فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة0%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463
المشاهدات: 104595
تحميل: 3426


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104595 / تحميل: 3426
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-6406-18-1
العربية

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٠١ ] روى بسنده عن جابر قال : لما حفر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على بطنه حجراً من الجوع.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن ابن عباس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم التفت الى اُحد فقال : والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أُحداً يحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل اللّه ، أموت يوم أموت ، أدع منه دينارين ، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان ، فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبدا ولا وليدة وترك درعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص ١٥٠ ] روى بسنده عن عقبة بن عامر الجهني قال : أهدي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فروج حرير فلبسه فصلى فيه بالناس المغرب ، فلما سلم من صلاته نزعه نزعاً عنيفاً ثم ألقاه ، فقلنا : يا رسول اللّه قد لبسته وصليت فيه ، قال : إن هذا لا ينبغي للمتقين (اللغة) الفروج كتنور القميص الصغير ، هكذا في القاموس.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ١٠٤ ] روى بسنده عن موسى ابن جبير عن أبي امامة بن سهل ، قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوماً على عائشة فقالت : لو رأيتما نبي اللّه ذات يوم في مرض مرضه ، قالت : وكان له عندي ستة دنانير ـ قال موسى أو سبعة ـ قالت : فأمرني نبي اللّه ان أفرقها ، قالت : فشغلني وجع نبي اللّه حتى عافاه اللّه ، قالت : ثم سألني عنها فقال : ما فعلت الستة ـ قال : أو السبعة ـ قلت : لا واللّه لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي اللّه لو لقي اللّه عز وجل وهذه عنده (أقول) : وتقدم ذكر هذا الحديث في باب النبي صلّى اللّه عليه

١٨١

(وآله) وسلم أبعد الناس من الإثم ويسرع في تقسيم مال اللّه فراجعه.

[حلية الأولياء ج ٨ ص ١٢٨ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب فقال لعبد اللّه بن عمر : ما كان محمد قائلاً لربه وهذه عنده ، فقسمها قبل أن يقوم ، ثم قال : ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل ـ وأشار الى اُحد ـ ذهباً فينفقها في سبيل اللّه ويترك منها ديناراً ، فقال ابن عباس : قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم قبض ولم يدع ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ، ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من الشعير كان يأكل منه ويطعم عياله.

[حلية الأولياء ج ٧ ص ٢٦٢ ] روى بسنده عن زيد بن ثابت قال : نام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على حصير فأثر في حنبه فقالت له عائشة : يا رسول اللّه هذا كسرى وقيصر في ملك عظيم وأنت رسول اللّه لا شيء لك ، تنام على الحصير ، وتلبس الثوب الردي ، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا عائشة لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا لسارت ، ولقد أتاني جبريل بمفاتيح خزائن الدنيا فلم أردها ، إرفعي الحصير فرفعته فاذا تحت كل زاوية منها قضيب من ذهب ما يحمله الرجل فقال : انظري اليها يا عائشة إن الدنيا لا تعدل عند اللّه من الخير قدر جناح بعوضة ، ثم عادت القضبان.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٤ ] روى بسنده عن انس بن مالك إن فاطمةعليها‌السلام جاءت بكسرة خبز الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة؟ قالت : قرص خبز فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة ، فقال : أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام.

١٨٢

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٤ ] روى بسنده عن عائشة قالت : ما شبع آل محمد ثلاثاً من خبز بر حتى قبض وما رفع عن مائدته كسرة فضلاً حتى قبض.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ٢ ص ١١٥ ] روى بسنده عن الحسنعليه‌السلام قال : خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : واللّه ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وإنها لتسعة أبيات ، واللّه فما قالها استقلالاً لرزق اللّه ولكن أراد أن تأسى به أمته.

[تاريخ بغداد ج ١١ ص ١٠٢ ] روى بسنده عن عائشة ، قالت : دخلت على امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول اللّه عباءة مثنية ، فانطلقت فبعثت الى بفراش حشوه صوف ، فدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ما هذا يا عائشة؟ قالت : قلت : يا رسول اللّه فلانة الأنصارية دخلت على فرأت فراشك فذهبت فبعثت الى بهذا ، فقال : رديه قالت : فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك لي ثلاث مرات قالت : فقال : رديه يا عائشة ، فواللّه لو شئت لأجري اللّه معي جبال الذهب والفضة.

[تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣١٥ ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : أهدي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طوائر ثلاثة فأكل طيراً واستخبأ خادمه طيرين ، فلما أصبح قدم خادمه اليه الطيرين ، فقال : ما هذان؟ قال : طيران استخبأتهما لك يا رسول اللّه ، قال : ألم أنهك أن تدخر شيئاً لغد؟ إن اللّه تعالى يأتي برزق كل غد.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى :( فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ ) في سورة الأحقاف ، قال : أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة قالت : ظل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم صائما ثم طوى ، ثم ظل صائماً ثم طوى ، ثم ظل صائماً ،

١٨٣

قال : يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولآل محمد ، يا عائشة إن اللّه لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها ، والصبر عن محبوبها ، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم فقال :( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) واني واللّه لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا باللّه.

١٨٤

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يضعّف له البلاء

ويضعف له الأجر

[صحيح ابن ماجة في أبواب الفتن ص ٣٠٠ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف ، فقلت : يا رسول اللّه ما أشدها عليك ، قال : إنا كذلك يضعف لنا البلاء ، ويضعف لنا الأجر ، قلت : يا رسول اللّه أي الناس أشد بلاء؟ قال : الأنبياء ، قلت : يا رسول اللّه ثم من؟ قال : ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء.

[مشكل الآثار ج ٣ ص ٦٣ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول اللّه انك لتوعك وعكاً ، قال : اجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم. فقلت : إن لك اجرين ، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط اللّه عنه ـ كأنه يعني خطاياه ـ كما تحط

١٨٥

الشجرة ورقها.

[مشكل الآثار ج ٣ ص ٦٤ ] روى بسنده عن عائشة إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طرقه وجع فجعل يتقلب على فراشه ، فقالت له عائشة : يا نبي اللّه لو أن بعضنا فعل هذا لوجدت عليه ، فقال : إن المؤمنين يشتد عليهم البلاء ، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة ولا وجع إلا رفع اللّه له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة.

[الآثار للشيباني ص ١٤٥ ] روى بسنده عن ابراهيم إن عمر مس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو محموم ، فقال عمر : أيأخذك هكذا وأنت رسول اللّه؟ فقال : إنها إذا أخذتني شقت عليّ ، إن أشد هذه الأمة بلاء نبيها ، ثم الخير فالخير ، وكذلك الأنبياء قبلكم والأمم.

١٨٦

باب

ملك الموت يستأذن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ولم يستأذن على أحد قبله

[كنز العمال ج ٤ ص ٥٤ ] قال عن عليعليه‌السلام قال : لما كان قبل وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بثلاث أهبط اللّه جبريل اليه ، فقال : يا أحمد إن اللّه عز وجل أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلاً لك وخاصة لك وسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك؟ (الى ان قال) فقال له جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إئذن له فأذن له (الى ان قال) فلما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وجاءت التعزية جاء آتٍ يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه ، في اللّه عزاء من كل مصيبة ، وخلف من كل هالك ودرك من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فأرجوا ، فإن المحروم محروم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ، (قال عليعليه‌السلام ) : هل تدرون من هذا؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر (قال) : أخرجه العدني وابن سعد والبيهقي في الدلائل.

١٨٧

[طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٤٨ ] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن ابيه ، قال : لما بقي من أجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاث نزل عليه جبريل فقال : يا أحمد إن اللّه ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثاني هبط اليه جبريل فقال : يا أحمد إن اللّه أرسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك ، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثالث نزل عليه جبريل وهبط معه ملك الموت ونزل معه ملك يقال له اسماعيل يسكن الهواء لم يصعد الى السماء قط ، ولم يهبط الى الأرض منذ يوم كانت الأرض ، على سبعين الف ملك ليس منهم ملك إلا على سبعين الف ، فسبقهم جبريل فقال : يا أحمد إن اللّه أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، ويقول لك : كيف تجدك؟ قال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، ثم استأذن ملك الموت ، فقال جبريل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي كان قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك (قال) : إئذن له ، فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا رسول اللّه يا أحمد إن اللّه أرسلني اليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن أمرتني أن أتركها تركتها (قال) وتفعل يا ملك الموت؟ قال : بذلك أُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني فقال جبريل : يا أحمد إن اللّه قد اشتاق اليك (قال) فامض يا ملك الموت لما أمرت به (قال) جبريل : السلام عليك يا رسول اللّه ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون

١٨٨

الشخص ، السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته :( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن في اللّه عزاء عن كل مصيبة ، وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فأرجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

١٨٩

بابٌ

في أن أول من صلّى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

بعد أن قُبض الرب عز وجل من فوق عرشه

[حلية الأولياء ج ٤ ص ٧٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه وابن عباس ، قالا : لما نزلت( إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اَللّٰهِ واَلْفَتْحُ ) الى آخر السورة وساق الحديث (إلى أن قال) فقال عليعليه‌السلام : يا رسول اللّه إذا انت قبضت فمن يغسلك وفيما نكفنك ومن يصلي عليك ومن يدخلك القبر؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا علي اما الغسل فاغسلني انت ، وابن عباس يصب عليك الماء ، وجبريل ثالثكما ، فإذا انتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد ، وجبريلعليه‌السلام يأتيني بحنوط من الجنة ، فإذا انتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني ، فإن أول من يصلي عليّ الرب عز وجل من فوق عرشه ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفاً صفوفاً لا يتقدم عليّ أحد (الى أن قال) فقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فغسله علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وابن عباس يصب عليه الماء ، وجبريلعليه‌السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد ، وحُمل على السرير ثم

١٩٠

أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه ، فان أول من صلّى عليه الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً قال عليعليه‌السلام : ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصاً فسمعنا هاتفاً يهتف وهو يقول : ادخلوا رحمكم اللّه فصلوا على نبيكم فدخلنا فقمنا صفوفاً كما أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فكبرنا بتكبير جبريل ، وصلينا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بصلاة جبريل ، ما تقدم منا أحد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ودخل القبر علي بن أبي طالبعليه‌السلام (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٦٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود ، قال : لما ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قلنا : من يصلي عليك يا رسول اللّه؟ فبكي وبكينا وقال : مهلا غفر اللّه لكم وجزاكم عن نبيكم خيراً ، إذا غسلتموني وحنطتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وجليسي جبريل وميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة ، ثم ليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ، ثم ادخلوا أفواجاً أفواجاً وفرادى (الحديث).

١٩١

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيب حيا وميتا

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٢٦٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال ، لما اجتمع القوم لغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وليس في البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام والفضل بن عباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد بن حارثة ، وصالح مولاه ، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري ثم أحد بني عوف بن الخزرج ـ وكان بدرياً ـ علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال له : يا علي نشدتك اللّه وحظنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فقال له عليعليه‌السلام : ادخل فدخل فحضر غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولم يل من غسله شيئاً ، (قال) فأسنده الى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وكان أُسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء ، وجعل عليعليه‌السلام يغسله ، ولم ير من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيء مما يراه الغاسل من الميت ، وهو يقول : بأبي انت وأمي ما أطيبك حيا وميتا ، حتى إذا فرغوا من غسل رسول اللّه صلّى اللّه

١٩٢

عليه و (آله) وسلم ـ وكان يغسل بالماء والسدر ـ جففوه ، ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج في ثلاثة أثواب ، ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب احدكما الى أبي عبيدة الجراح ـ وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة ـ وليذهب الآخر الى أبي طلحة بن سهل الأنصاري ـ وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ـ (قال) ثم قال العباس لهما حين سرحهما : اللهم خر لرسولك (قال) فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[مستدرك الصحيحين ج ١ ص ٣٦٢ ] روى بسنده عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : غسلت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئاً ، وكان طيباً حياً وميتاً.

[طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٦٣ ] روى بطرق عديدة عن سعيد بن المسيب ، قال : التمس عليعليه‌السلام من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئاً ، فقال : بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً (أقول) وفي الباب اخبار كثيرة بهذا المضمون وقد اكتفينا منها بما ذكر.

١٩٣

باب

في نزول الملائكة الى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل يوم

وبيان فضل زيارته

[سنن الدارمي ج ١ ص ٤٤ ] روى بسنده عن نبيه بن وهب : إن كعباً دخل علي عائشة فذكروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال كعب : ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون الفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى اذا أمسوا عرجوا ، وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك ، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يزفونه

[كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ] ولفظه : من حج وزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي (قال) أخرجه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر.

[كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ] ولفظه : من زار قبري وجبت له شفاعتي (قال) أخرجه ابن عدي والبيهقي عن ابن عمر.

١٩٤

[كنز العمال ج ٨ ص ٩٩ ] ولفظه : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً ـ أو شفيعا ـ يوم القيامة (قال) أخرجه البيهقي عن أنس.

[الهيثمي في مجمعه ج ٣ ص ٢ ] قال : وعن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من جاءني زائراً لا يعلم له حاجة إلا زيارتي ، كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة (قال) رواه الطبراني في الأوسط والكبير.

١٩٥

باب

في كوثر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومقامه المحمود

وتزوجه في الجنة مع خديجة وبمريم بنت عمران وامرأة فرعون

وأخت موسى

[صحيح مسلم] في كتاب الصلاة ، في باب حجة من قال البسملة آية روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا : ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال : أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ( بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ واِنْحَرْ إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ اَلْأَبْتَرُ ) ثم قال : أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقال : ما تدري ما أحدثت بعدك. (اللغة) ـ يختلج : أي يجتذب ويقتطع.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب إثبات حوض نبينا روى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ، قال رسول اللّه صلّى اللّه

١٩٦

عليه و (آله) وسلم : حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً ، قال : وقالت أسماء بنت أبي بكر : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم ، وسيؤخذ أُناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك؟ واللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، قال : فكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ] روى بسنده عن أنس( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : هو نهر في الجنة ، حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت : ما هذا يا جبرئيل؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه اللّه.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ] روى بسنده عن أنس قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت للملك : ما هذا؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه اللّه (قال) ثم ضرب بيده الى طينة فاستخرج مسكاً ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نوراً عظيماً.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج.

[مسند الإمام أبي حنيفة ص ٢٧٢ ] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول :( عسي ربك أن يبعثك مقاماً محموداً ) يخرج اللّه تبارك وتعالى قوماً من

١٩٧

النار من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذلك هو المقام المحمود ، فيؤتي بهم نهراً يقال له الحيوان فيلقون فيه فينبتون وينمون كما ينبت النقارير ثم يخرجون فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميون ، ثم يطلبون الى اللّه تعالى أن يذهب عنهم ذلك الإسم فيذهبه عنهم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢١٨ ] قال : وعن أبي رواد ، قال : دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على خديجة في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : بالكره مني الذي أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل اللّه في الكره خيراً كثيراً ، أما علمت أن اللّه عز وجل زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسي؟ قالت : وقد فعل اللّه ذلك يا رسول اللّه؟ قال : نعم ، فقالت : بالرفاء والبنين (قال) رواه الطبراني.

[فيض القدير ج ٢ ص ٢٣٧ ] في المتن ولفظه : إن اللّه تعالى زوجني في الجنة من مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى (قال) أخرجه الطبراني عن سعد بن جنادة.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٠٣ ] ولفظه : أما شعرت أن اللّه عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وامرأة فرعون؟ (قال) أخرجه الطبراني عن أبي امامة.

١٩٨

المقصد الثاني

في فضائل علي بن أبي طالبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وفيه أبواب :

١٩٩

باب

في كثرة فضائل عليعليه‌السلام

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٤ ] قال : عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه الى الهدى ، ويرده عن الردى (قال) أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٧ ] روى بسنده عن محمد بن منصور الطوسي ، يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام .

[الاستيعاب ج ٢ ص ٤٦٦ ] قال : وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن اسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روى في فضائل علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وكذلك أحمد بن شعيب ابن على النسائي (أقول) وذكر ذلك ابن حجر في صواعقه (ص ٧٢ ) والعسقلاني أيضاً في فتح الباري ج ٨ ص ٧١ و الشبلنجي في نور الأبصار (ص ٧٣ ) وزادا على المذكورين ـ أي على

٢٠٠