الكافي الجزء ١١

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 788

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 788 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265463 / تحميل: 5448
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

فالآيات تشرح حالهم بإمعان وتخبر بأنّهم « لا يقاتلونكم » معاشر المؤمنين جميعاً إلاّ في قرى محصنة ، أي لا يبرزون لحربكم خوفاً منكم ، وإنّما يقاتلونكم متدرّعين بحصونهم ، أو « من وراء جدر » ، أي يرمونكم من وراء الجدر بالنبل والحجر.

( بأسهم بينهم شديد ) ، والمراد من البأس هو العداء ، أي عداوة بعضهم لبعض شديدة ، فليسوا متّفقي القلوب ، ولذلك يعقبه بقوله :( وقلوبهم شتى ) ، ثمّ يعلل ذلك بقوله :( ذلك بأنّهم لا يعقلون ) .

ثمّ يمثّل لهم مثلاً ، فيقول : إنّ مثلهم في اغترارهم بعددهم وعدّتهم وقوتهم( كمثل الذين من قبلهم ) ، والمراد مشركو قريش الذين قتلوا ببدر قبل جلاء بني النضير بستة أشهر ، ويحتمل أن يكون المراد قبيلة بني قينقاع حيث نقضوا العهد فأجلاهم رسول الله بعد رجوعه من بدر.

فهؤلاء( ذاقوا وبال أمرهم ) ، أي عقوبة كفرهم ولهم عذاب أليم.

٢٦١

الحشر

٥٢

التمثيل الثاني والخمسون

( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إذْ قَالَ للاِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّي بَرِيءٌ مِنكَ إِنّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ) .(١)

تفسير الآية هذه الآية أيضاً ناظرة إلى قصة بني النضير ، فلمّا تآمروا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجلاء ، ولكنّ المنافقين وعدوهم بالنصر ، فقالوا لهم :( لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم ) .

ولكن كان ذلك الوعد كاذباً ، ولذلك يقول سبحانه :( والله يشهد انّهم لكاذبون ) وآية كذبهم :( لَئِنْ أُخْرِجُوا لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لاَ يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأدْبارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُون ) .(٢)

ولقد صدق الخبر الخبر ، فأجلاهم الرسول بقوة وشدة ، فما ظهر منهم أي نصر ومؤازرة ودعم ، فكان وعدهم كوعد الشيطان ، إذ قال للإنسان أكفر فلمّا كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف الله ربّ العالمين ، بمعنى انّه أمره بالكفر ولكنّه تبرّأ منه في النهاية.

وهل المخاطب في قوله : « اكفر » مطلق الإنسان الذي ينخدع بأحابيل

__________________

١ ـ الحشر : ١٦.

٢ ـ الحشر : ١٢.

٢٦٢

الشيطان ووعوده الكاذبة ثمّ يتركه ويتبرّأ منه ، أو المراد شخص معين ؟ وجهان.

فلو قلنا بالثاني ، فقد وعد الشيطان قريشاً بالنصر في غزوة بدر ، كما يحكي عنه سبحانه ، ويقول( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لاَ غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنّي بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنّي أَرى ما لاَ تَرَوْنَ إِنّي أَخافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ العِقابِ ) .(١)

وهناك قول ثالث ، وهو انّ الشيطان وعد عابداً من بني إسرائيل اسمه برصيصا حيث انخدع بالشيطان وكفر ، وفي اللحظات الحاسمة تبرّأ الشيطان منه. ذكر المفسرون انّ برصيصا عبد الله زماناً من الدهر حتى كان يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوّذهم فيبرأون على يده ، وانّه أُتِي بامرأة في شرف قد جنّت وكان لها إخوة فأتوه بها ، فكانت عنده ، فلم يزل به الشيطان يزيّن له حتى وقع عليها ، فحملت ، فلمّا استبان حملها قتلها ودفنها ، فلمّا فعل ذلك ذهب الشيطان حتى لقي أحد إخوتها ، فأخبره بالذي فعل الراهب وانّه دفنها في مكان كذا ، ثمّ أتى بقية إخوتها رجلاً رجلاً فذكر ذلك له ، فجعل الرجل يلقى أخاه ، فيقول : والله لقد أتاني آت فذكر لي شيئاً يكبر عليّ ذكره ، فذكر بعضهم لبعض حتى بلغ ذلك ملكهم ، فسار الملك والناس فاستنزلوه فأقرّ لهم بالذي فعل ، فأمر به فصلب ، فلمّا رفع على خشبته تمثّل له الشيطان ، فقال : أنا الذي ألقيتك في هذا ، فهل أنت مطيعي فيما أقول لك ، أخلصك مما أنت فيه ؟ قال : نعم ، قال : اسجد لي سجدة واحدة ، فقال : كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة ، فقال : اكتفي منك بالإيماء فأوحى له بالسجود ، فكفر بالله ، وقتل الرجل.(٢)

__________________

١ ـ الأنفال : ٤٨.

٢ ـ مجمع البيان : ٥ / ٢٦٥.

٢٦٣

الحشر

٥٣

التمثيل الثالث والخمسون

( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا القُرآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدّعاً مِنْ خَشْيَةِ الله وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) .(١)

تفسير الآية

« الخشوع » : الضراعة ، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح على عكس الضراعة ، فانّ أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ، وقد روي إذا ضرع القلب خشعت الجوارح.

ويؤيد ما ذكره انّه سبحانه ينسب الخشوع إلى الأصوات والأبصار ، ويقول :( وخشعت الأصوات ) ،( خاشعة أبصارهم ) ، (أبصارهم خاشعة ) .

ولو أردنا أن نُعرّفه ، فنقول : هو عبارة عن السكينة الحاكمة على الجوارح مستشعراً بعظمة الخالق.

و « التصدع » : التفرق بعد التلاؤم.

إنّ للمفسرين في تفسير الآية رأيين :

أحدهما : انّه لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ، مع ما له من الغلظة والقسوة

__________________

١ ـ الحشر : ٢١.

٢٦٤

وكبر الجسم وقوة المقاومة قبال النوازل ، لتأثّر وتصدّع من خشية الله ، فإذا كان هذا حال الجبل ، فالإنسان أحقّ بأن يخشع لله إذا تلا آياته.

فما أقسى قلوب هؤلاء الكفّار وأغلظ طباعهم حيث لا يتأثرون بسماع القرآن واستماعه وتلاوته.

ثانيهما : انّ كلّ من له حظّ في الوجود فله حظ من العلم والشعور ، ومن جملتها الجبال فلها نوع من الإدراك والشعور ، كما قال سبحانه :( وَإِنَّ مِنَ الحِجارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْها لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) .(١)

فعلى هذا ، فمعنى الآية انّ هذا القرآن لو نزل على جبل لتلاشى وتصدّع من خشية الله ، غير انّه لم ينزل عليه.

وعلى كلا المعنيين ، فليست الآية من قبيل التمثيل أي تشبيه شيء بشيء ، بل من قبيل وصف القرآن وبيان عظمته بما يحتوى من الحقائق والأصول ، وإنّها على الوصف التالي : « لو أنزلناه على جبل لصار كذا وكذا ».

نعم يمكن أن يعد لازم معنى الآية من قبيل التشبيه ، وهو انّه سبحانه يشبّه قلوب الكفّار والعصاة الذين لا يتأثرون بالقرآن بالجبل والحجارة ، وانّ قلوبهم كالحجارة لو لم تكن أكثر صلابة ، بشهادة انّ الحجارة يتفجر منها الأنهار أو تهبط من خشية الله ، فلأجل ذلك جعلنا الآية من قبيل التمثيل وإن كان بلحاظ المعنى الالتزامي لها.

__________________

١ ـ البقرة : ٧٤.

٢٦٥

الجمعة

٥٤

التمثيل الرابع والخمسون

( مَثَلُ الّذينَ حُمّلُوا التُّوراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَومَ الظّالِمِين ) .(١)

تفسير الآية

« الأسفار » : السَّفر : كشف الغطاء ، ويختص ذلك بالاَعيان نحو سَفَرَ العمامة عن الرأس ، والخمار عن الوجه ، إلى أن قال : والسّفْر الكتاب الذي يسفر عن الحقائق وجمعه أسفار.(٢)

ذكر المفسرون انّه سبحانه لما قال : إنّه بعثه إلى الاَُميّين أخذت اليهود الآية ذريعة لاِنكار سعة رسالته ، وقالوا : إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث إلى العرب خاصة ولم يبعث إليهم ، فعند ذلك نزلت الآية وشبّهتهم بالحمار الذي يحمل أسفاراً لا ينتفع منها ، إذ جاء في التوراة نعت الرسول والبشارة بمقدمه والدخول في دينه.

مضافاً إلى أنّه يمثل حال من يفهم معاني القرآن ولا يعمل به ويعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه ، والمراد من قوله( حُمّلُوا ) أي كلّفوا بالقيام بها ، وقيل :

__________________

١ ـ الجمعة : ٥.

٢ ـ مفردات الراغب : مادة «سفر ».

٢٦٦

ليس هو من الحمل على الظهر ، وإنّما هو من الحمالة بمعنى الكفالة والضمان ، ولذا قيل للكفيل : الحميل ، والمراد والذين ضمنوا أحكام التوراة ، ثمّ لم يحملوها ، أي لم يأدّوا حقها ولم يحملوها حق حملها ، فهؤلاء أشبه بالحمار ، كما قال :( كَمَثَلِ الحِمار يَحْمِلُ أَسْفاراً ) .

وانتخب الحمار من بين سائر الحيوانات لما فيه من الذل والحقارة ما ليس في غيره بل والجهل والبلادة ، مضافاً إلى المناسبة اللفظية الموجودة بين لفظ الأسفار والحمار.

فعلى كلّ تقدير فالآية تندّد باليهود ، وفي الوقت نفسه تحذر عامة المسلمين في أن لا يكون حالهم حال اليهود ، في عدم الانتفاع بالكتاب المنزل الذي فيه دواء كلّ داء وشفاء لما في الصدور.

وللأسف الشديد أصبح القرآن بين المسلمين مهجوراً ، إذ يتبرك به في العرائس ، أو يجعل تعاويذ للأطفال ، أو زينة الرفوف ، أو يقرأ في القبور إلى غير ذلك ممّا أبعد المسلمين عن النظر في القرآن بتدبّر.

ثمّ إنّه سبحانه يصف اليهود المكذبة للقرآن وآياته ، بقوله :( بِئْسَ مَثَلُ القَومِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي القَوم الظالِمين ) .

٢٦٧

التحريم

٥٥

التمثيل الخامس والخمسون

( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوط كانَتا تَحْتَ عَبْدَينِ مِنْ عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيئاً وَقيلَ ادْخُلا النّارَ مَعَ الدّاخِلين ) .(١)

تفسير الآية

إنّ إحدى الأساليب التربوية هي عرض نماذج واقعية لمن بلغ القمة في مكارم الأخلاق وجلائلها أو سقط في حضيض مساوئ الأخلاق ، والقرآن في هذه الآية يعرض زوجتين من زوجات الأنبياء ابتليتا بالنفاق والخيانة ولم ينفعهما قربهما من أنبياء الله.

ثمّ إنّ الحافز لهذا التمثيل هو التنديد بزوجتي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله اللّتين اشتركتا في إفشاء سره ، والغرض هو إيقافهما على أنّهما لا تنجوان من العذاب لمجرد مكانتهما من الرسول كما لم ينفع زوجة نوح ولوط ، فواجهتا العذاب الأليم.

يذكر سبحانه في هذه الصورة قصة إفشاء سرّ النبي بواسطة بعض أزواجه يقول :( وَإِذْ أَسَـرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَديثاً فَلَمّـا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ

__________________

١ ـ التحريم : ١٠.

٢٦٨

عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الخَبير ) .(١)

وهذه الآية على اختصارها تشتمل على مطالب :

١. انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أسرّ إلى بعض أزواجه حديثاً ، كما يقول سبحانه :( وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً ) ، وأمّا ما هو السر الذي أسرّه إليها فغير واضح ، ولا يمكن الاعتماد بما ورد في التفاسير من تحريم العسل على نفسه وغيره.

٢. انّ هذه المرأة التي أسرّ إليها النبي لم تحتفظ بسره وأفشته ، فحدّثت به زوجة أخرى ، كما يقول سبحانه :( فلمّا نبّأت به ) ، والمفسرون اتفقوا على أنّ الأولى منهما هي حفصة والثانية هي عائشة.

وبذلك أساءت الصحبة وأفشت سر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع أنّ واجبها كان كتم هذا السر.

٣. انّه سبحانه أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله به ، كما يقول سبحانه :( وأظهره الله عليه ) أي أطلعه الله عليه.

٤. انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عرّف حفصة ببعض ما ذكرت وأعرض عن ذكر كلّ ما أفشت ، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علم جميع ذلك ولكنّه أخذ بمكارم الأخلاق ، فلم يذكر لها جميع ما صدر منها ، والتغافل من خلق الكرام ، وقد ورد في المثل : « مااستقصى كريم قط ».

٥. لما أخبر رسول الله حفصة بما أظهره الله عليه سألت ، وقالت : من أخبرك بهذا؟ فأجاب الرسول : نبّأني العليم الخبير ، كما يقول سبحانه :( فلمّا نبّأها به

__________________

١ ـ التحريم : ٣.

٢٦٩

قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ) .

وبما انّ مستمع السر كمفشيه عاص ، يعود سبحانه يندّد بهما ويأمرهما بالتوبة ، لأجل ما كسبت قلوبهما من الآثام ، وانّه لو لم تكُفَّا عن إيذاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاعلما انّ الله يتولّـى حفظه ونصرته ، وأمين الوحي معين له وناصر يحفظه ، وصالح المؤمنين وخيارهم يؤيدونه ، وبعدهم ملائكة الله من أعوانه. كما يقول سبحانه :( ان تتوبا فقد صغت قلوبكما ) أي مالت إلى الإثم ، وإن تظاهرا عليه أي تعاونا على إيذاء النبي ، فانّ الله مولاه وجبرئيل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير.

هاتان الآيتان توقفنا على مكانة الزوجتين من القيام بوظائف الزوجية ، حيث إنّ حفظ الاَمانة من واجب الزوجة حيال زوجها ، كما أنّ الآية الثانية تعرب عن مكانتهما عند الله سبحانه حيث تجعلهما على مفترق الطرق : إمّا التوبة لأجل الإثم ، وإمّا التمادي في غيّهما وإحباط كلّ ما تهدفان إليه ، لأنّ له أعواناً مثل ربه والملائكة وصالح المؤمنين.

وبما انّ السورة تكفّلت بيان تلك القصة ناسب أن يمثل سبحانه حالهما بزوجتين لرسولين أذاعتا سرهما وخانتاهما.إذ لم تكن خيانتهما خيانة فجور لما ورد : ما بغت امرأة نبي قط ، وإنّما كانت خيانتهما في الدين.

قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنّه مجنون ، وإذا آمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح ، كما أنّ امرأة لوط دلّت على أضيافه.

وعلى كلّ حال فقد شاركت هذه الزوجات الأربع في إذاعة أسرار أزواجهنّ ، وبذلك صرن نموذجاً بارزاً للخيانة.

وقد كنَّ يتصورنّ انّ صلتهن بالرسل تحول دون عذاب الله ، ولم يقفن على أنّ

٢٧٠

مجرد الصلة لا تنفع مالم يكن هناك إيمان وعمل صالح ، قال سبحانه :( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَومَئِذٍ ) (١) وقال سبحانه مخاطباً بني آدم :( يا بَنِى آدَمَ إمّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) .(٢)

ومن هنا تقف على أنّ صحبة الرسول لا تنفع مالم يضم إليه إيمان خالص وعمل صالح ، فلا تكون مجالسة الرسول دليلاً على العدالة ولا على النجاة ، وأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمام الله سبحانه كالتابعين يحكم عليهم بما يحكم على التابعين ، فكما أنّ الصنف الثاني بين صالح وطالح ، فهكذا الصحابة بين صالح وطالح.

__________________

١ ـ المؤمنون : ١٠١.

٢ ـ الأعراف : ٣٥.

٢٧١

التحريم

٥٦

التمثيل السادس والخمسون

( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ آمَنُوا امرأتَ فِرْعَون إذْ قالَتْ رَبّ ابنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنّةِ وَنَجّني مِنْ فِرْعَونَ وَعَمَلِهِ وَنَجّني مِنَ الْقَومِ الظّالِمين * وَمَرْيم ابْنَتَ عِمْرانَ الّتي أحصَنَت فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقت بِكَلِماتِ رَبّها وَكُتُبهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتين ) .(١)

تفسير الآيات

« الحصن » : جمعه حصون وهي القلاع ، ويطلق على المرأة العفيفة ، لأنّها تحصّن نفسها بالعفاف تارة وبالتزويج أخرى.

القنوت : لزوم الطاعة مع الخضوع ، قوله :( كُلّ لَهُ قانِتُون ) أي خاضعون.

لما مثّل القرآن بنماذج بارزة للفجور من النساء أردفه بذكر نماذج أخرى للتقوى والعفاف من النساء بلغن من التقوى والإيمان منزلة عظيمة حتى تركن الحياة الدنيوية ولذائذها وعزفن عن كل ذلك بغية الحفاظ على إيمانهنّ ، وقد مثل القرآن بآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، فقد بلغت من الإيمان والتقوى بمكان انّها طلبت من الله سبحانه أن يبني لها بيتاً في الجنة ، فقد آمنت بموسى لمّا رأت معاجزه

__________________

١ ـ التحريم : ١١ ـ ١٢.

٢٧٢

الباهرة ودلائله الساطعة ، فأظهرت إيمانها غير خائفة من بطش فرعون وقد نقل انّه وتدها بأربعة أوتاد واستقبل بها الشمس.

هذه هي المرأة الكاملة التي ضحّت في سبيل عقيدتها واستقبلت الشهادة بصدر رحب ولم تعر للدنيا وزخارفها أيّة أهمية ، وكان هتافها حينما واجهت الموت قولها :( ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظالمين ) .

فقولها : « عندك » ، يهدف إلى القرب من رحمة الله ، وقولها : « في الجنة » يبين مكان القرب.

فقد اختارت جوار ربها والقرب منه وآثرت بيتاً يبنيه لها ربها على قصر فرعون الذي كان يبهر العقول ، ولكن زينة الحياة الدنيا عندها نعمة زائلة لا تقاس بالنعمة الدائمة.

ثمّ إنّه سبحانه يضرب مثلاً آخر للمؤمن ات مريم ابنة عمران ، ويصفها بقوله :( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين ) .

ترى أنّه سبحانه يصفها بالصفات التالية :

١.( أحصنت فرجها ) فصارت عفيفة كريمة وهذا بإزاء ما افتعله اليهود من البهتان عليها ، كما يعرب عنه قوله سبحانه :( وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً ) (١) وفي سورة الأنبياء قوله :( وَالّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا ) .(٢)

__________________

١ ـ النساء : ١٥٦.

٢ ـ الأنبياء : ٩١.

٢٧٣

٢.( فنفخنا فيه من روحنا ) : أي كونها عفيفة محصّنة صارت مستحقة للثناء والجزاء ، فأجرى سبحانه روح المسيح فيها ، وإضافة الروح إليه إضافة تشريفية ، فهي امرأة لا زوج لها انجبت ولداً صار نبياً من أنبياء الله العظام.

وقد أُشير إلى هذين الوصفين في سورة الأنبياء ، قال سبحانه :( وَالّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنَا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِين ) .

وهناك اختلاف بين الآيتين ، فقد جاء الضمير في سورة الأنبياء مؤنثاً فقال :( فنَفخنا فيها من روحنا ) وفي الوقت نفسه جاء في سورة التحريم مذكراً( فنفخنا فيه من روحنا ) .

وقد ذكر هنا وجه وهو :

إنّ الضمير في سورة الأنبياء يرجع إلى مريم ، وأمّا المقام فإنّما يرجع إلى عيسى ، أي فنفخنا فيه حتى أنّ من قرأه « فيها » أرجع الضمير إلى نفس عيسى والنفس مؤنثة.

أقول : هذا لا يلائم ظاهر الآية ، لأنّه سبحانه بصدد بيان الجزاء لمريم لأجل صيانة فرجها ، فيجب أن يعود الجزاء إليها ، فالنفخ في عيسى يكون تكريماً لعيسى ولا يعد جزاءً لمريم.

٣.( صدَّقت بكلمات ربّها وكتبه ) : ولعل المراد من الكلمات الشرائع المتقدمة ، والكتب : الكتب النازلة ، كما يحتمل أن يكون المراد الوحي الذي لم يكن على شكل كتاب.

٤.( وكانت من القانتين ) : أي كانت مطيعة لله سبحانه ، ومن القوم المطيعين لله الخاضعين له الدائمين عليه ، وقد جيء بصيغة المذكر تغليباً ، يقول

٢٧٤

سبحانه :( يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعين ) .(١)

ونختم البحث بذكر ثلاث روايات :

١. روى الطبري ، عن أبي موسى ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلاّ أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٢)

٢. أخرج الحاكم ، عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن( قالت ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنّة ) ».(٣)

٣. أخرج الطبراني ، عن سعد بن جنادة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله زوجني في الجنة : مريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وأُخت موسى ».

__________________

١ ـ آل عمران : ٤٣.

٢ ـ مجمع البيان : ٥ / ٣٢٠.

٣ ـ و ٤. الدر المنثور : ٨ / ٢٢٩.

٢٧٥

الملك

٥٧

التمثيل السابع والخمسون

( أَمَّنْ هذا الّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَه بَل لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ * أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْههِ أَهْدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيم ) .(١)

تفسير الآيات

« لجّ » : من اللجاج : التمادي والعناد في تعاطي الفعل المزجور عنه.

« عُتُوّ » : التمرّد.

« النفور » : التباعد عن الحقّ.

« مكب » : من الكبو ، وهو إسقاط الشيء على وجهه ، قال سبحانه :( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُم فِي النّار ) . ومنه قوله : « إنّ الجواد قد يكبو » أي قد يسقط ، والمراد هنا بقرينة مقابله :( يمشي سوياً ) ، أي من يمشي ووجهه إلى الأرض لا الساقط. وقال الطبرسي : أي منكساً رأسه إلى الأرض ، فهو لا يبصر الطريق ولا من يستقبله.

وأمّا الآيات فقد جاءت بصيغة السؤال بين الضالين الذين لجّوا في عتو ونفور وظلّوا متمسّكين بالأوثان والأصنام ، وبين المهتدين الذين يمشون في جادة

__________________

١ ـ الملك : ٢١ ـ ٢٢.

٢٧٦

 التوحيد ولا يعبدون إلاّ الله القادر على كلّ شيء.

فمثل هؤلاء مثل من يمشي على أرض متعرجة غير مستوية يكثر فيها العثار ، وبالتالى يسقط الماشي مكباً على وجهه ، ومن يمشي على جادة مستوية مستقيمة ليس فيها عثرات ، فيصل إلى هدفه بسهولة.

فالاختلاف بين هاتين الطائفتين ليس في كيفية المشي ، وإنّما الاختلاف في طريقهم حيث إنّ طرق الكفّار ملتوية متعرجة فيها عقبات كثيرة ، وطريق المهتدين مستقيمة لا اعوجاج فيها ، فعاقبة المشي في الطريق الأوّل هو الانكباب على الأرض ، وعاقبة المشي في الطريق الثاني هو الوصول إلى الهدف ، فتأويل الآية : أفمن يمشي على طريق غير مستقيم بل متعرج ملتوٍ مكبّاً على وجهه أهدى أم من يمشي على صراط مستقيم بقامة مستقيمة.

قال العلاّمة الطباطبائي : والمراد أنّهم بلجاجهم في عتوّ عجيب ونفور من الحقّ ، كمن يسلك سبيلاً وهو مكب على وجه لا يرى ما في الطريق من ارتفاع وانخفاض ومزالق ومعاثر ، فليس هذا السائر كمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ، فيرى موضع قدمه وما يواجهه من الطريق على استقامة ، وما يقصده من الغاية ، وهؤلاء الكفّار سائرون سبيل الحياة وهم يعاندون الحقّ على علم به ، فيغمضون عن معرفة ما عليهم أن يعرفوه والعمل بما عليهم أن يعملوا به ، ولا يخضعون للحق حتى يكونوا على بصيرة من الأمر ويسلكوا سبيل الحياة وهم مستوون على صراط مستقيم فيأمنوا الهلاك.(١)

__________________

١ ـ الميزان : ١٩ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.

٢٧٧

خاتمة المطاف

ربما عدّ غير واحد ممّن كتب في أمثال القرآن ، الآية التالية منها :

( وَما جَعَلْنا أَصحابَ النّارِ إلاّ مَلائكةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُم إلاّ فِتْنةً لِلّذينَ كَفَرُوا ليَستَيْقِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَيَزدادَ الّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرتابَ الّذينَ أُوتُوا الكِتابَ وَالمُوَْمِنُونَ وَلِيَقُول الّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالكافِرُون ماذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلّ اللهُ مَن يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلمُ جنودَ رَبّكَ إلاّ هُوَ وَما هِيَ إلاّ ذِكرى لِلبَشر ) .(١)

تفسير الآية

لمّا نزل قوله سبحانه( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وما أدراكَ ما سَقَرُ * لا تُبْقِي ولا تَذَرُ * لواحَةٌ للبشرِ * عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) .(٢)

قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أُمّهاتكم أتسمعون ابن أبي كبيشة يخبركم انّ خزنة النار تسعة عشر ، وأنتم الدهم(٣) الشجعان ، أفيعجز كلّ عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم.

__________________

١ ـ المدثر : ٣١.

٢ ـ المدثر : ٢٦ ـ ٣٠.

٣ ـ الدهم : الجماعة الكثيرة.

٢٧٨

فقال أبو أسد الجمحي : أنا أكفيكم سبعة عشر ، عشرة على ظهري ، وسبعة على بطني ، فأكفوني أنتم اثنين ، فنزلت هذه الآية :( وَما جعلنا أصحاب النّار إلاّ ملائكة ) ، أي جعلنا أصحاب النار ملائكة أقوياء مقتدرون وهم غلاظ شداد ، يقابلون المذنبين بقوة ، وهم أمامهم ضعفاء عاجزون ، ويكفي في قوتهم انّه سبحانه يصف واحداً منهم بقوله :( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) .(١)

فالكفّار ما قدروا الله حقّ قدره وما قدروا جنود ربّهم ، وظنوا انّ كلّ جندي من جنوده سبحانه يعادل قوة فرد منهم.

ثمّ إنّه سبحانه يذكر الوجوه التالية سبباً لجعل عدتهم تسعة عشر :

١.( فتنة للذين كفروا ) .

٢.( ليستيقن الذين أُوتوا الكتاب ) .

٣.( يزداد الّذين آمنوا إيماناً ) .

٤.( لا يرتاب الّذين أُوتوا الكتاب والمؤمنون ) .

٥.( وَليقول الّذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً ) .

وإليك تفسير هذه الفقرات :

أمّا الأولى : فيريد انّه سبحانه لم يجعل عدتهم تسعة عشر إلاّ للإفتتان والاختبار ، قال سبحانه :( واعلموا انّما أموالكم وأولادكم فتنة ) أي يختبر بهم الإنسان ، فجعل عدتهم تسعة عشر يختبر بها الكافر والمؤمن ، فيزداد الكافر حيرة واستهزاءً ويزداد المؤمن إيماناً وتصديقاً ، كما هو حال كلّ ظاهرة تتعلق بعالم الغيب. يقول سبحانه :( وَإذا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ

__________________

١ ـ النجم : ٥ ـ ٦.

٢٧٩

إيماناً فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُون ) .(١)

ولا تظن انّ عمله سبحانه هذا يوجب تعزيز داعية الكفر ، وهو أشبه بالجبر وإضلال الناس ووجه ذلك انّ الاستهزاء والابتعاد عن الحقّ أثر الكفر الذي اختاره على الإيمان ، فهذا هو السبب في أن تكون الآيات الإلهية موجبة لزيادة الكفر والابتعاد عن الحقّ ، والدليل على ذلك انّ هذه الآيات في جانب آخر نور وهدى وموجباً لزيادة الإيمان والتصديق.

وأمّا الثانية : أي استيقان أهل الكتاب من اليهود والنصارى انّه حقّ وانّ محمّداً رسول صادق حيث أخبر بما في كتبهم من غير قراءة ولا تعلم.

وأمّا الثالثة : وهي ازدياد إيمان المؤمنين ، وذلك بتصديق أهل الكتاب ، فإذا رأوا تسليم أهل الكتاب وتصديقهم يترسخ الإيمان في قلوبهم.

وأمّا الرابعة : أعني قوله :( ولا يرتاب الّذين أُوتوا الكتاب والمؤمنون ) ، فهو أشبه بالتأكيد للوجه الثاني والثالث.

وفسره الطبرسي بقوله : وليستيقن من لم يؤمن بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن آمن به صحة نبوته إذا تدبّروا وتفكّروا.

وأمّا الخامسة : وهي تقوّل الكافرين ومن في قلوبهم مرض بالاعتراض ، بقولهم : ماذا أراد الله بهذا الوصف والعدد ، وهذه الفقرة ليست من غايات جعل عدتهم تسعة عشر ، وإنّما هي نتيجة تعود إليهم قهراً ، ويسمّى ذلك لام العاقبة ، كما في قوله سبحانه :( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَونَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ) (٢) ومن المعلوم

__________________

١ ـ التوبة : ١٢٤ ـ ١٢٥. ٢ ـ القصص : ٨.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

أَسْمَائِهِنَّ(١) ، ثُمَّ إِنِّي(٢) أَرَدْتُ طَلَاقَ إِحْدَاهُنَّ ، وَتَزْوِيجَ امْرَأَةٍ أُخْرى؟

فَكَتَبَ(٣) : « انْظُرْ إِلى عَلَامَةٍ إِنْ كَانَتْ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ، فَتَقُولُ : اشْهَدُوا أَنَّ فُلَانَةَ الَّتِي بِهَا عَلَامَةُ كَذَا وَكَذَا هِيَ(٤) طَالِقٌ ، ثُمَّ تَزَوَّجُ الْأُخْرى إِذَا انْقَضَتِ الْعِدَّةُ ».(٥)

١٠٣٨١ / ٣٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ :

عَنْ(٦) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ وسَلَامُهُ عَلَيْهِ - : لَا تَلِدُ الْمَرْأَةُ لِأَقَلَّ مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ».(٧)

١٠٣٨٢ / ٣٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَجْتَمِعَانِ بِنِكَاحٍ حَلَالٍ حَتّى(٨) يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ زَوَّجَ فُلَاناً فُلَانَةَ ».

وَقَالَ(٩) : « وَلَا يَفْتَرِقُ زَوْجَانِ حَلَالاً(١٠) حَتّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ فِي فِرَاقِ فُلَانٍ فُلَانَةَ(١١) ».(١٢)

١٠٣٨٣ / ٣٤. ابْنُ مَحْبُوبٍ(١٣) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ ، قَالَ :

____________________

(١). في « بخ ، بف » وحاشية « جد » والوافي : « أساميهنّ ».

(٢). في التهذيب : - « إنّي ».

(٣). في حاشية « بن » : « فقال ». وفي « جت » والوافي : + « إليّ ».

(٤). في التهذيب : - « هي ».

(٥). التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٨٦ ، ح ١٩٥٤ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٠٣٧ ، ح ٢٢٦٨٨ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٢٠ ، ذيل ح ٢٦٢٤٦.(٦). في الوسائل والتهذيب : « إلى ».

(٧). التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٨٦ ، ح ١٩٥٥ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٤٢٤ ، ح ٢٣٥٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٨٢ ، ح ٢٧٣٥٩.(٨). في « بخ » : - « حتّى ».

(٩). في « م ، بن ، جد » : « قال » بدون الواو.

(١٠). في « ن » : « حلال ».

(١١). هكذا في « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، جت ». وفي سائر النسخ والمطبوع والوافي : « وفلانة ».

(١٢). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٧ ، ح ٢١٣٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢٥٥٧٩.

(١٣). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد.

٣٠١

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ ، فَهُوَ يَبِيتُ عِنْدَ ثَلَاثٍ مِنْهُنَّ فِي لَيَالِيهِنَّ وَيَمَسُّهُنَّ ، فَإِذَا بَاتَ عِنْدَ الرَّابِعَةِ فِي لَيْلَتِهَا لَمْ يَمَسَّهَا : فَهَلْ عَلَيْهِ فِي هذَا(١) إِثْمٌ؟

فَقَالَ : « إِنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَبِيتَ عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا ، وَيَظَلَّ عِنْدَهَا صَبِيحَتَهَا(٢) ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِثْمٌ إِنْ لَمْ يُجَامِعْهَا(٣) إِذَا لَمْ يُرِدْ ذلِكَ ».(٤)

١٠٣٨٤ / ٣٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - نَزَعَ الشَّهْوَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَجَعَلَهَا فِي نِسَائِهِمْ ، وَكَذلِكَ فَعَلَ بِشِيعَتِهِمْ(٥) ، وَإِنَّ(٦) اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - نَزَعَ الشَّهْوَةَ مِنْ نِسَاءِ بَنِي هَاشِمٍ ، وَجَعَلَهَا فِي رِجَالِهِمْ ، وَكَذلِكَ فَعَلَ بِشِيعَتِهِمْ(٧) ».(٨)

١٠٣٨٥ / ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ ، قَالَ :

جَاءَ إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَيْسَ عِنْدِي طَوْلٌ(٩) فَأَنْكِحَ‌

____________________

(١). في « بخ » : « هذه ».

(٢). فيالمرآة : « لا خلاف في عدم وجوب المواقعة في نوبة كلّ منهنّ ، وأمّا كون صبيحتها عنده فحملوه على‌الاستحباب ؛ لعدم صحّة السند ، لكنّ العمل بمضمونها أحوط ».

(٣). في الفقيه والتهذيب : « أن يجامعها » بدل « إثم إن لم يجامعها ».

(٤). الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٢٧ ، ح ٤٤٨١ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٢٢ ، ح ١٦٨٩ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٢ ، ح ٢٢١٨٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٤٢ ، ذيل ح ٢٧٢٤٩ ؛البحار ، ج ٨٣ ، ص ١١٩ ، ح ٤٧ ، وتمام الرواية فيه : « إنّما عليه أن يبيت عندها في ليلتها ويظلّ عندها في صبيحتها ».

(٥). في « بح » : « لشيعتهم ».

(٦). في « بف » : « إنّ » بدون الواو.

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « إنّ الله عزّوجلّ نزع الشهوة من نساء بني هاشم ، وجعلها في رجالهم ، وكذلك فعل بشيعتهم ، وإنّ الله عزّوجلّ نزع الشهوة من رجال بني اُميّة ، وجعلها في نسائهم ، وكذلك فعل بشيعتهم ».

(٨). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٧٩ ، ح ٢٠٨٤٤ ؛البحار ، ج ٣١ ، ص ٥٣٢ ، مع تقدّم وتأخّر في فقراته.

(٩). الطَّوْل : المنّ ، والفضل ، والإعطاء ، والإنعام ، والغنى ، والقدرة على المهر. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤١٤ ( طول ).

٣٠٢

النِّسَاءَ ، فَإِلَيْكَ(١) أَشْكُو الْعُزُوبِيَّةَ(٢) .

فَقَالَ : « وَفِّرْ شَعْرَ جَسَدِكَ ، وَأَدِمِ الصِّيَامَ » فَفَعَلَ ، فَذَهَبَ مَا بِهِ مِنَ الشَّبَقِ(٣) .(٤)

١٠٣٨٦ / ٣٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنْ بَرَكَةِ الْمَرْأَةِ خِفَّةُ مَؤُونَتِهَا ، وَتَيْسِيرُ(٥) وِلَادَتِهَا ، وَمِنْ شُؤْمِهَا شِدَّةُ مَؤُونَتِهَا ، وَتَعْسِيرُ(٦) وِلَادَتِهَا ».(٧)

١٠٣٨٧ / ٣٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِذَا جَلَسَتِ الْمَرْأَةُ مَجْلِساً ، فَقَامَتْ عَنْهُ(٨) ، فَلَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهَا(٩) رَجُلٌ حَتّى يَبْرُدَ »(١٠) .

قَالَ : « وَسُئِلَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا زِينَةُ الْمَرْأَةِ لِلْأَعْمى؟ قَالَ : الطِّيبُ وَالْخِضَابُ ؛ فَإِنَّهُ‌

____________________

(١). في « ن » : « وإليك ».

(٢). في « بف » : « العزوبة ».

(٣). الشبق : شدّة الغُلْمة وطلب النكاح ، والغُلْمة : هيجان شهوة النكاح. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٤١ ( شبق ) ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٣٩ ( غلم ).

(٤). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٨ ، ح ٢١٣١٢ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢٥٥٣٥.

(٥). في « بخ » : « وتيسّر ».

(٦). في « بخ » : « وتعسّر ».

(٧). التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٩٩ ، ح ١٥٩٤ ، معلّقاً عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد وأحمد ، عن أبيهما ، عن عبد الله بن بكير ، عن محمّد بن مسلم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٨٧ ، ح ٤٣٥٩ ، معلّقاً عن عبد الله بن بكير ، عن محمّد بن مسلم. وراجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٨٧ ، ح ٤٣٦٠الوافي ، ج ٢١ ، ص ٦٣ ، ح ٢٠٨١٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٢٥٠ ، ح ٢٧٠١٣.

(٨). في الوافي : - « فقامت عنه ».

(٩). في « بن » : « محلّها ».

(١٠). الخصال ، ص ٥٨٥ ، ضمن الحديث الطويل ١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ، ح ٤٦١٩ ؛ وص ٥٥٥ ، ح ٤٩٠٣ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٢ ، ص ٨٧٢ ، ح ٢٢٣٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٤٨ ، ح ٢٥٥٥٣.

٣٠٣

مِنْ طِيبِ النَّسَمَةِ(١) ».(٢)

١٠٣٨٨ / ٣٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْبِكْرَ(٣) ، قَالَ : « يُقِيمُ عِنْدَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ».(٤)

١٠٣٨٩ / ٤٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) فِي الرَّجُلِ تَكُونُ(٦) عِنْدَهُ(٧) الْمَرْأَةُ ، فَيَتَزَوَّجُ أُخْرى ، كَمْ يَجْعَلُ لِلَّتِي يَدْخُلُ بِهَا؟

قَالَ : « ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ يَقْسِمُ(٨) ».(٩)

١٠٣٩٠ / ٤١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَتَيَا أُمَّ سَلَمَةَ ، فَقَالَا لَهَا : يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، إِنَّكِ قَدْ كُنْتِ عِنْدَ رَجُلٍ قَبْلَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١٠) ، فَكَيْفَ رَسُولُ اللهِ مِنْ ذَاكَ(١١)

____________________

(١). « النسمة » : الإنسان ، والنَفْس والروح ، وكلّ دابّة فيها روح فهي نسمة. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٧٤ ( نسم ).

(٢). الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٨٧٢ ، ح ٢٢٣٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ١٦٧ ، ح ٢٥٣٢٢.

(٣). في « بن » : - « البكر ».

(٤). الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٢ ، ح ٢٢١٨٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٧٢٣٩.

(٥). في « جد » : - « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٦). في « جت » والوافي والوسائل : « يكون ».

(٧). في « بح » : « عند ».

(٨). فيالمرآة : « المشهور بين الأصحاب كاد أن يكون إجماعاً اختصاص البكر عند الدخول بسبع ، والثيّب بثلاث ، وذهب الشيخ في النهاية وكتابي الحديث إلى أنّ اختصاص البكر بالسبع على الاستحباب ، وأمّا الواجب لها فثلاث كالثيّب جمعاً بين الأخبار ». وراجع :النهاية ، ص ٤٨٣.

(٩). الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٩٢ ، ح ٢٢١٨٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٣٣٩ ، ح ٢٧٢٤٠.

(١٠). في الوسائل : - « قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(١١). في«ن،بخ،بف»:«ذلك».وفي«جت» :« ذا ».

٣٠٤

فِي(١) الْخَلْوَةِ(٢) ؟ فَقَالَتْ : مَا هُوَ إِلَّا كَسَائِرِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ خَرَجَا عَنْهَا ، وَأَقْبَلَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ مُبَادِرَةً فَرَقاً(٣) أَنْ يَنْزِلَ أَمْرٌ(٤) مِنَ السَّمَاءِ ، فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى تَرَبَّدَ(٥) وَجْهُهُ ، وَالْتَوى(٦) عِرْقُ الْغَضَبِ بَيْنَ(٧) عَيْنَيْهِ ، وَخَرَجَ(٨) وَهُوَ(٩) يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، وَبَادَرَتِ(١٠) الْأَنْصَارُ بِالسِّلَاحِ ، وَأَمَرَ بِخَيْلِهِمْ أَنْ تَحْضُرَ ، فَصَعِدَ(١١) الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ :

أَيُّهَا النَّاسُ ، مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَّبِعُونَ عَيْبِي ، وَيَسْأَلُونَ عَنْ غَيْبِي(١٢) ، وَاللهِ إِنِّي لَأَكْرَمُكُمْ حَسَباً ، وَأَطْهَرُكُمْ مَوْلِداً ، وَأَنْصَحُكُمْ لِلّهِ فِي الْغَيْبِ ، وَلَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَبِيهِ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ.

فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ : فُلَانٌ الرَّاعِي ، فَقَامَ(١٣) إِلَيْهِ آخَرُ(١٤) ، فَقَالَ : مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ : غُلَامُكُمُ الْأَسْوَدُ ، وَقَامَ(١٥) إِلَيْهِ الثَّالِثُ ، فَقَالَ : مَنْ أَبِي؟ فَقَالَ : الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ.

فَقَالَتِ(١٦) الْأَنْصَارُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اعْفُ عَنَّا عَفَا اللهُ عَنْكَ ؛ فَإِنَّ اللهَ بَعَثَكَ(١٧) رَحْمَةً ،

____________________

(١). في « بن » في الوسائل والبحار : - « في ».

(٢). في «م،ن،بن،جد»والوسائل والبحار :- «الخلوة ».

(٣). الفَرَق - بالتحريك - : الخوف والفزع.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ ( فرق ).

(٤). في « بخ » : - « أمر ».

(٥). يقال : اربدّ وجهه وتربّد ، أي تغيّر عند الغضب ، أو احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( ربد ).(٦). فيالمرآة :«التوى،أي التفّ ، كناية عن امتلائه ».

(٧). في « بن » : « من ».

(٨). في « م ، بن ، جد » : - « وخرج ».

(٩). في « ن » : - « وهو ».

(١٠). في«ن ،بن،جد»وحاشية«م،جت» :«وصارت ».

(١١). في « بن » : « وصعد ».

(١٢). في « م ، ن ، بخ ، بف ، بن ، جت ، جد » والبحار : « عيبي ».

(١٣). في « ن » : « وقام ».

(١٤). في « م ، بح » : « الآخر ».

(١٥). في « جت » والبحار : « فقام ».

(١٦). في « بخ » : « فقال ».

(١٧). في « بخ » : « قد بعثك ».

٣٠٥

فَاعْفُ عَنَّا عَفَا اللهُ عَنْكَ.

وَكَانَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا كَلَّمَ اسْتَحْيَا ، وَعَرِقَ ، وَغَضَّ طَرْفَهُ عَنِ النَّاسِ حَيَاءً حِينَ كَلَّمُوهُ ، فَنَزَلَ.

فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ ، هَبَطَ عَلَيْهِ(١) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِصَفْحَةٍ(٢) مِنَ الْجَنَّةِ(٣) ، فِيهَا هَرِيسَةٌ(٤) ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ عَمِلَهَا لَكَ الْحُورُ الْعِينُ ، فَكُلْهَا أَنْتَ وعَلِيٌّ وَذُرِّيَّتُكُمَا ؛ فَإِنَّهُ لَا‌ يَصْلُحُ أَنْ يَأْكُلَهَا غَيْرُكُمْ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُعليهم‌السلام ، فَأَكَلُوا(٥) ، فَأُعْطِيَ(٦) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الْمُبَاضَعَةِ(٧) مِنْ تِلْكَ الْأَكْلَةِ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً ، فَكَانَ إِذَا شَاءَ غَشِيَ(٨) نِسَاءَهُ(٩) كُلَّهُنَّ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ».(١٠)

١٠٣٩١ / ٤٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ(١١) ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ جَمَعَ مِنَ النِّسَاءِ مَا لَايَنْكِحُ ، فَزَنى مِنْهُنَّ شَيْ‌ءٌ ، فَالْإِثْمُ عَلَيْهِ ».(١٢)

____________________

(١). في « ن ، بن ، جد » والوسائل : - « عليه ».

(٢). في «م،بف،جت» والوافي والمرآة : « بصحفة ».

(٣). في الوسائل : + « كان ».

(٤). الهريسة : فعيلة بمعنى مفعولة ، من الهَرْس بمعنى الدقّ ، وهو الحبّ المهروس ، أي المدقوق المطبوخ ، وقبل الطبخ فهو الهريس. راجع :المصباح المنير ، ص ٦٣٧ ( هرس ).

(٥). في الوسائل : + « منها ».

(٦). في « ن ، بح ، بخ ، جت » : « واُعطي ».

(٧). المباضعة : المجامعة.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٨٧ ( بضع ).

(٨). في « بن ، جد » : « غسل ».

(٩). « غشي نساءه » ، أي جامعهنّ. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ( غشا ).

(١٠). الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٨٦٩ ، ح ٢٢٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٥٥٤٣ ، ملخّصاً ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ٦.

(١١). في الوسائل ، ح ٢٥٢٤٧ : « جعفر بن محمّد » بدل « محمّد بن جعفر ».

(١٢). الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٥١ ، ح ٤٥٥٨ ؛وقرب الإسناد ، ص ١٥١ ، ح ٥٤٧ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن =

٣٠٦

١٠٣٩٢ / ٤٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ وَهَبَ لَهُ أَبُوهُ جَارِيَةً ، فَأَوْلَدَهَا ، وَلَبِثَتْ عِنْدَهُ زَمَاناً ، ثُمَّ ذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ قَدْ(١) وَطِئَهَا قَبْلَ أَنْ يَهَبَهَا لَهُ ، فَاجْتَنَبَهَا؟

قَالَ : « لَا تُصَدَّقُ ».(٢)

١٠٣٩٣ / ٤٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِعليه‌السلام ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلَيْهِ هذِهِ الْمَسْأَلَةَ - وَعَرَفْتُ خَطَّهُ - عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِرَجُلٍ ، كَانَ أَبُو الرَّجُلِ وَهَبَهَا لَهُ ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ أَوْلَاداً ، ثُمَّ قَالَتْ بَعْدَ ذلِكَ : إِنَّ أَبَاكَ كَانَ وَطِئَنِي قَبْلَ أَنْ يَهَبَنِي لَكَ؟

قَالَ : « لَا تُصَدَّقُ ، إِنَّمَا تَهْرُبُ مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ ».(٣)

١٠٣٩٤ / ٤٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي الْمَرْأَةِ إِذَا زَنَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا الرَّجُلُ : يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا ، وَلَا صَدَاقَ لَهَا ؛ لِأَنَّ(٤) الْحَدَثَ كَانَ مِنْ قِبَلِهَا ».(٥)

____________________

= أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٠٨ ، ح ٢١٩٨٦ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ١٤١ ، ح ٢٥٢٤٧ ؛ وص ٢٤٣ ، ح ٢٥٥٤٤ ؛ وج ٢١ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٦٨٣٤.

(١). في « ن ، بن ، جد » : « قد كان ». وفي « بخ ، بف » : - « قد ».

(٢). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢١١٨٨ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٠٠ ، ح ٢٦١٩٦.

(٣). قرب الإسناد ، ص ٣٠٦ ، ح ١١٩٩ ؛ وص ٣٣٩ ، ح ١٢٣٤ ، بسندهما عن عثمان بن عيسى ، وفي الأخير مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢١١٨٩ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٤٩٩ ، ح ٢٦١٩٥.

(٤). في « بح ، بخ » والوافي : « أنّ ».

(٥). الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤١٦ ، ح ٤٤٥٣ ؛والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٩٠ ، ح ١٩٦٨ ، معلّقاً عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .وفيه ، ص ٤٧٣ ، ح ١٨٩٣ ، بسنده عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ج ١٠ ، ص ٣٦ ، ح ١٢٦ ، بسنده عن السكوني ، عن جعفر ، عن آبائهعليهم‌السلام ، من دون الإسناد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .علل الشرائع ، ص ٥٠٢ ، ح ١ ، بسنده عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن =

٣٠٧

١٠٣٩٥ / ٤٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ زَكَرِيَّا الْمُؤْمِنِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ رَجُلاً أَتى بِامْرَأَتِهِ إِلى عُمَرَ ، فَقَالَ : إِنَّ امْرَأَتِي هذِهِ سَوْدَاءُ ، وَأَنَا أَسْوَدُ ، وَإِنَّهَا وَلَدَتْ غُلَاماً أَبْيَضَ.

فَقَالَ لِمَنْ بِحَضْرَتِهِ : مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالُوا(١) : نَرى أَنْ تَرْجُمَهَا ؛ فَإِنَّهَا سَوْدَاءُ ، وَزَوْجُهَا أَسْوَدُ ، وَوَلَدُهَا أَبْيَضُ ».

قَالَ : « فَجَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام وَقَدْ وُجِّهَ بِهَا لِتُرْجَمَ ، فَقَالَ : مَا حَالُكُمَا؟ فَحَدَّثَاهُ ، فَقَالَ لِلْأَسْوَدِ : أَتَتَّهِمُ امْرَأَتَكَ؟ فَقَالَ : لَا ، قَالَ(٢) : فَأَتَيْتَهَا وَهِيَ طَامِثٌ؟ قَالَ : قَدْ قَالَتْ لِي فِي لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي : إِنِّي(٣) طَامِثٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تَتَّقِي الْبَرْدَ ، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا.

فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : هَلْ أَتَاكِ وَأَنْتِ طَامِثٌ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، سَلْهُ قَدْ حَرَّجْتُ(٤) عَلَيْهِ وَأَبَيْتُ.

قَالَ : فَانْطَلِقَا ؛ فَإِنَّهُ ابْنُكُمَا ، وَإِنَّمَا غَلَبَ الدَّمُ النُّطْفَةَ فَابْيَضَّ ، وَلَوْ قَدْ تَحَرَّكَ اسْوَدَّ(٥) ، فَلَمَّا أَيْفَعَ(٦) اسْوَدَّ(٧) ».(٨)

____________________

= محمّد ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .الجعفريّات ، ص ١٠٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢١ ، ص ١٣٥ ، ح ٢٠٩٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٢١٨ ، ذيل ح ٢٩٩٣٦.

(١). في «م،بن،جد» والوسائل والبحار : « قالوا ».

(٢). في الوسائل : « فقال ».

(٣). في الوسائل : « أنا ».

(٤). التحريج : التضييق ، والحرج في الأصل : الضيق. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢٣٣ ( حرج ).

(٥). فيالوافي : « غلب الدم ، أي بمزجه العارضي ومزاجه المقتضي للابيضاض. ولو قد تحرّك ، أي نشأ وكبر. اسودّ ، أي عاد إلى أصله الموجب للاسوداد ».

(٦). قال الجوهري : « أيفع الغلام ، أي ارتفع ، وهو يافع ، ولا يقال : موفع ، وهو من النوادر ». وقال ابن الأثير : « أيفع الغلام فهو يافع ، إذا شارف الاحتلام ولمـّا يحتلم ، وهو من نوادر الأبنية ».الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣١٠ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٩ ( يفع ).

(٧). فيالمرآة : « يظهر منه أنّ دم الحيض إذا غلب على مزاج الولد يصير أبيض ، ولا استبعاد فيه ، ولمـّا كان هذا مزاجاً عارضيّاً ينقص شيئاً فشيئاً حتّى إذا أيفع ، أي ارتفع وطال عاد إلى مزاجه الأصلي واسودّ ».

(٨). الوافي ، ج ٢٣ ، ص ١٤١٠ ، ح ٢٣٥٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٠٤ ، ح ٢٧٧٠٢ ؛البحار ، ج ٣٠ ، ص ١٠٨ ، ح ٩.

٣٠٨

١٠٣٩٦ / ٤٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ(١) الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؟

قَالَ : « مَا ظَهَرَ نِكَاحُ امْرَأَةِ الْأَبِ(٢) ، وَمَا بَطَنَ الزِّنى ».(٣)

١٠٣٩٧ / ٤٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مِسْمَعٍ أَبِي سَيَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، فَلَا يُعْجِلْهَا ».(٤)

١٠٣٩٨ / ٤٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( أَعْطى كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ) (٥) ؟

قَالَ : « لَيْسَ شَيْ‌ءٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ إِلَّا وَهُوَ يُعْرَفُ مِنْ(٦) شَكْلِهِ الذَّكَرُ مِنَ الْأُنْثى ».

____________________

(١). في « م ، بن ، جد » : - « سئل عن ».

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٢٠ ، ص ٤٢٤ : « قولهعليه‌السلام : نكاح امرأة الأب ، لمـّا كان نكاح امرأة الأب شائعاً في الجاهليّة وكانوا يتظاهرون به ، سمّاه الله تعالى فاحشة وجعله ممّا ظهر منها ، ولمـّا كانت الزنى ممّا يفعل سرّاً عدّها ممّا بطن. وقال بعض المفسّرين : إنّهم كانوا لا يرون بالزنى في السرّ بأساً ويمنعون منه علانية فنهى الله عنه في الحالتين ، وروي قريب منه عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّ ما ظهر هو الزنى ، وما بطن هو المخالة ». وراجع :التبيان ، ج ٤ ، ص ٣١٥ - ٣١٦ ؛مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ١٩١ - ١٩٢ ، ذيل الآية ١٥١ من سورة الأنعام(٦).

(٣). التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٧٢ ، ح ١٨٩٤ ، معلّقاً عن البرقي ، عن النضر بن سويد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٤ ، عن عمرو بن أبي المقدامالوافي ، ج ٢١ ، ص ١٥٦ ، ح ٢٠٩٨٠ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٤١٤ ، ذيل ح ٢٥٩٦٣.

(٤). الخصال ، ص ٦٣٦ ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٢١ ، ح ٢٢٠١٥ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ١١٧ ، ح ٢٥١٨٢.

(٥). طه (٢٠) : ٥٠.

(٦). في « ن ، بف » : - « من ».

٣٠٩

قُلْتُ : مَا يَعْنِي( ثُمَّ هَدى ) ؟

قَالَ : « هَدَاهُ لِلنِّكَاحِ وَالسِّفَاحِ(١) مِنْ شَكْلِهِ ».(٢)

١٠٣٩٩ / ٥٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ ، قَالَ :

رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام اخْتَضَبَ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، اخْتَضَبْتَ؟

فَقَالَ : « نَعَمْ ؛ إِنَّ التَّهْيِئَةَ مِمَّا يَزِيدُ(٣) فِي عِفَّةِ النِّسَاءِ ، وَلَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءُ الْعِفَّةَ بِتَرْكِ أَزْوَاجِهِنَّ التَّهْيِئَةَ ».

ثُمَّ قَالَ : « أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَرَاهَا عَلى مَا تَرَاكَ عَلَيْهِ إِذَا كُنْتَ عَلى غَيْرِ تَهْيِئَةٍ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « فَهُوَ ذَاكَ ».

ثُمَّ قَالَ : « مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ : التَّنَظُّفُ(٤) ، وَالتَّطَيُّبُ ، وَحَلْقُ الشَّعْرِ ، وَكَثْرَةُ الطَّرُوقَةِ(٥) ».

ثُمَّ قَالَ : « كَانَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَعليه‌السلام أَلْفُ امْرَأَةٍ فِي قَصْرٍ وَاحِدٍ ، ثَلَاثُمِائَةٍ مَهِيرَةٌ(٦) ، وَسَبْعُمِائَةٍ سُرِّيَّةٌ(٧) ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَهُ بُضْعُ(٨) أَرْبَعِينَ رَجُلاً ، وَكَانَ عِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ ،

____________________

(١). السفاح : الزنى ، مأخوذ من سفحت الماء ، إذا صببته.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ( سفح ).

(٢). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٧ ، ح ٢١٣٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠٨ ، ح ٢٥٦٨٨.

(٣). في « م ، ن ، بخ ، جد » : « تزيد ».

(٤). في حاشية « جت » : « التنظيف ».

(٥). « الطروقة » : فعولة بمعنى مفعولة ، وطروقة الفحل : اُنثاه ومركوبته ، وكلّ امرأة طروقة زوجها ، وكلّ ناقة طروقة فحلها. والمراد كثرة الجماع وغشيان الرجل أزواجه وما اُحلّ له. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٢ ؛مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٠٦ ( طرق ).

(٦). المهيرة : الحرّة ، والجمع : المهائر ، وهي الحرائر ، وهي ضدّ السرائر. والمهيرة أيضاً : الحرّة الغالية المهر. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٨٤ و ١٨٦ ( مهر ).

(٧). « السُرِّيَّةُ » : هي الأمة التي بوّأتها بيتاً ، وهو فُعليّة منسوبة إلى السرّ ، وهو الجماع أو الإخفاء ؛ لأنّ كثيراً يسرّها ويسترها عن حرّته. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٨٢ ( سرر ).

(٨). البُضْع : يطلق على النكاح ، والجماع ، والفرج. راجع :المصباح المنير ، ص ٥١ ( بضع ).

٣١٠

وَكَانَ يَطُوفُ عَلَيْهِنَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ».(١)

١٠٤٠٠ / ٥١. وَعَنْهُ(٢) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِيحٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : تَذَاكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٣) عليه‌السلام ، فَقَالَ : « الشُّؤْمُ فِي(٤) ثَلَاثٍ(٥) : فِي الْمَرْأَةِ ، وَالدَّابَّةِ ، وَالدَّارِ ؛ فَأَمَّا شُؤْمُ الْمَرْأَةِ ، فَكَثْرَةُ(٦) مَهْرِهَا ، وَعُقْمُ رَحِمِهَا(٧) ».(٨)

١٠٤٠١ / ٥٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَاطِمَةَعليها‌السلام ، قَالُوا : بِالرِّفَاءِ(٩) وَالْبَنِينَ ، فَقَالَ : « لَا ، بَلْ عَلَى‌

____________________

(١). الكافي ، كتاب الزيّ والتجمّل ، باب الخضاب ، ح ١٢٦٥٦ ، بسنده عن الحسن بن جهم.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٢٧٦ ، معلّقاً عن الحسن بن جهم ، وفيهما إلى قوله : « بترك أزواجهنّ التهيئة » مع اختلاف يسير.الكافي ، نفس الكتاب ، باب الطيب ، ح ١٢٨٣٦ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « الطيب من أخلاق الأنبياء ».الفقيه ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٣٤١ ، مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام ، من قوله : « من أخلاق الأنبياء » إلى قوله : « كثرة الطروقة » مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٤٢ ، عن الرضاعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من أخلاق الأنبياء التنظّف ». راجع :الكافي ، كتاب الدواجن ، باب الديك ، ح ١٣٠٦٩ ؛والخصال ، ص ٢٩٨ ، باب الخمسة ، ح ٧٠ ؛وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٧٧ ، ح ١٥الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٨٧١ ، ح ٢٢٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٤٣ ، ح ٢٥٥٤٥ ، من قوله : « من أخلاق الأنبياء » ؛وفيه ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٥٥٤٩ ، إلى قوله : « وكثرة الطروقة ».البحار ، ج ١١ ، ص ٦٦ ، ح ١٣ ، من قوله : « من أخلاق الأنبياء » إلى قوله : « وكثرة الطروقة ».

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٣). في « بن » والوسائل : - « عبد الله ».

(٤). في « بخ ، بف » : - « في ».

(٥). في الوافي : « ثلاثة ».

(٦). في « بف » : « كثرة ».

(٧). في الفقيه والأمالي للصدوق والخصال والمعاني ، ح ١ : « عقوق زوجها » بدل « عقم رحمها ».

(٨). الأمالي للصدوق ، ص ٢٣٩ ، المجلس ٤٢ ، صدر ح ٧ ؛والخصال ، ص ١٠٠ ، باب الثلاثة ، صدر ح ٥٣ ؛ومعاني الأخبار ، ص ١٥٢ ، صدر ح ١ ، بسند آخر عن عثمان بن عيسى.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥٥٦ ، صدر ح ٤٩١٢ ، معلّقاً عن خالد بن نجيح.التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٩٩ ، صدر ح ١٥٩٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.معاني الأخبار ، ص ١٥٢ ، صدر ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٠ ، ص ٧٩٠ ، ح ٢٠٥١١ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٣ ، ح ٢٥٠١٦ ؛ وج ٢١ ، ص ٢٤٩ ، ح ٢٧٠١١.

(٩). قال الجوهري:« الرِفاء : الالتحام والاتّفاق ، ويقال : رفّيتُه ترفية ، إذا قلت للمتزوّج : بالرفاء والبنين ، قال ابن‌ =

٣١١

الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ».(١)

١٠٤٠٢ / ٥٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَنْزِلِ حَفْصَةَ ، وَالْمَرْأَةُ مُتَلَبِّسَةٌ مُتَمَشِّطَةٌ ، فَدَخَلَتْ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ الْمَرْأَةَ لَاتَخْطُبُ الزَّوْجَ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ أَيِّمٌ لَازَوْجَ لِي مُنْذُ دَهْرٍ(٢) وَلَا(٣) وَلَدَ ، فَهَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَإِنْ تَكُ فَقَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي لَكَ إِنْ قَبِلْتَنِي.

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله خَيْراً ، وَدَعَا لَهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أُخْتَ الْأَنْصَارِ ، جَزَاكُمُ اللهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ خَيْراً ، فَقَدْ نَصَرَنِي رِجَالُكُمْ ، وَرَغِبَتْ(٤) فِيَّ نِسَاؤُكُمْ.

فَقَالَتْ لَهَا حَفْصَةُ : مَا أَقَلَّ حَيَاءَكِ وَأَجْرَأَكِ وَأَنْهَمَكِ(٥) لِلرِّجَالِ.

فَقَالَ لَهَا(٦) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : كُفِّي عَنْهَا(٧) يَا حَفْصَةُ ؛ فَإِنَّهَا خَيْرٌ مِنْكِ ، رَغِبَتْ فِي رَسُولِ اللهِ ، فَلُمْتِهَا(٨) وَعَيَّبْتِهَا(٩) ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ : انْصَرِفِي رَحِمَكِ اللهُ ، فَقَدْ أَوْجَبَ‌

____________________

= ‌السكّيت : وإن شئت كان معناه : بالسكون والطمأنينة ، من قولهم : رفوتُ الرجل ، إذا سكّنته ».

وقال ابن الأثير : « فيه أنّه نهى أن يقال : بالرفاء والبنين ، ذكره الهروي في المعتلّ هاهنا ولم يذكره في المهموز وقال : يكون على معنيين : أحدهما الاتّفاق وحسن الاجتماع ، والآخر أن يكون من الهدوء والسكون. قال : وكان إذا رفّى رجلاً ، أي إذا أحبّ أن يدعو له بالرفاء ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٦٠ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ( رفا ).

وفيالوافي : « الرفاء بالمدّ : الالتئام والاتّفاق ، وكأنّه كان من تهنئة الجاهليّة ».

(١). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٤٠٢ ، ح ٢١٤٤٣ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٤٦ ، ح ٢٥٥٥٠ ؛البحار ، ج ٤٣ ، ص ١٤٤ ، ح ٤٦.

(٢). في حاشية « جت » : « دهير ».

(٣). في « بخ ، بف » والوافي : + « لي ».

(٤). في « م ، بخ ، بف ، بن ، جت » والوافي : « ورغب ».

(٥). النَهْمة : الحاجة ، وبلوغ الهمّة والشهوة في الشي‌ء. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٣ ( نهم ).

(٦). في « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، بن ، جت » والبحار : - « لها ».

(٧). في « جد » وحاشية « م » : « عنّا ».

(٨). في « م ، بح ، بف ، بن ، جد » والوافي والبحار : « فلمتيها ».

(٩). في « م ، بن ، جت ، جد » والوافي : « وعِبْتيها ». وفي البحار : « وعيّبتيها ».

٣١٢

اللهُ لَكِ الْجَنَّةَ ؛ لِرَغْبَتِكِ(١) فِيَّ ، وَتَعَرُّضِكِ لِمَحَبَّتِي وَسُرُورِي ، وسَيَأْتِيكِ أَمْرِي إِنْ شَاءَ اللهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) .

قَالَ : « فَأَحَلَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - هِبَةَ الْمَرْأَةِ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَا يَحِلُّ ذلِكَ لِغَيْرِهِ».(٣)

١٠٤٠٣ / ٥٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ مُخَلَّدِ بْنِ مُوسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْيَرْبُوعِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، أَتَزَوَّجُ فِيكُمْ وَأُزَوِّجُكُمْ ، إِلَّا فَاطِمَةَعليها‌السلام ؛ فَإِنَّ تَزْوِيجَهَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ».(٤)

١٠٤٠٤ / ٥٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ، فَسَأَلْتُ عَنْهَا ، فَقِيلَ فِيهَا(٥) .

فَقَالَ : « وَأَنْتَ لِمَ سَأَلْتَ(٦) أَيْضاً؟ لَيْسَ عَلَيْكُمُ التَّفْتِيشُ ».(٧)

____________________

(١). في « جت » والبحار : « برغبتك ».

(٢). الأحزاب (٣٣) : ٥٠.

(٣). الكافي ، كتاب النكاح ، باب المرأة تهب نفسها للرجل ، ح ٩٦٦٨ ، من قوله : « فأنزل الله عزّوجلّ » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٣ ، ح ٢١٣٠٣ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢١١ ، ح ٣٩.

(٤). الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٩٣ ، ح ٤٣٨٢ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٥ ، ح ٢١٣٠٤ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٧٤ ، ذيل ح ٢٥٠٦٦ ؛البحار ، ج ٤٣ ، ص ١٤٤ ، ح ٤٧.

(٥). فيالوافي : « يقال : قال فيه ، إذا عابه واغتابه ، وكأنّه كنّى به هاهنا عن نسبة الفجور إليها. قولهعليه‌السلام : وأنت لم سألت أيضاً ، أي وأنت أيضاً أسأت في سؤالك عنها ، قال الله تعالى :( وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) [ الحجرات (٤٩) : ١٢ ] ».(٦). في « م ، جد » : « أنت ولم سألت ».

(٧). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٣١٩ ، ح ٢١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٠١ ، ح ٢٥٦٧٦.

٣١٣

١٠٤٠٥ / ٥٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا سَدِيرُ ، بَلَغَنِي عَنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ جَمَالٌ وَحُسْنُ تَبَعُّلٍ(٢) ، فَابْتَغِ لِي امْرَأَةً ذَاتَ جَمَالٍ فِي مَوْضِعٍ ».

فَقُلْتُ : قَدْ أَصَبْتُهَا - جُعِلْتُ فِدَاكَ - فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ.

فَقَالَ لِي : « يَا سَدِيرُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَعَنَ قَوْماً ، فَجَرَتِ اللَّعْنَةُ فِي أَعْقَابِهِمْ(٣) إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يُصِيبَ جَسَدِي جَسَدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ(٤) ».(٥)

١٠٤٠٦ / ٥٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍعليهما‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا عَلِيُّ ، مُرْ نِسَاءَكَ لَا يُصَلِّينَ عُطُلاً(٦) ، وَلَوْ يُعَلِّقْنَ(٧) فِي أَعْنَاقِهِنَّ سَيْراً(٨) ».(٩)

____________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٢). البعل والتبعّل : حسن العِشْرة من الزوجين ، وامرأة حسنة التبعّل ، إذا كانت مطاوعة لزوجها محبّة له ، وتبعّلت المرأة : أطاعت زوجها ، وتبعّلت له : تزيّنت. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٨٠ ( بعل ).

(٣). في الوافي : + « وإنّ عليّاًعليه‌السلام لعن قوماً ، فجرت اللعنة في أعقابهم ».

(٤). فيالمرآة : « هذا الأشعث كان ممّن لم تديّن وصار خارجيّاً في زمن أمير المؤمنينعليه‌السلام وشرك في دمه ، وابنه محمّد حارب الحسينعليه‌السلام ، والمشهور أنّه الذي أخذ مسلم بن عقيل رضي ‌الله‌ عنه ، وبنته جعدة قتلت الحسنعليه‌السلام ، وقد ورد في الخبر أنّهم لا ينجبون أبداً لعنة الله عليهم أجمعين ».

(٥). الوافي ، ج ٢١ ، ص ١٠٤ ، ح ٢٠٨٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٤٧ ، ح ٢٥٥٥١.

(٦). « عُطُلًّا » ، أي خالية من الحليّ ، من قولهم : عَطِلَت المرأة وتعطّلت ، أي لم يكن عليها حلي ، ولم تلبس الزينة ، وخلا جيدها من القلادة. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤٥٤ ( عطل ).

(٧). في « بخ » : « تعلّقن ».

(٨). السَّيْر : ما يُقَدُّ - أي يشقّ ويقطع - من الجلد ، وجمعه : سُيُور. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٩٩ ( سير ).

(٩). التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ، ح ١٥٤٣ ، بسند آخر عن عليّعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « لا تصلّي المرأة عطّلاً ». =

٣١٤

١٠٤٠٧ / ٥٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : ذَكَرْتُ لَهُ(١) الْمَجُوسَ(٢) ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ : نِكَاحٌ كَنِكَاحِ وُلْدِ آدَمَ ، وَإِنَّهُمْ يُحَاجُّونَّا بِذلِكَ.

فَقَالَ : « أَمَّا أَنْتُمْ(٣) فَلَا يُحَاجُّونَكُمْ(٤) بِهِ ، لَمَّا أَدْرَكَ هِبَةُ اللهِ ، قَالَ آدَمُ : يَا رَبِّ ، زَوِّجْ هِبَةَ اللهِ ، فَأَهْبَطَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ(٥) حَوْرَاءَ ، فَوَلَدَتْ لَهُ(٦) أَرْبَعَةَ غِلْمَةٍ(٧) ، ثُمَّ رَفَعَهَا اللهُ ، فَلَمَّا أَدْرَكَ وُلْدُ هِبَةِ اللهِ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، زَوِّجْ وُلْدَ هِبَةِ اللهِ ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ أَنْ يَخْطُبَ إِلى رَجُلٍ مِنَ الْجِنِّ - وَكَانَ مُسْلِماً - أَرْبَعَ بَنَاتٍ لَهُ عَلى وُلْدِ هِبَةِ اللهِ ، فَزَوَّجَهُنَّ ؛ فَمَا(٨) كَانَ مِنْ جَمَالٍ وَحِلْمٍ(٩) ، فَمِنْ قِبَلِ الْحَوْرَاءِ وَالنُّبُوَّةِ ؛ وَمَا كَانَ مِنْ سَفَهٍ(١٠) أَوْ حِدَّةٍ(١١) ، فَمِنَ الْجِنِّ ».(١٢)

____________________

= راجع :الكافي ، كتاب النكاح ، باب كراهية أن تتبتّل النساء ويعطّلن أنفسهنّ ، ح ١٠١٧٦ ومصادرهالوافي ، ج ٧ ، ص ٣٩٨ ، ح ٦١٨٧.

(١). في البحار : - « له ».

(٢). « المجوس » : هم القائلون بالأصلين ، يسمّون أحدهما النور وبالفارسيّة : يزدان ، والآخر الظلمة ، وبالفارسيّة : أهرمن ، يزعمون أنّ الخير والنفع والصلاح من النور ، والشرّ والضرّ والفساد من الظلمة. وقيل : « هو معرّب ، أصله : مِنْج كُوش ، وكان رجلاً صغير الاُذنين ، كان أوّل من دان بدين المجوس ودعا الناس إليه ، فعرّبته العرب وقالت : مجوس». راجع :الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ٢٣٢ وما بعدها ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩٩ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢١٥ ( مجس ).(٣). في البحار : « إنّهم ».

(٤). في « م ، بن » والبحار : « لا يحاجّونكم ». وفي « بخ » : « لا يحاجّوكم ».

(٥). في « بن » : - « له ».

(٦). في البحار : - « له ».

(٧). في « بخ » والوسائل : « أغلمة ».

(٨). في « بخ » : « وما ».

(٩). الحِلْم : الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء.النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).

(١٠). السفه في الأصل : الخفّة والطيش ، وسفه فلان رأيه ، إذا كان مضطرباً لا استقامة له.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ ( سفه ).

(١١). الحِدّة : ما يعتري الإنسان من النَزَق والغضب. والنَزَق : خفّة في كلّ أمر وعجلة في جهل وحمق. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦٣ ( حدد ) ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٥٢ ( نزق ).

(١٢). الوافي ، ج ٢١ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٧٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٣٦٦ ، ح ٢٥٨٤٣ ، إلى قوله : « هبة الله فزوّجهنّ » ؛ =

٣١٥

١٠٤٠٨ / ٥٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ : إِنِّي أُحِبُّكِ ، لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً ».(١)

١٩١ - بَابُ تَفْسِيرِ مَا يَحِلُّ مِنَ النِّكَاحِ وَمَا يَحْرُمُ وَالْفَرْقِ بَيْنَ النِّكَاحِ

وَالسِّفَاحِ (٢) وَالزِّنى وَهُوَ مِنْ كَلَامِ يُونُسَ‌

١٠٤٠٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ وَغَيْرِهِ ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :

كُلُّ زِنًى سِفَاحٌ ، وَلَيْسَ كُلُّ سِفَاحٍ زِنًى ؛ لِأَنَّ مَعْنَى الزِّنى فِعْلُ حَرَامٍ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ، لَيْسَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنْ وُجُوهِ الْحَلَالِ ، فَلَمَّا كَانَ هذَا الْفِعْلُ بِكُلِّيَّتِهِ حَرَاماً مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، كَانَتْ تِلْكَ الْعِلَّةُ رَأْسَ كُلِّ فَاحِشَةٍ وَرَأْسَ كُلِّ حَرَامٍ حَرَّمَهُ اللهُ مِنَ(٣) الْفُرُوجِ كُلِّهَا ، وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ فِعْلُ الزِّنى عَنْ تَرَاضٍ مِنَ الْعِبَادِ ، وَأَجْرٍ(٤) مُسَمًّى ، وَمُؤَاتَاةٍ مِنْهُمْ عَلى ذلِكَ الْفِعْلِ ، فَلَيْسَ ذلِكَ التَّرَاضِي مِنْهُمْ - إِذَا تَرَاضَوْا عَلَيْهِ(٥) مِنْ إِعْطَاءِ الْأَجْرِ(٦) مِنَ الْمُؤَاتَاةِ(٧) عَلَى الْمُوَاقَعَةِ - حَلَالاً(٨) ، وَأَنْ يَكُونَ ذلِكَ الْفِعْلُ مِنْهُمْ لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - رِضًى ، أَوْ أَمَرَهُمْ(٩) بِهِ.

____________________

=البحار ، ج ٦٣ ، ص ٩٦ ، ح ٥٧.

(١). الوافي ، ج ٢٢ ، ص ٧٧٢ ، ح ٢٢١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٢٣ ، ح ٢٤٩٣٠.

(٢). السفاح : الزنى ، مأخوذ من سفحت الماء ، إذا صببته ؛ لأنّ الماء يصبّ ضائعاً.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ؛المصباح المنير ، ص ٢٧٨ ( سفح ).

(٣). في « بح » : « في ».

(٤). في « جد » : « وأجل ».

(٥). في « بن » : - « عليه ».

(٦). في « بن » : « الإعطاء للأجر ».

(٧). في « م ، ن ، بن ، جد » : - « من المؤاتاة ».

(٨). في « جت ، جد » : « حلال ».

(٩). في « بن ، جد » : « وأمرهم ».

٣١٦

فَلَمَّا كَانَ هذَا الْفِعْلُ غَيْرَ مَأْمُورٍ بِهِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ كَانَ حَرَاماً كُلُّهُ ، وَكَانَ اسْمُهُ(١) زِنًى مَحْضَاً(٢) ؛ لِأَنَّهُ مَعْصِيَةٌ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ، مَعْرُوفٌ ذلِكَ عِنْدَ جَمِيعِ الْفِرَقِ وَالْمِلَلِ ، إِنَّهُ عِنْدَهُمْ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ غَيْرُ مَأْمُورٍ بِهِ.

وَنَظِيرُ ذلِكَ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا ؛ إِنَّهَا رَأْسُ كُلِّ مُسْكِرٍ ، وَإِنَّهَا إِنَّمَا صَارَتْ خَالِصَةً خَمْراً لِأَنَّهَا انْقَلَبَتْ مِنْ جَوْهَرِهَا ، بِلَا مِزَاجٍ مِنْ غَيْرِهَا صَارَتْ خَمْراً ، وَصَارَتْ رَأْسَ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنْ غَيْرِهَا(٣) ، وَلَيْسَ سَائِرُ الْأَشْرِبَةِ كَذلِكَ ؛ لِأَنَّ كُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْأَشْرِبَةِ الْمُسْكِرَةِ فَمَشُوبَةٌ ، مَمْزُوجٌ(٤) الْحَلَالُ بِالْحَرَامِ ، وَمُسْتَخْرَجٌ(٥) مِنْهَا الْحَرَامُ ، نَظِيرُهُ(٦) الْمَاءُ(٧) الْحَلَالُ الْمَمْزُوجُ بِالتَّمْرِ الْحَلَالِ وَالزَّبِيبِ وَالْحِنْطَةِ(٨) وَالشَّعِيرِ(٩) وَغَيْرِ ذلِكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِهَا شَرَابٌ حَرَامٌ.

وَلَيْسَ الْمَاءُ الَّذِي حَرَّمَهُ اللهُ(١٠) ، وَلَا التَّمْرُ وَلَا الزَّبِيبُ وَغَيْرُ ذلِكَ ، إِنَّمَا حَرَّمَهُ انْقِلَابُهُ عِنْدَ امْتِزَاجِ كُلِّ وَاحِدٍ بِخِلَافِهِ حَتّى غَلى وَانْقَلَبَ ، وَالْخَمْرُ غَلَتْ بِنَفْسِهَا لَابِخِلَافِهَا ، فَاشْتَرَكَ(١١) جَمِيعُ الْمُسْكِرِ فِي اسْمِ(١٢) الْخَمْرِ ، وَكَذلِكَ شَارَكَ السِّفَاحَ الزِّنى فِي مَعْنَى السِّفَاحِ ، وَلَمْ يُشَارِكِ السِّفَاحُ(١٣) فِي مَعْنَى الزِّنى أَنَّهُ زِنًى ، وَلَا فِي اسْمِهِ.

فَأَمَّا(١٤) مَعْنَى السِّفَاحِ الَّذِي هُوَ غَيْرُ الزِّنى - وَهُوَ مُسْتَحِقٌّ لِاسْمِ السِّفَاحِ وَمَعْنَاهُ(١٥) -

____________________

(١). في « بخ » : + « في ».

(٢). هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : « محصناً ».

(٣). في « م ، بح ، بن » : - « من غيرها ».

(٤). في « بح » : « الممزوج ».

(٥). في « بخ ، بف » : « مستخرج » بدون الواو.

(٦). في « م ، ن ، بن » : « نظير ».

(٧). في « بخ » : « والماء ».

(٨). في «م،ن،بخ،بف،بن،جت،جد»:«أو الحنطة».

(٩). في « م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد » : « أو الشعير ».

(١٠). في « م ، بن ، جد » : - « الله ».

(١١). في « م،بح،بخ،جت، جد» : « فأشرك ».

(١٢). في « ن ، بف ، بن » : + « المسكر ». وفي « م ، جد » : + « مسكر ».

(١٣). في « بن » : - « السفاح ».

(١٤). في « ن ، بح ، بخ ، بف » : « وأمّا ».

(١٥). في « بف » : « معناه » بدون الواو.

٣١٧

فَالَّذِي(١) هُوَ مِنْ وَجْهِ النِّكَاحِ مَشُوبٌ بِالْحَرَامِ ، وَإِنَّمَا صَارَ(٢) سِفَاحاً لِأَنَّهُ نِكَاحٌ حَرَامٌ‌ مَنْسُوبٌ(٣) إِلَى الْحَلَالِ وَهُوَ مِنْ وَجْهِ الْحَرَامِ ، فَلَمَّا كَانَ وَجْهٌ مِنْهُ حَلَالاً وَوَجْهٌ(٤) حَرَاماً ، كَانَ اسْمُهُ سِفَاحاً ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهِ نِكَاحُ تَزْوِيجٍ إِلَّا أَنَّهُ مَشُوبٌ ذلِكَ التَّزْوِيجُ بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْحَرَامِ ، غَيْرُ خَالِصٍ فِي مَعْنَى الْحَرَامِ بِالْكُلِّ ، وَلَا خَالِصٌ فِي وَجْهِ الْحَلَالِ بِالْكُلِّ.

أَمَّا أَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ مِنْ وَجْهِ الْفَسَادِ وَالْقَصْدِ إِلى غَيْرِ مَا أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِ(٥) مِنْ وَجْهِ التَّأْوِيلِ وَالْخَطَإِ وَالِاسْتِحْلَالِ بِجِهَةِ التَّأْوِيلِ وَالتَّقْلِيدِ نَظِيرُ الَّذِي يَتَزَوَّجُ(٦) ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كِتَابِهِ تَحْرِيمَهَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ إِلى آخِرِ الْآيَةِ كُلُّ ذلِكَ حَلَالٌ مِنْ(٧) جِهَةِ التَّزْوِيجِ ، حَرَامٌ مِنْ جِهَةِ(٨) مَا نَهَى(٩) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْهُ ، وَكَذلِكَ الَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ فِي عِدَّتِهَا مُسْتَحِلًّا لِذلِكَ ، فَيَكُونُ تَزْوِيجُهُ ذلِكَ سِفَاحاً مِنْ وَجْهَيْنِ(١٠) : مِنْ وَجْهِ الِاسْتِحْلَالِ ، وَمِنْ وَجْهِ التَّزْوِيجِ فِي الْعِدَّةِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ جَاهِلاً غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ لِذلِكَ(١١) .

وَنَظِيرُ الَّذِي يَتَزَوَّجُ الْحُبْلى مُتَعَمِّداً بِعِلْمٍ(١٢) ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمُحْصَنَةَ الَّتِي لَهَا‌

____________________

(١). في « بح » : « والذي ».

(٢). في « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « بح » : « كان ». وفي حاشية « جت » : + « اسمه ».

(٣). في حاشية « جت » : « مشوب ».

(٤). في « ن » : + « منه ».

(٥). في « م ، جد » : - « فيه ».

(٦). فيمرآة العقول ، ج ٢٠ ، ص ٤٣٠ : « قوله : نظير الذي يتزوّج ، كأنّه خبر لقوله : أمّا أن يكون الفعل ».

(٧). هكذا في « م ، ن ، بح ، بخ ، بف ، جت ، جد ». وفي بعض النسخ والمطبوع : « في ».

(٨). في « ن ، بح ، بف ، جت » : « وجه ».

(٩). في « بخ » : « ينهى ».

(١٠). فيالمرآة : « قوله : من وجهين ، أي لاجتماع الوجهين ، فقوله : من وجه الاستحلال ، بيان لوجه الحلّ ، وقوله : من وجه التزويج ، بيان لوجه الحرمة ».(١١). في « م ، بن ، جد » : - « لذلك ».

(١٢). فيالمرآة : « قوله : متعمّداً بعلم ، أي بالحبل ، لا بالمسألة ، وكذا في نظائره ينبغي حملها على الجهل بالمسألة ؛ لئلّا يكون زنى. وإلّا أن يكون جاهلاً ، أي بالعدّة ، فالعدّة مع العلم بعدم تأثيره لا يخرج الفعل عن الزنى ».

٣١٨

زَوْجٌ بِعِلْمٍ (١) ، وَالَّذِي يَنْكِحُ الْمَمْلُوكَةَ مِنَ الْفَيْ‌ءِ قَبْلَ الْمَقْسَمِ ، وَالَّذِي يَنْكِحُ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ وَالْمَجُوسِيَّةَ وَعَبَدَةَ الْأَوْثَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ (٢) الْحُرَّةِ ، وَالَّذِي يَقْدِرُ عَلَى الْمُسْلِمَةِ فَيَتَزَوَّجُ الْيَهُودِيَّةَ أَوْ غَيْرَهَا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ تَزْوِيجاً دَائِماً بِمِيرَاثٍ ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ الْأَمَةَ عَلَى الْحُرَّةِ ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ الْأَمَةَ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا ، وَالْمَمْلُوكُ يَتَزَوَّجُ أَكْثَرَ مِنْ حُرَّتَيْنِ ، وَالْمَمْلُوكُ يَكُونُ عِنْدَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِ إِمَاءٍ تَزْوِيجاً صَحِيحاً (٣) ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ (٤) أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ حَرَائِرَ ، وَالَّذِي لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ فَيُطَلِّقُ وَاحِدَةً (٥) تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً بَائِنَةً ، ثُمَّ يَتَزَوَّجُ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ (٦) عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ مِنْهُ (٧) ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ الْمُطَلَّقَةَ مِنَ (٨) بَعْدِ تِسْعِ تَطْلِيقَاتٍ بِتَحْلِيلٍ (٩) مِنْ أَزْوَاجٍ وَهِيَ لَاتَحِلُّ لَهُ أَبَداً ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ (١٠) الْمَرْأَةَ الْمُطَلَّقَةَ بِغَيْرِ وَجْهِ الطَّلَاقِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ (١١) فِي كِتَابِهِ ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَهؤُلَاءِ كُلُّهُمْ تَزْوِيجُهُمْ مِنْ جِهَةِ التَّزْوِيجِ حَلَالٌ ، حَرَامٌ فَاسِدٌ مِنَ الْوَجْهِ (١٢)

____________________

(١). في « بح » : « يعلم ».

(٢). فيالمرآة : « تقييد عبدة الأوثان بكونها على المسلمة يوهم جواز نكاحها منفردة ، وهو خلاف ما أجمع عليه‌ المسلمون على ما نقل ، إلّا أن يقال : مراده بعبدة الأوثان مشركو أهل الكتاب أيضاً ، أو أنّ التقييد لأهل الكتاب ».

(٣). فيالمرآة : « لعلّ المراد بالصحّة الدوام ، أو ظنّ الصحّة ؛ لتحقّق الشبهة ».

(٤). في « بن » : « تزوّج ».

(٥). فيالمرآة : « قوله : تطليقة واحدة ، ظاهره عدم جواز العقد على الخامسة في البائنة أيضاً ، وهو خلاف‌المشهور ، بل لم ينقل فيه خلاف صريح ، لكنّ ظاهر الأخبار معه ، ويمكن أن يكون مراده بالبائنة الصحيحة - التي توجب الفرقة - لا الباطلة. وعلى الأوّل تخصيص البائنة لكونها الفرد الخفيّ ».

(٦). في « ن » : « أن ينقضي ».

(٧). في هامش المطبوع عن الرفيع : « قد عرفت في ما سبق في باب الرجل الذي عنده أربع نسوة ، أنّ هذا الرجل إذا طلّق واحدة تطليقة رجعيّة لا يجوز له أن يتزوّج باُخرى حتّى تنقضي عدّتها منه ، وأمّا إذا كانت بائنة جاز له العقد على الاُخرى في الحال على كراهية ، وهذا هو المشهور عندهم ، فهذا الكلام يدلّ على أنّ يونس من أصحابنا ذهب إلى أنّ البائنة كالرجعيّة في التوقّف على انقضاء العدّة ، فكأنّه عمل بظاهر الأخبار التي قد مرّت في ذلك الباب فتذكّر ».

(٨). في « م » : - « من ».

(٩). في « بح » : « وتحليل ».

(١٠). في « بن » : « تزوّج ».

(١١). في « م ، بح » : - « به ».

(١٢). في « بح » : « وجه ».

٣١٩

الْآخَرِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ إِلَّا مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلِذلِكَ صَارَ سِفَاحاً مَرْدُوداً ذلِكَ كُلُّهُ ، غَيْرُ جَائِزٍ الْمُقَامُ عَلَيْهِ ، وَلَا ثَابِتٍ لَهُمُ التَّزْوِيجُ ، بَلْ يُفَرِّقُ‌ الْإِمَامُ بَيْنَهُمْ ، وَلَا يَكُونُ نِكَاحُهُمْ زِنًى وَلَا أَوْلَادُهُمْ(١) مِنْ هذَا الْوَجْهِ أَوْلَادَ زِنًى ، وَمَنْ قَذَفَ(٢) الْمَوْلُودَ مِنْ هؤُلَاءِ الَّذِينَ وُلِدُوا مِنْ هذَا الْوَجْهِ جُلِدَ الْحَدَّ ؛ لِأَنَّهُ مَوْلُودٌ بِتَزْوِيجِ رِشْدَةٍ(٣) وَإِنْ كَانَ مُفْسِداً لَهُ بِجِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ الْمُحَرَّمَةِ ، وَالْوَلَدُ مَنْسُوبٌ إِلَى الْأَبِ ، مَوْلُودٌ بِتَزْوِيجِ رِشْدَةٍ عَلى نِكَاحِ مِلَّةٍ مِنَ الْمِلَلِ ، خَارِجٌ مِنْ(٤) حَدِّ الزِّنى ، وَلكِنَّهُ مُعَاقَبٌ عُقُوبَةَ الْفِرْقَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى الِاسْتِئْنَافِ بِمَا يَحِلُّ وَيَجُوزُ(٥) .

فَإِنْ(٦) قَالَ قَائِلٌ : إِنَّهُ مِنْ أَوْلَادِ السِّفَاحِ - عَلى صِحَّةِ مَعْنَى السِّفَاحِ - لَمْ يَأْثَمْ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ يَعْنِي أَنَّ مَعْنَى السِّفَاحِ هُوَ الزِّنى.

وَوَجْهٌ آخَرُ مِنْ وُجُوهِ السِّفَاحِ مَنْ أَتَى امْرَأَةً(٧) وَهِيَ مُحْرِمَةٌ ، أَوْ أَتَاهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ ، أَوْ أَتَاهَا وَهِيَ فِي دَمِ حَيْضِهَا ، أَوْ أَتَاهَا(٨) فِي حَالِ صَلَاتِهَا ، وَكَذلِكَ الَّذِي يَأْتِي الْمَمْلُوكَةَ قَبْلَ أَنْ يُوَاجِبَ صَاحِبَهَا ، وَالَّذِي يَأْتِي الْمَمْلُوكَةَ وَهِيَ حُبْلى مِنْ غَيْرِهِ ، وَالَّذِي يَأْتِي الْمَمْلُوكَةَ تُسْبى عَلى غَيْرِ وَجْهِ السِّبَا ، وَتُسْبى وَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُسْبَوْا ، وَمَنْ تَزَوَّجَ يَهُودِيَّةً أَوْ نَصْرَانِيَّةً أَوْ عَابِدَةَ وَثَنٍ ، وَكَانَ(٩) التَّزْوِيجُ فِي مِلَّتِهِمْ تَزْوِيجاً صَحِيحاً إِلَّا أَنَّهُ شَابَ‌

____________________

(١). في « بف » : « أولادهنّ ».

(٢). القذف : الرمي بالزنى ، وأصله الرمي ، ثمّ استعمل في هذا المعنى حتّى غلب عليه. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩ ( قذف ).

(٣). يقال : هذا ولد رِشْدَة ، إذا كان لنكاح صحيح ، كما يقال في ضدّه : ولد زِنْية بالكسر فيهما.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٢٥ ( رشد ).(٤). في « بن » : « عن ».

(٥). في « بح » : « أو يحرم ». وفي حاشية « جت » : « ويحرم ».

(٦). في « م ، بن ، جد » : « وإن ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « امرأته ».

(٨). في « بن » : + « وهي ».

(٩). في « ن ، بح ، بخ ، جت » : « فكان ».

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788