الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78646
تحميل: 4330


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78646 / تحميل: 4330
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فقال رجل : يا رسول الله ، أيوجد رجل يلعن(١) أبويه؟

فقال : نعم(٢) ، يلعن آباء الرجال وأمهاتهم ، فيلعنون أبويه ؛ لعن الله رعلا وذكوان وعضلا(٣) ولحيان والمجذمين(٤) من أسد وغطفان وأبا سفيان بن حرب وشهبلا(٥) ذا الأسنان وابني مليكة(٦) بن جزيم(٧) ومروان(٨) وهوذة(٩) وهونة».(١٠)

١٤٨٤٣ / ٢٨. علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابه :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن مولى لأمير المؤمنينعليه‌السلام سأله مالا ، فقال : يخرج عطائي فأقاسمك هو(١١) ، فقال : لا أكتفي ، وخرج(١٢) إلى معاوية ، فوصله ، فكتب إلى

__________________

(١) في شرح المازندراني : «لعن».

(٢) في «بح» : ـ «نعم».

(٣) «عضل» : قبيلة ، وهو عضل بن الهون بن خزيمة أخو الديش ، وهما القارة. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٦٦ (عضل).

(٤) في «ع» : «والمجدمين». وفي حاشية «بح» : «والجذميين».

وفي شرح المازندراني : «والمجذمين من أسد وغطفان ، أي المسرعين منهم إلى قطع المودة والصلة ؛ من الإجذام وهو الإسراع. والمجذام : رجل سريع القطع للمودة ، وغطفان بالتحريك : حي من قيس».

وفي المرآة : «قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والمجذمين ، لعل المراد المنسوبين إلى الجذيمة ، ولعل أسدا وغطفان كلتيهما منسوبتان إليها. قال الجوهري : جذيمة : قبيلة من عبد القيس ، ينسب إليهم جذمي بالتحريك ، وكذلك إلى جذيمة أسد. وقال الفيروزآبادي : غطفان ـ محركة ـ : حي من قيس». وراجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٨٣ (جذم) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٢١ (غطف).

(٥) في «ع ، ل ، بف ، بن ، جت» والوافي : «وسهيلا». وفي «م ، جد» والبحار ، ج ٢٢ : «وشهيلا».

(٦) في «بح ، جد» وحاشية «م» : «مليلة».

(٧) في «ع ، ل» : «حريم». في «م ، ن ، بن ، جد» : «جريم». وفي «بف» : «حزيم».

(٨) في «ع ، ل ، بن ، جد» : «ومران».

(٩) في شرح المازندراني : «في بعض النسخ بالدال المهملة ، وقيل : هو تصحيف».

(١٠) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٨١ ، ح ٢٥٤٧٤ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٦ ، ح ١٢٠ ؛ وفيه ، ج ٦٠ ، ص ٢٣١ ، ح ٧٤ ، ملخصا.

(١١) في «بف ، بن» والوافي : ـ «هو». وفي البحار : «فاقاسمكه» بدل «فاقاسمك هو». وفي المرآة : «قوله : فاقاسمك هو ، الظاهر : فاقاسمكه ، ولعله تصحيف».

(١٢) في «ن» : «فخرج».

١٨١

أمير المؤمنينعليه‌السلام يخبره بما أصاب من المال ، فكتب إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام :

أما بعد ، فإن ما في يدك من المال(١) قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلى أهل(٢) بعدك ، وإنما لك منه ما مهدت لنفسك ، فآثر نفسك على صلاح ولدك ، فإنما أنت جامع لأحد رجلين : إما رجل عمل فيه بطاعة الله ، فسعد بما شقيت ، وإما رجل عمل فيه بمعصية الله ، فشقي بما جمعت له ، وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ، ولا تبرد(٣) له على ظهرك ، فارج لمن مضى رحمة الله ، وثق لمن بقي برزق الله».(٤)

كلام علي بن الحسينعليهما‌السلام

١٤٨٤٤ / ٢٩. حدثني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب الأسدي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، قال :

كان علي بن الحسينعليهما‌السلام يعظ الناس ، ويزهدهم في الدنيا ، ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحفظ عنه وكتب ، كان يقول :

__________________

(١) في نهج البلاغة : «من الدنيا».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار ونهج البلاغة. وفي المطبوع والوافي : «أهله».

(٣) في نهج البلاغة : «لا أن تحمل» بدل «لا تبرد».

وفي الوافي : «لا تبرد له على ظهرك ؛ يعني لا تحمل له على ظهرك التعب والمشقة ، أراد بالتبريد إيصال الخفض والدعة وإزالة المشقة».

وفي المرآة : «قوله : فلا تبرد ، قال الجوهري : يقال : ما برد لك على فلان ، أي ما ثبت ووجب. انتهى. أي لا تثبت له وزرا على ظهرك». وراجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٦ (برد).

(٤) نهج البلاغة ، ص ٥٤٩ ، ذيل الحكمة ٤١٦ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : «فإن ما في يدك من المال» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٢٤ ، ح ٢٥٣٩٥ ؛ البحار ، ج ٣٣ ، ص ٢٨٥ ، ح ٥٤٨.

(٥) في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د ، جت» والوافي : «الرسول».

١٨٢

«أيها الناس ، اتقوا الله ، واعلموا أنكم إليه ترجعون ، فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ، ويحذركم الله نفسه ، ويحك يا ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه.

ابن(١) آدم ، إن أجلك أسرع شيء إليك ، قد أقبل نحوك حثيثا(٢) يطلبك ، ويوشك أن يدركك ، وكأن(٣) قد أوفيت أجلك(٤) ، وقبض الملك روحك ، وصرت إلى قبرك وحيدا ، فرد إليك فيه روحك ، واقتحم عليك(٥) فيه(٦) ملكان ناكر(٧) ونكير لمساءلتك(٨) وشديد امتحانك.

ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده ، وعن نبيك الذي أرسل إليك ، وعن دينك الذي كنت تدين به ، وعن كتابك الذي كنت تتلوه ، وعن إمامك الذي كنت تتولاه(٩) ، ثم عن عمرك فيما(١٠) أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته وفيما(١١) أنفقته(١٢) ، فخذ حذرك(١٣) ، وانظر لنفسك ، وأعد الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار ، فإن

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والأمالي وشرح المازندراني. وفي «بح» والمطبوع والوافي : «يا ابن آدم».

(٢) الحثيث : السريع. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٦٦ (حثث).

(٣) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : كأن قد أوفيت ، مخفف كأن ، أو هو من الأفعال الناقصة».

(٤) في شرح المازندراني : «وكان قد أوفيت أجلك ، وفى الشيء : تم وكمل ، وأوفى فلانا حقه ، إذا أعطاه وافيا تاما ، وأوفى فلانا ، إذا أتاه ، ف «أوفيت» إما مبني للمفعول أو للفاعل ، وفيه تحريك على فرض ما هو قريب الوقوع واقعا ، والغرض منه هو الحث على الاستعداد له قبل نزوله». وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٦ (وفي).

(٥) «اقتحم عليك» : دخل ووقع ، يقال : اقتحم الإنسان الأمر العظيم وتقحمه ، إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٠٦ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٨ (قحم).

(٦) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» وتحف العقول : ـ «فيه».

(٧) في الأمالي وتحف العقول : «ملكاك منكر» بدل «ملكان ناكر».

(٨) في «د ، جت» : «بمساءلتك».

(٩) في «م ، بح ، جت ، جد» وحاشية «د» : «تتوالاه». وفي حاشية «م ، بح ، جد» : «تولاه».

(١٠) هكذا في أكثر النسخ التي قوبلت والوافي. وفي «بن» : «فيم». وفي «ن ، جت» والمطبوع : + «كنت».

(١١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وتحف العقول والأمالي. وفي المطبوع : + «أنت».

(١٢) في الأمالي للصدوق : «أتلفته».

(١٣) قال الجوهري : «الحذر والحذر : التحرز». وقال الزمخشري ذيل قوله تعالى :( خُذُوا

١٨٣

تك مؤمنا(١) عارفا بدينك ، متبعا للصادقين ، مواليا لأولياء الله ، لقاك الله حجتك(٢) ، وأنطق لسانك بالصواب ، وأحسنت الجواب ، وبشرت بالرضوان والجنة من اللهعزوجل (٣) ، واستقبلتك الملائكة بالروح(٤) والريحان(٥) ، وإن لم تكن كذلك تلجلج(٦) لسانك ، ودحضت حجتك(٧) ، وعييت(٨) عن الجواب(٩) ، وبشرت بالنار(١٠) ، واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل(١١) من حميم ،

__________________

حِذْرَكُمْ ) [النساء (٤) : ٧١] : «الحذرو الحذر بمعنى ، كالأثر والإثر ، يقال : أخذ حذره ، إذا تيقظ واحترز من المخوف ، كأنه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه ، والمعنى : احذروا واحترزوا من العدو ولا تمكنوه من أنفسكم». وقال العلامة المازندراني : «فخذ حذرك ، الحذر ـ بالكسر ويحرك ـ : الاحتراز ، ولا يحصل ذلك إلابمحاسبة النفس قبل الموت وحملها على فعل ما ينبغي وترك ما لا ينبغي ، كما أشار إليه بقوله : وانظر لنفسك ...». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٦ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٤١ ؛ شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٤٠٧.

(١) في الأمالي : + «تقيا».

(٢) في شرح المازندراني : «لقاك الله حجتك ، أي أفاضها عليك وألهمك إياها». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : لقاك الله حجتك ، أي يرسلها إليك قبال وجهك ، كناية عن التلقين والإفهام والإلهام ، قال الفيروزآبادي : لقاه الشيء : ألقاه إليه». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٤ (لقي).

(٣) في الأمالي : + «والخيرات الحسان».

(٤) «الروح» : الراحة ، والسرور ، والفرح ، والرحمة ، ونسيم الريح. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ١٤٨ (روح).

(٥) «الريحان» : نبت طيب الرائحة ، أو كل نبت كذلك ، أو أطرافه ، أو ورقه ، والولد ، والرزق. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ (ريح).

(٦) التلجلج : التردد في الكلام. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ (لجلج).

(٧) «دحضت حجته» أي بطلت ، ومنه قوله تعالى :( حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ ) [الشورى (٤٢) : ١٦] أي باطلة. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٦ ؛ تاج العروس ، ج ١٠ ، ص ٥١ (دحض).

(٨) في الأمالي للصدوق : «وعميت».

(٩) «عييت عن الجواب» أي عجزت عنه ولم تطق إحكامه ، أو لم تهتد لوجه المراد ؛ من العي ، وهو العجز ، وعدم الاهتداء لوجه المراد ، والجهل ، وعدم البيان. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ و ١١٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ (عيي).

(١٠) في شرح المازندراني : «وبشرت بالنار ، في لفظ البشارة تهكم واستهزاء».

(١١) النزل ، بضمتين : ما هيئ للضيف قبل أن ينزل ، قال العلامة المجلسي : «اطلق هنا على سبيل التهكم».

١٨٤

وتصلية(١) جحيم(٢) .

واعلم يا ابن آدم ، أن من وراء هذا(٣) أعظم وأفظع(٤) وأوجع للقلوب يوم القيامة ، ذلك يوم مجموع له الناس ، وذلك يوم مشهود يجمع(٥) الله ـعزوجل ـ فيه الأولين والآخرين ، ذلك(٦) يوم ينفخ في الصور ، وتبعثر(٧) فيه القبور ، وذلك يوم الآزفة(٨) إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ، وذلك يوم لاتقال(٩) فيه عثرة(١٠) ، ولا يؤخذ(١١) من أحد

__________________

راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٢ (نزل).

(١) قال العلامة المازندراني : التصلية : الإحراق والإدخال في النار ، قال القاضي : وذلك ما يجد في القبر من سموم النار ودخانها». وقال العلامة المجلسي : «وتصلية جحيم ، إما بإدخال نار البرزخ ، أو بشارة نار الخلد». وراجع : تفسير البيضاوي ، ج ٥ ، ص ٢٩٤ ، ذيل الآية ٩٤ من سورة الواقعة (٥٦).

(٢) قال ابن الأثير : «وفيه ذكر الجحيم في غير موضع ، هو اسم من أسماء جهنم ، وأصله ما اشتد لهبه من النيران». وقال الفيروزآبادي : «الجحيم : النار الشديدة التأجج ، وكل نار بعضها فوق بعض ، كالجحمة ويضم ، وكل نار عظيمة في مهواة ، والمكان الشديد الحر». النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٣٢ (جحم).

(٣) في الأمالي : + «ما هو».

(٤) في الأمالي : «وأقطع». و «أفظع» أي أشد شناعة. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠٢ (فظع).

(٥) في «ن» : «ويجمع».

(٦) في «بف» : «ذاك».

(٧) قال الجوهري : «الفراء : يقال : بعثر الرجل متاعه وبعثره ، إذا فرقه وبدده وقلب بعضه على بعض ، ويقال : بعثرت الشيء وبعثرته ، إذا استخرجته وكشفته. وقال العلامة المازندراني : «الفعل إما ماض معلوم من باب التفعلل على تشبيه القبر بإنسان أكل طعاما فلم يستقر في معدته فرده ، أو مضارع مجهول من الرباعي المجرد». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٣ (بعثر).

(٨) قال العلامة المازندراني : «أزف الوقت ، كفرح : دنا وقرب ، والأزف محركة : الضيق وسوء العيش. سميت القيامة آزفة لقرب حضورها ، أو لضيق عيش أكثر الناس فيها». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٥٦.

(٩) في «ع ، ن ، بف» والأمالي : «لا يقال». وفي «جت» بالتاء والياء معا.

(١٠) في شرح المازندراني : «أقاله الله عثرته : وافقه في نقض العهد ، وأجابه إليه ؛ إذ وقع العهد بين العبد وبينه ـ تعالى ـ في أنه إذا عصاه يعاقب ، فإذا استقال العاصي في ذلك اليوم وندم من ذلك العهد وطلب منه ـ تعالى ـ أن ينقضه ليتخلص من العقاب ، لا يقال ولا يجاب ؛ لأن العهد مبرم لا ينقض بالإقالة». وراجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٣٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨٨ (قيل).

(١١) في شرح المازندراني : «ولا تؤخذ».

١٨٥

فدية ، ولا تقبل(١) من أحد معذرة ، ولا لأحد فيه مستقبل توبة ، ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات ، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

فاحذروا أيها الناس من الذنوب والمعاصي(٢) ما قد نهاكم الله عنها ، وحذركموها في كتابه الصادق ، والبيان الناطق ، ولا تأمنوا(٣) مكر الله(٤) وتحذيره(٥) وتهديده(٦) عند ما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا ، فإن الله ـعزوجل ـ يقول :( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (٧) .

وأشعروا(٨) قلوبكم(٩) خوف الله ، وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب ، فإنه من خاف شيئا حذره ، ومن حذر شيئا تركه(١٠) ، ولا تكونوا من الغافلين(١١) المائلين إلى زهرة(١٢)

__________________

(١) في «د ، ع ، م ، بف ، جد» : «ولا يقبل».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : من الذنوب والمعاصي ، بيان للموصول بعده ، أو الموصول بدل من الذنوب».

(٣) في «د» : «فلا تأمنوا».

(٤) في شرح المازندراني : «المكر من الناس الخديعة ، وهي أن يوهم غيره خلاف ما يخفيه من المكروه وإيصال السوء ، وإذا نسب إليه ـ تعالى ـ يراد به لازمه ، وهو العقوبة وإيصال المكروه كناية. وقيل : هو استعارة لاستدراج العبد وأخذه من حيث لا يحتسب. وقيل : هو إيصال المكروه إلى الغير على وجه يخفى ، فيجوز صدوره منه تعالى».

(٥) في «بف» : + «وتحديده».

(٦) في «د ، بح» : ـ «وتهديده». وفي الأمالي : «وشدة أخذه» بدل «وتحذيره وتهديده». وفي تحف العقول : «تدميره» بدلها.

(٧) الأعراف (٧) : ٢٠١.

(٨) في «بن» والأمالي : «فأشعروا».

(٩) في المرآة : «الشعار : الثوب الملاصق للجلد والشعر ، أي اجعلوا خوف الله شعار قلوبكم ملازما لها غير مفارق عنها». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٠ (شعر).

(١٠) في الأمالي للصدوق : «نكله».

(١١) في حاشية «م ، بح ، جد» : «الفاعلين».

(١٢) في حاشية «بح ، جت» وشرح المازندراني وتحف العقول والأمالي : + «الحياة».

١٨٦

الدنيا(١) الذين مكروا السيئات ، فإن الله يقول في محكم كتابه :( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ ) (٢) .

فاحذروا ما حذركم الله(٣) بما فعل بالظلمة في كتابه ، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد(٤) به القوم الظالمين في الكتاب(٥) ، والله(٦) لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم ، فإن السعيد من وعظ بغيره ، ولقد أسمعكم الله في كتابه ما(٧) قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال :( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً ) وإنما عنى بالقرية أهلها حيث يقول :( وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ) (٨) فقال(٩) عزوجل :( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ) ؛ يعني يهربون ، قال :( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) فلما أتاهم العذاب( قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) (١٠) .

وايم الله إن هذه(١١) عظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم.

ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب ، فقالعزوجل :( وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ) .(١٢)

فإن قلتم أيها الناس : إن الله ـعزوجل ـ إنما عنى بهذا أهل الشرك ، فكيف ذلك وهو يقول :( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ

__________________

(١) في الأمالي : + «فتكونوا من».

(٢) النحل (١٦) : ٤٥ ـ ٤٧.

(٣) في الأمالي : + «واتعظوا».

(٤) في «بن» وحاشية «جت» والوافي : «توعد».

(٥) في «ن» : «كتاب الله» بدل «الكتاب».

(٦) في «ن» : «تالله». وفي حاشية «جت» : «وتالله».

(٧) في الوافي : «بما».

(٨) الأنبياء (٢١) : ١١.

(٩) في شرح المازندراني : «وقال».

(١٠) الأنبياء (٢١) : ١٢ ـ ١٥.

(١١) في «بح» : «هذا».

(١٢) الأنبياء (٢١) : ٤٦.

١٨٧

خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ) .(١)

اعلموا(٢) عباد الله(٣) ، أن أهل الشرك لاينصب(٤) لهم الموازين ، ولا ينشر(٥) لهم الدواوين ، وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا(٦) ، وإنما نصب الموازين ونشر(٧) الدواوين لأهل الإسلام.

فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أن الله ـعزوجل ـ لم يحب(٨) زهرة(٩) الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها ، وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته ، وايم الله لقد ضرب لكم(١٠) فيه(١١) الأمثال ، وصرف الآيات(١٢) لقوم يعقلون(١٣) ، ولا قوة إلا بالله.

فازهدوا فيما زهدكم الله ـعزوجل ـ فيه من عاجل الحياة الدنيا ، فإن الله ـعزوجل ـ يقول ـ وقوله الحق ـ :( إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ

__________________

(١) الأنبياء (٢١) : ٤٧.

(٢) في «م ، جت» : «واعلموا».

(٣) في «ن» : ـ «عباد الله».

(٤) في «ل ، م ، بف ، بن» والوافي والأمالي وتحف العقول : «لا تنصب».

(٥) في «د ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي والأمالي وتحف العقول : «ولا تنشر».

(٦) الزمر : جمع الزمرة بالضم بمعنى الفوج ، والجماعة في تفرقة. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٥ (زمر).

(٧) في «د» والأمالي وتحف العقول : «وتنشر».

(٨) في حاشية «جت» : «لم يحبب». وفي الأمالي : «لم يختر».

(٩) في «جت» : «زهرتها». وفي الأمالي : «هذه».

(١٠) في «بن» : ـ «لكم».

(١١) في «ن ، بح ، بن ، جت ، جد» والأمالي : «فيها».

(١٢) تصريف الآيات : تبيينها. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٠٣ (صرف).

(١٣) في الأمالي وتحف العقول : + «فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون».

١٨٨

يَتَفَكَّرُونَ ) (١) .

فَكُونُوا عِبَادَ اللهِ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ وَلَاتَرْكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا ، فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) :( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (٣) ولا تركنوا إلى زهرة(٤) الدنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان ، فإنها دار بلغة(٥) ومنزل قلعة(٦) ودار عمل ، فتزودوا الأعمال الصالحة فيها قبل تفرق أيامها(٧) ، وقبل الإذن من الله في خرابها ، فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثها ، فأسأل(٨) الله العون لنا ولكم على تزود التقوى والزهد فيها ، جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل زهرة(٩) الحياة الدنيا الراغبين(١٠) لآجل ثواب الآخرة ، فإنما نحن به وله ، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».(١١)

__________________

(١) يونس (١٠) : ٢٤.

(٢) في الأمالي : + «نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه».

(٣) هود (١١) : ١١٣.

(٤) في حاشية «جت» والأمالي للصدوق : + «الحياة». وفي تحف العقول : «هذه».

(٥) البلغة : ما يتبلغ ويكتفى به ولا يفضل ، يقال : في هذا بلغة ، أي كفاية ، والمعنى : أنها دار ينبغي أن يكتفى فيهابقدر الكفاية ، أو ينبغي أن يؤخذ منها ما يبلغ به إلى نعيم الآخرة ودرجاتها. راجع : المصباح المنير ، ص ٦١ (بلغ).

(٦) في الأمالي : «دار قلعة وبلغة». وفي تحف العقول : «دار قلعة ومنزل بلغة». و «منزل قلعة» بالضم وبضمتين وكهمزة ، أي ليست بمستوطنة ، أو معناه : لا تملك ، أو لا يدرى متى يتحول عنها. ويقال : مجلس قلعة ، أي يحتاج صاحبه إلى أن يقوم مرة بعد مرة. والدنيا دار قلعة ، أي انقلاع ، وهو على قلعة ، أي رحلة. وقال العلامة المازندارني : «ومنزل قلعة ، أي تحول وارتحال وتقلع منها إلى الآخرة». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١١ (قلع).

(٧) في الأمالي : «منها قبل أن تخرجوا منها» بدل «فيها قبل تفرق أيامها».

(٨) في «بف» : «نسأل».

(٩) في تحف العقول : «هذه».

(١٠) في «بف» : «والراغبين». وفي الأمالي : «والراغبين العاملين».

(١١) الأمالي للصدوق ، ص ٥٠٣ ، المجلس ٧٣ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب. تحف العقول ، ص ٢٤٩ ، من قوله : «أيها الناس اتقو الله واعلموا أنكم إليه ترجعون» وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٤٨ ، ح ٢٥٤٠٥.

١٨٩

حديث الشيخ مع(١) الباقرعليه‌السلام

١٤٨٤٥ / ٣٠. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار(٢) ، قال : حدثني رجل من أصحابنا ، عن الحكم بن عتيبة ، قال :

بينا أنا مع أبي جعفرعليه‌السلام ـ والبيت غاص بأهله ـ إذ(٣) أقبل شيخ يتوكأ على عنزة(٤) له(٥) حتى وقف(٦) على باب البيت ، فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم سكت.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته».

ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت ، وقال : السلام عليكم ، ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا ، وردواعليه‌السلام .

ثم أقبل بوجهه على أبي جعفرعليه‌السلام ، ثم قال(٧) : يا ابن رسول الله ، أدنني منك جعلني الله فداك ، فو الله إني لأحبكم ، وأحب من يحبكم ، ووالله(٨) ما أحبكم وأحب(٩) من يحبكم لطمع في دنيا(١٠) ، وإني(١١) لأبغض عدوكم وأبرأ منه ، وو الله(١٢) ما أبغضه وأبرأ منه لوتر(١٣) كان بيني وبينه ، والله إني لأحل حلالكم وأحرم حرامكم ، وأنتظر أمركم ،

__________________

(١) في «جت» : + «الإمام محمد».

(٢) في الوسائل : ـ «عن إسحاق بن عمار».

(٣) في «ع ، بح» : «إذا».

(٤) العنزة : عصا أقصر من الرمح ، ولها زج من أسفلها. والزج : الحديدة التي في أسفل الرمح ، ويقابله السنان ، وهو نصل الرمح. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٥١ (زجج) ، وص ٤٣٢ (عنز).

(٥) في الوسائل : ـ «يتوكأ على عنزة له».

(٦) في حاشية «بح ، جت» : «قام».

(٧) في «جت» : «فقال» بدل «ثم قال».

(٨) في «ع ، ل ، بن» : «والله» بدون الواو.

(٩) في الوافي : «وما احب».

(١٠) في شرح المازندراني : «في الدنيا».

(١١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار والوافي. وفي المطبوع : «والله إني».

(١٢) في «ل ، بن» : «والله» بدون الواو.

(١٣) الوتر : الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٤٨ (وتر).

١٩٠

فهل ترجو لي(١) جعلني الله فداك؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «إلي(٢) إلي» حتى أقعده إلى جنبه ، ثم قال : «أيها الشيخ ، إن أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام أتاه رجل ، فسأله عن مثل الذي سألتني عنه ، فقال له أبيعليه‌السلام : إن تمت ترد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى علي والحسن والحسين وعلي(٣) بن الحسينعليهم‌السلام ، ويثلج قلبك(٤) ، ويبرد فؤادك(٥) ، وتقر عينك ، وتستقبل بالروح والريحان(٦) مع الكرام الكاتبين ، لو قد بلغت نفسك(٧) هاهنا ـ وأهوى(٨) بيده إلى حلقه ـ وإن تعش ترى ما يقر الله(٩) به عينك ، وتكون(١٠) معنا في السنام(١١) الأعلى».

قال(١٢) الشيخ : كيف قلت(١٣) يا أبا جعفر(١٤) ؟ فأعاد عليه الكلام ، فقال الشيخ : الله أكبر ، يا أبا جعفر(١٥) ، إن أنا مت أرد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى علي والحسن والحسين

__________________

(١) في شرح المازندراني : «مفعول ترجو محذوف ، وهو النجاة والرحمة أو نحو هما».

(٢) في «د» : ـ «إلي».

(٣) في «بح» والبحار : «وعلى علي».

(٤) يقال : ثلج قلبي بالأمر ، إذا اطمأن إليه وسكن وثبت فيها ووثق به. النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٩ (ثلج).

(٥) في شرح المازندراني : «برد الفؤاد برودة ، مثل سهل سهولة ، إذا سكنت حرارته. وهو كناية عن زوال كل مكروه يوجب غيظ القلب وحرارته». وراجع : المصباح المنير ، ص ٤٢ (برد).

(٦) مر شرح الروح والريحان في الحديث السابق.

(٧) في شرح المازندراني : «النفس بالتسكين : الروح ، وبالتحريك معروف ، والأول أنسب».

(٨) في «بن» : «وأومى».

(٩) في المرآة : «تقر به» بدل «يقر الله به».

(١٠) في «ن» : «فتكون».

(١١) سنام كل شيء : أعلاه ، واستعار لفظ السنام لأعلى درجات الجنان وأشرف من المراتب الإنسانية وأرفع درجة من درجات الكرامة الربانية ، ثم وصفها بالأعلى ترشيحا لها وتصريحا بعلوها. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ (سنم).

(١٢) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار. وفي «بن» والمطبوع وشرح المازندراني والوافي : «فقال».

(١٣) في البحار : «قلت : كيف» بدل «كيف قلت».

(١٤) في «ع ، ل ، بح ، بن ، جت ، جد» والوافي : «يا با جعفر».

(١٥) في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي : «يا با جعفر».

١٩١

وعلي بن الحسينعليهم‌السلام ، وتقر عيني ، ويثلج قلبي ، ويبرد فؤادي ، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى(١) هاهنا(٢) ، وإن أعش أرى ما يقر(٣) الله(٤) به(٥) عيني ، فأكون(٦) معكم في السنام الأعلى؟

ثم أقبل الشيخ ينتحب(٧) وينشج(٨) ها ها ها حتى لصق بالأرض ، وأقبل(٩) أهل البيت ينتحبون وينشجون(١٠) لما يرون من حال الشيخ ، وأقبل أبو جعفرعليه‌السلام يمسح بإصبعه(١١) الدموع من حماليق(١٢) عينيه وينفضها.

ثم رفع الشيخ رأسه ، فقال لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله ، ناولني يدك جعلني الله فداك ، فناوله يده ، فقبلها ووضعها على عينيه وخده ، ثم حسر(١٣) عن بطنه وصدره ، فوضع يده على بطنه وصدره(١٤) ، ثم قام ، فقال : السلام عليكم.

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت» والبحار : ـ «إلى».

(٢) في «جت» : «هنا».

(٣) في «جت» : «ما تقر».

(٤) في «ل ، جت» : ـ «الله».

(٥) في «ل» : ـ «به».

(٦) في «بن» : «وأكون».

(٧) النحب والنحيب والانتحاب : البكاء بصوت طويل ومد. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧ (نحب).

(٨) هكذا في «ن ، بف ، بن ، جت». وفي الوافي : «بنشج». وفي سائر النسخ والمطبوع : «ينشج» بدون الواو. وقال الجوهري : «نشج الباكي ينشج نشجا ونشيجا ، إذا غص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب». وقال ابن الأثير : «النشيج : صوت معه توجع وبكاء ، كما يردد الصبي بكاءه في صدره ، وقد نشج ينشج». الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٢ (نشج).

(٩) في الوافي : «فأقبل».

(١٠) في «د ، ع ، ل ، ن» : «ينشجون» بدون الواو.

(١١) في «بح ، جت» : «بأصابعه».

(١٢) الحماليق : جمع حملاق العين بالضم والكسر وكعصفور ، وهو باطن أجفانها الذي يسود بالكحلة ، أو ما غطته الأجفان من بياض المقلة ، أو باطن الجفن الأحمر الذي إذا قلب للكحل رأيت حمرته ، أو ما لزق بالعين من موضع الكحل من باطن. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٦٥ (حملق).

(١٣) في المرآة : «قوله : ثم حسر ، أي كشف الشيخ الثوب عن بطنه وصدره فوضع يدهعليه‌السلام عليهما للتيمن والبركة والتخلص من العذاب». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٣ (حسر).

(١٤) في «بح» : «صدره وبطنه».

١٩٢

وأقبل أبو جعفرعليه‌السلام ينظر في قفاه وهو مدبر ، ثم أقبل بوجهه على القوم ، فقال : «من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا».

فقال الحكم بن عتيبة : لم أر مأتما(١) قط يشبه ذلك المجلس.(٢)

قصة صاحب الزيت(٣)

١٤٨٤٦ / ٣١. عنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان رجل يبيع الزيت ، وكان يحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حبا شديدا ، كان إذا أراد أن يذهب في حاجته(٤) ، لم يمض(٥) حتى ينظر إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد(٦) عرف(٧) ذلك منه ، فإذا جاء تطاول له(٨) حتى ينظر إليه ، حتى إذا كان(٩) ذات يوم دخل(١٠) ، فتطاول له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نظر إليه ، ثم مضى في حاجته ، فلم يكن

__________________

(١) المأتم في الأصل : مجتمع الرجال والنساء في الغم والفرح ، ثم خص به اجتماع النساء للموت ، أو هو للشواب من النساء لا غير. النهاية ، ج ١ ، ص ٢١ (أتم).

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٩٩ ، ح ٣٠٦٣ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٧٠ ، ح ١٥٦٦٨ ، إلى قوله : «حتى أجابه القوم جميعا وردواعليه‌السلام » ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٦١ ، ح ٣.

(٣) في أكثر النسخ : ـ «قصة صاحب الزيت».

(٤) في الوافي : «حاجة».

(٥) في الوافي : «لم يذهب».

(٦) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن ، جت» والوافي : «قد» بدون الواو.

(٧) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : قد عرف ، على المعلوم ، أي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو على المجهول ، أي صار بذلك معروفا بين الناس».

(٨) في «ع» : «تتطاول له». وفي «بح ، جد» وحاشية «م» : «يتطاول له». والتطاول : التمدد إلى الشيء للنظر نحوه ، أي كان إذا جاء هذا الرجل تطاول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ورفع رأسه ومد عنقه من بين الناس ؛ ليراه الرجل. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤١٢ (طول).

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والبحار والوافي. وفي المطبوع : «كانت».

(١٠) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار والوافي. وفي المطبوع : + «عليه».

١٩٣

بأسرع من أن رجع ، فلما رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد فعل ذلك ، أشار إليه بيده اجلس ، فجلس بين يديه ، فقال : ما لك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك؟

فقال : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق نبيا لغشي(١) قلبي شيء من ذكرك حتى ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتى رجعت إليك.

فدعا له ، وقال(٢) له خيرا.

ثم مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أياما لايراه ، فلما فقده سأل عنه ، فقيل(٣) : يا رسول الله ، ما رأيناه منذ أيام ، فانتعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانتعل معه أصحابه ، وانطلق(٤) حتى أتى(٥) سوق الزيت ، فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد ، فسأل عنه جيرته(٦) ، فقالوا : يا رسول الله ، مات ولقد كان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد كان فيه خصلة ، قال : وما هي؟ قالوا : كان يرهق(٧) يعنون يتبع النساء.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :رحمه‌الله ، والله(٨) لقد كان يحبني حبا(٩) لو كان نخاسا(١٠)

__________________

(١) في المرآة : «قال الجوهري : غشيه شيء : جاءه ، والمعنى أنه ورد على قلبي شيء من ذكرك وحبك حتى تركت حاجتي ورجعت إليك». وراجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٧ (غشا).

(٢) في «بح» : «فقال».

(٣) في «م» وحاشية «جت» والوافي : + «له».

(٤) في الوافي : «فانطلق».

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار والوافي. وفي المطبوع : «أتوا». وفي حاشية «بح ، جت» : «انتهى».

(٦) في «بف» : «جيرانه».

(٧) الرهق يجيء لعدة معان ، منها غشيان المحارم ، ذكرها العلامة المازندراني ، ثم قال : «ولما كان الرهق يجيء ، لهذه المعاني بينهعليه‌السلام بقوله : يعنون : يتبع النساء ، لعل المراد أنه كان مائلا إلى ملامستهن ، ولا يلزم أن يكون ذلك على وجه الحرام مع احتماله». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٠ (رهق).

(٨) في الوسائل : ـ «رحمه‌الله ، والله».

(٩) في «ن» : + «حتى». وفي «د ، م» : + «شديدا».

(١٠) في الوافي : «بخاسا». والنخاس : بياع الدواب والرقيق. قال العلامة المازندراني : «النخاس : بياع الرقيق ، وهو فظ غليظ القلب فاجر فاسق ، لا يبالي بالفسوق والتدليس والمكر ، وقد وردت في ذمه روايات كثيرة». وقال العلامة المجلسي : «قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو كان نخاسا لغفر الله له ، فيه ذم عظيم للنخاس ، ولعل المراد من يبيع الأحرار عمدا». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٨٨ (نخس).

١٩٤

لغفر الله له».(١)

١٤٨٤٧ / ٣٢. علي بن محمد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عثمان بن عيسى ، عن ميسر ، قال :

دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : «كيف أصحابك؟».

فقلت : جعلت فداك(٢) لنحن عندهم أشر(٣) من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا(٤) .

قال : وكان متكئا ، فاستوى جالسا ، ثم قال : «كيف قلت؟».

قلت : والله لنحن عندهم أشر(٥) من اليهود والنصارى والمجوس(٦) والذين أشركوا(٧) .

فقال : «أما والله لايدخل(٨) النار منكم اثنان ، لاوالله ولا واحد ؛ والله إنكم الذين قال اللهعزوجل :( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) »(٩) .

ثم قال : «طلبوكم والله في النار(١٠) ، فما وجدوا منكم أحدا».(١١)

__________________

(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٢٥ ، ح ٣٠٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٣٦ ، ح ٢٢١٨٨ ، من قوله : «فسأل عنه جيرته» ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٤٣ ، ح ١٣١.

(٢) في «ن» : + «والله».

(٣) في «بف» والوافي : «شر».

(٤) في «ع ، ل ، بف ، جد» والوافي : ـ «والذين أشركوا».

(٥) في «بف» والوافي : «شر».

(٦) في البحار : ـ «والمجوس».

(٧) في «بح» : ـ «قال : وكان متكئا ـ إلى ـ والذين أشركوا».

(٨) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي المطبوع : «تدخل».

(٩) ص (٣٨) : ٦٢ ـ ٦٤.

(١٠) في «د ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» : + «والله».

(١١) تفسير فرات ، ص ٣٦٠ ، ح ٤٩٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٠٩ ، ح ٣٠٧٥ ؛ البحار ، ج ٨ ، ص ٣٥٤ ، ح ٤.

١٩٥

وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام

١٤٨٤٨ / ٣٣. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن معاوية بن عمار ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «كان في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام أن قال : يا علي ، أوصيك في نفسك بخصال احفظها(١) عني ، ثم قال : اللهم أعنه : أما الأولى فالصدق ، ولا تخرجن(٢) من فيك كذبة أبدا ؛ والثانية الورع ، ولا تجترئ على خيانة(٣) أبدا ؛ والثالثة الخوف من الله ـ عز ذكره ـ كأنك تراه ؛ والرابعة كثرة البكاء من خشية الله يبنى لك بكل دمعة ألف(٤) بيت في الجنة ؛ والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك ؛ والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي.

أما الصلاة فالخمسون ركعة(٥) ؛ وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر : الخميس في أوله ، والأربعاء في وسطه ، والخميس في آخره(٦) ؛ وأما الصدقة فجهدك حتى تقول(٧) : قد أسرفت ولم تسرف.

وعليك بصلاة الليل(٨) ، وعليك بصلاة الزوال ، وعليك بصلاة الزوال ، وعليك بصلاة الزوال(٩) ، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال ، وعليك برفع يديك في صلاتك

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي ، ح ٥٢٢١. وفي «بن» والمطبوع والوافي ، ح ٢٥٣٩١ : «فاحفظها».

(٢) في «د ، ع ، ل ، م ، بف ، بن» والوافي ، ح ٢٥٣٩١ : «ولا يخرجن».

(٣) في «د ، م ، بح ، جد» : «جناية».

(٤) في الزهد والمحاسن والفقيه : ـ «ألف».

(٥) في الزهد : «فأما صلاتي فالإحدى وخمسون» بدل «أما الصلاة فالخمسون ركعة».

(٦) في الزهد : «من كل شهر في أوله ووسطه وآخره» بدل «في الشهر : الخميس في أوله ، والأربعاء في وسطه ، والخميس في آخره».

(٧) في «بن» : «يقال».

(٨) في «م» والوافي ، ح ٢٥٣٩١ : + «وعليك بصلاة الليل». وفي «بن ، جت» وحاشية «بح ، بف» والبحار والفقيه والتهذيب والزهد : + «وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل». وفي المحاسن : + «يكررها أربعا».

(٩) في «بح» والفقيه والمحاسن : ـ «وعليك بصلاة الزوال ، وعليك بصلاة الزوال».

١٩٦

وتقليبهما(١) ، وعليك بالسواك عند كل وضوء(٢) ، وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها(٣) ، ومساوي الأخلاق فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك».(٤)

١٤٨٤٩ / ٣٤. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبد الله بن المغيرة(٥) ، قال : حدثني جعفر بن إبراهيم(٦) :

عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسب(٧)

__________________

(١) في الزهد : «دعائك وتقليبها» بدل «صلاتك وتقليبهما». وفي الوافي ، ح ٥٢٢١ : + «يا علي». وفي الوافي ، ح ٢٥٣٩١ : «وتقلبهما». وفي المحاسن : «إلى ربك وكثرة تقلبها» بدل «في صلاتك وتقليبهما». وفي الفقيه : + «بكلتيهما».

(٢) في التهذيب : + «وكل صلاة». وفي الزهد : + «صلاة». وفي الفقيه : + «كل صلاة».

(٣) في الوافي : «فارتكبها».

(٤) التهذيب ، ج ٩ ، ص ١٧٥ ، ح ٧١٣ ، بسنده عن معاوية بن عمار. المحاسن ، ص ١٧ ، كتاب القرائن ، ح ٤٨ ، بسند آخر. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٨٨ ، ح ٥٤٣٢ ؛ والزهد ، ص ٢١ ، ح ٤٧ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي كل المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٦٧ ، ح ٢٥٣٩١ ؛ وفيه ، ج ٦ ، ص ٦٧٢ ، ح ٥٢٢١ ، قطعة منه ؛ الوسائل ، ج ٢ ، ص ١٦ ، ح ١٣٤٣ ؛ وج ٤ ، ص ٤٥ ، ح ٤٤٧٣ ؛ وص ٩١ ، ح ٤٥٩٢ ؛ وج ٨ ، ص ١٤٥ ، ح ١٠٢٦٢ ؛ وج ٩ ، ص ٣٧٨ ، ح ١٢٢٨٤ ، قطعة منه ؛ البحار ، ج ٧٧ ، ص ٦٨ ، ح ٨.

(٥) لم نجد رواية عبد الله بن المغيرة عن جعفر بن إبراهيم هذا ، في موضع. والمتكرر في الأسناد رواية عبد الله بن إبراهيم الغفاري بعناوينه المختلفة من عبد الله بن إبراهيم وعبد الله بن إبراهيم الغفاري وعبد الله الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم. وعبد الله هذا ، هو عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري المذكور في رجال النجاشي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٥٩٠. راجع : الكافي ، ح ١٩٦٣ و ٣٢٤٨ و ٤١٢٩ ؛ مصادقة الإخوان ، ص ٤٦ ، ح ١ ؛ كمال الدين ، ص ٢٢٨ ، ح ٢٢.

والمظنون قويا أن يكون عبد الله بن المغيرة في ما نحن فيه ، محرفا من «عبد الله الغفاري».

ثم إنه تبين مما مر أن ما ورد في المحاسن ، ص ٣٦٢ ، ح ٩٦ ، من رواية عبد الله بن إبراهيم عن أبي عمرو الغفاري عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، لا يخلو من تحريف ، والصواب فيه «عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري».

(٦) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وحاشية «بح». وفي «بح ، جد» وحاشية «م» والمطبوع : «جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار».

(٧) الحسب في الأصل : الشرف بالآباء ما يعده الناس من مفاخرهم. وقال ابن السكيت : «الحسب والكرم يكونان

١٩٧

المرء(١) دينه ، ومروءته وعقله(٢) وشرفه جماله(٣) ، وكرمه تقواه».(٤)

١٤٨٥٠ / ٣٥. عنهم ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة وثعلبة بن ميمون وغالب بن عثمان وهارون بن مسلم(٥) ، عن بريد بن معاوية ، قال :

كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام في فسطاط له(٦) بمنى ، فنظر إلى زياد الأسود منقطع(٧) الرجلين(٨) فرثى له(٩) ، فقال له : «ما لرجليك هكذا؟».

قال : جئت على بكر(١٠) لي نضو(١١) ، فكنت أمشي عنه عامة الطريق ، فرثى له.

__________________

في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، والشرف والمجد لا يكونان إلابالآباء». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨١ (حسب).

(١) في «بن» : «الرجل».

(٢) في «د ، م ، جت» : «وعقله ومروءته». وفي «بن» : «وعقله مروءته». وفي «ن ، بف» والوافي : «ومروءته عقله». في المرآة : «يحتمل أن يكون الواو في قوله : وعقله ، زيد من النساخ. وفي بعض النسخ «وعقله» مقدم على قوله : «ومروته» فيحتمل أن يكون معطوفا على دينه».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي «جت» والمطبوع : «وجماله».

(٤) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٥٠١٨ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٤٧ ، المجلس ٥ ، ضمن ح ٥٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . الجعفريات ، ص ١٥٠ ، بسند آخر عن جعفر بن محمد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . الزهد ، ص ٥٧ ، ح ١٥١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . الأمالي للطوسي ، ص ٥٩٠ ، المجلس ٢٥ ، ذيل ح ١٢ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي كل المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٩٨٤.

(٥) لم يثبت رواية الحسن بن علي بن فضال عن هارون بن مسلم ، كما لم يثبت رواية هارون بن مسلم عن بريد بن معاوية. والظاهر أن هارون بن مسلم محرف من «مروان بن مسلم». لا حظ ما قدمناه ذيل الكافي ، ح ٩٤٩٣ و ١٢٤٤١.

(٦) في «بف» : ـ «له». وفي «جت» : «فسطاطه» بدل «فسطاط له».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وحاشية «بح». وفي «بح» والمطبوع وشرح المازندراني والوافي : «منقلع».

(٨) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «الرجل». وفي المرآة : «قوله : منقطع الرجلين ، أي انقطع بعض أجزائهما عن بعض ، ولعله كان : متقطع الرجلين بالتاء».

(٩) «فرثى له» أي رحمه ورق له. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٨ (رثي).

(١٠) البكر : الفتي من الإبل ، والانثى : بكرة ، والجمع : بكار وبكارة. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٥ (بكر).

(١١) قال الجوهري : «النضو بالكسر : البعير المهزول ، والناقة نضوة». وقال ابن الأثير : «النضو : الدابة التي

١٩٨

وقال له(١) عند ذلك زياد(٢) إني ألم بالذنوب(٣) حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم ، فرجوت النجاة ، وتجلى عني(٤) .

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «وهل الدين إلا الحب(٥) ؟ قال الله تعالى :( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (٦) وَقَالَ :( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (٧) وقال :( يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ) (٨) إن رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، أحب المصلين ولا أصلي(٩) ، وأحب الصوامين ولا أصوم ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت مع من أحببت ، ولك ما اكتسبت ، وقال : ما تبغون وما تريدون ، أما إنها لو كانت(١٠) فزعة(١١) من السماء ، فزع(١٢) كل قوم إلى مأمنهم ، وفزعنا إلى نبينا ، وفزعتم إلينا».(١٣)

__________________

أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥١١ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٧٢ (نضا).

(١) في «جت» : ـ «له». وفي «بح» : + «ناد».

(٢) في «بح» : ـ «زياد».

(٣) «الم بالذنوب» أي انزل به ، أو اقار به. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٣٢ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٢ (لمم).

(٤) في المرآة : «قوله : وتجلى عني ، أي ارتفع وانكشف عني الهم الحاصل بسبب ذلك الظن».

(٥) في الوافي : + «وهل الدين إلا الحب».

(٦) الحجرات (٤٩) : ٧.

(٧) آل عمران (٣) : ٣١.

(٨) الحشر (٥٩) : ٩.

(٩) في شرح المازندراني : «الظاهر أن الرجل كان مؤمنا ، وأن المراد بالصلاة والصيام المندوبات مع احتمال الأعم ، وأن المراد بقوله : «أنت مع من أحببت» أن المحبة سبب للنجاة ، وأن قوله : «ولك ما اكتسبت» إشارة إلى أن أعمال الخير سبب لرفع الدرجات ، والله أعلم».

وفي المرآة : «قوله : ولا اصلي ، لعل المراد النوافل».

(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : «كان».

(١١) في شرح المازندراني : «الفزعة بالضم : ما يفزع منه ويخاف ، كالضحكة بالضم : ما يضحك منه ، ولعل المراد بها الصور أو زلزلة الساعة». وفي الوافي : «الفزعة ، بالضم : ما يخاف منه». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠١ (فزع).

(١٢) في الوافي : «فزع كل قوم : استغاث ولجأ ؛ فإن الفزع جاء بمعنى الخوف ، ويعدى بمن ، وبمعنى الاستغاثة ويعدى بإلى». وراجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٥٢ (فزع).

(١٣) تفسير فرات ، ص ٤٢٨ ، ح ٥٦٧ ، بسنده عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الأحمري ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ،

١٩٩

١٤٨٥١ / ٣٦. سهل(١) ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة وعبد الله بن بكير ، عن سعيد بن يسار ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «الحمد لله(٢) صارت فرقة مرجئة(٣) ، وصارت فرقة حرورية(٤) ، وصارت فرقة قدرية(٥) ، وسميتم الترابية(٦) وشيعة(٧) علي ، أما والله ما هو

__________________

مع اختلاف يسير. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٦٧ ، ح ٢٧ ، عن بريد بن معاوية العجلي. وفيه ، ص ١٦٧ ، ح ٢٥ ، عن زياد ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحب في الله والبغض في الله ، ح ١٨٨١ ؛ والمحاسن ، ص ٢٦٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٢٧ ؛ والخصال ، ص ٢١ ، باب الواحد ، ح ٧٤ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٢٦ ، ح ٣٠٩٦.

(١) السند معلق على سابقه ، كما هو واضح.

(٢) في شرح المازندراني : «الحمد لوجود الفرقة الناجية ، وهم الترابية الآتية ، لا بوجود الفرق الضالة المضلة ؛ لأن وجود الناجية مع افتراق الامة نعمة عظيمة من الله تعالى يستحق الحمد بها».

(٣) المرجئة تطلق على فرقتين : فرقة مقابلة للشيعة ، من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لتأخير هم علياعليه‌السلام عن مرتبته. وفرقة مقابلة للوعيدية ، إما من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لأنهم يؤخرون العمل عن النية والقصد ، وإما بمعنى إعطاء الرجاء ؛ لأنهم يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة. راجع : الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ١٣٩.

(٤) الحرورية : طائفة من الخوارج ، نسبوا إلى حروراء بالمد والقصر ، وهو موضع قريب من الكوفة ، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيها ، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان عندهم من التشدد في الدين ما هو معروف. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٦٦ (حرر).

(٥) في شرح المازندراني : «وصارت فرقة قدرية ، هم الجبرية الذين ذهبوا إلى أن أفعال العباد خيرها وشرها صادرة عنه تعالى ، وهما صنفان : صنف يقولون : ليس للعبد قدرة على الفعل أصلا ، وصنف يقولون : له قدرة عليه ، وإذا توجهت قدرتهم إلى الفعل بادرت القدرة الإلهية إليه فتوجده».

وفي المرآة : «قد تطلق القدرية على القائلين بقدرة العبد واستقلاله وأن لا مدخل لله في أفعال العباد بوجه ، وهم أكثر المعتزلة. وقد تطلق على الأشاعرة القائلين بضد ذلك وأن أفعال العباد مخلوقة لله وتقع بتقديره تعالى بلا مدخلية لقدرة العبد أصلا ، والأول أكثر استعمالا في أخبارنا ، وهما باطلان ، والواسطة التي هي الأمر بين الأمرين هي الحق».

(٦) في الوافي : «الترابية منسوبة إلى أبي تراب ، وهو كنية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كناه به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين رآه نائما لاصقا بالتراب ، فنفض عنه التراب وقال له : قم ، قم يا أبا تراب ، فصار كنية لهعليه‌السلام وكانعليه‌السلام يحب أن يكنى به».

(٧) في «ع ، ل ، ن ، بف» والوافي : «شيعة» بدون الواو.

٢٠٠