فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٢

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة0%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 465

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف:

الصفحات: 465
المشاهدات: 108848
تحميل: 3296


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 465 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 108848 / تحميل: 3296
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء 2

مؤلف:
العربية

ممن أخذ مع علي عليه السلام حتى توسط الصحراء ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين إنا نخاف العطش ، فقال : إن اللّه سيسقيكم ، قال : وراهب قريب منا ، قال : فجاء علي عليه السلام إلى مكان فقال : احفروا ها هنا ، قال : فخفرنا قال : وكنت فيمن حفر حتى نزلنا فعرض لنا حجر ، قال : فقال علي عليه السلام : ارفعوا هذا الحجر ، قال : فأعاننا عليه حتى رفعناه فاذا عين باردة طيبة ، قال : فشربنا ثم سرنا ميلاً أو نحو ذلك ، قال : فعطشنا ، قال : فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا ، قال : فرجع ناس وكنت فيمن رجع ، قال : فالتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فأتينا الراهب فقلنا : أين العين التي ها هنا؟ قال : أية عين؟ قلنا : التي شربنا منها واستقينا والتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فقال الراهب : لا يستخرجها إلا نبي أو وصي.

[أيضاً تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١١ ص ١١٢] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة ، فقام اليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال : من هم يا رسول اللّه؟ فقال : أما أنا فعلى البراق (إلى أن قال) وأخي صالح على ناقة اللّه وسقياها التي عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وعمى حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتى ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى علي على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت أحمر ، قضبانها من الدر الأبيض على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركناً ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضىء للراكب المحث (أي المسرع) عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد وهو ينادي : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فيقول الخلائق : ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب ، فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.

٤١

(ثم) إن هاهنا جملة من الروايات يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

(منها) ما رواه أبو نعيم في حليته (ج ١ ص ٦٨) روى بسنده عن ابن عباس قال : كنا نتحدث أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهد إلى علي عليه السلام سبعين عهدا لم يعهد إلى غيره (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج ١ ص ١٩٧) وقال : أخرجه الطبراني في معجمه وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج ٤ ص ٣٥٧) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٣) وقال : رواه الطبراني في الصغير.

(ومنها) ما رواه ابن سعد في طبقاته (ج ٢ القسم ٢ ص ٣٤) بسنده عن سهل بن سعد قال : كانت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان في مرضه قال : يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ، ثم أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك يغمى على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ويشغل عائشة ما به ، فبعثت ـ يعنى به إلى علي عليه السلام ـ فتصدق به ، الحديث (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٣ ص ١٢٤) وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(ومنها) ما ذكره المناوي في فيض القدير في الشرح (ج ٤ ص ٣٥٩) قال : أخرج الطبراني عن ذؤيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما احتضر قالت له صفية : لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ اليهم وإنك أجليت أهلي فان حدث حدث فإلى من ألجأ؟ قال : إلى علي ، قال : قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (أقول) وجدت الحديث في مجمع الهيثمي (ج ٩ ص ١١٢) كما ذكره المناوي.

٤٢

باب

في الاستدلال بحديث علّي وصيي

على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصىّ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على إمامة علي عليه السلام وخلافته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وتوضيح ذلك) مما يحتاج إلى ذكر مقدمة وهى أن الوصية (قيل) هي من أوصاه أو وصاه توصية أي عهد اليه كما في القاموس وغيره (وقيل) هي من وصى يصى إذا وصل الشىء بغيره لأن الموصى يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله ، والظاهر أن الأول أقرب ، وعلى كل حال لا كلام في أن الوصى ـ سواء كان مأخوذا من العهد أو من وصي يصي بمعنى الوصل ـ هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه ، ولذا قيل : إن الوصاية هي استنابة الموصى غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه من إخراج حق واستيفائه أو ولاية على طفل أو مجنون يملك الولاية عليه إلى آخره ، (ومن هنا) يتضح لك أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقاً ، فأوصياء سائر الناس تكون ولايتهم مقصورة على الأموال من الدور والعقار ونحوهما أو على الأطفال والمجانين ومن بحكمهم من السفهاء الذين كان للموصى ولاية عليهم ، وإما أوصياء الأنبياء فتكون ولايتهم عامة على جميع

٤٣

الأمة ذكرها وأنثاها حرها وعبدها كبيرها وصغيرها ، وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال منقولها وغير منقولها ، إذ كل نبي أولى بأمته من أنفسهم فيكون أولى بأموالهم بالأولوية القطعية ، فاذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم كان الوصى كذلك ، فشيت عليه السلام مثلاً وصي آدم عليه السلام أو سام عليه السلام وصي نوح عليه السلام أو يوشع عليه السلام وصىّ موسى عليه السلام أو شمعون عليه السلام وصي عيسى عليه السلام ونحو ذلك من أوصياء الأنبياء ، كل واحد منهم يكون بهذا المعنى وصيا للنبى ، فاذا عرفت معنى الوصي وأن أوصياء الأنبياء ليسوا كأوصياء سائر الناس بأن تكون ولايتهم مقصورة على أموال الموصى وأطفاله بل لهم ولاية عامة على ما كان الموصي وليا عليه ومتصرفا فيه من الأموال والأنفس ، فقد عرفت أن أخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو هو خاتم الأوصياء وخيرهم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على أن لعلي عليه السلام ما كان ثابتاً للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعاً ، وهذا هو معنى الإمام والخليفة.

٤٤

باب

فى أن علياً عليه السّلام وارث النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

وأحق به من غيره

[أقول] قد سبق منا (ص ٣٥) في باب علي عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذكر أحاديث متعددة في أن علياً عليه السّلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث سلمان : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث قد ذكره المناوي : لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثى ، أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث بريدة : لكل نبي وصىّ ووارث وإن علياً وصيي ووارثي ، وهذه بقية ما ورد في ذلك نذكرها في هذا الباب مستقلاً (فنقول) :

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٥] روى بسندين عن أبي اسحاق قال : سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دونكم؟ قال : لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٤٠٠) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص ٢٨) بطريقين مختلفين في اللفظ.

٤٥

[أيضاً مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٦] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام يقول في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إن اللّه يقول : (أَفَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ ) واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، واللّه إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به منى؟ (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٣٤) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٢٦) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص ١٨) والذهبي أيضاً مختصراً في ميزان الاعتدال (ج ٢ ص ٢٨٥).

[خصائص النسائي ص ١٨] روى بسنده عن ربيعة بن ماجد إن رجلاً قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك؟ قال : جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ أو قال دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ بني عبد المطلب فصنع لهم مداً من الطعام فأكلوا حتى شبعوا وبقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقى الشراب كأنه لم يمس ـ أو لم يشرب ـ فقال : يا بني عبد المطلب إني بعثت اليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، وأيكم يبايعنى على أن يكون أخي وصاحبى ووارثى؟ فلم يقم اليه أحد فقمت اليه وكنت أصغر القوم ، فقال : اجلس ثم قال : ثلاث مرات كل ذلك أقوم اليه فيقول : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدى ثم قال : فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

(أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج ٢ ص ٦٣).

(وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٤٠٨) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وابن جرير والضياء المقدسي.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج ٢ ص ١٧٨] قال : عن معاذ قال : قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه ما أرث منك؟ قال : ما يرث

٤٦

النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه وسنة نبيه (قال) خرجه ابن الحضرمي.

[كنز العمال ج ٥ ص ٤٠] قال : لما أخي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين أصحابه قال علي عليه السلام : لقد ذهب روحى وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذى بعثنى بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلى ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي (قال) أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي عليه السلام وابن عساكر.

(أقول) وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في (ج ٥ ص ٤٠) في حديث طويل ، وهكذا المحب الطبري في الرياض النضرة في (ج ١ ص ١٣) وزاد في آخره : ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إخواناً على سرر متقابلين ؛ المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض ، قال المتقي : هذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبرانى في معجميهما والباوردى في المعرفة وابن عدى ، وقال المحب : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى في الأربعين الطوال.

[أيضاً المتقي في كنز العمال ج ٤ ص ٥٥] قال : عن علي عليه السلام قال : دخلت على نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو مريض فاذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نائم فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به مني فدنوت منهما ، فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم استيقظ فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال : أدن إلى ابن عمك فانت

٤٧

أحق به مني ثم قام فجلست مكانه ، قال : فهل تدرى من الرجل؟ قلت : لا بأبي أنت وأمى قال : ذاك جبريل كان يحدثني حتى خف عني وجعي ونمت ورأسى في حجره ، قال : أخرجه أبو عمرو الزاهد في فوائده.

(أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢١٩) وقال : أخرجه أبو عمر محمد اللغوي ، ويؤيد مشاهدة علي عليه السلام جبرئيل ـ ولو بصورة رجل ـ ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢١٩) وقال : عن ابن عباس ـ وقد ذكر عنده علي عليه السلام ـ قال : إنكم تذكرون رجلاً كان يسمع وطء جبريل فوق بيته ، قال : أخرجه في المناقب (كما) أنه يؤيد كون علي عليه السلام أحق برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من غيره في وضع رأسه في حجره ما ذكره الزمخشري في الكشاف في ذيل تفسير قوله تعالى :( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) ، في سورة الفجر ، قال : وروى أنها لما نزلت تغير وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه فأخبروا علياً عليه السّلام فجاء فاحتضنه من خلفه وقبله بين عاتقيه ثم قال : يا نبي اللّه بأبي أنت وأمى ما الذي حدث اليوم؟ وما الذي غيرك؟ فتلا عليه الآية ، فقال علي عليه السلام : كيف يجاء بها؟ قال : يجىء بها سبعون الف ملك يقودونها بسبعين الف زمام فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع.

٤٨

باب

في الاستدلال بقوله (ص)

علي وارثي على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مما يمكن الاستدلال بها على إمامة علي عليه السلام بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وتوضيح ذلك مما يحتاج إلى ذكر مقدمة مختصرة ، وهى بيان معنى التعصيب والعول بنحو الاختصار فنقول : إن وارث الميت إذا كان منحصراً بمن له الفرض في الكتاب العزيز كالنصف أو الثلث أو الربع ونحو ذلك (فتارة) تزيد التركة على الفريضة فحينئذ تقول العامة بالتعصيب ، أي رد الزائد على العصبة وهم أقارب الميت من أبيه وأبنه دون أمه وبنته ، فاذا كان الوارث منحصراً بالبنت فالنصف يعطى للبنت لأنه فرضها ويعطى النصف الآخر للعصبة (وأخرى) تنقص التركة عن الفريضة وحينئذ تقول العامة بالعول أي بورود النقص على الجميع فاذا خلف الميت بنتين وأبوين وزوجا فللبنتين ثلثان ولأبويه لكل واحد منهما السدس وللزوج الربع فتنقص التركة عن الفريضة بمقدار الربع فيوزع النقص على الكل ، وكل من التعصيب والعول عند الإمامية باطل نصاً وفتوى فعند زيادة التركة يرد الزائد على ذوي الفروض دون العصبة ،

٤٩

ففي المثال الأول تعطي البنت جميع المال نصفه فرضاً ونصفه رداً ، وعند نقصان التركة عن الفريضة يرد النقص على البنتين خاصة دون الجميع للنص (إذا عرفت) هذا كله فاعلم أن علياً عليه السلام ليس هو ممن يرث المال من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باجماع المسلمين العامة والخاصة جميعاً ، أما عند العامة فلأنهم وإن قالوا بالتعصيب ولكنهم يقدمون العم مطلقاً ولو كان من الأب كالعباس بالنسبة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابن العم مطلقاً ولو كان من الأبوين كعلي عليه السلام بالنسبة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الذي لم يخلف إلا بنتا واحدة نصف أمواله بمذهب العامة لفاطمة سلام اللّه عليها ونصفه الآخر لعمه العباس ، وإما عند الخلاصة فلأنهم لا يقولون بالتعصيب فالمال كله لفاطمة سلام اللّه عليها فرضاً ورداً (وعليه) فعلي عليه السلام باجماع المسلمين ممن لا نصيب له من أموال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إرثا فلا بد من حمل تلك الأخبار الواردة كلها في أن علياً عليه السلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على كونه وارثاً لعلمه ، كما تقدم التصريح به في رواية ابن عباس : واللّه إنى لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه الخ ، وفى رواية معاذ يا رسول اللّه ما أرث منك؟ قال : ما يرث النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه وسنة نبيه وفي حديث المؤاخاة قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم (الخ) فاذا ثبت أن علياً عليه السلام هو الوارث لعلم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنه الذي ورث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علم الكتاب والسنة ثبت أنه الإمام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما هو الشأن في الأنبياء السابقين ، فان وارث علمهم والعارف بسنتهم على النحو الكامل التام كان هو الإمام من بعده ، والعلماء وإن كانوا أيضاً ورثة الأنبياء في العلم ولكن ليس علمهم كعلم الإمام ، فوارث الكتاب والسنة بنحو

٥٠

الاطلاق لا يكون إلا الإمام ، وسائر العلماء من الأمة يعلمون شيئاً من علوم الأنبياء كما لا يخفى.

٥١

باب

في قول النبي (ص) : إني تارك فيكم الثقلين

[صحيح مسلم] في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : يا بن أخي واللّه لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فما حدثتكم فاقبلوه وما لا أحدثكم فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد ألا يا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به ، فحث على كتاب اللّه ورغب فيه ؛ ثم قال : وأهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟

٥٢

قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي عليه السلام وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم.

(أقول) ورواه مسلم بأسانيد أخر أيضاً عن زيد بن أرقم قال في بعضها : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، (ورواه) أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٤ ص ٣٦٦) ، (ورواه) البيهقي أيضاً في سننه (ج ٢ ص ١٤٨) و (ج ٧ ص ٣٠) باختلاف يسير في اللفظ ، (ورواه) الدارمى أيضاً في سننه مختصرا (ج ٢ ص ٤٣١) ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٥) مختصرا وقال : لعبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أرقم (وفى ج ٧ ص ١٠٢) بطريقين وقال في كل منهما : أخرجه ابن جرير ، (ورواه) الطحاوى أيضاً في مشكل الآثار (ج ٤ ص ٣٦٨).

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠٨] روى بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

(أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج ٢ ص ١٢) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى وقال : أخرجه ابن الانباري في المصاحف.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠٨] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول : يا أيها الناس إنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي (قال) وفي الباب عن أبي

٥٣

ذر وأبى سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٨) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والخطيب في المتفق والمفترق عن جابر.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٩] روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إنى قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه تعالى وعترتى فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ثم قال : إن اللّه عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وذكر الحديث بطوله (ثم قال) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

(أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص ٢١) وقال في آخره فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٨) وقال : للطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (وفى ج ٦ ص ٣٩٠) وقال : أخرجه ابن جرير ، ثم قال : عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك ، أخرجه ابن جرير.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٠٩] روى بسنده عن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عشية فصلى ثم قام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال : ما شاء اللّه أن يقول (ثم قال) أيها الناس إنى تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب اللّه ، وأهل بيتي عترتي (ثم قال) أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات؟ قالوا : نعم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) حديث سلمة بن

٥٤

كهيل صحيح على شرطهما أي البخاري ومسلم ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه مختصراً (ص ٨٩) وقال : هي رواية صحيحة.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٨] روى بسنده عن مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وأهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (قال) هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٧] روى بسنده عن أبي سعيد الخدرى عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عز وجل ، وعترتى كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتى أهل بيتي ، وإن اللطيف أخبرنى أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظرونى بم تخلفونى فيهما (أقول) ورواه أيضاً في (ص ١٤ وص ٢٦ وص ٥٩) باختلاف يسير في اللفظ ، (وذكره) الفخر الرازي أيضاً في تفسيره في ذيل تفسير قوله تعالى :( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) في سورة آل عمران ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٧) وقال : لابن أبي شيبة وأبى يعلى عن أبي سعيد (وفى ص ٤٧) ثانيا باختلاف يسير ، وقال : للباوردى عن أبي سعيد (وفى ص ٤٧) ثالثا باختلاف يسير وقال : لأبى يعلى في مسنده والطبرانى في الكبير عن أبي سعيد (وفى ص ٤٨) أيضاً باختلاف يسير ، وقال أيضاً : لأبى يعلى في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي سعيد (وفى ص ٩٧) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (وذكره) الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٦٣) وقال : رواه الطبراني في الأوسط.

ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٢ القسم ٢ ص ٢).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٧١] روى بسنده عن علي ابن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إني تارك فيكم

٥٥

الثقلين؟ قال : نعم ، (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج ٤ ص ٣٦٨).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٥ ص ١٨١] روى بطريقين عن زيد ابن ثابت قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض ـ أو ما بين السماء إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ، وإنهم لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٤) وقال : للطبرانى في الكبير عن زيد بن ثابت (وفى ص ٤٧) وقال : أخرجه عبد بن حميد وابن الأنبارى عن زيد بن ثابت (وفي ص ٤٧) ثانياً وقال : للطبراني في الكبير ولسعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت ، وللطبراني في الكبير أيضاً عن زيد بن أرقم (وفي ص ٩٨) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في المتن (ج ٣ ص ١٤) وقال في الشرح ـ بعد أن نقل عن الهيثمي توثيق رجاله ـ ما هذا لفظه : ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لا بأس به ، والحافظ عبد العزيز الأخضر ، وزاد أنه قال في حجة الوداع (إلى أن قال) قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة (انتهى) وقال ابن حجر في صواعقه (ص ١٣٦) ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها (انتهى).

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٣٥٥] روى بسنده عن حذيفة ابن أسيد الغفارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، فاني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج ٨ ص ٤٤٢) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٧ ص ٢٢٥) وقال : أخرجه الطبراني وأبو نعيم في

٥٦

حليته والخطيب. وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ١٠ ص ٣٦٣) وقال : رواه الطبراني باسنادين.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٩ ص ٦٤] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالجحفة فقال : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، قال : فاني كائن لكم على الحوض فرطاً وسائكلم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي (الحديث).

(أقول) ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُسد الغابة (ج ٣ ص ١٤٧) عن عبد اللّه بن حنطب ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٥ ص ١٩٥) عن عبد اللّه بن حنطب وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج ١ ص ٤٧] ولفظه : إني لكم فرط وإنكم واردون عليَّ الحوض ، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، قيل : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربى ، ولا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم ، قال : للطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت.

[كنز العمال ج ١ ص ٩٦] قال : عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه سبب بيد اللّه وسبب بأيديكم ، وأهل بيتي (قال) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار وصححه (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٦٣) ولفظه : عن على ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني مقبوض ، وإنى قد تركت فيكم الثقلين ـ يعنى كتاب اللّه وأهل بيتي ـ وإنكم لن تضلوا بعدهما (الحديث) قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٤] قال : وعن حذيفة بن أسيد

٥٧

قال : لما صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام فقال : يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن يوشك أن أُدعى فأُجيب وإنى مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : يا أيها الناس إن اللّه مولاى وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعنى علياً عليه السلام ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس إني فرط وأنتم واردون عليّ الحوض ، حوض ما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإنى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه عز وجل سبب طرفه بيد اللّه عز وجل وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتى أهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٨) وقال : للحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وذكره في (ج ٣ أيضاً ص ٦١) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٣] قال : وعن زيد بن أرقم قال : نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : إني لا أجد لنبى إلا نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق؟ قالوا : نشهد

٥٨

قال : فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم ، ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم ، قال : فانى فرط على الحوض وأنتم واردون علي الحوض ، وأن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفونى في الثقلين ، فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر عشيرتى وإن اللطيف الخبير نبأنى أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلى وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٤٨) وقال فيه : والآخر عترتي بدل عشيرتى ، ثم قال : للطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج ٩ ص ١٦٣] قال : وعن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً ، كتاب اللّه ، ونسبى ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، قال : رواه البزار.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٧٥] قال : وفي رواية أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مرض موته : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربى عز وجل ، وعترتى أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما.

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما رواه أبو نعيم في حليته ، وغيره في غيرها عن الحسن بن على عليهما السلام عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قال ـ في حديث سيأتي تمامه في باب ، علي عليه السلام سيد العرب ـ : يا معشر الأنصار ألا أدلكم

٥٩

على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : هذا عليّ فأحبوه بحبى فان جبريل عليه السلام أخبرني بالذي قلت لكم عن اللّه عز وجل (قال) ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٧٧) وقال : خرجه الفضائلي والخجندي (ثانيهما) ما ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء (ص ١٤) قال : وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة الفجر فلما انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم فقال : معاشر المسلمين من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليستمسك بالزهرة ، ومن افتقد الزهرة فليستمسك بالفرقدين ، فقيل : يا رسول اللّه ما الشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان؟ فقال : أنا الشمس ، وعلي القمر ، وفاطمة الزهرة ، والحسن والحسين الفرقدان ، في كتاب اللّه تعالى لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (أقول) هكذا وجدت النسخة ، ولعلها مغلوطة ، والظاهر أن الصحيح هكذا : هم مع كتاب اللّه لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض ، واللّه العالم.

٦٠