مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات2%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 497967 / تحميل: 20379
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

الحسينعليه‌السلام مثلاً:الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه‌السلام .

وفي زيارة الإمام الرضاعليه‌السلام :عَلِيّ بْنَ مُوسىٰ الرِّضا عليه‌السلام وهكذا.

ثم قل:وَالمَلائِكَةَ المُوَكَّلِينَ بِهِذِهِ البُقْعَةِ المُبارَكَةِ ثالِثاً أَأَدْخُلُ يارَسُولَ الله أَأَدْخُلُ ياحُجَّةَ الله أَأَدْخُلُ يامَلائِكَةَ الله المُقَرَّبِينَ المُقَيمِينَ فِي هذا المَشْهَدِ فَأْذَنْ لِي يامَوْلايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لاحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ (١) .

ثم قبل العتبة الشريفة وادخل وقل:بِسْمِ الله وَب الله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

الثاني: الإستئذان الذي رواه المجلسي قدّسالله سرّه عن نسخة قديمة من مؤلفات الاصحاب للدخول في السرداب المقدس وفي البقاع المنورة للأئمةعليهم‌السلام وهو هذا تقول:

اللّهُمَّ إِنَّ هذِهِ بُقْعَهٌ طَهَّرْتَها وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها وَمَعالِمٌ زَكَّيْتَها حَيْثُ أَظْهَرْتَ فيها أَدِلَّةَ التَّوْحِيدِ وَأَشْباحَ العَرْشِ المَجِيدِ، الَّذِينَ اصْطَفَيْتَهُمْ مُلُوكا لِحِفْظِ النِّظامِ وَاخْتَرْتَهُمْ رُؤساءَ لِجَمِيعِ الأنامِ وَبَعَثْتَهُمْ لِقيامِ القِسْطِ فِي ابْتِداءِ الوُجُودِ إِلىٰ يَوْمِ القِّيامَة، ثُمَّ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بِاسْتِنابَةِ أَنْبِيائِكَ لِحِفْظِ شَرائِعِكَ وَأَحْكامِكَ فَأَكْمَلْتَ بِاسْتِخْلافِهِمْ رِسالَةَ المُنْذِرِينَ كَما أوْجْبْتَ رِئاسَتَهُمْ فِي فِطَرِ المُكَلَّفِينَ، فَسُبْحانَكَ مِنْ إِلهٍ ما أَرْأَفَكَ وَلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْ مَلِكٍ ما أَعْدَلَكَ حَيْثُ طابَقَ صُنْعُكَ ما فَطَرْتَ عَلَيْهِ العُقُولَ وَوافَقَ حُكْمُكَ ما قَرَّرْتَهُ فِي المَعْقُولِ وَالمَنْقُولِ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلىٰ تَقْدِيرِكَ الحَسَنِ الجَمِيلِ وَلَكَ الشُّكْرُ عَلىٰ قَضائِكَ المُعَلَّلِ بِأَكْمَلِ التَّعْلِيلِ.

فَسُبْحانَ مَنْ لايُسْأَلْ عَنْ فِعْلِهِ وَلايُنازَعُ فِي أَمْرِهِ وَسُبْحانَ مَنْ كَتَبَ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قَبْلَ ابْتِداءِ خَلْقِهِ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنا بِحُكّامٍ يَقُومُونَ مَقامَهُ لَو كانَ حاضِراً في المَكانِ، وَلا إِلهَ إِلَّا الله الَّذِي

____________________

(١) فَأنْتَ أَهْلٌ لَهُ.

٣٨١

شَرَّفَنا بِأَوْصِياء يَحْفَظُونَ الشَّرائِعَ فِي كُلِّ الاَزْمانِ، وَ الله أَكْبَرُ الَّذِي أَظْهَرَهُمْ لَنا بِمُعْجِزاتٍ يَعْجُزُ عَنْها الثَّقَلانِ.

لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ الَّذِي آجَرَنا عَلىٰ عَوائِدِهِ الجَمِيلَة فِي الاُمَمِ السَّالِفِينَ، اللّهُمَّ فَلَكَ الحَمْدُ وَالثَّناءُ العَلِيُّ كَما وَجَبَ لِوَجْهِكَ البَقاءُ السَّرْمَدِيُّ وَكَما جَعَلْتَ نَبِيَّنا خَيْرَ النَّبِيِّينَ وَمُلُوكَنا أَفْضَلَ المَخْلُوقِينَ وَاخْتَرْتَهُمْ عَلىٰ عِلْمٍ عَلىٰ العالَمِينَ؛ وَفِّقْنا لِلْسَّعِي إِلىٰ أَبْوابِهِمْ العامِرَةِ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينِ وَاجْعَلْ أَرْواحَنا تَحِنُّ إِلىٰ مَوْطِيِ أَقْدامِهِمْ وَنُفُوسَنا تَهْوِي النَّظَرَ إِلىٰ مَجالِسِهِمْ وَعَرَصاتِهِمْ حَتّىٰ كَأنَّنا نُخاطِبُهُمْ فِي حُضُورِ أَشْخاصِهِمْ، فَصَلّىٰ الله عَلَيْهِمْ مِنْ سادَةٍ غائِبِينَ وَمِنْ سُلالَةٍ طاهِرِينَ وَمِنْ أَئِمَّةٍ مَعْصُومِينَ. اللّهُمَّ فَأْذَنْ لَنا بِدُخُولِ هذِهِ العَرَصاتِ الَّتِي اسْتَعْبَدْتَ بِزِيارَتِها أَهْلَ الأَرضِينَ وَالسَّماواتِ، وَأَرْسِلْ دُمُوعَنا بِخُشُوعِ المَهابَةِ وَذَلِّلْ جَوارِحَنا بِذُلِّ العُبُودِيَّةِ وَفَرْضِ الطَّاعَةِ حَتّىٰ نُقِرَّ بِمايَجِبُ لَهُمْ مِنَ الاَوْصافِ وَنَعْتَرِفَ بِأَنَّهُمْ شُفَعاءُ الخَلائِقِ إِذا نُصِبَتْ المَوازِينُ فِي يَوْمِ الاَعْرافِ، وَالحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلىٰ عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ . ثم قبل العتبة وادخل وأنت خاشع باكٍ فذلك إذن منهم (صَلواتالله عَلَيْهم أجمَعين) في الدخول.

الفصل الثالث :في زيارة النبي والزهراء (عَلَيْها السَّلامُ)والأئمة

بالبقيع في المدينة الطيبة

إعلم أنّه يستحب استحباباً أكيداً لكافة الناس ولاسيّما للحجاج أن يتشرفوا بزيارة الروضة الطاهرة والعتبة المنورة لمفخرة الدهر مولانا سيد المرسلين محمد بن عبدالله (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ)، وترك زيارته جفاءٌ في حقه يوم القيامة. وقال الشهيد (رض): فإن ترك الناس زيارته فعلىٰ الإمام ان يجبرهم عليها فإن ترك زيارته جفاء محرم. روىٰ الصدوق عن الصادقعليه‌السلام : إذا حجّ أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج. وروي أيضاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أتموا بزيارة رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم حجّكم، فإن تركه بعد الحج جفاء. وبذلك أمرتم

٣٨٢

بالقبور التي ألزمكمالله عزَّ وجلَّ حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها. وروي أيضاً عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضاعليه‌السلام : يابن رسولالله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة ويعني الراوي بسؤاله ان الرواية ان صحت فما معناها وهي بظاهرها تحتوي علىٰ ما لايستقيم مع الاعتقاد الحق. فأجابهعليه‌السلام فقال: ياأبا الصلت إنالله تبارك وتعالىٰ فضل نبيه محمداًصلي الله عليه وآله وسلم علىٰ جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته ومبايعته مبايعته وزيارته زيارته فقالالله عزَّ وجلَّ:( مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهِ ) ، وقال:( إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) .وقال النبيصلي الله عليه وآله وسلم : من زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زارالله تعالى... الخ وروىٰ الحميري في (قرب الاسناد).عن الصادقعليه‌السلام عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: من زارني حياً أو ميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة.

وفي الحديث: إنه شهد الصادقعليه‌السلام عيداً بالمدينة فانصرف فدخل علىٰ النبيصلي الله عليه وآله وسلم فسلم عليه ثم قال لمن حضره أمّا لقد فضلنا علىٰ أهل البلدان كلهم مكة فمن دونها لسلامنا علىٰ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم .

وروىٰ الطوسي (رض) في (التهذيب) عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن جده أنه قال: دخلت علىٰ فاطمة سلامالله عليها فبدأتني بالسلام ثم قالت: ما غداً بك؟ قلت: طلب البركة. قالت:أخبرني أبي وهو ذا هو، أنه من سلم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجبالله له الجنة. قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم وبعد موتنا. قال العلامة المجلسي (رض): روي في حديث معتبر عن عبدالله بن عباس عن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قال: من زار الحسنعليه‌السلام بالبقيع ثبت قدمه علىٰ الصراط يوم تزول فيه الاقدام. وفي (المقنعة) عن الصادقعليه‌السلام من زارني غُفرت ذنوبه ولم يصب بالفقر والفاقة.

وروىٰ الطوسي في (التهذيب) عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام قال: من زار جعفر الصادق وأباه لم يشك عينه ولم يصبه سقم ولم يمت مبتلىً. وروىٰ ابن قولويه في (الكامل) في حديث طويل عن هشام بن سالم عن الصادقعليه‌السلام أنه أتاه رجل فقال هل يزار والدك فقال: نعم.

قال: فما لمن زاره؟ قال: الجنة إن كان يأتم به. قال: فما لمن تركه رغبة عنه قال: الحسرة يوم الحسرة... الخ، والاحاديث في ذلك كثيرة حسبنا منها ما ذكرناه.

زيارة النبي(ص):

وأما كيفية زيارة النبيصلي الله عليه وآله وسلم : فهي كما يلي: إذا وردت إن شاءالله تعالىٰ مدينة

٣٨٣

النبيصلي الله عليه وآله وسلم فاغتسل للزيارة فإذا أردت دخول مسجدهصلي الله عليه وآله وسلم فقف علىٰ الباب واستأذن بالإستئذان الأول مما ذكرناه وادخل من باب جبرائيل عليه‌السلام وقدمرجلك اليمنىٰ عند الدخول ثم قل:الله أَكْبَرُ "مئة مرة"، ثم صل ركعتين تحية المسجد ثم إمض إلىٰ الحجرة الشريفة.فإذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبّلها وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخاتَمَ النَّبِيِّينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ فَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ . ثُمَّ قف عند الإسطوانة المقدّمة مِنْ جانب القبر الأيمن مستقبل ومنكبك الأيسر إِلىٰ جانب القبر ومنكبك الأيمن مما يلي المنبر فانه موضع رأس النبيصلي الله عليه وآله وسلم وَقل:أَشْهَدُ أَنْ لا إِله‌َإِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لاِ مَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَ الله حَتّىٰ أَتاكَ اليَقِينُ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلىٰ الكافِرِينَ فَبَلَّغَ الله بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ أعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً ؛ وَإِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً

٣٨٤

مِنْ ذُنُوبِي وَإِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلىٰ الله رَبَّي و ربَّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي .فإن كانت لك حاجة فاجعل القبر الطاهر خلف كتفيك واستقبل القبلة وارفع يدك وسل حاجتك فإنه أحرىٰ أن تقضىٰ إن شاءالله تعالى. وروىٰ ابن قولويه بسند معتبر عن محمد بن مسعود قال: رأيت الصادقعليه‌السلام انتهىٰ إلىٰ قبر النبيصلي الله عليه وآله وسلم فوضع يده عليه وقال:أَسْأَلُ الله الَّذِي اجْتَباكَ واخْتارَكَ وَهَداكَ وَهَدىٰ بِكَ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ .ثم قال:إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلىٰ النَبِيِّ ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلّمُوا تَسْلِيماً .وقال الشيخ في (المصباح) فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فأتِ المنبر وامسحه بيدك وخذ برمانتيه وهما السفلاوان وامسح وجهك وعينيك به فإن فيه شفاء للعين، وقم عنده واحمدالله واثن عليه وسل حاجتك فإنَّ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري علىٰ باب من أبواب الجنة. ثم تاتي مقام النبيصلي الله عليه وآله وسلم فتصلي فيه ما بداً لك وأكثر الصلاة في مسجد النبيصلي الله عليه وآله وسلم فإن الصلاة فيه بألف صلاة، وإذا دخلت المسجد أو خرجت منه فصل علىٰ النبيصلي الله عليه وآله وسلم ، وصل في بيت فاطمة عليها‌السلام وأتِ مقام جبرائيلعليه‌السلام وهو تحت الميزاب فإنّه كان مقامه إذا استأذن علىٰ الرسولصلي الله عليه وآله وسلم وقل:أَسْأَلُكَ أَيْ جَوادُ أَيْ كَرِيمُ أَيْ قَرِيبُ أَيْ بَعِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ .

زيارة فاطمة الزهراء عليها‌السلام :

ثم زر فاطمةعليها‌السلام من عند الروضة: واختلف في موضع قبرها فقال قوم هي مدفونة في الروضة أي ما بين القبر والمنبر، وقال آخرون في بيتها، وقالت فرقة ثالثة: إنها مدفونة بالبقيع. والذي عليه أكثر أصحابنا أنها تزار من عند الروضة ومن زارها في هذه الثلاثة مواضع كان أفضل. وإذا وقفت عليها للزيارة فقل:يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الله الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا أَنَّا لَكِ أَوْلِياء وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرونَ لِكُلِّ ما أَتىٰ بِهِ أَبُوكِ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَتىٰ بِهِ وَصِيُّهُ، (١) فَإِنَّا نَسْأَلَكِ إِنْ كُنّا

____________________

(١) وَ أتَانَا بِهِ وَصِيُّهُ.

٣٨٥

صَدَّقْناكِ إِلَّا أَلْحَقْتِنا بِتَصْدِيقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ . وَيستحب أيضاً ان تقول:السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبِيبِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ صَفِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ أَمِينِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ خَيْرِ البَرِيَّةِ السَّلامُ عَلَيْكِ ياسَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ الله وَخَيْرِ الخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ ياأُمَّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الحَوْراءُ الاِنْسِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها المُحَدَّثَةُ العَلِيمَةُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها المَظْلُومَةُ المَغْصُوبَةُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها المُضْطَهَدَةُ المَقْهُورَةُ السَّلامُ عَلَيْكَ يافاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. صَلَّىٰ الله عَلَيْكِ وَعَلىٰ رُوحِكِ وَبَدَنِكِ أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللهِ ، وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذىٰ رَسُولَ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ الله صَّلىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ لاَنَّكِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، (١) أُشْهِدُ الله وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ أَنِّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ ساخِطٌ عَلىٰ مَنْ سَخَطْتِ عَلَيْهِ مُتَبَرِّيٌ مِمَّنْ تَبَرَّئْتِ مِنْهُ مُوالٍ لِمَنْ وَالَيْتِ مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ مُبْغِضٌ لِمَنْ

____________________

(١) بَيْنَ جَبنْيَهِ كَمَا قَالَ صَلَي الله عَلَيْهِ وَ ألِهِ.

٣٨٦

أَبْغَضْتِ مُحِبُّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ وَكَفىٰ بِالله شَهِيداً وَحَسِيباً وَجازِياً وَمُثِيباً.

ثم تصلي علىٰ النبيّ والأئمة الأطهار (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِم).

أقول: قد ذكرنا في اليوم الثالث من شهر جمادىٰ الآخِرة (ص ٣٦٥) زيارة أخرىٰ لها (صَلَواتُالله عَلَيها) وقد أورد العلماء لها (صَلَواتُالله عَلَيها) زيارة مبسوطة تتفق فىٰ ألفاظها مع هذه الزيارة التي نقلناها عن الشيخ من أوّلها وهي:السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ رَسُولِ اللهِ ... الىٰأُشْهِدُ الله وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ ، وتختلف عنها هنا فتكون:أُشْهِدُ الله وَمَلائِكَتَهُ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكِ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكِ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكِ، أَنا يامَوْلاتِي بِكِ وَبِأَبِيكِ وَبَعْلِكِ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ وَبِوِلايَتِهِمْ مُؤْمِنٌ وَلِطاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ. أَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ دِينُهُمْ وَالحُكْمَ حُكْمُهُمْ وَهُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ وَدَعَوا إِلىٰ سَبِيلِ الله بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، لاتَأْخُذُهُمْ فِي الله لَوْمَةَ لائِمٍ، وَصَلَواتُ الله عَلَيْكِ وَعَلىٰ أَبِيكِ وَبَعْلِكِ وَذُرِّيَّتِكِ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلىٰ البَتُولِ الطَّاهِرَةِ الصِّدِّيقَةِ المَعْصُومَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ الرَّشِيدَةِ المَظْلُومَةِ المَقْهُورَةِ المَغْصُوبَةِ حَقُّها (١) المَمْنُوعَةِ إِرْثُها المَكْسُورَةِ ضِلْعُها المَظْلُومِ بَعْلُها المَقْتُولِ وَلَدُها، فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِكَ وَبَضْعَةِ لَحْمِهِ وَصَمِيمِ قَلْبِهِ وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ والنُّخْبَةِ (٢) مِنْكَ لَهُ وَالتُّحْفَةِ، خَصَصْتَ بِها وَصِيَّهُ وَحَبِيبَهِ (٣) المُصْطَفَىٰ وَقَرِينَةِ المُرْتَضى، وَسَيِّدَةِ النِّساءِ ومُبشِّرةِ الأوْلِياءِ حَلِيفَةِ الوَرَعِ وَالزُّهْدِ وَتُفّاحَةِ الفِرْدَوْسِ وَالخُلْدِ الَّتِي شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الجَنَّةِ وَسَلَلْتَ مِنْها أَنْوارَ الأَئِمَّةِ وَأَرْخَيْتَ دُونَها حِجابَ النُّبُوَّةِ، اللّهُمَّ صَلِّ صَلاةً تَزِيدُ فِي مَحَلِّها عِنْدَكَ وَشَرَفِها لَدَيْكَ وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضاكَ وَبَلِّغْها مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي حُبِّها فَضْلاً وإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْرانا إِنَّكَ ذُو الَعْفِو الكَرِيمِ . أقول: قال الشيخ في التهذيب إنَّ ما روىٰ في فضل زيارتها

____________________

(١) الْمَغْصُوبِ حَقُّها..المَمْنُوعِ إِرْثُها..المَكْسُورِ ضِلْعُها.

(٢) و التَّحِيَّةِ.

(٣) وَ حَبَيبَةِ.

٣٨٧

صلواتالله عليها أكثر من أن يحصى. وروىٰ العلامة المجلسي عن كتاب (مصباح الانوار) عن الزهراء صَلَواتُالله عَلَيها قالت: قال لي أبي من صلىٰ عليك غفرالله عزَّ وجلَّ له وألحقه بي حيثما كنت من الجنة.

حديث الكساء (١) :

نقلاً عن كتاب عوالم العلوم للشيخ عبدالله بن نورالله البحراني بسند صحيح عن جابر بن عبدالله الأنصاري:

عَنْ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ عَلَيها السَّلامُ بِنْتِ رَسُولِ الله صَلَى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَمَ قال: سَمِعتُ فَاطِمَةَ أَنَّها قَالتْ دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ الله فِي بَعْضِ الأيَّامِ فَقَال: السَلامُ عَلَيْكَ يا فاطِمَةُ فَقُلْتُ عَلَيكَ السَلامُ .

قالَ إِنِّي أَجَدُ فِي بَدَني ضَعفاً. فَقُلْتُ عَلَيْكَ السَّلامُ. قالَ إِنِّي أَجِدُ فِي بَدَنِي ضَعْفاً. فَقُلْتُ لَهُ أُعِيذُكَ بالله يا أَبَتَاهُ مَنَ الضَّعْفِ. فَقَالَ : يا فَاطِمَةُ إِيْتِينِي بِالكِساءِ اليَمَانِي فَغَطِّيِني بِهِ. فَأَتَيْتُهُ بِالكِساءِ اليَمَانِي فَغَطَّيْتُهُ بِهِ وَ صِرْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ إِذَا وَجْهُهُ يَتَلألَأُ كَأَنَّهُ البَدْرُ فِي لَيْلَةِ تَمامِهِ وَ كَمَالِهِ فَما كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً وَ إِذَا بِوَلَدِي الحَسَنِ قَدْ أَقْبَلَ وَ قالَ : السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّاهُ فَقُلْتُ وَ عَلَيْكَ السَّلامُ ياقُرَّةَ عَيْنِي وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِي فَقالَ يا أُمَّاهُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رَائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّهَا رائِحَةُ جَدِّي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقُلْتُ نَعَمْ إِنّ جَدَّكَ تَحْتَ الكِساءِ فَأَقْبَلَ الحَسَنُ نَحْوَ الكِساءِ وَ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ الله أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ تَحْتَ الكِساءِ؟ فَقَالَ : وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا صاحِبَ حَوْضِي قَدْ أَذِنَتْ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الكِساءِ. فَما كانَتْ إِلَّا ساعَةً وَ إِذَا بِوَلَدِي الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدْ أَقَبَلَ وَ قالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا أُمَّاهُ فَقُلْتُ : وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا قُرَّةَ عَيْنِي وَ ثَمَرةَ فُؤَادِي. فَقَالَ لِي : يا أُمَّاهُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها

____________________

(١) هذا الحديث الشريف ليس من أصل الكتاب بل ألحقه بعض الناشرين به، و نحن ارتأينا أن نذكره هنا إتماماً للفائدة، ولكثرة تلاوة المؤمنين له في وقت الشدّة ( الناشر).

٣٨٨

رائِحَةُ جَدَّي رَسُولِ الله . فَقُلْتُ : نَعَمْ إِنَّ جَدَّكَ وَأَخَاكَ تَحْتَ الكِساءِ فَدَنَا الْحُسَيْنُ نَحْوَ الكِساءِ وَقاَلَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَن اخْتَارَهُ الله أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمَا تَحْتَ الكِساءِ؟ فَقَالَ : وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ شافِعَ أُمَّتِي قَدْ أَذِنْتَ لَكَ فَدَخَلَ مَعَهُمَا تَحْتَ الكِساءِ فَأَقْبَلَ عِنْدَ ذَلِكَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُ بْنُ أَبِي طالِبٍ وَ قالَ : السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ الله فَقُلْتُ وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَنِ وَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ. فَقَالَ : يا فاطِمَةُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طَيِّبةً كأَنَّها رائِحَةُ أَخِي وَابْنِ عَمِّي رَسُولِ الله . فَقُلْتُ : نَعَمْ ها هُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الكِساءِ فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ نَحْوَ الكِساءِ وَ قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الكِساءِ؟ قَالَ لَهُ وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يا أَخِي وَ يا وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي وَ صاحِبَ لِوائِي قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحْتَ الكِساءِ. ثُمَّ أَتَيْتُ نَحْوَ الكِساءِ وَقُلْتُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ الله أَتَاذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الكِساءِ؟ قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا بِنْتِي وَ يا بِضْعَتِي قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلْتُ تَحْتَ الكِساءِ فَلَمَّا اكْتَمَلْنا جَمِيعاً تَحْتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبِي رَسُولُ الله بِطَرَفَيِ الكِساءِ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ اليُمْنِي إِلَى السَّماءِ وَ قَالَ : اللَّهُمَّ إنَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ خاصَّتِي وَ حامَّتِي لَحْمُهُمْ لَحْمِي وَدَمُهُمْ دَمِي يُؤْلِمُنِي ما يُؤْلِمُهُمْ وَ يُحْزِنُنِي ما يُحْزِنُهُمْ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَهُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُم وَ مَحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ إِنَّهُمْ مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُمْ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَ بَرَكاتِكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ غُفْرانَكَ وَ رِضْوانكَ عَلَيَّ وَ عَلَيْهِمْ وَ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهيراً. فَقَال الله عَزَّ و جَلَّ يا مَلائِكَتِي وَ يا سُكَّانَ سَماواتِي إِنِّي ما خَلَقْتُ سَماءً مَبْنِيَّةً وَ لا بَحْراً يَجْرِي وَ لا فُلْكاً يَسْرِي إِلَّا فِي مَحَبَّةِ هؤلاءِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ الكِساءِ. فَقَالَ الأمينُ جَبْرائِيلُ : يا رَبِّ وَ مَنْ تَحْتَ

٣٨٩

الكِساءِ؟ فَقالَ عَزَّ وَ جَلَّ : هَمْ أَهْلُ بَيْتِ النبوَّةِ وَ مَعْدِنُ الرِّسالَةِ هَمْ فاطِمَةُ وَ أَبُوها وَ بَعْلُها وَ بَنُوها فَقالَ جَبْرائِيلُ : يا ربِّ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَهْبِطَ إلى الأرْضِ لِأكُونَ مَعَهُمْ سادِساً؟ فَقالَ الله : نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ. فَهَبَطَ الأمِينُ جَبْرائِيلُ وَ قالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله ، العَلِيُّ الأعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَ يَخَصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَ الإِكْرامِ وَ يَقُولُ لَكَ : وَ عِزَّتِي وَ جَلالِي إِنِّي ما خَلَقْتُ سَماءً مَبْنِيَّةً وَ لا أَرْضاً مَدْحِيَّةً وَ لا قَمَراً مُنِيراً وَ لا شَمْساً مُضِيئَةً وَ لا فَلَكاً يَدُورُ وَ لا بَحْراً يَجْرِي وَ لا فُلْكاً يَسْرِي إِلَّا لِأجْلِكُمْ وَ مَحَبَّتِكُمْ، وَ قَدْ أَذِنَ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكُمْ فَهَلْ تَأْذَنُ لِي يا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله : وَ عَلَيْكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحْيِ الله ، إِنَّهُ نَعَمْ قَدْ أَذِنْـتُ لَكَ فَدَخَلَ جَبْرائِيلُ مَعَنا تَحْتَ الكِساءِ فَقَالَ لَأبِي إنَّ الله قَدْ أَوْحَى إِلَيْكُمْ يقول إِنَّمَا يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْل البَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. فَقَال عَلِيٌّ لِأبِي : يا رَسُولَ الله أَخْبِرْنِي ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحْتَ الكِساءِ مِنَ الفَضْلِ عِنْدَ الله ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبيّاً وَاصْطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحْفِلٍ مِنْ مَحافِلِ أَهْلِ الأرْضِ وَفِيهِ جَمْعٌ مِنْ شِيعَتِنا وَ مُحِبِّينا إِلَّا وَ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةُ وَ حَفَّتْ بِهِمُ المَلائِكَةُ وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ إِلَي أَنْ يَتَفَرَّقُوا. فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِذنْ وَ الله فَزْنا وَ فَازَ شِيعَتُنا وَ رَبِّ الكَعْبَةِ. فَقَالَ أَبِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ : يَا عَلِيُّ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصْطَفَانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذَا فِي مَحْفِل مِنْ مَحافِلِ أَهْلِ الأرْضِ وَ فِيهِ جَمْعٌ مِنْ شِيعَتِنا وَ مُحِبِّينا وَ فِيهِمْ مَهْمُومٌ إِلَّا وَ فَرَّجَ الله هَمَّهُ وَ لا مَغْمُومٌ إِلَّا وَ كَشَفَ الله غَمَّهُ وَ لا طالِبُ حاجَةٍ إِلَّا وَ قَضَى الله حاجَتَهُ. فَقالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : إذن وَ الله فُزْنا وَ سُعِدْنا وَ كَذلِكَ شِيعَتُنا فازُوا وَ سُعِدُوا في الدّثنْيا وَ الآخِرَةِ وَ ربِّ الكَعْبَةِ.

٣٩٠

زيارة النبي صلي الله عليه وآله وسلم من البعد

قال العلامة المجلسي رحمهالله في زاد المعاد في أعمال عيد الميلاد، وهو اليوم السابع عشر من ربيع الأول: قال الشيج المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس رحمهماللّه : إذا أردت زيارة النبيصلي الله عليه وآله وسلم في ما عداً المدينة الطيبة من البلاد فاغتسل ومثل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشريف ثم قف وتوجه بقلبك إليه وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الآوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَيِّبِينَ .ثم قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يارَحْمَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخِيرَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياخاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياقائِما بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يافاتِحَ الخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْي وَالتَّنْزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُبَلِّغا عَنْ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يانَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يانُورَ الله الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرينَ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَعَلىٰ أَبِيكَ عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلىٰ اُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلىٰ عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهداء، السَّلامُ عَلىٰ عَمِّكَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، السَّلامُ عَلىٰ عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طالبٍ، السَّلامُ عَلىٰ ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَيَّارِ فِي جِنانِ الخُلْدِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَحْمَدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله عَلىٰ الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالسَّابِقَ إِلىٰ طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَالمُهَيْمِنِ عَلىٰ رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لاَنْبِيائِهِ

٣٩١

وَالشَّاهِدَ عَلىٰ خَلْقِهِ وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ وَالمَكِينَ لَدَيْهِ وَالمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ الاَحْمَدَ مِنَ الاَوْصافِ المُحَمَّدَ لِسائِرِ الاَشْرافِ الكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ الفائِزَ بِالسِّباقِ وَالفائِتَ عَنِ اللحاقِ ؛ تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ غَيْرِ مُنْكِرٍ ما انْتَهىٰ إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ مُوقِنٍ بِالمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤْمِنٍ بِالكِتابِ المُنَزَّلِ عَلَيْكَ مُحَلِّلٍ حَلالَكَ مُحَرِّمٍ حَرامَكَ. أَشْهَدُ يارَسُولَ الله مَعَ كُلِّ شاهِدٍ وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لاِ مَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ وَاحْتَمَلْتَ الاَذىٰ فِي جَنْبِهِ وَدَعَوْتَ إِلىٰ سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَأَدَّيْتَ الحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِيينَ وَغَلُظْتَ عَلىٰ الكافِرِينَ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّىٰ أَتاكَ اليَّقِينُ، فَبَلَغَ الله بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكْرَمِينَ وَأَعْلىٰ مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِينَ حَيْثُ لايَلْحَقُكَ لاحِقٌ وَلايَفُوقُكَ فائِقٌ وَلايَسْبِقُكَ سابِقٌ وَلايَطْمَعُ فِي ادْراكِكَ طامِعٌ الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرّنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاكَ الله يارَسُولَ الله مِنْ مَبْعُوثٍ أَفْضَلَ ما جازىٰ (١) نَبِيّا عَنْ اُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يارَسُولَ الله زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِراً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ عارِفاً بِالهُدىٰ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي ومالِي وَوَلَدِي أَنا أُصَلِّي عَلَيْكَ كَما صَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَصَلّىٰ عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وأَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وَافِرَةً مُتَواصِلَةً لا انْقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ، صَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أَنْتُمْ أَهْلَهُ. ثم ابسط كفّيك وَقل:

____________________

(١) أفْضَلَ مَا جَزَى.

٣٩٢

اللّهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِي بَرَكاتِكَ وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وأَئِمَّتِكَ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِك‌ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَخَيْرِ خِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَخازِنِ المَغْفِرَةِ وَقائِدِ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ وَمُنْقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ وَداعِيهُمْ إِلىٰ دِينِكَ القَيِّمِ بِأَمْرِكَ، أَوَّلِ النَبِيِّينَ مِيثاقاً وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الفَضِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَالمَرْتَبَةِ الخَطِيرَةِ وَأَوْدَعْتَهُ الاَصْلابَ الطَّاهِرَةَ وَنَقَلْتَهُ مِنها إِلىٰ الأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لُطْفاً لَهُ وَتَحَنُّنا مِنْكَ عَلَيْهِ، إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْنا عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ العُهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ حَتّىٰ رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ البِلادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأسْتارِ وَأَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنْوارِ اللّهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرْتَبَةِ الكَرِيمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ المَنْقَبَةِ العَظِيمَةِ صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفىٰ بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الجُحُودِ عَلىٰ تَوْحِيدِكَ وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ فِي إِعْزازِ دِينِكَ وَلَبِسَ ثَوْبَ البَلْوىٰ فِي مُجاهَدَةِ أَعْدائِكَ، وَأَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنْ الفِئَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَمْلِكُ بِها الجَزِيلَ مِنْ نَوالِكَ، وَقَدْ (١) أَسَرَّ الحَسْرَةَ وَأَخْفىٰ الزَّفْرَةَ وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ (٢) ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ وَبَلِّغْهُمْ

____________________

(١) فَلَقَدْ.

(٢) مَا مُثِّلَ مِنْ وَحْيِكَ.

٣٩٣

مِنّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاما وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي موالاتِهِمْ (١) فَضْلاً وَإِحْسانا وَرَحْمَةً وَغُفْرانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ . ثم صلّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامين واقرأ فيها ماشئت من السور، فإذا فرغت فسبح تسبيح الزهراء عليها ‌السَّلام وقل:

اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فاسْتَغْفَرُوا الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدوا الله تَوَّاباً رَحِيماً، وَلَمْ أَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ؛ اللّهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّ عَمَلِي وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي وَمُقِرّا لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي وَمُتَوَجِّها إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيها فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنْ المُقَرَّبِينَ يامُحَمَّدُ يارَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يانَبِيَّ الله ياسَيِّدَ خَلْقِ الله إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلىٰ الله رَبِّكَ وَ رَبِّي لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي وَيَقْضِي لِي حَوائِجي، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَ رَبِّي فَنِعْمَ المَسْؤُولُ المَوْلىٰ رَبِّي وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يامُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، اللّهُمَّ وَأَوْجِبْ لِي مِنْكَ المَغْفِرَة وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الواسِعَ الطَيِّبَ النافِعَ كَما أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتىٰ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيُّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ وَقَدْ آمَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ وَإِنِّي لَمُقِرُّ (٢) غَيْرُ مُنْكِرٍ وَتائِبٌ إِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفَتُ وَعائِذٌ بِكَ فِي هذا المَقامِ مِمَّا قَدَّمْتَ مِنَ الاَعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِليَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَأَوْعَدْتَ عَلَيْها العِقابَ، وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيه

____________________

(١) مِنْ مُوالَاتِهِمْ.

(٢) مُقِرٌّ.

٣٩٤

الأسْتارُ وَتَبْدُو فِيهِ الأسْرارُ وَالفَضائِحُ وَتَرْعَدُ فِيه الفَرائِصُ يَوْمَ الحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ يَوْمَ الافِكَةِ يَوْمَ الازِفَةِ يَوْمَ التَّغابُنِ يَوْمَ الفَصْلِ يَوْمَ الجَزاءِ يَوْما كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ يَوْمَ تَرجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ يَوْمَ النَّشْرِ يَوْمَ العَرْضِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْ مِنْ أَخِيهِ وَأَمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرضُ وَأَكْنافُ السَّماء يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلىٰ الله فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ لايُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ الله إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمِ يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلىٰ عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلىٰ الله مَوْلاهُمْ الحَقِّ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلىٰ الدَّاعي‌إِلىٰ الله يَوْمَ الواقِعَةِ يَوْمَ تُرَجُّ الأَرضُ رَجّا يَوْمَ تَكُونُ السَّماء كَالمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعَهْنِ وَلايَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالمَشْهُودِ يَوْمَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً اللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هذا اليَوْمِ وَلاتُحْزِنِّي فِي ذلِكَ المَوْقِفِ (١) بِما جَنَيْتُ عَلىٰ نَفْسِي، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فِي ذلِكَ اليَوْمِ مَعَ أوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِي وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهْمُ ‌السَّلامُ مَحْشَرِي، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي وَفِي الغُرِّ الكِرامِ مَصْدَرِي وَأَعْطِنِي كِتابِي فِي يَمِينِي حَتّىٰ أَفُوزَ بِحَسناتِي وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي وَأَمْضِي مَعَ الفائِزِينَ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ إِلىٰ رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ إِلهَ العالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ يَدَي الخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي أوْ أَنْ أَلْقىٰ الخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي أوْ أَنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئاتِي عَلىٰ حَسناتِي أَوْ أَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الخَلائِقِ بِاسْمِي، ياكَرِيمُ ياكَرِيمُ العَفْوَ العَفْوَ السَّتْرَ السَّتْرَ،

____________________

(١) فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ.

٣٩٥

اللّهُمَّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذلِكَ اليَوْمِ فِي مواقِفِ الاَشْرارِ مَوْقِفِي أوْ فِي مَقامِ الاَشْقِياءِ مَقامِي، وَإِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلاّ بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً إِلىٰ مَنازِلِهِمْ فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ المُتَّقِينَ إِلىٰ جَنَّاتِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .ثم ودعه وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَشِيرُ النَّذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّفِيرُ بَيْنَ الله وَبَيْنَ خَلْقِهِ، أَشْهَدُ يارَسُولَ الله أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِماتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ يارَسُولَ الله أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ماأَتَيْتَ بِهِ راضٍ مُؤْمِنٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الهُدىٰ وَالعُرْوَةُ الوُثْقىٰ وَالحُجَّةُ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَإِنْ تَوَفَيْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلىٰ ماأَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلىٰ خَلْقِكَ وَخُلَفاؤكَ فِي عِبادِكَ وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَحَفَظَةُ سِرِّكَ وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ.

زيارة الحُجج الطاهرة في يوم الجمعة:

قال الشيخ في المصباح والسيد في جمال الإسبوع في ضمن أعمال يوم الجمعة: إعلم أنّه يستحب في يوم الجمعة زيارة النبيصلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم‌ السلام.

وروي عن الصادقعليه‌السلام أن من أراد أن يزور قبر رسولالله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عليهم ‌السلام وهو في بلدة فليغتسل في يوم الجمعة

٣٩٦

وليلبس ثوبين نظيفين وليخرج إلىٰ الفلاة من الأَرض. وعلىٰ رواية أخرى: وليصعد سطحا ثم يصلّي أربع ركعات يقرأ فيهن ماتيسّر من السّور. فإذا تشهد وسلم فليقم مستقبل القبلة وليقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ المُرْسَلُ وَالوَصِيُّ المُرْتَضَىٰ وَالسَّيِّدَةُ الكُبْرىٰ وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ وَالسِبْطانِ المُنْتَجَبانِ وَالأوْلادُ الأعْلامُ وَالاُمَناءُ المُنْتَجَبُونَ (١) جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَإِلىٰ آبائِكُمْ وَولدِكُمْ الخَلَفِ عَلىٰ بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلْبِي لَكُمْ مُسْلِمٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّىٰ يَحْكُمَ الله بِدِينِهِ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ مُقِرُّ بِرَجْعَتِكُمْ لا أُنْكِرُ للهِ قُدْرَةً وَلا أَزْعَمُ إِلَّا ماشاءَ اللهِ ، سُبْحانَ الله ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ يُسَبِّحُ الله بِأَسْمائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ وَالسَّلامُ عَلىٰ أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةَ الله وَبَرَكاتُهُ.

أقول : في روايات عديدة أن النبيصلي الله عليه وآله وسلم يبلغه سلام المُسَلِّمِينَ عليه وصلوات المصلين عليه حيثما كانوا. وفي الحديث أن ملكا من الملائكة قد وكّل علىٰ أن يرد علىٰ من قال من المؤمنين:صَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فيقول في جوابه: وعليك. ثم يقول الملك: يارسولالله إن فلانا يقرأك السلام. فيقول رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم : وعليه السلام. وفي رواية معتبرة أن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: من زار قبري بعد وفاتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي فإن لم تستطيعوا أن تزوروا قبري فابعثوا إليَّ السلام فإنَّه يبلغني. وقد وردت لهذا المعنىٰ أخبار جمّة ونحن قد اثبتنا له صلوات الله عليه زيارتين اثنتين في يوم الاثنين عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة في أيام الإسبوع فراجعها إن شئت وفز بفضل الزيارة بهما(٢) وينبغي أن يصلىٰ عليه بما صلّىٰ به أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض خطبه في يوم الجمعة كما في كتاب الروضة من الكافي:

____________________

(١) وَ الأمَنَاءُ المُسْتَخْزَنُونَ.

(٢) وسيأتي عند ذكر الاستئذان لدخول الرّواق الطاهر لمرقد الأميرعليه‌السلام ، زيارةٌ وجيزةٌ للنبيِّصلي الله عليه وآله وسلم .منه.

٣٩٧

إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلىٰ النَبِيِّ ياأَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَحَنَّنْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ اعْطِ مُحَمَّداً الوَّسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَالمَنْزِلَةَ الكَرِيمَةَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَعْظَمَ الخَلائِقِ كُلِّهِمْ شَرَفاً يَوْمَ القِيامَةِ وَاقْرَبَهُمْ مِنْكَ مَقْعَداً وَأَوْجَهَهَمْ عِنْدَكَ يَوْمَ القِيامَةِ جاهاً وَأَفْضَلَهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَنَصِيباً، اللّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً أَشْرَفَ المَقامِ وَحِباءَ السَّلامُ وَشَفاعَةَ الإسلامِ، اللّهُمَّ وَأَلْحِقْنا بِهِ غَيْرَ خَزايا وَلا ناكِثِينَ وَلا نادِمِينَ وَلا مُبَدِّلِينَ إِلهَ الحَقِّ آمِّينَ . وستاتي في آخر باب الزيارات (ص٦٤٣) صلاة يصلىٰ بها عليه وعلىٰ آله عليهم‌ السلام.

زيارة أئمة البقيع عليهم‌السلام

أي الإمام الحسن المجتبىٰ والإمام زين العابدين والإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادقعليهم‌السلام .

إذا أردت زيارتهم فاعمل بما سبق من أداب الزيارة من الغسل والكون علىٰ الطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيب والإستئذان للدخول ونحو ذلك وقل أيضاً:

يامَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللهِ ، عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ وَالمُضْعِفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ وَالمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ جأَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ قاصِداً إِلىٰ حَرَمِكُمْ مُتَقَرِّباً إِلىٰ مَقامِكُمْ مُتَوَسِّلاً إِلىٰ الله تَعالىٰ بِكُمْ، أَأَدْخُلُ يامَوالِيَّ أَأَدْخُلُ ياأَوْلِياَء الله أَأَدْخُلُ يامَلائِكَةَ الله المُحْدِقِينَ بِهذا الحَرَمِ المُقِيمِينَ بِهذا المَشْهَدِ؟ وادخل بعد الخشوع والخضوع ورقة القلب وقدِّم رجلك اليُمنىٰ وقل :الله أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للهِ كَثِيراً وَسُبْحانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُ للهِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الماجِدِ الاَحَدِ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الحَنَّانِ الَّذِي مَنَّ بِطَوْلِهِ وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِإِحْسانِهِ

٣٩٨

وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ . ثم اقترب من قبورهم المقدَّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الحُجَجُ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها القُوَّامُ فِي البَرِيَّةِ بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوى، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ الله وَكُذِّبْتُمْ وَأُسِيَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ الأَئِمَّةِ الرَّاشِدُونَ المُهْتَدُونَ وَأَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ وَأَنَّ قَوْلَكُمْ الصِّدْقُ وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأَنَّكُمْ دَعائِمُ الدِّينِ وَأَرْكانُ الأَرضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ الله يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلِّ مُطَهّر وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ المُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمْ الجاهِلِيَّةُ الجَهْلاُ وَلَمْ تُشْرِكْ فِيكُمْ فِتَنُ الاَهْواءِ. طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ. وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكُفَّارَةً لِذُنُوبِنا إِذْ اخْتارَكُمْ الله لَنا وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ مُعْتَرِفِينَ بِتَصْديقِنا إِيَّاكُمْ وَهذا مَقامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكانَ وَأَقَرَّ بِما جَنىٰ وَرَجا بِمَقامِهِ الخَلاصَ وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الهَلْكىٰ مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لِي شُفَعاء فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آياتِ الله هُزُوا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها (ثم ارفع هنا رأسك إلىٰ السماء وقل:) يامَنْ هُوَ قائِمٌ لايَسْهُو وَدائِمٌ لايَلْهُو وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ لَكَ المَنُّ بِما وَفَّقْتَنِي وَعَرَّفْنَيِ بِما أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ وَاسْتَخَفُوا بِحَقِّهِ وَمالُوا إِلىٰ سِواهُ، فَكانَتْ المِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنِي بِهِ فَلَكَ الحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ وَلاتُخَيِّبْنِي

٣٩٩

فِيما دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَلّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثم ادع لنفسك بما تريد.

وقال الطوسي رحمهالله في التهذيب : ثم صل صلاة الزيارة ثماني ركعات أي صلِّ لكل إمام ركعتين. وقال الشيخ الطوسي والسيد ابن طاووس : إذا أردت أن تودعهم عليهم ‌السَّلام فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الهُدىٰ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمْ الله وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلامَ، آمَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .ثم اكثر من الدعاء وسلالله العود وأن لاتكون هذه آخر عهدك من زيارتهم. والعلامة المجلسي رحمهالله قد أورد في البحار زيارة مبسوطة لهم عليهم ‌السَّلام، ونحن هنا قد اقتصرنا علىٰ ما مضىٰ من زيارتهم فإنَّ أفضل الزيارات لهم عليهم‌ السَّلام هي الزيارة الجامعة الآتية علىٰ ما صرح به المجلسي وغيره. وفي الباب الأول من الكتاب عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة موزعة علىٰ أيام الإسبوع قد أثبتنا زيارة للحسنعليه‌السلام ، وزيارة أخرىٰ للأئمة الثلاثة الآخِرين بالبقيع فلا تغفل عنها. وإعلم أنا نورد لكل من الحجج الطّاهرين عند ذكر زيارته كيفية الصلاة عليه سوىٰ أئمة البقيع حيث اقتصرنا في‌الصلاة عليهم بما سيذكر في آخر باب الزيارات ص ٦٤٤ _ ص ٦٤٥ _ ص ٦٤٦ فلاحظها هناك وثقل ميزان حسناتك بالصلاة عليهم.

وإعلم أيضاً أن شدة شوقي أنا المهجور الكسير إلىٰ تلك المشاهد الشريفة تبعثني علىٰ أن أشغل خاطري بإيراد عدة أبيات تناسب المقام من القصيدة الهائية للفاضل الأوحد مادح آل أحمد حضرة الشيخ الازري رضوانالله عليه وكان شيخ الفقهاء العظام خاتم المجتهدين الفخام الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر يتمنىٰ علىٰ مايروىٰ عنه أن تكتب له القصيدة في ديوان أعماله ويسجل كتاب الجواهر في ديوان أعمال الازري قال رحمهالله :

إِنَّ تِـلْكَ الـقُلُوب أَقْلَقَها الوَجْدُ

وَأَدْمـىٰ تَـلْكَ الـعُيُونَ بُكاها

كانَ أَنْكىٰ الخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنِّي

‌مُـقْلَةً لـكِنَّ الـهَوىٰ أَبْـكاها

كُـلَّ يَـوْمٍ لِـلْحادِثاتِ عَـوادٍ

لَيْسَ يَقْوىٰ رَضْوىٰ عَلىٰ مُلْتَقاها

كَيْفَ يُرْجىٰ الخَلاصُ مِنْهُنَّ إِلَّا

بِـذِمامٍ مِـنْ سَـيِّدِ الرُّسْلِ طه

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836