الكافي الجزء ١٥

الكافي6%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 82386 / تحميل: 4840
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وهو قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ) (١) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.

وَكَانَ مَنْ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ(٢) مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مُسْتَخْفِينَ(٣) ، وَلِذلِكَ خَفِيَ ذِكْرُهُمْ فِي الْقُرْآنِ ، فَلَمْ يُسَمَّوْا كَمَا سُمِّيَ مَنِ اسْتَعْلَنَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ(٤) ـ وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) (٥) يعني لم أسم المستخفين كما سميت المستعلنين من الأنبياءعليهم‌السلام .

فمكث نوحعليه‌السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد ، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياءعليهم‌السلام الذين كانوا بينه وبين آدمعليه‌السلام ، وذلك قول اللهعزوجل :( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) (٦) يَعْنِي مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَعليه‌السلام إِلى أَنِ انْتَهى إِلى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) .

ثم إن نوحاعليه‌السلام لما انقضت نبوته واستكملت(٧) أيامه ، أوحى الله ـعزوجل ـ إليه أن يا نوح ، قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم(٨) النبوة في العقب من ذريتك(٩) ، فإني لن أقطعها كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياءعليهم‌السلام التي بينك وبين آدمعليه‌السلام ، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ، وتعرف(١٠) به طاعتي ، ويكون نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر.

وبشر نوح ساما بهودعليه‌السلام ، فكان(١١) فيما بين نوح وهود من

__________________

(١) هود (١١) : ٢٥ ؛ المؤمنون (٢٣) : ٢٣ ؛ العنكبوت (٢٩) : ١٤.

(٢) في «بن» : «نوح وآدم».

(٣) في كمال الدين : + «ومستعلنين».

(٤) في «ن ، جت» والوافي : «عليهم‌السلام» بدل «صلوات الله عليهم أجمعين». وفي «بن» : ـ «أجميعن».

(٥) النساء (٤) : ١٦٤.

(٦) الشعراء (٢٦) : ١٠٥.

(٧) في «بن» وحاشية «بح» : «واستكمل».

(٨) في «بف» وكمال الدين : ـ «علم».

(٩) في كمال الدين : + «عند سام».

(١٠) في «م ، ن ، بح ، بف» : «ويعرف».

(١١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «وكان».

٢٨١

الأنبياءعليهم‌السلام (١) ، وقال نوح : إن الله باعث نبيا يقال له : هود ، وإنه يدعو قومه إلى الله ـعزوجل ـ فيكذبونه ، والله ـعزوجل ـ مهلكهم بالريح ، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه ، فإن الله ـعزوجل ـ ينجيه من عذاب الريح.

وأمر نوحعليه‌السلام ابنه ساما أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ، فيكون يومئذ عيدا(٢) لهم ، فيتعاهدون فيه ما عندهم(٣) من العلم والإيمان والاسم الأكبر ومواريث العلم وآثار علم(٤) النبوة ، فوجدوا هودا نبياعليه‌السلام وقد(٥) بشر به أبوهم نوحعليه‌السلام ، فآمنوا به واتبعوه وصدقوه ، فنجوا من عذاب الريح وهو قول اللهعزوجل :( وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ) (٦) وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ ) (٧) وقال تبارك وتعالى :( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) (٨) وقوله :( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا ) لنجعلها(٩) في أهل بيته( وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ) (١٠) لنجعلها في أهل بيته ، وأمر(١١) العقب(١٢) من ذرية(١٣) الأنبياءعليهم‌السلام من كان قبل إبراهيم لإبراهيمعليه‌السلام ، فكان(١٤) بين إبراهيم وهود من الأنبياء(١٥) ـ صلوات الله عليهم ـ وهو قول

__________________

(١) في كمال الدين : + «مستخفين ومستعلنين».

(٢) في «بف» والوافي : «يوم عيد» بدل «يومئذ عيدا».

(٣) في كمال الدين : «فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه يخرج فيه ، فلما بعث تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم».

(٤) في «ن ، بف» : ـ «علم».

(٥) في «بن ، جت» : «قد» بدون الواو.

(٦) الأعراف (٧) : ٦٥ ؛ هود (١١) : ٥٠.

(٧) الشعراء (٢٦) : ١٢٣ و ١٢٤.

(٨) البقرة (٢) : ١٣٢.

(٩) في المرآة : «قوله : لنجعلها ، في بعض النسخ بصيغة الغيبة ، وهو الأظهر ، وفي أكثرها بصيغة المتكلم ، أي هديناه لتعيين الخليفة ؛ لنجعل الخلافة في أهل بيته».

(١٠) الأنعام (٦) : ٨٤.

(١١) في «بف» وحاشية «ن ، بن ، جت» وشرح المازندرانى والوافي : «وآمن». وفي المرآة : «وأمن».

(١٢) في المرآة : «قوله : وأمن العقب ، وفي بعض النسخ : وأمر ، أي أمر هودا العقب بتعاهد الوصية لإبراهيم».

(١٣) في «ع» : «ذريته».

(١٤) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بف» والمطبوع والوافي : «وكان».

(١٥) في كمال الدين : «بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء» بدل «بين إبراهيم وهود من الأنبياء».

٢٨٢

الله(١) عزوجل :( وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ) (٢) وقوله عز ذكره :( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي ) (٣) وقولهعزوجل :( وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (٤) .

فجرى بين كل نبيين(٥) عشرة أنبياء وتسعة وثمانية أنبياء(٦) كلهم أنبياء ، وجرى لكل نبي ما(٧) جرى لنوح ـ صلى الله عليه ـ وكما(٨) جرى لآدم وهود وصالح وشعيب وإبراهيم ـ صلوات الله عليهم ـ(٩) ، حتى انتهت إلى يوسف بن يعقوبعليهما‌السلام ، ثم صارت من بعد يوسف في أسباط(١٠) إخوته حتى انتهت إلى موسىعليه‌السلام ، فكان بين يوسف وبين موسى(١١) من الأنبياءعليهم‌السلام ، فأرسل الله موسى وهارونعليهما‌السلام إلى فرعون وهامان وقارون ، ثم أرسل(١٢) الرسل تترى(١٣) ( كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها (١٤) كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ

__________________

(١) في «جت ، جد» وحاشية «بح» والمرآة وكمال الدين : «قوله» بدل «قول الله».

(٢) هود (١١) : ٨٩. وفي المرآة : «ظاهره أنه لبيان أنه قد كان بين هود وإبراهيم أنبياء ، ومنهم لوطعليه‌السلام ، وهو مخالف لغيره من الأخبار الدالة على أن لوطاعليه‌السلام كان بعثته بعد بعثة إبراهيمعليه‌السلام وكان معاصرا له. ويحتمل أن الغرض الإشارة إلى الآيات الدالة على بعثة إبراهيمعليه‌السلام ومن آمن به من الأنبياء وغيرهم».

(٣) العنكبوت (٢٩) : ٢٦. وفي كمال الدين : + «وقول إبراهيم :( إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ».

(٤) العنكبوت (٢٩) : ١٦. وفي «د ، ع ، م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» : ـ( إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .

(٥) في كمال الدين : «بين كل نبي ونبي».

(٦) في «بف» : ـ «أنبياء». وفي كمال الدين : «عشر آباء وتسعة آباء وثمانية آباء» بدل «عشرة أنبياء وتسعة وثمانية أنبياء».

(٧) في «ع ، ل ، جت» والوافي : «كما». وفي «د» : «لما».

(٨) في «بف» : «كما» بدون الواو.

(٩) في «م» : «عليه». وفي «بح» : + «أجميعن». وفي «ن» : ـ «صلوات الله عليهم». وفي «جت» والوافي : «عليهم‌السلام» بدلها.

(١٠) الأسباط : جمع السبط ، وهو الولد ، أو ولد الولد ، أو ولد البنت. والسبط أيضا : الامة ، وسميت أولاد إسحاق أسباطا ، وأولاد إسماعيل قبائل. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ (سبط).

(١١) في كمال الدين : + «عشرة».

(١٢) في كمال الدين : + «اللهعزوجل ».

(١٣) قال الجوهري : «تترى أصلها : وترى ، من الوتر ، وهو الفرد ، قال الله تعالى :( ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا ) [المؤمنون (٢٣) : ٤٤] أي واحدا بعد واحد». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٣ (وتر).

٢٨٣

أَحادِيثَ ) (١) .

وَكَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَقْتُلُ نَبِيّاً وَاثْنَانِ قَائِمَانِ ، وَيَقْتُلُونَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعَةٌ قِيَامٌ(٢) حَتّى أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا قَتَلُوا فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ سَبْعِينَ نَبِيّاً ، وَيَقُومُ(٣) سُوقُ قَتْلِهِمْ(٤) آخِرَ النَّهَارِ(٥) .

فَلَمَّا نَزَلَتِ(٦) التَّوْرَاةُ عَلى مُوسىعليه‌السلام بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَكَانَ بَيْنَ يُوسُفَ وَمُوسى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ(٧) ، وَكَانَ وَصِيُّ مُوسى يُوشَعَ بْنَ نُونٍعليه‌السلام ، وَهُوَ فَتَاهُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ.

فَلَمْ تَزَلِ(٨) الْأَنْبِيَاءُ تُبَشِّرُ بِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى بَعَثَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ ، فَبَشَّرَ بِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى :( يَجِدُونَهُ ) يعني اليهود والنصارى( مَكْتُوباً ) يعني صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) ( عِنْدَهُمْ ) يعني(١٠) ( فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ) (١١) وهو(١٢) قول اللهعزوجل يخبر عن عيسى :( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) (١٣) وبشر موسى وعيسى بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله كما بشر الأنبياء

__________________

(١٤) هكذا في المصحف الشريف وأكثر النسخ والوافي. وفي بعض النسخ والمطبوع : «رسولها».

(١) المؤمنون (٢٣) : ٤٤.

(٢) في كمال الدين : «وفي اليوم نبيين وثلاثة وأربعة» بدل «نبيا واثنان قائمان ، ويقتلون اثنين وأربعة قيام».

(٣) في الوافي : «وكان يقوم».

(٤) في «بن» وكمال الدين : + «في».

(٥) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ويقوم سوق قتلهم آخر النهار ، الظاهر : سوق بقلهم ، كما روي في غيره ، أي كانوا لا يبالون بذلك بحيث كان يقوم بعد قتل سبعين نبيا جميع أسواقهم حتى سوق بقلهم إلى آخر النهار. وفيما في أكثر النسخ لعل المراد أن السوق الذي قتلوا فيه كان قائما إلى آخر النهار لعدم اعتنائهم بذلك ، أو المراد أنه ربما كان يمتد زمان قتلهم إلى آخر النهار ، أو ربما يأخذون في قتلهم آخر النهار ، فيقتلون في هذا الزمان القليل مثل هذا العدد الكثير. وعلى الأخيرين يكون القتل كناية عن المعركة التي أقاموا لقتلهم ، ولا يخفى بعدهما».

(٦) في «بح» وكمال الدين : «انزلت».

(٧) في كمال الدين : + «عشرة».

(٨) في «م ، بف ، جد» : «فلم يزل».

(٩) في حاشية «جت» : + «واسمه مكتوبا». وفي الوافي : + «واسمه».

(١٠) في «بف» : ـ «يعني». وفي المرآة : «الظاهر أن قوله «يعني» زيد من النساخ».

(١١) الأعراف (٧) : ١٥٧.

(١٢) في «بف» : ـ «هو».

(١٣) الصف (٦١) : ٦.

٢٨٤

ـ صلوات الله عليهم ـ بعضهم ببعض حتى بلغت(١) محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فلما قضى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته واستكملت(٢) أيامه ، أوحى الله ـ تبارك وتعالى ـ إليه(٣) : يا محمد ، قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان(٤) والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم(٥) النبوة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فإني لن أقطع(٦) العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم ، وذلك قول الله تبارك وتعالى :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٧) وإن الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يجعل العلم جهلا(٨) ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب ، ولا إلى(٩) نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته(١٠) ، فقال له : قل(١١) كذا وكذا ، فأمرهم بما

__________________

(١) «حتى بلغت» أي سلسلة الأنبياء ، أو النبوة ، أو البشارة ، أو الوصية.

(٢) في «ل ، ن ، بف ، بن» وحاشية «جت» والوافي : «واستكمل».

(٣) في «د ، ع ، ل ، م ، ن» : ـ «إليه».

(٤) في بصائر الدرجات ، ح ٢ : «والآثار».

(٥) في «ل ، ن ، بف ، جد» وبصائر الدرجات ، ح ٢ : ـ «علم».

(٦) هكذا في حاشية «بح» والوافي. وفي النسخ والمطبوع : «لم أقطع». وما أثبتناه هو الظاهر الموافق لسياق الخبر.

(٧) آل عمران (٣) : ٣٣ و ٣٤.

(٨) قال العلامة المازندراني : «أي لم يجعل العلم قط بمنزلة الجهل ، ولا العالم بمنزلة الجاهل في وجوب الاتباع ، بل أمر باتباع العلم والعالم في جميع الأزمنة والأعصار دون الجهل والجاهل ، فكيف يجوز لهذه الامة تقديم الجاهل على العالم؟! وفيه رد على الثلاثة وأتباعهم إلى يوم القيامة».

وفي المرآة : «أي لم يجعل العلم مبنيا على الجهل بأن يكون أمر الحجة مجهولا لايعلمه الناس ولابينه لهم ، أو لم يجعل العلم مخلوطا بالجهل ، بل لابد أن يكون العالم عالما بجميع ما يحتاج إليه الخلق ، ولا يكون اختيار مثله إلامنه تعالى. وقيل : المراد أن الله تعالى لم يبين أحكامه على ظنون الخلق وإلالكان العلم جهلا ؛ إذ الظن قد يكون باطلا فيكون جهلا لعدم مطابقته للواقع ، وأمر عباده باتباع العلم واليقين المطابق للواقع».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : ـ «إلى».

(١٠) في كمال الدين : + «إلى نبيه».

(١١) في تفسير العياشي ، ح ٣١ وكمال الدين : ـ «قل».

٢٨٥

يحب ، ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم(١) أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبياءه وأصفياءه من الآباء(٢) والإخوان(٣) والذرية التي بعضها من بعض ، فذلك قوله جل وعز :( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (٤) .

فأما الكتاب فهو النبوة ، وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء(٥) من الصفوة(٦) ، وأما الملك العظيم فهم الأئمة(٧) من الصفوة ، وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض ، والعلماء(٨) الذين جعل الله(٩) فيهم البقية(١٠) ، وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا والعلماء(١١) ، ولولاة الأمر استنباط العلم ، وللهداة ، فهذا شأن(١٢) الفضل من الصفوة والرسل والأنبياء(١٣) والحكماء وأئمة الهدى والخلفاء الذين هم ولاة أمر الله ـعزوجل ـ واستنباط(١٤) علم الله ، وأهل آثار علم الله من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياءعليهم‌السلام من الآباء(١٥) والإخوان والذرية من الأنبياء ، فمن اعتصم بالفضل انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله ـعزوجل ـ(١٦) وأهل استنباط

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : «إليهم».

(٢) هكذا في شرح المازندراني والوافي وكمال الدين. وفي النسخ والمطبوع : «الأنبياء».

(٣) في تفسير العياشي ، ح ٣١ : «والأعوان».

(٤) النساء (٤) : ٥٤.

(٥) في كمال الدين : + «والأصفياء».

(٦) في «بف» والوافي : «والصفوة» بدل «من الصفوة».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بح» والمطبوع وحاشية «جت» وشرح المازندراني والوافي : + «الهداة».

(٨) في تفسير العياشي وكمال الدين : ـ «والعلماء».

(٩) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت ، جد» : ـ «الله».

(١٠) في كمال الدين : «النبوة».

(١١) في «بح ، بف ، جت» وشرح المازندراني وتفسير العياشي ، ح ٣١ : «وللعلماء». وفي كمال الدين : «فهم العلماء».

(١٢) في كمال الدين : «بيان».

(١٣) في «بن» : + «والأوصياء».

(١٤) في كمال الدين : + «وأهل استنباط».

(١٥) في حاشية «بح» وكمال الدين : «من الآل».

(١٦) في كمال الدين : «ولاية الله» بدل «ولاة أمر اللهعزوجل ».

٢٨٦

علمه في غير الصفوة من(١) بيوتات الأنبياءعليهم‌السلام فقد خالف أمر الله ـعزوجل ـ وجعل الجهال ولاة أمر الله ، والمتكلفين(٢) بغير هدى من الله ـعزوجل ـ وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله ، فقد كذبوا على الله ورسوله ، ورغبوا عن وصيه(٣) عليه‌السلام وطاعته ، ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله ـ تبارك وتعالى ـ فضلوا وأضلوا أتباعهم ، ولم يكن(٤) لهم حجة يوم القيامة ، إنما(٥) الحجة في آل إبراهيمعليه‌السلام ؛ لقول اللهعزوجل :( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (٦) فَالْحُجَّةُ الْأَنْبِيَاءُ(٧) عليهم‌السلام وَأَهْلُ بُيُوتَاتِ الْأَنْبِيَاءِعليهم‌السلام حَتّى تَقُومَ السَّاعَةُ ؛ لِأَنَّ كِتَابَ اللهِ يَنْطِقُ بِذلِكَ ، وَصِيَّةُ(٨) اللهِ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ الَّتِي وَضَعَهَا(٩) عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَ(١٠) :( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ) (١١) وهي بيوتات(١٢) الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى ، فهذا بيان عروة الإيمان التي نجا بها من نجا قبلكم ، وبها ينجو من يتبع الأئمة(١٣) .

وقال(١٤) الله ـعزوجل ـ في كتابه :( وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ

__________________

(١) في «بح» : «في».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : والمتكلفين ، عطف على الجهال ، أي جعل المتكلفين ولاة أمر الله».

(٣) في «م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» وحاشية «د» والوافي : «وصيته». وفي كمال الدين : «وزاغوا عن وصية الله» بدل «ورسوله ورغبوا عن وصيهعليه‌السلام ».

(٤) في الوافي : «ولم تكن».

(٥) في «بح» : «وإنما».

(٦) النساء (٤) : ٥٤.

(٧) في «ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والوافي : «للأنبياء».

(٨) في كمال الدين : «ووصية».

(٩) في حاشية «بن» : «رفعها». وفي «جت» : + «الله».

(١٠) في المرآة : «قوله : فقالعزوجل ، بيان لما ينطق به الكتاب ، فقوله : وصية الله ، مرفوع خبر مبتدأ مخذوف ، ويحتمل أن يكون منصوبا حالا عن اسم الإشارة».

(١١) النور (٢٤) : ٣٦.

(١٢) في «د ، ع ، ن ، بح ، بن ، جت» : «بيوت».

(١٣) في شرح المازندراني : «الأنسب أن يقول : وبها ينجو من ينجو منكم ، وإنما عدل عنه للتصريح بالمقصود ، وهو أن نجاة هذه الامة باتباع الأئمة من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(١٤) في «بح» : «فقال». وفي شرح المازندراني : «وقد قال».

٢٨٧

وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [...]أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) (١) فإنه وكل بالفضل(٢) من أهل بيته(٣) والإخوان والذرية ، وهو قول الله تبارك وتعالى : إن تكفر(٤) به(٥) أمتك فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به ، فلا يكفرون(٦) به أبدا ، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك(٧) من بعدك علماء أمتك وولاة أمري بعدك وأهل استنباط العلم(٨) الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا زور(٩) ولا بطر(١٠) ولا رياء ، فهذا بيان ما ينتهي إليه أمر هذه الأمة(١١) .

إن(١٢) الله ـعزوجل ـ طهر أهل بيت نبيه(١٣) عليهم‌السلام وسألهم(١٤) أجر المودة ، وأجرى

__________________

(١) الأنعام (٦) : ٨٤ ـ ٨٩.

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : فإنه وكل بالفضل ، يحتمل أن يقرأ : وكل بالتخفيف ، ويكون الباء بمعنى إلى ، أي وكل الإيمان والعلم إلى الأفاضل من أهل بيته ، وبالتشديد على سبيل القلب ، أو بتخفيف الفضل ، فيكون قوله : «من أهل بيته» مفعولا لقوله : «وكل» أي وكل جماعة من أهل بيته بالفضل ، وهو العلم والإيمان. وإنما احتجنا إلى هذه التكلفات لأن الظاهر من كلامهعليه‌السلام بعد ذلك أنهعليه‌السلام فسر القوم بالأئمة ، ولعل الباء في قوله : «بالفضل» من زيادة النساخ».

(٣) في كمال الدين : + «من الآباء».

(٤) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن» والوافي : «إن يكفر».

(٥) في «جت» : «بها».

(٦) في «بن» : «لا يكفرون».

(٧) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : من أهل بيتك ، هو مبتدأ وخبره قولهعليه‌السلام : علماء امتك».

(٨) في كمال الدين : «علمي».

(٩) الزور : الكذب ، والباطل ، والتهمة ، والشرك بالله تعالى ، ومجلس الغناء ، وما يعبد من دون الله تعالى. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٦٧ (زور).

(١٠) البطر : الطغيان عند النعمة وطول الغنى. النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٥ (بطر).

(١١) في كمال الدين : + «بعد نبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(١٢) في «بح» : «لأن».

(١٣) في «جت» : «محمد».

(١٤) في كمال الدين : «وجعل لهم». وفي الوافي : «وسألهم أجر المودة ، كذا وجد في النسخ التي رأيناها ،

٢٨٨

لهم الولاية ، وجعلهم أوصياءه وأحباءه ثابتة(١) بعده في أمته.

فاعتبروا يا أيها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله ـعزوجل ـ ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحججه ، فإياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا به ، وتكون(٢) لكم الحجة يوم القيامة(٣) وطريق(٤) ربكم جل وعز ، لا(٥) تصل(٦) ولاية إلى(٧) الله ـعزوجل ـ إلا بهم ، فمن فعل ذلك(٨) ، كان حقا على الله أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله ـعزوجل ـ بغير ما أمره ، كان حقا على الله ـعزوجل ـ أن يذله وأن(٩) يعذبه».(١٠)

١٤٩٠٨ / ٩٣. عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبي منصور(١١) ، عن أبي الربيع ، قال :

__________________

والصواب : سأل لهم. وروى الشيخ الصدوقرحمه‌الله هذه الرواية في كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة ، وأورد بدل هذه الكلمة : وجعل لهم ، وهو أوضح».

(١) في كمال الدين : «وأئمته» بدل «ثابتة».

(٢) في «ن ، بح ، بف ، جت» والوافي : «ويكون».

(٣) في إكمال الدين : «وتكون لكم به حجة يوم القيامة».

(٤) في «جت» : «فطريق».

(٥) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والمرآة. وفي المطبوع : «ولا».

(٦) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن» : «لا يصل».

(٧) في «م» : ـ «إلى».

(٨) في «بح» : + «بهم».

(٩) في «بح» : ـ «أن».

(١٠) الكافي ، كتاب الحجة ، باب الإشارة والنص على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ح ٧٦٧ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤٦٩ ، ح ٣ ، بسندهما عن الحسن بن محبوب ، من قوله : «فلما قضى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته» إلى قوله : «لم أقطعها من بيوتات الأنبياء». وفيه ، ص ٤٦٨ ، ح ٢ ، من قوله : «فلما قضى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته» إلى قوله : «كانوا بينك وبين أبيك آدم» ؛ كمال الدين ، ص ٢١٣ ، ح ٢ ، وفيهما بسند آخر عن محمد بن الفضيل ، مع اختلاف يسير. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٣١ ، عن أبي حمزة ، من قوله : «فلما قضى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نبوته» إلى قوله : «لولاة الأمر استنباط العلم وللهداة» ؛ وفيه ، ص ٣٠٩ ، ح ٧٨ ، عن أبي حمزة الثمالي ، من قوله : «فلما أكل آدم من الشجرة» إلى قوله : «يكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح» الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ح ٧٥٣ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٣٥ ، ح ٣٣١٥١ ، من قوله : «وإن الله تبارك وتعالى لم يجعل العلم جهلا» إلى قوله : «على الله أن يذله وأن يعذبه» ؛ البحار ، ج ١١ ، ص ٤٣ ، ذيل ح ٤٩.

(١١) هكذا في «ل ، بح ، بن» والبحار. وفي «د ، ع ، م ، ن ، بف ، جت ، جد» والمطبوع : «أبو منصور».

٢٨٩

حججنا مع أبي جعفرعليه‌السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك ، وكان معه نافع(١) مولى عمر بن الخطاب ، فنظر نافع إلى أبي جعفرعليه‌السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس ، فقال نافع : يا أمير المؤمنين ، من هذا الذي قد تداك(٢) عليه الناس؟ فقال : هذا نبي(٣) أهل الكوفة ، هذا محمد بن علي ، فقال : اشهد لآتينه ، فلأسألنه(٤) عن مسائل لايجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي أو وصي نبي ، قال : فاذهب إليه(٥) وسله(٦) لعلك تخجله.

فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ، ثم أشرف على أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال : يا محمد بن علي ، إني(٧) قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت(٨) حلالها وحرامها ، وقد جئت أسألك عن مسائل لايجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن(٩) نبي.

قال : فرفع أبو جعفرعليه‌السلام رأسه ، فقال : «سل عما بدا لك».

فقال : أخبرني كم بين عيسى وبين(١٠) محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من سنة(١١) ؟

__________________

و «أبي منصور» معطوف على «أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي» ، كما يعلم ذلك من تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٨٤ ، فلا حظ.

(١) في مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٢٨٥ : «هو نافع بن سرجس مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب ، كان ديلميا ، وهو من التابعين المدنيين ، والعامة رووا عنه أخبارا كثيرة ، ومعظم رواياته عن ابن عمر ، وهو من الثقات عندهم ، وكان ناصبيا خبيثا معاندا لأهل البيت ، ويظهر من أخبارنا أنه كان يميل إلى رأي الخوارج ، كما يدل عليه هذا الخبر أيضا».

(٢) في شرح المازندراني : «تداك» بدون «قد». وفي الوافي وتفسير القمي ، ج ١ : «تكافأ». وفي تفسير القمي ، ج ٢ : «تتكافأ» كلاهما بدل «قد تداك».

و «تداك» أي ازدحم ، وأصل الدك : الكسر. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٨ (دكك).

(٣) في تفسير القمي ، ج ١ : «ابن (بني)».

(٤) في الوافي : «ولأسألنه».

(٥) في «بح» : «عليه».

(٦) في «د ، بح ، بف ، جت» والوافي والبحار ، ج ١٨ : «واسأله».

(٧) في «ع» : ـ «إني».

(٨) في الوافي عن بعض النسخ : «علمت».

(٩) في تفسير القمي ، ج ٢ : + «وصي».

(١٠) في «بف» وتفسير القمي : ـ «بين».

(١١) في «ن» : ـ «من سنة».

٢٩٠

قال(١) : «أخبرك بقولي ، أو(٢) بقولك؟».

قال : أخبرني بالقولين جميعا.

قال : «أما في قولي ، فخمسمائة سنة(٣) ، وأما في قولك ، فستمائة سنة»(٤) .

قال : فأخبرني عن قول الله ـعزوجل ـ لنبيه :( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) (٥) من الذي سأل(٦) محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة؟

قال : فتلا أبو جعفرعليه‌السلام هذه الآية «( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا ) (٧) فكان من الآيات التي أراها الله ـ تبارك وتعالى ـ محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله ـ عز ذكره ـ الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ، ثم أمر جبرئيلعليه‌السلام ، فأذن شفعا ، وأقام شفعا ، وقال في أذانه(٨) حي على خير العمل(٩) ، ثم تقدم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصلى(١٠) بالقوم ، فلما(١١) انصرف قال لهم(١٢) : على ما تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله

__________________

(١) في «ن ، بن ، جت» وتفسير القمي : «فقال».

(٢) في حاشية «بح ، جت» : «أم».

(٣) في المرآة : «هذا هو الذي دلت عليه أكثر أخبارنا في قدر زمان الفترة. وقد روى الصدوق في كتاب إكمال الدين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : كان بين عيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خمسمائة عام ، وهذا هو الصحيح وأما العامة فقد اختلفوا فيه على أقوال».

(٤) في «جد» : ـ «سنة».

(٥) الزخرف (٤٣) : ٤٥.

(٦) في «بح» وحاشية «م ، جت» وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ١٨ : «سأله». وفي «بف» : «يسأل».

(٧) الإسراء (١٧) : ١.

(٨) في تفسير القمي : «إقامته».

(٩) في الوافي : «كنىعليه‌السلام بذلك عن تخطئة عمر في نهيه عن هذه الكلمة في الأذان».

(١٠) في حاشية «بح» وتفسير القمي ، ج ٢ : «وصلى».

(١١) في «بن» : «ثم».

(١٢) في تفسير القمي ، ج ١ : «قال الله له : سل يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا ، أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل «قال لهم». وفي تفسير القمي ، ج ٢ : «فأنزل الله عليه :( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا ) إلى قوله( يُعْبَدُونَ ) فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل «فلما انصرف ، قال لهم».

٢٩١

إلا الله وحده لاشريك له ، وأنك رسول(١) الله ، أخذ(٢) على ذلك عهودنا ومواثيقنا».

فقال نافع : صدقت يا با جعفر(٣) ، فأخبرني عن قول اللهعزوجل :( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) (٤) ؟

قال : «إن الله ـ تبارك وتعالى(٥) ـ أهبط آدم إلى الأرض ، وكانت(٦) السماوات(٧) رتقا لا تمطر شيئا ، وكانت الأرض رتقا لاتنبت شيئا ، فلما أن(٨) تاب الله ـعزوجل ـ على آدمعليه‌السلام ، أمر السماء فتقطرت(٩) بالغمام ، ثم أمرها فأرخت(١٠) عزاليها(١١) ، ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار ، وأثمرت الثمار ، وتفهقت(١٢) بالأنهار ، فكان ذلك رتقها ، وهذا فتقها».

فقال(١٣) نافع : صدقت يا ابن رسول الله ، فأخبرني عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) (١٤) أي أرض تبدل يومئذ؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «أرض(١٥) تبقى(١٦) خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله ـعزوجل ـ

__________________

(١) في الوافي : «لرسول».

(٢) في «بح» «وأخذ».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : «يا أبا جعفر».

(٤) الأنبياء (٢١) : ٣٠.

(٥) هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع والوافي : + «لما».

(٦) في الوافي : «كانت» بدون الواو.

(٧) في «ن ، بف ، جت» : «السماء».

(٨) في «ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جد» : ـ «أن».

(٩) في الوافي والمرآة : «فتفطرت» بالفاء. وقال في الوافي : «فتفطرت بالغمام ، بالفاء ، أي تشققت بخروجه عنها».

(١٠) الإرخاء : الإرسال والإسدال. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ (رخا).

(١١) العزالي : جمع العزلاء ، وهو فم المزادة الأسفل ، فشبه اتساع المطرو اندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣١ (عزل).

(١٢) في معظم النسخ : «تفيهت». و «تفهقت» أي امتلأت ؛ من الفهق ، وهو الامتلاء والاتساع ، يقال : فهق الإناء يفهق ، إذا امتلأ حتى يتصبب. وكل شيء توسع فقد تفهق. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣١٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٢٠ (فهق).

(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٥٧. وفي المطبوع : «قال».

(١٤) إبراهيم (١٤) : ٤٨.

(١٥) في «بف» : «الأرض». وفي المرآة : «أرضا».

(١٦) في حاشية «ن ، جت» والوافي والمرآة : «بيضاء».

٢٩٢

من الحساب»(١) .

فقال نافع : إنهم عن الأكل لمشغولون.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «أهم يومئذ أشغل ، أم إذ هم في النار؟».

فقال(٢) نافع : بل إذ هم(٣) في النار.

قال(٤) : «فو الله(٥) ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم ، ودعوا بالشراب فسقوا الحميم».

قال : صدقت يا ابن رسول الله ، ولقد بقيت مسألة واحدة ، قال : «وما هي؟» قال :

أخبرني عن الله ـ تبارك وتعالى ـ متى كان؟

قال(٦) : «ويلك(٧) ، متى لم يكن حتى أخبرك متى كان؟ سبحان من لم يزل ولا يزال فردا(٨) صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا».

ثم قال : «يا نافع ، أخبرني عما أسألك عنه».

قال : وما هو؟

قال : «ما تقول في أصحاب النهروان؟ فإن قلت : إن أمير المؤمنين قتلهم بحق فقد ارتددت(٩) ، وإن قلت : إنه(١٠) قتلهم باطلا فقد كفرت»(١١) .

__________________

(١) في تفسير القمي ، ج ١ : «فقال أبو جعفرعليه‌السلام : بخبزة بيضاء يأكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق».

(٢) في «ن ، بف ، جد» والوافي : «قال».

(٣) في «بف» : ـ «بل إذا هم».

(٤) في «بح ، بف ، بن» : «فقال». وفي «م ، جد» : + «فقال».

(٥) في «م ، بن ، جد» : «والله». وفي تفسير القمي ، ج ١ ، «فقد قال الله :( وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ) » بدل «فوالله».

(٦) في شرح المازندراني : «فقال».

(٧) في المرآة : «أخبرني».

(٨) في «بح» : + «أحدا».

(٩) في تفسير القمي ، ج ١ : + «أي رجعت إلى الحق».

(١٠) في «ل ، بن» : ـ «إنه».

(١١) في شرح المازندراني : «كأن نافعا كان يعتقد بأن علياعليه‌السلام كان إماما مفترض الطاعة بعد الثلاثة ، وبأن أهل

٢٩٣

قال : فولى من عنده وهو يقول : أنت ـ والله(١) ـ أعلم الناس حقا حقا ، فأتى هشاما ، فقال له : ما صنعت؟ قال : دعني من كلامك ، هذا والله أعلم الناس حقا حقا ، وهو ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حقا(٢) ، ويحق لأصحابه أن يتخذوه نبيا.(٣)

حديث نصراني الشام مع الباقرعليه‌السلام

١٤٩٠٩ / ٩٤. عنه(٤) ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمر(٥) بن عبد الله الثقفي ، قال :

__________________

النهروان كانوا محقين في مخالفته ، فأوردعليه‌السلام عليه بأن هذين الاعتقادين متنافيان لايجتمعان معا ، وذلك لأنك إن قلت : إن علياعليه‌السلام قاتلهم بحق ارتددت بتصديقك أهل النهروان ، كما ارتدوا. وإن قلت : إنه قاتلهم باطلا فقد كفرت عند الامة بنسبة الباطل إليهعليه‌السلام ، والظاهر أن هذا إلزام لا مفر له عنه ، والله أعلم».

وفي الوافي : «وجه ارتداده حكمه بجواز قتل المسلمين ، ووجه كفره تخطئته خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد سكت عن جوابه عليه‌السلام ؛ لأنه قد أخذه من جوانبه بأبين الحجج وسد عليه سبيل المخرج ، فكأنه قد ألقم حجرا».

(١) في «ن ، بح» : «والله أنت».

(٢) في تفسير القمي ، ج ١ : «حقا حقا».

(٣) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الكون والمكان ، ح ٢٣٨ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله : «أخبرني عن الله تبارك وتعالى متى كان» إلى قوله : «لم يتخذ صاحبة ولا ولدا». وفي تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ؛ وج ٢ ، ص ٢٨٤ ، بسندهما عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي الربيع ، وفي الأخير إلى قوله : «فقال نافع صدقت يا أبا جعفر» مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٨٠ ، ح ١٣٩٧ ؛ البحار ، ج ١٨ ، ص ٣٠٨ ، ح ١٧ ، إلى قوله : «فقال نافع صدقت يا أبا جعفر» ؛ وفيه ، ج ٥٧ ، ص ١٤ ، ح ١٧ ، من قوله : «فأخبرني عن قول اللهعزوجل ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ ) » إلى قوله : «قال نافع صدقت يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٤) ورد الخبر في البحار ، ج ٥٦ ، ص ٤ ، ح ٩ ، نقلا من الكافي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن عبد الله الثقفي. والظاهر أن العلامة المجلسي أرجع الضمير الواقع في صدر السند ، إلى الحسن بن محبوب المذكور في سند الحديث الثاني والتسعين. وهذا أمر عجيب بعد وقوع الحسن بن محبوب في سند الحديث الثالث والتسعين أيضا. أضف إلى ذلك أنا لم نجد رواية الحسن بن محبوب ، عن إسماعيل بن أبان في موضع. والمظنون رجوع الضمير إلى أحمد بن محمد بن خالد المذكور في سند الحديث الثالث والتسعين ، كما صنعه في معجم رجال الحديث ، ج ٣ ، ص ٩٧ ، الرقم ١٢٧٠ ؛ فقد روى أحمد بن محمد البرقي ـ وهو أحمد بن محمد بن خالد ـ كتاب إسماعيل بن أبان ، كما في رجال النجاشي ، ص ٣٢ ، الرقم ٧٠.

(٥) في «جت» والبحار : «عمرو». والمظنون أن ابن عبد الله هذا ، هو عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي المترجم

٢٩٤

أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفرعليه‌السلام من المدينة إلى الشام ، فأنزله منه(١) ، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم ، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك ، فقال : «ما لهؤلاء؟ ألهم عيد اليوم؟».

فقالوا : لايا ابن رسول الله ، ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ، فيسألونه عما يريدون(٢) ، وعما يكون في عامهم.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «وله علم؟».

فقالوا : هو من أعلم الناس ، قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسىعليه‌السلام .

قال : «فهل نذهب إليه؟».

قالوا(٣) : ذاك إليك يا ابن رسول الله.

قال : فقنع أبو جعفرعليه‌السلام رأسه بثوبه ، ومضى هو وأصحابه ، فاختلطوا(٤) بالناس حتى أتوا الجبل ، فقعد أبو جعفرعليه‌السلام وسط النصارى هو وأصحابه ، وأخرج(٥) النصارى بساطا ، ثم وضعوا الوسائد(٦) ، ثم دخلوا فأخرجوه ، ثم ربطوا عينيه(٧) ، فقلب عينيه كأنهما عينا(٨) أفعى ، ثم قصد قصد(٩) أبي جعفرعليه‌السلام ، فقال : يا شيخ ، أمنا أنت ، أم من

__________________

في كتب العامة. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٤١٧ ، الرقم ٤٢٧٠ وما بهامشه من المصادر.

(١) في «بف» وحاشية «د ، م ، بح ، جت ، جد» والوافي والمرآة : «معه».

(٢) في «بح» : «يريدونه».

(٣) في «ن» وتفسير القمي : «فقالوا».

(٤) في الوافي : «واختلطوا».

(٥) في «م» وتفسير القمي : «فأخرج».

(٦) «الوسائد» : جمع الوساد والوسادة بمعنى المخده ـ وهو ما يوضع الخد عليه ـ والمتكأ ، وهو الذي يوضع تحت الرأس. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٢ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ (وسد).

(٧) في «بف» : «عينه». ولعل المراد بربط عينيه ربط أجفانه إلى فوق ، أو حاجبيه ؛ لتبقى عيناه مفتوحين وكأنه لم يقو على فتح عينيه لشدة كبره ، أو لئلا تضر من شعاع الشمس بعد خروجه من ظلمة الغار ، وذلك كما توضع اليد فوق الحاجبين عند مواجهة الشمس لأجل رؤية ما يقابله. وتعلق الربط بالعين لأدنى ملا بسة ومقاربة. راجع : شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٧٠ ؛ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٨٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٢٩٣.

(٨) في «جت» وحاشية «بح» : «عيني».

(٩) هكذا في معظم النسخ وحاشية «جد» والوافي. وفي «جد» والمطبوع : «ثم قصد إلى». وفي «د» : ـ «قصد».

٢٩٥

الأمة المرحومة؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «بل من الأمة المرحومة».

فقال : أفمن(١) علمائهم أنت ، أم من جهالهم؟

فقال : «لست من جهالهم».

فقال النصراني : أسألك ، أم(٢) تسألني؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «سلني».

فقال النصراني : يا معشر النصارى ، رجل من أمة محمد يقول : سلني ، إن هذا لمليء(٣) بالمسائل(٤) ، ثم قال(٥) : يا عبد الله ، أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النهار : أي ساعة هي؟

فقال(٦) أبو جعفرعليه‌السلام : «ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس(٧) ».

فقال النصراني : فإذا(٨) لم تكن(٩) من ساعات الليل ولا من ساعات النهار ، فمن أي الساعات(١٠) هي؟

__________________

(١) في «م» : «أمن».

(٢) في «بن» : «أو».

(٣) في تفسير القمي : «لعالم».

(٤) في الوافي : «تعجب النصراني من أمرهعليه‌السلام إياه بأن يسأله مع وفور علمه بزعمه ، فقال اعترافا أو استهزاء : إن هذا لمليء بالمسائل ؛ حيث اجترأ علي بمثل هذا الأمر».

وفي المرآة : «قوله : لمليء ، أي جدير بأن يسأل عنه».

(٥) في «د ، بح ، جت» : «فقال». وفي «د» وحاشية «جت» : + «أخبرني».

(٦) في «بف» والوافي وتفسير القمي : «قال».

(٧) في المرآة : «هذا لا ينافي ما نقله العلامة وغيره من إجماع الشيعة على كونها من ساعات النهار ؛ لأن الظاهر أن المراد بهذا الخبر أنها ساعة لا تشبه شيئا من ساعات الليل والنهار ، بل هي شبيهة بساعات الجنة ، وإنما جعلها الله في الدنيا ليعرفوا بها طيب هواء الجنة ولطافتها واعتدالها ؛ على أنه يحتمل أن يكونعليه‌السلام أجاب السائل على ما يوافق غرضه واعتقاده ومصطلحه».

(٨) في «بن» : «إذا».

(٩) في «ن ، بف» وتفسير القمي : «لم يكن». وفي «جت» بالتاء والياء معا.

(١٠) في حاشية «بح» : «ساعة». وفي الوافي : «ساعات».

٢٩٦

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «من ساعات الجنة ، وفيها تفيق(١) مرضانا».

فقال النصراني(٢) : فأسألك(٣) ، أم(٤) تسألني؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «سلني».

فقال النصراني : يا معشر(٥) النصارى ، إن هذا لمليء بالمسائل ، أخبرني(٦) عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون؟ أعطني مثلهم في الدنيا.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «هذا(٧) الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط».

فقال النصراني(٨) : ألم تقل ما أنا من علمائهم؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «إنما قلت لك(٩) : ما أنا من جهالهم».

فقال النصراني : فأسألك(١٠) ، أو(١١) تسألني؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «سلني».

فقال(١٢) : يا معشر النصارى ، والله لأسألنه عن مسألة يرتطم(١٣) فيها كما يرتطم

__________________

(١) في «د ، ل» : «يفيق». وفي «بف ، بن» بالتاء والياء معا. وأفاق من مرضه : رجعت الصحة إليه ، أو رجع إلى الصحة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢١٩ (فوق).

(٢) في تفسير القمي : + «أصبت».

(٣) في «بن» : «أسألك».

(٤) في «بف» وتفسير القمي : «أو».

(٥) في «ع ، ل» : «يا معاشر».

(٦) في «ع» : «خبرني».

(٧) في «بف» : «مثل». وفي «بح» وحاشية «جت» : «هو».

(٨) في تفسير القمي : + «أصبت».

(٩) في «بن» : ـ «لك».

(١٠) في «ع ، م ، بن» : «أسألك».

(١١) في «بح ، جت» : «أم».

(١٢) في «جد» وتفسير القمي : «قال».

(١٣) «يرتطم فيها» أي يقع فيها ويرتبك وينشب ، يقال : ارتطم في الطين ، أي وقع فيه فتخبط. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٣ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٤٤ (رطم).

٢٩٧

الحمار(١) في الوحل(٢) .

فقال له : «سل».

فقال(٣) : أخبرني عن رجل دنا من امرأته ، فحملت باثنين حملتهما جميعا(٤) في ساعة واحدة ، وولدتهما في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ، ودفنا في قبر واحد ، عاش أحدهما خمسين ومائة سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة ، من هما؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «هما(٥) عزير وعزرة(٦) ، كانا(٧) حملت أمهما بهما على ما وصفت ، ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزير وعزرة(٨) كذا وكذا(٩) سنة ، ثم أمات الله ـ تبارك وتعالى ـ عزيرا مائة سنة ، ثم بعث وعاش(١٠) مع عزرة(١١) هذه الخمسين سنة ، وماتا كلاهما في ساعة واحدة».

فقال النصراني : يا معشر(١٢) النصارى ، ما رأيت بعيني قط(١٣) أعلم من هذا الرجل ، لاتسألوني عن حرف وهذا بالشام ، ردوني.

قال(١٤) : فردوه إلى كهفه ، ورجع النصارى مع أبي جعفرعليه‌السلام .(١٥)

__________________

(١) في «ن» : «الحمير».

(٢) الوحل ، بالتحريك : الطين الرقيق الذي ترتطم فيه الدواب. والوحل بالتسكين لغة رديئة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٤٠ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٦٢.

(٣) في «د ، ل ، جت ، جد» : + «له».

(٤) في «بح» : ـ «جميعا».

(٥) هكذا في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والوافي وتفسير القمي. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ «هما».

(٦) في حاشية «د ، ن» : «وعزيرة».

(٧) في «بن ، جت» وتفسير القمي : «كانت».

(٨) في حاشية «د ، ن» : «وعزيرة».

(٩) في تفسير القمي : «ثلاثين» بدل «كذا وكذا».

(١٠) في «د ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي : «فعاش».

(١١) في «بح ، جت» وحاشية «د ، ن» : «عزيرة».

(١٢) في «ل ، بن» : «يا معاشر».

(١٣) في «بح» وحاشية «جت» والوافي : «أحدا قط». وفي «د» : «قط أحدا».

(١٤) في «د ، بح» : «فقال».

(١٥) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٩٨ ، بسنده عن إسماعيل بن أبان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٨٣ ،

٢٩٨

حديث أبي الحسن موسىعليه‌السلام

١٤٩١٠ / ٩٥. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد ؛ ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن علي بن سويد ؛ والحسين بن محمد(١) ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور ، عن علي بن سويد(٢) ، قال :

كتبت إلى أبي الحسن موسى(٣) عليه‌السلام وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة ، فاحتبس(٤) الجواب على أشهر(٥) ، ثم أجابني بجواب هذه نسخته :

«بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون ، وبعظمته ونوره(٦) ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتضادة(٧) ، فمصيب ومخطئ ، وضال ومهتد(٨) ، وسميع وأصم ، وبصير وأعمى

__________________

ح ١٣٩٨ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ٤ ، ح ٩ ، إلى قوله : «وفيها تفيق مرضانا» ملخصا.

(١) هكذا في «بن». وفي «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والمطبوع والبحار : «الحسن بن محمد». والمتكرر في أسناد الكافي رواية الحسين بن محمد شيخ الكلينيقدس‌سره عن محمد بن أحمد النهدى بعناوينه المختلفة ؛ من حمدان القلانسي ومحمد بن أحمد النهدي والنهدي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٠ ، ص ٣٤٢ ، ص ٣٤٩ ؛ رجال النجاشي ، ص ٣٤١ ، الرقم ٩١٤.

(٢) في البحار ، ج ٤٨ : ـ «ومحمد بن يحيى ـ إلى قوله ـ عن علي بن سويد».

(٣) في «جت» : ـ «موسى».

(٤) في «ن» : «واحتبس».

(٥) في «ع ، ل ، ن ، بن ، جت» والبحار ، ج ٤٨ : «علي» بدل «على أشهر». وفي الوافي : «علي أشهرا».

(٦) في «بف» : ـ «عاداه الجاهلون وبعظمته ونوره».

(٧) في رجال الكشي : «الشتى».

(٨) في «ن» : «ومهتدي».

٢٩٩

حيران(١) ، فالحمد(٢) لله الذي عرف ووصف دينه محمد(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

أما بعد ، فإنك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة ، وحفظ مودة(٥) ما(٦) استرعاك من دينه ، وما ألهمك من رشدك(٧) ، وبصرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم وبردك(٨) الأمور إليهم ، كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقية ، ومن كتمانها في سعة(٩) ، فلما(١٠) انقضى سلطان الجبابرة ، وجاء سلطان ذي السلطان(١١) العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها(١٢) العتاة(١٣) على خالقهم ، رأيت أن أفسر لك ما سألتني

__________________

(١) في «بح» : ـ «حيران».

(٢) في «بح ، جت ، جد» : «والحمد».

(٣) في «جت» وشرح المازندراني والبحار ، ج ٤٨ : «محمدا».

(٤) في مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٢٩٦ : «قولهعليه‌السلام : عرف ووصف دينه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كذا في بعض النسخ ، فقوله : عرف ، بتخفيف الراء ، أي عرف محمد دينه ووصفه. وفي بعض النسخ : عزو وصف ، أي عز هو تعالى ووصف للخلق دينه محمد. وفي بعض النسخ : محمدا ، بالنصب ، ف «عرف» بتشديد الراء ، والأول أظهر وأصوب».

(٥) قرأ العلامة المجلسي كلمة «حفظ» على صيغة المصدر ؛ حيث قال في المرآة : «قولهعليه‌السلام : وحفظ مودة ، كأنه معطوف على قوله : منزلة ، أي جعلك تحفظ مودة أمر استرعاك ، وهو دينه. ويمكن أن يقرأ «حفظ» على صيغة الماضي ليكون معطوفا على قوله : أنزلك».

(٦) في «جت» وحاشية «ن ، بح» والوافي : «لما».

(٧) في حاشية «بح» : «رشده».

(٨) في «ع ، ن ، بف ، بن ، جت» والوافي : «وردك».

(٩) في الوافي : «ومن كتمانها في سعة ؛ يعني كنت يسعني إلى الآن كتمانها».

(١٠) في حاشية «بح» : «ولما».

(١١) في المرآة : «قوله : وجاء سلطان ذي السلطان ، أي كنت أتقي هذه الظلمة في أن أكتب جوابك ، لكن في تلك الأيام دنا أجلي وانقضت أيامي ولا يلزمني الآن التقية ، وجاء سلطان الله فلا أخاف من سلطانهم». ونحوه في الوافي.

(١٢) في الوافي : «إلى أهلها ، أي تاركا لها إلى أهلها بتضمين الفراق معنى الترك وتعديته ب «إلى». ويحتمل أن يكون قد سقط من قلم النساخ كلمة تفيد مفاد الترك ، مثل أن كان بفراق الدنيا تاركا للدنيا المذمومة ، أو ورفضني الدنيا ، أو نحو ذلك». وقيل غير ذلك ، فراجع : مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٢٩٧.

(١٣) «العتاة» : جمع العاتي ، وهو المستكبر المجاوز للحد ؛ من العتو ، وهو التجبر والتكبر. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨١ ؛ لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٧ و ٢٨ (عتا).

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

(٤)

رواية الخوارزمي

فقد قال ما نصه: « حدثنا سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إليّ من همدان - حدثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله ابن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمةرضي‌الله‌عنه - من مسند زيد بن عليرضي‌الله‌عنه ، - حدثنا الفضل بن الفضل ابن العباس، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن سهل، حدّثنا محمد بن عبد الله البلدي، حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلا، حدثني أبي عن زيد بن عليرضي‌الله‌عنه عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال:

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتحت خيبر: لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمرّ على ملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب نعليك وفضل طهورك يستشفون به.

ولكنْ حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك. وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي. أنت تؤدّي ديني وتقتل على سنتي، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني، وأنك غداً على الحوض خليفتي وتذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد على الحوض، وأنت أول داخل الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غداً في الجنة جيراني. وإن عدوّك ظماء مظمئون مسودّة وجوههم مقمحون، حربك حربي وسلمك سلمي، وسرك سري وعلانيتك علانيتي، وسريرة صدرك كسريرة صدري، وأنت باب علمي.

وإن ولدك ولدي، ولحمك لحمي، ودمك دمي. وإن الحق معك، والحق

٣٨١

على لسانك، وفي قلبك، وبين عينيك، والإِيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي. وإن الله عزّ وجلّ أمرني أن أبشرّك أنك وعترتك في الجنة وأن عدوك في النار، لا يرد الحوض عليّ مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك.

قال علي: فخررت له سبحانه وتعالى ساجداً، وحمدته على ما أنعم به علي من الإسلام والقرآن، وحبّبني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

(٥)

رواية العطّار الهمداني

وأما رواية الحفاظ أبي العلاء العطّار فستعلمها من عبارة الكنجي، فإنه من أعلام سند روايته.

(٦)

رواية الصالحاني

وأما رواية أبي حامد الصالحاني فتعلم من عبارة ( توضيح الدلائل )، فقد نقل عنه الحديث.

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين. وعنه القندوزي في الينابيع: ٦٣.

٣٨٢

(٧)

رواية الكنجي

وأما رواية الكنجي الشافعي فقد قال ما نصه: « أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي، أخبرنا الحافظ أبو العلاء الهمداني، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني، حدثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة عن مسند زيد بن عليرضي‌الله‌عنه ، حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس » إلى آخره(١) ، كما تقدم في الخوارزمي.

(٨)

رواية شهاب الدين أحمد

وأما رواية شهاب الدين أحمد فهي: « عن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وعنهم، قال قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم فتحت خيبر: لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم

رواه الامام الحافظ الصالحاني وقال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي نصر بدانكفاد بقراءتي عليه قال: حدثنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا الامام الحافظ العالم الرباني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني بسنده إلى زيد بن علي. فذكر سنده

____________________

(١). كفاية الطالب: ٢٦٤.

٣٨٣

ورواه أيضاً الإِمام أبو سعد في شرف النبوة بتغيير يسير في اللفظ وزيادة هي: ليس أحد من الأمة يتقدّمك، وأن أمير المؤمنين علياً كرم الله تعالى وجهه خرَّ ساجداً، ثم قال: الحمد لله الذي أنعم عليَّ بالاسلام، وهداني بالقرآن، وحبّبني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين، إحساناً منه وتفضّلاً.

أقول: هذا حديث جامع يدخل فيه أشتات أبواب المناقب، ويشتمل أسباب خصائص الفضائل وعلو المراتب، قد رواه أجلة الثقات من أهل السنة وعناه أدلة الثقاة، ولله الفضل والمنة، والمراد من إيراده في هذا الباب كما خطّه قلمي لفظة: وتقاتل على سنتي والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي »(١) .

(٩)

رواية القندوزي

وأما رواية القندوزي فهي: « الموفق بن أحمد قال: أخبرنا سيّد الحفاظ أبو منصور » إلى آخر ما تقدم في الخوارزمي(٢) .

____________________

(١). توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل - مخطوط.

(٢). ينابيع المودة: ٦٣.

٣٨٤

(١٣)

عيبة علمي وبابي الذي أوتى منه

ومن رواته:

١ - أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني.

٢ - أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد الخوارزمي.

٣ - أبو القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي.

٤ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي.

٥ - أبو المجامع صدر الدّين الحموئي.

٦ - حسام الدين أبو عبد الله حميد المحلي.

٧ - السيد شهاب الدين أحمد.

٨ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.

٩ - سليمان بن إبراهيم البلخي القندوزي.

٣٨٥

(١)

رواية أبي نعيم

رواه أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن ابن عباس - حيث قال: « حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدّثنا عبد الله بن داهر الرازي قال: حدّثني أبي داهر بن يحيى الأحمري المقري قال: حدّثنا الأعمش عن عباية، عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

وقال: يا أم سلمة، إشهدي واسمعي: هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي بابي الذي أوتي منه، والوصي على الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخديني في الآخرة، ومعي في السّنام الأعلى »(١) .

(٢)

رواية الخوارزمي

ورواه الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي في ( المناقب ) بقوله: « أنبأني مهذب الأئمة هذا قال: أنبأنا محمد بن علي الشاهد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المقري - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا حبيب بن الحسن قال: حدثنا

____________________

(١). منقبة المطهرين أهل بيت محمد سيد الاولين والآخرين - مخطوط.

٣٨٦

عبدالله بن أيوب القرني قال: حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري قال: حدّثنا إسماعيل ابن عباد المدني، عن شريك، عن منصور، عن ابراهيم بن علقمة، عن عبد الله قال:

خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عند زينب بنت جحش، فأتى بيت أم سلمة - وكان يومها من رسول الله - فلم يلبث أن جاء عليرضي‌الله‌عنه فدقّ الباب دقّاً خفيفاً، فاستثبت رسول الله الدقّ وأنكرته أمّ سلمة، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قومي فافتحي له الباب. فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب فأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت فيَّ آية من كتاب الله بالأمس؟ فقال - كالمغضب -: إنّ طاعة الرسول طاعة الله، ومن عصى الرسول فقد عصى الله. إنّ بالباب رجلاً ليس بالنزق ولا الخرق، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ففتحت له الباب، فأخذ بعضادتي الباب، حتى إذا لم يسمع حسّاً ولا حركة، وصرت إلى خدري - استأذن فدخل.

فقال رسول الله: أتعرفينه؟ قلت: نعم، هذا علي بن أبي طالب. قال: صدقت. سجيّته من سجيّتي، ولحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عيبة علمي.

إسمعي واشهدي: وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي. إسمعي واشهدي: لو أن عبداً عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام، ثمّ لقى الله مبغضاً لعليرضي‌الله‌عنه لأكبّه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنم ».

وقال الخوارزمي: « أنبأني أبو العلاء هذا، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي » إلى آخر ما تقدم في أبي نعيم.

٣٨٧

(٣)

رواية الرّافعي

ورواه عبد الكريم الرافعي في ( التدوين في أخبار قزوين ) حيث قال: « كتب إلينا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي - وقرأت على يوسف بن عمر بسماعه منه - قال: ثنا أبو الفضل أحمد بن حسن خيرون، أنبأ أبو علي أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، ثنا أبوبكر بن كامل، ثنا القاسم بن العباس، ثنا زكريا بن يحيى الحراز، ثنا إسماعيل بن عبّاد، ثنا شريك عن منصور عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله قال: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيت زينب » بنحو ما تقدم إلى آخره.

(٤)

رواية الكنجي

ورواه أبو عبد الله الكنجي بقوله: « أخبرنا المعمَّر أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري، أخبرنا الشيخان ابن النبطي والكاغذي، قال أبو الفتح أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون، وقال أبو المظفر أخبرنا أبوبكر أحمد بن علي الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو علي ابن شاذان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أخبرنا الحافظ أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي الفسوي في مشيخته، حدثنا أبو طاهر محمد بن قسيم الحضرمي، حدثنا حسن بن حسين العرني، حدثني يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير

٣٨٨

عن ابن عباس قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمّ سلمة: هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. يا أم سلمة: هذا علي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ووعاء علمي ووصيي وبابي الذي أوتى منه. أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في المقام الأعلى، يقتل القاسطين والناكثين والمارقين »(١) .

وقال الكنجي الشافعي: « الباب السادس والثمانون: في أن خلق عليرضي‌الله‌عنه مثل خلق النبي: أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن [ أبي ] الحسن الأرجي بدمشق، عن الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن علي السّلامي، أخبرنا محمد بن علي بن عبيد الله، ثنا عمي أحمد بن عبيد الله، حدثنا أبو الحسين بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أبي سفيان، حدثنا محمد بن الكديمي، حدثنا زكريا ابن يحيى، حدثنا إسماعيل بن عبّاد عن شريك النخعي، عن سعيد بن زيد قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيت زينب حتى دخل بيت أم سلمة - وكان يومها من رسول الله - فلم يلبث أن جاء علي بن أبي طالب فدقّ الباب » إلى آخر ما تقدم(٢) .

(٥)

رواية الحموئي

ورواه صدر الدّين الحموئي بسنده عن ابن درستويه عن الفسوي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، كما تقدم

____________________

(١). كفاية الطالب: ١٦٧.

(٢). المصدر: ١٩٨.

٣٨٩

في الكنجي(١) .

(٦)

رواية المحلي

ورواية حميد المحلي تعلم من كلام الأمير الصنعاني الآتي.

(٧)

رواية شهاب الدين أحمد

ورواه السيد شهاب الدين أحمد في ( توضيح الدلائل ) عن ابن عباس، كما تقدم.

(٨)

رواية الأمير الصنعاني

ورواه محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) حيث قال: « ذكر الفقيه العلامة حميدرحمه‌الله في شرحه بعضاً من الروايات في الخوارج ولم يستوف كما سقناه، إلّا أنه ذكر ما لم نذكره فيما مضى، وذكر بسنده الى ابن عباس قال: كان ابن عباس جالساً بمكة يحدّث الناس على شفير زمزم، فلما انقضى حديثه نهض إليه رجل من القوم فقال: يا ابن عباس، إنّي رجل من أهل الشام. قال: أعوان كلّ ظالم إلّا من عصم الله منكم، سل عما

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ١٤٩.

٣٩٠

بدالك قال: يا ابن عباس إني جئت أسألك عن علي بن أبي طالب وقتله أهل لا إله إلّا الله لم يكفروا بقبلة ولا حج ولا صيام رمضان. فقال له: ثكلتك أُمّك سلْ عما يعنيك قال: يا عبد الله ما جئتك أضرب من حمص لحج ولا عمرة، ولكن أتيتك لتخرج لي أمر علي وفعاله. فقال ويحك إن علم العالم صعب لا يحتمل، ولا تقربه القلوب ( إلى أن نقل عن ابن عباس أنه قال في خطاب الشامي ) فاجلس حتى أخبرك الذي سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعاينته:

إن رسول الله تزوّج بنت جحش فأولم، وكانت وليمته الحيس، وكان يدعو عشرة عشرة من المؤمنين، فكانوا إذا أصابوا من طعام نبي الله استأنسوا إلى حديثه فمكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبعة أيام ولياليها، ثم تحوّل إلى بيت أم سلمة بنت أمية - وكان ليلتها وصبحها ويومها من رسول الله - فلما تعالى النهار وانتهى علي إلى الباب، فدقه دقاً خفيفاً، فعرف رسول الله دقّه وأنكرته أم سلمة، فقال: يا أم سلمة قومي وافتحي الباب

فقال الشامي: فرّجت عني يا ابن عباس، أشهد أن علياً مولاي ومولى كل مسلم ».

(٩)

رواية القندوزي

ورواه القندوزي عن الخوارزمي بسنده عن ابن عباس. وعن الحمويني بسنده عن ابن مسعود ».

أقول: ويؤيد هذاالحديث:

١ - قول أمير المؤمنينعليه‌السلام في كلام له « أنا عيبة العلم أنا أوبة الحلم » رواه صاحب ( توضيح الدلائل ) وقد تقدّم النص الكامل له في الكتاب.

٣٩١

٢ - قولهعليه‌السلام في خطبة له في وصف آل محمد: « هم موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه » رواها باختصار القندوزي في ( ينابيع المودة - ٥٢٠ ).

٣ - قول سيدنا علي بن الحسينعليه‌السلام : « نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه » وسيأتي نصّه قريباً.

٣٩٢

(١٤)

وهو بابي الذي أوتى منه

ومن رواته:

١ - أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه.

٢ - أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر.

٣ - أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي.

(١)

رواية ابن مردويه

أما رواية أبي بكر ابن مردويه الاصبهاني فهذا نصها على ما نقل: « حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن داهر: قال حدثني أبي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس قال: ستكون فتنة فمن أدركها - أو فإنْ أدركها أحد منكم - فعليه بخصلتين، كتاب الله وعلي بن أبي طالب، فإنّي سمعت رسول الله

٣٩٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول - وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب -: هذا أوّل من آمن بي وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصّديق الأكبر وهو بابي الذي أوتى منه ».

(٢)

رواية ابن عساكر

وأما رواية ابن عساكر، فقد ذكرها الكنجي، وإليك نص كلامه:

(٣)

رواية الكنجي

في الباب الرابع والأربعين من كتابه: « أخبرنا العلّامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم ابن مسعدة، أخبرنا أبو عبد الرحمن بن عمرو الفارسي، أخبرنا أبو أحمد ابن عدي، حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا أبي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال: ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب هكذا أخرجه محدّث الشّام في فضائل علي في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاثمائة من كتابه بطرق شتى »(١) .

____________________

(١). كفاية الطالب ١٧٨ - ١٨٨.

٣٩٤

(١٥)

علي بن أبي طالب باب حطّة

ومن رواته:

١ - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.

٢ - أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي.

٣ - السيد علي بن شهاب الهمداني.

٤ - جلال الدين عبد الرحمن السيوطي.

٥ - عبد الوهاب بن محمد رفيع البخاري.

٦ - أحمد بن محمد - ابن حجر المكي.

٧ - علي بن حسام الدين المتقي.

٨ - شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني.

٩ - علي بن أحمد العزيزي الشافعي.

١٠ - ميزا محمد بن معتمد خان البدخشاني.

١١ - محمد صدر العالم.

١٢ - محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.

٣٩٥

١٣ - أحمد بن عبد القادر العجيلي.

١٤ - سليمان بن إبراهيم القندوزي.

(١)

رواية الدّارقطني

أما رواية الدارقطني، فستعلمها من نقل السيوطي وابن حجر والمتقي وغيرهم.

(٢)

رواية الديلمي

وأمّا الديلمي، فقد رواه عن ابن عباس في كتاب ( فردوس الأخبار ) حيث قال: « ابن عباس: علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً ».

(٣)

رواية الهمداني

وأمّا الهمداني، فقد رواه في ( روضة الفردوس ) وفي ( المودة في القربى ) كذلك عن ابن عباس باللفظ المتقدم.

٣٩٦

(٤)

رواية السيوطي

وأما السيوطي فرواه بقوله: « علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كافراً. قط في الأفراد »(١) .

وهو الحديث التاسع والثلاثون من ( القول الجلي ).

(٥)

رواية ابن حجر

وأما ابن حجر المكي، فرواه عن الدارقطني في ( الصواعق ) حيث جعله الحديث الرابع والثلاثين من مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) .

(٦)

رواية المتقي

وأما المتقي، فقد رواه بقوله: « علي بن أبي طالب باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً. قط في الأفراد عن ابن عباس »(٣) .

____________________

(١). الجامع الصغير ٢ / ٦٦.

(٢). الصواعق المحرقة: ٧٥.

(٣). كنز العمال ١٢ / ٢٠٣.

٣٩٧

(٧)

رواية العيدروس

وأما العيدروس، فرواه عن الدارقطني عن ابن عباس كذلك(١) .

(٨)

رواية العزيزي

وأما العزيزي، فقال في شرحه: « علي باب حطة - أي طريق حط الخطايا، من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً. يحتمل أن المراد الحثّ على اتّباعه والزجر عن مخالفته. وقال المناوي: أي إنه تعالى كما جعل لبني اسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سبباً للغفران، جعل الاهتداء بهدي علي سبباً للغفران. وهذا نهاية المدح. وقال العلقمي: أشار إلى قوله تعالى( وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ) أي قولوا حط عنا ذنوبنا، وارتفعت على معنى مسألتنا أو أمرنا. فعلىرضي‌الله‌عنه ومن اقتدى به واهتدى بهديه وتبعه في أحواله وأقواله كان مؤمناً كامل الإِيمان. قط الأفراد عن ابن عباس »(٢) .

____________________

(١). العقد النبوي والسر المصطفوي - مخطوط.

(٢). السراج المنير - شرح الجامع الصغير - ٢ / ٤١٧.

٣٩٨

(٩)

رواية الأمير الصنعاني

وأما الأمير الصنعاني فقد قال:

قل من المدح بما شئت فلم

تأت فيما قلته شيئاً فريّا

كلّ من رام يداني شأوه

في العلى فاعدده روماً أشعبيا

هذه فذلكة لما تقدم من فضائله، كأنه قال: إذا قد عرفت أنه أحرز كل كمال وبذ في كل فضيلة كملة الرجال، فقلت ما شئت في مدحه. كأن تمدحه بالعبادة فإنه بلغ رتبتها العليّة. وبالشجاعة فإنه أنسى من سبقه من أبطال البرية، وبالزهادة فإنّه إمامها الذي به يقتدى، وبالجود فإنه الذي إليه فيه المنتهى. وبالجملة، فلا فضيلة إلّا وهو حامل لوائها ومقدَّم أمرائها. فقل في صفاته ما انطلق به اللسان، فلن يعيبك في ذلك إنسان.

وفي هذا إشارة إلى عدم انحصار فضائله كما قد أشرنا إليه سابقاً، وكيف تحصر لنا وقد قال إمام المحدثين أحمد بن حنبل: إنه ما ثبت لأحد من الفضائل الصحيحة مثل ما ثبت للوصيعليه‌السلام . وقد علم أن كتب السنة قد شرقت وغربت وبلغت مبلغ الرياح، فلا يمكن حصرها. ولنشر إلى ما لم نورده سابقاً.

فمن ذلك: إنه من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة الرأس من البدن. كما أخرجه الخطيب من حديث البراء. و الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي مني بمنزلة رأسي من بدني. ومن ذلك: إنه باب حطّة كما أخرجه الدارقطني في الأفراد عن ابن عباس عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً ».

٣٩٩

(١٦)

علي بن أبي طالب باب الدين

ومن رواته:

١ - أبو شجاع شيرويه الديلمي

٢ - السيد علي الهمداني.

٣ - سليمان القندوزي البلخي.

روى القندوزي في ( ينابيع المودة ) عن كتاب ( السبعين ) للسيّد علي الهمداني: « الحديث الأربعون - عنه - أي عن ابن عباس - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علي ابن أبي طالب باب الدين. من دخل فيه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً. رواه صاحب الفردوس »(١) .

ويؤيد هذاالحديث : قول أم الخير بنت حريش بن سراقة البارقي، في كلام لها في فضل أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فإلى أين تريدون - يرحمكم الله - عن ابن عم رسول الله وصهره وأبي سبطيه؟ خلق من طينته وتفرّغ من نبعته وجعله

____________________

(١). ينابيع المودة ٢٣٦.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909