النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٥

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 348

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 348
المشاهدات: 41621
تحميل: 3551


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 348 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41621 / تحميل: 3551
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة عبس

( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ) عبس: ٣٨ - ٣٩.

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٢ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة في الحديث ١٠٩٠ قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، حدّثنا محمد بن عبيد الله، حدّثنا عمر بن محمد الجمحي بمكّة، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله، عن قوله:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ) قال:[يا أنس هي وجوهنا بني عبد المطّلب، أنا وعليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة، نخرج من قبورنا ونور وجوهنا كالشمس الضاحية يوم القيامة، قال الله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ) يعني مشرقة بالنور في أرض القيامة ( ضَاحِكَةٌ ) فرحانة برضاء الله عنَّا ( مُّسْتَبْشِرَةٌ ) بثواب الله الّذي وعدنا].

وروى القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي / القاهري في كتابه شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار: ج ١ ص ٢٣٩ ط مؤسسة النشر الإسلامي، قال: وبآخر، عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنّه قال: في قول الله تعالى:( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ) (١) ، قال (ع):[هو التارك لحقّنا المضيع لما افترضه الله تعالى عليه من ولايتنا. ( وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) قال: يقول ليس عليك يا محمّد ألّا يصلّي ويزكي ويصوم، فإنّه إن عمل أعمال الخير كلّها وأتى بالفرائض بأسرها ثمّ لم يقبل بولاية الأوصياء لم يزن ما عمل عند الله سبحانه جناح بعوضة.]

____________________

١- سورة عبس: الآية ٥.

٢٨١

سورة المطففين

( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) المطففين: ٢٦

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد، المعروف بالحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٣ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّه، في الحديث ١٠٩١ قال: حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ - قراءة وإملاء ً- قال: حدّثني علي بن الحسين الرصافي -ببغداد- حدّثنا الحسن بن علي الحريري، حدّثنا الحسين بن إسماعيل الحريري، حدّثنا جعفر بن علي الحريري، حدّثنا معاوية بن عمّار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة طائف دعا عليّا ً فانتجاه ثمّ قال:[أيّها الناس إنّكم تقولون: إنّي انتجيت عليّا ًما أنا انتجيته، إنّ الله انتجاه، ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )] (رواه أيضا محمد بن الحسين بن صالح) السبيعي في تفسيره، بإسناده عن معاوية (بن عمّار) عن أبي الزبير، عن جابر.

( وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) المطففين: ٢٧

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٥ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة في الحديث ١٠٩٢ قال: حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمد رحمه الله، أنّ عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ حدّثه ببغداد شفاها ً أنّ أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ حدّثهم (قال) : حدّثنا أحمد بن الحسن، حدّثنا أبي، حدّثنا حصين بن مخارق، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر، عن (أبيه عليّ بن إلـ) حسين، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى:( وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ) قال:[هو أشرف شراب الجنّة يشربه آل محمّد وهم المقرّبون السابقون: رسول الله وعليّ بن أبي طالب وخديجة وذريّتهم الذين اتّبعوهم بايمان].

( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) المطففين ٢٩ - ٣٠

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٨٦ ط٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١٠٩٣ قال: حدّثني الحسين بن محمد بن الحسين الجبلي، حدّثنا موسى بن محمد، حدّثنا الحسن بن علوية، (حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار)، حدّثنا المسيّب بن شريك، حدّثنا الكلبي، قال: استعمل رسول الله صلّى الله عليه وآله (وسلّم) عليّا ًعلى بني هاشم فكان إذا مرّ بهم ضحكوا به، فنزلت هذه الآية.

٢٨٢

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٦ ط ٣، في الحديث ١٠٩٤ قال: حدّثني أبو القاسم (علي بن موسى بن إسحاق) الهاشمي، عن أبي النضر العيّاشي، قال: حدّثني جعفر بن أحمد، حدّثنا حمدان بن سليمان، والعمركي بن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) ، قال:[نزلت في عليٍّ، والذين استهزؤا به من بني أميّة، أنّ عليّا ً مرّ على نفر من بني أُميّة وغيرهم من المنافقين، فسخروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئا ً إلّا نزل به كتاب، فلمّا رأوا ذلك مطّوا بحواجبهم فأنزل الله تعالى: ( وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) ].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج٢ ص ٤٩٧ في الحديث ١٠٩٥ قال: حدَّثونا عن أبي بكر محمد بن (الحسين بن) صالح السبيعي، حدّثنا علي بن محمد الدهّان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: حدّثنا حسين بن الحكم، قال: حدّثنا حسن بن حسين، حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس، قوله:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) ، (قال:) فالَّذِينَ آمَنُوا عليّ بن أبي طالب وأصحابه، والّذين أجرموا منافقوا قريش.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٧ في الحديث ١٠٩٦ و(في التفسير العتيق:) سعيد بن أبي سعيد البلخي، عن أبيه، عن مقاتل، عن الضحّاك: عن ابن عبّاس، في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) قال: هم بنو عبد شمس، مرّ بهم عليّ بن أبي طالب ومعه نفر فتغامزوا به، وقالوا: هؤلاء الضلّال فأخبر الله ما للفريقين عنده جميعا ً يوم القيامة قال:( الْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا ) عليّ وأصحابه،( مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم عليّا ً وأصحابه، فبشّر النبي صلى الله عليه وآله، عليّا ً وأصحابه الذين كانوا معه أنّكم ستنظرون إليهم وهم يعذّبون في النار.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٨ ط ٣، في الحديث ١٠٩٧ قال: وفي تفسير مقاتل - رواية إسحاق عنه -:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) : وذلك أنّ عليّ بن أبي طالب، انطلق في نفر إلى النبي صلى الله عليه وآله فسخر منهم المنافقون وضحكوا وقالوا:( إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ ) يعني يأتون محمّداً يرون أنّهم على شيء فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّ ومن معه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) يعني المنافقين( كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ ) يعني عليّا ً وأصحابه( يضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ فهَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُون ) .

٢٨٣

حدّثنا الأستاذ أبو القاسم بن حبيب،(قال:) أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن المأمون، حدّثنا أبو ياسر عمّار بن عبد المجيد، حدّثنا أحمد بن عبد الله، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم التغلبي، عن مقاتل بهذا التفسير.

روى أبو عبد الله الحسين بن الحكم الحبري الكوفي، في كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيتعليهم‌السلام : ص ٨٩ ط١ قم، قال: حدّثنا علي بن محمد، قال حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن بن حسين، قال حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) ، فالَّذِينَ آمَنُوا عليُّ بن أبي طالب، والّذين كفروا منافقوا قريش.

روى أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري في تفسير الكشّاف: ج ٤ ص ٥٧٨ قال: قال الزمخشري: وقيل جاء عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثمّ رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت قبل أن يصل عليٌّعليه‌السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

روى المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في كتابه: ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام ص ٧٩ مطبعة المنشورات الإسلاميه، عن الآيات النازلة في فضل عليٍّعليه‌السلام ، الآية الرابعة عشرة، قال في الكشّاف: قيل جاء عليٌّ في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتفاخروا وتغامزوا، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع فضحكوا، فنزلت قبل أن يصل عليٌّ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره، مجمع البيان: ج ٣٠، ص ٤٥٧ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت- قال: نزلت في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وذلك أنّه كان في نفر من المسلمين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثمّ رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه، فنزلت الآية قبل أن يصل عليٌّعليه‌السلام وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

عن المقاتل والكلبي، وذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب: شواهد التنزيل لقواعد التفضيل بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: إنّ الّذين أجرموا منافقوا قريش والَّذِينَ آمَنُوا عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأصحابه.

٢٨٤

أورد السيد شرف الدين النجفي في، تأويل الأيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: ج ٢ ص ٧٧٩ - ٧٨٢، بروايته عن كتاب: ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام للشيخ محمد بن العباس بن مروان، المعروف بابن الحجّام: قال: وأحسن ما قيل في هذا التأويل: ما رواه أيضا عن محمد بن القاسم، عن أبيه، بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، قال:[إذا كان يوم القيامة أخرجت أريكتان من الجنّة، فبسطتا على شفير جهنّم، ثمّ يجيء عليّ عليه‌السلام ، حتّى يقعد عليهما، فإذا قعد ضحك، وإذا ضحك انقلبت جهنّم فصارت عاليها سافلها ثمّ يخرجان فيوقفان بين يديه، فيقولان: يا أمير المؤمنين.، يا وصيّ رسول الله ألا ترحمنا؟ ألا تشفع لنا عند ربّك؟ قال: فيضحك منهما، ثمّ يقوم فيدخل الأريكتان ويعادان إلى موضعهما. فذلك قوله عزَّ وجلَّ: ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ] .

روى العلّامة الشيخ محمد حسن المظفر في كتابه دلائل الصدق: ج ٢ ص ٣٣٩ ط القاهرة قال:

في تفسير قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) ذكر الرازي في تفسيره، أنّه جاء عليّعليه‌السلام في نفر من المسلمين فسخر منه المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم، فقالوا: رأينا الأصلع فضحكوا منه، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّعليه‌السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومثله في الكشّاف.

ودلالتها على المطلوب باعتبار تمام الآية، وهي قوله تعالى:( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ) فإنّها دالة على بشارة عليّعليه‌السلام بالجنّة، القاضية بإمامته، كما سبق ولا ريب أنّ اهتمام الكتاب العزيز فيما يتعلق بعليّعليه‌السلام حتّى نزول في مثل هذا الأمر اليسير في الظاهر، لأكبر دليل على عظمته عند الله عزّ وجل وفضله على الأمّة كلّها.

وأورد الكاتب المصري عبد الرحمان الشرقاوي في كتابه عليٌّ إمام المتقين: ج١ ص ٦٢ قال: ومشى عليّ بن أبي طالب ومعه نفر من المسلمين في أحد طرق المدينة فقالوا: رأينا الأصلع، وقبل أن يصل عليٌّ ومن معه من الصحابة إلى رسول الله أنزلت عليه الآية:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) .

روى الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، الخطيب البغدادي في مناقبه: ص ١٨٦ قال: إنّ عليّ بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، فسخر منهم المشركون وقالوا لأصحابهم: رأينا الأصلع فضحكنا منه، فأنزل الله الآية قبل أن يصل عليّ إلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم.

٢٨٥

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠ ص ٢٤٠ ط٥، مؤسسة مطبوعات إسماعيليان قال: وفي المجمع في قوله تعالى:( وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) : قيل نزلت في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وذلك أنّه كان في نفر من المسلمين جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثمّ رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه، فنزلت الآية قبل أن يصل عليّ وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

عن مقاتل والكلبي أقول: وقد أورده في الكشّاف وفيه ذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل بإسناده، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) منافقوا قريش و( الَّذِينَ آمَنُوا ) عليّ بن أبي طالب وأصحابه. وفي تفسير القميّ:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إلى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ ) قال: يسخرون.

٢٨٦

سورة الفجر

( وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) الفجر: ٣

أخرج علّامة الهند عبيد الله بسمل آمرتسري في كتابه الكبير في فضائل أمير المؤمنين المسمّى بـ :أرجح المطالب في مناقب أسد الله الغالب أمير المؤمنين ص ٨٨ بروايته عن النظري في :الخصائص العلويّة بسنده عن الحسن بن عليّرضي‌الله‌عنهما في قوله تعالى:( وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[الشفع: الحسن والحسين. والوتر: عليّ بن أبي طالب].

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠ ص ٢٨٦ ط٥، مطبوعات إسماعيليان، قال: وفي حديث:[الشفع الحسن والحسين، والوتر أمير المؤمنين عليهم‌السلام ] .

( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )

الفجر: ٢٧- ٣٠

روى الحافظ عبيد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٩٩ ط ٣، ط مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١٠٩٨ قال: فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدّثني علي بن محمد الزهري، قال: حدّثني إبراهيم بن سليمان، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمان بن سالم:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (ع)، في قوله تعالى:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ، قال:[نزلت في عليّ].

روى الفقير العيني في مناقبه ص ٢٥ إلى ٣٢ قال: بأسانيد عديدة في مناقبه، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، أنّه قال لعليّعليه‌السلام :[أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين].

وروى العيني بأسانيد عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، وعليعليه‌السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إنّه قال لعليّ:[إنّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين].

وروى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠، ص ٢٨٧ ط مؤسسة مطبوعات إسماعيليان، قال: وفي الكافي بإسناده، عن سدير الصيرفيّ، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا بن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال:[لا والله إنّه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا وليّ الله لا تجزع فوالّذي بعث محمّدا ًلأنّي أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر.

٢٨٧

قال:ويمثّل له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذريّتهم عليهم‌السلام . فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم‌السلام ، رفقاؤك قال:فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزّة فيقول: ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إلى محمّد وأهل بيته ( ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً ) بالولاية ( مَّرْضِيَّةً ) بالثواب ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ) يعني محمّد وأهل بيته ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي].

أقول: وروى هذا المعنى القميّ في تفسيره والبرقيّ في المحاسن.

روى رشيد الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني في كتابه مناقب آل أبي طالب: ج ١ ص ٢٤٠ ط النجف الأشرف، ج ١ ص ٢٨٠ ط ايران، قال: وعن جابر الجُعفي، عن الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام ، في تفسير قوله( وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر ) [يا جابر والفجر: جدّي، وليال عشر: عشرة أئمّة، والشّفع: أمير المؤمنين: والوتر إسم القائم المهدي.].

وجاء في كتاب: منهج الإرشاد إلى ما يجب في الاعتقاد للعلَم الحجة الشيخ خضر الدُجيلي، ص ٨٤ قوله:- في القوى النفسانيّة المغمورة في أصل خلقته -خلقة الإنسان - أربعٌ: والثاني من رابعها...

إلى ما أورد.... لقوله تعالى:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .

فعن الصادقعليه‌السلام في حديث قال:[فينادي روحه مناد من قبل ربِّ العزّة يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمّد صلى الله عليه وآله وسلموأهل بيته عليهم‌السلام ارجعي إلى ربّك راضية بالولاية مرضيّة بالثواب في عبادي يعني محمّداً صلى الله عليه وآله وسلموأهل بيته عليهم‌السلام فادخلي جنّتي فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي فتصل بعالم الملكوت الأعلى] (١) .

____________________

١- الكافي: ج ٣ ص ١٢٨.

٢٨٨

سورة البلد

( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) البلد: ١١

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٠٢ ط٣، ط مجمع إحياء الثقافة الإسلاميه، في الحديث ١١٠١ قال: فرات بن إبراهيم، قال: حدّثني، عبيد بن كثير، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا محمد بن فضيل، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر، سئل عن قول الله تعالى:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فضرب بيده إلى صدره فقال:[نحن العقبة الّتي من اقتحمها نجا].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٠٢ في الحديث ١١٠٢ قال قال (فرات): وحدّثنا جعفر الفزاري، حدّثنا محمد بن خالد البرقي، حدّثنا محمد بن فضيل، به ( الحديث ) سواء.

وورد في تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ص ٢١١ قال: حدّثنا عبد الرحمان بن محمد بن (عبد) الرحمان الحسيني معنعناً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: فضرب بيده إلى صدره، فقال:[نحن العقبة التي من اقتحهما نجا].

ثمّ قال ـ فيما بعد ـ: بحديث: حدّثني جعفر بن أحمد (كذا) مُعنعناً، عن أبان بن تغلب، قال: سألت أبا جعفر -عليه‌السلام - عن قول الله:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فضرب بيده إلى صدره، فقال:[نحن العقبة التي من اقتحهما نجا].

( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) البلد: ٣

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٠١ ط ٣ ط مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١٠٩٩ قال أبو النضر (العيّاشي): حدّثنا محمد بن نصير، حدّثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن عبّاد، عن حسين بن أبي يعفور، عن بعض أصحابه: عن أبي جعفر في قول الله عزّ وجلّ:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:[ألوالد أمير المؤمنين، وما ولد الحسن والحسين عليهم‌السلام ] .

٢٨٩

وروى الحسكاني أيضا في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٠٢ ط ٣ في الحديث ١١٠٠ قال: (العياشي) حدّثنا إسحاق بن محمد البصري، قال: حدّثني محمد بن الحسن بن شمّون، عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: سألت أبا جعفر عن قول الله:( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) قال:[عليٌّ وما ولد].

ورد في (كتاب سُليم بن قيس الهلالي) للتابعي سُليم بن قيس الهلالي، ص ٣٥٢ ط ٢، مطبعة نكارش، قول الإمام عليّعليه‌السلام ، قال:[يا سُليم، إنّ أوصيائي أحد عشر رجلاً من ولدي أئمّة هداة مهديّون كلّهم محدِّثون . قلت: يا أمير المؤمنين، ومن هم؟ قال:ابني هذا الحسن، ثمّ ابني هذا الحسين، ثمّ ابني هذا - وأخذ بيد ابن ابنه عليّ بن الحسين وهو رضيع - ثمّ ثمانية من ولده واحداً بعد واحد. وهم الذين أقسم الله بهم فقال: ( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ) ، فالوالد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنا، و ( وَمَا وَلَدَ ) يعني الأحد عشر وصياًّ صلوات الله عليهم . قلت يا أمير المؤمنين، فيجتمع إمامان؟ قال:نعم إلّا أن واحداً صامِت لا ينطق حتّى يهلك الأوّل].

٢٩٠

سورة الشمس

( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إذا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا ) الشمس: ١ - ٣

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٥٠٣ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّه، في الحديث ١١٠٣ قال: فرات بن إبراهيم، قال: حدّثني الحسين بن سعيد، حدّثنا إسماعيل بن بهرام، حدّثنا محمد بن فرات، عن جعفر،عن أبيه: عن ابن عبّاس، في قول الله تعالى:( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)( وَالْقَمَرِ إذا تَلَاهَا ) قال: عليّ بن أبي طالب( وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا ) قال: الحسن والحسين( وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا ) قال: بنو أُميّة.

روى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٠٣ في الحديث ١٠٤ قال: فرات قال: حدّثني عبد الله بن زيدان بن بريد، قال: حدّثني محمد بن الأزهر بن عثمان الخراساني، حدّثنا عبد الرحمان بن محمد بن داود اليماني ابن أُخت عبد الرزّاق، حدّثنا بشر بن السري، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد: عن ابن عبّاس، في قول الله تعالى( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) قال: هو النبي صلى الله عليه وآله.( وَالْقَمَرِ إذا تَلَاهَا ) قال: عليٌّ( وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا ) قال: الحسن والحسين( وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا ) قال: بنو أُميّة و(ورد) عن الباقر وعكرمة والصادق (ب) طرق.

روى الشيخ محمد حسن المظفر في كتابه دلائل الصدق: ج ٢ ص ٣٣٩ ط القاهرة، في تفسير سورة الشمس، قال: السيوطي في كتابه اللئالي المصنوعة عن الخطيب، بإسناده عن عبد الله بن عباس: قال صلى الله عليه وآله:[اسمي في القرآن :( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) واسم عليٍّ :( وَالْقَمَرِ إذا تَلَاهَا ) واسم الحسن والحسين: ( وَالنَّهَارِ إذا جَلَّاهَا ) ،واسم بنو أُميّة :( وَاللَّيْلِ إذا يَغْشَاهَا ) .إنَّ الله بعثني رسولاً إلى خلقه ... إلى أن قال صلى الله عليه وآله:فلواء الله فينا إلى يوم القيامة، ولواء إبليس في بني أميّة إلى أن تقوم الساعة، وهم أعداء لنا، وشيعتهم أعداءٌ لشيعتنا].

٢٩١

( إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ) الشمس: ١٢

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٠٥ ط ٣ وطبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، في الحديث ١١٠٥ قال أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمد بن عيسى (بن أبي قماش الواسطي)، حدّثنا عاصم بن علي، عن قيس بن الربيع، عن مسلم الأعور عن حجيّة بن عدي، عن عليّعليه‌السلام ، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يا عليُّ من أشقى الأوّلين؟ قلت: عاقر الناقة قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا أدري، قال: الّذي يضربك على هذه كعاقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج٢ ص ٥٠٥ في الحديث ١١٠٦ قال: أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن، حدّثنا محمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، حدّثنا موسى بن عبد الرحمان الكندي، حدّثنا محمد بن بشر العبدي، عن ابن أبي الزناد (عبد الرحمان بن عبد الله بن ذكوان)، عن زيد بن أسلم، عن نباتة بن أسد، عن عليّعليه‌السلام ، قال:[إنّ الصادق المصدَّق عهد إليَّ لينبعثنّ أشقاها فيقتلك كما انبعث أشقى ثمود].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج٢ ص ٥٠٦ في الحديثين -١١٠٧- و-١١٠٨- قال: أخبرنا أبو القاسم القرشي أخبرنا أبو بكر بن قريش، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدّثنا يعقوب بن سفيان وحدّثنا سعيد بن كثير بن عُفيَر بن مسلم.

وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن (أحمد بن) معاذ، أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل، حدّثنا الفضل بن محمد (الشعراني)، حدّثنا سعيد بن (الحكم بن محمد بن سالم المعروف بابن) أبي مريم، قالا: حدّثنا ابن لهيعة، قال:حدّثني (يزيد بن عبد الله) ابن الهاد، عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً لعليّ:[من أشقى الأوّلين ؟ قال:ألّذي عقر الناقة . وقال:صدقت. فمن أشقى الآخرين ؟ قال: لا أدري، قال:من يضربك على هذه وأشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده إلى يافوخه، قال: فكان عليٌّ يقول:يا أهل العراق والله لوددت (أن لو) انبعث أشقاكم فخضب هذه اللحية من هذا] ووضع يده على مقدّم رأسه فقال ابن الهاد: فحدّثني إبراهيم بن سعيد بن عبيد بن السُّباق عن جدّه أنّه سمع عليّ بن أبي طالب يقول ذلك.

٢٩٢

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج٢ ص ٥١٠ ط ٣، في الحديث ١١٠٩ قال: أخبرنا أبو بكر التميمي (أحمد بن محمد بن أحمد)، أخبرنا أبو بكر القبّاب (عبد الله بن محمد بن فورك)، أخبرنا أبو بكر (ابن أبي عاصم) الشيباني، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا أبو صالح، حدّثنا الليث بن سعد قال: حدّثني خالد بن يزيد، عن سعد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم أنّ أبا سنان الدؤلي حدثّه: أنّه عاد عليّاً في شكوة اشتكاها، فقال: لقد تخوّفنا عليك يا (أ) با الحسن في شكواك هذا، فقال:[لا، ولكنّي والله ما تخوّفت على نفسي منه، لأنّي سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وآلهيقول: إنّك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا - وأشار إلى صدغيه - يسيل دمها حتّى يخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود].

وروى الحسكاني في الشواهد في الحديث ١١١٠ ص ٥١٠، قال: وبهذا الإسناد (عن ابن أبي عاصم، قال:) حدّثنا الحسن بن علي (الحلواني) حدّثنا الهيثم بن الأشعث، حدّثنا أبو حنيفة اليمامي، عن عمير بن عبد الملك، قال: خطبنا عليٌّعليه‌السلام ، على منبر الكوفة فأخذ بلحيته ثمّ قال:[متى ينبعث أشقاها حتّى يخضب هذه من هذه]؟

وروى الحسكاني في الشواهد، في الحديث ١١١١ ص ٥١١ قال: وقال أبو يحيى البزّاز في كتاب الفتن: حدّثنا محمد بن يحيى، حدّثنا محمد بن عبيد، قال: حدّثني مختار بن نافع عن أبي مطر، قال: قال عليٌّ:[متى ينبعث أشقاها ؟ قيل ومن أشقاها؟ قال:ألّذي يقتلني].

وروى الحسكاني في الشواهد، في الحديث ١١١٢ ص ٥١٢ قال: وقال (أبو يحيى البزّاز أيضا): حدّثنا محمد بن يحيى، حدّثنا أبو نعيم حدّثنا قطر، قال: حدّثني أبو الطفيل، قال:دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمان بن ملجم المرادي (لعنه الله) فردّه مرّتين، ثمّ بايعه، ثمّ قال:[ما يحبس أشقاها ليخضبنّ هذه من هذه] يعني لحيته من رأسه، ثمَّ تمثّل بهذين البيتين:

شدّ حيازيمك للموت

فإنّ الموت يأتيك

ولا تجزع من القتل

إذا حلَّ بواديك

حدّثني أبو يحيى سهل بن عبد الله بن محمد أنّ جدّه محمد بن عبد الله بن دينار، أخبره إجازه، حدّثنا أبو يحيى البزّاز بهذا الكتاب.

٢٩٣

وروى الحسكاني في الشواهد في الحديث ١١١٣ ص ٥١٢ قال: أخبرنا أبو القاسم القرشي،أخبرنا أبو بكر ابن قريش،أخبرنا الحسن بن سفيان، حدّثنا محمد بن سلمة المرادي، حدّثنا حجّاج بن سليمان، عن ابن لهيعة، قال:حدّثني أبو يونس مولى أبي هريرة أنّه سمع أبا هريرة يقول: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء عليٌّ فسلّم فأقعده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جنبه فقال:[يا عليّ من أشقى الأوّلين ؟ قال:ألله ورسوله أعلم ، قال:عاقر الناقة قالفمن أشقى الآخرين ؟، قال: ألله ورسوله أعلم، قال:فأهوى بيده إلى لحية عليّ، فقال:يا عليّ الذي يخضب هذه من هذا] ووضع يده على قرنه. قال أبو هريرة: فوالله ما أخطأ الموضع الذي وضع رسول الله يده عليه.

وروى الحسكاني في الشواهد في الحديث ١١١٤ ص ٥١٣ قال: حدّثني أبو القاسم السبيي، وأبو حازم العبدوي، أنّ أبا محمد بن أبي حامد الشيباني أخبرهم، (قال:) أخبرنا أبو علي أحمدبن محمد بن علي بن رزين الهروي، حدّثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن محمد بن خُثَيْم، عن محمد بن كعب القرظي، قال: حدّثني محمد بن خُثيْم أبو يزيد، عن عمّار بن ياسر قال: كنت أنا وعليّ في غزوة ذي العُسَيْرَة فنزلنا منزلاً فرأينا رجالا ًمن بني مدلج يعملون في نخل لهم فأتيناهم فنظر إليهم ساعة فغشينا النعاس، فعمدنا إلى صور النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب فما أهّبنا إلّا رسول الله فحّركنا برجله فقمنا وقد تترّبنا، فيؤمئذ قال لعليٍّ:[يا أبا تراب _ لما (كان) يرى عليه من الدَّقعاء - ألا أنبّئك بأشقى الناس رجلين: أُحَيْمِر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربك على هذا حتّى تبّل منه هذه] وأومى برأسه ولحيته.

وروى الحسكاني في الشواهد في الحديث ١١١٦ ص ٥١٦ قال بإسناده عن عبد الله بن عمرو، قال:

سمعت رسول الله يقول:[ألا إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي إلّا من قتل عليّ بن أبي طالب].

وروى الحسكاني في الشواهد في الحديث ١١١٧ ص ٥١٧ قال بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله:[أشقى الخلق قدار بن قدير، عاقر ناقة صالح، وقاتل عليّ بن أبي طالب] . (ثمّ) قال ابن عبّاس: ولقد أمطرت السماء يوم قتل عليّ دماً يومين متتابعين.

وروى الحسكاني في الشواهد في الحديث ١١١٨ ص ٥١٧ قال: أخبرنا أبو سعد (السعدي)، أخبرنا أبو بكر (القطيعي)، حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدّثني أبي، حدّثني وكيع، قال: حدّثني قتيبة بن قدامة الرواسي، عن أبيه، عن الضحّاك بن مزاحم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يا عليّ تدري مَنْ شرّ الأوّلين]؟، وقال وكيع مرّةً عن الضّحاك، عن عليّ، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يا عليّ تدري مَنْ أشقى الأوّلين؟ ، قلت:الله ورسوله أعلم قال:عاقر الناقة ، (ثمّ قال:)تدري - من شرّ - وقال مرّةً:- من أشقى الآخرين؟ قلت: الله ورسوله أعلم،قال:قاتلك].

٢٩٤

روى الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد، الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيين: ج٣ ص ١١٣ قال:أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القاريء، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله بن صالح، حدّثني الليث بن سعد، قال: حدّثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن هلال، عن زيد بن أسلم: أنّ أبا سنان الدؤلي حدّثه أنّه عاد عليّاً في شكوة اشتكاها، فقال: لقد تخوفنا عليك يا أبا حسن في شكواك هذا، فقال:[لا، ولكنّي والله ما تخوّفت على نفسي منه، لأنّي سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وآلهيقول:إنّك ستضرب ضربة هاهنا، وضربة هاهنا - وأشار إلى صدغيه يسيل دمها حتّى تختضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود].

روى الطحاوي في (مشكل الآثار) ج ٢ ص ٢٣٩ الباب ١١٢ قال: حدّثنا فهد، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا فطر بن خليفة، حدّثني أبو الطفيل، قال: دعا علىّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمان بن ملجم فرّد مرّتين ثمّ قال:[ما يحبس أشقاها ليخضبك هذا من هذه] يعني لحيته من رأسه، ثمّ تمثل بهذين البيتين:

أُشدد حيازيمك للموت

فإنَّ الموت لاقيك

ولا تجزع من القتل

إذا حلَّ بواديك

روى الحافظ سليمان بن أحمد بن أبي أيّوب، الطبراني، في المعجم الكبير: ج ٢ ص ٢٤٧ ط ٢ (برقم ٢٠٣٧ – ٢٠٣٨) قال: حدّثنا عبدان بن أحمد، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا ناصح، عن سمّاك: عن جابر (بن سمرة السوائي)رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله لعليٍّرضي‌الله‌عنه :[من أشقى ثمود؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى هذه الأمّة؟ قال: الله أعلم، قال: قاتلك].

حدّثنا محمد بن العباس بن الأخرم الإصبهاني، حدّثنا عبّاد بن يعقوب حدّثنا علي بن هاشم، حدّثنا ناصح، عن سماك: عن جابر (بن سمرة)رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليّرضي‌الله‌عنه :[إنّك امرء مستخلف وأنّك مقتول وهذه مخضوبة من هذه] يعني لحيته من رأسه.

روى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ص ٤٦٣ ط دار إحياء تراث أهل البيت، قال بإسناده للرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال لعليّعليه‌السلام :[مَنْ أشقى الأوّلين؟ قال: الله ورسوله أعلم قال: أشقى الأوّلين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا عليّ] وأشر إلى حيث يطعن.

قلت: هذا وعد شديد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لقاتل عليّعليه‌السلام عدّ، من أشقى ال أشقىاء، كما سمّى الله تعالى عاقر الناقة الأشقى، قال:( إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ) وذكر الله تعالى عقوبة ثمود وما أنزل الله بهم من العقوبة.

٢٩٥

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بأبي نُعيم في كتابه معرفة الصحابة: ج ٢ ص ٩٦ قال: حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إسحاق بن خالويه، حدّثنا علي بن بحر حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا محمد بن إسحاق، قال: حدّثني يزيد بن محمد بن يزيد بن خثيم المحاربي،عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم بن يزيد: عن عمّار بن ياسر، قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة ذي العُسَيِرة، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلت بلى يا رسول الله، قال:أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربك يا عليُّ على هذا - يعني قرنهحتّى يبلّ هذه -] يعني لحيته.

روى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيّد الحموئي الشافعي في كتابه فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين: ج ١ ص ٣٨٤ قال بإسناده، عن عمّار بن ياسر، قال: كنت أنا وعليّ رفيقين في غزوة ذات العُسَيِرة فلمّا نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وأقام بها، رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي عليّ:[يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون. فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم فانطلقت أنا وعليّ فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أيقظنا إلّا رسول الله صلى الله عليه وآله يحرِّكنا برجله، وقد تترّبنا من تلك الدَّقعاء فقال رسول الله (لعليّ: قم)يا أبا تراب - لما رأى عليه من التراب فقال:ألا أحدّثكم بأشقى الرجلين ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والّذي يضربك يا عليّ على هذه - يعني قرنه-حتّى تبلّ من الدم هذه، يعني لحيته].

روى أبو يُعلى أحمد بن المثنى الموصلي في مسنده: ج ١ /الورق ٣٤/ب وفي ط ١. ج ١ ص ٣٧٧ في مسند عليّعليه‌السلام في الرقم (٢٢٥) بإسناده عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال: قال عليّ:[قال لي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: من أشقى الأوّلين؟ قلت: عاقر الناقة، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قلت لا علم لي يا رسول الله، قال: ألّذي يضربك على هذه وأشار بيده إلى يافوخه.

وكان (عليٌّ) يقول:وددت أنّه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه] يعني لحيته من دم رأسه. روى الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله، الشهير بابن عساكر، الدمشقي الشافعي في كتابه تاريخ دمشق: ج ٣ ص ٣٤٢ ط٢، وبرقم ١٣٨٩ قال بإسناده، عن عثمان بن صهيب عن أبيه: أنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قال لعليّ بن أبي طالب[من أشقى الأوّلين؟، قال عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذا وأشار إلى رأسه قال: فكان عليٌّ يقول:يا أهل العراق ولوددت أن لو قد انبعث أشقاها فخضب هذه من هذا].

٢٩٦

ورواه رشدين بن سعد، عن ابن الهاد: أخبرنا أبو المظفّر القشيري، وأبو القاسم الشحامي، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو سعيد الكرابيسي، أنبأنا أبو لبيد الشامي، وأنبأنا سويد، أنبأنا رشدين، عن يزيد بن عبد الله بن أبي أسامة، عن عثمان بن صهيب، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ:[من أشقى الأوّلين؟ قال: عاقر الناقة، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا أعلم يا رسول الله، قال: الذي يضربك على هذه وأشار بيده إلى يافوخه].

وروى ابن عساكر أيضا، بإسناده عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ:[من أشقى الأوّلين؟، قال عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله، قال: ألذي يضربك على هذه-وأشار بيده إلى يافوخه - ويخضب هذه - يعني لحيته - فكان عليّعليه‌السلام يقول: (أ) لا يخرج الأشقى الّذي يخضب هذه - يعني لحيته - من هذه،] يعني مفرق رأسه.

وأورد ابن عساكر في تاريخ دمشق، رواية أخرى، بإسناده أيضا عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال عليٌّ: قال لي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[من أشقى الأوّلين؟، قلت: عاقر الناقة، قال: صدقت فمن أشقى الآخرين؟ قال:لا أعلم يا رسول الله، قال: الذي يضربك على هذه وأشار بيده إلى يافوخه- وكان (عليّ) يقول:وددت أنّه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه] يعني لحيته من دم رأسه.

وأورد ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج ٣ ص ٣٤٨ ط ٢ في الرقم ١٣٩٨ وبإسناده عن محمد بن كعب القرضي (قال:) حدّثني أبوك محمد بن خثيم المحاربي، عن عمّار بن ياسر، قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العُسَيْرة، فلمّا نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وأقام بها، رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي عليّ:[يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون . فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم فانطلقت أنا وعليّ فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أيقضنا إلّا رسول الله صلى الله عليه وآله يحرِّكنا برجله، وقد تترّبنا من تلك الدَّقعاء فقال رسول الله يا أبا تراب - لِمَا رأى عليه من التراب فقال:ألا أحدّثكم بأشقى الرجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:أُحَيْمِر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه - يعني قرنه- حتّى تبلّ هذه] يعني لحيته.

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠ ص ٣٠١ ط ٥، مطبعة إسماعيليان، قال: وفي المجمع وقد صحّت الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب:[من أشقى الأوّلين؟، قال: عاقر الناقة، قال: صدقت فمن أشقى الآخرين؟ قال: قلت لا أعلم يا رسول الله، قال: الّذي يضربك على هذه.] فأشار بيده إلى يافوخه.

٢٩٧

أقول: وروي فيه هذا المعنى أيضاً عن عمّار بن ياسر.

وفي تفسير البرهان: وروى الثعلبيّ والواحديّ بإسنادهما عن عمّار، وعن عثمان بن صهيب و عن الضحّاك، وروي ابن مردويه بإسناده عن جابر بن سمرة، وعن عمّار، وعن ابن عديّ، أو عن الضحّاك.

وروى الخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة، وروى الطبريّ والموصلي وروى أحمد عن الضحّاك، عن عمّار، أنّه قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم[يا عليُّ أشقى الأوّلين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين قاتلك] وفي رواية[من يخضب هذه من هذا].

وروى الطبراني في الجامع الصغير: ج ١ ص ١١٣ قال: عن عمّار بن ياسررضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[ألا أحدّثكم بأشقى الناس رجلين، أُحيمِر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه حتّى يبلّ منها هذه].

روى أبو عبد الله أحمد بن حنبل في (فضائل أهل البيت) من كتابه (فضائل الصحابه) ص ٢٠٧ ط ١، مطبعة فجر الإسلام، في الحديث ٣١٢ قال:

أحمد بن حنبل: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا محمد - يعني ابن راشد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن فَضالة بن أبي فضالة الأنصاري - وكان أبو فضالة من أهل بدر - قال: خرجت مع أبي عائداً لعليّ بن أبي طالب، من مرض أصابه ثقل منه، قال: فقال له أبي: ما يقيمك بمنزلك هذا، لو أصابك أجلك لم يلك إلّا أعراب جُهينة؟ تحمل إلى المدينة، فان أصابك أجلك وليك أصحابك (وصلّوا عليك)، فقال عليّ:[إنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم عهد إليَّ أنّي لا أموت حتّى أٌؤَمّر ثمّ تخضب هذه -يعني لحيته -من دم هذه - يعني هامّته -] ، وقُتل أبو فضالة مع عليّ يوم صفّين.

روى ابن أبي عاصم في كتاب (الآحاد والمثاني) الورق١٥/ب قال: حدّثنا الحسن بن عليّ، أنبأنا الهيثم بن أشعث، حدّثنا أبو حنيفة اليمامي، عن عمير بن عبد الملك، قال: خطبنا عليٌّرضي‌الله‌عنه على منبر الكوفة، فأخذ بلحيته،ثمّ قال:[متى يبعث أشقاها حتّى يخضب هذه من هذه].

وروى ابن أبي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني: ج ١ إلورق١٥/أ وفي ط١ ج ١ ص ١٤٧ في الحديث ١٧٥ من فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: حدّثنا سليمان الأقطع - شيخ قديم - حدّثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يزيد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي، حدّثني أبو بكر يزيد بن خثيم، عن عمّار بن ياسر، قال: كنت أنا وعليٌّ رفيقين في غزوة ذات العُسَيْرة، فلمّا نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وأقام بها، رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي عليٌّ:[يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟.

٢٩٨

فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشينا النوم فانطلقت أنا وعليٌّ فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أيقظنا إلّا رسول الله صلى الله عليه وآله يحرِّكنا برجله، وقد تترّبنا من تلك الدَّقعاء فقال رسول الله لعليّ:قم يا أبا تراب - لما رأى عليه من التراب فقال:ألا أحدّثكم بأشقى الرجلين ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه - يعني قرنه-حتّى تبلّ من الدم هذه،] يعني لحيته.

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٣٠، ص ٤٩٨ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت -، قال:( إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ) أي كان تكذيبها حين انبعث أشقى ثمود للعقر، ومعنى انبعث انتدب وقام، والأشقى عاقر الناقة وهو أشقى الأوّلين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإسمه قدار بن سالف، قال الشاعر، وهو عدي بن زيد:

فَمَنْ يَهدي أخا لذنابِ لوَ

فأرشوه فإن الله جارٌ

ولكن أهلكت لُوَّ كثيراً

وقبلَ الْيومِ عالجها قِدارٌ

يعني حين نزل بها العذاب، فقال لو فعلت، وقد صحَّت الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب:[من أشقى الأوّلين، قال: عاقر الناقة، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين، قال: قلت لا أعلم يا رسول الله، قال: الذي يضربك على هذه وأشار إلى يافوخه].

وعن عمّار بن ياسر، قال: كنت أنا وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في غزوة العُسَيرة نائِمَينِ في صور من النخل، ودقْعاء من التراب فوالله ما أهبّنا إلّا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يحرّكنا برجله وقد تترّبنا من تلك الدَّقعاء فقال[ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين . قلنا بلى يا رسول الله قال:أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك بالسيف يا عليّ على هذه ووضع يده على قرنهحتّى تبلّ منها هذه، وأخذ بلحيته.] وقيل إنّ عاقر الناقة كان أشقر، أزرق قصيراً ملتزق الحلق، (فقال لهم رسول الله) صالح:( نَاقَةَ الله ) ، قال الفراء: حذّرهم إيّاها كلَّ تحذير فهو نصب والتقدير إحذروا ناقة الله، فلا تعقروها....الخ.

٢٩٩

سورةُ الضُّحَى

( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الضحى: ٥

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥١٩ ط٣ في الحديث ١١٩، قال: أخبرنا أبو الحسن الشيرازي، أخبرنا أبو الحسن البصري، حدّثنا محمد بن يونس، حدّثنا حمّاد بن عيسى - غريق الجحفة - حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، قال: دخل رسول الله على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل، فلمّا رآها بكى، وقال: يا فاطمة تعجَّلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة (الجنّة) غداً. فأنزل الله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٠ ط ٣، في الحديث ١١١٠ قال: حدّثناه عبد الله بن يوسف - إملاءً سنة (ثلاث مائة و) تسع وتسعين.حدّثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل الآدمي - بمكّة - حدّثنا الكديمي، حدّثنا حمّاد الجهني، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر قال: دخل النبي صلى الله عليه (وآله) وسلّم على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل وهي تطحن، فدمعت عيناه فقال:[يا فاطمة تعجَّلي حرارة الدنيا لحلاوة الآخرة] ، قال: فأنزل الله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) .

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ١١٢٠ ط ٣ في الحديث ١١٢١ قال: فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدّثني جعفر بن محمد الفزاري، حدّثنا عبّاد، عن نصر، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عبّاس في قوله( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) قال: يدخل الله ذريّته الجنّة.

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٠ ط ٣ في الحديث ١١٢٢ قال: حدّثني الحسين بن محمد الثقفي، حدّثنا الحسين بن محمد بن حُبَيش المقريء، حدّثنا محمد بن عمران بن أسد الموصلي،حدّثنا محمد بن أحمد (بن زَبْدا) المذاري(١) ، حدّثنا عمرو بن عاصم، حدّثنا حرب بن سريح البزّاز، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ قال: حدّثني عمّي محمّد بن الحنفيّة، عن أبيه عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:[أشفع لأُمتي حتّى ينادي ربّي: رضيتَ يا محمّد، فأقول: ربِّ رضيت.

ثمّ قال:إنّكم معشر أهل العراق تقولون: إنَّ أرجى أية في القرآن :( ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) (٢) قلت: إنّا لنقول ذلك، قال:ولكنّا أهل البيت نقول: إنّ أرجى أية في كتاب الله [قوله تعالى]: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) وهي الشفاعة].

____________________

١- وقيل المرادي.

٢- سورة الزمر: الآية ٥٣.

٣٠٠