سفینة البحار الجزء ٨

سفینة البحار0%

سفینة البحار مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 782

سفینة البحار

مؤلف: الشيخ عباس القمي
تصنيف:

الصفحات: 782
المشاهدات: 86632
تحميل: 4003


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 782 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 86632 / تحميل: 4003
الحجم الحجم الحجم
سفینة البحار

سفینة البحار الجزء 8

مؤلف:
العربية

هرن :أقول : تقدّم قصص موسی و هارون في(وسا)، و تقدّم ما یتعلق بهارون الرشید في(رشد).

هارون المکّي

المناقب : في انّ سهل الخراساني قال للصادقعليه‌السلام :ما الذي یمنعک أن یکون لک حقّ تقعد عنه و أنت تجد من شیعتک مائة ألف یضربون بين یديک بالسیف،فأمرعليه‌السلام بأن یسجر التنّور ثمّ قال:یا خراساني قم فاجلس في التنّور فقال:یا سیّدي لا تعذّبني بالنار أقلني أقالک اللّه،قال:قد أقلتک،فبينا کذلک إذ أقبل هارون المکّي و نعله في سبّابته فقال له الصادقعليه‌السلام :ألق النعل و اجلس في التنّور،فألقي النعل و جلس في التنّور و أقبل الإمام یحدّث الخراساني بحدیث خراسان،حتّی کأنّه شاهد لها ثمّ قال:قم یا خراساني و انظر ما في التنّور،فقام الخراساني الى التنّور فشاهدة متربّعا،فقال الإمام:کم تجد بخراسان مثل هذا؟فقال:و اللّه و لا واحدا فقال:أما انّا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدین لنا،نحن أعلم بالوقت، انتهى ملخّصا(١) .

أبو هارون المکفوف

مرثيه أبي هارون المکفوف للحسینعليه‌السلام عند الصادقعليه‌السلام (٢) .

الخرأيج :روي عن أبي بصیر قال: دخلت المسجد مع أبي جعفرعليه‌السلام و الناس یدخلون و یخرجون فقال لي:سل الناس هل یرونني؟فکلّ من لقيته قلت له: أ رأيت أبا جعفرعليه‌السلام ؟یقول:لا و هو واقف حتّی دخل أبو هارون المکفوف قال: سل هذا،فقلت:هل رأيت أبا جعفرعليه‌السلام ؟فقال:اليس هو بقائم؟قال:و ما علمک؟

____________________

(١) ق:١٣٩/٢٧/١١،ج:١٢٣/٤٧.

(٢) ق:١٦٥/٣٦/١٠،ج:٢٨٧/٤٤.

٦٨١

قال:و کیف لا أعلم و هو نور ساطع(١) .

هرا:

بلدة هراة و نشر الشیخ حسین والد البهائي

العلم و التشیّع بها في ثمان سنین

أقول : هراة بالفتح مدینة مشهورة بخراسان و النسبة اليها هروي،و معاذ الهرّاء کان یبيع الثیاب الهروية،قال صاحب(الریاض)في ترجمة الشیخ الأجلّ الشیخ حسین بن عبد الصمد والد الشیخ البهائي انّه لمّا کان أکثر أهل هراة في زمانه عارين عن معرفة الأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام و عن التدیّن بمذهب أهل البيتعليهم‌السلام إمرة السلطان شاة طهماسب الصفويرحمه‌الله بالتوجّه الى بلدة هراة و الإقامة بها لإرشاد الناس و أعطاه ثلاث قرأيا من قری تلک البلدة،و قد أمر السلطان المذکور الأمیر شاه قلي سلطان یکان أغلي حاکم بلاد خراسان بأن یحضر کلّ جمعة بعد الصلأتين السلطان محمّد خدا بنده میرزا ولد السلطان المزبور في المسجد الجامع الکبير بهراة الى خدمة هذا الشیخ لاستماع الحدیث و ینقاد لأوامر هذا الشیخ و نواهية بحیث لا یخالف أحد هذا الشیخ،فأقام الشیخ بهراة ثمان سنین على هذا المنوال بإفاده العلوم الدینية و اجراء الأحکام الشرعية فيها و اظهار الأوامر المليه فتشیّع لذلک خلق کثیر ببرکة أنفاسهقدس‌سره بهراة و نواحیة و دخلوا في مذهب الإمامية، و توجّه الى حضرته الطلبه بل العلماء و الفقهاء من الأطراف و الأکناف من أهل أيران و توران لأجل مقابلة الحدیث و أخذ العلوم الدینية و تحقیق المعارف الشرعية،ثم توجّه هذا الشیخ من هراة الى قزوین لادراک خدمة السلطان المذکور و استرخص من السلطان لزیارة بيت اللّه الحرام لنفسه و لولده الشیخ البهائي فرخّص هذا الشیخ لزیارة البيت و لم یرخّص ولده و إمرة باقامته هناک و اشتغاله بتدريس العلوم الدینية

____________________

(١) ق:٦٩/١٦/١١،ج:٢٤٣/٤٦.

٦٨٢

بها،فتوجّه هذا الشیخ لزیارة البيت و زیارة المدینة و رجع من طریق بحرین و أقام بتلک البلدة و توطّن بها،انتهى.

قلت:و تقدّم في(بحر)سبب إقامته ببحرین،و في(حسن)ما یتعلق بهرحمه‌الله .

أشعار شیخنا البهائي في وصف هراة

ثمّ اعلم انّ لشیخنا البهائي قصیدة موسومة بالزاهرة في وصف هراة،فمنها قوله:

انّ الهراة بلدة لطیفة

بدیعة شأيعة شریفة

أنیقة أنیسة بدیعة

رشیقة نفيسة منیعة

خندقها متّصل بالماء

و سورها سام الى السماء

ذات فضاء یشرح الصدورا

و یورث النشاط و السرورا

حوت من المحاسن الجليلة

و الصور البدیعة الجمیلة

ما ليس في بقیّة الأمصار

و لم یکن في سأير الأعصار

لست تری في أهلها سقيما

طوبي لمن کان بها مقیما

ما مثلها في الماء و الهواء

کلاّ و لا الثمار و النساء

کذلک الباغات و المدارس

فما لها في هذه مجانس

هواؤها من الوباء جنّة

کأنّها من نفحات الجنة

لو قیل انّ الماء في الهرات

یعدل ماء النیل و الفرات

لم یک ذاک القول بالبعید

فکم على ذلک من شهيد

ثمارها في غأية اللطافة

لا ضرر فيها و لا مخافة

عدیمة القشور عند الحسّ

تکاد أن تذوب حال المسّ

یطرحها البقّال فوق الحصر

حتّی إذا ما جاء وقت العصر

٦٨٣

و قد بقی شيء من الثمار

یطرحه في معلف الحمار

ثمّ ذکر العنب و أصنافه فممّا قال فيه:

أصنافه کثیرة في العدّ

ليس بها من حسنها من حدّ

فمنه فخری و طائفي

و کشمشي ثمّ صاحبي

و غیرها من سائر الأقسام

فوق الثمانين بلا کلام

یا حبّذا أيامنا اللّوأتي

مضت لنا إذ نحن في الهراة

واها على العود اليها واها

فما یطیب العیش في سواها

٦٨٤

باب الهاء بعده الزأي

هزء : باب نفي العبث و ما یوجب النقص من الاستهزاء و السخریة و المکر و الخدیعة منه تعالى و تأویل الأيات فيها(١) .

( اللّٰهُ یَستهزِئُ بِهِمْ وَ یَمدّهمْ في طُغْیٰانِهِمْ یَعْمَهُونَ ) (٢) .

تفسیر:( اللّٰهُ یَستهزِئُ بِهِمْ ) أي یجازیهم على استهزائهم،سمّي جزاء الاستهزاء باسمة کما سمّي جزاء السیئة سیئة.

ذکر الاستهزاء بالمنافقين یوم القيامة(٣) .

المستهزئون الخمسة و کفأية اللّه تعالى أياهم

المستهزئون الخمس و کفأية اللّه أياهم،و هم الوليد بن المغیرة إصابة شظیّه من نبل فانقطع أکحله حتّی أدماه فمات،و الأسود بن المطّلب أعمی اللّه بصرة و أثکله ولده،و الأسود بن عبد یغوث استظلّ بشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقتله،و العاص بن وائل دخل في أخمص رجله شوکه فقتلته أو تدهده تحته حجر فسقط فقطع قطعة قطعة،و الحارث بن الطلاطلة خرج من بيته في السموم فتحوّل حبشيا فرجع الى أهله[ف]لم یعرفوه فغضبوا عليه فقتلوه(٤) .

____________________

(١) ق:١٠٦/٢١/٣،ج:٤٩/٦.

(٢) سورة البقرة/الأية ١٥.

(٣) ق:٣٧٨/٥٨/٣،ج:٣٠١/٨.

(٤) ق:١٠٠/٦/٤،ج:٣٥/١٠. ق:٢٦٤/٢٠/٦،ج:٢٨٢/١٧ و ٢٨٣. ق:٣٥٦/٣١/٦،ج:٢٤٠/١٨.

٦٨٥

تفسیر قوله تعالى:( وَ إِذٰا نٰادَیْتُمْ الى الصَّلاٰهِ اتَّخَذُوهٰا هُزُواً وَ لَعِباً ) (١) (٢)

استهزاء معاویة و عمرو بن العاص بالحسنعليه‌السلام (٣) .

الرضويعليه‌السلام : انّ نبيّا من أنبيّاء بني إسرائیل کان قائما یصلي اذ أقبل اليه سفيه من سفهاء بني إسرائیل فجعل یهزأ به و یکلح في وجهة فما برح من مکانه حتّی مسخه اللّه(عزّ و جلّ)قملة(٤) .

المناقب : حکي الحکم بن العاص مشية رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستهزءا فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : کذلک فلتکن،فکان یرتعش حتّی مات(٥) .

عذاب ضمرة المستهزء بحدیث رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦) .

باب الغمز و السخریة و الاستهزاء(٧) .

هزر:

ابن مهزیار

خبر محمّد بن إبراهيم بن مهزیار في أموال کانت عنده من الغريمعليه‌السلام و إقامته مقام أبيه(٨) .

دخوله بيت العسکريّینعليهما‌السلام و بکاؤه بين القبرين و استماعه صوتا یقول: یا محمّد اتّق اللّه و تب من کلّ ما أنت عليه فقد قلّدت أمرا عظیما(٩) .

و في توقیع إسحاق بن یعقوب: و أمّا محمّد بن علي بن مهزیار الأهوازي

____________________

(١) سورة المائدة/الأية ٥٨.

(٢) ق:٦٧٧/٦٧/٦،ج:٢٩/٢٢.

(٣) ق:٩٨/١٦/١٠،ج:٣٥٥/٤٣ و ٣٥٦.

(٤) ق:٧٨٥/١٢٠/١٤،ج:٢٢٢/٦٥.

(٥) ق:٣١٣/٢٦/٦،ج:٦٨/١٨.

(٦) ق:١٦٤/٣١/٣،ج:٢٥٩/٦.

(٧) ق:کتاب العشرة١٩٨/٧٣/،ج:٢٩٢/٧٥.

(٨) ق:٨٢/٢١/١٣،ج:٣١٠/٥١. ق:٢٤٦/٣٧/١٣،ج:١٨٥/٥٣.

(٩) ق:١٣/٢١/٨٧،ج:٥١/٣٢٦.

٦٨٦

فسیصلح اللّه قلبه و یزیل عنه شکّه(١) .

تشرّف عليّ بن إبراهيم بن مهزیار بلقاء الحجّة(صلوات اللّه عليه): بعد أن حجّ عشرین حجّة یطلبهعليه‌السلام ،و فيه ذکر شمائلهعليه‌السلام و قولهعليه‌السلام له:یابن المازیار،أبي أبو محمّدعليه‌السلام عهد الى أن لا أجاور قوما غضب اللّه عليهم و لهم الخزی في الدنیا و الآخرة و لهم عذاب اليم،و أمرني أن لا أسکن من الجبال الاّ وعرها و من البلاد الاّ قفرها و اللّه مولاکم أظهر التقیّة فوکلها بي فأنا في التقیّة الى یوم یؤذن لي فأخرج...الخ(٢) .

و روي أبسط من ذلک عن إبراهيم بن مهزیار مع البيان(٣) .

منتخب البصائر :فيه الحدیث بنحو آخر(٤) .

أقول : محمّد بن إبراهيم بن مهزیار عدّة ابن طاووس من الوکلاء و الأبواب المعروفين للناحیة المبارکة الذين لا تختلف الإمامية القائلين بأبي محمّد العسکريّعليه‌السلام فيهم، و تقدّم في(علا)ترجمة عليّ بن إبراهيم بن مهزیار.

هزم:

الکافي :عن مهزم الأسدي قال:قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : یا مهزم،شیعتنا من لا یعدو صوته سمعه و لا شحناؤه یديه و لا یمتدح بنا معلنا و لا یجالس لنا عأيبا و لا یخاصم لنا قاليا،إن لقي مؤمنا أکرمه و إن لقي جاهلا هجرة...الحدیث مع بيانه(٥) .

هزن : حرب هوازن(٦) .

____________________

(١) ق:٢٤٥/٣٧/١٣،ج:١٨١/٥٣.

(٢) ق:١٠٦/٢٤/١٣،ج:٩/٥٢.

(٣) ق:١١٢/٢٤/١٣،ج:٣٢/٥٢.

(٤) ق:٢٢٦/٣٥/١٣،ج:١٠٤/٥٣.

(٥) ق:کتاب الأيمان/١٥٠/١٩،ج:١٨٠/٦٨.

(٦) ق:٦٠٩/٥٨/٦،ج:١٤٧/٢١.

٦٨٧

باب الهاء بعده الشین

هشم:

هاشم بن عبد مناف

هاشم بن عبد مناف اسمة عمرو العلى،قال الشاعر:

عمرو العلى هشم الثرید لقومه

و رجال مکّة مسنتون عجاف

و کان یکسی العريان و یطعم الجأيع و یفرّج عن المعسر و یوفي عن المدیون و من أصیب بدم دفع عنه،و کان بابه لا یغلق عن صادر و لا وارد،تزوّج سلمی بنت عمرو من أهل یثرب و له في تزویجه أياها حکأية طویلة،و مات بغزه شام و قبره معروف هناک ثمّ عزم عبيدة و غلمانه على الرحیل بأمواله و ساروا حتّی أشرفوا على یثرب فبکوا بکاء شدیدا و نادوا:وا هاشماه وا عزّاه،و خرج الناس و خرجت سلمی و أبوها و عشیرتها فنظروا فإذا بخیل هاشم قد جزّوا نواصیها و شعورةا و عبيد هاشم یبکون،فلمّا سمعت سلمی بموت هاشم مزّقت أثوابها و لطمت خدّها و قالت:وا هاشماه،مات و اللّه لفقدک الکرام(١) .

أقول : تقدّم في(أمد)ما ذکره الشیخ المعمّر في وصف هاشم بن عبد مناف و أمیّة عند معاویة، و تقدّم في(اما)مدح بني هاشم، و روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: عیادة بني هاشم فریضة و زیارتهم سنة.

____________________

(١) ق:١٠/١/٦-١٤،ج:٣٦/١٥-٥٧.

٦٨٨

هاشم المرقال و جهاده في صفين

هاشم بن عتبة المرقال کان من أفاضل أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) ، و كان على ميسرة أمير المؤمنينعليه‌السلام بصفّين(٢) .

إخبار هاشم المرقال أمیر المؤمنینعليه‌السلام عمّا في نفسه من البصیرة في الدین و ثباته في نصرة أمیر المؤمنینعليه‌السلام و رغبته الى الجهاد و الى الآخرة و قوله: و اللّه ما أحبّ انّ لي ما على الأرض ممّا أقلّت و ما تحت السماء ممّا أظلّت و انّي واليت عدوّا لک أو عاديت وليا لک،و قول أمیر المؤمنینعليه‌السلام له:اللّهم ارزقه الشهادة في سبيلک و المرافقة لنبيّک(٣) .

روي: انّ في صفين کان عمّار لا یمرّ بواد من أودیة صفين الاّ تبعه من کان هناک من أصحاب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ جاء الى هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص و هو المرقال و کان صاحب رأية عليعليه‌السلام فقال:یا هاشم أعورا و جبنا لا خیر في أعور لا یغشي الناس ارکب یا هاشم،فرکب و مضی معه و هو یقول:

أعور یبغي أهله محلاّ

قد عالج الحیاة حتّی ملاّ

و عمّار یقول:تقدّم یا هاشم،الجنة تحت ظلال السیوف و الموت تحت أطراف الأسل و قد فتحت أبواب السماء و زیّنت الحور العین،اليوم ألقي الأحبّة محمّدا و حزبه(٤) .

____________________

(١) ق:٧٤٨/٧٧/٦،ج:٣١٨/٢٢.

(٢) ق:٥١١/٤٥/٨،ج:٥٧٣/٣٢.

(٣) ق:٤٧٦/٤٤/٨،ج:٤٠٣/٣٢.

(٤) ق:٨/٤٦/٥٢٣،ج:٣٣/١٣.

٦٨٩

نصیحة هاشم المرقال لفتی شاب من أهل الشام

في انّ المرقال جاهد في صفين و قاتل قتالا شدیدا: فبينا هو في أصحابه إذ خرج عليهم فتی شاب و شدّ یضرب بسیفه و یلعن و یشتم،فقال له هاشم:انّ هذا الکلام بعده الخصام و انّ هذا القتال بعده الحساب فاتّق اللّه فانّک راجع الى ربّک فسائلک عن هذا الموقف و ما أردت به،قال:فانّي أقاتلکم لأنّ صاحبکم لا یصلي کما ذکر لي و انّکم لا تصلّون،و أقاتلکم لأنّ صاحبکم قتل خليفتنا و أنتم وازرتموه على قتله،فقال له هاشم:و ما أنت و ابن عفّان؟إنّما قتله أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و قرّاء الناس حین أحدث أحداثا و خالف حکم الکتاب،و أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم أصحاب الدین و أولي بالنظر في أمور المسلمین،و أمّا قولک انّ صاحبنا لا یصلي فهو أول من صلى للّه مع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و أفقه في دین اللّه،و أمّا من تری معه فکلّهم قاریء الکتاب لا ینام الليل تهجّدا فلا یغررک عن دینک الأشقیاء المغرورون،قال الفتی:یا عبد اللّه انّي لأظنّک امرءا صالحا أخبرني هل تجد لي من توبة؟قال:نعم تب الى اللّه یتب عليک، قال الراوي: فذهب الفتی راجعا فقال رجل من أهل الشام: خدعک العراقي،قال:لا و لکن نصحني؛و قاتل هاشم و أصحابه قتالا شدیدا و حمل عليه الحارث بن المنذر فطعنة فسقط و بعث اليه عليّعليه‌السلام :أن قدّم لواءک، فقال للرسول:انظر الى بطنی،فإذا هو قد انشقّ فأخذ الرأية رجل من بکر بن وائل و رفع هاشم رأسه فإذا هو بعبيد اللّه بن عمر قتیلا الى جانبه فجثی حتّی دنا منه فعضّ على ثدیة حتّی تبينت فيه أنیابه ثمّ مات هاشم و هو على صدر عبيد اللّه و ضرب البکري فوقع فأبصر عبيد اللّه فعضّ على ثدیة الآخر و مات أيضا فوجدا جمیعا ماتا على صدر عبيد اللّه،و لمّا قتل هاشم جزع الناس عليه جزعا شدیدا و أصیب معه عصابة من أسلم من القرّاء فمرّ بهم عليّعليه‌السلام و هم قتلي حوله فقالعليه‌السلام :

٦٩٠

جزی اللّه خیرا عصبة أسلمیّة

صباح الوجوه صرّعوا حول هاشم

الأبيات.

بيان : الإرقال ضرب من الخبب،و لقّب هاشم به لأنّ علياعليه‌السلام دفع اليه الرأية یوم صفين فکان یرقل بها إرقالا(١) .

و لمّا قتل هاشم أخذ ابنة اللواء فأسر أسرا فأتي به معاویة فلمّا دخل عليه و عنده عمرو بن العاص قال:یا أمیر المؤمنین هذا المختار بن المرقال فدونک الضبّ اللاحظ فانّ العصا من العصیّه و إنّما تلد الحيّة حيّة و جزاء السیّئة السیّئة...الخ(٢) .

مدح هاشم بن عتبة من کلام أمیر المؤمنینعليه‌السلام لمّا قلّد محمّد بن أبي بکر مصر فملکت عليه و قتل،قال:و قد أردت توليه مصر هاشم بن عتبة و لو وليته أياها لما خلي لهم العرصة و لا أنهز لهم الفرصة،بلا ذمّ لمحمّد بن أبي بکر فلقد کان الى حبيبا و کان لي ربيبا(٣) .

أقول : قال شیخنا في(المستدرک):هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المرقال حامل الرأية العظمی بصفين الشهيد في یوم شهادة عمّار،عظیم الشأن جليل القدر من أراد تحقیقة فعليه بمراجعة وقعات صفين،انتهى.

السیّد هاشم البحرانيّ

السیّد هاشم البحرانيّ التوبلي هو العالم الجليل و المحدّث الکامل النبيّل الماهر المتتبّع في الأخبار صاحب المؤلّفات الکثیرة کالبرهان في تفسیر القرآن و معالم الزلفي و مدینة المعاجز و غأية المرام و غیر ذلک،و بلغ في القدس و التقوی بمرتبة، قال صاحب(الجواهر)في العداله:لو کان معنی العدالة الملکة دون حسن الظاهر

____________________

(١) ق:٥٢٩/٤٦/٨،ج:٣٧/٣٣.

(٢) ق:٥٢٨/٤٦/٨،ج:٣٤/٣٣.

(٣) ق:٦٥٥/٦٣/٨،ج:٥٨٠/٣٣.

٦٩١

لا یمکن الحکم بعداله شخص أبدا الاّ في مثل المقدّس الأردبيلي و السیّد هاشم على ما ینقل من أحوالهما،توفيرحمه‌الله سنة(١١٠٧)و قبره في قریة توبل مزار معروف،قال شیخنا في(المستدرک):السیّد الأجلّ المعروف بالعلاّمة السیّد هاشم بن السیّد سلمان بن السیّد إسماعیل بن السیّد جواد التوبلي البحرانيّ صاحب المؤلّفات الشأيعة الرائقة المنتهي اليه ریاسة بلاده بعد الشیخ محمّد بن ماجد،فتولي القضاء و الأمور الحسبيه کما في(اللؤلؤة)أحسن قیام و قمع أيدي الظلمة و الحکّام و نشر الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر و بالغ في ذلک و أکثر، و لم تأخذه لومه لائم في الدین،و کان من الأتقیاء الورعين،شدیدا على الملوک و السلاطین،توفي سنة(١١٠٩)أو سنة(١١٠٧)،و ذکر انّه یروي صاحب (الحدائق)عن الشیخ عبد اللّه البلادي عن الشیخ محمود بن عبد السلام البحرانيّ عنهرحمه‌الله ،و هو یروي عن الشیخ فخر الدین الطریحي،انتهى.

أبو هاشم الجعفري و مدائحه

له روأيات من دلائل إمامة أبي الحسن الهاديعليه‌السلام (١) .و من دلائل إمامة العسكريعليه‌السلام (٢) .

و قد تقدّم في(نعم)ذکر حدیث عنه من دلائل أبي الحسن الهاديعليه‌السلام .

في انّ أبا الحسن الهاديعليه‌السلام مصّ حصاة ثمّ رمی بها الى أبي هاشم فوضعها في فمه فما برح من عنده حتّی تکلّم بثلاثة و سبعین لسانا أوّلها الهندية(٣) .

الخرأيج : کان أبو هاشم منقطعا الى الهاديعليه‌السلام فشکی اليه ما یلقي من الشوق اليه و کان ببغداد و له برذون ضعیف فقالعليه‌السلام :قوّاک اللّه یا أبا هاشم و قوّی برذونک،قال

____________________

(١) ق:١٢٩/٣١/١٢-١٥٣،١٢٨/٥٠-٢٢٤.

(٢) ق:١٥٨/٣٧/١٢-١٦٤،ج:٢٥٤/٥٠-٢٧٩.

(٣) ق:١٢/٣١/١٣١،ج:٥٠/١٣٦.

٦٩٢

الراوي:و کان أبو هاشم یصلي الفجر ببغداد و یسیر على ذلک البرذون فيدرک الزوال من یومه ذلک في عسکر سرّ من رأي و یعود من یومه الى بغداد إذا شاء على ذلک البرذون و کان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت(١) .

ما جری بينه و بين السقّاء الذي شتمه و شتم صاحبه تقدّم في(عذر).

المناقب : من ثقات أبي محمّد العسکريّعليه‌السلام على بن جعفر قیّم لأبي الحسن و أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري و قد رأي خمسة من الأئمةعليهم‌السلام (٢) .

دعاء علّمه أبو محمّدعليه‌السلام بعض مواليه

کشف الغمّة :من دلائل الحمیري عن أبي هاشم الجعفري قال: کتب الى أبي محمّدعليه‌السلام بعض مواليه یسأله أن یعلّمه دعاء فکتبعليه‌السلام اليه أن ادع بهذا الدعاء: یا أسمع السامعين و یا أبصر المبصرين و یا عزّ الناظرین و یا أسرع الحاسبين و یا أرحم الراحمین و یا أحکم الحاکمین صلّ على محمّد و آل محمّد و أوسع لي في رزقی و مدّ لي في عمري و امنن على برحمتک و اجعلني ممّن تنتصر به لدینک و لا تستبدل بي غیری،قال أبو هاشم:فقلت في نفسي:اللّهم اجعلني في حزبک و في زمرتک،فأقبل على أبو محمّدعليه‌السلام فقال:أنت في حزبه و في زمرته إذ کنت باللّه مؤمنا و لرسوله مصدّقا و لأوليائه عارفا و لهم تابعا فابشر ثمّ أبشر(٣) .

أقول : أبو هاشم الجعفري هو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب(رضي ‌الله‌ عنهم) البغدادي،و کان ثقة جليل القدر عظیم المنزلة عند الأئمةعليهم‌السلام و قد شاهد منهم الرضا و الجواد و الهادي و العسکريّ و صاحب الأمر (صلوات اللّه عليهم أجمعين)و کان منقطعا اليهم و قد روي عنهم کلّهم و له أخبار

____________________

(١) ق:١٣١/٣١/١٢،ج:١٣٧/٥٠.

(٢) ق:١٧١/٣٨/١٢،ج:٣٠٩/٥٠.

(٣) ق:کتاب الدعاء/٢٨٦/١٢٩،ج:٣٥٩/٩٥.

٦٩٣

و مسائل و له شعر جیّد فيهمعليهم‌السلام ،و کان مقدّما عند السلطان و کان ورعا زاهدا ناسکا عالما عاملا و لم یکن أحد في آل أبي طالب مثله في زمانه في علوّ النسب،و ذکر السیّد ابن طاووسرحمه‌الله انّه من وکلاء الناحیه الذين لا تختلف الشیعة فيهم،توفي في جمادی الأول سنة(٢٦١)،قال المسعودي:و قبره مشهور و الظاهر انّ مراده في بغداد لأنّه کان متوطّنا فيها،و کان أبوه القاسم أمیر اليمن رجلا جليلا و کانت أمّ القاسم أمّ حکيم بنت القاسم بن محمّد بن أبي بکر فهو ابن خاله مولانا الصادقعليه‌السلام .

هشام العباسي

ذکر هشام بن إبراهيم العباسي و قضاء موسی بن جعفرعليهما‌السلام حاجته(١) .

في انّ: أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عوّذ صداعه و وهب له ثوبين من ثیابه(٢) .

عیون أخبار الرضا عليه‌السلام : و کان هشام بن إبراهيم الراشدی الهمداني من أخصّ الناس عند الرضاعليه‌السلام من قبل أن یحمل،و کان عالما أدیبا لبيبا(٣) و كانت أمور الرضاعليه‌السلام تجري من عنده و على يده و تصير الأموال من النواحي كلّها اليه قبل حمل أبي الحسنعليه‌السلام ، فلمّا حُمِلَ أبو الحسنعليه‌السلام اتّصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين فقرّبه ذو الرياستين و أدناه فكان ينقل أخبار الرضاعليه‌السلام الى ذي الرياستين و المأمون فحظي بذلك عندهما و كان لا يخفي عليهما من أخباره شيئاً، فولّاه المأمون حجابة الرضاعليه‌السلام و كان لا يصل الى الرضاعليه‌السلام الّا من أحبّ وضيّق على الرضاعليه‌السلام فكان من يقصده من مواليه لا يصل اليه، و كان لا يتكلّم الرضاعليه‌السلام في داره بشيءٍ الّا أورده هشام على المأمون و ذي الرياستين و جعل المأمون العباس ابنَه في حجر هشام و قال: أدّبه، فسُمّي هشام العباسي لذلك(٤) .

____________________

(١) ق:٢٦٤/٣٩/١١،ج:١٠٩/٤٨.

(٢) ق:١٢/٣/١٢،ج:٤٠/٤٩.

(٣) لسنا(ظ).

(٤) ق:١٢/١٣/٤٠،ج:٤٩/١٣٩.

٦٩٤

ما رواه الریّان عن العباسي من سوء قوله في الرضاعليه‌السلام و عزمه على قتل العباسي و قوله لزکریا بن آدم القمّيّ أن یبعث اليه حین یجتاز بهم الى العراق جماعة من القمیّین کأنهم قاطعوا الطریق أو صعاليك فيقتلوه(١) .

کلام شیخنا صاحب المستدرک في هشام العباسي

أقول : قال شیخنا في(المستدرک):هشام بن إبراهيم العباسي هو بعینه المشرقي البغدادي وفاقا لأکثر المحققین من المترجمین،و اختلف في حاله لاختلاف ما ورد أو قیل فيه مدحا و ذمّا،أمّا ما یدلّ علي وثاقته و مدحة فهي أمور سبعة منها وصف الصدوق أياه بکونه صاحب الرضاعليه‌السلام ،و منها ما في التعليقه قال: و في توحيد الصدوق روأية یظهر منها کونه من متکلّمي الشیعة الفضلاء المدققین، ثمّ ذکر ما یدلّ على ذمّه فهو أيضا أمور سبعة،ثمّ قال:هذه سبعة بسبعة،و الذي حصل لي بعد التأمّل في هذه الأخبار في المقامين انّ هشام بن إبراهيم المشرقي ثقة صاحب کتاب و هو الموجود في الأسانید و یلقّب بالعباسي و هناک هشام بن إبراهيم آخر یلقّب بالعباسي أيضا و هو الذي کان مستقیما أو منافقا ثمّ أظهر النصب و العداوة و التزندق و کان من جملة رجال الدولة و أعوان العباسية،ثمّ ذکر ما یدلّ على تعدّد العباسي،انتهى.

هشام بن الحکم

هشام بن الحکم أبو محمّد مولى کندة عین الطائفة و وجهها و متکلمةا و ناصرها من أرباب الأصول و له نوادر و حکأيات و لطائف مناظرات،کان مولده بالکوفة و منشؤه واسط و تجارته بغداد ثمّ انتقل اليها في آخر عمرة و نزل قصر وضّاح،

____________________

(١) ق:٧٨/١٨/١٢،ج:٢٦٣/٤٩.

٦٩٥

و روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسنعليهما‌السلام و کان ثقة في الروأيات حسن التحقیق بهذا الأمر و رويت مدائح له جليلة عن الإمامين الصادق و الکاظمعليهما‌السلام ،و کان ممّن فتق الکلام في الإمامة و هذّب المذهب بالنظر،و کان حاذقا بصناعه الکلام حاضر الجواب، و قال الکشّي: انّه مولي کندة،مات سنة(١٧٩)تسع و سبعین و مائة بالکوفة في أيام الرشید و ترحّم عليه الرضاعليه‌السلام ، و رويت روأيات في مدحة فممّا یدلّ على مدحة وصيّة موسی بن جعفرعليهما‌السلام له و صفته للعقل و هي وصيّة طویلة جامعة لأبواب الخیر و الفلاح کرّر فيهالفظ(یا هشام) (١) .

ذکر ما یدلّ على کثرة علم هشام بن الحکم و انّ الأصحاب کانوا یأخذون عنه(٢) .

في براءة ساحه هشامین عمّا نسب اليهما من التجسّم و انّ هشام بن الحکم ترک القول به حین قصد الصادقعليه‌السلام و اتّصل به(٣) .

في انّ هشام بن الحکم ما قهره أحد في علم التوحيد لدعاء الصادقعليه‌السلام له(٤) .

احتجاج هشام بن الحکم على النظّام في بقاء أهل الجنة(٥) ، و على بريهة في قوله بالأب و الإبن(٦) ، و على ضرار بن عمرو الضبّي و على عبد الله بن يزيد الأباضي بأمر يحيى بن خالد البرمكي(٧) ، و علي عمرو بن عبيد بقوله:أ لک عین، أ لک أنف؟ و قد تقدّم في(عمر)،و على الشاميّ الذي جاء لمناظرة أصحاب

____________________

(١) ق:٤٣/٤/١،ج:١٣٢/١. ق:١٩٧/٢٥/١٧،ج:٢٩٦/٧٨.

(٢) ق:١٦/٣/٢،ج:٥٠/٣. ق:١٤٦/٢٠/٤،ج:٢٣٤/١٠.

(٣) ق:٩٠/١٨/٢،ج:٢٨٨/٣.

(٤) ق:١٤٩/٢٦/٢،ج:١٥٨/٤.

(٥) ق:٣٣٢/٥٧/٣،ج:١٤٣/٨.

(٦) ق:٤/٢٠/١٤٦،ج:١٠/٢٣٤.

(٧) ق:٤/٢٢/١٩٥،ج:١٠/٢٩٢. ق:٨/٥٨/٦٢٩،ج:٣٣/٤٢٢.

٦٩٦

الصادقعليه‌السلام (١) .

مناظرته مع المخالفين(٢) .

في انّ الصادقعليه‌السلام دفعه

على جماعة من شیوخ الشیعة و هو غلام

قال الشیخ المفيدرحمه‌الله :و هشام بن الحکم من أکبر أصحاب أبي عبد اللّه جعفر بن محمّدعليهما‌السلام و کان فقیها و روي حدیثا کثیرا و صحب أبا عبد اللّهعليه‌السلام و بعده أبا الحسن موسیعليه‌السلام ،و کان یکنّی أبا محمّد و أبا الحکم،و کان مولي بني شیبان،و کان مقیما بالکوفة و بلغ من مرتبته و علوّه عند أبي عبد اللّه جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : انّه دخل عليه بمنی و هو غلام أول ما اختطّ عارضاه و في مجلسه شیوخ الشیعة کحمران بن أعین و قیس الماصر و یونس بن یعقوب و أبي جعفر الأحول و غیرهم فرفعه على جماعتهم و ليس فيهم الاّ من هو أکبر سنّا منه،فلمّا رأي أبو عبد اللّهعليه‌السلام انّ ذلک الفعل کبر على أصحابه قال:هذا ناصرنا بقلبه و لسانه و یده،و قال له أبو عبد اللّهعليه‌السلام و قد سأله عن أسماء اللّه(عزّ و جلّ)و اشتقاقها فأجابه ثمّ قال له:أ فهمت یا هشام فهما تدفع به أعداءنا الملحدین مع اللّه(عزّ و جلّ)؟قال هشام:نعم،قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام :نفعک اللّه(عزّ و جلّ)به و ثبّتک،قال هشام:فو اللّه ما قهرنی أحد في التوحيد حتّی قمت مقامي هذا(٣) .

کلام الشیخ المفيد:قد روى عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام ثمانية رجال کلّ واحد منهم یقال له هشام(٤) .

____________________

(١) ق:١٤٩/٢٧/١١،ج:١٥٧/٤٧.

(٢) ق:٢٢٦/٣٤/١١،ج:٤٠١/٤٧.

(٣) ق:١٥٩/٢٢/٤،ج:٢٩٥/١٠.

(٤) ق:١٦٠/٢٢/٤،ج:٢٩٦/١٠.

٦٩٧

کلام هشام في عصمة الإمام و قول ابن أبي عمیر:ما سمعت و لا استفدت من هشام بن الحکم في طول صحبتي أياه أحسن من هذا الکلام في صفة عصمة الإمام(١) .

سؤال یحیی بن خالد البرمکي هشام بن الحکم عن عليّعليه‌السلام و العباس لمّا اختصما الى أبي بکر في المیراث أيهما کان المحقّ و من المبطل؟فتذکّر هشام قول الصادقعليه‌السلام : (یا هشام لا تزال مؤیّدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانک)، فأجابه بأنّهما کان محقّين و له نظیر قد نطق به القرآن في قصة داود(٢) .

المناقب : ملخّص هذه القصة(٣) .

باب احتجاجات هشام بن الحکم في الإمامة و بدو إمرة و ما آل اليه إمرة الى وفاته(٤) .

أحوال هشام بن الحکم

عن یونس بن عبد الرحمن قال:کان یحیی بن خالد البرمکي قد وجد على هشام بن الحکم شیئا من طعنة على الفلاسفة و أحبّ أن یغري به هارون فقال لهارون:انّي قد استبطنت أمر هشام فإذا هو یزعم انّ للّه إماما غیرک مفروض الطاعة و یزعم انّه لو إمرة بالخروج لخرج،فقال هارون ليحیی:فاجمع عندک المتکلّمين و أکون أنا من وراء الستر لئلاّ یفطنوا بي و لا یمتنع کلّ واحد منهم أن یأتي بأصلة لهيبتي،قال:فوجّه یحیی فأشحن المجلس من المتکلّمين و کان فيهم ضرار بن عمرو و سليمان بن حزیر و عبد اللّه بن یزید الأباضیّ و مؤیّد بن مؤیّد و رأس

____________________

(١) ق:٢٢٨/٧٧/٧،ج:١٩٢/٢٥.

(٢) ق:٨٧/٦/٨،ج:-.

(٣) ق:٢٦١/٥٦/٩،ج:٤/٣٨.

(٤) ق:٢٨٨/٤٢/١١،ج:١٨٩/٤٨.

٦٩٨

الجالوت،فتناظروا و تقاطعوا و تناهوا الى شاذّ من الکلام کلّ یقول لصاحبه:لم تجب و یقول:قد أجبت،و کان ذلک عن یحیی حیلة على هشام،فلمّا تناهوا الى هذا الموضع قال لهم یحیی:أ ترضون فيما بينکم هشاما حکما،قالوا:قد رضينا أيها الوزیر فانّي لنا به و هو عليل؟فقال یحیی:فأنا أوجّه اليه،فأرسل اليه فأشخصه فحکم لبعض على بعض و کان من المحکومین عليه سليمان بن حزیر فحقدها علي هشام،ثمّ انّ یحیی سأل هشاما أن یبين عن فساد اختیار الناس الإمام و انّ الإمامة في آل بيت الرسولعليهم‌السلام دون غیرهم،فلمّا کلّم هشام و ناظرهم في ذلک ليحیی تمعّر وجه هارون و قال:شدّ یدک بهذا و أصحابة و بعث الى أبي الحسن موسیعليه‌السلام فحبسه فهرب هشام فصار مخفيا و مات في دار ابن شرف بالکوفة،فبلغ هذا المجلس محمّد بن سليمان النوفلي و ابن میثم و هما في حبس هارون فجری بينهما في ذلک کلمات و في آخرة:ثمّ قال علي بن إسماعیل:انّا للّه و انّا اليه راجعون على ما یمضي من العلم إن قتل فلقد کان عضدنا و شیخنا و المنظور اليه فينا(١) .

رجال الکشّيّ : في انّ هشاما کان في أول إمرة یذهب في الدین مذهب الجهمیّة فدخل على الصادقعليه‌السلام و سأله الصادقعليه‌السلام عن مسألة فحار فيها فسأله هشام أن یؤجّله فيها فأجّلهعليه‌السلام فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أياما فلم یقف عليه فرجع الى أبي عبد اللّهعليه‌السلام فأخبره أبو عبد اللّهعليه‌السلام بها و سأله عن مسائل أخری فيها فساد أصلة و عقیدته،فخرج هشام من عنده متحيّرا مغتمّا فبقی أياما لا یفيق من حیرته الى أن ترک مذهبة و دان بدین الحقّ وفاق أصحاب أبي عبد اللّهعليه‌السلام کلّها(٢) .

أمالي الطوسيّ :عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الثانيعليه‌السلام :ما تقول جعلت فداک في هشام بن الحکم؟فقالعليه‌السلام :رحمه‌الله ما کان أذبّه عن هذه الناحیة.

____________________

(١) ق:٢٨٨/٤٢/١١،ج:١٨٩/٤٨.

(٢) ق:٢٩٠/٤٢/١١،ج:١٩٣/٤٨.

٦٩٩

کمال الدین : مناظرة هشام مع المتکلّمين في الإمامة في دار یحیی بن خالد و ذکره أوصاف الإمام و نعوته و قوله في الإمام بأن یکون معروف الجنس معروف القبيلة معروف البيت و أن یکون من صاحب الملّة و الدعوة و أن یکون معصوما من الذنوب کلّها و أن یکون أشجع الناس و أسخی الناس و أعلم الناس بفرائض اللّه و سننه و أحکامه،و کان هارون من وراء ستر فسمع کلّ ما قال و قال:أعطانا و اللّه من جراب النورة(١) ثمّ عضّ على شفته و قال: مثل هذا حيّ و يبقى مُلكي ساعة فو الله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف، فخرج يحيى الى هشام فغمزه فعلم هشام أنّه قد أتي فقام يُريهم أنّه يبول أو يقضي حاجة فلبس نعليه و انسلّ و مرّ ببنيه و أمرهم بالتواري و هرب و مرّ من فوره نحو الكوفة و نزل على بشير النبّال و كان من حملة الحديث من أصحاب الصادقعليه‌السلام فأخبره الخبر ثم اعتل علّةً شديدة فقال له بشير: آتيك بطبيب؟ قال: لا(٢) .أنا میّت،فلمّا حضرة الموت قال لبشیر:إذا فرغت من جهازی فإحملني في جوف الليل و ضعنی بالکناسة و اکتب رقعه و قل(هذا هشام بن الحکم الذي طلبه أمیر المؤمنین مات حتف أنفه)،و کان هارون قد بعث الى إخوانه و أصحابة فأخذ الخلق به،فلمّا أصبح أهل الکوفة رأوه و حضر القاضي و صاحب المعونة و العامل و المعدّلون بالکوفة و کتب الى الرشید بذلک فقال: الحمد للّه الذي کفانا إمرة فخلي عمّن کان أخذ به(٣) .

ذکر ما یقرب من ذلک(٤) .

____________________

(١) قال في (مجمع البحرین) :قوله:(أعطاک من جراب النورة لا من العین الصافيه)على الاستعاره،و الأصل فيه انّه سأل سائل محتاج من حاکم قسيّ القلب شیئا فعلّق على رأسه جراب نورة عند فمه و أنفه،کلما تنفس دخل في أنفه منها شيء فصار مثلا یضرب لکل مکروه غیر مرضي.(منه مدّ ظلّه).

(٢) و قیل أدخل عليه جماعة من الاطباء،فکان إذا دخل عليه الطبيب و إمرة بشيء ليفعله،فقال:هل یا هذا وقفت على علّتی؟فاذا وصفةا،یقول:علّتی غیر هذه،و هي فزع القلب ممّا أصابني من الخوف.(منه مدّ ظلّه).

(٣) ق:٢٩٣/٤٢/١١،ج:٢٠٢/٤٨.

(٤) ق:كتاب الكفر/٤/١٦،ج:٧٢/١٤٨.

٧٠٠