منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336706 / تحميل: 4472
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

عنه بلا واسطة(١) ، كما أنّ الظاهر من حكاية الاستثناء أيضاً ذلك ، ويحتمل اتّحاد مع المذكور قبيله بأن يكون الشيخرحمه‌الله توهّم من أبي جعفر : الباقرعليه‌السلام كما هو في قلمه كثير(٢) .

وأمّا حكاية الاستثناء فقد مرّ التأمّل فيها مضافاً إلى أنّ المستثني وغيره من القمّيّين رووا عنه ،تعق (٣) .

٣٢٩١ ـ يوسف بن حمّاد :

قيراط ، كوفي ضعيف ،صه (٤) ،د (٥) .

وزادجش : له كتاب(٦) .

٣٢٩٢ ـ يوسف بن السخت :

روى عن محمّد بن جمهور القمّي ، روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ،لم (٧) .

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٣١٣ / ١٢٧٣ و ٣ : ١٦٠ / ٣٤٤ ، أمالي الصدوق : ٩٨ / ١ المجلس الرابع والعشرون ، التوحيد : ٣٦٨ / ٧ ، الخصال : ٤٤ / ٣٩ و ٦٢ / ٨٨. وفي الجميع : يوسف بن الحارث.

(٢) قال الشيخ الحر في هامش الوسائل : ٦ / ٣٢٨ في أبواب الركوع عند ذكره لحديث التهذيب : محمّد بن أحمد بن يحيى يروي عن يوسف بن الحارث تارة ، وعن أبي بصير يوسف بن الحارث تارة وهما واحد ، وقد ذكر الشيخ في كتابه الرجال إنّ أبا بصير يوسف بن الحارث من أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، والّذي يظهر من الأسانيد ومن كتب الرجال أنّه من أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وأنّ الشيخ قد اشتبه عليه أبو جعفر الثاني بالأوّل ، انتهى.

إلاّ أنّا لم نجد رواية واحدة لمحمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي بصير يوسف بن الحارث ، فتأمّل.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٤) الخلاصة : ٢٦٥ / ٤.

(٥) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٥٨.

(٦) رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢٢٠.

(٧) رجال الشيخ : ٥١٧ / ٣ ، وفيه بدل القمّي : العمي.

٨١

وفيصه : بصري ضعيف مرتفع القول ، استثناه القمّيون من نوادر الحكمة(١) ، انتهى.

وفيكر : بصري(٢) .

وفيد : غض ضعيف(٣) ، انتهى. وتقدّم الاستثناء في محمّد بن أحمد بن يحيى(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّ تضعيفصه منغض (٥) ، والاستثناء مرّ ما فيه.

هذا وربما ينقل عنه في الرجال على وجه الاعتماد كما مرّ في فارس(٦) وغيره(٧) ، ومضى فيه قول علي بن عبد الغفّار له : لم أجد أوثق منك. إلى آخره وربما يظهر منه عدم غلوّه ، فلاحظ(٨) .

٣٢٩٣ ـ يوسف الطاطري :

ق (٩) . وفيتعق : هو ابن إبراهيم(١٠) (١١) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم الطاطري ، عنه محمّد بن سنان(١٢) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٥ / ٥.

(٢) رجال الشيخ : ٤٣٧ / ٢ ، وفيه بعد السخت زيادة : أبو يعقوب.

(٣) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٥٩ ولم يرد فيه : ضعيف.

(٤) عن الفهرست : ١٤٥ / ٦٢١ ورجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٥) مجمع الرجال : ٦ / ٢٧٩ نقل عن ابن الغضائري عبارة الخلاصة بأكملها.

(٦) عن رجال الكشي : ٥٢٦ / ١٠٠٨.

(٧) كما في ترجمة علي بن مهزيار عن رجال الكشّي : ٥٤٨ / ١٠٣٨ ، وعبد الله بن خداش عن رجال الكشّي : ٤٤٧ / ٨٤٠ وغيرهما.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٩) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٥٩.

(١٠) راجع الخلاصة : ٢٧١ / ٤٠ ومشيخة الفقيه : ٤ / ١١٨.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(١٢) هداية المحدّثين : ١٦٤. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٨٢

٣٢٩٤ ـ يوسف بن عقيل البجلي :

كوفي ثقة قليل الحديث ، يقول القمّيون : إنّ له كتاباً ، والظاهر أنّ الكتاب لمحمّد بن قيس ،صه (١) .

وفيجش بدل والظاهر : وعندي ؛ وزاد : محمّد بن خالد البرقي عنه(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عنه.

وأخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن عقيل الثقة ، عنه محمّد بن خالد البرقي ، ومحمّد بن عيسى ، والحسين بن سعيد(٤) .

٣٢٩٥ ـ يوسف بن علي القطّان :

كما فيد (٥) يأتي ، عن غيره يونس(٦) .

٣٢٩٦ ـ يوسف بن علي بن مطهر :

الحلّي ، والد آية الله العلاّمة ، كان مدرساً فقيهاً عظيم الشأن ، نقد(٧) . جلالته أشهر من أن يذكر ،تعق (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٤ / ١.

(٢) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢١.

(٣) الفهرست : ١٨٠ / ٨٠٧.

(٤) هداية المحدّثين : ١٦٤. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال ابن داود : ٢٠٧ / ١٧٣٩.

(٦) عن رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢٠٩ والخلاصة : ١٨٥ / ٣.

(٧) نقد الرجال : ٣٨٠ / ١١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٣

أقول : ذكرهد في ترجمة العلاّمةرحمه‌الله قال بعد الثناء عليه : وكان والده قدّس الله روحه فقيهاً محدّثاً مدرّساً عظيم الشأن(١) ، انتهى.

وهو من مشايخ ولده العلاّمة أجزل الله إكرامه وإكرامه(٢) ، وقد أكثر من النقل عنه في كتبه ، وذكر في إجازته لبني زهرة أنّ المحقق خواجه نصير الدينرحمه‌الله لمّا ورد الحلّة وحضر عند فقهائها سأل المحقّقرحمه‌الله عن أعلمهم بالاصولين فأشر إلى والده سديد الدينرحمه‌الله وإلى الفقيه محمّد بن جهمرحمه‌الله (٣) .

٣٢٩٧ ـ يوسف بن عمّار بن حيّان :

ثقة ،صه (٤) ،د (٥) . وهو أخو إسحاق ومرّ معه.

وفيتعق : في الوجيزة : وثّقه العلاّمة ولم يثبت(٦) . وفي النقد : كأنّه أخذه من كلامجش عند ترجمة إسحاق(٧) ، ود أخذه منصه حيث لم يسمّ المأخذ كما هو من دأبه ، وفي أخذ التوثيق من ذلك الكلام نظر(٨) ، انتهى. والنظر في محلّه(٩) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال بعد نقل توثيقه عنصه ود : لم نر له ذكراً في شي‌ء من كتب الرجال إلاّ في‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦٦ ، وفيه بدل محدّثاً : محقّقاً.

(٢) عدّه في خاتمة المحدّثين الشيخ النوري خامس مشايخ ولده العلاّمة ، خاتمة المستدرك : ٢ / ٤١٧.

(٣) البحار : ١٠٧ / ٦٤ ، وفيه بدل جهم : جهيم.

(٤) الخلاصة : ١٨٤ / ٣.

(٥) رجال ابن داود : ٢٠٧ / ١٧٤٠.

(٦) الوجيزة : ٣٤٤ / ٢١٧.

(٧) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ، وفيه : إسحاق بن عمّار بن حيّان. إلى أن قال : ثقة وإخوته يونس ويوسف وقيس وإسماعيل وهو بيت كبير من الشيعة.

(٨) نقد الرجال : ٣٨٠ / ١٣.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٤

جش في ترجمة(١) إسحاق ، ثمّ ذكر كلامجش هناك وقال : ولعلّهما اطّلعا على غير ذلك(٢) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ قولجش رحمه‌الله في إسحاق وهو في بيت كبير من الشيعة يدلّ على جلالته.

وفيمشكا : ابن عمّار الثقة ، عنه علي بن مهزيار ، وعلي بن رئاب(٣) .

٣٢٩٨ ـ يوسف بن محمّد بن إبراهيم :

هو ابن إبراهيم(٤) ،تعق (٥) .

٣٢٩٩ ـ يوسف بن يعقوب :

واقفي ،ظم (٦) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ؛ وقال أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله : يوسف بن يعقوب أخو يونس فطحي(٧) .

وفيتعق : يأتي كلام الصدوقرحمه‌الله في أخيه يونس(٨) (٩) .

٣٣٠٠ ـ يوسف بن يعقوب الجعفي :

كوفي(١٠) ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وجابر ، له كتاب ، يحيى بن‌

__________________

(١) ترجمة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) حاوي الأقوال : ١٦٢ / ٦٦٣.

(٣) هداية المحدّثين : ١٦٤ ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) حيث ذكره الشيخ في التهذيب ٢ : ٢٠٨ / ٨١٧ بعنوان : يوسف بن إبراهيم إلاّ أنّ الصدوق ذكر في الفقيه ١ : ١٧١ / ٨٠٨ عين الرواية عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(٦) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٧.

(٧) الخلاصة : ٢٦٥ / ٢.

(٨) عن الخلاصة : ١٨٥ / ٢.

(٩) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(١٠) في المصدر زيادة : ضعيف.

٨٥

زكريّا عنه به ،جش (١) .

صه إلى قوله : وعن جابر ؛ وزاد : وهو ضعيف مرتفع القول(٢) .

وفيتعق : تضعيفه عنغض (٣) ومرّ الكلام فيه مراراً(٤) .

قلت : لو تمّ ما ذكره سلّمه الله لخرج من الضعف إلى الجهالة.

وفيمشكا : ابن يعقوب الجعفي الكوفي الضعيف ، عنه زكريّا بن يحيى. وهو عن الصادقعليه‌السلام وجابر(٥) .

٣٣٠١ ـ يونس :

يكنّى أبا إسحاق السبيعي ،ق (٦) .

ومرّ في ثوير ما يدلّ على شدّة بغضه(٧) ، والظاهر أنّه هو وأبوه من العامّة(٨) ، والله العالم.

وفيتعق : الّذي في ثوير : ابن أبي إسحاق هذا وأبو إسحاق اسمه عمر بن عبد الله وقد تقدّم(٩) (١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢١٩ ، وفيه : زكريّا بن يحيى.

(٢) الخلاصة : ٢٦٥ / ٣.

(٣) انظر : مجمع الرجال : ٦ / ٢٨٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٦٨ ، وفي : ١٦٤ قال : ابن يعقوب الجعفي ، عنه زكريّا بن يحيى ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٨ ، وفيه : ابن أبي إسحاق ، وفي نسخة : يكنّى أبا إسحاق.

(٧) عن رجال النجاشي : ١١٨ / ٣٠٣ ، وفيه : قال ابن نوح : حدّثني جدّي. إلى أن قال : عن شبابة بن سوّار قال : قلت ليونس ابن أبي إسحاق : ما لك لا تروي عن ثوير فإنّ إسرائيل يروي عنه؟ قال : ما أصنع به كان رافضيّاً.

(٨) انظر : الوسيط : ١٧٥ ترجمة عمرو بن عبد الله بن علي أبو إسحاق السبيعي.

(٩) عن الاختصاص : ٨٣ ومجمع البحرين : ٣ / ٤١٤ إلاّ أنّ فيهما : عمرو.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٦

أقول : وقدّمنا هناك أنّه من الخاصّة ، بل ومن خاصّتهم وثقاتهم(١) .

وأمّا كون يونس المذكور في ثوير هو هذا المذكور عنق فلم يثبت كما أشار إليه الأستاذ العلاّمة سلّمه الله ، وكذا كونه ابن أبي إسحاق السبيعي المتقدّم غير واضح ، فتأمّل.

٣٣٠٢ ـ يونس بن بهمن :

بالباء الموحّدة قبل الهاء ، والنون بعد الميم ، غال خطّابي كوفي يضع الحديث ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٢) .

وفيد : غض غال كوفي يضع الحديث(٣) .

٣٣٠٣ ـ يونس بن رباط البجلي :

مولاهم كوفي ، ثقة ،صه (٤) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه أحمد بن أبي بشر(٥) .

وفيكش في بني رباط : قال نصر بن الصبّاح : كانوا أربعة إخوة الحسن والحسين وعلي ويونس كلّهم أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولهم أولاد كثيرة من حملة الحديث(٦) .

__________________

(١) عن الاختصاص : ٣٨ ومجمع البحرين : ٣ / ٤١٤ ، وفيهما : أنّ أبا إسحاق واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي صلّى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة ، وكان يختم القرآن في كل ليلة ، ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاصّ والعامّ ، وكان من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام .

(٢) الخلاصة : ٢٦٦ / ٣.

(٣) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٦١.

(٤) الخلاصة : ١٨٥ / ٤ ، وفيها زيادة ك‍ روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٥) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢١١.

(٦) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٥.

٨٧

٣٣٠٤ ـ يونس بن ظبيان :

بالمعجمة المفتوحة والموحّدة قبل الياء والنون أخيراً ، قال أبو عمرو الكشّي : قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون إلى آخر ما مرّ في يزيد الصائغ. وقالجش : إنّه مولى ضعيف جدّاً لا يلتفت إلى ما رواه ، كلّ كتبه تخليط. وقالغض : كوفي غال كذّاب وضّاع للحديث ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا يلتفت إلى حديثه.

فأنا لا أعتمد على روايته لقول هؤلاء المشايخ العظماء فيه ،صه (١) .

وفيجش ما نقله وزاد : عنه ذبيان بن حكيم الأودي(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن محمّد بن موسى خوراء ، عنه(٣) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : يونس بن ظبيان متّهم غال(٤) .

وفيه : حدّثني محمّد بن قولويه القمّي قال : حدّثني سعد بن عبد الله قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن يونس قال : سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، إلى أن قال : ثمّ قالعليه‌السلام للرجل : أُخرج عنّي لعنك الله ولعن من حدّثك ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة ، إلى أن قالعليه‌السلام : أمّا يونس بن ظبيان مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب. الحديث(٥) . وفيه غير ذلك(٦) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٦ / ٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢١٠.

(٣) الفهرست : ١٨٢ / ٨١١.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٣ / ٦٧٢.

(٥) رجال الكشّي : ٣٦٣ / ٦٧٣.

(٦) رجال الكشّي : ٣٦٤ / ٦٧٤.

٨٨

وفيه أيضاً : حدّثني محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمّي ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان فقال :رحمه‌الله ، وبنى له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً في الحديث.

قال أبو عمرو الكشّي : إنّ ابن(١) الهروي مجهول ، وهذا حديث غير صحيح مع ما روي في يونس بن ظبيان(٢) .

وفيتعق : روى الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية عنه النصّ على الأئمّة الاثنى عشر عن الصادقعليه‌السلام ، ويظهر منها مدح له وأنّه حين الرواية لم يكن غالياً(٣) .

وفي توحيد الصدوقرحمه‌الله عنه قال : دخلت على الصادقعليه‌السلام فقلت : إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً إلاّ أنّي أختصر لك منه أحرفاً ، يزعم أنّ الله جسم ، إلى أن قال : قلت : فما أقول؟ قال : لا جسم ولا صورة. الحديث(٤) .

وبالجملة : يظهر من غير ذلك من الأخبار أيضاً ما يدلّ على عدم غلوّه ، فلاحظ. ومضى في صدر الرسالة ماله دخل(٥) .

أقول : بعد إطباق المشايخ على ضعفه مضافاً إلى ما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقّف أصلاً. وما ذكره عن الكفاية إلى القدح‌

__________________

(١) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) رجال الكشّي : ٣٦٤ / ٦٧٥.

(٣) كفاية الأثر : ٢٥٥.

(٤) التوحيد : ٩٩ / ٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٩

أقرب من المدح لأنّهرحمه‌الله صنّف الكتاب المذكور في إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام من طرق المخالفين ، ولذا تراه ينقل فيها عن العامّة والزيديّة والواقفيّة ونظائرهم ( على أنّ عدم غلوّه حين رواية تلك الرواية لا يجدي نفعاً أصلاً ، وكذا )(١) ما في التوحيد فإنّه(٢) بعد سلامة سنده ربما يدلّ على سلامته في وقت ما. وما ذكره سلّمه الله في أول الكتاب من الطعن في طعن القمّيّين والقدماء لا يجري في المقام أصلاً.

هذا ، وقال الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله : في سرائر ابن إدريس في الأحاديث المنتزعة من جامع البزنطي ما لفظه : وعنه عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان فقال :رحمه‌الله وبنى الله له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً على الحديث(٣) ، والظاهر أنّ الضمير في قوله « عنه » يرجع إلى سليمان بن خالد قبل هذا الحديث ، وأحمد بن محمّد يروي عنه من غير واسطة فيكون الحيث على ذلك صحيحاً ، ولعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام المشايخ له(٤) ، انتهى فتأمّل جدّاً.

وفيمشكا : ابن ظبيان ، عنه محمّد بن موسى خوراء(٥) .

٣٣٠٥ ـ يونس بن عبد الرحمن :

مولى علي بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد ، أبو محمّد ، كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً ، عظيم المنزلة ، ولد في أيّام هشام بن عبد الملك ، ورأى جعفر بن محمّدعليه‌السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه ، وروى عن‌

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) فإنّه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) السرائر : ٣ / ٥٧٨.

(٤) حاوي الأقوال : ٣٤٧ / ٢١٥٤ ترجمة يونس بن علي القطّان.

(٥) هداية المحدّثين : ١٦٥.

٩٠

أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان الرضاعليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتوى ، وكان ممّن بُذل له على الوقف مال جزيل وامتنع عن(١) أخذه وثبت على الحقّ. وقد ورد في يونس بن عبد الرحمنرحمه‌الله مدح وذمّ.

قال أبو عمرو الكشّي : فيما أخبرني به غير واحد من أصحابنا عن جعفر بن محمّد عنه : حدّثني علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثني الفضل بن شاذان قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمّي رأيته وكان وكيل الرضاعليه‌السلام وخاصّته فقال : إنّي سألتهعليه‌السلام فقلت : إنّي لا أقدر على لقائك في كلّ وقت فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال : خذ عن يونس بن عبد الرحمن ؛ وهذه منزلة عظيمة. ومثله رواهكش عن الحسن بن علي بن يقطين سواء.

وقال شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان في كتابه مصابيح النور : أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويهرحمه‌الله قال : حدّثنا علي بن الحسين بن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريرحمه‌الله : عرضت على أبي محمّد صاحب العسكريعليه‌السلام كتاب يوم وليلة ليونس فقال : تصنيف من هذا؟ قلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : أعطاه الله بكلّ حرف نوراً يوم القيامة. ومدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها وإنّما ذكرنا هذا حتّى لا نخليه من بعض حقوقهرحمه‌الله .

وكانت له تصانيف كثيرة ، محمّد بن عيسى عنه بجميع كتبه ،جش (٢) .

__________________

(١) في المصدر : من.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٨.

٩١

وفيصه : كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً ، عظيم المنزلة ، روى عن أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان الرضاعليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتيا ، وكان ممّن بذل له على الوقف مال جزيل(١) فامتنع من أخذه وثبت على الحقّ ، ثمّ ذكر الرواية المذكورة الأخيرة المتضمّنة لعرض كتابه على العسكريعليه‌السلام ودعائهعليه‌السلام بإعطاء الله إيّاه بكلّ حرف نوراً ؛ ثمّ قال : مات يونس بن عبد الرحمن سنة ثمان ومائتينرحمه‌الله وقدّس روحه. وروىكش حديثاً صحيحاً عن علي بن محمّد بن قتيبة(٢) ، ثمّ ذكر الخبر المذكور عنكش ثمّ قال : وفي حديث صحيح عن علي بن محمّد القتيبي عن الفضل بن شاذان عن محمّد بن الحسن الواسطي وجعفر بن عيسى ومحمّد بن يونس أنّ الرضاعليه‌السلام ضمن ليونس الجنّة ثلاث مرات. وقد روىكش ما ينافي ذلك ذكرناه(٣) في كتابنا الكبير وأجبنا عنه(٤) ، انتهى.

وفيظم : ضعّفه القمّيّون ، وهو ثقة(٥) .

وفيضا : طعن عليه القمّيّون ، وهو عندي ثقة(٦) .

وفيست : له كتب كثيرة ، إلى أن قال : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن(٧) ؛ وأحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عنه ( وعنه إسماعيل بن مرار وصالح بن السندي )(٨)

__________________

(١) في المصدر : مال جليل.

(٢) في المصدر بدل ابن قتيبة : القتيبي.

(٣) ذكرناه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الخلاصة : ١٨٤ / ١.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١١.

(٦) رجال الشيخ : ٣٩٤ / ٢.

(٧) في المصدر : وعن.

(٨) ما بين القوسين ، لم يرد في نسخة « ش ».

٩٢

وقال(١) محمّد بن علي بن الحسين ؛ سمعت محمّد بن الحسن بن الوليدرحمه‌الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن الّتي هي بالروايات كلّها صحيحة معتمد عليها إلاّ ما ينفرد به محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس ولم يروه غيره فإنّه لا يعتمد عليه ولا يفتى به(٢) .

وفيكش ما مرّ نقله عنصه وجش (٣) ، وفيه أيضاً : قال الفضل بن شاذان : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضاعليه‌السلام يقول : أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ، وذلك أنّه خدم أربعة منّا علي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وبرهة من عصر موسى بن جعفرعليهم‌السلام ، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه(٤) .

علي بن محمّد القتيبي قال : حدّثني أبو محمّد الفضل بن شاذان قال : حدّثني أبو جعفر البصري وكان ثقة فاضلاً صالحاً قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضاعليه‌السلام فشكى إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة ، فقال الرضاعليه‌السلام : دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ(٥) .

حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل الرازي قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي قال : كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام : ما تقول في يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب إليَّ بخطّه : أُحبّه وأترحّم عليه وإن كان يخالفك أهل بلدك(٦) .

__________________

(١) في نسخة « ش » بدل وقال : ثمّ قال قال.

(٢) الفهرست : ١٨١ / ٨٠٩.

(٣) رجال الكشّي : ٤٨٣ / ٩١٠ ٩١١ و ٤٩٠ / ٩٣٥.

(٤) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٩.

(٥) رجال الكشّي : ٤٨٨ / ٩٢٩.

(٦) رجال الكشّي : ٤٨٩ / ٩٣١.

٩٣

وجدت(١) بخطّ محمّد بن شاذان بن نعيم في كتابه : سمعت أبا محمّد القمّاص الحسن بن علوية الثقة يقول : سمعت الفضل بن شاذان يقول : حجّ يونس بن عبد الرحمن أربعاً وخمسين حجّة ، واعتمر أربعاً وخمسين عمرة ، وألّف ألف جلد ردّاً على المخالفين ، ويقال(٢) : انتهى علم الأئمّةعليهم‌السلام إلى أربعة نفر أوّلهم سلمان الفارسي والثاني جابر والثالث السيّد والرابع يونس بن عبد الرحمن(٣) .

وفيه أيضاً أخباراً كثيرة في ذمّه في آخرها قال أبو عمرو : فلينظر الناظر وليعجب من هذه الأخبار الّتي رواها القمّيّون في يونس وليعلم أنّها لا تصحّ في العقل. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (٤) .

أقول : وفيتعق في المقام كلام طويل الذيل محصّله القدح في روايات الذمّ والتوجيه بما يغني عنه قولهعليه‌السلام في رواية القتيبي المذكورة : دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ(٥) .

وفيمشكا : ابن عبد الرحمن الثقة(٦) ، أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عنه ، وعنه إسماعيل بن مرار ، ومحمّد بن أسلم الجبلي ، ويحيى بن أبي [ عمران(٧) ] ، وصالح بن السندي ، والحسين بن سعيد ، والعبّاس بن موسى ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، ويونس بن بهمن ، وأحمد بن‌

__________________

(١) في نسخة « م » : ووجدت.

(٢) في نسخة « م » : وقال.

(٣) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٧.

(٤) رجال الكشّي : ٤٩١ / ٩٣٧ و ٩٤٠ ٩٤٦ و ٩٤٩ ٩٥٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(٦) في المصدر زيادة : مولى علي بن يقطين.

(٧) أثبتناه من المصدر.

٩٤

الفضل ، والحسن بن بنت إلياس ، وعبد العزيز بن المهتدي ، والحسن بن علي بن يقطين(١) .

٣٣٠٦ ـ يونس بن عبد الله :

فطحي ، روي عن الكاظمعليه‌السلام في تعظيمه والترحّم عليه والشهادة له بحسن الخاتمة ما ينافي ذلك ،د (٢) .

قلت : لم أجده في كتب الرجال أصلاً فتتبّع ، وكأنّه اشتباه بابن يعقوب.

٣٣٠٧ ـ يونس بن علي القطّان :

أبو عبد الله ، كان ينزل بالكوفة طاق حيّان ، هو بيطار حيّان ، قريب الأمر ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب المزار ، عنه حميد(٤) .

أقول : ذكرهصه في القسم الأوّل ، وفي الوجيزة عدّه ممدوحاً(٥) ، وحكم في المجمع بكون القطّان محرّف البيطار(٦) . وليس بذلك البعيد.

ثمّ إنّ فيلم منجخ : يونس بن علي العطّار روى عنه حميد بن زياد(٧) . والظاهر أنّه هذا وفاقاً للمجمع(٨) ، والعطّار إمّا محرّف البيطار أو القطّان.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٥.

(٢) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٦٤.

(٣) الخلاصة : ١٨٥ / ٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢٠٩.

(٥) الوجيزة : ٣٤٤ / ٢١٢٤.

(٦) مجمع الرجال : ٦ / ٣٠٧ هامش رقم (٦).

(٧) رجال الشيخ : ٥١٧ / ٢.

(٨) مجمع الرجال : ٦ / ٣٠٨.

٩٥

وفيمشكا : ابن علي العطّار ، عنه حميد بن زياد(١) .

٣٣٠٨ ـ يونس بن عمّار الصيرفي :

التغلبي ، كوفي ،ق (٢) .

وفيتعق : هو أخو إسحاق بن عمّار ، ويظهر ممّا مرّ في أخيه كونه إماميّاً(٣) . وفي طريق الصدوق : عن أبي الحسن يونس بن عمّار بن الفيض الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمّار(٤) ، انتهى فتأمّل.

وفي الصحيح عنه قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك هذا الّذي بوجهي يزعم الناس أنّ الله لم يبتل به أحداً(٥) له فيه حاجة ، فقال : لا(٦) قد كان مؤمن آل فرعون مُكَنَّع الأصابع(٧) ، ثمّ قالعليه‌السلام : إذا كان الثلث الأخير من الليل(٨) فتوضّأ ثمّ قم إلى صلاتك الّتي تصليها. الحديث(٩) (١٠) .

أقول : فيمشكا : أبو الحسن بن عمّار أخو إسحاق ، عنه الحسن بن محبوب ، وعلي بن رئاب ، ومالك بن عطيّة كما في مشيخة الفقيه(١١) (١٢) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٥.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٣) عن رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٧٤.

(٥) في المصدر والتعليقة : عبداً.

(٦) لا ، لم ترد في المصدر.

(٧) ورجل مُكَنَّعُ : مُقَفَّعُ اليد ، وقيل : مُقَفَّعُ الأصابع يابسها مُتَقَبَّضها ، انظر لسان العرب : ٨ / ٣١٤.

(٨) في المصدر زيادة : في أوّله.

(٩) الكافي ٢ : ٢٠٠ / ٣٠.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٠.

(١١) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٧٤.

(١٢) هداية المحدّثين : ١٦٥.

٩٦

٣٣٠٩ ـ يونس بن يعقوب بن قيس :

أبو الجلاّب الدهني(١) ، امّه منية بنت عمّار بن أبي معاوية الدهني أُخت معاوية بن عمّار ، اختصّ بأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان يتوكّل لأبي(٢) الحسنعليه‌السلام ؛ ومات بالمدينة في أيّام الرضاعليه‌السلام فتولّى أمره ، وكان حظيّا عندهم موثّقاً. وكان قد قال بعبد الله ورجع. الحسن بن علي بن فضّال عنه ،جش (٣) .

وفيظم : مولى نهد ، له كتب ، ثقة(٤) .

وفيضا (٥) : ثقة ، له كتاب ، من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

وفيصه : اختلف علماؤنا فيه ، فقال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه ثقة مولى ، شهد له وعدّله في عدّة مواضع. وقالجش : إنّه اختصّ بأبي عبد اللهعليه‌السلام إلى آخر ما مرّ. ثمّ قال : وقال أبو جعفر بن بابويه : إنّه فطحي هو وأخوه يوسف. وقالكش : حدّثني حمدويه عن بعض أصحابه : إنّ يونس بن يعقوب فطحي كوفي مات بالمدينة وكفّنه الرضاعليه‌السلام ، وروىكش أحاديث حسنة تدلّ على صحّة عقيدة هذا الرجل. والّذي اعتمد عليه قبول روايته(٧) ، انتهى.

__________________

(١) في المصدر : أبو علي الجلاّب البجلي الدهني.

(٢) في نسخة « م » : إلى أبي.

(٣) رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٧.

(٤) رجال الشيخ : ٣٦٣ / ٤.

(٥) وفي ضا ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٩٤ / ١.

(٧) الخلاصة : ١٨٥ / ٢ ، وفيها : ابن يعقوب أبو علي الجلاّب البجلي الدهني.

٩٧

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(١) .

وفيكش ما ذكرهصه (٢) ، ومرّ أيضاً في الحسن بن علي بن فضّال(٣) .

وفيه أيضاً : علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب قال : دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إنّ أباك كان يرقّ عليّ ويرحمني فإن رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت ، قال : فقال لي : يا يونس إنّي دخلت على أبي وبين يديه حيس أو هريسة ، فقال : ادن يا بني فكل من هذا ، بعث به إلينا يونس ، إنّه من شيعتنا القدماء ، فنحن لك حافظون.

قال أبو النضر : سمعت علي بن الحسن بن فضّال يقول : مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث إليه أبو الحسن الرضاعليه‌السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه ، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه أن يحضروا جنازته ، وقال لهم : احفروا له في البقيع فإن قال لكم أهل المدينة : عراقي لا ندفنه في البقيع فقولوا لهم(٤) : هذا مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان يسكن العراق فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع(٥) .

ووجّه أبو الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام إلى زميله محمّد بن‌

__________________

(١) الفهرست : ١٨٢ / ٨١٠.

(٢) رجال الكشّي : ٣٨٥ / ٧٢٠.

(٣) رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٣٩ ، وفيه أنّه عدّه ضمن جماعة من الفطحيّة هم فقهاء أصحابنا.

(٤) في نسخه « م » : له.

(٥) في نسخة « ش » زيادة : فدفن في البقيع.

٩٨

الحباب وكان رجلاً من أهل الكوفة ـ : صلّ عليه أنت(١) .

وفيتعق : عدّه المفيد من فقهاء الأصحاب كما مرّ في زياد بن المنذر(٢) .

وقالطس بعد ذكر ما فيكش : يبعد من مجموع ما رأيت أن يكون المشار إليه فطحيّاً ، والرواية الّتي بدأت بذكرها أوّلاً(٣) الشاهدة بكونه فطحيّاً ضعيفة ، انتهى.

فظهر منهرحمه‌الله التأمّل في فطحيته ، لكن كلام محمّد بن مسعود دالّ ولا ضعف ، نعم الروايات منافية له وإن كان رواتها فطحيّة ، لأنّ وثاقتهم ترفع التهمة ، والظاهر أنّه كان فطحيّاً ثمّ رجع كما قالهجش ، بل الظاهر امتداد فطحيّته ، ولذا يعد موثّقاً لا ثقة كما عدّ البزنطي ونظائره من الثقات ، فتأمّل.

وبالجملة : حديثه لا يقصر عن الصحيح وفاقاً لبعض المحقّقين(٤) .

أقول : يظهر من الخبر الأوّل المتضمّن لنقل الكاظمعليه‌السلام عن أبيه الصادقعليه‌السلام كونه من شيعتهم القدماء أنّهرحمه‌الله كان شيعيّاً من زمن الصادقعليه‌السلام ، والقول بالفطحيّة إنّما حدث بعد وفاتهعليه‌السلام ، فتأمّل.

وعدّه الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات دون الموثقين(٥) .

وفي الوجيزة : ابن يعقوب موثّق كالصحيح لرجوعه عن الفطحيّة(٦) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٨٥ / ٧٢١.

(٢) الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٣٤ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩.

(٣) في المصدر زيادة : ضعيفة [ وهي ].

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٠.

(٥) حاوي الأقوال : ١٦٣ / ٦٦٦.

(٦) الوجيزة : ٣٤٥ / ٢١٢٥.

٩٩

وفيمشكا : ابن يعقوب الثقة ، عنه الحسن بن علي بن فضّال ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن عبد الحميد ، والعبّاس بن عامر ، والسندي بن محمّد ، والحكم بن مسكين ، ومحمّد بن سنان ، ومحمّد بن أبي حمزة ، والحسن بن محبوب(١) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٥.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

لها بتقبل الحوالة، ودفع المبلغ إلى الجهة التي يأمر بها المحيل، فيجوز لها تقاضي عمولة خاصة إزاء ذلك.

وأما حينما يكون البنك مديناً للمحيل فلا شك أن البنك غير ملزم بدفع المبلغ المؤشر إليه في الحوالة إلى غير المحيل نفسه - صاحب الحق - ولا يجب عليها الدفع إلى الجهة التي يريدها المحيل. فيجوز لها تقاضي عمولة خاصة على ذلك.

وليست هذه العمولة من الربا المحرم في شيء.

٤ - فتح الاعتماد:

وجه آخر من وجوه النشاط المصرفي المشروع، والفضل الذي يأخذه المصرف عمولة مشروعة للمصرف لقيامه بالوساطة في تعريف المؤسسة التجارية المستوردة للشركات المصدرة وضمانته لوصول الثمن إليها حين وصول البضاعة.

ولا بأس من الناحية الشرعية بهذا الوجه من وجوه النشاط المصرفي، بقدر ما يتعلق بعمولة المصرف فيما بذله من جهد في هذا المجال، وأما ما يتقاضاه المصرف كفائدة عن المال الذي يدفعه إلى الشركات المصدرة، بعد وصول البضاعة، وذلك عند عدم وجود رصيد للمشتري فهو من الربا المحرم.

ذلك، بصورة إجمالية، صورة عن النشاط المصرفي المشروع

١٢١

في المجتمع الإسلامي.

وقد رأينا أن التشريع الإسلامي لا يضيق صدراً بهذه المؤسسة المالية، وإنما يقوم بتعديل هذه المؤسسة إلى الصورة الصحيحة التي تلائم شكل المجتمع الإسلامي، ولا تؤدي إلى حصول تضخم مالي لصالح المؤسسات المالية وبورصات المال، وعلى حسلاب الطبقة الفقيرة والعاملة من المجتمع.

هذا وللتفصيل في هذا البحث مجال آخر من الكتب الفقهية وقد حاولنا في هذه الدراسة إعطاء ملامح عن النشاط المصرفي المشروع، تاركين التفصيل للكتب الفقهية المعدة لهذا الموضوع.

١٢٢

أنحاء التداول في الفقه

ذكرنا فيما تقدم أن التداول يتقوم بطرفين هما: المعوض والعوض.

وحددنا (المعوض) بما يطلب لقيمته الاستعمالية.

وحددنا (العوض) بما يطلب لقيمته التبادلية.

وبغض النظر عن نوعية العوض يمكن تصنيف التداول والمعاملة في الفقه الإسلامي حسب انواع المعوض.

فقد تقدم أن المعوض في التداول يعم أعيان البضاعة والعقار والحقوق المالية والخدمات البشرية.

ويمكن تصنيفه إلى الأقسام الأربعة التالية:

١ - فقد يكون المعوض عيناً سلعياً قابلاً للتنقل كالسجاد.

٢ - وقد يكون عقاراً غير قابل للتنقل كدار للسكنى.

٣ - وقد يكون حقاً مالياً كحق الاختصاص في الأرض.

٤ - وقد يكون خدمة بشرية أو سلعية.

وتكون المعاملة بيعاً أو (صلحاً(١) ) في الحالات الثلاثة الأولى.

____________________

(١) فيما إذا تعلقت المعاملة بالحقوق المالية، بناء على رأي بعض الفقهاء. حيث لا يجوزون وقوع (الحق) طرفاً في التداول.

١٢٣

وتكون (إجارة) أو (جعالة) في الحالة الرابعة أي عندما يتعلق العقد بالخدمة، سواء كانت الخدمة بشرية أم سلعية.

وفي هذه الأحوال جميعاً... قد يقوم بالتداول والمعاملة مجموع من الأفراد، على صورة جمعية وذلك كما لو اشترك جماعة في تملك رأس مال معين ومارسوا فيه مختلف وجوه النشاط من بيع وإجارة وغير ذلك من وجوه النشاط التجاري... فيطلق عليهم عنوان (الشركة)، وقد يقوم به فرد واحد.

وفيما يأتي نتحدث عن مواضيع ثلاثة على نحو الإجمال.

١ - البيع

٢ - الإجارة

٣ – الشركة

١٢٤

١ - البيع

(أ) تعريفه:

هو العقد الدال على تمليك عين(١) بعوض معلوم.

(ب) أقسامه:

يقسم البيع باعتبار تعجيل الثمن والمبيع وتأجيلهما إلى أقسام أربعة:

١ - بيع النقد: وهو أن يعجل بالثمن والمبيع معاً.

٢ - بيع النسيئة: وهو أن يعجل بالمبيع ويؤجل الثمن.

٣ - بيع السلف (السلفة): وهو أن يعجل بالثمن ويؤجل المبيع.

٤ - بيع الكالئ بالكالئ: وهو أن يؤجل الثمن والمبيع معاً.

والأقسام الثلاثة الأولى مشروعة... بينما لا ينعقد القسم الرابع من الناحية الشرعية.

(ج) شروطه ووسائله:

يشترط في العاقدين العقل والاختيار والقصد، فلا يقع البيع

____________________

(١) ويختلف الفقهاء في صلاحية وقوع (الحق) في قبال المال في البيع.

١٢٥

من المجنون أو المجبر أو الهازل.. كما يشترط فيها الملك أو النيابة عن المالك أو الولاية عليه.

فلو باع الإنسان ما لا يملكه فضولياً، توقفت صحة العقد على إجازة المالك، ويختلف الفقهاء في الإجازة تقع كاشفة عن صحته من حين العقد أم ناقلة من حين الإجازة.

ويشترط في العوض:

١ - أن يكون مما يملكه الإنسان. فلا ينعقد بيع الحر، والأشياء التافهة كالفضلات والحشرات.. إلاّ أن يكون فيها منفعة محللة عادية كدودة القز والنحل وغير ذلك.

٢ - أن يقدر على تسليمه. فلا يصح بيع السمك في البحر والطير في السماء.

٣ - أن يكون مقدراً من حيث الجنس والوصف والمقدار، إما بالوصف أو بالمشاهدة، وأن يكون مقدراً من حيث الأجل في المؤجل.

(د) الخيارات ومسائلها:

الخيار هو ثبوت الاختيار للمتبايعين أو أحدهما في استرجاع العين بعد العقد، وهو حق يورث كسائر الحقوق الشرعية. وأهمه هو:

١ - خيار المجلس:

وهو ثابت للمتبايعين ما لم يفترقا عن المجلس.

١٢٦

٢ - خيار الحيوان:

ويثبت للمشتري خاصة إلى ثلاثة أيام في شراء الحيوان.

٣ - خيار الشرط:

ويثبت لهما أو لأحدهما لمدة تطول أو تقصر في حدود الشرط.

وشرعية الخيار بهذا الشكل، تدل على مرونة المعاملة وتداول الثروة في التشريع الإسلامي.

وفيما إذا لم يجد أحدهما منفذاً للخيار يستقيل صاحبه. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الإقالة، مما لا نريد أن نتعرض لها في هذا المجال.

(ه) البيوع المحرمة:

من سمات التشريع الإسلامي، أنه شريعة متكاملة، يرتبط بعضها ببعض، ويتصل الجانب الأخلاقي منه بالجانب التشريعي والجانب التشريعي منه بالجانب العقائدي.

والبيع كأية ظاهرة اقتصادية، اجتماعية لا يمكن أن ينفصل عن المسائل الأخرى في التشريع الإسلامي، ولا يمكن أن يعالج مسائل البيع بمعزل عن مسائل الحياة الاُخرى.

فهو دين متكامل ينظر إلى مسائل الحياة بنظرة كلية، ويرفض أي لون من الوان التجزيء والتفكيك في القضايا المتعلقة بالإنسان

١٢٧

وانطلاقاً من هذه النظرة الكلية في هذا الدين في مسائل التشريع والحياة يمنع الإسلام وقوع البيع في الأُمور التالية:

١ - الأعيان النجسة، التي تضر الإنسان من ناحية صحية، أو تحمل معها جراثيم ضارة، كالمايع والدهن النجسين، والفضلات، والميتة، وأرواث وأبوال الحيوانات غير المأكول لحمها، والخنزيز، والكلب...

٢ - الأشياء التي تنافي الأخلاق وتؤدي إلى شيوع الفساد والاستهتار والخلاعة، كآلات اللهو، من الدف والمزمار والناي والبيانو، وآلات القمار كالنرد، والشطرنج، والمسكرات، والصور الخليعة، والمجلات التي تحمل هذه الصور، والقصص الغرامية والبوليسية، والأفلام السينمائية الخليعة..

٣ - الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بعقيدة الأمة او إشاعة الإلحاد وإثارة الشكوك في أذهان الناشئة.

ويدخل في ذلك: بيع ونشر الكتب والمجلات والنشرات التي تكتبها وتصدرها جهات أجنبية، تدس فيها توجيهات ومفاهيم انحرافية تتوخى منها تسميم أذهان المثقفين من الناشئة بصورة خاصة، وإثارة الشكوك في نفوسهم.

ويصطلح الفقهاء على تسمية هذه الكتب ب «كتب الضلال».

ولكن ينبغي أن نعلم أن هذا النهي لا يشتمل العلم والثقافة والفكر الذي يردنا من خارج حدود العالم الإسلامي، فلم يحظر

١٢٨

الإسلام على المسلمين أن يطلعوا على هذا العلم، ويقرأوا منه، وإنما يقصد هذه الكتب المدسوسة التي تدس الإنحراف إلى أفكار المسلمين.

كما ينبغي ان يعلم أن اقتناء هذه الكتب وقراءتها لغرض مكافحتها لا بأس به من الناحية الشرعية، بل لابد أن يتهيأ نفر من المسلمين لمكافحة الإتجاهات الانحرافية الداخلية لحماية أفكار المسلمين وعقائدهم.

٤ - بيع الأسلحة والعتاد إلى العدو وما شاكل ذلك مما يسبب خطراً على الكيان الإسلامي وعلى سلامة البلاد وامنه من الداخل والخارج(١) .

____________________

(١) راجع الروايات الواردة في ذلك في كتاب وسائل الشيعة ٦ / ٧٠ ط دار الاحياء.

١٢٩

٢ - الإجارة

(أ) تعريفها:

هي - كما يقول الفقهاء -: «تمليك منفعة معلومة بعوض معلوم»(١) .

أو هي - كما حددناها - تقديم الخدمات بعوض معلوم.

(ب) أقسامها:

والخدمات على ثلاثة أنواع:

١ - خدمات بشرية: كخدمات العامل، والطبيب، والمحامي والموظف.

٢ - خدمات سلعية: كخدمات السيارة، والدراجة، والحيوان.

٣ - خدمات عقارية: كخدمات دور السكنى، والبنايات، والبساتين(٢) .

ولكل من هذه الأقسام تفاصيل في الفقه الإسلامي.. لا يسعنا الحديث عنه.

____________________

(١) المختصر النافع: ١٥٢.

(٢) ويمكن دمج القسمين الأخيرين معاً واعتبارهما شيئاً واحداً.

١٣٠

(ج) شروطها ومسائلها:

يشترط في المتعاقدين: العقل، والاختيار، والملك أو الوكالة أو الولاية على المالك.

ويشترط في الأُجرة: أن تكون مقدرة، وتكفي بالمشاهدة.

ويشترط في المنفعة: أن تكون مما يملكها المؤجر.

ويجوز للمستأجر أن يؤجر العين لغيره إلاّ أن يشترط عليه المؤجر أن يستوفي المنفعة بنفسه.

وأن تبقى العين مع استيفاء المنفعة.

وأن تكون المنفعة مباحة.

ويستحب أن يوفي الأجير أجره عند الفراغ من عمله.

(د) الخدمات التي منع الإسلام تداولها:

وانطلاقاً من النظرة الإسلامية الكلية في معالجة مسائل الحياة - كما أشرنا إليه من قبل - نجد أن الفقه الإسلامي يحظر على المسلمين تداول الخدمات التي تؤدي إلى الإضرار بالمسلمين.

ومن استعراض هذه الخدمات التي يحرم تداولها، يستطيع الباحث أن يلمح حدود وأُصول النظرة الإسلامية في ترابط مسائل الحياة وعدم إمكان التفكك بينها.

١٣١

وفيما يلي نستعرض أهم الخدمات التي منع الإسلام من تداولها:

١ - الخدمات التي يقصد منها الوصول إلى نتائج غير مشروعة:

وذلك كاستئجار وإيجار محل لاستيراد الخمور أو لصنعها، أو إيجار واستئجار محل لبيع الصحف والنشرات الفاسدة، أو استئجار سيارة أو إيجارها لأغراض غير مشروعة يضر بالصالح الإجتماعي العام.

٢ - نحت التماثيل المجسمة:

وحرم الإسلام هذا اللون من الخدمات البشرية ذات الطابع الفني، لما ترمز إليه من وثنية جاهلية قضى عليها الإسلام.

ومهما يقال في هذه الصورة من صور الفن الجاهلي، فهي تشير إلى رواسب جاهلية من الخضوع لغير الله - تعالى -.

والعناية بتماثيل من الحجر أو الجبس لأشخاص من نوع الإنسان ونصبها في الشوارع والميادين... ترمز إلى صورة من الاحترام للأحجار... لا يليق بالإنسان المسلم، الذي ينحني لله - تعالى - وحده.

وفي ذلك يذهب الإسلام إلى تنزيه الفن من شائبة الشرك في العقيدة، كما يدلل أيضاً على هذا الترابط الوثيق القائم بين مسائل الفن ومسائل العقيدة ومسائل الحياة الأُخرى.

١٣٢

٣ - رسم صور ذوات الأرواح:

وهو صورة أُخرى من صور الفن الجاهلي تتضمن معنى في تحدي الخالق - تعالى - والتشبه به في صنع صورة من أشرف وأكمل ما خلق الله - سبحانه وتعالى - إلاّ أن ذلك لا يعني تحريم التصوير الفوتوغرافي.

فالصورة الفوتوغرافية لقطة، وليست برسم.. كما أن عملية التصوير لا تخرج من حدود «الإلتقاط».

ولذلك يختلف التصوير عن الرسم في الحرمة والجواز.

وقبل أن أترك الحديث عن هاتين الصورتين من الفن الجاهلي، أرغب أن أُشير إلى أن الفن الإسلامي لا يتوخى السلامة فقط في الأهداف، وإنما يتوخى قبل ذلك النظافة في الوسائل أيضاً.

والظواهر الفنية التي ترمز إلى لون من ألوان التفكير الجاهلي، أو تتضمن محتوى لا إسلامياً يلغيها الإسلام.

٤ - الصناعات غير المشروعة:

وذلك كصناعة الصلبان والأوثان، وآلات القمار واللهو، وصناعة الأفلام السينمائية المنافية للأخلاق، وما يدخل في ذلك(١) .

يقول الإمام الصادقعليه‌السلام فيما يروى عنه: «إنما حرم الله

____________________

(١) راجع كتاب «المكاسب» للشيخ الأنصاري.

١٣٣

الصناعة التي حرام هي كلها، التي يجيء منها الفساد محضاً؛ نظير البرابط والمزامير والشطرنج وكل ملهوّ به، والصلبان والأصنام وما أشبه ذلك من صناعات الأشربة حرام، وما يكون منه وفيه الفساد محضاً، ولا يكون فيه ولا منه شيء من وجوه الصلاح، حرام تعليمه وتعلمه والعمل به وأخذ الأجرة عليه وجميع التقلب فيه»(١) .

٥ - خدمات صالات التجميل:

ومن الخدمات المحرمة تداولها، الخدمات التي تقدمها صالات التجميل في الوقت الحاضر في تزييف مظاهر الجمال وتشويه الملامح الطبيعية لجمال المرأة.. بما تلقي على وجهها من أصباغ، وتصطنع لها من ماكياج، فتظهرها بغير وجهها الطبيعي.

فعن «معاني الأخبار» عن جعفر بن محمدعليه‌السلام : «لعن رسول الله (ص) النامصة والمنتمصة، والواشرة والموشرة، والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة»(٢) .

وفي الوقت الحاضر تقوم بهذه العملية دور جاهزة، وصالات كبيرة، وتصرف النساء على هذه المؤسسات في كل سنة، الملايين

____________________

(١) تحف العقول: ٣٣٦.

(٢) المكاسب: ١ / ٣١. قال الصدوقرحمه‌الله : «النامصة هي التي تنتف الشعر، والمنتمصة التي يفعل بها ذلك. والواشرة التي تشر أسنان المرأة، والموشرة التي يفعل بها ذلك. والواصلة التي تصل شعر المرأة بشعر غيرها. والواشمة التي تشم في يد امرأة».

١٣٤

الطائلة من الأموال، ويقضين في هذه الصالات ساعات طويلة من الوقت.

ولا يحتاج إلى إيضاح أن الإسلام لا يمنع عن الزينة والجمال:( قل من حرَّم زينة الله التي أخرجها لعباده.. ) (١) ، وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: «إن الله يحب الجمال والتجمل، ويكره البؤس والتباؤس، وإن الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى عليه أثر نعمه»(٢) . ولا يمنع من أن يظهر المسلم نفسه بحظ وافر من الزينة في المجالس والمجامع والنوادي:( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) (٣) .. ولكن الإسلام يمنع من أن يصطنع الإنسان هذا الجمال، ويزيف هذه الزينة، ويتخذ ذلك حرفة له، ويأسر نفسه أمام المرآة، ويجلس على كرسي الحلاقة ساعات طويلة بين يدي الحلاق ليلعب بملامحه ويشوه من شكله.

ويدخل في هذا الحساب دور الأزياء ومعارضها في الأسواق والدعاية للمودلات الجديدة من الملابس، والتأنق في العرض بالشكل الخليع والرخيص الذي يمارسه أصحاب دور الأزياء في الوقت الحاضر في أوروبا وأميركا وفي الشرق عندنا.

والإسلام على عنايته البالغة بالجمال والزينة، يحبِّب للرجل المسلم أن يظهر بمظهر الرجولة والقوة والخشونة، أكثر مما يظهر

____________________

(١) سورة الأعراف: ٣٠.

(٢) إرشاد القلوب للديلمي ص ٣٢٣، ط المكتبة المحمدية: قم.

(٣) سورة الأعراف: ٢٩.

١٣٥

بمظهر التخنث والميوعة.

وكان رسول الله (ص) يأمر الرجال من المسلمين أن يخشوشنوا دائماً، ويعوّدوا أنفسهم على الخشونة في الحياة.

قال (ص): «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء»(١) .

وكان (ص) يزجر الرجل أن يتشبه بالنساء، وينهى المرأة أن تتشبه بالرجال في لباسها(٢) .

٦ - السحر والشعبذة والتنجيم:

وقد منع منه الإسلام نظراً لما في تقديم هذه الخدمات من أضرار على ذهنية الأمة وحياتها الاجتماعية.

فالأمة التي تؤمن بخرافات المنجمين والسحرة والمشعوذين، وتربط مصيرها بهذه التماتم والأوراد والطلسمات التي يقدمها هؤلاء المشعوذون.. لا تستطيع أن تشق لنفسها طريقاً في الحياة، ولا تسطيع أن تغالب الأحداث والصعوبات التي تعرقل مسيِرة الإنسان في الحياة.

فالجهد المثمر، والعزم الصادق، والإيمان بالله، هي التي تقرر مصير الأُمم وليس الإيمان بنبوءات المنجمين، وتمتمات المشعوذين.

____________________

(١) المكاسب: ١ / ٢٣.

(٢) نفس المصدر.

١٣٦

والأُمة الناجحة هي التي تعرف كيف تسبق أقرانها في مجالات الحياة وفي العمل والجهد البناء والتصميم، وتعرف كيف تتغلب على العقبات... أما الأُمة التي تقبع في زاوية من زوايا الحياة لتنتظر - بفارغ الصبر - خروج العقرب عن القمر وتقابل النيِّرين، أو تتمتم على عود تحرقه في مجمرة! فهي أُمة لا تليق بالحياة ولا يحق لها أن تعيش... تلك وثنية في العقيدة، وعاجزة عن مواجهة مشاكل الحياة ومعالجتها.

ولذلك كله وقف الإسلام في وجه هذه الخرافات والأفكار الوثنية، ومنع من إشاعتها وقرنها بالجاهلية والوثنية والكفر.

وورد عن النبي (ص): «من صدق منجماً أو كافراً فقد كفر بما أنزل الله على محمد»(١) .

وورد عن الإمامعليه‌السلام «إن المنجم ملعون والكاهن ملعون والساحر ملعون»(٢) .

ولما أراد أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يسير إلى بعض أسفاره، قال بعض أصحابه: يا أمير المؤمنين! إن سرت في هذا الوقت خشيت ألاّ تظفر بمرادك من طريق علم النجوم.

فقالعليه‌السلام له: «أتزعم أنك تهتدي إلى ساعة من سار فيها انصرفت عنه السوءة، وتخوِّف من الساعة التي من سار فيها

____________________

(١) المكاسب: ١ / ٢٥ - ووسائل الشيعة ٦ / ١٠٤ ط دار الاحياء.

(٢) المكاسب: ١ / ٢٥.

١٣٧

حاق به الضرر..؟ فمن صدقك بهذا القول كذب القرآن واستغنى عن الاستعانة بالله»(١) .

٧ - الغناء:

وهو ما يتعارف في مجالس اللهو، من ترجيعة الصوت بشكل يبعث على الطرب واللهو.

وقد منع الإسلام من تعاطي الغناء واستخدام المغنين والاستماع إليه.. نظراً لما يترتب على الغناة من مفاسد فردية واجتماعية.

وقد أكد الفقه الإسلامي في تحريم الغناء والموسيقى على جانب اللهو فيهما خاصة.

ويعني باللهو: الانشغال عن واقع الحياة وفقدان الشعور بالمسؤولية، وهو من أهم خصائص الغناء والموسيقى.. كما أنه من أسباب إقبال الناس عليهما.

والإسلام ينهج نهج الجدّ في الحياة، ويطلب من المسلم أن يواجه مسائل الحياة بجدّية وصرامة وقوة ولذلك فالتربية الإسلامية تعنى بجانب القوة والجدية والصرامة في شخصية الإنسان المسلم، وتعوّد المسلم على أن يأخذ مسائل الحياة مأخذ الجد، وأن يتجنب التميع والضعف.

____________________

(١) المكاسب: ١ / ٢٥.

١٣٨

فالحياة في نظر الإسلام عقيدة وجهاد، تتطلب الصمود والتضحية، بصورة مستمرة دائمة. ونظرة إلى الحياة من هذا القبيل... تتطلب من معتنقيها تربية صارمة جادّة تضع شخصية المسلم بهذا المستوى من الجدية والقوة.

والموسيقى والغناء، وكل لهو من هذا القبيل يفقد الإنسان هذه القوّة والجدية، ويبعث في نفس الإنسان التحلل والتميع والرخاوة.

وينشئ الإنسان نشأة رخوة متميعة، ويخدّر النفس، ويسلب الإنسان الشعور بالمسؤولية.

وهو عامل هام في ذوبان الشخصية وتمييعها.

والذين يعتادون الاستماع الى البرامج الموسيقية والغنائية، يفقدون - في الغالب - صلابة الشخصية، وقوة الإرداة، والسيطرة على النفس، فتهتز أعطافهم مع أمواج الموسيقى الصارخة، التي تمغطس نفوسهم، وتفعل فيهم فعل السحر.

وطبيعي أن منهجاً جاداً في الحياة كالإسلام، يقع على طرف النقيض من هذا اللهو، ولا يرضى لمعتنقيه مثل هذا الإسفاف والتحلل بحال من الأحوال.

والذين يجدون في الغناء ترويحاً للنفس، وتلطيفاً لأجواء الحياة المتعبة المزدحمة بالمتاعب، وإنعاشاً للشعور والحس، ومتعة

١٣٩

تخلد إليها النفس... يخطأون كثيراً، ويضعون الأشياء في غير نصابها.

فكم من فرق بين أن يستريح الإنسان إلى شيء وينعم به، وينعش به حاسة الجمال والتذوق الفني في نفسه، وبين أن يخلد إلى لهو من اللهو لينسيه نفسه، ويغفله عن واقعه، ويبعث في نفسه التحلل والتميع.

وقد ذكرنا قريباً أن الإسلام يطلب من (الفن)، السلامة في الغاية والطريق معاً، ولا يكفي أن يكون الفن سليماً في أهدافه وغاياته فقط.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559