سفینة البحار الجزء ٤

سفینة البحار0%

سفینة البحار مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

سفینة البحار

مؤلف: الشيخ عباس القمي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 44822
تحميل: 3880


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44822 / تحميل: 3880
الحجم الحجم الحجم
سفینة البحار

سفینة البحار الجزء 4

مؤلف:
العربية

قد وقع الأمر بما لم یحذر

و النبل یأخذن وراء العسکر

و أمّنا في خدرها المشمّر

فبرز اليه الأشتر قائلا:

إسمع و لا تعجل جواب الأشتر

و اقرب تلاق کأس موت أحمر

ینسبک ذکر الجمل المشمّر

فقتلة ثمّ قتل عمیر الغنوي و عبد اللّه بن عتّاب بن أسید ثمّ جال في المیدان جولا و هو یقول: نحن بنو الموت به غذينا، فخرج اليه عبد اللّه بن الزبیر فطعنه الأشتر و أرداه و جلس على صدره ليقتلة فصاح عبد اللّه:اقتلونی و مالکا و اقتلوا مالکا معي، فقصد اليه من کلّ جانب فخلاّه و رکب فرسه،فلمّا رأوه راکبا تفرّقوا عنه(1) .

کشف الغمّة :و روي: انّه لمّا وضعت الحرب أوزارها و دخلت عائشة الى البصرة دخل عليها عمّار بن یاسر و معه الأشتر فقالت:من معک یا أبا اليقظان؟فقال:مالک الأشتر،فقالت:أنت فعلت بعبد اللّه ما فعلت؟فقال:نعم و لو لا کونی شیخا کبیرا و طاویا لقتلته و أرحت المسلمين منه،قالت:أ و ما سمعت قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :انّ المسلم لا یقتل الاّ من کفر بعد ايمان أو زنا بعد إحصان او قتل النفس التي حرّم اللّه قتلها؟فقال:یا أمّ المؤمنین على أحد الثلاثة قاتلناه،ثمّ أنشد:

أعائش لو لا انّنی کنت طاویا

ثلاثا لألفيت ابن اختک هالکا

عشیّه یدعو و الرجال تحوزه

بأضعف صوت اقتلونی و مالکا

فلم یعرفوه إذ دعاهم و عمّه

خدبّ(2) عليه في العجاجه بارکا

فنجّاه منّي أکله و شبابه

و انّي شیخ لم أکن متماسکا(3)

بعث أمیر المؤمنینعليه‌السلام الأشتر واليا على الموصل و نصیبین و دارا و سنجار

____________________

(1) ق:8/36/431،ج:32/179.

(2) أي ضحم.

(3) ق:8/36/435،ج:32/192.

٣٨١

و آمد و هيت و عانات و غیرها(1) .

ما جری بین الأشتر و جریر بن عبد اللّه البجلي من التنازع،و قد تقدّم في(جرر).

شجاعته و تحریضه الناس على الجهاد(2) .

في انّهرحمه‌الله کان إذا أراد القتال أزبد(3) .

ذکر ما یعلم منه انّ أصحاب أمیر المؤمنینعليه‌السلام کانوا یحتشمون منه و کان یؤدّبهم(4) .

ذکر ما ظهر منهرحمه‌الله من الغیظ و الامتلاء لمّا رفعت المصاحف على الرماح بصفين(5) .

الأشتر و حسن أخلاقه

ما یظهر منه حسن خلق الأشتر:

تنبیه الخاطر : حکي انّ مالکا الأشتررحمه‌الله کان مجتازا بسوق و عليه قمیص خام و عمامة منه فرآه بعض السوقة فأزری بزیّه فرماه ببندقة تهاونا به فمضی و لم یلتفت فقیل له:ویلک أ تعرف لمن رميت؟فقال:لا،فقیل له:هذا مالک صاحب أمیر المؤمنینعليه‌السلام ،فارتعد الرجل و مضی اليه ليعتذر اليه و قد دخل مسجدا و هو قائم یصلى،فلمّا انفتل انکبّ الرجل على قدميه یقبلهما فقال:ما هذا الأمر؟فقال: أعتذر اليک ممّا صنعت،فقال:لا بأس عليک فو اللّه ما دخلت المسجد الاّ لأستغفرنّ لک(6) .

____________________

(1) ق:8/43/466،ج:32/358.

(2) ق:8/45/490و502و503و519،ج:32/470و515و527و609.

(3) ق:8/45/499،ج:32/513.

(4) ق:8/64/700،ج:34/146.

(5) ق:8/45/502،ج:32/533.

(6) ق:9/124/638،ج:42/157.

٣٨٢

أقول : قد ظهر من هذا الخبر انّ الأشتررضي‌الله‌عنه کان ممّن یصدق عليه قوله تعالى:( وَ عِبٰادُ الرَّحْمٰنِ الَّذينَ یَمْشُونَ عَلي الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً ) (1) و لهذا کتب أمیر المؤمنینعليه‌السلام الى أهل مصر لمّا بعث الأشتر اليهم: فقد بعثت اليکم عبدا من عباد اللّه؛ و صدق عليه ايضا معنی الشجاع في قول أمیر المؤمنینعليه‌السلام : أشجع الناس من غلب هواه.

و روي صاحب(الدرّ النظیم)في ذکر واقعة الجمل انّه تقدّم محمّد بن طلحة فأخذ الخطام فقبلة فقالت له عائشة:من أنت؟قال:أنا محمّد بن طلحة فما تأمريني یا أمّة؟قالت:آمرک أن تکون خیر بني آدم،فخرج بسیفه یدعو للبراز فخرج اليه المعکبر بن حدیر فاختلفا ضربتین فضربه محمّد بن طلحة على هامته فقتلة و عاد الى الخطام فقبلة ثمّ تقدّم فدعا للبراز فثار اليه الأشتر مسرعا کأنّه أسد حلّ من رباطه،فلمّا نظر طلحة أنّ الأشتر قد أقبل نحو ابنة دنا منه فأخذه بیده و قال:ارجع یا بنيّ عن هذا الأسد الضاري،أ ما سمعت قول اللّه(عزّ و جلّ):( وَ اتَّقُوا فتنة لاٰ تُصِیبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خاصّة ) (2) فلم یطعه و برز الى الأشتر،فلمّا غشیه الأشتر بالرمح ولى هاربا فتبعه الأشتر حتّی لحقه فطعنه في صلبه طعنه أکبة بها لوجهة و نزل اليه ليضرب عنقه فقال له محمد:أذکّرک اللّه یا مالک،فرفع عنه السیف و حمله على دابّته و وجهه الى أبيه الى عسکره فمات من یومه فرجع الأشتر الى موقفه و هو یقول:

یذکّرنی حامیم و الرمح شاجر

فهلا بلا حامیم قبل التقدّم

هتکت له بالرمح جیب قمیصه

فخرّ صریعا لليدین و للفم

على غیر شيء غیر أن ليس تابعا

عليّا و من لا یتبع الحقّ یندم

باب الفتن الحادثه بمصر و شهادة محمّد بن أبي بکر و مالک الأشتر (رضي اللّه

____________________

(1) سورة الفرقان/الآية63.

(2) سورة الأنفال/الآية25.

٣٨٣

عنهما)و فضائلهما و بعض أحوالهما و عهود أمیر المؤمنینعليه‌السلام اليهما(1) .

کلام أمیر المؤمنینعليه‌السلام في وصفه

کتاب أمیر المؤمنینعليه‌السلام الى الأشتر و کان مقیما بنصیبین یدعوه ليوليه مصر و کان ذلک بعد قتل محمّد بن أبي بکر: أمّا بعد فانّک ممّن أستظهر به على إقامة الدین و أقمع به نخوة الأثیم و أسدّ به الثغر المخوف(2) .

کتاب أمیر المؤمنینعليه‌السلام الى أهل مصر لمّا أراد أن یبعث اليهم الأشتر: بسم اللّه الرحمن الرحیم سلام عليکم فانّي أحمد اللّه اليکم الذي لا اله الاّ هو و أسأله الصلاة على محمّد و آله،و انّي قد بعثت الىکم عبدا من عباد اللّه لا ینام أيّام الخوف و لا ینکل عن الأعداء حذر الدوائر من أشدّ عبید اللّه بأسا و أکرمهم حسبا،أضرّ على الفجّار من حریق النار و أبعد الناس من دنس أو عار و هو مالک بن الحارث الأشتر لا نأبي(3) الضریبة و لا کليل الحدّ،حليم في الحذر رزین في الحرب ذو راي أصیل و صبر جمیل فاسمعوا له و أطیعوا أمرة،فإن أمرکم بالنفر فانفروا فإن أمرکم أن تقیموا فأقیموا فانّه لا یقدم و لا یحجم الاّ بأمري،فقد آثرتکم به على نفسي نصیحة لکم و شدّة شکیمة على عدوّکم عصمکم اللّه بالهدی و ثبّتکم بالتقوی و وفقنا و أيّاکم لما یحبّ و یرضي و السلام عليکم ورحمه‌الله و برکاته

ذکر شهادته

و لمّا تهيأ مالک الأشتر للرحیل الى مصر کتب عیون معاویة بالعراق اليه یرفعون خبره فعظم ذلک على معاویة و قد کان طمع في مصر فعلم انّ الأشتر إن قدمها فاتته

____________________

(1) ق:8/63/643،ج:33/533.

(2) ق:8/63/648،ج:33/552.

(3) نَبا السيف اذا لم يعمل في الضريبة.

٣٨٤

و کان أشدّ عليه من ابن أبي بکر فبعث الى دهقان من أهل الخراج بالقلزم انّ عليّا قد بعث بالأشتر الى مصر و إن کفيتنیه سوّغتک خراج ناحیتک ما بقيت فاحتل في قتلة بما قدرت عليه

شهادة الأشتر و تأسّف أمیر المؤمنینعليه‌السلام عليه

و کلام السیّد علي خان في حقّه

ثمّ جمع معاویة أهل الشام و قال لهم:انّ عليّا قد بعث بالأشتر الى مصر فهلمّوا ندعو اللّه عليه یکفينا أمرة،ثمّ دعا و دعوا معه،و خرج الأشتر حتّی أتي القلزم فاستقبلة ذلک الدهقان فسلّم عليه و قال:أنا رجل من أهل الخراج و لک و لأصحابک عليّ حقّ في ارتفاع أرضي فانزل عليّ أقم بأمرک و أمر أصحابک و علف دوابّکم و احتسب بذلک لي من الخراج،فنزل عليه الأشتر فأقام له و لأصحابة بما احتاجوا اليه و حمل اليه طعاما ما دسّ في جملته عسلا فجعل فيه سمّا فلمّا شربه الأشتر قتلة و مات،و بلغ معاویة خبره فجمع أهل الشام و قال لهم:أبشروا فان اللّه قد أجاب دعاکم و کفاکم الأشتر و أماته فسرّوا بذلک و استبشروا به،و لمّا بلغ أمیر المؤمنینعليه‌السلام وفاة الأشتر: جعل یتلهّف و یتأسّف عليه و یقول:للّه درّ مالک لو کان من جبل لکان أعظم أرکانه و لو کان من حجر کان صلدا،أما و اللّه ليهدنّ موتک عالما فعلي مثلک فلتبک البواکی،ثمّ قال:إنّا للّه و انّا اليه راجعون و الحمد للّه ربّ العالمین،اللّهم انّي أحتسبه عندک فانّ موته من مصائب الدهر فرحم اللّه مالکا فقد وفي بعهده و قضي نحبه و لقي ربّه مع إنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر بعد مصابنا برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانّها من أعظم المصیبة(1) .

و في رواية أخری: قیل لهعليه‌السلام :لشدّ ما جزعت عليه!قال:أما و اللّه هلاکه قد أعزّ

____________________

(1) ق:8/63/648،ج:33/554.

٣٨٥

أهل المغرب و أذلّ أهل المشرق،قال:و بکی عليه أيّاما و حزن عليه حزنا شدیدا و قال:لا أری مثله بعده أبدا(1) .

و عن جماعة من أشیاخ النخع قالوا: دخلنا على أمیر المؤمنینعليه‌السلام حین بلغة موت الأشتر فوجدناه یتلهّف و یتأسّف عليه ثمّ قال:للّه درّ مالک و ما مالک!لو کان من جبل لکان فندا و لو کان من حجر لکان صلدا،أما و اللّه ليهدّنّ موتک عالما و ليفرحنّ عالما،على مثل مالک فلتبک البواکی و هل مرجوّ کمالک و هل موجود کمالک!قال علقمة بن قیس النخعيّ:فما زال عليّعليه‌السلام یتلهّف و یتأسّف حتّی ظننّا انّه المصاب به دوننا و عرف ذلک في وجهة أيّاما(2) .

کیفية شهادته بالسمّ بخدعه نافع مولي عثمان بالقلزم و هو من مصر علي ليلة(3) .

روي انّه لمّا قتل الأشتررضي‌الله‌عنه کان لمعاویة عین بمصر فکتب اليه بهلاک الأشتر فقام معاویة خطیبا في أصحابة فقال:انّ عليا کان له یمینان قطعت إحداهما بصفين؛ یعني عمّارا؛و الأخری اليوم،انّ الأشتر مرّ بابله متوجّها الى مصر فصحبة نافع مولي عثمان فخدمة و ألطفه حتّی أعجبه و اطمأنّ اليه فلمّا نزل القلزم حاضر له شربه من عسل بسمّ فسقاها له فمات،ألا و انّ للّه جنودا من عسل(4) .

کتاب عهد الأشتر و هو أطول عهد کتبه أمیر المؤمنینعليه‌السلام و أجمعة للمحاسن(5) .

و في آخر العهد قالعليه‌السلام : و أنا اسأل اللّه تعالى بسعة رحمته و عظیم قدرته على إعطاء کلّ رغبة أن یوفّقنی و أيّاک لما فيه رضاه،الى قوله:و أن یختم لي و لک بالسعادة و الشهادة انّا اليه راغبون و السلام على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم کثیرا و سلّم

____________________

(1) ق:8/63/658،ج:33/592.

(2) ق:8/63/649،ج:33/556.

(3) ق:8/63/648و657،ج:33/554و590.

(4) ق:8/63/658،ج:33/591.

(5) ق:8/63/660،ج:33/599. ق:17/10/68،ج:77/240.

٣٨٦

تسليما(1) .

أقول : کانت شهادتهرحمه‌الله سنة(38)؛قال السیّد علي خان في(أنوار الربیع)في صنعة القسم:و من الغايات في ذلک قول مالک الأشتررحمه‌الله :

بقيت وفري(2) و انحرفت عن العلى

و لقيت أضیافي بوجه عبوس

إن لم أشنّ(3) على ابن هند غارة

لم تخل یوما من نهاب(4) نفوس

خیلا کأمثال السّعالى(5) شزّبا(6)

تغدوا ببیض(7) في الکریهة شوس(8)

حمی الحدید عليهم فکأنّه

و مضان برق أو شعاع شموس

فتضمّن هذا الشعر الوعید بالقسم بما فيه الفخر العظیم من الجود و الکرم و الشرف و السؤدد و البسالة و الشجاعة،و هذا الرجل کان من أمراء أمیر المؤمنین عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام شدید الشوکة على من خالف أمرة،و یعني بابن هند معاویة بن أبي سفيان و لعمري لقد برّ قسمه في صفين و أبلي بلاء لم یبله غیره،قال بعضهم: لقد رايت الأشتر في یوم من أيّام صفين مقتحما للحرب و في یده صفيحه یمآنیة کأنّها البرق الخاطف إذا هو نکسها کادت تسیل من کفّه و هو یضرب بها قدما کأنّه طالب ملک،قال ابن أبي الحدید:للّه أمّ قامت عن الأشتر،لو ان إنسانا یقسم ان اللّه تعالى ما خلق في العرب و لا في العجم أشجع منه الاّ أستاده عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام لما خشیت عليه الإثم،و للّه درّ القائل و قد سئل عن الأشتر:ما أقول في رجل هزمت حیاته أهل الشام و هزم موته أهل العراق،و بحقّ ما قال فيه أمیر المؤمنینعليه‌السلام : کان

____________________

(1) ق:17/10/74،ج:77/265.

(2) الوَفْرُ من المال و المتاع: الكثير الواسع.

(3) شنّ الغارّة: صبّها وبثّها و فرّقها من كلّ وجه.

(4) نهاب ككتاب جمع نهب أي الغنيمة و ما يُ ستلب عند الغارة.

(5) سعالى جمع سعلاة أي الغول.

(6) شزّباً أي ضعاف هزال، و الخيل الشوازب أي المضمرات.

(7) البيض جمع أبيض و هي السيوف.

(8) الشوس: الطوال، جمع أشوس.

٣٨٧

الأشتر لي کما کنت لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انتهى. و قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : و ليت فيکم مثله اثنان،بل ليت فيکم مثله واحد(1) یری في عدوي مثل راية(2) .

الإرشاد : في انّ الأشتر و أبا دجانة و المقداد یخرجون مع القائمعليه‌السلام و یکونون بین یديه أنصارا و حکّاما(3) .

قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام للأشتر: یا مالک احفظ عنّي هذا الکلام و عِهْ،یا مالک بخس مروّته من ضعف یقینه و أزری بنفسه من استشعر الطمع و رضي بالذلّ من کشف عن ضرّة...الخ(4) .

إبراهيم بن الأشتر

بیعة إبراهيم بن مالک الأشتر للمختار لأخذ الثار(5) .

محاربة ابن الأشتر مع عسکر الشام و قتل ابن زیاد و قتل أعیان الشام مثل الحصین بن نمیر و شراحیل بن ذي الکلاع و ابن حوشب و غالب الباهلي و غیر هؤلاء و مدح عبد اللّه بن الزبیر الأسدي لابن الأشتر بقوله:

اللّه أعطاک المهابه و التّقی

و أحلّ بیتک في العديد الأکثر

الأبيات(6) .أقول : قتل إبراهيم بن الأشتر سنة اثنتین و سبعین في محاربته مع عسکر عبد الملک في مسکن بعد أن أبلى و نکی فيهم،قال المسعودي:و أتي عبد

____________________

(1) يأتي في أحوال عمرو بن الحمق الخزاعي الذي كان من حواري أمير المؤمنين عليه‌السلام و مشهوراً بالجلالة و الفضل بل قيل في حقّه انّه كان من أمير المؤمنين عليه‌السلام بمنزلة سلمان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: ليت انّ في جندي مائة مثلك، ولكن في الأشتر يقول: ليت فيكم مثله واحد، فتأمّل في ذلك ليدلّك على مرتبة رفيعة و جلالة عظيمة للأشتر رضوان الله عليه.(منه مدّ ظلّه).

(2) ق:8/45/505،ج:32/547. ق:8/54/593،ج:33/310.

(3) ق:13/35/223،ج:53/91.

(4) ق:17/16/127،ج:78/37.

(5) ق:10/49/287،ج:45/367.

(6) ق:10/49/292،ج:45/382.

٣٨٨

الملک بجسد إبراهيم فألقي بین یديه فأخذه مولى الحصین بن نمیر و أخذ حطبا و أحرقه بالنار،انتهى.و مسکن-بکسر الکاف و فتحه کما في(المراصد)-موضع من أوانا علي نهر دجیل عند دیر الجابليق(1) به کانت الواقعة بین عبد الملک بن مروان و مصعب بن الزبیر و قتل به مصعب و قبره هناک،و قال:أوانا بالفتح و النون بليده من دجیل کثیرة البسأتين بینها و بین بغداد عشرة فراسخ.

أقول : و ینتهي الى مالک الأشتر نسب جماعة من أهل العلم،منهم اسکندر بن دربیس الخرقاني الصالح الورع الثقة،ذکره الشیخ منتجب الدین و یحکي انّه قد راي القائمعليه‌السلام کرّات،و منهم الأمیر الزاهد الفقیه ورّام بن أبي فراس جدّ السیّد ابن طاووس من طرف أمّة،و منهم الشیخ الأجل الأفقه شیخ الفقهاء الشیخ جعفر النجفي صاحب(کشف الغطاء)رضوان اللّه عليهم أجمعين.

شتم:

الشتم

منع أمیر المؤمنینعليه‌السلام حجر بن عدي و عمرو بن الحمق عن شتم أهل الشام و إظهار البراءة منهم لما أظهر البراءة من أهل الشام و قوله لهما: کرهت لکم أن تکونوا لعّانین شتّامین تشتمون و تبرأون،و لکن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم: من سیرتهم کذا و کذا و من أعمالهم کذا و کذا کان أصوب في القول و أبلغ في العذر و قلتم مکان لعنکم أيّاهم و برائتکم منهم:اللّهم احقن دماءهم و دماءنا و أصلح ذات بینهم و بیننا و اهدهم من ضلالتهم حتّی یعرف الحقّ منهم من جهله و یرعوي من الغيّ و العدوان منهم من لجّ به لکان أحبّ الى و خیرا لکم.

فقالا:یا أمیر المؤمنین نقبل عظتک و نتأدّب بأدبک(2) .

____________________

(1) دير الجابليق: دير قديم البناء من طسوج، مسكن: من نواحي دجيل على غريبه، و قتل مصعب بقربه و قبره ظاهر عليه مشهد وقبة يقصد لزيارته، كذا في المراصد.(منه مدّ ظلّه).

(2) ق:8/44/475،ج:32/399.

٣٨٩

شتا:

صفات الشیعة :قال الصادقعليه‌السلام : الشتاء ربیع المؤمن یطول فيه ليلة فيستعین به على قیامه(1) .

____________________

(1) ق:كتاب الايمان/14/80،ج:67/304.

٣٩٠

باب الشین بعده الجیم

شجر:

في الأشجار

باب فيه أحوال الأشجار و ما یتعلق بها(1) .

ذکر الحکمة المودعة في الأشجار في توحيد المفضّل(2) .

علل الشرايع :الباقریعليه‌السلام : و انّ للّه(عزّ و جلّ)ملائکة وکّلهم بنبات الأرض من الشجر و النخل،فليس من شجرة و لا نخلة الاّ و معها من اللّه(عزّ و جلّ)ملک یحفظها و ما کان فيها، الى أن قال: و لذلک یکون الشجر و النخل انسا إذا کان فيه حمله لأنّ الملائکة تحضره(3) .

حدیث طویل في أغصان شجرة طوبی و شجرة الزقّوم و ما یصیر سببا للتمسّک بأغصان الشجرتین(4) .

في انّ السخاء شجرة من أشجار الجنة و البخل شجرة من أشجار النار(5) .

علل الشرايع :النبويّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال حبیبي جبرئیل:انّ مثل هذا الدین کمثل شجرة ثابتة:الايمان أصلها،و الصلاة عروقها،و الزکاة ماؤها،و الصوم سعفها،و حسن

____________________

(1) ق:14/137/835،ج:66/114.

(2) ق:2/4/41،ج:3/130.

(3) ق:2/14/98،ج:3/317. ق:6/33/387،ج:18/366.

(4) ق:3/57/339،ج:8/166.

(5) ق:3/57/340،ج:8/171.

٣٩١

الخلق ورقةا،و الکفّ عن المحارم ثمرةا،فلا تکمل شجرة الاّ بالثمر کذلک الايمان لا یکمل الاّ بالکفّ عن المحارم(1) .

الشجرة الطیّبة

باب أنّهمعليهم‌السلام الشجرة الطیبة في القرآن و أعداءهم الشجرة الخبیثة(2) .

في انّ: النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصل الشجرة الطیّبة و عليّعليه‌السلام فرعها و فاطمةعليها‌السلام غصنها و أولادهاعليهم‌السلام ثمرتها و شیعتهم ورقها،و انّ المؤمن من شیعتهم یموت فتسقط من الشجرة ورقة و انّه ليولد فتورق الشجرة ورقة(3) .

في انّ الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أمیّة(4) .

تفسیر العیّاشيّ :عن عليّ بن سعید قال: کنت بمکّة فقدم علينا معروف بن خرّبوذ فقال:قال لي أبو عبد اللّهعليه‌السلام انّ عليّاعليه‌السلام قال لعمر:یا أبا حفص أخبرک بما نزل في بني أمیّة؟قال:بلى،قال:فانّه نزل فيهم:( وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (5) ، فغضب عمر و قال:کذبت،بنو أمیّة خیر منک و أوصل للرحم(6) .

في بیان الشجرة المنهية(7) .

____________________

(1) ق:كتاب الايمان/27/208،ج:68/380.

(2) ق:7/44/119،ج:24/136.

(3) ق:7/44/119،ج:24/138. ق:7/107/334،ج:26/250. ق:9/50/180،ج:37/38. ق:كتاب الايمان/15/109و113،ج:68/26و42.

(4) ق:8/32/377-559،ج:-.

(5) سورة الاسراء/الآية60.

(6) ق:8/32/380،ج:-.

(7) ق:5/7/44و51،ج:11/164و189. ق:7/108/339،ج:26/273.

٣٩٢

إطاعة الأشجار لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (1) .

الإشارة الى ذلک في الخطبة القاصعة(2) .

إطاعة الشجر لموسی بن جعفرعليهما‌السلام (3) .

باب عبادة الأصنام و الأشجار(4) .

ابن الشجري

أقول : ابن الشجري هو أبو السعادات هبه اللّه بن عليّ بن محمّد الحسني البغدادي،کانرحمه‌الله من أکابر علمائنا الإمامية و مشايخهم و من أئمة النحو و اللغة و أشعار العرب و أيّامها،و کان نقیب الطالبیّین ببغداد و هو صاحب الحماسة کحماسة أبي تمام و شرح لمع ابن جنّي و کتاب الأمالي الذي ألّفه في أربعة و ثمانين مجلسا و غیر ذلک،أقواله منقولة في کتب العلوم العربية و الأدبیّة کمغني اللبیب و غیره،قال تلمیذه أبو البرکات عبد الرحمن بن محمّد الأنباري في کتاب(نزهة الألبّاء في طبقات الأدباء)في ترجمته ما هذا لفظه:کان فرید عصره و وحيد دهره في علم النحو،و کان تامّ المعرفة باللغة،أخذ عن أبي المعمّر یحیى بن طباطبا العلوي،و کان فصیحا حلو الکلام حسن البیان و الافهام،و کان نقیب الطالبیین بالکرخ نیابة عن الطاهر،و کان وقورا في مجلسة ذا سمت حسن لا یکاد یتکلّم في مجلسه بکلمة الاّ و یتضمّن أدب نفس أو آداب درس،و لقد اختصم اليه یوما رجلان من العلويّین فجعل أحدهما یشکو و یقول عن الآخر انّه قال في کذا و کذا، فقال له الشریف:یا بنيّ احتمل فانّ الاحتمال قبر المعايب،و هذه کلمة حسنة نافعة

____________________

(1) ق:6/20/284،ج:17/364.

(2) ق:6/20/290،ج:17/389.

(3) ق:11/38/264،ج:48/52.

(4) ق:2/7/77،ج:3/244.

٣٩٣

فانّ کثیرا من الناس تکون لهم عیوب فيغضّون عن عیوب الناس و یسکتون عنها فتذهب عیوب لهم کانت فيهم،و کثیر من الناس یتعرّضون لعیوب الناس فيصیر لهم عیوب لم تکن فيهم(1) .

و کان الشریف ابن الشجري أنحی من راينا من علماء العربية و آخر من شاةدنا من حذّاقهم و أکأبرةم،توفي سنة(542)اثنین و أربعين و خمسمائة في خلافة المقتفي،و عنه أخذت علم العربية و أخبرني انّه أخذه عن ابن طباطبا و أخذه ابن طباطبا عن عليّ بن عیسی الربعي.

أقول : ثمّ ذکر سنده الى أمیر المؤمنینعليه‌السلام ،ملخّصه انّه أخذه الربعي عن أبي علي الفارسيّ،و هو عن أبي بکر بن السرّاج،و هو عن المبرّد،و المبرّد عن المأزني و الجرمي،و هما عن الأخفش عن سیبویه عن الخليل عن عیسی بن عمر عن ابن أبي إسحاق عن میمون الأقرن عن عنبسة الفيل عن أبي الأسود الدؤلي عن أمیر المؤمنینعليه‌السلام .

أقول : و دفن في داره بکرخ بغداد،و لمّا حجّ الزمخشري جاء الى ابن الشجري و سلّم عليه و وقع بینهما کلام في مدح کلّ واحد منهما الآخر،یروي عنه القطب الروانديُ و هو عن الشیخ جعفر الدوریستي.

باب الحقد و البغضاء و التشاجر(2) .

أمالي الطوسيّ :عن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي عن الباقرعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من کثر همّه سقم بدنه،و من ساء خلقه عذّب نفسه، و من لاحی الرجال سقطت مروّته و ذهبت کرامته، ثمّ قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لم یزل جبرئیل ینهاني عن ملاحاه الرجال کما ینهاني عن شرب الخمر و عبادة الأوثان(3) .

____________________

(1) هذا مضمون رواية وردت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

(2) ق:كتاب العشرة/64/174،ج:75/209.

(3) ق:كتاب العشرة/64/175،ج:75/210.

٣٩٤

تفسیر قوله تعالى:( فَلاٰ وَ رَبِّکَ لاٰ یُؤْمِنُونَ حَتّٰی یُحَکِّمُوکَ فيمٰا شَجَرَ بینةمْ ) (1) .(2)

شجع:

معنی الشجاعة

قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : أشجع الناس من غلب هواه(3) .

کلام الشیخ المفيدرحمه‌الله في معنی الشجاعة و نفيها عن أخي تیم(4) .

ما یعلم منه شجاعة إبراهيم الخليلعليه‌السلام في کسر الأصنام فانّ مقاومة الرجل الواحد ألوفا من أعداء اللّه تمام الشجاعة(5) .

شجاعة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (6) .أقول : و قد أشرنا اليها في(خلق).

شجاعة أمیر المؤمنینعليه‌السلام

باب مهابة أمیر المؤمنینعليه‌السلام و شجاعته(7) .

أقول :قال صاحب(الدرّ النظیم)في ذکر وقعة الجمل بعد قتل مسلم المجاشعي الذي أخذ القرآن من أمیر المؤمنینعليه‌السلام و دعا الناس الى ما في القرآن ما هذا لفظه:

ثمّ انّ عليّاعليه‌السلام لمّا راي القوم قد حادّوه القتال و صمدوا للحرب بعث الى محمّد بن الحنفية و کانت الراية بیده أن اقدم یابن خولة و اقتحم على القوم،قال:نعم،فأرسل اليه ثانية أن اقحم یابن خولة،قال:نعم،و کان بازاء محمّد قوم من الرماة فرموه و حادوه فتأخّر محمّد و قال لأصحابة:ان القوم قد رموکم فجرحوکم و انّهم یبدّدون

____________________

(1) سورة النساء/الآية65.

(2) ق:6/67/675،ج:22/19.

(3) ق:كتاب الأخلاق/9/43،ج:70/76.

(4) ق:4/30/194،ج:10/436.

(5) ق:5/22/130،ج:12/67.

(6) ق:6/9/151،ج:16/232.

(7) ق:9/105/521،ج:41/59.

٣٩٥

نبلهم في رشق آخر ثمّ احملوا عليهم فبعث عليّعليه‌السلام اليه ثالثة فقال له:یابن خولة أقحم لا أمّ لک،قال:نعم،فلمّا أبطأ عليه تحوّلعليه‌السلام من بغلته الى فرسه و سلّ سیفه و رکض نحوه فأتاه من خلفه فوضع یده اليسرى على منکبه الايمن ثمّ رفعه حتّی أشاله من سرجه و قال:لا أمّ لک،قال محمد:و الذي لا اله إلاّ هو ما ذکرت ذلک منه قطّ الاّ کانّي أجد ریح نفسه؛فأخذ الراية من یدي ثمّ حمل على القوم و ذلک عند زوال الشمس من یوم الأحد،فأنشأ و هو یطعنهم:

اطعن بها طعن أبيک تحمد

لا خیر في الحرب إذا لم توقد

بالمشرفي و القنا المسدّد

و الضرب بالخطّيّ و المهنّد

ثمّ حمل عليهم حتّی توسّطهم و غاص فيهم فاقتتل الناس قتالا شدیدا ثمّ خرج من ناحیه القوم و قد انحنی سیفه فأقامه برکبته و اجتمع حوله أصحابة فقالوا:نحن نکفيک یا أمیر المؤمنین،فما یجیب أحدا منّا و انّه لطامح ببصرة نحوهم،ثمّ حمل الثانية حتّی توسّطهم و غاب فيهم فسمعنا له تکبیرة بعد حین و له همهمه کزئیر الأسد.

قلت : و لقد أجاد الشیخ حسین بن شهاب الدین العاملي في وصفةعليه‌السلام بقوله:

فخاض أمیر المؤمنین بسیفه

لظاها و أملاک السماء له جند

و صاح عليهم صیحه هاشمیّةً

تکاد لها شمّ الشّوامخ تنهدّ

غمام من الأعناق تهطل بالدّما

و من سیفه برق و من صوته رعد

وصيّ رسول اللّه وارث علمه

و من کان في خمّ له الحلّ و العقد

لقد ضلّ من قاسی الوصيّ بضدّه

فذو العرش یأبي أن یکون له ندّ

ثمّ تکشّف الناس عنه و انقشعوا حوله فوصلنا اليه و انّه لواقف قد أزبد کالجمل الهايج و الأسد الحامي و قد وقعت الرؤوس و الجیف حوله اعکاما(1) فقلنا:یا أمیر

____________________

(1) العِكم بالكسر،و بالفارسية پشتوار،و الجمع أعكام،و يفسره الشيخ الأزري بقوله:

ملأ الأرض بالزلازل حتى

زاد من أرؤس الكماة رُباها

(منه مدّ ظلّه العالي)

٣٩٦

المؤمنین نحن نکفيک،فقال:و اللّه ما أرید بما ترون الاّ وجه اللّه و الدار الآخرة،ثمّ انصرف و أعطى محمّداً الراية و قال:هکذا فاصنع یابن خولة.

أقول : و إن شئت أزید من هذا فانظر الى ما ظهر من شجاعته في صفين سیّما في ليلة الهریر،

قال الراوي: ما سمعنا برئیس قوم منذ خلق اللّه السماوات و الأرض أصاب بیده في یوم واحد ما أصاب،انّه قتل فيما ذکر العادّون زیادة على خمسمائة من أعلام العرب یخرج بسیفه منحنیا فيقول:معذرة الى اللّه و اليکم من هذا،لقد هممت أن أفْلِقَهُ و لکن یحجزني عنه انّي سمعت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم یقول:(لا سیف الاّ ذو الفقار و لا فتی الا علي)و أنا أقاتل به دونه،قال:فکنّا نأخذه و نقوّمه ثمّ یتناوله من ايدينا فيتقحّم به عرض الصفّ فلا و اللّه ما ليث بأشدّ نکاية منهعليه‌السلام في عدوّه(1) .

أقول : و یعجبني أن أتمثل في هذا المقام بهذه الأشعار لمادح أهل البیتعليهم‌السلام الشیخ الأزري و تسمیطها للشیخ جابر(رحمهما اللّه تعالى):

میّت الغیّ بأسه أفناه

و الهدی الحیّ سیفه أحیاه

کم عرین وری ببرق شباه

أسد اللّه ما رأت مقلتاه

نار حرب تشبّ الاّ اصطلاها

ذو سنان و صارم یوم معضل

ذا یخیط الکلي و هذا یفصّل

و الى رمحه انتهت نهشه الصل(2)

و إذا ما انتهت قبائل حیّ ال

موت کانت أسیافه اباها

أسد إن راي الهياج تبختر

و إذا الرعب لجلج الأسد زمجر

و ذراها ذرو الهشیم بصرصر

من تری مثله إذا صرّت الحر

بُ و دارت علي الکماة رحاها

تفسیر القمّيّ :قال معاویة:سمعت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم یقول: و اللّه یا عليّ لو بارزک

____________________

(1) ق:8/45/503،ج:32/529.

(2) الصل:حيّة شديدة الفساد،من نهشته مات في الحال،و تقدم في (حيا) وصفها.(منه مدّ ظلّه).

٣٩٧

أهل الشرق و الغرب لقتلتهم أجمعين(1) .

و قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : لو تظاهرت العرب علي قتالي لما وليت عنها و لو أمکنت الفرصة من رقابها لسارعت اليها؛و قال معاویة یوم صفين:أرید منکم و اللّه أن تشجروه بالرماح فتریح العباد و البلاد منه،قال مروان:و اللّه لقد ثقلنا عليک یا معاویة إذ کنت تأمرنا بقتل حیّه الوادي(2) و الأسد العادي،و نهض مغضبا فأنشأ الوليد بن عقبة أشعارا في ذلک منها:

أ تامرنا بحیّة بطن وادٍ

یناح(3) لنا به أسد مهيب

کأنّ الخلق لمّا عاينوه

خلال النّقع ليس لهم رقاب

فقال عمرو:و اللّه ما یعیّر أحد بفراره من عليّ بن أبي طالب

و لمّا نعي بقتل أمیر المؤمنینعليه‌السلام دخل(4) عمرو بن العاص على معاویة مبشّرا فقال:انّ الأسد المفترش ذراعیه بالعراق لاقی شعوبه فقال معاویة:

قل للأرانب تربع حیثما سلکت

و للظّباء بلا خوف و لا حذر(5)

أقول :و تقدّم في(حنن)في ذکر حنین و هو غزوة فرّ فيها الأصحاب و ثبت أمیر المؤمنینعليه‌السلام في نفر من بني هاشم انّه ضرب أربعين مبارزا کلّهم یقدّه قدّا حتّی أنفه و ذکره،و کانت ضرباته مبتکرة،و یأتي في (هرر)أنّ قتلاه في ليلة الهریر کان خمسمائة و ثلاثا و عشرین و انّهم عرفوا بالنهار بأنّ ضرباتهعليه‌السلام کانت علي وتیرة واحدة،إن ضرب طولا قدّ أو عرضا قطّ،و کانت کأنها مکواة بالنار.و روي: انّهعليه‌السلام

____________________

(1) ق:8/52/573،ج:33/233.

(2) و يقرب من ذلك ق:8/48/85،ج:- في قول بعض لأبي بكر لمّا اراد أن يرسل جماعة لقتل عليّ عليه‌السلام في واقعة أشجع الثقفي:أتعلم الى من توجّهنا؟ إنّك توجّهنا الى الجزّار الأعظم الذي يختطف الأرواح بسيفه خطفاً،و الله أنّ لقاء ملك الموت أسهل علينا من لقاء علي بن أبي طالب.

(3) ناح الذئب: عوى.(القاموس).

(4) لعل هيهنا اضمار أي قول عمرو أو كتابه أو نحو ذلك،فقد كان عمرو بن العاص عند قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام بمصر.(منه مدّ ظلّه).

(5) ق:9/105/523،ج:41/68و69.

٣٩٨

ضرب مرحب الکافر یوم خیبر على رأسه فقطع العمامة و الخوذة و الرأس و الحلق و ما عليه من الجوشن من قدّام و خلف الى أن قدّه بنصفين،ثمّ حمل على سبعین فارسا فبدّدهم و تحیّر الفریقان من فعله،و في أحد قطع صواب بنصفين و بقيت رجلاه و عجزه و فخذاه قأئمة علي الأرض ینظر اليه المسلمون و یضحکون منه،و تقدّم في(ذلل)شعر السیّد الحمیري في وصف محاربته.

نقل شیخنا البهائيرحمه‌الله عن الصفدي انّه قال:حکي انّ عمر بن الخظّاب سأل عمرو بن معدي کرب أن یریه سیفه المشهور بالصمصامه فأحضره عمرو له فانتضاه عمر و ضرب به فما حاک(1) فطرحه من یده و قال:ما هذا اذ سلّ بشيء،فقال له عمرو:یا أمیر المؤمنین أنت طلبت منّي السّیف و لم تطلب منّي السّاعد الذي یضرب به(2) ،فعاتبه و قیل انّه ضربه،و قال،اي الصفدي،في ذيله:ذکر المؤرّخون: انّ عليّاعليه‌السلام قتل من الخوارج یوم النهروان ألفي نفس و کان یدخل فيضرب بسیفه حتّی ینثنی و یخرج و یقول:لا تلوموني و لوموا هذا،و یقوّمه بعد ذلک؛

و من ضربات عليّعليه‌السلام المشهورة: ضربته مرحبا فانّه ضربه علي البیضة ضربة فقدّها و قدّه نصفين،و قال ايضا: فضربعليه‌السلام عمرو بن عبد ودّ العأمري و کان جبّارا عتلاّ عنیدا من الرجال فقطع فخذه من أصلها و نزل عمرو فأخذ فخذ نفسه فضرب بها عليّا فتواری عنها فوقعت في قوائم بعیر فکسرتها، انتهى.

و لنکتف في هذا المقام بأبيات من القصیدة الأزریة،قال و للّه درّه:

أشعار الأزري في شجاعة أمیر المؤمنینعليه‌السلام

ظهرت منه في الوری سطوات

ما أتي القوم کلّهم ما أتاها

یوم غصّت بجیش عمرو بن ود

لهوات الفلا و ضاق فضاها

____________________

(1) حاك:رسخ.

(2)

وعادةُ السيف أنْ يزهو بجوهرهِ

و ليس يعمل الّا في يدي بطلِ

٣٩٩

و تخطّی الى المدینة فردا

لا یهاب العدي و لا یخشاها

فدعاهم و هم ألوف و لکن

ینظرون الذي یشبّ لظاها

اين أنتم من قسور عأمري

تتّقی الأسد بأسه في شراها

اين من نفسه تتوق الى الجنّات

أو یورد الجحیم عداها

فابتدی المصطفى یحدّث عمّا

یؤجر الصابرون في أخراها

قائلا:إنّ للجليل جنانا

ليس غیر المجاهدین یراها

من لعمرو و قد ضمنت على

اللّه له من جنانه أعلاها

فالتووا عن جوابه کسوام

لا تراها مجیبة من دعاها

و إذا هم بفارس قرشيّ

ترجف الأرض خیفة أن یطاها

قائلا ما لها سواي کفيل

هذه ذمّة عليّ وفاها

و مشى یطلب البراز کما تمشي

خماص الحشی الى مرعاها

فانتضی مشرفية فتلقى

ساق عمرو بضربة فبراها

و الى الحشر رنّة السیف منه

یملأ الخافقین رجع صداها

یا لها ضربة حوت مکرمات

لم یزن ثقل أجرها ثقلاها

هذه من علاه إحدی المعالي

و علي هذه فقس ما سوأها

شجاعة الحسینعليه‌السلام و إباؤه للضیم

شجاعة الحسینعليه‌السلام کشجاعة أبيه أظهر من أن یذکر.

المناقب : و من شجاعته انّه کان بینة و بین الوليد بن عقبة منازعة في ضیعة،فتناول الحسینعليه‌السلام عمامة الوليد عن رأسه و شدّةا في عنقه و هو یومئذ وال علي المدینة...الخ.

و قیل له یوم الطفّ: إنزل على حکم بني عمّک،قال:لا و اللّه لا أعطينّکم بیدي

٤٠٠