المزار الكبير

المزار الكبير0%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير

مؤلف: الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف:

ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702
المشاهدات: 165867
تحميل: 4323

توضيحات:

المزار الكبير
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165867 / تحميل: 4323
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: 964-92002-0-7
العربية

القسم الخامس

في زيارة سائر الأئمةعليهم‌السلام

٥٢١

٥٢٢

الباب (1)

زيارة جامعة لسائر الأئمةعليهم‌السلام

اخبرني الشيخان الأجلان العالمان الفقيهان أبو محمد عربي بنمسافر العبادي وهبة الله بن نما بن علي بن حمدونرضي‌الله‌عنهما قراءةعليهما في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، قالاجميعا : أخبرنا الشيخان الجليلان أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحالالمقدادي وأبو عبد الله الياس بن هشام الحائري ، قالا جميعا : أخبرناالشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، عن أبيه الشيخ السعيدأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسيرحمه‌الله ، عن الشيخ المفيدأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بنعلي بن الحسين بن بابويهرحمه‌الله ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسىوالحسين بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الكاتب ، قالا : حدثنا علي بنأبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثناموسى بن عمران النخعي ، قال :

قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بنالحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : علمني يا بن رسول الله قولا أقوله

٥٢٣

بليغا كاملا إذا زرت أحدا منكم ، فقال :

إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل ، فإذادخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر الله أكبر ـ ثلاثين مرة ، ثم امشقليلا وعليك السكينة والوقار ، وقارب من خطاك ، ثم قف وكبر اللهثلاثين مرة ، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة ، تمام مائة تكبيرة ، ثم قل :

السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلفالملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، ومنتهىالحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ،ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وامناءالرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة ربالعالمين ، ورحمة الله وبركاته.

السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى(1) ، واعلام(2) التقى ،وذوي النهى(3) ، وأولي الحجي(4) ، وكهف الورى(5) ، وورثة الأنبياء ،

__________________

(1) الدجى جمع الدجية : الظلمة ، اي انكم الهادون للناس من ظلمة الشرك وا لكفر إلى نورالايمان والطاعة.

(2) الاعلام جمع العلم : العلامة والمنار.

(3) النهى جمع النهية ، وهي العقل ، لأنها تنهى عن القبائح ، وذلك لأنهم أولى العقولالكاملة.

(4) الحجى ـ كالى ـ العقل والفطنة.

(5) كهف الورى : ملجأ الخلائق في الدين والدنيا والآخرة.

٥٢٤

والمثل الاعلى ، والدعوة الحسنى(1) وحجج الله على أهل الدنياوالآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته.

السلام على محال معرفة الله ، ومشاكي نور الله ، ومساكن بركةالله ، ومعادن حكمة الله ، وخزنة علم الله ، وحفظة سر الله ، وحملةكتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،ورحمة الله وبركاته.

السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلاء على مرضاة الله ،والمستقرين في أمر الله ، والتامين في محبة الله(2) ، والمخلصين فيتوحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين الذينلا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون ، ورحمة الله وبركاته.

السلام على الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة(3) ، والسادة الولاة(4) ،

__________________

(1) قيل : يمكن أن يكون المراد انهم حصلوا بدعاء إبراهيم وغيره من الأنبياءعليهم‌السلام ، كماقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا دعوة أبي إبراهيمعليه‌السلام .

(2) اي مراتبها الثلاث ، من محبة الذات لذاته سبحانه وتعالى ، ولصفاته الحسنى ، ولأفعالهالكاملة ـ مرآة العقول.

(3) القادة جمع القائد ، والهداة جمع الهادي ، والمراد أنتم الذين قال الله سبحانه :( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) .

(4) السادة جمع السيد ، وهو الأفضل الأكرم ، والولاة جمع الوالي ، فإنهمعليهم‌السلام يقودونالسالكين إلى الله ، والأولى بالتصرف في الخلق من أنفسهم ، كما في قوله تعالى :( النبي أولىبالمؤمنين من أنفسهم ) ، وقوله :( إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا ) ، وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منكنت مولاه فهذا علي مولاه.

٥٢٥

والذادة الحماة(1) وأهل الذكر(2) والي الامر(3) وبقية الله وخيرتهوخزنة علمه ، وحجته وصراطه ، ونوره وبرهانه ، ورحمة الله وبركاته.

اشهد ان لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه ،وشهدت له ملائكته ، وأولوا العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ، ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدىودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون.

واشهد انكم الأئمة الهداة الراشدون المهديون ، المعصومونالمكرمون ، المقربون المتقون ، الصادقون المصطفون ، المطيعون لله ،القوامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته.

اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه(4) ، واختاركم لسره ، واجتباكمبقدرته ، واعزكم بهداه ، وخصكم ببرهانه ، وانتجبكم لنوره ، وأيدكمبروحه ، ورضيكم خلفاء في ارضه ، وحججا على بريته ، وأنصارالدينه ، وحفظة لسره ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة

__________________

(1) الذادة جمع الذاد من الذود بمعنى الدفع ، والحماة جمع الحامي ، فإنهم حماة الدينيدفعون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، أو يدفعون عن شيعتهم الآراء الفاسدةوالمذاهب الباطلة.

(2) أهل الذكر الذين قال الله سبحانه :( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) ، والذكر اماالقران فهم أهله أو الرسول فهم عترته.

(3) اولي الامر ، الذين قال الله تعالى :( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .

(4) كما في قوله تعالى :( فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول ) ، و ( من ) فيقوله ( من رسول ) غير بيانية ، اي من ارتضاه الرسول للوصاية والإمامة بأمر الله تعالى.

٥٢٦

لوحيه ، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، واعلاما لعباده ، ومنارافي بلاده ، وادلاء على صراطه.

عصمكم الله من الزلل ، وأمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ،واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا.

فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ،ووكدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ،ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم فيمرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه(1) ، وأقمتم الصلاة ، واتيتمالزكاة ، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حقجهاده حتى أعلنتم دعوته ، وبينتم فرائضه ، وأقمتم حدوده ، ونشرتمشرايع احكامه ، وسننتم سنته(2) ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ،وسلمتم له القضاء ، وصدقتم من رسله من مضى.

فالراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصر في حقكمزاهق(3) ، والحق معكم وفيكم ، ومنكم واليكم ، وأنتم أهله ومعدنه ،ومثواه ومنتهاه ، وميراث النبوة عندكم ، واياب الخلق إليكم ،

__________________

(1) في جنبه اي في امره ورضاه وقربه.

(2) سننتم اي بينتم ، والمراد سنة الله ، أو المعنى سلكتم طريقه ، وفي اللغة سن الطريقسارها.

(3) المارق : الخارج ، يعني من رغب عن طريقتكم خرج من الدين ومن لزمها لحق بكم ،والزاهق : الباطل والهالك.

٥٢٧

وحسابهم عليكم(1) وفصل الخطاب عندكم(2) وايات الله لديكموعزائمه فيكم(3) ، ونوره وبرهانه عندكم ، وأمره إليكم.

من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومنأحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكمفقد اعتصم بالله.

أنتم الصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ،والرحمة الموصولة ، والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس ،من اتاكم نجى ، ومن لم يأتكم هلك ، إلى الله تدعون ، وعليه تدلون ،وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبامره تعملون ، والى سبيله ترشدون ،وبقوله تحكمون.

سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضلمن فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وامن من لجأ إليكم ، وسلم من

__________________

(1) اي رجوعهم لاخذ المسائل والاحكام من الحلال والحرام إليكم في الدنيا ، وحسابهمعليكم في الآخرة ، كما قال الله تعالى :( ان إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) ، اي إلى أوليائناالمأمورين بذلك ، بقرينة الجمع.

(2) فصل الخطاب هو الذي يفصل بين الحق والباطل.

(3) عزائمه فيكم : اي الجد والصبر والصدع بالحق ، أو كنتم تأخذون بالعزائم دونالرخص ، أو الواجبات اللازمة غير المرخص في تركها من الاعتقاد بإمامتهم وعصمتهمووجوب متابعتهم وموالاتهم بالآيات والأخبار المتواترة ، أو الأقسام التي أقسم الله تعالى بهافي القران ، كالشمس والقمر والضحى بكم أو لكم ، أو السور العزائم أو آياتها فيكم ، أو قبولالواجبات اللازمة بمتابعتكم ، أو الوفاء بالمواثيق والعهود الإلهية في متابعتكم ـ المرآة.

٥٢٨

صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومنخالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن ردعليكم في أسفل درك من الجحيم.

اشهد ان هذا لكم سابق فيما مضى ، وجار لكم فيما بقي(1) ، وانأرواحكم ، وأنواركم ، وطينتكم واحدة ، طابت وطهرت بعضها منبعض ، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين.

حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيهااسمه ، وجعل صلواتنا(2) عليكم ، وما خصنا به(3) من ولايتكم طيبالخلقنا ، وطهارة لأنفسنا ، وبركة لنا ، وكفارة لذنوبنا ، وكنا عنده مسلمينبفضلكم(4) ، ومعروفين بتصديقنا إياكم.

فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، واعلى منازل المقربين ،وارفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، ولا يفوقه فائق ،ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في ادراكه طامع.

حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صديق ، ولا شهيد ،ولا عالم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ، ولا فاجر

__________________

(1) يعني ان هذا الحكم ، اي وجوب المتابعة أو كل واحد من المذكورات سابق لكم فيمامضى من الأزمنة ، وجار لكم فيما يأتي.

(2) صلاتنا ( خ ل ).

(3) مفعول ثان لجعل ، أو يكون عطفا على ( من علينا ) ، وهو الأظهر.

(4) في بعض النسخ : مسمين ، وهو الأوفق بالباء.

٥٢٩

طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيدالا عرفهم جلالة امركم ، وعظم خطركم(1) ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ،وصدق مقاعدكم(2) ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ومنزلتكم عنده ،وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه.

بابي أنتم وأمي ، وأهلي ومالي وأسرتي(3) ، اشهد الله وأشهدكماني مؤمن بكم ، وبما امنتم به ، كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصربشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغضلأعدائكم ، ومعاد لهم.

سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم ، محقق لما حققتم ،مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم ، مقر بفضلكم ، محتمللعلمكم ، محتجب بذمتكم(4) ، معترف بكم.

مؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لامركم ، مرتقب لدولتكم ،اخذ لقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم ، لائذ عائذ بقبوركم ،مستشفع إلى الله تعالى بكم ، ومتقرب بكم إليه ، ومقدمكم امام طلبتي

__________________

(1) الخطر : القدر والمنزلة.

(2) المقاعد : المراتب ، والمعنى انكم صادقون في هذه المرتبة ، وانها حقكم ، كما في قولهتعالى :( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) .

(3) الأسرة : عشيرة الرجل ورهطه الأدنون.

(4) محتجب بذمتكم اي مستتر أو داخل في الداخلين تحت أمانكم ، والذمة : العهدوالأمان والحق والحرمة.

٥٣٠

وحوائجي وإرادتي ، في كل أحوالي وأموري مؤمن بسركم وعلانيتكموشاهدكم وغائبكم ، وأولكم وآخركم ، ومفوض في ذلك كله إليكم(1) ،ومسلم فيه معكم.

وقلبي لكم مسلم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدة ، حتىيحيي الله دينه بكم ، ويردكم في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكنكم فيارضه ، فمعكم معكم لامع غيركم ، امنت بكم ، وتوليت آخركم بماتوليت به أولكم ، وبرئت إلى الله من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغوتوالشياطين ، وحزبهم الظالمين لكم ، والجاحدين لحقكم ، والمارقينمن ولايتكم ، والغاصبين لإرثكم ، الشاكين فيكم ، المنحرفين عنكم ،ومن كل وليجة دونكم ، وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعونإلى النار.

فثبتني الله ابدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ،ووفقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني من خيار مواليكم ،التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتص آثاركم ، ويسلك سبيلكم ،ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكر في رجعتكم ، ويملك فيدولتكم ، ويشرف في عافيتكم ، ويمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدابرؤيتكم.

__________________

(1) اي اعتقد الجميع بقولكم ، ( ومسلم فيه معكم ) اي كما سلمتم لله تعالى أوامره عارفينإياها ، فانا أيضا مسلم وان لم يصل عقلي إليها.

٥٣١

بابي أنتم وأمي ، ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكمومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم ، موالي لا احصيثنائكم(1) ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم.

وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله ،وبكم يختم الله ، وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء ان تقع علىالأرض الا باذنه(2) ، وبكم ينفس الهم ، وبكم يكشف الضر ، وعندكم مانزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته ، والى جدكم بعث الروحالأمين(3) ، اتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين.

طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع(4) كل متكبر لطاعتكم ، وخضعكل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم ، وفازالفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايتكمغضب الرحمن.

بأبي أنتم وأمي ، ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين ،وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم فيالأرواح ، وأنفسكم في النفوس ، واثاركم في الآثار ، وقبوركم في

__________________

(1) لأنه لا يمكن لنا ان نعرف جميع كمالاتهم المعنوية.

(2) بكم ينزل الغيث ، اي من اجلكم ينزل الله الغيث لعباده ، وهكذا من اجلكم يمسك اللهالسماء ان تقع على الأرض ، والا لو يؤاخذ الله الناس بظلم ما ترك على ظهرها من دابة.

(3) في المصادر : وان كانت الزيارة لأمير المؤمنين فقل : والى أخيك بعث الروح الأمين.

(4) البخوع : الخضوع والاقرار.

٥٣٢

القبور ، فما أحلى أسماءكم(1) وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجلخطركم ، وأوفى عهدكم ، واصدق وعدكم.

كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ،وعادتكم الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق ،وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم ، ان ذكر الخير كنتمأوله ، واصله وفرعه ، ومعدنه ، ومأواه ومنتهاه.

بابي أنتم وأمي ونفسي ، كيف أصف حسن ثنائكم ، وأحصيجميل بلائكم ، وبكم أخرجنا الله من الذل ، وفرج عنا غمرات الكروب ،وانقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار.

بابي أنتم وأمي ونفسي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا ،وأصلح ما كان فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة ، وعظمتالنعمة ، وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكمالمودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة ، والمكان المحمود ، والمقامالمعلوم عند اللهعزوجل ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير ، والشفاعةالمقبولة.

ربنا امنا بما أنزلت ، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنالا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ،

__________________

(1) اي وإن كان بحسب الظاهر ذكركم مذكورا بين الذاكرين ، ولكن لا نسبة ولا ربط بينذكركم وذكر غيركم ، فما أحلى أسمائكم ، وكذا البواقي ـ مرات العقول.

٥٣٣

سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا

يا ولي الله ان بيني وبين اللهعزوجل ذنوبا لا يأتي عليها الارضاكم(1) ، فبحق من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرنطاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي ، فاني لكم مطيع ،من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكمفقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم إني لو وجدت شفعاء(2) أقرب إليك من محمد وأهل بيتهالأخيار ، الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهمعليك أسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرةالمرحومين بشفاعتهم ، انك ارحم الراحمين ، وصلى الله على محمدالنبي وآله الطاهرين(3) .

__________________

(1) اي لا يهلكها ولا يمحوها ، اتى عليه الدهر اي أهلكه.

(2) شفيعا ( خ ل ).

(3) رواه الصدوق في عيون الأخبار 2 : 272 باسناده عن علي بن أحمد بن محمد بن عمرانالدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الله الوراق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بنهشام المكتب ، جميعا عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي وأبي الحسين الأسدي ، عن محمد بنإسماعيل المكي البرمكي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن الهاديعليه‌السلام .

أورده الصدوق في الفقيه 2 : 609 ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن الهادي عليه‌السلام ، عنهالبحار 102 : 127.

ذكره الشيخ في التهذيب 6 : 95 عن الصدوق باسناده.

ذكره مع اختلاف الكفعمي في البلد الأمين : 297 ، عنه المستدرك 10 : 417.

أورده مع اختلاف في البحار 102 : 146 عن الكتاب العتيق الغروي.

٥٣٤

باب الوداع :

إذا أردت الانصراف فقل :

السلام عليك سلام مودع ، لا سئم ولا قال ورحمة الله وبركاته ياأهل بيت النبوة انه حميد مجيد ، سلام ولي غير راغب عنكم ،ولا مستبدل بكم ، ولا مؤثر عليكم ، ولا منحرف عنكم ، ولا زاهد فيقربكم واتيان مشاهدكم.

والسلام عليكم ، وحشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم ،وجعلني من حزبكم ، وأرضاكم عني ، ومكنني في دولتكم ، وأحيانيفي رجعتكم ، وملكني في أيامكم ، وشكر سعيي بكم ، وغفر ذنبيبشفاعتكم ، وأقال عثرتي بمحبتكم ، واعلى كعبي بموالاتكم ، وشرفنيبطاعتكم ، واعزني بهداكم ، وجعلني ممن انقلب مفلحا منجحا ، غانماسالما ، معافا غنيا ، فائزا برضوان الله وفضله وكفايته ، بأفضل ما ينقلببه أحد من زواركم ومواليكم ، ومحبيكم وشيعتكم ، ورزقني الله العودثم العود ابدا ما أبقاني ، بنية وايمان وتقوى واخبات ، ورزق واسعحلال طيب.

اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم ،وأوجب المغفرة والخير والبركة والنور والايمان وحسن الإجابة ، بماأوجبت لأوليائك العارفين بحقهم ، الموجبين طاعتهم ، والراغبين في

٥٣٥

زيارتهم ، المتقربين إليك واليهم

بابي أنتم وأمي ونفسي وأهلي اجعلوني في همكم ، وصيرونيفي حزبكم ، وأدخلوني في شفاعتكم ، واذكروني عند ربكم ، اللهم صلعلى محمد وال محمد وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام ،والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته(1) .

فاما الأئمة الذين بالمدينة ، وهم الحسن بن علي بن أبي طالب ،وزين العابدين علي بن الحسين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بنمحمد الصادق صلوات الله عليهم ، فقد تقدم القول في فضل زيارتهموما لزائرهم من الثواب والاجر ، وذكرنا زيارتهم هناك ، فلا حاجة إلىذكرها هاهنا ، ونحن الان ذاكرون زيارة الامامين أبي الحسن موسى بنجعفر وأبي جعفر محمد بن علي الجواد صلوات الله عليهما.

الباب (2)

مختصر زيارة الامام أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام ببغداد

فإذا وردت إن شاء الله بغداد فيستحب لك ان تغتسل للزيارةمندوبا ، ثم تقصد المشهد الشريف وتدخل إلى الضريح الطاهر بسكينةووقار ، وتقول :

__________________

(1) رواه الصدوق في عيون الأخبار 2 : 272 ، عنه البحار 103 : 133.

٥٣٦

بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله والسلامعلى أولياء الله.

فإذا وقفت عليه فقل :

السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا وليالله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا باب الله ، اشهد أنكأقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ،وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حق جهاده ، وصبرتعلى الأذى في جنبه محتسبا ، وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين.

اشهد انك أولى بالله وبرسوله وانك ابن رسول الله حقا ، أبرأ إلىالله من أعدائك وأتقرب إلى الله بموالاتك ، اتيتك يا مولاي عارفابحقك ، مواليا لأوليائك ، معاديا لأعدائك ، فاشفع لي عند ربك.

ثم تنكب على القبر وتضع خديك عليه وتحول إلى عند الرأس ،وقف وقل :

السلام عليك يا بن رسول الله ، اشهد انك صادق صديق ، أديتناصحا وقلت أمينا ومضيت شهيدا ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تملمن حق إلى باطل ، صلى الله عليك وعلى ابائك وأبنائك الطاهرين.

ثم قبل القبر وصل ركعتين ، وصل بعدهما ما أحببت واسجدوقل :

اللهم إليك اعتمدت ، واليك قصدت ، ولفضلك رجوت ، وقبر

٥٣٧

امامي الذي أوجبت علي طاعته زرت ، وبه إليك توسلت ، فبحقهم الذيأوجبت على نفسك اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يا كريم.

ثم تقلب خدك الأيمن وتقول :

اللهم قد علمت حوائجي ، فصل على محمد وال محمد واقضها.

ثم تقلب خدك الأيسر وتقول :

اللهم قد أحصيت ذنوبي فبحق محمد وال محمد واغفرها ،وتصدق علي بما أنت أهله.

ثم عد إلى السجود فقل : شكرا شكرا ـ مائة مرة ، ثم ارفع رأسكوادع بما شئت(1) .

الباب (3)

زيارة مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه

وهو بظهر جدهعليه‌السلام

تقف عليه بعد فراغك من زيارة جده صلى الله عليه وتقول :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلامعليك يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك وعلى أبنائك ،السلام عليك وعلى أوليائك.

اشهد أنك أقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ،

__________________

(1) رواه في البحار 102 : 11 ، عنه وعن المزار للمفيد والمزار للشهيد.

٥٣٨

ونهيت عن المنكر ، وتلوت الكتاب حق تلاوته ، وجاهدت في الله حقجهاده ، وصبرت على الأذى في جنبه حتى أتاك اليقين.

اتيتك زائرا عارفا بحقك ، مواليا لأوليائك ، معاديا لأعدائك ،فاشفع لي عند ربك.

ثم قبل القبر وضع خديك عليه ، ثم صل ركعتين للزيارة ، وصلبعدهما ما شئت ، ثم اسجد وقل :

ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف.

ثم قلب خدك الأيمن وقل :

ان كنت بئس العبد فأنت نعم الرب.

ثم قلب خدك الأيسر وقل :

عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، يا كريم.

ثم تعود إلى السجود وتقول : شكرا شكرا ـ مائة مرة(1) .

الباب (4)

زيارة مختصرة أخرى للسيدين الامامين أبي الحسن موسى بن جعفر

وأبي جعفر محمد بن علي الجوادعليهما‌السلام

1 ـ تقف على ضريحهما الطاهر وتقول :

السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا حجتي الله ، السلام

__________________

(1) رواه في البحار 102 : 12 ، عنه وعن المزار للمفيد والمزار للشهيد.

٥٣٩

عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض ، اشهد انكما قد بلغتما عن اللهما حملكما ، وحفظتما ما استودعكما ، وحللتما حلال الله ، وحرمتماحرام الله ، وأقمتما حدود الله ، وتلوتما كتاب الله ، وصبرتما علىالأذى في جنب الله ، محتسبين حتى أتاكما اليقين.

أبرأ إلى الله من أعدائكما ، وأتقرب إلى الله بولايتكما ، أتيتكمازائرا عارفا بحقكما ، مواليا لأوليائكما ، معاديا لأعدائكما ، مستبصرابالهدى الذي أنتما عليه ، عارفا بضلالة من خالفكما ، فاشفعا لي عندربكما ، فان لكما عند الله جاها ومقاما محمودا.

ثم قبل التربة وضع خدك الأيمن عليهما وتحول إلى عند الرأسفقل :

السلام عليكما يا حجتي الله في ارضه وسمائه ، عبدكما ووليكماوزائركما ، متقرب إلى الله بزيارتكما ، اللهم اجعل لي لسان صدق فيأوليائك المصطفين ، وحبب إلى مشاهدهم ، واجعلني معهم في الدنياوالآخرة يا ارحم الراحمين.

وتصلي لكل امام ركعتين زيارة مندوبا ، وتدعو بما أحببت ، فإذاأردت الانصراف فودعهماعليهما‌السلام ، تقف عليهما كما وقفت أول مرة ، وتقول :

السلام عليكما يا وليي الله ، استودعكما الله واقرأ عليكما السلام ،امنا بالله وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا معالشاهدين ، اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي ، وارزقني مرافقتهما ،

٥٤٠