الكافي الجزء ١٥

الكافي6%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 82395 / تحميل: 4840
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء ١٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

ونمنع كون الكفّارة عقوبةً ، وينتقض قياسه بوجوب الكفّارة في السفر القصير مع وقوع الخلاف فيه.

مسألة ٧٤ : يستحب الترائي للهلال ليلة الثلاثين من شعبان ورمضان‌ ، وتطلّبه ؛ ليحتاطوا بذلك لصيامهم ، ويسلموا من الاختلاف.

وقد روى العامّة أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : ( أحصوا هلال شعبان لرمضان )(١) .

ومن طريق الخاصة : ما روي عن الباقرعليه‌السلام ، قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن ألحق في شهر رمضان يوماً من غيره متعمّداً ، فليس يؤمن بالله ولا بي »(٢) .

ولأنّ الصوم واجب في أول رمضان ، وكذا الإِفطار في العيد ، فيجب التوصّل إلى معرفة وقتهما ؛ لأنّ ما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب.

مسألة ٧٥ : يستحب لرائي الهلال الدعاء‌ ؛ لأنّه انتقال من زمان الى آخر ، فاستحبّ فيه الدعاء بطلب الخير فيه.

روى العامّة أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يقول إذا رأى الهلال : ( الله أكبر ، اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، والتوفيق لما تحبّ وترضى ، ربّي وربّك الله )(٣) .

ومن طريق الخاصة : قول الباقرعليه‌السلام : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان إذا أهلّ شهر رمضان ، استقبل القبلة ، ورفع يديه ، وقال : اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، والعافية المجلّلة(٤) ،

____________________

(١) سنن الدار قطني ٢ : ١٦٢ - ١٦٣ / ٢٨ ، سنن الترمذي ٣ : ٧١ / ٦٨٧.

(٢) التهذيب ٤ : ١٦١ / ٤٥٤.

(٣) سنن الدارمي ٢ : ٣ - ٤ ، كنز العمّال ٨ : ٥٩٥ / ٢٤٣٠٩ نقلاً عن تأريخ ابن عساكر ، المعجم الكبير للطبراني ١٢ : ٣٥٦ / ١٣٣٣٠ ، وأوردها ابنا قدامة في المغني ٣ : ١٠ ، والشرح الكبير ٣ : ٥ ، وقالا : رواه الأثرم.

(٤) جلّل الشي‌ءُ ، أي : عمّ. لسان العرب ١١ : ١١٨ « جلل ».

١٢١

والرزق الواسع ، ودفع الأسقام ، اللّهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه ، اللّهم سلّمه لنا ، وتسلّمه منّا ، وسلّمنا فيه »(١) .

وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إذا اُهلّ هلال رمضان أقبل الى القبلة ، وقال : « اللّهم أهلّه علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، والعافية المجلّلة ، اللّهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه ، اللّهم تقبّله لنا ، وتسلّمه منّا ، وسلّمنا فيه »(٢) .

وكانعليه‌السلام أيضاً يقول : « إذا رأيت الهلال ، فلا تبرح وقُل : اللّهم إنّي أسألك خير هذا الشهر وفتحه ونوره ونصره وبركته وطهوره ورزقه ، أسألك خير ما فيه وخير ما بعده ، وأعوذ بك من شرّ ما فيه وشرّ ما بعده ، اللّهم أدخله علينا بالأمن والإِيمان ، والسلامة والإِسلام ، والبركة والتقوى ، والتوفيق لما تحبّ وترضى »(٣) .

وكان من قول أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضاً عند رؤية الهلال : « أيّها الخلق المطيع ، الدائب(٤) السريع ، المتردّد في فلك التدوير(٥) ، المتصرّف في منازل التقدير ، آمنت بمن نوّر بك الظُلَم ، وأضاء بك البهم ، وجعلك آيةً من آيات سلطانه ، وامتهنك(٦) بالزيادة والنقصان والطلوع والاُفول ، والإِنارة والكسوف ، في كلّ ذلك أنت له مطيع ، والى إرادته سريع ، سبحانه ما أحسن‌

____________________

(١) الكافي ٤ : ٧٠ - ٧١ / ١ ، التهذيب ٤ : ١٩٦ - ١٩٧ / ٥٦٢.

(٢) الكافي ٤ : ٧٣ - ٧٤ / ٤ ، التهذيب ٤ : ١٩٧ / ٥٦٣.

(٣) الكافي ٤ : ٧٦ / ٩ ، الفقيه ٢ : ٦٢ / ٢٦٨ ، التهذيب : ١٩٧ / ٥٦٤.

(٤) الدأب : الجدّ في العمل. مجمع البحرين ٢ : ٥٤.

(٥) في المصدر : التدبير.

(٦) في النسخ الخطية : وامتحنك ؛ بدل وامتهنك. وامتهنه ، أي : استعمله للمهنة. والمهنة : الخدمة. لسان العرب ١٣ : ٤٢٤ و ٤٢٥.

١٢٢

ما دبّر ، وأتقن ما صنع في ملكه ، وجعلك الله [ هلال ](١) شهر حادث لأمر حادث ، جعلك الله هلال أمن وأمان ، وسلامة وإسلام ، هلال أمن(٢) من العاهات ، وسلامة من السيّئات ، اللّهم اجعلنا أهدى مَن طلع عليه ، وأزكى مَن نظر اليه ، وصلّ على محمد وآله ، وافعل بي كذا وكذا يا أرحم الراحمين »(٣) .

مسألة ٧٦ : إذا رأى الهلالَ أهلُ بلد ، ولم يره أهل بلد آخر‌ ، فإن تقاربت البُلدان كبغداد والكوفة ، كان حكمهما واحداً : يجب الصوم عليهما معاً ، وكذا الإِفطار ، وإن تباعدتا كبغداد وخراسان والحجاز والعراق ، فلكلّ بلد حكم نفسه ، قاله الشيخ(٤) ، وهو المعتمد ، وبه قال أبو حنيفة ، وهو قول بعض الشافعية ، ومذهب القاسم وسالم وإسحاق(٥) ؛ لما رواه كُرَيب أنّ اُمّ الفضل بنت الحارث بَعَثَته إلى معاوية بالشام ، قال : قدمت الشام فقضيت بها حاجتي واستهلّ عليّ رمضان ، فرأينا الهلال ليلة الجمعة ؛ ثم قدمت المدينة في آخر الشهر ، فسألني عبد الله بن عباس وذكر الهلال ، فقال : متى رأيتم الهلال؟ فقلت : ليلة الجمعة ، فقال : أنت رأيته؟ قلت : نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية ؛ فقال : لكنّا رأيناه ليلة السبت ، فلا نزال نصوم حتى نكمل العدّة أو نراه ؛ فقلت : أوَ لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ قال : لا ، هكذا أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) .

____________________

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٢) في النسخ الخطية : أمنه.

(٣) الفقيه ٢ : ٦٣ / ٢٧٠.

(٤) المبسوط للطوسي ١ : ٢٦٨.

(٥) فتح العزيز ٦ : ٢٧١ - ٢٧٢ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٦٨ ، المجموع ٦ : ٢٧٣ و ٢٧٤ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٠ ، المغني ٣ : ١٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٧.

(٦) صحيح مسلم ٢ : ٧٦٥ / ١٠٨٧ ، سنن الترمذي ٣ : ٧٦ - ٧٧ / ٦٩٣ ، سنن أبي داود ٢ : ٢٩٩ - ٣٠٠ / ٢٣٣٢ ، سنن النسائي ٤ : ١٣١ ، سنن الدار قطني ٢ : ١٧١ / ٢١ ، =

١٢٣

ولأنّ البُلدان المتباعدة تختلف في الرؤية باختلاف المطالع والأرض كرة ، فجاز أن يرى الهلال في بلد ولا يظهر في آخر ؛ لأنّ حَدَبَة(١) الأرض مانعة من رؤيته ، وقد رصد ذلك أهل المعرفة ، وشُوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب القريبة لـمَن جدّ في السير نحو المشرق وبالعكس.

وقال بعض الشافعية : حكم البلاد كلّها واحد ، متى رئي الهلال في بلد وحكم بأنّه أول الشهر ، كان ذلك الحكم ماضياً في جميع أقطار الأرض ، سواء تباعدت البلاد أو تقاربت ، اختلفت مطالعها أو لا - وبه قال أحمد بن حنبل والليث بن سعد(٢) ، وبعض علمائنا - لأنّه يوم من شهر رمضان في بعض البلاد للرؤية ، وفي الباقي بالشهادة ، فيجب صومه ؛ لقوله تعالى( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (٣) .

وقولهعليه‌السلام : ( فرض الله صوم شهر رمضان )(٤) وقد ثبت أنّ هذا اليوم منه.

ولأنّ الدَّين يحلّ به ، ويقع به النذر المعلّق عليه.

ولقول الصادقعليه‌السلام : « فإن شهد أهل بلد آخر فاقضه »(٥) .

وقالعليه‌السلام ، في مَن صام تسعة وعشرين ، قال : « إن كانت له بيّنة عادلة على أهل مصر أنّهم صاموا ثلاثين على رؤية ، قضى يوماً »(٦) .

ولأنّ الأرض مسطّحة ، فإذا رئي في بعض البلاد عرفنا أنّ المانع في‌

____________________

= سنن البيهقي ٤ : ٢٥١.

(١) الحَدَبَة : ما أشرف من الأرض وغلظ وارتفع. لسان العرب ١ : ٣٠١.

(٢) فتح العزيز ٦ : ٢٧٢ ، المجموع ٦ : ٢٧٣ و ٢٧٤ ، حلية العلماء ٣ : ١٨١ ، المغني ٣ : ١٠ ، الشرح الكبير ٣ : ٧.

(٣) البقرة : ١٨٥.

(٤) صحيح البخاري ٣ : ٣١ ، سنن النسائي ٤ : ١٢١ ، سنن البيهقي ٤ : ٢٠١ نقلاً بالمعنى.

(٥) التهذيب ٤ : ١٥٧ - ١٥٨ / ٤٣٩ ، الاستبصار ٢ : ٦٤ / ٢٠٦.

(٦) التهذيب ٤ : ١٥٨ / ٤٤٣.

١٢٤

غيره شي‌ء عارض ؛ لأنّ الهلال ليس بمحل الرؤية.

ونمنع كونه يوماً من رمضان في حق الجميع ؛ فإنه المتنازع ، ولا نسلّم التعبّد بمثل هذه الشهادة ؛ فإنّه أول المسألة.

وقول الصادقعليه‌السلام محمول على البلد المقارب لبلد الرؤية ؛ جمعاً بين الأدلّة.

ونمنع تسطيح الأرض ، بل المشهور : كرؤيتها.

فروع :

أ - اختلفت الشافعية في الضابط لتباعد البلدين ، فبعضهم اعتبر مسافة القصر(١) .

وقال بعضهم : الاعتبار بمسافة يظهر في مثلها تفاوت في المناظر ، فقد يوجد التفاوت مع قصور المسافة عن مسافة القصر ؛ للارتفاع والانخفاض ، وقد لا يوجد مع مجاوزتها لها ؛ وهذا لا قائل به(٢) .

وبعضهم اعتبر ما قلناه وضبطوا التباعد : بأن يكون بحيث تختلف المطالع ، كالحجاز والعراق ، والتقارب : بأن لا تختلف ، كبغداد والكوفة(٣) .

ومنهم مَن اعتبر اتّحاد الإِقليم واختلافه(٤) .

ب - لو شرع في الصوم في بلد ثم سافر الى بلد بعيد لم يُرَ الهلال فيه في يومه الأول ، فإن قلنا : لكلّ بلدة حكمها ، فهل يلزمه أن يصوم معهم أم(٥) يفطر؟ وجهان : أحدهما : أنّه يصوم معهم - وهو قول بعض الشافعية(٦) - لأنّه بالانتقال الى بلدهم أخذ حكمهم ، وصار من جملتهم.

والثاني : أنّه يفطر ؛ لأنّه التزم حكم البلدة الاُولى ، فيستمرّ عليه ، وشبّه‌

____________________

(١ - ٤ ) فتح العزيز ٦ : ٢٧٣ - ٢٧٥ ، والمجموع ٦ : ٢٧٣.

(٥) في « ط » والطبعة الحجرية : « أو » بدل « أم ».

(٦) فتح العزيز ٦ : ٢٧٧.

١٢٥

ذلك بمن اكترى دابة لزمه الكراء بنقد البلد المنتقل عنه.

وإن عمّمنا الحكم سائر(١) البلاد ، فعلى أهل البلدة المنتقل اليها موافقته إن ثبت عندهم حال البلدة المنتقل عنها إمّا بقوله ؛ لعدالته ، أو بطريق آخر ، وعليهم قضاء اليوم الأول.

ج - لو سافر من البلدة التي يُرى(٢) فيها الهلال ليلة الجمعة الى التي يُرى(٣) فيها الهلال ليلة السبت ، ورؤي هلال شوّال ليلة السبت ، فعليهم التعييد معه وإن لم يصوموا إلّا ثمانية وعشرين يوماً ، ويقضون يوماً.

وعلى قياس الوجه الأول لا يلتفتون الى قوله : رأيت الهلال ، وإن قُبِل في الهلال قولُ عدل.

وعلى عكسه لو سافر من حيث لم يُرَ فيه الهلالُ الى حيث رؤي ، فيعيّدوا التاسع والعشرين من صومه ، فإن(٤) عمّمنا الحكم ، وقلنا : حكمه حكم البلد المنتقل اليه ، عيَّد معهم ، وقضى يوماً ، وإن لم نعمّم الحكم وقلنا : إنّه بحكم البلد المنتقل عنه ، فليس له أن يفطر.

د - لو رؤي الهلال في بلد ، فأصبح الشخص معيِّداً ، وسارت به السفينة ، وانتهى الى بلدة على حدّ البُعد ، فصادف أهلها صائمين ، احتمل أن يلزمه إمساك بقية اليوم حيث قلنا : إنّ كلّ بلدة لها حكمها ، وعدمه ؛ لأنّه لم يرد فيه أثر ، ويجزئه اليوم الواحد ، وإيجاب إمساك بعضه بعيد.

ولو انعكس الحال ، فأصبح الرجل صائماً ، وسارت به السفينة الى حيث عيّدوا ، فإن عمّمنا الحكم أو قلنا : إنّ حكمه حكم البلدة المنتقل اليها ، أفطر ، وإلّا فلا.

وإذا أفطر ، قضى يوماً ؛ لأنّه لم يَصُم إلّا ثمانية وعشرين يوماً.

____________________

(١) « سائر » منصوب بنزع الخافض.

(٢ و ٣ ) الأنسب في الموضعين : رؤي.

(٤) في النسخ الخطية والطبعة الحجرية : « وإن » بدل « فإن » وما أثبتناه يقتضيه السياق.

١٢٦

مسألة ٧٧ : إذا رؤي الهلال يوم الثلاثين ، فهو للمستقبلة(١) ‌، سواء رؤي قبل الزوال أو بعده ، فإن كان هلالَ رمضان ، لم يلزمهم صيام ذلك اليوم ، وإن كان هلالَ شوّال ، لم يَجُز لهم الإِفطار إلّا بعد غروب الشمس ، عند علمائنا أجمع - وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة(٢) - لما رواه العامة عن أبي وائل منصور بن سلمة(٣) ، قال : جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين : أنّ الأهلّة بعضها أكبر من بعض ، فإذا رأيتم الهلال في أول النهار ، فلا تفطروا(٤) حتى تُمسُوا ، إلّا أن يشهد رجلان مسلمان أنّهما أهلّاه بالأمس عشيّة.

ومن طريق الخاصة : ما روى محمد بن عيسى ، قال : كتبت اليهعليه‌السلام : جعلت فداك ربما غُمّ(٥) علينا هلال شهر رمضان ، فيُرى من الغد الهلال قبل الزوال ، وربما رأيناه بعد الزوال فترى أن نفطر قبل الزوال إذا رأيناه ، أم لا؟ وكيف تأمر في ذلك؟ فكتبعليه‌السلام : « تمّم الى الليل ، فإنّه إن كان تامّاً رؤي قبل الزوال »(٦) .

____________________

(١) أي : للّيلة المستقبلة.

(٢) الكافي في فقه أهل المدينة : ١٢٠ ، المنتفى للباجي ٢ : ٣٩ ، المجموع ٦ : ٢٧٢ ، فتح العزيز ٦ : ٢٨٦ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٠ ، بدائع الصنائع ٢ : ٨٢ ، المغني ٣ : ١٠٨ ، الشرح الكبير ٣ : ٧.

(٣) هكذا في النسخ الخطية والطبعة الحجرية ، وفي المصادر الحديثية : سفيان عن منصور عن أبي وائل.

واسم أبي وائل : شقيق بن سلمة ؛ لا منصور بن سلمة.

ونقل الرافعي في فتح العزيز ٦ : ٢٨٧ هذه الرواية عن سفيان بن سلمة ، ونقلها ابنا قدامة في المغني ٣ : ١٠٨ ، والشرح الكبير ٣ : ٧ ، عن أبي وائل فقط.

اُنظر : سنن الدار قطني ٢ : ١٦٩ / ١٠ ، وسنن البيهقي ٤ : ٢١٣ ، واُسد الغابة ٣ : ٣ ، وتهذيب التهذيب ٤ : ٣١٧.

(٤) في النسخ الخطية : « فلا تفطرُنّ » بدل « فلا تفطروا ».

(٥) غُمّ الهلال على الناس : إذا ستره عنهم غَيمٌ أو غيره فلم يُر. الصحاح ٥ : ١٩٩٨.

(٦) التهذيب ٤ : ١٧٧ / ٤٩٠ ، الاستبصار ٢ : ٧٣ / ٢٢١.

١٢٧

وقال الباقرعليه‌السلام : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا رأيتم الهلال فأفطروا ، أو يشهد عليه عدل من المسلمين ، فإن لم تروا الهلال إلّا من وسط النهار أو آخره ، فأتمّوا الصيام الى الليل ، فإنّ غُمّ عليكم ، فعدّوا ثلاثين ثم أفطروا »(١) .

وقال الثوري : إن رؤي قبل الزوال ، فهو للّيلة الماضية ، وإن رؤي بعده ، فهو للمستقبلة(٢) . وبه قال أبو يوسف(٣) .

وقال أحمد : إن كان في أول شهر رمضان ، وكان قبل الزوال ، فهو للماضية ، وإن كان في هلال شوّال ، فروايتان : إحداهما : أنّها كذلك ، والثانية : لمستقبلة ، لقولهعليه‌السلام : ( صُوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) وقد رأوه ، فيجب الصوم والفطر.

ولأنّ ما قبل الزوال أقرب الى الماضية(٤) .

والمراد في الخبر : إذا رأوه عشية ؛ بدليل ما لو رؤي بعد الزوال.

وعلى الرواية التي لأحمد : أنّه عن الماضية في أول رمضان ، يلزمه قضاء ذلك اليوم ، وإمساك بقيته احتياطاً للعبادة(٥) .

وهو غلط ؛ لأنّ ما كان للّيلة المـُقبلة في آخره فهو لها في أوله ، كما لو رؤي بعد العصر.

____________________

(١) الفقيه ٢ : ٧٧ / ٣٣٧ ، التهذيب ٤ : ١٥٨ / ٤٤٠ و ١٧٧ / ٤٩١ ، الاستبصار ٢ : ٦٤ / ٢٠٧ و ٧٣ / ٢٢٢.

(٢ و ٣ ) المغني ٣ : ١٠٨ ، الشرح الكبير ٣ : ٧ ، المجموع ٦ : ٢٧٢ - ٢٧٣ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٠ ، فتح العزيز ٦ : ٢٨٦ - ٢٨٧ ، بداية المجتهد ١ : ٢٨٥ ، شرح فتح القدير ٢ : ٢٤٣.

(٣) المغني ٣ : ١٠٨ ، الشرح الكبير ٣ : ٧ ، المجموع ٦ : ٢٧٢ - ٢٧٣ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٠ ، فتح العزيز ٦ : ٢٨٦ - ٢٨٧ ، بداية المجتهد ١ : ٢٨٥ ، شرح فتح القدير ٢ : ٢٤٣.

(٤) المغني ٣ : ١٠٨ ، الشرح الكبير ٣ : ٧ ، فتح العزيز ٦ : ٢٨٧ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٠ ، وتقدّمت الإِشارة الى مصادر الحديث في الهامش (٥) من ص ١١٨.

(٥) المغني ٣ : ١٠٨ ، الشرح الكبير ٣ : ٧.

١٢٨

النظر الثاني:

في الإِخبار‌

مسألة ٧٨ : لو لم يُر الهلال إمّا لعدم تطلّبه أو لعدم الحاسة أو لِغُمٍّ وشبهه أو لغير ذلك من الأسباب ، اعتبر بالشهادة‌ بإجماع علماء الأمصار.

على أنّ للشهادة اعتباراً في رؤية الهلال ، وأنّها علامة على الشهر ، وإنّما الخلاف وقع في عدد الشهود.

والمشهور عند علمائنا : أنّه لا يقبل في رؤية الهلال في رمضان وغيره إلّا شهادة رجلين عدلين سواء الصحو والغيم ، وسواء كانا من نفس البلد أو خارجه - وبه قال مالك والليث والأوزاعي وإسحاق والشافعي في أحد القولين ، وأحمد في إحدى الروايتين(١) - لما رواه العامة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : ( صُوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين ، فإن شهد ذوا عدل ، فصوموا وأفطروا وانسكوا )(٢) .

وقالعليه‌السلام : ( صُوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غمّ عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين يوماً إلّا أن يشهد شاهدان )(٣) .

ومن طريق الخاصة : قول الصادقعليه‌السلام : « إنّ علياًعليه‌السلام قال : لا تقبل شهادة النساء في رؤية الهلال إلّا شهادة رجلين عدلين »(٤) .

____________________

(١) بداية المجتهد ١ : ٢٨٦ ، الكافي في فقه أهل المدينة : ١١٩ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٨٦ ، فتح العزيز ٦ : ٢٥٠ ، المجموع ٦ : ٢٧٧ و ٢٨٢ ، المغني ٣ : ٩٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٨.

(٢) أورده بتفاوت يسير ابنا قدامة في المغني ٣ : ٩٧ ، والشرح الكبير ٣ : ٨ ، وراجع : سنن الدارقطني ٢ : ١٦٧ - ٣ ، وسنن النسائي ٤ : ١٣٣.

(٣) أورده الرافعي في فتح العزيز ٦ : ٢٥٠ ، وبتفاوت في سنن النسائي ٤ : ١٣٣.

(٤) التهذيب ٤ : ١٨٠ / ٤٩٨.

١٢٩

ولأنّها عبادة فاعتبر عددها بأعمّ الشهادات وقوعاً ؛ اعتباراً بالأعمّ الأغلب.

وقال سلّار من علمائنا : يقبل في أول رمضان شهادة الواحد العدل ، ولا يقبل في غيره إلّا شهادة عدلين(١) - وهو أحد قولي الشافعي ، والرواية الثانية عن أحمد ، وقول ابن المبارك(٢) - لما رواه العامة عن ابن عباس ، قال : جاء أعرابي الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : رأيت الهلال ؛ قال : ( أتشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله؟ ) قال : نعم ؛ قال : ( يا بلال أذّن في الناس فليصوموا )(٣) .

ومن طريق الخاصة : ما رواه محمد بن قيس عن الباقرعليه‌السلام ، قال : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا رأيتم الهلال فأفطروا ، أو شهد عليه عدل من المسلمين »(٤) .

ولأنّ الاحتياط للعبادة يقتضي قبول الواحد.

ولأنّه خبر عن وقت الفريضة فيما طريقه المشاهدة ، فقبل من واحد كالخبر بدخول وقت الصلاة.

ولأنّه خبر ديني يشترك فيه المخبِر والمخبَر ، فقبل من واحدٍ عدلٍ كالرواية.

ورواية ابن عباس حكاية حال لا عموم لها ، فيحتمل أنّه شهد عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد آخر.

____________________

(١) المراسم : ٢٣٣.

(٢) المهذب للشيرازي ١ : ١٨٦ ، المجموع ٦ : ٢٨٢ ، فتح العزيز ٦ : ٢٥٠ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٠ ، بداية المجتهد ١ : ٢٨٦ ، المغني ٣ : ٩٦ ، الشرح الكبير ٣ : ٨.

(٣) سنن أبي داود ٢ : ٣٠٢ / ٢٣٤٠ ، سنن الترمذي ٣ : ٧٤ / ٦٩١ ، سنن النسائي ٤ : ١٣٢ ، سنن الدارمي ٢ : ٥ ، المستدرك - للحاكم - ١ : ٤٢٤ ، سنن البيهقي ٤ : ٢١١.

(٤) الفقيه ٢ : ٧٧ / ٣٣٧ ، التهذيب ٤ : ١٥٨ / ٤٤٠ و ١٧٧ / ٤٩١ ، الاستبصار ٢ : ٦٤ / ٢٠٧ و ٧٣ / ٢٢٢.

١٣٠

ويحتمل أن يكون قد حصل بشهادة الأعرابي ظنّ ، فأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالصوم غداً ؛ ليتحفّظوا من الفطر ، فربما شهد بعد ذلك في النهار(١) شاهد آخر ، فيثبت أنّه من رمضان ، فلا ينبغي المبادرة فيه بالإِفطار.

وقول أمير المؤمنينعليه‌السلام ، نقول بموجبه ، ولا يدلّ على مطلوبهم ؛ لأنّ لفظة « العدل » يصح إطلاقها على الواحد فما زاد ؛ لأنّه مصدر يصدق على القليل والكثير ، تقول : رجل عدل. ورجلان عدل. ورجال عدل. ونمنع قبول خبر الواحد في دخول وقت الصلاة. والرواية قُبِل فيها الواحد ، للإِجماع ؛ فإنّه يشترط في الشهادة ما لا يشترط في الرواية ؛ لعظم خطرها.

وللشيخ -رحمه‌الله تعالى - قولان :

قال في المبسوط : إن كان في السماء علّة وشهد عدلان من البلد أو خارجه برؤيته ، وجب الصوم ، وإن لم يكن هناك علّة لم يقبل إلّا شهادة القسامة خمسين رجلاً من البلد أو خارجه(٢) .

وقال في النهاية : إن كان في السماء علة ولم يَرَه جميعُ أهل البلد ورآه خمسون نفساً ، وجب الصوم ، ولا يجب الصوم إذا رآه واحد أو اثنان ، بل يلزم فرضه لمن رآه حسب ، وليس على غيره شي‌ء.

ومتى كان في السماء علّة ولم يُرَ في البلد الهلالُ ورآه خارج البلد شاهدان عدلان ، وجب أيضاً الصوم ، وإن لم يكن في السماء علّة وطلب فلم يُرَ ، لم يجب الصوم إلّا أن يشهد خمسون نفساً من خارج البلد أنّهم رأوه(٣) ؛ لقول الصادقعليه‌السلام : « لا تجوز الشهادة في الهلال دون خمسين رجلاً عدد القسامة ، وإنّما تجوز شهادة رجلين إذا كانا من خارج‌

____________________

(١) في « ط » : في آخر النهار.

(٢) راجع : المبسوط للطوسي ١ : ٢٦٧.

(٣) النهاية : ١٥٠.

١٣١

المصر ، وكان بالمصر علّة ، فأخبرا أنّهما رأياه ، وأخبرا عن قوم صاموا للرؤية »(١) .

وسأل إبراهيم بن عثمان الخزاز ، الصادقعليه‌السلام : قلت له : كم يجزئ في رؤية الهلال؟ فقال : « إنّ شهر رمضان فريضة من فرائض الله ، فلا تؤدّوا بالتظنّي ، وليس رؤية الهلال أن تقوم عدّة فيقول واحد : رأيته ؛ ويقول الآخرون : لم نره ؛ إذا رآه واحد رآه مائة ، وإذا رآه مائة رآه ألف ، ولا يجزئ في رؤية الهلال إذا لم يكن في السماء علّة أقلّ من شهادة خمسين ، وإذا كانت في السماء علّة قُبلت شهادة رجلين يدخلان ويخرجان من مصر »(٢) .

ولأنّه مع انتفاء العلّة يبعد اختصاص الواحد والاثنين بالرؤية مع اشتراكهم في صحة الحاسّة ، فلم يكن قولهما مؤثّراً.

ونمنع صحة سند الخبرين. وقول الخمسين قد لا يفيد إلّا الظنّ ، وهو ثابت في العدلين.

وقال أبو حنيفة : لا يقبل في الصحو إلّا الاستفاضة ، وفي الغيم في هلال شهر رمضان يقبل واحد ، وفي غيره لا يقبل إلّا اثنان ؛ لأنّه لا يجوز أن يَنظُرَ الى مطلع الهلال مع صحة الحاسّة وارتفاع الموانع جماعةُ ، فيختص واحد برؤيته(٣) .

ونحن نقول بموجبه من أنّه لا تقبل شهادة الواحد ، ولا تشترط الزيادة على الاثنين ؛ لجواز الاختلاف في الرؤية ؛ لبُعد المرئي ولطافته ، وقوة الحاسّة وضعفها ، والتفطّن للرؤية وعدمه ، واختلاف مواضع نظرهم ، وكدورة الهواء وصَفوه.

____________________

(١) التهذيب ٤ : ١٥٩ / ٤٤٨ و ٣١٧ / ٩٦٣ ، الاستبصار ٢ : ٧٤ / ٢٢٧.

(٢) التهذيب ٤ : ١٦٠ / ٤٥١.

(٣) بدائع الصنائع ٢ : ٨٠ - ٨١ ، المغني ٣ : ٩٧ ، الشرح الكبير ٣ : ٨ ، المجموع ٦ : ٢٨٢ ، فتح العزيز ٦ : ٢٥٨ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٢.

١٣٢

ولأنّه ينتقض : بما لو حَكَمَ برؤيته حاكمٌ بشهادة الواحد أو الاثنين ، فإنّه يجوز ، ولو امتنع - كما قالوه - لم ينفذ فيه حكم الحاكم.

مسألة ٧٩ : لا تقبل شهادة النساء في ذلك‌ ، لقول عليعليه‌السلام : « لا تقبل شهادة النساء في رؤية الهلال »(١) .

وقال الشافعي : إن قلنا : لا بدّ من اثنين ، فلا مدخل لشهادة النساء فيه. ولا عبرة بقول العبد. ولا بدّ من لفظ الشهادة. وتختص بمجلس القضاء ؛ لأنّها شهادة حسّية لا ارتباط لها بالدعاوي.

وإن قبلنا قول الواحد ، فهل هو على طريق الشهادة أم على طريق الرواية؟ وجهان ، أصحّهما عنده : الأول ، إلّا أنّ العدد سُومح به ، والبيّنات مختلفة المراتب.

والثاني : أنّه رواية ؛ لأنّ الشهادة ما يكون الشاهد فيها بريئاً ، وهذا خبر عمّا يستوي فيه المـُخبر وغير المـُخبر ، فأشبه رواية الخبر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فعلى الأول لا يقبل قول المرأة والعبد ، وعلى الثاني يقبل.

وهل يشترط لفظ الشهادة؟ وجهان عنده(٢) .

وقال أبو حنيفة : يقبل إخبار المرأة الواحدة ؛ لأنّه خبر ديني ، فأشبه الخبر عن القبلة ، والرواية ، وهو قياس قول أحمد(٣) .

ولا تقبل شهادة الصبي المميّز الموثوق به.

وقال الجويني : فيه وجهان مبنيّان على قبول رواية الصبيان(٤) .

وقال بعض الشافعية : إذا أخبره موثوق به عن رؤية الهلال ، لزم اتّباع قوله وإن لم يذكر عند الحاكم(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٤ : ١٨٠ / ٤٩٨.

(٢) فتح العزيز ٦ : ٢٥٣ - ٢٥٥ ، والمجموع ٦ : ٢٧٧.

(٣) بدائع الصنائع ٢ : ٨١ ، المغني ٣ : ٩٨ ، الشرح الكبير ٣ : ١٠.

(٤) فتح العزيز ٦ : ٢٥٥.

(٥) فتح العزيز ٦ : ٢٥٥ - ٢٥٦ ، المجموع ٦ : ٢٧٧.

١٣٣

وقالت طائفة : يجب الصوم بذلك إذا اعتقد أنّ المخبر صادق(١) .

ولا خلاف أنّه لا يقبل في هلال شوّال إلّا عدلان ، إلّا أبا ثور ، فإنّه قال : تقبل شهادة الواحد فيه(٢) .

وهو غلط ؛ لما تقدّم(٣) من الأحاديث.

احتجّ : بأنّه خبر يستوي فيه المـُخبِر والمـُخبَر ، فأشبه أخبار الديانات ، ولأنّه إخبار عن خروج وقت العبادة ، فيقبل فيه قول الواحد كالإِخبار عن دخول وقتها(٤) .

ونمنع كونه خبراً ، ولهذا لا يقبل فيه : فلان عن فلان(٥) .

فروع :

أ - لا تقبل شهادة الفاسق ؛ لقوله تعالى( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) (٦) .

ولا بدّ من اعتبار العدالة الباطنة التي يرجع فيها إلى الخُبرة الباطنة وأقوال المزكّين - وهو أحد قولي الشافعية(٧) - لأنّ الشرط انتفاء الفسق ، وإنّما يعرف بالاتّصاف بالضدّ.

ب - لو صاموا بشهادة الواحد عند من اعتبرها فلم يُرَ الهلال بعد الثلاثين ، فالوجه : الإِفطار - وبه قال أبو حنيفة والشافعي في أحد القولين(٨) -

____________________

(١) فتح العزيز ٦ : ٢٥٦ ، المجموع ٦ : ٢٧٧.

(٢) المغني ٣ : ٩٨ ، الشرح الكبير ٣ : ١٠ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٢ ، المجموع ٦ : ٢٨١ ، فتح العزيز ٦ : ٢٦٨.

(٣) تقدّم في المسألة ٧٨.

(٤) المغني ٣ : ٩٨ ، الشرح الكبير ٣ : ١٠ ، فتح العزيز ٦ : ٢٦٨ - ٢٦٩.

(٥) أي قول المخبر : أخبرني فلان عن فلان أنّه رأى الهلال.

(٦) الحجرات : ٦.

(٧) فتح العزيز ٦ : ٢٥٧ ، المجموع ٦ : ٢٧٧.

(٨) المغني ٣ : ٩٩ ، الشرح الكبير ٣ : ١٠ ، المهذب للشيرازي ١ : ١٨٦ - ١٨٧ ، المجموع ٦ : ٢٧٨ ، فتح العزيز ٦ : ٢٥٨ - ٢٥٩ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٢.

١٣٤

لأنّ الصوم ثبت شرعاً بشهادة الواحد ، فيثبت الإِفطار باستكمال العدّة ، ولا يكون إفطاراً بالشهادة ، كما أنّ النسب لا يثبت بشهادة النساء ، وتثبت بهن الولادة ، فيثبت النسب بالفراش على وجه التبع للولادة.

والثاني للشافعي : لا يفطرون - وبه قال محمد بن الحسن(١) - لأنّه يكون فطراً بشهادة واحد(٢) .

وقد تقدّم جوابه من جواز إثبات الشي‌ء ضمناً بما لا يثبت به أصلاً.

وما موضع القولين؟ للشافعية طريقان : أحدهما : مع الصحو ، ولو كانت السماء مغيّمة ، وجب الإِفطار. والثاني : أنّ الصحو والغيم واحد(٣) .

ج - لو صاموا بشهادة عدلين ورؤي الهلال بعد ثلاثين ، فلا بحث ، وإن لم يُرَ الهلالُ فإن كانت السماء متغيّمة ، أفطر ، وكذا إن كانت مصحيةً عند عامة العلماء(٤) ؛ لأنّ العدلين لو شهدا ابتداءً على هلال شوّال ، لقبلنا شهادتهما ، وأفطرنا ، فلأن نفطر على ما أثبتناه بقولهما أوّلاً أولى.

وقال مالك : لا يفطرون ؛ لأنّا إنّما نتّبع قولهما بناءً على الظنّ(٥) . وقد بيّنا خلافه.

وعلى هذا القول لو شهد اثنان على هلال شوّال ثم لم يُرَ الهلالُ والسماء مصحية بعد ثلاثين ، قضينا صوم أول يوم أفطرنا فيه ؛ لظهور أنّه من رمضان ، لكن لا كفّارة للشبهة.

د - إذا قلنا بقبول الواحد ففي قبول العبد إشكال يأتي.

وقال بعض الشافعية القائلين بقبوله : إنّا لا نوقع به العتق والطلاق‌

____________________

(١) حلية العلماء ٣ : ١٨٢.

(٢) المهذب للشيرازي ١ : ١٨٦ ، المجموع ٦ : ٢٧٨ ، فتح العزيز ٦ : ٢٥٩ ، حلية العلماء ٣ : ١٨٢.

(٣) فتح العزيز ٦ : ٢٦١ ، المجموع ٦ : ٢٧٩.

(٤ و ٥ ) فتح العزيز ٦ : ٢٦٢ و ٢٦٩.

١٣٥

المعلّقين بهلال رمضان ، ولا نحكم بحلول الدين المؤجّل به(١) .

ه- لا يثبت الهلال بالشهادة على الشهادة عند علمائنا ؛ لأصالة البراءة ، واختصاص ورود القبول بالأموال وحقوق الآدميين.

وللشافعية طريقان : أحدهما : أنّه على قولين في أنّ حدود الله تعالى هل تثبت بالشهادة على الشهادة؟

وأصحّهما عندهم : القطع بثبوته كالزكاة وإتلاف بواري المسجد والخلاف في الحدود المبنية على الدفع والدرء.

وعلى هذا ، فعدد الفروع مبني على القول في الاُصول ، إن اعتبرنا العدد في الاُصول فحكم الفروع ها هنا حكمهم في سائر الشهادات ، ولا مدخل فيه لشهادة النساء والعبيد.

وإن لم نعتبر العدد ، فإن قلنا : إنّ طريقه طريق الرواية ، فوجهان : أحدهما : الاكتفاء بواحد ، كرواية الإِخبار. والثاني : لا بدّ من اثنين ، وهو الأصحّ عندهم ، لأنّه ليس بخبر من كلّ وجه ، لأنّه لا يكفي أن يقول : أخبرني فلان عن فلان أنّه رأى الهلال.

وعلى هذا ، فهل يشترط إخبار حُرّين ذكرين ، أم يكفي امرأتان وعبدان؟ وجهان(٢) .

وإن قلنا : إنّ طريقه طريق الشهادة ، فهل يكفي واحد أم لا بدّ من اثنين؟ وجهان عندهم(٣) .

و - لو رأى اثنان هلال شوّال ، ولم يشهدا عند الحاكم ، جاز لمن سمع شهادتهما الإِفطار‌ مع(٤) معرفته بعدالتهما ، وكذا يصوم لو شهدا برمضان ؛ لقوله‌

____________________

(١) فتح العزيز ٦ : ٢٦٩ ، والمجموع ٦ : ٢٨١.

(٢) فتح العزيز ٦ : ٢٦٣ - ٢٦٥ ، والمجموع ٦ : ٢٧٧ - ٢٧٨.

(٣) فتح العزيز ٦ : ٢٦٥ ، المجموع ٦ : ٢٧٨.

(٤) في الطبعة الحجرية بدل مع : بعد.

١٣٦

عليه‌السلام : ( إذا شهد اثنان فصوموا وأفطروا )(١) .

ولو شهدا ، فردّ الحاكم شهادتهما ؛ لعدم معرفته بهما ، جاز الإِفطار أيضاً في شوّال والصوم في رمضان.

ويجوز لكلٍّ منهما أن يفطر عندنا ، وبه قال أحمد بشرط أن يعرف عدالة صاحبه(٢) ، وليس شيئاً.

ز - إنّما يقبل في الهلال عدلان ، ولا تقبل شهادة مجهول الحال ولا مستور الظاهر.

مسألة ٨٠ : لو رؤي الهلال في البلد رؤية شائعة ، واشتهر وذاع بين الناس الهلال ، وجب الصيام إجماعاً ؛ لأنّه نوع تواتر يفيد العلم.

ولو لم يحصل العلم ، بل حصل ظنّ غالب بالرؤية ، فالأقوى : التعويل عليه كالشاهدين ، فإنّ الظنّ الحاصل بشهادتهما حاصل مع الشياع.

النظر الثالث :

في الحساب‌

مسألة ٨١ : إذا غُمّ هلال رمضان ولم يره أحد‌ ، أُكملت عدّة شعبان ثلاثين يوماً ، ثم صاموا وجوباً من رمضان ، سواء كانت السماء متغيّمةً أو صاحيةً ، عند علمائنا ؛ لما رواه العامة عن عائشة ، قالت : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يتحفّظ من هلال شعبان ما لا يتحفّظ من غيره ، ثم يصوم رمضان لرؤيته ، فإن غُمّ عليه عدّ ثلاثين يوماً ثم صام(٣) .

____________________

(١) أورده ابنا قدامة في المغني ٣ : ١٠٠ ، والشرح الكبير ٣ : ١٢.

(٢) المغني ٣ : ١٠١ ، الشرح الكبير ٣ : ١٢.

(٣) سنن الدار قطني ٢ : ١٥٦ - ١٥٧ / ٤ ، سنن البيهقي ٤ : ٢٠٦ ، المستدرك - للحاكم - ١ : ٤٢٣ ، ومسند أحمد ٦ : ١٤٩.

١٣٧

ومن طريق الخاصة : قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فإن غُمّ عليكم ، فعدّوا ثلاثين ليلة ثم أفطروا»(١) .

مسألة ٨٢ : ولا يجوز التعويل على الجدول ، ولا على كلام المنجّمين‌ ؛ لأنّ أصل الجدول مأخوذ من الحساب النجومي في ضبط سير القمر واجتماعه بالشمس ، ولا يجوز المصير إلى كلام المنجّم ولا الاجتهاد فيه - وهو قول أكثر العامة(٢) - لما تقدّم من الروايات ، ولو كان قول المنجّم طريقاً ودليلاً على الهلال ، لوجب أن يبيّنهعليه‌السلام للناس ؛ لأنّهم في محلّ الحاجة اليه ، ولم يَجُز لهعليه‌السلام حصر الدلالة في الرؤية والشهادة.

وحكي عن قوم من العامة أنّهم قالوا : يجتهد في ذلك ، ويرجع الى المنجّمين(٣) . وهو باطل ؛ لما(٤) تقدّم.

ولقول الصادقعليه‌السلام : « ليس على أهل القبلة إلّا الرؤية ، ليس على المسلمين إلّا الرؤية »(٥) .

والأحاديث متواترة على أنّ الطريق أمّا الرؤية أو مضيّ ثلاثين ، وقد شدّد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في النهي عن سماع كلام المنجّم ، فقالعليه‌السلام : ( من صدّق كاهناً أو منجّماً فهو كافر بما اُنزل على محمد )(٦) .

احتجّوا : بقوله تعالى :( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (٧) .

____________________

(١) الفقيه ٢ : ٧٧ / ٣٣٧ ، والتهذيب ٤ : ١٥٨ / ٤٤٠.

(٢) راجع : المجموع ٦ : ٢٨٠ ، وفتح العزيز ٦ : ٢٦٦.

(٣) كما في حلية العلماء ٣ : ١٧٨.

(٤) في « ط ، ن » : بما.

(٥) الكافي ٤ : ٧٧ / ٥ ، الفقيه ٢ : ٧٧ / ٣٣٥ ، التهذيب ، : ١٥٨ / ٤٤٢ ، الاستبصار ٢ : ٦٤ / ٢٠٩.

(٦) أورده المحقق في المعتبر : ٣١١ ، وبتفاوت في المستدرك - للحاكم - ١ : ٨ ، ومسند أحمد ٢ : ٤٢٩.

(٧) النحل : ١٦.

١٣٨

ولأنّ النبيعليه‌السلام قال : ( فإن غُمّ عليكم فَاقدروا له )(١) والتقدير إنّما هو معرفة التسيير والمنازل ، ولذلك رجعنا الى الكواكب والمنازل في القبلة والأوقات ، وهي اُمور شرعية رتّب الشارع عليها أحكاماً كثيرة.

والجواب : الاهتداء بالنجم معرفة الطرق ومسالك البلاد وتعريف الأوقات ، ونقول أيضاً بموجبه ؛ فإنّ رؤية الهلال تهدي الى معرفة أول الشهر ، أمّا قول المنجّم فلا.

وأمّا الحديث : ( فَاقدروا له ثلاثين )(٢) والمراد : أن يحسب شعبان ثلاثين عند قوم ، وتسعة وعشرين عند آخرين.

وأمّا القبلة والوقت فالطريق هو المشاهدة.

وللشافعية وجهان في مَن عرف منازل القمر هل يلزمه الصوم به؟

وأصحّهما عندهم : المنع. والثاني : أنّه يجوز له أن يعمل بحساب نفسه(٣) .

ولو عرفه بالنجوم ، لم يَجُز أن يصوم به عندهم(٤) قولاً واحداً.

مسألة ٨٣ : لا اعتبار بالعدد خلافاً لقوم من الحشوية‌ ذهبوا الى أنّه معتبر ، وأنّ شهور السنة قسمان : تام وناقص ، فرمضان لا ينقص أبداً ، وشعبان لا يتمّ أبداً ؛ لأحاديث منسوبة إلى أهل البيتعليهم‌السلام (٥) ، أصلها حذيفة بن منصور عن الصادقعليه‌السلام ، تارة بواسطة معاذ بن كثير ، واُخرى بغير واسطة ، واُخرى لم يسندها الى إمام : أنّ الصادقعليه‌السلام سأله معاذ : أنّ الناس يقولون : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صام تسعة‌

____________________

(١) صحيح البخاري ٣ : ٣٤ ، صحيح مسلم ٢ : ٧٥٩ - ٧٦٠ / ٦ - ٩ ، سنن النسائي ٤ : ١٣٤ ، سنن الدارمي ٢ : ٣ ، سنن البيهقي ٤ : ٢٠٤ و ٢٠٥ ، سنن الدار قطني ٢ : ١٦١ / ٢٢.

(٢) صحيح مسلم ٢ : ٧٥٩ / ٤ ، سنن النسائي ٤ : ١٣٣.

(٣ و ٤ ) المجموع ٦ : ٢٨٠ ، فتح العزيز ٦ : ٢٦٦ - ٢٦٧.

(٥) كما في المعتبر : ٣١١.

١٣٩

وعشرين يوماً أكثر ممّا صام ثلاثين ، فقال : « كذبوا ، ما صام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الى أن قبض أقلّ من ثلاثين يوماً ، ولا نقص شهر رمضان منذ خلق الله السماوات والأرض من ثلاثين يوماً وليلة »(١) .

قال الشيخ : هذا الخبر لا يعوّل عليه.

أمّا أولاً : فلأنّه لم يوجد في شي‌ء من الاُصول المصنّفة ، وإنّما هو موجود في الشواذّ من الأخبار.

وأيضاً ، كتاب حذيفة بن منصور عري عن هذا الحديث ، والكتاب مشهور ، ولو كان الحديث صحيحاً عنده ، لضمنه كتابه.

وأيضاً ، فإنّه مختلف الألفاظ ، مضطرب المعاني ؛ لأنّه تارة يرويه عن الصادقعليه‌السلام ، وتارة يفتي من قِبَل نفسه ، ولا يسنده الى أحد ، وروايته عن الإِمام تارة بواسطة ، واُخرى بغير واسطة ، وهذا دليل اضطرابه وضعفه ، فلا يعارض به المتواتر من الأخبار والقرآن العزيز وعمل جميع المسلمين ، مع أنّه معارض بأحاديث كثيرة مشهورة(٢) :

قال الصادقعليه‌السلام : « شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من الزيادة والنقصان ، فإن تغيّمت السماء يوماً ، فأتمّوا العدة ».

وقالعليه‌السلام في شهر رمضان : « هو شهر من الشهور يصيبه ما يصيب الشهور من النقصان»(٣) .

وقال الباقرعليه‌السلام : « حدّثني أبيعليه‌السلام أنّ علياًعليه‌السلام قال : صُمنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تسعة وعشرين يوماً ، وأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لمـّا ثقل في مرضه : أيّها الناس إنّ السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حُرُم ، ثم قال بيده فذاك رجب مفرد ، وذو القعدة وذو الحجّة‌

____________________

(١) التهذيب ٤ : ١٦٧ / ٤٧٧ ، الاستبصار ٢ : ٦٥ / ٢١١.

(٢) التهذيب ٤ : ١٦٩.

(٣) التهذيب ٤ : ١٦٠ / ٤٥٢.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

قال : وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «إن(١) خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب ، لا المال ؛ فإن المال يذهب(٢) ، والأدب يبقى».

قال مسعدة : يعني بالأدب العلم.

قال : وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «إن أجلت(٣) في عمرك يومين ، فاجعل أحدهما لأدبك(٤) لتستعين(٥) به على يوم موتك».

فقيل(٦) له : وما تلك الاستعانة؟

قال : «تحسن تدبير ما تخلف وتحكمه».

قال : وكتب أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى رجل : «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ، فإن المنافق لايرغب فيما قد سعد به المؤمنون ، والسعيد يتعظ بموعظة التقوى وإن كان يراد بالموعظة غيره».(٧)

١٤٩٤٨ / ١٣٣. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، قال : أخبرني بعض أصحابنا ، عن محمد بن مسلم ، قال :

قال أبو جعفرعليه‌السلام : «يا ابن مسلم ، الناس أهل رياء غيركم ، وذالكم(٨) أنكم أخفيتم ما يحب الله ـعزوجل ـ وأظهرتم ما يحب الناس ، والناس أظهروا ما يسخط الله ـ عز

__________________

(١) في «بح» : ـ «إن».

(٢) في «بن» : + «ويفنى».

(٣) في قرب الإسناد : «أفدت».

(٤) في قرب الإسناد : «لآخرتك».

(٥) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن» وحاشية «م ، جد» وقرب الإسناد : «تستعين».

(٦) في الوسائل : «قيل».

(٧) قرب الإسناد ، ص ٦٩ ، ح ٢٢٠ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمدعليه‌السلام ، من قوله : «إن أجلت في عمرك» إلى قوله : «ما تخلف وتحكمه» الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٥٤١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٩ ، ص ٢٦٦ ، ح ٢٤٥٥٩ ، من قوله : «إن أجلت في عمرك» إلى قوله : «ما تخلف وتحكمه».

(٨) في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د ، جت» والوافي : «وذلك».

٣٦١

وجل ـ وأخفوا ما يحبه(١) الله ، يا ابن مسلم ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ رأف(٢) بكم ، فجعل المتعة عوضا لكم من(٣) الأشربة(٤) ».(٥)

١٤٩٤٩ / ١٣٤. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن معمر بن خلاد ، قال :

قال لي(٦) أبو الحسن الرضاعليه‌السلام : «قال لي المأمون : يا أبا الحسن ، لو كتبت إلى بعض من يطيعك في هذه النواحي التي قد فسدت علينا».

قال : «قلت(٧) : يا أمير المؤمنين ، إن وفيت لي وفيت لك ، إنما دخلت في هذا الأمر الذي دخلت فيه على أن لا آمر ولا أنهى ، ولا أولي ولا أعزل ، وما زادني(٨) هذا الأمر الذي دخلت فيه في(٩) النعمة عندي شيئا ، ولقد كنت بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق(١٠) والمغرب ، ولقد كنت أركب حماري ، وأمر في سكك المدينة(١١) وما بها أعز

__________________

(١) في «جت» وشرح المازندراني : «ما يحب».

(٢) في الوافي : «رؤوف».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي «د» والمطبوع : «عن».

(٤) في شرح المازندراني والوافي : «الأسرية».

وفي مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٣٧١ : «قوله عليه‌السلام : عوضا عن الأشربة ، أي كما أنهم يتلذذون بالفقاع والأنبذة التي هم يستحلونها وأنتم تحرمونها ولا تنتفعون بها ، فكذلك المتعة ، أنتم تتلذذون بها وهم لاعتقادهم حرمتها لا ينتفعون ولا يتلذذون بها. وفي بعض النسخ صحف بالأسرية بالسين المهملة والياء المثناة من تحت : جمع السرية ، أي إنكم لفقركم لا تقدرون على التسري ، فجعل الله لكم المتعة عوضا عنهن ، وفي سائر كتب الحديث كما ذكرنا أولا ، وهو الظاهر من وجوه ، كما لا يخفى».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨١١ ، ح ٣٠٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٧ ، ح ٢٦٣٦٢ ، من قوله : «إن الله تبارك وتعالى رأف بكم».

(٦) في «ن» : ـ «لي».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بح» والمطبوع والوافي : + «له». وفي حاشية : «جت» : «فقلت له».

(٨) في «بف» : «زاد في». وفي «جت» : + «في».

(٩) في «جت» : «من».

(١٠) في «ل» : «بالمشرق» بدل «في المشرق».

(١١) سكك المدينة ، أي طرقها. والسكك : جمع السكة ، وهي الطريقة المستوية ، أو الطريقة المصطفة من النخل ، ومنها قيل للأزقة : سكك ؛ لاصطفاف الدور فيها. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٤ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٨٢ (سكك).

٣٦٢

مني ، وما كان بها أحد منهم(١) يسألني حاجة يمكنني قضاؤها له(٢) إلا قضيتها له».

قال : «فقال لي : أفي لك(٣) ».(٤)

١٤٩٥٠ / ١٣٥. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : حق(٥) على المسلم إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه ، وحق على إخوانه إذا قدم أن يأتوه».(٦)

١٤٩٥١ / ١٣٦. وبهذا الإسناد ، قال(٧) :

«قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : خلتان(٨) كثير من الناس فيهما مفتون(٩) : الصحة ، والفراغ».(١٠)

١٤٩٥٢ / ١٣٧. وبهذا الإسناد ، قال :

__________________

(١) في «بف» والوافي والبحار : ـ «منهم».

(٢) في «ن ، بن» والوافي : ـ «له».

(٣) في البحار : «بذلك».

(٤) الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٢٣ ، ح ١٤٣٢ ؛ البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٥٥ ، ح ٢٧.

(٥) في المرآة : «قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حق ، أي ثابت ولازم ؛ وحمل على الاستحباب».

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه ، ح ٢٠٧١ الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٦٥ ، ح ٢٥٨٤ ؛ وج ١٢ ، ص ٣٥١ ، ح ١٢٠٧٩ ؛ الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٤٨ ، ح ١٥٢٢٧ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٥٧ ، ح ٥٤.

(٧) الضمير المستتر في «قال» راجع إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، فيتضح المراد من «بهذا الإسناد».

(٨) في الخصال ، ح ٦ : «خصلتان». والخلة : الخصلة ، والجمع : خلال. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٥ (خلل).

(٩) في الخصال ، ح ٦ : «مفتون فيهما» بدل «فيهما مفتون». وفي المرآة عن بعض النسخ : «مغبون». و «مفتون» من الفتنة بمعنى الاختبار والامتحان ، أي يمتحن الله تعالى بهما خلقه ، أو بمعنى الضلالة ، أو الإثم ، أو العذاب ، أي صار كثير من الناس بسببهما ضالين ، أو آثمين ، أو معذبين. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣١٧ و ٣١٨ (فتن).

(١٠) الخصال ، ص ٣٤ ، باب الاثنين ، ح ٦ ، بسنده عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفي الخصال ، نفس الباب ، ح ٧ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٥٢٥ ، المجلس ١٩ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير. معدن الجواهر للكراجكي ، ص ٢٦ ، مرسلا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ». تحف العقول ، ص ٣٦ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٥٧ ، ح ٢٥٦٩٤.

٣٦٣

«قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من عرض نفسه للتهمة ، فلا يلومن من أساء به الظن ؛ ومن كتم سره ، كانت الحياة(١) في يده».(٢)

١٤٩٥٣ / ١٣٨. الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن شاذان :

عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال : «قال لي(٣) أبي : إن في الجنة نهرا يقال له : جعفر ، على شاطئه(٤) الأيمن درة بيضاء فيها ألف قصر ، في(٥) كل قصر ألف قصر لمحمد وآل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى شاطئه الأيسر درة صفراء فيها ألف قصر ، في كل قصر ألف قصر لإبراهيم وآل إبراهيمعليهم‌السلام ».(٦)

١٤٩٥٤ / ١٣٩. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ما التقت فئتان قط من أهل الباطل إلا كان النصر مع أحسنهما بقية(٧)

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني. وفي «بن» والمطبوع والوافي : «الخيرة». وفي حاشية «د» : «الخيار».

(٢) الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٤ ، المجلس ٥٠ ، ح ٨ ، بسند آخر عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام . صحيفة الرضاعليه‌السلام ، ص ٧١ ، ح ١٤٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . نهج البلاغة ، ص ٥٠٠ ، الحكمة ١٥٩ ، وفيهما إلى قوله : «أساء به الظن» ؛ تحف العقول ، ص ٢٢٠ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٣٦٨ ، عن جعفر بن محمد ، من دون الإسناد إلى أمير المؤمنينعليهما‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٨٤ ، ح ٣٤٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٣٦ ، ح ١٥٥٧٢.

(٣) في «بن» : ـ «لي».

(٤) شاطىء النهر : جانبه وطرفه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٧٢ (شطأ).

(٥) في «بح» : «وفي».

(٦) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٨٥ ، ح ٢٤٨٢٠ ؛ البحار ، ج ٨ ، ص ١٦١ ، ح ٩٩.

(٧) في شرح المازندراني : «البقية : الخير ، والأثر ، والحالة المستقيمة ، وعدم المبالغة في الإفساد ، وفي

٣٦٤

على(١) الإسلام».(٢)

١٤٩٥٥ / ١٤٠. عنه ، عن أحمد ، عن علي بن حديد ، عن بعض أصحابنا(٣) :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «جبلت(٤) القلوب على حب من ينفعها(٥) ، وبغض من أضر بها(٦) ».(٧)

١٤٩٥٦ / ١٤١. محمد بن أبي عبد الله ، عن موسى بن عمران ، عن عمه الحسين ، عن عيسى بن عبد الله(٨) ، عن علي بن جعفر :

__________________

القاموس : أبقيت ما بيننا : لم ابالغ في إفساده ، والاسم : البقية». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : مع أحسنهما بقية ، أي رعاية وحفظا للإسلام ، من قولك : أبقيت على فلان ، إذا رعيت عليه ورحمته. والحاصل أن رعاية الدين والإسلام سبب للنصرة والغلبة». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٤٧ ؛ القاموس الميحط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٩ (بقي).

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي وظاهر المرآة. وفي «م» : «في» بدل «على». وفي المطبوع : + «أهل».

(٢) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العفو ، ح ١٧٩٥ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٠٩ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤٥ الوافي ، ج ١٥ ، ص ٨٨ ، ح ١٤٧٣٣.

(٣) في الوسائل : «عن رجل» بدل «عن بعض أصحابنا».

(٤) «جبلت» أي خلقت وطبعت. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٦ (جبل).

(٥) في الفقيه وتحف العقول : «أحسن إليها» بدل «ينفعها». وفي الوسائل : «نفعها».

(٦) في «ل ، بن ، جد» وحاشية «د» : «أضرها». وفي الفقيه وتحف العقول : «أساء إليها» بدل «أضربها». وفي الوسائل : «ضرها».

وفي المرآة : «الغرض التحريص على إيصال النفع إلى الناس لجلب مودتهم ، والتحذير عن الإضرار لدفع بغضهم».

(٧) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٥٨٢٦ ، مرسلا ؛ وفيه ، ص ٤١٩ ، ح ٥٩١٧ ، مرسلا من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام . وفي تحف العقول ، ص ٣٧ و ٥٣ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وراجع : الأمالي للمفيد ، ص ٢٣٢ ، المجلس ٢٧ ، ح ٤ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٥٧ ، ح ٢٥٦٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٨٥ ، ح ٢١٣٠٤.

(٨) هكذا في «جد» وحاشية «م». وفي «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت» والمطبوع والوسائل : «عن عمه الحسين بن عيسى بن عبد الله».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإن موسى بن عمران هذا ، هو موسى بن عمران النخعي ، وعمه هو الحسين بن يزيد النوفلي ، وقد تكررت في أسناد كتب الصدوق قدس‌سره ، رواية محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران

٣٦٥

عن أخيه أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال : «أخذ أبي بيدي ، ثم قال(١) : يا بني ، إن أبي محمد بن عليعليهما‌السلام أخذ بيدي كما أخذت بيدك ، وقال : إن أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام أخذ بيدي ، وقال(٢) : يا بني ، افعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله ؛ وإن شتمك رجل عن يمينك ، ثم تحول إلى يسارك ، فاعتذر إليك ، فاقبل عذره».(٣)

١٤٩٥٧ / ١٤٢. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ؛ و(٤) الحجال ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، قال :

قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : «كان كل شيء ماء ، وكان عرشه على الماء ، فأمر الله ـ عز ذكره ـ الماء ، فاضطرم نارا ، ثم أمر النار ، فخمدت فارتفع من خمودها دخان ، فخلق الله ـعزوجل ـ(٥) السماوات من ذلك الدخان ، وخلق الله ـعزوجل ـ الأرض من الرماد ، ثم اختصم الماء والنار والريح ، فقال الماء : أنا جند الله الأكبر ، وقالت النار : أنا جند الله الأكبر ، وقالت(٦) الريح : أنا جند الله الأكبر(٧) ، فأوحى الله ـعزوجل ـ

__________________

النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد [النوفلي]. وروى النوفلي عن عيسى بن عبد الله في الأسناد بعناوينه المختلفة من عيسى بن عبد الله وعيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي وعيسى بن عبد الله الهاشمي وعيسى بن عبد الله العمري. راجع : الكافي ، ح ٦٢٤٤ و ١٤٨١٤ ؛ المحاسن ، ص ٤٧٩ ، ح ٥٠١ ؛ وص ٥٢٦ ، ح ٧٦٠ ؛ ثواب الأعمال ، ص ٣٧ ، ح ٢.

(١) في «ن» : «فقال» بدل «ثم قال».

(٢) في الوافي : «ثم قال».

(٣) تحف العقول ، ص ٢٨٢ ، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، من قوله : «افعل الخير» الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٥٠ ، ح ٩٨٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢١٥٨٤.

(٤) في السند تحويل بعطف «الحجال ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم» على «ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم».

(٥) في البحار والكافي ، ح ١٤٨٨٣ : ـ «اللهعزوجل ».

(٦) في «ن» : «وقال».

(٧) في «ع ، م» والوافي والبحار والكافي ، ح ١٤٨٨٣ : «وقالت [البحار : قال] الريح : أنا جند الله الأكبر ، وقالت النار ، أنا جند الله الأكبر».

٣٦٦

إلى الريح : أنت جندي الأكبر(١) ».(٢)

حديث زينب العطارة

١٤٩٥٨ / ١٤٣. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان ، عن خلف بن حماد ، عن الحسين بن زيد الهاشمي :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبناته ، وكانت(٣) تبيع منهن العطر ، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي عندهن ، فقال(٤) : إذا أتيتنا(٥) طابت(٦) بيوتنا.

فقالت : بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله.

قال : إذا بعت فأحسني ولا تغشي ، فإنه أتقى(٧) وأبقى للمال.

فقالت : يا رسول الله ، ما أتيت بشيء من بيعي ، وإنما أتيت أسألك عن عظمة اللهعزوجل .

فقال : جل جلال الله ، سأحدثك عن بعض ذلك.

ثم قال : إن هذه الأرض بمن(٨) عليها عند التي(٩) تحتها كحلقة ملقاة(١٠) في

__________________

(١) مرهذا الحديث بعينه متنا وسندا في حديث أهل الشام تحت الرقم ١٤٨٨٣ وشرحنا غرائب مفرداته هناك ، إن شئت فراجع هناك.

(٢) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٨٣. وفي كمال الدين ، ص ٢٤٧ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٩٣ ، مرسلا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية هكذا : «الريح جند الله الأكبر» الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٥٥٤٩ ؛ البحار ، ج ٥٧ ، ص ٩٨ ، ح ٨٢.

(٣) في «بح» : «كانت» بدون الواو.

(٤) في «بح» : «وقال».

(٥) في «جت ، جد» وحاشية «ع» : «أتيتينا».

(٦) في «جد» وحاشية «م» : «طيبت». وفي «بف» : «أطابت».

(٧) في المرآة : «قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فإنه أتقى ، أي أقرب إلى التقوى وأنسب بها».

(٨) في التوحيد : + «فيها ومن».

(٩) في معظم النسخ : «الذي». وما أثبتناه مطابق للوافي وشرح المازندراني والمرآة والمطبوع ونسخة «ف».

(١٠) في «ع ، بف» والتوحيد : ـ «ملقاة».

٣٦٧

فلاة(١) قي(٢) ، وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند التي(٣) تحتها كحلقة ملقاة(٤) في فلاة قي ؛ والثالثة حتى انتهى إلى السابعة ـ وتلا هذه الآية :( خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ ) ـ(٥) والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة(٦) في فلاة قي ، والديك له جناحان(٧) : جناح في المشرق(٨) ، وجناح في المغرب(٩) ، ورجلاه في التخوم(١٠) ؛ والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة(١١) في فلاة قي ؛ والصخرة(١٢) بمن فيها ومن(١٣) عليها على ظهر الحوت كحلقة ملقاة(١٤) في فلاة قي(١٥) ؛ والسبع والديك و(١٦) الصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم(١٧)

__________________

(١) الفلاة : القفر من الأرض ؛ لأنها فليت عن كل خير ، أي فطمت وعزلت ، أو هي المفازة التي لا ماء فيها ، أو هي الصحراء الواسعة. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٦٤ (فلا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٢ (فلو).

(٢) القي : القفر من الأرض ، والقفر : الخالي من الأمكنة ، أبدلو الواو ياء طلبا للخفة ، وكسروا القاف لمجاورتها. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢١٠ (قوا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٨ (قوي).

وفي الوافي : «لعل التشبيه بالحلقة إشارة إلى كرويتها وإحاطتها ، وبالفلاة إلى سعتها».

(٣) في «د ، ع ، ل ، م ، جت ، جد» : «الذي».

(٤) في «ع ، بف» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(٥) الطلاق (٦٥) : ١٢.

(٦) في «ع ، بف» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(٧) في «ع ، ل ، ن ، بن» : ـ «جناحان».

(٨) في «جت» : «الشرق».

(٩) في «جت» : «الغرب».

(١٠) قال الفيومي : «التخم : حد الأرض ، والجمع : تخوم ، مثل فلس وفلوس. وقال ابن الأعرابي وابن السكيت : الواحد : تخوم ، والجمع : تخم ، مثل رسول ورسل». وقال الفيروزآبادي : «التخوم بالضم : الفصل بين الأرضين من المعالم والحدود». المصباح المنير ، ص ٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٢٨ (تخم).

(١١) في «ع ، ل ، ن ، بف» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(١٢) في «ن» والوافي والتوحيد : «والسبع والديك والصخرة» بدل «والصخرة».

(١٣) في «ن» : ـ «من».

(١٤) في «ع ، م ، ن ، جت ، جد» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(١٥) في «بف ، بن» : ـ «والصخرة بمن فيها ـ إلى ـ في فلاة قي».

(١٦) في «ن» : ـ «والسبع والديك و».

(١٧) في شرح المازندراني : «البحر المظلم ، وهو البحر الأعظم ، سمي مظلما لكثرة مائه وغور عمقه ؛ فإن البحر كلما زاد عمقه كان ماؤه أسود».

٣٦٨

كحلقة ملقاة(١) في فلاة قي ؛ والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة(٢) في فلاة قي ؛ والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء(٣) على الثرى(٤) كحلقة ملقاة(٥) في فلاة قي(٦) ؛ ثم تلا هذه الآية( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) (٧) ثم انقطع الخبر عند الثرى(٨) ؛ والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى ومن(٩) فيه ومن عليه عند السماء الأولى كحلقة في فلاة قي ؛ وهذا كله وسماء(١٠) الدنيا بمن(١١) عليها ومن فيها(١٢) عند التي فوقها كحلقة(١٣) في فلاة قي(١٤) ؛ وهاتان السماءان ومن فيهما ومن عليهما(١٥) عند التي فوقهما كحلقة(١٦) في فلاة قي ؛ وهذه الثلاث بمن فيهن

__________________

(١) في «ع ، ل ، بح ، بف ، جد» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(٢) في «ع ، بف» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(٣) في «بح ، جت» : + «الذاهب».

(٤) الثرى : التراب الندي ، أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من الأرض ، فإن لم يكن نديا فهو تراب ، أو التراب وكل طين لايكون لازبا إذا بل. قال العلامة لامازندراني : «لعل المراد بالثرى هنا الكرة الأثيرية بقرينة اقترانه بالسماء الاولى ، والله أعلم». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ (ثرو).

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جد» والتوحيد : ـ «ملقاة».

(٦) في «ع» : ـ «قي».

(٧) طه (٢٠) : ٦.

(٨) في شرح المازندراني : «ثم انقطع الخبر عند الثرى ، هو من كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والخبر إما بالضم ، وهو العلم ؛ أو بالفتح ، وهو معروف ، أي انقطع علم البشر بالسفليات ، أو خبرها عند الثرى ، ولا علم لهم أكثر من ذلك».

وفي المرآة : «قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم انقطع الخبر عند الثرى ، أي لم نؤمر بالإخبار به».

(٩) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : «بمن».

(١٠) في «م ، بح ، بن» والتوحيد والوافي : «والسماء».

(١١) في «د ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» : «ومن».

(١٢) في «ن» والتوحيد : «فيها وعليها» بدل «عليها ومن فيها».

(١٣) في «د ، م ، ن ، بح» : + «ملقاة».

(١٤) في «ع ، ل» : ـ «وهذا كله وسماء الدنيا ـ إلى ـ في فلاة قي». وفي التوحيد : + «وهذا».

(١٥) في الوافي : «ومن فيها ومن عليها».

(١٦) في «ن» وحاشية «جت» : + «ملقاة».

٣٦٩

ومن عليهن عند الرابعة كحلقة(١) في فلاة قي حتى انتهى إلى السابعة ؛ وهن ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي ؛ وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي ؛ وتلا هذه الآية :( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) (٢) وَهذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبَالُ الْبَرَدِ(٣) عِنْدَ الْهَوَاءِ الَّذِي تَحَارُ فِيهِ الْقُلُوبُ كَحَلْقَةٍ فِي فَلَاةٍ قِيٍّ ؛ وَهذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبَالُ الْبَرَدِ وَالْهَوَاءُ عِنْدَ حُجُبِ النُّورِ كَحَلْقَةٍ(٤) فِي فَلَاةٍ قِيٍ(٥) ؛ وَهذِهِ السَّبْعُ وَالْبَحْرُ الْمَكْفُوفُ وَجِبَالُ الْبَرَدِ وَالْهَوَاءُ وَحُجُبُ النُّورِ عِنْدَ الْكُرْسِيِّ كَحَلْقَةٍ فِي فَلَاةٍ قِيٍّ ؛ ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (٦) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي(٧) ؛ وتلا(٨) هذه الآية :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) (٩) .

وفي رواية الحسن(١٠) : «الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب».(١١)

__________________

(١) في «بح ، جت» : + «ملقاة».

(٢) النور (٢٤) : ٤٣.

(٣) في «م ، جد» : + «والهواء».

(٤) في «بن» : + «ملقاة».

(٥) في التوحيد : + «وهي سبعون ألف حجاب يذهب نورها بالأبصار».

(٦) البقرة (٢) : ٢٥٥.

(٧) في الوافي : «في هذا الحديث من الرموز والإشارات ما لايبلغ علمنا إلى حله ، ولعل الله يرزقنا حله من فضله ، وما ذلك على بعزيز».

وقال المحقق الشعراني في هامش شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ١٦١ : «والحق أن رواية زينب العطاره ضعيفة ، وعلى فرض صدور شيء منها حقيقة من المعصوم لا نطمئن بحفظ الرواة وضبطهم جميع الألفاظ التي سمعوها ، وإنما يحتاج إلى تكلف التأويل والتوجيه بما يشمئز منه الطبع والالتزام بالمحالات فالحق عدم التعرض لشيء مما ورد في رواية زينب العطارة والتوقف فيها. والعجب أن بعض الناس حاولوا تطبيق الرواية على العلوم الطبيعية والهيئة الأفرنجية ، والبعد بينهما أبعد مما بين السماء والأرض».

(٨) في «م ، بف» والتوحيد : «ثم تلا».

(٩) طه (٢٠) : ٥. وفي التوحيد : + «ما تحمله الأملاك إلايقول : لا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلابالله».

(١٠) في المرآة : «قوله : وفي رواية الحسن ، لعله ابن محبوب ؛ يعني إن هذا الخبر في كتابه كان كذلك».

(١١) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب آداب التجارة ، ح ٨٦٩٤ ، إلى قوله : «فإنها أتقى وأبقى للمال» ؛ التوحيد ،

٣٧٠

حديث الذي أضاف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالطائف

١٤٩٥٩ / ١٤٤. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن يزيد الكناسي :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال(١) : «إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان نزل على رجل بالطائف قبل الإسلام ، فأكرمه ، فلما أن بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الناس ، قيل للرجل : أتدري من(٢) الذي أرسله الله ـعزوجل ـ إلى الناس؟ قال(٣) : لا ، قالوا(٤) : هو محمد بن عبد الله يتيم أبي طالب ، وهو الذي كان(٥) نزل بك(٦) بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته».

قال : «فقدم الرجل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسلم عليه وأسلم ، ثم قال له : أتعرفني(٧) يا رسول الله؟ قال : ومن أنت؟ قال : أنا(٨) رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا ، فأكرمتك. فقال له(٩) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحبا بك ، سل حاجتك.

فقال : أسألك مائتي شاة برعاتها(١٠) ، فأمر له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما سأل ، ثم قال لأصحابه : ما كان على هذا الرجل أن يسألني سؤال عجوز بني إسرائيل لموسىعليه‌السلام . فقالوا(١١) :

__________________

ص ٢٧٥ ، ح ١ ، وفيهما بسند آخر من خلف بن حماد ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢٧٢ ، ح ٣٩٨٥ ، مرسلا ، وتمام الرواية فيه : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لزينب العطارة الحولاء : إذا بعت فأحسني ولا تغشي ، فإنه أنقى وأبقى للمال» الوافي ، ج ١٧ ، ص ٤٦٩ ، ح ١٧٦٥٥ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٢٨١ ، ح ٢٢٥٢٤ ، إلى قوله : «فإنه أتقى وأبقى للمال» ؛ البحار ، ج ٦٠ ، ص ٨٣ ، ذيل ح ١٠.

(١) في «د ، جت» : + «قال».

(٢) في الوافي : + «الرجل».

(٣) في «ن» : «فقال».

(٤) هكذا في «م ، بس ، بف ، جد» والوافي. وفي «د ، ع ، ل ، ن ، بح ، جت» : «قال». وفي المطبوع : + «له».

(٥) في «م» والوافي : ـ «كان».

(٦) في «ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» : ـ «بك».

(٧) في «ع : ل ، ن ، جد» : «تعرفني» بدون همزة الاستفهام.

(٨) في «بف» والوافي : ـ «أنا».

(٩) في «بح» : ـ «له».

(١٠) في «د ، بف» : «برعائها».

(١١) في «ن ، بح ، بف ، جت» والوافي : «قالوا».

٣٧١

وما سألت عجوز بني إسرائيل لموسى(١) ؟ فقال : إن الله ـعزوجل ـ أوحى إلى موسى أن احمل عظام يوسف من مصر قبل أن تخرج منها إلى الأرض المقدسة بالشام ، فسأل موسى عن قبر يوسفعليه‌السلام ، فجاء(٢) شيخ ، فقال : إن كان أحد يعرف قبره ففلانة ، فأرسل موسىعليه‌السلام إليها ، فلما جاءته قال : تعلمين(٣) موضع قبر يوسفعليه‌السلام ؟ قالت : نعم ، قال : فدليني عليه ولك ما سألت ، قالت(٤) : لا أدلك عليه إلا بحكمي ، قال : فلك الجنة ، قالت : لا ، إلا بحكمي عليك ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إلى موسى : لايكبر عليك أن تجعل لها(٥) حكمها(٦) ، فقال(٧) لها موسى : فلك حكمك ، قالت : فإن حكمي أن أكون معك في درجتك(٨) التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كان على هذا لو سألني ما سألت عجوز بني إسرائيل(٩) ».(١٠)

١٤٩٦٠ / ١٤٥. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال :

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت ، وتكثر التعاهد لنا ، وإن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا ، فقال لها : أين تذهبين

__________________

(١) في «ع» : ـ «لموسى».

(٢) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : «فجاءه».

(٣) في الوافي : «أتعلمين».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «قال».

(٥) في «بح» : + «عليك».

(٦) في «ع» : «حكما».

(٧) في «ع» : «قال».

(٨) في شرح المازندراني : «الدرجة».

(٩) في «ع» : + «في حق آل محمد».

(١٠) قرب الإسناد ، ص ٥٨ ، ح ١٨٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. راجع : الفقيه ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ٥٩٤ ؛ والخصال ، ص ٢٠٥ ، باب الأربعة ، ح ٢١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٢٩٦ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٨ الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٥٩٥ ، ح ١٤٦٦٦ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٢٩٢ ، ح ١.

٣٧٢

يا عجوز الأنصار؟ فقالت : أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم ، وأجدد(١) بهم عهدا ، وأقضي حقهم. فقال لها عمر : ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا ، إنما كان لهم حق على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأما اليوم فليس لهم حق(٢) ، فانصرفي(٣) . فانصرفت حتى أتت أم سلمة ، فقالت لها أم سلمة : ما ذا أبطأ بك عنا ، فقالت(٤) : إني لقيت عمر بن الخطاب ، وأخبرتها(٥) بما قالت لعمر وما قال لها عمر ، فقالت لها أم سلمة : كذب ، لا يزال حق آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله واجبا على المسلمين(٦) إلى يوم القيامة».(٧)

١٤٩٦١ / ١٤٦. ابن محبوب(٨) ، عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن بريد العجلي ، قال :

سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (٩) ؟

قال : «هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة ، واستقبلوا الكرامة من اللهعزوجل ، علموا واستيقنوا(١٠) أنهم كانوا على الحق وعلى(١١) دين الله عز ذكره ،

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» والوافي : «واحدث».

(٢) في «ع» : ـ «حق».

(٣) في شرح المازندراني : «قد اعترف بأنه كان لهم حق على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقال له : ذلك الحق إن كان لأجل القرابة فهي باقية بعده ، وإن كان لأجل فضلهم وكمالاتهم فهي أيضا كانت باقية بعده ، فبأي شيء بطل حقهم بعده؟!».

(٤) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جد» : «قالت».

(٥) في البحار : «فأخبرتها».

(٦) في «ع ، ن ، بف» وشرح المازندراني والوافي : «على المسلمين واجبا» بدل «واجبا على المسلمين».

(٧) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ٦٧٣ ؛ البحار ، ج ٣٠ ، ص ٢٦٧ ، ح ١٣٤.

(٨) السند معلق على سابقه. ويروي عن ابن محبوب ، علي بن إبراهيم عن أبيه.

(٩) آل عمران (٣) : ١٧٠.

(١٠) في شرح المازندراني : «أي علموا ذلك بالمعاينة ، واستيقنوا بعين اليقين ، وإلا كان لهم العلم واليقين بذلك قبل الموت ، وبين علم اليقين وعين اليقين فرق ظاهر».

(١١) في «م ، بح» وحاشية «جت» : «وأنهم على» بدل «وعلى».

٣٧٣

واستبشروا(١) بمن لم يلحق(٢) بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين(٣) ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون».(٤)

١٤٩٦٢ / ١٤٧. عنه(٥) ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن الحلبي ، قال :

سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) (٦) ؟

قال(٧) : «هن صوالح المؤمنات العارفات».

قال : قلت(٨) :( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) (٩) ؟

قال : «الحور هن البيض المضمومات(١٠) ، المخدرات(١١) في خيام الدر والياقوت والمرجان ، لكل خيمة أربعة أبواب ، على كل(١٢) باب سبعون كاعبا(١٣) حجابا لهن ، ويأتيهن(١٤) في كل يوم كرامة من الله ـ عز ذكره ـ ليبشر(١٥) الله ـعزوجل ـ بهن المؤمنين».(١٦)

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» وشرح المازندراني والوافي : «فاستبشروا».

(٢) في «بح» : «لم يلحقوا».

(٣) في تفسير القمي : + «في الدنيا».

(٤) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من قوله : «هم والله شيعتنا» مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٠٤ ، ح ٣٠٦٨.

(٥) الضمير راجع إلى علي بن إبراهيم المذكور في صدر سند الحديث ١٤٥.

(٦) الرحمن (٥٥) : ٧٠.

(٧) في «بح ، جت» : «فقال».

(٨) في «بح» : «وقلت».

(٩) الرحمن (٥٥) : ٧٢.

(١٠) في «بح ، بف ، بن ، جت» والوافي : «المضمرات». والضم : قبض الشيء إلى الشيء ، والمراد ضمهن إلى الخيام ، أو ضمهن إلى خدرهن لا يفارقنه.

(١١) «المخدرات» ، أي لازمات الخدر ، والخدر : ناحية في البيت يترك عليها ستر تكون فيه البكر. النهاية ، ج ٢ ، ص ١٣ (خدر).

(١٢) في «بح ، جت» : «لكل».

(١٣) الكاعب : هي الجارية حين يبدو ثديها للنهود ، أي الارتفاع عن الصدر ، والجمع : كواعب. الصحاح ، ج ١ ، ص ٢١٣ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ١٧٩ (كعب).

(١٤) في «جت» : «وتأتيهن».

(١٥) في حاشية «جت» وشرح المازندراني والمرآة : «يبشر».

(١٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٠٥ ، ح ٣٠٧٠ ؛ البحار ، ج ٨ ، ص ١٦١ ، ح ١٠٠.

٣٧٤

١٤٩٦٣ / ١٤٨. علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الصباح الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «إن للشمس ثلاثمائة وستين برجا ، كل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب ، فتنزل(١) كل يوم على برج منها ، فإذا غابت انتهت إلى حد بطنان العرش(٢) ، فلم تزل(٣) ساجدة إلى الغد ، ثم ترد إلى موضع مطلعها ، ومعها ملكان يهتفان معها ، وإن وجهها لأهل السماء ، وقفاها لأهل الأرض ، ولو(٤) كان وجهها لأهل الأرض لاحترقت(٥) الأرض ومن عليها من شدة حرها. ومعنى سجودها ما قال(٦) سبحانه و(٧) تعالى :( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ) (٨) ».(٩)

١٤٩٦٤ / ١٤٩. عدة من أصحابنا ، عن صالح بن أبي حماد ، عن إسماعيل بن مهران ، عمن حدثه ، عن جابر بن يزيد ، قال :

__________________

(١) في «د ، جت» : «وتنزل».

(٢) قال ابن الأثير : «من بطنان العرش ، أي من وسطه. وقيل : من أصله ، وقيل : البطنان : جمع بطن ، وهو الغامض من الأرض ، يريد من دواخل العرش».

واعلم أن الشراح ذكروا لفقرات هذا الحديث الشريف تأويلات ، والمحقق الشعراني قال في هامش شرح المازندراني : «الكلام في هذه الرواية كالكلام في رواية زينب العطارة ، لا نطمئن بحفظ الرواة وضبطهم على فرض صدور الحديث من المعصوم عليه‌السلام ؛ إذا لم يكن الرواة معصومين من الخطأ» ، ثم نقد تأويلات العلامة المازندراني والمجلسي وقال : «والحق التوقف في هذه الروايات التي لا نطمئن بصدورها ؛ إذ لم نعرف لها معنى صحيحا من غير تكلف ، ولا أدري كيف يتكلف لتأويل الأخبار الواردة في الطبيعيات من يتحرز عن تأويل ما يتعلق بالامور المعنوية حتى في أبده المسائل».

(٣) في «ن» : «ولم تزل».

(٤) في «بح» : «فلو».

(٥) في البحار وشرح المازندراني : «لأحرقت».

(٦) في «بن» : + «الله».

(٧) في الوافي : ـ «سبحانه و».

(٨) الحج (٢٢) : ١٨.

(٩) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٨٣ ، ح ٢٥٥٥٨ ؛ البحار ، ح ٥٨ ، ص ١٤١ ، ح ١.

٣٧٥

حدثني محمد بن عليعليهما‌السلام سبعين(١) حديثا لم أحدث بها أحدا(٢) قط ، ولا أحدث بها أحدا(٣) أبدا ، فلما مضى محمد بن عليعليهما‌السلام ، ثقلت على عنقي ، وضاق بها صدري ، فأتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت(٤) : جعلت فداك ، إن أباك حدثني سبعين حديثا لم يخرج مني شيء منها ، ولايخرج(٥) شيء منها(٦) إلى أحد ، وأمرني بسترها(٧) وقد ثقلت على عنقي ، وضاق بها صدري ، فما تأمرني؟

فقال : «يا جابر ، إذا ضاق بك من ذلك شيء ، فاخرج إلى الجبانة(٨) ، واحتفر حفيرة ، ثم دل رأسك(٩) فيها ، وقل : حدثني محمد بن علي بكذا وكذا ، ثم طمه(١٠) ؛ فإن الأرض تستر(١١) عليك».

قال جابر ، ففعلت ذلك ، فخف عني ما كنت أجده.

عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران مثله.(١٢)

١٤٩٦٥ / ١٥٠. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن

__________________

(١) في «د ، م ، جت» والبحار : «بسبعين».

(٢) في «د ، ع ، جت» : «أحدا بها».

(٣) في «بح ، جت» : «أحدا بها». وفي «د» : ـ «أحدا».

(٤) في «بف» : + «له».

(٥) في «ع ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د» : «ولا خرج».

(٦) في «م» : «منها شيء». وفي الوافي : ـ «ولا يخرج شيء منها».

(٧) في «ع ، بح» وحاشية «د» : «بسرها».

(٨) الجبان والجبانة : الصحراء ، وتسمى بهما المقابر لأنها تكون بالصحراء ، تسمية للشيء بموضعه. النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٦ (جبن).

(٩) «دل رأسك» أي أرسلها. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٦٦ (دلو).

(١٠) في «ل» : «وضمه» بدل «ثم طمه». والطم : طم البئر بالتراب ، وهو الكبس ، يقال : طم البئر وغيرها بالتراب طما من باب قتل ، أي ملأها حتى استوت مع الأرض. قال العلامة المازندراني : «في طم الحفر تنبيه على عدم إفشائه ، وإنما لم يأمرهعليه‌السلام بإظهاره له ، وهوعليه‌السلام احفظ منه ، إما لأنهعليه‌السلام لما كان عالما به لم يكن الإظهار له دافعا للضيق ، أو ليعلم كيفية التخلص من الضيق من لم يجد مثلهعليه‌السلام إلى قيام القائمعليه‌السلام ». راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٧٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٧٨ (طمم).

(١١) في «ن» : «يستر».

(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٠٤ ، ح ٢٩١٦ ؛ البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٤٤ ، ح ٣٧.

٣٧٦

المغيرة ، قال :

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «لآخذن البريء(١) منكم بذنب السقيم. ولم لا أفعل ويبلغكم عن الرجل ما يشينكم ويشينني فتجالسونهم وتحدثونهم ، فيمر بكم المار ، فيقول : هؤلاء شر من هذا(٢) ، فلو أنكم إذا بلغكم عنه ما تكرهون زبرتموهم(٣) ونهيتموهم ، كان أبر(٤) بكم وبي(٥) ».(٦)

١٤٩٦٦ / ١٥١. سهل بن زياد(٧) ، عن عمرو بن عثمان ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى :( فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ) (٨) قال : «كانوا ثلاثة أصناف : صنف ائتمروا وأمروا ، فنجوا ؛ وصنف ائتمروا ولم يأمروا ، فمسخوا ذرا(٩) ؛ وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا ، فهلكوا».(١٠)

١٤٩٦٧ / ١٥٢. عنه(١١) ، عن علي بن أسباط ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، قال :

__________________

(١) في شرح المازندراني : «اريد بالبريء البريء من مثل ذنب السقيم وإن كان هو أيضا مذنبا باعتبار ترك الأمربالمعروف والنهي عن المنكر». وفي المرآة : «إنما سمىعليه‌السلام تارك النهي عن المنكر بريئا بحسب ظنه أنه بريء من الذنب ، أو لبراءته عن الذنوب التي يرتكبها غيره».

(٢) في المرآة : «أي هؤلاء الذين يجالسون هذا الفاسق ولا يزبرونه ولا ينهونه شر منه».

(٣) الزبر : المنع والزجر ، يقال : زبره يزبره زبرا ، أي انتهره ، أي زجره بمغالظة ، وأغلظ له في القول والرد. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٧ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ (زبر).

(٤) في «جت» : «أزين».

(٥) في «بن» : «بي وبكم».

(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ، ح ٧١٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٤ ، ح ٢١١٩٧.

(٧) السند معلق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدة من أصحابنا.

(٨) الأعراف (٧) : ١٦٥.

(٩) الذر : جمع الذره ، هي أصغر النمل. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٢ (ذرر).

(١٠) الخصال ، ص ١٠٠ ، باب الثلاثة ، ح ٥٤ ، بسنده عن سهل بن زياد الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٣٥ ، ح ٢٥٥٢٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٤٩ ، ح ٢١٢٠٨ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٤ ، ح ٦.

(١١) الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق.

٣٧٧

كتب أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى الشيعة : ليعطفن(١) ذوو السن(٢) منكم والنهى(٣) على(٤) ذوي الجهل وطلاب الرئاسة ، أو لتصيبنكم(٥) لعنتي أجمعين».(٦)

١٤٩٦٨ / ١٥٣. محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن جميعا ، عن صالح بن أبي حماد ، عن أبي جعفر الكوفي ، عن رجل :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن الله ـعزوجل ـ جعل الدين(٧) دولتين(٨) : دولة لآدمعليه‌السلام ، ودولة لإبليس ، فدولة آدم هي دولة اللهعزوجل ؛ فإذا أراد الله ـعزوجل ـ أن يعبد علانية ، أظهر دولة آدم ؛ وإذا أراد الله(٩) أن يعبد سرا ، كانت دولة إبليس ؛ فالمذيع(١٠) لما أراد الله ستره(١١) مارق(١٢) من الدين».(١٣)

__________________

(١) في مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ١٩ : «قولهعليه‌السلام : ليعطفن ، من العطف بمعنى الميل والشفقة ، أي ليترحموا ويعطفوا على ذوي الجهل بأن ينهوهم عما ارتكبوه من المنكرات. وفي بعض النسخ : عن ذوي الجهل ، فالمراد هجرانهم وإعراضهم عنهم». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١١٦ (عطف).

(٢) في «جد» وحاشية «م» : «السنن».

(٣) «النهي» : العقول والألباب ، واحدتها : نهية بالضم ، سميت بذلك لأنها تنهى صاحبها عن القبيح. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٣٩ (نها).

(٤) في «بح ، جت» وشرح المازندراني : «عن».

(٥) في الوافي : «أو ليصيبنكم».

(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ، ح ٧١٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٠ ، ح ٢١١٣٤.

(٧) في «ن» : «للدين».

(٨) الدوله : اسم من تداول القوم الشيء تداولا ، وهو حصوله في يد هذا تارة وفي يد هذا اخرى ، وهي بفتح الدال وضمها ، وجمع المفتوح : دول بالكسر ، وجمع المضموم : دول بالضم. المصباح المنير ، ص ٢٠٣ (دول).

(٩) في «د ، ل ، بح ، بف ، بن ، جت» : ـ «الله».

(١٠) الإذاعة : الإفشاء. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢١١ (ذيع).

(١١) في «ع» : «سره».

(١٢) المارق : الخارج ، يقال : مرق السهم من الرمية مروقا ، أي خرج من الجانب الآخر. والمراد أنه خارج عن كمال الدين. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٤ (مرق).

(١٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإذاعة ، ح ٢٨١٦ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٧٢١.

٣٧٨

حديث الناس يوم القيامة

١٤٩٦٩ / ١٥٤. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سنان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر :

عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال : «يا جابر ، إذا كان يوم القيامة ، جمع(١) الله ـعزوجل ـ الأولين والآخرين لفصل الخطاب ، ودعي(٢) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودعي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلة(٣) خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى عليعليه‌السلام (٤) مثلها(٥) ، ويكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلة وردية(٦) يضيء لها ما بين المشرق والمغرب(٧) ، ويكسى عليعليه‌السلام (٨) مثلها ، ثم يصعدان عندها ، ثم يدعى بنا ، فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يدعى بالنبيينعليهم‌السلام ، فيقامون صفين عند عرش الله ـعزوجل ـ حتى نفرغ(٩) من حساب الناس ، فإذا دخل(١٠) أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، بعث رب العزة علياعليه‌السلام ، فأنزلهم منازلهم من الجنة وزوجهم ، فعلي والله الذي(١١) يزوج أهل الجنة

__________________

(١) في «د ، جت» والبحار : «وجمع». وفي «بف» والوافي : «يجمع».

(٢) هكذا في «م ، بف ، بن ، جت ، جد». وفي سائر النسخ والمطبوع : «دعي» بدون الواو.

(٣) الحلة : إزار ورداء ، لا تسمى حلة حتى تكون ثوبين ، والجمع : حلل ، وهي برود اليمن. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٣ (حلل).

(٤) في «م ، بن ، جت ، جد» : + «حلة».

(٥) في «بف» : ـ «مثلها».

(٦) «وردية» : منسوبة إلى الورد ، وهو لون أحمر يضرب إلى الصفرة الحسنة في كل شيء ، والانثى : وردة. راجع : المغرب ، ص ٤٨١ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ص ٤٥٦ (ورد).

(٧) في «بف» : ـ «يضيء لها ما بين المشرق والمغرب».

(٨) في «بن» : + «حلة».

(٩) في «د ، ع ، بح ، بف» : «يفرغ».

(١٠) في «بن ، جت» والبحار : «أدخل».

(١١) في «بح» : ـ «الذي».

٣٧٩

في الجنة ، وما ذاك إلى أحد(١) غيره كرامة من الله ـ عز ذكره ـ وفضلا فضله الله(٢) به(٣) ، ومن به عليه ، وهو والله يدخل أهل النار النار(٤) ، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوا فيها(٥) أبوابها ؛ لأن أبواب الجنة إليه ، وأبواب النار إليه»(٦) .

١٤٩٧٠ / ١٥٥. علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن عنبسة :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : سمعته يقول(٧) : «خالطوا الناس ؛ فإنه إن(٨) لم ينفعكم حب علي وفاطمةعليهما‌السلام في السر ، لم ينفعكم في العلانية».(٩)

١٤٩٧١ / ١٥٦. جعفر(١٠) ، عن عنبسة :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إياكم وذكر علي وفاطمةعليهما‌السلام (١١) ؛ فإن الناس ليس شيء(١٢) أبغض إليهم من ذكر علي وفاطمةعليهما‌السلام ».(١٣)

١٤٩٧٢ / ١٥٧. جعفر(١٤) ، عن عنبسة ، عن جابر :

__________________

(١) في «جت» : «لأحد» بدل «إلى أحد».

(٢) في «ل» : ـ «الله».

(٣) في «بح ، جت» : ـ «به».

(٤) في شرح المازندراني : «لا ينافي ما مر ؛ لأنهعليه‌السلام داخل في «نحن» ، ولأن أمرهم واحد».

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن» : ـ «فيها».

(٦) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٥٨ ، ح ٢٤٨١٢ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٤.

(٧) في الوافي : ـ «سمعته يقول».

(٨) في «ع» : «فإن» بدل «فإنه إن».

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٢٦ ، ح ٢٥٠٢.

(١٠) السند معلق على سابقه. ويروي عن جعفر ، علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي.

(١١) في شرح المازندراني : «حذر عن ذكرهما عند الناس المبغضين لهما ترغيبا في التقية منهم وحفظ النفس من شرهم ، والثواب المترتب على ذكرهما مترتب على ترك ذكرهما تقية».

وفي المرآة : «قوله عليه‌السلام : إياكم وذكر علي وفاطمة ، أي عند المخالفين النواصب».

(١٢) في «ع ، بح ، بف ، جد» وحاشية «م» : «بشيء».

(١٣) الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ٧٠١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٣٨ ، ح ٢١٤٥٤.

(١٤) السند معلق كسابقه.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905

906

907

908

909