النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٥

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 348

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 348
المشاهدات: 42346
تحميل: 3721


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 348 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 42346 / تحميل: 3721
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فدعاءه صلى الله عليه وآله، وجوب موالات الإمام عليّ ومعاداة عدّوه. ووجوب نصره، والله ناصر من ينصره وأنّ الله خاذل من يخذله، فعلى المسلمين موالاة الإمام ووجوب الولاية له عليهم كما عليهم نصرته وحرمة معاداة الإمامعليه‌السلام ، وهي الدلالة على عصمته، حيث لا يجوز له إرتكاب المعصية، ولو جاز إرتكابه المعاصي لجاز معاداته، ولا يكن الله ليعادي من عادى عليّاً، إلّا إذا كان معصوماً ومنزّهاً عن كل خطيئة ودعاء النبي صلى الله عليه وآله أن يعادي الله من عادى علياً، فهو على حقّ ولا يقول إلّا الحق وبهذا الدعاء النبوي الشريف تظهر العصمة للامام مطلقاً ودائماً.

١٢- الثانية عشرة:

لما نزلت آية البلاغ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم( يَا أَيُّهَا الرَّ‌سُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِ‌سَالَتَهُ ) وأمر الناس بمبايعة الإمام عليّعليه‌السلام بالولاية، وأنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، كولاية الله ورسوله هناك وهُم في غدير خم هبط الأمين جبرئيلعليه‌السلام بآية الكمال( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ، فبولاية الإمام عليّعليه‌السلام أكمل الله سبحانه وتعالى دينه بتشريع ولاية الإمام علي وهو آخر الأحكام التي أمر الله بها المسلمين.

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد بيانه الولاية للإمام عليّ:[الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعليّ من بعدي].

ونورد، ما أخرجه محمد كرد علي في كتاب خطط الشام: ج ٥ ص ٢٥١ من حديث أبي هارون العبدي، قال: كنت أرى رأي الخوارج، لا أتولّى غيرهم حتّى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول: أُمرَ الناس بخمسٍ، فعملوا بأربع وتركوا واحدة. فقال رجل: يا أبا سعيد ما هذه الأربعة التي عملوا بها؟ قال: الصّلاة، والزكاة، والحج، والصوم صوم شهر رمضان. قال: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب. قال: وإنّها مفترضة معهنّ؟ قال: نعم، قال: فقد كفر الناس؟ قال (أبو سعيد): فما ذنبي.

أورد سُليم بن قيس الهلالي في كتابه: ص ٤٢٥ تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني، قال: قلت لعبد الله بن العباس - وجابر بن عبد الله الأنصاري إلى جنبه: شهدت النبي عند موته؟ قال: نعم، لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جمع كل محتلم من بني عبد المطلب وامرأة وصبي، قد عقل فجمعهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليّعليه‌السلام :[يا أخي، أقعدني فأقعده عليٌّعليه‌السلام وأسنده إلى نحره، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: يا بني عبد المطلب، اتّقوا الله واعبدوه، واعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرّقوا، ولا تختلفوا، إنّ الإسلام بني على خمسة:

٨١

على الولاية، والصّلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج، فأمّا الولاية فللّه ولرسوله وللمؤمنين الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون (١) ، ( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ] (٢) .

١٣- الثالثة عشرة:

دعوة الإمام على من كتم الشهادة له بحديث الغدير.

روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج ١ ص ٣٦٢ وج٤ ص ٣٨٨ قال: أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن، أنَّ عليّاًعليه‌السلام نشد الناس، من سمع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، يقول:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد وكان يعلمها، فدعا عليّعليه‌السلام بذهاب البصر فعمي فكان يحدّث الناس بالحديث بعد ما كفّ بصره.

وفيه أيضا: المشهور أنّ عليّاعليه‌السلام ناشد الناس في الرحبة بالكوفة فقال:[أنشدكم الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميقول لي وهو منصرف من حجّة الوداع: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه فقام رجال فشهدوا بذلك فقالعليه‌السلام ، لأنس بن مالك:ولقد حضرتها فما لك ؟ فقال يا أمير المؤمنين كبرت سني وصار ما أنساه أكثر مما أذكره فقال له: إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامة] فما مات حتّى أصابه البرص.

____________________

١- إشارة إلى قوله تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) سورة المائدة: الآية ٥٥.

٢- سورة المائدة: الآية ٥٦.

٨٢

وفي المناقب للخوارزمي، بروايته عن زاذان أبي عمرو أنّ عليّاً سأل رجلاً في الرحبة من حديث فكذّبه فقال عليّ:[إنّك قد كذّبتني ، فقال: ما كذّبتك، فقال:أدعو الله عليك إن كنت كذّبتني أن يعمي بصرك] قال: أدع الله، فدعا عليه فلم يخرج من الرحبة حتّى قبض بصره.

١٤- الرابعة عشرة:

خوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عدم إبلاغ ولاية الإمام عليّعليه‌السلام ، وأنّ الموت سيدركه، والولاية أمر عظيم وخطير جدّاً حيث قال صلى الله عليه وآله:[كأنّي دعيت فأجبت (١) ، وقوله صلى الله عليه وآله:وإنّي لأظن بأني أدعا وأجيب (٢) ، وقوله صلى الله عليه وآله:ألا وإنّي أوشك أن أُدعا فأجيب] (٣) ، فتخوّف النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن يدركه الموت، دون إعلام المسلمين بشأن من يخلّفه ومن عليهم بولايته، والرضوخ والاذعان والرضا بامامته وخلافته- وعليها يدور أمر الإسلام والمسلمين- والسير بما أمر الله به من إتّباع النبي وإمامهم المنصوص عليه من الله وإبلاغ النبي لهم بولايته عليهم.

١٥- الخامسة عشرة:

النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أعلَمَ الناس أنّ الإمام عليّعليه‌السلام هو الوليُّ والخليفة من بعده وأنّه يُظلمْ وأهل بيته، إلى قيام المهدي.

روى الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودّة: ج ٢ ص ٤٤٠ ط الآستانه ١٣٠١هـ قال:

أخرج موفق بن أحمد تحت عنوان عرض تاريخي عن غدير خم، بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: رفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الراية يوم خيبر إلى عليّ ففتح الله بيده ثمّ في غدير خم: ___________________

١- خصائص أمير المؤمنين: ص ١٥.

٢- الفصول المهمة لابن الصبّاغ المالكي: ص ٢٥.

٣- البداية والنهاية: ج ٥ ص ٢٠٩.

٨٣

أعلَمَ للناس أنّه مولى كلّ مؤمن ومؤمنه وقال له:[أنت منّي وأنا منك وأنت تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، وأنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك وأنت العروة الوثقى وأنت تبين ما اشتبه عليهم من بعدي. وأنت إمام وولي كل مؤمن ومؤمنه بعدي وأنت الذي أنزل الله فيه: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأكبر‌ ) وأنت الآخذ بسنّتي، وذاب البدع عن ملتي، وأنا من تنشق الأرض عنه، وأنت معي في الجنّة، وأوّل من يدخلها أنا وأنت والحسن والحسين وفاطمة، وأنّ الله أوحى إليَّ أن أخبر فضلك فقمت به بين الناس وبلّغتهم ما أمرني الله بتبليغه وذلك قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّ‌سُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّ‌بِّكَ ) إلى آخر الآية، ثمّ قال يا عليّ: اتّق الضغائن التي هي في صدور من لا يظهرها إلّا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ثمّ بكى صلى الله عليه وآله وسلم وقال: أخبرني جبرئيل أنّهم يظلمونه بعدي وأنّ ذلك الظلم يبقى حتّى إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم واجتمعت الأمّة على محبّتهم، وكان الشانئ لهم قليلاً، والكاره لهم ذليلاً، وكثر المادح لهم، وذلك حين تغيّرت البلاد، وضعف العباد، واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس راغبا إليهم أو خائفا، ثمّ قال: معاشر الناس أبشروا بالفرج فانّ وعد الله حق لا يُخْلَفُ، وقضاؤه لا يُرَد وهو الحكيم الخبير، وأنَّ فتح الله قريب أللّهم إنّهم أهلي فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، أللّهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزّهم ولا تذلّهم واخلفني فيهم إنّك على ما تشاء قدير].

١٦- السادسة عشرة:

مناشدة الإمام عليّعليه‌السلام .

روى سليم بن قيس في كتابه: ص ١٩١ ط٢، تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني، قال: رأيت عليّاًعليه‌السلام ، في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة عثمان، وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون الفقه والعلم فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم من الفضل..... الخ. فأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين الزوال - وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه - وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ساكت لا ينطق هو ولا أحد من أهل بيته. فاقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن، ما يمنعك أن تتكلّم؟ قالعليه‌السلام :[ما من الحيين أحد إلّا وقد ذكر فضلاً وقال حقّاً.

٨٤

ثمّ قال:يا معاشر قريش، يا معاشر الأنصار، بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم. قالوا: بل أعطانا الله ومَنَّ علينا برسول الله صلى الله عليه وآله. ثمّ قال:فأنشدكم، أتعلمون حيث نزلت ( يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) ، وحيث نزلت ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٢) ،

وحيث نزلت ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) (٣) قال الناس يا رسول الله، خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم. فأمر الله عزّ وجل أن يعلّمهم ولاة أمرهم وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسَّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجّهم. فنصبني للناس بغدير خم، ثمّ خطب وقال: أيّها الناس، إنّ الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أنّ الناس تكذَّبني فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني. ثمّ أمر فنودي بالصّلاة جامعة، ثمّ خطب فقال: أيّها الناس، أتعلمون أنّ الله عزّ وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: قم يا عليّ فقمت، فقال : من كنت مولاه فعليٌّ هذا مولاه، أللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه. فقام سلمان فقال: يا رسول الله، ولاء كماذا؟ فقال: ولاء كولايتي، من كنت أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) فكبَّرَ النبي صلى الله عليه وآله وقال: الله اكبر، تمام نبوتي، وتمام دين الله ولاية عليّ بعدي فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله، هذه الآيات خاصّة في عليّ؟ قال: بلى، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله، بيَّنهم لنا. قال: عليٌّ أخي ووزيري ووارثي ووصيّي وخليفتي في أمّتي ووليُّ كل مؤمن بعدي،

____________________

١- سورة النساء: الآية ٥٩.

٢- سورة المائدة: الآية ٥٥.

٣- سورة التوبة: الآية ١٦.

٨٥

ثمّ ابني الحسن ثمّ ابني الحسين، ثمّ تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يرِدوا عَلَيَّ حوضي].

وأورد الشيخ الأميني عليه الرحمة في كتابه الغدير: ج ١ ص ١٩٩ ط١ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الشورى سنة ٢٣ هـ، أو أوّل ٢٤هـ، بروايته المسنده، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب، يوم الشورى مع عليّعليه‌السلام في البيت وسمعته يقول لهم:[لأحتَجّنَّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم تغيير ذلك ، ثمّ قال:أُنشدكم الله أيّها النفر جميعاً أفيكم أحدٌ وحَّدَ الله قبلي ؟ قالوا: لا. قال:فأنشدكم الله هل منكم أحدٌ له أخٌ مثل جعفر الطيار في الجنّة مع الملائكة ؟ قالوا: أللّهم لا، قال:فأنشدكم الله هل فيكم أحد له عمّ كعمِّي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيِّد الشهداء غيري ؟ قالوا: أللّهم لا، قال:فأنشدكم الله هل فيكم أحدٌ له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيِّدة نساء أهل الجنَّة غيري ؟ قالوا: أللّهم لا. قال:أنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيَّ الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة غيري ؟ قالوا: أللّهم لا، قال:فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ ناجى رسول الله مرّات قدَّم بين يدي نجواه صدقة قبلي ؟ قالوا: أللّهم لا، قال:فأنشدكم هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، ليبلّغ الشاهد الغائب غيري] ؟ قالوا: أللّهم لا... (الحديث).

ومناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الرحبة سنة ٣٥هـ.

وأورد الشيخ الأميني في الغدير: ج ١ ص ٢٠٧ عدّة مصادر روت المناشدة في الرحبة في مناشدته، قال بالنقل عن شرح النهج لابن أبي الحديد أنَّ عليّاًعليه‌السلام نشد الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]؟ فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد، وكان يعلمها فدعا عليّعليه‌السلام عليه بذهاب البصر فعمي، فكان يُحدّث الناس بالحديث بعد ما كُفَّ بصره، ومرّ في ص ٣٥ بطرق أخرى عنه عن زيد بن أرقم.

وأورد الشيخ الأميني في الغدير: ج ١ ص ٢٢٩ مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام في يوم الجمل سنة ٣٦ من عدّة مصادر، منها ما أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين: ج ٣ ص ٣٧١ بالإسناد عن رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جدّه، قال: كنّا مع عليّ يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد الله أن ألقني فأتاه طلحة فقال:[نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميقول: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه؟] قال: نعم قال: فَلِمَ تقاتلني؟ قال: لم أذكر، قال: فانصرف طلحة.

٨٦

وأورد الأميني في الغدير: ج ١ ص ٢٣٠ حديث الركبان سنة ٣٦/٣٧هـ، من عدّة مصادر، ومنها ما رواه أحمد بن حنبل بالإسناد بالرواية عن رياح بن الحارث قال: جاء رهطٌ إلى عليٍّ بالرحبة فقالوا: ألسلام عليك يا مولانا قال:[وكيف أكون مولاكم وأنتم عرب؟ قالوا؟ سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خمّ:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] قال رياح: فلمّا مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفرٌ من الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري.

مناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم صفيّن سنة ٣٧، برواية سليم بن قيس الهلالي التابعي الكبير،وممّا جاء بمناشدة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قولهعليه‌السلام : فأنشدكم بالله في قول الله:( يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ، وقوله:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. ثمّ قال:( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) . فقال الناس: يارسول الله؟ أخاصٌّ لبعض المؤمنين؟ أم عامٌّ لجميعهم؟ فأمر الله جلَّ وعزَّ رسوله أن يعلّمهم وأن يُفسِّرَ لهم من الولاية ما فسَّر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجِّهم، فنصبني بغدير خمّ، وقال: إنّ الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أنّ الناس مكذَّبي فأوعدني لابلّغها أو يعذَّبني، قم يا عليُّ ثمّ نادى: الصّلاة جامعة فصلّى بهم الظهر ثمّ قال: أيّها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله. فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله ولاٌء كماذا؟ فقال: ولاٌء كولاي. من كنت أولى به من نفسه، فعليٌّ أولى به من نفسه، وأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (الى أن قال) فقام إثنا عشر رجلاً من البدريِّين فقالوا: نشهد إنّا سمعنا ذلك من رسول الله كما قلت.

مناشدة الإمام الحسينعليه‌السلام بمكّة، قبل موت معاوية بسنة، روى سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص ٣٢٠ بتحقيق محمد باقر الأنصاري قال: فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحسين بن عليّ علية السلام وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه، فجمع الحسينعليه‌السلام بني هاشم رجالهم ونسائهم ومواليهم وشيعتهم مَن حجّ منهم ومِن الأنصار ممّن يعرف الحسينعليه‌السلام وأهل بيته. ثمّ أرسل رسلاً: ((لاتدعوا أحداً ممّن حجّ العام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله المعروفين بالصلاح والنسك إلّا أجمعوهم لي)) فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرداقه عامَّتهم من التابعين ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وآله وغيرهم. فقام الحسينعليه‌السلام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:[أمّا بعد: فإنَّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإنّي أريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدّقوني وإن كذبت فكذّبوني أسالكم بحقّ الله عليكم وحقّ رسول الله وحقّ قرابتي من نبيّكم، لما سيَّرتم مقامي هذا ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس ووثقتم به،

٨٧

فادعوهم إلى ما تعلمون من حقَّنا، فإنّي أتخوّف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب، والله متمٌّ نوره ولو كره الكافرون وما ترك شيئاً مما أنزل الله فيهم من القرآن إلّا تلاه وفسَّره، ثمّ قال الإمام الحسينعليه‌السلام ، قال: أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية وقال: ليبلّغ الشاهد الغائب ؟ قالوا: أللّهم نعم. قال:أنشدكم الله، أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال له في غزوة تبوك: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى وأنت ولي كلّ مؤمن بعدي قالوا: أللّهم نعم. قال:أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلّا به وبصاحبته وابنيه؟ قالوا: أللّهم نعم ومما قال: أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أنا سيّد ولد آدم وأخي عليٌّ سيّد العرب وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وابناي الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة]؟ قالوا: أللّهم نعم.

١٧- السابعة عشرة:

الاحتجاجات، الّتي احتج بها أهل البيتعليهم‌السلام بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام:

أورد الشيخ الأميني في كتاب الغدير: ج ١ ص ٢٤٠ إحتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام بالإسناد عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ، عن أمّها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنها قالت:[أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلميوم غدير خم، من كنت مولاه فعليٌّ مولاه؟ وقوله صلى الله عليه وآله وسلمأنت منّي بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام؟].

وأورد الشيخ الأميني في الغدير: ج ١ ص ٢٤١ إحتجاج الإمام الحسنعليه‌السلام ، بروايته عن الحافظ الكبير ابن عقدة، أنّ الحسن بن عليّ عليهما السلام لماّ أجمع على صلح معاوية قام خطيباً وحمد الله وأثنى عليه وذكر جدَّه المصطفى بالرسالة والنبوّة، ثمّ قال:[إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا وأذهب عنّا الرجس وطهّرنا تطهيراً، لم تفترق الناس فرقتين إلّا جعلنا الله في خيرهما من آدم إلى جدّي محمّد، فلمّا بعث الله محمّداً للنبوّة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه ثمّ أمره بالدعاء إلى الله عزّ وجل فكان أبي أوّل مَنْ استجاب لله ولرسوله، وأوّل مَنْ آمن وصدَّق الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلموقد قال الله في كتابه المنزل على نبيّه المرسل: ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّ‌بِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) فجدّي الّذي على بيّنةٍ من ربّه وأبي الّذي يتلوه وهو شاهد منه (إلى أن قال:)وقد سمعتْ هذه الأمّة جدّي صلى الله عليه وآله وسلميقول: ما ولَّت أمّة أمرها رجلاً وفيهم من هو أعلم منه إلّا لم يزل يذهب أمرهم سفالاً حتّى يرجعوا إلى ما تركوه، وسمعوه ويقول لأبي: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خمّ وقال لهم: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشاهد الغائب].

٨٨

المصادر والمراجع التي يرجع إليها وأخذت منها

١. شرح نهج البلاغة: لابن أبي الحديد.

٢. شواهد التنزيل: للحاكم الحسكاني.

٣. الفصول المهمّة: لابن الصبّاغ المالكي.

٤. ينابيع المودّة: سليمان القندوزي.

٥. مجمع البيان: للطبرسي.

٦. الميزان: للعلّامة الطباطبائي.

٧. الغدير: للعلّامة الأميني.

٨. كفاية الطالب: محمد بن يوسف الكنجي الشافعي.

٩. تفسير البرهان: للسيد هاشم البحراني.

١٠. غاية المرام: للسيد هاشم البحراني.

١١. ما روته العامّة من مناقب أهل البيت: للمولى حيدر علي بن محمد الشرواني.

١٢. شرح الأخبار: للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي.

١٣. ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام : للحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبي نُعيم.

١٤. آيات الغدير في خطب حجّة الوداع وتفسير آيات الغدير.

١٥. فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة: لأحمد بن حنبل.

١٦. كتاب سُليم بن قيس الهلالي.

١٧. تاريخ دمشق: لابن عساكر.

١٨. مجمع البيان في تفسير القرآن: لابي جعفر محمد بن جرير الطبري.

١٩. تاريخ الامم والملوك (تاريخ الرسل والملوك): لابي جعفر محمد بن جرير الطبري.

٢٠. تاريخ الرجال: لابي جعفر محمد بن جرير الطبري.

٢١. جمع الجوامع: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي.

٢٢. الدرّ المنثور: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي.

٢٣. تاريخ الخلفاء: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي.

٢٤. الأكليل: في إستنباط التنزيل.

٨٩

٢٥. خصائص الوحي المبين: يحيى بن الحسن بن البطريق.

٢٦. العمدة: يحيى بن الحسن بن البطريق.

٢٧. مناقب عليّ بن أبي طالب: الموفّق أحمد الخوارزمي (خطيب خوارزم).

٢٨. مقتل الحسين: للخوارزمي.

٢٩. كنز العمّال: حسام الدين المتّقي الهندي، وكتابه (منتخب كنز العمّال).

٣٠. الكامل في التاريخ: لابن الأثير.

٣١. أسد الغابة: لابن الأثير.

٣٢. تفسير (الكشف والبيان): للثعلبي.

٣٣. معالم التنزيل: للبغوي.

٣٤. توفيق الحكيم: (كتاب محمد).

٣٥. الشهيد الخالد الحسين بن عليّ: الأستاذ حسن أحمد لطفي.

٣٦. النقض على العثمانيّة.

٣٧. حياة محمّد: محمد حسنين هيكل.

٣٨. صحيح النسائي.

٣٩. الخصائص العلويّة: للنسائي.

٤٠. مودّة القربى: للسيد علي الهمداني الشافعي.

٤١. مقتل الامام الحسينعليه‌السلام : للخوارزمي وكتابه (فضائل أمير المؤمنين ع) أو (مناقب عليّ بن أبي طالب).

٤٢. سمط النجوم: للعصامي.

أورد الخوارزمي في كتاب المناقب: ص ١١٢ بإسناده، قال عن النبي صلى الله عليه وآله قول الله سبحانه وتعالى:[يا محمّد إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولده من نوري، وعرضت ولايتكلم على أهل السموات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن جحدها كان من الكافرين. يا محمّد لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتّى يصير كالشّنِّ البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ لولايتكم. يا محمّد تُحبُّ أن تراهم؟ قلت: نعم، فقال لي: إلتفت إلى يمين العرش، فالتَفَتتُ فاذا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسين بن عليّ والمهدي في ضحضاح من نور،

٩٠

قيامٌ يصلّون وهو في وسطهم - يعني المهدي - كأنّه كوكب درّيّ. وقال لي: يا محمّد هؤلاء الحجج، وهو الثائر من عترتك(١) . وعزّتي وجلالتي إنّه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي].

وجاء في كتاب العقائد الجعفريّة للشيخ جعفر كاشف الغطاء: ص ٣٤ عن أبي طالب أنّه قال (أي النبي صلى الله عليه وآله):[يا عمّ يخرج من ولدك اثني عشر خليفة، منهم يخرج المهدي من ولدك، به تصلح الارض، ويملأها الله قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً]. (٢)

احتجاجات الامام عليٌّعليه‌السلام في أحقّيته للخلافة، فما رواه جماعة أهل الآثار، أنّ قوماً من الناس قالوا: ما بال عليّ لم ينازع أبا بكر وعمر وعثمان كما حارب طلحة والزبير، فبلغ الخبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فامر أن ينادي بالصّلاة جامعة، فلمّا اجتمع قام فيهم الامام عليّعليه‌السلام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وآله فقال:[معاشر الناس بلغني أنّ قوماً قالوا ما بال عليّ لم ينازع أبا بكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة والزبير، ألآ وإنّ لي في سبعة من أنبياء الله أسوة: أوّلهم: النبي نوح عليه‌السلام إذ قال الله تعالى مخبر عنه ( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِر... ) (٣) فان قلتم ماكان مغلوباً كفرتم وكذّبتم القرآن، وإن كان نوح عليه‌السلام مغلوباً، فعليٌّ أعذر منه.

____________________

١- العقائد الجعفريّة: ص ٣٤.

٢- مسند أحمد بن حنبل: ج ١ ص ٤٠٩ مع تفاوت يسير.

٣- سورة القمر: الآية ١٠.

٩١

الثاني: إبراهيم عليه‌السلام حيث يقول :( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) (١) ،فإن قلتم إنّه اعتزلهم من غير مكروه كفرتم، وإن قلتم إنّه رأى المكروه منهم فأنا أعذر .

الثالث: لوط عليه‌السلام إذا قال :( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ) (٢) فان قلتم إنّه كان له قوّة فقد كفرتم وكذّبتم القرآن، وإن قلتم إنّه لم يكن بهم قوّة فأنا أعذر منه .

الرابع: يوسف عليه‌السلام إذ قال :( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (٣) فإن قلتم إنّه دعي بغير مكروه وسخط فقد كفرتم وكذّبتم القرآن، وإن قلتم إنّه دعا لما أسخط الله عزّ وجل فأختار السجن فأنا أعذر منه .

الخامس: موسى بن عمران عليه‌السلام اذ قال :( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (٤) ،فان قلتم إنّه لم يفرّ منهم خوفاً على نفسه فقد كفرتم، وإن قلتم إنّه فرّ خوفاً فالوصي أعذر منه .

السادس: هارون عليه‌السلام إذ يقول :( يا ابن أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ) (٥) ،فإن قلتم إنّهم استضعفوه وكادوا يقتلونه لقلّة من يعينه فالوصي أعذر منه .

السابع: محمّد صلى الله عليه وآله إذ هرب إلى الغار، فإن قلتم إنّه هرب من غير خوف على نفسه من القتل فقد كفرتم، وإن قلتم إنّهم أخافوه فلم يسعه إلاّ الهرب إلى الغار، فالوصي أعذر منه ]، فقال الناس بأجمعهم: صدق أمير المؤمنينعليه‌السلام .

جاء في كتاب ينابيع المودّة: للقندوزي ص ١١٠

قوله تعالى( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) (٦)

____________________

١- سورة مريم: الآية ٤٨.

٢- سورة هود: الآية ٨٠.

٣- سورة يوسف: الآية ٣٣.

٤- سورة الشعراء: الآية ٢١.

٥- سورة الأعراف: الآية ١٥٠.

٦- سورة طه: الآية ٨٢.

٩٢

قال: ثمّ اهتدى إلى ولاية عليّ أهل البيتعليه‌السلام .

أورد أحمد بن حنبل في مسنده: ج ١ ص ٧٦ قال بإسناده:

عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه أخذ بيد الحسنينعليه‌السلام وقال:[من أحبّني وأحّب هذين وأحّب أباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة].

وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله[من أحبّ أن يتمسّك بقبضة الياقوت التي خلقها الله تعالى ثمّ قال كوني فكانت، فليتوّل عليّ بن أبي طالب من بعدي] (١) .

____________________

١- المناقب لابن المغازلي: ص ٢١٦.

٩٣

سورة محمّد

( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) محمّد ١-٢

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٨٩ ط٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ٨٨٤ قال حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ - املاءاً وقراءة - حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين الرصافي - ببغداد - قال: أخبرني أبو عبد الله العباس بن عبد الله بن الحسن بن سعد بن عثمان الخرّاز عن جدّه الحسن بن سعيد حدّثنا حصين بن مخارق عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن عليّعليه‌السلام قال:[سورة محمّد آية فينا، وآية في بني أميّة].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٨٩ - ط٣ في الحديث ٨٨٥ قال:

حدّثونا عن أبي العباس ابن عقدة (قال) حدثنا جعفر بن محمد بن سعيد حدّثنا مخّول حدّثنا أبو مريم وحدّثني كثير قال: حدّثني عبد الله بن حزن قال: سمعت الحسين بن عليّ بمكة ذكر( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) قال:[نزلت فينا وفي بني أميّة].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٩٠ ط ٣ في الحديث ٨٨٦ قال: أخبرنا أبو سعد المعاذي أخبرنا أبو الحسين الكهيلي حدّثنا أبو جعفر الحضرمي حدّثنا محمد بن مرزوق حدّثنا حسين الأشقر عن عمرو بن عبد الغفّار وعلي بن هاشم عن فطر عن جعفر بن (محمّد بن عليّ بن) الحسين الهاشمي قال: (في هذه السورة -سورة محمّد- آية فينا وآية في بني أميّة). وعن أبي جعفر الباقر مثله، أخرجه السبيعي.

وقال الحسن بن الحسن: إذا أردت أن تعرفنا وبني أُميّة فأقرأ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) آية فينا وآية فيهم إلى آخر السورة.

٩٤

روى القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي القاهري، في كتابه شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار : ص ٢٤٢ ط ٢ مؤسسة النشر الاسلامي، في الرقم ٢٦٤ في الأخبار والأحاديث في ولاية عليّعليه‌السلام قال: وبآخر أبو شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليه‌السلام فسأله رجل عن قول الله تعالى:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً ) (١) . فقال:[ألسِّلْم والله ولاية عليّ بن أبي طالب من دخل فيها سلم. قال، وقوله تعالى: ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) يعني من فارق عليّاً] (٢) ، قال: وكلّ شيطان ذكر في كتابه فهو رجل بعينه معروف سمّاه شيطاناً.

وأنّه قالعليه‌السلام في قول الله تعالى:( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) (٣) .

قال:[يعني صدّوا عن ولاية عليّ عليه‌السلام ، وعليّ عليه‌السلام هو السبيل].

وقال في قول الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ ) (٤) .

قال:[ألذين كفروا بولاية عليّ عليه‌السلام وظلموا آل محمّد ولا يهديهم الله إلى ولايتهم ولا (يتولون) إّلا أعداءهم الذين هم الطريق إلى جهنّم].

روى السيد البحراني في تفسيره البرهان: ج ٤ ص ١٨٠ بروايته عن محمد بن العباس الماهيار قال:

عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسن، عن أبيه عن حصين بن مخارق عن سعد بن طريف وأبي حمزة عن الأصبغ (بن نُباتة): عن عليّعليه‌السلام أنّه قال:[سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلمآية فينا وآية في بني أميّة].

____________________

١- سورة البقرة: الآية ٢٠٨.

٢- سورة البقرة: الآية ٢٠٨.

٣- سورة محمد: الآية ١.

٤- سورة النساء: الآية ١٦٨.

٩٥

وروى السيد هاشم البحراني في تفسيره البرهان: ج ٤ص ١٨٠ بروايته عن محمد بن العباس الماهيار قال: (عن أحمد بن محمد بن سعيد) قال: حدّثنا علي بن العباس البجلي عن عبّاد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال[سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم) آية فينا وآية في بني أميّة]. عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن الكاتب عن حميد بن الربيع عن عبيد بن موسى قال:أخبرنا فطر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام أنّه قال:[من أراد فضلنا على عدّونا فليقرأ هذه السورة التي يذكر فيها: ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) فينا آية وفيهم آية إلى آخرها].

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره، مجمع البيان: ص ٩٥ - ج ٢٦ ط دار إحياء التراث العربي قال: روى أبو بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .. وقالعليه‌السلام :[من أراد أن يعرف حالنا وحال أعدائنا فليقرأ سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلمفانّه يراها آية فينا وآية فيهم].

وروى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره، الميزان: ج ٢٦ ص ٢٢٧ ط مؤسسة مطبوعات إسماعيليان قال: وفي الدرّ المنثور، أخرج ابن مردويه عن عليّ قال:[سورة محمّد آية فينا وآية في بني أميّة].

أقول: وروى القمّي في تفسيره عن أبيه عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

روى الموفق بن أحمد أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه، مناقب عليّ بن أبي طالب: ص ٣٥ بإسناده عن عبد الله بن مسعودرضي‌الله‌عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:[من زعم أنّه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليّاً فهو كاذب ليس بمؤمن].

روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه، ذخائر العقبى: ص ٦٦ بروايته وبالإسناد عن عبد الله بن عباس قال: عن ابن عباس قال: أشهد بالله لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:[من سبَّ عليّاً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبَّ الله ومن سبَّ الله عزّ وجل أكبّه الله على منخريه].

روى الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد المعروف بابن حجر العسقلاني في كتابه الإصابه: ج ١ ص ٥٥٩ قال بالإسناد عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال عليّاً من بعدي وليوال وليّه وليقتدي بالائمّة من بعدي فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي] وورد الحديث في حلية الأولياء: ج ١ ص ٨٦ و ج ٤ص ص ١٧٤ و ٣٤٩ و ٣٥٠.

وهذا الحديث قد ورد في عدّة مصادر:

١- التدوين: ج ٢ ص ٤٨٥.

٢- الكواكب الدريّه: ج ١ ص ٤٤.

٣- ترجمة الامام عليّ: ج ٢ ص ٩٤، ٩٥، ٩٨، ٩٩.

٩٦

٤- روضة الأعيان: ورقة ٥٦.

٥- شرح نهج البلاغة: ج ٢ ص ٤٥٠.

٦- فرائد السمطين: ١/ب ٥.

٧- كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٥ - ٢١٧.

٨- مقتل الامام الحسين للخوارزمي: ج ١ ص ٣.

روى الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين: ج ٣ ص ١٢٨ قال: عن زيد بن أرقم قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[من يريد أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة الخلد الّتي وعدني ربّي فليتول عليّ بن أبي طالب فإنّه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة].

( ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) محمّدصلى الله عليه وآله وسلم ١١

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٩٢ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٨٨٨ قال: (وبالسند المتقدّم) قال (محمد بن عبيد الله): حدّثنا محمد بن حمّاد الاثرم - بالبصرة - حدّثنا بشر بن مطر حدّثنا سفيان بن عيينة عن أيّوب عن قتادة عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس (في قوله تعالى):( ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني وليَّ عليٍّ وحمزةَ وجعفرَ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ (عليهم‌السلام ) ووليَّ محمّد صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ينصرهم بالغلبة على عدّوهم( وَأَنَّ الْكَافِرِينَ ) يعني أبا سفيان بن حرب وأصحابه( لَا مَوْلَى لَهُمْ ) يقول: لا وليَّ لهم يمنعهم من العذاب.

وروى الحافظ علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي في كتابة مناقب عليّ بن أبي طالب: ص ٢٧٧ قال بإسناده عن ابن مسعود: عن عبد الله بن مسعودرضي‌الله‌عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخذاً بيد عليّعليه‌السلام وهو يقول:[هذا وليّي وأنا وليّه، سالمت من سالم وعاديت من عادى].

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٦ ص ٩٩ ط دار إحياء التراث العربي قال: وقال أبو جعفرعليه‌السلام :[كرهوا ما أنزل إليه في حق عليّ عليه‌السلام ( فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) (١) لانّها لم تقع على الوجه المأمور به ثمّ نبّههم سبحانه على الاستدلال على صحة ما دعاهم إليه من التوحيد واخلاص العباد لله فقال: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرض فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم ) (٢) حين أرسل الله إليهم الرسل فدعوهم إلى توحيده وإخلاص العبادة له فلم يقبلوا منهم وعصوهم أي فهلا ساروا ورأوا عواقب أولئك].

____________________

١- سورة محمّد: الآية ٩.

٢- سورة محمّد: الآية ١٠.

٩٧

( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ) محمّدصلى الله عليه وآله وسلم ١٤

روى الحافظ الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٢٩٣ ط طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٨٨٩ قال: (وبالسند المتقدّم قال محمد بن عبيد الله) حدّثنا أبو عمرو (عثمان بن أحمد) بن السمّاك حدّثنا عبد الله بن ثابت قال: حدّثني أبي عن الهذيل عن مقاتل عن عطاء: عن عبد الله بن عباس (في قوله تعالى):( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ) يقول: على دينٍ مِن ربّه، نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّعليه‌السلام ،كانا على شهادة ألا إله إلّا الله وحده لا شريك له،( كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ ) أبو جهل بن هشام وأبو سفيان بن حرب إذا هويا شيئاً عبداه فذلك قوله:( وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ) .

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٦ ص ٢٣٣ ط مؤسسة مطبوعات إسماعيليان قال: في المجمع في قوله تعالى( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِ‌هُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام :[كرهوا ما أنزل الله في حقّ عليّ عليه‌السلام ] وفيه في قوله تعالى( كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ ) قيل هم المنافقون وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

وروى الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ١ ص ٤٢٣ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٣٧٢ قال: وقرأت في التفسير العتيق الّذي عندي: حدّثنا محمد بن سهل أبو عبد الله الكوفي عن عثمان بن يزيد عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إنّي سألت ربّي مواخاة عليّ ومودّته، فأعطاني ذلك ربّي ] فقال رجل من قريش: والله لَصَاعٍ من تمر أحبّ إلينا مما سأل محمّد ربّه، أفلا سأل ملكاً يعضده أو ملكاً يستعين به على عدّوه؟ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشقّ عليه ذلك فأنزل الله تعالى عليه:( لَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) (١) .

____________________

١- سورة هود: الآية ١٢.

٩٨

( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُ‌وفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ‌ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُمْ ﴿٢١﴾ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْ‌حَامَكُمْ ﴿٢٢﴾ ) . محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ٢١ - ٢٢

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ص ٢٩٤ ط ٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٨٩٠ قال: (وبالسند المتقدَّم قال محمد بن عبيد الله): حدّثنا المنتصر بن نصر بن تميم الواسطي حدّثني عمر بن مدرك حدّثني مكّي بن إبراهيم حدّثني سفيان الثوري عن ابن جريح عن عطاء: عن ابن عباس (في قوله تعالى):( فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ‌ ) يقول: جدَّ الأمر وأُمروا بالقتال( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّـهَ ) نزلت في بني أميّة ليصدقوا الله في إيمانهم وجهادهم و(المعنى لو) سمحوا بالطاعة والإجابة(١) لكان خيراً لهم من المعصية والكراهيّة( فَهَلْ عَسَيْتُمْ ) (فلعلّكم)( إِن تَوَلَّيْتُمْ ) إنْ وُلِّيتُم أمرَ هذه الأمّة أن تعصوا الله وتقطّعوا أرحامكم. قال ابن عباس: فولّاهم الله أمر هذه الأمّة(٢) فعملوا بالتجّبر والمعاصي وقطّعوا أرحام نبّيهم محمّد وأهل بيته.

روى أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري في تفسيره المخطوط ج ٢ / الورقة ٣٤٩ / الصفحة الاولى في قوله تعالى( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) . أنَّ الآية نزلت في بني أميّة( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَ‌هُمْ ) .

روى جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٦ ص ٦٤ قال: وأخرج عبد بن حميد عن بكر بن عبد الله المزني في قوله:( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ ) الآية قال: ما أراها نزلت إلّا في الحروريّة.

وورد في سفينة البحار: ج ١ ص ٢٤٢، الحروريّة هم طائفة من الخارجين على عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام نسبوا إلى حروراء موضع قرب الكوفة وكان أوّل اجتماعهم فيه.

( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ َلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) محمّد ٢٩ - ٣٠

____________________

١- ووردت في نسخة أخرى (نزلت في بني أميّة لو صدقوا الله في إيمانهم وجهادهم وسمحوا بالطاعة والاجابة).

٢- يظهر الالتباس والتسامح، والصحيح: (فَوُلُّوا أمرَ هذه الامّة) إذ لا تصح لله سبحانه وتعالى كهذه التولية كما لم تصح نسبة قتل هابيل ويحيى بن زكريا إليه.كما لا تصح نسبة تمرد الشيطان عن إطاعة الله تعالى، إلى الله وإلّا يلزم إبطال الشرايع.

٩٩

روى نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي القاهري الشافعي في كتابه مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣٣ قال: وعن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عليٍّ فقال:[لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق. من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله. ويلٌ لمن أبغضك بعدي].

روى المتّقي الهندي حسام الدين في كتابه كنز العمّال: ج ٦ ص ١٥٨ قال: لا يبغض عليّاً مؤمن ولا يحبّه منافق. قال: أخرجه ابن أبي شيبة عن أم سلمة. وقال أيضا: عن ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) قال: ببغضهم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه الرياض النضرة: ج ٢ ص ١٨٩ قال: وعن أبي بكر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله خيّم خيمة وهو متّكيٌ على قوس عربيّه وفي الخيمة عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين فقال:[معشر المسلمين أنا سلمٌ لمن سالم أهل الخيمة وحربٌ لمن حاربهم وليٌ لمن والاهم. لا يحبّهم إلّا سعيد الجَدّ طيّب المولد ولا يبغضهم إلّا شقيّ الجدّ رديء الولادة].

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الإصبهاني في كتابه ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : ص ٢٢٧ ط ١ في الحديث ٦١ وفي كتابه خصائص الوحي المبين: ص ٧٩ ط ١ وفي ص ١٢٢ ط ٢ الفصل (٨).

قال حدّثنا الحسن بن علّان قال حدّثنا هيثم بن خلف قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم مولى بني هاشم قال: حدّثنا الحسين بن الأشقر قال: حدّثني علي بن القاسم الكندي عن أبي الحسن المدائني عن أبي هارون العبدي.

عن أبي سعيد الخدري في قوله عزّ وجل:( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) قال: ببغضهم عليّاًعليه‌السلام .

روى الهيثمي أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي الشافعي في كتابه مجمع الزوائد: ج ٩ ص ١٣٣ قال: وعن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عليّعليه‌السلام فقال:[لا يحبّك إلّا مؤمنٌ ولا يبغضك إلّا منافق. من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله. ويلٌ لمن أبغضك بعدي] قال: رواه الطبراني في (الأوسط)

١٠٠