مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 424718
تحميل: 17325

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 424718 / تحميل: 17325
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الدُّعاةِ إِلىٰ الله وَالأَدِلاء عَلىٰ مَرْضاةِ الله وَالمُسْتَقِرِّينَ فِي (١) أَمْرِ الله وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ الله وَالمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ الله المُظْهِرِينَ لاَمْرِ الله وَنَهْيِهِ وَعِبادِهِ المُكْرَمِينَ الَّذِينَ لايَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْلَمُونَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلىٰ الأَئِمَّةِ الدُّعاةِ وَالقادَةِ الهُداةِ وَالسَّادَةِ الوُلاةِ وَالذَّادَةِ الحُماةِ وَأَهْلِ الذِّكْرِ وَأُولِي الأمر وَبَقِيَّةِ الله وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ كَما شَهِدَ الله لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَأُولُوا العِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ العزِيزُ الحَكِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ المُنْتَجَبُ وَرَسُولُهُ المُرْتَضىٰ أَرْسَلَهُ بِالهُدىٰ وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلىٰ الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ الأَئِمَّةِ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ المَعْصُومُونَ المُكَرَّمُونَ المُقَرَّبُونَ المُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ المُصْطَفَوْنَ المُطِيعُونَ للهِ القَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ العامِلُونَ بِإِرادَتِهِ الفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَأَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ (٢) وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءً فِي أَرْضِهِ وَحُجَجاً عَلىٰ بَرِيَّتِهِ وَأَنْصاراً لِدِينِهِ وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ وَأرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ وَشُّهَداء عَلىٰ خَلْقِهِ وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ وَمَناراً فِي بِلادِهِ وَأدِلاَءً عَلىٰ صِراطِهِ، عَصَمَكُمْ الله مِنَ الزَّلَلِ وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ وَوَكَّدْتُمْ مِيثاقَهُ (٣) وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ وَدَعَوْتُمْ إِلىٰ سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ وَصَبَرْتُمْ عَلىٰ ما أَصابَكُمْ فِي جَنْبِهِ (٤) وَأَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكاةَ وَأَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ

____________________

(١) وَ المُسْتَوْفِرِينَ فِي أَمْرِ الله.

(٢) بنُورِهِ.

(٣) وَ أَدْمَنْتُمْ ذِكْرَهُ وَ ذَكَّرْتُمْ مِيثاقُهُ.

(٤) فَي حُبِّهِ.

٦٢١

المُنْكَرِ وَجاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، حَتّىٰ أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَنَشَرْتُمْ شَرائِعَ (١) أَحْكامِهِ وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ وَصِرْتُمْ فِي ذلِكَ مِنْهُ إِلىٰ الرُّضا وَسَلَّمْتُمْ لَهُ القَضاء وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضىٰ ؛ فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ وَاللا زِمُ لَكُمْ لاحِقٌ وَالمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زاهِقٌ وَالحَقُّ مَعكُمْ وَفِيكُمْ وَمِنْكُمْ وَإِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ وَإِيابُ الخَلْقِ إِلَيْكُمْ وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ وَفَصْلُ الخِطابِ عِنْدَكُمْ وَآياتُ الله لَدَيْكُمْ وَعَزائِمُهُ فِيكُمْ وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ. مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالىٰ الله وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادىٰ الله وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله (٢) وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، أَنْتُمُ (٣) الصِّراطُ الاَقْوَمُ وَشُهَداءُ دارِ الفَناءِ وَشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ وَالايَةُ المَخْزُونَةُ وَالاَمانَةُ المَحْفُوظَةُ وَالبابُ المُبْتَلىٰ بِهِ النَّاسُ، مَنْ أَتاكُمْ نَجا وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ إِلىٰ الله تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تُدُلُّونَ وَبِهِ تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمُونَ وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَإِلىٰ سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ وَالاكُمْ وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَأمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَهُدِيَ مَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ. مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالجَنَّةُ مَأْواهُ وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْواهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَّحِيمِ. أَشْهَدُ أَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضىٰ وَجارٍ لَكُمْ فِيما بَقِيَ وَأَنَّ أَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ الله أَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحَدِّقِينَ حَتّىٰ مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ

____________________

(١) وَفَسَّرْتُمْ شَرَائِعَ أحْكَامِهِ.

(٢) هذه الجملة لا توجد في بعض النسخ.

(٣) و في نسخة أخرى السَّبيل الأعظم: و هذه الفقرة ليست في الأصل و لكنها مذكورة في كتب العلامة المجلسي نعم هي مذكورة في الزيارة الجامعة غير المعروفة منه.

٦٢٢

فِيها اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلاتَنا (١) عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنا (٢) وَطَهارَةً لاَنْفُسِنا وَتَزْكِيَةً (٣) لَنا وَكُفَّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِيّاكُمْ، فَبَلَغَ الله بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعْلىٰ مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِينَ حَيْثُ لايَلْحَقُهُ لاحِقٌ وَلايَفُوقُهُ فائِقٌ وَلايَسْبِقُهُ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي إِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتّىٰ لا يَبْقىٰ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلا صِدِّيقٌ وَلاشَهِيدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ وَلا دَنِيُّ وَلا فاضِلٌ وَلا مُؤْمِنٌ وَلا صالِحٌ وَلا فاجِرٌ طالِحٌ وَلا جَبّارٌ عَنِيدٌ وَلا شَيْطانٌ مُرِيدٌ وَلا خَلْقٌ فِيما بَيْنَ ذلِكَ شَهِيدٌ إِلَّا عَرَّفْهُمْ جَلالَةَ أَمْرِكُمْ وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ وَتَمامَ نُورِكُمْ وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ وَثَباتَ مَقامِكُمْ وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ وَكَرامَتِكُمْ عَلَيْهِ وَخاصَّتِكُمْ لَدَيْهِ وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ. بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَأَهْلِي وَمالِي وَأُسْرَتِي، أُشْهِدُ الله وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ مُوالٍ لَكُمْ وَلاَوْلِيائِكُمْ مُبْغِضٌ لاَعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ مُطِيعٌ لَكُمْ عارِفٌ بِحَقِّكُمْ مُقِرُّ بِفَضْلِكُمْ مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ مُعْتَرِفٌ بِكُمْ مُؤْمِنٌ بِإِيابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لاَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ عامِلٌ بَأْمِركُمْ مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ زائِرٌ لَكُمْ لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ مُسْتَشْفِعٌ إِلىٰ الله عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ وَمُتَقَرَّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ وَمُقَدمُكُمْ أمامَ طَلِبَتِي وَحَوائِجِي وَإِرادَتِي فِي كُلِّ أحْوالِي وَأُمُورِي، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَمُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَرأيِي لَكُمْ تَبَعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ

____________________

(١) وَ جَعَلَ صَلَواتِنا.

(٢) طِيباً لِخُلْقِنا.

(٣) وَ بَرَكَةً.

٦٢٣

حَتّىٰ يُحْيِي الله تَعالىٰ دِينَهُ بِكُمْ وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيَّامِهِ وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ وَيُمَكِّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ (١) آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ وَبَرِئْتُ إِلىٰ الله عَزَّوَجَلَّ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَمِنَ الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالشَّياطِين وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ الجاحِدِينَ (٢) لِحَقِّكُمْ وَالمارِقِينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ وَالغاصِبِينَ لاِرْثِكُمْ الشَّاكِّينَ فِيكُمْ المُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ (٣) وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ وَكُلِّ مُطاعٍ سِواكم، وَمِنَ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلىٰ النَّارِ. فَثَبَّتَنِي الله أَبَداً ما حَيِيْتُ عَلىٰ مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمْ التَّابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ وَيَكِرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ وَيُملَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ وَيُشَرَّفُ فِي عافِيَتِكُمْ وَيُمَكَّنُ فِي أَيّامِكُمْ وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ.بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي، مَنْ أَرادَ الله بَدَأَ بِكُمْ وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ، مَوالِيَّ لا أُحْصِي ثَنائَكُمْ وَلا أَبْلُغُ مِنَ المَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الوَصْفِ قَدْرَكُمْ وَأنْتُمْ نُورُ الاَخْيارِ وَهُداةُ الاَبْرارِ وَحُجَجُ الجَبَّارِ، بِكُمْ فَتَحَ الله وَبِكُمْ يَخْتِمُ (٤) وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الغَيْثَ وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماء أنْ تَقَعَ عَلىٰ الاَرْضِ إِلَّا بِإذْنِهِ وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الهَمَّ وَيكشف الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ وَإِلىٰ جَدِّكُمْ (وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه‌السلام فعوض: وإلىٰ جدّكم قل: وإلىْ أخِيكَ) بُعِثَ الرُّوحُ الاَمِينُ. آتاكُمُ الله مالَمْ يُؤْتِ أحَداً مِنَ العالَمِينَ، طَأْطَأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ وَبَخَعَ (٥) كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ وَأَشْرَقَتِ الاَرْضُ بِنُورِكُمْ وَفازَ الفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلىٰ الرِّضْوانِ وَعَلىٰ مَنْ جَحَدَ

____________________

(١) لا مَعَ عَدُوِّكُمْ.

(٢) وَ الجَاحدِينَ.

(٣) وَ الشَّاكِّينْ فِيكُمْ وَ المُنْحَرفِينَ عَنْكُمْ.

(٤) وَ بِكُمْ يَخْتِمُ الله.

(٥) بَخَعَ: أَقَرَّ وَ أَذْعَنَ.

٦٢٤

وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ. بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ وَأسْماؤُكُمْ فِي الاَسَّماء وَأَجْسادُكُمْ فِي الاَجْسادِ وَأَرْواحُكُمْ فِي الارْواحِ وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ وَآثارُكُمْ فِي الاثارِ وَقُبُورُكُمْ فِي القُبُورِ؛ فَما أَحْلىٰ أَسْمائكُمْ وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ وَأجَلَّ خَطَرَكُمْ وَأَوْفىٰ عَهْدَكُمْ وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ! كَلامُكُمْ نُورٌ وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمْ التَّقْوىٰ وَفِعْلُكُمْ الخَيْرُ وَعادَتُكُمْ الاِحْسانُ وَسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ وَشَأْنُكُمُ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُكِرَ الخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْواهُ وَمُنْتَهاهُ بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلائِكُمْ وَبِكُمْ أَخْرَجَنا الله مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الكُرُوبِ وَأَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ؟! بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنا اللهُ مَعالِمَ دِينِنا وَأَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الكَلِمَةُ وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ وَائْتَلَفَتِ الفُرْقَةُ وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ، وَلَكمْ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ وَالدَّرَجاتِ الرَّفِيعَةِ وَالمَقامُ المَحْمُودُ وَالمَكانُ (١) المَعْلُومُ عِنْدَ الله عَزَّوَجَلَّ وَالجاهُ العَظِيمُ وَالشَأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ. رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً.ياوَلِيَّ الله (٢) إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الله عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها إِلَّا رِضاكُمْ فَبِحَقِّ مَنْ ائْتَمَنَكُمْ عَلىٰ سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكُمْ أمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي وَكُنْتُمْ شُفَعائِي فَإِنِّي

____________________

(١) وَ المَقَامُ المَعْلُومُ.

(٢) و يخاطب بقوله: (يا ولي الله) الإمام المزور إذا كان مفرداً. و يمكن أن ينوي بهم الأئمة كلهم عليهم السّلام على سبيل البدلية أو على إرادة الجنس من الكلمة، و الأحسن إذا كانت الزيارة للجميع يقول: يا أولياء الله. نقل ذلك من شرح المجلسي الأول (منه).

٦٢٥

لَكُمْ مُطِيعٌ ؛ مَنْ أَطاعَكُمْ فَقَدْ أَطاعَ الله وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصىٰ الله وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله اللّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الاَخْيارِ الأَئِمَّةِ الاَبْرارِ لَجَعَلْتَهُمْ شُفَعائِي، فَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ العارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ وَفِي زُمْرَةِ المَرْحُومِينَ بِشَفاعَتِهِمْ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ كَثِيراً وَحَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلِ .

أقول: أورد الشيخ أيضاً هذه الزيارة في التهذيب ثم ذيّلها بوداع تركناه أختصاراً. وهذه الزيارة كما صرح به العلامة المجلسي رحمهالله ، إنما هي أرقىٰ الزيارات الجامعة متنا وسنداً وهي أفصحها وأبلغها.

وقال والده في شرح الفقيه: إن هذه الزيارة أحسن الزيارات وأكملها وإني لم أزر الأئمةعليهم‌السلام مادمت في الاعتاب المقدسة إِلَّا بها. وقد أورد شيخنا في كتابه النجم الثاقب قصة تبدي لزوم المواظبة علىٰ هذه الزيارة والاهتمام بها، قال: قدم النجف الاشرف منذ سبع عشرة سنة تقريباً التقي الصالح السيد أحمد ابن السيد هاشم ابن السيد حسن الموسوي الرشتي أيدهاللهِ ، وهو من تجار مدينة رشت فزارني في بيتي بصحبة العالم الربّاني والفاضل الصمداني الشيخ عليّ الرشتي طاب ثراه الاتي ذكره في القصة الاتية إن شاءالله فلما نهضنا للخروج نبّهني الشيخ إلىٰ أن السيد أحمد من الصلحاء المسدّدين ولمح إلىٰ أن له قصة غريبة والمجال حينذاك لم يسمح بأن تفصّل وصادفت الشيخ بعد بضعة أيام ينبّئني بارتحال السيد من النجف ويحدث لي عن سيرته ويوقفني علىٰ قصّته الغريبة فأسفت أسفاً بالغاً علىٰ ما فاتني من سماع القصّة منه نفسه وإن كنت أجلّ الشيخ عن أن يخالف ما يرويه شَيْئاً مما وعته أذناه من السيّد نفسه ولكنّي صادفت السيد ثانية في مدينة الكاظمين منذ عدّة أشهر وذلك في شهر جمادي الثانية من سنتنا هذه حينما عدت من النجف الاشرف وكان السيّد راجعاً من سامراء وهو يؤم إيران فطلبت إليه أن يحدث لي عن نفسه وعمّا كنت قد وقفت عليه ممّا عرض له في حياته فأجابني إلىٰ ذلك وكان مما حكاه قضيّتنا المعهودة حكاها برمتها طبقاً لما كنت قد سمعته من قبل قال: غادرت سنة ١٢٨٠ (دار المرز) مدينة رشت إلىٰ تبريز متوخيا حجّ بيتالله الحرام فحللت دار الحاج صفر عليّ التبريزي التاجر المعروف وظللت هناك حائراً لم أجد قافلة أرتحل معها حتىٰ جهّز الحاج جبار

٦٢٦

الرائد (جلودار) السدهي الاصبهاني قافلة إلىٰ طرابوزن فأكريت منه مركوباً وصرت مع القافلة مفرداً من دون صديق وفي أول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر عليّ وهم المولىٰ الحاج باقر التبريزي الذي كان يحج بالنيابة عن الغير المعروف لدىٰ العلماء والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمىٰ الحاج علي وكان يخدم فتصاحبنا في الطريق حتىٰ بلغنا أرزنة الروم ثم قصدنا من هناك طربوزن وفي أحد المنازل التي بين البلدين أتانا الحاج جبار الرائد (جلو دار) ينبئنا بأن أمامنا اليوم طريقاً مخيفاً ويحذرنا عن التخلّف عن الركب فقد كنّا نحن نبتعد غالباً عن القافلة ونتخلف فامتثلنا وعجلنا إلىٰ السير واستأنفنا المسير معاً قبل الفجر بساعتين ونصف أو بثلاث ساعات فما سرنا نصف الفرسخ أو ثلاثة أرباعه إِلَّا وقد أظلم الجوّ وتساقط الثلج بحيث كان كل منا قد غطىٰ رأسه بما لديه من الغطاء وأسرع في المسير أما أنا فلم يسعني اللحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلّفت عنهم وانفردت بنفسي في الطريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية من الطريق وأنا مضطرب غاية الاضطراب فنفقة السفر كانت كلّها معي وهي ستمئة تومانا ففكرت في أمري مليا فقرّرت علىٰ أن لا أبرح مقامي حتىٰ يطلع الفجر ثم أعود إلىٰ المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم أرجع ثانياً مع عدّة من الحرس فألتحق بالقافلة وإذا بستان يبدو أمامي فيها فلاح بيده مسحاة يضرب بها فروع الاشجار فيتساقط ما تراكم عليها من الثلج فدنا منّي وسألني من أنت فأجبت: إني قد تخلّفت عن الركب لاأهتدي الطريق فخاطبني باللغة الفارسية قائلا عليك بالنافلة كي تهتدي فأخذت في النافلة وعندما فرغت من التهجّد أتاني ثانيا قائلا ألم تمض بعد؟ قلت: والله لا أهتدي إلىٰ الطريق. قال: عليك بالزيارة الجامعة الكبيرة وما كنت حافظا لها وإلىٰ الان لا أقدر أن أقرأها من ظهر قلب مع تكرّر ارتحالي إلىٰ الاعتاب المقدسة للزيارة فوقفت قائماً وقرأت الزيارة كاملة من ظهر القلب فبداً لي الرجل لما انتهيت قائلا: ألم تبرح مكانك بعد؟فعرض لي البكاء وأجبته لم أغادر مكاني بعد فإنّي لا أعرف الطريق. فقال: عليك بزيارة العاشوراء ولم أكن مستظهراً لها أيضاً وإلىٰ الان لا أقدر أن أقرأها من ظهر قلبي فنهضت وأخذت في قراءتها من ظهر القلب حتىٰ انتهيت من اللعن والسلام ودعاء علقمة فعاد الرجل إليّ وقال: ألم تنطلق: فأجبته: إني سأظل هنا إلىٰ الصباح فقال لي: أنا الان ألحقك بالقافلة فركب حماراً وحمل المسحاة علىٰ عاتقه وقال لي أردف لي علىٰ ظهر الحمار فردفت له ثم سحبت عنان فرسي فقاومني ولم يجر معي فقال صاحبي ناولني العنان فناولته إيّاه

٦٢٧

فأخذ العنان بيمناه ووضع المسحاة علىٰ عاتقه الايسر وأخذ في المسير فطاوعه الفرس أيسر المطاوعة ثم وضع يده علىٰ ركبتي وقال لماذا لا تؤدون صلاة النافلة النافلة النافلة قالها "ثلاث مرات" ثم قال أيضاً لماذا تتركون (زيارة عاشوراء، زيارة عاشوراء، زيارة عاشوراء) كررها "ثلاث مرات" ثم قال لماذا لا تزورون بالزيارة الجامعة (الكبيرة) الجامعة الجامعة الجامعة وكان يدور في مسلكه وإذا به يلتفت إلىٰ الوراء ويقول أولئك أصحابك قد وردوا النهر يتوضأون لفريضة الصبح فنزلت من ظهر الحمار وأردت أن أركب فرسي فلم أتمكن من ذلك فنزل هو من ظهر حماره وأقام المسحاة في الثلج وأركبني فحوّل بالفرس إلىٰ جانب الصحب وإذا بي يجول في خاطري السؤال: من عساه يكون هذا الذي ينطق بالفارسية في منطقة الترك اليسوعيّين؟ وكيف ألحقني بالصحب خلال هذه الفترة القصيرة من الزمان؟ فنظرت إلىٰ الوراء فلم أجد أحداً ولم أعثر علىٰ أثر يدل عليه فالتحقت باصدقائي.

الزيارة الثالثة:

ماجعلها العلامة المجلسي الثامنة من الزيارات الجامعة في كتابه تحفة الزائر وقال: هذه زيارة رواها السيد ابن طاووس في خلال أدعية عرفة عن الصادق صلواتالله عليه، ويزار بها في كل مكان وزمان لا سيّما في عرفة وهي هذه الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يارَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يانَبِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياخِيَرَةَ الله مِنْ خَلْقِهِ وَأَمِينَهُ عَلىٰ وَحْيِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ أَنْتَ حُجَّةُ الله عَلىٰ خَلْقِهِ وَبابُ عِلْمِهِ وَوَصِيُّ نَبِيِّهِ وَالخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فِي أُمَّتِهِ، لَعَنَ الله أُمَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ وَقَعَدَتْ مَقْعَدَكَ أَنا بَرِيٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ إِلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يافاطِمَةُ البَتُولُ السَّلامُ عَلَيْكِ يازَيْنَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يابِنْتَ رَسُولِ رَبِّ (١) العالَمِينَ صَلّىٰ الله عَلَيْكِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ عَلَيْكِ ياأُمَّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ لَعَنَ الله أُمَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ وَمَنَعَتْكِ ما جَعَلَهُ الله لَكِ حَلالاً أَنا بَرِيٌ إِلَيْكِ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ الزَّكِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا

____________________

(١) يَا بنْتَ رَسُولِ الله.

٦٢٨

مَوْلايَ، لَعَنَ الله أُمَّةً قُتَلَتْكَ وَبايَعَتْ فِي أَمْرِكَ وَشايَعَتْ أَنا بَرِيٌ إِلَيْكَ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا عَبْدِ الله الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَبِيكَ وَجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، لَعَنَ الله أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ وَلَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاسْتَباحَتْ حَرِيمَكَ وَلَعَنَ الله أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَلَعَنَ الله المُمَهّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ أَنا بَرِيٌ إِلىٰ الله وَإِليكم مِنْهُمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأبا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ مُوسىٰ بْنَ جَعْفَرٍ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسىٰ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياأَبا القاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ، صَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ عِتْرَتِكَ الطَّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ. يامَوالِيَّ كُونُوا شُفَعائِي فِي حَطِّ وِزْرِي وَخَطايايَ، آمَنْتُ بِالله وَبِما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَأَتَوالىٰ آخِرَكُمْ بِما أَتَوالىٰ أَوَّلَكُمْ وَبَرِئْتُ مِنَ الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزَّى، يامَوْلايَ أَنا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكُمْ وَوَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ إِلىٰ يَوْمِ القِيامَةِ، وَلَعَنَ الله ظالِمِيكُمْ وَغاصِبِيكُمْ وَلَعَنَ الله أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَهْلَ مَذْهَبِهِمْ وَأَبْرَأُ إِلىٰ الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ.

الزيارة الرابعة:

هي الزيارة المعروفة بزيارة أمينالله أولها:السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ الله فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلىٰ عِبادِهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي الله ... إلىٰ آخر مامضىٰ في زيارات الأميرعليه‌السلام فنحن قد جعلناها الزيارة الثانية من زيارات أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٦٢٩

الزيارة الخامسة:

زيارة:الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ …، الماضية في أعمال شهر رجب (ص١٨٥) فمجوع ما في هذا الكتاب من الزيارات الجامعة يبلغ خمس زيارات وهي كافية إن شاءالله تعالى.

الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين عليهم‌السلام (١)

وهي زيارة يزار بها كل إمام من الأئمةعليهم‌السلام في جميع الأشهر والأيام، والسّيّد ابن طاووس في (مصباح الزائر) قد روىٰ عن الأئمةعليه‌السلام هذه الزيارة بآداب يتأدب بها من الدعاء والصلاة عند الخروج لسفر الزيارة، ثم قال: فاذا أردت الغسل للزيارة فقل وأنت تغتسل:

بِسْمِ الله وَ بِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلىٰ مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ اللّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي دَرَنَ الذُّنُوبِ وَوَسَخَ العُيُوبِ وَطَهِّرْنِي بِماءِ التَّوْبَةِ وَأَلْبِسْنِي رِدآَ العِصْمَةِ وَأَيِّدْنِي بِلُطْفٍ مِنْكَ يُوَفِّقُنِي لِصالِحِ الاَعْمالِ إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .

فإذا دنوت مِنْ باب المشهد فقل:الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِقَصْدِ وَلِيِّهِ وَزِيارَةِ حُجَّتِهِ وَأَوْرَدَنِي حَرَمَهُ وَلَمْ يَبْخَسْنِي حَظِّي مِنْ زِيارَةِ قَبْرِهِ وَالنُّزُولِ بِعَقْوَةِ مُغَيَّبِهِ وَساحَةِ تُرْبَتِهِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَسِمْنِي بِحِرْمانِ ماأَمَّلْتُهُ وَلا صَرَفَ عَنِّي ما رَجَوْتُهُ وَلا قَطَعَ رَجائِي فِيما تَوَقَّعْتُهُ بَلْ أَلْبَسَنِي عافِيَتَهُ وَأَفادَنِي نِعْمَتَهُ وَآتانِي كَرامَتَهُ.

فإذا دخلت المشهد فقف علىٰ الضّريح الطّاهر وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ المُؤْمِنِينَ وَسادَةَ المُتَّقِينَ وَكُبَراءَ الصِّدِّيقِينَ وَأُمَراءِ الصَّالِحِينَ وَقادَةَ المُحْسِنِينَ وَأَعْلامَ المُهْتَدِينَ وَأَنْوارَ العارِفِينَ وَوَرَثَةَ الأَنْبِياءِ وَصَفْوَةَ الأَوْصِياء وَشُمُوسَ الأَتْقِياءِ وَبُدُورَ الخُلَفاء وَعِبادَ الرَّحْمنِ وَشُرَكاءَ القُرْآنِ وَمَنْهَجَ الإيْمانِ

____________________

(١) نقلنا هذه الزيارة من الملحق الأول للكتاب (الناشر).

٦٣٠

وَمَعَادِنَ الحَقائِقِ وَشُفَعاء الخَلائِقِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوابُ الله وَمَفاتِيحُ رَحْمَتِهِ وَمَقالِيدُ مَغْفِرَتِهِ وَسَحائِبُ رِضْوانِهِ وَمَصابِيحُ جِنانِهِ وَحَمَلَةُ فُرْقانِهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ وَحَفَظَةُ سِرِّهِ وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ وَعِنْدَكُمْ أَماناتُ النُّبُوَّةِ وَوَدائِعُ الرِّسالَةِ ؛ أَنْتُمْ أُمَناءُ اللهُ وَأَحِبّاؤُهُ وَعِبادُهُ وَأَصْفِياؤُهُ وَأَنْصارُ تَوْحِيدِهِ وَأَرْكانُ تَمْجِيدِهِ وَدُعاتُهُ إِلىٰ كُتُبِهِ وَحَرَسَةُ خَلائِقِهِ وَحَفَظَةُ وَدائِعِهِ لايَسْبِقُكُمْ ثَناءُ المَلائِكَةِ فِي الاِخْلاصِ وَالخُشُوعِ وَلا يُضادُّكُمْ ذُو ابْتِهالٍ وَخُضُوعٍ ؛أنّىٰ وَلَكُمْ القُلُوبُ الَّتِي تَوَلّىٰ الله رِياضَتَها بِالخَوْفِ وَالرَّجاءِ وَجَعَلَها أَوْعِيَةً لِلْشُّكْرِ وَالثَّناءِ وَآمَنَها مِنْ عَوارِضِ الغَفْلَةِ وَصَفَّاها مِنْ سُوءِ الفَتْرَةِ (١) بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّماء بِحِبِّكُمْ وَبِالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَتَواتُرِ البُكاءِ عَلىٰ مُصابِكُمْ وَالاِسْتِغْفارِ لِشِيعَتِكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ، فَأَنا أُشْهِدُ الله خالِقِي وَاُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَأَنْبِيائَهُ وَاُشْهِدُكُمْ يامَوالِيَّ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِوِلايَتِكُمْ مُعْتَقِدٌ لإمامتِكُمْ مُقِرُّ بِخِلافَتِكُمْ عارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ خاضِعٌ لِوِلايَتِكُمْ مُتَقَرِّبٌ إِلىٰ الله بِحُبِّكُمْ وَبِالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، عالِمٌ بِأَنَّ الله قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَمِنْ كُلِّ رِيبَةٍ وَنَجاسَةٍ وَدَنِيَّةٍ وَرَجاسَةٍ، وَمَنَحَكُمْ رايَةَ الحَقِّ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَها ضَلَّ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْها زَلَّ وَفَرَضَ طاعَتَكُمْ عَلىٰ كُلِّ أَسْوَدٍ وَأَبْيَضٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِ الله وَذِمَّتِّه وَبِكُلِّ ما اشْتَرَطَ (٢) عَلَيْكُمْ فِي كِتابِهِ وَدَعَوْتُمْ إِلىٰ سَبِيلِهِ وَأَنْفَذْتُمْ طاقَتَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ وَحَمَلْتُمْ الخَلائِقَ عَلىٰ مِنْهاجِ النُّبُوَّةِ وَمَسالِكِ الرِّسالَةِ وَسِرْتُمْ فِيهِ بِسِيرَةِ الأَنْبِياءِ وَمَذاهِبِ الأَوْصِياء، فَلَمْ يُطَعْ لَكُمْ أَمْرٌ وَلَمْ تُصْغَ إِلَيْكُمْ أُذُنٌ فَصَلَواتُ الله عَلىٰ أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ .ثم تنكّب علىٰ القبر وتقول:

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ياحُجَّةَ الله لَقَدْ أُرْضِعْتَ بِثَدْيِ الإيْمانِ وَفُطِمْتَ بِنُورِ الإسْلامِ وَغُذِّيتَ بِبَرْدِ اليَّقِينِ وَأُلْبِسْتَ حُلَلَ العِصْمَةِ وَاصْطُفِيتَ

____________________

(١) شَوَاغِلِ الْفَتْرَةِ.

(٢) مَا اشْتَرَطَهُ.

٦٣١

وَوُرِّثْتَ عِلْمَ الكِتابِ وَلُقِّنْتَ فَصْلَ الخِطابِ وَأُوْضِحَ بِمَكانِكَ مَعارِفُ التَّنْزِيلِ وَغَوامِضُ التَأْوِيلِ، وَسُلِّمْتْ إِلَيْكَ رايَةُ الحَقِّ وَكُلِّفْتَ هِدايَةَ الخَلْقِ وَنُبِذَ إِلَيْكَ عَهْدُ الإمامةِ وَأُلْزِمْتَ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ، وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِشَرائِطِ الوَصِيَّةِ وَقَضَيْتَ ما لَزِمَكَ مِنْ حَدِّ الطَّاعَةِ وَنَهَضْتَ بِأَعْباءِ الإمامةِ وَاحْتَذَيْتَ مِثالَ النُّبُوَّةِ فِي الصَّبْرِ وَالاِجْتِهادِ وَالنَّصِيحَةِ لِلْعِبادِ وَكَظْمِ الغَيْظِ وَالعَفْوِ عَنِ النَّاسِ وَعَزَمْتَ عَلىٰ العَدْلِ فِي البَرِيَّةِ وَالنَّصَفَةِ فِي القَضِيَّةِ وَوَكَّدْتَ الحُجَجَ عَلىٰ الاُمَّةِ بِالدَّلائِلِ الصَّادِقَةِ وَالشَّرِيعَةِ النَّاطِقَةِ وَدَعَوْتَ إِلىٰ الله بِالحِكْمَةِ البالِغَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَمَنَعْتَ مِنْ تَقْوِيمِ الزَّيْغِ وَسَدِّ الثُّلَمِ وَإِصْلاحِ الفاسِدِ وَكَسْرِ المُعانِدِ وَإِحْياءِ السُّنَنِ وَإِماتَةِ البِدَعِ حَتّىٰ فارَقْتَ الدُّنْيا وَأَنْتَ شَهِيدٌ وَلَقِيْتَ رَسُولَ الله صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْتَ حَمِيدٌ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ تَتَرادَفُ وَتَزِيدُ. ثم صر إلىٰ عند الرجلين وقل:

يا سادَتِي يا آلَ رَسُولِ الله إِنِّي بِكُمْ أَتَقَرَّبُ إِلىٰ الله جَلَّ وَعَلا بِالخِلافِ عَلىٰ الَّذِينَ غَدَرُوا بِكُمْ وَنَكَثُوا بَيْعَتَكُمْ وَجَحَدوا وِلايَتَكُمْ وَأَنْكَرُوا مَنْزِلَتَكُمْ وَخَلَعُوا رِبْقَةَ طاعَتِكُمْ وَهَجَرُوا أَسْبابَ مَوَدَّتِكُمْ وَتَقَرَّبُوا إِلىٰ فَراعِنَتِهِمْ بِالبَراءةِ مِنْكُمْ وَالاِعْراضِ عَنْكُمْ، وَمَنَعُوكُمْ مِنْ إِقامَةِ الحُدُودِ وَاسْتِئْصالِ الجُحُودِ وَشَعْبِ الصَّدْعِ وَلَمِّ الشِّعَثِ وَسَدِّ الخَلَلِ وَتَثْقِيفِ الاَوَدِ وَإِمْضاءِ الاَحْكامِ وَتَهْذِيبِ الإسْلامِ وَقَمْعِ الآثامِ وَأَرْهَجُوا (١) عَلَيْكُمْ نَقْعَ الحُرُوبِ وَالفِتَنِ وَأَنْحُوا عَلَيْكُمْ سُيُوفَ الاَحْقادِ، وَهَتَكُوا مِنْكُمُ السُّتُورَ وَابْتاعُوا بِخُمْسِكُمُ الخُمُورَ وَصَرَفُوا صَدَقاتِ المَساكِينَ إِلىٰ المُضْحِكِينَ وَالسَّاخِرِينَ، وَذلِكَ بِما طَرَّقَتْ لَهُمْ الفَسَقَةُ الغُواةُ وَالحَسَدَةُ البُغاةُ أَهْلُ النَّكْثِ وَالغَدْرِ وَالخِلافِ وَالمَكْرِ وَالقُلُوبِ

____________________

(١) أرهج الغيار:أثاره (لسان العرب).

٦٣٢

المُنْتِنَةِ مِنْ قَذَرِ الشِّرْكِ وَالاَجْسادِ المُشْحَنَةِ مِنْ دَرَنِ الكُفْرِ الَّذِينَ أَضَبُّوا (١) عَلىٰ النِّفاقِ وَأَكَبُّوا عَلىٰ عَلائِقِ الشِّقاقِ. فَلَمَّا مَضىٰ المُصْطَفىٰ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ اخْتَطَفُوا الغِرَّةَ وَانْتَهَزُوا الفُرْصَةَ وَانْتَهَكُوا الحُرْمَةَ وَغادَرُوهُ عَلىٰ فِراشِ الوَفاةِ، وَأَسْرَعُوا لِنَقْضِ البَيْعَةِ وَمُخالَفَةِ المَواثِيقِ المُؤَكَّدَةِ وَخِيانَةِ الاَمانَةِ المَعْرُوضَةِ عَلىٰ الجِبالِ الرَّاسِيَةِ، وَأَبَتْ أَنْ تَحْمِلَها وَحَمَلها الإنْسانُ الظَّلُومُ الجَهُولُ ذُو الشِّقاقِ وَالعِزَّةَ بِالاثامِ المُؤْلِمَةِ وَالاَنَفَةِ عَنِ الاِنْقِيادِ لِحَمِيدِ العاقِبَةِ، فَحُشِرَ سَفْلَةُ الاَعْرابِ وَبَقايا الاَحْزابِ إِلىٰ دارِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسالَةِ وَمَهْبِطِ الوَحْي وَالمَلائِكَةِ وَمُسْتَقَرِّ سُلْطانِ الوِلايَةِ وَمَعْدِنِ الوَصِيَّةِ وَالخِلافَةِ وَالإمامةِ ؛ حَتّىٰ نَقَضُوا عَهْدَ المُصْطَفىٰ فِي أَخِيهِ عَلَمِ الهُدىٰ وَالمُبَيِّنِ طَرِيقَ النَّجاةِ مِنْ طُرُقِ الرَّدى، وَجَرَحُوا كَبِدَ خَيْرِ الوَرىٰ فِي ظُلْمِ ابْنَتِهِ وَاضْطِهادِ حَبِيبَتِهُ وَاهْتِضامِ عَزِيزَتِهِ بَضْعَةِ لَحْمِهِ وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَخَذَلُوا بَعْلَها وَصَغَّرُوا قَدْرَهُ وَاسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُ وَقَطَعُوا رَحِمَهُ وَأَنْكَرُوا أُخُوَّتَهُ وَهَجَرُوا مَوَدَّتَهُ وَنَقَضُوا طاعَتَهُ وَجَحَدُوا وِلآيَتَهُ وَأَطْمَعُوا (٢) العَبِيدَ فِي خِلافَتِهِ وَقادُوهُ إِلىٰ بَيْعَتِهِمْ مُصْلِتَةً سَيُوفَها مُقْذِعَةً (٣) أَسِنَّتَها، وَهُوَ ساخِطُ القَلْبِ هائِجُ الغَضَبِ شَدِيدُ الصَّبْرِ كاظِمُ الغَيْظِ يَدْعُونَهُ إِلىٰ بَيْعَتِهِمُ الَّتِي عَمَّ شُؤْمُها الإسْلامَ وَزَرَعَتْ فِي قُلُوبِ أَهْلِها الاثامِ، وَعَقَّتْ (٤) سَلْمانَها وَطَرَدَتْ مِقْدادَها وَنَفَتْ جُنْدُبَها وَفَتَقَتْ بَطْنَ عَمّارِها، وَحَرَّفَتِ القُرْآن وَبَدَّلَتِ الاَحْكامَ وَغَيَّرَتْ المَقامَ وَأَباحَتِ الخُمْسَ لِلْطُّلَقاءِ وَسَلَّطَتْ أَوْلادَ اللُّعَناءِ عَلىٰ الفُرُوجِ وَالدِّماءِ وَخَلَطَتِ الحَلالَ بِالحَرامِ وَاسْتَخَفَّتْ بِالإيْمانِ وَالإسْلامِ، وَهَدَّمَتْ الكَعْبَةَ وَأَغارَتْ عَلىٰ دارِ الهِجْرَةِ يَوْمَ الحَرَّةِ وَأَبْرَزَتْ بَناتَ المُهاجِرِينَ وَالاَنْصارِ لِلْنَّكالِ وَالسَّوْرَةِ (٥) وَأَلْبَسَتْهُنَّ ثَوْبَ العارِ وَالفَضِيحَةِ، وَرَخَّصَتْ لاَهْلِ

____________________

(١) أَضَبّ الشيءَ: أخفاه (لسان العرب).

(٢) وَ أَطْعَمُوا العبِيدَ.

(٣) مُقْذِعَةً.

(٤) وَ عَنَّفَتْ.

(٥) وَ السَّوْأَةِ.

٦٣٣

الشُّبْهَةِ فِي قَتْلِ أَهْلِ بَيْتِ الصَّفْوَةِ وَإِبادَةِ نَسْلِهِ وَاسْتِئْصالِ شَأْفَتِهِ وَسَبْيِ حَرَمِهِ وَقَتْلِ أَنْصارِهِ وَكَسْرِ مِنْبَرِهِ وَقَلْبِ مَفْخَرِهِ وَإِخْفاءِ دِينِهِ وَقَطْعِ ذِكْرِهِ. يامَواليَّ! فَلَوْ عايَنَكُمُ المُصْطَفىٰ وَسِهامُ الاُمَّةِ مُغْرَقَةٌ فِي أَكْبادِكُمْ وَرِماحُهُمْ مُشْرَعَةٌ فِي نُحُورِكُمْ وَسُيُوفُها مُولَغَةٌ (١) فِي دِمائِكُمْ ؛ يَشْفِي أَبْناءُ العَواهِرِ غَلِيلَ الفِسْقِ مِنْ وَرَعِكُمْ وَغَيْظَ الكُفْرِ مِنْ إِيمانِكُمْ وَأَنْتُمْ بَيْنَ صَرِيعٍ فِي المِحْرابِ قَدْ فَلَقَ السَّيْفُ هامَتَهُ، وَشَهِيدٍ فَوْقَ الجَنازَةِ قَدْ شُكَّتْ أَكْفانُهُ بِالسِّهامِ (٢) وَقَتِيلٍ بِالعَراءِ قَدْ رُفِعَ فَوْقَ القَناةِ رَأْسُهُ، وَمُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالحَدِيدِ أَعْضاؤُهُ، وَمَسْمُومٍ قَدْ قُطِّعَتْ (٣) بِجُرَعِ السَّمِّ أَمْعاؤُهُ. وَشَمْلُكُمْ (٤) عَبادِيدُ تُفْنِيهِمُ العَبِيدُ وَأَبْناءُ العَبِيدِ، فَهَلْ المِحَنُ ياسادَتِي إِلَّا الَّتِي لَزِمَتْكُمْ وَالمَصائِبُ إِلَّا الَّتِي عَمَّتْكُمْ وَالفَجائِعُ إِلَّا الَّتِي خَصَّتْكُمْ وَالقَوارِعُ إِلَّا الَّتِي طَرَقَتْكُم؟! صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلىٰ أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم قبّله وقل:

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي ياآلَ المُصْطَفى، إِنّا لا نَمْلِكُ إِلَّا أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشاهِدِكُمْ وَنُعَزِّي فِيها أَرْواحَكُمْ عَلىٰ هذِهِ المَصائِبِ العَظِيمَةِ الحالَّةِ بِفِنائكُمْ وَالرَّزايا الجَلِيلَةِ النَّازِلَةِ بِساحَتِكُمْ الَّتِي أَثْبَتَتْ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمْ القُرُوحَ وَأَوْرَثَتْ أَكْبادَهُمْ الجُرُوحَ وَزَرَعَتْ فِي صُدُورِهِمُ الغُصَصَ، فَنَحْنُ نُشْهِدُ الله أَنّا قَدْ شارَكْنا أَوْلِياَئكُمْ وَأَنْصارَكُمْ المُتَقَدِّمِينَ فِي إِراقَةِ دِماءِ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ وَقَتَلَةِ أَبِي عَبْدِ الله سَيِّدِ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ كَرْبَلاَء بِالنِّيَّاتِ وَالقُلُوبِ وَالتَّأَسُّفِ عَلىٰ فَوْتِ تِلْكَ المَواقِفِ الَّتِي حَضَرُوا لِنُصْرَتِكُمْ وَعَلَيْكُمْ مِنَّا السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل:

اللّهُمَّ ياذا القُدْرَةِ الَّتِي صَدَرَ عَنْها العالَمُ مَكَوَّنا مَبْرُؤا عَلَيْها

____________________

(١) مُولَعَةً.

(٢) قد شبِّكت بالسِّهام أكفانه.

(٣) قُطِعَتْ.

(٤) شَمَلَكُمْ.

٦٣٤

مَفْطُوراً تَحْتَ ظِلِّ العظَمَةِ فَنَطَقَتْ شَواهِدُ صُنْعِكَ فِيهِ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ مَكَوِّنُهُ وَبارِئُهُ وَفاطِرُهُ، ابْتَدَعْتَهُ لا مِنْ شَيْءٍ وَلا عَلىٰ شَيْءٍ وَلا فِي شَيْءٍ وَلا لِوَحْشَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْكَ إِذْ لا غَيْرُكَ وَلا حاجَةً بَدَتْ لَكَ فِي تَكْوِينِهِ وَلا لاِسْتِعانَةٍ مِنْكَ عَلىٰ الخَلْقِ (١) بَعْدَهُ، بَلْ أَنْشَأْتَهُ لِيَكُونَ دَلِيلا عَلَيْكَ بِأَنَّكَ بائِنٌ مِنَ الصُّنْعِ فَلا يُطِيقُ المُنْصِفُ لِعَقْلِهِ إِنْكارَكَ وَالمَوْسُومُ بِصِحَّةِ المَعْرِفَةِ جُحُودَكَ. أَسْأَلُكَ بِشَرَفِ الاِخْلاصِ فِي تَوْحَيَدِكَ وَحُرْمَةِ التَّعَلُّقِ بِكِتابِكَ وَأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ وَبِكْرِ حُجَّتِكَ وَلِسانِ قُدْرَتِكَ وَالخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ، وَعَلىٰ مُحَمَّدٍ الخالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ وَالفاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ وَالغائِصِ المَأْمُونِ عَلىٰ مَكْنُونِ سَرِيرَتِكَ بِما أَوْلَيْتَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ بِمَعُونَتِكَ، وَعَلىٰ مَنْ بَيْنَهُما مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُكَرَّمِينَ وَالأَوْصِياء وَالصِدِّيقِينَ وَأَنْ تَهَبَنِي لإمامي هذا .ثم ضع خدّك علىٰ الضّريح الطاهر وقل:

اللّهُمَّ بِمَحَلِّ هذا السَّيِّدِ مِنْ طاعَتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكَ لا تُمِتْنِي فُجأَةً وَلا تُحْرِمْنِي تَوْبَةً وَارْزُقْنِي الوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ دِينا وَدُنْيا، وَاشْغَلْنِي بِالآخِرةِ عَنْ طَلَبِ الاُولىٰ وَوَفِّقْنِي لِما تُحِبُّ وَتَرْضىٰ وَجَنِّبْنِي إِتِّباعَ الهَوىٰ وَالاِغْتِرارِ بِالاَباطِيلِ وَالمُنى، اللّهُمَّ اجْعَلِ السَّدادَ فِي قَوْلِي وَالصَّوابَ فِي فِعْلِي وَالصِّدْقَ وَالوَفاءَ فِي ضَمانِي وَوَعْدِي وَالحِفْظَ وَالإيْناسَ مَقْرُونَيْنَ بِعَهْدِي وَوَعْدِي وَالبِرَّ وَالاِحْسانَ مِنْ شَأْنِي وَخُلْقِي، وَاجْعَلِ السَّلامَةَ لِي شامِلَةً وَالعافِيَةَ بِي مُحِيطَةً مُلْتَفَّةً وَلَطِيفَ صُنْعِكَ وَعَوْنِكَ مَصْرُوفاً إِليَّ وَحُسْنَ تَوْفِيقِكَ وَيُسْرِكَ مَوْفُوراً عَلَيَّ، وَأَحْيِنِي يا رَبِّ سَعِيداً وَتَوَفَّنِي شَهِيداً وَطَهِّرْنِي لِلْمَوْتِ وَما بَعْدَهُ، اللّهُمَّ وَاجْعَلِ الصِّحَّةَ وَالنُّورَ فِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَالجِدَةَ وَالخَيْرَ فِي طُرُقِي وَالهُدىٰ

____________________

(١) عَلَى مَا تَخْلُقُ.

٦٣٥

وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي وَمَذْهَبِي وَالمِيزانَ أَبَداً نَصْبَ عَيْنِي وَالذِّكْرَ وَالمَوْعِظَةَ شِعارِي وَدِثارِي وَالفِكْرَةَ وَالعِبْرَةَ أُنْسِي وَعِمادِي، وَمَكِّنِ اليَّقِينَ فِي قَلْبِي وَاجْعَلْهُ أَوْثَقَ الاَشْياءِ فِي نَفْسِي وَاغْلِبْهُ عَلىٰ رَأيي وَعَزْمِي وَاجْعَلِ الاِرْشادَ فِي عَمَلِي وَالتَّسْلِيمَ لاَمْرِكَ مِهادِي وَسَنَدِي وَالرِّضا بِقَضائِكَ وَقُدْرَكَ أَقْصىٰ عَزْمِي وَنَهايَتِي وَأَبْعَدَ هَمِّي وَغايَتِي ؛ حَتّىٰ لا أتَّقِي أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِدِينِي وَلا أَطْلُبَ بِهِ غَيْرَ آخِرَتِي وَلا أَسْتَدْعِي مِنْهُ إِطْرائِي وَمَدْحِي وَاجْعَلْ خَيْرَ العَواقِبِ عاقِبَتِي وَخَيْرَ المَصائِرِ مَصِيرِي وأَنْعَمَ العَيْشِ عَيْشِي وَأَفْضَلَ الهُدىٰ هُدايَ وَأَوْفَرَ الحُظُوظِ حَظِّي وَأَجْزَلَ الاَقْسامِ قِسْمِي وَنَصِيبِي، وَكُنْ لِي يا رَبِّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلِيّاً وَإِلىٰ كُلِّ خَيْرٍ دَلِيلا وَقائِداً وَمِنْ كُلِّ باغٍ وَحَسُودٍ ظَهِيراً وَمانِعاً اللّهُمَّ بِكَ اعْتِدادِي وَعِصْمَتِي وَثِقَتِي وَتَوْفِيقِي وَحَوْلِي وَقُوَّتِي وَلَكَ مَحْيايَ وَمَماتِي وَفِي قَبْضَتِكَ سُكُونِي وَحَرَكَتِي، وَإِنَّ بِعُرْوَتِكَ الوُثْقىٰ اسْتِمْساكِي وَوُصْلَتِي وَعَلَيْكَ فِي الاُمُورِ كُلِّها اعْتِمادِي وَتَوَكُّلِي وَمِنْ عَذابِ جَهَنَّمَ وَمَسِّ سَقَرَ نَجاتِي وَخَلاصِي وَفِي دارِ أَمْنِكَ وَكَرامَتِكَ مَثْوايَ وَمُنْقَلَبِي وَعَلىٰ أَيْدِي سادَتِي وَمَوالِيَّ آلِ المُصْطَفىٰ فَوْزِي وَفَرَجِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِماتِ، وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَما وَلَداً وَأَهْلِ بَيْتِي وَجِيرانِي وَلِكُلِّ مَنْ قَلَّدَنِي يَداً مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ وَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ.

دعاء يحتوي علىٰ مضامين عالية يدعىٰ به بعد زيارة كل من الأئمة عليهم‌ السلام (١)

وقد أورده السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر بعد الزيارة الجامعة الماضية وهو هذا الدعاء:

اللّهُمَّ إِنِّي زُرْتُ هذا الإمام مُقِرّا بِإِمامَتِهِ مُعْتَقِداً لِفَرْضِ طاعَتِهِ

____________________

(١) نقلنا هذا الدعاء من الملحق الأول للكتاب (الناشر).

٦٣٦

فَقَصَدْتُ مَشْهَدَهُ بِذُنُوبِي وَعُيُوبِي وَمُوبِقاتِ آثامِي وَكَثْرَةِ سَيِّئاتِي وَخَطايايَ وَما تَعْرِفُهُ مِنِّي، مُسْتَجِيراً مِنِّي بِعَفْوِكَ مُسْتَعِيذا بِحِلْمِكَ راجِياً رَحْمَتَكَ لاجِئا إِلىٰ رُكْنِكَ عائِذا بِرَأْفَتِكَ مُسْتَشْفِعاً بِوَلِيِّكَ وَابْنِ (١) أَوْلِيائِكَ وَصَفِيِّكَ وَابْنِ أَصْفِيائِكَ وَأَمِينِكَ وَابْنِ اُمَنائِكَ وَخَلِيفَتِكَ وَابْنِ خُلَفائِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ الوَسِيلَةَ إِلىٰ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَالذَّرِيعَةَ إِلىٰ رَأْفَتِكَ وَغُفْرانِكَ، اللّهُمَّ وَأَوَّلُ حاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي عَلىٰ كَثْرَتِها وَأَنْ تَعْصِمَنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَتُطَهِّرَ دِينِي مِمّا يُدَنِّسُهُ وَيَشِينُهُ وَيُزْرِي بِهِ وَتَحْمِيَهُ مِنَ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ وَالفَسادِ وَالشِّرْكِ، وَتُثَبِّتَنِي عَلىٰ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَذُرِّيَّتِهِ النُّجَباءِ السُّعَداء صَلواتُكَ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَتُكَ وَسَلامُكَ وَبَرَكاتُكَ، وَتُحْيِيَنِي ما أَحْيَيْتَنِي عَلىٰ طاعَتِهِمْ وَتُمِيتَنِي إِذا أَمَتَّنِي عَلىٰ طاعَتِهِمْ، وَأَنْ لا تَمْحُو مِنْ قَلْبِي مَوَدَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ وَبُغْضَ أَعْدائِهِمْ وَمُرافَقَةَ أَوْلِيائِهِمْ وَبِرِّهُمْ، وَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تَقْبَلَ ذلِكَ مِنِّي وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ عِبادَتَكَ وَالمُواظَبَةَ عَلَيْها وَتُنَشِّطَنِي لَها، وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعاصِيكَ وَمَحارِمَكَ وَتَدْفَعَنِي عَنْها وَتُجَنِّبَنِي التَّقْصِيرَ فِي صَلَواتِي وَالاِسْتِهانَةَ بِها وَالتَّراخِيَ عَنْها وَتُوَفِّقَنِي لَتَأْدِيَتِها كَما فَرَضْتَ وَأَمَرْتَ بِهِ عَلىٰ سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ خُضُوعاً وَخُشُوعاً، وَتَشْرَحَ صَدْرِي لإِيْتاء الزَّكاةِ وَإِعْطاء الصَّدَقاتِ وَبَذْلِ المَعْرُوفِ وَالاِحْسانِ إِلىٰ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهُمُ‌ السَّلامُ وَمُواساتِهِمْ، وَلا تَتَوَفّانِي إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَرْزُقَنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَقُبُورِ الأَئِمَّةِ عَلَيْهُمُ‌ السَّلامُ.

وأَسْأَلُكَ يا رَبِّ تَوْبَةً نَصُوحا تَرْضاها وَنِيَّةً تَحْمَدُها وَعَملا صالِحا تَقْبَلُهُ، وَأَنْ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمَنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي وَتُهَوِّنَ عَلَيَّ سَكَراتِ المَوْتِ وَتَحْشُرَنِي فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَتُدْخِلَنِي

____________________

(١) إذا كان الدعاء بعد زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام فقل:و أبي،عِوَضَ كلمة (و ابْنِ) في كافة مواقعها الأربعة.(منه).

٦٣٧

الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَتَجْعَلَ دَمْعِي غَزِيراً فِي طاعَتِكَ وَعَبْرَتِي جارِيَةً فِيما يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَقَلْبِي عَطُوفاً عَلىٰ أَوْلِيائِكَ، وَتَصُونَنِي فِي هذِهِ الدُّنْيا مِنَ العاهاتِ وَالافاتِ وَالأمراضِ الشَّدِيدَةِ وَالاَسْقامِ المُزْمِنَةِ وَجَمِيعِ أَنْواعِ البَلاءِ وَالحَوادِثِ، وَتَصْرِفَ قَلْبِي عَنِ الحَرامِ وَتُبَغِّضَ إِليَّ مَعاصِيكَ وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ الحَلالَ وَتَفْتَحَ لِي أَبْوابَهُ وَتُثَبِّتَ نِيَّتِي وَفِعْلِي عَلَيْهِ وَتَمُدَّ فِي عُمْرِي، وَتُغْلِقَ أَبْوابَ المِحَنِ عَنِّي وَلا تَسْلُبَنِي مامَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَلا تَسْتَرِدَّ شَيْئاً مِمّا أَحْسَنْتَ بِهِ إِلَيَّ وَلا تَنْزَعَ مِنِّي النِّعَمَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ، وَتَزِيدَ فِيما خَوَّلْتَنِي وَتُضاعِفَهُ أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَتَرْزُقَنِي مالاً كَثِيراً وَاسِعاً سائِغاً هَنِيئاً نامِياً وَافِياً وَعِزّاً باِقياً كافِياً وَجاهاً عَرِيضاً مَنِيعاً وَنِعْمَةً سابِغَةً عامَّةً وَتُغْنِيَنِي بذلِكَ عَنْ المَطالِبِ المُنَكَّدَةِ وَالمَوارِدِ الصَّعْبَةِ، وَتُخَلِّصَنِي مِنْها مُعافىً فِي دِينِي وَنَفْسِي وَوَلَدِي وَما أَعْطَيْتَنِي وَمَنَحْتَنِي وَتَحْفَظَ عَلَيَّ مالِي وَجِميِع ما خَوَّلْتَنِي، وَتَقْبِضَ عَنِّي أَيْدِي الجَبابِرَةِ وَتَرُدَّنِي إِلىٰ وَطَنِي وَتُبَلِّغَنِي نِهايَةَ أَمَلِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي وَتَجْعَلَ عاقِبَةَ أَمْرِي مَحْمُودَةً حَسَنَةً سَلِيمَةً، وَتَجْعَلَنِي رَحِيبَ الصَّدْرِ وَاسِعَ الحالِ حَسَنَ الخُلْقِ بَعِيداً مِنَ البُخْلِ وَالمَنْعِ وَالنِّفاقِ وَالكِذْبِ وَالبَهْتِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَتُرْسِخَ فِي قَلْبِي مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ وَتَحْرُسَنِي يا رَبِّ فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِ حُزانَتِي وَإِخْوانِي وَأَهْلِ مَوَدَّتِي وَذُرِّيَّتِي بِرَحْمَتِكَ وَجُودِكَ. اللّهُمَّ هذِهِ حاجاتِي عِنْدَكَ وَقَدْ اسْتَكْثَرْتُها لِلُؤْمِي وَشَحِّتي وَهِي عِنْدَكَ صَغِيرَةٌ حَقِيرةٌ وَعَلَيْكَ سَهْلَةٌ يَسِيرَةٌ، فَأَسْأَلُكَ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهُمُ‌ السَّلامُ عِنْدَكَ وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ وَبِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ وَبِسائِرِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْلِيائِكَ المُخْلِصِينَ مِنْ عِبادِكَ وَبِاسْمِكَ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ لَمّا قَضَيْتَها كُلَّها وَأَسْعَفْتَنِي بِها وَلَمْ تُخَيِّبْ أَمَلِي وَرَجائِي، اللّهُمَّ وَشَفِّعْ صاحِبَ هذا القَبْرِ فِيَّ ياسَيِّدِي ياوَلِيَّ الله ياأَمِينَ الله أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلىٰ الله عَزَّوَجَلَّ فِي هذِهِ

٦٣٨

الحاجاتِ كُلِّها بِحَقِّ آبائِكَ الطَّاهِرِينَ وَبِحَقِّ أَوْلادِكَ المُنْتَجَبِينَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ المَنْزِلَةَ الشَّرِيفَةَ وَالمَرْتَبَةَ الجَلِيلَةَ وَالجاهَ العَرِيضَ، اللّهُمَّ لَوْ عَرَفْتُ مَنْ هُوَ أَوْجَهُ عِنْدَكَ مِنْ هذا الإمام وَمِنْ آبائِهِ وَأَبْنائِهِ الطَّاهِرِينَ عَلَيْهُمُ‌ السَّلامُ وَالصَّلاةُ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِي وَقَدَّمْتُهُمْ أَمامَ حاجَتِي وَطَلِباتِي هذِهِ، فَاسْمَعْ مِنِّي وَاسْتَجِبْ لِي وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ وَما قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِي وَعَجَزَتْ عَنْهُ قُوَّتِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِي مِنْ صالِحِ دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي فَامْنُنْ بِهِ عَلَيَّ وَاحْفَظْنِي وَاحْرُسْنِي وَهَبْ لِي وَاغْفِرْ لِي، وَمَنْ أَرادَنِي بِسوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ مِنْ شَيْطانٍ مَرِيدٍ أَوْ سُلْطانٍ عَنِيدٍ أَوْ مُخالِفٍ فِي دِينٍ أَوْ مُنازِعٍ فِي دُنْيا أَوْ حاسِدٍ عَلىٰ نِعْمَةٍ أَوْ ظالِمٍ أَوْ باغٍ فَاقْبِضْ عَنِّي يَدَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَاشْغَلْهُ عَنِّي بِنَفْسِهِ وَاكْفِنِي شَرَّهُ وَشَرَّ أَتْباعِهِ وَشَياطِينِهِ، وَأَجِرْنِي مِنْ كُلِّ ما يَضُرُّنِي وَيُجْحِفُ بِي، وَأَعْطِنِي جَمِيعَ الخَيْرِ كُلَّهُ (١) مِمَّا أَعْلَمُ وَمِمَّا لا أَعْلَمُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلاِخْوانِي وَأَخَواتِي وَأَعْمامِي وَعَمّاتِي وَأَخْوالِي وَخالاتِي وَأَجْدادِي وَجَدّاتِي وَأَوْلادِهِمْ وَذَرارِيهِمْ وَأَزْواجِي وَذُرِّيّاتِي وَاقْرِبائِي وَاصْدِقائِي وَجِيرانِي وَإِخْوانِي فِيكَ مِنْ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ، وَلِجَمِيعِ أَهْلِ مَوَدَّتِي مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الاَحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَمْواتِ وَلِجَمِيعِ مَنْ عَلَّمَنِي خَيْراً أَوْ تَعَلَّمَ مِنِّي عِلْماً، اللّهُمَّ اشْرِكْهُمْ فِي صالِحِ دُعائِي وَزِيارَتِي لِمَشْهَدِ حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ وَاشْرِكْنِي فِي صالِحِ أَدْعِيَتِهِمْ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَبَلِّغْ وَلِيَّكَ مِنْهُمُ السَّلامُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ياسَيِّدِي يامَوْلايَ يافُلانَ بْنِ فُلان (٢) صَلّىٰ الله عَلَيْكَ وَعَلىٰ رُوحِكَ وَبَدَنِكَ.أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلىٰ الله

____________________

(١) كُلَّهُ.

(٢) أُذْكُر عِوَضَ هذه الكلمات اسمالإمام الذي تزوره و اسم أبيه.

٦٣٩

وَذَرِيعَتِي إِلَيْهِ وَلِي حَقُّ مُوالاتِي وَتَأَمِيلِي فَكُنْ شَفِيعِي إِلىٰ الله عَزَّوَجَلَّ فِي الوُقُوفِ عَلىٰ قِصَّتِي هذِهِ وَصَرْفِي عَنْ مَوْقِفِي هذا بِالنُّجْحِ بِما سَأَلْتُهُ كُلِّهِ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كامِلاً وَلُبّاً راجِحاً وَعِزّاً باقِياً وَقَلْباً زَكِيّاً وَعَمَلاً كَثِيراً وَأَدَباً بارِعاً وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لِي وَلا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ما يوذع به كل من الأئمة عليهم السلام:

إعلم أنّ من جملة آداب الزيارة كما ذكر في محلّه هو أن يودع الزائر المزبور عندما يريد الخروج من بلده الشريف بالوداع المأثور عنهم عليهم السلام،كما نري أنّ الزيارات أغلبها تختتم بالوداع.و نحن في أبواب زيارات الأئمة عليهم السلام من كتبنا مفاتيح الجنان قد أثبتنا لكل منهم صلواتالله عليهم وداعاً يودّع به واقتصرنا في الوداع من كتابه المزار الكبير و رواها السيد ابن طاووس بعد الزيارة الجامعة السالفة و نحن نرويه عن كتاب مصباح الزائر،قال:إذا أرادت الوداع و الانصراف أي في أي مكان من المشاهد المشرّفة كنت فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الرِّسالَةِ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَ لا قالٍ وَ رَحمَةُ الله وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ سَلامَ وَلِيٍّ غَيْرِ راغِبٍ عَنْكُمْ وَ لا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ وَ لا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمْ وَ لا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ وَ لا زاهِدٍ فِي قُرْبِكُمْ لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيارَةِ قُبُورِكُمْ وَ إِتْيانِ مَشاهِدِكُمْ وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ حَشَرَنِي الله فِي زُمْرَتِكُمْ و أُوْرَدَنِي حَوْضَكُمْ وِ أَرْضاكُمْ عَنَّي وَ مَكَنَنِي فِي دَوْلَتِكُمْ وَ أَحْيانِي فِي رَجْعَتِكُمْ وَ مَلَّكَنِي فِي أَيامِكُمْ وَ شَكَرَ سَعْيِي لَكُمْ وَ غَفَرَ ذُنُوبِي بِشَفاعَتِكُمْ وَ أَقالَ عَثْرَتِي بِحُبِّكُمْ وَ أَعْلى كَعْبِي بِمُوالاتِكُمْ وَ شَرَّفَنِي بِطاعَتِكُمْ وَ أَعَزَّنِيِ بِهُداكُمْ وَ جَعَلَنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً سالِماً غانِماً مُعافيً غَنِيّاً فائِزاً بِرِضْوانِ الله وَ فَضْلِهِ وَ كِفايَتِهِ بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِكُمْ

٦٤٠