مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 418556
تحميل: 17138

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 418556 / تحميل: 17138
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

جَمِيعُ خَلْقِكَ، فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ يامُحْسِنُ يامُجْمِلُ يامُنْعِمُ يامُفَضِّلُ يا لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرينَ. والسيد قد روىٰ دعاء يدعىٰ به عند الاستهلال.

اليوم الأوّل فيه

فيه في السنة السابعة والثلاثين ابتدي القتال في واقعة صفين، وفيه علىٰ بعض الاقوال في السنة الحادية والستين أدخل دمشق رأس سيد الشهداءعليه‌السلام ، فجعله بنو أُمية عيداً لهم. وهو يوم تتجدد فيه الاحزان.

كانَتْ مَآتِمُ بِالعِراقِ تَعدُّه

أَمَويةُ بالشامِ مِن أَعْيادِها

وفيه أيضاً علىٰ بعض الاقوال أو في الثالث منه في السنة الحادية والعشرين بعد المئة استشهد زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام .

اليوم الثالث

روىٰ السيد ابن طاووس عن كتب أصحابنا الإمامية استحباب الصلاة في هذا اليوم ركعتين يقرأ في الأوّلىٰ الحمد وسورة إنا فتحنا، وفي الثانية الحمد والتوحيد ويصلّي بعد السلام علىٰ محمد وآله مئة ويقول مئة مرّة:اللّهُمَّ الْعَنْ آلَ أَبِي سُفْيانَ ، ويستغفر مئة مرة ثم يسأل حاجته.

اليوم السابع

استشهد فيه في سنة خمسين الإمام الحسن المجتبىٰعليه‌السلام علىٰ قول الشهيد والكفعمي وغيرهما. وكانت الشهادة في اليوم الثامن والعشرين من الشهر علىٰ قول الشيخين، وفيه في سنة ١٢٨ كانت ولادة الإمام موسىٰ بن جعفرعليهما‌السلام في الابواء، وهو منزل بين مكة والمدينة.

اليوم العشرون

يوم الأَرْبعين وعلىٰ قول الشيخين هو يوم ورود حرم الحسينعليه‌السلام المدينة عائداً من الشام وهو يوم ورود جابر بن عبدالله الانصاري كربَلاءِ لزيارة الحسين وهو أول من زارهعليه‌السلام ويستحب فيه زيارتهعليه‌السلام وعن الإمام العسكريعليه‌السلام قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدىٰ وخمسين الفرائض والنوافل اليومية، وزيارة الأَرْبعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر بِبِسْمِالله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وقد روىٰ الشيخ في التهذيب و المصباح زيارة خاصة لهذا اليوم عن الصادقعليه‌السلام سنوردها في باب الزيارات إن شاءالله .

اليوم الثامن والعشرون : من سنة إحدىٰ عشرة يوم وفاة خاتم النبيين صلواتالله عليه وآله

٣٦١

وقد صادفت يوم الاثنين من أيام الاسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة هبط عليه الوحي وله أربعون سنة ثم دعا الناس الىٰ التوحيد في مكة مدة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر الىٰ المدينة وقد مضىٰ من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة وتوفي في السنة العاشرة من الهجرة، فبدأ أمير المؤمنينعليه‌السلام في تغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلىٰ عليه ثم كان الاصحاب ياتون أفواجاً فيصلون عليه فرادىٰ من دون إمام يأتمون به وقد دفنه أمير المؤمنين صلواتالله عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفي فيه. عن أنس بن مالك قال: لما فرغنا من دفن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أتت إليَّ فاطمةعليها‌السلام فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم علىٰ أن تهيلوا التراب علىٰ وجه رسولالله ثم بكت وقالت: يا أَبَتاهُ أَجابَرَبَّاً دَعاهُ يا أَبَتاهُ مِنْرَبِّهِ ما أَدْناهُ الخ... وعلىٰ رواية معتبرة أنها أخذت كفّا من تراب القبر الطَّاهِر فوضعته علىٰ عينيها وقالت:

ماذا علىٰ المُشتَمِّ تُربَة أحمدَ

أن لايَشَمَّ مَدىٰ الزَّمانِ غَوالِيا

صُبَّتْ عَلَيَّ مَصائِبُ لَوْ أَنَّها

صُبَّتْ عَلىٰ الأيامِ صِرْنَ لَيالِيا

وروىٰ الشيخ يوسف الشّامي في كتاب الدّرّ النظيم أنها قالت فـي رثـاء أبيهـا:

قُـلْ لِلمُغَيَّبِ تَحْتَ أَثْوابِ الثَّرىٰ

إن كُنْتَ تَسْمَعُ صَرخَتي ونِدائِيا

صُـبَّت عَـليَّ مَصائِبُ لَو أَنَّه

صُـبَّتْ علىٰ الاَيامِ صِرْنَ لَيالِيا

قَـد كُنْتُ ذاتَ حِمىً بظِلِّ مُحَمَّدٍ

لا أخشَ من ضَيمٍ وكانَ حِمىً لِيا

فَـاليومَ أَخـضعُ لِـلذَّلِيلِ وأتَّقي

ضَـيمِي وَأَدفـعُ ظالِمي بِردائِيا

فَـإذا بَـكتْ قَـمَريّةٌ فـي لَيلِه

شَجَنا علىٰ غُصنٍ بَكيتُ صَباحِيا

فَـلاجعَلَنَّ الحُزنَ بَعدَكَ مُؤنِسي

ولا جـعَلنَّ الـدَّمعَ فِيكَ وِشاحِيا

اليوم الأخير من الشهر : فيه في سنة ثلاث ومائتين علىٰ رواية الطبرسي وابن الاثير استشهد الإمام الرضاعليه‌السلام بعنب دس فيه السم وكان له من العمر خمس وخمسون سنة وقبره الشريف في بيت حميد بن قحطبة في قرية سناباد بأرض طوس وفي ذلك البيت دفن الرشيد أيضاً.

الفصل التاسع : في شهر ربيع الأول

الليلة الأولى : فيها في السنة الثالثة عشرة من البعثة هاجر النبيصلي الله عليه وآله وسلم من مكة إلىٰ المدينة المنورة فاختبأ هذه الليلة في غار ثور وفاداه أمير المؤمنين صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ بنفسه فنام في فراشه غير مجانب سيوف قبائل المشركين وأظهر بذلك علىٰ العالمين فضله ومواساته وإخاءه النبيصلي الله عليه وآله وسلم فنزلت فيه الآية:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ ) .

٣٦٢

اليوم الأول : قال العلماء يستحب فيه الصيام شكراًلله علىٰ ماأنعم من سلامة النبي وأمير المؤمنين صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِما، ومن المناسب زيارتهماعليهما‌السلام في هذا اليوم. وقد روىٰ السيد في (الاقبال) دعاءً لهذا اليوم وفيه كانت وفاة الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام علىٰ قول الشيخ والكفعمي والمشهور علىٰ أنّها في اليوم الثامن. ولعل في هذا اليوم كان بدء مرضهعليه‌السلام .

اليوم الثامن : سنة مئتين وستين توفي الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام فنصب صاحب الأمرعليه‌السلام إماماً علىٰ الخلق ومن المناسب زيارتهماعليهما‌السلام في هذا اليوم. فهذا اليوم يكون أول يوم من عصر إمامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء، وهذا مما يزيد اليوم شرفاً وفضلاً.

اليوم التاسع : عيد عظيم وهو عيد البقر وشرحه طويل مذكور في محله وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غفرت ذنوبه.وقيل يستحب في هذا اليوم إطعام الاخوان المؤمنين وإفراحهم والتوسُّع في نفقة العيال ولبس الثياب الطيِّبة وشكرالله تعالىٰ وعبادته. وهو يوم زوال الغموم والاحزان وهو يوم شريف جداً.اليوم الثاني عشر : ميلاد النبيصلي الله عليه وآله وسلم علي رأي الكليني والمسعودي وهو المشهور لدىٰ العامة ويستحب فيه الصلاة ركعتان في الأولىٰ بعد الحمد، قل يا أَيُّها الكافرون ثلاثاً، وفي الثانية التوحيد ثلاثاً. وفي هذا اليوم دخلصلي الله عليه وآله وسلم المدينة مهاجراً من مكة. وقال الشيخ إن في مثل هذا اليوم في سنة اثنتين وثلاثين ومئة انقضت دولة بني مروان. اليوم الرابع عشر : سنة أربع وستين مات يزيد بن معاوية فأسرع إلىٰ دركات الجحيم وفي كتاب (اخبار الدول) أنه مات مصاباً بذات الجنب في حوران فأتي بجنازته إلىٰ دمشق ودفن في الباب الصغير وقبره الان مزبلة وقد بلغ عمره السابعة والثلاثين ودامت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر انتهى.الليلة السابعة عشرة : ليلة ميلاد خاتم الأنبياء صلواتالله عليه وهي ليلة شريفة جداً وحكىٰ السيد قولاً بأن في مثل هذه الليلة أيضاً كان معراجه قبل الهجرة بسنة واحدة.

اليوم السابع عشر : ميلاد خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله وسلم علىٰ المشهور بين الإمامية والمعروف أن ولادته كانت في مكة المعظمة في بيته عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل في عهد أنوشروان العادل. وفي هذا اليوم الشريف أيضاً في سنة ثلاث وثمانين ولد الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام فزاده فضلاً وشرفاً. والخلاصة أن هذا اليوم يوم شريف جداً وفيه عدة أعمال:

الأول: الغسل. الثاني: الصوم وله فضل كثير وروي أن من صامه كتب له صيام سنة. وهذا اليوم هو أحد الأيام الأَرْبعة التي خصّت بالصيام بين أيام السنة.

٣٦٣

الثالث: زيارة النبيصلي الله عليه وآله وسلم عن قرب أو عن بعد.

الرابع: زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام بما زار به الصادقعليه‌السلام وعلمه محمد بن مسلم من ألفاظ الزيارة، وستاتي في باب الزيارات إن شاءاللهِ .

الخامس: أن يصلي عند ارتفاع النهار ركعتين يقرأ في كل ركعة بعد [الحمد] سورة [إنا أنزلناه] "عشر مرات" و[التوحيد] "عشر مرات"، ثم يجلس في مصلاه ويدعو بالدعاء: [اللّهُمَّ أَنْتَ حَيُّ لاتَمُوتُ ...الخ] وهو دعاء مبسوط لم أجده مسنداً الىٰ المعصوم لذلك رايت أن أتركه رعاية للاختصار فمن شاء فليطلبه من (زاد المعاد).

السادس: أن يعظم المسلمون هذا اليوم ويتصدقون فيه ويعملوا الخير ويسرّوا المؤمنين ويزوروا المشاهد الشريفة.

والسيد في الاقبال قد بسط القول في لزوم تعظيم هذا اليوم وقال وجدت النّصارىٰ وجماعة من المسلمين يعظّمون مولد عيسىٰعليه‌السلام تعظيماً لا يعظمون فيه احداً من العالمين وتعجبت كيف قنع من يعظم ذلك المولد من أهل الإسلام كيف يقنعون أن يكون مولد نبيهم الذي هو أعظم من كل نبي دون مولد واحد من الأنبياء

الفصل العاشر

في شهر ربيع الثاني، وجمادىٰ الأولى، وجمادىٰ الآخِرة

قد خص السيد ابن طاووس غُرَّة كل من هذه الشهور الثلاثة بدعاء، وقال الشيخ المفيد (رض) إن في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة مائتين واثنتين وثلاثين ولد الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام وهو يوم شريف جداً ويستحب فيه الصيام شكراًلله علىٰ هذه النعمة العظمى.

والمناسب في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من جمادىٰ الأولىٰ زيارة فاطمة الزهراء (صلواتالله عليها) وإقامة مأتمها فقد روي بسند صحيح أنها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً وقد كانت وفاة النبيصلي الله عليه وآله وسلم في الثامن والعشرين من صفر علىٰ المشهور فيلزم أن تكون وفاتهاعليها‌السلام في أحد هذه الأيام الثلاثة.

وفي يوم النصف منه سنة ست وثلاثين فتح أمير المؤمنينعليه‌السلام البصرة وفيه كانت ولادة الإمام زين العابدينعليه‌السلام وزيارة هذين الإمامينعليهما‌السلام في هذا اليوم مناسبة.

وأما اعمال شهر جمادي الآخِرة فهي: أن يصلي كما روىٰ السيد بن طاووس:

٣٦٤

أربع ركعات أي بسلامين في أي وقت شاء من الشهر يقرأ [الحمد] في الأولىٰ "مرّة " و[آية الكرسي] "مرّة " و[إنا أنزلناه] "خمساً وعشرين مرة " وفي الثانية [الحمد] "مرة " و[ألهاكم التكاثر] "مرة " و[قل هوالله أحد] "خمساً وعشرين مرة "، وفي الثالثة [الحمد] "مرة" و[قل ياأَيّها الكافرون] "مرة " وقل أعوذ برب الفلق] "خمساً وعشرين مرة " وفي الرابعة [الحمد] "مرة " و[إذا جاء نصرالله والفتح] "مرة " و[قل أَعوذ برب الناس] "خمساً وعشرين مرة "، ويقول بعد السلام من الرابعة "سبعين مرة":سُبحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ ، و"سبعين مرة ":اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ]، ثم يقول "ثلاثاً" :اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ.

ثم يسجد ويقول في سجوده "ثلاث مرات":ياحَيُّ ياقَيُّومُ ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يارَحْمانُ يارَحِيمُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ثم يسألالله حاجته يصان من فعل ذلك في نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلىٰ مثلها في السنة القادمة، وإن مات في تلك السنة مات علىٰ الشهادة أي كان له ثواب الشهداء.

وفاة الزهراء (ع) و زيارتها:

اليوم الثالث : من الشهر سنة إحدىٰ عشرة توفيت فاطمة صلواتالله عليها فينبغي أن يقيم الشيعة عزاءها ويزوروها ويلعنوا ظالميها وغاصبي حقها وان السيد ابن طاووس في (الاقبال) قد ذكر وفاتها في هذا اليوم ثم ذكر لها هذه الزيارة:

السَّلامُ عَليكِ ياسَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ ياوالِدَةَ الحُجَجِ عَلىٰ النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها.

ثم يقول:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفىٰ عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماوات وَأَهْلِ الأَرْضِينَ.

فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة وإستغفرالله غفرالله له وأدخله الجنة.

أقول: قد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد وقال: إنها تخص يوم وفاتهاعليها‌السلام وهو الثالث من جمادىٰ الآخِرة.

وقال في كيفية الزيارة تصلي صلاة الزّيارة أو صلاتهاعليها‌السلام وهي ركعتان تقرأ في كل منهما بعد [الحمد] سورة [قل هوالله أحد] "ستين مرة " فإن لم تقدر فاقرأ بعد [الحمد] في الأولىٰ [قل هوالله أحد] وفي الثانية: قل [ياأَيّها الكافرون] فإذا سلمت فقل:السَّلامُ عَلَيْكِ ... إلىٰ آخر الزيارة.

٣٦٥

اليوم العشرون : ولدت فيه فاطمة الزهراء (سلامالله عليها) بعد البعثة بخمس سنين أو سنتين ويناسب فيها عدّة أعمال:

الأول: الصيام.

الثاني: الخيرات والصَّدقات علىٰ المؤمنين.

الثالث: زيارة سيدة نساء الدنيا والآخِرة وستأتي صفة زيارتهاعليها‌السلام (ص٥٥٦).

الفصل الحادي عشر

في اعمال عامة الشهور، وأعمال النيروز، وأعمال الأشهر الرومية

أمّا أعمال عامة الشهور فعديدة:

أولها: الدعاء عند رؤية الهلال بالادعية المأثورة وأفضلها الدعاء الثالث والأَرْبعون من الصحيفة الكاملة المذكور في خلال أعمال غرة شهر رمضان (ص٣٨١).

الثاني: قراءة [الحمد] "سبع مرات" لدفع وجع العين.

الثالث: أكل شي من الجبن وروي أن من يعتد أكله رأس الشّهر أو شك أن لاتردّ له حاجة.

الرابع: أن يصلِّي في الليلة الأولىٰ من الشهر ركعتين يقرأ بعد [الحمد] في كل منهما سورة [الأنعام] ويسألالله أن يكفيه كل خوف ووجع وأن لايرىٰ في ذلك الشهر مايكرهه.

الخامس: أن يصلي في أول يوم من الشهر ركعتين يقرأ في الأولىٰ بعد [الحمد]، [التوحيد] "ثلاثين مرّة" وفي الثانية بعد [الحمد]، القدر "ثلاثين مرة " ثم يتصدق بما تيسر فإذا فعل ذلك فقد اشترىٰ السَّلامة في ذلك الشهر. وزاد في بعض الرّوايات وتقول إذا فرغت من الرّكعتين:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: وَما مِنْ دابَةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلىٰ الله رِزْقُها وَيَعلَمُ مُستَقرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌ فِي كتابٍ مُبينٍ. بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: وَإِن يَمسَسْكَ الله بِضُرٍ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ

٣٦٦

الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً. ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلَّا بِالله حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلىٰ الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالعِبادِ، لا إلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، رَبِّ لاتَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الوارِثِينَ.

وأمّا أعمال يوم النيروز فهي: ماعلّمها الصادقعليه‌السلام معلىٰ بن خنيس قال: إذا كان يوم النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك وتطيب بأطيب طيبك وتكون ذلك اليوم صائماً فإذا صليت النوافل والظهر فصل بعد ذلك أربع ركعات أي بسلامين تقرأ في أول ركعة [فاتحة الكتاب] و"عشر مرات" إنا أَنزلناه] وفي الثانية [فاتحة الكتاب] و"عشر مرات" [قل يا أَيّها الكافرون] وفي الثالثة [فاتحة الكتاب] و"عشر مرات" [قل هوالله أحد] وفي الرابعة [فاتحة الكتاب] و”عشر مرات" [قل أعوذ برب الفلق] و[قل أعوذ برب الناس] وتسجد بعد فراغك من الركعات فتقول:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ وَعَلىٰ جَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ وَصَلِّ عَلىٰ أَرْواحِهِمْ وَاجْسادِهِمْ، اللّهُمَّ بارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَعَظَّمْتَ خَطَرَهُ، اللّهُمَّ بارِكْ لِي فِيما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ حَتّىٰ لاأَشْكُرَ أَحَداً غَيْرَكَ وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، اللّهُمَّ ماغابَ عَنِّي فَلا يَغِيبَنَّ عَنِّي عَوْنُكَ وَحِفْظُكَ وَما فَقَدْتُ مِنْ شَيْءٍ فَلا تُفْقِدْنِي عَوْنَكَ عَلَيْهِ حَتّىٰ لا أتَكَلَّفَ مالا أَحْتاجُ إِلَيْهِ، ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ. يغفر لك ذنوب خمسين سنة وتكثر من قولك: ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ. (١)

____________________

(١) و روي في كتب غير مشهورة استحباب الإكثار من هذا الدعاء ساعة تحولُّ الشمس إلي بُرج الحمَل،و قيل: يقرأ ٣٦٦ مرَّةً يا مُحَوّلَ الْحَوْلِ وَالأَحْوَال حَوِّلْ حَالَنَا إلي أحْسَنِ الْحال.و على رواية أُخرى: يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَ الأَبْصَارِ يا مُدَبِّرَ اللَّيلِ و النهار يا مُحَوِّل الخ..كذا في زاد المعاد.(منه).

٣٦٧

وأما أعمال الشهور الرومية : فنقتصر منها هنا علىٰ مافي كتاب (زاد المعاد):

روىٰ السيد الجليل علي بن طاووس (رض) أن قوماً من الاصحاب كانوا جلوساً إذ دخل عليهم رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم فسلم عليهم فردوا عليه السلام. فقال: ألا أعلّمكم دواءً علمني جبرائيلعليه‌السلام حيث لا أحتاج إلىٰ دواء الاطباء؟ وقال عليعليه‌السلام وسلمان وغيرهم: وما ذلك الدواء فقال النبيصلي الله عليه وآله وسلم لعليعليه‌السلام : تأخذ من ماء المطر بنيسان وتقرأ عليه كلاًّ من [فاتحة الكتاب] و[آية الكرسي] و[قل هوالله احد] و[قل أعوذ برب الفلق] و[قل أعوذ برب الناس] و[قل ياأيها الكافرون] "سبعين مرة"، وزادت رواية أخرىٰ سورة [إنا أنزلناه] أيضاً "سبعين مرة"و [الله أكبر ] "سبعين مرة" و[لا إِلهَ إِلَّا الله ] "سبعين مرة" و[تصلي علىٰ محمد وآل محمد] "سبعين مرة" وتشرب من ذلك الماء غدوة وعشية سبعة أيام متواليات.

والذي بعثني بالحق نبياً إنّ جبرائيلعليه‌السلام قال: إنالله يرفع عن الذي يشرب هذا الماء كل داء في جسده ويعافيه ويخرج من جسده وعظمه وجميع أعضائه ويمحو ذلك من اللّوح المحفوظ. والذي ‌بعثني بالحق نبياً إن لم يكن له ولد بعد فشرب من ذلك الماء كان له ولد وإن كانت المراة عقيما وشربت من ذلك الماء رزقهاالله ولداً وإن أحببت أن تحمل بذكر أو أنثىٰ حملت وتصديق ذلك في كتابالله تعالى:( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرانا وإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً ) . ثم قالعليه‌السلام : وإن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع بإذناللهِ ، وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل به عينه، ويشدّ أصول الأسنان ويطيب الفم ولايسيل من أصول الأسنان اللعاب ويقطع البلغم ولايتخم إذا أكل وشرب ولايتأذىٰ بالريح (من القولنج وغيره) ولايشتكي ظهره ولاينجع بطنه ولايخاف من الزكام ووجع الضّرس ولايشتكي المعدة ولا الدُّود ولايحتاج الىٰ الحجامة ولايصيبه البواسير ولايصيُبه الحكة ولا الجدري ولا الجنون ولا الجذام ولا البرص ولا الرعاف ولا القي ولايصيبه عمىً ولا بكمٌ ولا خرسٌ ولا صممٌ ولا مقعد ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه ولايصيبه داء يفسد عليه صومه وصلاته ولايتأذىٰ بوسوسة الجن ولا الشياطين.

وقال النبيصلي الله عليه وآله وسلم : قال جبرائيلعليه‌السلام : إنه من شرب من ذلك ثم كان به جميع الأوجاع التي تصيب الناس فإنه شفاء له من جميع الأوجاع فقال جبرائيلعليه‌السلام والذي بعثك بالحق من يقرأ هذه الآيات علىٰ هذا الماء فيشرب منه ملأالله تعالىٰ قلبه نوراً وضياءً ويُلقي الالهام في قلبه ويجري الحكمة علىٰ لسانه ويحشو لُبَّه من

٣٦٨

لفهم والبصيرة وأعطاه من الكرامات مالم يعط أحداً من العالمين ويرسل عليه ألف مغفرة وألف رحمة ويخرج الغش والخيانة والغيبة والحسد والبغي والكبر والحرص والغضب من قلبه والعداوة والبغضاء والنميمة والوقيعة في الناس، وهو الشفاء من كل داء.

أقول: هذه الرواية المشهورة ينتهي سندها الىٰ عبدالله بن عمر ولأجل ذلك يكون السند ضعيفاً وإنّي قد وجدت هذه الرواية بخط الشيخ الشهيد مروية عن الصادقعليه‌السلام بنفس هذه الآثار ولكن ترتيب الآيات فيها كما يلي: تقرأ علىٰ ماء المطر في نيسان [فاتحة الكتاب]، و[آية الكرسي]، و[قل ياأيّها الكافرون]، و[سبح اسم ربك الأعلى]، و[قل اعوذ برب الفلق]، و[قل اعوذ برب الناس]، [وقل هوالله أحد] كلا منها "سبعين مرة "، وتقول: "سبعين مرة ":لا إِلهَ إِلَّا اللهِ ، و"سبعين مرة":الله أَكْبَرُ ، و"سبعين مرة": [اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، و"سبعين مرة": سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ ]. وقد ذكر فيها في آثاره أنه إذا كان مسجوناً فشرب من ذلك الماء نجا من السجن وأنه لم يغلب علىٰ طبعه البرودة وقد وردت في هذه الرواية أيضاً أكثر تلك الاثار المذكورة في الرّواية السالفة. وماء المطر ماء مبارك ذو منافع سواء مطر في نيسان أو في غيره من الشهور كما في الحديث المعتبر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: إشربوا من ماء السماء فإنه مطهر لابدانكم ومزيل للداء كما قال تعالى:( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماء ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَقْدامَ ) . وإذا اجتمع قوم لهذا الدعاء فالاحسن أن يستوفي كل واحد منهم قراءة كل من تلك السورة والاذكار "سبعين مرة " والنَّفع لمن قرأها بنفسه أَعظم والأجر أوفر، وشهر نيسان يبدأ في هذه السنين عند مضي ثلاثة وعشرين يوماً تقريباً من النيروز وهو ثلاثون يوماً. وعن الصادقعليه‌السلام قال: لا تدع الحجامة في سبع حزيران فإن فاتك فالأَرْبع عشرة، ويبدأ شهر حزيران عند مضي أربعة وثمانين يوماً تقريباً من النيروز وهو أيضاً ثلاثون يوماً وهو شهر نحس كما روي أن الصادقعليه‌السلام ذكر عنده حزيران فقال: هو الشهر الذي دعا فيه موسىٰعليه‌السلام علىٰ بني إسرائيل فمات في يوم وليلة من بني إسرائيل ثلاثمئة ألف من الناس. وأيضاً بسند معتبر عنهعليه‌السلام قال: إنالله تعالىٰ يقرب الآجال في شهر حزيران [أي يكثر فيه الموت]. واعلم أنّ الشهور الرومية شهور شمسية يؤخذ حسابها من مسير الشمس وهي اثنا عشر شهراً كما يلي: تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول، كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان، أيّار، حزيران،

٣٦٩

تموز، آب، أيلول. وهم يعتبرون كلاًّ من الشهور الأَرْبعة: (تشرين الثاني) و(نيسان) و(حزيران) و(أيلول) ثلاثين يوماً والشهور الباقية كلاًّ منها واحداً وثلاثين يوماً سوىٰ شهر شباط الذي يختلف عدد أيّامه فيعتبر ذا ثمانية وعشرين يوماً في ثلاث سنين متوالية وفي السنة الرابعة وهي سنة كبيستهم يُحسب له تسعة وعشرون(١) يوماً وسنتهم ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً وربع يوم، وغرة تشرين الأول وهي مبدأ سنتهم توافق في هذه السنين يوم اجتياز الشمس الدرجة التاسعة عشرة من برج الميزان. وتفصيل ذلك في كتاب (بحار الأنوار) ونحن قد أوردنا هذا الموجز لكون هذه الشهور مذكورة في الاخبار انتهى.

____________________

(١) لمعرفة السنة الكبيسيَّة تقسم عدد السِّنين التي انت فيها علي الرقم ٤ فإن خرج حاصل القسمة دون باقٍ فالسَّنة عاديَّة مثلاً: ١٩٨٤ تقسيم ٤ يكون الخارج ٤٩٦ دون باقٍ، فالسنة كبيسية، و شباط فيها ٢٩ يوماً.

٣٧٠

الباب الثالث

في الزيارات

و يحتوي على مقدمة و فصول و خاتمة

المقدمـة في آداب السفر

إذا أردت الخروج إلىٰ السفر فينبغي لك أن تصوم الأَرْبعاء والخميس والجمعة، وأن تختار من أيام الإسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء أو يوم الخميس، واجتنب السفر في يوم الاثنين والأَرْبعاء، وقبل الظهر من يوم الجمعة، واجتنب السفر في اليوم الثالث من الشهر والخامس منه والثالث عشر والسادس عشر(١) والحادي والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين، ولا تسافر في محاق الشهر ولا اذا كان القمر في برج العقرب وإن دعت ضرورة إلىٰ الخروج في هذه الأحوال والأوقات فليدع المسافر بدعوات السفر ويتصدق ويخرج متىٰ شاء.

وروي أن رجلاً من أصحاب الباقرعليه‌السلام أراد السفر فأتاه ليودعه فقال له: إنّ أبي علي بن الحسينعليه‌السلام كان إذا أراد الخروج إلىٰ بعض أمواله اشترىٰ السلامة منالله عزَّ وجلَّ بما تيسر، أي بالصدقة بما تيسر له ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب وإذا سلمهالله وعاد من سفره حمدالله وشكره أيضاً بما تيسر له فودعه الرجل ومضىٰ ولم يعمل بما وصاه الباقرعليه‌السلام فهلك في الطريق فأتىٰ الخبر الباقرعليه‌السلام فقال: قد نُصح الرجل لو كان قَبِلَ.

وينبغي أن تغتسل قبل التّوجه ثم تجمع أهلك بين يديك وتصلي ركعتين وتسألالله الخيرة وتقرأ آية الكرسي وتحمدالله وتثني عليه وتصلي علىٰ النبي وآله صَلَواتُ

____________________

(١) و في بعض الروايات أنه يحسن السفر في اليوم الحادي و العشرين من الشهر و لا يحسن في الثامن منه و لا في الثالث و العشرين. و قد ذكر المؤلف رحمه الله هنا بيتين من الشعر باللغة الفارسية في الأيام المنحوسة.نوردهما هنا في الحاشية لمن يعرف هذه اللغة، و حفظاً لأمانة النقل و عدم التصرف في الكتاب.

هفت روزي نحس باشد در مهي

ذان حذر كن تانيابي هي چ رنج

سه و پنج و سيزده با شانزده

بيست يك يا بيست چ اروبيست پنج

٣٧١

عَليَهم) وتقول:

اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَوْدِعُكَ اليَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوُلْدِي وَمَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلِ الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالغائِبَ، اللّهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الإيْمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا، اللّهُمَّ اجْعَلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَلاتَسْلُبْنا فَضْلَكَ إِنَّا إِلَيْكَ راغِبُونَ، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ وَسُوءِ المَنْظَرِ فِي الأهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ هذا التَّوجُّهِ طَلَباً لِمَرْضاتِكَ وَتَقَرُّباً إِلَيْكَ فَبَلِّغْنِي مااُؤَمِّلُهُ وَأَرْجُوهُ فيكَ وَفِي أَوْلِيائِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم ودع أهلك وانهض وقف بالباب فسبحالله بتسبيح الزهراءعليها‌السلام وإقرأ سورة [الحمد] أمامك وعن يمينك وعن شمالك وكذلك آية الكرسي وقل:اللّهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمالِي وَماخَوَّلْتَنِي وَقَدْ وَثِقْتُ بِكَ فَلا تُخَيِّبْنِي يامَنْ لايُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ وَلايُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي فيما غِبْتُ عَنْهُ وَلاتَكِلْنِي إِلىٰ نَفْسِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ... الدعاء.

ثم اقرأ سورة [قل هوالله احد] "إحدىٰ عشرة مرة" وسورة [إنا أَنزلناه] و[آية الكرسي] وسورة [قل أعوذ برب الناس] و[قل أعوذ برب الفلق] ثم أمرر بيدك علىٰ جميع جسدك وتصدق بما تيسر وقل:

اللّهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهِذِهِ الصَّدَقَةِ سَلامَتِي وَسَلامَةَ سَفَرِي وَمامَعِي اللّهُمَّ احْفَظْنِي وَاحْفَظْ مامَعِي وَسَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مامَعِي وَبَلِّغْنِي وَبَلِّغْ مامَعِي بِبَلاغِكَ الَحَسَن الجَمِيلِ.

وتاخذ معك عصاً من شجر اللوز المر فقد روي عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: من خرج إلىٰ السفر ومعه عصىٰ لوز مر وتلا قوله تعالى:( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ... الىٰ …وَ الله عَلىٰ مانَقُولُ وَكِيلٌ ) وهو في سورة القصص، آمّنهالله تعالىٰ من كل سبعٍ ضارٍ ومن كل لصٍ عادٍ ومن كل ذات حمةٍ حتىٰ يرجع الىٰ منزله وكان معه سبع وسبعون من المعقبات الملائكة يستغفرون له حتىٰ يرجع ويضعها ويستحب أن يخرج معتما متحنكا لكي لايصيبه السرق ولا الغرق ولا الحرق وتأخذ معك شَيْئاً من تربة الحسينعليه‌السلام وقل إذا أخذتها:اللّهُمَّ هذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ

____________________

(١) اجْمَعْنَا في رَحْمَتِكَ.

٣٧٢

وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ اتَّخّذْتُها حِرْزاً لِما أَخافُ وَما لاأَخافُ .وخذ معك خاتم العقيق والفيروزج، والأحسن أن يكون العقيق أصفر منقوشاً علىٰ أحد وجهيه: [ماشاءَالله لاقُوَّةَ إِلَّابِالله أسْتَغْفِرُاللهِ ، وعلىٰ الوجه الثاني: مُحَمَّد وَعلي. روىٰ السيد ابن طاووس في أمان الاخطار عن أبي محمد قاسم بن علا عن الصافي خادم الإمام علي النقيعليه‌السلام قال: استأذنته في الزيارة إلىٰ طوس فقال لي: يكون معك خاتم فصة عقيق أصفر عليه: [ماشاءَالله لاقُوَّةَ إِلَّابالله أستغفرُاللهِ ]، وعلىٰ الجانب الآخِر: محمد وعلي فإنه أمان من القطع وأَتم للسلامة وأصون لدينك.

قال فخرجت وأخذت خاتما علىٰ الصفة التي أمرني بها ثم رجعت إليه لوداعه فودعته وانصرفت فلما بعدت أمر بردي فرجعت إليه فقال: ياصافي فقلت: لبيك ياسيدي قال: ليكن معك خاتم آخر من فيروزج فآنه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور فيمنع القافلة من المسير فتقدم إليه وأره الخاتم وقل له: مولاي يقول لك تنح عن الطريق، ثم قال ليكن نقشه: [الله الملك]، وعلىٰ الجانب الآخِر: [المُلكُللهِ الواحِدِ القَهَّارِ]، فانه خاتم أمير المؤمنينعليه‌السلام كان عليه: [الله المَلِكُ]، فلما ولي الخلافة نقش علىٰ خاتمه: [المُلكُللهِ الواحد القهار]، وكان فصه فيروزج: وهو أمان من السباع خاصة وظفر في الحرب.

قال الخادم فخرجت في سفري ذلك فلقيني والله السبع فقلت ما أُمرت به فلما رجعت حدثته فقال لي بقيت عليك خصلة لم تحدثني بها إن شئت حدثتك بها فقلت ياسيدي أذكر عَلَيَّ لعلّي نسيتها فقال:

نعم بتَّ ليلة بطوس عند القبر فصار الىٰ القبر قوم من الجن لزيارته فنظروا إلىٰ الفص في يدك وقرأوا نقشه فأخذوه عن يدك وصاروا به إلىٰ عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبري، وردوا الخاتم إليك وكان في يدك اليمنىٰ فصيروه في يدك اليسرىٰ فكثر تعجبك من ذلك ولم تعرف السبب فيه ووجدت عند رأسك حجراً ياقوتاً فأخذته وهو معك فاحمله إلىٰ السوق فإنك ستبيعه بثمانين ديناراً وهو هدية القوم إليك فحملته إلىٰ السوق فبعته بثمانين ديناراً، كما قال سيديعليه‌السلام .وعن الصادقعليه‌السلام قال من قرأ آية الكرسي في السفر في كل ليلة سَلِمَ وسَلِمَ مامعه ويقول: [اللّهُمَّ اجْعَلْ مَسِيري عِبَراً وَصَمْتِي تَفَكُّراً وَكَلامِي ذِكْراً ]. وعن الإمام زين العابدينعليه‌السلام قال: لا أبالي اذا قلت هذه الكلمات أن لو اجتمع عليَّ الجن والانس:بِسْمِ الله وَ بِالله وَمِنَ الله وَإِلىٰ الله وَفِي

٣٧٣

سَبِيلِ اللهِ ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي فَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الإيْمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ.

أقول : دعوات السفر وآدابه كثيرة، ونحن هنا نقتصر بذكر عدّة آداب:

الأول : ينبغي للمر أن لايترك التسمية عند الركوب.

الثاني : أن يحفظ نفقته في موضع مصُون. فقد روي أنَّ من فقه المسافر حفظُ نفقته.

الثالث : أن يساعد أصحابه في السفر ولايحجم عن السعي في حوائجهم كي ينفسالله عنه ثلاثاً وسبعين كربة ويجيره في الدنيا من الهم والغم وينفس كربه العظيم يوم القيامة.

وروي أنَّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام كان لايسافر الاّ مع رفقة لايعرفونه ليخدمهم في الطريق فإنهم لو عرفوه منعوه عن ذلك، ومن الاخلاق الكريمة للنبيصلي الله عليه وآله وسلم أنه كان مع صحابته في بعض الأسفار فأرادوا ذبح شاة يقتاتون بها فقال أحدهم: عليَّ ذبحها، وقال آخر: عليَّ سلخ جلدها، وقال الآخِر: عليَّ طبخها فقالصلي الله عليه وآله وسلم : عليَّ الإحتطاب، فقالوا يارسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت فاجاب: أنا اعلم أنّكم تعملونه ولكن لايسرني أن أمتاز عنكم فإنالله يكره أن يرىٰ عبده قد فضّل نفسه علىٰ أصحابه وأعلم أنّ أثقل الخلق علىٰ الاصحاب في السفر من تكاسل في الاعمال وهو في سلامة من أعضائه وجوارحه فهو لايؤدِّي شَيْئاً من وظائفه مرتقباً رفقته يقضون له حوائجه.

الرابع: أن يصاحب الرجل من يماثله في الأنفاق.

الخامس: أن لا يشرب من ماء أي منزل يرده إِلَّا بعد ان يمزجه بماء المنزل الذي سبقه. ومن اللازم أن يتزود المسافر من تربة بلده وطينته التي ربّي عليها، وكلما ورد منزلاً طرح في الأناء الذي يشرب منه الماء شَيْئاً من الطين الذي تزوده من بلده ويشوب الماء والطين في الآنية بالتحريك ويؤخر شربه حتىٰ يصفو.

السادس: أن يحسن أخلاقه ويتزين بالحلم وسيأتي في آداب زيارة الحسينعليه‌السلام (ص٧٠٠) مايناسب المقام (ص٤٨٤).

٣٧٤

السابع: أن يتزود لسفره، ومن شرف المرء أن يطيِّب زاده لاسيما في طريق مكة. نعم لايستحسن في سفر زيارة الحسينعليه‌السلام أن يتخذ زاداً لذيذاً كاللحم المشوي والحلويات وغير ذلك كما سيأتي في آداب زيارتهعليه‌السلام وقـال ابن الأعســم:

مِنْ شَرَفِ الإنْسانِ فِي الأسْفارِ

تَطْييبُهُ الزَّادَ مَعَ الاِكْثارِ

وَلْيُحْسِنِ الإنْسانُ فِي حالِ السَّفَرِ

أخْلاقَهُ زِيادَةً عَلىٰ الحَضَرِ

وَلْيَدْعُ عِنْدَ الوَضْعِ لِلْخِوان

‌ِمَنْ كانَ حاضِراً مِنَ الاخْوانِ

وَلْيُكْثِرِ المَزْح مَعَ الصَّحْبِ إِذا

لَمْ يُسْخِطِالله وَلَمْ يَجْلِبْ أَذىٰ

مَنْ جاءَ بلدةً فَذا ضَيْفٌ عَلىٰ

اخْوانِهِ فِيها إِلىٰ أَنْ يَرْحَلا

يُبَرُّ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ لِيَأْكُل‌َ

مِنْ أَكْلِ أَهْلِ البَيْتِ فِي المُسْتَقْبَلِ

الثامن: من أهم الاشياء في السفر المحافظة علىٰ الفرائض بشرائطها وحدودها، وأداؤها في بد أوقاتها فما أكثر مايشاهد الحجاج والزوار في الأسفار يضيعون الفرائض بتأخيرها عن أوقاتها أو بأدائها راكبين أو في المحامل أو متيممين بلا وضوء أو مع نجاسة البدن أو الثياب أوغيرها من أشباهها. فهذه كلها تنشأ عن استخفافهم بشأن الصلاة وعدم مبالاتهم بها. وقد روي في الحديث عن الصادقعليه‌السلام قال: صلاة الفريضة أفضل من عشرين حجة، وحجة واحدة أفضل من دار ملئت ذهباً يتصدق به حتىٰ تفرغ. ولاتدع بعد الصلاة المقصورة أن تقول "ثلاثين مرّة" :سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ ، فهو من السنن المؤكدة.

الفصل الأول:في آداب الزيارة

وهي عديدة نقتصر منها علىٰ أمور:الأول: الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة.

الثاني: أن يتجنب في الطريق التكلم باللغو والخصام والجدال.

الثالث : أن يغتسل لزيارة الأئمةعليهم‌السلام وأن يدعو بالماثورة من دعواته. وستذكر في أول زيارة الوارث (ص٧١٨).

الرابع: الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.

الخامس: أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء.

السادس: أن يقصِّر خطاه إذا خرج الىٰ الروضة المقدسة وأن يسير وعليه السكينة والوقار وأن يكون خاضعاً خاشعاً وأن يطأطئ رأسه فلا يلتفت إلىٰ الاعلىٰ ولا إلىٰ جوانبه.

السابع: أن يتطيَّب بشي من الطيب فيما عداً زيارة الحسينعليه‌السلام .

٣٧٥

الثامن: أن يشغل لسانه وهو يمضي إلىٰ الحرم المطهر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد ويعطر فاه بالصلاة علىٰ محمد وآلهعليهم‌السلام .التاسع: أن يقف علىٰ باب الحرم الشريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرقة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنور وجلاله، وأنه يرىٰ مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه كما يشهدعلىٰ ذلك كله عندما يقرأ الإستئذان، والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم والتأمل فىٰ فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لايحصىٰ من تعاليمهم وفيما صدر عنه نفسه من الاذىٰ لهم أو لخاصتهم وأحبابهم وهو في المال أذىٰ راجع إليهمعليهم‌السلام فلو التفت إلىٰ نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقفت قدماه عن المسيروخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لبُّ آداب الزيارة كلها، وينبغي لنا هنا ان نورد أبيات السخاوي والحديث الذي رواه العلامة المجلسي (رض) في البحار نقلا عن كتاب (عيون المعجزات).أما أبيات السخاوي وهي ما ينبغي أن يتمثل به في تلك الحالة فهي:

قالُوا غَداً نَأْتِي دِيارَ الحِمىٰ

وَيَـنْزِلُ الـرَّكْبُ بِمَغْناهُمُ

فـكُلُّ مَنْ كانَ مُطيعاً لَهُم‌

أَصْـبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْياهُمُ

قُـلْتُ فَلِي ذَنْبٌ فَما حِيلَتِي

بــأَيّ وَجْــهٍ أَتَـلَقَّاهُمُ

بِقالُوا أَلَيْسَ العَفْوُ مِنْ شَأْنِهِم

لاسِـيَّما عَـمَّنْ تَـرَجَّاهُمُ

فَـجِئْتُهُمْ أَسْعىٰ إِلىٰ بابِهِم‌

أَرْجُـوهُمُ طَوْراً وَأَخْشاهُمُ

وينبغي أن يتمثل بهذه الابيات:

هـا عَبْدُكَ واقِفٌ ذَلِيل

بِالبابِ يَمُدُّ كَفَّ سائِلِ

قَدْ عَزَّ عَليَّ سُوءُ حالِي

‌ما يَفْعَلُ ما فَعَلْتُ عاقِلُ

يا أَكْرَمَ مَنْ رَجاهُ رَاج‌ٍ

عَنْ بابِكَ لا يُرَدُّ سائِلُ

وأما الرواية الشريفة فهي أنه استأذن إبراهيم الجمّال وكان من الشيعة علىٰ علي بن يقطين وهو وزير هارون الرشيد فحجبه لانه جمّال. فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة علىٰ موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام فحجبه فرآه ثاني يومه خارج الدار فقال علي بن يقطين: ياسيدي ما ذنبي؟ فقال: حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال، وقد أبىٰالله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمّال.قال علي: فقلت ياسيدي ومولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة فقال إذا كان الليل فامض إلىٰ إلبقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك وتجد نجيباً هناك مسرَجاً فاركبه وامض إلىٰ الكوفة. فوافىٰ البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه علىٰ باب إبراهيم الجمال بالكوفة (في مدة قصيرة). فقرع الباب وقال:

٣٧٦

أنا عليّ بن يقطين. فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدّار: وما يعمل عليّ بن يقطين الوزير ببابي؟ فقال عليّ بن يقطين ما هذا إن أمري عظيم وآلىٰ عليه أن يأذن له. فلما دخل قال: يا إبراهيم إن المولىٰعليه‌السلام أبىٰ أن يقبلني أو تغفر لي فقال: يغفرالله لك فآلىٰ علي بن يقطين علىٰ إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك فآلىٰ عليه ثانياً ففعل فلم يزل إبراهيم يطأ خدَّه وعلي بن يقطين يقول:اللهم إشهد. ثم انصرف وركب النجيب ورجع إلىٰ المدينة من ليلته وأناخه بباب المولىٰ موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام فأذن له ودخل عليه فقبله. من هذا الحديث يعرف مبلغ حقوق الاخوان.

العاشر: تقبل العتبة العالية المباركة. قال الشيخ الشهيد (رض) ولو سجد الزائر ونوىٰ بالسجدة الشكرللهِ تعالىٰ علىٰ بلوغه تلك البقعة كان أولى.

الحادي عشر: أن يقدم للدخول رجله اليمنىٰ ويقدم للخروج رجله اليسرىٰ كما يصنع عند دخول المساجد والخروج منها.

الثاني عشر: أن يقف علىٰ الضريح بحيث يمكنه الالتصاق به وتوهم العبد أن البعد أدب وهم فقد نص علىٰ الاتكاء علىٰ الضريح وتقبيله.

الثالث عشر: أن يقف للزيارة مستقبلاً القبر مستدبراً القبلة وهذا الادب ممّا يخص زيارة المعصوم علىٰ الظاهر فإذا فرغ من الزيارة فليضع خده الايمن علىٰ الضريح ويدعوالله بتضرع ثم ليضع الخد الايسر ويدعوالله بحق صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ بالدعاء والالحاح ثم يمضي الىٰ جانب الرأس فيقف مستقبل القبلة فيدعوالله تعالى.

الرابع عشر: أن يزور وهو قائم علىٰ قدميه إلاّ إذا كان له عذر من ضعف أو وجع في الظهر أو في الرجل، أو غير ذلك من الاعذار.

الخامس عشر: أن يكبر إذا شاهد القبر المطهر قبل الشروع في الزيارة. وفي رواية أن من كبر أمام الإمامعليه‌السلام وقال:لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، كتب له رضوانالله الاكبر.

السادس عشر: أن يزور بالزيارات المأثورة المروية عن سادات الأنامعليه‌السلام ويترك الزيارات المخترعة التي لفقها بعض الاغبياء من عوام الناس إلىٰ بعض الزيارات فأشغل بها الجهال. روىٰ الكليني (رض) عن عبد الرحيم القصير قال: دخلت علىٰ الصادقعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك قد اخترعت دعاءً من نفسي. فقالعليه‌السلام : دعني عن اختراعك، إذا عرضتك حاجة فَلُذْ برسولالله صلي الله عليه وآله وسلم وصل ركعتين وأهدهما إليه... إلخ.

٣٧٧

السابع عشر: أن يصلي صلاة الزيارة وأقلها ركعتان. قال الشيخ الشهيد فإن كانت الزيارة للنبيصلي الله عليه وآله وسلم فليصل الصلاة في الروضة، وإن كانت لاحد الأئمة فعند الرأس ولو صلاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز. وقال العلامة الجلسي رحمهالله : إن صلاة‌الزيارة وغيرها فيما أرىٰ يفضل أن تؤتىٰ خلف القبر أو عند الرأس الشريف. وقال أيضاً العلامة بحر العلوم في الدّرة:

وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلاءِ وَالكَعْبَة

لِـكَرْبَلاءِ بـانَ عُلُوُّ الرُّتْبَةِ

وَغَـيْرُها مِنْ سائِرِ المَشاهِدِ

أَمْـثالُها بِالنَّقْلِ ذِي الشَّواهِدِ

وَراعِ فِيهِنَّ اقْتِرابَ الرَّمْس

وَآثِـرِ الصَّلاةَ عِنْدَ الرَّأْسِ

وَصَلِّ خَلْفَ القَبْرِ فَالصَّحِيح

كَـغَيْرِهِ فِـي نَدْبِها صَريحُ

وَالـفَرْقُ بَـيْنَ هذِهِ القُبُورِ

وَغَيْرِها كَالنُّورِ فَوْقَ الطُّورِ

فَالسَّعْيُ لِلصَّلاةِ عِنْدَها نُدِب

وَقُرْبُها بَلِ اللّصُوقُ قَدْ طُلِبَ

الثامن عشر: تلاوة سورة يَّس في الركعة الأولىٰ وسورة الرحمن في الثانية إن لم تكن صلاة الزيارة التي يصليها مأثورة علىٰ صفة خاصَّة وأن يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في أمور دينه ودنياه وليعمِّم الدُّعاء فإنه أقرب إلىٰ الاجابة.

التاسع عشر: قال الشهيد رحمهالله : ومن دخل المشهد والإمام يصلي بدأ بالصلاة قبل الزيارة.

وكذلك لو كان قد حضر وقتها وإِلاّ فالبد بالزيارة أولىٰ لانها غاية مقصده ولو أقيمت الصلاة استحب للزائرين قطع الزيارة والاقبال علىٰ الصلاة ويكره تركه وعلىٰ ناظر الحرم أمرهم بذلك.

العشرون : عد الشهيد رحمهالله من آداب الزيارة تلاوة شي من القرآن عند الضريح وإهداءه إلىٰ المزور والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم للمزور.

الحادي والعشرون: ترك اللغو ومالا ينبغي من الكلام وترك الاشتغال بالتكلم في أمورالدنيا فهو مذموم قبيح في كل زمان ومكان وهو مانع للرزق ومجلبة للقساوة لاسيما في هذه البقاع الطاهرة والقباب السامية التي أخبرالله تعالىٰ بجلالها وعظمتها في سورة النور: في بيوتٍ أَذِنَالله أَنْ تُرْفَعَ... الاية.

الثاني والعشرون: أن لايرفع صوته بما يزور به كما نبهت عليه في كتاب (هدية الزائر).

الثالث والعشرون: أن يودع الإمامعليه‌السلام بالمأثور أو بغيره إذا أراد الخروج من البلد.

الرابع والعشرون: أن يتوب إلىٰالله ويستغفر من ذنوبه وأن يجعل أعماله وأقواله بعد الزيارة خيراً منها قبلها.

٣٧٨

الخامس والعشرون: الانفاق علىٰ سدنة المشهد الشريف وينبغي لهؤُلاءِ أن يكونوا من أهل الخير والصلاح والدين والمرؤة وأن يحتملوا مايصدر من الزوار فلا يصبّوا سخطهم عليهم ولا يحتدموا عليهم، قائمين بحوائج المحتاجين مرشدين للغرباء إذا ضلّوا وبالاجمال فالخدم ينبغي أن يكونوا خدّاماً حقاً قائمين بما لزم من تنظيف البقعة الشريفة وحراستها والمحافظة علىٰ الزائرين وغير ذلك من الخدمات.

السادس والعشرون: الانفاق علىٰ المجاورين لتلك البقعة من الفقراء والمساكين المتعففين والاحسان إليهم لاسيما السادة وأهل العلم المنقطعين الذين يعيشون في غربة وضيق وهم يرفعون لواء التعظيم لشعائرالله وقد اجتمعت فيهم جهات عديدة تكفي إحداها لفرض إعانتهم ورعايتهم.

السابع والعشرون: قال الشهيد: إن من جملة الآداب تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة لتعظيم الحرمة وليشتدَّ الشوق. وقال أيضاً: والنساء اذا زُرن فليكنَّ منفردات عن الرجال والأولىٰ أن يزرن ليلا وليكنَّ متنكرات أي يبدلن الثياب النفيسة بالدّانية الرّخيصة لكي لايعرفن وليبرزن متخفيات متسترات. ولو زرن بين الرجال جاز وإن كره.

أقول : من هذه الكلمة يعرف مبلغ القبح والشناعة في ما دأبت عليه النسوة في زماننا من أن يتبرجن للزيارة فيبرزن بنفايس الثياب فيزاحمن الاجانب من الرجال في الحرم الطاهر ويضاغطنهم بابدانهنّ مقتربات من الضرايح الطاهرة أو يجلسن في قبلة المصلين من الرجال ليقرأن الزيارة فيلفتن الخواطر ويصدُّن القائمين بالعبادة في تلك البقعة الشريفة من المصلين والمتضرعين والباكين عن عباداتهم فيكنَّ بذلك من الصادات عن سبيلالله إلىٰ غير ذلك من التبعات وأمثال هذه الزيارات ينبغي حقاً أن تعد من منكرات الشرع لا من العبادات وتحصىٰ من الموبقات لا القربات. وقد روي عن الصادقعليه‌السلام أن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال لاهل العراق: يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يوافين الرجال في الطريق أما يستحيون؟ وقال: لعنالله من لا يغار.وفي الفقيه روىٰ الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الازمنة نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين خارجات، داخلات في الفتن مائلات إلىٰ الشهوات مسرعات إلىٰ اللذات مستحلاتٍ للمحرمات في جهنم خالدات.

٣٧٩

الثامن والعشرون: ينبغي عند ازدحام الزائرين للسابقين إلىٰ الضريح أن يخففوا زياراتهم وينصرفوا ليفوز غيرهم بالدنوِّ من الضريح الطاهر كما كانوا هم من الفائزين.

أقول: لزيارة الحسين صلواتالله عليه آداب خاصة سنذكرها في مقام ذكر زيارتهعليه‌السلام .

الفصل الثاني

في ذكر الإستئذان للدخول في كل من الروضات الشريفة

وهنا نثبت استئذانين.

الأول: قال الكفعمي: إذا أردت دخول مسجد النبيصلي الله عليه وآله وسلم أو أحد المشاهد الشريفة لاحد الأئمةعليهم‌السلام فقل:

اللّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلىٰ بابٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَقُلْتَ: ياأَيُّهاالَّذِينَ آمَنُوا لاتَدْخُلُوا بُيُوتَ النَبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذا المَشْهَدِ الشَّرِيفِ فِي غَيْبَتِهِ كَما أَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفائَكَ عليهم‌السلام أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوْنَ مَقامِي وَيَسْمَعُونَ كَلامِي وَيَرُدُّونَ سَلامِي، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُناجاتِهِمْ وَإِنِّي أَسْتأْذِنُكَ يارَبِّ أَوَّلاً وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولِكَ صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً وَأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الإمام المُفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ (١) فُلانَ بْنِ فُلانٍ واذكر اسم الإمام الذي تزوره واسم ابيه. فقل في زيارة

____________________

(١) الْمُفْتَرَضَ عَلَيَّ طَاعَتُهُ.

٣٨٠