الكافي الجزء ١٣

الكافي7%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 776

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 776 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 228776 / تحميل: 6339
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

أدخلت على قومك لقد شتمت الآباء ، وعِبْتَ الدين ، وسفّهت الأحلام ، وشتمت الآلهة ، وفرَّقت الجماعة ، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جِئتَهُ فيما بيننا وبينك ، فإن كنت إنما جئت [بهذا] لتطلب به مالاً جمعنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالاً ، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سوّدناك علينا ـ وإن كنت تريد ملكاً ملّكناك علينا ، وإن كان هذا الرّئيُّ الذي يأتيك تَرَاهُ قد غلب عليك ـ وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي ـ بذلنا أموالنا في طلب الطِّبِّ لك حتى نُبرئك منه أو نعذر فيك. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : مَا بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن اللهعزوجل بعثني إليكم رسولاً ، وأنزل عليَّ كتاباً ، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً ، فبلّغتكم رسالة ربي ، ونصحت لكم ، فإن تقبَلوا مني ما جئتكم به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردُّوه عليّ أصْبِر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم. قالوا [له] : يا محمد ، فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا [عليك] فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلاداً ، ولا أقل مالاً ، ولا أشد عيشاً منا ، فسَلْ لنا ربك. الذي بعثك بما بعثك ـ فليسيِّر عنا هذه الجبال التي ضيَّقت علينا ، ويبسط لنا بلادنا ، ويجر فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا مَنْ مضى من آبائنا ، وليكن ممن يبعث لنا منه قُصَيّ بن كلاب ، فإنه كان شيخاً صدوقاً ، فنسألهم عما تقول : أحق هو [أم باطل؟ فإن صنعت ما سألناك صدَّقناك ، وعرَفنا به منزلتك عند الله ، وأنه بعثك رسولاً كما تقول. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما بهذا بعثت ، إنما جئتكم من عند الله سبحانه بما بعثني به ، فقد بلّغتكم ما أرسلت به [إليكم] ، فإن تقبلوه فهو حظَّكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردُّوه أصبر لأمر الله ، قالوا : فإن لم تفعل هذا فسل ربك أن يبعث ملكاً يصدّقك ، وسله فليجعل لك جناناً وكنوزاً وقصوراً من ذهب وفضة يُغْنِيكَ بها عما نراك [تبتغي] فإنك تقوم في الأسواق [كما نقوم] وتلتمس المعاش [كما نلتمسه ، حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم]. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : [ما أنا بفاعل] ، وما أنا بالذي يسأل ربه هذا ، وما بعثت إليكم بهذا ، ولكن الله تعالى بعثني بشيراً ونذيراً. قالوا : فأسقط علينا كِسَفاً من السماء كما زعمت أن ربك إن شاء فعل. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ذلك إلى الله إن شاء فعل. فقال قائل منهم : لن نؤمن لك حتى تأتي بالله

٣٠١

والملائكة قبيلا. وقال عبد الله بن أمَيّة المخزومي ـ وهو ابن عاتكة بنت عبد المطلب ابنُ عمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء سلماً وترقى فيه ، وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي بنسخة منشورة معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول. فانصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهله حزيناً لما فانه من متابعة قومه ، ولما رأى من مباعدتهم منه. فأنزل الله تعالى :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) الآيات.

٥٩٢ ـ أخبرنا سعيد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال : حدثنا هشيم عن عبد الملك بن عمير ـ عن سعيد بن جبير ـ قال : قلت له ، قوله :( وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) نزلت في عبد الله بن أبي أُميَّة؟ قال : زعموا ذلك.

[٢٩٨]

قوله تعالى :( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ) الآية. [١١٠].

٥٩٣ ـ قال ابن عباس : تهجَّدَ رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة بمكة ، فجعل يقول في سجوده : يا رحمن يا رحيم ، فقال المشركون : كان محمد يدعو إلهاً واحداً ، فهو الآن يدعو إِلهين اثنين : الله والرحمن ، ما نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة ـ يعنون مسيلمة الكذاب ـ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٤ ـ وقال ميمون بن مِهْرَان : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكتب في أول ما أوحي

__________________

[٥٩٢] أخرجه ابن جرير (١٥ / ١١١) ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٠٣) لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٥٩٣] ذكره المصنف بدون إسناد.

وقد أخرجه ابن جرير (١٥ / ١٢١) قال : حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين. قال : ثني محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن أبي الجوزاء عن ابن عباس به.

قلت : الحسين هو الحسين بن داود ولقبه سُنيد وهو ضعيف (له ترجمة في التقريب ١ / ٣٣٥) وعلى ذلك فالإسناد ضعيف.

[٥٩٤] مرسل.

٣٠٢

إليه : «باسمك اللهم» حتى نزلت هذه الآية :( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم». فقال مشركو العرب : هذا الرحيم نعرفه ، فما الرحمن؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٥ ـ وقال الضحاك : قال أهل الكتاب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّك لَتُقِلُّ ذِكْرَ الرحمن ، وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٩٩]

قولهعزوجل :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) الآية. [١١٠].

٥٩٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا والدي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا عبد الله بن مطيع ، وأحمد بن مَنِيع ، قالا : حدثنا هُثَيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) قال :

نزلت ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مختف بمكة : فكانوا إذا سمعوا القرآن سَبّوا القرآن ، ومن أنزله ، ومن جاء به. فقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ) أي بقراءتك ، فيسمعَ المشركون فيَسُبُّوا القرآن ،( وَلا تُخافِتْ بِها ) عن أصحابك فلا يسمعوا ،( وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ) رواه البخاري عن مُسَدَّد ، ورواه مسلم ،

__________________

[٥٩٥] بدون إسناد.

[٥٩٦] أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٢٢) وفي التوحيد (٧٤٩٠ ، ٧٥٢٥ ، ٧٥٤٧).

وأخرجه مسلم في الصلاة (١٤٥ / ٤٤٦) ص ٣٢٩.

والترمذي في التفسير (٣١٤٦) وقال : حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٣٢٠).

والنسائي في المجتبى (٢ / ١٧٨).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢٣ ، ٢١٥) والطبراني في الكبير (١٢ / ٥٥).

وابن جرير في تفسيره (١٥ / ١٢٣) والبيهقي في السنن (٢ / ١٨٤).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٠٦) لسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه.

٣٠٣

عن عَمْر النَّاقد ، كلاهما عن هُشَيم.

٥٩٧ ـ وقالت عائشةرضي‌الله‌عنها : نزلت هذه الآية في التشهد ، كان الأعرابي يجهر فيقول : التحيات لله والصلوات والطيبات ، يرفع بها صوته ، فنزلت هذه الآية.

٥٩٨ ـ وقال عبد الله بن شداد : كان أعراب [من بني تميم إذا سلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من صلاته قالوا : اللهم ارزقنا مالاً وولداً ، ويجهرون. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٩٩ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو علي الفقيه ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مُبَشِّر الواسِطي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن حرب ، قال : حدثنا أبو مروان [عن] يحيى بن أبي زكريا الغسَّاني ، عن هشام بن عروة [عن أبيه] عن عائشةرضي‌الله‌عنها في قوله تعالى :( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) ، قالت : إنها أنزلت في الدعاء.

__________________

[٥٩٧] بدون إسناد.

[٥٩٨] ابن جرير (١٥ / ١٢٢)

[٥٩٩] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة (١٤٦ / ٤٤٧) ص ٣٢٩.

والنسائي في التفسير (٣٢١) والبيهقي في السنن (٢ / ١٨٣).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٠٧) للبخاري وأبي داود في الناسخ والبزار وسعيد بن منصور وابن نصر وابن مردويه. وأخرجه ابن جرير (١٥ / ١٢٢)

٣٠٤

سورة الكهف

[٣٠٠]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ) الآية. [٢٨].

٦٠٠ ـ حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، إملاء في «دار السُّنة» يوم الجمعة بعد الصلاة ، في شهور سنة عشر وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى بن عَبْدَوَيْه الحِيرِي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم البُوشَنْجي ، قال : حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ، قال : حدثنا سليمان بن عطاء الحراني ، عن مسلمة بن عبد الله الجُهني ، عن عمه ابن مشجعة بن ربعي الجهني ، عن سلمانَ الفارسي ، قال :

جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عُيَيْنَة بن حِصْن ، والأقرَع بن حابِس ، وذَوُوهم ، فقالوا : يا رسول الله ، إنك لو جلست في صدر المجلس ونحيّت عنا هؤلاء وأرْوَاحَ جِبَابِهم ـ يعنون سَلْمَان ، وأبا ذَرّ ، وفقراء المسلمين ، وكانت عليهم جِبَاب الصوف ولم يكن عليهم غيرها ـ جَلَسْنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك! فأنزل الله تعالى :( وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ

__________________

[٦٠٠] إسناده ضعيف : سليمان بن عطاء : قال البخاري : منكر الحديث وقال ابن حبان : شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة فلست أدري التخليط منه أم من مسلمة بن عبد الله [المجروحين ١ / ٣٢٥].

وعزاه السيوطي في الدر (٤ / ٢١٩) لابن مردويه وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب.

٣٠٥

لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً* وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) حتى بلغ ،( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً ) يتهددهم بالنار ، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى قال : الحمد لله الذي لم يُمتْنِي حتى أمرني أن أصْبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيا ، ومعكم الممات.

[٣٠١]

قوله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) الآية. [٢٨].

٦٠١ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا أبو مالك ، عن جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) قال :

نزلت في أمية بن خلف الجُمَحِي ، وذلك أنه دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أمر كَرِهَهُ : من طرد الفقراء عنه ، وتقريب صَنَادِيدِ أهل مكة ، فأنزل الله تعالى :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) يعني مَن خَتَمْنَا على قلبه عن التوحيد ،( وَاتَّبَعَ هَواهُ ) يعني الشركَ.

[٣٠٢]

قوله تعالى :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ) الآية. [٨٣].

٦٠٢ ـ قال قتادة : إن اليهود سألوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذي القرنين ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات.

__________________

[٦٠١] إسناده ضعيف جداً : جويبر بن سعيد قال الحافظ في التقريب : ضعيف جداً ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

وعزاه في الدر (٤ / ٢٢٠) لابن مردويه.

[٦٠٢] مرسل.

٣٠٦

[٣٠٣]

قوله تعالى :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) . [١٠٩].

٦٠٣ ـ قال ابن عباس : قالت اليهود لما قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) : كيف وقد أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراةَ فقد أوتِيَ خيراً كثيراً؟ فنزلت :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) الآية.

[٣٠٤]

قوله تعالى :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ) الآية. [١١٠].

٦٠٤ ـ قال ابن عباس : نزلت في جُنْدُب بن زهير العامري ، وذلك أنه قال : إني أعمل العمل لله ، فإذا اطلع عليه سرني ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورِك ، فيه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٠٥ ـ وقال طاوس : قال رجل : يا نبي الله ، إني أحب الجهاد في سبيل الله ، وأحب أن يرى مكاني! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٠٥ م ـ وقال مجاهد : جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : إني أتصدق ، وأصل الرَّحم ، ولا أصنع ذلك إلا لله سبحانه وتعالى ، فيذكر ذلك مني وأُحمد عليه ، فيسرني ذلك وأعجب به. فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يقل شيئاً ، فأنزل الله تعالى :( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) .

__________________

[٦٠٣] انظر الحديث رقم (٥٨٩)

[٦٠٤] عزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لابن مندة وأبي نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح.

قلت : هذا الإسناد أطلق عليه الحفاظ : سلسلة الكذب ، انظر الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ١٥٦.

[٦٠٥] مرسل ، وأخرجه ابن جرير (١٦ / ٣٢) وعزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لعبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن طاوس (٤ / ٣٢٩).

وقال السيوطي : أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي موصولاً عن طاوس عن ابن عباس.

[٦٠٥] م مرسل ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٥٥) لهناد في الزهد.

٣٠٧

سورة مريم

[٣٠٥]

بسم الله الرحمن الرحيم

قولهعزوجل :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) الآية. [٦٤].

٦٠٦ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن حمويه ، أخبرنا أبو بكر محمد بن معمر الشامي ، أخبرنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرُّسْعَنِيّ قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا المغيرة قال : حدثنا عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا جبريلُ ، ما يمنعُك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ قال فنزلت :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) الآية كلها. قال : كان هذا الجواب لمحمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

[٦٠٦] أخرجه البخاري في بدء الخلق (٣٢١٨) وفي التفسير (٤٧٣١) وفي التوحيد (٧٤٥٥) وأخرجه الترمذي في التفسير (٣١٥٨) وقال : هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٣٩).

وأحمد في مسنده (١ / ٢٣١ ، ٢٣٣ ، ٣٥٧).

وابن جرير في تفسيره (١٦ / ٧٨) ، والطبراني في الكبير (١٢ / ٣٣) وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٦١١).

وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٧٨) لمسلم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.

٣٠٨

رواه البخاري عن أبي نعيم عن [عمر بن] ذر.

٦٠٧ ـ وقال مجاهد : أبطأ المَلَكُ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم أتاه فقال : لعلِّي أبطأتُ ، قال : قد فعلتَ ، قال : ولم لا أفعلُ ، وأنتم لا تَتَسوَّكُون ، ولا تَقُصُّون أظفاركم ، ولا تُنَقُّونَ بَرَاجِمُكُمْ؟ قال :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) قال مجاهد : فنزلت هذه الآية.

٦٠٨ ـ وقال عكرمة ، والضّحاك ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي : احتبس جبريلعليه‌السلام [عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] ، حين سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والرُّوح ، فلم يدر ما يجيبهم ، ورجا أن يأتيه جبريلعليه‌السلام بجواب [ما سألوه] فأبطأ عليه ، فشقَّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مشقّة شديدة ، فلما نزل جبريلعليه‌السلام ، قال له : أبطأت عليَّ حتى ساء ظني. واشتقت إليك. فقال جبريلعليه‌السلام : إني كنت إليك أشْوَق ولكني عبد مأمورٌ : إذا بعثتُ نزلتُ ، وإذا حُبِست احتَبَستُ ، فأنزل الله تعالى :( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ )

[٣٠٦]

قوله تعالى :( وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ) الآيات. [٦٦].

٦٠٩ ـ قال الكلبي : نزلت في أبيّ بن خَلَف. حين أخذ عِظاماً بالية يفتها بيده ، ويقول : زعم لكم محمد أنا نبعث بعد ما نموت.

[٣٠٧]

قوله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) الآيات. [٧٧].

٦١٠ ـ أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال :

__________________

[٦٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٤ / ٢٧٩) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٦٠٨] مرسل.

[٦٠٩] الكلبي متهم بالكذب.

[٦١٠] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٩١) وفي الإجارة (٢٢٧٥) وفي الإشخاص (٢٤٢٥)

٣٠٩

أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدثنا عبد الله بن هاشم ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش عن أبي الضُّحَى ، عن مَسْرُوق ، عن خبَّاب بن الأرَت ، قال :

كان لي دين على العاص بن وائل : فأتيته أتقاضاه ، فقال : لا والله حتى تكفر بمحمد. فقلت : لا والله ، لا أكفر بمحمدٍ حتى تموتَ ثم تبعث. قال : إني إذا مِتُّ ثم بُعثتُ ، جئتني وسيكون لي ثمَّ مالٌ وولدٌ فأعطيك. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦١١ ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الزاهد ، قال : أخبرنا البَغَوِيّ قال : حدثنا أبو خَيْثَمَة ، وعلي بن مسلم ، قالا : حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي الضُّحى ، عن مسروق ، عن خبَّاب ، قال :

كنت رجلاً قَيْناً ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته أتقاضاه ، فقال [لي] : لا أقضيك حتى تكفر بمحمدعليه‌السلام . فقلت : لا أكفر حتى تموتَ وتُبعثَ. فقال : وإني لمبعوث بعد الموت؟ فسوف أقضيك إذا رَجَعْتُ إلى مالي. قال : فنزلت فيه :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً )

رواه البخاري عن الحُمَيْدِي ، عن سُفْيان.

ورواه مسلم عن الأشَجِّ ، عن وكيع ، كلاهما عن الأعمش.

٦١٢ ـ وقال الكلبي ومقاتل :

كان خبَّاب بن الأرَتِّ قيْناً ، وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي ، وكان

__________________

وفي التفسير (٤٧٣٢ ، ٤٧٣٣ ، ٤٧٣٤ ، ٤٧٣٥).

وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٣٥ ، ٣٦ / ٢٧٩٥) ص ٢١٥٣.

والترمذي في التفسير (٣١٦٢) وقال : هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي في التفسير (٣٤٢).

وأحمد في مسنده (٥ / ١١٠ ، ١١١) والطبراني في الكبير (٤ / ٦٦ ، ٦٧) وابن جرير (١٦ / ٩١).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٢٨٣) لسعيد بن منصور والبيهقي في الدلائل وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦١١] انظر السابق.

[٦١٢] انظر السابق.

٣١٠

العاص يُؤخِّرُ حقه ، فأتاه يتقاضاه ، فقال العاص : ما عندي اليوم ما أقضيك. فقال [خباب] : لست بمفارقك حتى تقضيني ، فقال العاص : يا خباب ، ما لك؟ ما كنت هكذا! وإن كنت لحسن الطلب. قال خباب : ذاك أني كنت على دينك ، فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارقٌ لدينك! قال : أو لستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً؟ قال خباب : بلى ، قال : فأخرني حتى أقضيك في الجنة ـ استهزاء ـ فو الله لئن كان ما تقول حقاً إني لأفْضَلُ فيها نَصِيباً منك. فأنزل الله تعالى :( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا ) يعني العاص ، الآيات.

٣١١

سورة طه

[٣٠٨]

بسم الله الرحمن والرحيم

قولهعزوجل :( طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) [١ ـ ٢].

٦١٣ ـ قال مقاتل : قال أبو جهل ، والنَّضْر بن الحارث للنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنك لشَقِيُّ بترك ديننا ، وذلك لما رأياه من طول عبادته و [شدة] اجتهاده فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦١٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا أبو يحيى ، قال : حدثنا العسكري ، قال : حدثنا أبو مالك عن جُوَيْبِر عن الضحاك ، قال :

لما نزل القرآن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قام هو وأصحابه فصلّوا ، فقال كفار قريش : ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به. فأنزل الله تعالى :( طه ) يقول : يا رجلُ :( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

[٣٠٩]

قولهعزوجل :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ) الآية. [١٣١].

__________________

[٦١٣] مرسل.

[٦١٤] مرسل ، الدر (٤ / ٢٨٩) وعزاه لابن أبي حاتم.

وقد مرت ترجمة جويبر بن سعيد في الحديث رقم (٦٠١)

٣١٢

٦١٥ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَّعْلَبِي ، قال : أخبرنا شُعَيب بن محمد البَيْهَقي قال : أخبرنا مكي بن عبدان ، قال : حدثنا أبو الأزهر ، قال : حدثنا روح ، عن موسى بن عُبَيْدة الرَّبَذِي ، قال : أخبرني يزيد عن عبد الله بن قُسَيْط ، عن أبي رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أن ضيفاً نزل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدعاني فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاماً : يقول لك محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : [إنه] نزل بنا ضيف ولم يُلْفَ عندنا بعض الذي يُصْلِحُه ، فبعني كذا وكذا من الدقيق ، أو أسلفني إلى هلال رجب ، فقال اليهودي : لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن ، قال : فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : والله إني لأمين في السماء ، أمين في الأرض ، ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه ، اذهب بدرعي. فنزلت هذه الآية تعزيةً له عن الدنيا :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ) الآية.

__________________

[٦١٥] إسناده ضعيف : موسى بن عبيدة الرَّبذي ضعيف [تقريب ٢ / ٢٨٦] وقد أخرجه ابن جرير (١٦ / ١٦٩) من طريق موسى بن عبيدة ، وأخرجه أيضاً من طريق الحسين بن داود وهو ضعيف ، وقد مرت ترجمته هنا في الحديث رقم (٥٩٣)

٣١٣

سورة الأنبياء

[٣١٠]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) الآية. [١٠١].

٦١٦ ـ أخبرنا [أبو عمر] بن أحمد بن عمرو الماوردي ، قال : حدثنا عبد الله ابن محمد بن نصر الرَّازي ، قال : أخبرنا محمد بن أيوب ، قال : أخبرنا علي بن المديني ، قال : حدثنا يحيى بن نوح ، قال : حدثنا أبو بكر [بن] عيّاش ، عن عاصم ، قال : أخبرني أبو رُزَين عن [أبي] يحيى ، عن ابن عباس ، قال :

آية لا يسألني الناس عنها ، لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها ، أو جهلوها فلا يسألون عنها؟ قيل : وما هي؟ قال : لما نزلت :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ) شق على قريش ، فقالوا : يشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزَّبَعْرَى فقال : ما لكم؟ قالوا : يشتم آلهتنا ، قال : فما قال؟ قالوا : قال :( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ) قال : ادْعُوهُ لي ، فلما دُعِي

__________________

[٦١٦] أخرجه الطبراني في الكبير (١٢ / ١٥٣).

وذكره الهيثمي في المجمع (٧ / ٦٩) وقال : فيه عاصم بن بهدلة وقد وثق وضعفه جماعة أ. ه.

قلت أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس مثله (١٧ / ٧٧).

من طريق عطاء بن السائب ، وعطاء اختلط.

٣١٤

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : يا محمد ، هذا شيء لآلهتنا خاصةً ، أو لكل من عُبِدَ من دون الله؟ قال : [لا] بل لكل من عبد من دون الله! فقال ابن الزِّبَعْرَى : خُصِمتَ وربِّ هذه البنية ـ يعني الكعبة ـ ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون؟ وأن عيسى عبد صالح؟ [وأن عزيراً عبد صالح؟ قال : بلى قال] : فهذه بنو مليح ، يعبدون الملائكة ، وهذه النصارى يعبدون عيسى ، وهذه اليهود يعبدون عُزَيراً. قال : فصاح أهل مكة ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى ) الملائكة وعيسى وعزيرعليهم‌السلام :( أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ ) .

٣١٥

سورة الحج

[٣١١]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) الآية [١١].

٦١٧ ـ قال المفسرون نزلت في أعراب كانوا يقدمون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، مهاجرون من باديتهم ، وكان أحدهم إذا قدم المدينة : فإن صحَّ بها [جسمه] ، ونُتِجَتْ فَرَسُه مُهْراً حسناً ، وولدت امرأته غلاماً ، وكَثُرَ ماله وماشيته رضي عنه واطمأن ، وقال : ما أصبْتُ منذ دخلت في ديني هذا إلا خيراً ، وإن أصابه وجع المدينة ، وولدت امرأته جارية ، وأُجْهِضَتْ رِمَاكُه ، وذهب ماله ، وتأخرت عنه الصَّدَقَةُ أتاه الشيطان فقال : والله ما أصبتَ منذ كنتَ على دينك هذا إلا شرّاً ، فينقلبُ عن دينه. فأنزل الله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) الآية.

٦١٨ ـ وروى عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

__________________

[٦١٧] أخرج البخاري في التفسير (٤٧٤٢) من حديث ابن عباس قال :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) قال : كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاماً ونتجت خيله قال : هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء ـ وعزاه في الدر (٤ / ٣٤٦) للبخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٦١٨] إسناده ضعيف : عطية بن سعد بن جنادة العوفي ، قال الحافظ في التقريب صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً.

٣١٦

أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم بالإسلام ، فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أقِلْنِي : فقال : إن الإسلام لا يُقالُ قال : إني لم أصب في ديني هذا خيراً : أذْهَبَ بصري ومالي وولدي. فقال : «يا يهودي ، إن الإسلام يَسْبِكُ الرِّجالَ كما تَسْبِكُ النَّارُ خَبَثَ الحديد والفضة والذهب» ، قال : ونزلت :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) .

[٣١٢]

قوله تعالى :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) الآية. [١٩].

٦١٩ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المُزَكِّي ، قال : أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن يوسف ، قال : أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي ، قال : حدثنا عمر بن مرزوق ، قال : أخبرنا شعبة ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجْلَز ، عن قيس بن عُبادٍ قال :

سمعت أبا ذَرّ يقول : أقسم بالله لنزلت هذه الآية :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) في هؤلاء الستة : حمزة ، وعُبَيْدَةُ ، وعلي بن أبي طالب ، وعُتْبَة ، وشَيْبَةُ والوليد بن عتبة.

رواه البخاري ، عن حجّاج بن مِنْهال ، عن هُشَيم ، عن أبي هاشم.

__________________

وللحديث شاهد ضعيف من حديث جابر أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣ / ٣٦٨) والميزان ترجمة رقم (٦٥٠٣)

[٦١٩] أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٦٦ ، ٣٩٦٨ ، ٣٩٦٩) وفي التفسير (٤٧٤٣).

وأخرجه مسلم في التفسير (٣٤ / ٣٠٣٣) ص ٢٣٢٣.

والنسائي في التفسير (٣٦١).

وابن ماجة في الجهاد (٢٨٣٥).

وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١١٩٧٤) للنسائي في المناقب في الكبرى والنسائي في السير في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (١٧ / ٩٨).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٤٨) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

٣١٧

٦٢٠ ـ أخبرنا أبو بكر [ابن] الحرث قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن سليمان قال : حدثنا هلال بن بشر ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب ، قال : حدثنا سليمان التَّيْمِيّ ، عن أبي مجلز عن قيس بن عباد ، عن علي قال :

فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) إلى قوله :( الْحَرِيقِ ) .

٦٢٠ م ـ وقال ابن عباس هم أهل الكتاب ، قالوا للمؤمنين : نحن أولى بالله منكم ، وأقدم منكم كتاباً ، ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله ، آمنا بمحمدعليه‌السلام ، وآمنا بنبيكم ، وبما أنزل الله من كتاب ، فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه ، وكفرتم به حسداً. وكانت هذه خصومتهم [في ربهم] ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وهذا قول قتادة.

[٣١٣]

قوله تعالى :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) الآية. [٣٩].

٦٢١ ـ قال المفسرون : كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلا يزالون يجيئون من بين مضروب ومَشْجُوج ، فشكوهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال ، حتى هاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ]. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٦٢٢ ـ وقال ابن عباس :

__________________

[٦٢٠] أخرجه البخاري في المغازي (٣٩٦٥ ـ ٣٩٦٧) وفي التفسير (٤٧٤٤) والنسائي في التفسير (٣٦٢) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (١٠٢٥٦) للنسائي في السير في الكبرى.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٤ / ٣٤٨) لابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي.

[٦٢٠١] م ذكره المصنف بدون إسناد. وقد أخرجه ابن جرير (١٧ / ٩٩) بإسناد عن ابن عباس من طريق عطية العوفي [انظر ترجمته في رقم ٦١٨].

[٦٢١] بدون إسناد.

[٦٢٢] أخرجه الترمذي في التفسير (٣١٧١) وقال : هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي في التفسير (٣٦٥)

٣١٨

لما أخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة ، قال أبو بكررضي‌الله‌عنه : إنا لله [وإِنا إليه راجعون] لنهلكن ، فأنزل الله تعالى :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال أبو بكر : فعرفت أنه سيكون قتال.

[٣١٤]

قوله تعالى :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) الآية. [٥٢].

٦٢٣ ـ قال المفسرون : لما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تولي قومه عنه ، وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به ، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم. فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله ، وأحب يومئذٍ أن لا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرون عنه ، وتمنى ذلك ، فأنزل الله تعالى سورة( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) فقرأها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بلغ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمناه : «تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى» فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، ومضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها ، وسجد في آخر السورة ، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أُحَيْحَة سعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرّقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا ، وقالوا : قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، وقالوا : قد عرفنا أن

__________________

وأخرجه في الجهاد (٦ / ٢).

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٢١٦) وابن جرير (١٧ / ١٢٣).

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٦٦ ، ٢٤٦) ، (٣ / ٧) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

[٦٢٣] ذكر ذلك السيوطي في الدر (٤ / ٣٦٧) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية ، وقد ذكر لها السيوطي طرقاً كثيرة وكلها مرسلة ومنقطعة والله أعلم.

وقد نقد هذه القصة كثير من النقاد انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٤ ـ ٣٢٢)

٣١٩

الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمد نصيباً فنحن معه. فلما أمسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاه جبريلعليه‌السلام فقال : «ما ذا صنعت؟ تَلَوْتَ على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه ، وقلت ما لم أقل لك». فحزن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالت قريش : ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله ، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه.

٦٢٤ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو بكر [محمد] بن حيان قال : حدثنا أبو يحيى الرّازي ، قال : حدثنا سهل العسكري ، قال : أخبرنا يحيى ، عن عثمان بن الأسود ، عن سعيد بن جُبير ، قال :

قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) فألقى الشيطان على لسانه «تلك الغَرَانِيقُ العُلَى و [إن] شفاعتهن ترتجى» ففرح المشركون بذلك وقالوا : قد ذكر آلهتنا. فجاء جبريلعليه‌السلام إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : اعرض عليَّ كلام الله. فلما عرض عليه قال : أما هذا فلم آتك به ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله تعالى :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) .

__________________

[٦٢٤] انظر السابق.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

١٣٢٧٨ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ(١) ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ(٢) ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَطِيَّةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « قَسَمَ نَبِيُّ اللهِ(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله الْفَيْ‌ءَ ، فَأَصَابَ عَلِيّاً(٤) أَرْضاً(٥) ، فَاحْتَفَرَ فِيهَا عَيْناً ، فَخَرَجَ(٦) مَاءٌ يَنْبُعُ فِي السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ عُنُقِ الْبَعِيرِ ، فَسَمَّاهَا يَنْبُعَ ، فَجَاءَ الْبَشِيرُ يُبَشِّرُ(٧) ، فَقَالَعليه‌السلام : بَشِّرِ الْوَارِثَ ، هِيَ صَدَقَةٌ بَتَّةً(٨) بَتْلاً فِي حَجِيجِ بَيْتِ اللهِ وَعَابِرِ سَبِيلِهِ(٩) ، لَاتُبَاعُ ، وَلَا تُوهَبُ ، وَلَا تُورَثُ(١٠) ، فَمَنْ بَاعَهَا أَوْ وَهَبَهَا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لَايَقْبَلُ(١١) اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَلَا عَدْلاً(١٢) ».(١٣)

____________________

= ح ٢ ، بسند آخر عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن الحجّاجالوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٧٠ ، ح ١٠١٢١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٠٢ ، ذيل ح ٢٤٤٢٧.

(١). في الوسائل : - « عن الحسين بن سعيد » ، وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ‌الحسين بن سعيد كتاب النضر بن سويد ، وتكرّرت في الأسناد رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد. وأمّا رواية أحمد بن محمّد هذا عن النضر بن سويد ، فلم تثبت. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤٨١ ، الرقم ٧٧٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤٨٨ - ٤٩٣.

(٢). في « بن » : « يحيى الحلبي ».

(٣). في «م» والبحار،ج ٤٢:«النبيّ» بدل«نبيّ الله ».

(٤). في « ك ، م ، ن ، بح ، بف ، جت » وحاشية « بن » : « عليّ ».

(٥). في « جد » : « عليّاً أرض ». وفي حاشية « جد » : « عليّ أرضاً ».

(٦). في « بن » والتهذيب : + « منها ».

(٧). في البحار،ج ٤٢:-«يبشّر».وفي التهذيب:«ليبشّره».

(٨). في « بح » : « بتل ». وفيالتهذيب : « بتّاً ».

(٩). هكذا في « م ، بح ، بن ، جد » والتهذيب. وفي « ق ، ك ، بف » والبحار : « وعابر سبيل الله ». وفي « ل ، جت » والمطبوع : « وعابري سبيل الله ».

(١٠). في « جت » : « ولا تورث ولا توهب » بدل « لا توهب ولا تورث ».

(١١). في « ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والبحار : « ولا يقبل ».

(١٢). فيالوافي : « صرفاً ولا عدلاً : لا توبة ولا فدية ، أولا نافلة ولا فريضة ، أو لا وزناً ولا كيلاً ، أو لا اكتساباً ولا حيلة ، ومنه( فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً ) [ الفرقان (٢٥) : ١٩ ] أي لا صرفاً للعذاب أو نوائب الدهر ».

(١٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٤٨ ، ح ٦٠٩ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيّوب بن عطيّةالوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٦٠ ، ح ١٠١١٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٨٦ ، ذيل ح ٢٤٤٠٦ ؛البحار ، ج ٤١ ، ص ٣٩ ، ح ٨٢ ؛ وج ٤٢ ، ص ٧١ ، ح ٢.

٤٦١

١٣٢٧٩ / ١٠. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ(١) جَمِيعاً(٢) ، عَنْ سَالِمَةَ(٣) مَوْلَاةِ(٤) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :

قَالَتْ(٥) : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : « أَعْطُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(٦) - وَهُوَ الْأَفْطَسُ - سَبْعِينَ دِينَاراً ، وَأَعْطُوا(٧) فُلَاناً كَذَا وَكَذَا(٨) ، وَفُلَاناً كَذَا وَكَذَا(٩) ».

فَقُلْتُ : أَتُعْطِي رَجُلاً حَمَلَ عَلَيْكَ بِالشَّفْرَةِ؟

____________________

(١). ورد الخبر فيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٣٢ ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبي عبدالله عن إبراهيم بن عبدالحميد. هذا ، ولم يثبت - في شي‌ءٍ من الأسناد والطرق - وقوع واسطةٍ بين الفضل بن شاذان وبين إبراهيم بن عبدالحميد غير ابن أبي عمير. والمظنون قويّاً أن « أبي عبدالله » في سندتفسير العيّاشي محرّف من « ابن أبي عمير ».

(٢). في السند تحويل. والخبر يرويه المصنّف عن سالمة بثلاثة طرق وهي :

- عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن هشام بن أحمر.

- عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد.

- محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد.

(٣). في « ك » وحاشية «م،بن ، جد »:« سلمى ».

(٤). في «ق ، بف»:«مولى». وفي التهذيب:+«ولد».

(٥). في « ق ، ك ، ن ، بح ، بف » : « قال ».

(٦). هكذا في « ق ، بف » وحاشية « جت »والفقيه والغيبة للطوسي. وفي « ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد »والوسائل والمطبوع : « الحسن بن عليّ بن الحسين » والحسن الأفطس هو الحسن بن عليّ بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب. راجع :تهذيب الأنساب ، ص ٢٥٢ ؛ المجدي في أنساب الطالبيين ، ص ٢١١ - ٢١٢ ؛ الفخري فيأنساب الطالبيين ، ص ٨٠. (٧). في « ق ، بح ، بف ، جت » : « وأعط ».

(٨). في « بح » والغيبة للطوسي : - « وكذا ».

(٩). في « بح ، بف » والغيبة للطوسي : - « وكذا ». وفي الفقيه والتهذيب وتفسير العيّاشي : - « وأعطوا فلاناً كذا وكذا ، وفلاناً كذا وكذا ».

٤٦٢

فَقَالَ : « وَيْحَكِ ، أَ مَا تَقْرَئِينَ(١) الْقُرْآنَ؟ ».

قُلْتُ : بَلى.

قَالَ : « أَ مَا سَمِعْتِ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ ) (٢) ؟ » - قَالَ ابْنُ مَحْبُوبٍ فِي حَدِيثِهِ : « حَمَلَ عَلَيْكَ بِالشَّفْرَةِ » : يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ -.

فَقَالَ(٣) : « أَ تُرِيدِينَ(٤) عَلى(٥) أَنْ لَا أَكُونَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ ) ؟ نَعَمْ(٦) ، يَا سَالِمَةُ إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَطَيَّبَهَا ، وَطَيَّبَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ(٧) مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفَيْ عَامٍ ، وَلَا يَجِدُ رِيحَهَا عَاقٌّ ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ ».(٨)

١٣٢٨٠ / ١١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ‌

____________________

(١). في « بف » : « تقرأ ».

(٢). الرعد (١٣) : ٢١.

(٣). في « ل ، بن »والوسائل ، ح ٢٤٨٧٢ والغيبة للطوسي : « قال ».

(٤). في « ك ، م ، ن ، بح ، جت ، جد »والوسائل ، ح ٢٤٨٧٢ والغيبة للطوسي : « تريدين » بدون همزة الاستفهام.

(٥). في الوسائل ، ح ٢٤٨٧٢ والغيبة للطوسي : - « على ».

(٦). في « بف » : - « نعم ».

(٧). في « ك ، ن ، بن ، جت »والوسائل ، ح ٢٤٨٧٢ والغيبة للطوسي : « ليوجد ».

(٨).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٥٥٥١ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن سلمى مولاة ولد أبي عبدالله ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٩٥٤ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، وفيهما إلى قوله : « ويخافون سوء الحساب ».الغيبة للطوسي : ص ١٩٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن هشام بن أحمر ، عن سالمة مولاة أبي عبدالله ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٣٢ ، عن الفضل بن شاذان ، عن أبي عبدالله ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن سالمة مولاة اُمّ ولد كانت لأبي عبداللهعليه‌السلام . راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العقوق ، ح ٢٧٢٨ ؛ وكتاب العقيقة ، باب برّ الأولاد ، ح ١٠٦٢٠ ؛والفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٤٤ ، ح ٤٥٤٢ ؛والتهذيب ، ج ٨ ، ص ١١٣ ، ح ٣٩٠ ؛والخصال ، ص ٣٧ ، باب الاثنين ، ح ١٥ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٠ ، ح ١الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٦٩ ، ح ١٠١١٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤١٧ و ٤١٨ ، ح ٢٤٨٧١ و ٢٤٨٧٢.

٤٦٣

عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَمَّا يَقُولُ النَّاسُ(١) فِي الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ عِنْدَ مَوْتِهِ : أَ شَيْ‌ءٌ صَحِيحٌ مَعْرُوفٌ ، أَمْ كَيْفَ صَنَعَ أَبُوكَ؟

فَقَالَ(٢) : « الثُّلُثَ ، ذلِكَ الْأَمْرُ الَّذِي صَنَعَ أَبِي رَحِمَهُ اللهُ ».(٣)

١٣٢٨١ / ١٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ وَغَيْرِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام مَاتَ وَتَرَكَ سِتِّينَ غُلَاماً(٤) ، فَأَعْتَقَ(٥) ثُلُثَهُمْ(٦) ، فَأَقْرَعْتُ بَيْنَهُمْ ، فَأَخْرَجْتُ عِشْرِينَ ، فَأَعْتَقْتُهُمْ(٧) ».(٨)

____________________

(١). في « جد » : « يقولون » بدل « يقول الناس ».

(٢). في « بن »والوسائل : « قال ».

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٣١ ، ح ٥٥٥٠ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن الحجّاجالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٢ ، ح ٢٣٦٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٤٥٧٢.

(٤). فيالكافي ، ح ١٣١٦٠والفقيه والتهذيب والمحاسن : « مملوكاً ».

(٥). في « ك ، ن ، بح ، بف ، جت » : « وأعتق ». وفيالفقيه ، ج ٣والتهذيب : « وأوصى بعتق » بدل « فأعتق ».

(٦). فيالمحاسن : + « عند موته ».

(٧). في « بن » وحاشية « جت » : « وأعتقتهم ». وفيالكافي ، ح ١٣١٦٠ : « وأخرجت الثلث ». وفيالفقيه ، ج ٤والتهذيب ، ج ٩ : « وأعتقت الثلث ». وفيالتهذيب ، ج ٦ : « فأعتقت الثلث » ، كلّها بدل « فأخرجت عشرين فأعتقتهم ».

(٨).الكافي ، كتاب الوصايا ، باب من أوصى بعتق أو صدقة أو حجّ ، ح ١٣١٦٠ ؛والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٤٠ ، ح ٥٩١ ؛ وج ٩ ، ص ٢٢٠ ، ح ٨٤٦ ، بسند آخر عن أبان ، عن محمّد بن مروان ، عن الشيخعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١٥ ، ح ٥٥٠٣ ، معلّقاً عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، عن الشيخ يعني موسى بن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام ؛التهذيب ، ج ٨ ، ص ٢٣٤ ، ح ٨٤٣ ، بسنده عن أبان ؛المحاسن ، ص ٦٢٤ ، كتاب المرافق ، ح ٨١ ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مروان ، إلى قوله : « فأعتق ثلثهم ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ١١٩ ، ح ٣٤٥٤ ، معلّقاً عن محمّد بن مروان ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، وفيه هكذا : « إنّ أبيعليه‌السلام ترك ستّين »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٦١٥ ، ح ١٠١٩٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٠٨ ، ذيل ح ٢٤٨٥٦.

٤٦٤

١٣٢٨٢ / ١٣. عَنْهُ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ وَغَيْرِهِ(٢) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَعْتَقَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام مِنْ(٣) غِلْمَانِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ(٤) شِرَارَهُمْ ، وَأَمْسَكَ خِيَارَهُمْ ، فَقُلْتُ(٥) : يَا أَبَهْ(٦) ، تُعْتِقُ هؤُلَاءِ ، وَتُمْسِكُ هؤُلَاءِ؟ فَقَالَ : إِنَّهُمْ قَدْ أَصَابُوا مِنِّي ضَرْباً(٧) ، فَيَكُونُ هذَا بِهذَا ».(٨)

١٣٢٨٣ / ١٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ثَلَاثَ مَرَضَاتٍ(٩) ، فِي كُلِّ مَرْضَةٍ(١٠) يُوصِي بِوَصِيَّةٍ(١١) ، فَإِذَا أَفَاقَ أَمْضى

____________________

(١). ورد الخبر فيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٥٥٥١والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٥٩٦ ، عن محمّد بن يعقوب [ الكليني ] ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن [ بن محمّد ] بن سماعة ، عن عبدالله بن جبلة وغيره. فأرجع الشيخان ضمير « عنه » إلى الحسن بن محمّد بن سماعة المذكور في السند السابق. وهو الصواب ؛ فقد روى حميد بن زياد ، عن [ الحسن بن محمّد ] بن سماعة ، عن عبدالله بن جبلة في الأسناد والطرق ، ولم يثبت في شي‌ءٍ منها رواية حميد عن ابن سماعة مباشرةً ، فعليه ما ورد فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٢ ، ح ٩٠٨ من إرجاع الضمير إلى حميد بن زياد ، سهو. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٨٣ - ٣٨٤ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٩٠ ؛رجال النجاشي ، ص ١٢٨ ، الرقم ٣٣١ ؛ وص ١٣٤ ، الرقم ٣٤١ ؛ وص ٢١٥ ، الرقم ٥٥٨ ؛ وص ٢٨٧ ، الرقم ٧٧١ ؛ وص ٢٩٠ ، الرقم ٧٧٨. (٢). فيالتهذيب ، ح ٩٠٨ : - « وغيره ».

(٣). في « ق ، بف » : - « من ».

(٤). في « بن » : « عند موته من غلمانه ».

(٥). في « بح » في الفقيه والتهذيب ، ح ٩٥٦ : + « له ».

(٦). في « جد » والبحار : « يا أبت ».

(٧). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوسائل والبحاروالفقيه والتهذيب. وفي « ل » وحاشية « جت » : « صوتاً». وفي المطبوع : « ضرّاً ».

(٨).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٥٥٤٨ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٩٥٦ ؛ معلّقاً عن الكليني ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن [ فيالفقيه : + « بن محمّد » ] بن سماعة ، عن عبدالله بن جبلة وغيره.وفيه ، ص ٢٣٢ ، ح ٩٠٨ ، معلّقاً عن الكليني ، عن حميد بن زياد ، عن عبدالله بن جبلةالوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٩١ ، ح ١٠١٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٤٨٧٤ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤١٩ ، ح ٢٤٨٧٤ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٠٠ ، ح ٤٢.

(٩). في التهذيب : « مرّات ».

(١٠). في «بح،بف»:«مرضه».وفي«ن»:«مرض».

(١١). في « بح » : - « بوصيّة ».

٤٦٥

وَصِيَّتَهُ ».(١)

٣٦ - بَابُ مَا يَلْحَقُ الْمَيِّتَ بَعْدَ مَوْتِهِ‌

١٣٢٨٤ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مَنْصُورٍ(٢) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ يَتْبَعُ الرَّجُلَ(٣) بَعْدَ مَوْتِهِ مِنَ الْأَجْرِ(٤) إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ : صَدَقَةٌ أَجْرَاهَا(٥) فِي حَيَاتِهِ ، فَهِيَ تَجْرِي(٦) بَعْدَ مَوْتِهِ ؛ وَسُنَّةُ هُدًى(٧) سَنَّهَا ، فَهِيَ(٨) يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَ مَوْتِهِ ؛ أَوْ وَلَدٌ(٩) صَالِحٌ يَدْعُو(١٠) لَهُ ».(١١)

١٣٢٨٥ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ يَتْبَعُ الرَّجُلَ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنَ الْأَجْرِ إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ : صَدَقَةٌ أَجْرَاهَا فِي حَيَاتِهِ ، فَهِيَ تَجْرِي بَعْدَ مَوْتِهِ ، وَصَدَقَةٌ مَبْتُولَةٌ(١٢) لَاتُورَثُ ؛

____________________

(١).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣١ ، ح ٥٥٤٩ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٦ ، ح ٩٥٥ ، معلّقاً عن الحسن بن عليّ الوشّاءالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٣٨٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤١٩ ، ذيل ح ٢٤٨٧٥ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٥٩ ، ح ١٧.

(٢). ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٢ ، ح ٩٠٩ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن منصور ، من دون توسّط محمّد بن عيسى. وهو سهو ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٨٢٧٢ وح ٨٢٧٤ ، فلاحظ.

(٣). في التهذيب : « الميّت ».

(٤). في « بح » وتحف العقول : - « من الأجر ».

(٥). في تحف العقول : + « الله له ».

(٦). فيتحف العقول : + « له ».

(٧). في التهذيب : « هو ».

(٨). فيتحف العقول : - « سنّها فهي ».

(٩). في « ك ، بن » والأمالي للصدوق وتحف العقول : « وولد ».

(١٠). في الأمالي للصدوق : « يستغفر ».

(١١).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٢ ، ح ٩٠٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن منصور.الأمالي للصدوق ، ص ٣٥ ، المجلس ٩ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن عيسى.الأمالي للطوسي ، ص ٢٣٧ ، المجلس ٩ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٣٦٣الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٥ ، ح ٢٤٧٢٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧٤ ، ذيل ح ٢١٢٧٥ ؛ وج ١٩ ، ص ١٧١ ، ح ٢٤٣٧٦.

(١٢). في « ل ، بن » وحاشية « م ، جت ، جد » : « مبتوتة ». وفيالخصال : « إلى يوم القيامة صدقة موقوفة » بدل « وصدقة مبتولة ».

٤٦٦

أَوْ سُنَّةُ هُدًى(١) يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ(٢) ؛ أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ(٣) ».(٤)

* مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ(٥) مُسْكَانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : « أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَسْتَغْفِرُ لَهُ ».(٦)

١٣٢٨٦ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَتْبَعُ الرَّجُلَ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَّا ثَلَاثُ خِصَالٍ(٧) : صَدَقَةٌ أَجْرَاهَا لِلّهِ فِي حَيَاتِهِ ، فَهِيَ تَجْرِي لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ(٨) ؛ وَسُنَّةُ هُدًى سَنَّهَا ، فَهِيَ يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَ مَوْتِهِ(٩) ؛ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ».(١٠)

١٣٢٨٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَا يَلْحَقُ الرَّجُلَ(١١) بَعْدَ مَوْتِهِ؟

____________________

(١). في « ك ، م ، ن ، بح ، جت ، جد » : + « فهي ». وفي « ق ، بف » : + « فهو ».

(٢). في « ك ، ل ، م ، بن »والوسائل : « بعد موته » بدل « بعده ». وفيالخصال : « سنّها فكان يعمل بها وعمل من بعده غيره » بدل « يعمل بها بعده ».

(٣). في « بف » : - « له ».

(٤).الخصال ، ص ١٥١ ، باب الثلاثة ، ح ١٨٤ ، بسنده عن الحلبيالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٤٧٢٥ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٤٣٧٧.

(٥). في « ق ، بف » : - « ابن ». وهو سهو ؛ فقد روى صفوان [ بن يحيى ] عن [ عبدالله ] بن مسكان ، عن [ محمّد بن‌عليّ ] الحلبي في كثير من الأسناد. وأمّا رواية صفوان عن مسكان ، أو وجود راوٍ في رواتنا باسم مسكان ، فلم تثبت. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٥٠٧ - ٥٠٨ ، وج ٢٣ ، ص ٣٠٤ ؛ وص ٣٠٧ ؛ وص ٣٠٩ - ٣١٠.

(٦).الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٤٧٢٦ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٢ ، ذيل ح ٢٤٣٧٨.

(٧). في « ل ، بن ، جد »والوسائل : « يتبع الرجل بعد موته ثلاث خصال ».

(٨). في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح »والوسائل : « وفاته ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل . وفي المطبوع : « وفاته ».

(١٠).الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٤٧٢٤ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٢ ، ح ٢٤٣٧٨.

(١١). في « ق ، ك ، ن ، بح ، بف ، جت » : « الميّت ».

٤٦٧

فَقَالَ(١) : « سُنَّةٌ سَنَّهَا(٢) يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَ مَوْتِهِ(٣) ، فَيَكُونُ لَهُ(٤) مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ(٥) بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ(٦) مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْ‌ءٌ ، وَالصَّدَقَةُ الْجَارِيَةُ تَجْرِي مِنْ بَعْدِهِ ، وَالْوَلَدُ الطَّيِّبُ(٧) يَدْعُو لِوَالِدَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ، وَيَحُجُّ وَيَتَصَدَّقُ وَيُعْتِقُ عَنْهُما ، وَيُصَلِّي وَيَصْومُ(٨) عَنْهُمَا ».

فَقُلْتُ : أُشْرِكُهُمَا فِي حَجِّي(٩) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ».(١٠)

١٣٢٨٨ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سِتَّةٌ(١١) تَلْحَقُ(١٢) الْمُؤْمِنَ بَعْدَ وَفَاتِهِ(١٣) : وَلَدٌ يَسْتَغْفِرُ لَهُ ، وَمُصْحَفٌ يُخَلِّفُهُ ، وَغَرْسٌ يَغْرِسُهُ ، وَقَلِيبٌ يَحْفِرُهُ(١٤) ، وَصَدَقَةٌ يُجْرِيهَا ، وَسُنَّةٌ يُؤْخَذُ بِهَا‌

____________________

(١). في « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » : « قال ».

(٢). في « ق ، بح ، بف ، جت » : « يسنّها ».

(٣). في « ل ، بن » : - « بعد موته ».

(٤). في « بح » : + « أجر ».

(٥). في الوسائل والبحار : « يعمل ».

(٦). في «ل،ن،بح،بن»وحاشية«جت»:«أن ينقص ».

(٧). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والبحار. وفي المطبوع : « الصالح ».

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل والبحار. وفي المطبوع : « ويتصدّق عنهما ويعتق ويصوم ويصلّي ».

(٩). في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والبحار : « حجّتي ».

(١٠).المحاسن ، ص ٧٢ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١٥٢ ، بسنده عن معاوية بن عمّار الدهني ، وتمام الرواية فيه : « قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أيّ شي‌ء يلحق الرجل بعد موته؟ قال : يلحقه الحجّ عنه والصدقة عنه والصوم عنه ». وراجع :الكافي ، كتاب الجهاد ، باب وجوه الجهاد ، ح ٨٢١٧الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٦ ، ح ٢٤٧٢٧ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ، ح ٢٦٠٣ ؛البحار ، ج ٨٢ ، ص ٦٣ ، ح ٤.

(١١). في « بف » : « ستّ ».

(١٢). في « ك ، ن ، بح ، جت » : « يلحق ».

(١٣). في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت »والوسائل : « موته ».

(١٤). فيالفقيه : « بئر يحفرها » بدل « قليب يحفره ».

٤٦٨

مِنْ بَعْدِهِ ».(١)

٣٧ - بَابُ النَّوَادِرِ‌

١٣٢٨٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ رَجُلاً أَوْصى إِلَيَّ ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُشْرِكَ مَعِي ذَا قَرَابَةٍ لَهُ ، فَفَعَلَ ، وَذَكَرَ الَّذِي أَوْصى إِلَيَّ(٢) أَنَّ لَهُ قِبَلَ الَّذِي أَشْرَكَهُ فِي الْوَصِيَّةِ خَمْسِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ عِنْدَهُ رَهْناً(٣) بِهَا جَامٌ مِنْ فِضَّةٍ ، فَلَمَّا هَلَكَ الرَّجُلُ أَنْشَأَ الْوَصِيُّ يَدَّعِي أَنَّ لَهُ قِبَلَهُ أَكْرَارَ حِنْطَةٍ.

قَالَ : « إِنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ ، وَإِلَّا فَلَا شَيْ‌ءَ لَهُ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِمَّا فِي يَدِهِ شَيْئاً؟

قَالَ : « لَا يَحِلُّ لَهُ ».

قُلْتُ : أَ رَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً عَدَا عَلَيْهِ ، فَأَخَذَ(٤) مَالَهُ ، فَقَدَرَ عَلَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْ مَالِهِ مَا أَخَذَ ، أَكَانَ(٥) ذلِكَ لَهُ؟

قَالَ : « إِنَّ هذَا لَيْسَ مِثْلَ هذَا ».(٦)

____________________

(١).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٤٦ ، ح ٥٥٨٣ ، معلّقاً عن يعقوب بن يزيد. وفيالأمالي للصدوق ، ص ١٦٩ ، المجلس ٣٢ ، ح ٢ ؛والخصال ، ص ٣٢٣ ، باب الستّة ، ح ٩ ، بسندهما عن محمّد بن شعيب الصيرفي ، عن الهيثم أبي كهمس ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨٥ ، ح ٥٥٥ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٨٧ ، ح ٢٤٧٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٧٣ ، ح ٢٤٣٨٠.

(٢). في « ق ، بف » : - « إليّ ».

(٣). فيالفقيه : « وعنده رهن ». وفيالتهذيب : « عنده ورهناً » كلاهما بدل « عنده رهن ».

(٤). في « ق ، بف » : « يأخذ ».

(٥). في « ك » : « كان » بدون همزة الاستفهام. وفيالفقيه : « أيحلّ » بدل « أكان ».

(٦).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٢ ، ح ٩١٠ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ٥٥٦٠ ، معلّقاً =

٤٦٩

١٣٢٩٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : أَوْصى رَجُلٌ بِثَلَاثِينَ دِينَاراً لِوُلْدِ فَاطِمَةَعليها‌السلام ، قَالَ(١) : فَأَتى بِهَا الرَّجُلُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « ادْفَعْهَا إِلى فُلَانٍ » شَيْخٍ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَعليها‌السلام ، وَكَانَ مُعِيلاً مُقِلًّا.

فَقَالَ لَهُ(٢) الرَّجُلُ : إِنَّمَا أَوْصى بِهَا الرَّجُلُ لِوُلْدِ فَاطِمَةَ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّهَا لَاتَقَعُ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ ، وَهِيَ تَقَعُ مِنْ هذَا الرَّجُلِ ، وَلَهُ(٣) عِيَالٌ(٤) ».(٥)

١٣٢٩١ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لَهُ : إِنَّ فِي بَلَدِنَا رُبَّمَا أُوصِيَ بِالْمَالِ لآِلِ مُحَمَّدٍعليهم‌السلام فَيَأْتُونِّي بِهِ ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهُ إِلَيْكَ حتّى أَسْتَأْمِرَكَ.

فَقَالَ : « لَا تَأْتِنِي بِهِ ، وَلَاتَعَرَّضْ لَهُ(٦) ».(٧)

١٣٢٩٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ :

____________________

= عن ابن فضّالالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٧٣ ، ح ٢٣٨٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٢٨ ، ذيل ح ٢٤٨٨٧.

(١). في « بح » : + « قال ».

(٢). في « ل ، بن ، جد » : - « له ».

(٣). في « ق ، بف » والتهذيب : « له » بدون الواو.

(٤). في الوافي : « يعني لاتسعهم جميعاً ، ولا يمكن إيصالها إليهم قاطبة ، وإنّما يمكن إعطاؤها بعضهم ، فادفعها إلى الشيخ المعيل منهم ».

(٥).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٣ ، ح ٩١٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ٥٥٥٩ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عميرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٢٣٨٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٣٠ ، ذيل ح ٢٤٨٨٩.

(٦). النهي إمّا للتقيّة ، أوعدم أهليّة الراوي للوكالة وإن كان ثقة في الرواية. روضة المتّقين ، ج ١١ ، ص ١٤١.

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٣ ، ح ٩١١ ، معلّقاً عن أبي عليّ الأشعري.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ، ح ٥٥٥٨ ، معلّقاً عن عليّ بن مهزيارالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٢٣٨٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٢٩ ، ذيل ح ٢٤٨٨٨.

٤٧٠

عَنْهُمْعليهم‌السلام ، قَالَ :(١) « مَنْ أَوْصى بِالثُّلُثِ احْتُسِبَ(٢) لَهُ مِنْ زَكَاتِهِ ».(٣)

١٣٢٩٣ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - فِي رَجُلٍ أَقَرَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لِفُلَانٍ وَفُلَانٍ لِأَحَدِهِمَا عِنْدِي أَلْفُ دِرْهَمٍ ، ثُمَّ مَاتَ عَلى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقَالَ(٤) : أَيُّهُمَا أَقَامَ الْبَيِّنَةَ ، فَلَهُ الْمَالُ ؛ فَإِنْ(٥) لَمْ يُقِمْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا الْبَيِّنَةَ ، فَالْمَالُ بَيْنَهُمَا نِصْفَانِ(٦) ».(٧)

١٣٢٩٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٨) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَدَلَ فِي وَصِيَّتِهِ ، كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ تَصَدَّقَ بِهَا فِي حَيَاتِهِ(٩) ؛ وَمَنْ جَارَ(١٠) فِي وَصِيَّتِهِ ، لَقِيَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَنْهُ‌

____________________

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوسائل . وفي المطبوع : + « قال ».

(٢). فيالمرآة : « احتسب ، أي‌لو كان قصّر فيها يحسب الله ذلك منها ».

(٣).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب قضاء الزكاة عن الميّت ، ضمن ح ٥٩٠٦ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٣٨ ، ح ٢٣٦١٨ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٦٠ ، ح ٢٤٥٤٩ ؛ وص ٢٧٣ ، ح ٢٤٥٧٤.

(٤). في « بن » : « قال ».

(٥). في « ل ، بح ، بن » والتهذيب : « وإن ».

(٦). فيالمرآة : « المشهور بين الأصحاب أنّه في الصورة المفروضة لو أقاما بيّنة أو نكلا عن اليمين معاً يقسّم بينهما نصفين ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ، ح ٦٦٦ ، بسنده عن النوفلي.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣٣ ، ح ٥٥٥٧ ، معلّقاً عن السكوني بإسناده عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٦٢ ، ح ٢٣٨٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٢٣ ، ذيل ح ٢٤٦٩٥ ؛ وج ٢٣ ، ص ١٨٣ ، ذيل ح ٢٩٣٤٠.

(٨). هكذا في « ك ، م ، ن ». وفي « ق ، ل ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والمطبوع : + « عن أبيه ».

وتقدّم غير مرّة أنّ توسّط إبراهيم بن هاشم بين وَلَده عليّ وبين هارون بن مسلم غير ثابت ، وما ورد في بعض الأسناد ناشٍ من الاُنس الذهني الحاصل عند الناسخين ؛ لكثرة روايات عليّ بن إبراهيم عن أبيه. لاحظ ما قدّمناه فيالكافي ، ذيل ح ١٨ و ١٦٦.

(٩). في العلل : - « في حياته ».

(١٠). في العلل : « حاف ».

٤٧١

مُعْرِضٌ ».(١)

١٣٢٩٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّيَّانِ ، قَالَ :

كَتَبْتُ(٢) إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام (٣) أَسْأَلُهُ عَنْ(٤) إِنْسَانٍ أَوْصى بِوَصِيَّةٍ ، فَلَمْ يَحْفَظِ الْوَصِيُّ إِلَّا بَاباً وَاحِداً مِنْهَا ، كَيْفَ يَصْنَعُ فِي الْبَاقِي؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « الْأَبْوَابُ الْبَاقِيَةُ يَجْعَلُهَا(٥) فِي الْبِرِّ ».(٦)

١٣٢٩٦ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : أَنِّي وَقَفْتُ(٧) أَرْضاً عَلى وُلْدِي ، وَفِي حَجٍّ وَوُجُوهِ بِرٍّ ، وَلَكَ(٨) فِيهِ حَقٌّ بَعْدِي ، أَوْ لِمَنْ(٩) بَعْدَكَ ، وَقَدْ أَزَلْتُهَا(١٠) عَنْ ذلِكَ الْمَجْرى.

فَقَالَ(١١) : « أَنْتَ فِي حِلٍّ ، وَمُوَسَّعٌ لَكَ(١٢) ».(١٣)

____________________

(١).الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٤ ، ح ٥٤١٩ ، معلّقاً عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .قرب الإسناد ، ص ٦٣ ، ح ١٩٩ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .علل الشرائع ، ص ٥٦٧ ، ح ٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٥٩ ، ح ٢٣٦٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٦٧ ، ذيل ح ٢٤٥٦٢.

(٢). في « ك » : « كتب ».

(٣). فيالفقيه :«كتب إليه يعني عليّ بن محمّدعليه‌السلام ».

(٤). في « ق ، ن ، بف » : - « عن ».

(٥). في « ق ، بف »والفقيه والتهذيب : « اجعلها ».

(٦).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ، ح ٥٥١٣ ، بسنده عن سهل بن زياد ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢١٤ ، ح ٨٤٤ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٥٠ ، ح ٢٣٨٠٥ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٩٣ ، ذيل ح ٢٤٨٣٠.

(٧). في « ق ، ن ، بف ، جت » : « أوقفت ».

(٨). في « ل ، بن » : « لك » بدون الواو.

(٩). فيالفقيه : « ولمن ». وفيالتهذيب : « ولي » كلاهما بدل « أو لمن ».

(١٠). في التهذيب : « قد أنزلتها ».

(١١). في « ل ، بن » : « قال ».

(١٢). فيالمرآة : « لعلّه محمول على عدم الإقباض ».

(١٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣٧ ، ح ٥٥٦٨ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ، عن أبي الحسين ، عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٩٨ ، بسنده عن عليّ بن مهزيار ، عن أبي الحسن ، عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٤٠ ، ح ٩٦٦٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ١٨٠ ، ذيل ح ٢٤٣٩٧.

٤٧٢

١٣٢٩٧ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(١) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِيسى ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام أَسْأَلُهُ(٢) فِي(٣) رَجُلٍ أَوْصى بِبَعْضِ ثُلُثِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ مِنْ غَلَّةِ ضَيْعَةٍ لَهُ إِلى وَصِيِّهِ يَضَعُ نِصْفَهُ(٤) فِي مَوَاضِعَ سَمَّاهَا لَهُ(٥) مَعْلُومَةٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَالْبَاقِي مِنَ الثُّلُثِ يَعْمَلُ فِيهِ(٦) بِمَا شَاءَ وَرَأَى الْوَصِيُّ ، فَأَنْفَذَ الْوَصِيُّ مَا أَوْصى(٧) إِلَيْهِ مِنَ الْمُسَمَّى الْمَعْلُومِ ، وَقَالَ فِي الْبَاقِي : قَدْ صَيَّرْتُ لِفُلَانٍ كَذَا(٨) وَلِفُلَانٍ كَذَا(٩) وَلِفُلَانٍ كَذَا(١٠) فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَفِي الْحَجِّ كَذَا وَكَذَا(١١) وَفِي الصَّدَقَةِ كَذَا فِي كُلِّ سَنَةٍ ، ثُمَّ بَدَا لَهُ فِي كُلِّ(١٢) ذلِكَ ، فَقَالَ : قَدْ شِئْتُ الْأَوَّلَ وَرَأَيْتُ خِلَافَ مَشِيَّتِيَ الْأُولى وَرَأْيِي ، أَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِيهَا(١٣) ، وَيُصَيِّرَ(١٤) مَا صَيَّرَ لِغَيْرِهِمْ ، أَوْ يَنْقُصَهُمْ ، أَوْ يُدْخِلَ(١٥) مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ إِنْ أَرَادَ ذلِكَ؟

____________________

(١). هكذا في « ل ، بح ، بن ». وفي « ق » : « أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبيد ». وفي « بف » : « أحمد بن محمّد بن‌ عيسى ، عن عبيد ». وفي « جت » : « أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ». وفي « ك ، م ، ن ، جد » والمطبوعوالوسائل : « أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ».

والخبر أورده الشيخ الطوسي فيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٣ ، ح ٩١٤ ، عن محمّد بن أحمد - وقد عَبَّرعنه بالضمير - عن محمّد بن عيسى بن عبيد. وهذا الخبر والأخبار المتقدمّة عليه وكثيرٌ من الأخبار المتأخّرة عنه فيالتهذيب مأخوذة منالكافي ، كما يشهد به مقارنة الكتابين. والمقام كما أشرنا إليه غير مرّة من مظانّ تحريف « محمّد بن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » دون العكس.

(٢). في « ك ، ل ، بن ، جد » والتهذيب : - « أسأله ».

(٣). في « ن » : « عن ».

(٤). في التهذيب : « يضعه » بدل « يضع نصفه ».

(٥). في « ل ، بن » : - « له ».

(٦). في « بن » : « يصنع به ».

(٧). في «ك،ل،م ،ن ، بن ، جت ، جد » : + «به».

(٨). في « جد » : + « كذا ».

(٩). فيالتهذيب : - « ولفلان كذا ».

(١٠). في « بح ، بف ، جت » والتهذيب : - « ولفلان كذا ».

(١١). في « ق ، بف » والتهذيب : - « وكذا ». وفي « م » : + « كذا ».

(١٢). «ق،ك،بف، جت » والتهذيب : - « كلّ ».

(١٣). في « ل ، بن ، جد » والتهذيب : « فيه ».

(١٤). في « ق ، ن ، بف » والتهذيب : « يصيّر » بدون الواو.

(١٥). في « ق ، ك ، بف ، جد » : « ويدخل ». وفي « جد » : + « أوينقص ».

٤٧٣

فَكَتَبَعليه‌السلام : « لَهُ أَنْ يَفْعَلَ مَا شَاءَ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَتَبَ كِتَاباً عَلى نَفْسِهِ(١) ».(٢)

١٣٢٩٨ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ(٣) ، عَنِ الْحَسَنِ(٤) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَدَانِيِّ ، قَالَ :

كَتَبَ(٥) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى : هَلْ لِلْوَصِيِّ أَنْ يَشْتَرِيَ شَيْئاً مِنْ مَالِ الْمَيِّتِ(٦) إِذَا بِيعَ فِيمَنْ(٧) زَادَ ، فَيَزِيدَ(٨) وَيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ؟

فَقَالَ(٩) : « يَجُوزُ إِذَا اشْتَرى صَحِيحاً(١٠) ».(١١)

١٣٢٩٩ / ١١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ :

عَنْ صَاحِبِ الْعَسْكَرِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، نُؤْتى(١٢) بِالشَّيْ‌ءِ ، فَيُقَالُ : هذَا‌

____________________

(١). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : « إلّا أن يكون كتب كتاباً » بأن يكون وقف عليهم أو ملّكهم أو غير ذلك ممّا يجوز الرجوع فيه ، أو المعنى أنّه كتب كتاباً يكون حجّة عليه عند القضاة لايقبل منه الرجوع وإن جاز له واقعاً ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٣ ، ح ٩١٤ ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيدالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٧٨ ، ح ٢٣٦٨٦ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٣١ ، ذيل ح ٢٤٨٩٠.

(٣). هكذا في « ق ، ك ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل . وفي « ن ، جت » والمطبوع : « أحمد بن‌محمّد ». والخبر مذكور فيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ، ح ٥٥١٤ ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسين بن إبراهيم الهمداني.

(٤). في « ق ، ك ، ن ، بح ، بف ، جت » وحاشية « م » وهامش المطبوع : « الحسين ».

(٥). في الفقيه : « كتبت مع ».

(٦). في التهذيب،ح ٩٥٢:«المال»بدل«مال الميّت».

(٧). في « بن ، جد » وحاشية « جت » : « بثمن ».

(٨). في « ل ، بن ، جت ، جد » : « أيزيد ». وفي « ك ، م ، ن ، بح ، بف » : « يزيد ».

(٩). في « ل ، بن » : « قال ».

(١٠). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : إذا اشترى صحيحاً ، لعلّ المراد به رعاية الغبطة ».

(١١).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ، ح ٥٥١٤ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٤٥ ، ح ٩٥٢ ، بسنده عن الحسين بن إبراهيم الهمداني. وفيالتهذيب ، ص ٢٣٣ ، ح ٩١٣ ، بسنده عن الحسن بن إبراهيم بن محمّد الهمدانيالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٨٢ ، ح ٢٣٨٦٧ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٢٣ ، ذيل ح ٢٤٨٨١.

(١٢). في « ل ، بن » : « يؤتى ».

٤٧٤

مَا(١) كَانَ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام عِنْدَنَا ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟

فَقَالَ : « مَا كَانَ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام بِسَبَبِ الْإِمَامَةِ فَهُوَ لِي ، وَمَا كَانَ غَيْرَ ذلِكَ فَهُوَ مِيرَاثٌ عَلى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٢)

١٣٣٠٠ / ١٢. عَنْهُ ، عَنْ(٣) مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَيْهِ(٤) : رَجُلٌ مَاتَ وَجَعَلَ(٥) كُلَّ شَيْ‌ءٍ لَهُ فِي حَيَاتِهِ لَكَ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَ بَعْدَ ذلِكَ وَلَداً ، وَمَبْلَغُ مَالِهِ ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ ، وَقَدْ(٦) بَعَثْتُ(٧) إِلَيْكَ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَإِنْ رَأَيْتَ - جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ - أَنْ تُعْلِمَنِي فِيهِ رَأْيَكَ لِأَعْمَلَ بِهِ؟

فَكَتَبَ : « أَطْلِقْ لَهُمْ(٨) ».(٩)

١٣٣٠١ / ١٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : اعْلَمْ يَا سَيِّدِي(١٠) أَنَّ ابْنَ أَخٍ لِي(١١) تُوُفِّيَ ، فَأَوْصى(١٢)

____________________

(١). في « ق ، ك ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جد » والبحاروالفقيه والتهذيب : - « ما ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٤ ، ح ٩١٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عليّ بن راشد.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٤٣ ، ح ١٦٥٧ ، معلّقاً عن أبي عليّ بن راشد ، عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٣٦٧ ، ح ٩٧١٠ ؛البحار ، ج ٥٠ ، ص ١٨٤ ، ح ٦٠.

(٣). في « ق ، بف » : - « عنه ، عن » ، فيكون السند معلّقاً على سابقه.

(٤). في الفقيه : + « يعني عليّ بن محمّدعليه‌السلام ».

(٥). في التهذيب والاستبصار : « وترك ».

(٦). في « بف » : « قد » بدون الواو.

(٧). في « ق ، بح ، بف » : « قد بعث ».

(٨). فيالمرآة : « لو كان جعل ماله لهعليه‌السلام بالوصيّة ، فإطلاق الثلثين لعدم تنفيذ الورثة أولكونهم أيتاماً ، ولو كان بالهبة فإمّا تبرّعاً أو لعدم تحقّق الإقباض ».

(٩).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٩ ، ح ٧٥٩ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد ؛الاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٢٤ ، ح ٤٧١ ، معلّقاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسين بن مالك.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ، ح ٥٥٥٣ ، بسنده عن الحسن بن مالكالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٨٠ ، ح ٢٣٨٦١ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٨٠ ، ذيل ح ٢٤٥٩٤.

(١٠). في « ق ، ك ، ن ، بح ، بف ، بن » والتهذيب والاستبصار : « سيّدي » بدون « يا ».

(١١). في « بن » : « أخي » بدل « أخ لي ».

(١٢). في « بن ، جد » والاستبصار : « وأوصى ».

٤٧٥

لِسَيِّدِي بِضَيْعَةٍ(١) ، وَأَوْصى أَنْ يُدْفَعَ كُلُّ شَيْ‌ءٍ فِي دَارِهِ حَتَّى الْأَوْتَادُ تُبَاعُ ، وَيُجْعَلُ(٢) الثَّمَنُ إِلى سَيِّدِي ، وَأَوْصى(٣) بِحَجٍّ ، وَأَوْصى لِلْفُقَرَاءِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَوْصى لِعَمَّتِهِ(٤) وَأُخْتِهِ بِمَالٍ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا مَا أَوْصى بِهِ أَكْثَرُ مِنَ الثُّلُثِ ، وَلَعَلَّهُ يُقَارِبُ النِّصْفَ مِمَّا تَرَكَ ، وَخَلَّفَ ابْناً لَهُ ثَلَاثُ(٥) سِنِينَ ، وَتَرَكَ دَيْناً ، فَرَأْيُ سَيِّدِي؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « يُقْتَصَرُ(٦) مِنْ وَصِيَّتِهِ عَلَى الثُّلُثِ مِنْ مَالِهِ ، وَيُقْسَمُ ذلِكَ بَيْنَ مَنْ أَوْصى لَهُ عَلى قَدْرِ سِهَامِهِمْ(٧) إِنْ شَاءَ اللهُ(٨) ».(٩)

١٣٣٠٢ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنْ رَجُلٍ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَأَوْصى إِلى ابْنِهِ وَأَخَوَيْنِ ، شَهِدَ الابْنُ وَصِيَّتَهُ وَغَابَ الْأَخَوَانِ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ أَبَيَا أَنْ يَقْبَلَا الْوَصِيَّةَ مَخَافَةَ أَنْ يَتَوَثَّبَ(١٠) عَلَيْهِمَا ابْنُهُ ، وَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَعْمَلَا(١١) بِمَا يَنْبَغِي ، فَضَمِنَ لَهُمَا ابْنُ عَمٍّ لَهُمَا(١٢) - وَهُوَ مُطَاعٌ فِيهِمْ(١٣) - أَنْ يَكْفِيَهُمَا ابْنَهُ ، فَدَخَلَا بِهذَا(١٤) الشَّرْطِ ، فَلَمْ يَكْفِهِمَا ابْنَهُ ، وَقَدِ‌

____________________

(١). في حاشية « جت » والتهذيب : « بضيعته ».

(٢). في التهذيب والاستبصار : « ويحمل ».

(٣). في « ق ، بح ، بف ، جت » : « فأوصى ». وفي « ل ، بح ، بن » : + « بضيعة ».

(٤). في « ل » : « لابنته ».

(٥). في « م » وحاشية « جت » والتهذيب والاستبصار : « لثلاث » بدل « له ثلاث ».

(٦). في « م ، بن ، جد » : « يقبض ».

(٧). في « ل ، بن » : « سهامه ».

(٨). فيالمرآة : « حمل على عدم الترتيب بين الوصايا ».

(٩).التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٨٩ ، ح ٧٥٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٢٤ ، ح ٤٧٠ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٨ ، ح ٢٣٦٣٩ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٧٩ ، ذيل ح ٢٤٥٩٣.

(١٠). في « ل ، بن » : « أن يوثب ».

(١١). في « جت » : « لأن يعملا ».

(١٢). في « ق ، ك ، ن ، بف » وحاشية « م » والتهذيب : « لهم ».

(١٣). في « ل ، بح ، بن » : « فيهما ». وفي « بف » : - « فيهم ».

(١٤). في « بف » : « في ».

٤٧٦

اشْتَرَطَا عَلَيْهِ ابْنَهُ ، وَقَالَا نَحْنُ نَبْرَأُ(١) مِنَ الْوَصِيَّةِ ، وَنَحْنُ فِي حِلٍّ مِنْ تَرْكِ جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ(٢) : أَ يَسْتَقِيمُ أَنْ يُخَلِّيَا عَمَّا فِي أَيْدِيهِمَا وَيَخْرُجَا مِنْهُ(٣) ؟

قَالَ : « هُوَ لَازِمٌ لَكَ ، فَارْفُقْ عَلى أَيِّ الْوُجُوهِ كَانَ ، فَإِنَّكَ مَأْجُورٌ(٤) ، لَعَلَّ(٥) ذلِكَ يَحُلُّ بِابْنِهِ(٦) ».(٧)

١٣٣٠٣ / ١٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(٨) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى(٩) ، عَنْ وَصِيِّ عَلِيِّ بْنِ السَّرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام : إِنَّ عَلِيَّ بْنَ السَّرِيِّ تُوُفِّيَ ، فَأَوْصى إِلَيَّ.

فَقَالَ : « رَحِمَهُ اللهُ ».

قُلْتُ(١٠) : وَإِنَّ(١١) ابْنَهُ جَعْفَرَ بْنَ عَلِيٍّ(١٢) وَقَعَ(١٣) عَلى أُمِّ وَلَدٍ لَهُ ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُخْرِجَهُ مِنَ‌

____________________

(١). في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح » والتهذيب : « براء ». وفي « ك » : « نترك ».

(٢). في « ك » : « عنه ».

(٣). في التهذيب : «عن خاصّته»بدل«ويخرجا منه».

(٤). في « ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « مأخوذ ».

(٥). فيالتهذيب : « ولعلّ ».

(٦). فيالوافي : « لمـّا استفرسعليه‌السلام أنّ السائل هو أحد الأخوين خاطبه باللزوم والرفق. ولعلّ المراد بالمشار إليه بذلك الموت لما ثبت أنّ مثل هذه المناقشات الماليّة ممّا يعجّل الأجل ، أو المراد به الرفق ، يعني لعلّه بسبب رفقك به يصير رفيقاً منقاداً ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٤ ، ح ٩١٦ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن سعد بن إسماعيلالوافي ، ج ٢٤ ، ص ١٧٤ ، ح ٢٣٨٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٣٢١ ، ذيل ح ٢٤٦٩٣.

(٨). في التهذيب والاستبصار : - « بن محمّد ».

(٩). هكذا في « ل ، م ، بح ، بن ، جد » وحاشية « ن ، جت » والتهذيب والاستبصار. وفي « ق ، ك ، ن ، بف ، جت » والمطبوع : « ومحمّد بن يحيى ». والخبر أورده الشيخ الصدوق فيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ، ح ٥٥١٥ ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن محمّد بن يحيى ، وذكره الإربلي فيكشف الغمّة ، ج ٣ ، ص ٣٣ ، نقلاً من كتاب الدلائل ، هكذا : « عن الوشّاء قال : حدّثني محمّد بن يحيى عن وصيّ عليّ بن السريّ ».

(١٠). في « بح ، جت » : « فقلت ».

(١١). في الاستبصار : « فإنّ ».

(١٢). في «ك»:«حين»بدل « جعفر بن عليّ ». وفي « ق ، ن ، بح ، بف ، جت » : - « بن عليّ ». وفي الفقيه والتهذيب والاستبصار : « جعفراً » بدل « جعفر بن عليّ ».(١٣). في «ق ، ن ، بح ، بف ، جت» : «أوقع ».

٤٧٧

الْمِيرَاثِ.

قَالَ : فَقَالَ لِي : « أَخْرِجْهُ مِنَ الْمِيرَاثِ(١) ، وَإِنْ(٢) كُنْتَ صَادِقاً فَسَيُصِيبُهُ(٣) خَبَلٌ(٤) ».

قَالَ : فَرَجَعْتُ ، فَقَدَّمَنِي إِلى أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي ، فَقَالَ لَهُ(٥) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ السَّرِيِّ ، وَهذَا وَصِيُّ أَبِي ، فَمُرْهُ فَلْيَدْفَعْ إِلَيَّ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي(٦) .

فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي(٧) لِي(٨) : مَا تَقُولُ؟ فَقُلْتُ لَهُ(٩) : نَعَمْ ، هذَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ السَّرِيِّ ، وَأَنَا وَصِيُّ عَلِيِّ بْنِ السَّرِيِّ(١٠) ، قَالَ : فَادْفَعْ إِلَيْهِ مَالَهُ.

فَقُلْتُ(١١) : أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ ، قَالَ(١٢) : فَادْنُ(١٣) إِلَيَّ(١٤) ، فَدَنَوْتُ حَيْثُ لَايَسْمَعُ أَحَدٌ كَلَامِي ، فَقُلْتُ(١٥) لَهُ : هذَا وَقَعَ عَلى أُمِّ وَلَدٍ لِأَبِيهِ ، فَأَمَرَنِي أَبُوهُ ، وَأَوْصى إِلَيَّ أَنْ أُخْرِجَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ ، وَلَا أُوَرِّثَهُ شَيْئاً ، فَأَتَيْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍعليهما‌السلام بِالْمَدِينَةِ ، فَأَخْبَرْتُهُ وَسَأَلْتُهُ ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُخْرِجَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ وَلَا أُوَرِّثَهُ(١٦) شَيْئاً.

فَقَالَ : اللهَ(١٧) إِنَّ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام أَمَرَكَ؟ قَالَ : قُلْتُ :(١٨) نَعَمْ ، قَالَ(١٩) : فَاسْتَحْلَفَنِي ثَلَاثاً،

____________________

(١). في « ق ، بف »والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « من الميراث ».

(٢). في التهذيب والاستبصار : « فإن ».

(٣). في « ن » : « سيصيب ». وفي الاستبصار : « فيصيبه ».

(٤). في التهذيب : « الخبل ».

(٥). في « ق ، ك ، بف » : - « له ».

(٦). في الاستبصار : « فيدفع إليّ ميراثي » بدل « فليدفع إليّ ميراثي من أبي ».

(٧). في الفقيه والتهذيب والاستبصار : - « أبو يوسف القاضي ».

(٨). في « م ، بن ، جد » : - « لي ».

(٩). في الفقيه والاستبصار : - « له ».

(١٠). في « ق ، بف » : - « وأنا وصيّ عليّ بن السريّ ».

(١١). في « م »والفقيه : + « له ».

(١٢). في التهذيب : « فقال ».

(١٣). في « ق ، بف » وحاشية « جت » : « فأذن ». وفي « ك ، ل ، بن » وحاشية « م ، جت » والتهذيب والاستبصار : « فادنه ».

(١٤). في « ق ، ك ، بح ، جت » : « لي ». وفي « ل ، م ، بن ، جد » والتهذيب والاستبصار : - « إليّ ». وفي الفقيه : « منّي ».

(١٥). في التهذيب والاستبصار : « وقلت ».

(١٦). في « ل » : « فلا اُورّثه ».

(١٧). في « ك » : - « الله ». وفي « ل » : « آلله ».

(١٨) في « ن »والفقيه : « فقلت ».

(١٩) في « ق ، بح ، بف ، جت »والفقيه والتهذيب والاستبصار : - « قال ».

٤٧٨

ثُمَّ قَالَ لِي(١) : أَنْفِذْ مَا أَمَرَكَ بِهِ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ.

قَالَ الْوَصِيُّ : فَأَصَابَهُ الْخَبَلُ بَعْدَ ذلِكَ. قَالَ(٢) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ : فَرَأَيْتُهُ(٣) بَعْدَ ذلِكَ وَقَدْ أَصَابَهُ الْخَبَلُ(٤) .(٥)

١٣٣٠٤ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ بُكَيْرٍ الطَّوِيلِ ، قَالَ :

دَعَانِي أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ اقْبِضْ مَالَ إِخْوَتِكَ الصِّغَارِ فَاعْمَلْ(٦) بِهِ ، وَخُذْ نِصْفَ الرِّبْحِ وَأَعْطِهِمُ النِّصْفَ ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ ضَمَانٌ ، فَقَدَّمَتْنِي أُمُّ وَلَدِ أَبِي(٧)

____________________

(١). في«ق،بح،بف»والتهذيب والاستبصار:-« لي».

(٢). في حاشية « جت » : « فقال ».

(٣). في « ق ، ك ، ن ، بف ، جت »والفقيه والتهذيب والاستبصار : « رأيته ».

(٤). في « ق ، بف »والفقيه والاستبصار : - « وقد أصابه الخبل ».

وفيمرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ٩٨ : « اختلف الأصحاب فيمن أوصى بإخراج بعض ولده من إرثه هل يصحّ ، ويختصّ الإرث بغيره من الورثة إن خرج من الثلث ، ويصحّ في ثلثه إن زاد أم يقع باطلاً؟ الأكثر على الثاني ؛ لأنّه مخالف للكتاب والسنّة ، والقول الأوّل رجّحه العلّامة ، ومعنى هذا القول أنّه يحرم هنا الوارث من قدر حصّته إن لم تكن زائدة عن الثلث ، وإلّا فيحرم من الثلث ، ويشترك مع باقي الورثة في بقيّة المال.

وأمّا هذا الخبر فيمكن حمله على أنّه لو كان عالماً بانتفاء الولد منه واقعاً فحكم بذلك ».

وقال الشهيد الثاني : « قال الشيخ في كتابي الأخبار بعد نقله الحديث : هذا الحكم مقصور على هذه القضيّة لايتعدّى به إلى غيرها. وقال الصدوق عقيب هذه الرواية : من أوصى بإخراج ابنه من الميراث ولم يحدث هذا الحدث لم يجز للوصيّ إنفاذ وصيّته في ذلك. وهذا يدلّ على أنّهما عاملان بها فيمن فعل ذلك. أمّا الشيخ فكلامه صريح فيه ، وأمّا ابن بابويه فلأنّه وإن لم يصرّح به بل إنّما دلّ بمفهومه عليه إلّا أنّه قد نصّ في أوّل كتابه على أنّ ما يذكره فيه يفتي ويعتمد عليه ، فيكون حكماً بمضونه. وما ذكره من نفيه عمّن لم يحدث ذلك دفع لتوهّم تعديته إلى غيره ، وإلّا فهو كالمستغني عنه ».المسالك ، ج ٦ ، ص ١٨٥ - ١٨٦. وفيالمرآة - بعد نقله لعبارة المسالك قال - : « أقول : يمكن حمل كلام الشيخ على ما ذكره فلا تغفل ».

(٥).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ٩١٧ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٢١ ، معلّقاً عن الكليني.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ، ح ٥٥١٥ ، معلّقاً عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٨٩ ، ح ٢٣٧٠٤ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٢٤ ، ح ٢٤٨٨٣.

(٦). في « ل ، بن ، جد » والتهذيبوالفقيه : « واعمل ».

(٧). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالفقيه . وفي « ن » والمطبوع : « لأبي ».

٤٧٩

بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلى ، فَقَالَتْ لَهُ(١) : إِنَّ(٢) هذَا يَأْكُلُ أَمْوَالَ وَلَدِي ، قَالَ : فَقَصَصْتُ(٣) عَلَيْهِ مَا أَمَرَنِي بِهِ أَبِي ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلى : إِنْ كَانَ أَبُوكَ أَمَرَكَ بِالْبَاطِلِ لَمْ أُجِزْهُ ، ثُمَّ أَشْهَدَ عَلَيَّ ابْنُ أَبِي لَيْلى إِنْ أَنَا حَرَّكْتُهُ فَأَنَا لَهُ ضَامِنٌ.

فَدَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بَعْدُ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّتِي ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : مَا تَرى؟

فَقَالَ : « أَمَّا قَوْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلى ، فَلَا أَسْتَطِيعُ رَدَّهُ ، وَأَمَّا فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَلَيْسَ عَلَيْكَ ضَمَانٌ ».(٤)

١٣٣٠٥ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِي(٥) عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ أَبِي حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَوْصِ ، فَقَالَ : هذَا ابْنِي - يَعْنِي عُمَرَ - فَمَا صَنَعَ فَهُوَ جَائِزٌ.

فَقَالَ(٦) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَقَدْ أَوْصى أَبُوكَ وَأَوْجَزَ ».

قُلْتُ : فَإِنَّهُ أَمَرَ(٧) لَكَ بِكَذَا وَكَذَا.

فَقَالَ(٨) : « أَجْرِهِ(٩) ».

قُلْتُ(١٠) : وَأَوْصى(١١) بِنَسَمَةٍ مُؤْمِنَةٍ عَارِفَةٍ ، فَلَمَّا أَعْتَقْنَاهُ(١٢) بَانَ لَنَا أَنَّهُ(١٣) لِغَيْرِ(١٤)

____________________

(١). في « ق ، بف »والتهذيب والفقيه : - « له ».

(٢). في « بن » : - « إنّ ».

(٣). في « ك ، ن ، بف ، جت » والتهذيب : « فاقتصصت ». وفي حاشية « ن » : « قصصت ».

(٤).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٣٦ ، ح ٩١٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٢٨ ، ح ٥٥٣٩ ، معلّقاً عن ابن أبي عميرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٩١ ، ح ٢٣٧٠٦ ؛الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٤٢٧ ، ذيل ح ٢٤٨٨٦.

(٥). في « ق ، بف » : « عن أبي عبدالله » بدل « قال قلت لأبي عبدالله ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والتهذيبوالفقيه . وفي المطبوع : + « له ».

(٧). فيالفقيه : + « وأوصى ».

(٨). في « جد » والتهذيب : « قال ».

(٩). في « ن ، بح ، بن ، جت ، جد » : « أجزه ». وفيالفقيه : « أجز ».

(١٠). في « بح ، جت » : « فقلت ».

(١١). في « بن ، جد » : « أوصى » بدون الواو.

(١٢). فيالفقيه : « أعتقناها ».

(١٣). في الفقيه : « أنّها ».

(١٤). في « بف » : « بغير ».

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776