منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

منتهى المقال في أحوال الرّجال10%

منتهى المقال في أحوال الرّجال مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 559

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 559 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336329 / تحميل: 4469
الحجم الحجم الحجم
منتهى المقال في أحوال الرّجال

منتهى المقال في أحوال الرّجال الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

عنه بلا واسطة(١) ، كما أنّ الظاهر من حكاية الاستثناء أيضاً ذلك ، ويحتمل اتّحاد مع المذكور قبيله بأن يكون الشيخرحمه‌الله توهّم من أبي جعفر : الباقرعليه‌السلام كما هو في قلمه كثير(٢) .

وأمّا حكاية الاستثناء فقد مرّ التأمّل فيها مضافاً إلى أنّ المستثني وغيره من القمّيّين رووا عنه ،تعق (٣) .

٣٢٩١ ـ يوسف بن حمّاد :

قيراط ، كوفي ضعيف ،صه (٤) ،د (٥) .

وزادجش : له كتاب(٦) .

٣٢٩٢ ـ يوسف بن السخت :

روى عن محمّد بن جمهور القمّي ، روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ،لم (٧) .

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٣١٣ / ١٢٧٣ و ٣ : ١٦٠ / ٣٤٤ ، أمالي الصدوق : ٩٨ / ١ المجلس الرابع والعشرون ، التوحيد : ٣٦٨ / ٧ ، الخصال : ٤٤ / ٣٩ و ٦٢ / ٨٨. وفي الجميع : يوسف بن الحارث.

(٢) قال الشيخ الحر في هامش الوسائل : ٦ / ٣٢٨ في أبواب الركوع عند ذكره لحديث التهذيب : محمّد بن أحمد بن يحيى يروي عن يوسف بن الحارث تارة ، وعن أبي بصير يوسف بن الحارث تارة وهما واحد ، وقد ذكر الشيخ في كتابه الرجال إنّ أبا بصير يوسف بن الحارث من أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، والّذي يظهر من الأسانيد ومن كتب الرجال أنّه من أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وأنّ الشيخ قد اشتبه عليه أبو جعفر الثاني بالأوّل ، انتهى.

إلاّ أنّا لم نجد رواية واحدة لمحمّد بن أحمد بن يحيى عن أبي بصير يوسف بن الحارث ، فتأمّل.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٤) الخلاصة : ٢٦٥ / ٤.

(٥) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٥٨.

(٦) رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢٢٠.

(٧) رجال الشيخ : ٥١٧ / ٣ ، وفيه بدل القمّي : العمي.

٨١

وفيصه : بصري ضعيف مرتفع القول ، استثناه القمّيون من نوادر الحكمة(١) ، انتهى.

وفيكر : بصري(٢) .

وفيد : غض ضعيف(٣) ، انتهى. وتقدّم الاستثناء في محمّد بن أحمد بن يحيى(٤) .

وفيتعق : الظاهر أنّ تضعيفصه منغض (٥) ، والاستثناء مرّ ما فيه.

هذا وربما ينقل عنه في الرجال على وجه الاعتماد كما مرّ في فارس(٦) وغيره(٧) ، ومضى فيه قول علي بن عبد الغفّار له : لم أجد أوثق منك. إلى آخره وربما يظهر منه عدم غلوّه ، فلاحظ(٨) .

٣٢٩٣ ـ يوسف الطاطري :

ق (٩) . وفيتعق : هو ابن إبراهيم(١٠) (١١) .

أقول : فيمشكا : ابن إبراهيم الطاطري ، عنه محمّد بن سنان(١٢) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٥ / ٥.

(٢) رجال الشيخ : ٤٣٧ / ٢ ، وفيه بعد السخت زيادة : أبو يعقوب.

(٣) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٥٩ ولم يرد فيه : ضعيف.

(٤) عن الفهرست : ١٤٥ / ٦٢١ ورجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٥) مجمع الرجال : ٦ / ٢٧٩ نقل عن ابن الغضائري عبارة الخلاصة بأكملها.

(٦) عن رجال الكشي : ٥٢٦ / ١٠٠٨.

(٧) كما في ترجمة علي بن مهزيار عن رجال الكشّي : ٥٤٨ / ١٠٣٨ ، وعبد الله بن خداش عن رجال الكشّي : ٤٤٧ / ٨٤٠ وغيرهما.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٦.

(٩) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٥٩.

(١٠) راجع الخلاصة : ٢٧١ / ٤٠ ومشيخة الفقيه : ٤ / ١١٨.

(١١) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(١٢) هداية المحدّثين : ١٦٤. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٨٢

٣٢٩٤ ـ يوسف بن عقيل البجلي :

كوفي ثقة قليل الحديث ، يقول القمّيون : إنّ له كتاباً ، والظاهر أنّ الكتاب لمحمّد بن قيس ،صه (١) .

وفيجش بدل والظاهر : وعندي ؛ وزاد : محمّد بن خالد البرقي عنه(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عنه.

وأخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عنه(٣) .

أقول : فيمشكا : ابن عقيل الثقة ، عنه محمّد بن خالد البرقي ، ومحمّد بن عيسى ، والحسين بن سعيد(٤) .

٣٢٩٥ ـ يوسف بن علي القطّان :

كما فيد (٥) يأتي ، عن غيره يونس(٦) .

٣٢٩٦ ـ يوسف بن علي بن مطهر :

الحلّي ، والد آية الله العلاّمة ، كان مدرساً فقيهاً عظيم الشأن ، نقد(٧) . جلالته أشهر من أن يذكر ،تعق (٨) .

__________________

(١) الخلاصة : ١٨٤ / ١.

(٢) رجال النجاشي : ٤٥٢ / ١٢٢١.

(٣) الفهرست : ١٨٠ / ٨٠٧.

(٤) هداية المحدّثين : ١٦٤. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٥) رجال ابن داود : ٢٠٧ / ١٧٣٩.

(٦) عن رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢٠٩ والخلاصة : ١٨٥ / ٣.

(٧) نقد الرجال : ٣٨٠ / ١١.

(٨) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٣

أقول : ذكرهد في ترجمة العلاّمةرحمه‌الله قال بعد الثناء عليه : وكان والده قدّس الله روحه فقيهاً محدّثاً مدرّساً عظيم الشأن(١) ، انتهى.

وهو من مشايخ ولده العلاّمة أجزل الله إكرامه وإكرامه(٢) ، وقد أكثر من النقل عنه في كتبه ، وذكر في إجازته لبني زهرة أنّ المحقق خواجه نصير الدينرحمه‌الله لمّا ورد الحلّة وحضر عند فقهائها سأل المحقّقرحمه‌الله عن أعلمهم بالاصولين فأشر إلى والده سديد الدينرحمه‌الله وإلى الفقيه محمّد بن جهمرحمه‌الله (٣) .

٣٢٩٧ ـ يوسف بن عمّار بن حيّان :

ثقة ،صه (٤) ،د (٥) . وهو أخو إسحاق ومرّ معه.

وفيتعق : في الوجيزة : وثّقه العلاّمة ولم يثبت(٦) . وفي النقد : كأنّه أخذه من كلامجش عند ترجمة إسحاق(٧) ، ود أخذه منصه حيث لم يسمّ المأخذ كما هو من دأبه ، وفي أخذ التوثيق من ذلك الكلام نظر(٨) ، انتهى. والنظر في محلّه(٩) .

أقول : ذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات وقال بعد نقل توثيقه عنصه ود : لم نر له ذكراً في شي‌ء من كتب الرجال إلاّ في‌

__________________

(١) رجال ابن داود : ٧٨ / ٤٦٦ ، وفيه بدل محدّثاً : محقّقاً.

(٢) عدّه في خاتمة المحدّثين الشيخ النوري خامس مشايخ ولده العلاّمة ، خاتمة المستدرك : ٢ / ٤١٧.

(٣) البحار : ١٠٧ / ٦٤ ، وفيه بدل جهم : جهيم.

(٤) الخلاصة : ١٨٤ / ٣.

(٥) رجال ابن داود : ٢٠٧ / ١٧٤٠.

(٦) الوجيزة : ٣٤٤ / ٢١٧.

(٧) رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ، وفيه : إسحاق بن عمّار بن حيّان. إلى أن قال : ثقة وإخوته يونس ويوسف وقيس وإسماعيل وهو بيت كبير من الشيعة.

(٨) نقد الرجال : ٣٨٠ / ١٣.

(٩) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٤

جش في ترجمة(١) إسحاق ، ثمّ ذكر كلامجش هناك وقال : ولعلّهما اطّلعا على غير ذلك(٢) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ قولجش رحمه‌الله في إسحاق وهو في بيت كبير من الشيعة يدلّ على جلالته.

وفيمشكا : ابن عمّار الثقة ، عنه علي بن مهزيار ، وعلي بن رئاب(٣) .

٣٢٩٨ ـ يوسف بن محمّد بن إبراهيم :

هو ابن إبراهيم(٤) ،تعق (٥) .

٣٢٩٩ ـ يوسف بن يعقوب :

واقفي ،ظم (٦) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ؛ وقال أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله : يوسف بن يعقوب أخو يونس فطحي(٧) .

وفيتعق : يأتي كلام الصدوقرحمه‌الله في أخيه يونس(٨) (٩) .

٣٣٠٠ ـ يوسف بن يعقوب الجعفي :

كوفي(١٠) ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وجابر ، له كتاب ، يحيى بن‌

__________________

(١) ترجمة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٢) حاوي الأقوال : ١٦٢ / ٦٦٣.

(٣) هداية المحدّثين : ١٦٤ ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٤) حيث ذكره الشيخ في التهذيب ٢ : ٢٠٨ / ٨١٧ بعنوان : يوسف بن إبراهيم إلاّ أنّ الصدوق ذكر في الفقيه ١ : ١٧١ / ٨٠٨ عين الرواية عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(٦) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١٧.

(٧) الخلاصة : ٢٦٥ / ٢.

(٨) عن الخلاصة : ١٨٥ / ٢.

(٩) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(١٠) في المصدر زيادة : ضعيف.

٨٥

زكريّا عنه به ،جش (١) .

صه إلى قوله : وعن جابر ؛ وزاد : وهو ضعيف مرتفع القول(٢) .

وفيتعق : تضعيفه عنغض (٣) ومرّ الكلام فيه مراراً(٤) .

قلت : لو تمّ ما ذكره سلّمه الله لخرج من الضعف إلى الجهالة.

وفيمشكا : ابن يعقوب الجعفي الكوفي الضعيف ، عنه زكريّا بن يحيى. وهو عن الصادقعليه‌السلام وجابر(٥) .

٣٣٠١ ـ يونس :

يكنّى أبا إسحاق السبيعي ،ق (٦) .

ومرّ في ثوير ما يدلّ على شدّة بغضه(٧) ، والظاهر أنّه هو وأبوه من العامّة(٨) ، والله العالم.

وفيتعق : الّذي في ثوير : ابن أبي إسحاق هذا وأبو إسحاق اسمه عمر بن عبد الله وقد تقدّم(٩) (١٠) .

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢١٩ ، وفيه : زكريّا بن يحيى.

(٢) الخلاصة : ٢٦٥ / ٣.

(٣) انظر : مجمع الرجال : ٦ / ٢٨٩.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(٥) هداية المحدّثين : ٢٦٨ ، وفي : ١٦٤ قال : ابن يعقوب الجعفي ، عنه زكريّا بن يحيى ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٨ ، وفيه : ابن أبي إسحاق ، وفي نسخة : يكنّى أبا إسحاق.

(٧) عن رجال النجاشي : ١١٨ / ٣٠٣ ، وفيه : قال ابن نوح : حدّثني جدّي. إلى أن قال : عن شبابة بن سوّار قال : قلت ليونس ابن أبي إسحاق : ما لك لا تروي عن ثوير فإنّ إسرائيل يروي عنه؟ قال : ما أصنع به كان رافضيّاً.

(٨) انظر : الوسيط : ١٧٥ ترجمة عمرو بن عبد الله بن علي أبو إسحاق السبيعي.

(٩) عن الاختصاص : ٨٣ ومجمع البحرين : ٣ / ٤١٤ إلاّ أنّ فيهما : عمرو.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٦

أقول : وقدّمنا هناك أنّه من الخاصّة ، بل ومن خاصّتهم وثقاتهم(١) .

وأمّا كون يونس المذكور في ثوير هو هذا المذكور عنق فلم يثبت كما أشار إليه الأستاذ العلاّمة سلّمه الله ، وكذا كونه ابن أبي إسحاق السبيعي المتقدّم غير واضح ، فتأمّل.

٣٣٠٢ ـ يونس بن بهمن :

بالباء الموحّدة قبل الهاء ، والنون بعد الميم ، غال خطّابي كوفي يضع الحديث ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (٢) .

وفيد : غض غال كوفي يضع الحديث(٣) .

٣٣٠٣ ـ يونس بن رباط البجلي :

مولاهم كوفي ، ثقة ،صه (٤) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عنه أحمد بن أبي بشر(٥) .

وفيكش في بني رباط : قال نصر بن الصبّاح : كانوا أربعة إخوة الحسن والحسين وعلي ويونس كلّهم أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ولهم أولاد كثيرة من حملة الحديث(٦) .

__________________

(١) عن الاختصاص : ٣٨ ومجمع البحرين : ٣ / ٤١٤ ، وفيهما : أنّ أبا إسحاق واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي صلّى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة ، وكان يختم القرآن في كل ليلة ، ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاصّ والعامّ ، وكان من ثقات علي بن الحسينعليه‌السلام .

(٢) الخلاصة : ٢٦٦ / ٣.

(٣) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٦١.

(٤) الخلاصة : ١٨٥ / ٤ ، وفيها زيادة ك‍ روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(٥) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢١١.

(٦) رجال الكشّي : ٣٦٨ / ٦٨٥.

٨٧

٣٣٠٤ ـ يونس بن ظبيان :

بالمعجمة المفتوحة والموحّدة قبل الياء والنون أخيراً ، قال أبو عمرو الكشّي : قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه : الكذّابون المشهورون إلى آخر ما مرّ في يزيد الصائغ. وقالجش : إنّه مولى ضعيف جدّاً لا يلتفت إلى ما رواه ، كلّ كتبه تخليط. وقالغض : كوفي غال كذّاب وضّاع للحديث ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا يلتفت إلى حديثه.

فأنا لا أعتمد على روايته لقول هؤلاء المشايخ العظماء فيه ،صه (١) .

وفيجش ما نقله وزاد : عنه ذبيان بن حكيم الأودي(٢) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن محمّد بن موسى خوراء ، عنه(٣) .

وفيكش : قال محمّد بن مسعود : يونس بن ظبيان متّهم غال(٤) .

وفيه : حدّثني محمّد بن قولويه القمّي قال : حدّثني سعد بن عبد الله قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن يونس قال : سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، إلى أن قال : ثمّ قالعليه‌السلام للرجل : أُخرج عنّي لعنك الله ولعن من حدّثك ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة ، إلى أن قالعليه‌السلام : أمّا يونس بن ظبيان مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب. الحديث(٥) . وفيه غير ذلك(٦) .

__________________

(١) الخلاصة : ٢٦٦ / ٢.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢١٠.

(٣) الفهرست : ١٨٢ / ٨١١.

(٤) رجال الكشّي : ٣٦٣ / ٦٧٢.

(٥) رجال الكشّي : ٣٦٣ / ٦٧٣.

(٦) رجال الكشّي : ٣٦٤ / ٦٧٤.

٨٨

وفيه أيضاً : حدّثني محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمّي ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان فقال :رحمه‌الله ، وبنى له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً في الحديث.

قال أبو عمرو الكشّي : إنّ ابن(١) الهروي مجهول ، وهذا حديث غير صحيح مع ما روي في يونس بن ظبيان(٢) .

وفيتعق : روى الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية عنه النصّ على الأئمّة الاثنى عشر عن الصادقعليه‌السلام ، ويظهر منها مدح له وأنّه حين الرواية لم يكن غالياً(٣) .

وفي توحيد الصدوقرحمه‌الله عنه قال : دخلت على الصادقعليه‌السلام فقلت : إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً إلاّ أنّي أختصر لك منه أحرفاً ، يزعم أنّ الله جسم ، إلى أن قال : قلت : فما أقول؟ قال : لا جسم ولا صورة. الحديث(٤) .

وبالجملة : يظهر من غير ذلك من الأخبار أيضاً ما يدلّ على عدم غلوّه ، فلاحظ. ومضى في صدر الرسالة ماله دخل(٥) .

أقول : بعد إطباق المشايخ على ضعفه مضافاً إلى ما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقّف أصلاً. وما ذكره عن الكفاية إلى القدح‌

__________________

(١) ابن ، لم ترد في نسخة « م ».

(٢) رجال الكشّي : ٣٦٤ / ٦٧٥.

(٣) كفاية الأثر : ٢٥٥.

(٤) التوحيد : ٩٩ / ٧.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

٨٩

أقرب من المدح لأنّهرحمه‌الله صنّف الكتاب المذكور في إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام من طرق المخالفين ، ولذا تراه ينقل فيها عن العامّة والزيديّة والواقفيّة ونظائرهم ( على أنّ عدم غلوّه حين رواية تلك الرواية لا يجدي نفعاً أصلاً ، وكذا )(١) ما في التوحيد فإنّه(٢) بعد سلامة سنده ربما يدلّ على سلامته في وقت ما. وما ذكره سلّمه الله في أول الكتاب من الطعن في طعن القمّيّين والقدماء لا يجري في المقام أصلاً.

هذا ، وقال الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله : في سرائر ابن إدريس في الأحاديث المنتزعة من جامع البزنطي ما لفظه : وعنه عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان فقال :رحمه‌الله وبنى الله له بيتاً في الجنّة ، كان والله مأموناً على الحديث(٣) ، والظاهر أنّ الضمير في قوله « عنه » يرجع إلى سليمان بن خالد قبل هذا الحديث ، وأحمد بن محمّد يروي عنه من غير واسطة فيكون الحيث على ذلك صحيحاً ، ولعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام المشايخ له(٤) ، انتهى فتأمّل جدّاً.

وفيمشكا : ابن ظبيان ، عنه محمّد بن موسى خوراء(٥) .

٣٣٠٥ ـ يونس بن عبد الرحمن :

مولى علي بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد ، أبو محمّد ، كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً ، عظيم المنزلة ، ولد في أيّام هشام بن عبد الملك ، ورأى جعفر بن محمّدعليه‌السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه ، وروى عن‌

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(٢) فإنّه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٣) السرائر : ٣ / ٥٧٨.

(٤) حاوي الأقوال : ٣٤٧ / ٢١٥٤ ترجمة يونس بن علي القطّان.

(٥) هداية المحدّثين : ١٦٥.

٩٠

أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان الرضاعليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتوى ، وكان ممّن بُذل له على الوقف مال جزيل وامتنع عن(١) أخذه وثبت على الحقّ. وقد ورد في يونس بن عبد الرحمنرحمه‌الله مدح وذمّ.

قال أبو عمرو الكشّي : فيما أخبرني به غير واحد من أصحابنا عن جعفر بن محمّد عنه : حدّثني علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثني الفضل بن شاذان قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمّي رأيته وكان وكيل الرضاعليه‌السلام وخاصّته فقال : إنّي سألتهعليه‌السلام فقلت : إنّي لا أقدر على لقائك في كلّ وقت فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال : خذ عن يونس بن عبد الرحمن ؛ وهذه منزلة عظيمة. ومثله رواهكش عن الحسن بن علي بن يقطين سواء.

وقال شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان في كتابه مصابيح النور : أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويهرحمه‌الله قال : حدّثنا علي بن الحسين بن بابويه قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريرحمه‌الله : عرضت على أبي محمّد صاحب العسكريعليه‌السلام كتاب يوم وليلة ليونس فقال : تصنيف من هذا؟ قلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : أعطاه الله بكلّ حرف نوراً يوم القيامة. ومدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها وإنّما ذكرنا هذا حتّى لا نخليه من بعض حقوقهرحمه‌الله .

وكانت له تصانيف كثيرة ، محمّد بن عيسى عنه بجميع كتبه ،جش (٢) .

__________________

(١) في المصدر : من.

(٢) رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٨.

٩١

وفيصه : كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً ، عظيم المنزلة ، روى عن أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان الرضاعليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتيا ، وكان ممّن بذل له على الوقف مال جزيل(١) فامتنع من أخذه وثبت على الحقّ ، ثمّ ذكر الرواية المذكورة الأخيرة المتضمّنة لعرض كتابه على العسكريعليه‌السلام ودعائهعليه‌السلام بإعطاء الله إيّاه بكلّ حرف نوراً ؛ ثمّ قال : مات يونس بن عبد الرحمن سنة ثمان ومائتينرحمه‌الله وقدّس روحه. وروىكش حديثاً صحيحاً عن علي بن محمّد بن قتيبة(٢) ، ثمّ ذكر الخبر المذكور عنكش ثمّ قال : وفي حديث صحيح عن علي بن محمّد القتيبي عن الفضل بن شاذان عن محمّد بن الحسن الواسطي وجعفر بن عيسى ومحمّد بن يونس أنّ الرضاعليه‌السلام ضمن ليونس الجنّة ثلاث مرات. وقد روىكش ما ينافي ذلك ذكرناه(٣) في كتابنا الكبير وأجبنا عنه(٤) ، انتهى.

وفيظم : ضعّفه القمّيّون ، وهو ثقة(٥) .

وفيضا : طعن عليه القمّيّون ، وهو عندي ثقة(٦) .

وفيست : له كتب كثيرة ، إلى أن قال : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن(٧) ؛ وأحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عنه ( وعنه إسماعيل بن مرار وصالح بن السندي )(٨)

__________________

(١) في المصدر : مال جليل.

(٢) في المصدر بدل ابن قتيبة : القتيبي.

(٣) ذكرناه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الخلاصة : ١٨٤ / ١.

(٥) رجال الشيخ : ٣٦٤ / ١١.

(٦) رجال الشيخ : ٣٩٤ / ٢.

(٧) في المصدر : وعن.

(٨) ما بين القوسين ، لم يرد في نسخة « ش ».

٩٢

وقال(١) محمّد بن علي بن الحسين ؛ سمعت محمّد بن الحسن بن الوليدرحمه‌الله يقول : كتب يونس بن عبد الرحمن الّتي هي بالروايات كلّها صحيحة معتمد عليها إلاّ ما ينفرد به محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس ولم يروه غيره فإنّه لا يعتمد عليه ولا يفتى به(٢) .

وفيكش ما مرّ نقله عنصه وجش (٣) ، وفيه أيضاً : قال الفضل بن شاذان : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضاعليه‌السلام يقول : أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ، وذلك أنّه خدم أربعة منّا علي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وبرهة من عصر موسى بن جعفرعليهم‌السلام ، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه(٤) .

علي بن محمّد القتيبي قال : حدّثني أبو محمّد الفضل بن شاذان قال : حدّثني أبو جعفر البصري وكان ثقة فاضلاً صالحاً قال : دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضاعليه‌السلام فشكى إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة ، فقال الرضاعليه‌السلام : دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ(٥) .

حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل الرازي قال : حدّثني عبد العزيز بن المهتدي قال : كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام : ما تقول في يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب إليَّ بخطّه : أُحبّه وأترحّم عليه وإن كان يخالفك أهل بلدك(٦) .

__________________

(١) في نسخة « ش » بدل وقال : ثمّ قال قال.

(٢) الفهرست : ١٨١ / ٨٠٩.

(٣) رجال الكشّي : ٤٨٣ / ٩١٠ ٩١١ و ٤٩٠ / ٩٣٥.

(٤) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٩.

(٥) رجال الكشّي : ٤٨٨ / ٩٢٩.

(٦) رجال الكشّي : ٤٨٩ / ٩٣١.

٩٣

وجدت(١) بخطّ محمّد بن شاذان بن نعيم في كتابه : سمعت أبا محمّد القمّاص الحسن بن علوية الثقة يقول : سمعت الفضل بن شاذان يقول : حجّ يونس بن عبد الرحمن أربعاً وخمسين حجّة ، واعتمر أربعاً وخمسين عمرة ، وألّف ألف جلد ردّاً على المخالفين ، ويقال(٢) : انتهى علم الأئمّةعليهم‌السلام إلى أربعة نفر أوّلهم سلمان الفارسي والثاني جابر والثالث السيّد والرابع يونس بن عبد الرحمن(٣) .

وفيه أيضاً أخباراً كثيرة في ذمّه في آخرها قال أبو عمرو : فلينظر الناظر وليعجب من هذه الأخبار الّتي رواها القمّيّون في يونس وليعلم أنّها لا تصحّ في العقل. إلى آخر كلامهرحمه‌الله (٤) .

أقول : وفيتعق في المقام كلام طويل الذيل محصّله القدح في روايات الذمّ والتوجيه بما يغني عنه قولهعليه‌السلام في رواية القتيبي المذكورة : دارهم فانّ عقولهم لا تبلغ(٥) .

وفيمشكا : ابن عبد الرحمن الثقة(٦) ، أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عنه ، وعنه إسماعيل بن مرار ، ومحمّد بن أسلم الجبلي ، ويحيى بن أبي [ عمران(٧) ] ، وصالح بن السندي ، والحسين بن سعيد ، والعبّاس بن موسى ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، ويونس بن بهمن ، وأحمد بن‌

__________________

(١) في نسخة « م » : ووجدت.

(٢) في نسخة « م » : وقال.

(٣) رجال الكشّي : ٤٨٥ / ٩١٧.

(٤) رجال الكشّي : ٤٩١ / ٩٣٧ و ٩٤٠ ٩٤٦ و ٩٤٩ ٩٥٥.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٧٧.

(٦) في المصدر زيادة : مولى علي بن يقطين.

(٧) أثبتناه من المصدر.

٩٤

الفضل ، والحسن بن بنت إلياس ، وعبد العزيز بن المهتدي ، والحسن بن علي بن يقطين(١) .

٣٣٠٦ ـ يونس بن عبد الله :

فطحي ، روي عن الكاظمعليه‌السلام في تعظيمه والترحّم عليه والشهادة له بحسن الخاتمة ما ينافي ذلك ،د (٢) .

قلت : لم أجده في كتب الرجال أصلاً فتتبّع ، وكأنّه اشتباه بابن يعقوب.

٣٣٠٧ ـ يونس بن علي القطّان :

أبو عبد الله ، كان ينزل بالكوفة طاق حيّان ، هو بيطار حيّان ، قريب الأمر ،صه (٣) .

وزادجش : له كتاب المزار ، عنه حميد(٤) .

أقول : ذكرهصه في القسم الأوّل ، وفي الوجيزة عدّه ممدوحاً(٥) ، وحكم في المجمع بكون القطّان محرّف البيطار(٦) . وليس بذلك البعيد.

ثمّ إنّ فيلم منجخ : يونس بن علي العطّار روى عنه حميد بن زياد(٧) . والظاهر أنّه هذا وفاقاً للمجمع(٨) ، والعطّار إمّا محرّف البيطار أو القطّان.

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٥.

(٢) رجال ابن داود : ٢٨٥ / ٥٦٤.

(٣) الخلاصة : ١٨٥ / ٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٤٨ / ١٢٠٩.

(٥) الوجيزة : ٣٤٤ / ٢١٢٤.

(٦) مجمع الرجال : ٦ / ٣٠٧ هامش رقم (٦).

(٧) رجال الشيخ : ٥١٧ / ٢.

(٨) مجمع الرجال : ٦ / ٣٠٨.

٩٥

وفيمشكا : ابن علي العطّار ، عنه حميد بن زياد(١) .

٣٣٠٨ ـ يونس بن عمّار الصيرفي :

التغلبي ، كوفي ،ق (٢) .

وفيتعق : هو أخو إسحاق بن عمّار ، ويظهر ممّا مرّ في أخيه كونه إماميّاً(٣) . وفي طريق الصدوق : عن أبي الحسن يونس بن عمّار بن الفيض الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمّار(٤) ، انتهى فتأمّل.

وفي الصحيح عنه قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك هذا الّذي بوجهي يزعم الناس أنّ الله لم يبتل به أحداً(٥) له فيه حاجة ، فقال : لا(٦) قد كان مؤمن آل فرعون مُكَنَّع الأصابع(٧) ، ثمّ قالعليه‌السلام : إذا كان الثلث الأخير من الليل(٨) فتوضّأ ثمّ قم إلى صلاتك الّتي تصليها. الحديث(٩) (١٠) .

أقول : فيمشكا : أبو الحسن بن عمّار أخو إسحاق ، عنه الحسن بن محبوب ، وعلي بن رئاب ، ومالك بن عطيّة كما في مشيخة الفقيه(١١) (١٢) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٥.

(٢) رجال الشيخ : ٣٣٧ / ٦٧.

(٣) عن رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩.

(٤) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٧٤.

(٥) في المصدر والتعليقة : عبداً.

(٦) لا ، لم ترد في المصدر.

(٧) ورجل مُكَنَّعُ : مُقَفَّعُ اليد ، وقيل : مُقَفَّعُ الأصابع يابسها مُتَقَبَّضها ، انظر لسان العرب : ٨ / ٣١٤.

(٨) في المصدر زيادة : في أوّله.

(٩) الكافي ٢ : ٢٠٠ / ٣٠.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٠.

(١١) الفقيه المشيخة ـ : ٤ / ٧٤.

(١٢) هداية المحدّثين : ١٦٥.

٩٦

٣٣٠٩ ـ يونس بن يعقوب بن قيس :

أبو الجلاّب الدهني(١) ، امّه منية بنت عمّار بن أبي معاوية الدهني أُخت معاوية بن عمّار ، اختصّ بأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان يتوكّل لأبي(٢) الحسنعليه‌السلام ؛ ومات بالمدينة في أيّام الرضاعليه‌السلام فتولّى أمره ، وكان حظيّا عندهم موثّقاً. وكان قد قال بعبد الله ورجع. الحسن بن علي بن فضّال عنه ،جش (٣) .

وفيظم : مولى نهد ، له كتب ، ثقة(٤) .

وفيضا (٥) : ثقة ، له كتاب ، من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (٦) .

وفيصه : اختلف علماؤنا فيه ، فقال الشيخ الطوسيرحمه‌الله : إنّه ثقة مولى ، شهد له وعدّله في عدّة مواضع. وقالجش : إنّه اختصّ بأبي عبد اللهعليه‌السلام إلى آخر ما مرّ. ثمّ قال : وقال أبو جعفر بن بابويه : إنّه فطحي هو وأخوه يوسف. وقالكش : حدّثني حمدويه عن بعض أصحابه : إنّ يونس بن يعقوب فطحي كوفي مات بالمدينة وكفّنه الرضاعليه‌السلام ، وروىكش أحاديث حسنة تدلّ على صحّة عقيدة هذا الرجل. والّذي اعتمد عليه قبول روايته(٧) ، انتهى.

__________________

(١) في المصدر : أبو علي الجلاّب البجلي الدهني.

(٢) في نسخة « م » : إلى أبي.

(٣) رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٧.

(٤) رجال الشيخ : ٣٦٣ / ٤.

(٥) وفي ضا ، لم ترد في نسخة « م ».

(٦) رجال الشيخ : ٣٩٤ / ١.

(٧) الخلاصة : ١٨٥ / ٢ ، وفيها : ابن يعقوب أبو علي الجلاّب البجلي الدهني.

٩٧

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عنه(١) .

وفيكش ما ذكرهصه (٢) ، ومرّ أيضاً في الحسن بن علي بن فضّال(٣) .

وفيه أيضاً : علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب قال : دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إنّ أباك كان يرقّ عليّ ويرحمني فإن رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت ، قال : فقال لي : يا يونس إنّي دخلت على أبي وبين يديه حيس أو هريسة ، فقال : ادن يا بني فكل من هذا ، بعث به إلينا يونس ، إنّه من شيعتنا القدماء ، فنحن لك حافظون.

قال أبو النضر : سمعت علي بن الحسن بن فضّال يقول : مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث إليه أبو الحسن الرضاعليه‌السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه ، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه أن يحضروا جنازته ، وقال لهم : احفروا له في البقيع فإن قال لكم أهل المدينة : عراقي لا ندفنه في البقيع فقولوا لهم(٤) : هذا مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان يسكن العراق فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع(٥) .

ووجّه أبو الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام إلى زميله محمّد بن‌

__________________

(١) الفهرست : ١٨٢ / ٨١٠.

(٢) رجال الكشّي : ٣٨٥ / ٧٢٠.

(٣) رجال الكشّي : ٣٤٥ / ٦٣٩ ، وفيه أنّه عدّه ضمن جماعة من الفطحيّة هم فقهاء أصحابنا.

(٤) في نسخه « م » : له.

(٥) في نسخة « ش » زيادة : فدفن في البقيع.

٩٨

الحباب وكان رجلاً من أهل الكوفة ـ : صلّ عليه أنت(١) .

وفيتعق : عدّه المفيد من فقهاء الأصحاب كما مرّ في زياد بن المنذر(٢) .

وقالطس بعد ذكر ما فيكش : يبعد من مجموع ما رأيت أن يكون المشار إليه فطحيّاً ، والرواية الّتي بدأت بذكرها أوّلاً(٣) الشاهدة بكونه فطحيّاً ضعيفة ، انتهى.

فظهر منهرحمه‌الله التأمّل في فطحيته ، لكن كلام محمّد بن مسعود دالّ ولا ضعف ، نعم الروايات منافية له وإن كان رواتها فطحيّة ، لأنّ وثاقتهم ترفع التهمة ، والظاهر أنّه كان فطحيّاً ثمّ رجع كما قالهجش ، بل الظاهر امتداد فطحيّته ، ولذا يعد موثّقاً لا ثقة كما عدّ البزنطي ونظائره من الثقات ، فتأمّل.

وبالجملة : حديثه لا يقصر عن الصحيح وفاقاً لبعض المحقّقين(٤) .

أقول : يظهر من الخبر الأوّل المتضمّن لنقل الكاظمعليه‌السلام عن أبيه الصادقعليه‌السلام كونه من شيعتهم القدماء أنّهرحمه‌الله كان شيعيّاً من زمن الصادقعليه‌السلام ، والقول بالفطحيّة إنّما حدث بعد وفاتهعليه‌السلام ، فتأمّل.

وعدّه الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في قسم الثقات دون الموثقين(٥) .

وفي الوجيزة : ابن يعقوب موثّق كالصحيح لرجوعه عن الفطحيّة(٦) .

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٨٥ / ٧٢١.

(٢) الرسالة العدديّة : ٢٥ ، ٣٤ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : ٩.

(٣) في المصدر زيادة : ضعيفة [ وهي ].

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٣٨٠.

(٥) حاوي الأقوال : ١٦٣ / ٦٦٦.

(٦) الوجيزة : ٣٤٥ / ٢١٢٥.

٩٩

وفيمشكا : ابن يعقوب الثقة ، عنه الحسن بن علي بن فضّال ، وابن أبي عمير ، ومحمّد بن عبد الحميد ، والعبّاس بن عامر ، والسندي بن محمّد ، والحكم بن مسكين ، ومحمّد بن سنان ، ومحمّد بن أبي حمزة ، والحسن بن محبوب(١) .

__________________

(١) هداية المحدّثين : ١٦٥.

١٠٠

لا شك أنّ هذا الاختلاف لا يرتبط بذات الكون وذات الحوادث والظواهر، بل هو مرتبط بسعة رؤية الناظر إن كان محيطاً، تلك السعة التي تمكّنه من مشاهدة كل نقوش البساط وألوانه، وكل تموّجات النهر وتعرّجاته، وكل عربات القطار دفعة واحدة كما في الأمثلة السابقة.

في حين أنّ فقدان هذه السعة في رؤية الشخص الآخر يجعله لا يرى في كل لحظة إلّا حادثة واحدة فقط، وإلاّ تموّجاً واحداً من النهر، وإلاّ لوناً واحداً من ألوان البساط.

ومن هذا البيان يتبيّن أنّه ليس للعالم وجهان ونشأتان :

نشأة باسم الباطن.

وأُخرى باسم الظاهر.

وبعبارة أُخرى انّه ليس للظواهر والحوادث مرحلتان :

مرحلة الوجود الجمعي الدفعي.

ومرحلة الوجود التدريجي.

بل ليس للظاهرة ـ في الحقيقة ـ تحقّقان ووجودان إنّما هو وجود واحد، وتحقّق واحد، يرى تارة في صورة المجتمع، وأُخرى في صورة المتفرّق.

وأمّا الاختلاف ـ لو كان ـ فهو يرجع إلى قدرة الملاحظ وسعة نظرته وضيقها، وليس إلى ذات الحوادث والظواهر.

٢. انّ حضور الحوادث والظواهر عند الله دليل على علم الله بها جميعاً، لأنّ حقيقة العلم ليست إلّا حضور المعلوم عند العالم وحيث إنّ موجودات العالم من

١٠١

فعله سبحانه وقائمة به فهي إذن حاضرة لديه.

ونتيجة هذا الحضور ليست سوى علم الله بها ولكن لا يدل مثل هذا الحضور على علم الموجودات هي بالخالق الواحد سبحانه.

وبعبارة أُخرى لو كان هدف الآية هو بيان أنّ الله أخذ من بني آدم « الإقرار » بربوبيته والشهادة بها من جهة حضور هذه الموجودات لدى الله ـ كما تفيده هذه النظرية ـ يلزم علم الله بهذه الموجودات والحوادث لا علم هذه الحوادث والموجودات بالله تعالى، فلا يتحقّق معنى الشهادة والإقرار.

فإنّه ربّما يتصور إنّ حضور الأشياء عند الله كما يستلزم علمه بها، كذلك يستلزم علم تلك الموجودات بالله.

ولكن هذا وهم خاطئ وتصور غير سليم، لأنّ الحضور إنّما يكون موجباً للعلم إذا اقترن بقيام الشيء بالله وإحاطته سبحانه بذلك الشيء، ومثل هذا الملاك موجود في جانب الله حيث إنّه قيوم [ تقوم به الأشياء ]محيط بالكون في حين أنّه لا يوجد هذا الملاك في جانب الموجودات، لأنّها محاطة وقائمة بالله ( أي ليست محيطة بالله ولا أنّ الله سبحانه قائم بها حتى تعلم هي به تعالى ).

٣. انّ هذا التوجيه والتفسير لآية الميثاق بعيد عن الأذهان العامة، ولا يمكن إطلاق اسم التفسير عليه، بل هو للتأويل أقرب منه إلى التفسير.

نعم غاية ما يمكن قوله هو أنّ هذه النظرية تكشف عن أحد أبعاد هذه الآية، لكنَّه ليس البعد المنحصر والوحيد.

هذا مضافاً إلى أنّ ألفاظ هذه الآية مثل قوله:( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) ونظائره الذي هو بمعنى أخذ الشهادة والاعتراف والإقرار لا يتلاءم ولا ينسجم

١٠٢

مع هذا التفسير.

النظرية الرابعة

وتظهر هذه النظرية من الشريف المرتضى في أماليه، وإليك نص ما قاله الشريف بلفظه:(١)

إنّ الله تعالى إنّما عنى جماعة من ذرية بني آدم خلقهم وبلّغهم وأكمل عقولهم وقرّرهم على ألسن رسله: بمعرفته وما يجب من طاعته، فأقرّوا بذلك، وأشهدهم على أنفسهم به لئلاّ يقولوا يوم القيامة:( إِنَّا كُنَّا عَنْ هٰذَا غَافِلِينَ ) أو يعتذروا بشرك آبائهم.

وحاصل هذا الكلام وتوضيحه أنّ الله تعالى أخذ الاعتراف من جماعة خاصة، من البشر، وهم العقلاء الكاملون، لا من جميع البشر.

وقد أخذ هذا الاعتراف والميثاق حيث أخذ بواسطة الرسل والأنبياء الذين ابتعثهم الله إلى البشرية في هذه الدنيا.

وهذه النظرية مبنية على كون « من » في قوله سبحانه:( مِن بَنِي آدَمَ ) تبعيضية لا بيانية، ولأجل ذلك يختص بالمقتدين بالأنبياء.

ويمكن تأييد هذه النظرية بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخذ منهم الاعتراف في بعض المواضع على اختصاصه تعالى بالربوبية، كما يحدّثنا القرآن الكريم إذ يقول:( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ *سَيَقُولُونَ لله قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) (٢) ، وما يشابههما من الآيات التي أخذ فيها الاعتراف من الأشخاص ،

__________________

(١) الأمالي: ١ / ٢٩.

(٢) المؤمنون: ٨٦ ـ ٨٧.

١٠٣

وسيوافيك بعض هذه الآيات عند البحث في التوحيد الخالقي والربوبي.

ولكن ضعف هذه النظرية ظاهر، إذ مآلها انّ المؤمنين بكل نبي هم الذين اعترفوا ـ دون سواهم ـ بتوحيده سبحانه.

ولو كان مقصود الآية هو هذا، لكان ينبغي أن يكون التعبير عنه بغير ما ورد في الآية.

ثم إنّه يجب أن يكون تعبير القرآن عن المعاني الدقيقة بأوضح العبارات وأحسنها وأبلغها.

فلو كان مقصوده تعالى هو اعتراف جماعة خاصة ممَّن اقتدوا بالرسل، بتوحيده سبحانه، لوجب أن يبين ذلك بغير ما ورد في الآية من بيان.

هذه هي الآراء والنظريات التي أبداها المفسرون الكبار حول مفاد آية الميثاق والذر ونحن نأمل أن يستطيع المحقّقون ـ في المستقبل ـ من إيقافنا على معنى أوضح وأكثر انسجاماً مع ألفاظ هذه الآية الشريفة، وأن يوفقوا إلى توضيح حقيقتها ومغزاها.

* * *

ذكرنا فيما سبق أنّ النظرية الأُولى تستند إلى طائفة من الأحاديث الواردة في المجاميع الحديثية ولابد من دراستها والتوصل إلى حل مناسب لها.

فالعلاّمة المرحوم السيد هاشم البحراني نقل في تفسيره المسمّى ب‍ « البرهان » في ذيل تفسير آية الميثاق (٣٧) حديثاً(١) .

__________________

(١) البرهان: ٢ / ٤٦ ـ ٥١.

١٠٤

وكذا نقل نور الثقلين ـ وهو تفسير للقرآن على أساس الأحاديث على غرار تفسير البرهان ـ أيضاً (٢٧) حديثاً في ذيل تفسير هذه الآية(١) .

ولابد من الالتفات إلى أنّ هذه الأحاديث والأخبار تختلف في مفاداتها عن بعض، فليست بأجمعها ناظرة إلى النظرية الأُولى، فلا يمكن الاستدلال بها ـ جميعاً ـ على ذلك لوجوه :

أوّلاً: أنّ بعض هذه الأحاديث صريحة في القول الثاني، أو أنّها قابلة للانطباق على القول الثاني، مثل الأحاديث: ٦ و ٧ و ٢٠ و ٢٢ و ٣٥.

وإليك نص هذه الأحاديث :

أمّا الأحاديث ٦ و ٢٢ و ٣٥ وجميعها واحد راوياً ومروياً عنه وان اختلفت في المصدر، فهي :

عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف أجابوا وهم ذر ؟ فقالعليه‌السلام :

« جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه ».

ففي هذه الأحاديث ـ كما نلاحظ ـ ليس هناك أي كلام عن الاستشهاد والشهادة اللفظيين بل قال الإمام: « جعل فيهم » وهي كناية عن وجود الإقرار التكويني في تكوينهم.

أما الحديث ٧ فقد روي عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله ( الصادق )عليه‌السلام عن قول الله( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) ما تلك الفطرة ؟

__________________

(١) نور الثقلين: ٢ / ٩٢ ـ ١٠٢.

١٠٥

قال :

« هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال: ألست بربكم، وفيه المؤمن والكافر ».

وهذا الحديث كما هو واضح يفسّر الميثاق المذكور في آية الذر بالفطرة ممّا يكون تصريحاً بأنّ الاستيثاق وأخذ الميثاق والإقرار أمر فطري جبلي تكويني.

وفي الحديث ٢٠ جاء عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في حديث طويل قال فيه :

« قال الله عزّ وجلّ لجميع أرواح بني آدم ألست بربكم ؟ قالوا: بلى، كان أوّل من قال بلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فصار بسبقه إلى بلى سيد الأوّلين والآخرين وأفضل الأنبياء والمرسلين ».

وليس في هذا الحديث أي كلام عن اعتراف الذر وإقرار بني آدم وهم على هيئة ذرات صغيرة، ولذلك فهو وإن لم يكن صريحاً في النظرية الثانية « القائلة بالإقرار التكويني لا اللفظي من جانب الذرية » ولكنّه قابل للانطباق عليها.

ثانياً: أنّ بعض هذه الأحاديث صريحة في أنّ الإقرار والاعتراف بالربوبية جاء من جانب الأرواح كما لاحظنا في الحديث ٢٠.

أمّا ما يدل من تلك الأحاديث ( المنقولة في تفسير البرهان ) على النظرية الأُولى فهي ٣، ٤، ٨، ١١، ١٤، ١٧، ١٨، ٢٧، ٢٩.

وعددها كما هو الظاهر (٩) أحاديث، ولكنّنا لو أمعنا النظر فيها لوجدنا أنّ عددها الحقيقي لا يتجاوز ٥ أحاديث لا أكثر، لأنّ خمسة من هذه الأحاديث رواها « زرارة بن أعين » بمعنى أنّ آخر راو في هذه الأحاديث من الإمام هو زرارة ،

١٠٦

ومن المسلم أنّ راوياً واحداً لا يسأل عن شيء من الإمام خمس مرات، وأمّا نقل رواية زرارة ( التي هي ـ في الحقيقة ـ رواية واحدة ) في خمس صور، فلتعدد من روى هذا الحديث عن « زرارة »، ولذلك اتّخذ الحديث الواحد طابع التعدّد والكثرة، وهذا لا يوجب أن يعد الحديث الواحد خمسة أحاديث.

وعلى هذا فإنّ الأحاديث ٣ و ٤ و ١١ و ٢٧ و ٢٩ التي تنتهي إلى راو واحد هو « زرارة » لا يمكن عدّها خمسة أحاديث، بل يجب اعتبارها حديثاً واحداً لا غير.

وفي هذه الحالة ينخفض عدد الأحاديث المؤيدة للنظرية الأُولى من ٩ إلى ٥.

يبقى أنّ الأحاديث الأربعة الأُخرى ( أعني: ٨ و ١٤ و ١٧ و ١٨ ) فهي مبهمة نوعاً ما، وليست صريحة في المقصود.

وبعض تلك الأحاديث تعتبر هذا الميثاق والميثاق الذي أخذه الله من خصوص النبيين وتحدّث عنه القرآن في الآية ٨١ ـ آل عمران:( وإذ أخَذَ الله ميثاقَ النّبِيِّينَ لَما آتَيْتكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكْمَةٍ ) تعتبر هذين الميثاقين واحداً مثل الحديث رقم ١٢.

وها نحن ننقل لك أيها القارئ نص حديث زرارة أوّلاً، وهذا الحديث هو ما جاء تحت رقم ٣ و ٤ و ١١ و ٢٧ و ٢٩.

وإليك نصها بالترتيب :

عن ابن أبي عمير، عن زرارة أنّ رجلاً سأل أبا جعفر الباقرعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ) فقال، وأبوه

١٠٧

يسمع :

« حدثني أبي أنّ الله عزّ وجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم فصب عليها الماء العذب الفرات، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعاً أن يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم برداً وسلاماً » إلى آخر الحديث.

وعن ابن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قال :

« أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر، فعرفهم وأراهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه ».

ومثل هاتين الصورتين بقية الصور لحديث زرارة حرفاً بحرف.

أمّا الروايات الأربع الأُخرى ( أعني: ٨ و ١٤ و ١٧ و ١٨ ) فهي بالترتيب :

عن حمران عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال :

« فقال الله لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة ولا أبالي، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم ؟ قال: ألست بربكم قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا » الخ.

وعن ابن مسكان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قلت: معاينة كان هذا ؟ قال :

« نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من أقرّ بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه ».

١٠٨

وعن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام في قوله عزّ وجلّ:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قال :

« أخذ الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة وهم كالذر، فعرفهم نفسه، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه، وقال: ألست بربكم، قالوا: بلى ».

وفي حديث طويل عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال :

« قول الله عزّ وجلّ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) أخبرك أنّ الله سبحانه لـمّا خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذرية من صلبه سيما في هيئة الذر فألزمهم العقل، وقرر بهم أنّه الرب وأنّهم العبد فأقروا له بالربوبية ».

هذه هي عمدة الأحاديث التي نقلها تفسير البرهان في ذيل الآية المبحوثة تؤيد النظرية الأُولى.

وكذا نقل صاحب تفسير الدر المنثور أحاديث تؤيد هذه النظرية نذكر بعضها :

فمنها ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ ) قال: خلق الله آدم وأخذ ميثاقه أنّه ربّه، وكتب أجله ورزقه ومصيبته، ثم أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر فأخذ مواثيقهم أنّه ربهم وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم ».

وغير ذلك كثير(١) .

__________________

(١) راجع الدر المنثور: ٣ / ١٤١ ـ ١٤٢.

١٠٩

ثالثاً: لقد بين أئمّة الشيعة المعصومون: معياراً خاصاً لمعرفة الصحيح من الأحاديث وتمييزه عن غير الصحيح، وأمرونا بأن نميز صحاح الأحاديث على ضوء هذه المعايير هذا المعيار هو اعتماد ما يوافق الحديث للقرآن وطرح ما يخالفه.

وقد ذكرنا فيما سبق أنّ هذا القسم من الأحاديث ( التي نقلناها عن البرهان ) يخالف ظاهر القرآن، ولذلك ينبغي التسليم أمامها، ورد علمها إلى الأئمّة أنفسهم على فرض صدورها منهم.

١١٠

الفصل الثالث

الله وبراهين وجوده في القرآن

١١١

الله وبراهين وجوده في القرآن

١. كثرة البراهين على وجود الله تعالى.

٢. دليل الفطرة.

٣. برهان الحدوث.

٤. برهان الإمكان.

٥. برهان الحركة.

٦. برهان النظم.

٧. برهان محاسبة الاحتمالات.

٨. برهان التوازن والضبط.

٩. الهداية الإلهية في عالم الحيوان.

١٠. برهان الصدّيقين.

١١. براهين أُخرى.

١١٢

كثرة البراهين على وجود الله تعالى

من الأقوال المشهورة في أوساط العلماء تلك الجملة التي تقول :

« الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ».

فهذه الجملة المقتضبة تشير إلى أنّ الأدلة على وجود الله جل شأنه ليست واحداً ولا اثنين ولا عشر ولا مائة، بل هي بعدد أنفاس المخلوقات.

وهذا الكلام وإن كان مثار عجب ودهشة عند من ليس لديه دراسة مفصلة وتعمّق في العلوم الإلهية إذ كيف يمكن ـ في نظر هؤلاء غير المتعمّقين في الإلهيات وغير الملمّين بعلوم التوحيد ـ.

كيف يمكن أن تكون أدلّة وجود الله بعدد أنفاس الخلائق التي لا يحصيها عدد ولا يحصرها عد ؟!!

ولكن لو أُتيح لنا أن نطّلع على ما ورد في كتب العقائد والفلسفة من الأدلّة على وجود الله، لأدركنا أنّ هذا الكلام لم يكن مبالغاً فيه، بل هو عين الحقيقة.

لأنّ بعض هذه الأدلّة التي سنشير إلى « أُصولها » وأُمّهاتها ـ هنا ـ من السعة والشمولية بحيث يتّخذ من نظام كل ذرة في عالمنا دليلاً على وجود الله، وطريقاً إلى إثباته.

ومن المعلوم أنّه لا يعلم عدد ذرات هذا العالم إلّا الله تعالى.

وفيما يأتي نذكر أُصول وأُمهات هذه البراهين الرائجة :

١١٣

١. دليل الفطرة

دليل الفطرة ـ كما تحدّثنا عنه في الفصل الأوّل ـ طريق القلب ودليل الفؤاد لا العقل والاستدلال.

فكل فرد ينجذب إلى الله ويميل إليه قلبياً وبصورة لا إرادية، سواء في فترة من حياته، أم في كل فترات حياته دون انقطاع.

وهذا التوجّه القلبي العفوي الذي يكمن في وجود كل فرد فرد من أبناء البشر لهو إحدى الأدلّة القاطعة على وجود الله، وهذا هو ما يسمّى بدليل « الفطرة ».

٢. برهان الحدوث

برهان الحدوث هو البرهان الذي يعتمد على « حدوث » الكون وما فيه.

وملخّصه: أنّ لهذا الكون بداية، وأنّه لذلك فهو مسبوق بالعدم، ومن البديهي أنّ ما يكون مسبوقاً بالعدم ( أي كان حادثاً )، فإنّ له محدثاً بالضرورة، لامتناع وجود الحادث دون محدث.

ويعتمد المتكلّمون الإسلاميون ـ في الأغلب ـ على حدوث العالم لإثبات الصانع، ربما باعتباره أقرب الأدلة إلى متناول العقول، والأفهام.

٣. برهان الإمكان

يتوسّل الفلاسفة المسلمون ـ في الغالب ـ لإثبات وجود الله بتقسيم الأشياء إلى :

واجب

١١٤

وممكن

وممتنع

وذلك لأنّ أيّة ظاهرة وأي شيء نتصوّره في عالم الذهن لا يخرج عن إحدى حالتين عندما ننسب إليه الوجود الخارجي فهو :

إمّا أن يقتضي الوجود لذاته، أي ينبع الوجود من ذاته، فهو « واجب الوجود ».

وإمّا يقتضي العدم لذاته، بمعنى أنّ العقل يمنع الوجود عنه، فهو « ممتنع الوجود ».

وأمّا لو كان الوجود والعدم بالنسبة إليه على حد سواء ( أي لا يقتضي لا الوجود ولا العدم بذاته ) فحينئذ يحتاج اتصافه بأحد الأمرين، أعني: العدم والوجود إلى عامل خارجي حتماً، لكي يخرجه من حالة التوسط والتساوي ويضفي عليه طابع الوجود أو العدم، وهذا النوع هو ما اصطلح على تسميته ب‍ « ممكن الوجود ».

وعندما نتصور الأشياء والظواهر الكونية نجد أنّ العدم أو الوجود لم يكن جزءاً من ماهيتها ولا عينها ولا مزروعاً فيها في الأصل، فإذا وجدناها تلبس ثوب الوجود، فلابد أن يكون هناك عامل خارجي عن ذاتها هو الذي أسبغ عليها ذلك وهو الذي أخرجها من عالم المعدومات إلى حيز الموجودات، أو بالعكس.

وهذا العامل الخارجي إن كان هو أيضاً على غرار تلك الأشياء في كونها ممكنة الوجود إذن لاحتاج إلى عامل خارجي آخر يضفي عليه حلة الوجود ويطرد عن ساحته صفة العدم.

١١٥

وإن كان هذا العامل الثاني نظير العامل الأوّل « في صفة الإمكان » لاحتاج إلى عامل آخر، وهكذا دواليك بحيث يلزم « التسلسل ».

وأمّا لو كان العامل الخارجي الأوّل ـ في حين كونه موجداً وعلّة للأشياء ـ معلولاً وموجداً من قبل نفس تلك الأشياء لزم « الدور » المستحيل في منطق العقول.

ولما كان التسلسل والدور باطلين عقلاً(١) لزم أن نذعن بأنّ كل الحادثات الممكنات تنتهي إلى موجد « غني بالذات » « قائم بنفسه » غير قائم بغيره، وغير مفتقر في وجوده إلى أحد أو شيء على الإطلاق.

وذلك الغني بالذات هو « الواجب الوجود » هو الله العالم، القادر، القيوم القائم بذاته القائم به ما سواه.

وهذا هو دليل الإمكان.

٤. برهان الحركة

كان روّاد العلوم الطبيعية ـ في السابق ـ كأرسطوا وأتباعه، يستدلّون ب‍ « حركة الأجسام والأجرام الفلكية » على وجود المحرّك، وبذلك يثبتون وجود الله.

فكانوا يقولون ما خلاصته: إنّه لا بد لهذه الأجرام المتحرّكة من محرّك منزّه عن الحركة، وذلك استناداً إلى القاعدة العقلية المسلمة القائلة: « لابد لكل متحرّك من محرّك غير متحرّك ».

__________________

(١) سيوافيك بيان جهة بطلان التسلسل والدور في الأبحاث القادمة.

١١٦

٥. برهان النظم

لقد ظل النظام البديع العجيب الذي يسود كل أجزاء الكون من الذرة إلى المجرّة، أحد العوامل المهمة التي هدت ذوي الألباب والفكر والمتذكرين(١) من البشر إلى الله، إذ لم يكن من المعقول ـ أبداً ـ أن لا يخضع مثل هذا النظام البديع والمعقد لتدبير قوة عاقلة عليا، وتدبير مدبّر حكيم.

والآيات القرآنية المتعرضة لبيان آثار الله تعالى في عالم الخلق إن كانت تهدف إلى إثبات الصانع، فهي في الحقيقة إنّما تعتمد على « برهان النظم ».

فإذا كانت ورقة من أوراق الشجرة، أو ذرة من ذرات العالم، دليلاً على حكمة الله تعالى وبرهاناً على إرادته، فهي بطريق أولى دليل على « أصل وجوده ».

إذ الوجود مقدّم على الصفات، فما دلّ على الصفات فهو بالأحرى دال على الوجود.

وسيأتي الحديث المفصّل عن هذا القسم في المستقبل.

٦. برهان محاسبة الاحتمالات

وهو برهان ابتكره علماء الغرب وزاده نضجاً وتوضيحاً العالم المعروف « كريسي موريسون » صاحب كتاب « العلم يدعو للإيمان » الذي لم يهدف من كتابته إلّا بلورة وإيضاح هذا البرهان ـ أساساً ـ.

__________________

(١) هذه الأوصاف الثلاثة مقتبسة من القرآن الكريم، فهو عندما يذكر آثار قدرة الله وحكمته وعلمه تعالى يعقب كلامه بهذه العبارات:( أُولُو الأَلْبَابِ ) و( لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) و( لقوم يتذكّرون ) .

١١٧

وإليك ملخّص هذا البرهان :

يقول: لا شك أنّ ظهور الحياة بشكلها الحاضر على وجه الأرض ليس إلّا نتيجة تضافر شرائط وتوفر علل وعوامل كثيرة بحيث لو فقد واحد منها لامتنع ظهور الحياة على الأرض ولاستحالت حياة الأحياء عليها.

فلو أنّ ظهور الحياة كان نتيجة انفجار أو انفجارات في المادة الأُولى عن طريق المصادفة، لكان من الممكن أن تتحقّق ملياردات الصور والكيفيات ويكون احتمال ظهور هذه الصورة واحداً من مليارات الصور، وحيث إنّ صورة واحدة فقط هي التي تحققت دون بقية الصور ينطرح هذا السؤال :

كيف تحقّقت هذه الصورة الحاضرة دون بقية الصور عقيب الانفجار ؟

وكيف وقع الاختيار على هذه الصورة بالذات من بيان سائر الصور والحال كان المفروض أنّ جميعها متساوية في منطق المصادفة.

إنّنا لا نجد جواباً معقولاً في هذا المجال إلّا أن نعزي الأمر إلى غير المصادفة.

وبعبارة أُخرى: انّ كثرة الشروط اللازمة لظهور الحياة على الكرة الأرضية تكون بحيث إنّ احتمال اجتماع هذه الشرائط بمحض المصادفة مرة في بليون مرة، ولا يمكن لعاقل أن يفسّر ظاهرة من الظواهر بمثل هذا الاحتمال غير العقلائي وغير المنطقي جداً.

وننقل هنا نص ما قاله العالم المعروف تحت عنوان « المصادفة » :

« إنّ حجم الكرة الأرضية وبعدها عن الشمس، ودرجة حرارة الشمس وأشعتها الباعثة للحياة، وسمك قشرة الأرض وكمية الماء، ومقدار ثاني أوكسيد

١١٨

الكربون وحجم النتروجين وظهور الإنسان وبقاءه على قيد الحياة، كل أولاء تدلّ على خروج النظام من الفوضى، وعلى التصميم والقصد، كما تدلّ على أنّه طبقاً للقوانين الحسابية الصارمة ما كان يمكن حدوث كل ذلك مصادفة في وقت واحد على كوكب واحد مرة في بليون مرة، « كان يمكن أن يحدث هكذا » ولكن لم يحدث هكذا بالتأكيد !!

وحين تكون الحقائق هكذا قاطعة وحين نعترف ـ كما ينبغي لنا ـ بخواص عقولنا التي ليست مادية فهل في الإمكان أن نغفل البرهان، ونؤمن بمصادفة واحدة في بليون ونزعم أنّنا وكل ما عدانا، نتائج المصادفة.

لقد رأينا أنّ هناك ٩٩٩/٩٩٩/٩٩٩ فرصة ضد واحد، ضد الاعتقاد بأنّ جميع الأُمور تحدث مصادفة »(١) .

٧. برهان التوازن والضبط

وهذا البرهان من فروع برهان النظم، والمقصود منه هو ذلك « التعادل والتوازن والضبط » الذي يسود عالم الأحياء كلها من حيوانات ونباتات.

ونذكر نموذجاً لذلك من باب المثال فنقول :

يتبيّن لنا من دراسة عالم الحيوان والنبات أنّ كلاً منهما مكمّل للآخر، بحيث لو لم يكن في عالم الطبيعة إلّا الحيوانات فحسب لفنيت الحيوانات وزالت من صفحة الوجود، وهكذا لو لم يكن إلّا النباتات فحسب لفنيت النباتات وزالت هي أيضاً.

__________________

(١) العلم يدعو للإيمان: ١٩٥ ـ ١٩٦.

١١٩

وذلك لأنّ النباتات ـ على وجه العموم ـ تتنفس « ثاني أُكسيد الكاربون » فيما تطلق الأوكسجين في الفضاء.

فأوراق الشجر بمنزلة رئة الإنسان مهمّتها التنفس، في حين أنّ الحيوانات تستهلك الأوكسجين وتدفع الكربون.

وبهذا يبدو ـ جلياً ـ أنّ عمل كل واحد من هذين الصنفين من الأحياء مكمل لعمل الآخر ومتمم لوجوده، وأنّ حياة كل منهما قائمة على الأُخرى.

فلو كانت في الأرض: « النباتات » فقط لنفذ الكربون ولم يكن لها ما تتنفسه.

ولو لم يكن في الأرض إلّا « الحيوانات » فقط لفني الأوكسجين ولم يكن لها ما تتنفسه.

ولكان معنى كل ذلك فناء النوعين بالمرة وزوالهما من وجه الأرض بسرعة.

٨. الهداية الإلهية في عالم الحيوانات

يعتبر « اهتداء » الحيوانات والحشرات إلى ما يضمن بقاءها، واستمرار حياتها، دليلاً آخر على وجود « هاد » لها فيما وراء الطبيعة هو الذي يقوم بهدايتها في مسيرة الحياة، ويلهمها كل ما يفيدها ويساعدها على العيش والبقاء إلهاماً أسماه القرآن ب « الوحي ».

ولهذا البرهان جذور وأُصول قرآنية، ولذلك سنتعرض له بالبحث ونتاوله بالتحقيق بنحو مبسوط في المستقبل، كما سنبرهن على أنّه غير البرهان المعروف ببرهان « النظم في عالم الوجود ».

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559