منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال14%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336730 / تحميل: 4472
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

ولا رواية العقرقوفي الصحيحة المرويّة في التهذيب والاستبصار في حكاية تزويج المرأة التي لها زوج من قوله : ما أظن تناهى علمه بعد(٥) ، لاحتمال كونه المرادي حيث روى عن العقرقوفي ذلك بطريق آخر وفيه : فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي(٦) ، وعلى تقدير كونه الأسدي كما استقربنا في المرادي فقد ظهر الجواب هناك ، مضافاً إلى عدم ثبوت القدح بمجرّد هذا القدر من الرجحان ، فليتأمّل.

ولا قول علي بن الحسن بن فضّال : إنّه كان مخلّطاً(١) ، لكونه فطحيّاً(٢) مع قرب التوجيه واحتمال كونه غيره ، ولا يخفى أنّ سؤال محمّد بن مسعود هل كان متهماً بالغلو وجواب علي يدلان على أنّه لم يكن معروفاً بالواقفيّة ، فتدبّر.

وقد مضى في زرعة حديث ابن قياما بهذا المتن والسند وفيه : فما أصنع برواية زرعة عن سماعة. إلى آخره(٣) .

وفي الكافي عن سماعة قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفرعليه‌السلام في منزله بمكّة فقال محمّد بن عمران : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : نحن اثنا عشر محدّثاً ، فقال له أبو بصير : سمعت من أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ فحلَّفه مرّة أو مرّتين أنّه سمعه ، فقال أبو بصير : لكنّي‌

__________________

(٥) التهذيب ٧ : ٤٨٧ / ١٩٥٧ والاستبصار ٣ : ١٨٩ / ٦٨٧ ، وفيهما : ما أظنّ ( أنّ د ) صاحبنا تكامل علمه. ورواها الكشّي في رجاله : ١٧١ / ٢٩٢ قائلاً : ما أظنّ صاحبنا تناهى حلمه ( حكمه خ ) بعد.

(٦) رجال الكشّي : ١٧٢ / ٢٩٣.

(١) رجال الكشّي : ٤٧٦ / ٩٠٣.

(٢) أي كون علي بن الحسن بن فضّال فطحيّاً.

(٣) رجال الكشّي : ٤٧٧ / ٩٠٤.

٤١

سمعته من أبي جعفرعليه‌السلام (١) ، فتدبّر.

وممّا يؤيّد رواية ابن أبي عمير عنه(٢) ، والقرينة على كونه هو مشاركة ابن أبي حمزة الذي هو قائد يحيى له في الرواية عنه.

وفي العيون عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم عن الصادقعليه‌السلام عن أبيه عن جدّه عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وآخرهم القائمعليه‌السلام ، خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن والمنكر لهم كافر(٣) .

وفي كشف الغمّة عن إسحاق بن عمّار قال : أقبل أبو بصير مع أبي الحسن يعني الكاظمعليه‌السلام من المدينة يريد العراق فنزل زُبالة(٤) ، فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني وكان تلميذاً لأبي بصير فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير ، فقال : يا علي إذا صرنا إلى الكوفة تقدم في كذا ، فغضب أبو بصير فخرج من عنده فقال : ما أرى هذا الرجل وأنا أصحبه منذ حين ثمّ يتخطّاني بحوائجه إلى بعض غلماني ؛ فلمّا كان من الغد حُمّ أبو بصير بزبالة ، فدعا علي بن أبي حمزة وقال : استغفر الله ممّا حلّ في صدري من مولاي من سوء ظنّي ، إنّه كان قد علم أني ميّت وأني لا أُلحق بالكوفة ، فإذا أنا متّ فافعل بي كذا وتقدّم في كذا. فمات أبو بصير بزبالة(٥) .

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٤٩ / ٢٠.

(٢) الكافي ٢ : ٢٦١ / ١ والتهذيب ٢ : ١٥٩ / ٦٢٥ وغيرهما.

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٥٩ / ٢٨.

(٤) زُبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة ، وهي قرية عامرة بها أسواق ، بين واقصة والثعلبيّة ، معجم البلدان : ٣ / ١٢٩.

(٥) كشف الغمّة : ٢ / ٢٤٩.

٤٢

وهذا الحديث وإن كان ينافي الوقف ظاهراً ، إلاّ أنّه يظهر منه قدح عظيم فيه لكنّه غير مضر بالنسبة إلى أحاديثه ، لكونه هذه الحالة في آخر عمره ولم يلبث أن مات. هذا على كونه مرادهم من الثقة : العادل.

وفي النقد أيضاً أنّه رجلان أحدهما واقفي يعني الحذّاء(١) .

وفي الوجيزة : أبو بصير يحيى بن القاسم ثقة على الأظهر(٢) .

هذا والأصحاب ربما يحكمون بصحّة رواية أبي بصير عن الصادقعليه‌السلام مع عدم ظهور قرينة كونه المرادي فتأمّل. ومضى في المرادي ماله دخل ؛ وفي بريد(٣) وعبد الله بن وضّاح ما يدلّ على جلالته(٤) ؛ وفي الفوائد ما ينبغي أن يلاحظ(٥) .

أقول : الظاهر كما حققه سلمه الله تغاير الرجلين وأنّ المذكور فيجش غير المذكور فيظم أوّلاً بل هو المذكور فيه ثانياً. والظاهر أنّ كلمة « أبي » في أبي القاسم زائدة فيقر في الترجمة الثانية كما استظهره في المجمع أيضاً(٦) .

وقال الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله : لا يخفى أنّه ربما يظهر من عبارات الشيخ المغايرة بين ابن القاسم الحذّاء(٧) وابن القاسم المكنى بأبي‌

__________________

(١) نقد الرجال : ٣٧٥ / ٧٢.

(٢) الوجيزة : ٣٤٠ / ٢٠٨٤ ، وزاد : وفيه كلام.

(٣) فيه أنّ أبا بصير الأسدي من الّذين اجتمعت العصابة على تصديقهم ، وقال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي : أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري.

(٤) نقلاً عن رجال النجاشي : ٢١٥ / ٥٦٠ فيه أنّ عبد الله بن الوضّاح صَاحَب أبا بصير يحيى بن القاسم كثيراً وعرف به ، وله كتاب الصلاة أكثره عن أبي بصير.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧١.

(٦) مجمع الرجال : ٢٦٣.

(٧) في نسخة « ش » : وبين.

٤٣

بصير ، وأنّ الواقفي هو الحذّاء وكلام العلاّمة فيصه وباقي الأصحاب يقتضي الاتحاد إلى آخر كلامهرحمه‌الله (١) .

وقول الميرزا : كلامكش كما فيصه يدلّ على الاتحاد ، لعلّ الظاهر خلافه بملاحظة ذكره في العنوان اسمين ، وجعل أحدهما ابن أبي القاسم والآخر ابن القاسم ، فتأمّل.

وما مرّ عن الفاضل الخراساني من أنّ المراد في قولكش وأبو بصير هذا. إلى آخره أبو بصير المذكور في العنوان ، يبعده قولكش في العنوان إنّ أبا بصير ابن أبي القاسم بزيادة كلمة « أبي » قبل القاسم ، فتدبّر.

وقول الأستاذ العلاّمة دام علاه : ولأنّ الظاهر من قولهعليه‌السلام كان ملتوياً على الرضاعليه‌السلام ، وقوله : رجع ، البقاء إلى زمانه خلاف الظاهر ، لتصريحجش والرواية المذكورة عن الكشف أيضاً بوفاة أبي بصير في زمن الكظامعليه‌السلام ، فيتعيّن كون(٢) المراد به الحذّاء الواقفي ، وهو الذي كان ملتوياً على الرضاعليه‌السلام منكراً إمامته ، وقولهعليه‌السلام : إن كان رجع ، ظاهره عدم الرجوع ، مضافاً إلى أنّ في الرواية التصريح بالحذّاء. وقد أطال الكلام سلمه الله في أنّ الأسدي الثقة ليس حذّاء ، على أنّ الذي في نسختي من الاختيار ونقله الميرزا عنه أيضاً كما مرّ : واسم عمّه القاسم الحذّاء فلا تكون الرواية في أحدهما بل تكون خارجة مما نحن فيه.

وقوله سلمه الله : ولا يخفى أن سؤال محمّد بن مسعود. لا يخفى أن ظاهركش أنّ سؤال محمّد بن مسعود وقع عن الحذّاء كما استظهره دام فظله في أول كلامه ، فلا احتياج إلى التصدي لدفعه ، وخبر الكشف وإن‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ٣٤٤ / ٢١٤٠.

(٢) في نسخة « ش » : كونه.

٤٤

كان يظهر منه قدح فيه لكنّه استغفر وتاب ورجع عمّا قال ، ولذا ترى جش صرّح بوثاقته ووجاهته ، ولو كان الأمر كما أفاده لكان الواجب الحكم بفسقه لا محالة بل كفره ، وإن كانت رواياته في حكم الصحيح.

هذا ولا يخفى أنّ في صدر الخبر المتضمّن لالتواء الحذّاء على الرضاعليه‌السلام اسم السائل عن الإمامعليه‌السلام والقاصد قصده : علي بن محمّد بن القاسم ، وفي آخره : محمّد بن علي بن أبي القاسم(١) متلوياً وبزيادة « أبي » مع القاسم.

وفي حواشي المجمع : في حقيقة اسم هذا الرجل سهو في أحد الموضعين ، ولعلّه محمّد بن علي المذكور في ترجمة عبد الله بن محمّد أبي بكر الحضرمي(٢) وفي أحمد بن إسحاق القمي(٣) انتهى(٤) ، وفيه تأمّل ظاهر(٥) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن القاسم الحذّاء المكنى بأبي بصير ، عنه علي بن أبي حمزة ، وأبان بن عثمان الأحمر ، وشعيب العقرقوفي ، والحسين بن أبي العلاء ، والحسن بن علي بن أبي حمزة ، ومحمد بن عيسى بن عبيد على دعوى ملا محمّد أمين الأسترآبادي(٦) .

وفي الفقيه في باب ولاء المعتق : عن عاصم بن حميد عن أبي بصير(٧) .

__________________

(١) في النسخة المطبوعة من رجال الكشّي : محمّد بن علي بن القاسم الحذّاء.

(٢) رجال الكشّي : ٤١٧ / ٧٩٠.

(٣) رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥١.

(٤) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٣.

(٥) وجه التأمّل أنّ محمّد بن علي المذكور في ترجمة عبد الله وأحمد من مشايخ الكشّي ، بينما المذكور هنا يروي عنه الكشّي بأربع وسائط فلاحظ.

(٦) هداية المحدّثين : ١٦٢ ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٧) الفقيه ٣ : ٧٩ / ٢٨٣ وغيره أيضاً.

٤٥

٣٢٤٨ ـ يحيى اللحّام :

بالحاء المهملة ، الكوفي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ثقة ،صه (١) .

وزادجش : له كتاب يرويه الحسن بن محبوب(٢) .

وفيست : له كتاب ، رويناه بهذا الاسناد ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٣) .

والإسناد جماعة ، عن أبي المفضّل(٤) .

وفيمشكا : يحيى اللحّام الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(٥) .

٣٢٤٩ ـ يحيى بن محمّد بن أحمد :

ابن محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أبو محمّد ، كان فقيهاً عالماً متكلّماً يسكن نيسابور ،صه (٦) .

وفيجش : ابن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن علي(٧) بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره ؛ وفيه : سكن(٨) .

وفيد : ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٢ / ١٤.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٥ / ١٢٠٢.

(٣) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٣.

(٤) الفهرست : ١٧٧ / ٧٩١.

(٥) هداية المحدّثين : ١٦٢. والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) الخلاصة : ١٨٢ / ٩ ، وفيها :. ابن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

(٧) في نسخة « ش » والمصدر زيادة : ابن علي.

(٨) رجال النجاشي : ٤٤٣ / ١١٩٤ ، وفيه : يحيى بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله.

٤٦

علي بن علي(١) بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . إلى آخره(٢) .

فوافق ما فيجش في عبد الله(٣) ووافقصه في تكرار علي باعتبار أكثر النسخ ، وكونه ابن محمّد بن أحمد. إلى آخره وهو الصحيح على ما يظهر من كتب النسب مثل عمدة الطالب(٤) وغيره.

وفيتعق : هو ابن العلوي المتقدّم(٥) .

أقول : هو الظاهر وفاقاً للمجمع(٦) .

هذا وفي نسخة منجش كما ذكره الميرزا في نسبه ، وفي اخرى وهي الأصح عبيد الله مصغّراً وعلي مكرراً ، وفي الحاشية على أوّل الاسم هكذا ابن محمّد بن أحمد. إلى آخره.

وفي الوجيزة جعله ابن أحمد بن محمّد(٧) ، ولعلّه لاضبطيّةجش والأمر كذلك لكن لا كليّاً.

والفاضل عبد النبي الجزائري ذكره في قسم الضعفاء(٨) وكم له من أمثال ذلك.

وفيمشكا : ابن محمّد بن أحمد الفقيه العالم يعرف بعدم استناد خبره إلى أحد من الأئمّةعليهم‌السلام (٩) .

__________________

(١) ابن علي الثانية لم ترد في المصدر.

(٢) رجال ابن داود : ٢٠٤ / ١٧١٧ ، ولم ترد فيه الكنية.

(٣) في عبد الله ، لم ترد في نسخة « م ».

(٤) عمدة الطالب : ٣٣٩ وما بعدها.

(٥) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٦) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٥.

(٧) الوجيزة : ٣٣٨ / ٢٠٦٠.

(٨) حاوي الأقوال : ٣٤٣ / ٢١٣٠.

(٩) هداية المحدّثين : ٢٦٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٤٧

٣٢٥٠ ـ يحيى بن محمّد بن عليم :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن عبيد الله بن نهيك ، عنه ،ست : (١) . ومرّ ابن عليم(٢) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن عليم ، عنه عبيد الله بن نهيك(٣) .

٣٢٥١ ـ يحيى بن معمّر العطّار :

روى عنه جعفر بن بشير في الحسن بإبراهيم(٤) ،تعق (٥) .

٣٢٥٢ ـ يحيى بن مقسم الكوفي :

أسند عنه ،ق (٦) .

٣٢٥٣ ـ يحيى بن وثّاب :

بالثاء المثلثة المشدّدة بعد الواو والباء الموحّدة بعد الألف ، قرأ على عبيد بن نضلة ، كان يقرأ عليه كل يوم آية وفرغ من القرآن في سبع وأربعين سنة ، وكان يحيى بن وثّاب مستقيماً ، ذكره الأعمش ،صه (٧) .

وعليها عنشه : عجباً من المصنّف ينقل عن الأعمش استقامة يحيى بن وثّاب ثمّ لا يذكر الأعمش في كتابه أصلاً ، ولقد كان حريّا لاستقامته وفضله ، وقد ذكره العامّة في كتبهم وأثنوا عليه مع اعترافهم‌

__________________

(١) الفهرست : ١٧٧ / ٧٩٠ ، وفيها : عبيد الله بن أحمد بن نهيك.

(٢) عن رجال النجاشي : ٤٤١ / ١١٨٨ والخلاصة : ١٨٢ / ٦.

(٣) هداية المحدّثين : ٢٦٧ ، وفيها : عبد الله. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) الكافي ١ : ٢٣٥ / ٤ علي بن إبراهيم عن أبيه وصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطّار عن بشير الدهّان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤.

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٤ / ١٤.

(٧) الخلاصة : ١٨١ / ١.

٤٨

بتشيّعهرحمه‌الله (١) ، وغير المصنّف من أصحابنا الّذين صنفوا في الرجال تركوا ذكره أيضاً ، واسمه سليمان بن مهران(٢) ، انتهى.

وفي ي منجخ في ترجمة عبيد بن نضلة قرأ يحيى بن وثّاب على عبيد بن نضلة إلى قوله مستقيماً ؛ وزاد : وذكر الأعمش أنّه كان إذا صلّى كأنّه يخاطب أحداً(٣) .

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(٤) (٥) .

٣٢٥٤ ـ يحيى بن هاشم :

كوفي ، قليل الحديث ، ثقة ،صه (٦) .

وزادجش : له كتاب ، إبراهيم بن سليمان عنه به(٧) .

وفيست : له كتاب رويناه بهذا الاسناد ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان ، عنه(٨) .

والإسناد جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(٩) .

٣٢٥٥ ـ يحيى بن يحيى التميمي :

ضا جخ عامّي ،د (١٠) . ولم أجده فيجخ أصلاً.

__________________

(١) راجع تهذيب التهذيب ٤ : ١٩٥ / ٨٦ ، تهذيب الكمال ١٢ : ٨٧ / ٢٥٧٠.

(٢) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨٦.

(٣) رجال الشيخ : ٤٨ / ٢٤.

(٤) الوجيزة : ٣٤١ / ٢٠٨٦.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨٦.

(٦) الخلاصة : ١٨٣ / ١٦.

(٧) رجال النجاشي : ٤٤٥ / ١٢٠٣.

(٨) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٩.

(٩) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٧.

(١٠) رجال ابن داود : ٢٨٤ / ٥٥٣.

٤٩

أقول : رأيته في نسختين منجخ فيضا كما نقلهد (١) فلاحظ.

وفي حاشية المجمع : يحيى بن يحيى التميمي عامّيضا (٢) . وفي الوجيزة : ضعيف(٣) ، فتدبّر.

(أقول : يأتي ذكره في الّذي يليه )(٤) .

٣٢٥٦ ـ يحيى بن يحيى الحنفي :

له كتاب ، أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أخيه أحمد ، عن أبيه ، عنه ،ست : (٥) ،جش (٦) .

أقول : الظاهر اتّحاده مع السابق عليه.

وفيمشكا : ابن يحيى الحنفي ، علي بن الحسن بن فضّال عن أخيه أحمد عن أبيه عنه(٧) .

٣٢٥٧ ـ يحيى بن يزيد :

مضى بعنوان ابن زيد(٨) ،تعق (٩) .

٣٢٥٨ ـ يحيى بن يعقوب :

أبو طالب القاضي خال أبي يوسف القاضي ، أسند عنه ،ق (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ٦. و: د لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٦ ولم يرد فيه أنّه من أصحاب الرضاعليه‌السلام .

(٣) الوجيزة : ٣٤١ / ٢٠٨٨.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) الفهرست : ١٧٨ / ٧٩٤ ، وفيه : يحيى بن الحنفي ، وفي مجمع الرجال : ٦ / ٢٦٦ نقلاً عنه كما في المتن. وهذه الترجمة لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال النجاشي : ٤٤٣ / ١١٩٥.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦٢.

(٨) عن أمالي الصدوق : ٣١٣ / ١ المجلس الحادي والستون.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤.

(١٠) رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٢.

٥٠

٣٢٥٩ ـ يزيد أبو خالد القمّاط :

مولى بني عجل بن نجيم ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وله كتاب يرويه جماعة ، صفوان عنه به ،جش (١) .

وزادصه قبل مولى : قال حمدويه : واسم أبي خالد القمّاط يزيد ؛ وبدل وله كتاب. إلى آخره : ناظر زيديّاً فظهر عليه فأُعجب الصادقعليه‌السلام (٢) .

وفي ضح : يزيد بالمثنّاة من تحت قبل الزاي وبعدها أبو خالد القمّاط بالقاف والميم المشدّدة مولى بني عجل بن نجيم(٣) بالجيم كوفي ثقة.

وجدت بخطّ السيّد السعيد صفيّ الدين محمّد بن معد حاشية صورتها : إن أراد يزيد هذا الكناسي فالّذي ذكره الدارقطني أنّه بريد بالباء الموحّدة قال : وهو شيخ من شيوخ الشيعة روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، والشيخ أبو جعفر الطوسيرحمه‌الله ذكر في رجال أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام وقال : يزيد بالياء المثنّاة من تحت والله أعلم(٤) ، انتهى.

وما فيكش من قول حمدويه فقد تقدّم في خالد بن يزيد(٥) ؛ وتقدّم أيضاً عنق : خالد بن يزيد يكنّى أبا خالد القمّاط(٦) ، فتأمّل.

أقول : ربما يوهم قول العلاّمةرحمه‌الله : قال حمدويه : اسم أبي خالد‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢٣ ، وفيه وفي الخلاصة : لجيم.

(٢) الخلاصة : ١٨٣ / ٤.

(٣) في المصدر : لجيم.

(٤) إيضاح الاشتباه : ٣٢٠ / ٧٧٠.

(٥) رجال الكشّي : ٤١١ / ذيل الحديث ٧٧٤.

(٦) رجال الشيخ : ١٨٩ / ٧١.

٥١

القمّاط يزيد أنّه مع ما يليه بأجمعه مقول قول حمدويه وليس كذلك ، بل هو فقط قوله كما رأيته في الاختيار وسبق في خالد.

هذا والظاهر أنّ القمّاط غير الكناسي الآتي بعيده ، والحاشية المذكورة من كلام صفي الدين محمّد بن معدرحمه‌الله الظاهر أنّها على الترجمة الآتية ، لأنّ الّذي ذكره الشيخرحمه‌الله فيقر وق هو الكناسي(١) لا القمّاط ، وقد ذكرهما في الوجيزة وجعل الأوّل ثقة والثاني ممدوحاً(٢) .

وفيمشكا : أبو خالد القمّاط(٣) ، عنه صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن سنان ، وابن سماعة. وهو عن حمران بن أعين(٤) .

٣٢٦٠ ـ يزيد أبو خالد الكناسي :

ق (٥) . وفيقر : يكنّى أبا خالد الكناسي(٦) .

وتقدّم في الّذي قبيله ما فيه.

أقول : فيمشكا : الكناسي ، عنه الحسن بن محبوب(٧) .

٣٢٦١ ـ يزيد أخو شتيرة :

مضى فيه(٨) ، ويحتمل كونه بالموحّدة والمهملة ،تعق (٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٧ ، ٣٣٦ / ٥٠.

(٢) الوجيزة : ٣٤١ / ٢٠٩٢ و ٣٤٢ / ٢٠٩٣.

(٣) في المصدر زيادة : الثقة.

(٤) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٠.

(٦) رجال الشيخ : ١٤٠ / ٧.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) عن الخلاصة : ٨٧ / ٢ نقلاً عن رجال الشيخ : ٤٥ / ٩ ، وفيه : شرحبيل وهبيرة وكريب ويزيد وسمير ويقال شتير هؤلاء اخوة بنو شريح قتلوا بصفّين كلّ واحد يأخذ لواءه بعد الآخر حتّى قتلوا ، إلاّ أنّ في الخلاصة بدل يزيد : بريد.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٧٤.

٥٢

٣٢٦٢ ـ يزيد بن إسحاق بن أبي السخف :

الغنوي(٧) يلقّب شعر ، له كتاب يرويه جماعة ، ابن الحميري عن أبيه عنه به ،جش (٨) .

وفيست : يزيد شعر له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل جميعاً ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد بن إسحاق شعر(١) .

وفيصه : ابن إسحاق شعر بالشين المعجمة والعين المهملة والراء روىكش عن حمدويه عن الحسن بن موسى عن يزيد بن إسحاق أنّه كان من أرفع الناس لهذا الأمر ، وأنّ أخاه محمّداً كان يقول بحياة الكاظمعليه‌السلام فدعا الرضاعليه‌السلام له حتّى قال بالحقّ(٢) ، انتهى.

وفيكش بالسند المذكور إلى قوله : وكان من أرفع الناس لهذا الأمر ، قال : خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً قال : فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه : إن كان صاحبك بالمنزلة الّتي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتّى أرجع إلى قولكم.

قال : قال لي محمّد : فدخلت على الرضاعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك ، وأنا كثيراً ما أُناظره فقال لي يوماً من الأيّام : سل صاحبك إن كان بالمنزلة الّذي ذكرت أن يدعو الله لي حتّى أصير إلى قولكم ، فأنا أُحبّ أن تدعو الله له ، قال : فالتفت أبو الحسنعليه‌السلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر ثمّ قال : اللهم خذ بسمعه‌

__________________

(٧) في المصدر زيادة : أبو إسحاق.

(٨) رجال النجاشي : ٤٥٣ / ١٢٢٥.

(١) الفهرست : ١٨٢ / ٨١٢ ، وفيه : يزيد بن إسحاق شعر. إلى أن قال : محمّد بن الحسين عنه.

(٢) الخلاصة : ١٨٣ / ٣.

٥٣

وبصره ومجامع قلبه حتّى تردّه إلى الحقّ ، قال : كانعليه‌السلام يقول هذا وهو رافع يده اليمنى. فلمّا قدم أخبرني بما كان فوالله ما لبثت إلاّ يسيراً حتّى قلت بالحقّ(١) ، انتهى.

وفيق : ابن إسحاق شعر(٢) .

وفيتعق : يعدّ الأصحاب حديثه حسناً ، وببالي أنّهم يدّعون أنّه ممدوح ، وقال خاليرحمه‌الله : فيه مدح عظيم(٣) . وإلى الآن لم أطّلع على ما ذكروه ، ولعلّهم فهموا ذلك من الخلاصة أنّه أدفع الناس ، أي أدفعهم عن هذا الأمر للاعتراضات والأبحاث ، وفيه ما فيه ، بل الظاهر العكس. ووجدوا أرفع بالراء وهو خلاف النسخ ، ومع ذلك فسّره في التحرير فقال معناه أنّه كان واقفيّاً(٤) .

وقال(٥) المصنّف في طريق الصدوق إلى هارون بن حمزة : لم أجد له توثيقاً غير أنّه بدعاء الرضاعليه‌السلام قال بالحقّ(٦) ، انتهى. لكن العلاّمة صحّح الطريق المذكور وهو فيه(٧) ، وحكمشه بتوثيقه على ما قاله خالي ، ونسبه الشيخ محمّد إلى شرحه على البداية(٨) .

وفي رواية جماعة كتابه شهادة على الاعتماد عليه سيما وأن يكونوا‌

__________________

(١) رجال الكشّي : ٦٠٥ / ١١٢٦.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٤.

(٣) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٤ ، وفيها زيادة : وحكم العلاّمة بصحّة حديثه والشهيد الثاني بتوثيقه. كما سينبّه عليه المصنّف.

(٤) التحرير الطاووسي : ٦١٣ / ٤٦٦.

(٥) في نسخة « م » : فقال.

(٦) منهج المقال : ٤١٦.

(٧) الخلاصة : ٢٧٩ ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٧٢.

(٨) الرعاية في علم الدراية : ٣٧٧.

٥٤

مثل محمّد بن الحسين(١) والخشّاب(٢) والحميري(٣) ، وأيضاً هو كثير الرواية ومقبولها.

وما مرَّ في كلام العلاّمة من الاشتباه فقد(٤) نشأ منطس (٥) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات(٦) ، ثمّ في خاتمته وقد عقدها لمن لا نصّ على توثيقه في كتب الرجال ولكن يستفاد من قرائن وكتب أُخر ، وذكر ما مرّ من تصحيح العلاّمة حديثه ثمّ قال : وقد صرّحشه في شرح البداية بتوثيقه وليس ببعيد(٧) ، انتهى. وفي الوجيزة أيضاً بعد ما ذكره سلّمه الله : وحكم العلاّمة بصحّة حديثه وشه بتوثيقه(٨) ، انتهى.

وما مرَّ من أنّ في كلام العلاّمة اشتباهاً فهو أنّ الّذي كان يقول بحياة الكاظمعليه‌السلام ورجع بدعاء الرضاعليه‌السلام هو يزيد لا محمّد كما مرّ عنكش .

هذا ، وفي ضح : ابن إسحاق بن أبي السخف بالفاء الغنوي بفتح الغين المعجمة وفتح النون بعدها أبو إسحاق يلقّب شغر بفتح الشين المعجمة والغين المعجمة(٩) انتهى. وما ذكرهرحمه‌الله في ترجمة شغر هو‌

__________________

(١) كما تقدّم في طريق الفهرست.

(٢) أي الحسن بن موسى الخشّاب كما في طريق الكشّي.

(٣) على ما في رجال النجاشي.

(٤) في نسخة « ش » : فهو.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤ ، وسينبّه المصنّف على هذا الاشتباه.

(٦) حاوي الأقوال : ١٦١ / ٦٥٨.

(٧) حاوي الأقوال : ١٧٣ / ٧١٩.

(٨) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٤.

(٩) إيضاح الاشتباه : ٣٢١ / ٧٧١.

٥٥

المعروف المتداول على الألسنة.

وفيمشكا : ابن إسحاق مشترك بين رجلين فابن أبي السخف الغنوي الملقّب بشعر ، ابن الحميري عن أبيه عنه(١) ، وعنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والحسن بن موسى الخشّاب ، والظاهر الوحدة ، وحكم العلاّمة بصحّة طريق الصدوق إلى هارون بن حمزة الغنوي وفيه يزيد بن إسحاق شغر ، وعبارةشه في الدراية تقتضي توثيقه(٢) .

٣٢٦٣ ـ يزيد بن حمّاد الأنباري :

السلمي أبو يعقوب الكاتب ، ثقة ،صه (٣) .

ويأتي في ابنه يعقوب عنضا أيضاً(٤) .

٣٢٦٤ ـ يزيد بن خليفة :

واقفي ،ظم (٥) .

وفيق : ابن خليفة الحارثي الحلواني عربي ، وليس من بني الحارث ولكنه من بني يأمن اخوة الحارث وعدادهم(٦) فيهم(٧) .

وفيصه : ابن خليفة الحارثي من أصحاب الكاظمعليه‌السلام واقفي ؛ ثمّ نقل ما يأتي عنكش وقال : هذا الطريق غير متّصل ومع ذلك فلا يوجب التعديل(٨) .

وفيجش : ابن خليفة الحارثي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، له كتاب‌

__________________

(١) في المصدر :. الملقّب بشغر الحميري عن أبيه عنه.

(٢) هداية المحدّثين : ٢٦٧. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) الخلاصة : ١٨٣ / ٢.

(٤) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ١٢ ، وفيه : يعقوب بن يزيد الكاتب هو ويزيد أبوه ثقتان.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٥.

(٦) في نسخة « م » : وعداده ، وفي المصدر : وعدادهم فيه.

(٧) رجال الشيخ : ٣٣٨ / ٧٥.

(٨) الخلاصة : ٢٦٥ / ١.

٥٦

يرويه جماعة ، محمّد بن أبي حمزة عنه به(١) .

وفيكش في يزيد بن خليفة الحارثي ، حدّثني حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن عيسى ؛ ومحمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد رفعه قال : دخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل يقال له يزيد بن خليفة ، فقال له : من أنت؟ فقال : من الحارث(٢) بن كعب ، قال : فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس(٣) أهل بيت إلاّ وفيهم نجيب أو نجيبان وأنت نجيب الحارث بن كعب(٤) ، انتهى. وفي نسخة في مواضع بلحارث(٥) والظاهر أنّ الكلّ واحد.

وفيتعق : في كتاب المطاعم من الكافي : عن حنّان بن سدير ، عن يزيد بن خليفة وهو رجل من بني الحارث بن كعب قال : أتيت المدينة وزياد بن عبد الله(٦) الحارثي عليها ، فاستأذنت الصادقعليه‌السلام فدخلت عليه فسلّمت وتمكّنت من مجلسي فقلت(٧) له : إنّي رجل من بني الحارث بن كعب قد هداني الله إلى محبّتكم ومودّتكم أهل البيت ، فقالعليه‌السلام : كيف اهتديت إلى محبتنا(٨) أهل البيت فوالله إنّ محبّتنا في بني الحارث لقليل. الحديث(٩) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢٤.

(٢) في المصدر : زيادة : من.

(٣) في المصدر زيادة من.

(٤) رجال الكشّي : ٣٣٤ / ٦١١ ، وفيه : وأنت نجيب بلحارث بن كعب.

(٥) في نسخة « ش » : بالحارث.

(٦) في المصدر : عبيد الله.

(٧) في نسخة « ش » : وقلت.

(٨) في المصدر والتعليقة : مودّتنا.

(٩) الكافي ٦ : ٤١١ / ١٦.

٥٧

ويروي عنه يونس بن عبد الرحمن(١) وصفوان في الصحيح(٢) وفيه إشعار بثقته.

وفي الوجيزة : ثقة(٣) . ولم يظهر لي وجهه(٤) .

أقول : يظهر من ذلك مغايرة ما فيظم لما فيجش وكش وق وهو الظاهر ، بل لا وجه للحكم بالاتّحاد أصلاً سوى تسمية أبويهما بخليفة ، فتأمّل.

هذا وفي القاموس : قولهم(٥) بلحارث لبني الحارث بن كعب من شواذ التخفيف وكذلك يفعلون في كل قبيلة يظهر فيها(٦) لام المعرفة(٧) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن خليفة الواقفي ، عنه صفوان ، وابن مسكان كما في الفقيه(٨) ، ومحمّد بن أبي حمزة(٩) .

٣٢٦٥ ـ يزيد بن سليط الزيدي :

ظم (١٠) . وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، له حديث‌

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٢٠ / ٥٦ بسنده عن محمّد بن يعقوب عن علي بن عن محمّد بن عيسى عن يونس عن يزيد بن خليفة قالت : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٢) التهذيب ٧ : ١٣٧ / ٦٠٩ و ٦١٠ بسنده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن صفوان بن يحيى عن يزيد بن خليفة الحارثي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٣) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٦.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٤.

(٥) قولهم ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) في نسخة « ش » : منها.

(٧) القاموس المحيط : ١ / ١٦٥.

(٨) الفقيه ٢ : ١٧٠ / ٧٤٥.

(٩) هداية المحدّثين : ١٦٢. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(١٠) رجال الشيخ : ٣٦٣ / ٣.

٥٨

طويل(١) .

وفيكش : ابن سليط الزيدي ، حديثه طويل(٢) .

وفيتعق : رواه في الكافي في باب النصّ على الرضاعليه‌السلام (٣) وفي العيون(٤) ، ويظهر منه النصّ على الكاظمعليه‌السلام أيضاً وهو يشير إلى حسن عقيدته بل حسن حاله. وعدّه في الإرشاد ممّن روى النصّ على الرضاعليه‌السلام عن أبيهعليه‌السلام من خاصّته وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته(٥) (٦) .

قلت : في الوجيزة : ابن سليط وثّقه المفيدرحمه‌الله (٧) .

٣٢٦٦ ـ يزيد الصائغ :

بالغين المعجمة ، قالكش : ذكر الفضل في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمّد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم ،صه (٨) . وفيكش ما ذكره(٩) .

٣٢٦٧ ـ يزيد بن فرقد الأسدي :

أخو داود ، مرّ في ترجمته عنجش (١٠) ، ويحتمل كونه النهدي الآتي بعيده ،تعق (١١) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٥ / ٢.

(٢) رجال الكشّي : ٤٥٢ / ٨٥٤.

(٣) الكافي ١ : ٢٥٠ / ١٤.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٣ / ٩ باب ٤.

(٥) الإرشاد : ٢ / ٢٤٨.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٧) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٧.

(٨) الخلاصة : ٢٦٥ / ٣.

(٩) رجال الكشّي ٥٤٦ / ١٠٣٣.

(١٠) رجال النجاشي : ١٥٨ / ٤١٨.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

٥٩

٣٢٦٨ ـ يزيد بن فرقد النهدي :

ق (١) . وفيتعق : يروي عنه أبان في الصحيح(٢) (٣) .

٣٢٦٩ ـ يزيد بن نويرة :

بالنون المضمومة والياء المثنّاة من تحت بعد الواو قبل الراء ، من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قتل يوم النهروان ، الّذي قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من جاوز هذا التل فله الجنّة ، فقال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بيني وبين الجنّة إلاّ(٤) التل ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ؛ فضرب بسيفه حتّى جاوزه ،صه (٥) .ي إلاّ الترجمة ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٦) .

أقول : في الوجيزة : ممدوح(٧) .

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال : إنّي إنّما ذكرت هذا الرجل هنا لشرفه ولعلوّ شأنه ، وهي وإن كانت مرسلة لا تقتضي إدخاله في هذا القسم إلاّ أنّ رواية هذا الرجل للأحكام الشرعيّة غير موجودة(٨) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ الرواية لا تفيد أكثر من الحسن وإن لم توجد له رواية ،

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٨ / ٧٢.

(٢) التهذيب ٤ : ٧٤ / ٢٠٦ بسنده عن سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن يزيد بن فرقد النهدي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام .

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٤) في نسخة « ش » زيادة : هذا.

(٥) الخلاصة : ١٨٣ / ١.

(٦) رجال الشيخ : ٦٢ / ٢ ، وفيه زيادة : فقال ابن عمّ له : إن أنا تجاوزت فلي مثل ما لابن عمّي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، فمضى حتّى جاوزه ثمّ أقبلا يختصمان في قتيل قتلاه فقال لهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشرا فكلاكما قد استوجبا الجنّة.

(٧) الوجيزة : ٣٤٢ / ٢٠٩٨.

(٨) حاوي الأقوال : ١٦٢ / ٦٦٠.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وانتهت الوفود إلى دمشق لعرض آرائها على عاهل الشام ، وقد قام معاوية بضيافتهم والإحسان إليهم.

مؤتمرُ الوفود الإسلاميّة :

وعقدت وفود الأقطار الإسلاميّة مؤتمراً في البلاط الاُموي في دمشق لعرض آرائها في البيعة ليزيد ، وقد افتتح المؤتمر معاوية بالثناء على الإسلام ، ولزوم طاعة ولاة الاُمور ، ثمّ ذكر يزيد وفضله وعمله بالسّياسة ، ودعاهم لبيعته.

المؤيّدون للبيعة :

وانبرت كوكبة مِنْ أقطاب الحزب الاُموي فأيّدوا معاوية ، وحثّوه على الإسراع للبيعة ، وهم :

1 ـ الضحّاك بن قيس

2 ـ عبد الرحمن بن عثمان

3 ـ ثور بن معن السلمي

4 ـ عبد الله بن عصام

5 ـ عبد الله بن مسعدة

وكان معاوية قد عهد إليهم بالقيام بتأييده ، والردّ على المعارضين له.

٢٠١

خطابُ الأحنف بن قيس :

وانبرى إلى الخطابة زعيم العراق وسيّد تميم الأحنف بن قيس ، الذي تقول فيه ميسون اُمّ يزيد : لو لمْ يكن في العراق إلاّ هذا لكفاهم(1) . وتقدّم فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ التفت إلى معاوية قائلاً :

أصلح الله أمير المؤمنين ، إنّ الناس في منكر زمان قد سلف ، ومعروف زمان مؤتنف ، ويزيد ابن أمير المؤمنين نعم الخلف ، وقد حلبت الدهر أشطره.

يا أمير المؤمنين ، فاعرف مَنْ تسند إليه الأمر مِنْ بعدك ثمّ اعصِ أمر مَنْ يأمرك ، ولا يغررك مَنْ يُشير عليك ولا ينظر لك ، وأنت أنظر للجماعة ، وأعلم باستقامة الطاعة ، مع أنّ أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ، ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيّاً.

وأثار خطاب الأحنف موجةً مِن الغضب والاستياء عند الحزب الاُموي ، فاندفع الضحّاك بن قيس مندِّداً به ، وشتم أهلَ العراق ، وقدح بالإمام الحسن (عليه السّلام) ، ودعا الوفد العراقي إلى الإخلاص لمعاوية والامتثال لما دعا إليه. ولمْ يعن به الأحنف ، فقام ثانياً فنصح معاوية ودعاه إلى الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه مِنْ تسليم الأمر إلى الحسن (عليه السّلام) مِنْ بعده ؛ حسب اتفاقية الصلح التي كان من أبرز بنودها إرجاع الخلافة مِنْ بعده إلى الإمام الحسن (عليه السّلام) ، كما أنّه هدّد معاوية بإعلان الحرب إذا لمْ يفِ بذلك.

__________________

(1) تذكرة ابن حمدون / 81.

٢٠٢

فشلُ المؤتمر :

وفشلَ المؤتمر فشلاً ذريعاً بعد خطاب الزعيم الكبير الأحنف بن قيس ، ووقع نزاع حاد بين أعضاء الوفود وأعضاء الحزب الاُموي ، وانبرى يزيد بن المقفّع فهدّد المعارضين باستعمال القوّة قائلاً : أمير المؤمنين هذا ـ وأشار إلى معاوية ـ ، فإنْ هلك فهذا ـ وأشار إلى يزيد ـ ، ومَنْ أبى فهذا ـ وأشار إلى السيف ـ.

فاستحسن معاوية قوله ، وراح يقول له : اجلس فأنت سيّد الخطباء وأكرمهم.

ولمْ يعن به الأحنف بن قيس ، فانبرى إلى معاوية فدعاه إلى الإمساك عن بيعة يزيد ، وأنْ لا يُقدّمَ أحداً على الحسن والحسين (عليهما السّلام). وأعرض عنه معاوية ، وبقي مصرّاً على فكرته التي هي أبعد ما تكون عن الإسلام.

وعلى أي حالٍ ، فإنّ المؤتمر لمْ يصل إلى النتيجة التي أرادها معاوية ؛ فقد استبان له أنّ بعض الوفود الإسلاميّة لا تُقِرّه على هذه البيعة ولا ترضى به.

سفرُ معاوية ليثرب :

وقرّر معاوية السفر إلى يثرب التي هي محطّ أنظار المسلمين ، وفيها أبناء الصحابة الذين يُمثّلون الجبهة المعارضة للبيعة ؛ فقد كانوا لا يرون يزيداً نِدّاً لهم ، وإنّ أخذ البيعة له خروجٌ على إرادة الأُمّة ، وانحراف عن الشريعة الإسلاميّة التي لا تُبيح ليزيد أنْ يتولّى شؤون المسلمين ؛ لما عُرِفَ به مِن الاستهتار وتفسّخ الأخلاق.

٢٠٣

وسافر معاوية إلى يثرب في زيارة رسمية ، وتحمّل أعباء السفر لتحويل الخلافة الإسلاميّة إلى مُلْكٍ عضوض ، لا ظل فيه للحقّ والعدل.

اجتماعٌ مغلق :

وفور وصول معاوية إلى يثرب أمر بإحضار عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعقد معهم اجتماعاً مغلقاً ، ولمْ يُحضر معهم الحسن والحسين (عليهما السّلام) ؛ لأنّه قد عاهد الحسن (عليه السّلام) أنْ تكون الخلافة له مِنْ بعده ، فكيف يجتمع به؟ وماذا يقول له؟ وقد أمر حاجبه أنْ لا يسمح لأي أحدٍ بالدخول عليه حتّى ينتهي حديثه معهم.

كلمةُ معاوية :

وابتدأ معاوية الحديث بحمد الله والثناء عليه ، وصلّى على نبيّه ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فقد كبر سنّي ، ووهن عظمي ، وقرب أجلي ، وأوشكت أنْ اُدعى فأُجيب ، وقد رأيت أنْ استخلف بعدي يزيد ، ورأيته لكم رضا. وأنتم عبادلة قريش وخيارهم وأبناء خيارهم ، ولمْ يمنعني أنْ أُحضِرَ حسناً وحُسيناً إلاّ أنّهما أولاد أبيهما علي ، على حُسنِ رأي فيهما ، وشدّة محبّتي لهما ، فردّوا على أمير المؤمنين خيراً رحمكم الله.

ولم يستعمل معهم الشدّة والإرهاب ؛ استجلاباً لعواطفهم ، ولمْ يخفَ عليهم ذلك ، فانبروا جميعاً إلى الإنكار عليه.

٢٠٤

كلمةُ عبد الله بن عباس :

وأوّل مَنْ كلّمه عبد الله بن عباس ، فقال بعد حمد الله ، والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّك قد تكلّمت فأنصتنا ، وقلت فسمعنا ، وإنّ الله جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه اختار محمّداً (صلّى الله عليه وآله) لرسالته ، واختاره لوحيه ، وشرّفه على خلقه ، فأشرف الناس مَنْ تشرّف به ، وأولاهم بالأمر أخصّهم به ، وإنّما على الأُمّة التسليم لنبيّها إذا اختاره الله له ؛ فإنّه إنّما اختار محمّداً (صلّى الله عليه وآله) بعلمه ، وهو العليم الخبير ، واستغفر الله لي ولكم.

وكانت دعوة ابن عباس صريحةً في إرجاع الخلافة لأهل البيت (عليهم السّلام) ، الذين هم ألصق الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأمسّهم به رحماً ؛ فإنّ الخلافة إنّما هي امتداد لمركز رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فأهل بيته أحقّ بمقامه وأولى بمكانته.

كلمةُ عبد الله بن جعفر :

وانبرى عبد الله بن جعفر ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة إنْ أُخذ فيها بالقرآن فاُولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ، وإنْ أُخذ فيها بسنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاُولوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وإنْ أُخذ فيها بسنّة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر مِنْ آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)؟ وأيمُ الله ، لو ولّوها بعد نبيّهم لوضعوا الأمر موضعه ؛ لحقّه وصدقه ، ولأُطيع الرحمن وعُصي الشيطان ، وما اختلف في الأُمّة سيفان ، فاتقِ الله يا معاوية ، فإنّك قد صرت راعياً ونحن رعيّة ، فانظر لرعيتك فإنّك مسؤول عنها غداً ،

٢٠٥

وأمّا ما ذكرت مِن ابنَي عمّي وتركك أنْ تحضرهم ، فوالله ما أصبت الحقّ ، ولا يجوز ذلك إلاّ بهما ، وإنّك لتعلم أنّهما معدن العلم والكرم ، فقل أو دع ، واستغفر الله لي ولكم.

وحفل هذا الخطاب بالدعوة إلى الحقّ ، والإخلاص للأُمّة ، فقد رشّح أهل البيت (عليهم السّلام) للخلافة وقيادة الأُمّة ، وحذّره مِنْ صرفها عنهم كما فعل غيره مِن الخلفاء ، فكان مِنْ جرّاء ذلك أنْ مُنِيَتِ الأُمّة بالأزمات والنّكسات ، وعانت أعنف المشاكل وأقسى الحوادث.

كلمةُ عبد الله بن الزبير :

وانطلق عبد الله بن الزبير للخطابة ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة لقريش خاصة ، نتناولها بمآثرها السنيّة وأفعالها المرضيّة ، مع شرف الآباء وكرم الأبناء ، فاتّقِ الله يا معاوية وأنصف نفسك ؛ فإنّ هذا عبد الله بن عباس ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وعلي خلّف حسناً وحُسيناً ، وأنت تعلم مَنْ هما وما هما؟ فاتّقِ الله يا معاوية ، وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك.

وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة ، وقد حفّزهم بذلك لمعارضة معاوية وإفساد مهمّته.

٢٠٦

كلمةُ عبد الله بن عمر :

واندفع عبد الله بن عمر ، فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيّه : أمّا بعد ، فإنّ هذه الخلافة ليست بهرقليّة ، ولا قيصريّة ، ولا كسرويّة يتوارثها الأبناء عن الآباء ، ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي ، فوالله ما أدخلني مع الستّة مِنْ أصحاب الشورى إلاّ على أنّ الخلافة ليست شرطاً مشروطاً ، وإنّما هي في قريش خاصة لمَنْ كان لها أهلاً ؛ ممّن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ، ممّن كان أتقى وأرضى ، فإنْ كنت تريد الفتيان مِنْ قريش فلعمري أنّ يزيد مِنْ فتيانها ، واعلم أنّه لا يُغني عنك مِن الله شيئاً.

ولمْ تعبّر كلمات العبادلة عن شعورهم الفردي ، وإنّما عبّرت تعبيراً صادقاً عن رأي الأغلبية السّاحقة مِن المسلمين الذين كرهوا خلافة يزيد ، ولمْ يرضوا به.

كلمةُ معاوية :

وثقلَ على معاوية كلامهم ، ولمْ يجد ثغرة ينفذ منها للحصول على رضاهم ، فراح يشيد بابنه فقال : قد قلت وقلتم ، وإنّه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء ، فابني أحبّ إليّ مِن أبنائهم ، مع أنّ ابني إنْ قاولتموه وجد مقالاً ، وإنّما كان هذا الأمر لبني عبد مناف ؛ لأنّهم أهل رسول الله ، فلمّا مضى رسول الله ولّى الناس أبا بكر وعمر مِنْ غير معدن المُلْك والخلافة ، غير أنّهما سارا بسيرةٍ جميلةٍ ، ثمّ رجع المُلْك إلى بني عبد مناف ، فلا يزال فيهم إلى يوم القيامة ، وقد

٢٠٧

أخرجك الله يابن الزبير ، وأنت يابن عمر منه ، فأمّا ابنا عمّي هذان فليسا بخارجين مِن الرأي إنْ شاء الله(1) .

وانتهى اجتماع معاوية بالعبادلة ، وقد أخفق فيه إخفاقاً ذريعاً ؛ فقد استبان له أنّ القوم مصمّمون على رفض بيعة يزيد. وعلى إثر ذلك غادر يثرب ، ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا اجتماعه بسبطي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقد أهملت ذلك ، وأكبر الظن أنّه لمْ يجتمع بهما.

فزعُ المسلمين :

وذُعِرَ المسلمون حينما وافتهم الأنباء بتصميم معاوية على فرض ابنه خليفة عليهم ، وكان مِنْ أشدّ المسلمين خوفاً المدنيون والكوفيون ، فقد عرفوا واقع يزيد ، ووقفوا على اتجاهاته المعادية للإسلام.

يقول توماس آرنولد : كان تقرير معاوية للمبدأ الوراثي نقلة خطيرة في حياة المسلمين الذين ألِفوا البيعة والشورى ، والنُّظم الاُولى في الإسلام ، وهم بعدُ قريبون منها ؛ ولهذا أحسّوا ـ وخاصة في مكّة والمدينة ، حيث كانوا يتمسّكون بالأحاديث والسّنن النّبوية الاُولى ـ أنّ الاُمويِّين نقلوا الخلافة إلى حكم زمني متأثر بأسباب دنيوية ، مطبوع بالعظمة وحبّ الذات بدلاً مِنْ أنْ يحتفظوا بتقوى النّبي وبساطته(2) .

لقد كان إقدام معاوية على فرض ابنه يزيد حاكماً على المسلمين تحوّلاً خطيراً في حياة المسلمين الذين لمْ يألفوا مثل هذا النظام الثقيل الذي فُرِضَ عليهم بقوّة السّلاح.

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 180 ـ 183 ، جمهرة الخطب 2 / 233 ـ 236.

(2) الخلافة ـ لتوماس / 10.

٢٠٨

الجبهةُ المعارضة :

وأعلن الأحرار والمصلحون في العالم الإسلامي رفضهم القاطع لبيعة يزيد ، ولمْ يرضوا به حاكماً على المسلمين ، وفيما يلي بعضهم :

1 ـ الإمام الحسين (عليه السّلام) :

وفي طليعة المعارضين لبيعة يزيد الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، فقد كان يحتقر يزيد ويكره طباعه الذميمة ، ووصفه بأنّه صاحب شراب وقنص ، وأنّه قد لزم طاعة الشيطان وترك طاعة الرحمن ، وأظهر الفساد ، وعطّل الحدود ، واستأثر بالفيء ، وأحلّ حرام الله وحرّم حلاله(1) . وإذا كان بهذه الضِعة ، فكيف يبايعه ويقرّه حاكماً على المسلمين؟!

ولمّا دعاه الوليد إلى بيعة يزيد قال له الإمام (عليه السّلام) : «أيّها الأمير ، إنّا أهل بيت النّبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر ، وقاتل النّفس المحترمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله».

ورفض بيعة يزيد جميع أفراد الأُسرة النّبوية تبعاً لزعيمهم العظيم ، ولمْ يشذّوا عنه.

الحرمان الاقتصادي :

وقابل معاوية الأسرة النّبوية بحرمان اقتصادي ؛ عقوبةً لهم لامتناعهم عن بيعة يزيد ، فقد حبس عنهم العطاء سنةً كاملة(2) ، ولكنّ ذلك لمْ يثنهم عن عزمهم في شجب البيعة ورفضها.

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 252 ، الإمامة والسياسة 1 / 200.

٢٠٩

2 ـ عبد الرحمن بن أبي بكر :

ومِن الذين نقموا على بيعة يزيد عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقد وسمها بأنّها هرقلية ، كلّما مات هرقل قام مكانه هرقل آخر(1) . وأرسل إليه معاوية مئة ألف درهم ليشتري بها ضميره فأبى ، وقال : لا أبيع ديني(2) .

3 ـ عبد الله بن الزبير :

ورفض عبد الله بن الزبير بيعة يزيد ، ووصفه بقوله : يزيد الفجور ، ويزيد القرود ، ويزيد الكلاب ، ويزيد النشوات ، ويزيد الفلوات(3) . ولمّا أجبرته السّلطة المحلّية في يثرب على البيعة فرّ منها إلى مكّة.

4 ـ المنذر بن الزبير :

وكره المنذر بن الزبير بيعة يزيد وشجبها ، وأدلى بحديث له عن فجور يزيد أمام أهل المدينة ، فقال : إنّه قد أجازني بمئة ألف ، ولا يمنعني ما صنع بي أنْ أخبركم خبره. والله ، إنّه ليشرب الخمر. والله ، إنّه ليسكر حتّى يدع الصلاة(4) .

5 ـ عبد الرحمن بن سعيد :

وامتنع عبد الرحمن بن سعيد مِن البيعة ليزيد ، وقال في هجائه :

__________________

(1) الاستيعاب.

(2) الاستيعاب ، البداية والنهاية 8 / 89.

(3) أنساب الأشراف 4 / 30.

(4) الطبري 4 / 368.

٢١٠

لستَ منّا وليس خالُك منّا

يا مضيعَ الصلاةِ للشهواتِ(1)

6 ـ عابس بن سعيد :

ورفض عابس بن سعيد بيعة يزيد حينما دعاه إليها عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له : أنا أعرَفُ به منك ، وقد بعتَ دينك بدنياك(2) .

7 ـ عبد الله بن حنظلة :

وكان عبد الله بن حنظلة مِن أشدّ الناقمين على البيعة ليزيد ، وكان مِن الخارجين عليه في وقعة الحرّة ، وقد خاطب أهل المدينة ، فقال لهم : فو الله ، ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أنْ نُرمى بالحِجارة مِن السّماء.

حياة الإمام الحُسين

إنّ رجلاً ينكح الأُمّهات والبنات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لمْ يكن معي أحدٌ مِن الناس لأبليت لله فيه بلاءً حسناً(3) .

وكان يرتجز في تلك الواقعة :

بعداً لمَنْ رام الفساد وطغى

وجانب الحقّ وآيات الهدى

لا يبعد الرحمنُ إلاّ مَنْ عصى(4)

__________________

(1) الحُسين بن علي (عليه السّلام) 2 / 6.

(2) القضاة ـ للكندي / 310.

(3) طبقات ابن سعد.

(4) تاريخ الطبري 7 / 12.

٢١١

موقفُ الأُسرة الاُمويّة :

ونقمت الأُسرة الاُمويّة على معاوية في عقده البيعة ليزيد ، ولكن لمْ تكن نقمتهم عليه مشفوعة بدافع ديني أو اجتماعي ، وإنّما كانت مِنْ أجل مصالحهم الشخصية الخاصة ؛ لأنّ معاوية قلّد ابنه الخلافة وحرمهم منها ، وفيما يلي بعض الناقمين :

1 ـ سعيد بن عثمان :

وحينما عقد معاوية البيعة ليزيد أقبل سعيد بن عثمان إلى معاوية ، وقد رفع عقيرته قائلاً : علامَ جعلت ولدك يزيد وليّ عهدك؟! فوالله لأبي خير مِنْ أبيه ، وأُمّي خير مِنْ أُمّه ، وأنا خيرٌ مِنه ، وقد ولّيناك فما عزلناك ، وبنا نلت ما نلت!

فراوغ معاوية وقال له : أمّا قولك إنّ أباك خير مِنْ أبيه فقد صدقت ، لعمر الله إنّ عثمان لخير مِنّي ؛ وأمّا قولك إنّ أُمّك خير مِنْ أُمّه فحسب المرأة أنْ تكون في بيت قومِها ، وأنْ يرضاها بعلها ، ويُنجب ولدها ؛ وأمّا قولك إنّك خير مِنْ يزيد ، فوالله ما يسرّني أنّ لي بيزيد ملء الغوطة ذهباً مثلك ؛ وأمّا قولك إنّكم ولّيتموني فما عزلتموني ، فما ولّيتموني إنّما ولاّني مَنْ هو خير مِنكم عمر بن الخطاب فأقررتموني.

وما كنت بئس الوالي لكم ؛ لقد قمت بثأركم ، وقتلتُ قتلة أبيكم ، وجعلت الأمر فيكم ، وأغنيت فقيركم ، ورفعت الوضيع منكم ...

٢١٢

وكلّمه يزيد فأرضاه ، وجعله والياً على خراسان(1) .

2 ـ مروان بن الحكم :

وشجب مروان بن الحكم البيعة ليزيد وتقديمه عليه ، فقد كان شيخ الاُمويِّين وزعيمهم ، فقال له : أقم يابن أبي سفيان ، واهدأ مِنْ تأميرك الصبيان ، واعلم أنّ لك في قومك نُظراء ، وأنّ لهم على مناوئتك وزراً.

فخادعه معاوية ، وقال له : أنت نظير أمير المؤمنين بعده ، وفي كلّ شدّة عضده ، فقد ولّيتك قومك ، وأعظمنا في الخراج سهمك ، وإنّا مجيرو وفدك ، ومحسنو وفدك(2) .

وقال مروان لمعاوية : جئتم بها هرقلية ، تُبايعون لأبنائكم!(3) .

3 ـ زياد بن أبيه :

وكره زياد بن أبيه بيعة معاوية لولده ؛ وذلك لما عرف به مِن الاستهتار والخلاعة والمجون.

ويقول المؤرّخون : إنّ معاوية كتب إليه يدعوه إلى أخذ البيعة بولايته العهد ليزيد ، وإنّه ليس أولى مِن المغيرة بن شعبة. فلمّا قرأ كتابه دعا برجل مِنْ أصحابه كان يأتمنه حيث لا يأتمن أحداً غيره ، فقال له : إنّي اُريد أنْ ائتمنك على ما لم ائتمن على بطون الصحائف ؛ ائت معاوية وقل له : يا أمير المؤمنين ، إنّ كتابك ورد عليّ بكذا ، فماذا يقول

__________________

(1) وفيات الأعيان 5 / 389 ـ 390.

(2) الإمامة والسّياسة 1 / 128.

(3) الإسلام والحضارة العربية 2 / 395.

٢١٣

الناس إنْ دعوناهم إلى بيعة يزيد ، وهو يلعب بالكلاب والقرود ، ويلبس المصبغ ، ويدمن الشراب ، ويمسي على الدفوف ، ويحضرهم ـ أي الناس ـ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر؟! ولكن تأمره أنْ يتخلّق بأخلاق هؤلاء حولاً أو حولين ، فعسانا أنْ نموه على الناس. وسار الرسول إلى معاوية فأدّى إليه رسالة زياد ، فاستشاط غضباً ، وراح يتهدّده ويقول :

ويلي على ابن عُبيد! لقد بلغني أنّ الحادي حدا له أنّ الأمير بعدي زياد. والله ، لأردّنه إلى أُمّه سُميّة وإلى أبيه عُبيد(1) .

هؤلاء بعض الناقدين لمعاوية مِن الأُسرة الاُمويّة وغيرهم في توليته لخليعه يزيد خليفة على المسلمين.

إيقاعُ الخلاف بين الاُمويِّين :

واتّبع معاوية سياسة التفريق بين الاُمويِّين حتّى يصفو الأمر لولده يزيد ؛ فقد عزل عامله على يثرب سعيد بن العاص واستعمل مكانه مروان بن الحكم ، ثمّ عزل مروان واستعمل سعيداً مكانه ، وأمره بهدم داره ومصادرة أمواله ، فأبى سعيد مِنْ تنفيذ ما أمره به معاوية فعزله وولّى مكانه مروان ، وأمره بمصادرة أموال سعيد وهدم داره ، فلمّا همّ مروان بتنفيذ ما عهد إليه أقبل إليه سعيد وأطلعه على كتاب معاوية في شأنه ، فامتنع مروان مِن القيام بما أمره معاوية.

وكتب سعيد إلى معاوية رسالة يندّد فيها بعمله ، وقد جاء فيها : العجب ممّا صنع أمير المؤمنين بنا في قرابتنا له ، أنْ يضغن بعضنا

__________________

(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 196.

٢١٤

على بعض! فأمير المؤمنين في حلمه وصبره على ما يكره مِن الأخبثين ، وعفوه وإدخاله القطيعة بنا والشحناء ، وتوارث الأولاد ذلك!(1) .

وعلّق عمر أبو النّصر على سياسة التفريق التي تبعها معاوية مع أُسرته بقوله : إنّ سبب هذه السّياسة هو رغبة معاوية في إيقاع الخلاف بين أقاربه الذين يخشى نفوذهم على يزيد مِنْ بعده ، فكان يضرب بعضهم ببعضٍ حتّى يظلّوا بحاجة إلى عطفه وعنايته(2) .

تجميدُ البيعة :

وجمّد معاوية رسمياً البيعة ليزيد إلى أجل آخر حتّى يتمّ له إزالة الحواجز والسدود التي تعترض طريقه. ويقول المؤرّخون : إنّه بعد ما التقى بعبادلة قريش في يثرب ، واطّلع على آرائهم المعادية لما ذهب إليه ، أوقف كلّ نشاط سياسي في ذلك ، وأرجأ العمل إلى وقت آخر(3) .

اغتيالُ الشخصيات الإسلاميّة :

ورأى معاوية أنّه لا يمكن بأي حالٍ تحقيق ما يصبوا إليه مِنْ تقليد ولده الخلافة مع وجود الشخصيات الرفيعة التي تتمتّع باحترام بالغ في نفوس المسلمين ، فعزم على القيام باغتيالهم ؛ ليصفو له الجو ، فلا يبقى أمامه أي مزاحم ،

__________________

(1) تاريخ الطبري 4 / 18.

(2) السياسة عند العرب ـ عمر أبو النّصر / 98.

(3) الإمامة والسياسة 1 / 182.

٢١٥

وقد قام باغتيال الذوات التالية :

1 ـ سعد بن أبي وقاص :

ولسعد المكانة العليا في نفوس الكثيرين مِن المسلمين ، فهو أحد أعضاء الشورى ، وفاتح العراق ، وقد ثقل مركزه على معاوية فدسّ إليه سُمّاً فمات منه(1) .

2 ـ عبد الرحمن بن خالد :

وأخلص أهل الشام لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وأحبّوه كثيراً ، وقد شاورهم معاوية فيمَنْ يعقد له البيعة بعد وفاته ، فقالوا له : رضينا بعبد الرحمن بن خالد ، فشقّ ذلك عليه ، وأسرّها في نفسه.

ومرض عبد الرحمن ، فأمر معاوية طبيباً يهودياً كان مكيناً عنده أنْ يأتيه للعلاج فيسقيه سقية تقتله ، فسقاه الطبيب فمات على أثر ذلك(2) .

3 ـ عبد الرحمن بن أبي بكر :

وكان عبد الرحمن بن أبي بكر مِنْ أقوى العناصر المعادية لبيعة معاوية لولده ، وقد أنكر عليه ذلك ، وبعث إليه معاوية بمئة ألف درهم فردّها عليه ، وقال : لا أبيع ديني بدنياي. ولمْ يلبث أنْ مات فجأة بمكة(3) .

وتعزو المصادر سبب وفاته إلى أنّ معاوية دسّ إليه سُمّاً فقتله.

__________________

(1) مقاتل الطالبيِّين / 29.

(2) الاستيعاب.

(3) المصدر نفسه.

٢١٦

4 ـ الإمام الحسن (عليه السّلام) :

وقام معاوية باقتراف أعظم جريمة وإثم في الإسلام ، فقد عمد إلى اغتيال سبط النّبي (صلّى الله عليه وآله) وريحانته الإمام الحسن (عليه السّلام) ، الذي عاهده بأنْ يكون الخليفة مِنْ بعده.

ولم يتحرّج الطاغية مِنْ هذه الجريمة في سبيل إنشاء دولة اُمويّة تنتقل بالوارثة إلى أبنائه وأعقابه ، وقد وصفه (الميجر اُوزبورن) بأنّه مخادع ، وذو قلب خال مِنْ كلّ شفقة ، وأنّه كان لا يتهيّب مِنْ الإقدام على أيّة جريمة مِنْ أجل أنْ يضمن مركزه ؛ فالقتل إحدى وسائله لإزالة خصومه ، وهو الذي دبّر تسميم حفيد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، كما تخلّص مِنْ مالك الأشتر قائد علي بنفس الطريقة(1) .

وقد استعرض الطاغية السفّاكين ليعهد إليهم القيام باغتيال ريحانة النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فلمْ يرَ أحداً خليقاً بارتكاب الجريمة سوى جُعيدة بنت الأشعث ؛ فإنّها مِنْ بيت قد جُبِلَ على المكر ، وطُبِعَ على الغدر والخيانة ، فأرسل إلى مروان بن الحكم سُمّاً فاتكاً كان قد جلبه مِنْ مَلكِ الروم ، وأمره بأنْ يُغري جُعيدة بالأموال وزواج ولده يزيد إذا استجابت له ، وفاوضها مروان سرّاً ففرحت ، فأخذت مِنه السُّمّ ودسّته للإمام (عليه السّلام) ، وكان صائماً في وقت ملتهب مِن شدّة الحرّ ، ولمّا وصل إلى جوفه تقطّعت أمعاؤه ، والتفت إلى الخبيثة فقال لها : «قتلتيني قتلك الله. والله لا تصيبنَّ مِنّي خَلفاً ، لقد غرّك ـ يعني معاوية ـ وسخر مِنك ، يخزيك الله ويخزيه».

وأخذ حفيد الرسول (صلّى الله عليه وآله) يعاني الآلام الموجعة مِنْ شدّة السُّمّ ،

__________________

(1) روح الإسلام / 295.

٢١٧

وقد ذبلت نضارته ، واصفرّ لونه حتّى وافاه الأجل المحتوم. وقد ذكرنا تفصيل وفاته مع ما رافقها مِن الأحداث في كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام».

إعلانُ البيعة رسميّاً :

وصفا الجو لمعاوية بعد اغتياله لسبط الرسول (صلّى الله عليه وآله) وريحانته ، فقد قضى على مَنْ كان يحذر منه ، وقد استتبت له الاُمور ، وخلت السّاحة مِنْ أقوى المعارضين له ، وكتب إلى جميع عمّاله أنْ يبادروا دونما أي تأخير إلى أخذ البيعة ليزيد ، ويُرغموا المسلمين على قبولها. وأسرع الولاة في أخذ البيعة مِن الناس ، ومَنْ تخلّف عنها نال أقصى العقوبات الصارمة.

مع المعارضين في يثرب :

وامتنعت يثرب مِنْ البيعة ليزيد ، وأعلن زعماؤهم وعلى رأسهم الإمام الحُسين (عليه السّلام) رفضهم القاطع للبيعة ، ورفعت السّلطة المحلّية ذلك إلى معاوية ، فرأى أنْ يسافر إلى يثرب ليتولّى بنفسه إقناع المعارضين ، فإنْ أبوا أجبرهم على ذلك. واتّجه معاوية إلى يثرب في موكب رسميّ تحوطه قوّة هائلة مِن الجيش ، ولمّا انتهى إليها استقبله أعضاء المعارضة فجفاهم وهدّدهم.

وفي اليوم الثاني أرسل إلى الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وإلى عبد الله بن عباس ، فلمّا مَثُلا عنده قابلهما بالتكريم والحفاوة ، وأخذ يسأل الحُسين (عليه السّلام) عن أبناء أخيه والإمامُ (عليه السّلام) يُجيبه ، ثمّ خطب معاوية فأشاد بالنّبي (صلّى الله عليه وآله) وأثنى عليه ، وعرض إلى بيعة يزيد ، ومنح ابنه الألقاب الفخمة ، والنعوت الكريمة ، ودعاهما إلى بيعته.

٢١٨

خطابُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

وانبرى أبيّ الضيم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد يا معاوية ، فلن يؤدّي المادح وإنْ أطنب في صفة الرسول (صلّى الله عليه وآله) مِنْ جميع جزءاً ، وقد فهمتُ ما لبست به الخلف بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مِنْ إيجاز الصفة ، والتنكّب عن استبلاغ النّعت ، وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبح فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السُّرج ، ولقد فضلّتَ حتّى أفرطت ، واستأثرتَ حتّى أجحفت ، ومنعتَ حتّى بخلت ، وجُرْتَ حتّى جاوزت ، ما بذلت لذي حقٍّ مِنْ اسمٍ حقّه مِنْ نصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ، ونصيبه الأكمل.

وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد مِن اكتماله ، وسياسته لأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ؛ تريد أنْ توهم الناس في يزيد ، كأنّك تصف محجوباً ، أو تنعت غائباً ، أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلم خاص ، وقد دلّ يزيد مِنْ نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به مِن استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحَمام السبق لأترابهنَّ ، والقيان ذوات المعازف ، وضروب الملاهي تجده ناصراً ، ودع عنك ما تحاول ؛ فما أغناك أنْ تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه ، فوالله ما برحتَ تقدح باطلاً في جور ، وحنقاً في ظلم حتّى ملأت الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ، فتُقدم على عمل محفوظ ، في يوم مشهود ، ولات حين مناص.

ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر ، ومنعتنا عن آبائنا تُراثاً ، ولعمر الله أورثنا الرسول (صلّى الله عليه وآله) ولادة ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائمَ عند موت الرسول ، فأذعن للحجّة بذلك ، وردّه الإيمان إلى النّصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم : كان

٢١٩

ويكون ، حتّى أتاك الأمر يا معاوية مِنْ طريق كان قصدها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا اُولي الأبصار.

وذكرتَ قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وتأميره له ، وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار ـ لعمر الله ـ يومئذ مبعثهم حتّى أنِفَ القوم إمرته ، وكرهوا تقديمه ، وعدّوا عليه أفعاله ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : لا جرم يا معشر المهاجرين ، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري. فكيف تحتجّ بالمنسوخ مِنْ فعل الرسول في أوكد الأحكام وأولاها بالمجتمع عليه مِن الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابعاً وحولك مَنْ لا يُؤمن في صحبته ، ولا يعتمد في دينه وقرابته ، وتتخطّاهم إلى مسرف مفتون ، تريد أنْ تُلبس الناس شبهةً يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك؟! إنّ هذا لهو الخسران المبين! واستغفر الله لي ولكم».

وفنّد الإمام (عليه السّلام) في خطابه جميع شبهات معاوية ، وسدّ عليه جميع الطرق والنوافذ ، وحمّله المسؤولية الكبرى فيما أقدم عليه مِنْ إرغام المسلمين على البيعة لولده. كما عرض للخلافة وما منيت به مِن الانحراف عمّا أرادها الله مِنْ أنْ تكون في العترة الطاهرة (عليهم السّلام) ، إلاّ أنّ القوم زووها عنهم ، وحرفوها عن معدنها الأصيل.

وذُهل معاوية مِنْ خطاب الإمام (عليه السّلام) ، وضاقت عليه جميع السّبل ، فقال لابن عباس : ما هذا يابن عباس؟!

ـ لعمر الله إنّها لذرّيّة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وأحد أصحاب الكساء ، ومِن البيت المطهّر ، فاله عمّا تريد ؛ فإنّ لك في الناس مقنعاً حتّى يحكم الله

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559