الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 72503
تحميل: 3261


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 72503 / تحميل: 3261
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إلا الله وحده لاشريك له ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله وآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشيعة آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما الناس إلا هم ، كان(١) عليعليه‌السلام أفضل الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأولى الناس بالناس» حتى قالها ثلاثا.(٢)

١٤٨٥٢ / ٣٧. عنه ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن عبد الحميد الواسطي :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : قلت له : أصلحك الله(٣) ، لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر حتى ليوشك الرجل منا أن يسأل في يده.

فقال : «يا عبد الحميد(٤) ، أترى(٥) من حبس نفسه على الله(٦) لايجعل الله له مخرجا؟ بلى والله ، ليجعلن(٧) الله له مخرجا(٨) ، رحم الله عبدا أحيا أمرنا».

قلت : أصلحك الله ، إن هؤلاء المرجئة(٩) يقولون : ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه حتى إذا جاء ما تقولون ، كنا نحن وأنتم سواء؟

__________________

(١) في «د» : «وكان».

(٢) الكافي ، كتاب الروضة ، ذيل ح ١٥٣٣٥ ، بسنده عن سعيد بن يسار ، مع اختلاف يسير. المحاسن ، ص ١٥٦ ، كتاب الصفوة ، ح ٨٦ ، بسنده عن سعيد بن يسار ، مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٢٣ ، ح ٣٠٩٣.

(٣) في المحاسن : + «والله».

(٤) هكذا في «م ، ن ، بح ، جد» والوافي والمحاسن وكمال الدين. وفي «د ، جت» : «يا با عبدالرحمن». وفي «ع ، جد» : «يا أبا عبدالرحمن». وفي المطبوع : «يا [أبا] عبدالحميد».

هذا ، وقد ذكر البرقي والشيخ الطوسي عبدالحميد الواسطي في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام . وأما كونه مكنى بأبي عبدالحميد أو أبي عبدالرحمن ، فلم يثبت. راجع : رجال البرقي ، ص ١١ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٣٩ ، الرقم ١٤٨٢.

(٥) في «بف» : «ترى» من دون همزة الاستفهام.

(٦) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : على الله ، أي على إطاعة أمر الله أو في طاعته متوكلا عليه. ويحتمل أن تكون «على» بمعنى اللام ، أي حبس نفسه لله وطاعته».

(٧) في «بح» : «ليجعل».

(٨) في الوافي والمحاسن وكمال الدين : + «رحم الله عبدا حبس نفسه علينا».

(٩) في شرح المازندراني : «لعل المراد بهم من أخر علياعليه‌السلام عن الثلاثة».

٢٠١

فقال : «يا عبد الحميد ، صدقوا ، من تاب ، تاب الله عليه ؛ ومن أسر نفاقا ، فلا يرغم الله إلا بأنفه(١) ؛ ومن أظهر أمرنا ، أهرق(٢) الله دمه ، يذبحهم الله على الإسلام كما يذبح القصاب شاته»(٣) .

قال : قلت : فنحن يومئذ والناس فيه سواء؟

قال : «لا ، أنتم يومئذ سنام الأرض(٤) وحكامها ، لايسعنا في ديننا إلا ذلك».

قلت : فإن مت قبل أن أدرك القائمعليه‌السلام ؟

قال : «إن القائل منكم إذا(٥) قال : إن أدركت قائم آل محمد نصرته(٦) كالمقارع(٧) معه بسيفه ، والشهادة معه شهادتان(٨) ».(٩)

__________________

(١) في حاشية «بح ، جت» : «أنفه». ويقال : رغم أنفه ، أي لصق بالرغام ، وهو التراب ، وأرغم الله أنفه ، أي ألصقه بالرغام. هذا هو الأصل ، ثم استعمل في الذل ، والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كره. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ (رغم).

(٢) في «د ، ع ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والوافي : «أهراق».

(٣) في «بح ، جد» وحاشية «م» : «الشاة».

(٤) في شرح المازندراني : «سنام كل شيء : أعلاه ، وهو كناية عن شرف الشيعة يومئذ ورفعة وقدرهم وجريان حكمهم على أهل الأرض». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ (سنم).

(٥) في «بح» : «إن».

(٦) في كمال الدين : + «كان».

(٧) في «ن» : «كالقارع». والمقارع : المضارب بالسيف ؛ من المقارعة ، وهو المضاربة بالسيوف ، أو مضاربة القوم في الحرب. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٦٤ (قرع).

(٨) في كمال الدين : «لا بل كالشهيد معه» بدل «والشهادة معه شهادتان». وفي المحاسن : «والشهيد معه له شهادتان» بدل «والشهادة معه شهادتان».

وفي شرح المازندراني : «والشهادة معه شهادتان ، فله ثواب شهيدين بشهادته معه ، ولكونه مؤمنا منتظرا لأمره ؛ لما روي أن المؤمن شهيد وإن مات على فراشه ، أو المراد أن الحضور معه حضوران بالقصد والفعل». وقيل غير ذلك ، فراجع : الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٣٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ١٨٤.

(٩) المحاسن ، ص ١٧٣ ، كتاب الصفوة ، ح ١٤٨ ، عن ابن فضال. كمال الدين ، ص ٦٤٤ ، ح ٢ ، بسنده عن عمر بن أبان ، وفيهما إلى قوله : «رحم الله عبدا أحيا أمرنا» ومن قوله : «قلت : فإن مت قبل أن ادرك» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٣٣ ، ح ٣١٠٧ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ١٢٦ ، ح ١٦.

٢٠٢

١٤٨٥٣ / ٣٨. عنه(١) ، عن الحسن بن علي ، عن عبد الله بن الوليد الكندي ، قال :

دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام في زمن مروان(٢) ، فقال : «من(٣) أنتم؟» فقلنا(٤) : من أهل الكوفة.

فقال : «ما من بلدة من البلدان(٥) أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، ولا سيما هذه العصابة ؛ إن الله ـ جل ذكره ـ هداكم لأمر جهله الناس ، وأحببتمونا وأبغضنا الناس ، واتبعتمونا(٦) وخالفنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا ، وأماتكم الله(٧) مماتنا ، فأشهد على أبي أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر(٨) الله(٩) عينه(١٠) وأن يغتبط(١١) إلا أن تبلغ نفسه(١٢) هذه ـ وأهوى(١٣) بيده إلى حلقه ـ وقد قال الله(١٤)

__________________

(١) الضمير راجع إلى سهل المذكور في سند ح ٣٦. والظاهر أن المراد من الحسن بن علي هو الحسن بن علي بن فضال ، المعبر عنه في السندين السابقين ب «ابن فضال». وما ورد في الأمالي للطوسي ، ص ١٤٤ ، المجلس ٥ ، ح ٢٣٤ ، من نقل الخبر بسنده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن عبد الله بن الوليد ، لا يخلو من تأمل ؛ فإنه لم يثبت رواية أحمد بن محمد بن عيسى المتشدد في الأخذ ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، الذي كان من وجوه الواقفة.

(٢) في الأمالي ، ص ١٤٤ : «بني مروان».

(٣) في الأمالي ، ص ١٤٤ وتفسير فرات : «ممن».

(٤) في «بف» والوافي : «قلنا».

(٥) في تفسير فرات : + «ولا مصر من الأمصار».

(٦) في الأمالي ، ص ١٤٤ : «بايعتمونا».

(٧) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جد» وشرح المازندراني والوافي والأمالي ، ص ١٤٤ : ـ «الله».

(٨) في الأمالي وتفسير فرات وتفسير العياشي والمحاسن : «تقر» بدل «يقر الله».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + «به».

(١٠) «يقر الله عينه» أي يبرد الله دمعة عينه ، من القر بمعنى البرد ، وهو كناية عن الفرح والسرور ؛ لأن دمعة الفرح والسرور باردة ، أو معناه : يبلغه امنيته حتى ترضى نفسه وتسكن عينه فلا يستشرف إلى غيره ، من القر بمعنى الثبوت. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٩ (قرر).

(١١) الاغتباط : الكون في غبطة ـ وهي النعمة والسرور وحسن الحال ـ والتبجج بالحال الحسنة ، وشكر الله على ما أنعم وأفضل وأعطى ، والفرح بالنعمة. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٥٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٦ (غبط).

(١٢) في «جت» وحاشية «بح» : + «إلى».

(١٣) في تفسير فرات والمحاسن : «وأومأ».

(١٤) في «ع ، ل ، ن ، بف ، جت ، جد» : ـ «الله».

٢٠٣

عزوجل في كتابه :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً ) (١) فنحن ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٢)

١٤٨٥٤ / ٣٩. حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن أحمد بن عديس ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح :

قال : سمعت كلاما يروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن عليعليه‌السلام وعن ابن مسعود ، فعرضته على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : «هذا قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرفه» قال : «قال(٣) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره ، وأكيس الكيس التقى(٤) ، وأحمق الحمق(٥) الفجور ، وشر الروي روي الكذب(٦) ، وشر الأمور

__________________

(١) الرعد (١٣) : ٣٨.

(٢) المحاسن ، ص ١٧٤ ، كتاب الصفوة ، ح ١٥٣ ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد الله بن الوليد النخعي ، من قوله : «فأشهد على أبي أنه كان يقول». الأمالي للطوسي ، ص ١٤٤ ، المجلس ٥ ، ح ٤٧ ، بسنده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن الوليد. وفي تفسير فرات الكوفي ، ص ٢١٦ ، ح ٢٩١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٧٨ ، المجلس ٣٧ ، ح ١٩ ، بسندهما عن عبد الله بن الوليد ، مع اختلاف يسير. تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ح ٥٣ ، عن علي بن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من قوله : «فأشهد على أبي أنه كان يقول» الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٠١ ، ح ٣٠٦٤.

(٣) في «بن» : ـ «قال».

(٤) في شرح المازندراني : «الكيس بالتخفيف : الفطنة والعقل ، وهو مصدر كاس كيسا ، وبالتشديد اسم فاعل ، والجمع : أكياس ، مثل جيد وأجياد».

وفي المرآة : «قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأكيس الكيس التقى ، الظاهر أنهما مصدران ، وإسناد الكيس إلى الكياسة إسناد مجازي. ويمكن أن يقرأ الكيس بتشديد الياء ، وكذا التقي بتشديد الياء على وزن فعيل ، أي أكيس الأكياس المتقي. والأول أظهر بقرينة الفقرة الثانية».

(٥) حقيقة الحمق : وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٤٢ (حمق).

(٦) في الفقيه : «شر الروايا روايا الكذب». وفي الأمالي للصدوق : «وشر الرواية الكذب». وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : «وشر الرداء رداء الكذب». وفي الوافي عن بعض النسخ : «شر الرواء رواء الكذب».

٢٠٤

محدثاتها(١) ، وأعمى العمى عمى القلب(٢) ، وشر(٣) الندامة ندامة يوم القيامة ، وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذاب(٤) ، وشر الكسب كسب الربا(٥) ، وشر المآكل(٦) أكل مال اليتيم(٧) ، وأحسن الزينة زينة الرجل هدي(٨) حسن مع إيمان ، وأملك أمره به وقوام خواتيمه(٩) ، ومن يتبع(١٠) السمعة(١١) يسمع الله(١٢) به الكذبة(١٣) ، ومن

__________________

وفي شرح المازندراني : «الروي : فعيل بمعنى فاعل إما من الرؤية ، وهي ما يرى أحد في نفسه من التزوير في القول والفعل ، أو من الرواية».

وفي المرآة : «قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وشر الروي روي الكذب ، لعله من الروية بمعنى التفكر ، أو من الرواية. والروي : الشرب التام ، كما ذكره الفيروزآبادي ، أي شر الارتواء الارتواء من الكذب وكثرة سماعه. وفي كتابي الصدوق : وشر الرواية رواية الكذب. وهو أظهر». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٣ (روي).

(١) قال ابن الأثير : «ومنه الحديث : إياكم ومحدثات الامور ؛ جمع محدثة بالفتح ، وهي ما لم يكن معروفا في كتاب ولا سنة ولا إجماع». وقد أشبع الكلام هاهنا العلامة المازندراني. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٥١ (حدث) ؛ شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٤٢٦.

(٢) في «بف» والزهد : + «وشر [الزهد : وأشر] الندامة حين يحضر أحدكم الموت».

(٣) في الزهد : «وأعظم».

(٤) في «بف» وحاشية «بح ، جت» : «كذاب». وفي حاشية «م» وشرح المازندراني : «الكذب».

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «جت» والمرآة : «الزنى».

(٦) في «جد» وحاشية «م» : «الأكل». وفي «م» وشرح المازندراني : «المأكل».

(٧) في الزهد+ «ظلما».

(٨) الهدي : الهيئة والطريقة والسيرة. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ (هدا).

(٩) في الزهد : «قوله : خواتمه» بدل «قوام خواتيمه». وفي المرآة : «قوله : وأملك أمره به ، معطوف على أحسن الزينة ، أي الهدي الحسن أملك الامور له ، فيفكه عن أسر الشرور والشهوات ، وهو سبب لقوام خواتيم اموره وصلاحها. ويحتمل أن يكون الواو في قوله : «وقوام» زيدت من النساخ».

(١٠) في «ع ، م» وحاشية «جد» والوافي : «يبتغ». وفي «جت» : «يبتغي».

(١١) «السمعة» : ما سمع به ونوه بذكره من طعام أو غير ذلك رياء ليسمع ويرى ، وتقول منه : فعله رياء وسمعة ، أي ليراه الناس ويسمعوا به. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٦٥ (سمع).

(١٢) يقال : سمع بالرجل ، أي أذاع عنه عيبا وندد به وشهره وفضحه وأسمع الناس إياه. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٦٥ (سمع).

(١٣) في «ع ، بف» والوافي : ـ «الكذبة».

٢٠٥

يتول(١) الدنيا(٢) يعجز عنها ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه(٣) ، ومن لايعرفه(٤) ينكل(٥) ، والريب(٦) كفر ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يطع الشيطان يعص الله ، ومن يعص الله يعذبه الله(٧) ، ومن يشكر(٨) يزيده(٩) الله ، ومن يصبر على الرزية(١٠) يعنه(١١) الله ، ومن يتوكل على الله فحسبه الله ، لاتسخطوا(١٢) الله برضا أحد من خلقه ، ولا تقربوا إلى أحد من الخلق(١٣) تتباعدوا(١٤) من الله ، فإن الله ـعزوجل ـ ليس بينه وبين أحد من الخلق(١٥) شيء يعطيه به خيرا ، ولا يدفع به عنه شرا إلا بطاعته واتباع مرضاته ، وإن طاعة الله نجاح من كل خير(١٦) يبتغى ، ونجاة من كل شر يتقى ، وإن(١٧) الله ـ عز ذكره ـ يعصم من أطاعه ، ولا يعتصم به(١٨) من عصاه ، ولا يجد الهارب من الله ـعزوجل ـ مهربا ، وإن

__________________

(١) في الوافي والمرآة : «يتولى».

(٢) في الزهد : «يثق بالدنى» بدل «يتول الدنيا».

(٣) في شرح المازندراني : ـ «عليه».

(٤) في «بح ، جد» : «لا يعرف».

(٥) النكول : الامتناع ، والجبن. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٣٥ (نكل).

(٦) في الزهد : «والذنب».

(٧) في «ن» : ـ «الله».

(٨) في «ن ، جد» : «يشكره».

(٩) في الوافي وشرح المازندراني : «يزده». وفي المرآة : «يزيد».

(١٠) في الوافي : «المصيبة». والرزية : المصيبة ، والجمع : رزايا. المصباح المنير ، ص ٢٢٦ (رزي).

(١١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» : «يعينه». وفي الزهد : «يعقبه».

(١٢) في «د» : «فلا تسخطوا».

(١٣) في الوافي : ـ «من الخلق».

(١٤) في «بح» : «يتباعدوا». وفي «ع ، ل ، بف ، بن» وحاشية «م ، ن ، جت» : «بتباعد». وفي «جد» والوافي : «يتباعد». وفي «د» بالتاء والياء معا. وفي حاشية «جد» : «تباعدوا».

(١٥) في «بف» والوافي : «خلقه».

(١٦) في الفقيه والأمالي : «نجاح كل خير». وفي المرآة : «كلمة «من» ليست في الكتابين ، ولعلها زيدت من النساخ ، ولا يخفى توجيهها».

(١٧) في «بن» : «فإن».

(١٨) في حاشية «ن» والفقيه والأمالي : «منه». وفي «بن» : ـ «به». وفي المرآة : «وفي الكتابين : ولا يعتصم منه ، وهو

٢٠٦

أمر الله نازل(١) ولو كره الخلائق ، وكل ما هو آت قريب ، ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب»(٢) .(٣)

١٤٨٥٥ / ٤٠. وبهذا الإسناد ، عن أبان ، عن يعقوب بن شعيب :

أنه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ) (٤) ؟

فقال : «كان الناس(٥) قبل نوح أمة ضلال(٦) ، فبدا لله(٧) ، فبعث المرسلين(٨) ، وليس كما يقولون : لم يزل(٩) وكذبوا ، يفرق(١٠) في ليلة القدر ما كان من شدة أو رخاء أو

__________________

الأصوب ، أي لا يتأنى من عصاه أن يعصم ويحفظ نفسه عن عذاب الله بغيره. وعلى ما في الكتاب لعل المراد أن العاصي قد قطع سبب العصمة بينه وبين الله فلا يعصمه الله من الشرور في الدنيا والآخرة».

(١) في الزهد : + «على حاله».

(٢) اقتباس من الآية ٢ من سورة المائدة (٥).

(٣) الزهد ، ص ١٤ ، ح ٢٨ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن الصباح بن سيابة ، مع اختلاف يسير. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٢ ، ح ٥٨٦٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٤٨٧ ، المجلس ٧٤ ، ح ١ ، بسندهما عن أبي الصباح الكناني ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوله الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٥٤ ، ح ٢٥٣٨٤ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٨٤ ، ح ٣٣٢٧٣.

(٤) البقرة (٢) : ٢١٣.

(٥) في «د ، ع ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت» : ـ «الناس».

(٦) في تفسير العياشي : «واحدة».

(٧) في «د ، ل» وحاشية «بح» : «عند الله». وفي «بح ، بف» وحاشية «ن» : «فبدا الله».

(٨) في تفسير العياشي ، ح ٣٠٦ : «فأرسل الرسل قبل نوح» بدل «فبعث المرسلين».

(٩) في «بح ، جت ، جد» : «ولم يزل».

وفي الوافي : «لعل المراد بقولهم : لم يزل ، أن الأمر كان لم يزل على وتيرة واحدة لم يختلف باختلاف الأزمنة ومر الدهور ، وكذلك في ما لا يزال لا يختلف».

وفي المرآة : «قوله عليه‌السلام : وليس كما يقولون لم يزل ، أي ليس الأمر كما يقولون ، إن الله قدر الامور في الأزل وقد فرغ منها فلا يتغير تقديراته تعالى ، بل لله البداء في ما كتب في لوح المحو والإثبات ، كما قال : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) [الرعد (١٣) : ٣٩] وقد مضى تحقيق ذلك في كتاب التوحيد». قد حقق معنى البداء في الشروح ذيل باب البداء ، ونحن جئنا بكلامهم ملخصا ذيل نفس الباب.

(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي حاشية «بح» والمطبوع وشرح المازندراني : + «الله».

٢٠٧

مطر بقدر(١) ما يشاء الله(٢) ـعزوجل ـ أن يقدر(٣) إلى مثلها من قابل».(٤)

حديث البحر مع الشمس

١٤٨٥٦ / ٤١. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن الحكم بن المستورد(٥) :

عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال : «إن من الأقوات التي قدرها الله للناس مما(٦) يحتاجون إليه(٧) البحر الذي خلقه الله ـعزوجل ـ بين السماء والأرض».

قال : «وإن الله قد(٨) قدر فيها(٩) مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب(١٠) ، وقدر(١١) ذلك كله على الفلك ، ثم وكل بالفلك ملكا ومعه(١٢) سبعون ألف ملك ، فهم(١٣) يديرون الفلك ، فإذا أداروه(١٤) دارت الشمس والقمر والنجوم والكواكب معه ، فنزلت(١٥) في منازلها التي قدرها(١٦) الله ـعزوجل ـ فيها ليومها وليلتها ، فإذا(١٧) كثرت ذنوب العباد وأراد(١٨) الله ـ

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، جت» : «يقدر».

(٢) في «د ، ع ، ن ، بف ، جت ، جد» والوافي : ـ «الله».

(٣) في «جد» : ـ «أن يقدر».

(٤) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٠٤ ، ح ٣٠٦ ، إلى قوله : «فبعث المرسلين» ؛ وفيه ، ص ١٠٤ ، ح ٣٠٧ ، إلى قوله : «لم يزل وكذبوا» وفيهما عن يعقوب بن شعيب ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ١٠٤ ، صدر ح ٣٠٩ ، عن مسعدة ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : «فبعث المرسلين» مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ١٠٤ ، ح ٣٠٥ ، عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام ، إلى قوله : «فبعث المرسلين» مع اختلاف. وراجع : تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٧١ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٣٥ ، ح ٢٥٥٢٢.

(٥) في تفسير القمي : «المستنير». (٦) في «م» وحاشية «د» : «ما».

(٧) في «بن» : ـ «مما يحتاجون إليه». (٨) في «ل» وتفسير القمي : ـ «قد».

(٩) في تفسير القمي : «فيه».

(١٠) في «بح ، جد» وحاشية «م» : + «معه».

(١١) في تفسير القمي : «ثم قدر».

(١٢) في تفسير القمي : «معه» بدون الواو.

(١٣) في تفسير القمي : ـ «فهم».

(١٤) في تفسير القمي : ـ «أداروه».

(١٥) في تفسير القمي : «نزلت».

(١٦) في «جت» : «قدر».

(١٧) في «ن» وتفسير القمي : «وإذا».

(١٨) في الفقيه : «وأحب».

٢٠٨

تبارك وتعالى ـ أن يستعتبهم(١) بآية من آياته ، أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذي عليه مجاري الشمس والقمر والنجوم(٢) والكواكب ، فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوه(٣) عن مجاريه».

قال : «فيزيلونه فتصير(٤) الشمس في ذلك(٥) البحر الذي يجري في(٦) الفلك» قال(٧) : «فيطمس(٨) ضوؤها ، ويتغير(٩) لونها ، فإذا أراد الله ـعزوجل ـ أن يعظم الآية ، طمست(١٠) الشمس في البحر على ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية» قال :(١١) «وذلك(١٢) عند(١٣) انكساف الشمس» قال(١٤) : «وكذلك يفعل بالقمر».

قال(١٥) : «فإذا(١٦) أراد الله أن يجليها أو يردها(١٧) إلى مجراها(١٨) ، أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الفلك(١٩) إلى مجراه ، فيرد الفلك ، فترجع الشمس إلى

__________________

(١) في شرح المازندراني : «وأراد الله أن يستعتبهم ، أي يلومهم ويخوفهم بآية من آياته ؛ ليرجعوا عن الذنوب والإساءة». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : أن يستعتبهم ، لعله مأخوذ من العتب بمعنى الوجدة والغضب ، أي يظهر عليهم غضبه ، ولكن الاستعتاب في اللغة بمعنى الرضا وطلب الرضا ، وكلاهما غير مناسبين في المقام». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٥ و ١٧٦ (عتب).

(٢) في «بف» : ـ «والنجوم».

(٣) في تفسير القمي : «أن يزيلوا الفلك».

(٤) في «د» : «فيصير».

(٥) في تفسير القمي : ـ «ذلك».

(٦) في تفسير القمي : «فيه».

(٧) في تفسير القمي : ـ «قال».

(٨) الطموس : الدروس والانمحاء ، يقال : طمس الطريق يطمس ويطمس طموسا ، أي درس وانمحى أثره. لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٢٦ (طمس).

(٩) في تفسير القمي : «حرها ويغير» بدل «ضوؤها ويتغير».

(١٠) في «بف» والوافي : «طمس».

(١١) في «بح ، جت» : «وقال».

(١٢) في «بح» : «ذلك» بدون الواو.

(١٣) في تفسير القمي : «فذلك عند شدة» بدل «قال : وذلك عند».

(١٤) في تفسير القمي : ـ «قال».

(١٥) في الفقيه وتفسير القمي : ـ «قال».

(١٦) في «بن» : «وإذا».

(١٧) في «ن» : «ويردها». وفي تفسير القمي : «يخرجهما ويردهما».

(١٨) في تفسير القمي : «مجراهما». (١٩) في تفسير القمي : «الشمس».

٢٠٩

مجراها» قال(١) : «فتخرج(٢) من الماء وهي كدرة» قال(٣) : «والقمر مثل ذلك».

قال(٤) : ثم قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : «أما(٥) إنه لايفزع لهما ، ولا(٦) يرهب بهاتين الآيتين(٧) إلا من كان من شيعتنا(٨) ، فإذا(٩) كان كذلك(١٠) فافزعوا إلى الله ـعزوجل ـ ثم ارجعوا إليه(١١) ».(١٢)

١٤٨٥٧ / ٤٢. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن سليمان ، عن الفضل بن إسماعيل الهاشمي ، عن أبيه ، قال :

شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ما ألقى من أهل بيتي من استخفافهم بالدين.

فقال : «يا إسماعيل ، لاتنكر ذلك من أهل بيتك ، فإن الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل لكل أهل(١٣) بيت حجة يحتج بها على أهل بيته في القيامة ، فيقال لهم : ألم تروا فلانا فيكم؟ ألم تروا هديه(١٤) فيكم؟ ألم تروا صلاته فيكم(١٥) ؟ ألم تروا دينه؟ فهلا اقتديتم به ؛ فيكون حجة(١٦) عليهم(١٧) في(١٨) القيامة».(١٩)

__________________

(١) في تفسير القمي : «مجراها ، فيرد الملك الفلك إلى مجراه» بدل «مجراه ، فيرد الفلك ، فترجع الشمس إلى مجراها قال».

(٢) في الوافي : + «الشمس».

(٣) في «بف» وتفسير القمي : + «قال».

(٤) في تفسير القمي : ـ «قال».

(٥) في «بف» وتفسير القمي : ـ «أما».

(٦) في «ع ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت» : ـ «لا».

(٧) في الفقيه وتفسير القمي : ـ «بهاتين الآيتين».

(٨) في «بن» : + «قال».

(٩) في شرح المازندراني : «وإذا».

(١٠) في تفسير القمي : «ذلك».

(١١) في تفسير القمي : «وارجعوا». وفي الفقيه : «وراجعوه» بدل «ثم ارجعوا إليه».

(١٢) تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١٤ ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب. الفقيه ، ج ١ ، ص ٥٣٩ ، ح ١٥٠٦ ، مرسلا ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٨٥ ، ح ٢٥٥٦٠ ؛ البحار ، ج ٥٨ ، ص ١٤٦ ، ذيل ح ٤.

(١٣) في «د ، ن» : «لأهل كل».

(١٤) في «م ، بح ، بف» وحاشية «جت» : «هداه».

(١٥) في «ع ، ل ، ن ، بف ، بن» : ـ «فيكم».

(١٦) في حاشية «جت» والوافي : + «الله».

(١٧) في «ل ، بن» : «عليهم حجة».

(١٨) في «د» : + «يوم».

(١٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٢١ ، ح ٢٤٩١.

٢١٠

١٤٨٥٨ / ٤٣. عنه ، عن أبيه ، عن محمد بن عثيم(١) النخاس(٢) ، عن معاوية بن عمار ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «إن الرجل منكم ليكون(٣) في المحلة ، فيحتج الله ـعزوجل ـ يوم القيامة على جيرانه به(٤) ، فيقال لهم : ألم يكن(٥) فلان بينكم؟ ألم تسمعوا كلامه؟ ألم تسمعوا بكاءه في الليل؟ فيكون حجة الله(٦) عليكم(٧) ».(٨)

١٤٨٥٩ / ٤٤. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي مريم :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : سألته عن قول اللهعزوجل :( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) (٩) ؟

قال : «كان طير ساف(١٠) جاءهم(١١) من قبل البحر ، رؤوسها كأمثال(١٢) رؤوس السباع ، وأظفارها كأظفار السباع من الطير ، مع كل طائر ثلاثة أحجار : في رجليه حجران ، وفي منقاره حجر ، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت(١٣) أجسادهم(١٤) ، فقتلهم(١٥) بها ، وما

__________________

(١) في «م ، بن ، جد» والبحار : «عيثم».

(٢) في هامش المطبوع : «النحاس».

(٣) في «د ، ن ، جت» وحاشية «بح» : «يكون».

(٤) في «د ، ع ، م ، ن ، بن ، جت ، جد» والبحار : ـ «به».

(٥) في «جد» : «لم يكن» من دون همزة الاستفهام.

(٦) في «د» : ـ «الله».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بف» والمطبوع والوافي : «عليهم».

(٨) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٢١ ، ح ٢٤٩٢ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٥ ، ح ٢.

(٩) الفيل (١٠٥) : ٣ و ٤.

(١٠) «ساف» أي مار على وجه الأرض. واحتمل كونه بتخفيف الفاء من المعتل ، يقال : سفا يسفو سفوا ، أي أسرع في المشي وفي الطيران. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٨ (سفي) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٩٢ (سفف).

(١١) في «ن» : «جاءتهم». وفي «م» : + «في الطيران».

(١٢) في «بن» : «كأنها».

(١٣) «جدرت» أي خرج وطلع فيها الجدري بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما ، وهي قروح في البدن تنفط عن الجلد ممتلئة ماء. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٢٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٦ (جدر).

(١٤) في «بف» : «أجسامهم».

(١٥) في «ع ، ل ، م ، بن ، جت ، جد» : «فقتلتهم».

٢١١

كان قبل ذلك رئي شيء من الجدري(١) ، ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده».

قال : «ومن أفلت(٢) منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت(٣) ـ وهو واد دون اليمن ـ أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين».

قال(٤) : «وما رئي في ذلك الوادي ماء قط(٥) قبل ذلك اليوم بخمسة عشر سنة» قال :

«فلذلك سمي حضرموت حين ماتوا فيه».(٦)

١٤٨٦٠ / ٤٥. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن عبد الله بن بكير وثعلبة بن ميمون وعلي بن عقبة ، عن زرارة ، عن عبد الملك ، قال :

وقع بين أبي جعفر وبين ولد الحسنعليهما‌السلام كلام ، فبلغني ذلك ، فدخلت على

__________________

(١) قال المحقق الشعراني في هامش الوافي : «الجدري والحصبة مرضان لم يذكرا في كتب اليونانيين ، وأول من ذكرهما وبحث عنهما محمد بن زكريا الرازي على ما قاله النفيسي في شرح الأسباب وتعجب من عدم ذكر جالينوس لهما ، ثم احتمل أنه تعرض لهما في كتاب آخر غير الستة عشر المعروفة من كتبه ، والحق أنه لم يكن الجدري حدث بعد في عهد جالينوس في هذه البلاد ، وإنما كان بدو وجود هذا المرض في عساكر أبرهة بسبب الطير ، ولكن زعم الرازي أن المرضين من الأخباث والدم التي يتغذى بهما الجنين في الرحم ولا بد أن يظهر بعد الولادة ولم يجعلهما نظير الأمراض الوبائية من سبب خارج عن البدن ، فراجع. والحصبة : ما نسمية اليوم سرخجه ، والجدري : آبله».

(٢) الإفلات والتفلت والانفلات : التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ (فلت).

(٣) «حضرموت» : ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر ، وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف ، وبها قبر هودعليه‌السلام ، وبقربها بئر برهوت. وهما اسمان جعلا واحدا ، وإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني إعراب ما لا ينصرف فقلت : هذا حضر موت ، وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فقلت : هذا حضر موت ، أعربت حضرا وخفضت موتا. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٣٤ (حضر) ؛ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٧٠ (حضر موت).

(٤) في «بف» : ـ «قال».

(٥) في «ع ، م ، بن ، جت ، جد» والبحار : ـ «قط».

(٦) علل الشرائع ، ص ٥٢١ ، ح ٢ ، بسنده عن ابن محبوب ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٤٨ ، ح ٢٥٥٤١ ؛ البحار ، ج ١٥ ، ص ١٥٩ ، ح ٨٩.

٢١٢

أبي جعفرعليه‌السلام ، فذهبت أتكلم ، فقال لي : «مه ، لاتدخل فيما بيننا ، فإنما(١) مثلنا ومثل بني عمنا كمثل رجل كان(٢) في بني إسرائيل كانت له ابنتان ، فزوج إحداهما من رجل زراع(٣) ، وزوج الأخرى من رجل فخار(٤) ، ثم زارهما ، فبدأ بامرأة الزراع(٥) ، فقال لها : كيف حالكم؟ فقالت : قد زرع زوجي زرعا كثيرا ، فإن أرسل الله السماء(٦) فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ، ثم مضى إلى امرأة الفخار ، فقال لها(٧) : كيف حالكم؟ فقالت : قد عمل زوجي فخارا كثيرا ، فإن أمسك الله السماء(٨) فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ، فانصرف(٩) وهو يقول : اللهم أنت لهما ، وكذلك(١٠) نحن(١١) ».(١٢)

١٤٨٦١ / ٤٦. محمد(١٣) ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن ذريح ، قال :

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جد» والوافي : «وإنما».

(٢) في «د» : ـ «كان».

(٣) في «بف» والوافي : «زارع».

(٤) الفخار : صانع الخزف ، والفخار أيضا : الطين المطبوخ ، وقبل الطبخ هو خزف وصلصال ، وطين معروف تعمل منه الجرار والكيزان وغيرهما ، وجمع فخارة ، وهي الجرة. راجع : المغرب ، ص ٣٥٣ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٣٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٦٤ (فخر).

(٥) في «بف» والوافي : «الزارع».

(٦) في «ن» : «الماء». وفي «د» : + «لها». والسماء : المطر ، قال ابن الأثير : «وسمي المطر سماء لأنه من السماء ، يقال : مازلنا نطأ السماء حتى أتيناكم ، أي المطر». راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٦ (سما).

(٧) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» : ـ «لها».

(٨) في «ن» : «الماء».

(٩) في «بح» : + «الرجل».

(١٠) في «بف» : «وأنا كذلك».

(١١) في المرآة : «قوله : أنت لهما ، أي المقدر لهما ، تختار لكل منهما ما يصلحهما ، ولا أشفع لأحدهما ؛ لأنك أعلم بصلاحهما ، ولا ارجح أحدهما على الآخر. قولهعليه‌السلام : وكذلك نحن ، أي ليس لكم أن تحاكموا بيننا ؛ لأن الخصمين كليهما من أولاد الرسول ويلزمكم احترامهما لذلك ، فليس لكم أن تدخلوا بينهم في ما فيه يختصمون ، كما أن ذلك الرجل لم يرجح جانب أحد صهريه ووكل أمرهما إلى الله تعالى». وقيل غير ذلك. راجع : شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٤٣٦.

(١٢) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ، ح ٧٠٥.

(١٣) في «بف» : «عنه».

٢١٣

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يعوذ(١) بعض ولده ، ويقول : عزمت عليك يا ريح ويا وجع كائنا(٢) ما كنت بالعزيمة(٣) التي عزم بها علي بن أبي طالب أمير المؤمنينعليه‌السلام رسول(٤) رسول الله(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله على جن وادي الصبرة(٦) ، فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت ، وخرجت عن ابني فلان ابن(٧) ابنتي(٨) فلانة الساعة الساعة».(٩)

١٤٨٦٢ / ٤٧. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من يتفقد(١٠) يفقد(١١) ، ومن لايعد الصبر لنوائب الدهر يعجز ، ومن قرض الناس قرضوه(١٢) ، ومن تركهم لم يتركوه. قيل :

__________________

(١) يقال : عوذت فلانا بالله وأسمائه وبالمعوذتين ، إذا قلت : اعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحين ، أي هلاك. والتعويذ أيضا : الرقية يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون ؛ لأنه يعاذ بها. لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٩٩ (عوذ).

(٢) في «د ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والوافي والمرآة : «كائن».

(٣) العزم : القسم ، يقال : عزمت عليه ، أي أقسمت عليه ، والعزيمة : واحدة العزائم ، وهي آيات من القرآن تقرأ على ذوي الآفات رجاء البرء ، وهي عزائم القرآن ، وأما عزائم الرقى فهي التى يعزم بها على الجن والأرواح. وقال الراغب : «العزيمة : تعويذ ، كأنه تصور أنك قد عقدت بها على الشيطان أن يمضي إرادته فيك ، وجمعها : العزائم». راجع : المفردات للراغب ، ص ٥٦٥ ؛ تاج العروس ، ج ١٧ ، ص ٤٧٧ (عزم).

(٤) في «د ، ع ، ل ، م ، بن» وحاشية «جد» : ـ «رسول».

(٥) في «د ، م» وحاشية «جد» : «ورسول الله».

(٦) «الصبرة» بالفتح من الحجارة : ما اشتد وغلظ ، والصبرة ، بالضم : الحجارة الغليظة المجتمعة. والجمع : صبار بالكسر في الأول وبالفتح في الثاني. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ٤٤١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٩٢ (صبر).

(٧) في «بف» : «عن».

(٨) في الوافي : «أمتي».

(٩) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٥٢ ، ح ٨٩٠٣ ؛ البحار ، ج ٩٥ ، ص ٥٠ ، ح ٣.

(١٠) التفقد : طلب الشيء عند غيبته ، وقال ابن الأثير : «في حديث أبي الدرداء : من يتفقد يفقد ، أي من يتفقدأحوال الناس ويتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه ؛ لأن الخبر في الناس قليل». النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤٥ (فقد).

(١١) في تحف العقول : «من تنفعه ينفعك» بدل «من يتفقد يفقد».

(١٢) القرض : القطع والمجازاة ، والمعنى ـ على ما قاله ابن الأثير ـ : من سب الناس ونال منهم سبوه ونالوا منه

٢١٤

فأصنع ما ذا يا رسول الله؟ قال : أقرضهم من عرضك(١) ليوم فقرك(٢) ».(٣)

١٤٨٦٣ / ٤٨. عنه ، عن أحمد ، عن البرقي ، عن محمد بن يحيى ، عن حماد بن عثمان ، قال :

بينا موسى بن عيسى في داره التي في المسعى يشرف(٤) على المسعى(٥) إذ رأى أبا الحسن موسىعليه‌السلام مقبلا من المروة على بغلة(٦) ، فأمر ابن هياج رجلا من همدان منقطعا إليه أن يتعلق بلجامه ، ويدعي البغلة ، فأتاه ، فتعلق باللجام ، وادعى البغلة.

فثنى(٧) أبو الحسنعليه‌السلام رجله ، فنزل(٨) عنها ، وقال لغلمانه : «خذوا سرجها ، وادفعوها(٩) إليه»(١٠) .

__________________

ووقعوا فيه. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٤١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٨١ (قرض).

(١) في حاشية «د» : «فرضك».

(٢) قال ابن الأثير : «ومنه حديثه الآخر : أقرض من عرضك ليوم فقرك ، أي إذا نال أحد من عرضك فلا تجازه ، ولكن اجعله قرضا في ذمته لتأخذه منه يوم حاجتك إليه ؛ يعني يوم القيامة». النهاية ، ج ٤ ، ص ٤١ (قرض).

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصبر ، ح ١٧١٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله أو أبي جعفرعليهما‌السلام ، وتمام الرواية فيه : «من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز». الأمالي للمفيد ، ص ١٨٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ، وفيهما من دون الإسناد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . تحف العقول ، ص ٤٤ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٢٧ ، ح ٢٥٠٤.

(٤) في «جت» والبحار : «تشرف».

(٥) في الوافي : ـ «يشرف على المسعى».

(٦) في حاشية «بح» : «بغلته».

(٧) الثني : الميل والعطف والصرف والرد. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٨٥ (ثني).

(٨) في الوسائل : «ونزل».

(٩) في «ن» : «وادفعوا بها».

(١٠) في شرح المازندراني : «إن قلت : هوعليه‌السلام كان عالما بما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فكيف ركب البغلة المسروقة؟ قلت : البغلة لم تكن مسروقة وكان ملكهعليه‌السلام والمدعي كان كاذبا إلا أنهعليه‌السلام دفعها إليه لأنه أحب ترك المناقشة معه ، وإنما لم يدفع السرج إليه لأنه ملكه بالإرث من جدهعليه‌السلام ، فأمسكه تيمنا وتبركا».

وفي المرآة : «قوله : ويدعي البغلة ، أي كذبا وافتراء لإيذائه عليه‌السلام قوله عليه‌السلام : وأما البغلة ، إلى آخره ، لعله عليه‌السلام سلم البغلة مع علمه عليه‌السلام بكذب المدعي إما صونا لعرضه عن الترافع إلى الوالي ، أو دفعا لليمين ، أو تعليما ؛ ليتأشى به الناس في مالم يعلموا كذب المدعي احتياطا واستحبابا».

٢١٥

فقال : والسرج أيضا لي(١) .

فقال أبو الحسنعليه‌السلام : «كذبت ، عندنا البينة بأنه سرج محمد بن علي ، وأما البغلة ، فإنا اشتريناها(٢) منذ قريب ، وأنت أعلم وما قلت».(٣)

١٤٨٦٤ / ٤٩. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن مرازم ، عن أبيه ، قال :

خرجنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام حيث خرج من عند أبي جعفر المنصور(٤) من الحيرة(٥) ، فخرج ساعة أذن له ، وانتهى إلى السالحين(٦) في أول الليل(٧) ، فعرض له عاشر كان(٨) يكون في السالحين(٩) في أول الليل ، فقال له : لا أدعك أن(١٠) تجوز ، فألح عليه(١١) وطلب إليه(١٢) ، فأبى إباء وأنا(١٣) ومصادف معه ، فقال له مصادف : جعلت فداك ، إنما(١٤) هذا كلب قد آذاك ، وأخاف(١٥) أن يردك وما أدري ما يكون من أمر(١٦) أبي جعفر وأنا ومرازم(١٧) ،

__________________

(١) في «ع ، بف» والوافي : ـ «لي».

(٢) في «جت» : «فاشتريناها» بدل «فإنا اشتريناها». وفي البحار : «اشتريتها».

(٣) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٢ ، ح ١٤١٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٩١ ، ح ٣٣٧٧٨ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ١٤٨ ، ح ٢٣.

(٤) في «ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والوسائل والبحار : ـ «المنصور».

(٥) الحيرة بكسر الحاء : البلد القديم بظهر الكوفة ، ومحلة بنيسابور. النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٧ (حير).

(٦) في الوافي : «الساحلين».

(٧) في «بف» : ـ «في أول الليل».

(٨) في «بح» : + «المنصور».

(٩) في الوافي : «الساحلين». وفي المرآة : «رجل سالح : معه سلاح. قوله : في السالحين أول الليل ، أي الذين يدورون في أول الليل من أهل السلاح. كذا قيل ، والأصوب أن السالحين في الموضعين اسم موضع ؛ قال في المغرب ، وأما السلحون فهي مدينة باليمن ، وقول الجوهري : سيلحون : قرية ، والعامة تقول : سالحون. وفيه نظر». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ؛ المغرب ، ص ٢٣١ (سلح).

(١٠) في الوسائل والبحار : ـ «أن».

(١١) في «بن» : ـ «فألح عليه».

(١٢) في الوسائل : ـ «فألح عليه ، وطلب إليه». وفي الوافي : «طلب إليه ، أي راغبا إليه لاستمالته واستعطافه. المستترفيه وفي «ألح» لأبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(١٣) في البحار : ـ «وأنا».

(١٤) في «م» : «إن».

(١٥) في «م» وحاشية «د» : «فأخاف».

(١٦) في «ع ، ل ، بف ، بن» والوسائل : ـ «أمر».

(١٧) في الوافي : «وأنا ومرازم ؛ يعني ومعك أناومرازم نقدر على قتله».

٢١٦

أتأذن لنا أن نضرب عنقه ، ثم نطرحه في النهر؟ فقال(١) : «كف يا مصادف» فلم يزل يطلب إليه حتى ذهب من الليل أكثره ، فأذن له فمضى.

فقال : «يا مرازم ، هذا خير أم الذي قلتماه؟».

قلت : هذا ، جعلت فداك.

فقال(٢) : «يا مرازم(٣) إن الرجل يخرج من الذل الصغير ، فيدخله ذلك في الذل الكبير».(٤)

١٤٨٦٥ / ٥٠. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن حفص بن أبي عائشة ، قال :

بعث أبو عبد اللهعليه‌السلام غلاما له في حاجة ، فأبطأ(٥) ، فخرج أبو عبد اللهعليه‌السلام على أثره لما أبطأ عليه(٦) ، فوجده نائما ، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه ، فلما انتبه ، قال(٧) له أبو عبد اللهعليه‌السلام : «يا فلان ، والله ما ذاك(٨) لك تنام الليل والنهار ، لك الليل ، ولنا منك النهار».(٩)

١٤٨٦٦ / ٥١. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن حسان أبي علي(١٠) ، قال :

__________________

(١) في الوسائل : + «له».

(٢) في الوسائل : «قال».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ «يا مرازم».

(٤) تحف العقول ، ص ٣٦٦ ، من قوله : «إن الرجل يخرج من الذل الصغير» الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٩٥ ، ح ١٤٠٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٢١٦ ، ح ٣٤٥٩٦ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٠٦ ، ح ٤٨.

(٥) في «ن» : + «عليه».

(٦) في البحار والكافي ، ح ١٨١٧ : ـ «عليه». وفي الوسائل : «أبطأه» بدل «أبطأ عليه».

(٧) في الوسائل : «فقال» بدل «فلما انتبه قال».

(٨) في «ع ، ل ، بن» والوسائل والبحار والكافي ، ح ١٨١٧ : «ذلك».

(٩) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحلم ، ح ١٨١٧ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله الحجال الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٩٥ ، ح ١٤٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٦ ، ح ٢٠٤٦٦ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٦ ، ح ٩٧ ؛ وج ٧١ ، ص ٤٠٥ ، ح ١٧.

(١٠) هكذا في «ع ، ل ، م ، بن ، جت ، جد» وحاشية «د ، بح» والوسائل. وفي «د ، ن» : «حسان عن أبي علي».

٢١٧

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «لا تذكروا سرنا بخلاف علانيتنا ، ولا علانيتنا بخلاف سرنا ، حسبكم أن تقولوا ما نقول ، وتصمتوا عما نصمت ، إنكم قد رأيتم أن الله ـعزوجل ـ لم يجعل لأحد من الناس(١) في خلافنا خيرا ، إن الله ـعزوجل ـ يقول :( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٢) ».(٣)

حديث الطبيب

١٤٨٦٧ / ٥٢. محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال موسى(٤) عليه‌السلام : يا رب ، من أين الداء؟ قال : مني ، قال : فالشفاء؟ قال : مني ، قال : فما يصنع(٥) عبادك بالمعالج(٦) ؟ قال : يطيب بأنفسهم(٧) ،

__________________

وفي «بح» : «حسان بن أبي علي». وفي «بف» وحاشية «د» : «حسان بن علي». وفي المطبوع : «حسان [عن] أبي علي». وحسان هذا لم نعرفه ، والمحتمل قويا أن يكون المراد منه حسان والد علي بن حسان.

(١) في الوسائل : ـ «من الناس».

(٢) النور (٢٤) : ٦٣.

(٣) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٧٢٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢٨ ، ح ٣٣٣٩٢ ، من قوله : «حسبكم أن تقولوا» إلى قوله : «في خلافنا خيرا».

(٤) في حاشية «بح» والبحار : + «بن عمران».

(٥) في الوسائل : «تصنع».

(٦) في حاشية «م ، بح ، جد» : «بالمعالجة».

(٧) في شرح المازندراني : «وفي وجه التسمية مناقشة ؛ لأن الطيب أجوف ، والطبيب مضاعف ، فلا يدل على طيب النفس ، ويمكن دفعها بأن الفصحاء قد ينتقلون من لفظ إلى معنى لفظ آخر باعتبار أدنى مناسبة بينهما ، وهاهنا كذلك ؛ لأن الطبيب يدل على الطيب باعتبار اشتماله على حروفه مع زيادة ، وهي الباء الاولى ، وهذا القدر كاف في وجه التسمية».

وفي المرآة : «قوله عليه‌السلام : يطيب بأنفسهم ، في بعض النسخ بالباء الموحدة ، وفي بعضها بالياء المثناة من تحت. قال الفيروزآبادي : طب : تأنى للامور وتلطف ، أي إنما سموا بالطبيب لرفع الهم عن نفوس المرضى بالرفق ولطف التدبير ، وليس شفاء الأبدان منهم ، وأما على الثاني فليس المراد أن مبدأ اشتقاق الطبيب الطب والتطييب ؛ فإن أحدهما من المضاعف ، والآخر من المعتل ، بل المراد أن تسميتهم بالطبيب ليست بسبب تداوي الأبدان عن الأمراض ، بل لتداوي النفوس عن الهموم والأحزان فتطيب بذلك ، قال الفيروزآبادي : الطب مثلثة التاء : علاج الجسم والنفس. انتهى. على أنه يمكن أن يكون هذا مبنيا على الاشتقاق الكبير». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٩٢ و ١٩٣ (طبب).

٢١٨

فيومئذ سمي(١) المعالج الطبيب(٢) ».(٣)

١٤٨٦٨ / ٥٣. عنه ، عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي أيوب :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ما من داء إلا وهو سارع(٤) إلى الجسد ينتظر(٥) متى(٦) يؤمر به ، فيأخذه».

وفي رواية أخرى : «إلا الحمى ؛ فإنها ترد ورودا»(٧) .(٨)

__________________

(١) في «ن» : «يسمى».

(٢) في «د ، بح» : «بالطبيب».

(٣) الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٢٠٢ ، ح ٢٣٨٩٧ ؛ وج ٢٦ ، ص ٥٢٥ ، ح ٢٥٦١٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٢٢١ ، ح ٣١٧٣٦ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ٦٢ ، ح ٢.

(٤) في «ع ، بح ، بف ، جت ، جد» وشرح المازندراني والوافي والمرآة والبحار : «شارع». وفي «ن ، بن» وحاشية «د» : «يسارع».

(٥) في البحار : «ينظر».

(٦) في «بف» : «حتى».

(٧) في مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٢٠٠ : «لعل المراد أن غالب الأدواء لها مادة في الجسد تشتد ذلك حتى ترد عليه بإذن الله ، بخلاف الحمى ؛ فإنها قد ترد بغير مادة ، بل بالأسباب الخارجة ، كورود هواء بارد أو حار عليه مثلا».

وقال المحقق الشعراني في هامش الوافي : «الأمراض على قسمين : قسم منه من مبدأ داخلي بأن يكون من فساد مزاج بعض الأعضاء وتوقفه عن عمله ومنصبه ، كالكلية تتوقف عن إدرار البول فينتشر منه السمومات في البدن ولا تندفع بدفع البول ، والمعدة تتوقف عن هضم الغذاء فلا يصل إلى سائر الأعضاء ما تحتاج إليه ، والكبد يتوقف عن عمله وعن إفراز الصفراء ، وهكذا ، وهذه الأمراض سارع إلى الجسد ولها طريق إليه والجسد في معرض الابتلاء بها.

وقسم آخر من الأمراض من العلل الخارجية عن البدن ، كالجدري والحصبة في الأطفال وسائر الحميات ؛ فإنها من جراثيم ترد على البدن من خارجه ومن فساد الهواء وعفونته ، وهذه كلها حميات ليس مبدؤها فساد مزاج شيء من الأعضاء ، فلذا قال عليه‌السلام : إلا الحمى ؛ فإنها ترد ورودا.

فإن قيل : قد لا ينفك القسم الأول عن الحمى ، كما قد ينفك القسم الثاني عنها.

قلنا : أما الحمى في القسم الأول فليس هو نفسه مرضا ، بل هو عرض لمرض ، وأصل المرض فساد مزاج العضو ، وأما القسم الثاني إن كان فهو نادر جدا ؛ لأن الأمراض العفونية الواردة على البدن من الجراثيم المنتشرة في الهواء والماء ، لا تنفك عن الحمى في غالب الأمر».

(٨) تحف العقول ، ص ١١٠ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ٣٤١ ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب كراهية كثرة الأكل ، ح ١١٥٥٨ ؛ والمحاسن ، ص ٤٤٧ ، كتاب المآكل ، ح ٣٤١ ؛

٢١٩

١٤٨٦٩ / ٥٤. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد العزيز بن المهتدي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن داود بن زربي(١) ، قال :

مرضت بالمدينة مرضا شديدا ، فبلغ ذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فكتب إلي :

«قد بلغني علتك ، فاشتر صاعا من بر ، ثم استلق على قفاك ، وانثره على صدرك كيفما انتثر ، وقل : «اللهم إني أسألك باسمك الذي إذا سألك به المضطر كشفت ما به من ضر ، ومكنت له في الأرض ، وجعلته خليفتك على خلقك أن تصلي على محمد ، وعلى(٢) أهل بيته(٣) ، وأن تعافيني من علتي" ، ثم استو جالسا ، واجمع البر من حولك ، وقل(٤) مثل ذلك ، واقسمه(٥) مدا مدا لكل مسكين ، وقل مثل ذلك».

قال داود ، ففعلت مثل(٦) ذلك ، فكأنما نشطت من عقال(٧) ، وقد فعله غير واحد ، فانتفع به.(٨)

__________________

والخصال ، ص ٦٢٠ ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٢٥ ، ح ٢٥٦١٧ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ١٠١ ، ح ٣٠.

(١) في الوافي : «رزين». وهو سهو. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٦٠ ، الرقم ٤٢٤ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٨٢ ، الرقم ٢٨٠ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٢٥٧٩.

(٢) في «ن ، بن» : ـ «على».

(٣) في الكافي ، ح ٣٤٠٣ والوافي : «وآل محمد» بدل «وعلى أهل بيته».

(٤) في «ن» : «فقل».

(٥) في «ن» : «واقسم».

(٦) في الوافي : ـ «مثل».

(٧) قال العلامة المازندراني : «فكأنما نشطت من عقال ، أي خرجت منه ، أو حللت ، ف «نشطت» على الأول معلوم ، وعلى الثاني مجهول ، يقال : نشط من المكان ، إذا خرج منه ، ونشطت الملائكة نفس المؤمن ، إذا قبضتها وحلتها حلا رفيقا ، فلا يرد ما أورده ابن الأثير ، حيث قال : في حديث السحر : فكأنما انشط من عقال ، أي حل ، وقد تكرر في الحديث ، وكثيرا ما يجيء في الرواية : كأنما نشط من عقال ، وليس بصحيح ، يقال : نشطت العقدة إذا عقدتها ، وأنشطتها إذا حللتها».

وقال العلامة المجلسي بعد نقله كلام ابن الأثير : «أقول : لما كان هذا في كلام الراوي لا نحتاج إلى تصحيحه وتوجيهه». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٥٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٢٩ (نشط).

(٨) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء للعلل والأمراض ، ح ٣٤٠٣ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٥ ، ح ٨٨٦٨ ؛

٢٢٠