مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 418462
تحميل: 17135

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 418462 / تحميل: 17135
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ، وَهذا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ إِنْ كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقايِسَنِي بِهِ أنْ (١) يَطْلُعَ فَجْرُ هذِهِ اللَيْلَةِ أَوْ يَتَصَرَّمَ هذا الشَّهْرُ إِلَّا وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أَوَّلِها وَآخِرِها ما قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْها وَما قالَ الخَلائِقُ الحامِدُونَ الُمجْتَهِدُونَ المَعْدُودُونَ المُوَفِّرونَ (٢) ذِكْرَكَ وَالشُّكْرَ لَكَ الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلىٰ أداءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَأَصْنافِ النَّاطِقِينَ وَالمُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ العالَمِينَ، عَلىٰ أَنَّكَ بَلَّغْتَنا شَهْرَ رَمَضانَ وَعَلَيْنا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنا مِنْ قِسَمِكَ وَإِحْسانِكَ وَتَظاهُرِ إِمْتِنانِكَ، فَبِذلِكَ لَكَ مُنْتَهىٰ الحَمْدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ الُمخَلَّدِ السَّرْمَدِ الَّذِي لايَنْفَدُ طُولَ الاَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ أَعَنْتَنا عَلَيْهِ حَتّىٰ قَضَيْتَ عَنّا صِيامَهُ وَقِيامَهُ مِنْ صَلاةٍ وَما كانَ مِنّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ شُكْرٍ أَوْ ذِكْرٍ، اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوانِكَ حَتّىٰ تُظَفِّرَنا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ وَجَزِيلِ عَطاءٍ مَوْهُوبٍ وَتُوقِيَنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ أَوْ بَلاءٍ مَجْلُوبٍ أَوْ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ ما سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ وَجَمِيلِ ثَنائِكَ وَخاصَّةِ دُعائِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنا هذا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنْذُ أَنْزَلْتَنا إِلىٰ الدُّنْيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي وَخَلاصِ نَفْسِي وَقَضاء حَوائِجِي وَتُشَفِّعَنِي فِي مَسائِلِي وَتَمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي وَلِباسِ العافِيَةِ لِي فِيهِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ خِرْتَ (٣) لَهُ لَيْلَةَ القَدْرِ وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فِي أَعْظَمِ

____________________

(١) أنْ لَا يَطْلُعَ فَجْرُ...

(٢) المُعَدَّدونَ المُؤْثِرُونَ.

(٣) خُرْتَ : ادّخَرْت

٣٠١

الاَجْرِ وَكَرائِمِ الذُّخْرِ وَحُسْنِ الشُّكْرِ وَطُولِ العُمْرِ وَدَوامِ اليُسْرِ، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمائِكَ وَجَلالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسانِكَ وَامْتِنانِكَ أَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضانَ حَتّىٰ تُبَلِّغَناهُ مِنْ قابِلٍ عَلىٰ أَحْسَنِ حالٍ، وَتُعَرِّفَنِي هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالمُعْتَرِفِينَ (١) لَهُ فِي أَعْفىٰ عافِيَتِكَ وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ يارَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبُّ غَيْرُهُ، لا يَكُونُ هذا الوَداعُ مِنِّي لَهُ وَداعَ فَناءِ وَلا آخِرَالعَهْدِ مِنِّي لِلِقاءٍ حَتّىٰ تُرِيَنِيهِ مِنْ قابِلٍ فِي أَوْسَعِ النِّعَمِ وَأَفْضَلِ الرَّجاءِ، وَأنا لَكَ عَلىٰ أَحْسَنِ الوَفاءِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ اللَّهُمَّ اسْمَعْ دُعائِي وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ وَأَنا لَكَ مُسَلِّمٌ لا أَرْجُو نَجاحا وَلا مُعافاةً وَلا تَشْرِيفا وَلا تَبْلِيغا إِلَّا بِكَ وَمِنْكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضانَ وَأَنا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ البَوائِقِ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَعانَنا عَلىٰ صِيامِ هذا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتّىٰ بَلَّغَنِي آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ .

الفصل الرابع : في أعمال شَهر شّوال

اللّيلة الأولى: هِيَ مِن الليالي الشريفة وقَد وردت في فضل العبادة فيها واحيائها أحاديث كثيرة، وَروي أنّها لا تقل عَن لَيلَة القَدر ولها عدة أعمال:

الأول: الغسل إذا غربت الشمس.

الثاني: احياؤها بالصلاة والدُّعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد.

الثالث: أن يَقول في أعقاب صلوات المغرب والعشاء والصبح وعقيب صلاة العيد:الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَ للهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلىٰ ما هَدانا، وَلهُ الشُّكْرُ عَلىٰ ما أَوْلانا.

الرابع: أن يرفع يديه الىٰ السّماء اذا فرغ مِن فريضة المغرب ونافلته ويقول:

____________________

(١) و الْمُتعرِّفِين.

٣٠٢

ياذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، ياذا الجُودِ، يامُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ .ثم يسجد ويَقول في سجوده مئةَ مرةٍ:أتُوبُ إِلىٰ اللهِ . ثم يسألالله تَعالىٰ مايشاء يقضي إن شاءالله تَعالى.وعَلىٰ رواية الشَيخ يسجد بَعد صلاة المغرب ويَقول:يا ذا الحَوْلِ، ياذا الطَّوْلِ، يا مُصْطَفِيا مُحَمَّداً وَناصِرَهُ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَنَسِيتُهُ أَنا وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ، ثم قل مئةَ مرةٍ:أَتُوبُ إِلىٰ اللهِ .

الخامس: زيارة الحسينعليه‌السلام فإن لها فضلا عظيماً وسيأتي في باب الزيارات ما يخّص هذه اللّيلة من الزيارة.

السادس: أن يدعو عَشر مرات بالدعاء:يادائِمَ الفَضْلِ ، الَّذي مضىٰ في اعمال لَيلَة الجمعة.

السابع: أن يصّلي العشر ركعات الَّتي مضت في أعمال اللّيلة الاخَيرة مِن شَهر رَمَضان.

الثامِن: يصلّي ركعتين يقرأ في الأوّلىٰ وبَعد الحَمد التَوحيد ألف مرةٍ ويقرأها في الثّانِيَة مرةٍ واحدة ويسجد بعد السلام فيقول:أَتُوبُ إِلىٰ اللهِ .

ثم يَقول:ياذا المَنِّ وَالجُودِ، ياذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، يامُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا ، ويسأل حاجته.وَروي أنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام كانَ يصلّيها كما ذكر فإذا رفع راسه يَقول: والَّذي نفسي بيده لا يفعلها أحد يسألالله تَعالىٰ شيئاً إلاّ أعطاه ولو اتاه مِن الذُّنوب عدد رمل الصحراء غفرالله لَهُ. ووردت التَوحيد في رواية اخرىٰ مئةَ مرةٍ عوض الالف مرةٍ ولكن عَلىٰ هذه الرواية يصلّي هذه الصلاة بَعد فريضة المغرب ونافلته.وقَد روىٰ الشَيخ والسيّد بَعد هذه الصلاة هذا الدُّعاء:يا الله يا الله يا اللهُ ، يا رَحْمانُ يا اللهُ ، يا رَحِيمُ يا اللهُ ، يا مَلِكُ يا اللهُ ، يا قُدُّوسُ يا اللهُ ، ياسَلامُ يا اللهُ ، يا مُؤْمِنُ يا الله يامُهَيْمِنُ يا اللهُ ، يا عَزِيزُ يا اللهُ ، يا جَبَّارُ يا اللهُ ، يا مُتَكَبِّرُ يا اللهُ ،يا خالِقُ يا اللهُ ، يا بارِيُ يا اللهُ ، يا مُصَوِّرُ يا اللهُ ، يا عالِمُ يا اللهُ ، يا عَظِيمُ يا اللهُ ، يا عَلِيمُ يا اللهُ ، يا كَرِيمُ يا اللهُ ، يا

٣٠٣

حَلِيمُ يا اللهُ ، يا حَكِيمُ يا اللهُ ، يا سَمِيعُ يا اللهُ ، يا بَصِيرُ يا اللهُ ، يا قَرِيبُ يا اللهُ ، يا مُجِيبُ يا اللهُ ، يا جَوادُ يا اللهُ ، يا ماجِدُ يا اللهُ ، يا مَلِيُّ يا اللهُ ، يا وَفِيُّ يا اللهُ ، يا مَوْلىٰ يا اللهُ ، يا قاضِي يا اللهُ ، يا سَرِيعُ يا اللهُ ، يا شَدِيدُ يا اللهُ ، يا رَؤُوفُ يا اللهُ ، يا رَقِيبُ يا اللهُ ، يا مَجِيدُ يا اللهُ ، يا حَفِيظُ يا اللهُ ، يا مُحِيطُ يا اللهُ ، يا سَيِّدَ السَّاداتِ يا اللهُ ، يا أَوَّلُ يا اللهُ ، يا آخِرُ يا اللهُ ، يا ظاهِرُ يا اللهُ ، يا باطِنُ يا اللهُ ، يا فاخِرُ يا اللهُ ، يا قاهِرُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا وَدُودُ يا اللهُ ، يا نُورُ يا اللهُ ، يا رافِعُ يا اللهُ ، يا مانِعُ يا اللهُ ، يا دافِعُ يا اللهُ ، يا فاتِحُ يا اللهُ ، يا نَفَّاحُ (١) يا اللهُ ، يا جَلِيلُ يا اللهُ ، يا جَمِيلُ يا اللهُ ، يا شَهِيدُ يا اللهُ ، يا شاهِدُ يا اللهُ ، يا مُغِيثُ يا اللهُ ، يا حَبِيبُ يا اللهُ ، يا فاطِرُ يا اللهُ ، يا مُطَهِّرُ يا اللهُ ، يا مَلِكُ (٢) يا اللهُ ، يا مُقْتَدِرُ يا اللهُ ، يا قابِضُ يا اللهُ ، يا باسِطُ يا اللهُ ، يا مُحْييُ يا اللهُ ، يا مُمِيتُ يا اللهُ ، يا باعِثُ يا اللهُ ، يا وارِثُ يا اللهُ ، يا مُعْطِيُ يا اللهُ ، يا مُفْضِلُ يا اللهُ ، يا مُنْعِمُ يا اللهُ ، يا حَقُ يا اللهُ ، يا مُبِينُ يا اللهُ ، يا طَيِّبُ يا اللهُ ، يا مُحْسِنُ يا اللهُ ، يا مُجْمِلُ يا اللهُ ، يا مُبْدِيُ يا اللهُ ، يا مُعِيدُ يا اللهُ ، يا بارِيُ يا اللهُ ، يا بَدِيعُ يا اللهُ ، يا هادِي يا اللهُ ، يا كافِي يا اللهُ ، يا شافِي يا اللهُ ، يا عَلِيُّ يا اللهُ ، يا عَظِيمُ يا اللهُ ، يا حَنَّانُ يا اللهُ ، يا مَنَّانُ يا اللهُ ، يا ذا الطَوْلِ يا اللهُ ، يا مُتَعالِي يا اللهُ ، يا عَدْلُ يا اللهُ ، يا ذا المَعارِجِ يا اللهُ ، يا صادِقُ يا اللهُ ، يا صَدُوقُ يا اللهُ ، يا دَيَّانُ يا اللهُ ، يا باقِي يا اللهُ ، يا واقِي يا اللهُ ، يا ذا الجَلالِ يا اللهُ ، يا ذا الاِكْرامِ يا اللهُ ، يا مَحْمُودُ يا اللهُ ، يا مَعْبُودُ يا اللهُ ، يا صانِعُ يا اللهُ ، يا مُعِينُ يا اللهُ ، يا مُكَوِّنُ يا اللهُ ، يا فَعَّالُ يا اللهُ ، يا لَطِيفُ يا اللهُ ، يا غَفُورُ يا الله (٣) ، يا شَكُورُ يا اللهُ ، يا نُورُ يا اللهُ ، يا قَدِيرُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاه يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ

____________________

(١) يَا نَفَفَّاعٌ.

(٢) يَا مَلِيكُ.

(٣) يَا جَلِيلُ يَا الله.

٣٠٤

يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاه يا اللهُ ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضاكَ، وَتَعْفُو عَنِّي بِحِلْمِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَمِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ فَإِنِّي عَبْدُكَ لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِواكَ، وَلا أَحَدٌ أَسْأَلُهُ غَيْرُكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. ثم تسجد وتقول:يا اللهُ ، يا اللهُ ، يا اللهُ ، يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ ، يا مُنْزِلَ البَرَكاتِ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حاجَةٍ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الغَيْبِ عِنْدَكَ وَالاَسَّماء المَشْهُورَةِ عِنْدَكَ المَكْتُوبَةِ عَلىٰ سُرادِقِ عَرْشِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي شَهْرَ رَمَضانَ وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلىٰ بَيْتِكَ الحَرامِ وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ وَتَسْتَخْرِجَ يارَبِّ كُنُوزَكَ يارَحْمانُ.

التاسع: يصلّي أربع عَشرة ركعة يقرأ في كُل ركعة الحَمد وآية الكرسي وثلاث مرات سورة قل هُوَالله احد ليكون لَهُ بكل ركعة عبادة أربعين سنة وعبادة كُل من صام وصلّىٰ في هذا الشّهر.

العاشر: قالَ الشَيخ في المصباح اغتسل في آخر الليل واجلس في مصّلاك الىٰ طلوع الفَجر.

أعمال يوم عيد الفطر:

اليوم الأول : يَوم عيد الفطر، وأعمالهُ عديدة.

الأول: أن تكّبر بَعد صلاة الصبح وبَعد صلاة العيد بما مّر من التكبيرات في لَيلَة العيد بَعد الفَريضَة.

الثاني: أن تدعو بَعد فريضة الصبح بما رواه السيّد رحمهالله مِن دعاء:اللَّهمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامِي الخ . وقَد أورد الشَيخ هذا الدُّعاء بَعد صلاة العيد.

الثالث: اخراج زكاة الفطرة صاعاً عَن كُل نسمة قَبلَ صلاة العيد عَلىٰ التفصيل

٣٠٥

المبين في الكتب الفقهية واعلم أن زكاة الفطرة مِن الواجبات المؤكدة وهِيَ شرط في قَبول صيام شَهر رَمَضان وهِيَ أمان عَن الموت الىٰ السنة القابلة وقَد قّدمالله تَعالىٰ ذكرها علىٰ الصلاة في ‌الآية الكريمة (قد أفلح)(١) :

الرابع: الغسل، والاحسن أن يغتسل مِن النهر اذا تمكّن ووقت الغسل مِن الفَجر الىٰ حين اداء صلاة العيد كما قالَ الشيخ وفي الحديث ليكن غسلك تَحتَ الظلال او تَحتَ حائط فأذا هممت بذلِكَ فقل:اللَّهُمَّ إِيْماناً بِكَ وَتَصْدِيقاً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ . ثم سّم باسمالله واغتسل فإذا فرغت مِن الغسل فقل:اللَّهمَّ اجْعَلْهُ كُفَّارَةً لِذُنُوبِي، وَطَهِّرْ دِيْنِي. اللَّهمَّ اذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ.

الخامس: تحسين الثياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكة للصلاة تَحتَ السّماء.

السادس: الافطار أول النَّهار قَبلَ صلاة العيد والافضل أن يفطر عَلىٰ التمر أو عَلىٰ شَيْءٍ مِن الحلوى. وقالَ الشَيخ المفيد يُستَحب أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسينعليه‌السلام فأنها شفاء من كل داء.

السابع: أن لا تخرج لصلاة العيد إِلَّا بَعد طلوع الشمس وأن تدعو بما رواه السيّد في (الاقبال) مِن الدّعوات منها مارواه عَن أبي حمزة الثمالي عَن الباقرعليه‌السلام قالَ: أدع في العيدين والجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا الدُّعاء:

اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلىٰ مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعطاياهُ فَإِنَّ إِلَيْكَ ياسَيِّدِي تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رَفْدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ وَقَدْ غَدَوْتُ إِلىٰ عِيْدٍ مِنْ أَعْيادِ اُمَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَلَمْ أَفِدْ إِلَيْكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ أَمَّتُه، وَلكِنْ أَتَيْتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِي وَإِسآَتِي إِلىٰ نَفْسِي، فَياعَظِيمُ ياعَظِيمُ ياعَظِيمُ إِغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ مِنْ ذُنُوبِي،

____________________

(١)( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) .

٣٠٦

فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظامَ إِلَّا أَنْتَ يالا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

صلاة العيد:

الثامِن: صلاة العيد: وهِيَ ركعتان يقرأ في الأوّلىٰ الحَمد وسورة الاعَلىٰ ويكبّر بَعد القراءة خمس تكبيرات وتقنت بَعد كُل تكبيرة فتقول:

اللَّهُمَّ (١) أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقوىٰ وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً (٢) ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (٣) اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ (٤) عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ (٥) مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ (٦) .

ثّم تكبّر السّادِسَة وتركع وتسجد ثم تنهض للركعة الثّانِيَة فتقرأ فيها بَعد الحَمد سورة الشمس ثم تكبّر أربع تكبيرات تقنت بَعد كُل تكبيرة وتقرأ في القنوت مامر فإذا فرغت كبّرت الخامِسَة فركعت واتممت الصلاة وسبّحت بَعد الصلاة تسبيح الزهراء عليها ‌السَّلام.

خطبة عيد الفطر

يخطب بها إمام الجماعة بعد صلاة العيد، وهي علىٰ ما رواها الصّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام كما يلي:الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، لا نُشْرِكُ بِالله شيئاً وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَليّا وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء

____________________

(١) اللّهُمَّ أَنْتَ أهْلُ.

(٢) ذُخْراً وَ شَرَفاً وَ مَزِيداً.

(٣) وَ عَلَيْهِمْ أجْمَعِين.

(٤) مَا سَأَلَكَ مِنْهُ.

(٥) بكَ فيه.

(٦) عِبَادُكَ الْمُخْلِصُونَ.

٣٠٧

وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ، كذلِكَ الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّماء أَنْ تَقَعَ عَلىٰ الأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، إِنَّ الله بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ. اللَّهُمَّ ارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ وَاعْمُمْنا بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الكَبِيرُ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لا مَقْنُوطٌ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلا مَخْلُوُّ مِنْ نِعْمَتِهِ وَلا مُؤْيَسٌ مِنْ رَوْحِهِ وَلا مُسْتَنْكَفُ عَنْ عِبادَتِهِ (١) ، بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّماواتِ السَّبْعُ وَاسْتَقَرَّتْ الأَرْضُ المِهادُ وَثَبَتَتِ الجِبالُ الرَّواسِي وَجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ وَسارَ فِي جَوِّ السَّماء السَّحابُ وَقامَتْ عَلىٰ حُدُودِها البِحارُ وَهُوَ إِلهٌ لَها، وَقاهِرٌ يَذِلُّ لَهُ المُتَعَزِّزُونَ وَيَتَضأَلُ لَهُ المُتَكَبِّرُونَ وَيَدِينُ لَهُ طَوْعاً وَكَرْهاً العالَمُونَ نَحْمَدُهُ كَما حَمَدَ نَفْسَهُ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ يَعْلَمُ ما تُخْفِي النُّفُوسُ وَما تُجِنُّ البِحارُ وَما تُوارِي مِنْهُ ظُلْمَةٌ وَلا تَغِيبُ عَنْهُ غائِبَةٌ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلْمَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَلا رَطَبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وَيَعْلَمُ ما يَعْمَلُ العامِلُونَ وَأيَّ مَجْرىً يَجْرُونَ وَإِلىٰ أَيِّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ وَنَسْتَهْدِي الله بِالهُدى، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ إِلىٰ خَلْقِهِ وَأَمِينُهُ عَلىٰ وَحْيِهِ وَأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ وَجاهَدَ فِي الله الحائِدِينَ عَنْهُ العادِلِينَ بِهِ، وَعَبَدَ الله حَتّىٰ أَتاهُ اليَّقِينُ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوىٰ الله الَّذِي لا تَبْرَحُ مِنْهُ نِعْمَةٌ وَلا تَنْفَذُ مِنْهُ رَحْمَةٌ وَلا يَسْتَغْنِي العِبادُ عَنْهُ وَلا يَجْزِي أَنْعُمَهُ الاَعْمالُ الَّذِي رَغَّبَ فِي التَّقْوىٰ وَزَهَّدَ فِي الدُّنْيا وَحَذَّرَ المَعاصِي وَتَعَزَّزَ بِالبَقاءِ وَذَلَّلَ خَلْقَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ، وَالمَوْتُ غايَةُ المَخْلُوقِينَ وَسَبِيلُ العالَمِينَ وَمَعْقُودٌ بِنَواصِي الباقِينَ لا يُعْجِزُهُ إِباقُ الهارِبِينَ وَعِنْدَ حُلُولِهِ يَأْسِرُ أَهْلَ الهَوى، يَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ

____________________

(١) الذي بِكَلِمَتِهِ.

٣٠٨

وَيُزِيلُ كُلَّ نِعْمَةٍ وَيَقْطَعُ كُلَّ بَهْجَةٍ وَالدُّنْيا دارٌ كَتَبَ الله لَها الفَناءِ وَلاِ هْلِها مِنْها الجَلاَء فَأَكْثَرُهُمْ يَنْوِي بَقائها وَيُعَظِّمُ بِنائَها وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ قَدْ عُجِّلَتْ لِلْطَّالِبِ وَالتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ، وَيُضْنِي ذو الثَّرْوَةِ الضَّعِيفَ وَيَجْتَويها (١) الخائِفُ الوَجِلُ ؛ فَارْتَحِلُوا مِنْها يَرْحَمُكُمُ الله بِأَحْسَنِ مابِحَضْرَتِكُمْ وَلا تَطْلُبُوا مِنْها أَكْثَرَ مِنْ القَلِيلِ وَلا تَسْأَلُوا مِنْها فَوْقَ الكَفافِ، وَارْضَوْا مِنْها بِاليَسِيرِ وَلا تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْها إِلىٰ ما مُتِّعَ المُتْرَفُونَ بِهِ وَاسْتَهِينُوا بِها وَلا تُوَطِّنُوها، وَأَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيها وَإِيّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَالتَّلَهِّي وَالفاكِهاتِ فَإِنَّ فِي ذلِكَ غَفْلَةً وَاغْتِراراً أَلا أَنَّ الدُّنْيا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَتْ وَاحْلَوْلَتْ وَآذَنَتْ بِوَداعٍ أَلا وَإِنَّ الآخرةَ قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَآذَنَتْ بِاطِّلاعٍ أَلا وَإِنَّ المِضْمارَ اليَوْمَ وَالسِّباقَ غَداً أَلا وَإِنَّ السُّبْقَةَ الجَنَّةَ وَالغايَةَ النَّارُ أَلا أَفَلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ يَوْمِ مَنِيَّتِهِ أَلا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ وَفَقْرِهِ جَعَلَنا الله وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَخافُهُ وَيَرْجُو ثَوابَهُ أَلا إِنَّ هذا اليَوْمَ يَوْمٌ جَعَلَهُ الله لَكُمْ عِيداً وَجَعَلَكُمْ لَهُ أهْلا فَاذْكُرُوا الله يَذْكُرْكُمْ وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَأَدُّوا فِطْرَتَكُمْ فَإِنَّها سُنَّةُ نِبِيِّكُمْ وَفَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ، فَلْيُؤَدِّها كُلُّ امْرِيٍ مِنْكُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ عِيالِهِ كُلِّهِمْ ذَكَرِهِمْ وَاُنْثاهُمْ وَصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ وَحُرِّهِمْ وَمَمْلُوكِهِمْ عَنْ كُلِّ إِنْسانٍ مِنْهُمْ صاعاً مِنْ بُرٍّ أَوْ صاعاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صاعاً مِنْ شَعِيرٍ. وَأَطِيعُوا الله فِيما فَرَضَ عَلَيْكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ إِقامِ الصَّلاةَ وَإِيْتاءِ الزَّكاةِ وَحَجِّ البَيْتِ وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضانَ وَالاَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهِيِ عَنِ المُنْكَرِ وَالاِحْسانِ إِلىٰ نِسائِكُمْ وَمامَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ، وَأَطِيعُوا الله فِيما نَهاكُمْ عَنْهُ مِنْ قَذْفِ المُحْصَنَةِ وَإِتْيانِ الفاحِشَةِ وَشُرْبِ الخَمْرِ وَبَخْسِ المِكْيالِ وَنَقْصِ المِيزانِ وَشَهادَةِ الزُّورِ وَالفَرارِ مِنَ الزَّحْفِ عَصَمَنا الله

____________________

(١) وَ يَحْتَوِيهَا.

٣٠٩

وَإِيَّاكُمْ بِالتَّقْوىٰ وَجَعَلَ الآخرةَ خَيْراً لَنا وَلَكُمْ مِنَ الأوّلى، إِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ وَأَبْلَغَ مَوْعِظَةِ المُتَّقِينَ كِتابُ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ، أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ. ثم يجلس إذا فرغ من هذه الخطبة جلسة قصيرة ثم ينهض للخطبة الثانية وهي ماكان يخطب بها أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم الجمعة بعد الجلوس الذي يعقب الخطبة الأوّلى، وهي كما يلي:

الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً تَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ وَتُبَيِّنَ بِها فَضْلَهُ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الكِتابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيَجْحَدُونَ آياتِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، اللَّهُمَّ خالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَألْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رَجْزَكَ وَنَقِمَتَكَ وَبَأْسَكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ انْصُرْ جُيُوشَ المُسْلِمِينَ وَسَراياهُمْ وَمُرابِطِيهِمْ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ التَّقْوىٰ زادَهُمْ وَالاِيمانَ وَالحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ إِلهَ الحَقِّ وَخالِقَ الخَلْقِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ وَلِمَنْ هُوَ لاحِقٌ بِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالاِحْسانِ وَإِيْتاءِ ذِي القُرْبىٰ وَيَنْهىٰ عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، اُذْكُرُوا الله يَذْكُرْكُمْ

٣١٠

فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ وَاسْأَلُوا الله مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ فَإِنَّهُ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ داعٍ دَعاهُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّار.

وقَد وردت دعوات كثيرة بَعد صلاة العيد ولعل أحسنها هُوَ الدُّعاء السادس والأَرْبعون مِن الصحيفة الكاملة ويُستَحب أن يبرز في صلاة العيد تَحتَ السماء وأن يصلي عَلىٰ الأَرْض مِن دون بساط ولا بارية وأن يرجع عن المصلي مِن غير الطريق الَّذي ذَهَبَ مِنهُ وأن يدعو لاخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم.

التاسع: أن يزور الحسينعليه‌السلام .

العاشر: قراءة دعاء الندبة وسيأتي إن شاءالله تَعالى.وقالَ السيّد ابن طاووس رحمهالله اسجد إذا فرغت مِن الدُّعاء فقل:

أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لايُطْفاء، وَجَدِيدُها لا يُبْلى، وَعَطْشانُها لايُرْوى . ثم ضع خدك الايمن عَلىٰ الأَرْض وَقُلْ:إِلهِي لا تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَتَعْفِيرِي لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ المَنُّ عَلَيَّ . ثم ضع خدك الايسر عَلىٰ الأَرْض وَقُلْ:ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ. ثم عد الىٰ السجود وَقُلْ:إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ.

ثم قل:العَفْوَ العَفْوَ . مئةَ مرةٍ. ثم قالَ السيّد ولا تقطع يومكَ هذا باللعب والاهمال وأنت لاتعلم أمردود أم مقبول الاعمال فان رجوت القَبول فقابل ذلِكَ بالشكر الجميل وإن خفت الرد فكن أسير الحزن الطويل.

اليَوم الخامس والعِشرون

فيهِ عَلىٰ بعض الاقوال توفي الإمام جعفر بن مُحَمَّد الصادقعليه‌السلام في سنة مئةَ وثماني واربعين وقَد ارتأىٰ البعض أنَّ وفاته كانَت في النصف مِن رجب وكانَ سَبَب وفاته سمّا دس لَهُ في العنب. وَروي أنهعليه‌السلام حينما حضرته الوفاة فتح عينيه وقالَ: اجمعوا لي الاقارَب فلمّا اجتمعوا كلّهم نظر إليهم وقالَ: لايبلغ شفاعتنا من استخف بصلاته ولَمْ يهتم بها.

٣١١

الفصل الخامس : في أعمال شهر ذي القعدة

إعلم أنّ هذا الشهر هو أول الاشهر الحرم التي ذكرهاالله في كتابه المجيد.وروىٰ السيد ابن طاووس في حديث: أنّ شهر ذي القعدة موقع إجابة الدعاء عند الشدة.وروي عن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم صلاة في اليوم الاحد من هذا الشهر ذات فضل كثير وفضلها ملخصا: أنّ من صلاها قبلت توبته، وغفرت ذنوبه، ورضي عنه خصماؤه يوم القيامة، ومات علىٰ الايمان وما سلب منه الدين، ويفسح في قبره وينور فيه، ويرضىٰ عنه أبواه ويغفر لابويه ولذريته ويوسّع في رزقه، ويرفق به ملك الموت عند موته ويخرج الروح من جسده بيسر وسهولة. وصفتها: أن يغتسل في يوم الاحد ويتوضأ ويصلي أربع ركعات يقرأ في كل منها الحمد مرة وقُل هُوالله أحَد ثلاث مرات والمعوّذتين مرّة، ثم يستغفر سبعين مرة ثم يختم بكلمة:لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. ثم يقول:ياعَزِيزُ ياغَفَّارُ اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ.

أقول: الظاهر أنّ هذا الاستغفار والدعاء الذي ورد بعده يؤدّىٰ بعد الصلاة. واعلم أنّ في الحديث أنّ من صام من شهر حرام ثلاثة أيام: الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة تسعمئة سنة.وقال الشيخ الاجل علي بن إبراهيم القمّي إنّ السيئات تضاعف في الاشهر الحرم وكذلك الحسنات.

اليوم الحادي عشر : كان فيه في سنة مئة وثماني وأربعين ولادة الإمام الرضاعليه‌السلام .

الليلة الخامسة عشرة : ليلة مباركة ينظرالله تعالىٰ فيها إلىٰ عباده المؤمنين بالرحمة، وأجر العامل فيها بطاعةالله أجر مئة سائح ( أي الصائم الملازم للمسجد ) لم يعصالله طرفة عين كما في النبوي ؛ فاغتنم هذه الليلة واشتغل فيها بالعبادة والطاعة والصلاة وطلب الحاجات منالله . فقد روي أنه من سألالله تعالىٰ فيها حاجة أعطاه ماسأل.

اليوم الثالث والعشرون : من سنة مائتين توفي فيه الإمام الرضا صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ علىٰ بعض الاقوال، ومن المسنون فيه زيارة الرضاعليه‌السلام من قرب ومن بعد. قال السيد ابن طاووس في الاقبال : ورأيت في بعض تصانيف أصحابنا العجم رضوانالله عليهم: أنه يستحب أن يزار مولانا الرضاعليه‌السلام يوم ثالث وعشرين من ذي القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة أو بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك.

٣١٢

الليلة الخامسة والعشرون ليلة دحو الأَرْض :( انبساط الأَرْض من تحت الكعبة علىٰ الماء ) وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمةالله تعالى، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل.وروي عن الحسين بن علي الوشاء قال: كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضاعليه‌السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال له ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها ابراهيمعليه‌السلام وولد فيها عيسىٰ بن مريمعليه‌السلام وفيها دحيت الأَرْض من تحت الكعبة، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً.وقال علىٰ رواية أخرى: ألا إن فيها يقوم القائمعليه‌السلام .

اليوم الخامس والعشرون يوم دحو الأَرْض : وهو أحد الايام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة. وروى: أن صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفارة لذنوب سبعين سنة، علىٰ رواية أخرى، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مئة سنة ويستغفر لمن صامه كل شي بين السماء والأَرْض وهو يوم انتشرت فيه رحمةالله تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكرالله تعالىٰ فيه أجر جزيل.وقد ورد لهذا اليوم سوىٰ الصيام والعبادة وذكرالله تعالىٰ والغسل عملان:

الأول: صلاة مروية في كتب الشيعة القميّين، وهي ركعتان تصلىٰ عند الضحىٰ بـالحمد مرة و الشمس خمس مرات ويقول بعد التسليم:

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ .ثم يدعو وَيقول:يامُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يامُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي ياسامِعَ الاَصْواتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي ياذا الجَلالِ وَالاِكْرام.

الثاني: هذا الدعاء الذي قال الشيخ في (المصباح) إنه يستحب الدعاء به:

اللّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ وَصارِفَ اللَّزْبَةِ وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَةٍ، أَسأَلُكَ فِي هذا اليَوْمِ مِنْ أَيَّامِكَ الَّتِي أَعْظَمْتَ حَقَّها وَأَقْدَمْتَ سَبْقَها وَجَعَلْتَها عِنْدَ المُؤْمِنِينَ وَدِيعَةً وَإِلَيْكَ ذَرِيعَةً وَبِرَحْمَتِكَ الوَسِيعَةِ ان تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ القَرِيبِ يَوْمَ التَّلاقِ فاتِقِ كُلِّ رَتْقٍ وَداعٍ إِلىٰ كُلِّ حَقٍّ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ الاَطْهارِ الهُداةِ المَنارِ

٣١٣

دَعائِمِ الجَبَّارِ وَوُلاةِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأَعْطِنا فِي يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ المَخْزُونِ غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَلا مَمْنُوعٍ (١) ، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَأَكْرَمَ مَرْجُوٍّ يا كَفَيُّ ياوَفِيُّ، يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيُّ أُلطُفْ لِي بِلُطْفِكَ وَاسْعِدْنِي بِعَفْوِكَ وَأَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ وَلا تُنْسِنِي كَرِيمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ أَمْرِكَ وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْنِي مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ إِلىٰ يَوْمِ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَأَشْهِدْنِي أَوْلِياَئكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِي وَحُلُولِ رَمْسِي وَانْقِطاعِ عَمَلِي وَانْقَضاء أَجَلِي اللّهُمَّ وَاذْكُرْنِي عَلىٰ طُولِ البِلىٰ إِذا حَلَلْتُ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرىٰ وَنَسِيَنِي النَّاسُونَ مِنَ الوَرىٰ وَاحْلِلْنِي دارَ المُقامَةِ وَبَوِّئْنِي مَنْزِلَ الكَرامَةِ وَاجْعَلْنِي مِنْ مُرافِقي أَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ اجْتِبائِكَ واصْطِفائِكَ، وَبارِكْ لِي فِي لِقائِكَ وَارْزُقْنِي حُسْنَ العَمَلِ قَبْلَ حُلُوِل الاَجَلِ بَريئاً مِنَ الزَلَلِ وَسُوءِ الخَطَلِ ، اللّهُمَّ وَأَوْرِدْنِي حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاسْقِنِي مِنْهُ مَشْرَبا رَوِيا سائِغا هَنِيئاً لا أَظْمأُ بَعْدَهُ وَلا اُحَلا وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ أُذادُ، وَاجْعَلْهُ لِي خَيْرَ زادٍ وَأَوْفىٰ مِيعادٍ يَوْمَ يَقُومُ الاَشْهادُ اللّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الأوَّلِينَ وَالآخرينَ وَبِحُقُوقِ (٢) أَوْلِيائِكَ المُسْتَأْثِرِينَ، اللّهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَاهْلِكْ أَشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ وَالعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ أَوْلِيائِكَ وَارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ وأَظْهِرْ بِالحَقِّ قائِمَهُمْ وَاجْعَلْهُ لِدِينِكَ مُنْتَصِراً وَبِأَمْرِكَ فِي أَعْدائِكَ مُؤْتَمِراً، اللّهُمَّ احْفُفْهُ بِملائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الاَمْرِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مُنْتَقِما لَكَ حَتَّىٰ تَرْضىٰ وَيَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلىٰ يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّا وَيَمْحَضَ الحَقَّ مَحْضا وَيَرْفُضَ االباطِلَ رَفْضا، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلىٰ جَمِيعِ آبائِهِ وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاُسْرَتِهِ وَابْعَثْنا فِي كَرَّتِهِ حَتَّىٰ نَكُونَ فِي زَمانِهِ مِنْ أَعْوانِهِ ، اللّهُمَّ أَدْرِكْ بِنا قِيامَهُ وَأَشْهِدْنا

____________________

(١) غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَلَا مَمْنُونٍ.

(٢) وَ لِحُقُوقِ.ٍ

٣١٤

أّيَّامَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ (١) وَارْدُدْ إِلَيْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ (٢) وَرَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

إعلم أنّ السيد الداماد رحمهالله قال في رسالته المسماة الأَرْبعة أيام في خلال أعمال يوم دحو الأَرْض: إنّ زيارة الرضاعليه‌السلام في هذا اليوم هي آكد آدابه المسنونة كذلك، ويتأكد استحباب زيارتهعليه‌السلام في اليوم الأوّل من شهر رجب الفرد وقد حث عليها حثاً بالغاً.

اليوم الاخير من الشهر : في هذا اليوم من سنة مائتين وعشرين علىٰ المشهور استشهد الإمام محمد بن علي التقيعليهما‌السلام في بغداد، وقد سمّه المعتصمبالله العباسي، وكان شهادته بعد سنتين ونصف من وفاة المأمون كما كان الإمام نفسه يتنبأ بذلك فيقول:الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً ؛ تشعر هذه الكلمة بما كان يعانيه من الاذىٰ والمحن من سوء معاشرة المأمون له حتىٰ اعتبرالموت فرجه الذي يرتقبه! كما عانىٰ من المحن ماعاناه أبوه العظيم الإمام الرضاعليه‌السلام حينما ولي العهد، وكان كلما رجع من الجامع يوم الجمعة رفع يديه إلىٰ السماء وهو عرقان مغبراً فقال:إلهي إن كان فرجي في موتي فعجّل وفاتي لساعتي! وكان دائم الكآبة والغم حتىٰ قضىٰ نحبه، وقد توفي الإمام محمد بن علي التقيعليهما‌السلام وله من العمر خمس وعشرون سنة وبضعة أشهر، ويقع قبره الشريف خلف قبر جده العظيم الإمام موسىٰ الكاظمعليه‌السلام في الكاظمية.

الفصل السادس : في أعمال شهر ذي الحجة

وهو شهر شريف وكان صلحاء الصحابة والتابعين يهتمون بالعبادة فيه اهتماما بالغا. والعشر الأوائل من أيامه هي الأيام المعلومات المذكورة في القرآن الكريم، وهي أيام فاضلة غاية الفضل، وقد روي عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : مامن أيامٍ العمل فيها أحبّ إلىٰالله عزَّ وجلَّ من أيام هذه العشر. ولهذه العشر أعمال:

الأول: صيام الأيام التسعة.الأوّل منها: فإنه يعدل صيام العمر كله.

الثاني: أن يصلي بين فريضتي المغرب والعشاء في كل ليلة من لياليها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و التوحيد مرة واحدة وهذه الآية:وَوأعَدْنا مُوسىٰ ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسىٰ لأخِيهِ

____________________

(١) وَ صَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ.

(٢) وَ السَّلَامُ عَلَيْهِمْ.

٣١٥

هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وأصْلِحْ وَلا تَتَّبِعَ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ ، ليشارك الحاج في ثوابهم.

الثالث : أن يدعو بهذا الدعاء من أول يوم من عشر ذي الحجة إلىٰ عشيّة عرفة في دبر صلاة الصبح وقبل المغرب وقد رواه الشيخ والسيد عن الصادقعليه‌السلام :

اللّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلىٰ الأيامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ فَأَنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنا فِيها مِنْ نَعَمائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهْدِينا فِيها لِسَبِيلِ الهُدىٰ وَالعَفافِ وَالغِنىٰ وَالعَمَلِ فِيها بِما تُحِبُّ وَتَرْضى، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوىٰ وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوىٰ وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلأَ وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنَّا فِيها البَلاءِ وَتَسْتَجِيبَ لَنا فِيها الدُّعاءُ وَتُقَوِّيَنا فِيها وَتُعِينَنا وَتُوَفِّقَنا فِيها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضىٰ وَعَلىٰ ما افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ وَلايَتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهَبَ لَنا فِيها الرِّضا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ، ولا تَحْرِمْنا خَيْرَ ما تُنْزِلُ فِيها مِنَ السَّماء وَطَهِّرْنا مِنَ الذُّنُوبِ يا عَلاّمَ الغُيُوبِ وَأَوْجِبْ لَنا فِيها دارَ الخُلُودِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَتْرُكْ لَنا فِيها ذَنْبا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلا هَمّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلا دَيْنا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلا غائِبا إِلَّا أَدَّيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ إِلَّا سَهَّلْتَها وَيَسَّرْتَها إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ يا عالِمَ الخَفِيَّاتِ ياراحِمَ العَبَراتِ يامُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رَبَّ الأَرْضِينَ وَالسَّماواتِ يامَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الأصْواتُ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا فِيها مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَالفائِزِينَ بِجَنَّتِكَ وَالنَّاجِينَ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّىٰ الله عَلىٰ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.

الرابع: أن يدعو في كل يوم من أيام العشر بهذه الدعوات الخمس وقد جاء

٣١٦

بها جبرائيل إلىٰ عيسىٰ بن مريم هدية منالله تعالىٰ ليدعو بهذا الدعاء في أيام العشر وهذه هي الدعوات الخمس:

(١) أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (٢) أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً. (٣) أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أّحَداً صَمَداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ. (٤) أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. (٥) حَسْبِيَ الله وَكَفىْ سَمعَ الله لِمَنْ دَعا لَيْسَ وَراءَ الله مُنْتَهىٰ أَشْهَدُ للهِ بِما دَعا وَأَنَّهُ بَرِيٌ مِمَّنْ تَبَرَأَ وَأَنَّ للهِ الآخِرَةَ وَالأوّلى . ثم ذكر عيسىٰعليه‌السلام أجرَاً جزيلاً للدعاء بكل من هذه الدعوات الخمس مئة مرة ولا يبعد أن يكون الداعي بكل من هذه الدعوات في كل يوم عشر مرات ممتثلاً لما ورد في الحديث كما احتمله العلامة المجلسي رحمهالله والأفضل أن يُدعىٰ بكل منها في كل يوم مئة مرة.

الخامس: أن يهلل في كل يوم من العشر بهذا التهليل المروي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام بأجره الجزيل، والأفضل التهليل به في كل يوم عشر مرات.لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ اللَّيالِي وَالدُّهُورِ لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ أَمْواجِ البُحُورِ لا إِلهَ إِلَّا الله وَرَحْمَتُهُ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ الشَّوْكِ وَالشَّجَرِ لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ الحَجَرِ والمَدَرِ لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ لَمْحِ العُيُونِ لا إِلهَ إِلَّا الله فِي اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ (١) إِذا تَنَفَّسَ لا إِلهَ إِلَّا الله عَدَدَ الرِّياحِ فِي البَرارِي وَالصُّخُورِ لا إِلهَ إِلَّا الله مِنْ اليَوْمِ إِلىٰ يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ.

اليوم الأول

يوم شريف جداً وقد ورد فيه عدة أعمال:

____________________

(١) وَ فِي الصُّبْح.

٣١٧

الأول: الصيام فإنه يعدل صوم ثمانين شهراً.

الثاني: صلاة فاطمة عليها‌ السَّلام، قال الشيخ روي أنها أربع ركعات بسلامين، وهي كصلاة أمير المؤمنينعليه‌السلام يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و التوحيد خمسين مرة ويسبح بعد السلام تسبيحها عليها ‌السلام ويقول:سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ سُبْحانَ مَنْ يَرىٰ أَثَرَ النَّمَلِة فِي الصَّفا سُبْحانَ مَنْ يَرىٰ وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ.

الثالث: الصلاة ركعتان قبل الزوال بنصف ساعة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و كلاًّ من التوحيد و آية الكرسي و القدر عشر مرات.

الرابع: من خاف ظالماً فقال في هذا اليوم:حَسْبِي حَسْبِي حَسْبِي مِنْ سُؤالِي عِلْمُكَ بِحالِي كفاهالله شره. وإعلم أنّ في هذا اليوم ولد إبراهيم الخليلعليه‌السلام وعلىٰ رواية الشيخين: كان فيه أيضاً تزويج فاطمة من أمير المؤمنينعليهما‌السلام .

اليوم السابع: يوم حزن الشيعة كان فيه في سنة مئة وأربع عشرة وفاة الإمام محمد بن علي الباقرعليه‌السلام في المدينة.

اليوم الثامن: يوم التروية وللصيام فيه فضل كثير ورُوىٰ أنّه كفارة لذنوب ستّين سنة. وقال الشيخ الشهيد رحمهالله : إنه يستحب فيه الغسل.

ليلة عَرَفَة:

الليلة التاسعة : ليلة مباركة وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات والتوبة فيها مقبولة والدعاء فيها مستجاب وللعامل فيها بطاعةالله أجر سبعين ومئة سنة وفيها عدة أعمال:

الأول: أن يدعو بهذا الدعاء الذي روي أن من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفرالله له:

اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوىٰ وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوىٰ وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَمُنْتهىٰ كُلِّ حاجَةٍ يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلىٰ العِبادِ يا كَرِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ

٣١٨

التَّجاوُزِ يا جَوادُ يامَنْ لايُواري مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ وَلا بَحْرٌ عَجَّاجٌ وَلا سَّماء ذاتُ ابْراجٍ وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاجٍ (١) يامَنْ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِياءٌ ؛ أَسأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّا وَخَرَّ مُوسىٰ صَعِقا وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَدٍ وَسَطَحْتَ بِهِ الأَرْضَ عَلىٰ وَجْهِ ماءٍ جَمَدٍ، وَبِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ المَكْتُوبِ الطَّاهِرِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَبِاسْمِكَ السُّبُّوحِ القُدُّوسِ البُرْهانِ الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلىٰ كُلِ نُورٍ وَنُورٌ مِنْ نُورٍ يُضيُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ إِذا بَلَغَ الأَرْضَ انْشَقَّتْ وَإِذا بَلَغَ السَّماواتِ فُتِحَتْ وَإِذا بَلَغَ العَرْشَ اهْتَزَّ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِص مَلائِكَتِكَ، وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ المُصْطَفىٰ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلىٰ جَمِيعِ الأَنْبِياءِ وَجَمَيعِ المَلائِكَةِ، وَبِالاسْمِ الَّذِي مَشىٰ بِهِ الخِضْرُ عَلىٰ قُلَلِ (٢) الماءِ كَما مَشىٰ بِهِ عَلىٰ جَدَدِ الأَرْضِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ البَحْرَ لِمُوسىٰ وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَأَنْجَيْتَ بِهِ مُوسىٰ بْنَ عُمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسىٰ بْنَ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأيْمنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيا عِيسىٰ بْنُ مَرْيَمَ المَوْتىٰ وَتَكَلَّمَ فِي المَهْدِ صَبِيّا وَأَبْرَأَ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَبْرئِيلُ وَمِيكائِيلُ وَإِسْرافِيلُ وَحَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ ذُو النُونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبا فَظَنَّ أَنْ لَنْ تَقْدِرَ (٣) عَلَيْهِ فَنادىٰ فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سبُحْانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ تُنْجِي (٤) المُؤْمِنِينَ،

____________________

(١) ذَاتُ ارْتِياجٍ.

(٢) عَلى طَلَلِ المَاءِ.

(٣) لَنْ نَقْدِرَ.

(٤) وَ كَذلِكَ نُنْجِي.

٣١٩

وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُدُ وَخَرَّ لَكَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرأَةُ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتا فِي الجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ البَلاُء فَعافَيْتَهُ وَآتَيْتَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرىٰ لِلعابِدِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ البُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ قالَ تَعالى سُبْحانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرامِ إِلىٰ المَسْجِدِ الأقْصى وَقَوْلُهُ سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلىٰ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرئِيلَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ. وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ القُرْآنِ العَظِيمِ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ وَبِحَقِّ فَضْلِكَ يَوْمَ القَضاء وَبِحَقِّ المَوازِينِ إِذا نُصِبَتْ وَالصُّحُفِ إِذا نُشِرَتْ وَبِحَقِّ القَلَمِ وَما جَرىٰ وَاللَّوْحِ وَما أَحْصىٰ وَبِحَقِّ الاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلىٰ سُرادِقِ العَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الخَلْقَ وَالدُّنْيا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ بِأَلْفَي عامٍ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ فِي خَزائِنِكَ الَّذِي إِسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلا عَبْدٌ مُصْطَفى، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ البِحارَ وَقامَتْ بِهِ الجِبالُ وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ المَثانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ وَبِحَقِّ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَبِحَقِّ طهَ وَيَّس وَكهيعص وَحمَّعَّسَّقَّ وَبِحَقِّ تَوْراةِ مُوسىٰ وَإِنْجِيلِ عِيسىٰ وَزَبُورِ داوُدَ وَفُرْقانِ

٣٢٠