المزار الكبير

المزار الكبير0%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير

مؤلف: الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف:

ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702
المشاهدات: 165911
تحميل: 4323

توضيحات:

المزار الكبير
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165911 / تحميل: 4323
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: 964-92002-0-7
العربية

أمرهم ، فأمات بسيفك من عاندك ، فشفي وهوى ، وأحيا بحجتك منسعد فهدى ، صلوات الله عليك غادية ورائحة ، وعاكفة وذاهبة ، فمايحيط المادح وصفك ، ولا يحبط الطاعن فضلك.

أنت أحسن الخلق عبادة ، وأخلصهم زهادة ، وأذبهم عن الدين ،أقمت حدود الله بجهدك ، وفللت عساكر المارقين بسيفك ، تخمد(1) لهبالحروب ببنانك(2) ، وتهتك ستور الشبه ببيانك ، وتكشف لبس الباطل عنصريح الحق ، لا تأخذك في الله لومة لائم.

وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظالواصفين ، قال الله تعالى :( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللهعليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) (3) .

ولما رأيت قد قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين ، وصدقكرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعده ، فأوفيت بعهده ، قلت : اما آن أنتخضب هذه من هذه ، أم متى يبعث أشقاها ، واثقا بأنك على بينة منربك وبصيرة من امرك ، قادما على الله ، مستبشرا ببيعك الذي بايعته به ،وذلك هو الفوز العظيم.

اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك ،

__________________

(1) خمدت النار : سكن لهبها.

(2) البنان : الإصبع.

(3) الأحزاب : 23.

٢٨١

واصلهم حر نارك ، والعن من غصب وليك حقه ، وأنكر عهده ، وجحدهبعد اليقين ، والاقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين.

اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن قتلته ، وأشياعهم وأنصارهم ،اللهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوه وناصريه ،والراضين بقتله وخاذليه ، لعنا وبيلا.

اللهم العن أول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم ، اللهمخص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن إلى يومالدين.

اللهم صل على محمد خاتم النبيين ، وسيد المرسلين(1) وآله الطاهرين، واجعلنا بهم متمسكين ، وبموالاتهم من الفائزين الآمنين ،الذين لاخوف عليهم ولا يحزنون ، انك حميد مجيد.

13 ـ الزيارة المختصة بيوم الغدير(2) :

روى جابر الجعفي قال أبو جعفرعليه‌السلام : مضى أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام إلى مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام فوقف ثم بكى وقال :

السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده ، السلام

__________________

(1) في بعض الصادر : وعلى علي سيد الوصيين.

(2) لا دليل على اختصاص هذه الزيارة بيوم الغدير ، ويؤيده عدها في كتب المزار بعنوانالزيارات المطلقة.

٢٨٢

عليك يا أمير المؤمنين

اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده ، وعملت بكتابه ، واتبعتسنن نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى دعاك الله إلى جواره ، وقبضك إليهباختياره ، والزم أعداءك الحجة ، مع ما لك من الحجج البالغة على جميعخلقه.

اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك ، راضية بقضائك ، مولعة(1) بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة(2) أوليائك ، محبوبة في ارضك وسمائك ،صابرة على نزول بلائك ، [ شاكرة لفواضل نعمائك ، ذاكرة لسوابغآلائك ](3) ، مشتاقة إلى فرحة لقائك ، متزودة التقوى ليوم جزائك ، مستنةبسنن أوليائك ، مفارقة لأخلاق أعدائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدكوثنائك.

ثم وضع خده على قبره ، وقال :

اللهم ان قلوب المخبتين إليك والهة(4) ، وسبل الراغبين إليكشارعة ، واعلام القاصدين إليك واضحة ، وأفئدة العارفين منك فازعة ،وأصوات الداعين إليك صاعدة ، وأبواب الإجابة لهم مفتحة.

__________________

(1) المولعة : المتعلقة.

(2) الصفوة : الخالصة.

(3) زيادة من سائر المصادر.

(4) المخبتين : الخاشعين ، والهة : متحيرة من شدة الوجد.

٢٨٣

ودعوة من ناجاك مستجابة ، وتوبة من أناب إليك مقبولة ، وعبرةمن بكى من خوفك مرحومة ، والإغاثة لمن استغاث بك موجودة ،والإعانة لمن استعان بك مبذولة ، وعداتك(1) لعبادك منجزة.

وزلل من استقالك(2) مقالة ، واعمال العاملين لديك محفوظة ،وأرزاقك إلى الخلائق(3) من لدنك نازلة ، وعوائد المزيد إليهم واصلة ،وذنوب المستغفرين مغفورة ، وحوائج خلقك عندك مقضية ، وجوائزالسائلين عندك موفرة ، وعوائد المزيد متواترة(4) ، وموائد المستطعمينمعدة ، ومناهل الظماء(5) مترعة(6) .

اللهم فاستجب دعائي ، واقبل ثنائي ،(7) واجمع بيني وبين أوليائيبحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، انك ولي نعمائي ،ومنتهى مناي ، وغاية رجائي في منقلبي ومثواي.

قال الباقرعليه‌السلام : ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(1) عداتك : وعودك.

(2) استقالك : طلب صفحك.

(3) ارزاق الخلائق ( خ ل ).

(4) متواترة : متتابعة.

(5) زيادة : لديك ( خ ل ).

(6) اترعه : ملاه.

(7) زيادة : وأعطني جزائي ( خ ل ).

٢٨٤

الا وقع في درج(1) من نور ، وطبع عليه بطابع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يسلم إلىالقائمعليه‌السلام ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله(2) .

__________________

(1) الدرج ـ بالفتح ـ الذي يكتب فيه.

(2) رواه ابن قولويه في الكامل : 92 ، باسناده عن أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي بنموسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن السجادعليه‌السلام ، عنه البحار 100 : 264.

أورد بهذا اللفظ وبغيره : الشيخ في مصباحه : 682 برواية جابر الجعفي عن الباقر عليه‌السلام ، والسيد في مصباحه : 583 ، والشهيد في مزاره : 95 ، والكفعمي في مصباحه : 480 وفيالبلد الأمين : 495 جميعا عن الباقر ، عن أبيه عليهما‌السلام .

ذكره السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس في فرحة الغري : 40 ، باسناده عن محمد بنمحمد الطوسي ، عن والده ، عن السيد فضل الله العلوي ، عن ذي الفقار بن معبد ، عن الشيخ ، عنالمفيد ، عن محمد بن أحمد القمي ، عن محمد بن علي بن الفضل الكوفي ، عن محمد بن روحالقزويني ، عن أبي القاسم النقاش بقزوين ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه سيف ، عنجابر الجعفي ، عن الباقر ، عن أبيه عليهما‌السلام .

ورواه أيضا مع اختلاف في فرحة الغري : 43 عن علي بن بلال المهلبي ، عن أحمد بن عليابن مهدي الرقي ، عن أبيه ، عن علي بن موسى عليهما‌السلام ، مثله ثم قال : وذكر ابن أبي قرة في مزارهعن محمد بن عبد الله ، عن إسحاق بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن علي بن سيف بن عميرة ،عن أبيه ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر عليه‌السلام .

ذكره السيد ابن طاووس في الاقبال 2 : 273 كما في فرحة الغري ، باسناده عن كتاب المسرةمن كتاب مزار ابن أبي قرة ، عن جماعة إليه ، رواه عن محمد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسن بنيوسف بن عميرة ، عن أبيه ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام ، عنأبيه علي بن الحسين عليهما‌السلام .

أقول : قال السيد في الاقبال بعد ذكر الدعاء : ( وقد زاره مولانا الصادق عليه‌السلام بنحو هذهالألفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوف الإطالة ) ، وقريب منه ما ذكره السيد عبد الكريم بن أحمدابن طاووس في فرحة الغري.

٢٨٥

فاما صلاة يوم الغدير والدعاء :

فإنه ينبغي ان يغتسل أولا يوم الغدير ، فإذا قرب من الزوال وبقيبينه وبين الزوال نصف ساعة صلى ركعتين ، يقرأ في كل واحدة منهماعشر مرات :( قل هو الله أحد ) بعد الحمد ، وعشر مرات :( انا أنزلناهفي ليلة القدر ) ، وعشر مرات آية الكرسي.

فإذا سلم عقب بما أراد من تسبيح الزهراءعليها‌السلام وغير ذلك منالدعاء ، ثم تقول :

ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فآمنا ، ربنافاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وأتنا ما وعدتناعلى رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد.

اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا ، واشهد ملائكتك وأنبياءكوحملة عرشك وسكان سماواتك وارضيك ، بأنك أنت الله لا إله إلا أنتالمعبود فلا يعبد سواك ، فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا ،وأشهد أن محمدا عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واشهد انأمير المؤمنين عبدك ومولانا.

ربنا سمعنا واجبنا وصدقنا المنادي رسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ نادى بنداء عنك ، بالذي امرته ان يبلغ ما أنزلت إليه ، من ولاية وليامرك ، وحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ما امرته ان تسخط عليه ، ولما بلغ

٢٨٦

رسالاتك(1) عصمته من الناس ، فنادى مبلغا عنك : الا من كنت مولاهفعلي مولاه ومن كنت وليه فعلي وليه ، ومن كنت نبيه فعلي اميره.

ربنا قد أجبنا داعيك النذير محمدا عبدك ورسولك إلى الهاديالمهدي ، عبدك الذي أنعمت عليه ، وجعلته مثلا لبني إسرائيل ، عليأمير المؤمنين ومولاهم ووليهم ، ربنا واتبعنا مولانا وولينا وهاديناوداعينا ، وداعي الأنام وصراطك المستقيم وحجتك البيضاء ،وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه ، وسبحان الله عمايشركون.

واشهد انه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين ، الذي ذكرته فيكتابك فإنك قلت وقولك الحق :( وانه في أم الكتاب لدينا لعليحكيم ) (2) .

اللهم فانا نشهد بأنه عبدك والهادي من بعد نبيك ، النذير المنذر ،وصراطك المستقيم ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ،وحجتك البالغة ، ولسانك المعبر عنك في خلقك ، وانه القائم بالقسطفي بريتك ، وديان دينك ، وخازن علمك ، وأمينك المأمون ، المأخوذميثاقه وميثاق رسولكعليهما‌السلام من جميع خلقك وبريتك ، شاهدابالاخلاص لك والوحدانية.

__________________

(1) رسالتك ( خ ل ).

(2) الزخرف : 43.

٢٨٧

بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، وانعليا أمير المؤمنين جعلته وليك ، والاقرار بولايته تمام وحدانيتكوكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك من بريتك ، فقلتوقولك الحق :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتيورضيت لكم الاسلام دينا ) (1) .

فلك الحمد بموالاته واتمام نعمتك علينا ، بالذي جددت منعهدك وميثاقك ، وذكرتنا ذلك ، وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديقبميثاقك ومن أهل الوفاء بذلك ، ولم تجعلنا من اتباع المغيرينوالمبدلين ، والمنحرفين(2) والمبتكين اذان الانعام ، والمغيرين خلقالله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، وصدهمعن السبيل والصراط المستقيم.

اللهم العن الجاحدين والناكثين ، والمغيرين والمكذبين بيومالدين من الأولين والآخرين ، اللهم فلك الحمد على انعامك علينابالهدى الذي هديتنا به إلى ولاة امرك من بعد نبيك ، الأئمة الهداةالراشدين ، واعلام الهدى ، ومنار القلوب والتقوى والعروة الوثقى ،وكمال دينك وتمام نعمتك ، ومن بهم وبموالاتهم رضيت لنا الاسلامديناً.

__________________

(1) المائدة : 3.

(2) المحرفين ( خ ل ).

٢٨٨

ربنا فلك الحمد ، امنا وصدقنا بمنك علينا بالرسول النذير المنذروالينا وليهم ، وعادينا عدوهم ، وبرئنا من الجاحدين والمكذبين بيومالدين ، اللهم فكما كان ذلك من شأنك يا صادق الوعد ، يا من لا يخلفالميعاد ، يا هو كل يوم في شأن إذ أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك ،المسؤول عنهم عبادك ، فإنك قلت :( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) (1) ،وقلت وقولك الحق :( وقفوهم انهم مسؤولون ) (2) .

ومننت علينا بشهادة الاخلاص وبولاية أوليائك الهداة بعد النذيرالمنذر السراج المنير ، وأكملت لنا بهم الدين ، وأتممت علينا النعمة ،وجددت لنا عهدك ، وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في ابتداء خلقك إيانا ،وجعلتنا من أهل الإجابة ولم تنسنا ذكرك ، فإنك قلت :( وإذ اخذ ربكمن بنى ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكمقالوا بلى ) (3) .

شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا ، ومحمدعبدك ورسولك نبينا ، وعلي أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت به علينا ،وجعلته اية لنبيكعليه‌السلام ، وآيتك الكبرى ، والنبأ العظيم ، الذيهم فيه مختلفون ، وعنه مسؤولون.

__________________

(1) التكاثر : 6.

(2) الصافات : 24.

(3) الأعراف : 172.

٢٨٩

اللهم فكما كان من شأنك ان أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهمفليكن من شأنك ان تصلي على محمد وال محمد وان تبارك لنا فييومنا هذا الذي أكرمتنا به ، وذكرتنا فيه عهدك وميثاقك ، وأكملت ديننا ،وأتممت علينا نعمتك ، وجعلتنا بمنك من أهل الإجابة والبراءة منأعدائك وأعداء أوليائك ، المكذبين بيوم الدين.

فاسالك يا رب تمام ما أنعمت به ، وان تجعلنا من الموفين(1) ،ولا تلحقنا بالمكذبين ، واجعل لنا قدم صدق مع المتقين ، واجعل لنا منالمتقين إماما ، يوم تدعو كل أناس بإمامهم ، واحشرنا في زمرة أهل بيتنبيك الأئمة الصادقين ، واجعلنا من البرآء من الذين هم دعاة إلى النار ،ويوم القيامة هم من المقبوحين ، وأحينا على ذلك ما أحييتنا ، واجعللنا مع الرسول سبيلا ، واجعل لنا قدم صدق في الهجرة إليهم.

واجعل محيانا خير المحيا ، ومماتنا خير الممات ، ومنقلبنا خيرالمنقلب ، على موالاة أوليائك ومعاداة أعدائك ، حتى تتوفانا وأنت عناراض ، قد أوجبت لنا جنتك برحمتك ، والمثوى في جوارك في دارالمقامة من فضلك ، لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ، ربنا اغفرلنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وأتنا ما وعدتنا علىرسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد.

اللهم واحشرنا مع الأئمة الهداة من ال رسولك ، نؤمن بسرهم

__________________

(1) المصدقين ( خ ل ).

٢٩٠

وعلانيتهم ، وشاهدهم وغائبهم ، اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلتهعندهم ، وبالذي فضلتهم به على العالمين جميعا ان تبارك لنا في يومناهذا الذي أكرمتنا فيه بالموافاة بعهدك الذي عهدته إلينا ، والميثاق الذيواثقتنا به من موالاة أوليائك والبراءة من أعدائك ان تتم علينا نعمتك ،ولا تجعله مستودعا واجعله مستقرا ولا تسلبناه ابدا ، ولا تجعلهمستعارا ، وارزقنا مرافقة وليك الهادي المهدي إلى الهدى ، وتحتلوائه وفي زمرته ، شهداء صادقين على بصيرة من دينك ، انك على كلشئ قدير(1) .

14 ـ زيارة جامعة لسائر الأئمة صلوات الله عليهم ، والقول فيمبتدأ الامر في الزيارة إلى آخرها وردت عن الصادقينعليهم‌السلام .

إذا أردت زيارة قبور الأئمةعليهم‌السلام فليكن من قولك عند العقد علىالعزم والنية :

اللهم صل عزمي بالتحقيق ، ونيتي بالتوفيق ، ورجائي بالتصديق ،وتول أمري ولا تكلني إلى نفسي ، وأحل عقدة الحيرة والتخلف(2) عنحضور المشاهد المقدسة.

__________________

(1) رواه في الاقبال 2 : 282 ، عنه البحار 98 : 302 ، رواه مع اختلاف في التهذيب 3 : 143 ،مصباح المتهجد 2 : 691.

(2) عقدة الخيرة ( خ ل ) ، أتخلف ( خ ل ).

٢٩١

وصل ركعتين قبل خروجك وقل بعقبهما :

اللهم إني استودعك ديني ونفسي وجميع حزانتي ، اللهم أنتالصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل والمال والولد ، اللهم إني أعوذبك من سوء الصحبة واخفاق الأوبة(1) ، اللهم سهل لنا حزن ما نتغول(2) عليه ، ويسر علينا مستغزر(3) ما نروح ونغدو له ، انك على كل شئقدير.

فإذا سلكت طريقك فليكن همك ما سلكت له ، ولتقلل من حالتغص منك ولتحسن الصحبة لمن صحبك ، وأكثر من الثناء على اللهتعالى ذكره والصلاة على رسوله.

فإذا أردت الغسل للزيارة فقل وأنت تغتسل :

بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، اللهماغسل عني درن الذنوب ووسخ العيوب ، وطهرني بماء التوبة ،وألبسني رداء العصمة ، وأيدني بلطف منك توفقني لصالح الأعمال ،انك ذو الفضل العظيم.

فإذا دنوت من باب المشهد فقل :

الحمد لله الذي وفقني لقصد وليه ، وزيارة حجته ، وأوردني

__________________

(1) اخفاق الأوبة : طلب حاجة فاخفق ، اي لم يدركها.

(2) المغاولة : المبادرة في السير.

(3) المستغزر : الذي يطلب أكثر مما يعطي.

٢٩٢

حرمه ولم يبخسني(1) حظي من زيارة قبره والنزول بعقوة(2) مغيبهوساحة تربته ، الحمد لله الذي لم يسمني بحرمان ما أملته ، ولا صرفعزمي عما رجوته ، ولا قطع رجائي مما توقعته ، بل البسني عافيتهوأفادني نعمته واتاني كرامته.

فإذا دخلت المشهد فقف على الضريح الطاهر وقل :

السلام عليكم أئمة المؤمنين وسادة المتقين وكبراء الصديقينوامراء الصالحين وقادة المحسنين واعلام المهتدين وأنوار العارفين ،وورثة الأنبياء وصفوة الأوصياء ، وشموس الأتقياء وبدور الخلفاء ،وعباد الرحمان وشركاء القران ، ومنهج الايمان ومعادن الحقائقوشفعاء الخلائق ، ورحمة الله وبركاته.

اشهد انكم أبواب الله ومفاتيح رحمته ، ومقاليد مغفرته ،وسحائب رضوانه ، ومصابيح جنانه ، وحملة قرآنه ، وخزنة علمه ،وحفظة سره ، ومهبط وحيه ، وأمانات النبوة ، وودائع الرسالة.

أنتم أمناء الله وأحباؤه ، وعباده وأسخياؤه ، وأنصار توحيده ، وأركان تمجيده ، ودعاته إلى دينه ، وحرسة خلائقه ، وحفظة شرائعه.

لا يسبقكم ثناء الملائكة في الاخلاص والخشوع ، ولا يضادكمذو ابتهال وخضوع ، انى ولكم القلوب التي تولى الله رياضتها بالخوف

__________________

(1) بخسه حقه ـ كمنعه ـ نقصه.

(2) العقوة : ما حول الدار والمحلة.

٢٩٣

والرجاء ، وجعلها أوعية الشكر والثناء ، وامنها من عوارض الغفلة ،وصفاها من شواغل الفترة ، بل يتقرب أهل السماء بحبكم وبالبراءة منأعدائكم ، وتواتر البكاء على مصابكم ، والاستغفار لشيعتكمومحبيكم.

فانا اشهد الله خالقي واشهد ملائكته وأنبيائه وأشهدكم يا مواليباني مؤمن بولايتكم ، معتقد لإمامتكم ، مقر بخلافتكم ، عارف بمنزلتكم ،مؤمن بعصمتكم ، خاضع لولايتكم ، متقرب إلى الله بحبكم وبالبراءةمن أعدائكم ، عالم بان الله قد طهركم من الفواحش ، ما ظهر منها ومابطن ، ومن كل ريبة ونجاسة ودنية ورجاسة ، ومنحكم راية الحق الذيمن تقدمها ذل ، ومن تأخر عنها زل ، وفرض طاعتكم على كل اسودوابيض.

واشهد انكم قد وفيتم بعهد الله وذمته ، وبكل ما اشترطه عليكمفي كتابه ، ودعوتم إلى سبيله ، وأنفدتم طاقتكم في مرضاته ، وحملتمالخلائق على منهاج النبوة ومسالك الرسالة ، وسرتم فيه بسيرة الأنبياء ،ومذاهب الأوصياء ، فلم يطع لكم أمر ولم تصغ إليكم اذن ، فصلواتالله على أرواحكم وأجسادكم.

ثم تنكب على القبر وتقول :

بابي أنت وأمي يا حجة الله لقد أرضعت بثدي الايمان ، وفطمتبنور الاسلام ، وغذيت ببرد اليقين ، وألبست حلل العصمة ، واصطفيت

٢٩٤

وورثت علم الكتاب ، ولقنت فصل الخطاب ، وأوضح بمكانك معارفالتنزيل ، وغوامض التأويل ، وسلمت إليك راية الحق ، وكلفت هدايةالخلق ، ونبذ إليك عهد الإمامة ، وألزمت حفظ الشريعة.

واشهد يا مولاي انك وفيت بشرائط الوصية ، وقضيت ما الزمكمن فرض الطاعة ، ونهضت بأعباء الإمامة ، واحتذيت مثال النبوة فيالصبر والاجتهاد ، والنصيحة للعباد وكظم الغيظ ، والعفو عن الناس ،وعزمت على العدل في البرية ، والنصفة في القضية ، ووكدت الحججعلى الأمة بالدلائل الصادقة والشواهد الناطقة ، ودعوت إلى اللهبالحكمة البالغة والموعظة.

فمنعت من تقويم الزيغ وسد الثلم(1) ، واصلاح الفاسد وكسرالمعاند ، واحياء السنن وإماتة البدع ، حتى فارقت الدنيا وأنت شهيد ،ولقيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت حميد صلوات الله عليكصلاة تترادف وتزيد.

ثم صر إلى عند الرجلين وقل :

يا سادتي يا آل رسول الله ، إني بكم أتقرب إلى الله جل وعلا ،بالخلاف على الذين غدروا بكم ، ونكثوا بيعتكم ، وجحدوا ولايتكم ،وأنكروا منزلتكم ، وخلعوا ربقة طاعتكم ، وهجروا أسباب مودتكم ،وتقربوا إلى فراعنتهم بالبراءة منكم ، والاعراض عنكم ، ومنعوكم من

__________________

(1) الثلمة ـ بالضم ـ فرجة المكسور والمهدوم ، والثلم ـ محركة ـ ان ينثلم حرف الوادي.

٢٩٥

إقامة الحدود ، واستئصال الجحود ، وشعب الصدع ، ولم الشعث ، وسدالخلل ، وتثقيف الأود(1) ، وإمضاء الأحكام ، وتهذيب الاسلام ، وقمعالآثام ، وأرهجوا عليكم نقع(2) الحروب والفتن ، وأنحوا عليكم سيوفالأحقاد(3) ، هتكوا منكم الستور ، وابتاعوا بخمسكم الخمور ، وصرفواصدقات المساكين إلى المضحكين والساخرين.

وذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة ، والحسدة البغاة ، أهل النكثوالغدر ، والخلاف والمكر ، والقلوب المنتنة من قذر الشرك ، والأجسادالمشحنة(4) من درن الكفر ، أضبوا على النفاق ، وأكبوا على علائقالشقاق(5) .

فلما مضى المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اختطفوا الغرة(6) ،وانتهزوا الفرصة ، وانتهكوا الحرمة ، وغادروه على فراش الوفاة ،وأسرعوا لنقض البيعة ، ومخالفة المواثيق المؤكدة ، وخيانة الأمانةالمعروضة على الجبال الراسية ، وأبت أن تحملها وحملها الانسان

__________________

(1) الثقاف : ما يقوم به الرماح ، يريد انه سوى عوج المسلمين.

(2) أرهج : اثار الغبار ، النقع : الغبار.

(3) أنحى عليه ضربا إذا أقبل ، وأنحى له السلاح ضربه بها.

(4) شحنه وأشحنه : ملاه.

(5) اضب فلانا : لزمه فلم يفارقه وعليه أمسك ، أكب عليه : إذا اقبل ولزم.

(6) العترة ( خ ل ) ، الاختطاف : استلاب الشئ واخذه بسرعة ، اي اغتنموا غفلة الناس واخذوها لتحصيل مرامهم.

٢٩٦

الظلوم الجهول ، ذو الشقاق والغرة ، بالآثام المؤلمة ، والانفة عن الانقيادلحميد العاقبة.

فحشر سفلة الأعراب ، وبقايا الأحزاب ، إلى دار النبوة والرسالة ،ومهبط الوحي والملائكة ، ومستقر سلطان الولاية ، ومعدن الوصيةوالخلافة والإمامة ، حتى نقضوا عهد المصطفى ، في أخيه علم الهدى ،والمبين طريق النجاة من طرق الردى.

وجرحوا كبد خير الورى ، في ظلم ابنته ، واضطهاد حبيبته ،واهتضام عزيزته ، وبضعة لحمه ، وفلذة كبده ، وخذلوا بعلها ، وصغرواقدره ، واستحلوا محارمه ، وقطعوا رحمه ، وأنكروا اخوته ، وهجروامودته ، ونقضوا طاعته ، وجحدوا ولايته ، وأطمعوا العبيد في خلافته.

وقادوه إلى بيعتهم ، مصلتة سيوفها(1) ، مشرعة(2) أسنتها ، وهو ساخطالقلب ، هائج الغضب ، شديد الصبر ، كاظم الغيظ ، يدعونه إلى بيعتهمالتي عم شومها الاسلام ، وزرعت في قلوب أهلها الآثام ، وعقت(3) سلمانها ، وطردت مقدادها ، ونفت جندبها ، وفتقت بطن عمارها ،وحرفت القرآن ، وبدلت الأحكام ، وغيرت المقام ، وأباحت الخمسللطلقاء ، وسلطت أولاد اللعناء على الفروج ، وخلطت الحلال بالحرام.

__________________

(1) أصلت السيف : جرده من غمده.

(2) مقذعة ( خ ل ) ، قذعه ـ كمنعه ـ رماه بالفحش وسوء القول وبالعصا ضربه ، وما فيالمتن هو الظاهر.

(3) عقت من العقوق خلاف البر ، ولعله في الأصل : عنفت من التعنيف.

٢٩٧

واستخف بالايمان والاسلام ، وهدمت الكعبة ، وأغارت على دارالهجرة يوم الحرة ، وأبرزت بنات المهاجرين والأنصار للنكالوالسوءة(1) ، وألبستهن ثوب العار والفضيحة ، ورخصت لأهل الشبهةفي قتل أهل بيت الصفوة وإبادة نسله ، واستيطال شافته ، وسبي حرمه ،وقتل أنصاره ، وكسر منبره ، وقلب مفخره ، وإخفاء دينه ، وقطع ذكره.

يا موالي فلو عاينكم المصطفى ، وسهام الأمة معرقة(2) في أكبادكم ،ورماحهم مشرعة(3) في نحوركم ، وسيوفها مولغة في دمائكم ، يشفيأبناء العواهر غليل الفسق من ورعكم ، وغيظ الكفر من إيمانكم.

وأنتم بين صريع في المحراب ، قد فلق السيف هامته ، وشهيد فوقالجنازة قد شكت أكفانه(4) بالسهام ، وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة(5) رأسه ، ومكبل في السجن قد رضت بالحديد أعضاؤه(6) ، ومسموم قدقطعت بجرع السم أمعاؤه ، وشملكم عباديد(7) تفنيهم العبيد وأبناءالعبيد.

__________________

(1) السورة ( خ ل ) ، السورة : السطوة والاعتداء.

(2) مغرقة ( خ ل ) ، معرقة من أعرق الشجرة إذا اشتدت عروقه في الأرض.

(3) أشرعت الرمح نحوه سددت.

(4) شكها بالرمح : خرقها.

(5) العراء : الفضاء لا يستر فيه بشئ ، والقناة الرمح.

(6) الكبل : القيد ، كبله حبسه في سجن أو غيره ، والرض : الدق.

(7) العباديد : الفرق من الناس والخيل الذاهبون في كل وجه.

٢٩٨

فهل المحن يا ساداتي الا التي لزمتكم ، والمصائب الا التيعمتكم ، والفجايع إلا التي خصتكم ، والقوارع(1) إلا التي طرقتكم ،صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم ، ورحمة الله وبركاته.

ثم قبله وقل :

بأبي وأمي يا آل المصطفى ، إنا لا نملك إلا أن نطوف حولمشاهدكم ، ونعزي فيها أرواحكم ، على هذه المصائب العظيمة الحالةبفنائكم ، والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم ، التي أثبتت في قلوبشيعتكم القروح ، وأورثت أكبادهم الجروح ، وزرعت في صدورهمالغصص.

فنحن نشهد الله أنا قد شاركنا أولياءكم وأنصاركم المتقدمين ، فيإراقة دماء الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقتلة أبي عبد الله سيدشباب أهل الجنة يوم كربلاء ، بالنيات والقلوب ، والتأسف على فوتتلك المواقف ، التي حضروا لنصرتكم ، والله وليي يبلغكم منيالسلام(2) .

ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل :

اللهم يا ذا القدرة التي صدر عنها العالم مكونا مبروئا عليها ،مفطورا تحت ظل العظمة ، فنطقت شواهد صنعك فيه بأنك أنت الله

__________________

(1) القوارع : الدواهي.

(2) عليكم منا السلام ، ورحمة الله وبركاته. ( خ ل )

٢٩٩

لا إله إلا أنت ، مكونه وبارؤه وفاطره

ابتدعته لا من شئ ، ولا على شئ ، ولا في شئ ، ولا لوحشةدخلت عليك إذ لا غيرك ، ولا حاجة بدت لك في تكوينه ، ولا لاستعانةمنك على ما تخلق بعده ، بل أنشأته ليكون دليلا عليك ، بأنك بائن منالصنع ، فلا يطيق المنصف بعقله إنكارك ، والموسوم بصحة المعرفةجحودك.

أسألك بشرف الاخلاص في توحيدك ، وحرمة التعلق بكتابك ،وأهل بيت نبيك ، أن تصلي على آدم بديع فطرتك ، وبكر حجتك ،ولسان قدرتك ، والخليفة في بسيطتك ، وعلى محمد الخالص منصفوتك ، والفاحص عن معرفتك ، والغائص المأمون على مكنونسريرتك ، بما أوليته من نعمتك بمعونتك ، وعلى من بينهما من النبيينوالمكرمين من الأوصياء والصديقين ، وأن تهبني لإمامي هذا.

وضع خدك على سطح القبر وقل :

اللهم بمحل هذا السيد من طاعتك ، وبمنزلته عندك ، لا تمتنيفجأة ، ولا تحرمني توبة ، وارزقني الورع عن محارمك دينا ودنيا ،واشغلني بالآخرة عن طلب الأولي ، ووفقني لما تحب وترضى ،وجنبني اتباع الهوى ، والاغترار بالأباطيل والمنى.

اللهم اجعل السداد في قولي ، والصواب في فعلي ، والصدقوالوفاء في ضماني ووعدي ، والحفظ والايناس مقرونين بعهدي

٣٠٠