الكافي الجزء ١٠

الكافي6%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 234356 / تحميل: 5685
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

( موسى ـ السعودية ـ )

تعقيب على الجواب السابق :

أشكركم على هذا الردّ الوافي ، وأتمنّى لكم دوام الصحّة والعافية ، وأن ينفع الله بعلمكم الأُمّة الإسلامية.

( عبد الله ـ ـ )

اعتراضاته :

س : تحية طيّبة وبعد ، أنا من الذين يتعرّضون لبعض المواجهات مع بعض الأشخاص من العامّة والوهّابية ، وحيث إنّه يوجّهون بعض الإشكالات على مذهب الحقّ ، ورغبتنا منّا في الحصول على الردّ المناسب وعدم الرد المتسرّع ، أوجّه لكم هذه الرسالة من أحد أهل السنّة ، والتي سوف أكون شاكراً لكم ، لو حصلت على الردّ المناسب على هذه الرسالة.

أمّا أنّ عمر ابن الخطّاب اعترض على أمر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته ، فاعلم أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله له أمران : أمر في شؤون الدين والتشريع ، فلا يسع أحداً أن يشاور فيها ، ولا يقدّم بين يدي الله ورسوله ، وأمر في شؤون الحياة ، وهو الذي تطبّق فيه الشورى.

في غزوة بدر نزل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالصحابة في مكان ، وأشار الحباب بن المنذر بمكان أخر فاختير مكان الحباب.

في غزوة أُحد كان رأي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله المكوث في المدينة ، وكان رأي شباب الصحابة الخروج ، وكان الخروج

هنا يقول : أنّه لم يصدر أيّ حديث بذمّ عمر بن الخطّاب من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أيّ قول أثر عن علي بن أبي طالب يذمّ فيه عمراً ، إذا كان لديك قول ممّا سبق فإلينا به.

ثالثاً : إذا حكمت بعدم عدالة عمر ، فهذا يعني أنّه ليس بكفؤ للزواج من بنت علي بن أبي طالب ، فلماذا زوجّه إذن؟ إن قلت : بسبب التهديد ، فهذا قول

٤٠١

مردود ، لأنّه لا اعتقد أنّ الفارس يرضخ لتهديد عمر ، الذي ذكرتم في جبنه الأقاويل.

وإن قلت : بسبب التهديد ، فكيف يحلّ لمعصوم أن يتنازل عن أمر فاضل إلى مفضول تحت التهديد ، وهو المعصوم من الله عصمتين ، عصمة من الخطأ في أمر الدين ، وعصمة من أن يقتله أحد من البشر ، قال تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) (١) ، وقال تعالى :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٢) .

فإن أسقطت هاتين العصمتين على الإمام علي بن أبي طالب ، فهذا يتنافى تماماً مع رضوخه للتهديد ، وإن لم تسقطها عليه ، فهذا يناقض عقيدة العصمة عندكم ، وإن قلت بالأُولى دون الثانية ، فهذا يعني أنّ كلام الإمام هو وحي من الله ، فهل أنت تقول بهذا القول؟ وإن قلت بالثانية دون الأُولى ، فالإمام علي مات شهيداً مقتولاً.

إن قلت : إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله زوّج ابنته بأحد المشركين قبل الهجرة ، فأقول لك : إنّ ذلك قبل اكتمال شرائع الدين ، ولكن بعد اكتمال شرائع الدين لا يحلّ ذلك ، وإن قلت : إنّ الإمام زوّج عمر عن رضى منه ، فهذا يعني كفاءة وعدالة عمر ، وهو عكس ما أنت عليه الآن.

وإن قلت بالقول الشائع ، إنّه هناك ملابسات خاصّة ، فعليك بذكر تلك الملابسات.

وإن قلت : إنّ الإمام زوّجها خطأً ، فذلك ينافي العصمة ، وهل صحيح أنّه هناك من اجتهد مقابل قول الرسول في حياته ، ولم يصدر من الرسول أيّ شيء حيال هذا الاجتهاد؟

انتظر الردّ بفارغ الصبر ، وأرجو أن يكون سريعاً.

ج : يمكنكم أن تبعثوا بهذه الرسالة إلى من ذكر لكم هذه الإشكالات لتكون جواباً على استفساراته :

____________

١ ـ النجم : ٣.

٢ ـ المائدة : ٦٧.

٤٠٢

أودّ في البداية أن الفت انتباهكم إلى أنّ المشكلة تكمن في أنّكم في مقام الاستشهاد والاستدلال تحاولون التمسّك بالأخبار والتاريخ الوارد في كتبكم ، وتجعلون ذلك حجّة علينا ، أمّا حينما تصل النوبة إلينا فلا حقَّ لنا أن نستشهد بما ورد في كتبنا ، فلماذا باؤكم تجرُّ دون بائنا؟ وهل هذا من العدل والإنصاف؟!

وعلى أيّ حال ما أشرتم إليه أوّلاً من انقسام الأمر إلى قسمين فهذا وجيه ، ولكن ماذا نفعل إذا كانت المخالفة في شؤون الدين ، فتعال واقرأ :

١ ـ عن ابن عباس : لما حضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هلمَّ اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده » ، قال عمر : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله.

فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قربّوا يكتب لكم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا اكثروا اللغو والاختلاف عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال رسول الله : «قوموا »(١) .

وينقل البخاري نفسه أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «آتوني بكتاب اكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً » ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا : هجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

إنّه ما أعظمه من اعتراض! وهل يوجد اعتراض أكبر من هذا يوجّه إلى النبيّ؟ ويقابل به بهذا الشكل من الوقاحة؟ إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطلب أن يكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، وهل يوجد كتاب أعظم من هذا الكتاب الذي لا يضلّ بعده المسلمون؟ ويأتي الاعتراض والردّ على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه غلبه الوجع أو هجر ، وهل تعلم ما معنى ذلك؟ أي أنّه يتكلّم بلا شعور ولا إدراك ، في الوقت الذي

____________

١ ـ صحيح البخاري ٧ / ٩ و ٨ / ١٦١ ، صحيح مسلم ٥ / ٧٦ ، المصنّف للصنعاني ٥ / ٤٣٨ ، مسند أحمد ١ / ٣٢٤.

٢ ـ صحيح البخاري ٤ / ٣١.

٤٠٣

يقول عنه تعالى :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (١) ، ماذا يتصوّر من جريمة أعظم من هذه الجريمة؟

واقبح من هذا أن يأتي المرقّع فيقول : إنّ المقصود الاستفهام ، أي أهَجَر ، وهل الاستفهام أقلّ قبحاً من نسبة الهجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من دون الاستفهام.

٢ ـ عن أبي وائل قال : « قام سهل بن حنيف يوم صفّين فقال : أيّها الناس اتهموا أنفسكم ، لقد كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الحديبية ، ولو نرى قتالاً لقاتلنا ، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين المشركين ، فجاء عمر بن الخطّاب ، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ألسنا على حقّ وهم على باطل؟

قال : « بلى » ، قال : أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال : « بلى » ، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال : «يا بن الخطّاب إنّي رسول الله ، ولن يضيعني الله أبداً ».

قال : فانطلق عمر فلم يصبر متغيّظاً ، فأتى أبا بكر ، فقال : يا أبا بكر ألسنا على حقّ وهم على باطل؟ قال : بلى ، قال : أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النار؟ قال : بلى ، قال : فعلامَ نعطي الدنية في ديننا ونرجع ، ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟

فقال : يا بن الخطّاب إنّه رسول الله ، ولن يضيعه الله أبداً ، قال : فنزل القرآن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالفتح ، فأرسل إلى عمر فأقرأه إيّاه ، فقال : يا رسول الله أو فتح هو؟ قال : «نعم » فطابت نفسه ورجع »(٢) .

ولا ندري ما هو الاعتراض إذا لم تكن مواجهة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الشدّة اعتراضاً.

____________

١ ـ النجم : ٣ ـ ٤.

٢ ـ صحيح مسلم ٥ / ١٧٥ ، صحيح البخاري ٤ / ٧٠ و ٦ / ٤٥ ، مسند أحمد ٣ / ٤٨٦.

٤٠٤

وقد يقول قائل : هل في المشورة بأس؟ وهل من القبيح أن يدلي بعض الصحابة برأيه في موضوع معيّن؟ ولماذا لا نحمل هذين الخبرين على ذلك؟

والجواب واضح ، فإنّ التشاور يعني إبداء الرأي من دون رفض ومعارضة بخلاف الاعتراض ، فإنّه يعني الرفض والإنكار دون مجرد إبداء الرأي ، وواضح أنّه في هذين الحديثين نجد الرفض والإنكار بأعلى درجاته ، إنّه إلى حدِّ نسبة الهجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلى حدٍّ لا يكتفي عمر بجواب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يذهب إلى أبي بكر ، وينزل القرآن بعد ذلك ، وتطيب آنذاك نفس الخليفة ، إنّه إلى حدٍّ يتغيّض على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا ما أشرتم إليه من أنّه هل هناك ذمّ من الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟ فجوابه : إنّ الشخص الذي تصدر منه مثل هذه المواجهة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ الذي هو أعظم شخصية إسلامية ـ ويسكت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خوفاً على الإسلام من أن يصاب بثلمة بسبب الاختلاف ، فكيف بالإمام عليعليه‌السلام ؟

هل تتوقّعون منه الاعتراض والذمّ؟ وقد صدر أكبر ذمّ منهعليه‌السلام للخليفة الثاني ، وذلك بعد موت الخليفة في الخطبة الشقشقية المعروفة ، التي من أجلها أنكرتم وأنكر أصحابكم نسبة نهج البلاغة إلى الإمام عليعليه‌السلام ، ولكن ليس وراء الحقّ إلاّ الضلال.

وأمّا ما أشرتم إليه من أنّه إذا حكمت بعدم عدالة عمر فكيف زوجّه الإمامعليه‌السلام بابنته ، بعد عدم كونه كفؤاً ، فهو مضحك حقّاً ، حيث ليس لكم اطلاع على أنّ المسلم كفؤ المسلمة ، وليس العادل كفؤ العادلة ، إنّ التكافؤ لابدّ أن يكون بالإسلام وليس بالعدالة ، وبهذا تبطل جميع المقدّمات والشقوق المنطقية أو العقلية ، التي سوّدتم صحيفتكم بها.

نسأله تبارك وتعالى الهداية والتوفيق.

٤٠٥
٤٠٦

العولمة والحداثة :

( خليفة الرحمن ـ السعودية ـ )

موقف الإسلام منهما :

س : ما مفهوم كُلّ من المصطلحين التاليين : الحداثة؟ العولمة؟ وما موقف الإسلام منهما؟ وما دور الشباب المسلم تجاه ما يعنيانه؟ وفّقكم الله وسدّد خطاكم.

ج : تارة نتكلّم عن الحداثة في مفهومها اللغوي ، وتارة في مفهومها العلماني.

فالحداثة بمفهومها اللغوي هي بمعنى الأكثر جدّة ، فهذا الجديد أو الأجد إذا كان ينسجم مع أحكام الإسلام وقوانينه ولا يعارضه ، فموقف الإسلام منه موقف إيجابي لا سلبي ، فالإسلام لا يحارب الجدّة والحداثة ، نعم هو يحارب كُلّ ما يتعارض مع أحكامه وقوانينه.

وأمّا الحداثة بمفهومها العلماني هي عبارة عن الابتداع في كُلّ شيء من شؤون الحياة ، حتّى لو أدّى إلى ضرب الدين عرض الجدار ، وهذا ممّا لاشكّ فيه يتنافى مع روح الإسلام ، فالإسلام مع الحداثة التي تنسجم مع قوانينه الخالدة ، وضدّ الحداثة التي هي الدعوة إلى ضدّها ، ولكن بأسلوب جديد وحديث.

٤٠٧

وأمّا بالنسبة إلى العلمانية فهي بمفهومها الوضعي عبارة عن الرجوع إلى نتائج البحث العلمي البشري البحت بعيداً عن الدين ، فالعلمانية بهذا المفهوم تتنافى مع الدين.

ولاشكّ أنّ الدين قائم على أساس العلم ، والعلم قائم على الأسس العقلية المتينة ، والقواعد المنطقية الصحيحة ، ولا يوجد في الدين ما يتنافى مع ضرورات العقل ، والمقرّرات العقلية للعلم ، أمّا المقرّرات غير القطعية فبما أنّها عُرضة للتغيير فلا يمكن أن نربط الدين بها ، فيصبح الدين متغيّراً ، فليس من الصحيح أن نقول : أنّ الدين تبع للعلم.

إذاً ، العلمانية لا تعتقد بالثوابت الدينية ، وإنّما تعتمد على نتائج الفكر البشري المحدود.

وبتعبير آخر أوضح : إنّ العلمانية أُريد لها أن تكون شيئاً مضادّاً للدين ، يعني هناك أطروحتان لإدارة الحياة : أطروحة إلهية ، وأطروحة وضعية بشرية بعيدة عن قوانين الدين ، ولهذا حينما تقارن التشريعات يقال : هذا تشريع ديني إلهي ، وهذا تشريع وضعي بشري.

فالأطروحة العلمانية هي الأطروحة الوضعية التي تتقيّد بنتائج الفكر البشري ، بعيدة عن الدين عقائداً وأخلاقاً وأحكاماً ، وبهذا تتنافى مع الدين.

وليس المقصود من العلمانية في الاصطلاح معناها اللغوي المشتقّ من العلم ، لأنّ العلم في حدود القواعد المنطقية والأُسس العقلية السليمة يقرّ بالدين ، ولا يتنافى مع الدين في الحدود المسموح بها.

أمّا هناك أُمور غير مسموح بها لأنّها فوق طاقة العقل البشري ، ولهذا تجد المختبرات العلمية تكتشف اليوم أمراً ثمّ تنسفه غداً ، أمّا في الدين لا يوجد شيء من هذا القبيل إنّما حلال محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة.

٤٠٨

فالتغيّر إنّما يكون في الموضوعات أو في المصاديق ، أمّا في أصل الأحكام فإنّها ثابتة لا تقبل التبديل والتعديل.

( ـ ـ )

المجتمع الحديث :

س : ما هو المقصود من المجتمع الحديث؟ وشكراً.

ج : المجتمع الحديث هو الذي يستخدم أفراده وحكومته أكثر المنجزات العلمية والتكنولوجية تطوّراً في إنجاز أعمالهم ونيل أهدافهم ، أي أنّهم في المجتمع الحديث ، إذا أرادوا إرسال نداء أو رسالة لا يرسلون قاصداً بل يستخدمون أفضل وسائل الاتصال في أسرع وقت ، وفي منتهى الدقّة ، كما أنّ الحكومة تمتلك أفضل المعلومات ، وتستخدم أرقى العلوم تطوّراً لتحليل قضاياها ، كما أنّها مسلّحة بآخر المنجزات الصناعية.

٤٠٩
٤١٠

الغدير :

( حميد ـ عمان ـ )

دلالة حديث الغدير على إمامة عليعليه‌السلام :

س : ما هو حديث الغدير؟ وكيف يدلّ على إمامة علي عليه‌السلام ؟

ج : حديث الغدير هو : قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع بغدير خم ، حينما قام في الناس خطيباً ـ من خطبة طويلة ـ : « يا أيّها الناس إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ».

وقد روى هذا الحديث كثير من الصحابة ، وأورده جمع كبير من علماء الفريقين في كتبهم ، وأرسلوه إرسال المسلّمات(١) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية عليعليه‌السلام واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحبّ والصديق وغيرهما ، لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية.

أمّا المقالية : فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته ، ثمّ جاء بقرينة واضحة على أنّ مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحبّ وما

____________

١ ـ مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ، المستدرك ٣ / ١٠٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ، المعجم الكبير ٤ / ١٧ و ٥ / ١٧٠ و ٥ / ١٩٢ و ٥ / ٢٠٤ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٨١ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٧٥ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٢٥٦ ، ٦ / ٨٢ و ٣٥٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢١٣ و ٢١٧ و ٢٣٠ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الجوهرة : ٦٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣١ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٢١ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٣ و ٣٩١.

٤١١

شاكل ، وذلك بقوله : « وأنا أولى بهم من أنفسهم » ، فهي قرينة تفيد أنّ معنى ولاية الرسول ، وولاية الله تعالى ، هو الولاية على النفس ، فما ثبت للرسول يثبت لعليعليه‌السلام ، وذلك لقوله : «من كنت مولاه فهذا مولاه ».

وأمّا الحالية : فإنّ أيّ إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأُمور عنده ، وأعزّها عليه.

وهذا ما صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما حج حجّة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم ، ويخطبهم تلك الخطبة الطويلة ، بعد أن أمر بإرجاع من سبق ، وانتظار من تأخّر عن العير ، وبعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب.

كُلّ هذا فعله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليقول للناس : إنّ علياً محبّ لكم صديق لكم ، فهل يليق بحكيم ذلك؟ وهل كان خافياً على أحد من المسلمين حبّ عليعليه‌السلام للإسلام والمسلمين؟ وهو الذي عرفه الإسلام بإخلاصه وشجاعته ، وعلمه وإيمانه.

أم أن ذلك يشكّل قرينة قطعية على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .

نسأله تعالى أن يعرّفنا الحقّ حقّاً ويوفّقنا لاتباعه.

( عبد السلام ـ هولندا ـ سنّي )

عيد من الأعياد الإسلامية :

س : هل للمسلمين عيدين فقط ، كما يوجد في بعض الأحاديث أم لا؟ وهل هناك أحاديث بأنّ صيامه سنّة مؤكّدة؟ اذكروها إن أمكن ، ولكم جزيل الشكر.

ج : اتفق المسلمون على وجود عيدين في الإسلام ، عيد الأضحى ، وعيد الفطر ، وتترتّب عليه بعض الأحكام الفقهية ، مثل حرمة الصيام فيهما.

____________

١ ـ المائدة : ٦٧.

٤١٢

أمّا مسألة صومه ، فهناك أحاديث كثيرة في فضله ، رويت من طرق الشيعة وأهل السنّة على السواء.

وإليك بعض ما روي في كتب السنّة : عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة ، كتب الله له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي بن أبي طالب فقال : « ألست ولي المؤمنين» ؟

قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ».

فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كُلّ مسلم ، فأنزل الله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ) (١) .

وعليه فعيد الغدير من الأعياد الإسلامية الكبرى ، لأنّه المتمّم لمفاهيم عيدي الفطر والأضحى ، إذ بعيد الفطر يتميّز الصائمون من غيرهم ، وبعيد الأضحى يتميّز الحجّاج ، ومن يعظّمون الحجّ عن غيرهم ، وبعيد الغدير يتميّز من يقدّس هذين العيدين بأبعادهما الإسلامية كاملة.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

نزول آيتي البلاغ والإكمال في علي :

س : أودّ أن أسأل حضراتكم عن الآيتين :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، و( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ؟

فالأُولى رقمها ( ٦٧ ) في سورة المائدة ، والثانية رقمها ثلاث في نفس السورة ، وكما نسمع في الروايات أنّ آية البلاغ نزلت قبل آية الإكمال ، لكن في القرآن نجدها بعد آية الإكمال ، كيف ذلك؟

ثمّ هل إنّ الروايات القائلة بنزول الآيتين في شأن الإمام عليعليه‌السلام متواترة؟

ج : إنّ القرآن الكريم رتّبت آياته من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بأمر الوحي عن الله تعالى ، ولا علاقة لذلك بترتيب السابق واللاحق في النزول ، وهذا ما يسمّى

____________

١ ـ المائدة : ٣ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٠٠ و ٢٠٣ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٨٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٦ ، المناقب : ١٥٦.

٤١٣

بالنظم ـ أي نظم آيات السورة بحسب أغراض ومصالح معينة ، قد تظهر أسبابها عندنا ، وقد تخفى أسباب بعضها كذلك ـ.

واعلم إنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) إذا أخذنا فيها ترتيب الآيات ـ وهو ما نسمّيه بسياق الآيات ـ بنظر الاعتبار ، فإنّ الآيات التي قبلها والتي بعدها تتحدّث عن أهل الكتاب ، فالآية التي قبلها هي :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ ) ، والآية التي بعدها هي :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ ) ، مع أنّ اليهود والنصارى في ذلك العهد النبوي لم يكن لهم شأنٌ وخطر ، فهم ليس بأهل قوّةٍ ولا شوكةٍ ، ولا سطوة حتّى يخشى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم ، إن هو بلّغ الإسلام ، فإنّ الإسلام عند نزول الآية قد أعزّه الله تعالى بقوّته ، وتمكّنت سطوته ، فلا معنى لخوف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من النصارى في تبليغ الإسلام ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنّ الآية تشير إلى تبليغ أعظم ، وأمر أخطر لم يألفه المسلمون ، وسيرتاب منه المنافقون ، ويتزعزع لعظم خطره أهل الجاه والدنيا ، وهذا الأمر هو تبليغ ولاية عليعليه‌السلام الذي لا يطيقه المنافقون ، والذين في قلوبهم مرض ، فإنّهم سيحاولون إلى التصدّي لجهودهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

لذا أخبره تعالى أنّه سيعصمك من خطر هؤلاء ومن مؤامراتهم ، مضافاً إلى أنّ الروايات من قبل الفريقين تؤكّد أنّ آية( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) نزلت في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام (١) ، ممّا يعني أنّ ترتيب الآيات وسياقها لا علاقة له بمعنى الآية وسبب نزولها.

لذا فلا عليك أن ترى تقدّم آية( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) على آية( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، فإنّ روايات أهل السنّة والشيعة كُلّها متّفقة على نزولهما في تبليغ ولاية عليعليه‌السلام .

____________

١ ـ أُنظر : أسباب نزول القرآن : ١٣٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٣٩ و ٢٤٩ و ٢٥٦ و ٣٥٣ و ٤٠٢ و ٢ / ٣٩١ و ٤٥١ ، الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٨ ، فتح القدير ٢ / ٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٣٧ ، المناقب : ٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٥٩ و ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٥.

٤١٤

( أبو مهدي ـ ـ )

أحد الأدلّة على إمامة علي :

س : لقد ناقشت أحد إخواننا السنّة حول قضية الغدير ، والتي صرّح فيها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالولاية لعليعليه‌السلام ، فأجابني : بأنّ الموقف كان بيان من الرسول ليوضّح منزلة عليعليه‌السلام منه وحبّه ، والسبب الوحيد هو ليزيل ما في قلوب بعض الصحابة عليه ، ولو أراد خلافته فلم لم يصرّح بوضوح ، كأن يقول : يا أيّها الناس إنّ علياً إمامكم من بعدي ، وقد فرض الله طاعته عليكم.

فالرجاء إعطائي جواباً شافياً مع الشكر الجزيل.

ج : قد صرّح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام من بعده في عدّة أحاديث ، من بداية الدعوة الإسلامية وإلى يوم الغدير ، ومن تلك الأحاديث :

١ ـ حديث الدار : عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) : « دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال لي : يا علي ، إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه »(٢) ، فهل تجد أصرح من هذه العبارة؟

٢ ـ حديث الولاية : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي »(٣) ، أو : « أنت وليّ كُلّ مؤمن بعدي ومؤمنة »(٤) ، أو : « أنت وليّي في كُلّ مؤمن بعدي »(٥) .

____________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٣ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٤ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١١ ، جواهر المطالب ١ / ٨٠ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٦٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٤٥٩.

٣ ـ ذخائر العقبى : ٨٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٠ ، مسند أبي داود : ٣٦٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٦٤ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٩٩ ، الجوهرة : ٦٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، جواهر المطالب ١ / ٢١٢ ، ينابيع المودّة ٢ / ٨٦.

٤ ـ المستدرك ٣ / ١٣٤.

٥ ـ مسند أحمد ١ / ٣٣١ ، كتاب السنّة : ٥٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٢.

٤١٥

أليس هذا الحديث يدلّ على ثبوت الأولوية بالتصرّف لعليعليه‌السلام ؟ وهذه الأولوية مستلزمة للإمامة.

٣ ـ حديث الغدير : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح وغيره عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بواد يقال له : وادي خم ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ، ووال من والاه »(١) .

فأثبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذا الحديث لعليعليه‌السلام ما ثبت له من الأولوية بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم ـ أي الصحابة ـ جميعاً بايعوه على هذا ، وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّؤوه ، ونظمت فيه الأشعار.

( هاشم ـ الكويت ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )

المولى بمعنى الإمام لا المحب والنصير :

س : نشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاستفادة منكم ، أدام الله توفيقكم.

سؤالي هو : لماذا لا تكون عبارة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فهذا مولاه » دليلاً وقرينة على أنّ معنى « المولى » هو المحبّ والنصير؟

ج : إنّ هذه الشبهة هي محاولة منسوخة من قبل البعض لتأويل معنى « المولى » في حديث الغدير(٢) ، ولكنّها مردودة لوجوه :

منها : إنّ صدر الحديث لا يحتمل فيه هذا التوجيه ، إذ لا يعقل أن يأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بالاجتماع والإصغاء إلى مجرّد معنى المحبّة والنصرة.

وبعبارة أُخرى : لدينا قرينة حالية صريحة بأنّ ذاك الاهتمام البالغ لا يتصوّر أن ينصب فقط لبيان كون عليعليه‌السلام محبّاً وناصراً ، لمن كان النبيّ محبّاً وناصراً له ، أو بمعنى : من أحبّني وتولاّني فليحبّ علياً وليتولّه.

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٧٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٥.

٢ ـ شرح تجريد العقائد : ٣٦٨.

٤١٦

ومجمل الكلام : إنّ القرينة المقامية والحالية توجب رفع اليد عن معنى المحبّ والناصر للمولى في صدر الحديث ، بل وصرفه إلى معنى الأولوية على الأنفس التي هي الإمامة.

وأمّا تتمّة الحديث ، فلابدّ من لحاظها مع صدر الحديث لا بالاستقلال ، فيكون الدعاء الوارد في ذيل الحديث متوجّهاً إلى من قبل إمامة عليعليه‌السلام .

( أبو حسين ـ الكويت ـ )

بلّغ الرسول فيه لا في نفس الحجّ :

س : عندي سؤال حفظكم الله :

بالنسبة لواقعة غدير خم ، ما هو المغزى لتأخّر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بإبلاغ الناس عن ولاية الإمام علي عليه‌السلام ؟ لماذا لم يخطب بالناس في الحجّ؟ مع أنّ الناس هناك كانوا أكثر؟ أفيدوني.

ج : إنّ الوحي الإلهي لا يخضع في أصل وجوده وكيفية نزوله للعقل البشري ، لأنّ دوره هو هداية الإنسان ، فلا يقع تحت شمول القواعد والتحليلات العقلية.

وفي المقام ، لا يسعنا التكهّن بمصلحة مكان وزمان واقعة الغدير ، بل وحتّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد تعبّد فيهما ، فعندما نزل الوحي وقرأ جبرائيلعليه‌السلام آية التبليغ ، انصدع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمر السماء ، وبلّغ ما أمر به ، ولم يتقدّم أو يتأخّر في تنفيذه.

فالمهم في الموضوع : أن نرى تواتر حديث وواقعة الغدير ، فإنّها ـ بحمد الله تعالى ـ مسجّلة في أُمّهات مصادر الفريقين ، ولم ولن يستطيع المناوئون إخفاء فضائل أهل البيتعليهم‌السلام أو تضييعها ، فأصل الحادث أمر مسلّم ، وأمّا حكمة إبدائه في ذلك المقطع من الزمان والمكان فيه شيء آخر ، قد يذكر له وجوه استحسانية ، فلا يهمّنا معرفتها بعد أن تيقّنا أصل الواقعة.

٤١٧

ثمّ إنّ مدلول حديث الغدير هو إمامة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وهذا المعنى جاء في حديث الثقلين ، ثمّ إنّ حديث الثقلين قد ورد في عدّة أمكنة ، منها : في حجّة الوداع عند زمزم(١) ، وفي عرفات(٢) ، وفي مسجد الخيف(٣) .

فترى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد بلّغ في أزمنة وأمكنة متعدّدة ـ قبل وبعد الغدير ـ ولاية الإمام عليعليه‌السلام ، وأمّا خصوصية الغدير فتكمن في نزول آية التبليغ والإكمال فيها ، وبيعة المسلمين الذين حضروا المشهد بأجمعهم مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذه المسألة فريدة في نوعها في تثبيت إمامة الإمام عليعليه‌السلام والتأكيد عليها.

( سعد ـ الكويت ـ )

تحقيق حول معنى المولى :

س : أهل السنّة يقولون : إنّ كلمة مولاه لا تعني أولى بالشيء ، ويقولون : تعني النصرة والمحبّة ، ويستندون بآية( فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) فكيف نردّ على هذه الآية؟

ثمّ هل هناك فرق بين كلمة مولى وكلمة والي وكلمة أُولي؟ ولماذا لم يقل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الغدير أُولي؟ وشكراً.

ج : إنّ الولاية التي نؤمن بها هي : الإمامة والإمارة ، والسلطة الدينية والدنيوية ، وقيادة الأُمّة بعد نبيّهاصلى‌الله‌عليه‌وآله على الصراط المستقيم ، والمحجّة البيضاء ، والحفاظ على الإسلام والمسلمين.

____________

١ ـ تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٩.

٢ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، المعجم الأوسط ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٠٩ و ١٢٥.

٣ ـ ينابيع المودّة ١ / ١٠٩.

٤ ـ التحريم : ٤.

٤١٨

وقد عبَّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذه الولاية بعدّة ألفاظ منها : « ولي ومولى » ، وهذين اللفظين قد صحّحهما أهل السنّة أيضاً ، ووردت بألفاظٍ أُخرى عند الفريقين ، ولكن أهل السنّة ضعّفوها ، مثل لفظ : « خليفة وأمير و... ».

وأمّا النقاش في اللفظين الصحيحين عند الفريقين ، فهما بالاتفاق بمعنى واحد ، وهو الولاية ، قال الفرّاء : والوليُّ والمولى واحدٌ في كلام العرب.

قال أبو منصور : من هذا قولُ سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أيُّما امرأة نكحتْ بغير إذن مولاها » ، ورواه بعضهم : «بغير إذن وليِّها » لأنّهما بمعنى واحد.

وروى ابن سلام عن يونس قال : ومنه قول سيّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه » أي : مَنْ كنت وليُّه.

قال الزجاج : والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة والوليُّ : ولي اليتيم الذي يلي أمره ، ويقوم بكفايته ، وولي المرأة : الذي يلي عقد النكاح عليها ، ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه.

وقال ابن منظور : وليّ : في أسماء الله تعالى : الوليُّ هو الناصر ، وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه عزّ وجلّ : الوالي ، وهو مالك الأشياء جميعها المتصرّف فيها.

وقال ابن الأثير : وكأنّ الولاية تُشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم يطلق عليه اسم الوالي(١) .

ومن هذا القول الأخير لابن الأثير تعلم الردّ على أهمّ إشكالاتهم حول الولاية ، بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجب عليه أن يقول « والي» ، وليس ولي أو مولى.

فاشتراط الفعل والقدرة على الولي كي يسمّى والياً ، غير متوفّر في الإمام عليعليه‌السلام في زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله على قيد الحياة ، فهوعليه‌السلام لم يعمل ، ولم يباشر بالولاية في زمان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أبداً ، وهذا ما أشار إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الروايات بقوله : «بعدي ».

____________

١ ـ لسان العرب ١٥ / ٤٠٦.

٤١٩

وفي البعض الآخر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تركت فيكم » ، وفي حديث الغدير قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يوشك أن يأتيني رسول ربّي عزّ وجلّ فأُجيب ، وإنّي مخلّف فيكم الثقلين »(١) .

وروي عن أبي هريرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « ما من مؤمن إلاّ وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرؤا إن شئتم : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ »(٢) .

فهذا البيان كُلّه قد قرَّره أهل اللغة ، وهو المرجع الذي سوف نفهم الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة على أساسه ، ونرى ما إذا دلّت على ذلك.

فبعد أن رأينا أنّ لفظة « ولي أو مولى » تأتي في اللغة بمعان عديدة ، منها ما ندّعيه هنا في هذا المقام ، وكذلك تدلّ على معانٍ عدّة أُخرى ، فيشترط أهل اللغة والعقل والعلم الشرعي : بأنّ اللفظ المشترك بين معانٍ متعدّدة ، يسمّى مشتركاً لفظياً ، ولا يجوز استخدامه في أيّ معنى من المعاني ، حتّى تنصب له القرينة الدالّة ، والمحددة للمعنى الذي يريده المتكلّم.

ولدينا على إثبات مدّعانا قرائن عديدة ، منها حالية ، ومنها مقالية ، نذكر أهمها :

١ ـ القرائن الحالية : وهي اختيار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله غدير خم ـ ذلك المكان الذي يعتبر مفترق الطرق بين مكّة والمدينة ـ وبعد الحجّ ، بل بعد حجّة الوداع التي دعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المسلمين كافّة للتشرّف بحضورها ، حتّى حضر معه مائة ألف مسلم أو أكثر ، وهذا المكان منه يفترق المسلمون للرجوع إلى ديارهم ، وهو أقرب نقطة على كلّ أحد من الجهات المختلفة للبلاد الإسلامية.

فهو آخر مكان يمكن فيه اجتماع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر المسلمين في ذلك الوقت ، قبل الافتراق والرحيل إلى الرفيق الأعلى.

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٦٧ ، صحيح مسلم ٧ / ١٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١٤٨ ، الجامع الصغير ١ / ٢٤٤ ، كنز العمّال ١ / ١٧٨ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٢٣٨ ، جامع البيان ٢١ / ١٤٧ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٦ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٨٢.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

عَجْزَاءَ مَرْبُوعَةً(١) ، فَإِنْ كَرِهْتَهَا فَعَلَيَّ الصَّدَاقُ ».(٢)

١٧ - بَابٌ نَادِرٌ‌

٩٤٩١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ تَقْطَعُ الْبَلْغَمَ ، وَالْمَرْأَةُ السَّوْءَاءُ تُهَيِّجُ الْمِرَّةَ السَّوْدَاءَ ».(٣)

٩٤٩٢/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ شَكَا إِلَيْهِ الْبَلْغَمَ فَقَالَ : « أَمَا لَكَ جَارِيَةٌ تُضْحِكُكَ(٤) ؟ » قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَاتَّخِذْهَا ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يَقْطَعُ الْبَلْغَمَ ».(٥)

١٨ - بَابُ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالى خَلَقَ لِلنَّاسِ(٦) شَكْلَهُمْ‌

٩٤٩٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنْ مَرْوانَ بْنِ مُسْلِمٍ(٧) ، عَنْ‌

____________________

(١). في « بخ ، بف »والتهذيب : « مربوعة عجزاء ». وقد مضى معنى هذه المفردات ذيل الحديث الثاني من هذا الباب.

(٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٠٣ ، ح ١٦٠٧ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢١ ، ص ٥١ ، ح ٢٠٧٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٦ ، ذيل ح ٢٥٠٢٣.

(٣).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٥٤ ، ح ٢٠٧٩٧ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٩ ، ح ٢٥٠٣٠.

(٤). في « ن ، بخ ، بن » وحاشية « جت » والوسائل : « تضحك ». وفي « بف » : « تضحّك » بتضعيف الحاء.

(٥).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٥٥ ، ح ٢٠٧٩٨ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٩ ، ح ٢٥٠٣١.

(٦). في « بخ » : « لكلّ الناس ».

(٧) هكذا في « بف » وحاشية « جت » والوافي. وفي « ن ، بح ، بخ ، بن ، جت ، جد » والمطبوع والوسائل : « هارون بن =

٦٠١

بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتَى النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَحْمِلُ أَعْظَمَ مَا يَحْمِلُ(١) الرِّجَالُ ، فَهَلْ يَصْلُحُ لِي أَنْ آتِيَ بَعْضَ مَا لِي مِنَ الْبَهَائِمِ نَاقَةً أَوْ حِمَارَةً ، فَإِنَّ النِّسَاءَ لَايَقْوَيْنَ عَلى مَا عِنْدِي؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَمْ يَخْلُقْكَ حَتّى خَلَقَ لَكَ مَا يَحْتَمِلُكَ مِنْ شَكْلِكَ.

____________________

‌= مسلم ». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فإنّه لم يثبت رواية هارون بن مسلم عن بريد بن معاوية. وما ورد في بعض الأسناد ممّا ظاهره رواية هارون بن مسلم عن بريد ، فلا يأمن من وقوع التحريف ؛ فقد ورد فيبصائر الدرجات ، ص ٣٧١ ، ح ١١ رواية عليّ بن يعقوب الهاشمي عن هارون بن مسلم عن بريد ، لكنّه تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٤٤٦ أنّ الصواب فيه : مروان بن مسلم ، كما فيالبحار ، ج ٢٦ ، ص ٧٢ ، ح ٢١ نقلاً من البصائر.

وممّا يدلّ على ذلك أنّ عليّ بن يعقوب الهاشمي روى كتاب مروان بن مسلم ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٤١٩ ، الرقم ١١٢٠. ورواية عليّ بن يعقوب [ الهاشمي ] عن مروان بن مسلم متكرّرة في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٢٢٣ - ٢٢٤ ، الرقم ٨٥٨٢ وص ٣٦٥.

وورد فيالكافي ، ح ١٢٤٤١ ، رواية هارون بن مسلم عن بريد بن معاوية ، لكنّ المذكور في بعض النسخ « مروان » بدل « هارون ».

وورد في الكافي ، ح ١٤٨٥٠ ، رواية الحسن بن عليّ بن فضال عن عليّ بن عقبة وثعلبة بن ميمون وغالب بن عثمان وهارون بن مسلم عن بريد بن معاوية ، لكنّ المظنون قويّاً وقوع التصحيف فيه وأنّ الصواب هو مروان بن مسلم ؛ فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال كتاب مروان بن مسلم. كما في الفهرست للطوسي ، ص ٤٧٤ ، الرقم ٧٦٢ ، وتكرّرت روايته عنه في الأسناد بعناوينه المختلفة : الحسن بن عليّ بن فضّال والحسن بن عليّ وابن فضّال. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٠٩ - ٤١١.

ويؤيّد ذلك ما ورد فيالغيبة للنعماني ، ص ٢٦ ، وص ١٩٩ ، ح ١٣ من رواية هارون بن مسلم عن القاسم بن عروة عن بريد بن معاوية العجلي ؛ فقد روى هارون بن مسلم عن بريد بالتوسّط لا مباشرةً.

هذا ، والظاهر أنّ في السند خللاً آخر نبّه عليه الاُستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند ، وهو سقوط الواسطة بين صالح بن أبي حمّاد ومروان بن مسلم ؛ فإنّ جلّ مشايخ صالح بن أبي حمّاد هم في طبقة ابن فضّال الراوي لكتاب مروان بن مسلم ، فلا يبعد وقوع السقط في السند وأنّ الساقط هو ابن فضّال الذي روى صالح بن أبي حمّاد عنه في بعض الأسناد وروى هو عن مروان بن مسلم ، كما تقدّم آنفاً. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٣٧٣.

(١). في « بخ ، بف » : « ما تحمل ».

٦٠٢

فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ، وَلَمْ يَلْبَثْ(١) أَنْ عَادَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : فَأَيْنَ(٢) أَنْتَ مِنَ(٣) السَّوْدَاءِ العَنَطْنَطَةِ(٤) ؟ ».

قَالَ : « فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ عَادَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ حَقّاً ؛ إِنِّي طَلَبْتُ مَا(٥) أَمَرْتَنِي بِهِ(٦) ، فَوَقَعْتُ عَلى شَكْلِي مِمَّا يَحْتَمِلُنِي ، وَقَدْ أَقْنَعَنِي(٧) ذلِكَ ».(٨)

١٩ - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ تَزْوِيجِ النِّسَاءِ عِنْدَ بُلُوغِهِنَّ وَتَحْصِينِهِنَّ بِالْأَزْوَاجِ‌

٩٤٩٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ(٩) أَنْ لَاتَطْمَثَ(١٠) ابْنَتُهُ فِي بَيْتِهِ ».(١١)

٩٤٩٥/ ٢. بَعْضُ أَصْحَابِنَا سَقَطَ عَنِّي إِسْنَادُهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٢) ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً مِمَّا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَّا عَلَّمَهُ(١٣) نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَكَانَ(١٤) مِنْ تَعْلِيمِهِ إِيَّاهُ أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثنى‌

____________________

(١). في « بن » والوسائل : « فلم يلبث ».

(٢). في الوسائل : « أين ».

(٣). في « جت » : « عن ».

(٤). في « بن » وحاشية « بف » : « العنطنط ». وفي « بف » : « العنيطيطة ». وقال الجوهري : « العَنَطْنَطُ : الطويل ، وأصل الكلمة عَنَطٌ فكرّرت ». وقال ابن الأثير : « العنطنطة : الطويلة العنق مع حسن قوام ، والعَنَطُ : طول العنق ».الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٥ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٩ ( عنط ).

(٥). في « بن ، جد » وحاشية « جت » والوسائل : « من ».

(٦). في « بح » : « فيه ».

(٧). في « ن ، بح ، بخ ، جت » : « وقد أقنعتني ».

(٨).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٧ ، ح ٢١٣١١ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٠ ، ح ٢٥٠٣٥.

(٩). في « بح »والفقيه : « الرجل ».

(١٠). في الفقيه : « لا تحيض ».

(١١).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٧٢ ، ح ٤٦٤٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٥ ، ح ٢٠٨٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦١ ، ح ٢٥٠٣٦. (١٢). في الوسائل : - « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(١٣). في الوسائل : « إلّا وعلّمه ».

(١٤). في « بخ ، بف » والوافي : « وكان ».

٦٠٣

عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي عَنِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْأَبْكَارَ بِمَنْزِلَةِ الثَّمَرِ عَلَى الشَّجَرِ ، إِذَا أَدْرَكَ ثَمَرُهُ(١) فَلَمْ يُجْتَنى(٢) ، أَفْسَدَتْهُ الشَّمْسُ ، وَنَثَرَتْهُ(٣) الرِّيَاحُ ؛ وَكَذلِكَ الْأَبْكَارُ ، إِذَا أَدْرَكْنَ مَا يُدْرِكُ(٤) النِّسَاءُ ، فَلَيْسَ لَهُنَّ دَوَاءٌ إِلاَّ الْبُعُولَةُ(٥) ، وَ إِلَّا لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِنَّ الْفَسَادُ ؛ لِأَنَّهُنَّ بَشَرٌ ».

قَالَ : « فَقَامَ إِلَيْهِ(٦) رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَنْ(٧) نُزَوِّجُ(٨) ؟ فَقَالَ : الْأَكْفَاءَ(٩) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَنِ(١٠) الْأَكْفَاءُ؟ فَقَالَ : الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ ، الْمُؤْمِنُونَ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ(١١) ».(١٢)

٩٤٩٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ سَيَابَةَ :

____________________

(١). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جد » : « ثمرها ». وفي « جت » والوافي والوسائلوالتهذيب : « ثمارها ».

(٢). في « ن ، بح ، بن »والتهذيب : « فلم تجتنى ». وفي « بخ ، بف » : « ولم يجتنى ». وفي حاشية « جد » : « فلم يجتن ». وفي الوسائل : « فلم تجتن ». ويقال : جنى الثمرة ، واجتناها وتجنّاها ، كلّ ذلك تناولها من شجرتها. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٥٥ ( جني ). (٣). في التهذيب : « وتذريه ».

(٤). في « ن »والتهذيب : « ما تدرك ».

(٥). « البُعولة » : مصدر بعلت المرأة من باب قتل ، أي تزوّجت وصارت ذات بعل. والبعولة أيضاً : جمع البَعْل ، وهو الزوج. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٤١ ؛المصباح المنير ، ص ٥٥ ( بعل ).

(٦). في « بخ ، بف » : - « إليه ».

(٧). في« بخ ، بف » : « بمن ». وفي الوافي : « ممّن ».

(٨). في « بح ، بخ ، جت » : « تزوّج ». وفي التهذيب : « اُزوّج ».

(٩). « الأكفاء » : الأمثال والنظائر ، جمع الكَفِي‌ء ، وهو النظير والمساوي والمثل. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٧ ( كفأ ).

(١٠). في التهذيب : « من » بدون الواو.

(١١). في « بف » : - « المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ». وفي التهذيب : - « بعض المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ».

(١٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٩٧ ، ح ١٥٨٨ ، معلّقاً عن الكليني. وفيعلل الشرائع ، ص ٥٧٨ ، ح ٤ ؛ وعيون الأخبار ، ص ٢٨٩ ، ح ٣٧ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٩٣ ، ح ٤٣٨٥ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « المؤمنون بعضهم أكفاء بعض »الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٥ ، ح ٢٠٨٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦١ ، ح ٢٥٠٣٧.

٦٠٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ آدَمَ ، فَهِمَّةُ النِّسَاءِ الرِّجَالُ(١) ، فَحَصِّنُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ».(٢)

٩٤٩٧/ ٤. أَبَانٌ(٣) ، عَنِ الْوَاسِطِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَعليه‌السلام مِنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ ، فَهِمَّةُ ابْنِ آدَمَ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ ، وَخَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ آدَمَ ، فَهِمَّةُ النِّسَاءِ فِي(٤) الرِّجَالِ ، فَحَصِّنُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ».(٥)

٩٤٩٨/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي بَعْضِ كَلَامِهِ : « إِنَّ السِّبَاعَ هَمُّهَا(٦) بُطُونُهَا ، وَإِنَّ النِّسَاءَ هَمُّهُنَّ(٧) الرِّجَالُ ».(٨)

٩٤٩٩/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : خُلِقَ الرِّجَالُ مِنَ الْأَرْضِ ، وَإِنَّمَا(٩) هَمُّهُمْ(١٠) فِي الْأَرْضِ ، وَخُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرِّجَالِ(١١) ،

____________________

(١). في « بف ، بن » وحاشية « جت » والوافي : « في الرجال ».

(٢).الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٦ ، ح ٢٢٢٠٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٢ ، ح ٢٥٠٣٩.

(٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أبان ، محمّد بن يحيى عن عبد الله بن محمّد عن عليّ بن الحكم.

(٤). في « بح » : « من ».

(٥).تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢١٥ ، ح ٤ ، عن أبي عليّ الواسطيالوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٨ ، ح ٢٢٢٠١ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٢ ، ح ٢٥٠٤٠. (٦). في حاشية « جت » والوافي : « همّتها ».

(٧). في « بف ، جت » والوافي : « همّتهنّ ».

(٨).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب الإجمال في الطلب ، ضمن ح ٨٤٠٨ ، عن عليّ بن محمّد ، عن ابن جمهور ، عن أبيه رفعه ، عن أبي عبد الله ، عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع :نهج البلاغة ، ص ٢١٤ ، ضمن الخطبة ١٥٣ ؛وتحف العقول ، ص ١٥٦الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٨ ، ح ٢٢٢٠٢ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٢ ، ح ٢٥٠٤١. (٩). في « بح ، بخ ، بف » : « فإنّما ».

(١٠). في « بخ ، بف » وحاشية « جت » : « همّتهم ». وفي الوافي : « نهمتهم ».

(١١). في « بخ ، بف » والوافي : « الرجل ».

٦٠٥

وَإِنَّمَا(١) هَمُّهَا(٢) فِي الرِّجَالِ(٣) ؛ احْبِسُوا(٤) نِسَاءَكُمْ يَا مَعَاشِرَ(٥) الرِّجَالِ ».(٦)

٩٥٠٠/ ٧. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَشْعَرِيُّ(٧) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَةَ(٨) ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ زِيَادٍ(٩) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ؛

وَ(١٠) أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيُّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :

« قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي رِسَالَتِهِ إِلَى الْحَسَنِعليه‌السلام : إِيَّاكَ وَمُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ ؛ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى الْأَفْنِ(١١) ، وَعَزْمَهُنَّ إِلَى الْوَهْنِ ، وَاكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَاهُنَّ ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ(١٢) الْحِجَابِ خَيْرٌ لَكَ وَلَهُنَّ مِنَ الارْتِيَابِ(١٣) ، وَلَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ دُخُولِ‌ مَنْ لَاتَثِقُ(١٤) بِهِ عَلَيْهِنَّ(١٥) ، فَإِنِ(١٦) اسْتَطَعْتَ أَنْ لَايَعْرِفْنَ غَيْرَكَ مِنَ الرِّجَالِ فَافْعَلْ ».(١٧)

____________________

(١). في « بخ ، بف » : « فإنّما ».

(٢). في « بف » : « همّتها ». وفي الوافي : « نهمتها ».

(٣). في « بف » والوافي : « الرجل ».

(٤). في الوسائل : « فاحبسوا ».

(٥). في « بح ، بخ ، بف » والوافي : « يا معشر ».

(٦).الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٨ ، ح ٢٢٢٠٣ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٤ ، ح ٢٥٠٤٨.

(٧). في « بن » : « أبو عليّ الأشعري ». ويأتي ، وذيل ح ١٠١٨٠ ، وذيل ح ١٠٢٨٩ أنّ الصواب هو أبو عبد الله ‌الأشعري. (٨). في « بخ ، بف » : « عيينة ».

(٩). هذا العنوان محرّف ، والصواب عَبّاد بن زياد ، وهو عبّاد بن زياد بن موسى الأسدي الذي عُدَّ من رواة عمروبن ثابت أبي المقدام. راجع :تهذيب الكمال ، ج ١٤ ، ص ١٢٢ ، الرقم ٣٠٧٩ ؛ وج ٢١ ، ص ٥٥٣ ، الرقم ٤٣٣٣.

(١٠). للمصنّف إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام طريقان مستقلّان ينتهي أحدهما إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، والآخر إلى أبي عبداللهعليه‌السلام . وهذا نوع من إيقاع التحويل في السند. (١١). «الأَفْنُ» : النقص.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧١( أفن ).

(١٢). في « بخ » : « شدّ ».

(١٣). فيمرآة العقول ، ج ٢٠ ، ص ٣١ : « قولهعليه‌السلام : من الارتياب ، أي من أن يخرجن فترتاب فيهنّ ، أو من قلقهنّ في محبّة الرجال بأن يكون الارتياب بمعنى الاضطراب. والأوّل أظهر ».

(١٤). في الوسائل والبحار ونهج البلاغةوخصائص الأئمّة والتحف : « لا يوثق ».

(١٥). في هامش المطبوع : « أي دخول من لايوثق بأمانته على النساء مثل خروجهنّ إلى مختلط الناس ، ولافرق بينهما وكلاهما في الفساد سواء ».

(١٦). في البحار ونهج البلاغةوخصائص الأئمّة والتحف : « وإن ».

(١٧).الكافي ، كتاب النكاح ، باب في ترك طاعتهنّ ، ح ١٠٢١٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد =

٦٠٦

* أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيِّ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدَكٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفِ بْنِ نَاصِحٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ :

كَتَبَ بِهذِهِ الرِّسَالَةِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدٍ(٢) .(٣)

٩٥٠١/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام إِذَا أَتَاهُ خَتَنُهُ(٤) عَلَى ابْنَتِهِ ، أَوْ عَلى أُخْتِهِ ، بَسَطَ لَهُ رِدَاءَهُ ، ثُمَّ أَجْلَسَهُ(٥) ، ثُمَّ يَقُولُ : مَرْحَباً بِمَنْ كَفَى الْمَؤُونَةَ وَسَتَرَ الْعَوْرَةَ ».(٦)

____________________

= إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « إيّاكم ومشاورة النساء ؛ فإنّ فيهنّ الضعف والوهن والعجز ». وفينهج البلاغة ، ص ٤٠٥ ، ضمن الرسالة ٣١ ؛وخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١١٧ ؛وتحف العقول ، ص ٨٦ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٩ ، ح ٢٢٢٠٦ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٤ ، ح ٢٥٠٤٩.

(١). هكذا في « ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « الحسيني ».

وما أثبتناه هو الصواب ؛ فقد ورد فيرجال النجاشي ، ص ٨ ، الرقم ٥ ،والفهرست للطوسي ، ص ٨٨ ، الرقم ١١٩ ، أنّه روى محمّد بن أحمد بن أبي الثلج عن جعفر بن محمّد الحسني عن عليّ بن عبدك عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة وصيّة أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمّد.

وتأتي ذيل ح ١٠١٨٠ قطعة اُخرى من الخبر بنفس الطريق وفيه أيضاً : « جعفر بن محمّد الحسني ». والظاهر أنّ جعفر بن محمّد هذا ، هو جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب الذي ترجم له النجاشي وقال : « مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثمائة » ؛ فإنّ طبقته تساعد لرواية أحمد بن محمّد بن سعيد المتوفّى سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وثلاثمائة عنه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٩٤ ، الرقم ٢٣٣ ؛ ص ١٢٢ ، الرقم ٣١٤ ؛تاريخ بغداد ، ج ٥ ، ص ١٤ ، الرقم ٢٣٦٥.

(٢). هكذا في « ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوسائل. وفي المطبوع : + « [ بن الحنفيّة ] ». والظاهر أنّ « بن الحنفيّة » زيادة تفسيريّة زيدت في المتن سهواً.

(٣).الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٩ ، ح ٢٢٢٠٧ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٤ ، ذيل ح ٢٥٠٤٩.

(٤). « الخَتَن - بالتحريك - : كلّ من كان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ ، وهم الأَخْتان. هكذا عند العرب. وأمّا عندالعامّة ، فختن الرجل : زوجة ابنته. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٧ ( ختن ).

(٥). في « بخ ، بف » وحاشية « بن » : + « عليه ».

(٦).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٦ ، ح ٢٠٨٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٥ ، ح ٢٥٠٥٠.

٦٠٧

٢٠ - بَابُ فَضْلِ شَهْوَةِ النِّسَاءِ عَلى شَهْوَةِ الرِّجَالِ‌

٩٥٠٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « خَلَقَ اللهُ الشَّهْوَةَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ ، فَجَعَلَ(١) تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ فِي النِّسَاءِ ، وَجُزْءاً وَاحِداً فِي الرِّجَالِ ، وَلَوْ لَامَا جَعَلَ اللهُ فِيهِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ عَلى قَدْرِ أَجْزَاءِ الشَّهْوَةِ ، لَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ مُتَعَلِّقَاتٍ بِهِ(٢) ».(٣)

٩٥٠٣/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ جَعَلَ لِلْمَرْأَةِ صَبْرَ عَشَرَةِ رِجَالٍ ، فَإِذَا هَاجَتْ(٤) كَانَتْ(٥) لَهَا قُوَّةُ شَهْوَةِ عَشَرَةِ(٦) رِجَالٍ ».(٧)

____________________

(١). في « بح »والخصال : - « فجعل ».

(٢). قال المحقق الكلباسي في هامشسماء المقال ، ج ٢ ، ص ٥٤ : « لا يخفى أنّ ذيل الحديث يخالف صدره ؛ فإنّ مقتضى الصدر : لكان لكل نسوة تسعة رجال. ولقد اضطرب الأبطال في حلّ هذا الإشكال ، فمنهم من ذكر أنّ المراد فرض مجلس خاص بأن يكون فيه رجال تسعة ونساء تسع ، فأراد كلّ من النساء الوصول إليهم. ومنهم من قرأ التُّسْع بضمّ التاء. وخطر بالبال أن يكون المراد : لو لا الحياء المانع فيهنّ في وقت المقاربة ، لكانت واحدة منهنّ لشدّة شهوتهنّ عدلة تسع متعلّقات الرجل. واستحسن ذلك جماعة عند مذاكرة هذا الحديث ، منهم العلّامة المجلسي ». وللشيخ الحرّ العاملي هاهنا بيان وتحقيق جدير بالذكر ، طويناه عنه مخافة الإطناب ، إن شئت فراجع :الفوائد الطوسية ، ص ٩٧ ، الفائدة ٢٩.

(٣).الخصال ، ص ٤٣٨ ، باب العشرة ، ح ٢٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٧ ، ح ٢٠٨٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٣ ، ح ٢٥٠٤٢.(٤). في « بخ ، بف ، جت » والوافي : + « لها ».

(٥). في « ن ، بح ، جت »والخصال : « كان ».

(٦). في « ن ، بح ، بخ » : « عشر ».

(٧).الخصال ، ص ٤٣٩ ، باب العشرة ، ح ٣٢ ، بسنده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن محمّد بن سماعة ، عن إسحاق بن عمّارالوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٧ ، ح ٢٠٨٣٩ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٣ ، ح ٢٥٠٤٤.

٦٠٨

٩٥٠٤/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ ضُرَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ النِّسَاءَ أُعْطِينَ بُضْعَ(١) اثْنَيْ عَشَرَ(٢) ، وَصَبْرَ اثْنَيْ عَشَرَ ».(٣)

٩٥٠٥/ ٤. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ ضُرَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) : « أَنَّ النِّسَاءَ أُعْطِينَ بُضْعَ اثْنَيْ عَشَرَ ، وَصَبْرَ اثْنَيْ عَشَرَ ».(٦)

٩٥٠٦/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ(٧) أَصْحَابِهِ ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٨) ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « فُضِّلَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى الرَّجُلِ بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ مِنَ اللَّذَّةِ ، وَلكِنَّ اللهَ أَلْقى عَلَيْهِنَّ(٩) الْحَيَاءَ ».(١٠)

٩٥٠٧/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ جَعَلَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصْبِرَ صَبْرَ عَشَرَةِ(١١) رِجَالٍ ، فَإِذَا حَصَلَتْ(١٢) زَادَهَا‌

____________________

(١). البُضْع يطلق على عقد النكاح والجماع معاً ، وعلى الفرج.النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٣ ( بضع ).

(٢). في « بف » : + « جزراً ».

(٣).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٧ ، ح ٢٠٨٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٣ ، ح ٢٥٠٤٣.

(٤). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٥). في « بح ، بن » وحاشية « بف » : + « قال ». وفي الوافي : + « قال : سمعته يقول ».

(٦).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٨ ، ح ٢٠٨٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٣ ، ذيل ح ٢٥٠٤٣.

(٧). في «ن ،بح،بخ،جد» والوسائل : - « بعض ».

(٨). في « بن » والوسائل : - « بن محمّد ».

(٩). في « بس »والفقيه والوسائل : « عليها ».

(١٠).الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٩ ، ح ٤٩٢٠ ، معلّقاً عن سماعةالوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٨ ، ح ٢٠٨٤١ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٣ ، ح ٢٥٠٤٥.

(١١). في « جت » : « عشر ».

(١٢). في « بف » والوافيوقرب الإسناد والخصال : « حملت ». وفي المرآة : « اُحصنت ». وفيمرآة العقول ، ج ٢٠ ، =

٦٠٩

قُوَّةَ(١) عَشَرَةِ(٢) رِجَالٍ ».(٣)

٢١ - بَابُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ كُفْوُ(٤) الْمُؤْمِنَةِ‌

٩٥٠٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام إِذِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ ، فَرَحَّبَ بِهِ(٥) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام وَأَدْنَاهُ وَسَاءَلَهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي خَطَبْتُ إِلى مَوْلَاكَ فُلَانِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ابْنَتَهُ فُلَانَةَ ، فَرَدَّنِي وَرَغِبَ(٦) عَنِّي ، وَازْدَرَأَنِي(٧) لِدَمَامَتِي(٨)

____________________

= ص ٣٢ : « قال الوالد العلّامةرحمه‌الله : في بعض النسخ : فإذا حصّلت. والتحصيل : التمييز. وفي بعضها : إذا حملت ، كما هو فيالخصال . وفي بعضها : إذا احصنت ، أي تزوّجت ، وهو أظهر. وعلى الأوّل يمكن أن يكون المراد أنّها إذا حصّلت الصبر بالتمرين زادها الله القوّة مضاعفة ». وفي هامش المطبوع : « قوله : حصلت ، أي بلغت ، أو حصلت الشهوة ».

(١). في الخصال : + « صبر ».

(٢). في « بح ، بف ، جت » : « عشر ».

(٣).قرب الإسناد ، ص ١١ ، ح ٣٤ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام ؛الخصال ، ص ٤٣٩ ، باب العشرة ، ح ٣١ ، بسنده عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٨ ، ح ٢٠٨٤٢ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٤ ، ح ٢٥٠٤٦.

(٤). الكُفْوُ : النظير ، والمساوي ، والمثل. ومنه الكفاءة في النكاح ، وهو أن يكون الزوج مساوياً للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها وغير ذلك. وفيه لغات اُخرى. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٧ ( كفأ ).

(٥). فرحّب به ، أي قال له : مرحباً ، أي لقيت رحباً وسعةً. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ( رحب ).

(٦). في « جد » : « فرغب ».

(٧). « ازدرأني » أي حقّرني ، واحتقرني ، وعابني ، واستهزأ بي. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٥٦ ؛المصباح المنير ، ص ٢٥٣ ( زرى ).

(٨). في « ن ، بح ، جد » : « لذمامتي ». ويقال : دَمَّ الرجل يدمّ ، من بابي ضرب وتعب ، ومن باب قرب لغة. فيقال : دممت تدمّ دَمامةً بالفتح : قبح منظره وصغر جسمه. وكأنّه مأخوذ من الدِمَّة بالكسر ، وهي القَمْلة ، أو النملة الصغيرة ، فهو دميم. والجمع : دِمام.المصباح المنير ، ص ٢٠٠ ( دمم ).

٦١٠

وَحَاجَتِي وَغُرْبَتِي ، وَقَدْ دَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ غَضَاضَةٌ(١) هَجْمَةٌ(٢) غُضَّ(٣) لَهَا قَلْبِي ، تَمَنَّيْتُ عِنْدَهَا الْمَوْتَ.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « اذْهَبْ فَأَنْتَ رَسُولِي إِلَيْهِ ، وَقُلْ(٤) لَهُ : يَقُولُ لَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام : زَوِّجْ مُنْجِحَ بْنَ رَبَاحٍ(٥) مَوْلَايَ ابْنَتَكَ(٦) فُلَانَةَ ، وَلَا تَرُدَّهُ».

قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : فَوَثَبَ الرَّجُلُ فَرِحاً مُسْرِعاً(٧) بِرِسَالَةِ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَلَمَّا أَنْ تَوَارَى(٨) الرَّجُلُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ رَجُلاً كَانَ(٩) مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ - يُقَالُ لَهُ : جُوَيْبِرٌ - أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مُنْتَجِعاً لِلْإِسْلَامِ(١٠) ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ ، وَكَانَ رَجُلاً قَصِيراً دَمِيماً(١١) مُحْتَاجاً عَارِياً ، وَكَانَ مِنْ قِبَاحِ(١٢) السُّودَانِ ، فَضَمَّهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِحَالِ غُرْبَتِهِ وَعَرَاهُ(١٣) ، وَكَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ طَعَامَهُ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ بِالصَّاعِ الْأَوَّلِ ، وَكَسَاهُ شَمْلَتَيْنِ(١٤) ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَلْزَمَ الْمَسْجِدَ ، وَيَرْقُدَ(١٥) فِيهِ بِاللَّيْلِ ، فَمَكَثَ بِذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ حَتّى كَثُرَ الْغُرَبَاءُ - مِمَّنْ يَدْخُلُ‌

____________________

(١). الغضاضة : الذلّة ، والمنقصة ، والإنكسار. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ص ١٩٨ ( غضض ).

(٢). الهجمة : المرّة من الهجوم ، وهو الدخول بغتة ؛ يقال : حجم عليه ، أي دخل عليه بغتة على غفلة منه. راجع :المصباح المنير ، ص ٦٣٤ ( هجم ). (٣). في الوافي : « عصر ».

(٤). في « بن » : « فقل ».

(٥). في «ن ،بخ ،بن»:«رياح». وفي الوافي : « رماح ».

(٦). في « بخ ، جت » والوافي : « بنتك ».

(٧). في «بح» : «مسروراً». وفي الوافي : - «مسرعاً».

(٨). «توارى» : استخفى واستتر. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٨٩ ؛المصباح المنير ، ص ٦٥٦ (وري).

(٩). في « بح » : - « كان ».

(١٠). « مُنْتَجِعاً لِلْإِسْلامِ » أي طالباً له ؛ من قولهم : انتجع القوم ، إذا ذهبوا لطلب الكلأ في موضعه. وانتجع فلاناً ، إذا أتاه يطلب معروفه. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٤ ( نجع ).

(١١). في « ن ، بح ، بف ، جد » : « ذميماً ».

(١٢). في « بخ » : « قبائح ».

(١٣). في « ن ، بخ ، بف » والوافي : « وعريه ». وفي « بح ، بن ، جد » : - « وعراه ».

(١٤). الشملة : كساء يُشْتَمل ويُتَغَطّى به ويُتَلفَّف فيه. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٣٩ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠١ ( شمل ).

(١٥). قال الراغب : « الرُّقاد : المستطاب من النوم القليل ». وقال الفيّومي : رقد رَقْداً ورُقُوداً ورُقاداً ؛ نام ليلاً كان =

٦١١

فِي الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ - بِالْمَدِينَةِ ، وَضَاقَ(١) بِهِمُ الْمَسْجِدُ ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنْ طَهِّرْ مَسْجِدَكَ ، وَأَخْرِجْ مِنَ الْمَسْجِدِ مَنْ يَرْقُدُ فِيهِ بِاللَّيْلِ ، وَمُرْ بِسَدِّ أَبْوَابِ(٢) مَنْ كَانَ لَهُ فِي(٣) مَسْجِدِكَ بَابٌ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّعليه‌السلام ، وَمَسْكَنَ فَاطِمَةَعليها‌السلام ، وَلَا يَمُرَّنَّ فِيهِ جُنُبٌ ، وَلَا يَرْقُدْ فِيهِ غَرِيبٌ ».

قَالَ : « فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) بِسَدِّ أَبْوَابِهِمْ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّعليه‌السلام ، وَأَقَرَّ مَسْكَنَ فَاطِمَةَعليها‌السلام عَلى حَالِهِ ».

قَالَ(٥) : « ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَمَرَ أَنْ يُتَّخَذَ لِلْمُسْلِمِينَ سَقِيفَةٌ ، فَعُمِلَتْ لَهُمْ وَهِيَ الصُّفَّةُ(٦) ، ثُمَّ أَمَرَ الْغُرَبَاءَ وَالْمَسَاكِينَ أَنْ يَظَلُّوا فِيهَا نَهَارَهُمْ وَلَيْلَهُمْ ، فَنَزَلُوهَا وَاجْتَمَعُوا فِيهَا ، فَكَانَ(٧) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَتَعَاهَدُهُمْ(٨) بِالْبُرِّ وَالتَّمْرِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَعَاهَدُونَهُمْ ، وَيَرِقُّونَ عَلَيْهِمْ(٩) لِرِقَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَيَصْرِفُونَ صَدَقَاتِهِمْ إِلَيْهِمْ.

____________________

= أو نهاراً ، وبعض يخصّه بنوم الليل ، والأوّل هو الحقّ ».المفردات للراغب ، ص ٣٦٢ ؛المصباح المنير ، ص ٢٣٤ ( رقد ).

(١). في « ن » : « فضاق ».

(٢). في «بح،بخ،بف،جت»والوافي والبحار:+«كلّ».

(٣). في « بن » : « إلى ».

(٤). في «بخ،بف،جت»والوافي :+ «عند ذلك ».

(٥). في « بخ ، بف » : - « قال ».

(٦). « الصُّفّةُ » : موضع مظلّل من المسجد كان يأوي إليه المساكين. وأهل الصفّة : هم فقراء المهاجرين ومن لم يكن‌منهم منزل يسكنه ، فكانوا يأوون إلى موضع مظلّل في مسجد المدينة يسكنونه. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧ ؛لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٩٥ ( صفف ).

(٧). في الوافي : « وكان ».

(٨). قال الخليل : « التعاهد : الاحتفاظ بالشي‌ء وإحداث العهد به ، والتعهّد والاعتهاد ». وقال الجوهري : « التعهّد : التحفّظ بالشي‌ء وتجديد العهد به. وتعهّدت فلاناً وتعهّدت ضيعتي. وهو أفصح من قولك : تعاهدته ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين ». أقول : إلّا أن يكون التعاهد هنا لأصل الفعل دون الاشتراك ، كما هو الظاهر. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٠٢ ؛الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١٦ ( عهد ).

(٩). في البحار : « يرقّونهم » بدل « يرقّون عليهم ».

٦١٢

وَإِنَّ(١) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نَظَرَ إِلى جُوَيْبِرٍ ذَاتَ يَوْمٍ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ لَهُ(٢) وَرِقَّةٍ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا جُوَيْبِرُ ، لَوْ تَزَوَّجْتَ امْرَأَةً فَعَفَفْتَ بِهَا فَرْجَكَ ، وَأَعَانَتْكَ عَلى دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ.

فَقَالَ لَهُ جُوَيْبِرٌ : يَا رَسُولَ اللهِ - بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي - مَنْ يَرْغَبُ(٣) فِيَّ؟ فَوَ اللهِ مَا مِنْ حَسَبٍ وَلَا نَسَبٍ وَلَا مَالٍ وَلَا جَمَالٍ ، فَأَيَّةُ امْرَأَةٍ تَرْغَبُ فِيَّ؟

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا جُوَيْبِرُ ، إِنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ بِالْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَرِيفاً ، وَشَرَّفَ بِالْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَضِيعاً ، وَأَعَزَّ بِالْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ذَلِيلاً ، وَأَذْهَبَ بِالْإِسْلَامِ مَا(٤) كَانَ مِنْ نَخْوَةِ(٥) الْجَاهِلِيَّةِ وَتَفَاخُرِهَا بِعَشَائِرِهَا وَبَاسِقِ(٦) أَنْسَابِهَا ، فَالنَّاسُ(٧) الْيَوْمَ كُلُّهُمْ - أَبْيَضُهُمْ وَأَسْوَدُهُمْ ، وَقُرَشِيُّهُمْ وَعَرَبِيُّهُمْ وَعَجَمِيُّهُمْ - مِنْ آدَمَ ، وَإِنَّ(٨) آدَمَ خَلَقَهُ اللهُ مِنْ طِينٍ ، وَإِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَطْوَعُهُمْ لَهُ وَأَتْقَاهُمْ ، وَمَا أَعْلَمُ يَا جُوَيْبِرُ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَضْلاً إِلَّا لِمَنْ كَانَ أَتْقى لِلّهِ مِنْكَ وَأَطْوَعَ ».

ثُمَّ قَالَ لَهُ : « انْطَلِقْ يَا جُوَيْبِرُ ، إِلى زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ ، فَإِنَّهُ مِنْ أَشْرَفِ بَنِي بَيَاضَةَ حَسَباً فِيهِمْ ، فَقُلْ لَهُ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ : زَوِّجْ جُوَيْبِراً(٩) ابْنَتَكَ الذَّلْفَاءَ(١٠) ».

____________________

(١). هكذا في « بح ، بخ ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فإنّ ».

(٢). في « بح » : - « له ».

(٣). في «بف» : «امرأة ترغب » بدل « من يرغب ».

(٤). في « ن ، بح ، بخ ، جت ، جد » : « من ».

(٥). النَخْوَةُ : الكبر ، والعجب ، والأنفة ، والحميّة. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٤ ( نخا ).

(٦). الباسق : المرتفع في علوّه.النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٨ ( بسق ).

(٧). في الوافي : « فإنّ الناس ».

(٨). في « بف » : « فإنّ ».

(٩). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » : « جويبر » وكذا في المواضع الآتية.

(١٠). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جد » والمرآة والبحار : « الدلفاء » وكذا في المواضع الآتية.

وفيمرآة العقول ، ج ٢٠ ، ص ٣٥ : « قولهعليه‌السلام : الدلفاء ، هي في النسخ بالمهملة ، ويظهر من كتب اللغة أنّها =

٦١٣

قَالَ : « فَانْطَلَقَ جُوَيْبِرٌ بِرِسَالَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ عِنْدَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ فَأُعْلِمَ(١) ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ(٢) وَسَلَّمَ عَلَيْهِ(٣) ، ثُمَّ قَالَ : يَا زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللهِ إِلَيْكَ فِي حَاجَةٍ لِي(٤) ، فَأَبُوحُ(٥) بِهَا ، أَمْ أُسِرُّهَا إِلَيْكَ؟

فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ(٦) : بَلْ بُحْ بِهَا ؛ فَإِنَّ ذلِكَ شَرَفٌ لِي وَفَخْرٌ.

فَقَالَ لَهُ(٧) جُوَيْبِرٌ : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ لَكَ : زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ(٨) الذَّلْفَاءَ.

فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : أَ رَسُولُ اللهِ أَرْسَلَكَ إِلَيَّ بِهذَا يَا جُوَيْبِرُ(٩) ؟

فَقَالَ لَهُ(١٠) : نَعَمْ ، مَا كُنْتُ لِأَكْذِبَ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : إِنَّا لَانُزَوِّجُ فَتَيَاتِنَا إِلَّا أَكْفَاءَنَا(١١) مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَانْصَرِفْ يَا جُوَيْبِرُ ، حَتّى أَلْقى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأُخْبِرَهُ بِعُذْرِي.

فَانْصَرَفَ جُوَيْبِرٌ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ مَا بِهذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَلَا بِهذَا ظَهَرَتْ(١٢) نُبُوَّةُ‌

____________________

= بالمعجمة. قال الجوهري : الذَلَف - بالتحريك - : صغر الأنف ، واستواء الأرنبة ؛ تقول : رجل أذلف ، وامرأة ذلفاء. ومنه سمّيت المرأة ». راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٦٢ ( ذلف ).

(١). في الوافي : - « فاُعلم ».

(٢). في « ن ، بح ، بخ ، بف ، جت » والوافي والبحار : - « فدخل ».

(٣). في الوافي : - « عليه ».

(٤). في البحار : - « لي ».

(٥). يقال : باح الشي‌ء بَوْحاً ، من باب قال ، أي ظهر. ويتعدّى بالحرف فيقال : باح به صاحبه. وبالهمزة أيضاً فيقال : أباحه ، أي أعلنه وأظهره. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٦١ ؛المصباح المنير ، ص ٦٥ ( بوح ).

(٦). في « بف » : + « لا ».

(٧). في « بف » : - « له ».

(٨). في « بح ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي : « بنتك ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : - « يا جويبر ».

(١٠). في « بف » : - « له ».

(١١). الأكفاء : الأمثال والنظائر ، جمع الكَفِي‌ء ، وهو النظير ، والمساوي ، والمثل. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٧ ( كفأ ).

(١٢). في « ن » : « اُظهرت ».

٦١٤

مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَسَمِعَتْ مَقَالَتَهُ الذَّلْفَاءُ بِنْتُ زِيَادٍ وَهِيَ فِي خِدْرِهَا(١) ، فَأَرْسَلَتْ إِلى أَبِيهَا : ادْخُلْ إِلَيَّ ، فَدَخَلَ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ لَهُ(٢) : مَا هذَا الْكَلَامُ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْكَ تُحَاوِرُ(٣) بِهِ جُوَيْبِراً؟ فَقَالَ لَهَا(٤) : ذَكَرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَرْسَلَهُ ، وَقَالَ : يَقُولُ لَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ الذَّلْفَاءَ ، فَقَالَتْ لَهُ : وَاللهِ ، مَا كَانَ جُوَيْبِرٌ لِيَكْذِبَ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِحَضْرَتِهِ ، فَابْعَثِ الْآنَ رَسُولاً يَرُدُّ عَلَيْكَ جُوَيْبِراً ، فَبَعَثَ زِيَادٌ رَسُولاً ، فَلَحِقَ جُوَيْبِراً ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : يَا جُوَيْبِرُ ، مَرْحَباً بِكَ اطْمَئِنَّ حَتّى أَعُودَ إِلَيْكَ.

ثُمَّ انْطَلَقَ زِيَادٌ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ لَهُ(٥) : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنَّ جُوَيْبِراً أَتَانِي بِرِسَالَتِكَ ، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ لَكَ(٦) : زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ(٧) الذَّلْفَاءَ ، فَلَمْ أَلِنْ لَهُ فِي الْقَوْلِ(٨) ، وَرَأَيْتُ لِقَاءَكَ ، وَنَحْنُ لَانَتَزَوَّجُ(٩) إِلَّا أَكْفَاءَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا زِيَادُ ، جُوَيْبِرٌ مُؤْمِنٌ ، وَالْمُؤْمِنُ كُفْوٌ لِلْمُؤْمِنَةِ(١٠) ، وَالْمُسْلِمُ كُفْوٌ لِلْمُسْلِمَةِ(١١) ، فَزَوِّجْهُ يَا زِيَادُ ، وَلَا تَرْغَبْ عَنْهُ ».

قَالَ : « فَرَجَعَ زِيَادٌ إِلى مَنْزِلِهِ ، وَدَخَلَ عَلَى ابْنَتِهِ ، فَقَالَ لَهَا مَا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّكَ إِنْ عَصَيْتَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَفَرْتَ ، فَزَوِّجْ جُوَيْبِراً ، فَخَرَجَ‌

____________________

(١). الخدر : ناحية في البيت يترك عليها ستر ، فتكون فيه الجارية البكر ، خُدّرت فهي مخدّرة. وجمع الخِدْر : الخُدور.النهاية ، ج ٢ ، ص ١٣ ( خدر ).

(٢). في « بف » والوافي والبحار : - « له ». وفي « بن » : + « يا أبه ». وفي « بف » وحاشية « جت » والوافي : + « يا أباه ». وفي « بخ » : + « يا أبتاه ».

(٣). المحاورة : المجاوبة ، ومراجعة المنطق والكلام في المخاطبة. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ( حور ).

(٤). في « بن » : - « لها ».

(٥). في « بح » : - « له ».

(٦). في « بخ ، بف ، جت ، جد» والبحار:-«لك».

(٧). في « بن » : « بنتك ».

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « بالقول ».

(٩). في « ن ، بح ، بف ، جت ، جد » والوافي والبحار : « لا نزوّج ».

(١٠). في « بف » والوافي : « المؤمنة ».

(١١). في « بخ » والوافي : « المسلمة ».

٦١٥

زِيَادٌ ، فَأَخَذَ(١) بِيَدِ جُوَيْبِرٍ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ(٢) إِلى قَوْمِهِ ، فَزَوَّجَهُ عَلى سُنَّةِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَضَمِنَ صَدَاقَهُ(٤) ».

قَالَ : « فَجَهَّزَهَا زِيَادٌ وَهَيَّؤُوهَا(٥) ، ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلى جُوَيْبِرٍ ، فَقَالُوا لَهُ : أَ لَكَ مَنْزِلٌ ، فَنَسُوقَهَا إِلَيْكَ؟ فَقَالَ : وَاللهِ ، مَا لِي مِنْ(٦) مَنْزِلٍ ».

قَالَ(٧) : « فَهَيَّؤُوهَا ، وَهَيَّؤُوا لَهَا مَنْزِلاً ، وَهَيَّؤُوا(٨) فِيهِ فِرَاشاً وَمَتَاعاً ، وَكَسَوْا(٩) جُوَيْبِراً ثَوْبَيْنِ ، وَأُدْخِلَتِ الذَّلْفَاءُ فِي بَيْتِهَا ، وَأُدْخِلَ جُوَيْبِرٌ عَلَيْهَا مُعَتِّماً(١٠) ، فَلَمَّا رَآهَا نَظَرَ إِلى بَيْتٍ وَمَتَاعٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ ، قَامَ(١١) إِلى زَاوِيَةِ الْبَيْتِ ، فَلَمْ يَزَلْ تَالِياً لِلْقُرْآنِ ، رَاكِعاً وَسَاجِداً حَتّى‌طَلَعَ الْفَجْرُ ، فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ خَرَجَ ، وَخَرَجَتْ زَوْجَتُهُ إِلَى الصَّلَاةِ ، فَتَوَضَّأَتْ وَصَلَّتِ الصُّبْحَ ، فَسُئِلَتْ : هَلْ مَسَّكِ؟ فَقَالَتْ : مَا زَالَ تَالِياً لِلْقُرْآنِ ، وَرَاكِعاً وَسَاجِداً حَتّى سَمِعَ النِّدَاءَ فَخَرَجَ ، فَلَمَّا كَانَتِ(١٢) اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ ، فَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ ، وَأَخْفَوْا ذلِكَ مِنْ زِيَادٍ ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ(١٣) الثَّالِثُ ، فَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ ، فَأُخْبِرَ بِذلِكَ أَبُوهَا ، فَانْطَلَقَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ لَهُ : بِأَبِي أَنْتَ(١٤) وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ(١٥) ، أَمَرْتَنِي بِتَزْوِيجِ جُوَيْبِرٍ ، وَلَا وَاللهِ مَا كَانَ‌

____________________

(١). في « جد » : « وأخذ ».

(٢). في « بح » : « فأخرجه ».

(٣). في « بف ، جت » والوافي : « رسول الله ».

(٤). في البحار : « صداقها ».

(٥). في البحار : « وهيّأها ».

(٦). في « ن ، بح » : - « من ».

(٧). في « بخ ، بف » : - « قال ».

(٨). في « بخ ، بف » : + « لها ».

(٩). في « بخ » : « وألبسوا ».

(١٠). في « ن ، بح ، بخ ، بن ، جد » والوافي : « مغتمّاً ». و « مُعَتِّماً » أي متأخّراً ، أو سائراً في العَتَمة ، وهي الثلث الأوّل من‌ الليل بعد غيبوبة الشفق ، أو هي وقت صلاة العشاء ، أو هي ظلمة الليل ؛ من التعتيم ، وهو السير في العتمة ، والإبطاء ، والتأخير. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٨٠ ( عتم ).

(١١). في « بخ » : « فأقام ».

(١٢). في « بح ، بخ ، بف ، بن ، جت » والوافي : « كان ».

(١٣). في « بخ ، بف ، بن ، جد » : « يوم ».

(١٤). في « ن ، بح » : - « أنت ».

(١٥). في « بف » : - « يا رسول الله ».

٦١٦

مِنْ مَنَاكِحِنَا(١) ، وَلكِنْ طَاعَتُكَ أَوْجَبَتْ عَلَيَّ تَزْوِيجَهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : فَمَا الَّذِي أَنْكَرْتُمْ مِنْهُ؟ قَالَ(٢) : إِنَّا هَيَّأْنَا لَهُ بَيْتاً وَمَتَاعاً ، وَأُدْخِلَتِ ابْنَتِيَ(٣) الْبَيْتَ ، وَأُدْخِلَ مَعَهَا مُعَتِّماً(٤) ، فَمَا كَلَّمَهَا ، وَلَا نَظَرَ إِلَيْهَا ، وَلَا دَنَا مِنْهَا ، بَلْ(٥) قَامَ إِلى زَاوِيَةِ الْبَيْتِ ، فَلَمْ يَزَلْ(٦) تَالِياً لِلْقُرْآنِ ، رَاكِعاً(٧) وَسَاجِداً حَتّى سَمِعَ النِّدَاءَ ، فَخَرَجَ(٨) ، ثُمَّ فَعَلَ(٩) مِثْلَ ذلِكَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ ، وَمِثْلَ ذلِكَ فِي اللَّيلَةِ(١٠) الثَّالِثَةِ ، وَلَمْ يَدْنُ مِنْهَا ، وَلَمْ يُكَلِّمْهَا إِلى أَنْ جِئْتُكَ ، وَمَا نَرَاهُ يُرِيدُ النِّسَاءَ ، فَانْظُرْ فِي أَمْرِنَا ، فَانْصَرَفَ زِيَادٌ.

وَبَعَثَ(١١) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى جُوَيْبِرٍ ، فَقَالَ لَهُ : أَ مَا تَقْرَبُ النِّسَاءَ؟ فَقَالَ لَهُ جُوَيْبِرٌ : أَوَمَا أَنَا بِفَحْلٍ؟ بَلى يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي لَشَبِقٌ(١٢) ، نَهِمٌ(١٣) إِلَى النِّسَاءِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَدْ خُبِّرْتُ بِخِلَافِ مَا وَصَفْتَ بِهِ نَفْسَكَ قَدْ(١٤) ذُكِرَ(١٥) لِي أَنَّهُمْ هَيَّؤُوا لَكَ بَيْتاً وَفِرَاشاً وَمَتَاعاً ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْكَ فَتَاةٌ حَسْنَاءُ(١٦) عَطِرَةٌ ، وَأَتَيْتَ(١٧) مُعَتِّماً(١٨) ، فَلَمْ تَنْظُرْ‌

____________________

(١). في الوافي : « مناكحنا ، أي مواضع نكاحنا. والمناكح في الأصل النساء ».

(٢).في«بف،جت»والوافي:«فقال».وفي«بخ»:«فقال له».

(٣). في « بف ، بن » والوافي : « بنتي ».

(٤). في « ن ، بح ، بن » : « مغتماً ». وفي « بخ ، جد » والوافي : « مغتّماً » بتضعيف التاء.

(٥). في « ن ، جد » : - « بل ».

(٦). في « بن » : « فما زال ».

(٧). في « بن » : « وراكعاً ».

(٨). في « بخ ، بف » والوافي : « وخرج ».

(٩). في « بخ ، بف » والوافي : « وفعل ».

(١٠). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : - « الليلة ».

(١١). في « بح » : « فبعث ».

(١٢). الشَبِقُ : الذي به الشَّبَق بالتحريك ، وهو شدّة الغُلْمة وطلب النكاح. والغُلْمة : شدّة الضراب ، وهيجان شهوة النكاح من المرأة والرجل وغيرهما. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٤١ ( شبق ) ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٣٩ (غلم ).

(١٣). النَهِمُ : الحريص ؛ من النَهْمة ، وهو بلوغ الهمّة والشهوة في الشي‌ء. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٣٣ ( نهم ). (١٤). في الوافي : « وقد ».

(١٥). في « بف » والبحار : « ذكروا ».

(١٦). في « بن » : « حسنة ».

(١٧). في حاشية « جت » : « وأنت ».

(١٨). في « ن ، بح ، جد » والوافي : « مغتماً ». وفي « بخ » : « مغتم ». وفي « بف » وحاشية « جت » : « معتم ».

٦١٧

إِلَيْهَا ، وَلَمْ تُكَلِّمْهَا ، وَلَمْ تَدْنُ مِنْهَا ، فَمَا دَهَاكَ(١) إِذَنْ؟

فَقَالَ لَهُ جُوَيْبِرٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دَخَلْتُ(٢) بَيْتاً وَاسِعاً ، وَرَأَيْتُ فِرَاشاً وَمَتَاعاً وَفَتَاةً حَسْنَاءَ عَطِرَةً ، وَذَكَرْتُ حَالِيَ الَّتِي كُنْتُ عَلَيْهَا ، وَغُرْبَتِي وَحَاجَتِي وَوَضِيعَتِي(٣) وَكِسْوَتِي(٤) مَعَ الْغُرَبَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ أَوْلَانِي اللهُ ذلِكَ أَنْ أَشْكُرَهُ عَلى مَا‌ أَعْطَانِي ، وَأَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِحَقِيقَةِ الشُّكْرِ ، فَنَهَضْتُ إِلى جَانِبِ الْبَيْتِ ، فَلَمْ أَزَلْ فِي صَلَاتِي تَالِياً لِلْقُرْآنِ ، رَاكِعاً وَسَاجِداً(٥) أَشْكُرُ اللهَ(٦) حَتّى سَمِعْتُ النِّدَاءَ ، فَخَرَجْتُ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَأَيْتُ أَنْ أَصُومَ ذلِكَ الْيَوْمَ ، فَفَعَلْتُ ذلِكَ(٧) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهَا ، وَرَأَيْتُ ذلِكَ فِي جَنْبِ مَا أَعْطَانِي اللهُ يَسِيراً ، وَلكِنِّي سَأُرْضِيهَا ، وَأُرْضِيهِمُ اللَّيْلَةَ إِنْ شَاءَ اللهُ.

فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى زِيَادٍ ، فَأَتَاهُ ، فَأَعْلَمَهُ مَا(٨) قَالَ جُوَيْبِرٌ ، فَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ ».

قَالَ : « وَوَفى(٩) لَهَا(١٠) جُوَيْبِرٌ بِمَا قَالَ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله خَرَجَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ وَمَعَهُ جُوَيْبِرٌ ، فَاسْتُشْهِدَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى ، فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ(١١) أَنْفَقُ(١٢) مِنْهَا بَعْدَ جُوَيْبِرٍ ».(١٣)

____________________

(١). فيالوافي : « الدهاء : النُّكْر. ودهاه : أصابه بداهية ، وهي الأمر العظيم ». وراجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٧٥ ( دها ).

(٢). في « بخ ، بف » : « اُدخلت ».

(٣). في « بن ، بح ، بف ، جت » : « وضيعتي » بدون الواو.

(٤). في « ن ، بح ، بخ ، بف » وحاشية « بن » والوافي والبحار : « وكينونتي ».

(٥). في « بخ » : « ساجداً » بدون الواو.

(٦). في حاشية « بن » : « لله ».

(٧). في « جد » : + « اليوم ».

(٨). في « بخ » والوافي : « بما ».

(٩). في البحار : « وفى » بدون الواو.

(١٠). في « بح ، بخ ، بف » والوافي : « لهم ».

(١١). الأيّم : العزب - وهو الذي لا زوج له - رجلاً كان أو امرأة. راجع :المصباح المنير ، ص ٣٣ ( أيم ).

(١٢). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : أنفق ، من النفاق ضدّ الكساد ، أي كان الناس يرغبون في تزويجها ويبدون الأموال العظيمة لمهرها ، وليس من الإنفاق ، كما توهّم ». وراجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٨ ( نفق ).

(١٣).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٨٥ ، ح ٢٠٨٦٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٧ ، ح ٢٥٠٥٥ ، وفيه ملخّصاً ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١١٧ ، ح ٨٩.

٦١٨

٩٥٠٩/ ٢. بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالِ التَّيْمُلِيِّ(١) ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى رَجُلٌ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ(٢) ، عِنْدِي مَهِيرَةُ(٣) الْعَرَبِ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَقْبَلَهَا(٤) وَهِيَ ابْنَتِي ».

قَالَ : « فَقَالَ : قَدْ قَبِلْتُهَا ، قَالَ : فَأُخْرى(٥) يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَمَا هِيَ؟ قَالَ : لَمْ يَضْرِبْ عَلَيْهَا صُدْغٌ(٦) قَطُّ ، قَالَ : لَاحَاجَةَ لِي فِيهَا ، وَلكِنْ زَوِّجْهَا مِنْ جِلْبِيبٍ(٧) ».

قَالَ : « فَسَقَطَ رِجْلَا الرَّجُلِ(٨) مِمَّا دَخَلَهُ(٩) ، ثُمَّ أَتى أُمَّهَا ، فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ ، فَدَخَلَهَا‌

____________________

(١). هكذا في « بف ». وفي « ن ، بخ ، بن ، جت ، جد » والوسائل : « عليّ بن الحسن بن صالح التيملي ». وفي « بح » : « عليّ بن الحسن بن صالح البجلي ». وفي المطبوع : « عليّ بن الحسين بن صالح التيملي ».

ولم نجد في هذه الطبقة من يسمّى بعليّ بن الحسن بن صالح أو عليّ بن الحسين بن صالح ، وقد تكرّرت في الأسناد رواية عليّ بن الحسن [ بن فضّال ] عن أيّوب بن نوح. وتقدّم غير مرّة أنّ عليّ بن الحسن التيملي هو عليّ بن الحسن بن فضّال. هذا ، ولايبعد أن يكون « صالح » محرّفاً من « فضّال ». راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٤٤ - ٥٤٥ وص ٥٩٩. (٢). في « بخ » : - « فقال : يا رسول الله ».

(٣).«المهيرة»:الغالية المهر.لسان العرب ،ج٥،ص١٨٤(مهر).

(٤). في « بف ، جت » : + « منّي ».

(٥). في « ن ، بخ ، بف ، جت ، جد » والوافي والوسائل : « واُخرى ». وفي الوافي : « واُخرى ، أي لها خصلة اُخرى‌ حسنة يرغب فيها ».

(٦). في « ن ، بخ ، بن ، جت » والوسائل : « صدع ». والصُدْغ : ما بين العين والاُذن ، ويسمّى أيضاً الشعر المتدلّي عليها صُدْغاً وربما قالوا : السدغ بالسين.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٢٣ ( صدغ ). وفيالوافي : « وكأنّ ضربها كناية على الإصابة بمصيبة ».

(٧). هكذا في « ن ، بح ، بن ، جت ، جد ». وفي « بخ ، بف » والمطبوع والوافي : « الحلبيب » بالحاء المهملة. وفي المرآة : « حلبيب ، في نسخ الكتاب بالحاء المهملة ، والمضبوط فيجامع الاُصول عند ذكر الصحابة : جُلَيبيب بن عبد الله الفهري الأنصاري بضمّ الجيم وفتح اللام وسكون الباء الاُولى المثنّاة من تحت وكسر الباء الموحّدة وبعدها ياء اُخرى بنقطتين ، ثمّ باء اُخرى موحّدة ». وفيالقاموس ، ج ١ ، ص ١٤٢ ( جلب ) : « جُليبيب ، كقُنَيديل : صحابي ».

(٨). فيالوافي : « سقوط الرجلين كناية عن تغيّر الحال وإصابته شدّة الألم ؛ فإنّ ذلك ممّا يذهب بقوّة المشي ». وفي ‌المرآة : « قولهعليه‌السلام : فسقط رجلا ، الظاهر أنّ سقوط الرجلين كناية عن الهمّ والندم ، كما قال في القاموس : وسُقط في يديه واُسقط ، مضمومتين : زلّ وأخطأ وندم ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٠٥ ( سقط ).

(٩). في « بخ » : « مما دخلها ».

٦١٩

مِثْلُ مَا دَخَلَهُ ، فَسَمِعَتِ الْجَارِيَةُ مَقَالَتَهُ ، وَرَأَتْ مَا دَخَلَ أَبَاهَا(١) ، فَقَالَتْ لَهُمَا : ارْضَيَا لِي مَا رَضِيَ اللهُ وَرَسُولُهُ لِي ».

قَالَ : « فَتَسَلّى ذلِكَ عَنْهُمَا ، وَأَتى أَبُوهَا النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَخْبَرَهُ(٢) الْخَبَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله : قَدْ جَعَلْتُ مَهْرَهَا الْجَنَّةَ ».

* وَزَادَ فِيهِ صَفْوَانُ(٤) ، قَالَ : فَمَاتَ عَنْهَا جِلْبِيبٌ(٥) ، فَبَلَغَ مَهْرُهَا بَعْدَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.(٦)

٢٢ - بَابٌ آخَرُ مِنْهُ‌

٩٥١٠/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكَّارٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ(٧) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله زَوَّجَ الْمِقْدَادَ(٨) بْنَ الْأَسْوَدِ(٩) ضُبَاعَةَ ابْنَةَ(١٠) الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَإِنَّمَا زَوَّجَهُ لِتَتَّضِعَ(١١) الْمَنَاكِحُ ، وَلِيَتَأَسَّوْا بِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ أَكْرَمَهُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاهُمْ ».(١٢)

____________________

(١). في الوافي : « أبويها ».

(٢). في الوسائل : « وأخبره ».

(٣). في الوافي : - « رسول الله ».

(٤). في « بخ ، بف » والوافي : « صفوان فيه ».

(٥). هكذا في « ن ، بح ، بن ، جت ، جد ». وفي « بخ ، بف » والوافي : « حلبيب عنها ». وفي المطبوع : « عنها حلبيب ».

(٦).الوافي ، ج ٢١ ، ص ٩٠ ، ح ٢٠٨٦١ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٦٨ ، ح ٢٥٠٥٦.

(٧). في الوافي : « قال » بدل « إنّ ».

(٨). هكذا في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوسائل والبحار والتهذيب ، ح ١٥٨٢. وفي « بخ » والمطبوع : « مقداد ». (٩). في التهذيب ، ح ١٥٨٢ : + « الكندي ».

(١٠). في « بح ، بخ ، بف »والتهذيب ، ح ١٥٨٢ : « بنت ».

(١١). فيالوافي : « يتّضع ، من الاتّضاع ، ضدّ الارتفاع ».

(١٢).التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٥٨٢ ، معلّقاً عن الكليني.وفيه ، ح ١٥٨١ ، بسند آخر ، إلى قوله : « لتتّضع =

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909