الكافي الجزء ١٣

الكافي10%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 776

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 776 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 229025 / تحميل: 6344
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

له : أين تريد يا ابن رسول الله؟ قال : أريد هذا المصر فعرّفه بقتل مسلم ، وما كان من خبره ، ثمّ قال : ارجع فانّى لم أدع خلفى خيرا أرجوه لك فهمّ بالرجوع ، فقال له اخوة مسلم : والله لا نرجع حتّى نصيب ثارنا أو نقتل كلّنا ، فقال الحسين : لا خير فى الحياة بعدكم(١) .

١٠ ـ قال الطبرى : حدّثت عن هشام ، عن أبى مخنف ، قال : حدّثنى أبو جناب ، عن عدىّ بن حرملة ، عن عبد الله بن سليم ، والمذرى بن المشمعل الأسديين ، قالا : أقبل الحسينعليه‌السلام حتّى نزل شراف فلمّا كان فى السحر أمر فتيانه ، فاستقوا من الماء ، فاكثروا ، ثمّ ساروا منها فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار ، ثمّ انّ رجلا قال : الله أكبر! فقال الحسين : الله أكبر ما كبّرت قال : رأيت النخل ، فقال له الاسديان : إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قطّ قالا : فقال لنا الحسين فما تريانه قلنا : نراه هوادى الخيل فقال : وأنا والله رأى ذلك.

فقال الحسين : أما لنا ملجأ نلجأ إليه ، نجعله فى ظهورنا ، ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقلنا له : بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك فان سبقت القوم إليه فهو كما تريد ، قالا فأخذ إليه ذات اليسار ، قالا : وصلنا معه ، فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادى الخيل ، فتبيّناها وعدنا ، فلمّا رأونا وقد عدلنا عن الطريق ، عدلوا إلينا كأن أسنّتهم اليعاسيب وكأنّ راياتهم أجنحته الطير قال : فاستبقنا الى ذى حسم ، فسبقناهم إليه.

فنزل الحسين فأمر بأبنيته فضربت وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمى اليربوعى ، حتى وقف هو وخيله ، مقابل الحسين فى حرّ الظهيرة والحسين وأصحابه معتمّون متقلّد وأسيافهم ، فقال الحسين لفتيانه : اسقوا القوم ،

__________________

(١) مروج الذهب : ٣ / ٧٠.

٤٨١

وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتّى أرووهم وأقبلوا يملئون القصاع ، والاتوار ، والطساس من الماء ، ثمّ يدنونها من الفرس فاذا عبّ فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه ، وسقوا آخر حتّى سقوا الخيل كلّها(١) .

١١ ـ عنه قال هشام : حدّثنى لقيط ، عن علىّ بن الطعان المحاربى ، قال كنت مع الحرّ بن يزيد ، فجئت فى آخر من جاء من أصحابه فلمّا رأى الحسين ما بي وبفرسى من العطش ، قال : أنخ الراوية ـ والراوية عندى السقاء ـ ثمّ قال : يا ابن أخ أنخ الجمل فأنخته ، فقال : اشرب فجعلت كلّما شربت سال الماء من السقاء ، فقال الحسين : اخنث السقاء ـ اى أعطفه ـ قال : فجعلت لا أدرى كيف افعل؟ قال : فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسى.

قال : وكان مجيء الحرّ بن يزيد ومسيره الى الحسين من القادسيّة وذلك ، أنّ عبيد الله بن زياد لمّا بلغه اقبال الحسين بعث الحصين بن تميم التميمى ـ وكان على شرطه ـ فأمره أن ينزل القادسية وأن يصنع المسالح فينظم ما بين القطقطانة إلى خفّان ، وقدم الحرّ بن يزيد بين يديه فى هذه الالف من القادسيّة فيستقبل حسينا ، قال : فلم يزل موافقا حسينا حتّى حضرت الصلاة صلاة الظهر.

فأمر الحسين الحجّاج بن مسروق الجعفى ، أن يؤذّن ، فأذّن ، فلمّا حضرت الاقامة خرج الحسين فى ازار ورداء ، ونعلين فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس انها معذرة الى اللهعزوجل وإليكم انّى لم آتكم حتّى أتتنى كتبكم وقدمت علىّ رسلكم ، أن أقدم علينا فانّه ليس لنا امام لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى ، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم ، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمى كارهين انصرفت عنكم الى

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٠.

٤٨٢

المكان الذي أقبلت منه إليكم ، قال : فسكتوا عنه وقالوا للمؤذّن : أقم فأقام الصلاة.

فقال الحسينعليه‌السلام للحرّ أتريد أن تصلّى بأصحابك؟ قال : لا بل تصلّى أنت ونصلّى بصلاتك ، قال : فصلّى بهم الحسين ، ثمّ انه دخل واجتمع إليه أصحابه ، وانصرف الحرّ الى مكانه الّذي كانوا فيه ، فأعادوه ، ثمّ أخذ كلّ رجل منهم ، بعنان دابّته وجلس فى ظلّها فلمّا كان وقت العصر أمر الحسين أن يتهيئوا للرحيل.

ثمّ انّه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وأقام فاستقدم الحسين فصلّى بالقوم ثمّ سلّم ، وانصرف الى القوم بوجهه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا بعد أيّها النّاس فانّكم ان تتقوا وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الامر عليكم ، من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وان كنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا ، وكان رأيكم غير ما أتتنى كتبكم ، وقدمت به علىّ رسلكم انصرفت عنكم ، فقال له الحرّ بن يزيد ، انّا والله ما ندرى ما هذه الكتب التي تذكر.

فقال الحسين : يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللّذين فيهما كتبهم الىّ فأخرج خرجين مملوءين صحفا فنشرها بين أيديهم ، فقال الحرّ : فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتّى نقدمك على عبيد الله بن زياد ، فقال له الحسين : الموت أدنى إليك من ذلك ، ثمّ قال لأصحابه : قوموا فاركبوا وانتظروا حتّى ركبت نساؤهم فقال لأصحابه : انصرفوا بنا فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف.

فقال الحسين للحرّ : ثكلتك امّك ما تريد؟ قال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها لى وهو على مثل الحال الّتي أنت عليها ، ما ترك ذكر أمّه بالثكل ، أن أقوله كائنا من كان ، ولكن والله ما لي فى ذكر امّك من سبيل الّا بأحسن ما يقدر عليه ، فقال له الحسين فما تريد؟ قال الحرّ : أريد والله أن أنطلق بك الى عبيد الله بن زياد

٤٨٣

قال له الحسين اذن والله لا أتّبعك ، فقال له الحرّ : اذن والله لا أدعك فترادّا القول ثلاث مرّات.

ولمّا كثر الكلام بينهما قال له الحرّ : إنّى لم أو مر بقتالك وإنمّا أمرت ألّا أفارقك حتّى أقدمك الكوفة فاذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردّك إلى المدينة ، تكون بينى وبينك ، نصفا حتّى أكتب الى ابن زياد ، وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية أردت أن تكتب إليه أو الى عبيد الله بن زياد إن شئت فلعلّ الله إلى ذلك أن يأتى بأمر يرزقنى فيه العافية ، من أن ابتلى بشيء من أمرك ، قال : فخذها هنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسيّة ، وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ، ثمّ انّ الحسين سار فى أصحابه والحرّ يسايره(١) .

١٢ ـ عنه قال أبو مخنف : عن عقبة بن أبى العيزار ، انّ الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبيضة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها النّاس انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلّا لحرم الله ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل فى عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقّا على الله أن يدخله مدخله.

ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفىء وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ من غيّر قد أتتنى كتبكم وقدمت علىّ رسلكم ببيعتكم ، أنّكم لا تسلمونى ولا تخذلونى ، فان تمّمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن على وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

نفسى مع أنفسكم وأهلى مع أهليكم فلكم فى أسوة وان لم تفعلوا ونقضتم

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠١.

٤٨٤

عهدكم ، وخلعتم بيعتى من أعناقكم ، فلعمرى ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبى وأخى وابن عمّى مسلم والمغرور من اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ، ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فانّما ينكث على نفسه ، وسيغنى الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(١) .

١٣ ـ عنه قال عقبة بن أبى العيزار ، قام حسينعليه‌السلام بذى حسم ، فحمد الله واثنى عليه ، ثمّ قال : إنّه قد نزل من الامر ما قد ترون وانّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرّت جدّا ، فلم يبق منها الّا صبابة كصبابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقائه الله محقّا فانّى لا أرى الموت إلّا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلّا برما.

قال : فقام زهير بن القين البجلى فقال لأصحابه : تكلّمون أم أتكلّم قالوا لا بل تلكم ، فحمد الله فأثنى عليه ثمّ قال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنّا فيها مخلّدين ، إلّا أن فراقها فى نصرك ومواساتك لآثرنا الخروج معك على الاقامة فيها.

قال : فدعا له الحسين ، ثمّ قال له خيرا وأقبل الحرّ يسايره وهو يقول له : يا حسين إنّى أذكرك الله فى نفسك ، فانّى أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ولئن قوتلت لتهلكنّ فيما أرى فقال له الحسين : أفبالموت تخوّفنى وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلونى؟ ما أدرى ما أقول لك ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ، ولقيه وهو يريد نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أين تذهب؟ فانّك مقتول فقال :

سأمضى وما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٣.

٤٨٥

وآسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا يغش ويرغما

قال فلمّا سمع ذلك منه الحرّ تنحّى عنه ، وكان يسير بأصحابه فى ناحية وحسين فى ناحية اخرى حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات ، وكان بها هجائن النعمان ، ترعى هناك ، فاذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم ، يجنبون فرسا لنافع بن هلال ، يقال له الكامل ومعهم دليلهم الطرّماح بن عدى على فرسه وهو يقول :

يا ناقتى لا تذعرى من زجرى

وشمرى قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

حتّى تحلى بكريم النجر

الماجد الحرّ رحيب الصدر

أتى به الله لخير أمر

ثمّت أبقاه بقاء الدهر

قال : فلمّا انتهوا إلى الحسين أنشدوه هذه الأبيات ، فقال : أما والله انّى لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا ، قال : وأقبل إليهم الحرّ بن يزيد ، فقال : إن هؤلاء النفر الّذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادّهم ، فقال له الحسين : لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسى ، إنّما هؤلاء أنصارى وأعوانى وقد كنت أعطيتنى ألّا تعارض لى بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد.

فقال : أجل لكن لم يأتوا معك قال : هم أصحابى وهم بمنزلة من جاء معى ، فان تممت على ما كان بينى وبينك وإلا ناجزتك ، قال : فكفّ عنهم الحرّ قال : ثمّ قال لهم الحسين : أخبرونى خبر الناس وراءكم ، فقال له مجمع بن عبد الله العائذى ، وهو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه : أمّا أشراف الناس ، فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم يستمال ودّهم ويستخلص به نصيحتهم فهم ألب واحد عليك ، وأمّا سائر الناس بعد ، فان أفئدتهم تهوى إليك ، وسيوفهم غدا مشهورة عليك.

قال : أخبرونى فهل لكم برسولى إليكم؟ قالوا : من هو؟ قال : قيس بن مسهر

٤٨٦

الصيداوى ، فقالوا : نعم أخذه الحصين بن تميم ، فبعث به إلى ابن زياد ، فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلّى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد ، وأباه ودعا إلى نصرتك ، وأخبرهم بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقى من طمار القصر ، فترقرقت عينا حسينعليه‌السلام ولم يملك دمعه ثمّ قال : منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ، اللهمّ اجعل لنا ولهم الجنّة نزلا واجمع بيننا وبينهم فى مستقرّ من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك(١) .

٣٨ ـ باب نزولهعليه‌السلام بكربلاء

١ ـ قال الصدوق : ثمّ صار حتّى نزل كربلا ، فقال : أىّ موضع هذا فقيل كربلا يا ابن رسول الله ، فقال : هذا والله يوم كرب وبلاء ، وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا ويباح فيه حريمنا(٢) .

٢ ـ قال المفيد : فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة ثمّ عجّل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحرّ بن يزيد ، فيردّه وأصحابه فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتّى انتهوا الى نينوى المكان الّذي نزل به الحسينعليه‌السلام فاذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وأصحابه ولم يسلّم على الحسين وأصحابه ودفع الى الحرّ كتاب من عبيد الله بن زياد ، فاذا فيه.

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٣.

(٢) أمالى الصدوق : ٩٤.

٤٨٧

أمّا بعد فجعجع بالحسينعليه‌السلام حين يبلغك كتابى ، ويقدم عليك رسولى ، ولا تنزله إلّا بالعراء فى غير خضر وعلى غير ماء ، فقد أمرت رسولى أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتينى بانفاذك أمرى والسلام فلمّا قرء الكتاب قال لهم الحرّ هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرنى أن أجعجع بكم فى المكان الّذي يأتى كتابه ، وهذا رسوله وقد أمره أن لا يفارقنى حتّى أنفذ أمره فيكم.

فنظر يزيد بن المهاجر الكندى ، وكان مع الحسينعليه‌السلام ، الى رسول ابن زياد فعرفه فقال له يزيد ثكلتك امّك ما ذا جئت فيه قال : اطعت امامى ووفّيت ببيعتى ، فقال له ابن المهاجر عصيت ربّك واطعت امامك فى هلاك نفسك وكسبت العار والنار ، وبئس الامام إمامك قال الله تعالى( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) فامامك منهم ، وأخذهم الحرّ بالنزول فى ذلك المكان على غير ماء ولا فى قرية.

فقال له الحسينعليه‌السلام : دعنا ويحك ننزل فى هذه القرية ، وهذه يعنى نينوى والغاضريّة أو هذه يعنى شفيّة قال : والله لا استطيع ذلك هذا رجل قد بعث الىّ عينا علىّ ، فقال زهير بن القين إنّى والله ما أراه يكون بعد الّذي ترون إلّا أشدّ ممّا ترون يا ابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمرى ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به.

فقال الحسينعليه‌السلام : ما كنت لأبدأهم بالقتال ، ثمّ نزل وذلك يوم الخميس وهو الثانى من المحرّم ، سنة إحدى وستّين(١) .

٣ ـ قال ابن شهرآشوب : فساقوا إلى كربلا يوم الخميس ، الثانى من المحرّم سنة إحدى وستّين ، ثمّ نزل وقال هذا موضع الكرب والبلاء هذا مناخ ركابنا و

__________________

(١) الارشاد : ٢٠٩ واعلام الورى : ٢٣٠.

٤٨٨

محطّ رحالنا ، ومقتل رجالنا ، وسفك دماءنا ، ثمّ أقبل عمر بن سعد فى أربعة آلاف حتّى نزل بالحسينعليه‌السلام ، وبعث من غده قرة بن قيس الحنظلى يسأله ما الّذي جاء به ، فلمّا بلّغ رسالته ، قال الحسين كتب الىّ أهل مصركم أن أقدم ، فأمّا إذا كرهتمونى ، فأنا أنصرف عنكم فلمّا سمع عمر جوابه كتب إلى ابن زياد بذلك فلمّا رأى ابن زياد كتابه قال : الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص(١) .

٤ ـ قال ابن طاوس : ثمّ إنّ الحسينعليه‌السلام ، قام وركب وسار وكلّما أراد المسير ، يمنعونه تارة ويسايرونه أخرى حتّى بلغ كربلاء ، وكان ذلك فى اليوم الثانى من المحرّم فلمّا وصلها قال : ما اسم هذه الارض فقيل كربلا فقالعليه‌السلام : اللهمّ إنّى أعوذ بك من الكرب والبلاء ، ثمّ قال هذا موضع كرب وبلاء انزلوا ، هاهنا محطّ رحالنا ، ومسفك دمائنا ، وهنا محلّ قبورنا ، بهذا حدثني جدّى رسول إلهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنزلوا جميعا ونزل الحرّ وأصحابه ناحية وجلس الحسينعليه‌السلام يصلح سيفه ويقول :

يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق والأصيل

من طالب وصاحب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وكلّ حىّ سالك سبيل

ما اقرب الوعد من الرحيل

وإنّما الأمر إلى الجليل

قال الراوى : فسمعت زينب بنت فاطمةعليها‌السلام ، ذلك ، فقالت يا أخى هذا كلام من أيقن بالقتل ، فقالعليه‌السلام : نعم يا اختاه فقالت زينب : وا ثكلاه ينعى الحسينعليه‌السلام إلى نفسه ، قال : وبكى النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب ، وجعلت أمّ كلثوم تنادى وا محمّداه وا عليّاه وا أماه وأخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله قال : فعزّاها الحسينعليه‌السلام وقال لها يا أختاه تعزى بعزاء الله.

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٤.

٤٨٩

فان سكان السموات يفنون وأهل الأرض كلّهم يموتون وجميع البرية يهلكون ، ثمّ قال يا أختاه يا أمّ كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب انظر إذا أنا قتلت فلا تشققنّ عليه جيبا ، ولا تخمشنّ عليه وجها ، ولا تقلن هجوا(١) .

٥ ـ عنه روى من طريق آخر ان زينب لمّا سمعت مضمون الأبيات وكانت فى موضع آخر ، منفردة مع النساء والبنات خرجت حاسرة تجرّ ثوبها ، حتّى وقفت عليه وقالت وا ثكلاه ليت الموت أعدمنى الحيات اليوم ماتت أمّى فاطمة وأبى علىّ وأخى الحسن ، يا خليفة الماضين وثمال الباقين ، فنظر إليها الحسينعليه‌السلام .

فقال يا اختاه لا يذهبنّ بحلمك الشيطان ، فقالت بأبى وأمّى ستقتل ، نفسى لك الفداء فردّت غصته وترقرقت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : لو ترك القطا ليلا لنام ، فقالت يا ويلتاه فتغتصب نفسك اغتصابا ، فذلك أقرح لقلبى وأشدّ على نفسى ، ثمّ اهوت الى جيبها فشقته ، وخرّت مغشية عليها ، فقام فصبّ عليها الماء ، حتّى افاقت ثمّ عزاها صلوات الله عليها بجهده وذكرها المصيبة بموت أبيه وجدّه صلوات الله عليهم أجمعين.

وممّا يمكن أن يكون سببا لحمل الحسينعليه‌السلام لحرمه وعياله أنّه لو تركهنّعليه‌السلام بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية عليه لعائن الله قد أنفذ ليأخذهنّ إليه وصنع بهنّ من الاستيصال وسيئ الأعمال ما يمنع الحسينعليه‌السلام من الجهاد والشهادة ويمتنععليه‌السلام بأخذ يزيد بن معاويه لهنّ عن مقامات السعادة(٢) .

٦ ـ قال الدينورى : وسار الحسينعليه‌السلام من قصر بنى مقاتل ، ومعه الحرّ بن يزيد ، كلّما أراد أن يميل نحو البادية منعه ، حتّى انتهى الى المكان الذي يسمّى

__________________

(١) اللهوف : ٣٥.

(٢) اللهوف : ٣٦.

٤٩٠

«كربلاء» فمال قليلا متيامنا حتّى انتهى الى «نينوى» فاذا هو براكب على نجيب مقبل من القوم ، فوقفوا جميعا ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ ولم يسلّم على الحسين ، ثمّ ناول الحرّ كتابا من عبيد الله بن زياد ، فقرأ فاذا فيه : أمّا بعد فجعجع بالحسين بن على ، وأصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابى ، ولا تحلّه إلّا بالعراء على غير خمر ولا ماء وقد أمرت حامل كتابى هذا أن يخبرنى بما كان منك فى ذلك والسلام.

فقرأ الحرّ الكتاب ثمّ ناوله الحسين ، وقال : لا بدّ من إنفاذ أمر الأمير ، عبيد الله ابن زياد ، فانزل بهذا المكان ولا تجعل للأمير علىّ علّة ، فقال الحسينعليه‌السلام «تقدّم بنا قليلا الى هذه القرية التي هى منا على غلوة وهى الغاضرية أو هذه الاخرى الّتي تسمّى «السبقة» فنزل فى إحداهما.

قال الحرّ : إنّ الأمير كتب إلىّ أن أحلّك على غير ماء ولا بدّ من الانهاء إلى أمره ، فقال زهير بن القين للحسين : بأبى وأمّى يا ابن رسول الله والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية ، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم ، فهلمّ بنا نناجز هؤلاء فانّ قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم ، قال الحسينعليه‌السلام فانّى أكره أن أبدأهم بقتال حتّى يبدءوا.

فقال زهير فههنا قرية بالقرب منا على شطّ الفرات وهى فى عاقول حصينة الفرات يحدق بها إلّا من وجه واحد ، قال الحسين : وما اسم تلك القرية؟ قال : العقر قال الحسين : نعوذ بالله من العقر ، فقال الحسين للحرّ : سربنا قليلا ثمّ ننزل ، فسار معه حتّى كربلاء فوقف الحرّ وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير وقال : انزل بهذا المكان ، فالفرات منك قريب قال الحسين وما اسم هذا المكان؟ قالوا له : كربلاء.

قال : ذات كرب وبلاء ولقد مرّ أبى بهذا المكان عند مسيره الى صفّين ، وأنا

٤٩١

معه فوقف ، فسأل عنه فأخبر باسمه ، فقال : هاهنا محطّ ركابهم وهاهنا مهراق دما ، هم ، فسئل من ذلك فقال : ثقل لآل بيت محمّد ينزلون هاهنا.

ثمّ أمر الحسين بأثقاله ، فحطّت بذلك المكان يوم الأربعاء غرّة المحرّم من سنة إحدى وستّين وقتل بعد ذلك بعشرة أيّام وكان قتله يوم عاشورا(١) .

٧ ـ قال الطبرى : فلمّا أصبح نزل فصلى الغداة ، ثمّ عجّل الركوب ، فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم ، فيأتيه الحرّ بن يزيد فيردّهم فيردّه ، فجعل إذا ردّهم الى الكوفة ردّا شديدا امتنعوا عليه ، فارتفعوا ، فلم يزالوا يتسايرون حتّى انتهوا إلى نينوى ؛ المكان الذي نزل به الحسين ، قال : فاذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكّب قوسا مقبل من الكوفة ، فوقفوا جميعا ينتظرونه.

فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ بن يزيد وأصحابه ، ولم يسلّم على الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، فدفع الى الحرّ كتابا من عبيد الله بن زياد ، فإذا فيه : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابى ، ويقدم عليك رسولى ، فلا تنزله إلّا بالعراء فى غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولى أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتينى بإنفاذك أمرى ، والسلام.

قال : فلمّا قرأ الكتاب ، قال لهم الحرّ : هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد ، يأمرنى فيه أن أجعجع بكم فى المكان الذي يأتينى فيه كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره ، ألّا يفارقنى حتّى أنفذ رأيه وأمره ، فنظر إلى رسول عبيد الله يزيد ابن زياد بن المهاصر أبو الشعثاء الكندىّ ، ثمّ الهذلى فعنّ له ، فقال : أمالك بن النّسير البدىّ؟

قال : نعم ـ وكان أحد كندة ـ

فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك أمك! ما ذا جئت فيه؟ قال : وما جئت فيه!

__________________

(١) الاخبار الطوال : ٢٥١.

٤٩٢

أطعت إمامى ، ووفيت ببيعتى ، فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربّك ، وأطعت إمامك فى هلاك نفسك ، كسبت العار ، والنار ، قال اللهعزوجل :( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) ، فهو امامك. قال : وأخذ الحرّ بن يزيد القوم بالنزول فى ذلك المكان على غير ما ، ولا فى قرية.

فقالوا دعنا ننزل فى هذه القرية ، يعنون نينوى أو هذه القرية ـ يعنون الغاضرية ـ أو هذه الاخرى ـ يعنون شقيّة ـ فقال : لا والله ما أستطيع ذلك ، هذا رجل قد بعث إلىّ عينا ، فقال له زهير بن القين : يا ابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمرى ، ليأتينا من بعد من ترى مالا قبل لنا به.

فقال له الحسين : ما كنت لأبدأهم بالقتال فقال له زهير بن القين : سربنا إلى هذه القرية حتّى ننزلها فانّها حصينة ، وهى على شاطئ الفرات ، فان منعونا قاتلناهم ، فقتالهم أهون علينا ، من قتال من يجىء من بعدهم ، فقال له الحسين : وأيّة قرية هى؟ قال : هى العقر ، فقال الحسين : اللهمّ إنّى أعوذ بك من العقر ، ثمّ نزل ، وذلك يوم الخميس ، وهو اليوم الثانى من المحرّم سنة إحدى وستّين(١) .

٨ ـ قال ابن عبد ربه : فلقيه الجيش على خيولهم ، وقد نزلوا بكربلاء ، قال حسين: أىّ أرض هذه؟ قالوا : كربلاء ، قال : أرض كرب وبلاء ، وأحاطت بهم الخيل(٢) .

٩ ـ الحافظ ابن عساكر باسناده قال : حدّثنى القاسم بن سلام ، حدّثنى حجّاج ابن محمّد ، عن أبى معشر ، عن بعض مشيخته قال : قال الحسين بن على حين نزل كربلا : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلا. قال : كرب وبلاء(٣)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٨.

(٢) العقد الفريد : ٤ / ٣٧٩.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢١٩.

٤٩٣

١٠ ـ قال سبط ابن الجوزى : ثمّ سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد ، فلمّا رأى ذلك عدل إلى كربلا ، فأسند ظهره إلى قصب وحلف الا يقاتل الّا من وجه واحد ، فنزل وضرب ابنيته وكان فى خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل(١) .

٣٨ ـ باب اجتماع الجيوش حول الحسينعليه‌السلام

١ ـ قال الصدوق : فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتّى عسكر بالنخيلة ، وبعث إلى الحسينعليه‌السلام رجلا يقال له عمر بن سعد فى أربعة آلاف فارس وأقبل عبد الله بن الحصين التميمى فى ألف فارس ، يتبعه شبث بن ربعى فى ألف فارس ، ومحمّد ابن الاشعث بن قيس الكندى ، أيضا فى ألف فارس ، وكتب لعمر بن سعد على الناس وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه(٢) .

٢ ـ قال المفيد : فلمّا كان من الغد ، قدم عليهم عمر ابن سعد بن أبى وقّاص من الكوفة ، فى أربعة آلاف فارس فنزل بنينوى ، فبعث الى الحسينعليه‌السلام ، عروة بن قيس الأحمسى ، فقال له ائته فسله ما الذي جاء بك ، وما ذا تريد ، وكان عروة ممّن كتب الى الحسينعليه‌السلام ، فاستحيى منه أن يأتيه ، فعرض ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه ، فكلّهم أبى ذلك ، وكرهه ، فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبى ، وكان فارسا شجاعا لا يردّ وجهه شيء.

فقال له أنا أذهب إليه ، وو الله لئن شئت لأفتكنّ به ، فقال له عمر ما اريد ان تفتك به ، ولكن ائته ، فسله ما الّذي جاء به فأقبل كثير إليه فلمّا رآه أبو ثمامة

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٤٥.

(٢) أمالى الصدوق : ٩٤.

٤٩٤

الصّائدى ، قال للحسينعليه‌السلام : أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شرّ أهل الارض وأجرأهم على دم وأفتكهم ، وقام إليه ، فقال له : ضع سيفك قال لا والله ولا كرامة إنّما أنا رسول ، فان سمعتم منّى بلّغتكم ما أرسلت به إليكم وإن أبيتم انصرفت عنكم.

قال فانّى آخذ بقائم سيفك ، ثمّ تكلّم بحاجتك ، قال لا والله لا تمسّه ، فقال له أخبرنى بما جئت به وأنا أبلّغه عنك ، ولا أدعك تدنو منه ، فانّك فاجر فاستبّا ، وانصرف الى عمر بن سعد ، فاخبره الخبر ، فدعى عمر قرّة بن قيس الحنظلى ، فقال له ويحك يا قرّة الق حسينا فسله ما جاء به وما ذا يريد ، فأتاه قرّة ، فلمّا رآه الحسينعليه‌السلام مقبلا.

قال : أتعرفون هذا فقال له حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن اختنا. وقد كنت أعرفه بحسن الرأى ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد ، فجاء حتّى سلّم على الحسينعليه‌السلام ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، فقال له الحسينعليه‌السلام كتب علىّ أهل مصركم ، هذا أن أقدم فامّا إذا كرهتمونى فانا أنصرف عنكم ، ثمّ قال له حبيب بن مظاهر ويحك يا قرّة أين ترجع إلى القوم الظّالمين انصر هذا الرّجل الّذي بآبائه ايّدك الله بالكرامة.

فقال له قرّة أرجع الى صاحبى بجواب رسالته وأرى رأيى ، فانصرف إلى عمر بن سعد ، فأخبره الخبر ، فقال عمر أرجو أن يعافينى الله من حربه وقناله وكتب الى عبيد الله بن زياد.

بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فانّى حيث نزلت بالحسين بن علىّ بعثت إليه من رسلى ، فسألته عمّا أقدمه ، وما ذا يطلب ، فقال : كتب الىّ أهل هذه البلاد وأتتنى رسلهم ، يسألونني القدوم ، ففعلت ، فأمّا إذا كرهتمونى ، وبدا لهم غير ما أتتنى به رسلهم ، فانا منصرف عنهم ، قال حسّان بن قائد العبسى : وكنت عند عبيد الله

٤٩٥

حين أتاه هذا الكتاب ، فلمّا قرأه.

قال : الآن اذ علقت مخالبنا به يرجوا النّجاة ، ولات حين مناص وكتب الى عمر بن سعد أمّا بعد ، فقد بلغنى كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين ان يبايع ليزيد ، هو وجميع أصحابه ، فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا ، والسلام ، فلمّا ورد الجواب على عمر بن سعد قال قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية(١) .

٣ ـ قال الطبرسى : فلمّا كان من الغد قدم عمر بن أبى وقاص ، فى أربعة آلاف قارس ، فنزل نينوى فبعث الى الحسينعليه‌السلام عروة بن قيس الاحمسى ، فإنه سأله ما الذي جاء بك؟ وكان عروة ممن كتب الى الحسينعليه‌السلام ، فاستحيى منه أن يأتيه فعرض ذلك على الرؤساء فكلهم أبى ذلك لمكان أنهم كاتبوه ، فدعا عمر بن سعد ، قرة بن قيس الحنظلى ، فبعثه فجاء فسلم على الحسينعليه‌السلام ، فبلغه رسالة ابن سعد ، فقال الحسينعليه‌السلام : كتب الىّ أهل مصركم هذا أن أقدم ، فأما اذا كرهونى فأنا أنصرف عنكم

فلما سمع عمر هذه المقالة قال : أرجو أن يعافينى الله من حربه وقتاله ، وكتب الى عبيد الله بن زياد : أما بعد فانى حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولى فسألته عما أقدمه وما ذا يطلب ، فقال : كتب الىّ أهل هذه البلاد ، وأتتني رسلهم فسألونى القدوم ، فأما اذا كرهونى فانى منصرف عنهم ، فلما قرأ ابن زياد الكتاب قال : الآن اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص

كتب الى عمر بن سعد أما بعد فقد بلغنى كتابك وفهمته فأعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه ، فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا ، والسلام ، فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد : قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية(٢)

__________________

(١) الارشاد : ٢١٠.

(٢) اعلام الورى : ٢٣١.

٤٩٦

٤ ـ قال الفتال : ثم نزل يوم الخميس وهو اليوم الثانى من المحرم سنة احدى وستين ، فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبى وقاص من الكوفة فى أربعة آلاف فارس ، فنزلت نينوى فبعث الى الحسينعليه‌السلام عروة بن قيس الاحمسى ، فقال ائته ، فاساله ما الذي جاء بك وما الذي تريد ، وكان عروة ممن كتب الى الحسينعليه‌السلام فاستحيا منه أن يأتيه ، فعرض ذلك على الرؤسا الذين كاتبوه وكلهم أبى ذلك ، وكرهه

فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبى ، وكان فارسا شجاعا لا يردّ وجهه شىء ، فقال أنا اذهب إليه والله لئن شئت لا فتكنّ به فقال عمر ما أريد ان تفتك به ، ولكن ائته فاسأله ما الذي جاء بك ، فأقبل كثير إليه ، فلما رآه أبو ثمامة الصائدى قال : أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شرّ خلق الله وأجراه على دم وأفتكه ، وقام إليه وقال له ضع سيفك ، قال لا ولا كرامة انما أنا رسول فان سمعتم منى أبلغتكم ما أرسلت به ، إليكم ، فان أبيتم انصرفت عنكم.

قال فانى آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك ، قال لا والله لا تمسه فقال له : أخبرنى ما جئت به وأنا أبلغه عنك ولا أدعك تدنوا منه فانك فاجر فأبى وانصرف الى عمر بن سعد ، فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلى ، فقال له ويحك يا قرّة ألق حسينا فسئله ما جاء به وما ذا يريد فأتا قرة فلما رآه الحسينعليه‌السلام مقبلا قال أتعرفون هذا ، فقال حبيب بن مظاهر ، نعم هذا رجل من حنظلة تميم ، وهو ابن اختنا وقد كنت أعرفه بحسن الراى وما كنت اراه يشهد هذا المشهد.

فجاء حتى سلم على الحسينعليه‌السلام ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد ، فقال له الحسينعليه‌السلام : كتب الىّ اهل مصركم هذا أن اقدم ، وأما اذا كرهتمونى فانى أنصرف عنكم ، ثم قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة اين ترجع الى القوم الظالمين ، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة ، فقال له قرة : أرجع الى صاحبنا

٤٩٧

بجواب رسالته فأرى رأيى ، قال فانصرف الى عمر بن سعد فاخبره الخبر.

فقال عمر أرجوان يعافينى الله من حربه وقتاله وكتب الى عبيد الله بن زياد ، لعنهم الله بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد فانى حيث نزلت بالحسين ، وبعثت إليه برسولى فسألته عما تقدمه وما ذا يطلب ، فقال : كتب الىّ أهل هذه البلاد ، واتتنى رسلهم ، يسألونى القدوم ففعلت ، فاما اذا كرهونى وبدا لهم غير ما أتتنى به رسلهم فانا منصرف عنهم.

قال حسان بن فائد العبسى ، وكنت عند عبيد الله حين أتاه هذا الكتاب ، فلما قرأه قال : الآن اذ علقت مخالبنا به ، يرجوا النجاة ، ولات حين مناص وكتب الى عمر بن سعد أما بعد بلغنى كتابك ، وفهمت ما ذكرت ، فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد ، هو وجميع أصحابه ، فاذا هو فعل رأينا رأينا والسلام ، فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية(١) .

٥ ـ قال ابن شهرآشوب : فساقوا الى كربلا يوم الخميس الثانى من المحرم سنة احدى وستين ، ثم نزل ، وقال هذا موضع الكرب والبلاء هذا مناخ ركابنا ومحطّ رحالنا ، وسفك دماءنا ، ثم أقبل عمر بن سعد فى أربعة آلاف حتى نزل بالحسينعليه‌السلام ، وبعث من غده قرة بن قيس الحنظلى يسأله ما الذي جاء به ، فلما بلغ رسالته قال الحسينعليه‌السلام كتب الىّ أهل مصركم أن أقدم ، فاما اذا كرهتمونى ، فأنا أنصرف عنكم ، فلما سمع عمر جوابه ، كتب الى ابن زياد بذلك فلما راى ابن زياد كتابه قال : الآن اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص(٢)

٦ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى : وندب عبيد الله بن زياد أصحابه الى قتال الحسينعليه‌السلام ، فاتّبعوه واستخف قومه فأطاعوه واشترى من عمر بن سعد

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٥٥.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٤.

٤٩٨

آخرته بدنياه ودعاه الى ولاية الحرب فلبّاه وخرج لقتال الحسينعليه‌السلام ، فى أربعة آلاف فارس ، وأتبعه ابن زياد بالعساكر ، لعنهم الله حتّى تكملت عنده إلى ستّ ليال خلون من محرم عشرون ألف فارس فضيّقوا على الحسينعليه‌السلام حتّى نال منه العطش ومن أصحابه.

فقامعليه‌السلام واتكى على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته ، فقال : انشدكم الله هل تعرفوننى؟ قالوا نعم ، أنت ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسبطه قال : أنشدكم الله هل تعلمون انّ جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبى علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام قالوا اللهمّ ، نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن امّى فاطمة الزهراء بنت محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا اللهمّ نعم.

قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّتى خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الامّة إسلاما قالوا : اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ حمزة سيّد الشهداء عمّ أبى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جعفر الطيّار فى الجنّة عمّى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون انّ هذا سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا متقلّده ، قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله أنا لابسها قالوا : اللهمّ نعم.

قال أنشدكم الله هل تعلمون انّ عليّاعليه‌السلام كان أوّل القوم إسلاما ، وأعلمهم علما ، وأعظمهم حلما ، وانّه ولىّ كلّ مؤمن ومؤمنة قالوا اللهمّ نعم قال فيم تستحلّون دمى وأبى صلوات الله عليه الذائد ، عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد فى يد أبى يوم القيامة.

قالوا قد علمنا ذلك كلّه ونحن غيرتا ركيك حتّى تذوق الموت عطشا ، فلمّا خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن ، وارتفعت أصواتهنّ فوجه إليهنّ أخاه العبّاس وعليا ابنه وقال لهما اسكتاهنّ فلعمرى

٤٩٩

ليكثرنّ بكائهنّ(١) .

٧ ـ قال أبو الفرج : وكان عبيد الله بن زياد ـ لعنه الله ـ قد ولى عمر بن سعد الرى ، فلمّا بلغه الخبر وجّه إليه ان سر الى الحسين أوّلا فاقتله ، فاذا قتلته رجعت ومضيت الى الرى ، فقال له : اعفنى أيّها الأمير ، قال : قد أعفيتك من ذلك ومن الرى قال : اتركنى أنظر فى أمرى ، فتركه فلمّا كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش لقتال الحسين(٢) .

٨ ـ قال الدينورى : فلمّا كان اليوم الثانى من نزوله كربلاء ، وافاه عمر بن سعد فى أربعة آلاف فارس ، وكانت قصة خروج عمر بن سعد ، أنّ عبيد الله بن زياد ، ولّاه الرى وثغر دستبى والديلم ، وكتب له عهدا عليها ، فعسكر للمسير إليها ، فحدث أمر الحسين ، فأمره ابن زياد أن يسير إلى محاربة الحسين ، فاذا فرغ منه سار إلى ولايته ، فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد ، وكره محاربة الحسين.

فقال له ابن زياد : فاردد علينا عهدنا قال : فأسير إذن ، فسار فى أصحابه اولئك الذين ندبوا معه الى الرى ودستبى ، حتّى وافى الحسين ، وانضمّ إليه الحرّ بن يزيد فيمن معه. ثمّ قال عمر بن سعد : لقرّة بن سفيان الحنظلى ، انطلق إلى الحسين ، فسله ما أقدمك فأتاه ، فأبلغه ، فقال الحسين : أبلغه عنّى أن أهل هذا المصر كتبوا الىّ يذكرون أن لا إمام لهم ، ويسألوننى القدوم عليهم ، فوثقت بهم ، فغدروا بى ، بعد أن بايعنى منهم ثمانية عشر ألف رجل.

فلمّا دنوت ، فعلمت غرور ما كتبوا به إلىّ اردت الانصراف الى حيث منه أقبلت ، فمنعنى الحرّ بن يزيد ، وسار حتّى جعجع بى فى هذا المكان ، ولى بك قرابة قريبة ، ورحم ماسّة ، فأطلقنى حتّى انصرف ، فرجع قرّة الى عمر بن سعد بجواب

__________________

(١) اللهوف : ٣٧.

(٢) مقاتل الطالبييّن : ٧٤.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

الْمَالُ عَلى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ ، فَمَا أَصَابَ ثَلَاثَةً فَلِلِابْنَةِ ، وَمَا أَصَابَ سَهْمَيْنِ فَلِلْأَبَوَيْنِ(١) ».

١٣٣٩٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

وَجَدْتُ فِي صَحِيفَةِ الْفَرَائِضِ : « رَجُلٌ مَاتَ وَتَرَكَ ابْنَتَهُ وَأَبَوَيْهِ ، فَلِلِابْنَةِ(٣) ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلْأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا(٤) سَهْمٌ ، يُقْسَمُ الْمَالُ عَلى خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ ، فَمَا أَصَابَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَلِلِابْنَةِ ، وَمَا أَصَابَ جُزْءَيْنِ فَلِلْأَبَوَيْنِ(٥) ».(٦)

١٣٣٩٣ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَ(٧) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ(٨) ، عَنْ يُونُسَ جَمِيعاً ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ(٩) ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ(١٠) :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنِ الْجَدِّ؟

____________________

(١). فيمرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ١٤٢ : « ما تضمّنه من الردّ على البنت وأحد الأبوين أرباعاً هو المشهور بين الأصحاب والمقطوع به في كلامهم ، كذا الردّ على البنتين وأحد الأبوين أخماساً ، ولم يخالف فيه إلّا ابن الجنيد ، فإنّه خصّ الفاضل في الصورة الأخيرة بالبنتين.

وقوله : « وما أصاب سهمين فللأبوين » هذا مع عدم الحاجب ، وأمّا معه فيردّ على الأب والبنت أرباعاً على المشهور ، وذهب الشيخ معين الدين المصري إلى أنّ الردّ أيضاً خماسي ، لكن للأب منها سهمان : سهم الاُمّ وسهمه ؛ لأنّ حجب الاُمّ للتوفير على الأب ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٠ ، ح ٩٨٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٣ ، ح ٥٦١٤ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن محمّد بن مسلم. تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٣٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، من قوله : « ووجدت فيها رجل ترك أبويه وابنته » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٤٩ ، ح ٢٤٩١٧ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٢٨ ، ح ٣٢٦٥٠.

(٣). في « ق ، بف » : « فوجدت للابنة » بدل « فللابنة ».

(٤). فيالوسائل : - « منهما ».

(٥). في « ق ، بف »والتهذيب : « للأبوين ».

(٦).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٢ ، ح ٩٨٤ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٤٩٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٢٩ ، ح ٣٢٦٥١.

(٧). في السند تحويل بعطف « محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس » على « أبيه ، عن ابن أبي عمير ».

(٨). في « ق ، ك ، ن ، بح ، بف » والكافي ، ح ١٣٣٨٤ و ١٣٤١٥والتهذيب : - « بن عبيد ».

(٩). في « ق ، ك ، بف ، جت » : - « عمر ».

(١٠). في « ك » : + « قال ».

٥٦١

فَقَالَ : « مَا أَجِدُ أَحَداً قَالَ فِيهِ إِلَّا بِرَأْيِهِ إِلَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ».

قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، فَمَا قَالَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ؟

فَقَالَ(١) : « إِذَا كَانَ غَداً فَالْقَنِي حَتّى أُقْرِئَكَهُ فِي كِتَابٍ(٢) ».

قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، حَدِّثْنِي ؛ فَإِنَّ حَدِيثَكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تُقْرِئَنِيهِ فِي كِتَابٍ.

فَقَالَ لِيَ الثَّانِيَةَ(٣) : « اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ ، إِذَا كَانَ غَداً فَالْقَنِي حَتّى أُقْرِئَكَهُ فِي كِتَابٍ ».

فَأَتَيْتُهُ مِنَ الْغَدِ بَعْدَ الظُّهْرِ ، وَكَانَتْ سَاعَتِيَ الَّتِي كُنْتُ أَخْلُو بِهِ فِيهَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، وَكُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَّا خَالِياً ؛ خَشْيَةَ أَنْ يُفْتِيَنِي مِنْ أَجْلِ مَنْ يَحْضُرُهُ(٤) بِالتَّقِيَّةِ(٥)

فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : « أَقْرِئْ زُرَارَةَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ » ثُمَّ قَامَ لِيَنَامَ(٦) ، فَبَقِيتُ أَنَا وَجَعْفَرٌعليه‌السلام فِي الْبَيْتِ ، فَقَامَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً مِثْلَ فَخِذِ الْبَعِيرِ ، فَقَالَ : « لَسْتُ أُقْرِئُكَهَا حَتّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ(٧) اللهَ(٨) أَنْ لَاتُحَدِّثَ بِمَا تَقْرَأُ فِيهَا أَحَداً أَبَداً حَتّى آذَنَ لَكَ » وَلَمْ يَقُلْ : حَتّى يَأْذَنَ لَكَ أَبِي.

فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، وَلِمَ تُضَيِّقُ عَلَيَّ ، وَلَمْ يَأْمُرْكَ أَبُوكَ بِذلِكَ؟

فَقَالَ لِي(٩) : « مَا أَنْتَ بِنَاظِرٍ فِيهَا إِلَّا عَلى مَا قُلْتُ لَكَ ».

____________________

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالتهذيب ، ح ٩٨٣. وفي المطبوع : « قال ».

(٢). فيالتهذيب ، ح ٩٨٣ : + « عليّعليه‌السلام ».

(٣). في « ق ، بف »والتهذيب ، ح ٩٨٣ : « الثالثة ».

(٤). في « ق ، بف ، جت »والتهذيب ، ح ٩٨٣ : « يحضرني ». وفي « ل » : « يحضر ».

(٥). في « ل ، بن » : « لتقيّة ».

(٦). فيالمرآة : « قوله : ثمّ قام لينام ، يدلّ على عدم كراهة النوم بين الظهرين ، بل على استحبابه ، والظاهر أنّه داخل‌في القيلولة كما يظهر من كلام بعض اللغويّين ».

(٧). في « ق ، بف » : - « عليك ».

(٨). فيالتهذيب ، ح ٩٨٣ : - « لي عليك الله ».

(٩). في « ن ، بح ، بف »والتهذيب ، ح ٩٨٣ : - « لي ».

٥٦٢

فَقُلْتُ(١) : فَذاكَ لَكَ - وَكُنْتُ رَجُلاً عَالِماً بِالْفَرَائِضِ وَالْوَصَايَا ، بَصِيراً بِهَا ، حَاسِباً لَهَا ، أَلْبَثُ الزَّمَانَ أَطْلُبُ شَيْئاً يُلْقى عَلَيَّ مِنَ الْفَرَائِضِ وَالْوَصَايَا لَا أَعْلَمُهُ ، فَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ - فَلَمَّا أَلْقى إِلَيَّ طَرَفَ الصَّحِيفَةِ إِذَا كِتَابٌ غَلِيظٌ يُعْرَفُ أَنَّهُ مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ ، فَنَظَرْتُ فِيهَا ، فَإِذَا فِيهَا خِلَافُ مَا بِأَيْدِي(٢) النَّاسِ مِنَ الصِّلَةِ(٣) وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ(٤) الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، وَإِذَا عَامَّتُهُ(٥) كَذلِكَ ، فَقَرَأْتُهُ حَتّى أَتَيْتُ عَلى آخِرِهِ بِخُبْثِ نَفْسٍ ، وَقِلَّةِ تَحَفُّظٍ ، وَسَقَامِ(٦) رَأْيٍ ، وَقُلْتُ - وَأَنَا أَقْرَؤُهُ - : بَاطِلٌ ، حَتّى أَتَيْتُ عَلى آخِرِهِ ، ثُمَّ أَدْرَجْتُهَا وَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ(٧) .

فَلَمَّا أَصْبَحْتُ لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ لِي(٨) : « أَقَرَأْتَ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ؟ ».

فَقُلْتُ : نَعَمْ.

فَقَالَ : « كَيْفَ رَأَيْتَ مَا قَرَأْتَ(٩) ؟ ».

قَالَ(١٠) : قُلْتُ : بَاطِلٌ لَيْسَ بِشَيْ‌ءٍ ، هُوَ خِلَافُ مَا النَّاسُ عَلَيْهِ.

قَالَ : « فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ وَاللهِ يَا زُرَارَةُ هُوَ(١١) الْحَقُّ الَّذِي رَأَيْتَ ، إِمْلَاءُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ‌ وَخَطُّ عَلِيٍّعليه‌السلام بِيَدِهِ ».

فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ، فَوَسْوَسَ فِي صَدْرِي ، فَقَالَ : وَمَا يُدْرِيهِ أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١). في « ل ، بن » : « قلت ».

(٢). في حاشية « جت » : « في أيدي ».

(٣). في « ق ، بف ، جت »والتهذيب ، ح ٩٨٣ : « الصلب ». وفيالمرآة : « قوله : من الصلة ، أي صلة القرابة بالتعصيب ، ويحتمل أن يكون بياناً للخلاف ، أي كان فيه صلة الأقربين والردّ عليهم خلافاً لما يفعله الناس ، فيكون بياناً لما يعتقده وقت الرواية لا وقت القراءة. وهذه الأشياء كانت في بدو أمر زرارة قبل رسوخه في الدين ، فلا ينافي جلالته وعلوّ شأنه ». (٤). في « ق » : « المعروف ».

(٥). في « ك » : « عامّة ».

(٦). في « ك ، ن ، بف ، جت ، جد »والتهذيب ، ح ٩٨٣ : « وأسقام ». وفي « ل ، م ، بح ، بن » وحاشية « ن ، جت » : « واستقامة ». (٧). في«ق،بف»:«ورفعتها»بدل«ودفعتها إليه».

(٨). في « ل ، بن » : - « لي ».

(٩). في « ل ، بح ، بن ، جد » : - « ما قرأت ».

(١٠). في « بن » : - « قال ».

(١١). في«ق،بف»والتهذيب ، ح ٩٨٣ : - « هو ».

٥٦٣

وَخَطُّ عَلِيٍّعليه‌السلام بِيَدِهِ؟

فَقَالَ لِي قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ : « يَا زُرَارَةُ ، لَاتَشُكَّنَّ ، وَدَّ الشَّيْطَانُ - وَاللهِ(١) - إِنَّكَ شَكَكْتَ ، وَكَيْفَ لَا أَدْرِي أَنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَخَطُّ عَلِيٍّعليه‌السلام بِيَدِهِ وَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام حَدَّثَهُ ذلِكَ(٢) ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : لَا ، كَيْفَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ؟ وَنَدِمْتُ(٣) عَلى مَا فَاتَنِي مِنَ الْكِتَابِ ، وَلَوْ(٤) كُنْتُ قَرَأْتُهُ وَأَنَا أَعْرِفُهُ لَرَجَوْتُ أَنْ لَايَفُوتَنِي مِنْهُ حَرْفٌ.

قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ : قُلْتُ لِزُرَارَةَ : فَإِنَّ أُنَاساً حَدَّثُونِي عَنْهُ(٥) وَعَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام بِأَشْيَاءَ فِي الْفَرَائِضِ ، فَأَعْرِضُهَا عَلَيْكَ ، فَمَا كَانَ مِنْهَا بَاطِلاً ، فَقُلْ : هذَا بَاطِلٌ ، وَمَا كَانَ مِنْهَا(٦) حَقّاً ، فَقُلْ : هذَا حَقٌّ ، وَلَا تَرْوِهِ(٧) وَاسْكُتْ(٨) فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي الِابْنَةِ وَالْأَبِ ، وَالِابْنَةِ وَالْأُمِّ ، وَالِابْنَةِ(٩) وَالْأَبَوَيْنِ ، فَقَالَ : « هُوَ وَاللهِ الْحَقُّ ».(١٠)

وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ فِي ابْنَةٍ وَأَبٍ : لِلِابْنَةِ النِّصْفُ ، وَلِلْأَبِ السُّدُسُ ، وَمَا بَقِيَ(١١) رُدَّ‌

____________________

(١). في « بح » : - « والله ». وفي « ل » : « للشيطان » بدل « الشيطان والله ».

(٢). في « ك ، ل ، م ، ن ، بن » وحاشية « جت » : « ذاك ».

(٣). في « ق ، ك ، ن ، بف ، جت »والتهذيب ، ح ٩٨٣ : « وتندّمت ».

(٤). في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « جت » : « فلو ».

(٥). فيالكافي ، ح ١٣٣٨٤والتهذيب ، ح ١٠١٣ : + « يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ».

(٦). في « م » : - « منها ».

(٧). في « م » : « فلا تروه ».

(٨). في « ل » : - « واسكت ». (٩). فيالتهذيب ، ح ٩٨٣ : - « والابنة ».

(١٠).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧١ ، ح ٩٨٣ ، معلّقاً عن عليّ بن إبرهيم.الكافي ، كتاب المواريث ، باب الجدّ ، ح ١٣٤١٥ ، بهذا السند وبسند آخر عن زرارة.التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣٠٣ ، ح ١٠٨٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٨٠ ، ح ٥٦٢٤ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « إلّا برأيه إلّا أمير المؤمنينعليه‌السلام ». راجع :الكافي ، كتاب المواريث ، باب ميراث الأبوين مع الإخوة والأخوات ، ح ١٣٣٨٤ ؛ ونفس الكتاب ، باب ميراث الأبوين مع الزوج والزوجة ، ح ١٣٤٠٠ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٠ ، ح ١٠١٣ ؛ وص ٢٨٥ ، ح ١٠٣١الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٠ ، ح ٢٤٩٢٠. (١١). في حاشية « بح » : « والباقي ».

٥٦٤

عَلَيْهِمَا عَلى قَدْرِ أَنْصِبَائِهِمَا. وَكَذلِكَ إِنْ تَرَكَ ابْنَةً(١) وَأُمّاً ، فَلِلِابْنَةِ النِّصْفُ ، وَلِلْأُمِّ السُّدُسُ ، وَمَا بَقِيَ رُدَّ عَلَيْهِمَا عَلى قَدْرِ أَنْصِبَائِهِمَا ، وَقَدْ(٢) قَالَ بَعْضُ النَّاسِ : وَمَا بَقِيَ فَلِلِابْنَةِ ؛ لِأَنَّهَا أَقْرَبُ مِنَ الْوَالِدَيْنِ ، وَغَلِطَ فِي ذلِكَ(٣) كُلِّهِ ؛ لِأَنَّ الْأَبَوَيْنِ يَتَقَرَّبَانِ بِأَنْفُسِهِمَا كَمَا يَتَقَرَّبُ الْوَلَدُ ، وَلَيْسُوا(٤) بِأَقْرَبَ مِنَ الْأَبَوَيْنِ(٥) ، وَالصَّوَابُ(٦) أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِمْ مَا بَقِيَ عَلى قَدْرِ أَنْصِبَائِهِمْ ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتَكْمَلُوا سِهَامَهُمْ ، فَكَانُوا(٧) أَقْرَبَ الْأَرْحَامِ ، فَكَانَ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ لَهُمْ بِقَرَابَةِ(٨) الْأَرْحَامِ ، فَيُقْسَمُ ذلِكَ بَيْنَهُمْ عَلى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ ، فَيَكُونُ حُكْمُ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ حُكْمَ مَا قَسَمَهُ(٩) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بَيْنَهُمْ ، لَايُخَالَفُ اللهُ فِي حُكْمِهِ ، وَلَا يَتَغَيَّرُ(١٠) قِسْمَتُهُ(١١) وَإِنْ تَرَكَ بِنْتاً(١٢) وَأَبَوَيْنِ ، فَلِلِابْنَةِ النِّصْفُ ، وَلِلْأَبَوَيْنِ السُّدُسَانِ ، وَمَا بَقِيَ رُدَّ(١٣) عَلَيْهِمْ عَلى قَدْرِ أَنْصِبَائِهِمْ ؛ لِأَنَّ اللهَ - جَلَّ وَعَزَّ - لَمْ يَرُدَّ عَلى أَحَدٍ دُونَ الْآخَرِ ، وَجَعَلَ لِلنِّسَاءِ نَصِيباً كَمَا جَعَلَ لِلرِّجَالِ نَصِيباً(١٤) ، وَسَوّى فِي هذِهِ الْفَرِيضَةِ بَيْنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ(١٥) .

وَإِنْ(١٦) تَرَكَ ابْنَتَيْنِ وَأَبَوَيْنِ ، فَلِلِابْنَتَيْنِ الثُّلُثَانِ ، وَلِلْأَبَوَيْنِ السُّدُسَانِ.

وَإِنْ تَرَكَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ أَكْثَرَ ، فَلِلْأَبَوَيْنِ السُّدُسَانِ ، وَلِلْبَنَاتِ الثُّلُثَانِ.

____________________

(١). في « ق ، ن ، بف » : « بنتاً ».

(٢). في « ل » : - « قد ».

(٣). في « ق ، ك ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت » : « ذا ».

(٤). في « جد » : « فليسوا ».

(٥). في « بح » : - « وغلط في ذلك كلّه » إلى هنا.

(٦). في «ك ، ل ، م ،ن،بن ، جد » : « فالصواب ».

(٧). في « ق ، ك ، ل ، م ، بن ، جد » : « وكانوا ».

(٨). في « ن ، بح ، بن » : « لقرابة ».

(٩). في « ل ، بن » : « قسم ».

(١٠). في « ق ، ك ، ل ، م ، بف ، بن » : « ولا يغيّر ». وفي « ن ، جت » : « ولا تغيّر ».

(١١). في « ل ، بن » : « قسمه ».

(١٢). في « ل ، م ، بن ، جد » : « ابنة ».

(١٣). في « بن » وحاشية « جت » : « يردّ ».

(١٤). في « ق ، بف » : - « نصيباً ».

(١٥). في « ل ، م ، بن ، جد » : « الاُمّ والأب ».

(١٦). في « ل ، م ، بن ، جد » : « فإن ».

٥٦٥

وَإِنْ(١) تَرَكَ أَبَوَيْنِ وَابْناً وَبِنْتاً(٢) ، فَلِلْأَبَوَيْنِ السُّدُسَانِ ، وَمَا بَقِيَ فَبَيْنَ(٣) الِابْنِ وَالِابْنَةِ : لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ.

١٩ - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَدِ مَعَ الزَّوْجِ وَالْمَرْأَةِ وَالْأَبَوَيْنِ‌

١٣٣٩٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَ(٤) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ(٥) جَمِيعاً ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِزُرَارَةَ(٦) : إِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ وَبُكَيْراً يَرْوِيَانِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ وَابْنَةٍ ، فَلِلزَّوْجِ(٧) الرُّبُعُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً(٨) ، وَلِلْأَبَوَيْنِ السُّدُسَانِ : أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً ، وَبَقِيَ خَمْسَةُ أَسْهُمٍ فَهُوَ(٩) لِلِابْنَةِ ؛ لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ ذَكَراً لَمْ يَكُنْ لَهَا غَيْرُ خَمْسَةٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً(١٠) ، وَإِنْ كَانَتَا(١١) اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا خَمْسَةٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً(١٢) ؛ لِأَنَّهُمَا لَوْ كَانَا(١٣) ذَكَرَيْنِ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا(١٤) غَيْرُ‌

____________________

(١). في « بف » : « ومن ».

(٢). في « ق ، ك ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد » : « وابنة ».

(٣). في « م » : « فما بين » بدل « فبين ».

(٤). في السند تحويل بعطف « محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن » على « أبيه ، عن ابن أبي عمير ».

(٥). في « ق ، ك ، جت » : - « بن عبد الرحمن ».

(٦). في « ل ، م ، بن ، جد » وحاشية « بح ، جت »والوسائل : « عن زرارة قال : قلت له » ، وفي « بح » : « عن زرارة قال : قلت » بدل « قال : قلت لزرارة ».

(٧). في « ق ، ك ، ل ، م ، بف ، بن ، جد »والوسائل والتهذيب ، ح ١٠٤١ : « للزوج ».

(٨). في « بن »والفقيه والوسائل : - « سهماً ».

(٩). في « جد »والفقيه : « فهي ».

(١٠). في « ق ، بف »والتهذيب ، ح ١٠٤١ : - « سهماً ». وفيالفقيه : « غير ذلك » بدل « غير خمسة من اثني عشر سهماً ». (١١). في

« ل »والوسائل والتهذيب ، ح ١٠٤١ : « كانت ».

(١٢). في « ل ، بن »والوسائل : - « سهماً ».

(١٣). في « بن ، جت ، جد » : « كانتا ».

(١٤). فيالفقيه : « ابنتين فليس لهما » بدل « اثنتين فلهما خمسة من اثني عشر - إلى - لم يكن لهما ».

٥٦٦

مَا بَقِيَ : خَمْسَةٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ(١)

قَالَ(٢) زُرَارَةُ : هذَا هُوَ الْحَقُّ ، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُلْقِيَ الْعَوْلَ ، فَتَجْعَلَ الْفَرِيضَةَ لَاتَعُولُ(٣) ، فَإِنَّمَا يَدْخُلُ النُّقْصَانُ عَلَى الَّذِينَ لَهُمُ الزِّيَادَةُ مِنَ الْوُلْدِ وَالْأَخَوَاتِ(٤) مِنَ الْأَبِ(٥) وَالْأُمِّ(٦) ، فَأَمَّا(٧) الزَّوْجُ وَالْإِخْوَةُ لِلْأُمِّ(٨) ، فَإِنَّهُمْ لَايُنْقَصُونَ مِمَّا سَمَّى اللهُ(٩) لَهُمْ(١٠) شَيْئاً(١١) (١٢)

١٣٣٩٥ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ(١٣) وَعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

____________________

(١). في « ق ، بف »والفقيه والتهذيب ، ح ١٠٤١ : - « من اثني عشر ». وفي « م ، بن ، جد »والوسائل : + « سهماً ».

(٢). في « ل ، م ، بن ، جد »والوسائل والتهذيب ، ح ١٠٤١ : « فقال ».

(٣). فيالكافي ، ح ١٣٣٥٣والتهذيب ، ح ٩٦٥ : - « فتجعل الفريضة لا تعول ».

(٤). فيالكافي ، ح ١٣٣٥٣والتهذيب ، ح ٩٦٥ : « والإخوة ».

(٥). فيالفقيه : « الإخوة للأب » بدل « الأخوات من الأب ».

(٦). فيالكافي ، ح ١٣٣٥٣والتهذيب ، ح ٩٦٥ : - « والاُمّ ».

(٧). فيالكافي ، ح ١٣٣٥٣والتهذيب ، ح ٩٦٥ : « وأمّا ».

(٨). فيالكافي ، ح ١٣٣٥٣والتهذيب ، ح ٩٦٥ : « من الاُمّ ».

(٩). فيالتهذيب ، ح ٩٦٥ : - « الله ».

(١٠). فيالكافي ،ح ١٣٣٥٣:«لهم الله»بدل«الله لهم».

(١١). فيالفقيه : « فأمّا الإخوة من الاُمّ فلا ينقضون ممّا سمّي لهم » بدل « فأمّا الزوج والإخوة للاُمّ فإنّهم لا ينقضون ممّا سمّى الله لهم شيئاً ».

(١٢).الكافي ، كتاب المواريث ، باب معرفة إلقاء العول ، ح ١٣٣٥٣ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، من قوله : « إذا أردت أن تلقي العول ».التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٤١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. وفيه ، ص ٢٥٠ ، ح ٩٦٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارة ، من قوله : « إذا أردت أن تلقي العول ».الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٦ ، ح ٥٦١٥ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن زرارةالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٥ ، ح ٢٤٩٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٣١ ، ح ٣٢٦٥٧.

(١٣). ورد في الخبرالتهذيب معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن ابن رئاب. من دون توسّط ابن محبوب بينهما. وهو سهو ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب كتاب عليّ بن رئاب ، وتكرّرت رواية =

٥٦٧

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَتَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأَبَوَيْهَا وَابْنَتَهَا ، قَالَ : « لِلزَّوْجِ الرُّبُعُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً ، وَلِلْأَبَوَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ : سَهْمَانِ(١) مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً ، وَبَقِيَ خَمْسَةُ أَسْهُمٍ ، فَهِيَ لِلِابْنَةِ ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَكَراً لَمْ يَكُنْ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَسْهُمٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ سَهْماً ؛ لِأَنَّ الْأَبَوَيْنِ لَايُنْقَصَانِ لِكُلِّ(٢) وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ السُّدُسِ شَيْئاً ، وَأَنَّ الزَّوْجَ لَايُنْقَصُ مِنَ الرُّبُعِ شَيْئاً ».(٣)

١٣٣٩٦ / ٣. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، قَالَ :

دَفَعَ إِلَيَّ صَفْوَانُ كِتَاباً لِمُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، فَقَالَ لِي : هذَا سَمَاعِي مِنْ(٤) مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، وَقَرَأْتُهُ(٥) عَلَيْهِ فَإِذَا فِيهِ : مُوسَى بْنُ بَكْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ : هذَا مِمَّا(٦) لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ عِنْدَ أَصْحَابِنَا : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليهما‌السلام أَنَّهُمَا سُئِلَا عَنِ امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا وَابْنَتَيْهَا(٧) ؟

فَقَالَ(٨) : « لِلزَّوْجِ الرُّبُعُ ، وَلِلْأُمِّ السُّدُسُ ، وَلِلِابْنَتَيْنِ(٩) مَا بَقِيَ ؛ لِأَنَّهُمَا لَوْ كَانَا رَجُلَيْنِ(١٠)

____________________

= أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن [ الحسن ] بن محبوب ، عن [ عليّ ] بن رئاب في كثيرٍ من الأسناد. وأمّا رواية أحمد بن محمّد هذا عن عليّ بن رئاب مباشرة ، فلم تثبت. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٣ ، الرقم ٣٧٥ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ - ٣٤٠ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٤٤ - ٢٤٦.

(١). في جميع النسخ التي قوبلت : « سهمين ». وما أثبتناه مطابق للمطبوعوالوافي والوسائل والتهذيب .

(٢). في « ل ، بح ، جت ، جد »والوسائل والتهذيب : « كلّ ».

(٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٤٢ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن ابن رئاب ، عن علاء بن رزينالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٦ ، ح ٢٤٩٢٨ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٢٦٥٨.

(٤). في « ن ، بح » : « عن ».

(٥). في « جت » : « فقرأته ».

(٦). في « ق ، ك ، ن ، بف ، جت »والتهذيب : « ما ».

(٧). في « ك ، ل ، بف » : « وابنتها ».

(٨). في « ق ، ك ، ل ، م ، بن ، جد »والوسائل والتهذيب : « قال ».

(٩). في « بف » : « وللاثنتين ».

(١٠). في « ك ، ل ، جد » : « ابنتين ». وفي « م ، بن » وحاشية « بح ، جت »والوسائل : « ابنين ».

٥٦٨

لَمْ يَكُنْ لَهُمَا شَيْ‌ءٌ(١) إِلَّا مَا بَقِيَ ، وَلَا تُزَادُ الْمَرْأَةُ أَبَداً عَلى نَصِيبِ الرَّجُلِ لَوْ كَانَ مَكَانَهَا.

وَإِنْ تَرَكَ الْمَيِّتُ أُمّاً وَأَباً(٢) وَامْرَأَةً وَابْنَةً ، فَإِنَّ الْفَرِيضَةَ مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ سَهْماً ، لِلْمَرْأَةِ الثُّمُنُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ(٣) مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ(٤) ، وَلِأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ(٥) السُّدُسُ : أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلِابْنَةِ النِّصْفُ : اثْنَا عَشَرَ سَهْماً ، وَبَقِيَ خَمْسَةُ أَسْهُمٍ هِيَ(٦) مَرْدُودَةٌ عَلى سِهَامِ(٧) الِابْنَةِ وَأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ عَلى قَدْرِ سِهَامِهِمَا(٨) ، وَلَا يُرَدُّ(٩) عَلَى الْمَرْأَةِ شَيْ‌ءٌ(١٠) .

وَإِنْ تَرَكَ أَبَوَيْنِ وَامْرَأَةً وَبِنْتاً(١١) ، فَهِيَ أَيْضاً مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ سَهْماً ، لِلْأَبَوَيْنِ السُّدُسَانِ : ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا(١٢) أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلْمَرْأَةِ الثُّمُنُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلِابْنَةِ النِّصْفُ : اثْنَا عَشَرَ سَهْماً ، وَبَقِيَ سَهْمٌ وَاحِدٌ مَرْدُودٌ عَلَى الِابْنَةِ وَالْأَبَوَيْنِ(١٣) عَلى قَدْرِ سِهَامِهِمْ ، وَلَا يُرَدُّ عَلَى الْمَرْأَةِ(١٤) شَيْ‌ءٌ.

وَإِنْ تَرَكَ أَباً وَزَوْجاً وَابْنَةً ، فَلِلْأَبِ سَهْمَانِ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ(١٥) وَهُوَ السُّدُسُ ، وَلِلزَّوْجِ الرُّبُعُ(١٦) : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ(١٧) ، وَلِلِابْنَةِ(١٨) النِّصْفُ : سِتَّةُ أَسْهُمٍ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ ،

____________________

(١). في « ق ، ك ، ن ، بف ، جت »والتهذيب : - « شي‌ء ».

(٢). في « م ، ن ، بح ، جت ، جد » وحاشية « بن »والوسائل والتهذيب : « أو أباً ».

(٣). في « ق ، ك ، بف ، جد » : - « أسهم ».

(٤). فيالوسائل : + « سهماً ».

(٥). في « ل ، بن »والوسائل : « ولكلّ واحد من الأبوين » بدل « ولأحد الأبوين ». وفي « م » : « ولأحد من الأبوين ».

(٦). في«جت»:«وهي».وفيالتهذيب : - « هي ».

(٧). في « ل ، بن »والوسائل : - « سهام ».

(٨). في « ق ، بف »والتهذيب : « سهامهم ».

(٩). في « بح ، بف » وحاشية « م » : « ولا تردّ ». وفي « جد » بالتاء والياء معاً.

(١٠). في « ق ، ك ، ن ، بح ، بف ، جد » وحاشية « م » : « شيئاً ».

(١١). في «ل، م ، بن ، جد »والوسائل : « وابنة ».

(١٢). في«ق،بف ، جت »والتهذيب : - « منهما ».

(١٣). في « بن »والوسائل : « الأبوين والابنة ».

(١٤). في « ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل : « الزوجة ».

(١٥). في « ل ، بح » : + « سهم ». وفي « م ، ن ، بن ، جد » وحاشية « جت »والوسائل والتهذيب : + « سهماً ».

(١٦). في « بن » : - « الربع ».

(١٧). فيالوسائل والتهذيب : + « سهماً ».

(١٨) في « ل ، م ، بن ، جد »والوسائل والتهذيب : « وللبنت ».

٥٦٩

وَبَقِيَ سَهْمٌ وَاحِدٌ مَرْدُودٌ عَلَى الِابْنَةِ وَالْأَبِ عَلى قَدْرِ سِهَامِهِمَا ، وَلَا يُرَدُّ(١) عَلَى الزَّوْجِ شَيْ‌ءٌ(٢)

وَلَا يَرِثُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ مَعَ الْوَلَدِ إِلَّا الْأَبَوَانِ(٣) وَالزَّوْجُ وَالزَّوْجَةُ ، فَإِنْ(٤) لَمْ يَكُنْ وَلَدٌ وَكَانَ وَلَدُ الْوَلَدِ - ذُكُوراً كَانُوا(٥) أَوْ إِنَاثاً - فَإِنَّهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَلَدِ.

وَوَلَدُ الْبَنِينَ بِمَنْزِلَةِ الْبَنِينَ يَرِثُونَ مِيرَاثَ الْبَنِينَ(٦) ، وَوَلَدُ الْبَنَاتِ بِمَنْزِلَةِ الْبَنَاتِ(٧) يَرِثُونَ مِيرَاثَ الْبَنَاتِ ، وَيَحْجُبُونَ(٨) الْأَبَوَيْنِ وَالزَّوْجَ وَالزَّوْجَةَ(٩) عَنْ سِهَامِهِمُ الْأَكْثَرِ ، وَإِنْ(١٠) سَفَلُوا بِبَطْنَيْنِ وَثَلَاثَةٍ وَأَكْثَرَ ، يَرِثُونَ مَا يَرِثُ وَلَدُ الصُّلْبِ ، وَيَحْجُبُونَ مَا يَحْجُبُ وَلَدُ الصُّلْبِ ».(١١)

٢٠ - بَابُ مِيرَاثِ الْأَبَوَيْنِ مَعَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ‌

١٣٣٩٧ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ :

____________________

(١). في « بح ، بف » : « ولا تردّ ».

(٢). في « ق ، بح ، بف » : « شيئاً ».

(٣). في « ل ، بح ، جت » : « الأبوين ».

(٤). في « بن »والوسائل : « وإن ».

(٥). في « ل ، بن »والوسائل : - « كانوا ».

(٦). في « ل » : - « وولد البنين بمنزلة البنين يرثون ميراث البنين ».

(٧). في « بف » : - « بمنزلة البنات ».

(٨). فيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : ويحجبون ، يدلّ على حجب أولاد الأولاد للأبوين عن الأكثر من السدس كما هوالمشهور ، خلافاً للصدوق ، حيث قال : مع الأبوين لا يرث أولاد الأولاد كما مرّ. وأمّا منعهم الزوجين عن نصيبهما الأعلى فلا خلاف فيه ».

(٩). في « م ، بح ، بن ، جد »والوسائل : « والزوجين » بدل « والزوج والزوجة ». وفي « ل » : « في الزوجين » بدلها.

(١٠). في « م » : « فإن ».

(١١).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٠٤٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محمّد بن سماعةالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٦ ، ح ٢٤٩٢٩ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٢٦٥٩.

٥٧٠

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (١) فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ ، قَالَ : « لِلزَّوْجِ(٢) النِّصْفُ ، وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ ، وَلِلْأَبِ(٣) مَا بَقِيَ ».

وَقَالَ فِي امْرَأَةٍ مَعَ أَبَوَيْنِ(٤) قَالَ : « لِلْمَرْأَةِ الرُّبُعُ ، وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأَبِ ».(٥)

١٣٣٩٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ قَالَ : « لِلزَّوْجِ(٦) النِّصْفُ ، وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأَبِ ».(٧)

١٣٣٩٩ / ٣. وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَ(٨) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ جَمِيعاً ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام أَقْرَأَهُ صَحِيفَةَ الْفَرَائِضِ الَّتِي أَمْلَاهَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَخَطَّ عَلِيٌّعليه‌السلام بِيَدِهِ ، فَقَرَأْتُ فِيهَا : « امْرَأَةٌ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأَبَوَيْهَا ، فَلِلزَّوْجِ النِّصْفُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلْأُمِّ‌

____________________

(١). في « بح » : + « وأبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٢). في « بح » : « فللزوج ».

(٣). في « م » : « فللأب ».

(٤). في « ق ، ك ، ن ، بف ، جت »والتهذيب والاستبصار ، ح ٥٢٩ : « وأبوين » بدل « مع أبوين ».

(٥).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٤ ، ح ١٠٢٨ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٢ ، ح ٥٢٩ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد [ في الاستبصار : + « بن عيسى » ].التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٠٣٣ ، بسنده عن إسماعيل الجعفي.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، صدر ح ٥١١٧ ، بسنده عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « وللأب ما بقي » مع اختلاف يسير. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٣٩ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٣٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٩ ، ح ٢٤٩٣١ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٢٦٤٣.

(٦). في « بح » : « فللزوج ».

(٧).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣٨٤ ، ح ١٠٢٩ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٢ ، ح ٥٣٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٣٥ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٣٤ ، بسند آخر.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٧ ، ذيل ح ٥٦١٥ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٤٩٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٢٦ ، ذيل ح ٣٢٦٤٢.

(٨). في السند تحويل بعطف « محمّد بن عيسى ، عن يونس » على « أبيه ، عن ابن أبي عمير ».

٥٧١

سَهْمَانِ(١) : الثُّلُثُ تَامّاً(٢) ، وَلِلْأَبِ السُّدُسُ : سَهْمٌ ».(٣)

١٣٤٠٠ / ٤. وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ(٤) بْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِزُرَارَةَ : إِنَّ أُنَاساً قَدْ(٥) حَدَّثُونِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام بِأَشْيَاءَ فِي الْفَرَائِضِ ، فَأَعْرِضُهَا عَلَيْكَ ، فَمَا كَانَ مِنْهَا بَاطِلاً فَقُلْ : هذَا بَاطِلٌ ، وَمَا كَانَ مِنْهَا حَقّاً فَقُلْ : هذَا حَقٌّ ، وَلَا تَرْوِهِ(٦) وَاسْكُتْ(٧) ؛ فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي الزَّوْجِ وَالْأَبَوَيْنِ ، فَقَالَ : هُوَ واللهِ(٨) الْحَقُّ.(٩)

١٣٤٠١ / ٥. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ(١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَضَّاحٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي امْرَأَةٍ تُوُفِّيَتْ ، وَتَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأُمَّهَا وَأَبَاهَا ، قَالَ :

« هِيَ مِنْ سِتَّةِ أَسْهُمٍ(١١) ، لِلزَّوْجِ النِّصْفُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ : سَهْمَانِ ،

____________________

(١). في « م ، ن ، بح ، بن ، جد » : - « سهمان ».

(٢). في « م ، ن ، بح ، بن ، جد » : + « سهمان ».

(٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٤ ، ح ١٠٣٠ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٢ ، ح ٥٣١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٨ ، معلّقاً عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن محمّد بن مسلم ، وفيه هكذا : « عن محمّد بن مسلم قال : أقرأني أبو جعفرعليه‌السلام »الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٤٩٣٣ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٢٥ ، ذيل ح ٣٢٦٤١.

(٤). في « بف » : - « عمر ».

(٥). في « بف » : - « قد ».

(٦). هكذا في « ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » وحاشية « ك ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « ولاترويه ».

(٧). في « ق ، ل ، بح ، بف ، بن » : « أو اسكت ».

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « قال : والله هو ». وفي « ك » : + « هو ».

(٩). راجع :الكافي ، كتاب المواريث ، باب ميراث الأبوين مع الإخوة والأخوات ، ح ١٣٣٨٤ ؛ ونفس الكتاب ، باب ميراث الولد مع الأبوين ، ح ١٣٣٩٣ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧١ ، ح ٩٨٣ ؛ وص ٢٨٠ ، ح ١٠١٣ ، وص ٢٨٥ ، ح ١٠٣١الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٦٠ ، ح ٢٤٩٣٥.

(١٠). في « ق ، بف » : - « بن سماعة ».

(١١). في « ل » : - « أسهم ».

٥٧٢

وَلِلْأَبِ السُّدُسُ : سَهْمٌ ».(١)

قَالَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ فِي هذِهِ الْمَسْأَلَةِ : وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلى أَنَّ لِلْأُمِّ الثُّلُثَ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ أَنَّ جَمِيعَ مَنْ خَالَفَنَا لَمْ يَقُولُوا فِي هذِهِ الْفَرِيضَةِ : لِلْأُمِّ السُّدُسُ ، وَإِنَّمَا قَالُوا : لِلْأُمِّ ثُلُثُ مَا بَقِيَ ، وَثُلُثُ مَا بَقِيَ هُوَ السُّدُسُ ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَجِيزُوا(٢) أَنْ يُخَالِفُوا لَفْظَ الْكِتَابِ ، فَأَثْبَتُوا لَفْظَ الْكِتَابِ وَخَالَفُوا حُكْمَهُ ، وَذلِكَ خِلَافٌ عَلَى اللهِ وَعَلى كِتَابِهِ ، وَكَذلِكَ مِيرَاثُ الْمَرْأَةِ مَعَ الْأَبَوَيْنِ ، لِلْمَرْأَةِ الرُّبُعُ ، وَلِلْأُمِّ الثُّلُثُ كَامِلاً ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأَبِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - جَلَّ ذِكْرُهُ - قَدْ سَمّى فِي هذِهِ الْفَرِيضَةِ وَفِي الَّتِي قَبْلَهَا لِلْمَرْأَةِ الرُّبُعَ ، وَلِلزَّوْجِ النِّصْفَ ، وَلِلْأُمِّ الثُّلُثَ ، وَلَمْ يُسَمِّ لِلْأَبِ شَيْئاً ، وَإِنَّمَا(٣) قَالَ :( وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ) (٤) فَكَانَ(٥) مَا بَقِيَ بَعْدَ ذَهَابِ السِّهَامِ لِلْأَبِ ، فَإِنَّمَا(٦) يَرِثُ الْأَبُ مَا بَقِيَ.(٧)

____________________

(١).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٠٣٢ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٣٢ ، معلّقاً عن الحسن بن محمّد بن سماعة. وفيالتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٨٦ ، ح ١٠٣٤ و ١٠٣٦ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٣٣ و ٥٣٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٦١ ، ح ٢٤٩٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٢٦٤٤.

(٢). في « بف » : « لم يستخيروا ». وفي حاشية « بح ، بف » : « لم يستحسنوا ».

(٣). في « ن ، بف ، جت » : « إنّما » بدون الواو.

(٤). النساء (٤) : ١١. وفيمرآة العقول ، ج ٢٣ ، ص ١٤٨ : « قولهعليه‌السلام : « فلاُمّه الثلث » قال الفاضل الاسترآبادي في تفسير آيات الأحكام : أي ممّا ترك ، حذف بقرينة ما تقدّم ، فلها ثلث جميع ما ترك دائماً ، لا ثلث ما بقي بعد حصّة الزوجة ، كما هو رأي الجمهور ، وكان ما ذكرناه لا خلاف فيه بين أصحابنا.

وقال في مجمع البيان : هو مذهب ابن عبّاس وأئمّتناعليهم‌السلام ، وهو الظاهر من الآية. وقيّد الجمهور( وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ ) بفحسب ، فقالوا : حينئذٍ يكون لها الثلث من جميع ما ترك ، وأمّا إذا كان معها وارث آخر مثل الزوج فلها حينئذٍ ثلث ما بقي بعد حصّته ، كما قال في الكشّاف والبيضاوي. وذلك بعيد ؛ أمّا أوّلاً فلأنّ التقدير خلاف الظاهر. وأمّا ثانياً فلأنّه ما كان يحتاج حينئذٍ إلى قوله : فإن لم يكن له ولد. وأمّا ثالثاً فلأنّه لم يفهم حينئذٍ ثبوت فريضة للاُمّ مع وجود وارث غير الولد ، فكيف يكون لها ثلث ما بقي مع كونه سدس الأصل ». وانظر : مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٣٠.

(٥). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « وكان ».

(٦). في « ل ، جد » : « وإنّما ».

(٧).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦٧ ، ذيل ح ٥٦١٥ ، مع اختلاف يسير.

٥٧٣

٢١ - بَابُ الْكَلَالَةِ (١)

١٣٤٠٢ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا تَرَكَ الرَّجُلُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ أَوِ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ إِذَا تَرَكَ وَاحِداً مِنْ هؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ ، فَلَيْسَ هُمُ الَّذِينَ عَنَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) (٢) ».(٣)

١٣٤٠٣ / ٢. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْكَلَالَةِ؟

فَقَالَ : « مَا لَمْ يَكُنْ وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ ».(٤)

____________________

(١). الكلالة من الكلّ وهو بمعنى الثقل ، وهو إمّا لأنّهم كلّ على الأب فيحجبون الاُمّ عن الزائد على السدس والأب عن الزيادة على الربع ، أو لأنّهم كلّ على الميّت ؛ لأنّهم يرثونه مع عدم كونهم من الأب. اُنظر :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٧ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٢ ( كلل ).

(٢). النساء (٤) : ١٧٦.

(٣).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣١٩ ، ح ١١٤٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب. وفيالكافي ، كتاب المواريث ، باب أنّه لا يرث مع الولد والوالدين إلّا زوج أو زوجة ، ح ١٣٣٥٨ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٥١ ، ح ٩٧٠ ، بسند آخر من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٨٦ ، صدر ح ٣١١ ، عن محمّد بن مسلم. وفيه ، ص ٢٨٧ ، صدر ح ٣١٣ ، عن زرارة ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٩٥ ، ح ٢٥٠٠٩ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ٩١ ، ح ٣٢٥٥٥.

(٤).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣١٩ ، ح ١١٤٦ ، معلّقاً عن الحسن بن محمّد بن سماعة.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٨٦ ، ح ٣١٠ ، عن حمزة بن حمرانالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٩٥ ، ح ٢٥٠٠٨ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ٩٢ ، ح ٣٢٥٥٦.

٥٧٤

١٣٤٠٤ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْكَلَالَةُ مَا لَمْ يَكُنْ(١) وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ ».(٢)

٢٢ - بَابُ مِيرَاثِ (٣) الْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ مَعَ الْوَلَدِ‌

١٣٤٠٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ ، قَالَ :

وَقَعَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي عَمِّي مُنَازَعَةٌ فِي مِيرَاثٍ(٤) ، فَأَشَرْتُ عَلَيْهِمَا بِالْكِتَابِ إِلَيْهِ فِي ذلِكَ لِيَصْدُرَا عَنْ رَأْيِهِ ، فَكَتَبَا(٥) إِلَيْهِ(٦) جَمِيعاً : جَعَلَنَا اللهُ(٧) فِدَاكَ ، مَا تَقُولُ فِي امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَابْنَتَهَا وَأُخْتَهَا(٨) لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا؟ وَقُلْتُ(٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُجِيبَنَا بِمُرِّ الْحَقِّ؟

فَخَرَجَ(١٠) إِلَيْهِمَا كِتَابٌ(١١) : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، عَافَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمَا(١٢) أَحْسَنَ‌

____________________

(١). في « ق ، بف » : + « له ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٣١٩ ، ح ١١٤٧ ، معلّقاً عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير. معاني الأخبار ، ص ٢٧٢ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٩٦ ، ح ٢٥٠١٠ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ٩٢ ، ح ٣٢٥٥٧.

(٣). في«ق،ك،م،ن،بح،جت» : - « ميراث ».

(٤). في « م ، جد » : « الميراث ».

(٥). في « ق ، ك ، ل ، بن » وحاشية « م ، جت » : « فكتبنا ».

(٦). في « ل ، بن » : - « إليه ».

(٧). في « ق ، بف ، جت » : - « الله ».

(٨). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالتهذيب . وفي المطبوع : - « واُختها ».

(٩). في « ل ، م ، بن » : « قلت » بدون الواو.

(١٠). فيالتهذيب ، ح ٩٨٦ : « فجرد ».

(١١). في « م » : « الكتاب ». وفي « ل ، جد » وحاشية « بن ، جت »والتهذيب ، ح ٩٨٦ : « كتاباً ».

(١٢). في « ن ، بح ، جت » : « وإيّاكم ».

٥٧٥

عَافِيَةٍ(١) ، فَهِمْتُ كِتَابَكُمَا ، ذَكَرْتُمَا أَنَّ امْرَأَةً مَاتَتْ وَتَرَكَتْ زَوْجَهَا وَابْنَتَهَا وَأُخْتَهَا لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا ، فَالْفَرِيضَةُ لِلزَّوْجِ الرُّبُعُ ، وَمَا بَقِيَ فَلِلِابْنَةِ ».(٢)

١٣٤٠٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحْرِزٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ تَرَكَ ابْنَتَهُ وَأُخْتَهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ؟

فَقَالَ(٣) : « الْمَالُ كُلُّهُ لِابْنَتِهِ(٤) ، وَلَيْسَ لِلْأُخْتِ مِنَ الْأَبِ(٥) وَالْأُمِّ شَيْ‌ءٌ ».

فَقُلْتُ : فَإِنَّا(٦) قَدِ احْتَجْنَا إِلى هذَا وَالْمَيِّتُ(٧) رَجُلٌ مِنْ هؤُلَاءِ النَّاسِ(٨) وَأُخْتُهُ مُؤْمِنَةٌ عَارِفَةٌ(٩) ؟

قَالَ(١٠) : « فَخُذِ النِّصْفَ لَهَا(١١) ، خُذُوا مِنْهُمْ كَمَا يَأْخُذُونَ مِنْكُمْ(١٢) فِي سُنَّتِهِمْ وَقَضَايَاهُمْ(١٣) ».

____________________

(١). في « ق ، ن ، بف »والتهذيب ، ح ٩٨٦ : « عافيته ».

(٢).التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٣ ، ح ٩٨٦ ؛ وص ٢٩٠ ، ح ١٠٤٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٥٨ ، ح ٢٤٩٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٠٦ ، ذيل ح ٣٢٥٩٣.

(٣). فيالكافي ، ح ١٣٣٧٥والتهذيب ، ج ٩والاستبصار ، ح ٥٥٢ : « قال ».

(٤). هكذا في « ق ، ك ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد »والوسائل والتهذيب ، ح ١١٥٣والاستبصار ، ح ٥٥٢. وفي « م » والمطبوع : « للابنة ».

(٥). في « ق ، ك ، بح ، بف ، جت » : « للأب ».

(٦). في « ك ، ن ، بح ، بف ، جت »والتهذيب ، ح ١١٥٣والاستبصار ، ح ٥٥٢ : « إنّا ».

(٧). في « ل ، بن » : « فالميّت ».

(٨). في « ل » : - « الناس ».

(٩). في الاستبصار ، ح ٥٥٢ : - « عارفة ».

(١٠). في « بح » : « فقال ».

(١١). في « ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد »والوسائل والتهذيب ، ح ١١٥٣والاستبصار ، ح ٥٥٢ : « لها النصف ».

(١٢). هو من باب ألزموهم بأحكامهم. وانظر تفصيل ذلك في رسالة إلزام غير الإمامي بأحكام نحلته للعلّامة جواد البلاغيرحمه‌الله . راجع : موسوعة العلّامة البلاغي ، ج ٧ ، ص ٢٣٥ - ٢٧٩.

(١٣). فيالتهذيب ، ح ١١٥٣والاستبصار ، ح ٥٥٢ : « قضائهم وأحكامهم ».

٥٧٦

قَالَ ابْنُ أُذَيْنَةَ : فَذَكَرْتُ ذلِكَ لِزُرَارَةَ ، فَقَالَ(١) : إِنَّ عَلى مَا جَاءَ بِهِ ابْنُ مُحْرِزٍ لَنُوراً(٢) .(٣)

١٣٤٠٧ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ(٤) بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ(٥) ، قَالَ :

قَالَ زُرَارَةُ : النَّاسُ وَالْعَامَّةُ فِي أَحْكَامِهِمْ وَفَرَائِضِهِمْ يَقُولُونَ قَوْلاً قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْهِ وَهُوَ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ ، يَقُولُونَ فِي رَجُلٍ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ ابْنَتَهُ أَوِ ابْنَتَيْهِ ، وَتَرَكَ أَخَاهُ(٦) لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، أَوْ أُخْتَهُ(٧) لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، أَوْ أُخْتَهُ(٨) لِأَبِيهِ(٩) ، أَوْ أَخَاهُ لِأَبِيهِ : إِنَّهُمْ يُعْطُونَ الِابْنَةَ(١٠) النِّصْفَ ، أَوِ ابْنَتَيْهِ(١١) الثُّلُثَيْنِ ، وَيُعْطُونَ بَقِيَّةَ الْمَالِ أَخَاهُ لِأَبِيهِ(١٢) وَأُمِّهِ ، أَوْ أُخْتَهُ(١٣) لِأَبِيهِ(١٤) ، أَوْ أُخْتَهُ(١٥) لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ عَصَبَةِ(١٦) بَنِي عَمِّهِ وَبَنِي(١٧) أَخِيهِ(١٨) ، وَلَا يُعْطُونَ الْإِخْوَةَ‌

____________________

(١). في « جت » : + « لي ».

(٢). في « ك » : « أنواراً ». وفيالتهذيب ، ح ١١٥٣والاستبصار ، ح ٥٥٢ : + « خذهم بحقّك في أحكامهم وسنّتهم ( الاستبصار : سنّتهم وقضائهم ) كما يأخذون منكم فيه ».

(٣).الكافي ، كتاب المواريث ، باب ميراث الولد ، ح ١٣٣٧٥.التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٠٠٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبد الله بن محمّد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « وليس للاُخت من الأب والاُمّ شي‌ء ». وفيه ، ص ٣٢١ ، ح ١١٥٣ ؛والاستبصار ، ج ٤ ، ص ١٤٧ ، ح ٥٥٢ ، بسندهما عن عبد الله بن محرز.التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٠١٢ ، بسنده عن عبد الله بن محمّد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب المواريث ، باب ميراث الإخوة والأخوات مع الولد ، ح ١٣٤١٤ ، بسند آخر ، وفيهما إلى قوله : « المال كلّه للابنة ». وفيالكافي ، كتاب المواريث ، باب ميراث الولد ، ح ١٣٣٧٢ ؛والفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٥٦٠٩ ؛والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٠٠٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، إلى قوله : « وليس للاُخت من الأب والاُمّ شي‌ء »الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٧٣٧ ، ح ٢٤٨٨٦ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٥٧ ، ح ٣٢٧٠٨. (٤). في « ك ، ل ، ن ، جد » : - « عمر ».

(٥). في«ك،ل ،م ،بح ،بن ، جد » : + « بن أعين ».

(٦). في « بف » : « أخاً ».

(٧). فيالوسائل : « أو ترك اُختيه » بدل «أو اُخته».

(٨). في « ل »والوسائل : « واُخته ».

(٩). في « بح » : - « واُمّه أو اُخته لأبيه ».

(١٠). في « بن »والوسائل : « للابنة ».

(١١). في « بف » : « أو ابنة ».

(١٢). في « بح » : « لابنه ».

(١٣). فيالوسائل : « و اُخته ».

(١٤). في « ق ، بف » : + « واُمّه ».

(١٥). في « ق ، بف » : « أو اُختيه ».

(١٦). في « بن »والوسائل : « عصبته ».

(١٧). في « بح » : « وبنو ».

(١٨) في « م » : « اُخته ».

٥٧٧

لِلْأُمِّ شَيْئاً.

قَالَ : فَقُلْتُ لَهُمْ(١) : فَهذِهِ(٢) الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ ، إِنَّمَا(٣) سَمَّى اللهُ لِلْإِخْوَةِ لِلْأُمِّ أَنَّهُ يُورَثُ كَلَالَةً فَلَمْ تُعْطُوهُمْ(٤) مَعَ الِابْنَةِ شَيْئاً ، وَأَعْطَيْتُمُ الْأُخْتَ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ ، وَالْأُخْتَ لِلْأَبِ بَقِيَّةَ الْمَالِ دُونَ الْعَمِّ وَالْعَصَبَةِ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ(٥) - كَلَالَةً كَمَا سَمَّى الْإِخْوَةَ لِلْأُمِّ(٦) كَلَالَةً ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ(٧) :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) (٨) فَلِمَ فَرَّقْتُمْ بَيْنَهُمَا؟

فَقَالُوا : السُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ(٩) الْجَمَاعَةِ.

قُلْنَا : سُنَّةِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، أَوْ سُنَّةِ الشَّيْطَانِ وَأَوْلِيَائِهِ؟

فَقَالُوا : سُنَّةِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ.

قُلْنَا : قَدْ تَابَعْتُمُونَا(١٠) فِي خَصْلَتَيْنِ ، وَخَالَفْتُمُونَا فِي خَصْلَتَيْنِ(١١) ، قُلْنَا : إِذَا تَرَكَ وَاحِداً مِنْ أَرْبَعَةٍ ، فَلَيْسَ الْمَيِّتُ يُورَثُ كَلَالَةً إِذَا تَرَكَ أَباً أَوِ ابْناً ، قُلْتُمْ : صَدَقْتُمْ ، فَقُلْنَا : أَوْ أُمّاً أَوِ ابْنَةً فَأَبَيْتُمْ عَلَيْنَا ، ثُمَّ تَابَعْتُمُونَا(١٢) فِي الِابْنَةِ ، فَلَمْ تُعْطُوا الْإِخْوَةَ مِنَ الْأُمِّ مَعَهَا شَيْئاً ، وَخَالَفْتُمُونَا فِي الْأُمِّ ، فَكَيْفَ(١٣) تُعْطُونَ الْإِخْوَةَ لِلْأُمِّ الثُّلُثَ مَعَ الْأُمِّ وَهِيَ حَيَّةٌ؟ وَإِنَّمَا يَرِثُونَ بِحَقِّهَا وَرَحِمِهَا ، وَكَمَا أَنَّ الْإِخْوَةَ وَالْأَخَوَاتِ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ ، وَالْإِخْوَةَ وَالْأَخَوَاتِ‌

____________________

(١). في « ل » : - « لهم ».

(٢). في « بن »والوسائل : « هذه ».

(٣). في « ل ، جد »والوسائل : « وإنّما ».

(٤). في « ق ، ك » : « فلم يعطوهم ».

(٥). في « ق ، ن ، بف » : - « الله عزّ وجلّ ».

(٦). في « بن »والوسائل : « من الاُمّ ». وفي حاشية « جت » : « للأب ».

(٧). في « ك ، ن ، بح »والوسائل : - « من قائل ». وفي « ق ، بف » : - « عزّ وجلّ من قائل ».

(٨). في « ل ، م ، ن ، بن ، جد »والوسائل : +( إِنِ امْرُؤٌا هَلَكَ ) . والآية في سورة النساء (٤) : ١٧٦.

(٩). فيالوسائل : « واجتماع ».

(١٠). في « ق ، ك » : « بايعتمونا ».

(١١). في « ك ، ل »:- « وخالفتمونا في خصلتين ».

(١٢). في « ق ، ك » : « بايعتمونا ».

(١٣). في « ل ، بح ، بن »والوسائل : « كيف ». وفي « ق ، بف ، جد » وحاشية « جت » : « وكيف ».

٥٧٨

لِلْأَبِ(١) لَايَرِثُونَ مَعَ الْأَبِ شَيْئاً لِأَنَّهُمْ يَرِثُونَ(٢) بِحَقِّ الْأَبِ(٣) ، كَذلِكَ الْإِخْوَةُ وَالْأَخَوَاتُ لِلْأُمِّ لَا يَرِثُونَ مَعَهَا شَيْئاً.

وَأَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ : إِنَّ الْإِخْوَةَ مِنَ الْأُمِّ لَايَرِثُونَ الثُّلُثَ(٤) ، وَيَحْجُبُونَ الْأُمَّ عَنِ الثُّلُثِ ، فَلَا يَكُونُ لَهَا إِلَّا السُّدُسُ كَذِباً وَجَهْلاً وَبَاطِلاً قَدْ أَجْمَعْتُمْ(٥) عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ لِزُرَارَةَ : تَقُولُ(٦) هذَا بِرَأْيِكَ؟ فَقَالَ(٧) : أَنَا(٨) أَقُولُ هذَا بِرَأْيِي؟! إِنِّي إِذاً لَفَاجِرٌ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنَ(٩) اللهِ وَمِنْ رَسُولِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله .(١٠)

١٣٤٠٨ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَ(١١) مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ جَمِيعاً ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٢) : امْرَأَةٌ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَإِخْوَتَهَا(١٣) لِأُمِّهَا وَإِخْوَتَهَا(١٤) وَأَخَوَاتِهَا(١٥) لِأَبِيهَا.

فَقَالَ(١٦) : « لِلزَّوْجِ النِّصْفُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ الثُّلُثُ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ ، وَبَقِيَ(١٧) سَهْمٌ ، فَهُوَ لِلْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ مِنَ الْأَبِ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ؛ لِأَنَّ السِّهَامَ لَاتَعُولُ ، وَلَا يُنْقَصُ الزَّوْجُ مِنَ النِّصْفِ ، وَلَا الْإِخْوَةُ مِنَ الْأُمِّ مِنْ ثُلُثِهِمْ ؛ لِأَنَّ‌

____________________

(١). في « بن »والوسائل : « من الأب ».

(٢). في «ل»:«يولون».وفي حاشية«جت»:« يدلون ».

(٣). في « ك » : « بالأب ».

(٤). فيالمرآة : « قوله : لا يرثون الثلث ، أي مع الابنة والابنتين كما مرّ. والأظهر أنّ كلمة « لا » زيدت من النسّاخ ».

(٥). فيالوسائل : « قد اجتمعتم ».

(٦). في « ق ، بف » : - « تقول ».

(٧). في « ل ، بن ، جد »والوسائل : « قال ».

(٨). في « ك » : « إنّما ».

(٩). في حاشية « جت » : « ومن ».

(١٠).الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ١٤٥ ، ح ٣٢٦٨٦.

(١١). في السند تحويل بعطف « محمّد بن عيسى ، عن يونس » على « أبيه ، عن ابن أبي عمير ».

(١٢). فيالوسائل ، ح ٣٢٥٩٩ : « عن أبي جعفرعليه‌السلام » بدل « قال : قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام ».

(١٣). فيالوسائل ، ح ٣٢٧٠٦ : + « وأخواتها ».

(١٤). فيالتهذيب : - « لاُمّها وإخوتها ».

(١٥). فيالفقيه : - « وأخواتها ».

(١٦). في«ل،بن،جد»والوسائل ،ح ٣٢٧٠٦ :«قال».

(١٧). في حاشية « جت » : « وما بقي » بدل « وبقي ».

٥٧٩

اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ ) (١) وَإِنْ(٢) كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا السُّدُسُ(٣) ، وَالَّذِي عَنَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فِي قَوْلِهِ(٤) :( وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِي الثُّلُثِ ) (٥) إِنَّمَا عَنى بِذلِكَ الْإِخْوَةَ وَالْأَخَوَاتِ مِنَ الْأُمِّ خَاصَّةً.

وَقَالَ فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ :( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ ) يَعْنِي أُخْتاً(٦) لِأُمٍّ وَأَبٍ(٧) ، أَوْ أُخْتاً(٨) لِأَبٍ( فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) (٩) فَهُمُ الَّذِينَ يُزَادُونَ وَيُنْقَصُونَ ، وَكَذلِكَ أَوْلَادُهُمُ(١٠) الَّذِينَ يُزَادُونَ وَيُنْقَصُونَ ، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَإِخْوَتَهَا لِأُمِّهَا وَأُخْتَيْهَا لِأَبِيهَا ، كَانَ لِلزَّوْجِ النِّصْفُ : ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلْإِخْوَةِ مِنْ الْأُمِّ سَهْمَانِ ، وَبَقِيَ سَهْمٌ ، فَهُوَ لِلْأُخْتَيْنِ لِلْأَبِ(١١) ، وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ ، فَهُوَ لَهَا ؛ لِأَنَّ الْأُخْتَيْنِ(١٢) لَوْ(١٣) كَانَتَا أَخَوَيْنِ لِأَبٍ لَمْ يُزَادَا عَلى مَا بَقِيَ ، وَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ ، أَوْ كَانَ(١٤) مَكَانَ الْوَاحِدَةِ أَخٌ ، لَمْ يُزَدْ عَلى مَا بَقِيَ ، وَلَا يُزَادُ(١٥) أُنْثى(١٦) مِنَ الْأَخَوَاتِ ، وَلَا مِنَ الْوَلَدِ عَلى مَا لَوْ كَانَ ذَكَراً(١٧) لَمْ يُزَدْ عَلَيْهِ ».(١٨)

____________________

(١). النساء (٤) : ١٢.

(٢). في « بن » : « فإن ».

(٣). فيالوافي : « وإن كانت واحدة فلها السدس ، هذا ابتداء كلام من الإمام ، وهو معنى قوله تعالى :( وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ) ». (٤). في « ك »والتهذيب : - « في قوله ».

(٥). النساء (٤) : ١٢.

(٦). في « ق ، ك ، ن ، بف ، جد » : « اُخت ».

(٧). في « ل ، م ، جت ، جد »والوسائل ، ح ٣٢٧٠٦ : « لأب واُمّ » بدل « لاُمّ وأب ».

(٨). في « ك ، جد » : « أو اُخت ».

(٩). النساء (٤) : ١٧٦.

(١٠). فيالوسائل ، ح ٣٢٧٠٦ : + « هم ».

(١١). في « ل » : « من الأب » بدل « للأب ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالتهذيب . وفي المطبوع : + « لأب ».

(١٣). فيالوسائل ، ح ٣٢٧٠٦ : « إذا ».

(١٤). في«بن»:«وكان».وفي «ل»:-«واحدة أو كان ».

(١٥). في « ل ، م ، بن »والوسائل والتهذيب : « ولا تزاد ».

(١٦). في « بف » : « شي‌ء ».

(١٧). في « ق ، بف » : « ذكر ».

(١٨)التهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٩٠ ، ح ١٠٤٥ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٢٧٧ ، ح ٥٦٢٢ ، معلّقاً =

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776