الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة

الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة0%

الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 199

الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة

مؤلف: الشيخ البهائي
تصنيف:

الصفحات: 199
المشاهدات: 56757
تحميل: 3069

توضيحات:

الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 199 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56757 / تحميل: 3069
الحجم الحجم الحجم
الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة

الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة

مؤلف:
العربية

١
٢

٣
٤

٥
٦

٧
٨

٩
١٠

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل بريّته محمد ، وآله الطيّبين المعصومين ، واللعن على أعدائهم أجمعين.

وبعد :

لايختلف اثنان أنّ من أقسام المناجاة بين العبيد وخالقهم ـ وهي المناجاة الحقّة ـ الدعاء ، وقد أثبت علماء الأخلاق والعرفان له مراتب.

منها : أن يصدر من اللّسان ، ويكون القلب ساهياً غير ملتفت إلى ما يصدرمن كلام.

ومعه ، فإن الله لايستجيب الدعاء من قلب لاه(1) .

ومنها : أن يصدر من القلب واللسان معاً ، ومعه تنصهر الروح في حالة لا يعلمها إلآ من كابد الشوق ، كما قيل ، فيكون هناك شعور بحالة من الطمأنينة ، ويرى الداعي نفسه عزيزاً ، يطلب من خالقه الكريم ما يشاء.

نعم ، عزيزٌ ، ولِمَ لا؟ وخالقه كريم ، رحيم ، عطوف.

نعم ، عزيزٌ ، ولِمَ لا؟ أليس هو القائل :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (2) .

نعم ، وهو القائل :( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) (3) .

________________________

(1) اُنظر : مستدرك الوسائل 5 : 190 ب 5 ، استحباب الإقبال بالقلب حالة الدعاء.

(2) غافر ، مكية ، 60 : 40.

(3) البقرة ، مدنية ، 2 : 186.

١١

نعم ، هو قريب ، ولكن بشرط( فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي ) .

إذن ، إذا دعا الله تبارك وتعالى بنيّة صادقة ، وقلب مخلص ، استجيب له ، ولكن بعد وفائه بعهد الله عزّوجلّ.

ولكن ، إذا دعا الله عزّوجلّ لغير نية وإخلاص لم يستجب له أليس يقول الله تعالى :( أَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) ؟!

نعم ، أوفوا ، يوفّ إليكم(1) .

ومن أصدق من الله عهداً ووعداً.

فالعبودية المطلقة لله موجبة للقرب منه ، والقرب منه موجب لاجابته ، وقد أطلق الإجابة والدعاء.

فكلّ دعاء مستجاب للمتقرّب مع توفّر الموجب والمصلحة.

نعم ( اُجِيبُ ) ، ولكن إذا دعاني مؤمناً بي ، ولم يشرك بي ، وأخلص في الدعاء.

والشرك أنواع ، وفي الدعاء أشدّه وأخفاه ، ومنها الشرك في الأسباب ، والبحث طويل.

هذا ،

وللدعاء شروط ـ ولسنا في مقام التفصيل ـ منها أن يكون باُسلوب لائق بعظمة الخالق البارئ المنعم لفظاً وحالةً.

أما الثاني : كالتذلّل والتصاغر ، والاعتراف بالتقصير ، وعدم الاستحقاق لشيء ، وإنّما هو في حالة طلب استنزال رحمته تعالى واستدرار عطفه ظاناً أن حاجته بالباب.

وبعد كل هذا وذاك ، فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإنّ العطيّة على قدر النيّة ، وربّما اُخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء

________________________

(1) اُنظر : مستدرك الوسائل 5 : 188 ب 14 ، استحباب حسن النية وحسن الظنّ بالإجابة.

١٢

الآمل(1) .

وأمّا الأول ـ فمن أوْلى من أولياء الله في الأخذ منهم ألفاظه وجواهره.

وسابقاً قيل : إذا خرجت الموعظة من القلب دخلت القلب ، وإذاخرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان.

إذن :

أليس من الحَريّ بنا أن نأخذه ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً!!

أليس من الحريّ بنا أن نأخذه ممّن كلامهم نور وأمرهم رشد ووصيّتهم التقوى.

أليس من الحريّ بنا أن نأخذ الدعاء ممّن :

......... قولهم وحديثهم

روى جدّنا عن جبرئيل عن الباري

أليس من الحريّ بنا أن نأخذ الدعاء من أهل بيت يتّصفون بالصفات قبل الأمر بها!!

أليس من الحريّ بنا أن نأخذ الدعاء ممّن جعلهم الله الوسيلة إليه!!

نعم.

أليس من الحريّ بنا أن نأخذ المناجاة ممن لقّبه أعداؤه قبل محبّيه بـ ـ « زين العابدين » و « سيّد الساجدين »!!

أليس من الحريّ بنا أن نأخذ اُصول الدعاء وفروعه وآدابه وألفاظه منالذي يجمع المؤرّخون على أنّه كان أعبد أهل زمانه ، وأشخصهم ، ومن كان له قصب السبق في هذا المضمار لايجاريه أحد!!!

أليس من الحريّ بنا أن نأخذه ممن لم يُنقل عن أحد ما نقل عنه ، من عبادة وزهد حقيقيّين!!

أليس من الحريّ بنا أن نأخذه ممّن لم يُنقل عن أحد ما نقل عنه من

________________________

(1) اُنظر مستدرك الوسائل 5 : 192 ب 17 ، تحريم القنوط وإن تأخّرت الاجابة.

١٣

خلق رفيع!! ولم ينقل ولم ولم ولم وهلمّ جرّاً!!

كيف لا ، وهو إلامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الرابع من أئمة أهل البيتعليه‌السلام وخلفاء النبي في إمامة المسلمين.

إ ليك بعض أقوال معاصريه مثل ابن عيينة ، ومصعب الزبيري ، والزهري ، وموسى بن طريف ، وهشام بن عروة ، والأعرج ، وابن المسيّب ، ويحيى بن سعيد ، ملخصاً :

« ما رأيت أحداً كان أفقه من علي بن الحسين ، لكنّه قليل الحديث ، وكان من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم طاعة »(1) .

« ما رأيت هاشمياً أفضل منه »(2) .

« ما رأيت أورع منه »(3) .

« كان أفضل هاشمي أدركته »(4) .

« كان أقصد أهل بيته ، وأحسنهم طاعة »(5) .

« كان من أورع الناس وأعبدهم ، وأتقاهم لله عزَّ وجلَّ »(6) .

وأمَّا ما ينقل من مكارم سيرته فلا يحصى ، وإليك منها نماذج :

يقول ابن عيينة : « حجَّ علي بن الحسين ، فلمَّا أحرم واستوت به راحلته ، اصفَّر لونه ، وانتفض ، ووقع عليه الرعدة ، ولم يستطع أن يلبّي.

فقيل له : ما لك لا تلبّي؟!

فقال : ( أخشى أن أقول : لبّيك ، فيقال لي : لا لبيك!! ).

فقيل له : لابُدّ من هذا.

________________________

(1) تذكرة الحفّاظ 1 : 75.

(2) تذكرة الحفّاظ : 1 : 75.

(3) تذكرة الحفّاظ 1 : 76.

(4) الطبقات الكبرى 5 : 214.

(5) الطبقات الكبرى 5 : 215.

(6) البداية والنهاية 5 : 104.

١٤

فلما لبّى غشي عليه ، وسقط عن راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجّه » ،(1) .

وموسى بن طريف يحكي : « استطال رجل على علي بن الحسين ، فأغضى عنه ، فقال له : إيّاك أعني. فقال : ( وعنك أُغضي ) »(2) .

وهذا هشام بن عروة ينقل : « كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكّة ، ويرجع ، لا يقرعها »(3) .

وأمّا عبادته :

فيحكي الحنبلي ما لفظه : سمي زين العابدين لفرط عبادته(4) .

ويصف مالك عبادته بقوله : « بلغني أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات ، وكان يسمى زين العابدين »(5) .

وهذا عبدالله بن أبي سليمان يقول : « كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ، ولا يخط بيده ، قال : وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة ، فقيل له : مالك؟

فقال : ( ما تدرون بين يدي من أقوم ، ومن اناجي!! ) »(6) .

وروى ابن العماد الحنبلي عن الإمام السجاد هذه الرواية ، التي تدل على عظمة عبادته ورفعتها وهي : ( إنّ لله عباداً عبدوه رهبة ، فتلك عبادة العبيد؟ وآخرين عبدوه رغبة ، فتلك عبادة التجار؟ واخرين عبدوه شكراً ، فتلك عبادة الأحرار )(7) .

هذا أبو نعيم صاحب الحلية يصف الإمام بقوله : « زين العابدين ،

________________________

(1) تهذيب التهذيب 7 : 268.

(2) تهذيب التهذيب 7 : 268.

(3) سيرأعلام النبلاء 4 : 388.

(4) شذرات الذهب 1 : 104.

(5) تذكرة االحفّاظ 1 : 75.

(6) الطبقات الكبرى 5 : 216.

(7) شذرات الذهب 1 : 104.

١٥

ومنار المتقين ، كان عابدا وفياً ، وجواداً حفياً ، كان إذا فرغ من وضوئه للصلاة ، وصار بين وضوئه وصلاته ، أخذته رعدة ، ونفضته ، فقيل له في ذلك.

فقال : ( ويحكم ، أتدرون إلى من أقوم؟ ومن اُريد اُناجي؟!! ) »(1) .

وهذا قول ابن الجوزي في كتابه : « كان ـ علي بن الحسين ـ لايحب أن يعينه أحد على طهوره ، وكان يستقي الماء لطهوره ، ويخمِّره قبل أن ينام ، فإذا قام من الليل بدأ ـ بالسواك ، ثم يتوضأ ، ثم يأخذ في صلاته »(2) .

وكان الزهري إذا ذكر الإمام يبكي ويقول : « زين العابدين!! »(3) .

هذا غيض من فيض ، ومن هنا نعلم سر ما في هذه الأدعية التي رويت عنهعليه‌السلام من التأثير في النفوس ، والنفوذ إلى العقول ، والسموّ بالروح البشرية إلى العلا.

إنَّها الواقعية ، إنَّها الترجمة اللفظية الحقيقية لما يريده الباري عزَّ وجلَّ من الإنسان في سيره التكاملي ، هذا دعاء مكارم الأخلاق ، هذا دعاؤه لأبويه ، هذا دعاؤه ، هذا دعاؤه ، هذا ، هذا ، هذا

ومن هنا نعلم سر تسميتها بإنجيل أهل البيت ، وبزبور آل محمد(4) عليهم‌السلام .

من نُقل عنه ما نقل عن الإمام من الدعاء ـ من معاصريه من الزهّاد والفقهاء وغيرهم ـ بلاغة ، ومعنوية ، وتأثيراً في النفوس؟.

ما ذاك إلَّا للزهد الواقعي ، والطهارة الواقعية ، والتقوى لله في السر والعلن واقعاً ، و و و.

والحاصل : أنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم ، وأفقههم ، وأورعهم ، وأعبدهم ، وأكرمهم ، وأحلمهم ، وأصبرهم ، وأفصحهم ، وأحسنهم أخلاقاً ،

________________________

(1) حلية الأولياء 3 : 133 / 229.

(2) صفوة الصفوة 2 : 95.

(3) حلية الأولياء 3 : 133.

(4) أول من أسماها بهما هو ابن شهر آشوب المتوفى سنة585 في « معالم العلماء » في ترجمة متوكل بن عمير ، ويحيى بن علي بن محمد الحسيني.

١٦

وأكثرهم صدقة ، وأرأفهم بالفقراء ، وأنصحهم للمسلمين(1) ، وغير ذلك مما لا يحيط به قلم ، ولا تصور ، هذا عملاً وسيرة.

أما قولاً فاليك الصحيفة ، زبور آل محمد وإنجيلهم ، وكفى بها.

يقول سيّد الأعيان في وصفها :

ا لصحيفة الكاملة في الأدعية ، تحتوي على واحد وستين دعاءاً ، في فنون الخير ، وأنواع العبادة ، وطلب السعادة ، وتعاليم العباد ، كيف يلجؤون إلى ربهم في الشدائد والمهمات ، ويطلبون منه حوائجهم ، ويعملون بقوله تعالى :( ادعوني أستجب لكم ) (2) ، من التحميد لله تعالى ، والثناء عليه ، والشكر له ، والتذلل بين يديه ، واللجوء إليه ، والتضرع والاستكانة له ، والإلحاح عليه ، وغير ذلك من فنون الدعاء ، وأفانين المناجاة.

وبلاغة ألفاظها ، وفصاحتها التي لا تبارى ، وعلوّ مضامينها ، وما فيها من أنواع التذلل لله تعالى ، والثناء عليه ، والأساليب العجيبة في طلب عفوه ، وكرمه ، والتوسل إليه ، أقوى شاهد على صحة نسبتها ، وأنَّ هذا الدّر من ذلك البحر ، وهذا الجوهر من ذلك المعدن ، وهذا الثمر من ذلك الشجر ، مضافاً إلى اشتهارها شهرة لاتقبل الريب ، وتعدد أسانيدها المتصلة إلى منشئها صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين ، فقد رواها الثقات بأسانيدهم المتعدّدة المتصلة إلى الامام زين العابدينعليه‌السلام .

وقد كانت منها نسخة عند زيد الشهيدرحمه‌الله ، ثم انتقلت إلى أولاده ، وإلى أولاد عبدالله بن الحسين المثنى ، كما هو مذكور في أولها مضافاً إلى ما كان عند الامام الباقرعليه‌السلام من نسختها(3) .

هذا وقد اعتنى بها العلماء خاصة ، والناس عامة ، أتم اعتناء ، روايةً وضبطاً لألفاظها ، ونسخها ، وواظبوا على الدعاء بأدعيتها ليل نهار ، وبالعشي

________________________

(1) أعيان الشيعة 1 : 630.

(2) غافر ، مكية ، 40 : 60.

(3) أعيان الشيعة 1 : 638.

١٧

والأبكار ، والغدوات والأسحار ، والتضرع إليه تعالى ، وطلب الحوائج منه ، والمغفرة ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار(1) .

أما شروحها فقد بلغت عناية العلماء بها حداً كبيراً حتى عدّ شيخ الذريعةقدس‌سره ما يقرب من الخمسين(2) شرحاً باللغتين العربية والفارسية ، منها المختصر والذي هو بنحو التعليق ، ومنها المطول والموسّع.

ومنها ماهو مختصّ بجانب واحد ، مثل : الجانب العرفاني الأخلاقي ، أو الجانب الأخلاقي ، أو الجانب اللغوي ألبلاغي ، أو الجانب العلمي.

ومنها ماهو جامع بين الاختصار والكمال ، لاحتوائه على أغلب الفنون المتعلّقة بالدعاء المشروح ، مثل « رياض السالكين » للسيّد علي خان المدني.

ومنها شرحنا هذا الذي نقدّمه إليك عزيزي القارئ ، ألا وهو :

________________________

(1) أعيان الشيعة 1 : 638.

(2) الذريعة 13 : 345.

١٨

حَدآئِق الصَّالِحين َ

من الشروح الموسعة على الصحيفة المقدسة شرح الشيخ البهائي المسمى بحدائق الصالحين إسماً للمجموع وسمى كلّ دعاء بأسم ، فهناك الحديقة الأخلاقية ، والحديقة الصومية ، والتحمدية

والحديقة الهلالية ، وهي ما نقدمه الآن ، والتي عثرنا عليها من مجموع هذا الشرح.

يذهب بعض أصحاب الفنّ إلى أن الشيخ البهائي لم يتم شرحه هذا لجميع أدعية الصحيفة ، وإنَّما الذي خرج إلى البياض وأتمه هو فقط الحديقة الهلالية.

والظاهر أنَّ الأمر ليس كذلك ، إذ هوقدس‌سره يحيل إلى شروح الأدعية المتقدمة بما يدلّ على أنَّه أتمّها ، حتى أنَّه ينقل عبارات تامة من تلكم الشروح فمثلاً قوله ص 19 :

وقد قدَّمنا في فواتح هذا الشرح كلاماً مبسوطاً في هذا الباب وذكرنا ما قيل فيه من الجانبين.

وقوله ص 47 :

والمباحث المتعلّقة بالصلاة على النبي وإيراد ما يرد على أنَّ آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقيقة هم الأئمة المعصومون سلام الله عليهم قد مرَّ الكلام فيها في الفواتح ، فلا معنى لإعادته.

و قوله ص 50 ، وهوأصرح من جميع ما تقدم :

وقد قدمنا في الحديقة الأخلاقية ، من شرحنا هذا ، وهي الحديقة العشرون ، في شرح دعائهعليه‌السلام في مكارم الأخلاق ، كلاماً ، وقلنا هناك : إنَّه لايحصل إلَّا من التام منها إلّا بإخراج إلى آخره.

١٩

فهذا إن دلَّ على شيء فإنَّه يدل على أنَّه لا أقلَّ كتب شروح بعض الأدعية ولكن لم تصل إلينا ، وإلّا فما معنى نقله لما قدمه هناك.

نرجو العلي القدير أن يوفقنا للعثورعلى بقية هذا الشرح القيّم انه سميع مجيب.

وأمَّا الشرح فهو غني عن التعريف لما سوف تلمسه فيه مما أبدع فيه المؤلف من تطعيمه بشتى البحوث الفلسفية والطبيعية ، والكلامية ، وبحوث الهيئةوالنجوم ، وغيرها.

ولا غرابة فالمؤلف هو من عكف على آرائه الرياضية والنجومية علماء الشرق والغرب ، ولا زالوا ولم يتمكنوا من الوصول إلى حل قسم من مسائله.

ونظرا لأهمّيّة الكتاب فقد اعتمده جمع ممّن تأخر عنه ، منهم صاحب الرياض في شرحه للدعاء الثالث والأربعين من رياضه المتقدم.

ومنهم شيخ الإسلام العلّامة المجلسي كأحد مصادر كتابه « بحار الأنوار » وأورد أغلبه فيه ، اُنظر بحار الأنوار 58 / 178 ـ 199 و 291 ـ 293.

* * *

٢٠