهي.

(٧) رجال الشيخ : ١٠٢ / ١.

٤٥٩

٤٤٧٠ ـ أُمّ خالد :

فيكش : حدّثني محمّد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضّال قال : يوسف بن عمر وهو الّذي قتل زيداً وكان على العراق ، وقطع يد أُمّ خالد وهي امرأة صالحة على التشيّع ، وكانت مائلة إلى زيد بن عليعليه‌السلام (١) .

٤٤٧١ ـ أُمّ سلمة :

زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ،ل (٢) .

وفيتعق : حالها في الجلالة والإخلاص لعليعليه‌السلام أشهر من أن يذكر(٣) . وورد في الأخبار أنّها أفضل أزواجهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد خديجة(٤) ، ومضى ذكرها في ابنها محمّد(٥) ، واسمها هند وأبوها أبو أُميّة(٦) .

٤٤٧٢ ـ أُمّ سلمة :

أُمّ محمّد بن مهاجر الثقة ، يروي ابن أبي عمير [ عنه(٧) ] عنها عن الصادقعليه‌السلام (٨) ،تعق (٩) .

٤٤٧٣ ـ أُمّ هاني بنت أبي طالب رضي الله عنها :

اسمها فاختة ،ل (١٠) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٤٢ / ٤٤٢.

(٢) رجال الشيخ : ٣٢ / ٢.

(٣) بصائر الدرجات : ١٨٢ / ١ و ١٨٣ / ٤ و ٢١١ / ٣.

(٤) الخصال : ٤١٩ / ١٣ باب التسعة.

(٥) عن رجال الشيخ : ٢٩ / ٣٥ والخلاصة : ١٣٨ / ٤.

(٦) الاستيعاب : ٤ / ٤٥٤ وأُسد الغابة ٦ : ٣٤٠ / ٤٦٤ والإصابة ٤ : ٤٥٨ / ١٣٠٩.

(٧) أثبتناه من التعليقة وبقيّة المصادر.

(٨) الكافي ٣ : ١٨١ / ٣ ، التهذيب ٣ : ١٨٩ / ٤٣١.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٤٠٨.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٣ / ١٣.

٤٦٠

وكلُ نعيم لا محالة زائلُ

قال عثمان : كذبت ، نعيمُ الجنة لا يزول فاستثقل « لبيد » تكذيب عثمان وتحدّيه له في ذلك الجمع فقال : يا معشر قريش واللّه ما كان يؤذى جليسُكم ، فمتى حدث هذا فيكم؟؟

فقال رجلٌ مِن القوم : إنَّ هذا سفيه في سفهاء معه ، قد فارقوا ديننا فلا تجدنَ في نفسكَ من قوله.

فردّ عليه « عثمان » حتّى تفاقم الأمر بينهما فقام إليه ذلك الرجلُ فلطم عينه فخضّرها ( واصابها ) ، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال : أما واللّه يا ابن أخي إن كانت عينُك عَمّا أصابها لغنيّة لقد كنت في ذمة منيعة ( وهو يريد أنك لو بقيت في ذمتي وجواري لما اصابك ما أصابك ).

فقال عثمان رادّاً عليه : بل واللّه إن عيني الصحيحة لفقيرةٌ إلى مِثل ما أصابَ اُختَها في اللّه ، واني لفي جوار من هو أعزُّ منكَ ، واقدرُ يا أبا عبد شمس.

فقال له الوليد : هلمّ يا ابنَ أخي إن شئت فعُد إلى جوارك ، فقال ابنُ مظعون : لا(١) .

وكانت هذه صورةٌ رائعةٌ من صور كثيرة لصمود المسلمين ، وتفانيهمْ في سبيل العقيدة ، وإصرارهم على النهج الّذي اختاروه ، ومواساة بعضهم لبعض في أشدّ فترة من فترات التاريخ الإسلامي.

وفدٌ مسيحيُّ لتقصّي الحقائق يدخل مكة :

قدمَ على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو بمكة عشرون رجلا من النصارى حين بلغهم خبرُه من الحبشة ، مبعوثين من قِبَل أساقفتها لتقصّي الحقائق بمكة ، والتعرف على الإسلام. فوجدوا رسول اللّه في المسجد ، فجلسوا إليه ، وكلّموه وسألوه عن مسائل ، ورجالٌ من قريش فيهم « أبو جهل » في أنديتهم حول الكعبة.

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٧٠ و ٣٧١.

٤٦١

فلما فرغوا من مسألة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عما أرادوا دعاهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى اللّه عز وجلّ وتلا عليهم آيات من القرآن الكريم ، فكان لها من التأثير البالغ في نفوسهم بحيث عندما سمعوها فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا له وامنوا به وصدّقوه ، بعد ما عرفوا منه ما كان يوصَف في كتابهم ( الانجيل ) من أمره.

فلما قامُوا عنه ، ورأت قريش ما نتج عنه ذلك اللقاء استثقله « ابو جهل » فقال للنصارى الذين اسلموا معترضاً وموبّخاً : خيَّبكُمُ اللّه مِن ركب بعَثكُم مَن وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل فلم تطمئنّ مجالسُكم عنده حتّى فارقتُم دينكُم وصدَّقتموهُ بما قال ، ما نعلمُ ركباً أحمقَ مِنكُم.

فأجابه اولئك بقولهم : سلامٌ عليكم لا نُجاهِلكم ، لنا ما نحنُ عليه ، ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل أنفسنا خيراً(١) .

وبذلك الكلام الرفيق الجميل ردّوا على فرعون مكة الّذي كان يبغي ـ كسحابة داكنة ـ حجب أشعة الشمس المشرقة ، وحالوا دون وقوع صدام.

قريش توفد إلى يهود يثرب للتحقيق :

لقد ايقظ وفدُ نصارى الحبشة إلى مكة وما نجم عن لقائهم برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قريشاً ودفعهم إلى تكوين وَفد يتألف من « النضر بن الحارث » و « عُقبة بن ابي معيط » وغيرهما وإرسالهم إلى أحبار يهود المدينة ليسألونهم عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودينه.

فقال أحبارُ اليهود لمبعوثي قريش : سَلوا محمَّداً عن ثلاث نأمركم بهنَّ ، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسَل ، وان لم يفعل فالرجلُ متقوّلٌ ، فروا فيه رأيكم ، سلوه :

١ ـ عن فتية ذَهبوا في الدهر الأول ( يعنون بهم أصحاب الكهف ) ما كان

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٩٠ و ٣٩٣ وقد نزلت في هذا الشأن الآيات ٥٢ إلى ٥٥ من سورة القصص.

٤٦٢

من امرهم ، فانه قد كان لهم حديثٌ عجيبٌ.

٢ ـ وعن رجل طوّاف ( يعنون به ذا القرنين ) قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وخبرُه؟

٢ ـ وعن الروح ما هي؟

فاذا أخبركم بذلك فاتبعوهُ ، فانه نَبيّ ، وان لم يفعل ، فهو رَجُلٌ متقوِّلٌ فاصنَعوا في أمره ما بدا لكم.

فعادَ وفد قريش إلى « مكة » ولما قدموها قالوا لقريش ما سمعوه من أحبار اليهود.

فجاؤوا إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطرحوا عليه الاسئلة الثلاثة السالفة. فقال رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انتظر في ذلك وحياً.(١)

ثم نزل الوحيُ يحملُ إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأجوبة المطلوبة على تلك الاسئلة.

وقد ورَدَ الجواب عن السؤال عن الروح في الآية ٨٥ من سورة الإسراء.

واُجيبَ على السؤالين الآخرين عن أصحاب « الكهف » وذي القرنين بتفصيل في سورة « الكهف » ضمن الآيات ٩ ـ ٢٨ والآيات ٧٣ ـ ٩٣.

وقدوردت تفصيلاتُ هذه الإجابات الّتي أجابَ بها رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أسئلتهم في كتب التفسير.

ولابدَّ هنا من أن نُذكِّر القارئ الكريم بنقطة مفيدة وهي أنّ المراد من « الرّوح » في سؤال القوم ليس هو الرُّوح الإنسانية بل كان المراد هو جبرئيل الأمين ، ( بقرينة أنَّ المقترحين الاصليين لهذه الأسئلة : هم اليهود وكانوا يكرهون الروح الامين ، ويعادونه ) ، وهو أمرٌ مبحوثٌ في محلِّه من كتب التفسير.

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٠٠ ـ ٣٠٢.

٤٦٣

٤٦٤

١٨

الأسلحةُ الصَديئة

والاساليب الفاشلة

نظّمْ أسياد قريش صفوفهم لمكافحة عقيدة التوحيد ، بعد أن أدركوا عقم المواقف المبعثرة من هذا الدّين وأهله.

فقد حاولوا في بداية الأمر أن يُثنُوا رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المضيّ في مواصلة دعوته ، وذلك بتطميعه بالمال والجاه وماشابه ذلك ، ولكن لم يحصلوا من ذلك على شيء ، فقد خيّب ذلك الرجلُ المجاهدُ ظنونهم فيه ، وبدّد آمالهم في اثنائه عن هدفه بكلمته الخالدة المدوّية : « واللّه لو وَضعوا الشمس في يميني ، والقَمر في يساري على أن أترك هذا الأمر لما فعلتُ » وهو يعني ان تمليكه العالم كلَه لا يثنيه عن هدفه ولا يصرفه عن تحقيق ما نُدِبَ إليه وارسل به.

فعمدوا إلى سلاح آخر هو التهديد والأذى ، والتنكيل به وباصحابه وانصاره ، ولكنهم واجهوا صمودَه وصمود أنصاره واصحابه ، وثباتهم الّذي ادى إلى انتصار المؤمنين في هذا الميدان ، وخيبة المشركين وهزيمتهم.

وقد بَلَغ من ثبات المسلمين على الطريق أنهم أقدموا على مغادرة الوطن ، وترك الأهل والعيال ، والهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم إلى اللّه ، وسعياً وراء نشره وبثه في غير الجزيرة من الآفاق.

ولكن رغم إخفاق أسياد قريش المشركين في جميع هذه الجهات والميادين

٤٦٥

وعجزهم عن استئصال شجرة التوحيد الفتية ، وفشل جميع الأسلحة الّتي استخدموها للقضاء على الدين الجديد وأهله ، لم تنته محاولاتهم الإجهاضيّة بل عمدوا هذه المرّة إلى استخدام سلاح جديد حسبوه أمضى من سوابقه.

وهذا السلاح هو سلاحُ الدعاية ضدّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لانه صحيحٌ أن ايذاء وتعذيب جماعة المؤمنين في « مكة » تمنع غيرهم من سُكان « مكّة » من الإنضواء إلى الإسلام إلاّ ان الحجيج الذين كانوا يسافرون إلى مكة في الأشهر الحرُم وكانوا يلتقون رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جوّ من الأمن والطمأنينة خلال تلك المواسم كانوا يتأثَّرون بدعوة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويتزعزعُ اعتقادهم بالأوثان على الأقل ، ان لم يؤمنوا بدينه ، ولم يستجيبوا لدعوته ، ثم إنهم كانوا ينقلون رسالة الإسلام وانباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مواطنهم ، ومناطِقهم وكان ينتشر بذلك اسم رسول اللّه ، وأنباء دينه في شتّى مناطق الجزيرة العربية ، وكان هذا هو بنفسه ضربة قوية توجَّه إلى صرح الوثنية في مكة ، وعاملا قوياً في انتشار عقيدة التوحيد ، وسطوع أمره.

من هنا اتخذ سادةُ قريش اُسلوباً آخر ، قاصدين بذلك الحيلولة دون انتشار الإسلام ، واتساع رقعته ، وقطع علاقة المجتمع العربي به.

واليك فيما يأتي بيان تفاصيل هذا الاسلوب ، وهذه الخطة :

١ ـ الاتّهاماتُ الباطلة :

يمكن التعرف على شخصية أي واحد وتقييمها من خلال ما يرميه به اعداؤه من شتائم وسباب ، وما يكيلون له من اتهامات ونسب ، فَإن العدو يسعى دائماً إلى أن يتهم خصمَه بنوع من أنواع التهم ليُضِلَّ الناس ، ويصرفهم عنه ، وليتمكن بما يحوكُه حوله من أراجيف وأباطيل الحط من شأنه في المجتمع واسقاطه من الانظار والأعين.

ان العدوّ الذكيّ يسعى دائماً إلى أن ينسب إلى منافسه ما يُصدِّقه ولو فئة خاصة من الناس على الاقل ، ويوجبُ شكَّهم في صدقه ، ويتجنب تلك النِسَب

٤٦٦

التي لا تصدَّق في شأنه ، ولا تناسبُ اخلاقه وافعاله المعروفة عنه ، ولا تمسه بشكل من الأشكال ، لأنه سوف لا يَجني في هذه الحالة إلا عكسَ ما يقصد ، وخلاف ما يريد.

ومن هنا يستطيع المؤرخُ المحققُ أن يتعرف على الشخصية الواقعية لمن يدرسه ، وعلى مكانته الإجتماعية ، وأخلاقه وسجاياه ولو من خلال ما ينسبُه الأعداء إليه ، وما يكيلون له من أكاذيب وإفتراءات ، ونسب باطلة واتهامات ، لأنّ العدوّ الّذي لا يخاف أحداً لا يقصّرُ في كيل كلِّ تهمة تنفعُهُ وتخدمُ غرضَه إلى الطرف الآخر ، ويستخدم هذا السلاح ( أي سلاح الدعاية ) ما استطاع ، وما ساعدته معرفُته بالظروف ، ودرايته بالفَرص.

فاذا لم ينسَب إليه أيُّ شيء من تلك النسب الباطلة فان ذلك إنما هو لأجل طهارة جيبه ، ونقاء صفحته ، وتنزُّه شخصيته عن تلك النسب ، ولأنّ المجتمع لم يكن ليعبأ بها ولم يصدّقها في شأنه.

ولو أننا تصفّحنا اوراق التاريخ الإسلامي لرأينا أن قريشاً مع ما كانت تكنُّ من عداء ، وتحِملُ من حِقد على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت تسعى بكل جهدها أن تهدم صرح الإسلام الجديد الظهور ، وأن تحطّ من شأن مؤسسه وبانيه لم تستطع مع ذلك أن تستفيد من هذا السلاح ، وتستخدمه كاملا.

فقد كانت تفكّر في نفسها : ماذا تقول في حق رسول اللّه؟ وماذا ترى تنسب إليه؟؟

هل تتهمه بالخيانة المالية وها هم جماعة منهم قد ائتمنوه على أموالهم؟!(١) كما أن حياته الشريفة طوال الاربعين سنة الماضية جسدت امانته امام الجميع ، فهو الامين بلا منازع؟

هل تتهمه بالجري والانسياق وراء الشهوة واللّذة؟ وكيف تقول في حقه مثل هذا الكلام مع أنه بدأ حياته الشبابية بالتزويج بزوجة كبيرة السنّ إلى درجة

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٩ ، ص ٦٢.

٤٦٧

مّا ، وبقي معها حتّى لحظة انعقاد هذه الشورى في « دار الندوة » بهدف الدعاية ضدَه ، ولم يُعهَد منه زلّة قدم في هذا السبيل قط؟!

وبالتالي بماذا تتهم محمَّداً الصادق الأمين ، الطاهر العفيف ، وأية تهمة ترى يمكن أن تُصدَّق في حقه ، أو يحتمل الناس صدقها في شأنه ولو بنسبة واحد في المائة؟

لقد تحيَّر سادة « دار الندوة » وأقطابها في كيفية استخدام هذا السلاح ، سلاح الدعاية ضدّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقرَّروا في نهاية الأمر أن يطرحوا هذا الأمر على صنديد من صناديد قريش ويطلبوا رأيه فيه ، وهو « الوليد بن المُغيرة » وكان ذا سنّ فيهم ، ومكانة ، فقال لهم :

يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم وان وفود العرب ستقدَم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأياً واحداً ، ولا تختلفوا فيكذّبُ بعضكم بعضاً ، ويردُ قولُكم بعضُه بعضاً.

قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقول به.

قال : بل أنتم قولوا أسمَع.

قالوا : نقول كاهن.

قال : لا واللّه ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكُهّانَ فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.

قالوا : فنقول : مجنون.

قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ، ولا تخالجه ، ولا وسوسته.

قالوا : فنقول : ساحر.

فقال : ما هو بساحر لقد رأينا السحّار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم.

وهكذا تحيَّروا في ما ينسبون إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأخيراً اتفقوا على أن يقولوا : أنه ساحر جاء بقول هو سِحرٌ يفرق به بين المرء وابيه وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته.

ويدلُّ عليه ما أوجده من الخلاف والإنشقاق والتفرُّق بين أهل مكة الَّذين

٤٦٨

كان يضرب بهم المثل في الوحدة والاتفاق(١) .

وقد ذكر المفسِّرون في تفسير سورة « المدثر » هذه القصة بنحو آخر فقالوا : لمّا اُنزل على رسول اللّه « حم تنزيلُ الْكِتاب ) قام إلى المسجد و « الوليد بن المغيرة » قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبيُصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاستماعه لقراءته ، أعاد قراءة الآية ، فتركت الآية في نفس الوليد تأثيراً شديداً فانطلق إلى منزله ، ولم يخرج منه أيّاماً ، فسخرت منه قريشٌ وقالت : صبأ ـ واللّه ـ الوليدُ ثم مشى رجال من قريش إليه وسألوه رأيه في قرآن محمَّد ، واقترح كل واحد منهم أمراً ، ولكنه رد عليها بالنفي جميعاً فقالت قريش إذن ما هو؟ فتفكر « الوليد » في نفسه ثم قال : ما هو إلاّ ساحرٌ أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله ، ووُلده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر(٢) .

ويرى المفسرون أن الآيات التالية في شأنه إذ يقول اللّه تعالى : «ذَرْني وَمَنْ خَلقْتُ وَحيداً. وَجَعلْتُ لَهُ مالا مَمدُوداً. وَبَنينَ شُهُوداً. وَمَهَّدْتُ لَهُ تمهيداً. ثُمّ يَطْمَعُ أنْ أزيدَ. كَلا انّه كانَ لآياتِنا عَنيداً. سارْهقُهُ صَعُوداً. إنّه فكَّرَ وَقدّر. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدّرَ. ثُمَّ نَظرَ. ثُمَّ عَبسَ وَبَسرَ. ثُمَّ أَدْبَر وَاْستَكْبَرَ. فَقالَ إنْ هذا إلاّ سِحْرٌ يُؤْثَر ... ( إلى قوله : )فَما لَهُمْ عِنَ التَذكِرَة مُعْرضيْن. كأَنَّهُمْ حُمُرٌ مستنفِرة فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَة »(٣) .

* * *

الإصرار في نسبة الجنون إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

يعتبر إتصاف النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واشتهاره بين الناس بالصدق والامانة وغيرها من مكارم الأخلاق منذ شبابه من مسلَّمات التاريخ.

وهو بالتالي أمرٌ اعترف به حتّى أعداؤه الالدّاء ، فقد دانوا بفضله ، وأقرُّوا

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٧٠.

٢ ـ مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٣٨٦ و ٣٨٧.

٣ ـ المدثر : من ١١ ـ ٥١.

٤٦٩

بأخلاقه الكريمة وسجاياه النبيلة ، دون تلكؤ ، ولا إبطاء.

وقد كانَ من أوصافه الحسنة البارزة ان جميع الناس كانوا يدعونه « الصادق » « الامين » وكانوا يثقون بأمانته ثقة كبرى(١) حتّى أن المشركين كانوا يودعون ما غلى من أموالهم عنده ، واستمر هذا الأمر حتّى عشرة أعوام بعد دعوته العلنيّة.

وحيث أن دعوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ثقلت على المعاندين فاجتهدوا في أن يصرفوا عنه الناس بما ينسبون إليه من بعض النسب الّتي توجب سوء الظنّ به ، ومن ثم إفشال دعوته ، وحيث أنهم كانوا يعلمون أن النِسَبَ الاُخرى ممّا لا يقيم لها المشركون وزناً ، لأنها امور بسيطة في نظرهم ، من هنا رأوا بأن يتهمونه بالجنون ، والزعم بان ما يقوله ويقرؤه ما هو إلاّ من نسج الخيال ، ومن أثر الجنون الّذي لا يتنافى مع الزهد ، والأمانة ، وذلك تكذيباً لدعوته.

ثم عملت قريش على إشاعة هذه النسبة ، واتخذت وسائل عديدة وما كرة لترويجها وبثّها بين الناس.

ومن شدّة مكرهم ومراءاتهم أنّهم كانوا يتخذون موقف المتسائل المحايد فيطرحون هذه التهمة في قالب الشك ، والترديد إذ يقولون : «أفترى على اللّه كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ »(٢) .

وهذه هي بعينها الحيلةُ الشيطانية الّتي يتوسَّل بها ويتستر وراءها أعداء الحقيقة دائماً عند ما يريدون تكذيب المصلحين العظام ، واسقاط خطواتهم وافكارهم من الاعتبار ، والحطّ من شأنها وأهميتها.

ويشير القرآنُ أيضاً إلى انّ هذا الاسلوب الماكر الذميم لم يكن مختصاً بالمعارضين في عهد الرسالة المحمَّدية ، بل كان المعارضون في الأعصر الغابرة أيضاً يتوسلون بهذا السلاح لتكذيب الرسل ، والانبياء إذ يقول عنهم :

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٩ ، ص ٦٢ عن عبيداللّه بن ابي رافع : كانت قريش تدعو محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجاهلية الامين وكانت تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها ، وكذلك كلُ من كان يقدم مكة من العرب في الموسم ، وجاءته النبوة والرسالة والامر كذلك.

٢ ـ سبأ : ٨.

٤٧٠

«كَذلكَ مَا أتى الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُول إلاّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتواصَوْا بِه بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ »(١) .

وتحدّث الاناجيلُ الحاضرة هي الاُخرى عن ان المسيحعليه‌السلام عندما وعظ اليهود قالوا : إنّ فيه شيطاناً ، فهو يهذي فلماذا تسمعون إليه؟!(٢) .

ومن المسلّم والبديهي أنَّ قريشاً لو كان في مقدورها أن تتهم رسولَ اللّه الصادق الأمينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغير هذا الاتهام وتنسب إليه غير هذه النسبة لما تأخرت عن ذلك ، ولكن حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المشرقة خلال الاربعين سنة الماضية ، وسوابقه اللامعة في المجتمع المكيّ وغير المكي كانت تحول دون أن ينسبوا إليه شيئاً من تلك النسب القبيحة ، الذميمة.

لقد كانت « قريش » مستعدة لأن تستخدم أي شيء ـ مهما صغر ـ ضد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فمثلا عند ما وجده أعداء الرسالة يجلس إلى غلام مسيحيّ يدعى « جبر » عند المروة ، انطلقوا يستخدمون هذا الأمر ضدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوراً فقالوا : واللّه ما يُعلِّمُ محمَّداً كثيراً ممّا يأتي به الا « جبر » النصراني.

فردّ عليهم القرآن الكريمُ بقوله : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّما يُعلِّمُه بَشَرٌ لِسانُ الَّذي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أعْجَميّ وَهذا لِسانٌ عَربيّ مُبِيْنٌ »(٣) .

«وَقَدْ جاءهُم رَسولٌ مُبينٌ ثُمَّ تَولُوا عَنهُ وَقالُوا معلَّمٌ مَجنُونٌ »(٤) .

القرآن يرد على جميع الاتهامات :

وربما نسبوا إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكهانة ، والكاهن هو من يتصل بعناصر من الجن(٥) أو الشياطين ويتلقى منهم اخباراً حول الماضي والمستقبل ،

__________________

١ ـ الذاريات : ٥٢ و ٥٣.

٢ ـ انجيل يوحنا : الفصل ١٠ ، الفقرة : ٢٠ ، والفصل ٧ ، الفقرة ٤٨ و ٥٢.

٣ ـ النحل : ١٠٣.

٤ ـ الدخان : ١٣ و ١٤.

٥ ـ الجن كائن من الكائنات ومخلوق من مخلوقات اللّه تعالى وقد اخبر به القرآن الكريم في مواضع عديدة كما سميت احدى السور باسم الجن.

٤٧١

وكان هذا موجوداً قبل الإسلام كما ترويه كتب السير والتواريخ(١) .

وقد رد القرآن الكريم على هذه المقالة وهذا الزعم إذ قال تعالى : «وَلا بِقَولْ كاهِن قَليلا ما تَذكَّرُونَ »(٢) كما ردّ ايضاً تهمة السحر ، والكذب والافتراء والشعر إذ قال تعالى وهو يصف المتهمين تارة بالكفر واُخرى بالظلم : «وَعَجِبُوا أَنْ جاءهُمْ مُنْذرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرونَ هذا سَاحِرٌ كَذّابٌ »(٣) .

وقال تعالى : «وَقالَ الظالِمُونَ إنْ تَتَّبِعُونَ إلاّ رَجُلا مَسْحُوراً »(٤) .

وقال سبحانه متعجباً مِنهم : «قالُوا إنَّما أنتَ مِنَ المُسحَّرينَ »(٥) .

وقال تعالى : «وَقالُوا يا أيُّها الَّذي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِكْرُ إنَّكَ لَمجْنُونٌ »(٦) .

وقال سبحانه : «وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُون »(٧) .

وقال عزّ وجلّ : «فَذكِّر فَما أَنْتَ بِنعْمةِ رَبّكَ بِكاهِن وَلا مَجْنُون »(٨) .

وقال تعالى : «قالُوا إنّما أنْتَ مُفْتَر بل أكثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ »(٩) .

وقال تعالى : «أمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْر سُوَر مِثلِه »(١٠) .

وقال سبحانه : «وَقالَ الّذينَ كَفَرُوا إنْ هذا إلاّ إفكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَليْهِ قَومٌ آخرونَ فَقدْ جاءوا ظُلماً وَزُوراً »(١١) .

وقال سبحانه : «أفتَرى عَلى اللّه كَذِباً أمْ بِهِ جِنَّةٌ »(١٢) .

وقال تعالى : «أَم يَقُولُونَ شاعِرٌ نَترَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُون »(١٣) .

وقال تعالى : «وَما عَلَّمْناهُ الشَّعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقران مُبِيْن »(١٤) .

وربما وصفوا القرآن بانه اضغاث احلام فردهم سبحانه بقوله.

«بَلْ قالُوا أضغاثُ أحْلام بلِ افْتراهُ بَلْ هُوَ شاعرٌ »(١٥) .

__________________

١ ـ راجع : بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب : ج ٣ ، ص ٢٦٩ باب علم الكهانة والعرافة.

٢ ـ الحاقة : ٤٢.

٣ ـ ص : ٤.

٤ ـ الفرقان : ٨.

٥ ـ الشعراء : ١٥٣.

٦ ـ الحجر : ٦.

٧ ـ التكوير : ٢٢.

٨ ـ الطور : ٢٩.

٩ ـ النحل : ١٠١.

١٠ ـ هود : ١٣.

١١ ـ الفرقان : ٤.

١٢ ـ سبأ : ٨.

١٣ ـ الطور : ٣٠.

١٤ ـ يس : ٦٩.

١٥ ـ الانبياء : ٥.

٤٧٢

وهكذا نجدهم ذهبوا في استخدام سلاح الاتهام والتشويش على الشخصية المحمَّدية والرسالة الإسلامية كل مذهب ، فمرة وصفوه بانه كاهن واُخرى بانه ساحر وثالثة بانه مسحور ، ورابعة بانه مجنون وخامسة بانه معلّم وسادسة بانه كذاب وسابعة بانه مفتري وثامنة بانه مفترى أو مجنون على سبيل الترديد وتاسعة بانه شاعر وعاشرة بان ما يقوله ما هو الاّ اضغاث احلام.

٢ ـ فكرةُ معارضة القرآن :

لم يُجدِ استخدام سلاح الإتهام ضد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفعاً ، ولم يأت بالثمار الّتي كان يتوخاها المشركون منه ، لأن الناس كانوا يُدركون بفطنتهم وفراستهم أن للقرآن جاذبيّة غريبة ، وأنهم لم يسمعوا كلاماً حلواً ، وحديثاً عذباً مثله.

ان لكلماته من العمق والعذوبة بحيث يتقبّلها كلُ قلب ، وتسكن اليها كل نفس.

من هنا لم ينفع اتهام قريش لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالجنون وبأنَّ ما يقوله إن هو الاّ من نسج الخيال ، ونتائج الجنون ، شيئاً ، فقررت أن تخطّط لتدبير آخر ظناً منهم بأنّ تنفيذه سيصرف الناس عنه ، وعن الاستماع إلى كتابه ، ألا وهو : معارضة القرآن الكريم.

فعمدت إلى « النضر بن الحارث » وكان من شياطين قريش ، وممّن كان يؤذي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وينصب له العداوة ، وكان قد قضى شطراً من حياته في الحيرة بالعراق وتعلّم بها أحاديث ملوك الفرس واحاديث « رُستم » و « إسفنديار » وقصصهم ، وحكاياتهم ، وأساطيرهم ، وطلبوا منه أن يجمع الناسَ ويقص عليهم من تلكم الأساطير والحكايات يلهي بها الناس عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويصرفهم عن الإصغاء إلى القرآن الكريم!!

فكان إذا جلس رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مجلساً فذكَّر الناس فيه باللّه ، وحذر قومه ما أصاب مَن قبلَهم من الاُمم من نقمة اللّه ، خَلفه « النضرُ » في مجلسه

٤٧٣

إذا قامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : أنا واللّه يا معشر قريش أحسنُ حديثاً منه فهلمَّ إليّ ، فأنا اُحدِّثكم أحسنَ من حديثه.

ثم يحدّثهم عن ملوك الفرس و « رستم » و « اسفنديار » ثم يقول :

بماذا محمَّد أحسن حديثاً مني وما حديثه إلاّ أساطير الأَولين اكتتبهاكما اكتتبتُها؟(١) .

وقد كانت هذه الخُطة حمقاء جداً إلى درجة أنها لم تدم إلاّ عدة ايام لا اكثر حتّى أن قريشاً سأمت من أحاديث « النضر » وسرعان ما تفرّقت عنه.

وقدنزل في هذا الشأن آيات هي : «وَقالُوا أساطيرُ الأَوَّليْنَ اكتتبها فهي تمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأصِيْلا * قُلْ أَنْزلَهُ الَّذيْ يعْلَمُ السِّرّ في السَماواتِ وَالأَرْضِ إنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحيماً »(٢) .

* * *

تحججات صبيانيّة وجاهليّة :

وربما جسَّدوا معارضتهم للدعوة المحمَّدية في صورة تحججات ومجادلات جاهليّة ومآخذ سخيفة اخذوها على رسول اللّه ورسالته ، تنم عن تكبر وجهل ، وعناد ولجاج طبعوا عليه.

وها نحن نذكر ابرزها :

أ ـ لماذا لم ينزل القرآن على ثريّ من اثرياء مكة أو الطائف؟!

قال تعالى حاكيا قولهم : «لَولا نُزِّلَ هذا الْقُرانُ عَلى رَجُل مِنَ الْقَريَتَيْنِ عَظِيْم »(٣) .

ب ـ لماذا لم يرسل اليهم ملائكة ولماذا هو بشر؟!

قال تعالى عنهم : «وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أن يُؤْمِنُوا إذْ جاءهُمْ الهُدى إلاّ أَنْ قالُوا أبعَثَ اللّه بَشَراً

__________________

١ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٠٠ و ٣٥٨.

٢ ـ الفُرقان : ٥ و ٦.

٣ ـ الزخرف : ٣١.

٤٧٤

رَسُولا »(١) .

وقال تعالى حاكياً عنهم أيضاً : «وَقالُوا ما لِهذا الرَّسُول يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشي فِي الأَسْواقِ »(٢) .

ج ـ انَّه يدعو إلى خلاف ما كان عليه الآباء ، من الدين والعقيدة والسلوك؟

يقول عنهم سبحانه : «وَإذا قِيْلَ لَهُمْ تَعالَوْا إلى ما أَنْزَلَ الله وَإلى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْه آباءنا أو لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ »(٣) .

د ـ تبديل الآلهة بإلهٍ واحد.

قال اللّه عنهم : «وَعَجِبُوا أَنْ جاءهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذّابٌ * أَجعَلَ الآلِهَةَ إلهاً واحِداً إنْ هذا لِشَيء عُجابٌ »(٤) .

هـ ـ القول بحشر الاجساد وتجدد الحياة في يوم القيامة.

قال تعالى عنهم : «وَقالُوا ءإذا ضَلَلْنا فِي الاْرْضِ ءإنّا لِفِي خَلْق جَدِيد »(٥) .

و ـ لماذا ليس عنده مثل ماكان لدى موسى من المعجزات كالثعبان المنقلب من العصا ، وقد توصل المشركون إلى هذا النمط من الاعتراض بسبب اتصالهم بأحبار اليهود.

يقول اللّه عنهم : «فَلَمّا جاءهُمْ الْحقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا اُوتِيَ مِثْلُ ما اُوْتيَ مُوسى »(٦) .

ز ـ لماذا ليس معه ملك يُرى ويشاهَد ويحضر معه في كل مقام ومشهد.

قال تعالى : «وَقالُوا لَولا اُنْزلَ عَلَيْهِ مَلَكْ »(٧) .

__________________

١ ـ الاسراء : ٩٤.

٢ ـ الفرقان : ٧.

٣ ـ المائدة : ١٠٤.

٤ ـ ص : ٤ و ٥.

٥ ـ السجدة : ١٠.

٦ ـ القصص : ٤٨.

٧ ـ الانعام : ٨.

٤٧٥

مقترحات عجيبة ومطاليب غريبة :

وكان المشركون إذا نفذت تحججاتهم واعتراضاتهم الواهية ، وقوبلوا بردود قوية وقاطعة عليها عمدوا إلى طرح مقترحات سخيفة على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سياق معارضتهم لدعوته ونورد هنا ابرز تلك الاقتراحات ليعرف القارئ الكريم مدى معاناة النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قومه :

لقد اقترحوا عليه :

١ ـ ان يعبد اصنامهم سنة ويعبدوا إلهه سنة اُخرى وجعلوا ذلك شرطا لايمانهم بدعوته!!

فأنزل اللّه تعالى في ردّهم بسورة « الكافرون » : «بِسْم اللّه الرَّحْمن الرَّحيم. قُلْ يا أَيُّها الْكافِرُونَ * لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ. وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ. وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ. وَلا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ. لَكُمْ دِينَكُمْ وَلِيَ دِيْنِ ».

٢ ـ تبديل القرآن ، فقد دفع نقدُ القرآن الكريم للوثنية ، والازاء على الاصنام ، دفعهم إلى ان يطلبوا من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يأتي لهم بقرآن آخر لا يحتوي على شجب عبادة الاوثان والازدراء بالاصنام ، وابطالها.

قال اللّه تعالى عن فعلهم هذا : «وَإذا تُتْلى عَلَيْهِم آياتُنا بيِّنات قالَ الَّذيْنَ لا يَرْجُونَ لِقاءنا ائتِ بِقُرآن غَيْر هذا أوْ بَدّلهُ »(١) .

فردّ اللّه عليهم بقوله : «قُلْ ما يَكُونُ لِيْ أَنْ اُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاء نَفْسِيْ إنْ اتّبعُ إلا ما يُوْحى إلَيَّ إنِّي أخافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْم عَظيْم »(٢) .

٣ ـ مطاليب مادية عجيبة!!

__________________

١ و ٢ ـ يونس : ١٥.

٤٧٦

وقد عمدوا ـ بسبب عنادهم وعتوهم ـ إلى المطالبة باُمور لا ترتبط بهداية الناس ، مثل مطالبته بان يفجر لهم ينابيع ، أو يُسقط السماء على رؤوسهم قطعاً ، أو يصعد إلى السماء ، أو يأتي باللّه سبحانه وتعالى ، أو غير ذلك من الاقتراحات والمطاليب الّتي كانت إما مستحيلة في نفسها أوتناقض غرض الدعوة!!

قال اللّه حاكياً عنهم ذلك : «وَقالُوا لَنْ نُؤمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يُنْبُوعاً. أوْ تَكُون لَكَ جَنّةٌ مِنْ نَخيْل وَعنَب فَتُفَجِّر الاْنهارَ خِلالَها تَفْجِيراً. أوْ تَأتِيَ بِاللّه وَالْمَلائكةِ قَبِيلا. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْت مِنْ زُخْرُف أوْ تَرْقى في السَّماء »(١) .

صبر النبيّ واستقامته وثباته :

ولقد قابل رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كل هذه التحججات الايذائية وما طرح مِنَ الاقتراحات المستحيلة بصبر عظيم وثبات هائل ، ايماناً منه بدعوته ، وحرصاً على ابلاغ رسالته ، وبفعل التأييد الالهي من جانب.

يقول اللّه تعالى في هذا الصدد :

١ ـ «فَاْصْبِرْ كَما صَبَرَ اُوْلوا العْزْم مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ »(٢) .

٢ ـ «وَاتّبِعْ ما يُوحْى إلَيْكَ وَاِصْبِرْ حَتّى يَحْكُمَ اللّه وَهُوَ خَيْرُ الحاكِميْن »(٣) .

٣ ـ «وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إلاّ بِاللّه وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ »(٤) .

٤ ـ «وَاصْبِرْ نَفْسكَ مَعَ الَّذيْنَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَداوَة وَالعَشِيِّ »(٥) .

٥ ـ «فَاصْبِرْ لِحُكْم رَبّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الحُوْت »(٦) .

٦ ـ «وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلا »(٧) .

__________________

١ ـ الاسراء : ٩٠ ـ ٩٣.

٢ ـ الاحقاف : ٣٥.

٣ ـ يونس : ١٠٩.

٤ ـ النحل : ١٢٧.

٥ ـ الكهف : ٢٨.

٦ ـ القلم : ٤٨.

٧ ـ المزمل : ١٠.

٤٧٧

معاجز النبيّ لم تنحصر في القرآن :

وبالمناسبة لابد أن نذكر أن المشركين ومن حذى حذوهم من الكفار والمعارضين للرسالة الإسلامية كانوا يطالبون رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمعاجز وديات لا بدافع الرغبة في الايمان بدعوته بل بدافع اللجاج والعناد ، وإلا فان معاجز النبيّ لم تنحصر في الكتاب العزيز ، فقد اتى رسول اللّه بآيات ومعاجز كثيرة اُخرى غير القرآن ، كان كل واحد منها يكفي للاقتناع برسالته ، والايمان بصحة دعواه.

فالقرآن نفسه يشير إلى أبرز هذه المعاجز وهي :

١ ـ شقّ القمر

فقد طلب المشركون من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يشق لهم القمر نصفين حتّى يؤمنوا به ، فلمّا على ذلك لهم باذن اللّه كفروا به وقالوا انه سحر!!

يقول اللّه تعالى : «إقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ. وَإنْ يَروْا آيَة يُعْرضُوْا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتمِرّ »(١) .

٢ ـ المعراج

ان العروج برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والّذي سيأتي مفصلا هو الآخر معجزة من معاجزه القوية ، وقد نطق بها القرآن بقوله : «سُبْحانَ الَّذي أسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرام إلى الْمَسْجِدَ الأَقْصى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُريَهُ مِنْ آياتِنا إنَّه هُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيرُ »(٢) .

____________

١ ـ القمر : ١ و ٢.

٢ ـ الاسراء : ١.

٤٧٨

٣ ـ مباهلة أهل الباطل

ان تقدم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع مَن خرج بهم إلى المباهلة ، واحجام النصارى عن مباهلته ، معجزة اُخرى من معاجزهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه القضية إذ قال : «فَمَنْ حاجَّكَ فِيْهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءكَ مِنَ العلم فَقُل تَعالوا نَدْعُ أَبْناءنا وَأَبْناءكُمْ وَنِساءنا وَنِساءكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعلْ لَعْنَةَ اللّه عَلىَ الْكافِرينَ »(١) .

وستأتي قصَّة المباهلة على نحو التفصيل في حوادث السنة العاشرة من الهجرة.

٤ ـ الاخبار بالمغيبات

فقد كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبر عن اُمور غائبة كما يقول اللّه سبحانه حاكيا عنه : «وَاُنبِّئكُمْ بِما تأكلون وما تَدَّخِرُونَ فِيْ بُيُوتكُمْ »(٢) .

هذا وقد أخبرت الاخبار والاحاديث عن معاجز كثيرة لرسول اللّه غير القرآن الكريم.

__________________

١ ـ آل عمران : ٦١.

٢ ـ آل عمران : ٤٩ ، وقد اشار القرآن الكريم إلى موارد اُخرى من هذه القبيل.

فقد اخبر عن غلبة الروم بعد سنين : قال تعالى :

«الم غُلِبَتِ الرُّومُ * في أدْنى الأرْض وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَييغْلِبُونَ. في بِضْعِ سِنْينَ * للّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعدُ وَيَومئذ يَفْرحُ الْمؤمنون » ( الروم : ١ ـ ٤ ).

واخبر عن هلاك ابي لهب قال تعالى :

«تَبَّت يَدا أبي لَهَب وَتَبّ ... الخ ».

وأخبر عن هزيمة المشركين في بدر قال سبحانه :

«سيهزم الجمع ويولون الدبر » ( القمر : ٤٥ ).

٤٧٩

ومن هذه المعاجز ما ذكره الامام اميرالمؤمنين علّي بن أبي طالب ـ كما في نهج البلاغة ـ حول سؤال المشركين من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلع شجرة بعروقها وجذورها ولما فعل ذلك وقال : « يا أيّتها الشجرة ان كنت تؤمنين باللّه واليوم الآخر ، وتعلمين أني رسول اللّه فانقلعي بعروقك حتّى تقفي بين يديّ باذن اللّه ».

فانقلعت بعروقها ولها دوّي عجيب ووقفت بين يدي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكنهم كذّبوا وقالوا ساحر كذاب ، علواً واستكباراً.

وقد صرح الامام في كلامه هذا أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبرهم بانهم لا يؤمنون وان ظهرت لهم المعجزة الّتي طلبوها ، وان فيهم من يطرح في القليب ( في معركة بدر ) وان منهم من يحزّب الأحزاب ( لمعركة الخندق )(١) .

اصرار النبيّ على هداية قريش :

بل كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحرص على هدايتهم وارشادهم وايقاظهم. فقد كان زعيم المسلمين وقائدهم يعلم جيداً بأن اعتقاد أغلبية الناس بالأوثان ما هو الاّ أمر نابع من تقليد الآباء ، والجدود ، أو اتباع أسياد القبيلة وكبرائها ، وهو بالتالي لا يستند إلى جذور في أعماق الناس واُسس في عقولهم ونفوسهم.

من هنا فانَّ أيَّ انقلاب يحصل ويحدث في اوساط السادة والكبراء بان يؤمن أحدهم مثلا كان كفيلا بأن يحلّ الكثير من المشاكل.

من هنا كان ثمة إصرار كبير على جرّ « الوليد بن المغيرة » الّذي أصبح ابنه « خالد » في ما بعد من قادة الجيش الاسلاميّ والمشاركين في الفتوح الإسلامية إلى صف المؤمنين بالرسالة المحمَّدية ، لأنّه كان أسنَّ مَن في قريش واكثرهم نفوذاً ، وأعلاهُم مكانة ، وأقواهم شخصية ، وكان يُدعى حكيم العرب ، وكانت العرب تحترم رأيه إذا اختلفت في أمر.

__________________

١ ـ نهج البلاغة : قسم الخطب الرقم ١٩٢.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559