الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 72342
تحميل: 3242


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 72342 / تحميل: 3242
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الله ـعزوجل ـ لكم هذا الاسم حتى نحلكموه.

يا با محمد ، رفضوا الخير ، ورفضتم الشر ، افترق الناس كل فرقة ، وتشعبوا كل شعبة ، فانشعبتم مع أهل بيت نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذهبتم حيث ذهبوا(١) ، واخترتم من اختار الله لكم ، وأردتم من أراد الله ، فأبشروا ثم أبشروا ، فأنتم والله المرحومون المتقبل من محسنكم ، والمتجاوز(٢) عن مسيئكم ، من لم يأت الله ـعزوجل ـ بما أنتم عليه يوم القيامة ، لم يتقبل منه حسنة ، ولم يتجاوز له عن سيئة ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني(٣) .

فقال : «يا با محمد ، إن لله ـعزوجل ـ ملائكة(٤) يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط(٥) الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قولهعزوجل :( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ (٦) وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) (٧) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت(٨) : جعلت فداك ، زدني.

قال(٩) : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا

__________________

(١) في فضائل الشيعة : «حيث ذهب الله» بدل «حيث ذهبوا».

(٢) في «بن» : «المتجاوز» بدون الواو.

(٣) في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار : + «قال».

(٤) في حاشية «بح» : «إن الله وملائكته» بدل «إن للهعزوجل ملائكة».

(٥) في «د ، جد» : «تسقط». وفي «ل» بالتاء والياء معا.

(٦) هكذا في المصحف الشريف و «بن» وتفسير فرات الكوفي. وفي أكثر النسخ والمطبوع : ـ( وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ) .

(٧) غافر (٤٠) : ٧.

(٨) في «بح» : «فقلت».

(٩) في «ل ، بن» : «فقال».

١٠١

ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ (١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (٢) ؛ إنكم(٣) وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم(٤) من ولايتنا ، وإنكم(٥) لم تبدلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيركم(٦) الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره :( وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ ) (٧) ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت(٨) : جعلت فداك ، زدني.

فقال : «يا با محمد ، لقد(٩) ذكركم الله في كتابه ، فقال :( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (١٠) وَاللهِ مَا أَرَادَ بِهذَا غَيْرَكُمْ ؛ يَا بَا مُحَمَّدٍ ، فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١١) ، زِدْنِي.

فَقَالَ : «يَا بَا مُحَمَّدٍ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) (١٢) والله ما أراد(١٣) بهذا غيركم ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت(١٤) : جعلت فداك ، زدني.

فقال(١٥) : «يا با محمد ، لقد ذكرنا الله ـعزوجل ـ وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه ، فقالعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا )

__________________

(١) في الوافي : «وقضى نحبه ، أي مات على الوفاء بالعهد ، والنحب جاء بمعنى النذر أيضا وبمعنى الأجل والمدة ، والكل محتمل هنا». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦ (نحب).

(٢) الأحزاب (٣٣) : ٢٣.

(٣) في فضائل الشيعة : «والله ما غني غيركم إذا» بدل «إنكم».

(٤) في حاشية «جت» : «ميثاقه».

(٥) في «ن» : «فإنكم». وفي «بح» : ـ «وإنكم».

(٦) التعيير : الذم. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٦٢٥ (عير).

(٧) الأعراف (٧) : ١٠٢.

(٨) في «ل» : «فقلت».

(٩) في البحار : «ولقد».

(١٠) الحجر (١٥) : ٤٧.

(١١) في «ع ، ل» : ـ «جعلت فداك».

(١٢) الزخرف (٤٣) : ٦٧.

(١٣) في «د» : + «الله».

(١٤) في «جت» : «فقلت».

(١٥) في «ع ، ن ، بف» : «قال».

١٠٢

الْأَلْبابِ ) (١) فَنَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ، وَعَدُوُّنَا الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، وَشِيعَتُنَا هُمْ(٢) أُولُو الْأَلْبَابِ ؛ يَا بَا مُحَمَّدٍ ، فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟».

قَالَ : قُلْتُ(٣) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، زِدْنِي.

فَقَالَ : «يَا بَا مُحَمَّدٍ ، وَاللهِ مَا اسْتَثْنَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِأَحَدٍ مِنْ أَوْصِيَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَلَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام وَشِيعَتَهُ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ ـ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ ـ :( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ ) (٤) يعني بذلك(٥) علياعليه‌السلام وشيعته ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت(٦) : جعلت فداك ، زدني.

قال(٧) : «يا با محمد(٨) ، لقد ذكركم الله تعالى في كتابه(٩) إذ يقول :( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١٠) والله ما أراد بهذا غيركم ؛ فهل سررتك يا با محمد؟».

قال(١١) : قلت : جعلت فداك ، زدني.

فقال(١٢) : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال :( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) (١٣) وَاللهِ مَا أَرَادَ بِهذَا إِلَّا الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام ـ وَشِيعَتَهُمْ ؛ فَهَلْ سَرَرْتُكَ يَا بَا مُحَمَّدٍ؟».

__________________

(١) الزمر (٣٩) : ٩.

(٢) في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جد» والوافي وتفسير فرات الكوفي : ـ «هم».

(٣) في «بن» وتفسير فرات الكوفي : ـ «قلت».

(٤) الدخان (٤٤) : ٤١ و ٤٢.

(٥) في «بف» : «بذاك».

(٦) في «د» وحاشية «بح» : «فقلت».

(٧) في «بح» : «فقال».

(٨) هكذا في «ن ، بح» والوافي. وفي سائر النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والبحار وتفسير فرات الكوفي : ـ «يا أبا محمد». وفي المطبوع : «يا أبا محمد».

(٩) في حاشية «جت» : «في القرآن».

(١٠) الزمر (٣٩) : ٥٣.

(١١) في «جت» : ـ «قال».

(١٢) في «بن» : «قال».

(١٣) الحجر (١٥) : ٤٢ ؛ الإسراء (١٧) : ٦٥. وفي المرآة : «قوله تعالى :( لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) بالنسبة إلى

١٠٣

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، زِدْنِي.

فَقَالَ(١) : «يَا بَا مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ :( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) (٢) فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الآية(٣) النبيون(٤) ، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسموا(١٨) بالصلاح كما سماكم اللهعزوجل ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني.

قال(٥) : «يا با محمد ، لقد ذكركم الله(٦) إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله :( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) (٧) والله ما عنى(٨) ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل(٩) هذا العالم شرار(١٠) الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون(١) ، وفي النار تطلبون ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

قال : قلت(١٢) : جعلت فداك ، زدني.

__________________

الشيعة عدم سلطانه بمعنى أنه لا يمكنه أن يخرجهم من دينهم الحق ، أو يمكنهم دفعه بالاستعاذة والتوسل به تعالى».

(١) في «د ، ع ، م ، ن ، بف ، جت ، جد» والوافي والبحار : «قال».

(٢) النساء (٤) : ٦٩.

(٣) في «بح» : ـ «في الآية».

(٤) في «د ، ع ، ل ، بن» وحاشية «م ، بح» : «النبيين». وفي شرح المازندراني : «الجمع للتعظيم ، أو لأن المصدق به مصدق بالجميع».

(٥) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : فتسموا ، قال في القاموس : تسمى بكذا : انتسب ، أي كونوا من أهل الصلاح وانتسبوا إليه». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٠ (سمو).

(٦) في «ن» : «فقال».

(٧) في «بح» : + «عزوجل في كتابه».

(٨) ص (٣٨) : ٦٢ و ٦٣.

(٩) في حاشية «ن» والوافي : + «الله».

(١٠) في «ع ، ل ، بف ، بن» : ـ «أهل».

(١١) في الوافي : «أشرار».

(١٢) قال الجوهري : «قال الله تعالى :( فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) [الروم (٣٠) : ١٥] ، أي ينعمون ويكرمون ويسرون». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٩ و ٦٢٠ (حبر).

(١٣) في «بح» : «فقلت».

١٠٤

فقال(١) : «يا با محمد ، ما من آية نزلت تقود إلى الجنة ولا تذكر(٢) أهلها بخير إلا وهي فينا وفي شيعتنا ، وما من آية(٣) نزلت تذكر(٤) أهلها(٥) بشر ولا تسوق إلى النار إلا وهي في عدونا ومن خالفنا ؛ فهل سررتك يا با محمد؟».

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني.

فقال(٦) : «يا با محمد ، ليس على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ، وسائر الناس من ذلك برآء ؛ يا با محمد ، فهل سررتك؟».

وفي رواية أخرى : فقال : حسبي.(٧)

حديث أبي عبد اللهعليه‌السلام مع المنصور في موكبه(٨)

١٤٨٢٢ / ٧. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير جميعا ، عن محمد بن

__________________

(١) هكذا في «ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت». وفي سائر النسخ والمطبوع : «قال».

(٢) في «د ، ع ، ل ، م ، بن ، جد» وشرح المازندراني : «ولا يذكر».

(٣) في الوافي : + «والله».

(٤) في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، جد» : «يذكر».

(٥) في «بح ، بف» وحاشية «ن» : + «فيها».

(٦) في «ع ، ن ، بف ، جت» وحاشية «بح» والوافي : «قال».

(٧) فضائل الشيعة ، ص ٢١ ، ح ١٨ ، بسنده عن محمد بن سليمان ، إلى قوله : «بعضهم لبعض عدو إلا المتقين والله ما أراد بهذا غيركم يا با محمد فهل سررتك». الاختصاص ، ص ١٠٤ ، بسنده عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبي سليم الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . تفسير فرات الكوفي ، ص ٣٦٤ ، ح ٤٩٦ ، بسنده عن سليمان الديلمي ، إلى قوله : «إنه هو الغفور الرحيم والله ما أراد بهذا غيركم فهل سررتك يا با محمد». الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٨٥ ، بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : «يا با محمد إن للهعزوجل ملائكة يسقطون الذنوب» إلى قوله : «لكم دون هذا الخلق» ، وفي كلها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٥ ، ح ٣٠٦١ ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٤٨ ، ح ٩٣.

(٨) الموكب : جماعة ركاب يسيرون برفق ، وهم أيضا : القوم الركوب للزينة والتنزه. وقيل : الموكب : ضرب من السير. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٨ (وكب).

١٠٥

أبي حمزة ، عن حمران ، قال :

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ـ وذكر هؤلاء عنده وسوء(١) حال الشيعة(٢) عندهم ـ فقال : «إني سرت مع أبي جعفر المنصور(٣) وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل(٤) ومن خلفه خيل ، وأنا على حمار إلى(٥) جانبه ، فقال لي : يا با عبد الله(٦) ، قد(٧) كان ينبغي(٨) لك أن تفرح بما(٩) أعطانا الله من القوة ، وفتح لنا من العز ، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك(١٠) ، فتغرينا بك وبهم(١١) ».

قال : «فقلت(١٢) : ومن رفع هذا إليك عني(١٣) فقد كذب ، فقال(١٤) لي(١٥) : أتحلف على ما تقول؟».

__________________

(١) في «بف» : «سوء» بدون الواو.

(٢) في حاشية «بح» : «شيعتنا».

(٣) في «د ، ع ، ل ، م ، بن ، جت» وشرح المازندراني : ـ «المنصور».

(٤) في شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٢٩٠ : «أي جماعة فرسان ، أو أفراس. والأول أولى ، والثاني إما محمول على الظاهر ، أو على حذف مضاف ، أي أصحاب خيل». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٩٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٨ (خيل).

(٥) في «ن» : «على».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع وشرح المازندراني : «يا أبا عبد الله».

(٧) في «بن» : «لقد».

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي المطبوع : «فينبغي».

(٩) في «د ، ع ، ل ، م ، بن ، جت ، جد» وحاشية «بح» : «لما».

(١٠) في «بح ، جد» وحاشية «م» : «وأهل بيت نبيك».

(١١) الإغراء : الإيلاع والتحريص. وقال العلامة المازندراني : «فتغرينا بك وبهم ، أي تهيجنا على الإيذاء والإضرار بك وبهم ، وفي كنز اللغة : الإغراء : در حرص انداختن وبرانگيختن». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٦ (غرو).

(١٢) في «ن ، بن ، جت» : «قلت».

(١٣) في «بن» : «إليك عني هذا». وفي «ل» والوافي : «إليك هذا عني».

(١٤) في «بن» : «قال».

(١٥) في «ع ، ل ، بن ، جت» وشرح المازندراني والبحار : ـ «لي».

١٠٦

قال : «فقلت(١) : إن الناس سحرة(٢) ، يعني(٣) يحبون أن يفسدوا قلبك علي ، فلا تمكنهم(٤) من سمعك ، فإنا إليك أحوج(٥) منك إلينا ، فقال لي : تذكر يوم سألتك : هل لنا(٦) ملك؟ فقلت : نعم طويل عريض شديد ، فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة(٧) من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام.

فعرفت أنه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعل الله ـعزوجل ـ أن يكفيك ، فإني لم أخصك بهذا ، وإنما(٨) هو(٩) حديث رويته ، ثم لعل غيرك من أهل بيتك أن(١٠) يتولى ذلك ؛ فسكت عني.

فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا ، فقال : جعلت فداك ، والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته ، فقلت بيني وبين نفسي : هذا حجة الله على الخلق ، وصاحب هذا الأمر الذي(١١) يقتدى به ، وهذا الآخر يعمل بالجور ، ويقتل أولاد الأنبياء ، ويسفك الدماء في الأرض

__________________

(١) في «ع ، ل ، ن ، بن» : «قلت». وفي «بح» : ـ «ومن رفع هذا قال : فقلت».

(٢) في «بف» وحاشية «ن ، بح ، جت» وشرح المازندراني : «شجرة». والسحر : الاخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى وليس الأصل على ما يرى ، وصرف الشيء عن وجهه ، وكل ما لطف مأخذه ودق ، والخديعة وإخراج الباطل في صورة حق. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٤٨ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٦٨ (سحر). وفي الوافي : «السحر : ما لطف مأخذه ودق ، وقد يطلق على الخداع والتعليل ، وكل من هذه المعاني لما فسر به من إفساد القلب».

(٣) في حاشية «ن» وشرح المازندراني : «بغي».

(٤) في «بح» وحاشية «م» : «فلا تملكتهم».

(٥) في الوافي : «إنما قالعليه‌السلام : إنا إليك أحوج ؛ لتسلطه على قتله وأخذ ماله».

(٦) في «بح» : + «من».

(٧) الفسحة ـ بالضم ـ : السعة. الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩١ (فسح).

(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» : «إنما» بدون الواو.

(٩) في «بف» : ـ «هو».

(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ «أن».

(١١) في «بن» : ـ «الذي».

١٠٧

بما لايحب الله وهو في موكبه وأنت(١) على حمار ، فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي».

قال(٢) : «فقلت(٣) : لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه.

فقال : الآن سكن قلبي ، ثم قال(٤) : إلى متى هؤلاء يملكون ، أو متى الراحة منهم(٥) ؟

فقلت : أليس تعلم أن لكل شيء مدة؟ قال : بلى ، فقلت : هل ينفعك علمك؟ إن هذا الأمر(٦) إذا جاء كان أسرع من طرفة العين ، إنك لو تعلم حالهم عند الله ـعزوجل ـ وكيف هي ، كنت لهم أشد بغضا ، ولو جهدت أو(٧) جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في(٨) أشد مما(٩) هم فيه من الإثم ، لم يقدروا ؛ فلا يستفزنك(١٠) الشيطان ، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين(١١) ، ولكن المنافقين لايعلمون ، ألا(١٢) تعلم أن من انتظر أمرنا

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن» : ـ «وأنت».

(٢) في «ل» : «فقال». وفي «بن» : ـ «قال».

(٣) في «د ، ع ، ل ، م ، بن» : ـ «فقلت». وفي حاشية «بن» : «قال».

(٤) في شرح المازندراني : «فقال».

(٥) في شرح المازندراني : «لعل الترديد من الراوي مع احتمال الجمع بأن يكون الأول سؤالا عن مدة ملكهم ، والثاني عن نهايته ، أو عن بداية ظهور الصاحبعليه‌السلام ». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : أو متى الراحة ، الترديد من الراوي».

(٦) في شرح المازندراني : «ثم رغب في انتظار الفرج والتوقع في حصوله على سبيل الاستيناف بقوله : إن هذا الأمر ...». وفي الوافي : «إن هذا الأمر ، إذا جاء بكسر الهمزة مستأنف».

(٧) في حاشية «بح ، جت» : «ولو». وفي شرح المازندراني : «و».

(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جد» : ـ «في».

(٩) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وحاشية «د» وشرح المازندراني والوافي. وفي «د» والمطبوع : «ما».

(١٠) في شرح المازندراني عن بعض النسخ : «فلا يغرنك». والاستفزاز : الاستخفاف. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٩٠ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٣ (فزز).

(١١) في «ل» : ـ «وللمؤمنين».

(١٢) في حاشية «جت» : «أما».

١٠٨

وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا؟

فإذا(١) رأيت الحق قد مات(٢) وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق(٣) وأحدث فيه ما ليس فيه ، ووجه على الأهواء ، ورأيت الدين قد انكفأ(٤) كما ينكفئ الماء(٥) ، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهرا لاينهى عنه ويعذر أصحابه(٦) ، ورأيت الفسق قد ظهر ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ورأيت المؤمن صامتا لايقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته(٧) ، ورأيت الصغير يستحقر الكبير(٨) ، ورأيت الأرحام قد تقطعت ، ورأيت من يمتدح(٩) بالفسق يضحك(١٠) منه(١١) ولا يرد عليه قوله ، ورأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة(١٢) ، ورأيت النساء يتزوجن

__________________

(١) في «بح» : «وإذا».

(٢) في شرح المازندراني : «فإذا مات الحق» بدل «فإذا رأيت الحق قدمات». وفي الوافي : «فإذا رأيت الحق قد مات ، جواب «إذا» هذه قولهعليه‌السلام في أواخر الحديث : فكن على حذر».

(٣) في شرح المازندراني : «خلق الثوب ككرم ونصر وسمع : بلي. وهو كناية عن هجره وترك تلاوته والعمل بأحكامه». وراجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٨٨ (خلق).

(٤) «انكفأ» أي تغير ، أو انقلب. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٤٠ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٢٣٥ (كفأ).

(٥) في حاشية «بح» : «الإناء».

(٦) في «جت» وحاشية «بح» : «صاحبه».

(٧) الفرية : الكذب واختلاقه ، قال العلامة المازندراني : «الفرية : الكذب عن عمد ، فذكرها بعد الكذب من باب ذكر الخاص بعد العام». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣١ (فري).

(٨) هكذا في أكثر النسخ والوافي وشرح المازندراني. وفي «د ، ن» والمطبوع : «بالكبير».

(٩) في حاشية «بح» : «امتدح».

(١٠) في حاشية «بح» : «فضحك».

(١١) في «بن» : ـ «منه». وفي شرح المازندراني : «امتدحه امتداحا ومدحه ، كمنعه مدحا : أحسن الثناء عليه ، والمراد بالفسق كل ما هو قبيح شرعا ، ولا ريب في أن مدح الفاسق بفسقه أي نوع كان ، وضحك السامع منه ونشاطه باستماعه وعدم رد قوله دليل على ضعف دينه وفساد قلبه». وفي الوافي : «والمستتر في «يضحك منه» راجع إلى من يمتدح». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٦١ (مدح).

(١٢) في شرح المازندراني : «فيه إشارة إلى فساد المفعول وذمه ، وفي السابق إشارة إلى فساد الفاعل وذمه ، فلا تكرار».

١٠٩

النساء(١) ، ورأيت الثناء(٢) قد كثر ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله ، فلا ينهى(٣) ولا يؤخذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا(٤) لما يرى في الأرض من الفساد ، ورأيت الخمور تشرب علانية ، ويجتمع عليها من لايخاف اللهعزوجل ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا ، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا ، ورأيت أصحاب الآيات(٥) يحقرون(٦) ويحتقر(٧) من يحبهم ، ورأيت سبيل الخير منقطعا ، وسبيل الشر مسلوكا ، ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه ، ورأيت الرجل يقول ما لايفعله ، ورأيت الرجال يتسمنون(٨) للرجال ، والنساء للنساء ، ورأيت الرجل معيشته من(٩) دبره ، ومعيشة المرأة من(١٠) فرجها(١١) ، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال ، ورأيت التأنيث في ولد العباس(١٢) قد ظهر ، وأظهروا

__________________

(١) في شرح المازندراني : «كأن المراد به تزويج الخنثى بالخنثى ، أو بالمرأة ، وإن اريد بالتزويج المساحقة ـ مع أنه بعيد ـ لزم التكرار ، والله يعلم».

(٢) في «بف ، جت» وحاشية «م ، بح» : «البناء». وفي الوافي : «النبأ».

(٣) في شرح المازندراني : + «عنه».

(٤) المرح : شدة الفرح ، وأضاف الخليل : «حتى يجاوز قدره». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦٨٩ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٤ (مرح).

(٥) في الوافي وشرح المازندراني والمرآة عن بعض النسخ : «الآثار».

(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع وشرح المازندراني والوافي : «يحتقرون».

(٧) في «ن ، بف» : «ويحقر».

(٨) قال ابن الأثير : «فيه : يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون ، أي يتكثرون بما ليس عندهم ، ويدعون ما ليس لهم من الشرف. وقيل : أراد جمعهم الأموال. وقيل : يحبون التوسع في المآكل والمشارب ، وهي أسباب السمن». النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٥ (سمن).

(٩) في «بف ، جد» : «في».

(١٠) في «بف» : «في».

(١١) في شرح المازندراني : «قد أشار هنا إلى خبث بعض الأزمنة من جهة الاكتساب بهذا العمل ، وفي السابق إلى خبثه من جهة هذا العمل ، فلا تكرار».

(١٢) في شرح المازندراني : «في كنز اللغة : التأنيث : ماده گردانيدن ، والمراد به عمل الأمرد والرجل ما تعمله

١١٠

الخضاب(١) ، وامتشطوا كما تمتشط(٢) المرأة لزوجها ، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم(٣) ، وتنوفس في الرجل ، وتغاير(٤) عليه الرجال(٥) ، وكان صاحب المال أعز من المؤمن ، وكان الربا ظاهرا لايعير(٦) ، وكان الزنى تمتدح(٧) به النساء ، ورأيت المرأة تصانع(٨) زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ، ورأيت البدع والزنى قد ظهر(٩) ، ورأيت الناس(١٠)

__________________

النساء للرجال وترغيبهم إلى أنفسهن ولعل تخصيص ولد العباس بالذكر للتمثيل ، أو لبيان الواقع ، وإلا فكل من تصنع به فهو مثلهم».

(١) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : وأظهروا الخضاب ، أي خضاب اليد والرجل ؛ إذ خضاب الشعر ممدوح للرجال مستحب ، وقد ورد خبر آخر أيضا يدل على كراهة خضاب اليد للرجال».

(٢) في الوافي : «كا متشاط» بدل «كما تمتشط».

(٣) في المرآة : «أي أعطى ولد العباس الناس أموالا ليطؤوهم ، أو المراد أنهم يعطون السلاطين والحكام الأموال لأجل فروجهم ، أو فروج نسائهم للدياثة. ويمكن أن يقرأ «الرجال» بالرفع ، و «أعطوا» على المعلوم ، أو المجهول من باب «أكلوني البراغيث». والأول أظهر».

(٤) في «بح» والوافي : «ويغاير». وفي «ن» بالتاء والياء معا. وفي حاشية «م» : «وتغار».

(٥) في شرح المازندراني : «التنافس والمنافسة : الرغبة في الشيء والانفراد به لكونه جيدا في نوعه. والتغاير من الغيرة ، وهي الحمية والأنفة ، يقال : رجل غيور ، وامرأة غيور بلا هاء ؛ لأن فعولا يشترك فيه الذكر والانثى. والظاهر أن «في الرجل» قائم مقام الفاعل وأن ضمير «عليه» راجع إليه ، أي رغب في الرجل وهو مرغوب له لنوع من الحسن والجمال وتغاير عليه الرجال حسدا ، كما تغاير النساء على ضرتهن عند إرادة الزوج لها».

وفي المرآة : «التنافس : الرغبة في الشيء والإفراد به ، والمنافسة : المغالبة على الشيء ، وهي المراد هاهنا». وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٥ و ٩٦ (نفس) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٣ (غير).

(٦) في شرح المازندراني : «لا يغير» بالغين المعجمة. وفي بعض النسخ بالعين المهملة ، والأول أظهر».

(٧) في «ع ، بف» : «يمتدح». وفي «جت» بالتاء والياء معا.

(٨) قال ابن الأثير : «المصانعة : أن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر ، وهي مفاعلة من الصنع». وقال الفيروزآبادي : «المصانعة : الرشوة ، والمداراة ، والمداهنة». النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩١ (صنع).

(٩) في «جت» : «ظهرت».

(١٠) في «ن» : «الرجال».

١١١

يعتدون(١) بشاهد(٢) الزور ، ورأيت الحرام يحلل ، ورأيت الحلال يحرم(٣) ، ورأيت الدين بالرأي ، وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت الليل لايستخفى(٤) به من الجرأة على الله ، ورأيت المؤمن لايستطيع أن ينكر إلا بقلبه ، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط اللهعزوجل (٥) ، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ، ويباعدون أهل الخير ، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ، ورأيت الولاية قبالة(٦) لمن زاد(٧) ، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن ، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ، ويتغاير على الرجل الذكر ، فيبذل له نفسه وماله ، ورأيت الرجل يعير(٨) على إتيان النساء ، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه ، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي ، وتنفق على زوجها ، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ، ويرضى بالدني من الطعام والشراب ، ورأيت الأيمان بالله ـعزوجل ـ كثيرة على الزور ، ورأيت القمار

__________________

(١) في «د ، ع ، بن ، جد» وحاشية «م» : «يقتدون». وفي «جت» : «يعتمدون». وفي الوافي : «يشهدون».

وفي شرح المازندراني : «يعتدون ، إما بتخفيف الدال من الاعتداء ، وهو التجاوز عن الحد والخروج عن الوضع الشرعي ، أو بتشديدها ، من الاعتداد».

(٢) في «ن ، بح» وشرح المازندراني : «بشهادة».

(٣) في شرح المازندراني : «رأيت الحلال يحرم ، ورأيت الحرام يحلل».

(٤) في الوسائل : «لا يستحيى به». وفي الوافي : «رأيت الليل لا يستخفى به ؛ يعني يبارزون بالمعاصي نهارا لاينتظرون مجيء الليل ؛ ليستخفوا به». ونحوه في المرآة ، وفسر بتفسير آخر أيضا.

(٥) في شرح المازندراني : «الفرق بينه وبين ما سبق من قوله : ورأيت الرجل ينفق ماله في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه ، أن الغرض هنا بيان الفساد من جهة الإنفاق ، في السابق بيانه من جهة ترك النهي عنه وعدم الحجر».

(٦) في شرح المازندراني : «الولاية بالكسر : الإمارة. والقبالة بالفتح : مصدر بمعنى الكفالة والضمان ، ثم صار اسمالما يتقبله العامل من المال ، وحملها على الولاية من باب حمل السبب على المسبب للمبالغة في السببية». وفي المرآة : «قوله : ورأيت الولاية قبالة ، أي يزيدون المال ويأخذون الولايات». وراجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠ (قبل).

(٧) في حاشية «بح» : «أراد».

(٨) في شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٢٩٩ : «يعير ، يحتمل المجهول والمعلوم ، والأول أظهر ؛ لاحتياج الثاني إلى تقدير مفعول».

١١٢

قد ظهر ، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له(١) مانع ، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر ، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لايمنعها(٢) أحد أحدا ، ولا يجترئ أحد على منعها ، ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف(٣) سلطانه ، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت ، ورأيت من يحبنا يزور(٤) ولا تقبل(٥) شهادته ، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه ، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه ، وخف على الناس استماع الباطل ، ورأيت الجار يكرم الجار(٦) خوفا من لسانه ، ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء ، ورأيت المساجد قد زخرفت ، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب ، ورأيت الشر قد ظهر ، والسعي بالنميمة ، ورأيت البغي قد فشا ، ورأيت الغيبة تستملح(٧) ، ويبشر بها الناس(٨) بعضهم بعضا ، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله ، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن ، ورأيت الخراب قد أديل من العمران(٩) ، ورأيت(١٠) الرجل معيشته من بخس(١١) المكيال والميزان ، ورأيت سفك

__________________

(١) في البحار : «عليه».

(٢) في «جت» : «لا يمنع».

(٣) في شرح المازندراني : «الموصول فاعل ، و «يخاف» على صيغة المجهول أو المعلوم ، وضمير فاعله راجع إلى الشريف».

(٤) «يزور» أي ينسب إلى الزور ويوسم به ، وهو الكذب ، والباطل ، والتهمة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١٨ (زور).

(٥) في «جت» بالتاء والياء معا. وفي البحار : «لا يقبل».

(٦) في «د» : «جاره».

(٧) في «بف» : «تستباح». وفي شرح المازندراني : «تستملح ، أي تعد مليحة حسنة مرغوبة ، وكل شيء حسن مرغوب فيه يقول العرب : هو مليح». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٦ (ملح).

(٨) في «بن» : «الناس بها». وفي شرح المازندراني : «به الناس».

(٩) في الوافي : «قد اديل من العمران ، من الدولة ، أي صار الخراب عمرانا والعمران خرابا». وفي المرآة : «الإدالة : الغلبة. ويقال : أدالنا الله من عدونا ، أي غلبنا عليهم. ولعل المراد كثرة الخراب وقلة العمران». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤١ (دول).

(١٠) في «جت» : + «طلب».

(١١) البخس : الناقص ، والنقص ، والظلم. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٣١ (بخس).

١١٣

الدماء يستخف بها ، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض(١) الدنيا ، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند(٢) إليه الأمور ، ورأيت الصلاة قد استخف(٣) بها ، ورأيت الرجل عنده المال الكثير(٤) لم يزكه منذ ملكه ، ورأيت الميت ينشر(٥) من قبره ويؤذى وتباع أكفانه ، ورأيت الهرج(٦) قد كثر ، ورأيت الرجل(٧) يمسي نشوان(٨) ويصبح سكران ، لايهتم بما(٩) الناس فيه ، ورأيت البهائم تنكح ، ورأيت البهائم تفرس(١٠) بعضها بعضا ، ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه ، ورأيت قلوب الناس قد(١١) قست ، وجمدت أعينهم ، وثقل الذكر عليهم ، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه ، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس ، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة ، ورأيت الناس مع من(١٢) غلب ، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير ، وطالب

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، بح ، بن ، جد» وحاشية «م ، جت» : «بعرض». وفي «م ، جت» وحاشية «د ، جد» : «لغرض». والعرض بالتحريك : متاع الدنيا وحطامها. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢١٤ (عرض).

(٢) في «م ، ن ، بح ، جد» والوافي والمرآة : «ويسند». وفي «جت» بالتاء والياء معا. وفي «بف» : «وتستند».

(٣) في «ن» : «قد استخفت». وفي «بن» : «يستخف» بدل «قد استخف».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوسائل والبحار. وفي المطبوع والوافي : + «ثم».

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل والبحار. وفي «بف» وحاشية «ن» : «نبش». وفي المطبوع وشرح المازندراني والوافي : «ينبش».

(٦) «الهرج» : الفتنة ، والاختلاط ، والقتل. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥٠ (هرج).

(٧) في شرح المازندراني : «الناس».

(٨) النشوة : السكر ، ورجل نشوان ، أي سكران بين النشوة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٩٥ ؛ الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥١٠ (نشا).

(٩) في البحار : + «يقول».

(١٠) هكذا في «د ، م ، ن ، بف ، جت ، جد» والبحار. وفي حاشية «جت» : «يفترس». وفي سائر النسخ والمطبوع : «يفرس». وفي شرح المازندراني : «يقال : أفرس الرجل الأسد حماره ، إذا تركه له ليفترسه. وفي بعض النسخ : يورش بعضها بعضا ، وهو الأظهر ، والتوريش : التحريش ، وهو الإغراء بين البهائم». وفي الوافي : «الفرس في الأصل : دق العنق ، ثم استعمل في كل قتل. وفي بعض النسخ : يورش ، من التوريش بمعنى التحريش ، وكأنه الصواب». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٧١ (فرس).

(١١) في «بف» : ـ «قد».

(١٢) في «بح» : + «قد».

١١٤

الحرام يمدح ويعظم ، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما(١) لايحب الله ، لايمنعهم مانع ، ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح(٢) أحد ، ورأيت المعازف(٣) ظاهرة في الحرمين ، ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فيقوم إليه من ينصحه في نفسه(٤) ، فيقول(٥) : هذا عنك موضوع ، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ، ويقتدون بأهل الشرور(٦) ، ورأيت مسلك الخير(٧) وطريقه خاليا لا يسلكه أحد ، ورأيت الميت يهزأ به(٨) ، فلا يفزع له أحد(٩) ، ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة(١٠) أكثر مما كان ، ورأيت الخلق(١١) والمجالس لايتابعون إلا الأغنياء ، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ، ويرحم لغير وجه الله ، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها(١٢) أحد(١٣) ، ورأيت الناس يتسافدون(١٤) كما يتسافد(١٥) البهائم ،

__________________

(١) في الوافي : «مما».

(٢) في «بح» : «بالقبيح».

(٣) «المعازف» : الملاهي ، كالعود والطنبور والدفوف وغيرها مما يضرب ، من العزف ، وهو اللعب بالمعازف ، وقيل : إن كل لعب عزف. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١١٤ (عزف).

(٤) في شرح المازندراني : «فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ، أي بزعمه ، وإلا فهو بعيد عن حقيقة النصيحة ؛ إذ هي طلب الخير للمنصوح وهذا يطلب الشرله».

(٥) في الوسائل : «ويقول».

(٦) في «ن ، بف» وحاشية «د ، بح» والوافي : «الشر».

(٧) في حاشية «بح» : «الحق».

(٨) في الوافي عن بعض النسخ : «يمر به».

(٩) في شرح المازندراني : «ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد ، أي يذكر بالخناء والفحش والخطأ والغيبة وغيرها مما يدل على قبح حاله ، فلا يفزع له ولا يغيثه ولا يدفع عنه أحد. وفي النهاية : الفزع : الخوف في الأصل ، فوضع موضع الإغاثة والنصرة ؛ لأن من شأنه الإغاثة والدفع عن الحريم مراقب حذر». وراجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٣ (فزع).

(١٠) في «ن» والبحار : «البدعة والشر».

(١١) في «بن» : «الحلق».

(١٢) في «بف» : «بها».

(١٣) في «د ، ع ، ل ، بن» : ـ «أحد».

(١٤) «يتسافدون» ، من السفاد ، وهو نزو الذكر على الانثى ، أي وثبه ونهوضة عليها طلبا للذة وقضاء للشهوة ، يكون في الماشي والطائر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٩ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢١٨ (سفد).

(١٥) في «بح ، بن ، جت ، جد» وشرح المازندراني والوسائل : «تتسافد». وفي «د ، ع ، ل ، ن ، بف» وحاشية «بح» والوافي والبحار : «تسافد».

١١٥

لاينكر(١) أحد منكرا تخوفا من الناس ، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ، ويمنع اليسير في طاعة الله ، ورأيت العقوق(٢) قد ظهر ، واستخف بالوالدين ، وكانا من أسوإ الناس حالا عند الولد ، ويفرح بأن يفتري عليهما ، ورأيت النساء وقد(٣) غلبن على الملك ، وغلبن على كل أمر ، لايؤتى إلا ما لهن فيه هوى ، ورأيت ابن(٤) الرجل يفتري على أبيه ، ويدعو على والديه ، ويفرح بموتهما(٥) ، ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب(٦) فيه(٧) الذنب العظيم ـ من فجور ، أو بخس مكيال ، أو ميزان ، أو غشيان حرام(٨) ، أو شرب مسكر ـ كئيبا(٩) حزينا يحسب(١٠) أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره ، ورأيت(١١) السلطان يحتكر الطعام ، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور(١٢) ،

__________________

(١) في الوسائل : «ولا ينكر».

(٢) «العقوق» : ترك الإحسان ، وهو ضد البر ، وأصله من العق بمعنى الشق والقطع. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٧٧ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٢٢ (عقق).

(٣) في «م ، بح ، بن» : «قد» بدون الواو.

(٤) في الوافي : ـ «ابن».

(٥) في «ع ، ل ، بن ، جت» : «لموتهما». وفي شرح المازندراني : «هذا نوع خاص من العقوق ، فذكره بعدها على بعض الاحتمال للاهتمام بذمه».

(٦) في «بف ، بن» وحاشية «بح» والوافي : «ولم يكتسب».

(٧) في «بن» : «به».

(٨) في شرح المازندراني : «التقابل بين الجميع ظاهر إلابين الفجور وغشيان حرام. ويمكن أن يراد بالأول الكذب والافتراء ، وبالثاني الإتيان بحرام ؛ من غشيه ، كرضيه غشيانا : إذا أتاه ، فيكون تعميما بعد تخصيص ؛ لأن الحرام يشمل الكذب وغيره. وأن يراد بالأول الذنوب مطلقا ، وبالثاني الزنى ؛ من غشي امرأة : إذا جامعها ، فيكون من باب ذكر الخاص بعد العام». وراجع : المصباح المنير ، ص ٤٤٨ (غشي).

(٩) الكآبة والكأبة : سوء الحال وتغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن ، يقال : كئب يكأب كأبا وكأبة وكآبة ، واكتأب اكتئابا ، أي حزن واغتم وانكسر ، فهو كئب وكئيب. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ (كأب).

(١٠) في «بن» : «يرى».

(١١) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» والوسائل : «وإذا رأيت».

(١٢) في شرح المازندراني : «الزور : الكذب ، والشرك بالله ، والقوة والغلبة. و «في» بمعنى الباء ، أي بسبب كذبهم في أنها أموالهم ، أو بسبب شركهم بالله ، أو بسبب قوتهم واستيلائهم». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٧ (زور).

١١٦

ويتقامر(١) بها ، ويشرب(٢) بها الخمور ، ورأيت الخمر يتداوى بها ، وتوصف(٣) للمريض ، ويستشفى بها ، ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به ، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق(٤) دائمة(٥) ، ورياح أهل الحق لا تحرك(٦) ، ورأيت الأذان بالأجر ، والصلاة بالأجر ، ورأيت المساجد محتشية(٧) ممن لا يخاف الله ، مجتمعون(٨) فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ، ويتواصفون(٩) فيها شراب(١٠) المسكر(١١) ، ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لايعقل ، ولا يشان(١٢) بالسكر ، وإذا

__________________

(١) في حاشية «د» : «ويتفاخر».

(٢) هكذا في «د ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : «وتشرب».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والوسائل والبحار. وفي «بح» والمطبوع : «ويوصف».

(٤) في شرح المازندراني : ـ «وأهل النفاق».

(٥) هكذا في «د ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «ن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : «قائمة». وفي الوافي : «ودوام رياح المنافقين أو قيامها ـ على اختلاف النسخ ـ كناية عن انتظار أمرهم ونفاق نفاقهم. ونظيره عدم تحرك رياح اهل الحق ، فهو كفاية عن تشويش أمرهم وكساد حقهم».

(٦) في «ن» : «لا يتحرك». وفي شرح المازندراني : «لا تحرك ، أي لا تتحرك بحذف إحدى التاءين ، شبه الغلبة والقوة والنصرة والدولة بالريح واستعار لها لفظه ، والوجه انتشارها وسرعة سيرها في الأقطار ، ورشحها بذكر الحركة». وفي الوافي : «دوام رياح المنافقين أو قيامها ـ على اختلاف النسخ ـ كناية عن انتظام أمرهم ونفاق نفاقهم ، ونظيره عدم تحرك رياح أهل الحق ، فهو كناية عن تشويش أمرهم وكساد حقهم». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ (روح).

(٧) «محتشية» أي ممتلئة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٦٧٣ (حشو).

(٨) في «بن» وحاشية «بح» وشرح المازندراني والوافي : «يجتمعون».

(٩) في «بن» : «يتواصفون» بدون الواو.

(١٠) في «جت» : «شرب».

(١١) في شرح المازندراني : «يتواصفون شراب المسكر ، بتخفيف الراء ، أي يذكرون فيها أوصاف الشراب المسكروخواصه وفوائده وكيفية تأثيره في البدن والروح وحصول النشاط منه ، إلى غير ذلك من المرغبات فيه والمحركات إلى شربه. ويحتمل تشديد الراء ، أي يصفون شاربه ويمدحونه».

(١٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ولا يشان ، من الشين ، أي العيب ، أي لا يعاب ؛ أو من الشأن بالهمزه بمعنى القصد ،

١١٧

سكر أكرم واتقي وخيف وترك لايعاقب ، ويعذر بسكره ، ورأيت من أكل(١) أموال اليتامى يحمد(٢) بصلاحه ، ورأيت القضاة يقضون بخلاف(٣) ما أمر الله(٤) ، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسق(٥) والجرأة على الله ، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون ، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر ، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لايراد بها وجه الله ويعطى(٦) لطلب الناس ، ورأيت الناس همهم(٧) بطونهم وفروجهم ، لايبالون بما أكلوا وما(٨) نكحوا ، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورأيت أعلام الحق قد درست ، فكن على حذر(٩) ، واطلب إلى(١٠) الله ـعزوجل ـ النجاة.

واعلم أن الناس في سخط اللهعزوجل ، وإنما يمهلهم(١١) لأمر يراد بهم ، فكن مترقبا(١٢) ، واجتهد ليراك الله ـعزوجل ـ في خلاف ما هم عليه ، فإن(١٣) نزل بهم العذاب وكنت فيهم ، عجلت إلى رحمة الله ، وإن أخرت ابتلوا ، وكنت قد خرجت مما(١٤)

__________________

أي لا يقصد لأن ينهى عنه».

(١) في «ن ، بف» والوافي : «يأكل».

(٢) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن ، جت» وحاشية «م ، بح» والوسائل والبحار : «يحدث».

(٣) في حاشية «م ، جد» : «بغير».

(٤) في «ن» : + «به».

(٥) هكذا في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د ، جت» الوافي والوسائل. وفي سائر النسخ والمطبوع : «لأهل الفسوق».

(٦) في «د ، م ، ن ، بح ، جت» والبحار : «وتعطى».

(٧) في «ن ، بف» وحاشية «د ، بح» والوافي : «همتهم». وفي حاشية «جت» : «هممهم».

(٨) في «بح» والبحار : «وبما».

(٩) في شرح المازندراني : «فكن على حذر ، من الله تعالى ، أو منهم ، أو من نفسك ؛ لئلا تصير مثلهم. وهو جزاء لقوله : فإذا رأيت الحق قدمات ، وما عطف عليه».

(١٠) في حاشية «بح» : «من».

(١١) في الوافي : «يمهل لهم».

(١٢) في حاشية «بح» : «مرتقبا».

(١٣) في «ن» : «وإن».

(١٤) في «جت» : «عما».

١١٨

هم فيه من الجرأة على اللهعزوجل ، واعلم أن الله لايضيع أجر المحسنين ، وأن رحمة الله قريب من المحسنين».(١)

حديث موسىعليه‌السلام

١٤٨٢٣ / ٨. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عيسى رفعه ، قال :

«إن موسىعليه‌السلام ناجاه الله ـ تبارك وتعالى ـ فقال له في مناجاته :

يا موسى ، لايطول(٢) في الدنيا أملك ، فيقسو لذلك(٣) قلبك ، وقاسي القلب مني بعيد.

يا موسى ، كن كمسرتي(٤) فيك ، فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى ، وأمت(٥) قلبك بالخشية ، وكن خلق الثياب ، جديد القلب ، تخفى على أهل الأرض ، وتعرف في أهل(٦) السماء ، حلس(٧) البيوت ، مصباح الليل ، واقنت بين يدي قنوت(٨) الصابرين ، وصح إلي

__________________

(١) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٥١ ، ح ٢٥٥٤٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧٥ ، ح ٢١٥٥٤ ، من قوله : «ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف» ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٢٥٤ ، ح ١٤٧.

(٢) في «ن ، بح ، بف ، بن ، جد» والوافي والكافي ، ح ٢٦٤٧ : «لا تطول». وفي تحف العقول : «لا تطل».

(٣) في شرح المازندراني : «بذلك».

(٤) في الوافي : «لمسرتي». وفي شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٣١٠ : «سيأتي مثل هذه العبارة في حديث عيسىعليه‌السلام وفيه : كن لمسرتي ، باللام ، وهو أظهر ، والمآل واحد ، والله يعلم».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٧٧. وفي المطبوع : «فأمت».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» : ـ «أهل».

(٧) في شرح المازندراني عن بعض النسخ : «جليس». والحلس ـ بالكسر والتحريك ـ : ما يبسط في البيت تحت حر الثياب ، أي فاخرها ، ويقال : هو حلس بيته ، إذا لم يبرح مكانه ، فالمراد لزوم البيت وعدم الخروج منه إلابقدر الضرورة. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٤٠ (حلس).

(٨) القنوت : الطاعة ، والخشوع ، والصلاة ، والدعاء ، والعبادة والقيام ، وطول القيام. راجع : الصحاح ، ج ١ ،

١١٩

من كثرة الذنوب صياح المذنب(١) الهارب من عدوه ، واستعن بي على ذلك ، فإني نعم العون ، ونعم المستعان.

يا موسى ، إني أنا الله فوق العباد ، والعباد دوني ، وكل لي داخرون(٢) ، فاتهم نفسك على نفسك ، ولا تأتمن(٣) ولدك على دينك إلا أن يكون ولدك مثلك يحب الصالحين.

يا موسى ، اغسل(٤) واغتسل ، واقترب من عبادي الصالحين.

يا موسى ، كن إمامهم في صلاتهم ، وإمامهم فيما يتشاجرون ، واحكم بينهم(٥) بما أنزلت عليك فقد أنزلته حكما بينا ، وبرهانا نيرا ، ونورا ينطق بما كان(٦) في الأولين ، وبما(٧) هو كائن في الآخرين.

أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى ابن مريم صاحب الأتان(٨) والبرنس(٩) والزيت والزيتون والمحراب ، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر(١٠) الطيب الطاهر المطهر ، فمثله(١١) في كتابك أنه مؤمن مهيمن(١٢) على الكتب كلها ، وأنه

__________________

ص ٢٦١ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١١١ (قنت).

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جد» وشرح المازندراني : ـ «المذنب».

(٢) «داخرون» أي أذلاء وصاغرون. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٥٥ (دخر).

(٣) في حاشية «د ، ن ، بح» والوافي : «ولا تأمن».

(٤) في «م ، ن ، جت» وحاشية «بح» : «صل».

(٥) في الوافي : ـ «بينهم». وفي تحف العقول : + «بالحق».

(٦) في «ع ، ل ، بن ، جت» وتحف العقول : ـ «كان».

(٧) في «بن» : «وما».

(٨) «الأتان» : الحمارة الانثى خاصة ، وأما الحمار فيقع على الذكر والانثى. النهاية ، ج ١ ، ص ٢١ (أتن).

(٩) قال الجوهري : «البرنس : قلنسوة طويلة وكان النساك يلبسونها في صدر الإسلام». وقال ابن الأثير : «هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة ، أو جبة ، أو ممطر ، أو غيره وهو من البرس بكسر الباء : القطن ، والنون زائدة ، وقيل : إنه غير عربي». الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٢ (برنس).

(١٠) في الوافي : «المراد بصاحب الجمل الأحمر نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(١١) مثل الشيء : صفته. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٦ (مثل).

(١٢) المهيمن : الأمين ، والمؤتمن ، والشاهد ، والرقيب الحافظ ، والقائم بالأمر ؛ من الأمن ، أو من الهيمنة.

١٢٠