مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 418591
تحميل: 17141

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 418591 / تحميل: 17141
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الشمس سترهالله من النار.

وعن الباقرعليه‌السلام : إنّ إبليس إنّما يبث جنوده، جنود النهار، من حين طلوع الفجر إلىٰ مطلع الشمس، ويبث جنوده، جنود الليل، من حين غروب الشمس إلىٰ ذهاب الحمرة المغربيّة. فاذكرواالله تعالىٰ في هاتين الساعتين ذكراً كَثِيراً فإن إبليس يبذل جهده في هاتين الساعتين حتىٰ يجعل المر غافلاً عن ذكراللّه .

وروي بسند صحيح عن الرضاعليه‌السلام أنّه كان في خراسان إذا صلّىٰ فريضة الصبح قعد في مصلاه يعقب إلىٰ طلوع الشمس، ثم يؤتىٰ إليه بخريطة فيها المساويك فيسوك بها واحداً واحداً ثم يمضغ شَيْئاً من الكندر، ثم يأخذ في تلاوة الكتاب المجيد.

وعن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : من قعد في مصلاه الذي صلّىٰ فيه الفجر يذكرالله حتىٰ تطلع الشمس كان له حج بيتاللّه . وفي الحديث القدسي قالالله تعالى: (ياابن ادم اذكرني بعد الصباح بساعة وبعد العصر بساعة لكي اكفيك جميع ما أهمك) .

وأما التعقيبات الخاصة بفريضة الصبح فهي كمايلي:

الأول: روىٰ ابن بابويه بسند معتبر عن الباقرعليه‌السلام قال: من استغفرالله تعالىٰ بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفرالله له ولو عمل ذلك اليوم سبعين ذنبا. وعلىٰ رواية أخرىٰ سبعمئة ذنباً.

الثاني: روىٰ ابن بابويه أيضاً بسند صحيح وأسناد معتبرة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: من صلىٰ صلاة الفجر ثم قرأ: قل هوالله أحد إحدىٰ عشرة مرة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان.

وفي (البلد الامين) عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم قال: من قرأ التوحيد كل يوم عشر مرات لم يدركه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد الشيطان.

الثالث: روىٰ الكليني بسند صحيح عن الصادقعليه‌السلام : إن من قال بعد فريضة الفجر مئة مرة:ماشاءَ الله كانَ ل حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلي العَظيمِ لم ير مكروها في ذلك اليوم. ورواها أيضاً الطوسي وغيره في كتب الدّعوات.

٦٨١

الرابع: روىٰ الكفعمي وغيره عن الباقرعليه‌السلام قال: من قرأ القدر بعد الصبح عشراً، وحين تزول الشمس عشراً، وبعد العصر عشراً، أتعب ألفي كاتب ثلاثين سنة.

وعنه أيضاً قال: ماقرأها عبد سبع مرّات بعد طلوع الفجر إِلَّا صلّىٰ عليه صفُّ من الملائكة سبعين صلاة، وترحموا عليه سبعين رحمة. وقد روي عن محمد التقيعليه‌السلام ثواب جزيل لمن قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة يقرؤها بعد طلوع الفجر قبل صلاة الغداة سبعا، وبعدها عشراً، وإذا زالت الشمس قبل النافلة عشراً، وبعد نوافل الزوال إحدىٰ وعشرين، وبعد صلاة العصر عشراً، وبعد العشاء الاخرة سبعاً، وحين يأوي إلىٰ فراشه إحدىٰ عشرة، ومن ثوابها أنّه يخلقالله تعالىٰ له ألف ملك يكتبون ثوابها ستة وثلاثين ألف عام.

الخامس: روىٰ ابن بابويه وغيره من العلماء رضوانالله عليهم بأسناد معتبرة عن الباقرعليه‌السلام أنّه قال: قال النبيصلي الله عليه وآله وسلم إذا صليت الصبح فقل عشر مرات:سُبْحانَ الله العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَليّ العَظيمِ فإنّالله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمىٰ والجنون والجذام والفقر والهدم أو الهرم

السادس: في (البلد الامين) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم من أراد أن يؤخرالله تعالىٰ أجله ويظفره بأعدائه ويصونه من ميتة السوء فليتحافظ علىٰ هذا الدعاء في كل صباح ومساء يقول ثلاثا:سُبْحانَ الله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهىٰ العِلْمِ وَمَبْلَغِ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا الحَمْدُ لله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهىٰ العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا:لا إِلهَ إِلَّا الله مِلا الميزانِ وَمُنْتَهىٰ العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا:الله أكْبَرُ مِلا الميزانِ وَمُنْتَهىٰ العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي.

السابع : روىٰ السيد بن طاووس بسند معتبر عن الرضاعليه‌السلام قال: من قال بعد صلاة الفجر مئة مرة:بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَليّ العَظيمِ . كان اقرب إلىٰ اسمالله الاعظم من سواد العين إلىٰ بياضه

وبأسناد معتبرة عن الصادق والكاظم عليهما السلام: إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يتكلم أو يتحول من مكانه سبع

٦٨٢

مرات دفعالله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص وكيد الشيطان وشرّ السلطان. وعلىٰ بعض الروايات المعتبرة يقوله ثلاث مرات، وفي بعضها يقوله عشر مرّات، وأقله ثلاث مرّات، وأكثره مئة مرة، وإن زاد زيد له في ثوابه.

الثامن: روىٰ احمد بن فهد وغيره أنّه أتىٰ رجل أبا الحسن الكاظمعليه‌السلام فشكا إليه حرفته وأنّه لايتوجه في حاجاته فتقضىٰ له، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : قل بعد صلاة الفجر عشرا:سُبْحانَ الله العَظيمِ وبِحَمْدِهِ اسْتَغْفِرُ الله وَأسْئَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ . قال الراوي: فلزمت ذلك فوالله مالبثت إِلَّا قليلاً حتىٰ ورد عليّ قوم من البادية فأخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنيا. وفي كتابي (الكافي) و(المكارم): أن رجلاً يدعىٰ حلقام قال لهعليه‌السلام جعلت فداك علمني دعاءً جامعاً للدنيا والاخرة وأوجز، فعلّمه هذا الدعاء ليدعو به في دبر الفجر إلىٰ أن تطلع الشمس، فواظب عليه وحسن حاله.

التاسع: روىٰ العياشي عن عبدالله بن سنان قال: ذهبت إلىٰ الصادقعليه‌السلام فقال: ألا أعلمك شَيْئاً إذا قلته قضىٰاللّه دينك وأنعش حالك. فقلت: ماأحوجني إلىٰ ذلك، فقال: قل في دبر صلاة الفجر:تَوَكَلْتُ عَلىٰ الحَيّ القَيّومِ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ البؤسِ وَالفَقْرِ وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ وَالسَقْمِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعينَني عَلىٰ أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلىٰ النّاسِ. وعلىٰ رواية الطوسي وغيره: ومِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ فصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأَعِنّي عَلىٰ أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلىٰ النّاسِ.

العاشر: روىٰ الكفعمي أنّ رجلاً شكا إلىٰ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم الفقر والبؤس والمرض فوصاه بأن يدعو بهذا الدعاء في كل صباح ومساء عشر مرات. فواظب عليه ثلاثة أيام ونفي عنه الفقر والسقم. وأتىٰ الطوسي وغيره بهذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح وهو هذا الدعاء:(لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله تَوَكَلْتُ عَلىٰ الحَيّ القَيّومِ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً.)

٦٨٣

الحادي عشر: روىٰ الطوسي والكفعمي وغيرهما عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنّه قال لاصحابه: أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عهداً عندالله تعالى، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يدعو بهذا الدعاء فإذا دعا به طبع عليه بطابع، ووضع تحت العرش، فإذا كان يوم القيامة نادىٰ منادٍ أين الذين لهم عند الرحمن عهداً فيعطون ذلك العهد ويدخلون الجنة. وقد ذكر الطوسي هذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح:اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالارضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أعْهَدُ إلَيْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا أنَّكَ انْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكْ وَأنَّ مُحَمَّد صَلّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ولاتَكِلْني إِلىٰ نَفْسي طُرْفَةَ عَيْنٍ أبَد وَلا إِلىٰ أحَدٍ مَنْ خَلْقِكَ فإِنَّكَ إنْ وَكَلْتَني إلَيْها تُباعِدْنِي مِنَ الخَيْرِ وَتُقَرِّبْني مِنَ الشَّرِّ. رَبِّ لا أثِقُ إِل بِرَحْمَتِكَ فصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ عَهْداً تؤدِّيهِ إِلىٰ يَوْمِ القيامَةِ إنَّكَ لاتُخْلِفُ الميعادَ.

الثاني عشر: في كتاب (عدة الداعي) عن الصادقعليه‌السلام قال: إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم بشيٍ :رَبِّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ وقىٰ الله وَجْهَهُ من نار جهنم. وروىٰ ابن بابويه في كتاب (ثواب الاعمال) بسند معتبر: قل بعد فريضة الفجر مئة مرة:اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ . لكي يقيالله تعالىٰ وجهك من نار جهنم. وعلىٰ رواية أخرىٰ قل مئة مرة قبل أن تتكلم بشي:يا رَبِّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَاعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النّار . في سجدة الشكر فإذا فرغت من التعقيب فاسجد سجدة الشكر، وهي بإجماع من علماء الشيعة سنّة عند تجدد نعمة أو دفع بلا. والافضل من هذه السجدة ماكانت بعد الصلاة شكراً لتوفيقالله تعالىٰ لادائهما.

وبسند معتبر عن الباقرعليه‌السلام قال: إن علي بن الحسينعليهما‌السلام ماذكرالله عزَّ وجلَّ نعمة عليه إِلَّا سجد، ولا قرأ آية من كتابالله عزَّ وجلَّ فيها سجود إِلَّا سجد، ولا دفعالله عزَّ وجلَّ عنه سوءاً يخشاه إِلَّا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إِلَّا سجد، ولا وفق لاصلاح بين اثنين إِلَّا سجد.

٦٨٤

وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمّي السّجاد لذلك.

وأيضاً بسند صحيح عن الصادقعليه‌السلام قال: أيّما مؤمن سجدلله سجدة لشكر نعمة في غير صلاة كتبالله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات في الجنان. وبأسناد معتبرة عنهعليه‌السلام قال: أقرب مايكون العبد إلىٰالله وهو ساجد باكِ. وقالعليه‌السلام في صحيح اَّخر: سجدة الشكر واجبة علىٰ كل مسلم تتم بها صلواتك وترضي بها ربّك وتعجب بها الملائكة منك، وإنّ العبد إذا صلّىٰ ثم سجد سجدة الشكر فتحالرب تعالىٰ الحجاب بين العبد وبين الملائكة. فيقول: ياملائكتي انظروا إلىٰ عبدي أدّىٰ فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شكراً علىٰ ما أنعمت به عليه. ملائكتي ماذا له؟ قال: فتقول الملائكة: ياربنا رحمتك. ثم يقولالرب تبارك وتعالى: ماذا له؟ فتقول الملائكة: ياربنا جنّتك. فيقولالرب تبارك وتعالى: ماذا؟ فتقول الملائكة: ياربنا كفاية مهمة. فيقولالرب تبارك وتعالى: ماذا له؟ قال: فلايبقىٰ شي من الخير إِلَّا قالته الملائكة. فيقولالله تبارك وتعالى: ياملائكتي ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: ياربنا لا علم لنا. قال: فيقولالله تبارك وتعالى: أشكر له كما شكر لي وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي العظيمة في يوم القيامة.

وبسند صحيح عن الصادقعليه‌السلام قال: إنما اتخذالله إبراهيم خليلاً، لكثرة سجوده علىٰ الارض.

وقال فىٰ حديث معتبر آخر: إذا ذكرت نعمة من نعمالله تعالىٰ وكنت حيث لايراك من المخالفين أحد فضع خدّك علىٰ الارض وإن كنت تتقي منهم وكنت بمرأىٰ منهم فاركع تواضعالله تعالىٰ واضعا يدك حدر بطنك تفعل ذلك لكي يظن المخالف إنك امتعضت.

وفي روايات عديدة: أنّه أوحىٰالله عزَّ وجلَّ إلىٰ موسىٰعليه‌السلام : أتدري لم اصطفيتك لكلامي دون خلقي؟ فقال موسىٰعليه‌السلام : لا يارب. فقال: ياموسىٰ إني قلّبت عبادي ظهراً لبطن، فلم أجد فيهم أحداً أذلّ لي منك ياموسىٰ إنك إذا صليت وضعت خديك علىٰ التراب.

٦٨٥

وبسند موثق عن الرضاعليه‌السلام قال: السجدة بعد الصلاة المكتوبة شكرلله علىٰ توفيقه عبده لاداء فرضه، وأدنىٰ مايقال في هذه السجدة:شكراً لله ثلاثاً. فسأل الراوي مامعنىٰ شكراًلله ؟ فأجابعليه‌السلام : إنّ معناه أنّ هذه السجدة هي شكر منّيلله تعالىٰ علىٰ أن وفقني لان قمت بخدمته وأدّيت فرضه، وشكرالله يوجب زيادة النعمة وتوفيق الطاعة، وإذا كان قد بقي في الصلاة تقصير ولم تتم بالنوافل أتمّتها هذه السجدة.

كيفية هذه السجدة: إنّها لايشترط فيها شرط فتصح كيفما أتي بها والاحوط أن تكون السجدة علىٰ الارض وأن تسجد علىٰ المواضع السبعة كما تفعل في الصلاة وأن تضع جبهتك علىٰ ما يصحّ السجود عليه في الصلاة والافضل أن تلصق ساعديك وبطنك بالارض عكس ماتعمل في الصلاة وسنة فيها أن تضع جبهتك أولاً علىٰ الارض ثم خدّك الايمن ثم الايسر ثم تعود إلىٰ السجود فتضع جبهتك علىٰ الارض ثانيا ولاجل ذلك يقال سجدتا الشكر، وتصح السجدة علىٰ الظاهر إذا خلت من أي دعاء او ذكر ولكن المسنون أن لاتخلو من شي منهما.

والاحسن ان يختار مايقوله فيها مما سيأتي من الاذكار والادعية.

ويستحب إطالة هذا السجود كما روي عن الكاظمعليه‌السلام أنّه كان يظلّ ساجداً من بعد طلوع الفجر إلىٰ الزوال ومن بعد العصر إلىٰ المساء.

وفي حديث آخر: إنه كانت لهعليه‌السلام بضع عشرة سنة كل يوم يسجد بعد ابيضاض الشمس إلىٰ وقت الزوال. وروي بسند صحيح أن الرضاعليه‌السلام كان يطيل سجوده حتىٰ يبتل حصىٰ المسجد من عرقه، وكان يلصق خديه بالمسجد.

وفي كتاب (الرجال) للكشّي: إن الفضل بن شاذان قال: دخلت علىٰ محمد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده قال: كيف لو رأيت سجود جميل بن درّاج. ثم حدّث أنّه دخل علىٰ جميل بن درّاج فوجده ساجداً فأطال السجود جداً فلما رفع راسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود فقال: فكيف لو رأيت سجود معروف بن خرّبوذ؟

وروي أيضاً عن الفضل بن شاذان قال: إن حسن بن علي بن فضال كان يخرج

٦٨٦

إلىٰ الصحراء للعبادة فيسجد السجدة فتجي الطير فتقع عليه فما يظنّ إِلَّا أنّه ثوب أو خرقة وإنّ الوحوش لترعىٰ حوله فلاتنفر منه لما قد اَّنست به.

وروي أيضاً أن علي بن مهرياز كان إذا طلعت الشمس أهوىٰ إلىٰ السجود فلا يرفع راسه إِلَّا إذا دعا لالف من إخوانه المؤمنين بمثل ما يدعو به لنفسه، وكان علىٰ جبينه ثفنة كثفنة البعير من طول السجود. وروي أيضاً أن ابن أبي عمير يسجد بعد صلاة الصبح فلا يرفع رأسه إِلَّا عند الظهر.

والافضل أن تكون سجدة الشكر عقيب التعقيبات وقبل النوافل. وأما لصلاة المغرب فمذهب الاكثر تأخيرها عن النوافل أيضا، ومذهب البعض تقديمها عليها، والعمل بأيهما كان فهو حسن، ولكن تقديمها علىٰ النوافل أفضل كما رواه الحميري عن الحجّة المنتظر عجلالله تعالىٰ فرجه، ولعل العمل بهما معا هو الاحسن.

الدعوات في سجدة الشكر:

وما يدعىٰ به في هذه السجدة كثير وأيسره مايلي:

الأول: روي بسند معتبر عن الرضاعليه‌السلام : أنك إذا شئت فقل مئة مرة:شُكراً شُكراً ، وإن شئت فقل مئة مرةعَفْوا عَفْوا . وفي كتاب (عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ) عن رجاء بن أبي الضحّاك: إنّ الرضاعليه‌السلام في طريقه إلىٰ خراسان كان يسجد بعد الفراغ من تعقيب العصر سجدة يقول فيها مئة مرة:حَمْداً لله

الثاني: روىٰ الكليني بسند معتبر عن الصادقعليه‌السلام : أن أقرب مايكون العبد إلىٰالله هو ما إذا كان ساجداً يدعو ربه فإذا سجدت فقل:يا رَبَّ الارْبابِ وَيامَلِكَ المُلُوكِ وَياسَيِّدَ السّاداتِ وَياجَبّارِ الجَبابِرَةِ وياإلهِ الالِهَةِ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ. ثم سل حاجتك. ثم قل:فَإنّي عَبْدُكَ ناصِيَتي في قَبْضَتِكَ . ثم ادعُالله فإنَّه غفار للذنوب ولايستعصي عليه مسألة.

الثالث : روىٰ الكليني بسند موثوق عن الصادقعليه‌السلام قال: رأيت أبي ذات ليلة في المسجد ساجداً فسمعت حنينه وهو يقول:سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي حَقّا حَقّا سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقَّا، اللَّهُمَّ إنَّ عَمَلي ضَعيفٌ فَضاعِفْهُ لي، اللَّهُمَّ قِني عَذابَكَ

٦٨٧

يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوّابُ الرَّحيمُ.

الرابع: روىٰ الكليني أيضاً بسند معتبر: أن الإمام موسىٰ بن جعفرعليهما‌السلام كان يقول في سجوده:أعُوذُ بِكَ مِنَ نارٍ حَرُّها لايُطْفىٰ وَأعوذُ بِكَ مِنْ نارٍ جَديدُها لايُبْلىٰ وَأعوذُ بِكَ مِنْ نارٍ عَطْشانُها لايُرْوىٰ وأعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ مَسْلُوبُها لايُكْسى.

الخامس: روىٰ الكليني أيضاً بسند معتبر أنّه شكا رجل إلىٰ الصادقعليه‌السلام علّة كانت بأمّ ولدٍ يملكها فقالعليه‌السلام : قل في سجدة الشكر بعد كل فريضة:يارَؤوفُ يارَحيمُ يارَبِّ ياسَيّدي. ثم سل حاجتك.

السادس: روي بأسناد عديدة معتبرة: إن الصادق والكاظمعليهما‌السلام كانا يكثران في سجدة الشكر من قول:أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المُوتِ وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ.

السابع: روي بسند صحيح: أن الصادقعليه‌السلام كان يقول في سجوده:سَجَدَ وَجْهي اللَّئيمُ لِوَجْهِ رَبّي الكَريمِ.

الثامن: في بعض الكتب المعتبرة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أحب الكلام إلىٰالله تعالىٰ أن يقول العبد وهو ساجد:إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي ثلاثاً.

التاسع: روي في (الجعفريات) بسند صحيح عن الصادقعليه‌السلام قال: إن رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا وضع وجهه للسجود:اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذَنُوبي وَرَحْمَتُكَ أرْجىٰ عِنْدي مِنْ عَمَلي فَاغْفِرْ لي ذَنُوبِي ياحَيّا لايَموتُ.

العاشر: روىٰ القطب الراوندي عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا عرضتك شدة أو غم وتفاقمت فاسجد علىٰ الارض وقل:يامُذِلَّ كَلِّ جَبّارٍ يامُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ قَدْ وَحَقِّكَ بَلَغَ مَجْهودي فصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَفَرّجْ عَنِّي. وفي عدة الداعي عنهعليه‌السلام قال: إذا نزل برجل نازلة أو شديدة أو كرب فليكشف عن ركبتيه وذراعيه إلىٰ مرفقيه ويلصقها بالارض وليلصق جؤجؤه بالارض ثم ليدع بحاجته.

الحادي عشر: روىٰ ابن بابويه بسند معتبر عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا قال العبد وهو ساجد:يا الله يا رَبَّاهُ يا سيِّداهُ ثلاث مرات، أجابه تبارك وتعالى: لبيك

٦٨٨

عبدي سل حاجتك.

وفي كتاب مكارم الاخلاق: إن العبد إذا سجد فقال:يا رَبّاهُ ياسَيّداهُ حتىٰ ينقطع نفسه، قال لهالرب تبارك وتعالى:لبيك ماحاجتك .

الثاني عشر: في مكارم الاخلاق عن الصادقعليه‌السلام : إن النبيصلي الله عليه وآله وسلم مر برجل ساجد وهو يقول في سجوده:يا رَبِّ ماذا عَلَيكَ أنْ تُرْضيَ عَنِّي كُلَّ مَنْ كانَ لَهُ عِنْدي تَبِعَةٌ وَأنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ؟ فإنَّما عَفْوُكَ عَنْ الظّالِمينَ وَأنا مِنَ الظّالِمينَ فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ ياأرْحَمَ الرّاحِمينَ.

فقال له النبيصلي الله عليه وآله وسلم إرفع راسك فقد استجيب لك فإنّك قد دعوت بدعاء نبي عاش في قوم عاد.أقول : قد أوردنا دعوات يدعىٰ بها في السجود في ضمن أعمال جامع الكوفة ومسجد زيد من كتاب مفاتيح الجنان.

وقال الطوسي في كتاب مصباح المتهجد عند ذكر سجدة الشكر: ويستحب أن يدعو لاخوانه المؤمنين في السجود فيقول:اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَاللّيالي العَشْرِ وَالشَفْعِ وَالوَتْرِ وَاللّيلِ إذا يَسْرِ وَ رَبِّ كُلَّ شَيْءٍ وَمَلِكَ (١) كُلِّ شَيْءٍ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وافْعَلْ بي وَبِفُلانٍ وَفُلانٍ ماأنْتَ أهْلُهُ وَلاتَفْعَلْ بِنا مانَحْنُ أهْلَهُ فإنَّكَ أهْلُ التَّقْوىٰ وَأهْلِ المَغْفِرَةِ. فإذا رفعت رأسك من السجود مسحت بيدك علىٰ موضع السجود فمررت بها علىٰ وجهك تمسح بها جانب وجهك الايمن ثم جبهتك ثم جانب وجهك الايسر ثلاث مرات وتقول في كل مرة: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ لا إلهَ إِلَّا أنْتَ عالِمُ الغَيبِ والشَّهادَةِ الرَحْمانُ الرَّحيمِ، اللَّهُمَّ أذْهِبْ عَنّي الهَمَّ وَالحُزْنَ وَالغِيَرَ وَالفِتَنَ ماظَهَرَ مِنْها وَمابَطِنَ.

الفصل الثاني :في نزر مما يعمل في النهار مابين طلوع الشمس وغروبها :

يدعو قبيل طلوع الشمس بما سيأتي في الفصل الخامس إن شاءالله تعالىٰ وينبغي أن تتصدق في أوّل النهار ولو بشي يسير.

آداب صلاة الظهر :يجب أن تستعد لصلاة الظهر وأن تقدم القيلولة فهي عون علىٰ التهجد في الليل وعلىٰ الصوم في النهار وتبذل جهدك لان تنتبه عند الظّهر ثم

____________________

(١) و ذكر في بعض الكتب و مليك.

٦٨٩

تتوضأ وتذهب إلىٰ المسجد وتصلي التحية وتنتظر الزّوال إن لم يكن قد حان وقته، ويستحب أداء الصلاة في أوّل وقتها وأوّل ماتعمل إذا تحقق الزوال هو أن تقول:سُبْحانَ الله وَلا إلهَ إِلَّا الله وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلي مِنَ الذُّلِّ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً.

فقد روي أن الباقرعليه‌السلام وصّىٰ به إلىٰ محمد بن مسلم وقال له: حافظ علىٰ هذا الدعاء كما تحافظ علىٰ عينيك. وإذا لم تكن متوضئا فبادر إلىٰ الوضؤ وتأدّب بما مضىٰ من اَّدابه.

النوافل الظهرية

وهي ثمان ركعات: فانو للركعتين الأوليين منها وكبّر بالتكبيرات السبع التي ذكرناها وادع بدعواتها واستعذبالله من الشيطان الرجيم واقرأ في الركعة الأولى: الحمد والتوحيد وفي الثانية: الحمد وسورة قل يا أيها الكافرون.

وبعد الفراغ تكبر التكبيرات الثلاث التي مرّت في التعقيبات العامة وتسبح تسبيح فاطمة عليها‌ السلام ثم تقول:اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعيفٌ فَقَوِّ في رِضاكَ ضَعْفي وَخُذْ إِلىٰ الخَيْرِ بِناصِيَتي وَاجْعَلْ الايْمانَ مُنْتَهىٰ رِضاي وَبارِكْ لي فيما قَسَمْتَ لي وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ كُلَّ الَّذِي أرْجو مِنْكَ وَاجْعَلْ لي وُداً وَسُروراً لِلمؤمِنينَ وَعَهْداً عِنْدَكَ.

ثم تنهض فتصلّي ركعتين أخريين بهذه الصفة غير أنك تحذف ستاً من التكبيرات الافتتاحية وتصلي بعدها ركعتين أخريين مثلهما وتسبح وتدعو بعد الفراغ من هذه الاربع ركعات بما مرّ وتجعل الركعتين الباقيتين من الثماني ركعات بين الاذان والاقامة وتقول بعد الاقامة:اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَامّةِ وَالصَلاةِ القائِمَةِ بَلّغْ مُحَمَّداً صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ الدَرَجَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالفَضْلَ والَفضيلَةَ بِالله أسْتَفْتِحُ وَ بِالله أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ أتَوَجّهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً في الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ.

فريضة الظهر

وتراعي فيها مامر في فريضة الصبح، وأخفت بالقراءة فيما سوىٰ التسمية منها، والافضل أن تقرأ في الأولىٰ بعد الحمد سورة إنا أنزلناه، وفي الثانية سورة التوحيد. وتقول عقيب الصلاة علىٰ محمد وآله بعد التشهد تلو الركعة الثانية:اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ وارْفَعْ دَرَجَتَهُ . ثم انهض فسبح بالتسبيحات

٦٩٠

الاربع ثلاث مرات ويحسن أن تضيف إليها الاستغفار قربةً إلىٰالله تعالىٰ ثم تركع وتسجد بما مرّ من اَّدابهما ثم انهض للركعة الرابعة وأدّها كما مر ثم تشهد وسلم، ثم ابدأ في التعقيبات وكبّر التكبيرات الثلاث التي مرّت في بد بيان التعقيبات ثم تقول:لا إلهَ إِلَّا الله إلها واحداً ... إلىٰ اخر ما مرّ من الدعاء.

ثم تسبّح تسبيح الزهراءعليها‌السلام وتعقب بما شئت من التعقيبات العامة التي عقبت بها فريضة الصبح، ثم تعقب بالتعقيبات الخاصة بفريضة الظهر وهي كثيرة، ونحن قد أوردنا بعضها في (المفاتيح) وفي (الهديّة) وهذه الوجيزة لاتسعها. ثم تسجد سجدة الشكر فإذا فرغت من تعقيب فريضة الظهر فاستعد لفريضة العصر.

آداب فريضة العصر و نوافلها و تعقيباتها:

ابدأ في نوافل العصر وهي أيضاً ثماني ركعات، وبعد الفراغ من نوافل العصر تصلي الفريضة بما مرّ من الاداب وينبغي أن تقرأ بعد الحمد في الركعة الأولىٰ سورة إذا جاء نصرالله والفتح أو سورة ألهاكُمُ التكاثر. أو أمثالهما وفي الثانية سورة التوحيد، وتعقب بعد الفراغ بما شئت من التعقيبات العامة ثم تعقّب بالتعقيبات الخاصّة بفريضة العصر، ومنها الاستغفار سبعين مرة وسورة إنا أنزلناه عشر مرّات، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول إذا أردت أن تخرج من المسجد:اللَّهُمَّ دَعَوْتَني فأجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ مَكْتوبَتَكَ وَانْتَشَرْتُ في أرْضِكَ كَما أمَرْتَني، فأَسْأَلُكَ مَنْ فَضْلِكَ العَمَلَ بِطاعَتِكَ وَاجْتِنابَ مَعْصيتِكَ وَالكَفافَ مِنَ الرِزْقِ بِرَحْمَتِكَ.

الفصل الثالث :فيما يعمل من حين الغروب إلىٰ حين النوم

إعلم أن ما ينبغي لك عند الغروب هو أن تبادر إلىٰ المسجد وأن تقول عند اصفرار الشمس:أمْسىٰ ظُلْمي مُسْتَجيراً بِعَفْوِكَ وَامْسَتْ ذُنُوبِي مُسْتَجيرةً بِمَغْفِرَتِكَ وَأمْسىٰ خَوفي مُسْتَجيراً بِأمانِكَ وَأمْسىٰ ذُلّي مُسْتَجيراً بِعِزِّكَ وَأمْسىٰ فَقْري مُسْتَجيراً بِغِناكَ وَأمْسىٰ وَجْهي البالي مُسْتَجيراً بِوجْهِكَ الدّائِمِ الباقي، اللَّهُمَّ ألبِسْني عافِيَتَكَ وَغَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَجَلّلْنِي كَرامَتَكَ وَقِني شَرَّ خَلْقِكَ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ يا الله يارَحْمانُ يارَحيمُ وينبغي الاشتغال حينئذ بالتسبيح والاستغفار، فهذه الساعة تضاهي الغداة شرفا وفضلاً وقال تعالى:( وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوع الشَّمس وقَبْلَ الغُروبِ ) .وعن الصادق صلواتالله وسلامه عليه قال: إذا تغيّرت الشمس (أي

٦٩١

أشرفت علىٰ الغروب) فاذكرالله عزَّ وجلَّ. فإذا كنت مع من يشغلك فقم وادع (أي ابتعد عنهم واشتغل بالدعاء).

والدعاء عند الغروب:يامَنْ خَتَمَ النُبوّةَ بِمُحَمَّدٍ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وَآلِهِ إخْتِمْ لي في يومي هذا بِخَيرٍ وَشَهْري بِخَيرٍ وَسَنَتي بِخَيرٍ وعُمْري بِخَيرٍ .

العمل عند الغروب :تهلل وتستعيذبالله بالتهليل والاستعاذة المأثورة التي ستذكر في دعوات الصباح والمساء، ثم تضع يدك علىٰ رأسك وتمرّها علىٰ وجهك، وتأخذ لحيتك بيدك وتقول:أحَطْتُ عَلىٰ نَفْسي وَأهْلي وَمالي وَوَلَدي مِنْ غائِبٍ وَشاهِدٍ بِالله الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَحْمانُ الرَّحيمُ الحيّ القَيومُ لاتَأخِذَهُ سِنَةٌ وَلانَومٌ. وتقرأ الآية إلىٰ العَليُّ العَظيمُ.

آداب صلاة المغرب:

ثم تبادر إلىٰ صلاة المغرب ولاينبغي تأخيرها عن أوّل وقتها وقد بالغت الاحاديث المأثورة في المنع عن تأخيرها عن أوّل وقتها ، وإذا أردت أن تصلي فأذّن وأقم متأدبا بمامرّ من اَّدابها، وقل بين الاذان والاقامة:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بإقْبالِ لَيْلِكَ وَإدْبارِ نَهارِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأصْواتِ دُعاتِكَ وتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أنْ تُصَلّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتوبَ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوابُ الرَّحيمُ.

ثم تصلي المغرب بجميع اَّدابه وشرائطه وتكبّر بعد الفراغ من الصلاة بالثلاث تكبيرات وتسبّح تسبيح الزهراء عليها ‌السلام.ثم تقول:إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلىٰ النَبيّ ياأيُّها الَّذينَ آمَنوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ النَبيّ وَعَلىٰ ذُرّيَتِهِ وَعَلىٰ أهْلِ بِيْتِهِ.

وتقول سبع مرات:بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَليّ العَظيمِ .

ثم تقول ثلاثا:الحَمْدُ لله الَّذِي يَفْعَلُ مايَشاءُ وَلايَفْعَلُ مايَشاءُ غَيرَهُ.ثم تقول: سُبْحانَكَ لا إلهَ إِلَّا أنْتَ اغْفِرْ لي ذُنوبي جَميعاً فإنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنوبَ كُلِّها جَميعاً إِلَّا أنْتَ.

وإن شئت أن تزيد في التعقيب فالافضل أن ترجي الزيادة إلىٰ الفراغ من نافلة

٦٩٢

المغرب، ثم تنهض للنافلة وهي أربع ركعات بسلامين، ويكره التكلم بين صلاة المغرب ونافلتها، وتقرأ في الركعة الأولىٰ من النافلة سورة قل ياأيها الكافرون، وفي الثانية التوحيد، وتقرأ في الركعتين الاخيرتين منها ماشئت، وينبغي أن تقرأ في الركعة الثالثة سورة الحديد من أوّلها إلى: عليم بذات الصدور، وفي الرابعة اَّخر سورة الحشر من:( لو انزلنا هذاالقرآن ) إلىٰ اَّخر السورة، ويجزي في هذه النافلة كما في سائر النوافل الاقتصار علىٰ الفاتحة وحدها وينبغي الجهر بالقراءة فيها كسائر نوافل الليل.

ما يعمل بعد نافلة المغرب:

فإذا فرغت من نافلة المغرب فلك أن تعقّب بما شئت من‌التعقيبات العامّة، ثم تسجد سجدة الشكر علىٰ نحو ما مرّ، وأدنىٰ مايجزي في سجدة الشكر أن تقول:شكراً شكراً شكراً .

وروىٰ الكليني عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا فرغت من صلاة المغرب فامسح جبينك بيدك وقل ثلاثا:بِسْمِ الله الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَحْمانُ الرَّحيمُ ،اللَّهُمَّ اذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ. وينبغي أن تصلي صلاة الغفيلة(١)

آداب صلاة العشاء:

فإذا غاب الشفق تؤذّن للعشاء وتقيم متأدّبا بما مرّ من اَّدابهما، ثم تأخذ في فريضة العشاء بشرائطها واَّدابها وينبغي أن تطيل قنوتها، والتعقيب بعدها، فوقتها يتسع لذلك. فتعقب بما يدعىٰ به في كل صباح ومساء، ثم تعقب بما يدعىٰ به في كل مساء خاصة. وهي كثيرة، منها: دعاء لطلب الرزق مذكور في (المفاتيح) ويستحب قراءة سورة القدر ست مرات ثم تقول:اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَبْعِ وَما أظَلَّتْ وَرَبَّ الارَضينَ السَبْعِ وَما أقَلَّتْ وَ رَبَّ الشَّياطينِ وَما أظَلّتْ وَ رَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَّتْ، اللَّهُمَّ رَبَّ كُلَّ شَيْءٍ وَإلهَ كُلِّ شَيْءٍ وَمَليكَ كُلَّ شَيْءٍ ؛ أنْتَ الله المُقْتَدِرُ عَلىٰ

____________________

(١) و هي ركعتان بعد صلاة المغرب تقرأ في الركعة الأولي سورة الفاتحة و آيةوَ ذَا النُّون إذا ذهب مغاضباً إلي آخر الآية...و في الركعة الثانية الحمد،و آية:و عنده مفتاح الغيب إلي آخر الآية.

٦٩٣

كُلِّ شَيْءٍ أنْتَ الله الأول فَلا شَيَ قَبْلَكَ وَأنْتَ الاخِرُ فَلا شَيَ بَعْدَكَ وَأنْتَ الظّاهِرُ فَلا شَيَ فَوْقَكَ وَأنْتَ الباطِنُ فَلا شَيَ دونَكَ، وَ رَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَإسرافيلَ وَإلهَ إِبْراهيمَ وَإسْحاقَ وَيَعْقوبَ.

أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتَولاّ ني بِرَحْمَتِكَ وَلاتُسَلِّطَ عَليَّ أحَداً مِنْ خَلْقِك مِمَّنْ لاطاقَةَ لي بِهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أتَحَبَّبُ إلَيكَ فَحَبّبني وَفي النّاسِ فَعَزِّزْني وَمِنْ شَرِّ شَياطينِ الجِنِّ وَالانْسِ فَسَلِّمْني يا رَبِّ العالمينَ وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.

ثم تدعو بما تحب، ثم تسجد سجدة الشكر، ثم تصلي الوتيرة، وهي نافلة تؤتىٰ عن جلوس بعد صلاة العشاء وهي ركعتان ويستحب أن يُتلىٰ فيها مئة آية من القراَّن الكريم ويحسن أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولىٰ منها سورة الواقعة، وفي الركعة الثانية سورة التوحيد.

وتدعو بعد السلام بما شئت من الدعوات.

آداب النوم: وإذا شئت أن ترقد فينبغي لك أن تتأهب لموافاة المنون، وأن تكون علىٰ طهر وأن تتوب من الذنوب، وتفرغ قلبك من هموم الدنيا، وتتذكر أجلك واَّونه النوم في اللحد وحدك من دون أنيس يؤانسك، وأن تضع وصيتك تحت وسادتك، وأن تعزم علىٰ القيام لصلاة الليل فإن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والاخرة هي الصلاة في آخر الليل وتقرأ عند النوم سورة: قل هوالله أحد، وسورة ألهاكم التكاثر وآية الكرسي،ثم تقول ثلاثا:الحَمْدُ لله الَّذِي عَلا فَقَهَرْ وَالحَمْدُ لله الَّذِي بَطَنَ فَخَبَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذِي مَلَكَ فَقَدَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذِي يُحْيي المَوتي وَيُميتُ الاحْياءَ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.

ثم تسبح تسبيح الزهراء سلامالله عليها، وتنام علىٰ يمينك علىٰ هيئة الميت في اللحد، وأما أن تنام علىٰ هيئة المحتضر فقد قال فيه شيخنا ثقة الاسلام النوري في كتابه دار السلام: إننا لم نعثر عليه في خبر ولا أثر نعم ذكره الغزالي ولاشك إنّ الرشد في خلافه (انتهى).

وإذا شئت ان تنتبه من نومك لصلاة الليل أو غيرها وخشيت غلبة النوم عليك فاقرأ الآية الاخيرة من سورة الكهف وهي:( قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يوحىٰ إِليَّ أَنَّما إلهَكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعْمَلْ عَمَلاً صالِحا وَلايُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً ) .

وروي عن الصادق صلواتالله وسلامه عليه: إنّه مامن أحد يقرأ هذه الآية عند النوم إِلَّا وينتبه في الساعة التي يريد أن ينتبه فيها.وإذا خفت العقرب أو غيره

٦٩٤

من الهوام فاقرأ هذا الدعاء الذي ضمن الباقرعليه‌السلام لمن دعا به السلامه من العقرب والهوام إلىٰ الصباح:أعوذُ بِكَلِماتِ الله التّامّاتِ الَّتي لايُجاوِزُهُنَّ بَرُّ وَلا فاجِرٌ مِنْ شَرِّ ماذَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مابَرَأَ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هوَ آخِذٌ بِناصيَتِها إنَّ رَبّي عَلىٰ صِراطٍ مُسْتَقيمٍ.

وإذا خشيت أن تحتلم فادع بهذا الدعاء:اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الاحْتِلامِ وَمِنْ سوءِ الاحْلامِ وَمِنْ (١) أنْ يَتَلاعَبَ بِيَ الشَيْطانُ في اليَقْظَةِ وَالمَنامِ.

وإذا كنت تخشىٰ انهيار الدار أو المكان الذي تنام فيه فاقرأ هذه الآية:( إنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالارضَ أنْ تَزولا وَلَئِنْ زالَتا إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً ) .

وإذا كنت ترهب اللص فاقرأ آخر آية من سورة بني إسرائيل وأولها:( قُلْ ادْعُوا الله أو ادْعوا الرَّحْمنَ )

وتكحل عند النوم بسبعة أميال أربعة منها في العين اليمنىٰ وثلاثة في اليسرىٰ وقل عند الاكتحال:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَجْعَلَ النّورَ في بَصَري وَالبَصيرَةَ في ديني وَاليَقينَ في قَلْبي وَالاخْلاصَ في عَمَلي وَالسَّلامَةَ في نَفْسي والسَّعَةَ في رِزْقي وَالشُكْرَ لَكَ أبَداً ما أبْقَيْتَني إنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .

وينبغي أن تترك نوم الغداة والنوم بعد العصر. وإذا أردت أن تنام فأطفي السراج ونم مستقبل القبلة، ولاتنم علىٰ سطح لم يحوّط ولاتحدث بما رأيته في المنام كل أحد إِلَّا من كان عالما ناصحا رَؤُوفاً.

الفصل الرابع :في الانتباه من النوم وصلاة الليل

فضل صلاة الليل :إعلم أن الروايات المأثورة عن المعصومينعليهم‌السلام في فضل قيام الليل كثيرة، وروي أن ذلك شرف المؤمن، وأن صلاة الليل يورث صحة البدن، وهي كفارة لذنوب النهار ومزيلة لوحشة القبر، تبيض الوجه وتطيب النكهة وتجلب الرزق، وأن المال والبنين زينة الحياة الدنيا، وثماني ركعات من آخر الليل، والوتر زينة الاخرة. وقد يجمعهماالله لاقوام، وأنه كذب من زعم أنّه

____________________

(١) و في نسخة ثانية : (ومن شرّ).

٦٩٥

يصلّي صلاة الليل وهو يجوع، إن صلاة الليل تضمن رزق النهار.

وعن الصادقعليه‌السلام قال: قال النبيصلي الله عليه وآله وسلم في وصيته لعلي عليهما واَّلهما السلام: ياعلي أوصيك في نفسك بعدة خصال فاحفظها. ثم قال:اللهم أعنه. ثم ذكر عدة خصال إلىٰ أن قال:وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال.

والظاهر أن المراد بصلاة الليل هو الثلاث عشرة ركعة وبصلاة الزوال الثماني ركعات نافلة الزوال. وعن أنس قال:سمعت النبيصلي الله عليه وآله وسلم يقول: صلاة ركعتين في جوف الليل أحب إلي من الدنيا وما فيها.

وروي أنّه سئل الإمام زين العابدينعليه‌السلام مابال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجها؟ قال: لانهم خلوا بربهم فكساهمالله من نوره.

وبالاجمال فالرويات في ذلك جمّة، ويكره ترك القيام في الليل. وروىٰ الشيخ بسند صحيح عن الصادقعليه‌السلام قال: ما من عبد إِلَّا وهو يتيقظ مرّة أو مرّتين في الليل أو مراراً فإن قام وإِلاّ فحج (باعد ما بين الفخذين) الشيطان فبال في أذنه، ألا يرىٰ أحدكم إذا كان منه ذاك قام ثقيلاً وكسلانا.

وروىٰ البرقي بسند معتبر عن الباقر صلواتالله وسلامه عليه قال: إن للّيل شيطانا يقال له الرّها فإذا إستيقظ العبد وأراد القيام إلىٰ الصلاة قال له: ليست ساعتك ثم يستيقظ مرة أخرىٰ فيقول: لم يئن لك، فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتىٰ يطلع الفجر فإذا طلع الفجر بال في أذنه ثم انصاع (رجع) يمصع ذنبه (يحرّكه).

وروىٰ ابن أبي جمهور عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : أنه قال يوما لاصحابه: إنّ أحدكم إذا نام عقد الشيطان علىٰ رأسه ثلاث عقد مكان كل عقدة عليك ليل طويل فأرقد فإذا انتبه وذكرالله حُلّت منها عقدة، فإذا توضأ حلّت أخرى، فإذا صلّىٰ حلّت العقدة الثالثة فأصبح نشيطا طيب النفس، وإِلاّ أصبح خبيث النفس كسلانا، وهذا الحديث مروي أيضاً في كتب أهل السنّة.

وروىٰ القطب الراوندي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: لاتطمع في ثلاث مع ثلاث: في قيام الليل مع الاكثار من الطعام، ولا في نور الوجه مع النوم في الليل

٦٩٦

كله، ولا في الامان من الدنيا مع مصاحبة الفسّاق. وروىٰ القطب الراوندي أيضاً أن عيسىٰعليه‌السلام نادىٰ أمه بعد موتها فقال كلّميني ياأمّي هل تريدين العود إلىٰ الدنيا فأجابت بلىٰ لكي أصليلله في جوف الليل القارس وأصوم في اليوم الشديد الحرّ يابني إنّ هذا طريق رهيب.

صفة صلاة الليل:

وأما علىٰ طريقة سهلة وجيزة يتيسر لكل أحد أداؤها فهي كما يلي: إذا انتبهت من النوم فاسجدلله تعالى، ويحسن أن تقول في سجودك أو عند رفع رأسك منه:الحَمْدُ لله الَّذِي أحْياني بَعْدَ ما أماتَني وَإلِيهِ النُشورُ، الحَمْدُ لله الَّذِي رَدَّ عَليّ روحي لاحْمَدَهُ وَأعْبُدَهُ. فإذا قمت ووقفت فقل:اللَّهُمَّ أعِنّي عَلىٰ هَوْلِ المَطْلَّعِ وَوَسِّعْ عَليَّ المَضْجَعَ وَارْزُقْنِي خَيْرَ ما بَعْدَ المَوتِ.

فإذا سمعت صياح الديك فقل:سُبّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ، سَبِقَت رَحْمَتَكَ غَضَبَكَ. لا إلهَ إِلَّا أنْتَ عَمِلْتُ سوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي إنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنْتَ فَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ.

فإذا نظرت إلىٰ أطراف السماء فقل:اللَّهُمَّ إنَّهُ لايواري مِنْكَ لَيلٌ ساجٍ وَلا سَماءٌ ذاتُ أبْراجٍ وَلا أرْضٌ ذاتُ مِهادٍ وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وَلا بَحْرٌ لُجّيُّ تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَي المُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ، تُدْلِجَ الرَّحْمَةَ عَلىٰ مَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاعْيُنِ وَما تُخْفي الصُّدورُ، غَارَتْ النُّجومُ وَنامَتِ العُيونُ وَأنْتَ الحَيُّ القَيومُ لاتأخُذُكَ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمينَ وَإلهِ المُرْسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ .

ثم اتلو الخمس اَّيات من آل عمران:( إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لاياتٍ لأولي الالْبابِ الَّذينَ يَذْكُرونَ الله قياما وَقَعُوداً وَعَلىٰ جُنوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرونَ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ رَبَّنا ماخَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ رَبَّنا إنَّكَ مِنْ تُدْخِلْ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ وَما لِلظالِمينَ مِنْ أنْصارٍ رَبَّنا إنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادي لِلايمانِ أنْ اَّمِنوا بِرَبِّكُمْ فَاَّمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الابرارِ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلىٰ رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنا يَوْمَ القيامَةِ إنَّكَ لاتُخْلِفُ الميعادَ ) .

٦٩٧

خرجت من الخلوة فابدأ بالاستياك وتوضأ بعد ذلك وضؤا تاما وتطيب وانهض لصلاة الليل.

وقتها :ويبدأ وقتها عند انتصاف الليل. وكلما اقترب الوقت من طلوع الفجر الصادق ازدادت فضيلة، فإذا بان الفجر وكان المصلّي قد أتىٰ منها أربع ركعات فليقتصر الحمد وحدها فيما بقي من الركعات.

كيفيتها: وصلاة الليل ثماني ركعات يسلّم بعد كل ركعتين، ويحسن أن يقرأ التوحيد ستين مرّة في الثنائية الأولى، يقرأها بعد الحمد في كل ركعة منهما ثلاثين مرة لكي ينصرف من الصلاة ولم يك بينه وبينالله عزَّ وجلَّ ذنب.

أو أن يقرأ بعد الحمد في الأولىٰ التوحيد وفي الثانية قل ياأيهاالكافرون ويقرأ في سائر الركعات ماشاء من السور، ويجزي الحمد والتوحيد في كل ركعة ويجوز الاقتصار علىٰ الحمد وحدها.

القنوت: والقنوت كما هو مسنون في الفرائض مسنون في النوافل في الركعة الثانية من كل ثنائية من ركعاتها ويجزي في القنوت أن تقول:سُبْحانَ الله ثلاث مرات أو أن تقول:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ إنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ . أو أن تقول:رَبِّ اغْفَرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ إنَّكَ أنْتَّ الاعَزْ الأجل الاكْرَمْ. وروي أنّ الإمام موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام كان إذا قام في محرابه ليلاً قال:اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَني سَوِيا، وهذا هو الدعاء الخمسون من أدعية الصحيفة الكاملة.

ركعتا الشفع و ركعة الوتر:

فإذا فرغت من الثماني ركعات صلاة الليل فصلّ الشفع ركعتين والوتر ركعة واحدة، واقرأ في هذه الثلاث ركعات بعد الحمد قل هوالله احد. حتىٰ يكون لك أجر ختمة كاملة من القرآن، فإنّ لسورة التوحيد أجر ثلث القرآن. أو اقر في الأولىٰ من الشفع الفاتحة وسورة قل أعوذ برب الناس وفي الثانية الحمد وقل أعوذبرب الفلق.

الدعاء: ويستحب أن تدعو إذا فرغت من الشفع بدعاء:إلهي تَعَرَّضَ لَكَ في هذا اللّيلِ المُتَعَرِّضونَ ، وهذا الدعاء قد ذكرناه في (المفاتيح) في أعمال ليلة النصف من شعبان.

فإذا فرغت من ركعتي الشفع فانهض لركعة الوتر واقرأ فيها الحمد وسورة التوحيد.

٦٩٨

أو اقرأ بعد الحمد سورة التوحيد ثلاث مرات والمعوذتين:أعني قل أعوذبرب الفلق، وقل أعوذبرب الناس. ثم خذ يديك للقنوت وادع بما شئت.

وقال الطوسي رحمهالله والادعية للقنوت لاتحصىٰ وليس في ذلك شي مؤقت لايجوز خلافه.

ويستحب أن يبكي الانسان في القنوت من خشيةالله والخوف من عقابه، أو يتباكىٰ ويدعو لاخوانه المؤمنين، ويستحب أن يذكر أربعين نفسا منهم فإنّ من دعا لاربعين نفسا من المؤمنين استجيب دعاؤه إن شاءالله ، ويدعو بما يشاء.

وروىٰ الصدوق في الفقيه أنّ النبيصلي الله عليه وآله وسلم كان يقول في الوتر في قنوته:

اللَّهُمَّ اهْدِنِي فيمَنْ هَدَيْتَ وَعافِني فيمَنْ عافَيْتَ وَتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبارِكْ لي فيما أعْطَيْتَ وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ، فَإنَّكَ تَقْضِي وَلايُقْضىٰ عَلَيكَ، سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ أسْتَغْفِرُكَ وَأتوبُ إلَيكَ وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ولاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلَّا بِكَ يارَحيمُ.

وينبغي أن يقول سبعين مرة:أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيهِ . وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرىٰ للاستغفار ويحصي عدده باليمنى.

وروي أنّ النبيصلي الله عليه وآله وسلم كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة ويقول سبع مرات:هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ.

وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام كان يقول في السحر في صلاة الوتر ثلاثمئة مرة:العَفْوَ العَفْوَ.

ثم يقول بعد ذلك:رَبِّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الغَفُورُ الرَّحيمُ .

وينبغي أن يطيل القنوت، فإذا فرغ منه ركع، فإذا رفع رأسه دعا بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ في التهذيب عن موسىٰ بن جعفر عليهما السلام:هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَشُكْرُهُ ضَعيفٌ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ، وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلَّا رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ المُنَزَّلِ عَلىٰ نَبيّكَ المُرْسَلِ صَلّىٰ الله عَلَيهِ وآلِهِ كانوا قَليلاً مِنَ اللَّيْلِ مايَهْجَعونَ وَبِالاسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ طالَ هُجوعي وَقَلَّ قيامي وَهذا السَّحَرُ وَأنا اسْتَغْفِرُكَ لِذُنوبِي اسْتِغْفارَ مَنْ لايَجِدُ لِنَفْسِهِ ضُراً وَلانَفْعا وَلامَوْتا وَلاحَياةً

٦٩٩

وَلانُشوراً .

ثم يسجد، ويتم الصلاة ويسبح بعد السلام تسبيح الزهراءعليها‌السلام ثم يقول:

الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباحِ الحَمْدُ لِفالِقِ الاصْباحِ . ويقول:سُبْحانَ رَبّيَ المَلِكِ القُدّوسِ العَزيزِ الحَكيمِ ثلاثا. ثم يقول:يا حَيُّ يا قَيومُ يابَرُّ يارَحيمُ ياغَنيُ ياكَريمُ إرْزُقْنِي مِنَ التِّجارَةِ أعظَمَها فَضْلاً وَأوْسَعَهاً رِزْقاً وَخَيرَها لي عاقِبَةً فإنَّهُ لاخَيْرَ فيما لاعاقِبَةَ لَهُ. وينبغي أن يدعو بعد هذا بدعاء الحزين:أُناجيكَ يامَوْجودُ في كُلِّ مَكانٍ... و سيأتي هذا الدعاء في ملحقات كتاب الباقيات الصاحات إن شاءالله تعالى.

ثم يسجد ويقول خمس مرات:سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرّوحِ . ثم يجلس ويقرأ آية الكرسي.

ثم يهوي ثانيا إلىٰ السجود ويكرّر نفس الذكر خمس مرات.

نافلة الصبح:

بعد إتمام صلاة الليل ينهض لنافلة الصبح وهي ركعتان يقرأ بعد الحمد في الأولىٰ سورة قل ياأيّها الكافرون، وفي الثانية سورة التوحيد، فإذا سلّم نام علىٰ يمينه مستقبلاً القبلة علىٰ هيئة الميت في اللحد، ووضع خده الايمن علىٰ يده اليمنىٰ وقال:

اسْتَمْسَكْتُ بِعرْوَةِ الله الوِثْقىٰ الَتي لا انْفِصامَ لَها وَاعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ الله ، المَتينِ وَأعوذُ بِا لله مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، وأعوذُ بِالله مِنْ فَسَقَةِ الجِّنِ وَالانْسِ.

ثم يقول ثلاثا:سُبْحانَ رَبِّ الصَّباحِ فالِقَ الاصْباحِ ، ويقرأ الخمس آيات من آل عمران(١) إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ ...

ثم يجلس ويسبّح تسبيح الزهراء عليها‌ السلام.

وقال في كتاب من لايحضره الفقيه: روي أنّ من صلىٰ علىٰ محمد وآل محمد مئة مرة فيما بين نافلة الصبح وفريضته وقىٰالله وجهه حرّ النار. ومن قال مئة مرة:سُبْحانَ رَبّيَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ، أسْتَغْفِرُ الله رَبّي العَظيمِ وبِحَمْدِهِ، أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وأتوبُ إلَيهِ... بنىٰالله له بيتا في

____________________

(١) و هي الآيات من ١٩٠ إلي ١٩٤.

٧٠٠