سفینة البحار الجزء ٧

سفینة البحار0%

سفینة البحار مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 720

سفینة البحار

مؤلف: الشيخ عباس القمي
تصنيف:

الصفحات: 720
المشاهدات: 36681
تحميل: 3429


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 720 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 36681 / تحميل: 3429
الحجم الحجم الحجم
سفینة البحار

سفینة البحار الجزء 7

مؤلف:
العربية

بیده الى حنجرته،یأتيه رسول اللّه و عليّ(عليهما و آلهما السلام)فيقولان له:أمّا ما کنت تخاف فقد آمنک اللّه منه و أمّا ما کنت ترجو فأمامک فابشروا أنتم الطیّبون و نساؤکم الطیّبات،و کلّ مؤمنة حوراء عیناء و کلّ مؤمن صدّیق شهيد(١) .

غبن:

في الغبن و معنی یوم التغابن

الکافي :عن الحسین بن یزید قال:سمعت أبا عبد اللّهعليه‌السلام یقول: و قد قال أبو حنیفة: (عجب الناس منک أمس و أنت بعرفة تماکس ببدنک أشدّ مکاسا یکون)قال:فقال له أبو عبد اللّهعليه‌السلام :و ما للّه من الرضا أن أغبن في مالي(٢) .

أقول : قال تعالى في سورة التغابن:( یَوْمَ یَجْمَعُکُمْ ليوْمِ الْجَمْعِ ذٰلِکَ یَوْمُ التَّغٰابُنِ ) (٣) قالوا:أي یغبن فيه بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الأشقیاء لو کانوا سعداء و بالعکس.

و عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما من عبد مؤمن یدخل الجنة الاّ أری مقعده من النار لو أساء ليزداد شکرا و ما من عبد یدخل النار الاّ أری مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة. و عن الصادقعليه‌السلام : یوم یغبن أهل الجنة أهل النار.

مجمع البحرین : و في الحدیث: نعمتان مغبون فيهما کثیر من الناس:الصحة و الفراغ؛ المغبون الذي یبیع الکثیر بالقليل و من حیث اشغال المکلّف أيام الصحة و الفراغة بالأمور الدنیویة یکون مغبونا لأنّه قد باع أيام الصحة و الفراغة التي لا قیمة لها بشيء لا قیمة له من الأمور الحقیرة الفانیة المنغّصة بشوائب الکدورات،و منه حدیث: بیع المغبون لا محمود و لا مشکور(٤) ، یقال(غبنه في البیع)من باب ضرب غبنا و یحرّک:خدعه،انتهى.

____________________

(١) ق:٣٩٣/١٢٦/٧،ج:١٦٣/٢٧.

(٢) ق:١٧١/٢٩/١١،ج:٢٢٢/٤٧.

(٣) سورة التغابن/الآية ٩.

(٤) مأجور(خ ل).

٦٠١

باب الغین بعده الدال

غدر:

في الغدر و ذمّه

ذمّ الغدر و انّ ما ورد عن أمیر المؤمنینعليه‌السلام في ابن جرموز قاتل الزبیر(بشّر قاتل ابن صفيه بالنار)لغدره بالزبیر و قتله بعد أن أعطاه الأمان و کان قتله على وجه الغیلة و المکر و هذه منه معصیة لا شبهة فيها،و قد تظاهر الخبر بذلک حتّی قالت عاتکه بنت زید بن عمرو بن نفيل في ذلک:

غدر ابن جرموز بفارس بهمة

یوم اللّقاء و کان غیر معرّد

یا عمرو لو نبّهته لوجدته

لا طأيشا رعش اللسان و لا اليد

مع انّه کان من الخوارج(١) .

نهج البلاغة :قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : انّ الوفاء توأم الصدق و لا أعلم جنة أوفي منه،و لا یغدر من علم کیف المرجع،و لقد أصبحنا في زمان قد اتّخذ أکثر أهله الغدر کیسا و نسبهم أهل الجهل فيه الى حسن الحیله،ما لهم قاتلهم اللّه،قد یری الحوّل القلّب وجه الحیله و دونه مانع من أمر اللّه و نهيه فيدعها رأي عین(٢) بعد القدرة عليها و ینتهز فرصتها من لا حریجة له في الدین.

بیان : المرجع مصدر،أي الرجوع الى اللّه،أو اسم مکان،و الکیس الفطنة و الذکاء،و الحوّل القلّب هو الذي کثر تحوّله و تقلّبه في الأمور و جرّبها و عرف

____________________

(١) ق:٤٦٢/٤١/٨،ج:٣٣٦/٣٢.

(٢) العین(خ ل).

٦٠٢

وجوهها،و الوجه الجهة،و دونه أي إمامة،رأي عین أي رؤیة معأينه أي یترکها ترکا معأينا غیر ناش عن غفلة،و الحریجة التحرّج و هو التحرّز من الحرج و الإثم، و قیل الحریجة التقوي(١) .

کلام الأمیرعليه‌السلام في معاویة

العلويعليه‌السلام : و اللّه ما معاویة بأدهي منّي و لکنّه یغدر و یفجر،و لو لا کراهية الغدر لکنت من أدهي الناس و لکن کلّ غدرة فجرة و کلّ فجرة کفرة و لکلّ غادر لواء یعرف به یوم القيامة،و اللّه ما أستغفل بالمکيدة و لا أستغمز بالشدیدة(٢) .

عن ابن الجوزي: انّ عیسیعليه‌السلام مرّ بحوّاء(٣) یطارد حيّه فقالت الحيّه:یا روح اللّه قل له لئن لم یلتفت عنّي لأضربنّه ضربة أقطعة قطعا،فمرّ عیسی ثمّ عاد فإذا الحيّه في سلّه الحاوي فقال لها عیسی:أ لست القائله کذا و کذا فکیف صرت معه؟فقالت: یا روح اللّه انّه قد حلف لي و الآن غدرني فسمّ غدره أضرّ عليه من سمّي(٤) .

العلويعليه‌السلام : في ذمّ المغیرة بن شعبه و قوم ثقیف بالغدر(٥) .

في انّ المغیرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم و أخذ أموالهم ثمّ جاء فأسلم فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :أمّا الإسلام فقد قبلنا و أمّا المال فانّه مال غدر لا حاجة لنا فيه(٦) .

غدر معاویة بالحسنعليه‌السلام في الشروط التي ذکرها الحسنعليه‌السلام (٧) .

____________________

(١) ق:٦٩٠/٦٤/٨،ج:١٠٣/٣٤. ق:کتاب العشرة١٩٦/٧٢/،ج:٢٨٧/٧٥.

(٢) ق:کتاب العشرة/١٩٧/٧٢،ج:٢٩٠/٧٥. ق:٤٧٠/٩٢/٩،ج:١٩٣/٤٠. ق:٥٣٨/١٠٦/٩،ج:١٢٩/٤١.

(٣) جامع الحيّات.

(٤) ق:٧٢٠/١٠٣/١٤،ج:٢٧٩/٦٤.

(٥) ق:٧٣٤/٦٧/٨،ج:٣٢٢/٣٤.

(٦) ق:٥٥٧/٥٠/٦،ج:٣٣٢/٢٠.

(٧) ق:١١١/١٩/١٠،ج:٤٩/٤٤.

٦٠٣

غدر أرباب الجاریة التي عارضها الجنّ بأبي خالد الکابلي(١) .

خبیب بن عدي و تبرّیه عن الغدر

کان خبیب بن عدي من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسرته کفّار قریش،و کان في البیت الذي کان فيه أسیرا ابن صغیر،فجاء یوما عنده و کانت أمّه غافلة فوجدته جالسا على فخذ خبیب و کان بید خبیب موسیّ یستحدّ بها ففزعت المرأة فزعا عرفها خبیب فقال:أتخشین أن أقتله؟ما کنت لأفعل ذلک،انّ الغدر ليس من شأننا، قالت:و اللّه ما رأيت أسیرا قطّ خیرا من خبیب(٢) .

غدیر خمّ و ما یتعلق به

باب أخبار الغدیر و ما صدر في ذلک اليوم من النصّ الجلي على إمامة أمیر المؤمنینعليه‌السلام و تفسیر بعض الأيات النازلة في تلک الواقعة(٣) .فيه ما قاله السيّد ابن طاووس في الإقبال في ذلك الباب(٤) .

تفسیر العیّاشي :قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام في ذکره حدیث الغدیر: لقد حضر اثنا عشر ألف رجل یشهدون لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فما قدر على أخذ حقّه و انّ أحدکم یکون له المال و له شاهدان فيأخذ حقّه. و في حدیث آخر: العجب لما لقي عليّ بن أبي طالب انّه کان له عشرة آلاف شاهد لم یقدر على أخذ حقّه(٥) .

____________________

(١) ق:١١/٣/١١،ج:٣١/٤٦.

(٢) ق:٥١٨/٤٣/٦،ج:١٥٣/٢٠.

(٣) ق:١٩٨/٥٢/٩،ج:١٠٨/٣٧.

(٤) ق:٢٠٣/٥٢/٩،ج:١٢٦/٣٧.

(٥) ق:٩/٥٢/٢٠٧،ج:٣٧/١٤٠.

٦٠٤

الإشارة الى أشعار حسّان و غیره

أشعار حسّان و قیس بن سعد و الکمیت و الحمیري في واقعة غدیر خمّ:

أشعار حسّان یوم غدیر خمّ:

یناديهم یوم الغدیر نبيّهم

بخمّ و أکرم بالنبيّ منادیا

یقول فمن مولاکم و وليّکم

فقالوا و لم یبدوا هناک التّعادیا

الهک مولانا و أنت وليّنا

و لن تجدن منّا لک اليوم عاصیا

فقال له:قم یا عليّ فانّني

رضيتک من بعدي إماما و هاديا

شعر قیس بن سعد یوم صفين:

قلت لمّا بغي العدوّ علينا

حسبنا ربّنا و نعم الوکیل

و عليّ إمامنا و إمام

لسوانا أتي به التنزیل

یوم قال النبيّ من کنت مولاه

فهذا مولاه خطب جليل

انّما قاله الرّسول على الأمّه

ما فيه قال و قیل

و قال الکمیت:

نفي عن عینک الأرق الهجوعا

و همّا یمتری عنها الدموعا

لدی الرحمن یشفع بالمثاني

و کان لنا أبو حسن شفيعا

و یوم الدّوح دوح غدیر غمّ

أبان له الولآية لو أطیعا

و لکنّ الرجال تدافعوها

فلم أر مثلها خطرا منیعا

روی انّه رأي بعض المؤمنین أمیر المؤمنینعليه‌السلام في المنام فاستنشده أبيات الکمیت فأنشد أياها فلمّا انتهى الى هذا البیت قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام :

فلم أر مثل ذاک اليوم یوما

و لم أر مثله حقّا أضیعا

و قال السیّد الحمیري:

٦٠٥

یا بأيع الأخری(١) بدنیاه

ليس بهذا أمر اللّه

الأبيات(٢) .

نزول رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدیر خمّ

جامع الأخبار :بالاسناد عن زرارة قال:سمعت الصادقعليه‌السلام قال: لمّا خرج رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى مکّة في حجّة الوداع فلمّا انصرف منها... الى أن قال: جاءه جبرئیل في الطریق فقال له:یا رسول اللّه انّ اللّه تعالى یقرئک السلام و قرأ هذه الآية( یٰا آيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ اليک مِنْ رَبِّکَ ) (٣) فقال له رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :یا جبرئیل انّ الناس حدیثو عهد بالإسلام فأخشی أن یضطربوا و لا یطیعوا،فعرج جبرئیلعليه‌السلام الى مکانه و نزل عليه في اليوم الثاني و کان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نازلا بغدیر فقال له: یا محمد( یٰا آيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ اليک مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ ) فقال له:یا جبرئیل أخشی من أصحأبي أن یخالفوني،فعرج جبرئیل و نزل عليه في اليوم الثالث و کان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بموضع یقال له غدیر خمّ و قال له:( یٰا آيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ اليک مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اللّٰهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النّٰاسِ ) فلمّا سمع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه المقالة قال للناس:أنیخوا ناقتي فو اللّه ما أبرح من هذا المکان حتّی أبلّغ رسالة ربّي،و أمر أن ینصب له منبر من أقتاب الإبل و صعدها و أخرج معه عليّاعليه‌السلام و قام قائما و خطب خطبة بليغة وعظ فيها و زجر ثمّ قال في آخر کلامه:یا آيها الناس،أ لست أوليّ بکم منکم؟فقالوا:بلي یا رسول اللّه، ثمّ قال:قم یا عليّ،فقام عليّعليه‌السلام فأخذ بیده فرفعها حتّی رئی بیاض إبطیهما ثمّ قال:ألا من کنت مولاه فهذا عليّ مولاه،اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر

____________________

(١) الدین(خ ل).

(٢) ق:٢١٠/٥٢/٩،ج:١٥٠/٣٧.

(٣) سورة المائده/الآية ٦٧.

٦٠٦

من نصرة و اخذل من خذله،ثمّ نزل من المنبر و جاء أصحابة الى أمیر المؤمنینعليه‌السلام و هنّوه بالولآية و أول من قال له عمر بن الخطّاب فقال له:یا عليّ أصبحت مولأي و مولى کلّ مؤمن و مؤمنة،و نزل جبرئیلعليه‌السلام بهذه الآية( اليوم أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَليکُمْ نِعْمَتِی وَ رضيتُ لَکُمُ الْإِسْلاٰمَ دِیناً ) (١) .

سئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللّه(عزّ و جلّ):( یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّٰهِ ثُمَّ یُنْکِرُونَهٰا ) (٢) قال:یعرفون یوم الغدیر و ینکرونها یوم السقیفة فاستأذن حسّان بن ثابت أن یقول أبياتا في ذلک اليوم فأذن له فأنشأ یقول:

یناديهم یوم الغدیر نبيّهم...الى قوله:رضيتک من بعدي إماما و هاديا

هناک دعا اللّهم وال وليّه

و کن للذي عادی عليّا معادیا

فخصّ بها دون البريّة کلّها

عليّا و سمّاه العزیز الموأخيا

فقال له رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :لا تزال یا حسّان مؤیّدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانک...الخ(٣) .

أسماء من روی حدیث غدیر خمّ(٤) .

تواتر طرق حدیث أخبار الغدیر

اعلم انّ الاستدلال بخبر الغدیر یتوقّف على أمرين:أحدهما إثبات الخبر و الثاني دلالته على خلافته(صلوات اللّه عليه)،أمّا الأوّل فلا أظنّ عاقلا یرتاب في ثبوته و تواتره بعد الرجوع الى الأخبار التي اتّفق المخالف و المؤالف على نقلها و تصحیحها،قال صاحب إحقاق الحقّ:ذکر الشیخ ابن کثیر الشامي الشافعي عند ذکر أحوال محمّد بن جریر الطبريّ:انّي رأيت کتابا جمع فيه أحادیث غدیر خمّ في

____________________

(١) سورة المائده/الآية ٣.

(٢) سورة النحل/الآية ٨٣.

(٣) ق:٢١٤/٥٢/٩،ج:١٦٦/٣٧.

(٤) ق:٢١٨/٥٢/٩،ج:١٨١/٣٧.

٦٠٧

مجلّدین ضخیمین و کتابا جمع فيه طرق حدیث الطیر،و نقل عن أبي المعالي الجویني انّه کان یتعجّب و یقول:رأيت مجلّدا ببغداد في ید صحّاف فيه روأيات هذا الخبر مکتوبا عليه(المجلّدة الثامنة و العشرون من طرق من کنت مولاه فعليّ مولاه و یتلوه المجلدة التاسعة و العشرون)،و أثبت الشیخ ابن الجوزي الشافعي في رسالته الموسومة بأسنی المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام تواتر هذا الحدیث من طرق کثیرة و نسب منکره الى الجهل و العصبيّة

قال:قال السیّد المرتضیرحمه‌الله في کتاب(الشافي): أمّا الدلالة على صحة الخبر فلا یطالب بها الاّ متعنّت لظهوره و اشتهاره و حصول العلم لکلّ من سمع الاخبار به،و ما المطالب بتصحیح خبر الغدیر و الدلالة عليه الاّ کالطالب بتصحیح غزوات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الظاهرة المشهورة و أحواله المعروفة و حجّة الوداع نفسها لأنّ ظهور الجمیع و عموم العلم به بمنزلة واحدة،الى أن قال:و قد استند هذا الخبر بما لا یشرکه فيه سأير الأخبار لأنّ الأخبار على ضربین أحدهما لا یعتبر في نقله الأسانید المتصله کالخبر عن وقعة بدر و خیبر و الجمل و صفين،و الضرب الآخر یعتبر فيه اتّصال الأسانید کأخبار الشریعة،و قد اجتمع فيه الطریقان،و ممّا یدلّ علي صحّته إجماع علماء الأمّه على قبوله،و لا شبهة فيما ادّعیناه من الإطباق لأنّ الشیعة جعلته الحجّة في النصّ على أمیر المؤمنینعليه‌السلام بالإمامة و مخالفو الشیعة أوّلوه على اختلاف تأویلاتهم و ما یعلم انّ فرقه من فرق الأمّه ردّت هذا الخبر أو امتنعت من قبوله ،و أمّا الثاني و هو دلالة الخبر على خلافتهعليه‌السلام فلنا في الاستدلال به على إمامته مقامان:

معنی المولى

الأوّل:انّ المولى جاء بمعنی أولى بالأمر و المتصرّف المطاع في کلّ ما یأمر،

٦٠٨

و الثاني انّ المراد به هنا هذا المعنی،أمّا الأول فکفى في ذلک ما قاله علم الهدی في الشافي من انّ من کان له أدنی اختلاط باللغة و أهلها یعرف انّهم یضعون هذه اللفظة مکان أوليّ،و قد ذکر أبو عبیدة معمّر بن المثنی و منزلتة في اللغة منزلتة في کتابة المعروف بالمجاز في القرآن لمّا انتهى الى قوله:( مَأْوٰاکُمُ النّٰارُ هي مَوْلاٰکُمْ ) (١) انّ معنى مولاكم أولى بكم و أنشد بيت لبيد شاهداً له فغدت... البيت(٢) ، و قال البيضاوي و الزمخشري و غيرهما من المفسرين في تفسير قوله تعالى:( هِيَ مَوْلاكُمْ ) : هي أولى بكم، و لا خلاف بين المفسّرين في انّ قوله تعالى:( وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ وَ الأَقْرَبُونَ ) (٣) انّ المراد بالموالي من کان أملک بالمیراث و أوليّ بحیازته و أحقّ به

تفسیر المولى في الآية

و أمّا الثاني و هو انّ المراد بالمولى هنا هذا المعنی فمعلوم من انّ عادة أهل اللسان في خطابهم إذا أوردوا جملة مصرّحة و عطفوا عليها بکلام محتمل لما تقدّم التصریح به و لغیره لم یجز أن یریدوا بالمحتمل الاّ المعنی الأول، فقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للجماعة: أ لست أوليّ بالمؤمنین من أنفسهم؟ و إقرارهم له بذلک،ثمّ قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متّبعا لقوله الأول بلا فصل: فمن کنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا قرینة على انّ المراد بالمولى الأوليّ و لا ینکر ذلک الاّ جاهل بأسالىب الکلام أو متجاهل لعصبيّته،على انّ ما یحتمله لفظ المولى ینقسم الى أقسام منها ما لم یکن کالمعتق و الحليف،و منها

____________________

(١) سورة الحدید/الآية ١٥.

البيت هو:

فعدت كلا الوجهين تحسب انّه

مولى المخافةِ خلفُها و امامُها

(مجاز القرآن ج٢/٢٥٤).

و في (القرطين) لابن مطرف الكناني لفظة (الفرجين) بدلاً من (الوجهين).(القرطين ج٢/١٦٤).

(٣) سورة النساء/الآية٣٣.

٦٠٩

ما کان عليه،و معلوم انّه لم یرده کالمالک و الجار و الصهر و المعتق و ابن العمّ،و منها ما کان عليه،و یعلم بالدليل انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم یرده و هو ولآية الدین و النصرة و المحبة و ولاء المعتق،فلم یبق الاّ القسم الرابع و هو الأوليّ،و قد ذهب جمع من المخالفين الى تجویز کون المراد الناصر و المحب،و لا یخفي على عاقل انّه ما کان یتوقّفبیان ذلک على اجتماع الناس لذلک في شدّة الحرّ بل کان هذا أمرا یجب أن یوصي به عليّاعليه‌السلام بأن ینصر و یحبّ من کان الرسول ینصرة و یحبّه و لا یتصوّر في إخبار الناس بذلک فائدة یعتدّ بها،على انّ الأخبار المرویّة من الطریقین الدالّة على انّ قوله تعالى:( اليوم أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ ) (١) نزلت في يوم الغدير تدلّ على انّ المراد بالمولى ما يرجع الى الإمامة الكبرى إذ ما يكون سبباً لكمال الدين و تمام النعمة على المسلمين لا يكون الّا ما يكون من أصول الدين بل من أعظمها و هي الإمامة التي بها يتمّ نظام الدنيا و الدين و بالاعتقاد بها تُقبل أعمال المسلمين و كذا الأخبار الدالّة على نزول قوله تعالى:( يا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) (٢) في عليّعليه‌السلام ممّا یعیّن انّ المراد بالمولى الأوليّ و الخليفة و الإمام،و ممّا یدلّ على انّ المراد بالمولى هنا الإمامة فهم من حضر ذلک المکان و سمع هذا الکلام هذا المعنی کحسّان حیث نظمه في شعرة المتواتر و غیره من شعراء الصحابة و التابعین و غیرهم و کالحارث بن نعمان الفهری على ما رواة الثعلبي و غیره انّه هکذا فهم الخطاب حیث سمعة الى غیر ذلک.

و ممّا یدلّ على ذلک انّ الأخبار الخاصیّة و العأمیّة المشتملة على تلک الواقعة تصلح لکونها قرینة لکون المراد بالمولى ما یفيد الإمامة الکبری و الخلافة العظمی لا سیّما مع انضمام ما جرت به عادة الأنبیاء و السلاطین و الأمراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم،و هل یریب عاقل في انّ نزول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زمان و مکان لم

____________________

(١) سورة المائده/الآية ٣.

(٢) سورة المائدة/الآية ٦٧.

٦١٠

یکن نزول المسافر متعارفا فيهما حیث کان الهواء في غأية الحرارة حتّی کان الرجل یستظلّ بدابّته و یضع الرداء تحت قدمیه من شدّة الرمضاء و المکان مملوء من الأشواک ثمّ صعودهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأقتاب أو الأحجار و الدعاء لأمیر المؤمنین عليّعليه‌السلام على وجه یناسب شأن الملوک و الخلفاء و ولاه العهد ثمّ أمره الناس یبأيعون عليّا لم یکن الاّ لنزول الوحي الأيجأبي الفوري في ذلک الوقت لاستدراک أمر عظیم الشأن جليل القدر و هو استخلافة و الأمر بوجوب طاعته.

أقول : انّي قد بسطت الکلام في ذلک في کتأبي المسمّي بفيض القدیر فيما یتعلق بحدیث الغدیر،و اللّه الموفّق(١) .

سؤال ابن أبي الحدید أبا جعفر النقیب و جوابه

و ممّا یناسب نقله في هذا المقام ما نقله ابن أبي الحدید عن أبي جعفر النقیب في شرح قول أمیر المؤمنینعليه‌السلام في النهج لبعض أصحابة و قد: سأله(کیف دفعکم قومکم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به؟)فقالعليه‌السلام :یا أخا بني أسد انّک لقلق الوضین ترسل في غیر سدد و لک بعد ذمامة الصّهر و حقّ المسألة و قد استعلمت فاعلم،امّا الاستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسبا و الأشدّون بالرسول نوطا فانّها کانت اثره شحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرین،و الحکم للّه...الخ.

قال ابن أبي الحدید: و سألت أبا جعفر یحیی بن محمّد العلوي نقیب البصرة وقت قراءتی عليه عن هذا الکلام و کانرحمه‌الله علي ما یذهب اليه من مذاهب العلوية منصفا وافر العقل فقلت له:من یعنيعليه‌السلام بقوله:(کانت اثرة شحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرین؟)،و من القوم الذين عناهم-أي الأسدي-بقوله: (کیف دفعکم قومکم عن هذا المقام و أنتم أحقّ به؟)هل المراد یوم السقیفة أو یوم

____________________

(١) ق:٢٣٢/٥٢/٩-٢٣٦،ج:٢٣٧/٣٧-٢٥٢.

٦١١

الشوری؟فقال:یوم السقیفة،فقلت:انّ نفسي لا تبأيعني أن أنسب الى الصحابة عصیان الرسول و دفع النصّ،فقال:و أنا فلا تسامحني أيضا أن أنسب الرسول الى إهمال أمر الإمامة و أن یترک الناس سدی مهملين و قد کان لا یغیب عن المدینة الاّ و یؤمّر عليها أمیرا و هو حيّ ليس بالبعید عنها فکیف لا یؤمّر و هو میّت لا یقدر على استدراک ما یحدث،ثمّ قال:ليس یشکّ أحد من الناس انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم کان عاقلا کامل العقل،أمّا المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم و أمّا اليهود و النصاری و الفلاسفة فيزعمون انّه حکيم تامّ الحکمة سدید الرأي أقام ملّة و شرع شریعة و استجدّ ملکا عظیما بعقله و تدبیره،و هذا الرجل العاقل الکامل یعرف طباع العرب و غرأيزهم و طلبةم بالثارات و الدخول و لو بعد الأزمان المتطاولة،و یقتل الرجل من القبیلة رجلا من بیت آخر فلا یزال أهل ذلک المقتول و أقاربه یتطلّبون القاتل ليقتلوه حتّی یدرکوا ثارهم منه فإن لم یظفروا به قتلوا بعض أقاربه و أهله،فإن لم یظفروا بأحدهم قتلوا واحدا أو جماعة من تلک القبیلة به و إن لم یکونوا رهطه الأدنین،و الإسلام لم یحلّ طبأيعهم و لا غیّر هذه السجیّه المرکوزه في أخلاقهم فکیف یتوهّم لبیب انّ هذا العاقل الکامل وتر العرب و على الخصوص قریشا و ساعدة على سفک الدماء و إزهاق الأنفس و تقلّد الضغأين ابن عمّه الأدنی و صهره و هو یعلم انّه سیموت کما یموت الناس و یترکه بعده و عنده ابنته و له منها ابنان یجريان عنده مجری ابنين من ظهره حنوا عليهما و محبة لهما و یعدل عنه في الأمر بعده و لا ینصّ عليه و لا یستخلفه فيحقن دمه و دم بنيه و أهله باستخلافة،ألا یعلم هذا العاقل الکامل انّه إذا ترکه و ترک بنيه و أهله سوقه و رعیّة فقد عرض دماءهم للإراقه بعده بل یکون هوعليه‌السلام الذي قتلهم و أشاط بدمائهم لأنّهم لا یعتصمون بعده بأمر یحمیهم و إنّما یکونون مضغة للآکل و فریسه للمفترس یتخطّفهم الناس و تبلغ فيهم الأغراس،فأمّا إذا جعل السلطان فيهم و الأمر اليهم فانّه یکون قد عصمهم

٦١٢

و حقن دماءهم بالریاسة التي یصولون بها و یرتدع الناس عنهم لأجلها،و مثل هذا معلوم بالتجربة ألا تری انّ ملک بغداد أو غیرها من البلاد لو قتل الناس و وترهم و أبقي في نفوسهم الأحقاد العظیمة عليه ثمّ أهمل أمر ولده و ذريّته من بعده و فسح للناس أن یقیموا ملکا من عرضهم واحدا منهم و جعل بنيه سوقه کبعض العامّة لکان بنوه بعده قليلا بقاؤهم سریعا هلاکهم و لوثب عليهم الناس و ذوو الأحقاد و التراث من کلّ جهة یقتلونهم و یشرّدونهم کل مشرد،و لو انّه عیّن ولدا من أولاده للملک و قام خاصّته و خدمه و خوّله بأمره بعده لحقنت دماء أهل بیته و لم تطل ید أحد من الناس اليهم لناموس الملک و أبّهه السلطنة و قوّة الریاسة و حرمه الاماره، أفتری ذهب عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ه ذا المعنی أم أحبّ أن یستأصل أهله و ذريّته من بعده؟!و أين موضع الشفقة على فاطمة العزیزة عنده الحبیبة الى قلبه؟!أتقول انّه أحبّ أن یجعلها کواحدة من فقراء المدینة تتکفّف الناس و أن یجعل عليّا المکرّم المعظّم عنده الذي کانت حاله معه معلومة کأبي هریرة الدوسي و أنس بن مالک الأنصاري یحکم الأمراء في دمه و عرضه و نفسه و ولده فلا یستطیع الامتناع و على رأسه مائة ألف سیف مسلول یتلظّی أکباد أصحابةا عليه و یودّون أن یشربوا دمه بأفواههم و یأکلوا لحمه بأسیافهم قد قتل أبناءهم و إخوانهم و آباءهم و أعمامهم و العهد لم یطل و القروح لم تتعرّف و الجروح لم تندمل...الخ(١) .

في استشهاد أمیر المؤمنینعليه‌السلام جمعا من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليستشهدوا بما قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غدیر خم(٢) .

فضل یوم الغدیر(٣) .

____________________

(١) ق:٢٩٩/٦١/٩،ج:١٦٣/٣٨.

(٢) ق:٥٥٩/١٠٩/٩،ج:٢١٣/٤١.

(٣) ق:٣٤٣/٥٧/٣،ج:١٨٢/٨.

٦١٣

ما یتعلق بغدیر خم(١) .

إخبار حذيفة لفتی من أبناء الأعاجم بغدیر خم و عقبة هرشی(٢) .

باب فضل یوم الغدیر و صومه(٣) .

باب أعمال یوم الغدیر و ليلته و أدعیتهما(٤) .

مسجد الغدیر

قال شیخنا الشهيدرحمه‌الله في(الذکری):من المساجد الشریفة مسجد الغدیر و هو بقرب الجحفة جدرانه باقيه الى اليوم و هو مشهور بیّن و قد کان طریق الحجّ عليه غالبا(٥) .

غدا:

في الغداء و العشاء

باب الغداء و العشاء و آدابهما(٦) .

( وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فيهٰا بکرة وَ عشيّا ) (٧) قال المجلسي: یظهر من بعض الأخبار انّ هذا وصف جنة الدنیا و فيها أيماء الى استحباب التغدّي و التعشّي و الجمع بینهما و الاکتفاء بهما و کأنّ البکرة شامل لما قبل الزوال و العشيّ لما بعده الى مضیّ شيء من الليل أو الى آخرة.

عیون أخبار الرضا عليه‌السلام :عن الرضا عن آبائهعليهم‌السلام قال:قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : من

____________________

(١) ق:٦٦٤/٦٦/٦،ج:٣٨٦/٢١.

(٢) ق:٢٢/٣/٨،ج:٩٠/٢٨.

(٣) ق:١٣٠/٦٠/٢٠،ج:١١٠/٩٧.

(٤) ق:٣١٣/٨٦/٢٠،ج:٢٩٨/٩٨.

(٥) ق:٣٥/١٠/٢٢،ج:٢٢٥/١٠٠.

(٦) ق:٨٧٧/١٩٦/١٤،ج:٣٤٠/٦٦.

(٧) سورة مریم/الآية ٦٢.

٦١٤

أراد البقاء و لا بقاء فليباکر الغداء و یجیّد الحذاء و یخفّف الرداء و ليقلّ غشیان النساء.

بیان : البقاء الأول امتداد العمر و الثاني الأبدیّة،و مباکرة الغداء المبادرة به و أيقاعه أول النهار،و الحذاء النعل و قیل المراد من الحذاء هنا الزوجة،و خفّة الرداء قلّة الدین.

و روي انّه شکی بعض الأصحاب الى الصادقعليه‌السلام ممّا یلقي من الأوجاع و التخم فقال:تغدّ و تعشّ و لا تأکل بینهما شیئا فانّ فيه فساد البدن،ثمّ استدلّ بالآية المذکورة.

طبّ الأئمة :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال:قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : عشاء الأنبیاء بعد العتمة فلا تدعوا العشاء فانّ ترک العشاء خراب البدن.

أقول : قد تقدّم ما یتعلق بذلک في(عشا).

المحاسن :عن الصادقعليه‌السلام : ینبغي للمؤمن أن لا یخرج من بیته حتّی یطعم فانّه أعزّ له(١) .

الدعوات :قال الصادقعليه‌السلام : إذا صليت الفجر فکل کسره تطیب بها نکهتک و تطفي بها حرارتک و تقوم بها أضراسک و تشدّ بها لثّتک و تجلب بها رزقک و تحسّن بها خلقک(٢) .

____________________

(١) ق:٨٧٨/١٩٦/١٤،ج:٣٤١/٦٦.

(٢) ق:٨٧٩/١٩٦/١٤،ج:٣٤٥/٦٦.

٦١٥

باب الغین بعده الراء

غرب:

خبر(الإسلام بدأ غریبا و سیعود غریبا)

قال الجزري في معنی (الإسلام بدأ غریبا و سیعود غریبا کما کان(١) فطوبى للغرباء): أي انّه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلّة المسلمين يومئذ و سيعود غريباً كما كان أي يقلّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء، فطوبى للغرباء أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام و يكونون في آخره، و إنّما خصّهم بها لصبرهم على أذى الكفّار أولاً و آخراً و لزومهم دين الإسلام(٢) .

ذمّ الغربیب من الرجال و هو الذي قد طال عمره فلم یبیض شعرة و تری لحیته مثل حنک الغراب(٣) و اليه الإشارة أيضا في النبويصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : یکون في آخر الزمان قوم یخضبون بالسواد کحوامل الحمام لا یریحون رائحة الجنة(٤) .

العلويعليه‌السلام : و قام الثالث کالغراب همّة بطنه ویله لو قصّ جناحاه و قطع رأسه کان خیرا له(٥) .

تقدّم في(حمر) خبر: الغراب الذي انقضّ لخفّ أمیر المؤمنینعليه‌السلام فحلّق بها

____________________

(١) بدأ(خ ل).

(٢) ق:٢٩٢/٥٣/٣،ج:١٢/٨.

(٣) ق:٧٧/١١/٣،ج:٢٧٨/٥.

(٤) ق:٧٣٨/١١٠/١٤،ج:٢٨/٦٥.

(٥) ق:٨/١٤/١٧٣و١٨١،ج:-.

٦١٦

و ألقاها فخرجت منها أفعی.

خبر فاطمة الصغری و الغراب(١) .

الغراب و أصنافه

قال الدمیري: الغراب معروف سمّي بذلک لسواده و هو أصناف:الغداف و الزاغ و الأکحل و غراب الزرع و الأورق،و الغراب الأعسم عزیز الوجود،قالت العرب: أعزّ من الغراب الأعسم،و غراب الليل و هو غراب تشبه بأخلاق البوم فهو من طیر الليل،الى غیر ذلک.

و في طبع الغراب کلّه الاستتار عند السفاد،و هو یسفد مواجهة و لا یعود الى الأنثی بعد ذلک أبدا لقلّه وفائه،و الأنثی تبیض أربع بیضات أو خمسا و إذا خرجت الفراخ من البیض طردتها لأنّها تخرج قبیحه المنظر جدّا إذ تکون صغار الأجرام عظام الرؤوس و المناقیر جرد اللون متفاوتات الأعضاء،فالأبوان ینکران الفراخ و یطیران لذلک و یترکانه فيجعل اللّه قوته في الذباب و البعوض الکائن في عشّه الى أن یقوي و ینبت ریشه فيعود اليه أبواه،و علي الأنثی الحضن و الذکر أن یأتيها بالطعم،و في طبعه انّه لا یتعاطی الصید بل إن وجد جیفة آکلها و الاّ مات جوعا أو یتقمقم کما یتقمقم صغار الطیر،و فيه حذر شدید و تنافر،و غراب البین الأبقع و هو الذي فيه سواد و بیاض، قیل: سمّي بذلک لأنّه بان عن نوحعليه‌السلام لمّا وجهة لينظر الى الماء فذهب و لم یرجع و لذلک تشأّموا به،و یقال إذا صاح الغراب مرّتین فهو شرّ و إذا صاح ثلاث مرّات فهو خیر على قدر عدد الحروف، و کان ابن عبّاس إذا نعب الغراب یقول:اللّهم لا طیر الاّ طیرک و لا خیر الاّ خیرک و لا اله غیرک،و یقال انّ الغراب یبصر من تحت الأرض بقدر منقاره(٢) .

____________________

(١) ق:٢٣٦/٣٩/١٠،ج:١٧١/٤٥.

(٢) ق:٧١٣/١٠٣/١٤،ج:٢٥١/٦٤.

٦١٧

بصائر الدرجات :عن عبد اللّه بن فرقد قال: خرجنا مع أبي عبد اللّهعليه‌السلام متوجهين الى مکّة حتّی إذا کنّا بسرف استقبلة غراب ینعق في وجهه فقالعليه‌السلام :مت جوعا ما تعلم شیئا الاّ و نحن نعلمه الاّ إنّا أعلم باللّه منک،فقلنا:هل کان في وجهه شیئا؟قال: نعم،سقطت ناقة بعرفات

مکارم الأخلاق :قال الصادقعليه‌السلام : تعلّموا من الغراب ثلاث خصال:استتاره بالسفاد و بکوره في طلب الرزق و حذره(١) .

حکم لحم الغراب

ذکر حکم لحم الغراب و اختلاف الأصحاب فيه،قال الشیخ في(الخلاف): الغراب کلّه حرام على الظاهر في الروأيات،و قد روی في بعضها رخص و هو الزاغ و هو غراب الزرع و الغداف و هو أصغر منه أغبر اللون کالرماد(٢) .

عن الصادقعليه‌السلام : شیعتنا من لا یهرّ هریر الکلب و لا یطمع طمع الغراب. قال المجلسي: طمعه معروف یضرب به المثل فانّه یذهب الى فراسخ کثیرة لطلب طعمته(٣) .

في المثل(أبطأ من غراب نوحعليه‌السلام )

أقول : و ممّا یدلّ على طمعه ما یظهر من قولهم:(کانا کالغراب و الذئب)یضرب للرجلين بینهما موافقة فلا یختلفان لأنّ الذئب إذا أغار على غنم تبعه الغراب طمعا في أن یأکل ما فضل منه،و قالوا أيضا(أبطأ من غراب نوحعليه‌السلام )و ذلک انّ نوحاعليه‌السلام أرسله لينظر هل غرقت البلاد و یأتيه بالخبر فوجد جیفه طافية على وجه الماء

____________________

(١) ق:٧١٦/١٠٣/١٤،ج:٢٦٢/٦٤.

(٢) ق:٧٧٦/١١٨/١٤،ج:١٨٣/٦٥.

(٣) ق:کتاب الأيمان/١٥١/١٩،ج:١٨٤/٦٨.

٦١٨

فاشتغل بها و لم یأته بالخبر فدعا عليه فعقلت رجلاه و خاف من الناس.

باب غرائب أحوالهمعليهم‌السلام (١) .

باب ما ورد من غرائب معجزات أمیر المؤمنینعليه‌السلام (٢) .

باب فيه غرائب شأن محمّد بن عليّ بن الحسینعليهم‌السلام (٣) .

الاختصاص :قال الصادقعليه‌السلام : إذا کان عند غروب الشمس وکّل اللّه تعالى بها ملکا ینادي:آيها الناس أقبلوا على ربّکم فانّ ما قلّ و کفي خیر ممّا کثر و ألهي(٤) .

غربل:

العلويعليه‌السلام : لتبلبلنّ بلبلة و لتغربلنّ غربلة و لتساطنّ سوطه القدر حتّی یعود أسفلکم أعلاکم و أعلاکم أسفلکم(٥) .

غرث:

خبر غورث مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

خبر غورث مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في غزوة ذات الرقاع،و هو الذي سلّ سیفه و قام على رأس النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا حال الوادي بینه و بین أصحابة و قد وضعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلاحه و جلس في ظلّ سمرة فقال:من یعصمک منّي؟قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :اللّه،فانکبّ عدوّ اللّه لوجهة فقام رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخذ سیفه و قال:یا غورث ما یمنعک منّي الآن؟ قال:لا أحد، و في(الکافي)قال: جودک و کرمک یا محمد،فترکه و قام الرجل و هو یقول:و اللّه لأنت خیر منّي و أکرم(٦) .

____________________

(١) ق:٢٦٨/٨٤/٧،ج:٣٦٤/٢٥.

(٢) ق:٦٠٩/١١٧/٩،ج:٥٠/٤٢.

(٣) ق:٦٦/١٦/١١،ج:٢٣٣/٤٦.

(٤) ق:١٣/٢/٢٣،ج:٣٤/١٠٣. ق:١٢٩/١٠/١٤،ج:١٦٥/٥٨.

(٥) ق:١٧٣/١٥/٨،ج:-.

(٦) ق:٥٢٣/٤٥/٦ و ٥٢٤،ج:١٧٥/٢٠ و ١٧٩.

٦١٩

غرر:

ذمّ الاغترار و الحثّ على العمل

باب صفات الشیعة و ذمّ الاغترار و الحث على العمل و التقوي(١) .

مشکاة الأنوار :عن عمرو بن سعید بن بلال قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام و نحن جماعة،فقال:کونوا النمرقة الوسطی یرجع اليکم الغالي و یلحق بکم التالي و اعلموا یا شیعة آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما بیننا و بین اللّه من قرابة و لا لنا على اللّه حجّة و لا یقرب(٢) .الى الله الّا بالطاعة، مَن كان مطيعاً نفعته و لا يتنا و من كان عاصياً لم تنفعه ولايتنا، قال: ثمّ التفت الينا و قال: لا تغترّوا و لا تفتروا(٣) .

ما یقرب منه و بیانه(٤) .

نهج البلاغة :و من کلام لهعليه‌السلام : عند تلاوته( یٰا آيها الْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ ) (٥) :أدحض مسؤول حجّة و أقطع مغترّ معذرة،لقد أبرح جهاله بنفسه، یا آيها الإنسان ما غرّک بربّک و ما جرّأک على ذنبک و ما آنسک بهلکه نفسک!أما من دائک بلول أم ليس من نومتک یقظه أما ترحم من نفسک ما ترحم من غیرها فلربّما تری الضاحي لحرّ الشمس فتظلّه أو تری المبتلي بألم یمضّ جسده فتبکی رحمة له فما صبّرک على دائک و جلّدک على مصائبک و عزّاک عن البکاء على نفسک و هي أعزّ الأنفس عليک،و کیف لا یوقظک خوف بیات نقمه و قد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته؟فتداو من داء الفترة في قلبک بعزیمه و من کری الغفلة في ناظرک بیقظه و کن للّه مطیعا و بذکره آنسا و تمثّل في حال توليّک عنه إقباله عليک یدعوک

____________________

(١) ق:کتاب الأيمان/١٤١/١٩،ج:١٤٩/٦٨.

(٢) یتقرّب(خ ل).

(٣) ق:کتاب الأيمان١٥٠/١٩/،ج:١٧٨/٦٨.

(٤) ق:کتاب الأخلاق٤٩/١٠/،ج:١٠١/٧٠.

(٥) سورة الإنفطار/الآية٦.

٦٢٠