سفینة البحار الجزء ٤

سفینة البحار0%

سفینة البحار مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

سفینة البحار

مؤلف: الشيخ عباس القمي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 44667
تحميل: 3860


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44667 / تحميل: 3860
الحجم الحجم الحجم
سفینة البحار

سفینة البحار الجزء 4

مؤلف:
العربية

بالسیف ثمّ صلب ثمّ رجم ثمّ أحرق بدمشق في دولة بیدمر و سلطنه برقوق بفتوی القاضي برهان الدین المالکي و عباد بن جماعة الشافعي بعد ما حبس سنة کاملة في قلعة الشام،و في مدّة الحبس ألّف اللمعة الدمشقیة في سبعة أيّام و ما کان یحضره من کتب الفقه غیر المختصر النافع،قدّس اللّه روحه.

و کان سبب حبسه و قتلة کما في(کامل الزیارة)انّه وشی به رجل من أعدائه و کتب محضرا یشتمل على مقالات شنیعة عند العأمّة من مقالات الشیعة و غیرهم و شهد بذلک جماعة کثیرة و کتبوا عليه شهاداتهم و ثبت ذلک عند قاضي صیدا ثمّ أتوا به الى قاضي الشام فحبس سنة،ثمّ أفتی الشافعي بتوبته و المالکي بقتلة فتوقّف في التوبة خوفا من أن یثبت عليه الذنب و أنکر ما نسبوه اليه للتقیّة،فقالوا:قد ثبت ذلک عليک و حکم القاضي لا ینقض و الإنکار لا یفيد،فغلب راي المالکي لکثرة المتعصبین عليه،فقتل ثمّ صلب و رجم ثمّ أحرق(قدّس اللّه روحه)،سمعنا ذلک من بعض المشايخ و رايناه بخطّ بعضهم،و ذکر أنّه وجده بخطّ المقداد تلمیذ الشهيدرحمه‌الله انتهى.

و ذکر ذلک شیخنا في(المستدرک)بنحو أبسط و في آخره:فقام المالکی و توضّأ و صلى رکعتین ثمّ قال:حکمت باهراق دمک،فألبسوه اللباس و فعل به ما قلناه من القتل و الصلب و الرجم و الاحراق،و اعلم انّهرحمه‌الله أوّل من لقّب بالشهيد و أوّل من هذّب کتاب الفقه عن نقل أقاویل المخالفين و ذکر آرائهم،و قد أکمل اللّه تعالى له النعمة و جعل العلم و الفضل و التقوی فيه و في ولده و أهل بیته، أمّا زوجته أمّ علي فقد کانت فاضلة فقیهة عابدة و کان الشهيدرحمه‌الله یثني عليها و یأمر النساء بالرجوع اليها،و أمّا ولده فمن الذکور الشیخ رضي الدین أبو طالب محمّد و الشیخ ضیاء الدین أبو القاسم علي و کانا من الفقهاء الأجلاّء و الشیخ جمال الدین أبو منصور الحسن فاضل محقق فقیه،و من الاناث أمّ الحسن فاطمة المدعوة بستّ

٥٢١

المشايخ،قال في(الأمل)انّها کانت عالمة فاضلة فقیهة صالحة عابدة،سمعت من المشايخ مدحها و الثناء عليها،تروي عن أبيها و عن ابن معية شیخ والدها إجازة، و کان أبوها یثني عليها و یأمر النساء بالإقتداء بها و الرجوع اليها في أحکام الحیض و الصلاة و نحوها،انتهى.

ستّ المشايخ و کثرة عنايتها بالفقه و الحدیث

أقول : و رايت صورة وثیقتها التي کتبت لأخویها أحببت ذکرها هنا ليعلم مرتبتها و جلالتها،قالت بعد الخطبة:أمّا بعد فقد و هبت الستّ فاطمة أمّ الحسن أخویها الشیخ أبا طالب محمّد و أبا القاسم عليّا سلالة السعید الأکرم و الفقیه الأعظم عمدة الفخر و فرید الدهر عین الزمان و وحيده محیي مراسم الأئمة الطاهرین سلام اللّه عليهم أجمعين مولانا شمس الملّة و الحقّ و الدین محمّد بن أحمد بن حامد بن مکّي قدّس اللّه سرّه المنتسب لسعد بن معاذ أمّا قدّس اللّه أرواحهم جمیع ما یخصّها من ترکه أبيها في جزین و غیرها هبة شرعیة ابتغاء لوجه اللّه تعالى و رجاء لثوابه الجزیل و قد عوّضا عليها کتاب التهذيب للشیخرحمه‌الله و کتاب المصباح له و کتاب من لا یحضره الفقیه و کتاب الذکری لأبيهارحمه‌الله و القرآن المعروف بهدیة عليّ بن المؤیّد،و قد تصرّف کلّ منهم و اللّه الشاهد عليهم و ذلک في اليوم الثالث من شهر رمضان العظیم قدرة الذي هو من شهور سنة(823)ثلاث و عشرین و ثمانمائة و اللّه علي ما نقول وکیل،و شهد بذلک خالهم المقدم علوان بن أحمد بن یاسر و شهد الشیخ عليّ بن الحسین بن الصايغ و شهد بذلک الشیخ فاضل بن مصطفى البعلبکي، انتهى؛فانظر الى ايثارها و کمال تعلّقها بکتب الفقه و الحدیث(رضي‌الله‌عنها).

الشیخ خیر الدین من أحفاد الشهيد

و من أحفاد الشهيد الشیخ خیر الدین بن عبد الرزاق بن مکّي بن عبد الرزاق بن

٥٢٢

ضیاء الدین عليّ بن الشهيد،فعن(ریاض العلماء)قال:هو من أجلّة أحفاد شیخنا الشهيد،فاضل عالم فقیه متکلم محقق مدقق جامع للعلوم العقلية و النقلية و الأدبیة و الریاضیة،و کان معاصرا للشیخ البهائي،و هو قد سکن بشیراز مدّة طویلة و قد نقل انّه لمّا ألّف البهائي کتاب(الحبل المتین)أرسله اليه بشیراز ليطالع فيه و یستنسخة، و کان البهائي یعتقده و یمدحه و بعد ما طالعه کتب عليه التعليقات و حواشي و تحقیقات بل مؤاخذة ايضا،و لهذا الشیخ أولاد و أحفاد و هم الى الآن موجودون یسکنون في بلدة طهران و منهم الشیخ خیر الدین المعاصر لنا و هو ايضا رجل مؤمن صالح فاضل خیّر لا بأس به،و بالجملة سلسلته خلف عن سلف کانوا أهل الخیر و البرکة اسما و رسما،و له من المؤلّفات کتب في اللغة و الریاضي و غیرهما،انتهى.

الشهيد الثاني و آبائهرحمهم‌الله

الشهيد الثاني هو الشیخ الأجلّ زین الدین بن نور الدین عليّ بن أحمد بن محمّد ابن جمال الدین بن تقیّ بن صالح بن مشرف العاملي الجبعي،أمرة في الثقة و الجلالة و العلم و الفضل و الزهد و العبادة و الورع و التحقیق و التبحّر و جمیع الفضائل و الکمالات أشهر من أن یذکر و محاسنة و أوصافه الحمیدة أکثر من أن تحصر،و کان والده الشیخ نور الدین عليّ المعروف بابن الحجّة أو الحاجة من کبار أفاضل عصره و قد قرأ عليه ولده الشهيد جملة من الکتب العربية و الفقه و کان قد جعل له راتبا من الدراهم بأزاء ما کان یحفظة من العلم،و کذلک جمیع أجداده کانوا أفاضل أتقیاء،و جدّه الأعلي الشیخ صالح بن مشرف الطوسيّ العاملي کان من تلامذة العلامةرحمه‌الله ،تولّدرحمه‌الله ثالث عشر شوّال سنة(911)،و ختم القرآن و عمرة تسع سنین و قرأ على والده العربية،و توفي والدهرحمه‌الله سنة(925)و عمرة اذ ذاک أربع عشر سنة.

٥٢٣

کثرة أسفأره و تنقّلاته في تحصیل العلم

و ارتحل الى میس و هو أوّل رحلته فقرأ علي الشیخ الجليل عليّ بن عبد العالى المیسي الشرايع و الإرشاد و أکثر القواعد،و کان هذا الشیخ زوج خالته و والد زوجته الکبری،ثمّ ارتحل الى کرک نوح و قرأ على السیّد المعظّم السیّد حسن بن السیّد جعفر الکرکي الموسوي صاحب کتاب(محجّة البیضاء)قواعد میثم البحرانيّ و (التهذيب)و(العمدة)کلاهما في أصول الفقه من مصنّفات السیّد المذکور و (الکافية في النحو)و غیر ذلک،ثمّ ارتحل الى جبع سنة(934)و أقام بها مشتغلا بمطالعه العلم و المذاکرة الى سنة(937)،ثمّ ارتحل الى دمشق و قرأ على الشیخ الفاضل الفيلسوف شمس الدین محمّد بن مکّي من کتب الطبّ(الموجز النفيسی) و(غاية القصد في معرفة الفصد)من تصانیفه و فصول الفرعانی و الهيئة و بعض حکمة الإشراق،و قرأ علي الشیخ المرحوم أحمد بن جابر الشاطبیّة في علم القراءات ثمّ رجع الى جبع سنة(938).

ثمّ ارتحل الى دمشق یرید مصر و اجتمع في تلک السفرة مع الشیخ الفاضل شمس الدین بن طولون الدمشقي و قرأ عليه جملة من الصحیحین في الصالحیة بالمدرسة السليمیّة و أجیز منه روايتهما،و کان القائم بإمداده و تجهيزه في هذه السفره الحاجّ شمس الدین محمّد بن هلال و قام بکلّ ما احتاج اليه مضافا الى ما أسدي اليه من المعروف و أجری عليه من الخیرات في مدّه طلبه للعلم قبل سفره هذا،و أصبح هذا الحاجّ مقتولا في بیته هو و زوجته و ولدان له أحدهما رضيع سنة(952).

ارتحاله في طلب العلم و الکتب التي قرأها على مشايخه

و سافر من دمشق الى مصر یوم الأحد منتصف ربیع الأوّل سنة(942)و اتّفق له

٥٢٤

في الطریق ألطاف خفيه و کرامات جليه ذکرها تلمیذه ابن العوديرحمه‌الله ،و دخل مصر بعد شهر من خروجه و اشتغل علي جماعة منهم الشیخ أبو الحسن البکري صاحب کتاب الأنوار في مولد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثمّ ارتحل الى الحجاز في شوّال سنة(943)،و لمّا قضي مناسکه زار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و قد وعده بالخیر في المنام بمصر ثمّ ارتحل الى بلدة جبع في صفر سنة(944) و أقام بها الى سنة(946)و توشّح ببرد الاجتهاد الاّ أنّه بالغ في کتمان أمره،ثمّ سافر الى العراق لزیارة الأئمةعليهم‌السلام في ربیع الثاني من السنة المذکورة و رجع في (5) شعبان منها و أقام في جبع الى سنة(948)،ثمّ سافر الى بیت المقدس في ذي الحجّة و اجتمع بالشیخ شمس الدین بن أبي اللطیف المقدسي و قرأ عليه بعض صحیح البخاري و بعض صحیح مسلم و أجازه إجازة عأمّة ثمّ رجع الى وطنه و اشتغل بمطالعه العلوم و مذاکرته مستفرغا و سعه،و في سنة(952)سافر الى الروم و دخل قسطنطینیّة 17 ربیع الأوّل و لم یجتمع مع أحد من الأعیان الى ثمانية عشر یوما و کتب في خلالها رسالة في عشرة مباحث من عشرة علوم و أوصلها الى قاضي العسکر محمّد بن محمّد بن قاضي زاده الرومي فوقعت منه موقعا حسنا و کان رجلا فاضلا،و اتّفق بینهما مباحثات في مسائل کثیرة،ثمّ انّ قاضي العسکر بعث اليه الدفتر المشتمل على الوظائف و المدارس و بذل له ما اختارة فاختار منه بعد الاستخارة المدرسة النوریة ببعلبک التي وقفها السلطان نور الدین فاعرضها الى السلطان و کتب بها براءة و جعل له في کلّ شهر ما شرطه واقفها و أقام بها بعد ذلک قليلا و اجتمع فيها بالسیّد عبد الرحیم العبّاسي صاحب(معاهد التنصیص)و أخذ منه شطرا و خرج منها في11 رجب متوجّها نحو العراق،و بعد زیارة أئمتها رجع الى جبع في صفر سنة(935)و أقام ببعلبک یدرّس في المذاهب الخمسة.

٥٢٥

أحوال الشهيد الثانيرحمه‌الله

و اشتهر أمره و صار مرجع الأنام و مفتی کلّ فرقة بما یوافق مذهبها و صار أهل البلد کلّهم في انقیاده و رجعت اليه الفضلاء من أقاصی البلاد ثمّ انتقل بعد خمس سنین الى بلدة بنيّة المفارقة و أقام في بلده مشتغلا بالتدریس و التصنیف.

و مصنّفاته کثیرة مشهورة أوّلها الروض و آخرها الروضة ألّفها في ستّة أشهر و ستّة ايام،و کان غالب الأيّام یکتب کرّاسا،و من عجیب أمرة انّه کان یکتب بغمسة واحدة في الدواة عشرین أو ثلاثین سطرا،و خلّف ألفي کتاب منها مائتا کتاب کانت بخطّه الشریف من مؤلّفاته و غیرها مع انّه قال تلمیذه الشیخ محمّد بن علي بن الحسن بن العودی الجزیني في رسالة بغية المرید في أحوال شیخه الشهيدرحمه‌الله :

و لقد شاهدت منه سنة و رودی الى خدمته انّه کان ینقل الحطب على حمار في الليل لعیاله و یصلي الصبح في المسجد و یجلس للتدریس و البحث کالبحر الزاخر و یأتي بمباحث غفل عنها الأوائل و الأواخر.

و ذکر أنّهرحمه‌الله کان یتعاطی جمیع مهمّاته بقلبه و بدنه مضافا الى مهمّات الواردین و مصالح الضیوف المترددین اليه مع انّه کان غالب الزمان في الخوف الموجب لإتلاف النفس و التستّر و الإخفاء الذي لا یسع الإنسان أن یفکّر معه في مسألة من الضروریات البدیهية.

شهادتهرحمه‌الله

و لمّا کان في سنة(965)و هو في سنّ أربع و خمسین ترافع اليه رجلان فحکم لأحدهما على الآخر،فذهب المحکوم عليه الى قاضي صیدا و اسمه معروف، و کان الشیخ مشغولا بتالىف شرح اللمعة،فأرسل القاضي الى جبع من یطلبه و کان

٥٢٦

مقیما في کرم له مدّة منفردا عن البلد متفرّعا للتاليف،فقال بعض أهل البلد:قد سافر عنّا منذ مدّة،فخطر ببال الشیخ أن یسافر الحجّ و کان قد حجّ مرارا لکنّه قصد الاختفاء فسافر في محمل مغطّی،و کتب القاضي الى السلطان انّه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة فأرسل السلطان في طلب الشیخ فقبض عليه، و روي انّه کان في المسجد الحرام بعد فراغه من صلاة العصر، و أخرجوه الى بعض دور مکّة و بقي هناک محبوسا شهرا و عشرة أيّام ثمّ ساروا به على طریق البحر الى قسطنطینیّة و قتلوه بها،و بقي مطروحا ثلاثة أيّام ثمّ ألقوا جسده الشریف في البحر، و في رواية ابن العودي: قتلوه في مکان من ساحل البحر و کان هناک جماعة من الترکمان فرأوا في تلک الليلة أنوارا تنزل من السماء و تصعد،فدفنوه هناک و بنوا عليه قبّه،و حمل رأسه الى السلطان،و سعی السیّد عبد الرحیم العباسیّ في قتل قاتله فقتله السلطان.

ذکر منامه الذي دلّ على شهادته

و حکي عن شیخنا البهائيقدس‌سره قال:أخبرني والديقدس‌سره أنّه دخل في صبیحة بعض الأيّام علي شیخنا الشهيد المعظّم فوجده متفکّرا،فسأله عن سبب تفکّره فقال:یا أخی أظنّ أن أکون ثاني الشهيدین لانّي رايت البارحة في المنام انّ السیّد المرتضی علم الهدیرضي‌الله‌عنه عمل ضیافه جمع فيها العلماء الإمامية بأجمعهم في بیت،فلمّا دخلت عليهم قام السیّد المرتضی و رحّب بی و قال لي:یا فلان اجلس بجنب الشیخ الشهيد،فجلست بجنبه فلمّا استوی بنا المجلس انتبهت،و منامي هذا دليل ظاهر على انّي أکون تاليا له في الشهادة.

قیل في تاریخ وفاته:

تاریخ وفاة ذلک الأوّاه

الجنة مستقرّه و اللّه(966)

٥٢٧

و في(نخبه المقال):

و شیخ والد البهاء الدّین

القدوة النحریر زین الدین

میلاده شهيد(1) الثاني و قد

عمّر خمسین و خمسا فشهد

ابن المشهدي

هو الشیخ الجليل السعید المتبحر أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن عليّ بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بمحمّد بن المشهدي و ابن المشهدي،مؤلّف المزار المشهور الذي أعتمد عليه أصحابنا الأبرار الملقّب بالمزار الکبیر في بحار الأنوار، و له ايضا کتاب بغيه الطالب و ايضاح المناسک و کتاب المصباح،یروي عن جماعة من الأعلام منهم ابن البطریق و السیّد ابن زهرة و شاذان بن جبرئیل القمّيّ و الشیخ هبه اللّه بن نما و أبو عبد اللّه الحسین بن جمال الدین هبة اللّه بن الحسین بن رطبة السوراوي الفقیه الجليل الموصوف في الإجازات بکلّ الجمیل،و الأمیر ورّام بن أبي فراس،و سدید الدین محمود الحمصي الرازيّ و والده و غیرهم(رضوان اللّه عليهم أجمعين).

شهر:

في الشهور

باب السنین و الشهور و أنواعهما و الفصول و أحوالها(2) .

( إِنَّ عدّة الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰهِ اثْنٰا عَشَرَ شَهْراً في کِتٰابِ اللّٰهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ مِنْهٰا أربعة حُرُمٌ ذٰلِکَ الدِّینُ القيمُ فَلاٰ تَظْلِمُوا فيهِنَّ أَنْفُسَکُمْ ) (3) .

____________________

(1) يعادل سنة(911).

(2) ق:14/14/173،ج:58/337.

(3) سورة التوبة/الآية36.

٥٢٨

وجه تسمیة الشهور بأسمائةا المشهورة(1) .

ذکر أسامي الشهور و ما یقع فيها في أيّام الحجّةعليه‌السلام (2) .

في انّ أسماء شهور العجم آبان ماه و آذرماه،و البقيه اشتقّت من أسماء قری أصحاب الرسّ(3) .

الشهور و تأویلها بالأئمةعليهم‌السلام

باب تأویل الأيّام و الشهور بالأئمةعليهم‌السلام (4) .

غیبة النعمانيّ:عن أبي حمزة الثمالى قال: کنت عند أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام ذات یوم،فلمّا تفرّق من کان عنده قال لي:یا با حمزة من المحتوم الذي حتمه اللّه قیام قائمنا فمن شکّ فيما أقول لقي اللّه و هو کافر به،ثمّ قال:بأبي و أمّي المسمّى بإسمي و المکنّی بکنیتي السابع من بعدي بأبي(5) من یملأ الأرض عدلا کما ملئت ظلما و جورا،یا با حمزة من أدرکه فلم یسلم له فما سلّم لمحمّد و عليّ (صلوات اللّه عليهما)فقد حرّم اللّه عليه الجنة و مأواه النار و بئس مثوی الظالمين، و أوضح من هذا بحمد اللّه و أنور و أبين و أزهر لمن هداه و أحسن اليه قول اللّه(عزّ و جلّ)في محکم کتابة:( إِنَّ عدّة الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰهِ اثْنٰا عَشَرَ شَهْراً في کِتٰابِ اللّٰهِ الى قوله:( ...أَنْفُسَکُمْ ) (6) ،و معرفة الشهور المحرّم و صفر و ربیع و ما بعده، و الحرم منها رجب و ذو القعدة و ذو الحجّة و المحرّم و ذلک لا یکون دینا قیّما لأنّ اليهود و النصاری و المجوس و ساير الملل و الناس جمیعا من الموافقین و المخالفين

____________________

(1) ق:14/14/174و185،ج:58/354و380.

(2) ق:13/31/172،ج:52/272.

(3) ق:5/62/368،ج:14/150.

(4) ق:7/60/139،ج:24/ 238.

(5) يأتي(خ ل).

(6) سورة التوبة/الآية36.

٥٢٩

یعرفون هذه الشهور و یعدّونها بأسمائةا و ليس هو کذلک و انّما عنی بهم الأئمة القوّامین بدین اللّه،و الحرم منها أمیر المؤمنینعليه‌السلام الذي اشتقّ اللّه سبحانه له إسما من أسمائة العليّ کما اشتقّ لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إسما من أسمائة المحمود،و ثلاثة من ولده أسماؤهم عليّ بن الحسین و عليّ بن موسی و عليّ بن محمّدعليهم‌السلام فصار لهذا الاسم المشتقّ من أسماء اللّه(عزّ و جلّ)حرمة به،یعني أمیر المؤمنینعليه‌السلام (1) .

أبواب أعمال السنین و الشهور و الأيّام(2) .

أبواب ما یتعلق بالشهور العربية من الأعمال و ما یرتبط بذلک.

باب أعمال أيّام مطلق الشهر و لياليه و أدعیتهما(3) .

أعمال أوّل کل شهر

الدروع الواقیة :عن الصادقعليه‌السلام قال: من صلى أوّل ليلة من الشهر رکعتین یقرأ فيهما بسورة الأنعام بعد الحمد و سأل اللّه أن یکفيه کلّ خوف و وجع آمنه اللّه في ذلک الشهر ممّا یکره.

و عنهعليه‌السلام قال: نعم اللقمة الجبن یعذب الفمّ و یطیب النکهة و یشهي الطعام و یهضمه،و من یتعمّد أکله رأس الشهر أوشک أن لا تردّ له حاجة فيه.

و عن الجوادعليه‌السلام : إذا دخل شهر جدید فصلّ أوّل یوم منه رکعتین تقرأ في الأولى بعد الحمد التوحيد ثلاثین مرّة و في الثانية القدر ثلاثین مرّة ثمّ تتصدّق بما تیسّر فتشتري به سلامة ذلک الشهر کلّه،و روي: الفضل في قراءة سورة الدخان و براءة و یونس و النحل في کلّ شهر(4) .

____________________

(1) ق:7/60/140،ج:24/241. ق:9/45/165،ج:36/393. ق:13/10/35،ج:51/139.

(2) ق:20/67/138،ج:97/132.

(3) ق:20/68/138،ج:97/133.

(4) ق:20/68/138،ج:97/133.

٥٣٠

الدروع الواقیة: قد ورد لکلّ یوم من أيّام الشهر أدعیة مأثورة،و یأتي في (یوم) ذکر اختیارات الأيّام.

باب ما یتعلق بسوانح شهور السنة العربية و ما شاکلها(1) .

ذمّ الشهرة

باب العبادة و الاختفاء فيها و ذمّ الشهرة(2) .

أمالي الطوسيّ :عن الرضاعليه‌السلام : من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه على دینه فانّ اللّه(عزّ و جلّ)یبغض شهرة العبادة و شهرة اللباس(3) .

عدّة الداعي :عن أمیر المؤمنینعليه‌السلام قال لکمیل بن زیاد: تبذل و لا تشهر،و وار شخصک و لا تذکر،و تعلّم و اعمل،و اسکت تسلم،تسرّ الأبرار و تغیظ الفجّار، و لا علىک إذا عرّفک اللّه دینه أن لا تعرف الناس و لا یعرفوک.

منیة المرید :عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حدیث قال: کونوا ینأبيع الحکمة مصأبيح الهدی أحلاس البیوت تعرفون في أهل السماء و تخفون في أهل الأرض(4) .

في ذمّ الشهرة ايضا(5) .

شهر بن باذان

أقول : شهر بن باذان عدّه ابن الأثیر من الصحابة و قال:استعمله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على صنعاء فلمّا ادّعی الأسود العنسي النبوّة قاتلة شهر فقتل شهر لخمس و عشرین ليلة من خروج الأسود و تزوّج الأسود امرأته و اسمها ازاد و هي بنت عمّ فيروز الدیلميّ

____________________

(1) ق:20/76/275،ج:98/188.

(2) ق:كتاب الأخلاق/18/87،ج:70/251.

(3) ق:كتاب الأخلاق/18/87،ج:70/251.

(4) ق:1/14/80،ج:2/38.

(5) ق:كتاب الايمان/32/263،ج:69/175.

٥٣١

و کانت ممّن أعان على قتل الأسود ذکره الطبريّ و غیره کذا في(تنقیح المقال).

شهر بن حوشب

هو الذي روى(تفسیر القمّيّ)عنه قال: قال لي الحجّاج:یا شهر،اية في کتاب اللّه أعیتنی،فقلت:أيّها الأمیر أيّة اية هي؟فقال:قوله تعالى:( وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْکِتٰابِ إِلاّٰ ليؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) (1) ،و اللّه انّي لآمر باليهودي و النصراني فتضرب عنقه ثمّ أرمقه بعینی فما أراه یحرّک شفتیه حتّی یخمد،فقلت:أصلح اللّه الأمیر ليس علي ما تأوّلت،قال:کیف هو؟قلت:انّ عیسی ینزل قبل یوم القيامة الى الدنیا فلا یبقي أهل ملّة يهودي و لا غیره الاّ آمن به قبل موته و یصلي خلف المهديّعليه‌السلام ، قال:ویحک انّي لک هذا و من اين جئت به؟فقلت:حدّثني به محمّد بن عليّ بن الحسین بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ،فقال:جئت و اللّه بها من عین صافية(2) .

أحوال ابن شهر آشوب

ابن شهر آشوب: رشید الدین أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب السروي المازندراني فخر الشیعة و مروّج الشریعة محیی آثار المناقب و الفضايل و البحر المتلاطم الزخّار الذي لا یساجل،شیخ مشايخ الإمامية صاحب کتاب المناقب و المعالم و غیرهما،و کفي في فضله إذعان فحول أعلام أهل السنّة بجلالة قدره و علوّ مقامه،حکي عن الصفدی أنّه قال في ترجمته:حفظ أکثر القرآن و له ثمان سنین و بلغ النهاية في أصول الشیعة کان یرحل اليه من البلاد ثمّ تقدّم في علم القرآن و الغریب و النحو و وعظ على المنبر أيّام المقتفي ببغداد فأعجبه و خلع عليه،و کان

____________________

(1) سورة النساء/الآية159.

(2) ق:5/73/415،ج:14/349. ق:4/1/55،ج:14/349.

٥٣٢

بهي المنظر حسن الوجه و الشیبة صدوق اللهجه مليح المحاوره واسع العلم کثیر الخشوع و العبادة و التهجّد لا یکون الا على وضوء،أثنی عليه ابن أبي طیّ في تاریخه ثناء کثیرا،توفي سنة ثمان و ثمانين و خمسمائة،انتهى.و ذکر ما یقرب منه الفيروزآبادي في محکي بلغته و قال:عاش مائة سنة الاّ عشرة أشهر،و قال غیره في حقّه:و کان إمام عصره و واحد دهره،أحسن الجمع و التالىف و غلب عليه علم القرآن و الحدیث،و هو عند الشیعة کالخطیب البغدادي لأهل السنّة في تصانیفه و تعليقات الحدیث و رجاله و مرأسيله و متّفقه و متفرّقه الى غیر ذلک من أنواعه، واسع العلم کثیر الفنون،مات في شعبان سنة(588) .

ذکر مشايخه

قلت : و قبره خارج حلب علي جبل جوشن عند مشهد السقط،یروي عن جماعة کثیرة من المشايخ العظام منهم أبو منصور الطبرسيّ صاحب الاحتجاج و والده الشیخ عليّ بن شهر آشوب العالم الفاضل الفقیه عن والده الفاضل المحدّث شهر آشوب،و منهم الشیخ عبد الجليل الرازى صاحب المناظرات مع المخالفين و أمین الدین الطبرسيّ صاحب مجمع البیان و الشیخ أبو الفتوح الرازيّ و القطب الروانديُ و السیّد ناصح الدین الآمدی الفاضل العالم المحدّث الإمامي الشیعي کما عن(ریاض العلماء)و الفتال النیسابوریّ و السیّد ضیاء الدین الروانديُ و غیرهم رضوان اللّه عليهم أجمعين.

شها:

الشهوات و مدح ترکها

باب ترک الشهوات و الأهواء(1) .

____________________

(1) ق:كتاب الأخلاق/9/42،ج:70/73.

٥٣٣

( وَ اللّٰهُ یُرِیدُ أَنْ یَتُوبَ عَليکُمْ وَ یُرِیدُ الَّذينَ یَتَّبِعُونَ الشَّهَوٰاتِ أَنْ تَمِیلُوا مَیْلاً عَظِیماً ) (1) .

کمال الدین :عن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبی لمن ترک شهوة حاضرة لموعود لم یره(2) .

نهج البلاغة :قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : من کرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته؛و قال:انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم کان یقول: حفّت الجنة بالمکاره و حفّت النار بالشهوات(3) .

أقول : یناسب هذا الباب باب العفاف و عفّه البطن و الفرج(4) .

قال في (مجمع البحرین) :قوله تعالى:( زُیِّنَ لِلنّٰاسِ حُبُّ الشَّهَوٰاتِ مِنَ النِّسٰاءِ... ) (5) الاية،الشّهوات بالتحریک جمع شهوة و هي اشتیاق النفس الى الشيء،و في الحدیث: جهنّم محفوفة باللذات و الشهوات و معناه:من أعطى نفسه لذّتها و شهوتها دخل النار نعوذ باللّه منها،و في الخبر: أخوف ما أخاف عليکم الریاء و الشهوة الخفية، قیل:هي حبّ اطلاع الناس علي العمل،و شيء شهي مثل لذيذ وزنا و معنی،انتهى.

قال السعدي:

اگر لذّت ترک لذّت بدانی

دگر لذّت نفس لذّت نخوانی

هزاران در از خلق بر خود ببندی

گرت باز باشد دَرِ آسمانی

چنان میروي ساکن و خواب در سر

که میترسم از کاروان بازمانی

وصيّت همین است جان برادر

که اوقات ضايع مکن تا توانی

____________________

(1) سورة النساء/الآية27.

(2) ق:كتاب الأخلاق/9/42،ج:70/74.

(3) ق:كتاب الأخلاق/9/43،ج:70/78.

(4) ق:كتاب الأخلاق/39/183،ج :71/268.

(5) سورة آل عمران/الآية14.

٥٣٤

و قال مولانا المحقق السبزواري:

در عالم تن چه مانده بی مايه

پائی بردار و بگذر از نُه پايه

از مشرق جان بر تو نتابد نوری

تا از پی تن همی روي چون سايه

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: انّ اللّه(عزّ و جلّ)نزع الشهوة من رجال بني أمیّة و جعلها في نسائهم و کذلک فعل بشیعتهم،و ان اللّه نزع الشهوة من نساء بني هاشم و جعلها في رجالهم و کذلک فعل بشیعتهم(1) .

____________________

(1) ق:8/32/381،ج:-.

٥٣٥

باب الشین بعده الياء

شیأ :باب فيه إطلاق القول بأنّه تعالى شيء(1) .

الاحتجاج :روى هشام: انّه سأل الزندیق عن الصادقعليه‌السلام انّ اللّه تعالى ما هو؟فقال:هو شيء بخلاف الأشیاء،ارجع بقولي شيء الى انّه بحقیقة الشیئیّة غیر انّه لا جسم و لا صورة و لا یحسّ و لا یجسّ و لا یدرک بالحواس الخمس،لا تدرکه الأوهام و لا تنقصة الدهور و لا تغیّره الأزمان(2) .

خبر خلق اللّه المشيئة قبل الأشیاء

التوحيد :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: خلق اللّه المشيئة قبل الأشیاء بنفسها،ثمّ خلق الأشیاء بالمشيئة.

بیان: هذا الخبر یحتمل وجوها من التأویل،الأوّل أن لا یکون المراد بالمشيئة الإرادة بل إحدی مراتب التقدیرات التي اقتضت الحکمة جعلها من أسباب وجود الشيء کالتقدیر في اللوح مثلا و الإثبات فيه،و ربّما یلوح هذا المعنی من بعض الأخبار و على هذا یکون الخلق بمعنی التقدیر،ثمّ ذکر المجلسي وجوها أخر منها ما ذکره السیّد الدامادرحمه‌الله انّ المراد بالمشيئة هنا مشيئة العباد لأفعالهم الاختیاریة و بالأشیاء أفاعیلهم المترتّب وجودها علي تلک المشيئة(3) .

____________________

(1) ق:2/9/81،ج:3/257.

(2) ق:2/9/82،ج:3/258.

(3) ق:2/9/146،ج:4/145.

٥٣٦

باب القضاء و القدر و المشيئة(1) .

( وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ یَشٰاءَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِینَ ) (2) ،ذکر ما ورد في تفسیر الاية، منها ماعن أبي الحسنعليه‌السلام قال: انّ اللّه جعل قلوب الأئمةعليهم‌السلام موردا لإرادته فإذا شاء اللّه شیئا شاءوه و هو قوله:( وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ یَشٰاءَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِینَ ) (3) .

قوله تعالى في هود:( خٰالِدِینَ فيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّٰ مٰا شٰاءَ رَبُّکَ ) (4) الايتین؛تفسیر الإشکال في الايتین من وجهين:أحدهما تحدید الخلود بمدّة السماوات و الأرض و ثانيهما الاستثناء،و أجیب عن الأوّل ما دامت سماء الآخرة و أرضها أو سماوات الجنة و النار و أرضهما،فکلّ ما علاک و أظلّک سماء و کلّ ما استقرّ عليه قدمک فهو أرض أو انّه لا یراد به السماء و الأرض بعینهما بل المراد التبعید فانّ للعرب ألفاظا للتبعید في معنی التأبيد کقولهم:لا أفعل ذلک ما اختلف الليل و النهار و ما ذر شارق و ما دامت السماوات و الأرض و نحو ذلک،و أمّا الکلام في الإستثناء فاختلفت فيه أقوال العلماء علي وجوه،و قد ذکر عشرة منها الطبرسيّ،منها ما قاله الزجّاج و غیره انّه استثناء تستثنیة العرب و تفعله،کما تقول:

(و اللّه لأضربنّ زیدا الاّ أن أری غیر ذلک)و أنت عازم علي ضربه،و المعنی في الاستثناء على هذا انّي لو شئت أن لا أضربه لفعلت.

تفسیر العیّاشي :حمران قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام :جعلت فداک قول اللّه تعالى:

( خٰالِدِینَ فيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّٰ مٰا شٰاءَ رَبُّکَ، ) قال:نعم،إن شاء اللّه جعل لهم دنیا فردّهم و ما شاء،و سألته عن قول اللّه:( خٰالِدِینَ فيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّٰ مٰا شٰاءَ رَبُّکَ ) فقال:هذه في الذين یخرجون من النار. و في:

____________________

(1) ق:3/3/26،ج:5/84.

(2) سورة التكوير/الآية29.

(3) ق:3/3/34،ج:5/114. ق:7/67/154،ج:24/305.

(4) ق:سورة هود/الآية107.

٥٣٧

تفسیر العیّاشي :عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام ما یظهر أنّه: فسّر الجنة و النار بما یوجبهما من الايمان و الکفر مجازا أو بالجنة و النار الروحانیّین فانّ المؤمن في الدنیا لقربة تعالى و کرامته و حبّه و مناجاته و هداياته و معارفه في جنة و نعیم،و الکافر لجهالته و ضلالته و بعده و حرمانه في عذاب الىم،فعلي هذا یکون المراد بالأشقیاء و السعداء من یکون ظاهر حاله،فالإستثناء معناه الاّ أن یشاء اللّه هدايه الشقيّ فيخرجه من نار الکفر الى جنة الايمان،و کذا السعید إن یشأ خذلانه بسوء أعماله فيخرجه من جنة الايمان الى نار الکفر(1) .

و في رواية المفضّل بن عمر عن الصادقعليه‌السلام في الرجعه یظهر: أنّه فسّر الاية بزمان الرجعة بأن یکون المراد بالجنة و النار ما یکون في عالم البرزخ کما ورد في خبر آخر،: و استدلّ بها على انّ هذا الزمان منوط بمشيئة اللّه کما قال تعالى غیر معلوم للخلق علي التعیین؛ قال المجلسي: و هذا أظهر الوجوه التي ذکروها في تفسیر هذه الاية(2) .

ما أفاده الرضاعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَ لَوْ شٰاءَ رَبُّکَ لَآمَنَ مَنْ في الْأَرْضِ ) (3) .(4)

الروايات في قوله تعالى:( ليسَ لَکَ مِنَ الْأَمْرِ شيء ) (5) و انّها نزلت في إمامة عليّعليه‌السلام (6) .

شیب:

الشیب و ما یتعلق به

في انّ: إبراهيمعليه‌السلام کان أوّل من شاب فقال:ما هذه؟قیل:وقار في الدنیا و نور

____________________

(1) ق:3/59/390-392،ج:8/341-350.

(2) ق:13/34/210،ج:53/38.

(3) سورة يونس/الآية99.

(4) ق:4/23/172،ج:10/343.

(5) سورة آل عمران/الآية128.

(6) ق:7/101/261،ج:25/337.

٥٣٨

في الآخرة.

علل الشرايع :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: کان الناس لا یشیبون فأبصر إبراهيمعليه‌السلام شیبا في لحیته فقال:یا ربّ ما هذا؟فقال:هذا وقار،فقال:ربّ زدني وقارا.

علل الشرايع :عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أصبح إبراهيمعليه‌السلام فراي في لحیته شیبا شعرة بیضاء فقال:الحمد للّه ربّ العالمین الذي بلّغني هذا المبلغ و لم أعص اللّه طرفة عین(1) .

ما یقرب من ذلک(2) .

عیون أخبار الرضا عليه‌السلام :عن إبراهيم بن محمّد الحسني قال: بعث المأمون الى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام جاریة فلمّا أدخلت اليه اشمأزّت من الشیب فلمّا راى کراهتها ردّها الى المأمون و کتب اليه بهذه الأبيات:

نعی نفسي الى نفسي المشيب

و عند الشیب یتّعظ اللبیب

فقد ولي الشباب الى مداه

فلست أری مواضعه تؤوب

سأبکيه و أندبه طویلا

و أدعوة الى عسی یجیب

و هيهات الذي قد فات منه

تمنّينی به النفس الکذوب

أری البیض الحسان یحدن عنّي

و في هجرانهنّ لنا نصیب

فإن یکن الشباب مضی حبیبا

فانّ الشّیب ايضا لي حبیب

سأصحبة بتقوی اللّه حتّی

یفرّق بیننا الأجل القریب(3)

قلت : و للشیخ النظامی في هذا المعنی:

جوانی گفت پیری را چه تدبیر

که یار از من گریزد چون شوم پیر

جوابش داد پیر نغز گفتار

که در پیری تو هم بگریزی از یار

____________________

(1) ق:5/20/112،ج:12/8.

(2) ق:5/20/142،ج:12/111.

(3) ق:12/14/48،ج:49/164.

٥٣٩

بر آن سر که آسمان سیماب ریزد

چو سیماب از همه شادی گریزد

و یأتي ما یناسب ذلک في(عمر).

لابن الرومي:

کفى بسراج الشیب في الرأس هاديا

لمن قد أضلّته المنايا لياليا

الى أن قال:

و کان کرامی الليل یرمي و لا یری

فلمّا أضاء الشیب شخصی رمانیا

جعل الشباب کالليل الساتر علي الإنسان الحاجز بینه و بین من أراد رميه لظلمته و الشیب مبدیا لمقاتلة هاديا الى إصابته لضوئه و بیاضه و هذا في نهاية حسن المعنی(1) .

أقول : ابن الرومي هو أبو الحسن عليّ بن العباس بن جریح البغدادي الشاعر المشهور بکثرة التطیّر،و له فيه أخبار غریبة،و کان أصحابة یعبثون به فيرسلون اليه من یتطیّر من إسمه فلا یخرج من بیته أصلا،توفي سنة(283).

جامع الأخبار :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّ اللّه تعالى ینظر في وجه الشیخ المؤمن صباحا و مساء فيقول:یا عبدی کبر سنّک و دقّ عظمک و رقّ جلدک و قرب أجلک و حان قدومک عليّ فاستح منّي فأنا أستحیي من شیبتک أن أعذّبک بالنار.

و قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن اللّه جلّ جلاله: الشیبة نوری فلا أحرق نوری بناری(2) .

نوادر الروانديُ :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاث یطفين نور العبد:من قطع أودّاء أبيه و غیّر شیبته و رفع بصره في الحجرات من غیر أن یؤذن له(3) .

باب الشیب و علّته و جزّه و نتفه(4) .

____________________

(1) ق:13/20/71،ج:51/268.

(2) ق:كتاب الكفر/44/165،ج:73/390.

(3) ق:كتاب العشرة/16/74،ج:74/264. ق:16/8/15،ج:76/104.

(4) ق:16/10/15،ج:76/106.

٥٤٠