منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336464 / تحميل: 4470
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

والوثاقة أمر آخر.

٣٢٧٠ ـ يعقوب أبو يوسف :

ق (١) . ويأتي أنّه ابن إسحاق السكيت الثقة(٢) .

وفيتعق : بعيد لأنّهق وذاكج ، دي ؛ ويأتي عن المحقّق الداماد أنّه ابن عيثم. وفي كتب الأخبار عن أبي يوسف يعقوب بن عيثم عن الصادقعليه‌السلام (٣) . ويأتي ابن نعيم أبو يوسف(٤) وابن يزيد أبو يوسف(٥) (٦) .

٣٢٧١ ـ يعقوب الأحمر :

روى عنه ابن مسكان ،ق (٧) .

ويأتي ابن سالم الأحمر(٨) .

أقول : فيمشكا : يعقوب الأحمر الثقة ، عنه ابن مسكان ، وأبو المغراء حميد بن المثنّى(٩) .

٣٢٧٢ ـ يعقوب بن إسحاق السكّيت :

أبو يوسف ، كان متقدّماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسنعليهما‌السلام وكانا يختصّانه ، وله عن أبي جعفرعليه‌السلام رواية ومسائل ، وقتله المتوكّل‌

__________________

(١) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٠.

(٢) عن رجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٤ والخلاصة : ١٨٦ / ٥ ، إلاّ أنّ في كتابه الوسيط : ٢٧٢ في ترجمته قال : وكأنّه ابن عثيم ابن السكيت.

(٣) التهذيب ١ : ٢٣٣ / ٦٧٤ ، الاستبصار ١ : ٣١ / ٨٤ ، وفيهما : عثيم.

(٤) عن رجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٣ والخلاصة : ١٨٦ / ٤.

(٥) عن رجال النجاشي : ٤٥٠ / ١٢١٥.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٧) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٦.

(٨) عن رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٦ ورجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٢ والخلاصة : ١٨٦ / ٢.

(٩) هداية المحدّثين : ١٦٣. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦١

لأجل التشيّع وأمره مشهور ، وكان وجهاً في علم العربيّة واللغة ، ثقة مصدّقاً(١) لا يطعن عليه ،جش (٢) .صه بزيادة ترجمة الحروف(٣) .

ثمّ زادجش : له كتب منها كتاب إصلاح المنطق ، ثمّ عدّ كتبه ثمّ قال : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد الله البصري. إلى أن قال : عن تغلب(٤) عن يعقوب.

وقد تقدّم عنق يعقوب أبو يوسف(٥) ولا يبعد أن يكون هذا(٦) ، فتأمّل.

وفيتعق : قال جديرحمه‌الله : رأيت في بعض كتب أصحابنا أنّه كان معلّماً للمعتز والمؤيد ابني المتوكّل ، وكان ذات يوم حاضراً عند المتوكّل إذ أقبلا فقال له المتوكّل : يا يعقوب أيّهما أحبّ إليك ولداي هذان أو الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟ فقال : والله قنبر غلام علي بن أبي طالبعليه‌السلام خير منهما ومن أبيهما ، فقال المتوكّل : سلّوا لسانه من قفاه ، فسلّوا لسانه ، فماترضي‌الله‌عنه شهيداً(٧) (٨) .

أقول : فيمشكا : ابن إسحاق السكّيت الثقة ، عنه تغلب(٩) .

__________________

(١) في نسخة « ش » : صدوقاً.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٤ ، ولم يرد فيه : وكانا يختصّانه.

(٣) الخلاصة : ١٨٦ / ٥ ، وفيها بدل وكان وجهاً في علم العربية : وكان عالماً بالعربيّة.

(٤) في رجال النجاشي : ثعلب.

(٥) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٠.

(٦) لقد ذكرنا هناك أنّ الميرزا في كتابه الوسيط : ٢٧٢ عدل عن رأيه هذا وقال : وكأنّه ابن عثيم لا ابن السكيت.

(٧) روضة المتّقين : ١٤ / ٤٧١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٩) هداية المحدّثين : ١٦٣. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦٢

٣٢٧٣ ـ يعقوب بن إلياس :

ثقة ،صه (١) .

ومضى في أخيه عمرو أيضاً عنه وعنجش (٢) .

٣٢٧٤ ـ يعقوب بن داود :

في العيون : إنّه ممّن سعى بموسى بن جعفرعليه‌السلام ، وكان يرى رأي الزيديّة(٣) .

٣٢٧٥ ـ يعقوب بن سالم الأحمر :

أخو أسباط بن سالم ، ثقة من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٤) .

وقالشه : قوله أخو أسباط يقتضي كون أسباط أشهر منه ، مع أنّه لم يذكره في القسمين ولا غيره ، مع أنّه كثير الرواية خصوصاً بواسطة ولده علي بن أسباط(٥) ، انتهى.

وفيجش أيضاً كما مرّ عنصه (٦) على ما نقلهطس في كتابه.

وفيظم : ابن سالم(٧) . وزادق : الأحمر الكوفي(٨) .

ثمّ فيق : ابن سالم أخو أسباط العليم السرّاج(٩) . والله العالم.

وفيتعق : قال الشيخ محمّدرحمه‌الله : لعلّ العلاّمةرحمه‌الله أخذه من كتاب‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٦ / ٣ ، ولم يرد فيها : ثقة ، ووردت في النسخة الخطيّة منها.

(٢) الخلاصة : ١٢١ / ٧ ، رجال النجاشي : ٢٨٩ / ٧٧٣.

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٧٢ / ٢ باب ٧.

(٤) الخلاصة : ١٨٦ / ٢.

(٥) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : ٨٩.

(٦) رجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٢.

(٧) رجال الشيخ : ٣٦٣ / ٦.

(٨) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٤.

(٩) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٥.

٦٣

طس لأنّه كثير التتبع له ، انتهى.

ومرّ في زياد بن المنذر عن المفيد أنّه من فقهاء الأصحاب(١) (٢) .

أقول : قولشه رحمه‌الله : يقتضي كون أسباط أشهر منه مع أنّه لم يذكره في القسمين ، لا يخفى أنّه يقتضي ذلك لكنّ العلاّمةرحمه‌الله أخذ الكلام المذكور منجش حذو النعل بالنعل كما في أكثر المواضع.

وقولهرحمه‌الله : ولا غيره ، غير معلوم فقد ذكره الشيخ في كتابيه(٣) ، وجش في كتابه كما سبق في بابه(٤) .

وقول الميرزارحمه‌الله : على ما نقلهطس في كتابه ، وكذا قول الشيخ محمّد : لعلّ العلاّمة. إلى آخره ، يشعر بأنّ الترجمة المذكورة غير مذكورة في كتابجش إلاّ في نسخة ابن طاوسرحمه‌الله وليس كذلك ، فإنّها مذكورة في سائر النسخ كما في نسختين عني ونقلها الفاضل عبد النبي الجزائري عن(٥) جش أيضاً لكنّه(٦) لم يزد على المنقول هنا(٧) ؛ والّذي في غيره بزيادة : له كتاب مبوّب في الحلال والحرام ، أخبرنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب ، عن علي بن أسباط ، عن عمّه بكتابه(٨) .

__________________

(١) الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٤٢ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩ ، وفيها يعقوب الأحمر.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٥.

(٣) رجال الشيخ : ١٥٣ / ٢٢٠ ، الفهرست : ٣٨ / ١٢٢.

(٤) رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٨.

(٥) في نسخة « ش » : عنه.

(٦) في نسخة « م » : لكن.

(٧) حاوي الأقوال : ١٦٢ / ٦٦٨.

(٨) راجع رجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٢ ، وفيه : أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن سعيد. إلاّ أنّ في طبعه دار الإضواء بيروت ٢ : ٤٢٤ / ١٢١٣ كما في المتن.

٦٤

وفيمشكا : ابن سالم الثقة ، عنه علي بن أسباط وهو عمّه(١) ، انتهى.

وهذا يعطي تغاير ابن سالم للأحمر السابق ، وعلى فرضه(٢) توثيق الأحمر كما مرّ عنه خفيّ المأخذ(٣) ، فلا تغفل.

٣٢٧٦ ـ يعقوب السرّاج :

كوفي ثقة له كتاب ، عنه ابن محبوب ،جش (٤) .

وفيصه : ثقة قالهجش ؛ وقالغض : إنّه كوفي ضعيف. والأقرب عندي قبول روايته(٥) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(٦) .

وما في ق مضى في ابن سالم(٧) .

ووثقه أيضاً في الإرشاد كما مرّ في سليمان بن خالد(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٣. ومن وفي مشكا. إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) أي على فرض التغاير.

(٣) لعلّ الظاهر توثيقه ليعقوب الأحمر مبني على ما ذكره الشيخ المفيد في رسالته العدديّة حيث إنّ فيها يعقوب الأحمر فقط.

(٤) رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢١٧.

(٥) الخلاصة : ١٨٦ / ٧.

(٦) الفهرست : ١٨٠ / ٨٠٤.

(٧) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٥ ، وفيه : ابن سالم أخو أسباط العليم السرّاج.

(٨) الإرشاد : ٢ / ٢١٦ ، وفيه : فممّن روى النصّ بالإمامة من أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام على ابنه أبي الحسن موسىعليه‌السلام من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رضوان الله عليهم ، وعدّ منهم يعقوب السرّاج.

٦٥

أقول : فيمشكا : ابن السرّاج الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(١) .

٣٢٧٧ ـ يعقوب بن شيبة :

بالشين المعجمة ثمّ الباء الموحّدة ثمّ المثنّاة من تحت ، عامّي المذهب ،صه (٢) .

ست : إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب في تفضيل الحسن والحسينعليهما‌السلام ، أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شبيه ، عن جدّه يعقوب(٣) .

وفيجش : ابن شبيه ، صاحب حديث من العامّة ، غير أنّه صنّف مسند أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) ، وصنّف مسند عمّار بن ياسر ؛ قرأت هذا الكتاب على أبي عمير عبد الواحد بن مهدي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شبيه ، عن جدّه به(٥) .

وفيتعق : في الوجيزة : ضعيف وفيه مدح(٦) ، فتأمّل(٧) .

أقول : فيمشكا : ابن شبيه ، عنه محمّد بن أحمد بن يعقوب(٨) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٣. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) الخلاصة : ٢٦٦ / ١. وضبطه في الإيضاح : ٣٢٠ / ٧٦٩ : شيبة : بالشين المعجمة والياء المنقّطة تحتها نقطتين والباء المنقّطة تحتها نقطة.

(٣) الفهرست : ١٨٠ / ٨٠٦ ، وفيه : شيبة ، وفيه أيضاً بعد جدّه يعقوب زيادة : عن مشيخته. ثمّ قال : وله كتاب مسند أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخباره في الجمل وصفّين والنهروان وفضائله وتسمية من روى عنه من أصحابه ، رويناه بالإسناد الأوّل عنه.

(٤) في المصدر زيادة : ورواه مع مسانيد جماعة من الصحابة.

(٥) رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢١٨ ، وفيه : شيبة ، وفيه أيضاً زيادة : وله كتاب الرسالة في الحسن والحسينعليهما‌السلام .

(٦) الوجيزة : ٣٤٣ / ٢١٠٥ ، وفيها : شيبة.

(٧) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٨) هداية المحدّثين : ١٦٣ ، وفيها : شيبة. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦٦

٣٢٧٨ ـ يعقوب بن شعيب بن ميثم :

ابن يحيى التمّار ، مولى بني أسد ، أبو محمّد ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (١) .

وزادجش : ذكره ابن سعيد وابن نوح ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، ابن أبي عمير عنه به(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن سماعة ، عنه(٣) .

وفيقر : ابن شعيب بن ميثم الأسدي(٤) . وزادق : الكوفي(٥) .

وفيظم : ابن شعيب له كتاب(٦) .

أقول : فيمشكا : ابن شعيب بن ميثم الثقة ، عنه علي بن النعمان ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، والحسن بن سماعة ، وداود بن فرقد ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، ومحمّد بن أبي حمزة ، وحمّاد بن عثمان. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٧) .

٣٢٧٩ ـ يعقوب بن عيثم :

للصدوق طريق إليه(٨) ولذا حسنه خاليرحمه‌الله (٩) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٦ / ٦.

(٢) رجال النجاشي : ٤٥٠ / ١٢١٦.

(٣) الفهرست : ١٨٠ / ٨٠٥.

(٤) رجال الشيخ : ١٤٠ / ١.

(٥) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٣.

(٦) رجال الشيخ : ٣٦٣ / ١.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦٣ و ٢٦٨ ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٨) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٦ ، وفيه : عثيم.

(٩) الوجيزة : ٤٠٨ / ٣٧٥.

٦٧

ويروي عنه أبان(١) وابن أبي عمير(٢) ، وفيه أشار بقوته ووثاقته.

قال السيّد الدامادرحمه‌الله : أبو يوسف يعقوب ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيق (٣) وهو ابن عيثم ، ثمّ إنّه يعلم حسن حاله وصحّة حديثه من عد العلاّمةرحمه‌الله فيصه طريق الصدوق في الفقيه إليه صحيحاً ، ومن استصحاح الأصحاب أخباراً هو في طريقها ، انتهى.

ومضى عن المصنّف في يعقوب أبو يوسف أنّه ابن السكّيت(٤) المشهور واستبعادنا ذلك. وفي النقد : ابن عيثم أبو يوسف(٥) ، فتأمّل ،تعق (٦) .

أقول : فيمشكا : ابن عيثم المجهول ، أبان بن عثمان عنه(٧) .

٣٢٨٠ ـ يعقوب بن الفضل بن يعقوب :

روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ،جش .

وهو أخو إسحاق وإسماعيل الثقة ، مضى في ابن أخيه الحسين بن محمّد بن الفضل(٨) ،تعق (٩) .

أقول : ذكرنا في ترجمة ابن ابنه إسحاق بن الفضل(١٠) ما فيه(١١) .

__________________

(١) التهذيب ١ : ٢٤٥ / ٧٠٧ ، وفيه : عثيم.

(٢) كما في طريق الصدوق إليه ، الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٦.

(٣) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٠.

(٤) منهج المقال : ٣٧٤.

(٥) نقد الرجال : ٣٧٩ / ١٥ ، وفيه : عثيم.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٧) هداية المحدّثين : ١٦٣ ، وفيها : عثيم. والمذكور عن المشتركات لميرد في نسخة « ش ».

(٨) رجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(١٠) الظاهر من المصنّف في ترجمة إسحاق بن الفضل أنّه أخو يعقوب المترجم هنا لا ابن ابنه.

(١١) فيه استظهار استفادة التوثيق من عبارة النجاشي في ترجمة الحسين بن محمّد بن الفضل ، وقد صرّح الشهيد الثاني بتوثيقه مع عمومته ، وفيه أيضاً استبعاد الجزائري ظهور التوثيق من عبارة النجاشي. انظر : الرعاية في علم الدراية : ٣٩٨ ورجال النجاشي : ٥٦ / ١٣١ وحاوي الأقوال : ١٧٠ / ٧٠١.

٦٨

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في خاتمة قسم الثقات وقال : وثّقهشه في شرح البداية ، وقد ذكرنا ما في ذلك من النظر سابقاً(١) ، انتهى.

٣٢٨١ ـ يعقوب بن نعيم بن قرقارة :

الكاتب أبو يوسف ، كان جليلاً في أصحابنا ، ثقة في الحديث ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،جش (٢) .

وزادصه بعد قرقارة : بالقاف قبل الراء وبعدها والراء الأُخرى بعد الألف(٣) .

وفيتعق : نقل في النقد عنجش بعد عن الرضاعليه‌السلام : وصنّف كتباً في الإمامة ، روى عنه أبو نعيم نصر بن عصام(٤) ، انتهى.

وحكاية كتابة الخليفة ظاهرها القدح ومرّ التحقيق فيها في حذيفة(٥) (٦) .

أقول : ما نقله سلّمه الله عن النقد عنجش موجود في النسختين اللتين عندي ، ولم يذكر في النقد سند النجاشي إليه اختصاراً ، واقتصر على‌

__________________

(١) حاوي الأقوال : ١٧٣ / ٧٢٠.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٩ / ١٢١٣ ، وفيه زيادة : وصنّف كتاباً ( كتاً ) ثمّ ذكر طريقه إليه. وسينبّه عليه المصنّف.

(٣) الخلاصة : ١٨٦ / ٤.

(٤) نقد الرجال : ٣٧٩ / ٢٠.

(٥) قال الوحيد في ترجمة حذيفة بن منصور عند تعرضه لكلام العلاّمة من أنّه قيل إنّه كان والياً لبني أُميّة : وبعد الانفكاك عن القبيح لا يقاوم التوثيق الصريح ، كيف وكثير من الثقات ولاة وعمّال للظلمة ، ومرّ التحقيق في الجملة في الفائدة الثالثة.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

٦٩

الراوي عنه كما سلكته في هذا الكتاب أيضاً ، والسند هكذا : أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو نعيم نصر بن عصام بن المغيرة الفهري أحد بني محارب بن فهر ، عن يعقوب ، انتهى.

هذا والكاتب لا يدلّ على كتابة الخليفة بإحدى الدلالات ، ولعلّه دام ظلّه سبق نظره إلى الترجمة الآتية بعيدة أو ظنّ اتّحادهما ، فتأمّل.

٣٢٨٢ ـ يعقوب بن يزيد بن حمّاد :

الأنباري السلمي ، أبو يوسف الكاتب(١) من كتّاب المنتصر ، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وانتقل إلى بغداد ، وكان ثقة صدوقاً ؛ محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عنه ،جش (٢) .

وفيضا : ابن يزيد الكاتب ، يزيد وأبوه ثقتان(٣) . وفيدي : ثقة(٤) .

وفيست : كثير الرواية ، ثقة ، له كتب منها النوادر ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عنه(٥) .

وفيكش : يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ويعرف بالعمي(٦) : ابن مسعود قال : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال عن يعقوب بن يزيد قال : كان كاتباً لأبي دلف القاسم(٧) .

وفيصه بعد من كتّاب المنتصر : وقالكش عن ابن مسعود عن‌

__________________

(١) الكاتب ، لم ترد في المصدر.

(٢) رجال النجاشي : ٤٥٠ / ١٢١٥.

(٣) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ١٢ ، وفيه : ابن يزيد الكاتب هو ويزيد أبوه ثقتان.

(٤) رجال الشيخ : ٤٢٥ / ٢.

(٥) الفهرست : ١٨٠ / ٨٠٣.

(٦) في المصدر : بالقمّي.

(٧) رجال الكشّي : ٦١٢ / ١١٣٨.

٧٠

الحسن بن علي بن فضّال أنّه كان كاتباً لأبي دلف القاسم. وكان يعقوب من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، وروى يعقوب عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام . إلى قوله : صدوقاً ؛ وزاد : وكذلك أبوه(١) .

قلت : في عبارةصه المنقولة عنكش شي‌ء لا يخفى(٢) .

وفيمشكا : ابن يزيد الثقة ، محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن عنه ، وعنه سعد بن عبد الله ، والحميري ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن خالد ، ومحمّد بن خالد ، ومحمّد بن يحيى العطّار.

وفي التهذيب : سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن يعقوب بن يزيد(٣) .

والمعهود رواية سعد عن يعقوب بغير واسطة ، والأمر سهل(٤) .

٣٢٨٣ ـ يعقوب بن يقطين :

ثقة ،ضا (٥) .

وزادصه ود : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (٦) .

وفيتعق : هو أخو علي الجليل ، ومن أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٧) وإن‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٦ / ١.

(٢) حيث إنّ الكلام المنقول في الخلاصة بعد قوله : قال الكشّي ، هو عبارة عن كلام الكشّي والطوسي والنجاشي ، علماً أنّ الراوي في رجال الكشّي : أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال ، فلاحظ.

(٣) التهذيب ٣ : ٩ / ٢٧.

(٤) هداية المحدّثين : ١٦٣. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال الشيخ : ٣٩٥ / ١٣.

(٦) الخلاصة : ١٨٦ / ١ ورجال ابن داود : ٢٠٦ / ١٧٣٦.

(٧) راجع رجال الكشّي : ٤٣٧ / ٨٢٢ ورجال البرقي : ٥٢.

٧١

روى عن الرضاعليه‌السلام أيضاً(١) .

أقول : فيمشكا : ابن يقطين الثقة ، عنه محمّد بن عيسى اليقطيني ، وابن أبي عمير ، والنضر ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(٢) .

٣٢٨٤ ـ يوسف :

فيكش ما روي في يوسف : جعفر بن أحمد بن الحسن ، عن داود ، عن يوسف قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أصف لك ديني الّذي أُدين الله به ، فإن أكن على حقّ فثبّتني ، ثمّ ذكركش ما يدلّ على إقراره بالأئمّةعليهم‌السلام إلى أن انتهى إلى الصادقعليه‌السلام فقالعليه‌السلام عند ذلك مراراً : رحمك الله ثمّ قال : هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي الّذي لا يقبل الله غيره(٣) .

قلت : لعلّ هذا ابن إبراهيم أبو داود الآتي عنق (٤) ، ويكون داود الراوي هنا عنه ابنه ، ومرّ الكلام في ضعف الطريق والشهادة للنفس في أوّل الكتاب(٥) .

وفي حاشية السيّد الداماد علىكش : يوسف هذا أبو أُميّة الكوفي يوسف بن ثابت الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، يروي عنه أبو إسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون ، وإذا أُطلق في أسانيد الأخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام فهو منصرف إليه ، وهذا الحديث الّذي رواه‌

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٢) هداية المحدّثين : ١٦٤. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) رجال الكشّي : ٤٢٣ / ٧٩٧.

(٤) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٧.

(٥) منتهى المقال : ١ / ١٠٢.

٧٢

أبو عمرو الكشّيرحمه‌الله ليس يطابق حال غيره من اليوسفين ، وأمّا داود الّذين أورده في السند فهو الرقي(١) كما هو المستبين من الطبقة فليعرف ؛ ثمّ قال : الّذي يغلب في الظنّ أنّ في هذا الإسناد تركاً في الطبقة والصواب : عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.

وجعفر بن أحمد هو الّذي يعرف بابن التاجر يروي عنه محمّد بن مسعود.

وأحمد بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن الحسن بن فضّال ، وقد ذكرجش أنّ محمّد بن مسعود يروي عن أصحاب علي بن الحسن بن فضّال(٢) . وذكر أنّ أحمد بن الحسن بن فضّال مات سنة ستّين ومائتين(٣) .

وذكر أيضاً أنّ داود مات بعد المائتين بقليل بعد وفاة الرضاعليه‌السلام ، وأنّه روى عن الكاظم والرضاعليهما‌السلام (٤) . وهو من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) وبالجملة : الأمر لا يكاد يخفى بعد ملاحظة التأريخ وطبقة الإسناد في الرواية والله أعلم(٦) ، انتهى. فتأمّل جدّاً.

٣٢٨٥ ـ يوسف بن إبراهيم :

أبو داود ،ق (٧) ، وفي بعض النسخ : أبي داود.

وفيتعق : يأتي في الألقاب أنّه يقال عليه الطاطري(٨) ، والظاهر أنّه‌

__________________

(١) في نسخة « ش » : البرقي.

(٢) رجال النجاشي : ٣٥٠ / ٩٤٤.

(٣) رجال النجاشي : ٨٠ / ١٩٤.

(٤) رجال النجاشي : ١٥٦ / ٤١٠.

(٥) رجال الكشّي : ٤٠٢ / ٧٥٠ و ٧٥١ ، ٤٠٧ / ٧٦٥ و ٧٦٦ ، ورجال الشيخ : ١٩٠ / ٩.

(٦) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : ٢ / ٧٢٠ ٧٢٢.

(٧) رجال الشيخ : ٣٣٦ / ٥٧ ، وفيه : أبي داود.

(٨) عن الخلاصة : ٢٧١ / ٤٠ الفائدة الأُولى.

٧٣

من قول الصدوقرحمه‌الله في مشيخته(١) . وفي العدّة : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطري(٢) .

ويروي عنه صفوان(٣) . وفي كتاب الملابس من الكافي : عن صفوان عن العيص بن القاسم عن أبي داود يوسف بن إبراهيم(٤) ، ويظهر منه تكنيته بأبي داود ، ( فما في بعض نسخق إمّا غلط أو الجر على سبيل الحكاية )(٥) . وفي التهذيب : عن صفوان عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم(٦) ، وذكره الصدوق بهذا العنوان(٧) ، فالظاهر أنّ نسبته إلى إبراهيم نسبة إلى الجدّ لشهرته.

هذا والظاهر اتّحاده مع الطاطري الآتي(٨) (٩) .

أقول : يأتي ما فيمشكا هناك(١٠) .

٣٢٨٦ ـ يوسف بن أحمد بن إبراهيم :

ابن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي ، من قرية الدراز‌

__________________

(١) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ١١٨.

(٢) عدّة الأُصول : ١ / ٣٨١.

(٣) التهذيب ٢ : ٢٠٨ / ٨١٧.

(٤) الكافي ٦ : ٤٥١ / ٥.

(٥) ما بين القوسين لم يرد في التعليقة.

(٦) التهذيب ٢ : ٢٠٨ / ٨١٧ والاستبصار ١ : ٣٨٦ / ١٤٦٧ وفيهما يوسف بن إبراهيم ، إلاّ أنّ الصدوق في الفقيه ١ : ١٧١ / ٨٠٨ ذكر هذه الرواية عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم.

(٧) الفقيه ١ : ١٧١ / ٨٠٨.

(٨) عن رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٥٩.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(١٠) هداية المحدّثين : ١٦٤ ، وفيها : ابن إبراهيم الطاطري عنه محمّد بن سنان. ومن أقوال إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

٧٤

إحدى قرى البحرين ، عالم فاضل متبحّر ماهر متتبّع محدّث ورع عابد صدوق ديّن ، من أجلّة مشايخنا المعاصرين ، وأفاضل علمائنا المتبحّرين.

كان أبوه الشيخ أحمد من أجلاّء تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي وكان عالماً فاضلاً محقّقاً مدقّقاً مجتهداً صرفاً كثير التشنيع على الأخباريين كما صرّح به ولده شيخنا المذكور في إجازته الكبيرة المشهورة(١) .

وكان هوقدس‌سره أوّلاً أخبارياً صرفاً ثمّ رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول : إنّها طريقة العلاّمة المجلسي غوّاص بحار الأنوار.

كان مولده كما ذكره في إجازته المذكورة في السنة السابعة بعد المائة والألف في قرية الماحوز إحدى قرى البحرين ، واشتغل وهو صبي على والده طاب ثراه ، ثمّ على العالم العلاّمة الشيخ حسين الماحوزي(٢) ، وكان عالماً عاملاً فاضلاً كاملاً مجتهداً صرفاً حكى الأُستاذ العلاّمة دام علاه عنه أنّه كان كثير الطعن على الأخباريين وكان يقول(٣) الأخباريون هم الّذين يقولون ما لا يفعلون ويقلّدون من حيث لا يشعرون وعلى الشيخ أحمد بن عبد الله البلادي وغيرهما من علماء البحرين ، وبقي مدّة مشتغلاً بالتحصيل ، ثمّ سافر إلى حجّ بيت الله الحرام وزيارة رسوله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، ثمّ رجع إلى القطيف وبقي بها مدّة ، وبعد خراب البحرين واستيلاء الأعراب وغيرهم من الفجرة النصّاب عليها فرّ إلى ديار العجم ، وقطن برهة في كرمان ثمّ في شيراز وتوابعها من الاصطهبانات مشتغلاً‌

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٩٣ و ٩٨.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٤٤٢.

(٣) في نسخة « ش » بدل وكان يقول : ويقول.

٧٥

بالتدريس والتأليف ، ثمّ سافر إلى العتبات العاليات وجاور في كربلاء شرفها الله واشتغل بإبراز المصنّفات(١) ، مواظباً على العبادات مداوماً على الطاعات إلى أن أدركه المحتوم ونزل به القضاء الملزوم ، فجاور في تلك الحضرة العليّة المجاورة الحقيقية. لهقدس‌سره من المصنّفات : كتاب الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، وهو كتاب جليل لم يعمل مثله جدّاً ، جمع فيه جميع الأقوال والأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار إلاّ أنّه طاب ثراه لميله إلى الأخباريّة كان قليل التعلّق بالاستدلال بالأدلّة الأُصوليّة الّتي هي أُمّهات الأحكام الفقهيّة وعمد الأدلّة الشرعيّة ، خرج منه جميع العبادات إلاّ كتاب الجهاد وأكثر المعاملات إلى أواخر كتاب الطلاق ، وأعرض عن ذكر كتاب الجهاد لقلّة النفع المتعلّق به الآن وإيثاراً لصرف الوقت فيما هو أهم تبعاً لبعض علمائنا الأعيان.

كتاب سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد والردّ عليه في شرحه لنهج البلاغة ، ذكر في أوّله مقدّمة شافية في الإمامة تصلح أن تكون كتاباً مستقلا ، ثمّ ذكر فيه كلامه في الشرح المذكور ممّا يتعلّق بالإمامة والخلافة وأحوال الصحابة وردّ عليه ، خرج منه المجلّد الأوّل وقليل من الثاني.

كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ، وما يترتب عليه من المطالب.

كتاب الدرر(٢) النجفيّة من الملتقطات اليوسفيّة ، وهو كتاب جيد جدّاً مشتملاً على علوم ومسائل وفوائد ورسائل ، جامع لتحقيقات شريفة وتدقيقات لطيفة.

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٤٤٤ ٤٤٦.

(٢) في نسخة « ش » : الدر.

٧٦

كتاب النفحات الملكوتيّة في الردّ على الصوفيّة ذكر فيه جملة من ترهاتهم وشطراً من خرافاتهم ، وعدّ منهم المولى محسن الكاشاني ونقل عنه مقالات قبيحة وعقائد غير مليحة ، وردّها.

كتاب تدارك المدارك فيما هو غافل عنه وتارك ، وهو حاشية على الكتاب المذكور ، خرج منه مجلّد مشتمل على كتاب الطهارة والصلاة.

كتاب إعلام القاصدين إلى مناهج أُصول الدين ، خرج منه الباب الأوّل في التوحيد ، إلاّ أنّهرحمه‌الله ذكر أنّه والّذي في أجوبة المسائل الشيرازيّة الآتي إليه الإشارة ذهبا فيما وقع على كتبه من الحوادث في قصبة فسا من توابع شيراز أيام إقامته بها.

كتاب معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه ، برز منه قليل من أوّله.

كتاب الخطب ، مشتمل على خطب الجمعة من أوّل السنة إلى آخرها وخطب العيدين.

كتاب جليس الحاضر وأنيس المسافر ، يجري مجرى الكشكول.

كتاب عقد الجواهر النورانيّة في أجوبة المسائل البحرانية.

رسالة اللئالي الزواهر في تتمّة عقد الجواهر ، يشتمل على أجوبة مسائل لذلك السائل.

رسالة في مناسك الحجّ.

رسالة ميزان الترجيح في أفضليّة القول فيما عدا الأولتين بالتسبيح.

رسالة في تحقيق معنى الإسلام والإيمان ، وأنّ الإيمان عبارة عن الإقرار باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالأركان.

رسالة قاطعة القال والقيل في نجاسة الماء القليل ، تعرّض فيها للردّ‌

٧٧

على المولى محسن الكاشاني ومن تبعه ممّن تأخّر عنه.

رسالة الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة.

رسالة كشف القناع عن صريح الدليل في الردّ على من قال في الرضاعليه‌السلام بالتنزيل ، ردّ فيها على الركن العماد المحقّق الداماد. حيث كتب طاب ثراه رسالة في التنزيل وسجّل عليه الدليل.

رسالة الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة ، حرّم فيها الجمع بين فاطميتين ، ولم يشاركه فيها غير شيخنا الحرّ العاملي ، وقد تفرّد هورحمه‌الله عنه فحكم ببطلان العقد وعدم وقوعه. وللأُستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه في الردّ عليه رسائل متعدّدة مختصرة ومطوّلة ؛ وكذا لولد الأُستاذ العلاّمة دام فضلهما رسالة جيّدة مبسوطة في الردّ عليه أطال فيها البحث معه ، ونقل جملة من كلامه(١) رحمه‌الله في تلك الرسالة بألفاظها وردّها. ولبعض مشايخنا الأذكياء أيضاً رسالة وجيزة في الردّ عليه.

الرسالة الصلواتيّة متناً وشرحاً.

الرسالة الصلواتيّة المنتخبة منها.

الرسالة المحمديّة في أحكام الميراث الأبديّة(٢) .

أجوبة المسائل الشيرازيّة.

أجوبة المسائل البهبهانية الواردة من السيّد عبد الله بن السيّد علوي البحراني الساكن في بهبهان حيّاً وميتاً.

أجوبة المسائل الكازرونية الواردة من الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد النبي البحراني.

__________________

(١) في نسخة « ش » : كلماته.

(٢) في نسخة « ش » : اللابدية.

٧٨

إجازة كبيرة مبسوطة موسومة بلؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين ، كتبهارحمه‌الله لابني أخويه الشيخ خلف والشيخ حسين ، وهي مشتملة على ذكر أكثر علمائنارحمهم‌الله وأحوالهم ومؤلّفاتهم ومدّة أعمارهم ووفياتهم ، من زمانه إلى زمان الصدوقين والكليني. إلى غير ذلك من فوائد ورسائل وإجازات وأجوبة مسائل.

توفّيرحمه‌الله في شهر ربيع الأوّل من السنة السادسة والثمانين بعد المائة والألف ، وتولّى غسله المقدّس التقي الشيخ محمّد علي الشهير بابن سلطان ، وهو ممّن تلمّذ عليه وتلميذه الآخر المغفور المرحوم الحاج معصوم ، وصلّى عليه الأُستاذ العلاّمة ، واجتمع خلف جنازته جمع كثير وجمّ غفير مع خلو البلاد من أهاليها وتشتت شمل ساكنيها لحادثة نزلت بهم في ذلك العام من حوادث الأيّام الّتي لا تنيم ولا تنام.

٣٢٨٧ ـ يوسف بن أيّوب :

يروي عنه ابن أبي عمير ، ووصفه بشريك إبراهيم بن ميمون(١) ،تعق (٢) .

٣٢٨٨ ـ يوسف بن ثابت بن أبي سعدة :

أبو أُميّة ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون(٤) .

وفيست : له كتاب البشارات ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ،

__________________

(١) التهذيب ٧ : ١٠٨ / ٤٦١.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٣) الخلاصة : ١٨٤ / ٢.

(٤) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ٢٢٢.

٧٩

عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ثعلبة ، عنه(١) .

أقول : فيمشكا : ابن ثابت الثقة ، عنه ثعلبة بن ميمون. وهو عن الصادقعليه‌السلام (٢) .

٣٢٨٩ ـ يوسف بن الحارث :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، يكنّى أبا بصير بالياء بعد الصاد بتري ،صه (٣) .

قر إلاّ الترجمة وقوله من أصحاب الباقرعليه‌السلام (٤) . وقد استثني يوسف بن الحارث عن رجال نوادر الحكمة(٥) ويحتمل أن يكون هذا.

وفيكش : أبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري(٦) ، كما يأتي في الكنى ، فتأمّل.

٣٢٩٠ ـ يوسف بن الحارث الكمنداني :

مضى في سهل بن الحسن ما يومئ إلى معروفيته بل والاعتماد عليه(٧) .

والظاهر أنّه الّذي يروي عنه صاحب نوادر الحكمة لأنّه في طبقة الصفّار وسهل أخيه ، والظاهر من إسناد الروايات أنّ صاحب النوادر يروي‌

__________________

(١) الفهرست : ١٨١ / ٨٠٨.

(٢) هداية المحدّثين : ١٦٤ و ٢٦٨. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٣) الخلاصة : ٢٦٥ / ١.

(٤) رجال الشيخ : ١٤١ / ١٧.

(٥) الفهرست : ١٤٥ / ٦٢١ ورجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٦) رجال الكشّي : ٣٩٠ / ٧٣٣.

(٧) عن رجال الشيخ : ٤٧٥ / ٧ ، وفيه : سهل بن محمّد الصفّار أخو محمّد روى عن يوسف بن الحارث الكمنداني عن عبد الرحمن العرزمي كتابه.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بأمره ، وهو خير الحاكمين(1) .

ونهض أبيّ الضيم ، وترك معاوية يتميّز مِن الغيظ ، وقد استبان له أنّه لا يتمكّن أنْ يخدع الإمام الحُسين (عليه السّلام) ويأخذ البيعة منه.

إرغامُ المعارضين :

وغادر معاوية يثرب متّجهاً إلى مكّة وهو يطيل التفكير في أمر المعارضين ، فرأى أنْ يعتمد على وسائل العنف والإرهاب ، وحينما وصل إلى مكّة أحضر الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعرض عليهم مرّة أُخرى البيعة إلى يزيد فأعلنوا رفضهم له ، فانبرى إليهم مغضباً ، وقال : إنّي أتقدّم إليكم أنّه قد أُعذِرَ مَنْ أنذر. كنتُ أخطب فيكم فيقوم إليّ القائم منكم فيكذّبني على رؤوس الناس ، فأحمل ذلك وأصفح ، وإنّي قائم بمقالة فأُقسم بالله لئن ردّ عليّ أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه ، فلا يسبقني رجل إلاّ على نفسه.

ودعا صاحب حرسه بحضرتهم ، فقال له : أقم على رأس كلّ رجل مِن هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف ، فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثمّ خرج وخرجوا معه ، فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم ، لا يبتزّ أمرٌ دونهم ،

__________________

(1) الإمامة والسياسة 1 / 195 ـ 196.

٢٢١

ولا يُقضى إلاّ عن مشورتهم ، وإنّهم رضوا وبايعوا ليزيد ، فبايعوا على اسم الله.

فبايعه الناس ، ثمّ ركب رواحله وغادر مكّة(1) ، وقد حسب معاوية أنّ الأمر قد تمّ لولده ، واستقر المُلْكُ في بيته ، ولمْ يعلم أنّه قد جرّ الدمار على دولته ، وأعدّ المجتمع للثورة على حكومة ولده.

موقفُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

كان موقف الإمام الحُسين (عليه السّلام) مع معاوية يتّسم بالشدّة والصرامة ، فقد أخذ يدعو المسلمين بشكل سافر إلى مقاومة معاوية ، ويحذّرهم مِنْ سياسته الهدّامة ، الحاملة لشارات الدمار إلى الإسلام.

وفودُ الأقطار الإسلاميّة :

وأخذت الوفود تترى على الإمام (عليه السّلام) مِنْ جميع الأقطار الإسلاميّة وهي تعجّ بالشكوى إليه ، وتستغيث به ممّا ألمّ بها مِن الظلم والجور ، وتطلب منه القيام بإنقاذها مِن الاضطهاد.

ونقلت الاستخبارات في يثرب إلى السّلطة المحلية تجمّع الناس واختلافهم على الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وكان الوالي مروان ، ففزع مِنْ ذلك وخاف إلى حدٍّ بعيدٍ.

__________________

(1) الكامل 3 / 252 ، الأمالي 2 / 73 ، ذيل الأمالي / 177 ، عيون الأخبار 2 / 210 ، البيان والتبيين 1 / 300.

٢٢٢

مذكّرةُ مروان لمعاوية :

ورفع مروان مذكّرة لمعاوية سجّل فيها تخوّفه مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) ، واختلاف الناس عليه ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد كثُر اختلاف الناس إلى حُسين ، والله إنّي لأرى لكم منه يوماً عصيباً(1) .

جوابُ معاوية :

وأمره معاوية بعدم القيام بأيّ حركة مضادّة للإمام (عليه السّلام) ، فقد كتب إليه : اترك حُسيناً ما تركك ولمْ يُظهر لك عداوته ويبد صفحته ، وأكمن عنه كمون الثرى إنْ شاء الله ، والسّلام(2) .

لقد خاف معاوية مِنْ تطور الأحداث ، فعهد إلى مروان بعدم التعرّض له بأيّ أذى أو مكروه.

رأيُ مروان في إبعاد الإمام (عليه السّلام) :

واقترح مروان على معاوية إبعاد الإمام (عليه السّلام) عن يثرب ، وفرض الإقامة الجبرية عليه في الشام ؛ ليقطعه عن الاتصال بأهل العراق ، ولمْ يرتضِ معاوية ذلك ، فردّ عليه : أردت والله أنْ تستريح منه وتبتليني به ، فإنْ صبرت عليه صبرت على ما أكره ، وإنْ أسأت إليه قطعت رحمه(3) .

__________________

(1) و (2) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(3) العقد الفريد 2 / 116.

٢٢٣

رسالةُ معاوية للحُسين (عليه السّلام) :

واضطرب معاوية مِنْ تحرك الإمام (عليه السّلام) واختلاف الناس عليه ، فكتب إليه رسالة ، وقد رويت بصورتين :

1 ـ رواها البلاذري ، وهذا نصّها : أمّا بعد ، فقد أُنهيت إليّ عنك اُمورٌ إنْ كانت حقّاً فإنّي لمْ أظنّها بك ؛ رغبة عنها ، وإنْ كانت باطلة فأنت أسعد الناس بمجانبتها ، وبحظّ نفسك تبدأ ، وبعهد الله توفي ، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة إليك ؛ فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكِدْكَ ، فاتّقِ الله يا حُسين في شقّ عصا الأُمّة ، وأنْ ترِدهم في فتنة(1) .

2 ـ رواها ابن كثير ، وهذا نصّها : إنّ مَنْ أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد أُنبئتُ أنّ قوماً مِنْ أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق مَنْ قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّقِ الله واذكر الميثاق ؛ فإنّك متى تكدْني أكِدْكَ(2) .

واحتوت هذه الرسالة حسب النّص الأخير على ما يلي :

1 ـ أنّ معاوية قد طالب الإمام (عليه السّلام) بتنفيذ ما شرطه عليه في بنود الصلح أنْ لا يخرج عليه ، وقد وفّى له الإمام (عليه السّلام) بذلك ، إلاّ أنّ معاوية لمْ يفِ بشيء ممّا أبرمه على نفسه مِنْ شروط الصلح.

2 ـ أنّ معاوية كان على علمٍ بوفود أهل الكوفة التي دعت الإمام (عليه السّلام) للخروج عليه ، وقد وسمهم بأنّهم أهل الشقاق ، وأنّهم قد غدروا بعلي والحسن (عليهما السّلام) مِنْ قبل.

3 ـ التهديد السافر للإمام (عليه السّلام) بأنّه متى كاد معاوية فإنّه يكيده.

__________________

(1) أنساب الأشراف 1 / ق 1.

(2) تاريخ ابن كثير 8 / 162.

٢٢٤

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ورفع الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية مذكّرةً خطيرةً كانت جواباً لرسالته ، حمّله مسؤوليات جميع ما وقع في البلاد مِن سفك الدماء ، وفقدان الأمن ، وتعريض الأُمّة للأزمات ، وهي مِنْ أروع الوثائق الرسمية التي حفلت بذكر الأحداث التي صدرت مِنْ معاوية ، وهذا نصّها :

«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ، وإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يُسدّد إليها إلاّ الله تعالى.

أمّا ما ذكرت أنّه رقي إليك عنّي ، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الجمع ، وكذب الغاوون. ما أردت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى الله في ترك ذلك منك ، ومن الإعذار فيه إليك وإلى أوليائك القاسطين حزب الظلمة.

ألست القاتل حِجْرَ بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ولا يخافون في الله لومة لائم ، ثمّ قتلتهم ظُلماً وعدواناً مِنْ بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلّظة والمواثيق المؤكدة ؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده؟!

أوَلست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه واصفرّ لونه ، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته ما لو فهمته العصم لنزلت مِنْ رؤوس الجبال؟!

أوَلست بمدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش ، وللعاهر الحَجَرَ

٢٢٥

فتركت سُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعمّداً ، وتبعت هواك بغير هدىً مِن الله ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ، ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويسملُ أعينهم ، ويصلبهم على جذوع النّخل ، كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة ، وليسوا منك؟!

أوَلست قاتل الحضرمي الذي كتب فيه إليك زيادٌ أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتل كلّ مَنْ كان على دين علي. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودينُ علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين ؛ رحلة الشتاء والصيف؟!

وقلتَ فيما قلت : انظر لنفسك ودينك ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة وأنْ تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة مِنْ ولايتك عليها ، ولا أعظم لنفسي ولديني ولأُمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) أفضل مِنْ أنْ أجاهرك ؛ فإنْ فعلتُ فإنّه قربة إلى الله ، وإنْ تركته فإنّي استغفر الله لديني ، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلتَ فيما قلت : إنّني إنْ أنكرتك تنكرني ، وإنْ أكِدْك تكدني. فكِدْني ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو أنْ لا يضرّني كيدك ، وأنْ لا يكون على أحدٍ أضر منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك.

ولعمري ما وفيتَ بشرطٍ ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النّفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، فقتلتهم مِنْ غير أنْ يكونوا قاتَلوا وقُتِلوا ، ولمْ تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ؛ مخافة أمر لعلّك لو لمْ تقتلهم متّ قبل أنْ يفعلوا ، أو ماتوا قبل أنْ يدركوا.

٢٢٦

فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها. وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة ، وقتلك أولياءَه على التّهم ، ونفيك إيّاهم مِنْ دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك الناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ويلعب بالكلاب ، ما أراك إلاّ قد خسرت نفسك ، وتبرتَ دينك(1) ، وغششت رعيتك ، وسمعت مقالة السّفيه الجاهل ، وأخفت الورع التّقي ، والسّلام»(2) .

لا أكاد أعرف وثيقةً سياسةً في ذلك العهد عرضت لعبث السلطة ، وسجّلت الجرائم التي ارتكبها معاوية ، والدماء التي سفكها ، والنفوس التي أرعبها غير هذه الوثيقة ، وهي صرخة في وجه الظلم والاستبداد.

واللهِ كم هي هذه الكلمة رقيقة شاعرة «كأنّك لست مِنْ هذه الأُمّة وليسوا مِنك». هذه الكلمة المشبعة بالشعور القومي الشريف ، وقديماً قال الصابي : إنّ الرجل مِنْ قومٍ ليست له أعصاب تقسو عليهم. وهو اتّهام مِن الحُسين لمعاوية في وطنيته وقوميته ، واتّخذ مِن الدماء الغزيرة المسفوكة عنواناً على ذلك(3) .

لقد حفلت هذه المذكّرة بالأحداث الخطيرة التي اقترفها معاوية وعمّاله ، خصوصاً زياد بن سُميّة الذي نشر الإرهاب والظلم بين الناس ؛ فقتل على الظنّة والتّهمة ، وأعدم كلّ مَنْ كان على دين الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) الذي هو دين ابن عمّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وقد أسرف هذا الطاغية في سفك الدماء بغير حقّ.

ومِن الطبيعي أنّه لمْ يقترف ذلك إلاّ بإيعاز مِنْ معاوية ، فهو الذي عهد إليه بذلك.

__________________

(1) تبرت : أهلكت دينك.

(2) الإمامة والسياسة 1 / 284 ، رجال الكشّي / 32 ، الدرجات الرفيعة / 334.

(3) الإمام الحُسين (عليه السّلام) / 338.

٢٢٧

صدى الرسالة :

ولمّا انتهت رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية ضاق بها ذرعاً ، وراح يراوغ على عادته ، ويقول : إنّ أثرنا بأبي عبد الله إلاّ أسداً(1) .

المؤتمرُ السياسي العام :

وعقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً ، دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار ، والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين ، فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم ، وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية ، وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم ، وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم ، وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين ، وفيما يلي نصّ حديثه ، فيما رواه سليم بن قيس :

قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ، ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً ، وقال لهم : «لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي». فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق ، عامّتهم مِن التابعين ، ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية ـ يعني معاوية ـ قد فعل بنا وبشيعتنا

__________________

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 198.

٢٢٨

ما قد رأيتم ، وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني ، وإنْ كذبت فكذّبوني. اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب ، والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون».

وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة. فقال (عليه السّلام) : «أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه»(1) .

وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت ، وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ، ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) ، وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.

رسالةُ جعدة للإمام (عليه السّلام) :

وكان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب مِنْ أخلص الناس للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام للقدوم إلى مصرهم ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية.

ورفع جعدة رسالةً للإمام (عليه السّلام) ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فإنّ مِنْ قِبَلِنا مِنْ شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين

__________________

(1) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) 2 / 216 ـ 217.

٢٢٩

لأوليائك ، والغلظة على أعدائك ، والشدّة في أمر الله ، فإنْ كنت تحبّ أنْ تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ؛ فقد وطنّا أنفسنا على الموت معك.

جوابُ الإمام (عليه السّلام) :

ولم يكن مِنْ رأي الإمام الحُسين (عليه السّلام) الخروج على معاوية ؛ وذلك لعلمه بفشل الثورة وعدم نجاحها ؛ فإنّ معاوية بما يملك مِنْ وسائل دبلوماسية وعسكرية لا بدّ أنْ يقضي عليها ، ويخرجها مِنْ إطارها الإسلامي إلى حركة غير شرعية ، ويوسم القائمين بها بالتمرّد والخروج على النظام ، وقد أجابهم (عليه السّلام) بعد البسملة والثناء على الله بما يلي :

«أمّا أخي فإنّي أرجو أنْ يكون الله قد وفّقه وسدّده ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم الله بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا مِن الظنّة ما دام معاوية حيّاً ، فإنْ يُحدث الله به حدثاً وأنا حيّ كتبت إليكم برأيي ، والسّلام»(1) .

لقد أمر (عليه السّلام) شيعته بالخلود إلى الصبر ، والإمساك عن المعارضة ، وأنْ يلزموا بيوتهم خوفاً عليهم مِن سلطان معاوية الذي كان يأخذ البريء بالسّقيم ، والمُقبل بالمُدبر ، ويقتل على الظنّة والتهمة. وأكبر الظنّ أنّ هذه الرسالة كانت في عهد زياد الذي سمل عيون الشيعة ، وصلبهم على جذوع النخل ، ودمّرهم تدميراً ساحقاً.

__________________

(1) الأخبار الطوال / 203 ، أنساب الأشراف 1 / ق 1.

٢٣٠

نصيحةُ الخدري للإمام (عليه السّلام) :

وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحُسين (عليه السّلام) واستنجادهم به لإنقاذهم مِن ظلم معاوية وجوره ، ولمّا علم أبو سعيد الخدري بذلك خفّ مسرعاً للإمام (عليه السّلام) ينصحه ويحذّره ، وهذا نص حديثه : يا أبا عبد الله ، إنّي أنا ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه قد كاتبك قوم مِنْ شيعتكم بالكوفة يدعونكم إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج إليهم ؛ فإنّي سمعت أباك يقول بالكوفة : «والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني ، وما يكون منهم وفاء قط ، ومَنْ فاز به فاز بالسّهم الأخيب. والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر ، ولا صبر على السّيف»(1) .

وليس مِنْ شك في أنّ أبا سعيد الخدري كان مِنْ ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأكثرهم إخلاصاً وولاءً لأهل البيت (عليهم السّلام) ، وقد دفعه حرصه على الإمام الحُسين (عليه السّلام) وخوفه عليه مِنْ معاوية أنْ يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. ولمْ تذكر المصادر التي بأيدينا جواب الإمام الحُسين (عليه السّلام) له.

استيلاءُ الحُسين (عليه السّلام) على أموال للدولة :

وكان معاوية يُنفق أكثر أموال الدولة على تدعيم مُلْكه ، كما كان يهبُ الأموالَ الطائلة لبني أُميّة لتقوية مركزهم السياسي والاجتماعي ، وكان الإمام الحُسين (عليه السّلام) يشجب هذه السياسة ، ويرى ضرورة إنفاذ الأموال مِنْ معاوية وإنفاقها على المحتاجين. وقد اجتازت على يثرب أموال مِن اليمن إلى خزينة دمشق ، فعمد الإمام (عليه السّلام) إلى الاستيلاء عليها ، ووزّعها على

__________________

(1) البداية والنهاية 8 / 161 ، تاريخ ابن عساكر 13 / 67.

٢٣١

المحتاجين مِنْ بني هاشم وغيرهم ، وكتب إلى معاوية :

«مِن الحُسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان. أمّا بعد ، فإنّ عيراً مرّت بنا مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليك ، لتودعها خزائن دمشق ، وتعل بها بعد النهل بني أبيك ، وإنّي احتجت إليها فأخذتها ، والسّلام».

وأجابه معاوية : مِنْ عبد الله معاوية إلى الحُسين بن علي. أمّا بعد ، فإنّ كتابك ورد عليّ تذكر أنّ عيراً مرّت بك مِن اليمن تحمل مالاً وحُللاً ، وعنبراً وطيباً إليّ لأودعها خزائن دمشق ، وأعل بها بعد النهل بني أبي ، وإنّك احتجت إليها فأخذتها ، ولم تكن جديراً بأخذها إذ نسبتها إليّ ؛ لأنّ الوالي أحقّ بالمال ، ثمّ عليه المخرج منها. وأيم الله ، لو تركت ذلك حتى صار إليّ لمْ أبخسك حظّلك منها ، ولكنّني قد ظننت يابن أخي أنّ في رأسك نزوة ، وبودّي أنْ يكون ذلك في زماني فأعرف لك قدرك وأتجاوز عن ذلك ، ولكنّني والله ، أتخوّف أنْ تُبلى بمَنْ لا ينظرك فواق ناقة.

وكتب في أسفل كتابه هذه الأبيات :

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ليس ما

جئتَ بالسائغِ يوماً والعلل

أخذكَ المالَ ولمْ تُؤمر بهِ

إنّ هذا مِنْ حُسينٍ لَعجلْ

قد أجزناها ولمْ نغضبْ لها

واحتملنا مِنْ حُسينٍ ما فعلْ

يا حُسينُ بنَ عليٍّ ذا الأملْ

لك بعدي وثبةٌ لا تُحتملْ

وبودّي أنّني شاهدُها

فإليها مِنك بالخلقِ الأجلْ

إنّني أرهبُ أنْ تصلَ بمَنْ

عنده قد سبق السيفُ العذلْ(1)

__________________

(1) شرح نهج البلاغة 4 / 327 الطبعة الأولى.

٢٣٢

وفي هذا الكتاب تهديد للإمام بمَنْ يخلف معاوية ، وهو ابنه يزيد ، الذي لا يؤمن بمقام الحُسين ومكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

وعلى أيّ حالٍ ، فقد قام الإمام بإنقاذ هذه الأموال مِنْ معاوية وأنفقها على الفقراء ، في حين أنّه لمْ يكن يأخذ لنفسه أيّ صلة مِنْ معاوية ، وقد قدّم له مالاً كثيراً وثياباً وافرة وكسوة فاخرة ، فردّ الجميع عليه(1) .

وقد روى الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّ الحسن والحُسين كانا لا يقبلان جوائز معاوية(2) .

حديثٌ موضوع :

مِن الأخبار الموضوعة ما روي أنّ الإمام الحُسين وفد مع أخيه الحسن على معاوية فأمر لهما بمئة ألف درهم ، وقال لهم : خُذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحدٌ قبلي ، ولا يُعطيها أحد بعدي.

فانبرى إليه الإمام الحُسين قائلاً : «والله ، ما أعطى أحدٌ قبلك ولا بعدك لرجلين أشرف منّا».

ولا مجال للقول بصحة هذه الرواية ، فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يفد على معاوية بالشام ، وإنّما وفد عليه الإمام الحسن (عليه السّلام) لا لأجل الصلة والعطاء ، كما يذهب لذلك بعض السذّج مِن المؤرّخين ، وإنّما كان الغرض إبراز الواقع الاُموي والتدليل على مساوئ معاوية ، كما أثبتت ذلك

__________________

(1) الحُسين ـ لعلي جلال 1 / 117.

(2) حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) 2 / 332.

٢٣٣

مناظراته مع معاوية وبطانته ، والتي لمْ يقصد فيها إلاّ تلك الغاية ، وقد أوضحنا ذلك بصورة مفصلّة في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

الحُسين مع بني أُميّة :

كانت العداوة بين الحُسين وبين بني أُميّة ذاتية ، فهي عداوة الضد للضد ، وقد سأل سعيد الهمداني الإمام الحُسين عن بني أُميّة ، فقال (عليه السّلام) : «إنّا وهم الخصمان اللذان اختصما في ربّهم»(1) .

أجل ، إنّهما خصمان في أهدافهم ، وخصمان في اتّجاههم ، فالحُسين (عليه السّلام) كان يُمثّل جوهر الإيمان بالله ، ويُمثّل القيم الكريمة التي يشرف بها الإنسان ، وبنو أُميّة كانوا يُمثّلون مساوئ الجاهلية التي تهبط بالإنسان إلى مستوى سحيق ، وكان الاُمويّون بحسب طباعهم الشريرة يحقدون على الإمام الحُسين ، ويبالغون في توهينه ، وقد جرت منازعة بين الحُسين وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في مال كان بينهما فتحامل الوليد على الحُسين في حقّه ، فثار الإمام في وجهه ، وقال : «أحلف بالله لتنصفي مِنْ حقّي أو لآخذنّ سيفي ، ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأدعونّ بحلف الفضول».

لقد أراد أنْ يُحيي حلف الفضلول الذي أسسه الهاشميون ، والذي كان شعاره إنصاف المظلومين والأخذ بحقوقهم ، وقد حاربه الاُمويّون في جاهليتهم ؛ لأنّه يتنافى مع طباعهم ومصالحهم.

وانبرى عبد الله بن الزّبير فانضمّ للحُسين وانتصر له ، وقال :

__________________

(1) الكنى والأسماء ـ لأبي بشر الدولابي 1 / 77.

٢٣٤

وأنا أحلف بالله ، لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثمّ لأقومنّ معه حتى ينتصف مِنْ حقّه أو نموت جميعاً.

وبلغ المسوّر بن مخرمة بن نوفل الزهري الحديث فانضمّ للحُسين وقال بمثل مقالته ، وشعر الوليد بالوهن والضعف فتراجع عن غيّه ، وأنصف الحُسين (عليه السّلام) مِنْ حقّه(1) .

ومِنْ ألوان الحقد الاُموي على الحُسين أنّه كان جالساً في مسجد النّبي (صلّى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يُحدّث أصحابه ، ويرفع صوته ليُسمع الحُسين ، وهو يقول : إنّا شاركنا آل أبي طالب في النّبوة حتّى نلنا مِنها مثلَ ما نالوا مِنها مِن السّبب والنّسب ، ونلنا مِن الخلافة ما لمْ ينالوا فبِمَ يفخرون علينا؟

وكرّر هذا القول ثلاثاً ، فأقبل عليه الحُسين ، فقال له : «إنّي كففت عن جوابك في قولك الأول حلماً ، وفي الثاني عفواً ، وأمّا في الثالث فإنّي مجيبك. إنّي سمعت أبي يقول : إنّ في الوحي الذي أنزله الله على محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، إذا قامت القيامة الكبرى حشر الله بني أُميّة في صوَرِ الذر يطؤهم الناس حتى يفرغ مِن الحساب ، ثمّ يُؤتى بهم فيحاسبوا ويُصار بهم إلى النار»(2) . ولمْ يطق الاُموي جواباً وانصرف وهو يتميّز مِن الغيظ.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن موقف الإمام مع معاوية وبني أُميّة ، ونعرض فيما يلي إلى وفاة معاوية وما رافقها مِن الأحداث.

__________________

(1) سيرة ابن هشام 1 / 142.

(2) المناقب والمثالب للقاضي نعمان المصري / 61.

٢٣٥

مرضُ معاوية :

ومرض معاوية وتدهورت صحته ، ولمْ تُجْدِ معه الوصفات الطيبة ، فقد تناهبت جسمه الأمراض ، وقد شعر بدنوّ أجله ، وكان في حزن على ما اقترفه في قتله لحِجْرِ بن عَدِي ، فكان ينظر إليه شبحاً مخيفاً ، وكان يقول :

ويلي مِنكَ يا حِجْر! إنّ لي مع ابن عَدِي ليوماً طويلاً(1) ، وتحدّث الناس عن مرضه ، فقالوا : إنّه الموت ، فأمر أهله أنْ يحشوا عينيه أثمداً ، ويسبغوا على رأسه الطيب ويجلسوه ، ثمّ أذن للناس فدخلوا وسلّموا عليه قياماً ، فلمّا خرجوا مِنْ عنده أنشد قائلاً :

وتجلُّدي للشامتين أريهمُ

أنّي لريبِ الدهرِ لا اتضعضعُ

فسمعه رجل مِن العلويِّين فأجابه :

وإذا المنيّةُ أنشبتْ أظفارَها

ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ(2)

وصاياه :

ولمّا ثقل حال معاوية عهد بوصيته إلى يزيد ، وقد جاء فيها : يا بُني ، إنّي قد كفيتك الشرّ والترحال ، ووطأت لك الأمور وذللت لك الأعداء ، وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لمْ يجمعه أحدٌ ، فانظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك وأكرم مَنْ قدم عليك منهم وتعاهد مَنْ غاب ، وانظر أهل العراق فإنْ سألوك أنْ تعزل كلّ يوم عاملاً فافعل ؛ فإنّ عزل عامل

__________________

(1) الفتنة الكبرى 2 / 245.

(2) حياة الحيوان للدميري 1 / 59.

٢٣٦

أيسر مِنْ أنْ يُشهر عليك مئة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك ، فإنْ رابك مِنْ عدوك شيء فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فارددْ أهل الشام إلى بلادهم ؛ فإنْ أقاموا بغير بلادهم تغيّرت أخلاقهم.

وإنّي لست أخاف عليك أنْ ينازعك في هذا الأمر إلاّ أربعة نفر مِنْ قريش : الحُسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزّبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؛ فأمّا ابن عمر فإنّه رجل قد وقذته العبادة ، فإذا لمْ يبقَ أحدٌ غيره بايعك ، وأمّا الحُسين بن علي فهو رجل خفيف ، ولنْ يترك أهل العراق حتّى يخرجوه ، فإنْ خرج وظفرت به فاصفح عنه ؛ فإنّ له رحماً ماسة وحقّاً عظيماً وقرابة مِنْ محمّد ، وأمّا ابن أبي بكر فإنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ليس له همّة إلاّ في النساء واللّهو ، وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ، ويراوغك مراوغة الثعلب فإنْ أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزّبير ، فإنْ هو فعلها بك فظفرت به فقطّعه إرباً إرباً ، واحقنْ دماء قومك ما استطعت(1) .

وأكبر الظنّ أنّ هذه الوصية مِن الموضوعات ؛ فقد افتُعلتْ لإثبات حلم معاوية ، وإنّه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين وهو غير مسؤول عن تصرفاته.

وممّا يؤيد وضعها ما يلي :

1 ـ إنّ المؤرّخين رووا أنّ معاوية أوصى يزيد بغير ذلك ، فقال له : إنّ لك مِنْ أهل المدينة يوماً ، فإنْ فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإنّه رجل قد عرفنا نصيحته(2) ، وكان مسلم بن عقبة جزّاراً جلاداً لا يعرف الرحمة والرأفة ، وقد استعمله يزيد بعهد مِنْ أبيه في واقعة الحرّة فاقترف كلّ موبقة

__________________

(1) تاريخ ابن الأثير 3 / 259.

(2) تاريخ خليفة خياط 1 / 229.

٢٣٧

وإثم ، فكيف تلتقي هذه الوصيّة بتلك الوصيّة التي عهد فيها بالإحسان إلى أهل الحجاز؟!

2 ـ إنّه أوصاه برعاية عواطف العراقيين والاستجابة لهم إذا سألوه في كلّ يوم عزل مَنْ ولاّه عليهم ، وهذا يتنافى مع ما ذكره المؤرّخون أنّه عهد بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد وهو يعلم شدّته وصرامته وغدره ؛ فهو ابن زياد الذي أغرق العراق بدماء الأبرياء ، فهل العهد إليه بولايته العراق من الإحسان إلى العراقيين والبرّ بهم؟!

3 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الله بن عمر وقد وصفه بأنّه قد وقذته العبادة ، وإذا كان كذلك فهو بطبيعة الحال منصرف عن السّلطة والمنازعات السّياسية فما معنى التخوّف منه؟!

4 ـ إنّه جاء في هذه الوصية أنّه يتخوّف عليه مِنْ عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقد نصّ المؤرّخون أنّه توفي في حياة معاوية ، فما معنى التخوّف عليه مِنْ إنسان ميّت؟

5 ـ إنّه أوصاه برعاية الحُسين (عليه السّلام) وإنّ له رحماً ماسّة ، وحقًّا عظيماً وقرابةً مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومن المؤكد أنّ معاوية بالذّات لمْ يرعَ أيّ جانب مِنْ جوانب القرابة مِنْ رسول الله فقد قطع جميع أواصرها ، فقد فرض سبّها على رؤوس الأشهاد ، وعهد إلى لجان التربية والتعليم بتربية النشء ببغض أهل البيت ، ولمْ يتردّد في ارتكاب أيّ وسيلة للحطّ مِنْ شأنهم.

وقد علّق الاُستاذ عبد الهادي المختار على هذه الفقرات مِنْ الوصيّة بقوله : وتقول بعض المصادر إنّ معاوية أوصى ولده يزيد برعاية الحُسين ، والذي نعتقده أنّه لا أثر لها من الصحة ؛ فإنّ معاوية لمْ يتردّد في اغتيال

٢٣٨

الإمام الحسن حتّى بعد ما بايعه ، فكيف يوصي ولده بالعفو عن الحُسين إنْ ظفر به.

لم يكن معاوية بالذي يرعى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حرمةً أو قرابةً حتّى يوصي ابنه برعاية آل محمّد ، كلاّ أبداً ، فقد حارب الرسول في الجاهلية حتّى أسلم كُرها يوم فتح مكّة ، ثمّ حارب صهر الرسول وخليفته وابن عمّه علي ، ونزا على خلافة المسلمين وانتزعها قهراً ، وسمّ ابن بنت الرسول الحسن ، فهل يُصدَّق بعد هذا كلّه أنْ يوصي بمثل ما أوصى به؟!

قد يكون أوصاه أنْ يغتاله سرّاً ويدسّ له السمّ ، أو يبعث له مَنْ يطعنه بليل ، ربّما كان هذا الفرض أقرب إلى الصحة مِنْ تلك الوصية ، ولكنّ المؤرّخين ـ سامحهم الله ـ أرادوا أنْ يُبرِّئوا ساحة الأب ويلقوا جميع التبعات على الابن ، وهما في الحقيقة غرسُ إثمٍ واحدٌ وثمرةُ جريمةٍ واحدة.

وأضاف يقول : ولو أنّ الوصيّة المزعومة كانت صحيحةً لما كان يزيد لاهمَّ له بعد موت أبيه إلاّ تحصيل البيعة مِن الحُسين وتشديده على عامله بالمدينة بلزوم إجبار الحُسين على البيعة(1) .

موتُ معاوية :

واستقبل معاوية الموت غير مطمئن فكان يتوجّع ويظهر الجزع على ما اقترفه مِن الإسراف في سفك دماء المسلمين ونهب أموالهم ، وقد وافاه الأجل في دمشق محروماً عن رؤية ولده الذي اغتصب له الخلافة ، وحمله

__________________

(1) مجلة الغري السنة الثامنة العدد 9 و 10.

٢٣٩

على رقاب المسلمين ، وكان يزيد فيما يقول المؤرّخون مشغولاً عن أبيه في أثناء وفاته برحلات الصيد ، وعربدات السكر ونغمة العيدان.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حكومة معاوية وما رافقها من الأحداث الجسام.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559