مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح0%

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 354

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علاء الدين السيد امير محمد القزويني
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 53048
تحميل: 2886

توضيحات:

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 53048 / تحميل: 2886
الحجم الحجم الحجم
مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

«ولنستمع إلى الإمام مرة أخرى وهو يخاطب أهل الشورى قبل بيعة عثمان: «و لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري، والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين...».

ويقول أيضاً: «و هذا هو الإمام يجيب بعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحقّ به؟».

«وقد استعلمت فاعلم، أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول الله (ص) نوطاً، فإنّها كانت إثرة شحت عليها نفوس وسخت عنها نفوس قوم آخرين والحكم لله والمعود إليه القيامة».

ويقول أيضاً في نفسه الصفحة: «و لنقرأ معاً نصوصاً أخرى للإمام فيها وضوح وصراحة في رغبته عن الخلافة وإنّه كان يدفعها عن نفسه دفعاً، ولكنه كان يعتقد بأنّه أحقّ من غيره بها، ولم يذكر الإمام أنّ هناك نصّ من الله وتشريع إلهي «هكذا مكتوب» ورد في الخلافة.

أقول : هذا ما يدّعيه الدكتور الموسوي في البند الثاني من رسالته التصحيحية، من أنّ الإمام كان يقول بصراحة أنّه لا نصّ من الله في الخلافة، مع أنّه نقل عن الإمام قوله «و لقد علمتم أنّي أحقّ الناس بها من غيري».

أقول للدكتور الموسوي - رجل الفلسفة والشريعة -، كيف علم أهل الشورى بأنّ عليّاً كان أحقّ من غيره بالخلافة؟ لولا وجود النصّ من الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه، وكيف علم

١٤١

أصحابهعليه‌السلام بأنّ هذا المقام، وهو الخلافة، هم أحقّ به من غيرهم، وأنّ قومهم دفعوهم عن هذا المقام؟ لولا وجود النصّ الصريح، وكيف يعتبر الإمام أنّ القوم استبدوا عليهم بهذا المقام، وهم الأعلون نسباً؟ وكيف كان هذا الاستبداد إثرة شحت عليها نفوس، وسخت عنها نفوس قوم آخرين؟ أكل هذا التألم من الإمام وادّعائه لهذا الحق، وأنه كان يعتقد بأنّه أحقّ من غيره بالخلافة، ولكنه في نفس الوقت كان يدفعها عن نفسه، لعدم رغبته فيها؟ أليس هذا هو التناقض من الإمام في اعتقاد الدكتور الموسوي؟ فالخلافة حقّ من حقوقه (ع) وأنّه أولى بهذا الحقّ، ولم يخطر ببال الإمام أنّ هذا الحقّ سيدفع عنه. وهذا ما نقله الدكتور في قوله ص «34»:

«ويتحدث الإمام مرّة أخرى في كتاب بعثه إلى مالك الأشتر جاء فيه:

«فوالله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر ببالي أنّ العرب تزعج هذا الأمر من بعده صلى الله عليه وآله عن أهل بيته ولا أنهم منحوه عني من بعده فما راعني إلّا انثيال الناس على ابن أبي قحافة يبايعونه فأمسكت يدي».

وهذا قول صريح من الإمام لاعتقاده أنّه لا يخطر بباله أن أحداً من العرب يستطيع أن يخرج أمر الخلافة عن أهل البيت وعنه خاصّة، ولهذا راعه الأمر، بعد تلك النصوص الدالة على خلافته، أن يخالفوها، لاعتقاده بأنّ المسلمين، وهم قريبو عهد من

١٤٢

رسول الله (ص) أن يخالفوا وصيته في استخلافه من بعده (ص)، ولما رأى ذلك أمسك يده حفاظاً على وحدة الإسلام والمسلمين من التشتت والتفكك. ولهذا نرى الدكتور قد أهمل قول الإمام علي كما جاء في النهج من خطبته الشقشقية:

«والله لقد تقمصها مني.... و هو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى...». كما أهمل استشهاد الإمام بحديث الغدير على خلافته، وشهد له بذلك جماعة منهم أنس بن مالك. كما أهمل ما جاء في كتاب الإمامة والسياسة لا بن قتيبة من حقائق تنصّ على أنّ الإمام عليّاً كان يستشهد على وجود النصّ على خلافته بنصوص كثيرة، كل ذلك أهمله الدكتور بقصد تشويه تلك الحقائق بحجة التصحيح. فالطبقة المثقفة وأصحاب الأفكار الحرّة من أبناء المسلمين، والذين عقدت عليهم الآمال، لتحقيق خلافة الله في الأرض، أكثر معرفة للدوافع التي دفعت الدكتور إلى تأليف كتابه الشيعة والتصحيح، وأن القصد من ذلك زرع الفرقة بين المسلمين.

- مخالفة النصوص الإلهية -

يقول الدكتور الموسوي في صفحة «36»: «... و إن شئت فقل الإمامة إذا كانت بنصّ إلهي وفيها أمر من السماء سواء أكان علي هو المراد بتولّيها أو غير علي لكانت كل المبررات والأقاويل التي ذكرتها رواة الشيعة وعلماء المذهب الإمامي تذهب أدراج الرياح وتصبح

١٤٣

هباء منبثاً، لأنّ الخلافة عندما تكون بنصّ إلهي وبأمر من الله لا يستطيع أحد مهما كان مقامه أو منزلته في الإسلام أن يقف ضدها أو يخالفها للمبررات التي يتصورها أو يعتقد بها، فلم يكن باستطاعة علي أو غير علي من الصحابة أن يوقف نصّاً إلهياً صدر بالوحي...».

ويقول في صفحة «37»: «و مع كل ما فصلناه في الخلافة وأنّها لو كانت بالنصّ الإلهي لم يستطع أحد مهما كان شأنه أن يعمل خلافها أو يتجاهلها أو ينكرها، إلّا أننا أمام فئة كبيرة من علماء المذهب الشيعي وقد أغفلوا هذا الأمر إغفالاً، ولذلك ذهبوا إلى تأويل بيعة الإمام بالتقية أو الخوف أو أنّه أرغم على أمر لا يعتقد به وخلاف إرادته».

أقوال : أما مخالفات المسلمين - خصوصاً الصحابة منهم - للنصوص الشرعية سواء أكانت من القرآن الكريم، أو من السنّة النبوية، فكثيرة جدّاً، والمنكر لها منكر لما ثبت بالضرورة عند المسلمين، ولكن الدكتور الموسوي، لما لم يكن من أهل المعرفة والاطّلاع على ما جاء في ذلك في كتب القوم، أنكر أن يكون هناك من يخالف النصوص الشرعية، أو أنّه يعتقد-كغيره-أنّ النصّ الشرعي هو ما ورد في القرآن فقط، أمّا السنّة فهي خارجة عن النصوص الشرعية، لأنّ الله سبحانه ما فرّط في الكتاب من شيء، مع العلم أن الدكتور الموسوي أحد الذين خالفوا النصّ القرآني، وذلك في مخالفته لشرعية الزواج المؤقت، ووجوب دفع الخمس، الثابتين بنصوص شرعية، نصّ عليهما القرآن، والدكتور خالف تلك

١٤٤

النصوص، وحكم ببدعة كل من الزواج المؤقت والخمس. وهذا ما أشرنا إليه، وسوف يأتي مزيد من الكلام في ذلك إن شاء الله.

أمّا أول مخالفة وقعت من المسلمين للنصوص الشرعية، فهي مخالفة الرسول (ص) عندما طلب من القوم، أن يقدموا له الدواة والقرطاس ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده، فقال قائلهم: إنّ النبي (ص) ليهجر حسبنا كتاب الله ما فرّطنا في الكتاب من شيء. وهذا ما أجمع عليه المسلمون إلّا الدكتور الموسوي.

والمخالفة الثانية للنصّ الشرعي، مخالفة الرسول عندما أمرهم بتنفيذ جيش أسامة، وفيهم جلّ الصحابة، حتى قال (ص)، نفذوا جيش أسامة، لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة. أليس الخطاب هنا متوجهاً إلى صحابة الرسول (ص)؟ وهل استجابوا لهذا الأمر أم أنّهم خالفوه، أم أنّ النبي (ص) في أمره هذا كان يهجر؟ فبماذا يجيب الدكتور الموسوي؟

وعلى هذا فهل يستغرب الدكتور من أن المسلمين خالفوا تلك النصوص القرآنية والأحاديث النبويّة الناصّة على خلافة الإمام علي، كآية الدار أو الإنذار، وآية الولاية الناصّة على ولاية علي (ع) وآية التطهير، والمودّة، وكأحاديث الغدير، والمنزلة والثقلين، والسفينة وغيرها من الأحاديث التي مرّ ذكرها، وكلّها نصوص صريحة على وجود النصّ، أم أنّ تلك الروايات والأحاديث خارجة عن النصوص الشرعية بعد ثبوتها لدى جميع المسلمين، أم أنّ النبي (ص) قالها رغبة ومحبة لا بن عمّة علي بن أبي طالب؟ وأنّ تلك

١٤٥

الآيات لا معنى لها، إلى غير ذلك من الأسئلة التي توّجه إلى الدكتور الموسوي، وإن كنت تريد المزيد فإليك جملة من المخالفات التي وقعت من بعض الصحابة للنصوص الشرعية:

النصّ الأول: قوله تعالى:( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) (1) . قال الإمام ابن عبد البر القرطبي: لا خلاف بين العلماء أن التمتع المراد بقوله تعالى: «فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي» هو الاعتمار في أشهر الحج قبل الحج...»(2) .

أقول : هذا فرض من كان خارج مكة، وهو منصوص عليه بصريح القرآن، وقد خالف بعض المسلمين هذا النص فحرموا متعة الحج. روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي النضر قال: قلت لجابر بن عبد الله إنّ ابن الزبير ينهى عن المتعة، وابن عباس يأمر بها، قال: فقال لي على يدي جرى الحديث، تمتّعنا مع رسول الله (ص) قال عفّان: ومع أبي بكر، فلما ولي عمر خطب الناس فقال: إنّ القرآن هو القرآن، وأنّ رسول الله (ص) هو الرسول وإنّهما كانتا متعتان على عهد رسول الله (ص) إحداهما متعة الحج والأخرى متعة النساء»(3) .

_____________________

(1) سورة البقرة: الآية 196.

(2) عبد الحسين شرف الدين: النصّ والاجتهاد-ص185.

(3) الإمام أحمد: المسند-ح1-ص52.

١٤٦

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي نضرة قال: «كنت عند جابر بن عبد الله، فاتاه آتٍ، فقال ابن عباس وابن الزبير إختلفا في المتعتين، فقال جابر فعلنا هما مع رسول الله (ص) ثم نهانا عمر فلم نعد لهما»(1) .

وفي رواية أخرى كما في صحيح مسلم: «... كان ابن عباس يأمر بالمتعة، وكان ابن الزبير ينهى عنها، قال فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله، فقال على يديّ دار الحديث، تمتّعنا مع رسول الله (ص)، فلما قام عمر قال: إنّ الله كان يحلّ لرسوله ما شاء بما شاء، وإنّ القرآن قد نزل منازله، فأتموا الحج والعمرة لله...»(2) . وفي رواية عن أبي موسى «أنّه كان يفتي بالمتعة فقال له رجل، رويدك ببعض فتياك، فإنّك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك حتى لقيه بعد فسأله، فقال عمر: قد علمت أنّ النبي (ص) قد فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم»(3) .

وفي رواية كما في صحيح مسلم أيضاً: «... فكان عثمان ينهي عن المتعة أو العمرة فقال علي ما تريد إلى أمر فعله رسول الله (ص) تنهي عنه، فقال عثمان دعنا منك»(4) . وفي رواية: «قال عطاء: قدم جابر بن عبد الله معتمراً فجئناه في منزله

_____________________

(1) صحيح مسلم: ح4-ص131.

(2) نفس المصدر: ص38.

(3) نفس المصدر: ص46،45. والإمام أحمد: المسند-ح1-ص50.

(4) نفس المصدر: ص46.

١٤٧

فسأله القوم عن أشياء ثم ذكروا المتعة فقال نعم استمتعنا على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر وعمر»(1) .

وفي باب متعة الحج من كتاب النكاح من صحيح مسلم عمن سأل ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهى عنها، فقال ابن عباس: هذه أم ابن الزبير تحدثك أنّ رسول الله (ص) رخّص فيها فأدخلوا عليها، قال: فدخلنا عليها فإذا هي إمرأة متحشمة عمياء، فقالت: قد رخّص رسول الله (ص).

وروى الترمذي في صحيحه أنّ عبد الله بن عمر سئل عن متعة الحج، قال: هي حلال، فقال له السائل: إنّ أباك قد نهى عنها، فقال: أرأيت إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسول الله أأمر أبي تتبع أم أمر رسول الله (ص)؟ فقال الرجل بل أمر رسول الله (ص). قال لقد صنعها رسول الله (ص)...»(2) . إلى غير ذلك من الروايات الصحاح التي تنهى عن متعة الحج وهذه مخالفة للنصّ الإلهي.

النصّ الثاني: قوله تعالى:( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) (3) .

_____________________

(1) نفس المصدر: ص131.

(2) الترمذي في صحيحه: ح1-ص157. وانظر عبد الحسين شرف الدين:النصّ والاجتهاد-ص190.

(3) سورة النساء: الآية 24.

١٤٨

وهذه الآية الكريمة تنصّ على إباحة الزواج المؤقّت-زواج المتعة-و قد حرّمها بعض المسلمين بعد أن شرّعها الله ورسوله، وعمل بها المسلمون على عهده (ص) حتى لحق بالرفيق الأعلى، وهكذا استمر العمل بها حتى نهى عنها الخليفة عمر بن الخطاب في قوله وهو على المنبر: متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة الحج، ومتعة النساء»(1) .

أمّا النصوص الدالة على ذلك، فقد أخرجها أصحاب الصحاح في صحاحهم وأصحاب المسانيد من علماء أهل السّنة وحفّاظهم نذكر نبذة منها:

روى الإمام مسلم في صحيحه قال: «... كان ابن عباس يأمر بالمتعة، وكان ابن الزبير ينهى عنها، قال: فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله فقال: على يدي دار الحديث، تمتّعنا مع رسول الله (ص) فلما قام عمر قال: إنّ الله كان يحلّ لرسوله ما شاء بما شاء، وإن القرآن قد نزل منازله فأتّموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله وابتوا نكاح هذه النساء، فإن أوتي برجل نكح امرأة إلى أجل إلّا رجمته بالحجارة»(2) .

وعن جابر بن عبد الله قال: «كنّا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر حتى نهى عنه

_____________________

(1) الفخر الرازي: التفسير الكبير-ح10-ص50-سورة النساء( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) .

(2) صحيح مسلم: ح4-ص38.

١٤٩

عمر في شأن عمرو بن حريث»(1) . وفي رواية أبي نضرة قال: «كنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت، فقال ابن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله (ص) ثم نهانا عمر فلم نعد لهما»(2) .

وعن قيس قال: سمعت عبد الله يقول: كنّا نغزو مع رسول الله (ص) ليس لنا نساء، فقلنا ألا نستخصي، فنهانا عن ذلك، ثم رخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله: يا أيها الذين آمنوا لا تحرّموا طيبات ما أحلّ الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»(3) . وفي رواية: «.... كان عثمان ينهى عن المتعة وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي لقد علمت أنّا قد تمتّعنا مع رسول الله (ص) فقال أجل ولكنّا كنا خائفين»(4) .

وفي المسند للإمام أحمد عن عبد الملك عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: «كنّا نتمتع على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر وعمر حتى نهانا عمر أخيراً يعني النساء»(5) . وفي رواية: «... فلما ولى عمر خطب الناس فقال: إنّ القرآن هو القرآن وإنّ رسول الله (ص) هو الرسول، وإنّهما كانتا متعتان على

_____________________

(1) نفس المصدر: ص131.

(2) نفس المصدر: ص131.

(3) نفس المصدر: ص130.

(4) نفس المصدر: ص45.

(5) الإمام أحمد: المسند-ح3-ص34.

١٥٠

عهد رسول الله (ص) إحداهما متعة الحج والأخرى متعة النساء»(1) .

يقول القلقشندي: «و هو - أي عمر - أول من حرّم المتعة بالنساء، وهي أن ننكح المرأة على شيء إلى أجل وكانت مباحة قبل ذلك»(2) . إلى غير ذلك من المخالفات لنصوص القرآن، ومن أراد المزيد منها فليراجع كتاب «النصّ والاجتهاد» للسيد عبد الحسين شرف الدين ففيه المزيد.

- حديث الحوض دليل على وجود المخالفات للنصوص الشرعية من بعض الصحابة -

يقول الدكتور الموسوي في صفحة «37»: «و هكذا تحطيم كل ما يتعلق بعصر الرسالة وصحابة الرسول (ص)، لأنّ الطريق الوحيد في إظهار عصر الرسالة بما فيه كبار صحابة رسول الله (ص) بالمظهر القاتم، هو إعطاء صورة عن خروج ذلك المجتمع الإسلامي عن أوامر الله الصريحة. وهذا الأمر يتوقف على تصوير الخلافة في علي بنصّ إلهي ومخالفة الصحابة كلهم لهذا النص مع علمهم بذلك وإبلاغ الرسول (ص) إيّاهم...».

أقول : أمّا موقف الشيعة وعلمائهم من صحابة رسول الله (ص)، فهو لا يختلف عن موقف الإسلام، وما جاء به

_____________________

(1) نفس المصدر: ح1-ص52.

(2) القلقشندي: مآثر الأناقة-ح3-ص237. وانظر السيوطي: تاريخ الخلفاء-ص137.

١٥١

القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهّرة. ولكن الدكتور الموسوي وغيره، يريدون من الشيعة أن يخالفوا النصوص القرآنية، وما نطق به الوحي على لسانه (ص)، وأن يحكموا بعدالة الصحابة جميعاً، وإن أدّى ذلك إلى المخالفة الصريحة لنصوص القرآن. فالشيعة تعتقد أنّ مجموعة من صحابة رسول الله (ص) سواء في حياته، أو بعد أن انتقل (ص) إلى الرفيق الأعلى، قد مارسوا بعض المخالفات النصيّة، وحكم عليهم القرآن بالنفاق والارتداد. وهذا هو المظهر القاتم كما يقول الدكتور، لذلك المجتمع الإسلامي في مخالفته للأوامر الإلهية الصريحة. فلولا وجود تلك المخالفات من بعض الصحابة، لتلك النصوص، لما حكم عليهم بالنفاق والارتداد عن الإسلام، ولذا كان من المفروض على الدكتور أن ينسب ذلك إلى النصوص الشرعية في حكمه على صحابة رسول الله (ص)، لا إلى الشيعة. لأنّ مقتضي المنطق الشيعي هو الإيمان بكل ما نطق به القرآن وأثبتته السنّة النبويّة، ومن هنا كان الصحابة رضوان الله عليهم في المعتقد الشيعي يتّصفون بالصفات التي وصفهم بها القرآن، فمنهم المتّقون والمجاهدون في سبيل الله، ومنهم المنافقون، ومنهم من أرتد على أعقابه القهقرى، كل ذلك من نتائج مخالفات هؤلاء الصحابة للنصوص الإلهية الواردة في القرآن والسنّة الصحيحة.

أمّا القرآن الكريم، فآيات كثيرة منها، ما جاء في سورة التوبة: «إذا جاءك المنافقون» والأحزاب «و إذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنا لك ابتلى المؤمنون

١٥٢

وزلزلوا زلزالا وإذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلّا غرورا...». ولهذا روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن يزيد قال: سمعت زيد بن ثابت يقول: لما خرج النبي (ص) إلى أحد رجع ناس من أصحابه، فقالت فرقة نقتلهم، وقالت فرقة لا نقتلهم، فنزلت: «فما لكم في المنافقين فئتين»(1) .

ومن النصوص القرآنية الصريحة على وجود بعض المنافقين من صحابة رسول الله (ص) قوله تعالى: «و من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم». وقوله تعالى: «و ما محمد إلّا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتهم على أعقابكم...».

وأمّا السنّة المطهّرة الدّالة على عدم عدالة الصحابة أجمعين، وأنّ منهم المنافقين والمرتدين، ما جاء في أحاديث الحوض الثابتة في صحاح أهل السنّة منها:

- روايات البخاري في الصحابة -

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: «بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت:

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح3-ص22-23.

١٥٣

وما شأنهم، قال: إنّهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا آراه يخلص منهم إلّا مثل همل النعم»(1) . و في رواية عن ابن المسيب: «... إنّه كان يحدّث عن أصحاب النبي (ص) أنّ النبي (ص) قال: يرد عليّ الحوض رجال من أصحابي فيحلأون عنه، فأقول يا ربّ أصحابي، فيقول إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنّهم إرتدوا على أدبارهم القهقرى»(2) .

وعن عبد الله عن النبي (ص) قال: «أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم، ثم ليختلجن دوني، فأقول يا رب أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك»(3) .

وفي رواية عن أنس بن مالك عن النبي (ص) قال: «ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا». وفي أخرى عن سهل بن سعد قال: «قال النبي (ص):إنّي فرطكم على الحوض من مرّ عليّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم». و في أخرى عن أبي هريرة: «أنّ رسول الله (ص) قال: يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلأون عن الحوض فأقول يا ربّ أصحابي، فيقول إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنّهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى»(4) .

_____________________

(1) نفس المصدر:ح8-ص121.

(2) نفس المصدر:ص120.

(3) نفس المصدر:ص119.

(4) نفس المصدر:ص120.

١٥٤

وفي باب قول الله سبحانه: واتّخذ الله إبراهيم خليلا، عن ابن عباس: «... و إن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول إنّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح، وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم»(1) . وفي رواية: «... ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول: أصحابي فيقال: إنّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم»(2) .

وعن العلاء بن المسيب عن أبيه، قال: لقيت البراء بن عازب، فقلت طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة، فقال يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده»(3) . وفي رواية ابن عباس: «... ألا وإنّه يجاء برجال من أمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربّ أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، فيقال: إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم....»(4) .

وفي باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر عن ابن أبي مليكة قوله: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي (ص) كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنّه على إيمان جبريل

_____________________

(1) نفس المصدر: ح4-ص139.

(2) نفس المصدر: ص168.

(3) نفس المصدر: ح5-ص125.

(4) نفس المصدر: ح6-ص55.

١٥٥

وميكائيل»(1) . ولهذا روى السيوطي في جامعه الصغير في حديث صحيح لأحمد في مسنده والبخاري ومسلم عن أنس وعن حذيفة: «ليردن عليّ أناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك»(2) .

- روايات الإمام مسلم -

روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس: «... ألا وإنّه سيجاء برجال من أمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: كما قال العبد الصالح... قال: فيقال لي أنّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم»(3) .

وعن أبي هريرة قال: «قال رسول الله (ص) ترد عليّ أمّتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا يا نبي الله أتعرفنا، قال نعم، لكم سيماء ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول يا ربّ هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك». وفي رواية: «... و أنا

_____________________

(1) نفس المصدر: ح1-ص14.

(2) السيوطي: الجامع الصغير-ح2-ص449.

(3) صحيح مسلم: ح8-ص157.

١٥٦

فرطهم على الحوض ألا ليذادنّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم، فيقال إنّهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً»(1) .

- روايات الإمام أحمد -

عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله (ص) قال: «... ما بال رجال يقولون إنّ رحم رسول الله (ص) لا تنفع قومه، بلى والله، وإنّ رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإنّي أيها الناس فرط لكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل يا رسول الله أنا فلان ابن فلان وقال آخر أنا فلان ابن فلان، قال لهم أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى»(2) . وفي رواية: «... قال: فأقول أصحابي فقيل إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك قال: فأقول: بعداً بعداً أو قال: سحقاً سحقاً لمن يدل بعدي»(3) . ورواية أنس بن مالك: «... ليردن عليّ الحوض رجلان ممن قد صحبني، فإذا رأيتهما رفعا لي اختلجا دوني»(4) .

وعن أبي بكرة: «أنّ رسول الله (ص) قال: ليردن عليّ الحوض رجال ممّن صحبني ورآني حتى إذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا

_____________________

(1) نفس المصدر: ح1-ص150-151.

(2) الإمام أحمد: المسند-ح3-ص18.

(3) نفس المصدر: ص28.

(4) نفس المصدر: ص39، وانظر ص88.

١٥٧

دوني فلأقولن ربّ أصحابي أصحابي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»(1) . وفي رواية: «... إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم...»(2) . وفي رواية ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): «أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا ربّ أصحابي فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك»(3) إلى آخر ما رواه الإمام أحمد.

يقول الشيخ محمود أبو ريه: ذكر البغوي وغيره عن ابن عباس أنّه قال: لم يكن رسول الله يعرف المنافقين حتى نزلت سورة براءة وكان قبلها يعرف بعض صفاتهم وأقوالهم وأفعالهم ممّا جاء عنهم في عدّة سور نزلت قبل سورة براءة، منها سورة المنافقين، والأحزاب والنساء والأنفال، والقتال والحشر. أمّا سورة براءة فقد فضحتهم وكشفت جميع أنواع نفاقهم الظاهرة والباطنة ومن أجل ذلك سميت «الفاضحة» والمبعثرة والمشردة، والمثيرة، والحافرة،... و المدمرة، وسورة العذاب»(4) .

أقول: من هذه الروايات وغيرها، يعتقد الشيعة أن صحابة الرسول (ص) لم يكونوا جميعاً من العدول، بل لم يكونوا جميعاً من المؤمنين، ففيهم المرتد على أعقابه، كما هو صريح تلك النصوص،

_____________________

(1) نفس المصدر: ح5-ص48 وص50.

(2) نفس المصدر: ح1-ص235.

(3) نفس المصدر: ص384، وانظر ص204.

(4) أبو ريه: أضواء على السنّة المحمدية-ص329.

١٥٨

وفيهم المنافقون، وهذا نتيجة مخالفتهم للنصوص الشرعية، وفي مقدمتها النصّ على خلافة الإمام علي (ع). ولهذا فالشيعة تعتقد بالصحابة وفقاً لتلك النصوص حتى لا تدخل تحت قوله تعالى: «و من يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى»، وأي هدى أوضح من تلك النصوص الواردة على لسانه (ص) باتّفاق جميع المسلمين. ولكن الدكتور الموسوي رانت على عينه غشاوة فهو لم يبصر تلك النصوص الصحيحة والمتواترة شأنه شأن ابن حزم وابن خلدون وأحمد أمين، ومحمد أبو زهرة، والدكتور أحمد شلبي، وإحسان ظهير، وموسى جار الله التركستاني، وغير هؤلاء من الذين أنكروا تلك الأحاديث الواردة في كتب أهل السنّة. وهذه مخالفة صريحة كان من المفروض أن لا يقع فيها هؤلاء ليطعنوا في هذه الأحاديث النبويّة الصحيحة. و في ذلك يقول رسول الله (ص): «أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذّب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»(1) .

ومن هنا يظهر فساد ما يقوله الدكتور الموسوي في صفحة «38»: «هذه خلاصة ما كتبه بعض علماء الشيعة ورواه بعض رواة أحاديث الشيعة-سامحهم الله-عن الإمام علي نصّاً وتلويحاً. ولست أدري ماذا يكون موقف هؤلاء يوم القيامة إذا احتكم الإمام ربّه فيهم، كما أنّي أعتقد جازماً أن بين هؤلاء الأكثرية توجد فئة غير

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح1-ص12.

١٥٩

قليلة ساهمت في تغيير مسار الفكر الإسلامي الموحّد إلى طريق الشقاق والنفاق ولضرب الإسلام والمسلمين بما فيهم علي وعمر، مع أنهم في ظاهر الأمر كانوا يظهرون بمظهر حماة المذهب الشيعي، إلّا أنّ الغرض كان هدم المذاهب كلها، وإن شئت فقل الطعن في الإسلام...» إلى آخر مفترياته على علماء الشيعة.

أقول : إنّ المتتبع لكتاب «الشيعة والتصحيح» لم يجد فيه سوى الطعن والسبّ في علماء الشيعة، وهذه هي الغاية من تأليف هذا الكتاب، أمّا عرضه لما كتبه بعض علماء الشيعة، كما يزعم، أو ما رواه رواة الشيعة، عن الإمام علي نصّاً وتلويحاً، فقد تقدمت النصوص الصريحة على ذلك من علماء أهل السنّة ورواتهم، وليست هي من روايات رواة الشيعة. والدكتور الموسوي لم يذكر في كتابه ولا رواية واحدة ممّا نسبه إلى علماء الشيعة وهذا من جملة مفترياته على الشيعة.

وأمّا قوله: «و لست أدري ماذا يكون موقف هؤلاء يوم القيامة...»، فهو موقف صريح نصّت عليه السنّة، بقوله (ص): «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار...». فهذا الحديث، هل يصدق على من والى عليّاً ونصره، أم على من خذله وعاداه؟ فإن قال الدكتور بالأول، فقد بطل قوله: «ولست أدري...» وإن كان لا يدري، فهو غير معذور، فماذا يكون موقفه إذن يوم القيامة، حينما يقول له الإمام علي: إنّك قطعت رحمي فإنّك لست مني؟ ومن هنا يكون علماء الشيعة ورواتهم، هم

١٦٠