المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 21780
تحميل: 5197


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21780 / تحميل: 5197
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال:

(هلاكُ بني العبَّاس عند نجمٍ يظهرُ في الجوف.... والواهية ما بين العشرين إلى أربع وعشرين، ونجمٌ يُرمى به يُضيء كما يُضيء القمر، ثمَّ يلتوي كما تلتوي الحيَّة، حتَّى يكادُ رأساها يلتقيان، والرجفتان في ليلة الفسحين، والنجمـُ الذي يُرمى به شهابٌ ينقضُّ من السماء، معه صوتٌ شديدٌ، حتَّى يقع في المشرق، ثمَّ يُصيب الناس منه بلاءٌ شديدٌ).

96- وفي الملاحم والفتن، ج2، ص97، باب (59)، من فتن السليلي قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر الكوفة فقال - بعد التحميد والتعظيم والثناء على الرسول الكريم -:

( سلوني، سلوني - في العشر الأواخر من شهر رمضان - قبل أن تفقدوني ، ثمَّ ذكر الحوادث بعده، وقتل الحسين صلوات الله عليه، وقتل زيد بن علي (رضوان الله عليه)، وإحراقه وتَذْرِيته في الرياح، ثمَّ بكى (عليه السلام) وذكر زوال مـُلك بني أُميَّة ومـُلك بني العباس، ثمَّ ذكر ما يحدث بعدهم من الفتن، وقال: أوَّلها السفياني وآخرها السفياني، فقيل له: وما السفياني والسفياني؟ فقال: السفياني: صاحب هَجَر، والسفياني: صاحب الشام - وذكر السليلي أنَّ السفياني الأوَّل: أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي - ثمَّ ذكر ملوك بني العباس، وذكر أنَّ الذي يُخبِر به عن النبي (صلوات الله عليه وآله)، وذكر شيعته ومـُحِبَّهُ ومـَدَحهم، وقال: هم عند الناس كفَّار، وعند الله أبرار، وعند الناس كاذبون، وعند الله صادقون، وعند الناس أرجاس، وعند الله نِظَاف، وعند الناس ملاعين، وعند الله بارُّون، وعند الناس ظالمون، وعند الله عادلون، فازوا بالإيمان وخسر المنافقون).

المؤلِّف:

مـُراد الأمير (عليه السلام) من الناس: غير الإماميِّة، وهم

٣٢١

أهل السنُّة فإنَّهم ذكروا في كُتبهم المؤلَّفة في الفِرق والمذاهب - وفي غيرها - عند ذكرهم الشيعة والروافض أنَّهم كافرون كاذبون أرجاس ملاعين ظالمون، راجع تاريخ حياة الإماميِّة ترى فيها ما أخبر به إمامهم وسيِّدهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، والمقام لا يناسب ذكر هذه الأمور.

ولنرجع إلى ذِكر ما يُناسب المقام وهو أنَّ السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج2، ص84 أخرج حديثاً مفصَّلاً وذكر فيه أنَّ السفياني ثلاثة، وبعد السفياني الثالث خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، وإليك نصُّ ألفاظه في رقم (97).

97- وفي العرف الوردي في أخبار الإمام المهدي، ج2، ص84، قال: أخرج ابن المنادي وقال - في كتاب دانيال -:

(إنَّ السفيانيِّين ثلاثةٌ، وأنَّ المهديِّين ثلاثةٌ، فيخرج السفياني الأوَّل، فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأوّل، ثمَّ يخرج السفياني الثاني، فيخرج عليه المهدي الثاني، ثمَّ يخرج السفياني الثالث، فيخرج عليه المهدي الثالث؛ فيُصلح الله به كلَّ ما أُفسِد قَبْله، ويَستنقِذُ الله به أهل الإيمان، ويحيي به السنُّة، ويطفئ به نيران البدعة، ويكون الناس في زمانه أعزَّاء ظاهرين على من خالفهم، ويعيشون أطيب عيش، ويرسل السماء عليهم مِدراراً، وتُخرِج الأرضُ زهرتها ونباتها، فلا تدَّخر من نباتها شيئاً، فيَمكُث على ذلك سبع سنين ثمَّ يموت).

المؤلِّف:

إنَّ بعض ما في هذا الحديث يُطابق بعض ما مرَّ من الأحاديث المرويَّة من النبي وأهل البيت (عليهم السلام) في الأمور التي تقع قبل خروج الإمام المهدي (عليه السلام)، ومن جملتها خروج السفياني، راجع باب (25).

98- وفي كنز العمَّال، ج7، ص261، في المهدي من كتاب القيامة قال: ذكر ابن المنادي في الملاحم بسنده عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نُباتة، قال: خطب علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فحمد

٣٢٢

الله وأثنى عليه، ثمَّ قال:

(أيُّها الناس! إنَّ قريشاً أئمَّةُ العرب، أبرارُها لإبرارِها، وفجَّارُها لفجَّارِها، ألا! ولابدَّ من رحىً تطحنُ على ضلالةٍ وتدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدِّتها، ألا! إنَّ لطحنيها رَوقاً، وروقُها حدَّتها، وفلُّها على الله، ألا! وإنِّي وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلمـُ الناس صغاراً، وأحلمـُ الناس كباراً، معنا رايةُ الحقِّ، مـَن تقدَّمها مـَرَقَ، ومن تخلَّف عنها محق، ومن لزمها لَحِق، إنَّا أهلُ الرحمة، وبنا فتِحت أبوابُ الحكمة، وبحكم الله حُكمنا، وبعلمِ الله عِلمـُنا، ومن صادق سمعنا، فان تتَّبعونا تنجوا، وإن تتولُّوا يعذبكم الله بأيدينا، بنا فكَّ الله ريق الذلِّ من أعناقكم، وبنا يُختم لا بكم، وبنا يلحق التَّالي، وإلينا يَفئُ الغالي، فلو لا تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمرٍ قد سبق في البشر لحدَّثتُكم بشبابٍ من الموالي وأبناء العرب، ونُبذٍ من الشيوخ كالملح في الزاد - وأقلُّ الزادِ الملح - فينا مـُعتَبرٌ ولشيعتنا مـُنتَظرٌ، إنَّا وشيعُنا تمضى إلى الله بالبطن والحمى والسيف، إنَّ عدوَّنا يهلك بالداء والدبيلة، وبما شاء الله من البلية والنقمة، وأيمـُ الله الأعز الأكرم: أنْ لو حدَّثتُكم بكلِّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذبَ وأرحم! ولو انتقيِتُ منكم مئةٌ قلوبهم كالذهب ثمَّ انتخبتُ من المئة عشرة، ثمَّ حدَّثتُهم فينا أهل البيت حديثا ليِّناً - لا أقولُ فيه إلاَّ حقّاً، ولا أعتمد فيه إلاَّ صدقاً - لخرجوا وهم يقولون: عليٌّ من أكذب الناس، ولو اخترتُ من غيركم عشرة فحدَّثتُهم في عدوِّنا وأهلِ البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون: عليٌّ من أصدق الناس، هلك حاطِبُ الحطب، وحاصر صاحبُ القصب، وبقيت القلوب منها تَقلَّب، فمنها: مـُشغب، ومنها: مـُجدب، ومنها: مـُخصب، ومنها: مـُسيب، يا بنيَّ : لِيَبِرْ صِغاركم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغُواة الجُفاة الذين لم يتفقَّهوا في الدين، ولم يُعطوا في الله محضَ اليقين، كبيضٍ بِيْضَ في أداحي، ويحٌ لفراخِ فراخ آلِ محمَّد من خليفة جبَّار عِتريفٍ مـُترفٍ، مـُستخفٍّ بِخَلفي

٣٢٣

وخلف الخلف، وبالله: لقد علِمتُ تأويلَ الرسالات، وإنجاز العدات، وتمام الكلمات، وليكوننَّ من يخلفني في أهل بيتي رجلٌ يأمرُ بالله قويٌ، يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمان مـُكْلِح [ أي: موجب للغمِّ ] مـُفضحٍ [ أي: يكشف العورات ] يشتدُّ فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويقبل فيه الرشاء، فعند ذلك يَبعثُ الله رجلاً من شاطئ دجلة لأمرِ حِزبِه، يحمله الحقدُ على سفكِ الدِّماء، قد كان في سِترٍ وغطاءٍ، فيَقتُل قوماً وهو عليهم غضبان، شديدُ الحقدِ حرَّان [ أي: لا ينقاد ] في سنة بَخْتِنَصْر، يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً، مصيره سوط عذابٍ وسيف دمار، ثمَّ يكونُ بعده هنات وأُمورٌ مـُشتبهات، إلاَّ من شطِّ الفُرات إلى النجفات باباً إلى القطقطانيات [ موضع قُرب الكوفة كان فيه سجن النُّعمان بن المـُنذر ] في آياتٍ وآفاتٍ متوالياتٍ، يُحدِثْنَ شكاً بعد يقين، يقوم بعد حين، يبني المدائن ويفتح الخزائن، ويجمع الأُمم، ينفذها شخصَ البصر، وطَمحَ النظر، وعنت الوجوه، وكشفت البال، حتَّى يُرى مـُقبلاً مـُدبراً، فيا لهفي على ما أعلم! رجب شهرُ ذِكْرٍ، رمضان تمام السنين، شوالُ يُشال فيه أمرُ القوم، ذي القعدة يقتعدون فيه، ذو الحِجَّة الفتحُ من أوَّل العشر، ألا! إنَّ العجب كلَّ العجب بعد جُمادي ورجب، جَمعُ أشتاتٍ، وبَعثُ أمواتٍ وحديثات هونات هونات، بينهنَّ موتات، رافعةٌ ذيلها، دايةٌ عولها، مـُعلنةٌ قولها، بدجلة أو حولها، ألا! إنَّ منَّا قائِماً عفيفةً أحسابُه، سادةً أصحابُه، يُنادى - عند اصطلام أعداء الله - باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثاً بعد هَرجٍ وقِتالٍ، وضَنكٍ وخَبَالٍ، وقيام من البلاء، على وإنَّي لأعلم إلى من تُخرِج الأرض ودائعها، وتُسلِّم إليه خزائنها، ولو شئتُ أن أضرب برجلي فأقول: أخرِجي من ها هنا بِيضاً ودروعاً! كيف أنتم يا ابن هنات، إذا كانت سيوفكم بأيْمانِكم مـُصلَتاتٍ، ثمَّ رمـَلتم رَملاتٍ، ليلةَ البيات! ليستخلفنَّ الله خليفة يَثبُتُ على الهدى ولا

٣٢٤

يأخذُ على حُكمِه الرُّشى، إذا دعا دعواتٍ بعيداتِ المدى، دامغاتٍ للمنافقين، فارجاتٍ على المؤمنين، ألا! إنَّ ذلك كائنٌ على رغم الراغمين، والحمد لله ربِّ العالمين ، وصلاتُه على سيِّدنا محمَّد خاتمِ النبيِّين، وآله وأصحابه [ الغرُّ ] أجمعين).

99- وفي العرف الوردي، ج2، ص72، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن مسعود قال:

(إذا انقطعت التجارات والطرق، وكثرت الفتن، خرج سبعةُ نفرٍ علماء من أُفقٍ شتَّى على غير ميعاد، يُبايِع لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعة عشرَ رجلاً، حتَّى يجتمعوا بمكَّة، فيلتقي السبعة، فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أنْ تهدأ على يديه هذه الفتن، وتُفتح له القسطنطينيَّة، قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأُمِّه وجيشه، فيتَّفق السبعة على ذلك، فيطلبونه فيُصيبونه بمكَّة، فيقولون له: أنت فلان بن فلان؟ فيقول: لا، بل أنا رجلٌ من الأنصار، حتَّى يَفلِت منهم، فيصفونه لأهل الخبر منه والمعرفة به، فيقال [ لهم ]: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة، فيطلبونه بالمدينة، فيُخالفهم إلى مكَّة، فيطلبونه بمكَّة فيُصيبونه، فيقولون: أنت فلان بن فلان؟ وأمّك فلانة ابنة فلان؟ وفيك آية كذا وكذا؟ وقد أفلتَّ منَّا مرَّة فمـُدَّ يدكَ نُبايعك، فيقول: لستُ بصاحبكم، حتَّى يَفلِت منهم، فيطلبُونه بالمدينة فيُخالفهم إلى مكَّة، فيُصيبونه بمكَّة عند الركن، ويقولون له: إثمـُنا عليك ودمائُنا في عنقك إن لم تَمـُدَّ يدك نبايعك، هذا عسكر السفياني قد توجَّه في طلبنا، عليهم رجل من حرام، فيجلُس بين الركن والمقام، فيَمـُدَّ يده، فيُبايع له، فيلقي الله محبَّته في صدور الناس، فيصير مع قومٍ أُسدٍ بالنهار رهبان بالليل).

المؤلِّف:

أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي الحديث بلفظ آخر مختصر في العرف الوردي، ج2، ص74، وقال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ابن مسعود، وقال:

(يُبايع المهدي سبعةُ رجالٍ علماء، توجَّهوا إلى مكَّة، من

٣٢٥

أُفقٍ شتَّى على غيرِ ميعادٍ، قد بايعَ لكلِّ رجلٍ منهم ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، فيجتمعون بمكَّة فيُبايعونَه، ويقذف الله محبَّته في صدور الناس، فيسيرُ بهم، وقد توجَّه إلى الذين بايعوا السفياني بمكَّة، عليهم رجلٌ من جرم، فإذا خرج بين مكَّة خلَّف أصحابه ومشى في إزار ورداء، حتَّى يأتي الحرم فيُبايَعُ له، فيُندمـُه كَلْبٌ على بيعته، فيأتيه فيستقيله البيعة، فيقتُله، ثمَّ يَغير جيوشه لقتالِه فيَهزِمهم، ويَهزِم على يديه الرُّوم، ويُذهِب الله على يديه الفقر، ويَنزلُ الشَّام ) .

المؤلِّف:

هذه الأحاديث الثلاثة تُشارك بعضها مع البعض في المضمون، وإنْ كان في الحديث الثالث زياداتٌ لا توجد في غيره، فلو قلنا: إنَّ الرواة نقلوا الحديث بالمعنى واختصروا الحديث، لا يبعُد عن الصواب؛ وإنَّ فعلهم سَببٌ لعدم فهم الحديث؛ وسببُ إجماله، وقد تقدَّم الحديث في رقم (47) من الباب، نقلاً من عقد الدُّرر، وراوي الحديث رجلٌ واحدٌ وهو ابن مسعود، وهو صحابي معروف بعيدٌ منه أن يحدِّث مختلفاً هذا الاختلاف، والله أعلم.

100- وفي الفصول المهمَّة في الفصل الثاني عشر، ص282، طبع سنة 1369هـ في النجف الأشرف، [ قال ]:

علاماتُ قيامِ القائم ومدَّة أيَّام ظهوره .

قد جاءت الآثار بذِكر علامات زمان قيام القائم المهدي، وحوادث تكون أيَّام قيامه، وأماراتٍ، ودلالات، منها:

(1) خروج السفياني. (2) وقتل الحسني. (3) واختلاف بني العباس في الملك. (4) وكسوف الشمس في النصف من شعبان. (5) وخسوف القمر في آخر الشهر، على خلاف ما جرت به العادة [ السماويَّة ] وعلى خلاف حساب أهل النجوم من أنَّ خسوف القمر لا يكون إلاَّ في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر لا غير، وذلك عند تقابل الشمس والقمر على هيئة مخصوصة، وأنَّ كسوف الشمس لا يكون إلاَّ في السابع والعشرين من الشهر، أو الثامن والعشرين، أو التاسع

٣٢٦

والعشرين، وذلك عند اقترانها على هيئةٍ مخصوصة. (6) ومن ذلك طلوع الشمس من مغرِبها. (7) وقتل النفس الزكيَّة، تظهر في سبعين ألفاً من الصالحين. (8) وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام. (9) وهدم حائط مسجد الكوفة. (10) وإقبالُ راياتٍ سودٍ من قِبَل خُراسان. (11) وخروج اليماني. (12) وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات. (13) ونزول الترك الجزيرة. (14) ونزول الروم الرملة. (15) وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر، ثمَّ ينعطف حتَّى يكاد أن يلتقي طرفاه [ لأنَّ له ذنب ]. (16) وحُمرةٌ تظهر في السماء وتلبث في آفاقها. (17) ونارٌ تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجوِّ ثلاثة أيَّام أو سبعة أيَّام. (18) وخلعُ العرب أعنَّتها وتملُّكها البلاد وخروجها عن سلطانهم. (19) وقتل أهل مصر أميرهم. (20) وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه. (21) ودخولُ راياتِ قيسٍ والعرب إلى مصر. (22) و [ دخول ] راياتِ كِندة إلى خُراسان. (24) وورود خيل من العرب حتَّى تربط بفناء الحيرة. (25) وإقبال راياتٍ سودٍ من المشرق ونحوها. (26) وفتقٌ في الفرات حتَّى يدخل الماء أزقَّة الكوفة. (27) وخروج ستِّين كذَّاباً كلُّهم يدَّعي النبوَّة. (28) وخروج اثني عشر من آل أبي طالب [ من بني أبي طالب ] كلُّهم يدَّعي الإمامة لنفسه. (29) وإغراق رجلٍ عظيمِ القَدَر من شيعة بني العبَّاس عند الجسر ممَّا يلي الكرخ بمدينة بغداد. (30) وارتفاع ريحٍ سوداء بها في أوَّل النهار. (31) وزلزلة حتَّى ينخسف كثير منها. (32) وخوف يشمل أهل العراق. (33) وموتٌ ذريع. (34) ونقصٌ من الأنفُس والأموال والثمرات. (35) وجرادٌ يظهر في أوانه وفي غير أوانه، حتَّى يأتي على الزرع والغلاَّت. (36) وقلت ربع ما يزرع الناس. (37) واختلافٌ بين العجم، وسفك دماءٍ كثيرة فيما بينهم. (38) وخروجُ العبيد عن طاعة ساداتهم. (39) وقتلهم

٣٢٧

مواليهم. (40) ثمَّ يُختم بعد ذلك بأربعة وعشرون مـَطْرة متَّصلة، فيُحيي الأرض بعد موتها، وتُظهر بركاتها، وتزول بعد ذلك كلُّ عاهَةٍ عن مـُعتقدي الحقِّ من أتباع المهدي، فيَعرِفون عند ذلك ظهوره [ وينتظرون بعد ذلك ظهوره ] بمكَّة فيتوجَّهون إليه قاصدين لنُصرته كما جاءت بذلك الأخبار، [ قال ]: ومن جملة هذه الحوادث [ من جملة هذه الأحاديث ] ما هو محتوم، ومنها ما هو مـُشتَرَط، والله أعلم.

المؤلِّف:

إلى هنا انتهى ما في الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي، وجميع هذه الأربعين علامة تقدَّمت الإشارة إليها في الباب، في الأحاديث السابقة المرويَّة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) برواية أهل البيت، أو رواية الصحابة الكرام، أو التابعين لهم، وقد تقدَّم أنَّ ابن حجر الهيتمي ذكر في كتابه القول المختصر في المهدي المنتظر جميع هذه العلامات، وتقدَّم نقله في رقم (12) من الباب، وأشرنا فيه إلى بعض الأحاديث المرويَّة في عقد الدُّرر وفي غيره، وفيها ذكر تلك العلامات راجع.

101- وفي العرف الوردي، ج2، ص68، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن كعب [ الأحبار ] قال:

(إذا مـَلك رجلٌ الشام، وآخر مصر، فاقتتل الشامي والمصري، وسَبى أهلُ الشامِ قبائلَ من مصر، وأقبل رجلٌ من المشرق براياتٍ سودٍ صغارٍ قَتَل صاحبَ الشام [ وهو السفياني ] فهو الذي يؤدِّي الطاعة إلى المهدي [ عليه السلام ]) .

المؤلِّف:

تقدَّمت أحاديثُ عديدة بمضمون هذا الحديث راجع واغتنم.

102- وفي العرف الوردي، ج2، ص68، أخرج بسنده عن نعيم بن حمَّاد، عن أبي قبيل قال:

(يكون بأفريقية أمير اثنتي عشر سنة، ويكون بعده فتنة، ثمَّ يملك رجل أسمر يملؤها عدلاً، ثمَّ يسير إلى المهدي، فيؤدِّي إليه الطاعة ويقاتل عنه).

٣٢٨

103- وفي العرف الوردي، ج2، ص69، أخرج بسنده عن سعيد بن المسيَّب، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(تخرجُ من المشرق راياتٌ سودٌ لبني العباس، ثمَّ يمكثون ما شاء الله، ثمَّ تخرجُ راياتٌ سودٌ صغارٌ تُقاتِل رجلاً من وُلد أبي سفيان أصحابه، من قِبَل المشرق، يؤدُّون الطاعة للمهدي [ عليه السلام ]) .

المؤلِّف:

تقدَّمت أحاديثُ عديدة فيها مضامين هذا الحديث الشريف، والرايات السود الأُولى لأبي مـُسلم الخراساني، والرايات السود الأخيرة لشعيب بن صالح التميمي.

المؤلِّف:

يأتي في رقم (107) حديث مفصَّل يُعرف به إجمالُ هذا الحديث.

104- وفي العرف الوردي، ج2، ص70، قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن ضمرة بن حبيب ومشايخهم، قالوا:

يبعث السفياني خيله وجنوده، فيبلغ عامَّة المشرق من أرض خُراسان وأرض فارس، فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم، ويكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إيَّاه بايعوا رجلاً من بني هاشم، وهم يومئذٍ في آخر المشرق، فيخرج بأهل خُراسان على مقدَّمته رجل من بني تميم - مولىً لهم - يقال له: شعيب بن صالح، أصفر، قليل اللحية، يخرج إليه في خمسةِ آلاف، فإذا بلغه خروجه شايعه، فيُصيِّره على مقدِّمته، لو استقبل بهم الجبال الرواسي لهدَّها، فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم، فيَقتُل منهم مـَقتلةً عظيمةً، ثمَّ تكون الغالِبةُ للسفياني، ويهرب الهاشمي، ويخرج شعيب بن صالح مختفياً إلى البيت المقدس، يوطِّئ للمهدي منزله إذا بلغه خروجه [ أي: خروج المهدي ] إلى الشام [ ثمَّ قال ]: قال الوليد: بلغني أنَّ هذا الهاشمي [ أي: المشار إليه في الحديث ] أخو المهدي لأبيه، وقال بعضهم: هو ابن عمِّه، وقال بعضهم: إنَّه لا يموت، ولكنَّه بعد الهزيمة يخرج إلى مكَّة، فإذا ظهر المهدي (عليه السلام) خرج [ أي: الهاشمي ].

٣٢٩

المؤلِّف:

ذُكِر في كتب الإماميِّة أنَّ المهدي (عليه السلام) كان له أخ يسمَّى موسى؛ فعليه يمكن أن يُقال: إنَّ ما ذكره الوليد صحيح، ويظهر من بعض الأحاديث أنَّه السيِّد الحسني الذي يطلب من الإمام العلامة والدليل على أنَّه هو الإمام الذي تجب طاعته، فيُشير الإمام إلى الطير فينزِل من السماء إليه، ويزرع في الأرض العود اليابس فيخضرّ ويُورق؛ فيُسلِّم السيِّد الحسني إليه أصحابه ويبايعه، ويكون من أتباعه ورؤساء عسكره وجيشه، وقد تقدَّم في باب (28) من الكتاب.

105- وفي عقد الدُّرر، الحديث ()، من الفصل الثالث من الباب (4)، أخرج بسنده عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) أنَّه قال:

(إذا رأيتم ناراً من المشرق ثلاثة أيَّام - أو سبعة أيَّام - [ الترديد من الراوي ] فتوقَّعوا فرجَ آل محمَّد إن شاء الله تعالى، ثمَّ قال: ثمَّ يُنادي من السماء منادٍ باسم المهدي، فيسمع مـَن بالمشرق ومـَن المغرب، حتَّى لا يبقى راقدٌ إلاَّ استيقظ، ولا قائمٌ إلاَّ قعد، وقاعد إلاَّ قام على رجليه فزعاً من ذلك، فرحِم الله مـَن سمع ذلك الصوت فأجاب؛ فإنَّه صوتُ جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام)).

المؤلِّف:

أخرج السيِّد في الملاحم والفتن، ج1، ص24، باب (69) من فتن نعيم، في النار التي تَطلُع من قِبل المشرق قال: وعن خالد بن معدان، قال:

ستبدو آيةٌ - عمودٌ من نارٍ - تطلُع من قِبَل المشرق، يراها أهلُ الأرض كلُّهم، فمن أدرك ذلك فليُعِد لأهله طعام سنة.

106- وفي ينابيع المودَّة، ص414، باب (68)، قال: ومن علاماتِ ظهور المهدي (عليه السلام): خروج السفياني، وهو يرسل ثلاثين ألفاً إلى مكَّة، وفي البيداء تَخسِفهم الأرض فلا ينجو منهم إلاَّ رجلان، وتكون مدَّة حُكمِه ثمانية أشهر، وظهور المهدي (عليه السلام) في هذه السنُّة.

المؤلِّف:

ورد في أحاديث عديدة أنَّ مدَّة مـُلك السفياني حَملُ امرأة، ويمكنُ الجمعُ بينها.

٣٣٠

107- وفي العرف الوردي، ج2، ص68، أخرج بسنده وقال: روى نعيم بن حمَّاد عن أبي هريرة [ أنَّه ] قال:

(يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان، فيغلب السفياني على ما يليه [ في أوَّل خروجه ] والمهدي على ما يليه [ في أوَّل ظهوره ] ثمَّ تكون الغلبة للإمام المهدي (عليه السلام)، فيقتل السفياني وأصحابه، ولا يبقى على وجه الأرض عدوٌّ لآلِ محمَّد، ولا يبقى على وجه الأرض يهودي ولا نصراني ولا غيرهما من مِللِ الكُفْر، بل تكون المِلَّة ملَّةٌ واحدةٌ، ملِّة الإسلام في جميع أقطار الأرض).

108- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج2، ص59، باب (60)، أخرج بسنده من فتن السليلي وقال: روى بسنده عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في فتنة الزوراء والكوفة والمدينة، وعن قضيَّة شعيب بن صالح والمهدي، وقال: روى مـُعاذ بن جبل، وقال: بينما أنا وعبيدة الجرَّاح وسلمان جلوس ننتظر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إذ خرج علينا في الهَجِيرة مرعوباً متغيِّر اللون! فقال:

(من ذا؟ أبو عبيدة، مـُعاذ، سلمان؟ قلنا: نعم يا رسول الله، فذكر الفتن، ثمَّ قال: تدخل مدينة الزوراء [ أي: الفتن تدخل مدينة الزوراء ] فكم من قتيلٍ وقتيلة، ومال منتهب، وفرجٍ مستحل، رحم الله من آوى نساء بني هاشم يومئذٍ وهن حرمتي، ثمَّ تنتهي إلى وكر الشيطان بذي العرس، فيخرج إليهم فتيان من مجالسهم، عليهم رجل يقال له [ شعيب بن ] صالح، فتكون الدابرة على أهل الكوفة، ثمَّ تنتهي إلى المدينة، فتقتل الرجال، وتبقر بطون النساء من بني هاشم، فإذا حضر ذلك، فعليكم بالشواهق، أو خلف الدروب، وإنَّما ذلك حمل امرأة، ثمَّ يُقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح - سقى الله بلاد شعيب - [ يُقبل ] بالراية السوداء المهدية بنصر الله وكلمته حتَّى يبايع المهدي بين الركن والمقام).

109- وفي كنز العمَّال، ج6، ص67، من فتن نعيم، بسنده عن عمَّار بن ياسر، قال:

(إنَّ لأهل البيت بينكم أماراتٍ، فالزموا الأرض، يَنسابُ

٣٣١

التُّرك في خلافة رجلٍ ضعيف! فيُخلعُ بعد سنتين من بيعته، ويُخالف التُّرك بالروم، ويُخسَف بغربي مسجد دمشق، ويَخرجُ ثلاثةُ نفرٍ بالشام، ويأتي هلاكُ مـُلكِهم من حيثُ بدأ، ويكونُ بدءُ التُّرك بالجزيرة والروم وقسطنطين، فيَتبعُ عبدُ الله عبدَ الله، فيلتقي جُنودهما بقرقيسياء على النهر، فيكونُ قتالٌ عظيمٌ، ويسير صاحبُ المغربِ فيَقتُل الرِّجال ويسبي النساء، ثمَّ يَرجِعُ في قيسٍ حتَّى ينزِلَ الجزيرة إلى السفياني، فيَتبعُ اليماني؛ فيَقتُل قيساً بأريحا [ أريخ ] [ وهي مدينة من أرض الأُردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس مسيرة يومٍ للفارس ] ويحوز السفياني ما جمعوا، ثمَّ يسيرُ إلى الكوفةِ فيَقتلَ أعوانَ آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ثمَّ يظهر السفياني بالشام على الراياتِ الثلاث، ثمَّ يكونُ كلُّهم وقعةٌ بقرقيسياء عظيمة، ثمَّ ينفتق عليهم فتق من خلفهم؛ فيقتل طائفة منهم حتَّى يدخلوا أرض خُراسان (1)، وتُقبِل خيلُ السفياني كالليل والسيل، فلا تمرُّ بشئٍ إلاَّ أهلكته وهدمته، حتَّى يدخلوا الكوفة، فيَقتُلون شيعةَ آلِ محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ثمَّ يطلبون أهل خُراسان في كلِّ وجه، ويخرُجُ أهلُ خُراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه).

المؤلِّف:

بهذا الحديث الشريف وما فيه من التفصيل يفهم أحاديث كثيرة تقدَّمت جميعها بالإجمال، وقد تقدَّم حديثٌ بهذا المضمون عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) وفيه ذِكر وقعةِ قرقيسا (2) وغيرهما، وقد تقدَّم أيضاً أحاديث عديدة فيها إشارة إلى ما يعمله السفياني

____________________

(1) أرض خُراسان: أرضٌ واسعةٌ أوَّل حدودها ممَّا يلي العراق، وآخر حدودها ممَّا يلي الهند، فُتحت أكثرُ بلادها في إمارة عثمان سنة 31 هـ، فتحها الأمير عبد الله بن عامر بن كريز، وسمِّيت خُراسان باسم أحد أولاد سام بن نوح على نبيِّنا وآله وعليه الصلاة والسلام. كما ذكره ياقوت في معجم البلدان، ج3، ص407.

(2) قرقيسا - الصحيح: قرقيسيا -: وهي بلدةٌ على نهر الخابور قُرب رُحبة مالك بن طوق، على ستَّة فراسخ، وعندها مصبُّ الخابور في الفرات، فهي مثلث بين الخابور والفرات. كما في معجم البلدان، ج7، ص60.

٣٣٢

بأهل الكوفة من القتل والأسر والنهب، وبما يفعله بأهل المدينة المنوَّرة وعلى الأخصِّ بالهاشميين الساكنين في المدينة المنورة.

وقد أخرج علي المتَّقي الحنفي في كنز العمَّال، ج7، ص70 حديثاً آخر بسنده عن [ أمير المؤمنين ] علي (عليه السلام)، وفيه بعض مضامين هذا الحديث واليك نصُّه:

110- وفي كنز العمَّال، ج7، ص70، نقلاً من فتن نعيم، عن علي (عليه السلام) قال:

(يظهرُ السفياني على الشام، ثمَّ يكونُ بينهم وقعةٌ بقرقيسياء، حتَّى يشبع طيرُ السماء وسباعُ الأرض من جِيفِهم، ثمَّ يُفتَق عليهم فتقٌ من خلفهم؛ فتُقتلُ طائفةٌ منهم حتَّى يدخلوا أرضَ خُراسان، وتُقبِلُ خيلُ السفياني في طلبِ أهلِ خُراسان في طلب المهدي [ عليه السلام ]) .

المؤلِّف:

أخرج في كنز العمَّال، ج5، ص67 في كتاب الفتن من فتن نعيم، عن عمَّار بن ياسر قال:

(إذا رأيتم الشام اجتمع أمرُها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكَّة).

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (21)، وفي رقم (25)، حديث عمَّار بن ياسر مفصَّلاً، وفيه ما في الحديث المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، وقد أخرج حديث عمَّار في عقد الدُّرر في الفصل الأوَّل من الباب الرابع، في الحديث (69)، وقد ذكرناه في باب أحوال السفياني في رقم (36) فلا نعيده، فمـَن أحبَّ الاطِّلاع عليه فليراجع هناك.

111- وفي كنز العمَّال، ج7، ص70، من فتن نعيم، أخرج بسنده عن علي (عليه السلام) قال:

(إذا اختلفَ أصحابُ الراياتِ السود؛ خُسِف بقريةٍ من قُرى إرم (1)، ويَسقطُ جانبُ مسجدها الغربي، ثمَّ يخرُجُ بالشام ثلاثُ راياتٍ: الأصهب، والأبقع، والسفياني، فيخرُج السفياني من الشام، والأبقع من مِصر، فيظهرُ السفياني عليهم).

____________________

(1) قيل: إرم: هي الإسكندرية، وقيل: دمشق، وأمَّا أُرْم: بالضمِّ ثمَّ السكون، صِقع بأذربيجان، وأُرَم: بالضمِّ ثمَّ الفتح، بلدة من نواحي طبرستان قرب سارية، وأهلها شيعة. معجم البلدان، ج1، ص197.

٣٣٣

112- وفي الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي في الفصل الثاني عشر، ص283، طبع النجف الأشرف، قال: وعن جابر الجعفي (رحمه الله)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال لي:

(إلزم الأرض، ولا تتحرك يداً ولا رجلاً، حتَّى ترى علامات، أذكرها، وما أراك تدرك ذلك [ ولكن اذكرها لغيرك ]:

(1) اختلاف بني العبَّاس.

(2) ومنادٍ يُنادي من السماء.

(3) وخَسفُ قريةٍ من قُرى الشام تسمَّى: الجابية.

(4) ونزولُ التُّرك الجزيرة.

(5) ونزولُ الروم الرملة.

(6) واختلافٌ كثيرٌ عند ذلك في كلِّ الأرض، حتَّى تَخرَبَ الشام، ويكونُ خرابُها اجتماعُ ثلاثُ راياتٍ فيها، (أ) رايةُ الأصهب (ب) ورايةُ الأبقع (ج) ورايةُ السفياني...). الحديث.

المؤلِّف:

وأخرج ابن الصبَّاغ قبل هذا الحديث حديثاً آخر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ذكر فيه بعض ما يقع قبل ظهور الإمام (عليه السلام) وهذا نصُّه.

113- وفي الفصول المهمَّة - في المصدر السابق - قال: رويَ عن علي بن يزيد الأزدي، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام):

(بين يدي القائم [ أي: قبل ظهوره يقع ] موتٌ أحمر، [ ويقع ] وموتٌ أبيض، [ ويقع ] وجرادٌ في حينه [ أي: في وقت الجراد ] وفي غير حينه [ أي: في غير وقت الجراد ] [ جراد ] كألوان الدم [ أي: أحمر ] [ ثمَّ قال ]: فأمَّا الموت الأحمر فالسيف، وأمَّا الموت الأبيض فالطاعون).

المؤلِّف:

ثمَّ ذكر ابن الصبَّاغ سنة خروج الإمام، وشهره، ويومه، وما يقع بعد ظهوره، وقد أخرجنا هذه المطالب في الأبواب السابقة بحسب المناسبة.

114- وفي الفصول المهمَّة لابن الصبَّاغ المالكي، ص248 من الفصل الثاني عشر، طبع النجف الأشرف، قال: رويَ عن أبي جعفر (عليه السلام) [ أنَّه ] قال:

(المهدي منَّا، منصور بالرعب، مؤيَّد بالظفر، تطوى له الأرض،

٣٣٤

وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله دينه على الدّين كلّه ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلاَّ عمَّره، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلاَّ أخرجته، ويتنعَّم النَّاس في زمانه نعمةً لم يتنعَّموا مثلها قطُّ ، قال الراوي: فقلتُ يا بن رسول الله: فمتى يخرجُ قائِمـُكم؟ قال:

(1) إذا تشبَّه الرجال بالنساء. (2) والنساء بالرجال. (3) وركبت ذوات الفروج السروج. (4) وأماتَ النَّاس الصّلوات. (5) واتَّبعوا الشهوات. (6) وأكلوا الرِّبا. (7) واستخفُّوا بالدماء. (8) وتعاملوا بالرِّبا. (9) وتظاهروا بالزِّنا. (10) وشيَّدوا البناء. (11) واستحلُّوا الكذب. (12) وأخذوا الرُّشا. (13) واتَّبعوا الهوى. (14) وباعوا الدِّين بالدُّنيا. (15) وقطعوا الأرحام. (16) ومنُّوا بالطَّعام (وظنُّوا بالطَّعام - نسخة -). (17) وكان الحِلمـُ ضِعاً. (18) والظلم فخراً. (19) والأُمراء فَجَرةٌ. (20) والوزراءُ كَذَبة. (21) والأُمناء خَونة. (22) والأعوان ظلمة. (23) والقُرَّاء فَسَقة. (24) وظَهرَ الْجَوْر. (25) وكثر الطَّلاق. (26) وبدأ الفجور. (27) وقُبِلت شهادةُ الزور. (28) وشُرِبت الخمور. (29) ورُكبَت الذكور الذكور. (30) واستغنت النِّساء بالنِّساء. (31) واتَّخذوا الفيءَ مغنماً. (32) والصَّدقة مـَغرماً (33) واتُّقي الأشرار مخافةَ ألسنتهم. (34) وخرجَ السفياني من الشَّام. (35) واليماني من اليمن. (36) وخُسِف خَسفٌ بالبيداء بين مكَّة والمدينة. (37) وقَتْلُ غلامٍ من آلِ محمَّد بين الركن والمقام. (38) وصاحَ صايحٌ من السماء: بأنَّ الحقَّ معه ومع أتباعه. (39) فعند ذلك خروجُ قائمنا، فإذا خرجَ أسندَ ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه، فأوَّل ما ينطق به هذه الآية: ( بقيَّة اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ، ثمَّ يقول: أنا بقيَّة الله وخليفته وحُجَّتُه عليكم، فلا يُسَلِّمـُ مـُسَلِّمٌ عليه إلاَّ قال: السلام عليك يا بقيَّة الله في الأرض، فإذا اجتمع عند العقد، وعشرة ألف رجل، فلا يبقى

٣٣٥

يهودي ولا نصراني ولا أحدٌ ممَّن يعبدُ غير الله إلاَّ آمن به وصدَّقه، وتكون المِلَّة واحدة مِلَّة الإسلام، وكلمَّا كان في الأرض من معبود سوى الله فيُنزِلُ عليه ناراً من السَّماء فتُحرِقه).

[ ثمَّ قال في آخر كلامه ] : قال بعض [ العلماء و ] أهل الأثر: المهدي هو القائم المنتظر [ قال ]: وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره، وستُسفِر ظلمة الأيَّام والليالي بسفوره، وتنجلَّى برؤيته الظُّلَمـُ انجلاء الصبح من ديجوره، ويخرج من سِرَارِ الغيبة فيملأ القلب بسروره، ويسري عدله في الآفاق فيكون أضوأ من البدر المنير في مسيره.

المؤلِّف:

إلى هنا انتهى حديث ابن الصبَّاغ، ومن راجع هذا الحديث والحديث الذي أخرجه الشبلنجي في نور الأبصار عَرَفَ الفَرْق بينهما؛ فإنَّ في هذا الحديث ذَكر أموراً لم تُذكر في نور الأبصار؛ وذلك سبَبُ إخراجِنا للحديث ثانياً، ونشكر الله على هذا التوفيق.

115- وفي فرائد السمطين لإبراهيم بن محمَّد الحمويني الشافعي، أخرج بسنده المتَّصِل عن أُبيْ بن كعب أنَّه قال: لمَّا بيَّن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أحوال المهدي (عليه السلام)، سأله أُبي و [ قال ]: وما علامته ودلالته؟ فقال له النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(... له عَلَمٌ إذا حانَ وقتُ خروجه، انتشر ذلك العَلَمـُ من نفسه، وأنطقه الله عزَّ وجلَّ، فناداه العَلَم: أخرج يا وليَّ الله، أقتُل أعداء الله، قال: وهما: رايتان وعلامتان، وله سيف مـُغْمـَد، فإذا حان وقت خروجه اقتُلِع ذلك السيف من غَمدِه وأنطقه الله عزَّ وجلَّ فناداه السيف: أخرج يا وليَّ الله، فلا يحلُّ لك أن تَقعُد عن أعداء الله، فيخرج فيقتل أعداء الله حيث ثَقِفهم، ويُقيم الحدود، ويحكم بحكم الله...). الحديث. وله بقيَّة تقدَّم بعضه في باب (28).

المؤلِّف:

ورد في كُتب علماء أهل السنُّة، وكُتب علماء الإماميِّة أوصاف عَلَمِ الإمام المهدي (عليه السلام)، ومن جملتها ما أخرجه السيوطي

٣٣٦

في كتابه العرف الوردي، وهذا نصُّه - في العرف الوردي، ج2، ص75 - قال: أخرج نعيم بن حمَّاد، عن عبد الله بن شريك [ أنَّه قال ]:

(مع المهدي رايةُ رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) المـُعلَّمـَة).

وفيه أيضاً قال: وعن ابن سيرين قال: (على رايةِ المهدي مكتوب: البيعة لله).

وفي القول المختصر - لابن حجر - قال:

الثالثة والعشرون: يخرج [ أي: الإمام المهدي (عليه السلام) ] براية النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، من مـَرطٍ، مـُعلَّمة سوداء مـُربعة، لم تُنشر مـُنذُ توفِّيَ رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ولا تُنشر حتَّى يخرج المهدي.

٣٣٧

الخَاتِمة

خاتمةٌ لازِمةٌ، نذكر فيها بحول الله وقوَّته بعض أولاد آدم (عليه السلام) المـُعمِّرين من الأنبياء والملوك وغيرهم؛ لدفع الاستبعاد لبقاء خاتم الأوصياء المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند جمهور أهل السنُّة.

فنقول أوَّلاً: العِلمـُ الجديد في هذا العصر يُثبت أنَّ البشر قابلٌ للبقاء إلى ألف السنين، وذكروا لذلك أدلَّة، وذكروا بعض المعمِّرين، ونحن نذكُر أدلَّتهم وما ذكروا من المعمِّرين، بعد أن نذكر ما في كُتب علماء أهل السنُّة والإماميَّة.

أقوى الأدلَّة: كلام الله المجيد في نوح (عليه السلام)، ففي سورة العنكبوت آية (13 - 15) قال تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ ألف سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمـُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمـُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) .

المؤلِّف:

ورد في القرآن الكريم مئة واثنين وعشرين آية في نوح (عليه السلام)، في سورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة الأنعام، وسورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة هود، وسورة الأنبياء، وسورة المؤمنون،

٣٣٨

وسورة الفرقان، وسورة الشعراء، وسورة العنكبوت، وسورة الصافات، وسورة المؤمن، وسورة القمر، وسورة نوح، فإنَّ تمام السورة في أحواله (عليه السلام)، وهي السورة (71) من سور القرآن التي هي (114) سورة.

المؤلِّف:

الأحاديث المرويَّة عن أهل البيت (عليهم السلام) في عمر نوح (عليه السلام) كثيرة وإليك بعضها: ففي كتاب البرهان، ج2، ص804، أخرج بسنده عن ابن بابويه حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدَّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمَّد (عليهما السلام) قال:

(عاشَ نوحٌ (عليه السلام) ألفي سنةٍ وخمسمئة سنة، منها ثمانمئة سنة وخمسونَ سنة قَبل أن يُبعث، وألفَ سنةٍ إلاَّ خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، ومئتا سنةٍ في عمل السفينة، وخمسمئة عام بعد ما نزل من السفينة ونَضَب الماء، فمصَّر الأمصار، وأسكن ولده البلدان).

وفي حديث آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(عاش نوح (عليه السلام) بعد الطوفان خمسمئة سنة، ثمَّ أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا نوح: إنَّه قد انقضت نبوَّتك، واستكملت أيَّامك، فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوَّة التّي معك فادفعها إلى ابنك سام؛ فإنِّي لا أترك الأرض إلاَّ وفيها عالم تُعرف طاعتي به، وتُعرف به هداي، ويكون نجاة فيما بين مـَقبَض النَّبي ومبعث النَّبي الآخر، ولم أكن أترُك الناس بغير حُجَّةٍ لي، وداعٍ إليَّ، وهادٍ إلى سبيلي، وعارف بأمري، فإنِّي قد قضيت أن أجعل لكلِّ قومٍ هادياً أهدي به السعداء، ويكون حجَّةً لي على الأشقياء، قال: فدفع نوح (عليه السلام) الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوَّة إلى سام، وأمَّا حام ويافث لم يكن عندهما عِلمٌ ينتفعان به، قال: وبشَّرهم نوحٌ (عليه السلام) بهودٍ (عليه السلام) وأمرهم باتِّباعه، وأمرهم أن يفتحوا الوصية في كلِّ عامٍ وينظروا فيها ويكون عيداً لهم).

٣٣٩

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

(عاش نوح ألفي سنة وثلاثمئة سنة...). الحديث .

المؤلِّف:

لعلَّ الراوي اشتبه في المـُدَّة أو إنَّ حديثه غير كامل في تعيين سنين عمر نوح (عليه السلام).

وقال الخازن في تفسيره، ج3، ص418، المطبوع سنة (1317 هـ): إنَّ نوحاً (عليه السلام) عاش ألفاً وخمسين عاماً، ثمَّ قال: وقيل غير ذلك في عمره.

وقال النسفي في تفسيره، ج3 المطبوع بهامش تفسير الخازن، ج3، ص418: كان عمر نوح (عليه السلام) ألفاً وخمسين سنة، بُعِث على رأس أربعين سنة، ولبث في قومه تسعمئة وخمسون سنة، وعاش بعد الطوفان ستِّين سنة، قال: وعن وهب: إنَّه عاش ألفاً وأربعمئة سنة، وفيه قال: إنَّ أصحاب السفينة من أولاده وغيرهم كانوا ثمان وسبعين نفساً، نصفهم ذكور ونصفهم إناث: منهم أولاد نوح: سام، وحام، ويافث ونسائهم.

المؤلِّف:

اشتبه النسفي - في تفسيره - في تعيين عمر نوح (عليه السلام) بعشر سنين.

وفي تفسير القرطبي، ج13، ص332 – 333، عند تفسير سورة العنكبوت قال:

اختلفوا في عمر نوح (عليه السلام)، فقال عون بن شدَّاد والحسن البصري: إنَّ عمره (عليه السلام) بلغ ألفاً وستمائة وخمسون سنة (1650)، وقال وهب: إنَّ عمر نوح (عليه السلام) بلغ ألفاً وأربعمئة سنة (1400)، وقال كعب الأحبار: إنَّ عمر نوح (عليه السلام) بلغ تسعمئة وخمسون سنة (950) قال: ووُلِد نوح (عليه السلام) بعد أن مضى من عمر آدم (عليه السلام) تسعمئة وأربعون سنة (940).

ثمَّ ذكر القرطبي نسب نوح هكذا فقال: كان نوح بن لامك بن

٣٤٠