سفینة البحار الجزء ٦

سفینة البحار0%

سفینة البحار مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 719

سفینة البحار

مؤلف: الشيخ عباس القمي
تصنيف:

الصفحات: 719
المشاهدات: 42173
تحميل: 3545


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 719 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 42173 / تحميل: 3545
الحجم الحجم الحجم
سفینة البحار

سفینة البحار الجزء 6

مؤلف:
العربية

غیر ذنب(1) .

المستغفري صاحب کتاب(طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

أقول : المستغفري هو أبو العباس جعفر بن محمّد بن أبي بکر النسفي السمرقندي خطیب حافظ مفسّر محدّث صاحب کتاب(طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) و(شمائل النبيّ)و(دلائل النبوّة)(صلوات اللّه على النبيّ و آله)،توفي سنة(432) و قبره بنسف بلدة بین جیحون و سمرقند و الظاهر انّه من علماء العامّة و لکن قال صاحب الریاض في ترجمته:و یلوح من فهرس بحار الأنوار للاستاد الاستنادقدس‌سره انّه من علماء الشیعة. قالرحمه‌الله في أول البحار في طیّ تعداد کتب الإمامية:و کتاب (طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )للشیخ أبي العباس المستغفری،ثمّ قال:و کتاب(طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )و إن کان أکثر أخباره من طریق المخالفين لکنّه مشهور متدأول بین علمائنا. و قال نصیر الدین الطوسيّ في کتاب(آداب المتعلّمین):و لا بدّ أن یتعلّم شیئا من الطبّ و یتبرّک بالآثار الواردة في الطبّ الذي جمعة الشیخ الإمام أبو العباس المستغفري في کتابة المسمّي ب(طبّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )،انتهى.

غفل : قال الجاحظ:قد جمع محمّد بن عليّ بن الحسینعليهم‌السلام صلاح حال الدنیا بحذافيرها في کلمتین فقالعليه‌السلام : صلاح جمیع المعأيش و التعاشر ملء مکيال ثلثان فطنه و ثلث تغافل(2) .

العلويعليه‌السلام :في حدیث الأيمان على أربع دعائم،قال: و من غفل غرّته الأماني و أخذته الحسرة إذا انکشف الغطاء و بدا له من اللّه ما لم یکن یحتسب(3) .

____________________

(1) ق:163/32/10،ج:275/44.

(2) ق:83/17/11،ج:289/46.

(3) ق:کتاب الکفر/4/1،ج:89/72.

٦٦١

باب الغفلة و اللهو(1) .

( وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْحَسْرَهِ إِذْ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ هُمْ في غفلة وَ هُمْ لاٰ یُؤْمِنُونَ ) (2) .

الخصال :قال الصادقعليه‌السلام : إن کان الشیطان عدوّا فالغفلة لما ذا؟و إن کان الموت حقّا فالفرح لما ذا؟(3)

مثل للإنسان في غفلته

أقول :و في حدیث إحیاء عیسیعليه‌السلام واحدا من أهل قریة ماتوا بسخطه و سؤاله أياه عن أعمالهم قال: عبادة الطاغوت و حبّ الدنیا مع خوف قليل و أمل بعید و غفلة في لهو و لعب...الخ.

أورد هذا الحدیث شیخنا البهائي في أربعینه و ذکر نقلا عن(کمال الدین)تشبیه الإنسان في اغتراره و غفلته عن الموت و ما بعده من الأهوال و انهماکه في اللذات العاجله الفانیة الممتزجه بالکدورات بشخص مدلي في بئر مشدود وسطه بحبل و في أسفل ذلک البئر ثعبان عظیم متوجّه اليه منتظر سقوطه فاتح فاه لالتقامه،و في أعلى ذلک البئر جرذان أبيض و أسود لا یزالان یقترضان ذلک الحبل شیئا فشیئا و لا یفترقان عن قرضه آنا من الانات و ذلک الشخص مع انّه یری ذلک الثعبان و یشاهد انقراض الحبل آنا فآنا قد أقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلک البئر و امتزج بترابه و اجتمع عليه زنأبير کثیرة و هو مشغول بلطعه منهمک فيه ملتذّ بما أصاب منه مخاصم لتلک الزنأبير عليه قد صرف باله بأجمعة الى ذلک غیر ملتفت الى ما فوقه و ما تحته،فالبئر هو الدنیا و الحبل هو العمر و الثعبان الفاتح فاه هو الموت و الجرذان الليل و النهار القارضان للأعمار و العسل المختلط بالتراب هو لذّات

____________________

(1) ق:کتاب الکفر/104/28،ج:154/73.

(2) سورة مریم/الآية 39.

(3) ق:کتاب الکفر/105/28،ج:157/73.

٦٦٢

الدنیا الممتزجة بالکدورات و الآلام و الزنأبير هم أبناء الدنیا المتزاحمون عليها، و لعمري انّ هذا المثل من أشدّ الأمثال انطباقا على الممثّل له نسأل اللّه البصیرهو الهدآية و نعوذ به من الغفلة و الغوآية،انتهى.

قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أغفل الناس من لم یتّعظ بتغیّر الدنیا من حال الى حال، و روي انّ الدیک یقول في ذکره:اذکروا اللّه یا غافلين.

و قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : أهل الدنیا کرکب یسار بهم و هم نیام، و تقدّم في (سوق)بکاؤهعليه‌السلام في سوق البصرة لمّا رأى غفلة أهله، و تقدّم في(غرر)ما یناسب ذلک.

و عن(لبّ اللباب):و في الخبر: انّ أهل الجنة لا یتحسّرون على شيء فاتهم من الدنیا کتحسّرهم على ساعة مرّت من غیر ذکر اللّه، و تقدّم في(بلس)ساعتا غفلة و الأمر بإکثار ذکر اللّه فيهما.

٦٦٣

باب الغین بعده اللام

غلل:

خبر(درع طلحة أخذت غلولا)

خبر(هذه درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرة):

الکافي :عن أبي جعفرعليه‌السلام في حدیث قال: انّ عليّاعليه‌السلام کان قاعدا في مسجد الکوفة فمرّ به عبد اللّه بن قفل التمیمي و معه درع طلحة فقال له عليعليه‌السلام :هذه درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرة،فقال له عبد اللّه بن قفل:فاجعل بیني و بینک قاضيک الذي رضيته للمسلمين،فجعل بینه و بینه شریحا،فقال عليّعليه‌السلام :هذه درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرة،فقال له شریح:هات على ما تقول بیّنه،فأتاه الحسن فشهد انّها درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرة،فقال:هذا شاهد فلا أقضی بشهادة شاهد حتّی یکون معه آخر،قال:فدعا قنبرا فشهد انّها درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرة،فقال شریح:هذا مملوک و لا أقضی بشهادة مملوک،قال: فغضب عليّعليه‌السلام و قال:خذها فانّ هذا قضی بجور ثلاث مرّات،قال:فتحوّل شریح ثمّ قال:لا أقضی بین اثنین حتّی تخبرنی من أين قضیت بجور ثلاث مرّات، فقال له:ویلک-أو ویحک-انّي لمّا أخبرتک انّها درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرة فقلت(هات على ما تقول بیّنه)و قد قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :حیثما وجد غلول أخذ بغير بیّنه فقلت:رجل لم یسمع الحدیث فهذه واحدة،ثمّ أتيتک بالحسن فشهد فقلت(هذا واحد و لا أقضي بشهادة واحد حتّی یکون معه آخر)و قد

٦٦٤

قضی رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشهادة واحد و یمین فهذه ثنتان،ثمّ أتيتک بقنبر فشهد انّها درع طلحة أخذت غلولا یوم البصرةفقلت(هذا مملوک و لا أقضی بشهادة مملوک)و ما بأس بشهادة مملوک إذا کان عدلا،ثمّ قال:ویلک،أو ویحک،إمام المسلمين یؤمن من أمورهم على ما هو أعظم من هذا(1) .

في حدیث البخاري في تقسیم غنأيم حنین قال: ثمّ قامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى جنب بعیر و أخذ من سنامه وبرة فجعلها بین اصبعیه فقال:یا آيها الناس و اللّه ما لي من فيئکم هذه الوبره الاّ الخمس و الخمس مردود عليکم فأدّوا الخیاط و المخیط فانّ الغلول عار و نار و شنار على أهله یوم القيامة،فجاءه رجل من الأنصار بکبّه من خیوط شعر فقال:یا رسول اللّه أخذت هذا لأخيط بها برذعه بعیر لي،فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أمّا حقّی منها فلک،فقال الرجل:أمّا إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها و رمی بها من یده(2) .

أقول : قال اللّه تعالى في آل عمران:( وَ مٰا کٰانَ لِنبيّ أَنْ یَغُلَّ ) (3) قالوا:أي و ما صحّ لنبيّ أن یخون في الغنائم فانّ النبوّة تنافي الخیانة،و الغلول أخذ الشيء من المغنم في خفية. و في الصادقيعليه‌السلام : انّ رضا الناس لا یملک و ألسنتهم لا تضبط،ألم ینسبوا یوم بدر الى انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ لنفسه من المغنم قطیفة حمراء حتّی أظهره اللّه على القطیفة و برّأ نبيّه من الخیانة و أنزل في کتابة( وَ مٰا کٰانَ لِنبيّ أَنْ یَغُلَّ وَ مَنْ یَغْلُلْ یَأْتِ بِمٰا غَلَّ یَوْمَ القيٰامَهِ ) قالوا:یحمله على عنقه. و عن أبي جعفرعليه‌السلام : و من غلّ شیئا رآه یوم القيامة في النار ثمّ یکلّف أن یدخل اليه فيخرجه من النار،

و تقدّم في (سفيان الثوري)خبر(ثلاث لا یغلّ عليهنّ).

في: أمر ابن زیاد بعليّ بن الحسینعليهما‌السلام أن یغلّ بغلّ في عنقه لمّا سرّح بهم الى

____________________

(1) ق:495/66/9،ج:302/40.

(2) ق:615/58/6،ج:174/21.

(3) سورة آل عمران/الآية 161.

٦٦٥

یزید،و قول عليّعليه‌السلام ليزید:ما ظنّک برسول اللّه لو رآني في الغلّ؟(1) .

غلم:

الغلام و ما یتعلق به

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : کان أمیر المؤمنینعليه‌السلام یقول:إذا کان الغلام ملتاث الادرة صغیر الذکر ساکن النظر فهو ممّن یرجی خیره و یؤمن شرّة،قال:و إذا کان الغلام شدید الادرة کبیر الذکر حادّ النظر فهو ممّن لا یرجی خیره و لا یؤمن شرّه.

توضیح : ملتاث الادرة أي مسترخي الخصیة.

الکافي :و عن العبد الصالحعليه‌السلام قال: تستحبّ عرامه الغلام في صغره ليکون حليما في کبره،ثمّ قال:ما ینبغي أن یکون الاّ هکذا.و روي: انّ أکیس الصبیان أشدّهم بغضا للکتّاب.

بیان : العرامة سوء الخلق،و المراد میله الى اللعب و بغضه للکتّاب(2) .أي ينبغي أن يكون الطفل هكذا فأمّا اذا كان منقاداً ساكناً حسن الخلق في صغره يكون بليداً في كبره كما هو المجرّب(3) .

خبر الغلام الذي کان للصادقعليه‌السلام و یمسک بغلته فالتمسه بعض أهل خراسان أن یجعله مکانه و یجعل له ماله کلّه(4) .

عفو أبي الحسنعليه‌السلام عن غلامه الذي أخذ کاره من تمر و خبر جلوس الصادقعليه‌السلام عند رأس غلامه الذي بعثه في حاجة فأبطأ و ترویحه إياه(5) .

غلا : النبويصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صنفان من أمّتي لا نصیب لهما في الإسلام الغلاة و القدريّة(6) .

____________________

(1) ق:224/39/10،ج:130/45.

(2) بالتشدید أي المکتب.

(3) ق:379/42/14،ج:361/60.

(4) ق:121/28/12،ج:88/50.

(5) ق:کتاب الأخلاق/213/55،ج:405/71.

(6) ق:3/1/4،ج:5/8.

٦٦٦

باب نفي الغلوّ في النبيّ و الأئمةعليهم‌السلام و بیان معنی التفویض(1) .

( یٰا أَهْلَ الْکِتٰابِ لاٰ تَغْلُوا في دِینِکُمْ غَیْرَ الْحَقِّ ) (2) ( وَ لاٰ تَقُولُوا عَلى اللّٰهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) (3) .

أمالي الطوسيّ :عن فضیل بن یسار قال:قال الصادقعليه‌السلام : احذروا على شبابکم الغلاة لا یفسدوهم فانّ الغلاة شرّ خلق اللّه یصغّرون عظمة اللّه و یدعون الربوبیّة لعباد اللّه،و إنّ الغلاة لشرّ من اليهود و النصاری و المجوس و الذين أشرکوا...الخ.

توقیع مولانا صاحب الزمان(صلوات اللّه عليه)ردّا على الغلاة(4) .

رجال الکشّيّ :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : و ذکر الغلاة و قال:انّ فيهم من یکذب حتّی انّ الشیطان ليحتاج الى کذبه(5) .

کلام العلاّمة المجلسيرحمه‌الله في الغلوّ

کلام المجلسي في معنی الغلوّ و التفویض قال:اعلم انّ الغلوّ في النبيّ و الأئمةعليهم‌السلام إنّما یکون بالقول بإلوهيتهم أو بکونهم شرکاء للّه تعالى في العبودیّة و الخلق و الرزق،أو انّ اللّه تعالى حلّ فيهم أو اتّحد بهم،أو انّهم یعلمون الغیب بغير وحی أو إلهام من اللّه تعالى،أو بالقول في الأئمةعليهم‌السلام انّهم کانوا أنبیاء و القول بتناسخ أرواح بعضهم الى بعض أو القول بأنّ معرفتهم تغنی عن جمیع تکليف معها بترک المعاصي،و القول بکلّ منها إلحاد و کفر و خروج عن الدین کما دلّت عليه الأدلّه العقلية و الأيات و الأخبار السالفة و غیرها،و قد عرفت انّ الأئمةعليهم‌السلام تبرّأوا منهم و حکموا بکفرهم و أمروا بقتلهم،و إن قرع سمعک شيء من الأخبار الموهمة

____________________

(1) ق:244/81/7،ج:261/25.

(2) سورة المائده/الآية 77.

(3) سورة النساء/الآية 171.

(4) ق:245/81/7،ج:266/25.

(5) ق:252/81/7،ج:296/25.

٦٦٧

لشيء من ذلک فهي إمّا مأوّلة أو هي من مفتریات الغلاة،و لکن أفرط بعض المتکلّمين و المحدّثین في الغلوّ لقصورةم عن معرفة الأئمةعليهم‌السلام و عجزهم عن إدراک غرأيب أحوالهم و عجائب شؤونهم فقد حوا في کثیر من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرأيب المعجزات حتّی قال بعضهم:من الغلوّ نفي السهو عنهم أو القول بأنّهم یعلمون ما کان و ما یکون و غیر ذلک مع انّه قد ورد في أخبار کثیرة: (لا تقولوا فينا ربّا و قولوا ما شئتم و لن تبلغوا) و ورد: (إنّ أمرنا صعب مستصعب لا یحتمله الاّ ملک مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للأيمان) و ورد: (لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله) و غیر ذلک ممّا مرّ و سیأتي،فلا بدّ للمؤمن المتدیّن أن لا یبادر بردّ ما ورد عنهم من فضائلهم و معجزاتهم و معالي أمورهم الاّ إذا ثبت خلافة بضرورهة الدین أو بقواطع البراهين أو بالأيات المحکمة أو بالأخبار المتواترة(1) .

الصادقيعليه‌السلام : لعن اللّه الغلاة و المفوّضة فانّهم صغّروا عصیان اللّه و کفروا به و أشرکوا و ضلّوا و أضلّوا فرارا من إقامة الفرائض و أداء الحقوق(2) .

النهي عن الغلوّ فيهمعليهم‌السلام (3) .

بعض ما روی عن الغلاة في فضل أمیر المؤمنینعليه‌السلام (4) .مثل انّه صعد الى السماء على فرس و ينظر اليه أصحابه الى غير ذلك(5) .

أقول : قد تقدّم ما یتعلق بالغلاة في(خطب)عند ذکر أبي الخطّاب.

____________________

(1) ق:264/81/7،ج:346/25.

(2) ق:162/32/10،ج:271/44.

(3) ق:134/27/11 و 147،ج:107/47 و 148. ق:207/33/11 و 219،ج:341/47 و 378. ق:141/31/12،ج:179/50.

(4) ق:605/115/9،ج:34/42.

(5) ق:9/115/605،ج:42/34.

٦٦٨

باب الغین بعده المیم

غمر : إبراهيم الغمر بن الحسن المثنی قد تقدّم ذکره في(برهم).

غمز:

الغمز و الغماز

باب الغمز و الهمز و اللمز(1) .

( إِنَّ الذينَ أَجْرَمُوا کٰانُوا مِنَ الذينَ آمَنُوا یَضْحَکُونَ* وَ إِذٰا مَرُّوا بِهِمْ یَتَغٰامَزُونَ ) (2) السورة.

صحیفة الرضا :عن الرضاعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّ موسی بن عمران سأل ربّه و رفع یديه فقال:یا ربّ أين ذهبت أوذيت،فأوحی اللّه تعالى اليه: یا موسی انّ في عسکرک غمّازا،فقال:یا ربّ دلّنی عليه،فأوحی اللّه اليه:انّي أبغض الغمّاز فکیف أغمز؟(3) .

أقول :یأتي في (لمز)ما یناسب ذلک.

غمم:

في الغمّ و ما یورثه و ما یذهب به

تفسیر العیّاشي :عن الصادقعليه‌السلام قال: ما یمنع أحدکم إذا دخل عليه غمّ من غموم الدنیا أن یتوضّأ ثمّ یدخل مسجده فيرکع رکعتین فيدعو اللّه فيها،أما سمعت اللّه(عزّ

____________________

(1) ق:کتاب العشرة/198/73،ج:292/75.

(2) سورة المطففين/الآية 29 و 30.

(3) ق:کتاب العشرة/198/73،ج:293/75.

٦٦٩

و جلّ)یقول:( وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاٰهِ ) (1) (2)

باب ما یورث الهمّ و الغمّ(3) .

الخصال :عن الرضاعليه‌السلام قال: اغتمّ أمیر المؤمنینعليه‌السلام یوما فقال:من أين أتيت فما أعلم انّي جلست على عتبة باب و لا شققت بین غنم و لا لبست سراویلي من قیام و لا مسحت یدي و وجهي بذيل.

و روي عنهمعليهم‌السلام قالوا: انّ أحد عشر شیئا یورث الغمّ:المشي بین الأغنام و لبس السراویل قائما و قبض(3) شعر اللحیه بالأسنان و المشي على قشر البیض و اللعب بالخصیة و الاستنجاء باليمین و القعود على عتبة الباب و الأکل بالشمال و مسح الوجه بالأذيال و المشي فيما بین القبور و الضحک بین المقابر.و اعلم انّه قد ورد و اشتهر أيضا انّ المشي بین المرأتين و الاجتیاز بینهما و خیاطه الثوب على البدن و التعمّم قاعدا و البول في الماء الراکد و البول في الحمّام و النوم على الوجه منبطحا یورث الغمّ و الهمّ

جنة الأمان :رأيت في بعض کتب أصحابنا ما ملخّصه: انّ رجلا جاء الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و قال:یا رسول اللّه انّي کنت غنيّا فافتقرت و صحیحا فمرضت و کنت مقبولا عند الناس فصرت مبغوضا و کنت خفيفا على قلوبهم فصرت ثقیلا و کنت فرحانا فاجتمعت عليّ الهموم و الغموم و قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت و أجول طول نهاری في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوّت به کأنّ اسمی قد محي من دیوان الأرزاق، فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :یا هذا لعلّک تستعمل میراث الهموم؟فقال:و ما میراث الهموم؟قال:لعلّک تتعمّم من قعود أو تتسرول من قیام أو تقلّم أظفارک بسنّک أو

____________________

(1) سورة البقرة/الآية 45.

(2) ق:کتاب الأخلاق/5/1،ج:342/69.

(3) ق:92/62/16،ج:321/76.

(4) قصّ (خ ل).

٦٧٠

تمسحوجهک بذيلک أو تبول في ماء راکد أو تنام منبطحا على وجهک...الخبر(1) .

قد ورد: انّ العنب خصوصا الأسود منه یذهب بالغمّ(2) ، و تقدّم في(درج)انّ من کثر غمّة فليأکل الدرّاج،و في(زبب)انّ أکل الزبیب یذهب بالغمّ،و یأتي في (همم)ما یتعلق بذلک.

في انّ على رأس الحجّةعليه‌السلام غمامة تظلّه من الشمس تدور معه حیثما دار تنادي بصوت فصیح(هذا المهدي)(3) .

____________________

(1) ق:92/62/16،ج:323/76.

(2) ق:844/141/14،ج:149/66. ق:92/16/5،ج:331/11.

(3) ق:5/1/13،ج:24/51.

٦٧١

باب الغین بعده النون

غنم:

قصّة نفش الغنم

باب قصّة نفش الغنم(1) .

( وَ دٰاوُدَ وَ سُليمٰانَ إِذْ یَحْکُمٰانِ في الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ... الىوَ عِلْماً ) (2) .

التهذيب :عن أبي بصیر قال: سألت أبا عبد اللّهعليه‌السلام عن قول اللّه(عزّ و جلّ):( وَ دٰاوُدَ وَ سُليمٰانَ إِذْ یَحْکُمٰانِ في الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) فقال:لا یکون النفش الاّ بالليل،انّ على صاحب الحرث أن یحفظ الحرث بالنهار و ليس على صاحب الماشیة حفظها بالنهار إنّما رعیها و أرزاقها بالنهار فما أفسدت فليس عليها،و على صاحب الماشیه حفظ الماشیة بالليل عن حرث الناس فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا و هو النفش و انّ داودعليه‌السلام حکم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم و حکم سليمان الرسل و الثلّه و هو اللبن و الصوف في العام(3) .

ما ورد في مدح الغنم و اتّخاذه(4) .أقول : قد تقدّم ما یتعلق بذلک في(شوه)و (ضأن).

قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نظّفوا مرابض الغنم و امسحوا رغامهنّ فانهنّ من دوابّ

____________________

(1) ق:364/59/5،ج:130/14.

(2) سورة الأنبیاء/الآية 78.

(3) ق:364/59/5،ج:131/14.

(4) ق:682/95/14،ج:116/64.

٦٧٢

الجنة. و في روأية أخری: و صلّوا في مراحها.و الرغام ما یخرج من أنوفها .و قال أبو الحسنعليه‌السلام : لا تصفر بغنمک ذاهبة و انعق بها راجعة.

بیان : لا تصفر من الصفير و هو الصوت المعروف،و نعق بغنمه صاح بها و زجرها و یدلّ على مرجوحيّه الصفير للغنم(1) .

فضأيل الشیعة :عن الصادقعليه‌السلام قال:قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : أنا الراعي راعي الأنام أفتری الراعي لا یعرف غنمه؟قال:فقام اليه جویریة و قال:یا أمیر المؤمنین فمن غنمک؟قال:صفر الوجوه ذبل الشفاه من ذکر اللّه(2) .

قصّة غانم بن أبي غانم

قصّة غانم بن أبي غانم و الحصاه التي کانت معه ختم عليها عليّ و الحسنانعليهم‌السلام و جاء الى المدینة ليختم عليها عليّ بن الحسینعليهما‌السلام فذهب الى عليّ بن عبد اللّه بن العباس فکذّبه و ضربة و أخذ منه الحصاة،فرأي الحسینعليه‌السلام في المنام فقال:هاک الحصاة یا غانم و امض الى عليّ ابني فهو صاحبک(3) .

قصة مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أمّ غانم و طبع أبي محمّد العسکريّعليه‌السلام على حصاته بخاتمة المنقوش فيه(الحسن بن عليّ)(4) .

باب کیفية قسمة الغنائم و حکم أموال المشرکین و المخالفين و النواصب(5) .

غنی:

الغنی و ما یتعلق به

تحقیق في الفقر و الغنی سیأتي الإشارة اليه في(فقر).

____________________

(1) ق:691/98/14،ج:151/64.

(2) ق:کتاب الأيمان/149/19،ج:176/68.

(3) ق:12/3/11،ج:35/46.

(4) ق:170/37/12،ج:302/50.

(5) ق:106/78/21،ج:54/100.

٦٧٣

الصادقيعليه‌السلام : في بیان وقوف الغنيّ الذي کان من أهل الجنة للحساب حتّی یسیل منه العرق ما لو شربه أربعون بعیرا لکفاها ثمّ یدخل الجنة بخلاف الفقیر فانّه ليس له الوقوف(1) .

باب الغنی و الکفاف(2) .

( أَ یَحْسَبُونَ أَنَّمٰا نُمدّةمْ بِهِ مِنْ مٰالٍ وَ بنينَ* نُسٰارِعُ لَهُمْ في الْخَیْرٰاتِ بَلْ لاٰ یَشْعُرُونَ ) (3) .

( إِنَّ الْإِنْسٰانَ ليطْغیٰ* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنیٰ ) (4) .

ذمّ کثرة المال و مدح غنی النفس و الاستغناء عن الناس

ما یظهر منه ذمّ کثرة المال و الغنی و مدح الکفاف(5) .

أوحی اللّه تعالى الى موسیعليه‌السلام :یا موسی لا تفرح بکثرة المال و لا تدع ذکری على کلّ حال فانّ کثرة المال تنسي الذنوب و إنّ ترک ذکري یقسي القلوب.

السرائر :الباقريعليه‌السلام : ليس من شیعتنا من له مائة ألف و لا خمسون ألفا و لا أربعون ألفا و لو شئت أن أقول ثلاثون ألفا لقلت،و ما جمع رجل قطّ عشرة آلاف من حلّها.

التمحیص :عن الصادقعليه‌السلام قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الفقر خیر للمؤمن من الغنی إلاّ من حمل کلاّ و أعطي في نائبه،قال:و قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :ما أحد یوم القيامة غنی و لا فقیر إلاّ یودّ انّه لم یؤت منها إلاّ القوت.

التمحیص :عن الصادقعليه‌السلام : ما أعطى اللّه عبدا ثلاثین ألفا و هو یرید به خیرا. و قال: ما جمع رجل قطّ عشرة آلاف من حلّ و قد جمعهما اللّه لأقوام إذا أعطوا

____________________

(1) ق:کتاب الأخلاق/229/56،ج:35/72.

(2) ق:کتاب الأخلاق/233/57،ج:56/72.

(3) سورة المؤمنون/الآية 55 و 56.

(4) سورة العلق/الآية 6 و 7.

(5) ق:کتاب الأخلاق/235/57،ج:63/72.

٦٧٤

القریب و رزقوا العمل الصالح و قد جمع اللّه لقوم الدنیا و الآخرة.

نوادر الراونديّ :عن الکاظم عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما قرب عبد من السلطان الاّ تباعد من اللّه تعالى و لا کثر ماله الاّ اشتدّ حسابه و لاکثر تبعته الاّ کثر شیاطینه،و قال:قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :طوبی لمن أسلم و کان عیشه کفافا و قواه شدادا،و قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :اللّهمّ ارزق محمّدا و آل محمّد و من أحبّ محمّدا و آل محمّد العفاف و الکفاف و ارزق من أبغض محمّدا و آل محمّد کثرة المال و الولد.

نهج البلاغة :قالعليه‌السلام : المال مادّة الشهوات، و قال: لا ینبغي للعبد أن یثق بخصلتین:العافية و الغنی،بینا تراه معافي اذ سقم و بینا تراه غنيّا إذ افتقر. و قالعليه‌السلام : الدنیا دار بني لها الفناء و لأهلها منها الجلاء و هي حلوة خضرة قد عجّلت للطالب و التبست بقلب الناظر فارتحلوا عنها بأحسن ما بحضرتکم من الزاد و لا تسألوا فيها فوق الکفاف و لا تطلبوا منها أکثر من البلاغ(1) .

و من شعرةعليه‌السلام :

دليلک انّ الفقر خیر من الغنی

و انّ قليل المال خیر من المثری

لقاؤک مخلوقا عصی اللّه بالغنی(2)

و لم تر مخلوقا عصی اللّه للفقر(3)

أجر الغنی الوصول للرحم و البارّ

تفسیر القمّيّ : ذکر رجل عند أبي عبد اللّهعليه‌السلام الأغنیاء و وقع فيهم،فقال أبو عبد اللّهعليه‌السلام :اسکت فانّ الغنيّ إذا کان وصولا لرحمه بارّا بإخوانه أضعف اللّه تعالى له الأجر ضعفين لأن اللّه تعالى یقول:( وَ مٰا أَمْوٰالُکُمْ وَ لاٰ أَوْلاٰدُکُمْ بِالتي تُقَرِّبُکُمْ عِنْدَنٰا زُلْفيٰ إِلاّٰ مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً فَأُولٰئِکَ لَهُمْ جَزٰاءُ الضِّعْفِ بِمٰا عَمِلُوا وَ هُمْ في الْغُرُفٰاتِ

____________________

(1) ق:کتاب الأخلاق/236/57،ج:67/72.

(2) للغنی(خ ل).

(3) ق:139/16/17،ج:85/78.

٦٧٥

آمِنُونَ ) (1) .(2)

باب ما یورث الفقر أو الغناء(3) .أقول : قد تقدّم في(رزق)و یأتي في (فقر) ما یناسب ذلک.

مدح اليأس ممّا في أيدي الناس

باب غنی النفس و الاستغناء عن الناس و الىأس عنهم(4) .

أمالي الصدوق :قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خیر الغنی غنی النفس.

أمالي الصدوق :قال الصادقعليه‌السلام : ثلاثة هنّ فخر المؤمن و زینة في الدنیا و الآخرة:الصلاة في آخر الليل و یأسه ممّا في أيدي الناس و ولآية الإمام من آل محمّدعليهم‌السلام .

أمالي الطوسيّ :قال الصادقعليه‌السلام : إذا أراد أحدکم أن لا یسأل اللّه شیئا الاّ أعطاه فليیأس من الناس کلّهم و لا یکون له رجاء الاّ من عند اللّه(عزّ و جلّ)،فإذا علم اللّه(عزّ و جلّ)ذلک من قلبه لم یسأل اللّه شیئا الاّ أعطاه(5) .

النبويّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سألنا أعطيناه و من استغنی أغناه اللّه.

فقه الرضا :و أروي عن العالم انّه قال: الىأس ممّا في أيدي الناس عزّ المؤمن في دینه و مروّته في نفسه و شرفه في دنیاه و عظمته في أعین الناس و جلالته في عشیرته و مهابته عند عیاله و هو أغنی الناس عند نفسه و عند جمیع الناس، الى أن قال:و روی: سخاء النفس عمّا في أيدي الناس أکثر من سخاء البذل،و اعلم انّ بعض العلماء سمع رجلا یدعو اللّه أن یغنبه عن الناس فقال:انّ الناس لا یستغنون عن

____________________

(1) سورة سبأ/الآية 37.

(2) ق:4/1/23،ج:2/103.

(3) ق:89/60/16،ج:314/76.

(4) ق:کتاب العشرة/146/49،ج:105/75.

(5) ق:کتاب العشرة/146/49،ج:107/75.

٦٧٦

الناس و لکن أغناک اللّه عن دناة الناس(1) .

الکافي :عن الصادقعليه‌السلام :کان أمیر المؤمنینعليه‌السلام یقول: ليجتمع في قلبک الافتقار الى الناس و الاستغناء عنهم فيکون افتقارک اليهم في لين کلامک و حسن بشرک و یکون استغناؤک عنهم في نزاهه عرضک و بقاء عزّک(2) .

کنز الکراجکيّ :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ليس الغناء في کثرة العرض و إنّما الغناء غنی النفس، و قال: ثلاث خصال من صفات أوليّاء اللّه:الثقة باللّه في کلّ شيء و الغنا به عن کلّ شيء و الافتقار اليه في کلّ شيء.

قال رجل للصادقعليه‌السلام :عظني فقال:لا تحدّث نفسک بفقر و لا بطول عمر، قیل ما استغنی أحد باللّه الاّ افتقر الناس اليه و أنشد لأمیر المؤمنینعليه‌السلام :

ادفع الدنیا بما اندفعت

و اقطع الدنیا بما انقطعت

یطلب المرء الغنی عبثا

و الغنی في النفس لو قنعت(3)

و قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام في وصيّته للحسنعليه‌السلام : و إن استطعت أن لا یکون بینک و بین اللّه ذو نعمة فافعل فانّک مدرک قسمک و آخذ سهمک و انّ الىسیر من اللّه أکرم و أعظم من الکثیر من خلقة و إن کان کلّ منه،فإن نظرت فللّه المثل الأعلى فيما تطلب من الملوک و من دونهم من السفلة لعرفت انّ لک في یسیر ما تصیب من الملوک افتخارا و انّ عليک في کثیر ما تطلب من الدناة عارا(4) .

و قال الصادقعليه‌السلام : من رزق ثلاثا نال ثلاثا و هو الغنی الأکبر:القناعة بما أعطي و اليأس ممّا في أيدي الناس و ترک الفضول(5) .أقول : روی الشیخ في(التهذيب) عن الحسن بن محبوب عن حریز قال:سمعت أبا عبد اللّهعليه‌السلام یقول: اتّقوا اللّه و صونوا

____________________

(1) ق:کتاب العشرة/147/49،ج:108/75.

(2) ق:کتاب العشرة/148/49،ج:112/75.

(3) ق:8/2/23،ج:20/103.

(4) ق:61/8/17،ج:215/77.

(5) ق:181/23/17،ج:231/78.

٦٧٧

أنفسکم بالورع و قوّوه بالتقية و الإستغناء باللّه عن طلب الحوائج الى صاحب سلطان،و اعلم انّه من خضع لصاحب سلطان أو لمن یخالفة على دینه طالبا(1) لما في یده من دنیاه أخمله اللّه و مقته عليه و وکّله اليه فإن هو غلب على شيء من دنیاه فصار اليه منه شيء نزع اللّه البرکة منه و لم یأجره على شيء ینفقة في حجّ و لا عتق و لا برّ. قال شیخنا البهائيرحمه‌الله بعد هذا الحدیث الشریف:قد صدقعليه‌السلام فانّا قد جرّبنا ذلک و جرّبه المجرّبون قبلنا و اتّفقت الکلمة منّا و منهم على عدم البرکة في تلک الأموال و سرعه نفادها و اضمحلالها و هو أمر ظاهر محسوس یعرفة کلّ من حصّل شیئا من تلک الأموال الملعونة،نسأل اللّه رزقا حلالا طیّبا یکفينا و یکفّ أکفّنا عن مدّها الى هؤلاء و أمثالهم انّه سمیع الدعاء لطیف لما یشاء.

في الغناء و ذمّ استماعه

باب کسب النائحة و المغنّیة(2) .

الخصال :عن الصادقعليه‌السلام قال: المنجّم ملعون و الکاهن ملعون و الساحر ملعون و المغنيّة ملعونة و من آواها ملعون و أکل کسبها ملعون(3) .

تفسیر العیّاشي :عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: کنت عند أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال له رجل: بأبي و أمّي انّي أدخل کنیفا لي و لي جیران و عندهم جوار یتغنّین و یضربن بالعود فربّما أطلت الجلوس استماعا منّي لهنّ،فقال:لا تفعل،فقال الرجل:و اللّه ما هو شيء أتيه برجلي انّما هو سماع أسمعة بأذنی،فقال له:أنت أما سمعت اللّه یقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ کُلُّ أُولٰئِکَ کٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) (4) ؟قال:بلي و اللّه فکانّي

____________________

(1) طلبا(ظ).

(2) ق:18/5/23،ج:58/103.

(3) ق:18/5/23،ج:58/103.

(4) سورة الإسراء/الآية 36.

٦٧٨

لم أسمع هذه الآية قطّ من کتاب اللّه من عجمي و لا من عربيّ انّي لا أعود إن شاء اللّه و انّي استغفر اللّه،فقال له:قم فاغتسل و صلّ ما بدا لک فانّک کنت مقیما على أمر عظیم،ما کان أسوأ حالک لو متّ على ذلک،أحمد اللّه و أسأله التوبة من کلّ ما یکره انّه لا یکره الاّ القبیح و القبیح دعه لأهله فانّ لکلّ أهلا(1) .

أجر تارک سماع الغناء

تفسیر القمّيّ :عن عاصم بن حمید عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام في حدیث قال: قلت:جعلت فداک انّي أردت أن أسألک عن شی أستحیي منه،قلت:في الجنة غناء؟قال:انّ في الجنة شجرا یأمر اللّه ریاحها فتهبّ فتضرب تلک الشجرة بأصوات لم یسمع الخلأيق بمثلها حسنا،ثمّ قال:هذا عوض لمن ترک السماع في الدنیا من مخافة اللّه(2) .

و روی العامّة عن صفوان بن أمیّة قال: کنّا عند رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ جاء عمر بن قره فقال:یا رسول اللّه انّ اللّه کتب عليّ الشقوه فلا أرانی أرزق الاّ من دفي بکفي فأذن في الغناء من غیر فاحشه،فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا آذن لک و لا کرامة و لا نعمة أي عدو اللّه لقد رزقک اللّه طیّبا فاخترت ما حرّم عليک من رزقه مکان ما أحل اللّه لک من حلاله،أما انّک لو قلت بعد هذه المقالة ضربتک ضربا وجیعا(3) .

النبويّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من عبد یدخل الجنة الاّ و یجلس عند رأسه و عند رأسه و عند رجليه ثنتان من الحور العین تغنّیانه بأحسن صوت(4) .

سؤال أبي ولاد الصادقعليه‌السلام عن رجل من أصحابنا ورعا مسلما کثیر الصلاة قد ابتلي بحبّ اللهو و هو یسمع الغناء(5) .

____________________

(1) ق:101/20/3،ج:34/6.

(2) ق:327/57/3،ج:127/8.

(3) ق:42/5/3،ج:150/5.

(4) ق:347/57/3،ج:195/8.

(5) ق:263/26/14،ج:325/59.

٦٧٩

ذکر معنی قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ليس منّا من لم یتغنّ بالقرآن) و بیان انّ المراد منه ليس منّا من لم یستغن به و لا یذهب به الصوت(1) .

معنی الغناء

مجمع البحرین : الغناء-ککساء-الصوت المشتمل على الترجیع المطرب أو ما یسمّى بالعرف غناء و إن لم یطرب سواء کان في شعر أو قرآن أو غیرهما و استثني منه الحدأ للإبل و قیل و فعله للمرأة في الأعراس مع عدم الباطل.

____________________

(1) ق:100/67/16،ج:342/76.

٦٨٠