فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة0%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 450

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف:

الصفحات: 450
المشاهدات: 149118
تحميل: 4852


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 450 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149118 / تحميل: 4852
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء 3

مؤلف:
العربية

باب

فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين

أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط

[صحيح الترمذى ج ٢ ص ٣٠٧ ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين منى وأنا من حسين ، أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.

[صحيح ابن ماجة ] فى باب من فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن يعلى بن مرة إنهم خرجوا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى طعام دعوا له فاذا حسين يلعب فى السكة قال : فتقدم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى فى فأس رأسه فقبله وقال : حسين منى وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.

(أقول ) ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد فى باب معانقة الصبى وقال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين منى وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، ورواه الحاكم أيضا فى

٣٢١

مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٧٧ ) وقال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبله فقال : حسين منى وأنا من حسين ( إلى آخره ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٤ ص ١٧٢ ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٢ ص ١٩ وج ٥ ص ١٣٠ ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث وأرباب السنن.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٢١ ] قال : أخرج ابن عساكر عن أبى رمثة حسين منى وأنا منه ، هو سبط من الأسباط أحب اللّه من أحب حسينا إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

[كنز العمال أيضا ج ٧ ص ١٠٧ ] قال : عن جابر كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدعينا إلى طعام فاذا الحسين عليه السلام يلعب فى الطريق مع الصبيان فأسرع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمام القوم ثم بسط يده فجعل حسين يفر هاهنا وهاهنا فيضاحكه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه فى ذقنه والأخرى بين أذنيه ثم اعتنقه وقبله ثم قال : حسين منى وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، قال : أخرجه الطبرانى.

( أقول ) حديث ( حسين منى وأنا من حسين ) أو بلفظ آخر ( حسين منى وأنا منه ) رواه كثير من محدثى الطوائف الإسلامية لا يشك فيه أحد ، وذكر أرباب العلم فى معناه إن قصده صلى اللّه عليه وآله وسلم إظهار كمال الحب وتمام الألفة بسبطه وريحانته الحسين عليه السّلام فان البلغاء من العرب إذا أرادوا أن يظهروا الاتحاد والألفة وشدة الاتصال والمحبة بأحد منهم يقولون : ( فلان منا ونحن منه ) كما أنهم إذا أرادوا إظهار النفرة وشدة القطيعة من رجل قالوا فيه : ( إننا لسنا منه وليس هو منا ) قال شاعرهم :

أيها السائل عنهم وعنى

لست من قيس ولا قيس منى

وجاء فى الحديث القدسى فى الحاسد الحافد ( إنه ليس منى ولست أنا منه )

٣٢٢

وقريب من هذا الأسلوب ما فى القرآن الكريم( فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ) .

وعلى الأول جرى الحديث النبوى ( حسين منى وأنا من حسين ) أى إن المحبة الشديدة والصلة الأكيدة والعلاقة التامة بينى وبين الحسين جعلته كجزء منى وجعلتنى كجزء منه من شدة الاتصال وعدم الانفكاك ، فالحديث محمول على الكناية ، وقد يستشعر منه الإشارة إلى ما قام به الحسين عليه السلام من التضحية فى سبيل إثبات دين جده وإحياء شعائر مجده بشهادته ، فيفسر قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ( حسين منى ) بالجهة المادية ، وقوله : ( أنا من حسين ) بالجهة المعنوية ، فاغتنم ذلك.

٣٢٣

باب

إن الحسين عليه السّلام يرقى صدر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول له : ترق ترق عين بقة

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ١ ص ١٤٤ ] قال : وذكر أسد عن حاتم بن اسماعيل عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أبصرت عيناى هاتان وسمعت أذناى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو آخذ بكفى حسين وقدماه على قدمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقول : ( ترق ترق عين بقة )(١) فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : افتح فاك ثم قبله ثم قال : اللهم أحبه فانى أحبه.

[الأدب المفرد للبخارى ] فى باب الانبساط إلى الناس ، روى بسنده عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمع أذناى هاتان وبصر عيناى هاتان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أخذ بيديه جميعا بكفى الحسن أو الحسين وقدماه على قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إرق فرقى الغلام

_____________________

١ ـ تقدم فى المقصد الرابع ( ص ٢٠ ٥ ) شرح ألفاظ هذا الحديث ، فراجعه.

٣٢٤

حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إفتح فاك ثم قبله ثم قال : اللهم أحبه فانى أحبه ( أقول ) ورواه فى باب المزاح مع الصبى أيضا باختصار ، وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٢ ص ١١ ) وقال : رواه الطبرانى وذكر السند وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠ ٤ ) و قال : أخرجه ابن عساكر وفى ( ص ١٠٩ ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة ، وذكره غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[كنوز الحقائق للمناوى ص ٥٩ ] فى مداعبته صلى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسين عليه السلام ولفظه : تنق وترق عين بقة ، قال : للطبرانى.

[كنوز الحقائق أيضا ص ٦٣ ] فى مداعبته صلى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسين عليه السّلام حزقة حزقة ١ ترق عين بقة ، قال : لابن عساكر.

٣٢٥

باب

إن الحسين عليه السّلام ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

بمصداق من كتاب اللّه

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٦٤ ) روى بسنده عن عاصم بن بهدلة قال : اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن على عليهما السلام فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعنده يحيى بن يعمر فقال له : كذبت أيها الأمير فقال : لتأتينى على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب اللّه عز وجل أو لأقتلنك قتلا فقال :( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَسُلَيْمٰانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى ٰ) إلى قوله عز وجل :( وَزَكَرِيّٰا وَيَحْيىٰ وَعِيسىٰ وَإِلْيٰاسَ ) فأخبر اللّه عز وجل إن عيسى من ذرية آدم بأمه ، والحسين بن على عليهما السلام من ذرية محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم بأمه قال : صدقت فما حملك على تكذيبى فى مجلسى ، قال : ما أخذ اللّه على الأنبياء ليبيننه للناس ولا يكتمونه قال اللّه عز وجل :( فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ وَاِشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ) قال : فنفاه إلى خراسان.

(أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٦ ص ١ ٦٦ ) و قد تقدم فى باب مباهلة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من الفخر الرازى وغيره جملة من الروايات المشتملة على قصة

٣٢٦

يحيى بن يعمر مع الحجاج غير أنها جميعا كانت فى الحسن والحسين عليهما السلام ورواية المستدرك هنا هى فى خصوص الحسين عليه السلام ، هذا مضافا إلى أن تمام ما تقدم هناك فى باب المباهلة من الأخبار الواردة فيه كان دليلا واضحا وبرهانا قاطعا صريحا فى كون الحسن والحسين عليهما السلام هما ابنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإن كانت الآية المتقدمة التى استدل بها يحيى بن يعمر أيضا دليلا واضحا على ذلك.

٣٢٧

باب

إن الحسين عليه السّلام أحب أهل

الأرض إلى أهل السماء

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٣ ص ٢٣٤ ] فى ترجمة عبد اللّه بن عمرو ابن العاص ، روى بسنده عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه قال : كنت فى مسجد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حلقة فيها أبو سعيد الخدرى وعبد اللّه ابن عمرو ، فمرّ بنا حسين بن على عليهما السلام فسلم فرد القوم السلام ، فسكت عبد اللّه حتى فرغوا رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته ، ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا : بلى قال : هو هذا الماشى ما كلمنى كلمة منذ ليالى صفين ولأن يرضى عنى أحب إلي من أن يكون لى حمر النعم ، فقال أبو سعيد : ألا تعتذر اليه قال : بلى قال : فتواعدا أن يغدوا اليه قال : فغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن له فدخل ثم استأذن لعبد اللّه فلم يزل به حتى أذن له ، فلما دخل قال أبو سعيد : يابن رسول اللّه إنك لما مررت بنا أمس ـ فأخبره بالذى كان من قول عبد اللّه ابن عمرو ـ فقال حسين عليه السّلام : أعلمت يا عبد اللّه أنى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال : إي ورب الكعبة ، قال : فما حملك على أن قاتلتنى وأبى يوم صفين

٣٢٨

فو اللّه لأبى كان خيرا منى ، قال : أجل ولكن عمرو شكانى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا رسول اللّه إن عبد اللّه يقوم الليل ويصوم النهار فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عبد اللّه صل ونم وصم وافطر وأطع عمرا قال : فلما كان يوم صفين أقسم عليّ فخرجت أما واللّه ما اخترطت سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم قال : فكانه ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ١٨ ٦ ) و قال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٨ ٦ ) و قال : رواه الطبرانى فى الأوسط ( وفى ص ١٧ ٦ ) و قال : فمرّ الحسن بن على عليهما السلام ( إلى أن قال ) رواه البزار.

[الإصابة لابن حجر ج ٢ القسم ١ ص ١٥ ] قال : قال يونس بن أبى اسحاق عن الميزار بن حريب : بينما عبد اللّه بن عمر جالس فى ظل الكعبة إذ رأى الحسين عليه السّلام مقبلا فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم ( أقول ) وذكره فى تهذيب التهذيب أيضا ( ج ٢ ص ٣ ٤٦ ) و لكن قال : بينما عبد اللّه بن عمرو بن العاص جالس ( إلى آخره ).

٣٢٩

باب

إن الحسين عليه السّلام قال له عمر : انما

أنبت ما ترى في رؤوسنا اللّه ثم أنتم

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج ١ ص ١٤١ ] روى بسنده عن عبيد بن حنين قال : حدثنى الحسين بن على عليهما السلام قال : أتيت عمر ابن الخطاب وهو على المنبر فصعدت اليه فقلت : إنزل عن منبر أبى واذهب إلى منبر أبيك ، فقال عمر : لم يكن لأبى منبر ، وأخذنى وأجلسنى معه فجعلت أقلب خنصر يدى فلما نزل انطلق بى إلى منزله فقال لى : من علمك فقلت : واللّه ما علمنيه أحد ، قال : يا بنى لو جعلت تغشانا قال : فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فلقينى بعد فقال : لم أرك فقلت : إنى جئت وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فقال : أنت أحق بالاذن من ابن عمر وإنما أنبت ما ترى فى رؤوسنا اللّه ثم أنتم.

(أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠ ٥ ) و قال : أخرجه ابن سعد ، وابن رامويه ، والخطيب ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص ١٠٧ ) ولكن قال : إن الحسن استأذن على عمر

٣٣٠

وذكر القصة ( إلى أن قال ) فقال : ـ أى عمر ـ أنت أحق بالاذن منه وهل أنبت الشعر فى الرأس بعد اللّه إلا أنتم ، قال : وفى رواية له إذا جئت فلا تستأذن قال : أخرجه الدار قطنى.

٣٣١

باب

في شيء من جود الحسين عليه السّلام

[الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى :( وَعَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا ) فى سورة البقرة ، قال : أعرابى قصد الحسين بن على عليهما السلام فسلم عليه وسأله حاجته وقال : سمعت جدك يقول : إذا سألتم حاجة فاسألوها من أربعة إما عربى شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن أو صاحب وجه صبيح ، فأما العرب فشرفت بجدك ، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم ، وأما القرآن ففى بيوتكم نزل ، وأما الوجه الصبيح فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلى الحسن والحسين ، فقال الحسين عليه السّلام : ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض ، فقال الحسين عليه السّلام : سمعت أبى عليا عليه السّلام يقول : قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وسمعت جدى يقول : المعروف بقدر المعرفة فأسألك عن ثلاث مسائل إن أحسنت فى جواب واحدة فلك ثلث ما عندى ، وإن أجبت عن اثنتين فلك ثلثا ما عندى ، وإن أجبت عن الثلاث فلك كل ما عندى وقد حمل إلي صرة مختومة من العراق ، فقال : سل ولا حول ولا قوة إلا باللّه فقال : أى الأعمال أفضل؟ قال الأعرابى : الإيمان باللّه ،

٣٣٢

قال : فما نجاة العبد من الهلكة؟ قال : الثقة باللّه ، قال : فما يزين المرء؟ قال : علم معه حلم ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فمال معه كرم ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فقر معه صبر ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه فضحك الحسين عليه السّلام ورمى بالصرة اليه.

٣٣٣

باب

في بعض كرامات الحسين عليه السّلام

[طبقات ابن سعد ج ٥ ص ١٠٧ ] روى بسنده عن أبى عون قال : لما خرج حسين بن على عليهما السلام من المدينة يريد مكة مرء بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له : أين فداك أبى وأمى؟ قال : أردت مكة وذكر له إنه كتب اليه شيعته بها فقال له ابن مطيع : فداك أبى وأمى متعنا بنفسك ولا تسر اليهم فأبى حسين عليه السلام فقال ابن مطيع : إن بئرى هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج الينا فى الدلو شئ من ماء فلو دعوت اللّه لنا فيها بالبركة ، قال : هات من مائها فأتى من مائها فى الدلو فشرب منه ثم مضمض ثم رده فى البئر فأعذب وأمهى ( أقول ) وأمهى ـ أى كثر ماؤه.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٨٦ ] قال : وعن أبى هريرة قال : كان الحسين بن على عليهما السلام عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان يحبه حبا شديدا فقال : أذهب إلى أمى فقلت : أذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى فى ضوئها حتى بلغ ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١٣٢ ) وقال :

٣٣٤

كان الحسن ( أو الحسين ) وقال : فقلت : أذهب معه؟ فقال : لا ، قال : خرجه أبو سعيد.

٣٣٥

باب

إن جبريل عليه السّلام أخبر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

بقتل الحسين عليه السلام وأتاه بتربته

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٦ ] روى بسنده عن شداد بن عبد اللّه عن أم الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول اللّه إنى رأيت حلما منكرا الليلة قال : وما هو؟ قالت : إنه شديد قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت فى حجرى ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء اللّه غلاما فيكون فى حجرك ، فولدت فاطمة سلام اللّه عليها الحسين عليه السلام فكان فى حجرى كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فدخلت يوما على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعته فى حجره ثم حانت منى التفاتة فاذا عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبى اللّه ـ بأبى أنت وأمى ـ مالك؟ قال : أتانى جبريل فأخبرنى إن أمتى ستقتل ابنى هذا فقلت : هذا؟ فقال : نعم ، وأتانى بتربة من تربته حمراء ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ص ١٧٩ ) مختصرا.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٣٩٨ ] روى بسنده عن عبد اللّه

٣٣٦

بن وهب بن زمعة قال : أخبرتنى أم سلمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو خاثر(١) ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفى يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول اللّه؟ قال : أخبرنى جبريل عليه السّلام إن هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ فقلت لجبريل : أرنى تربة الأرض التى يقتل بها فهذه تربتها ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١ ٤ ٨ ) وقال : خرجه ابن بنت منيع ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠ ٦ ) و قال : أخرجه الطبرانى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٢٤٢ ] روى بسنده عن أنس ابن مالك إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأذن له فقال لأم سلمة : إملكى علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : وجاء الحسين عليه السلام ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملك للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتحبه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها فى خمارها ، قال : قال ثابت ـ يعنى أحد رواة الحديث ـ بلغنا أنها كربلا ( أقول ) ورواه فى ( ص ٢ ٦٥ ) أيضا باختلاف يسير ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١ ٤ ٧ ) وقال : خرجه البغوى فى معجمه ، وخرجه أبو حاتم فى صحيحه ( انتهى ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠ ٦ ) و قال : أخرجه أبو نعيم ، وذكره الهيتمى

____________________

١ ـ خائر : بالخاء المعجمة ثم الألف بعدها الثاء المثلثة بعدها الراء ـ بصيغة اسم الفاعل ـ أى مضطرب.

٣٣٧

أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٨٧ ) وقال : أخرجه أبو يعلى والبزار والطبرانى بأسانيد.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج ٦ ص ٢٩٤ ] روى بسنده عن عائشة ( أو أم سلمة ) إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لأحدهما : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال لى : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التى يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء.

[ذخائر العقبى ص ١٤٧ ] قال : وعن أم سلمة قالت : كان جبريل عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام معه فبكى فتركته فذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له جبريل : أتحبه يا محمد؟ قال : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التى يقتل بها ، فبسط جناحه إلى الأرض فأراه أرضا يقال لها كربلا قال : خرجه ابن بنت منيع.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٥ ] قال : وأخرج ابن سعد إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان له مشربة درجتها فى حجرة عائشة يرقى اليها إذا أراد لقاء جبريل فرقى اليها وأمر عائشة أن لا يطلع اليها أحد فرقى حسين عليه السلام ولم تعلم به ، فقال جبريل عليه السلام من هذا؟ قال : ابنى فأخذه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبريل ، ستقتله أمتك فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنى؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك الأرض التى يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق فأخذ منها تربة حمراء فأراه إياها وقال : هذه من تربة مصرعه.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٢٢ ] ولفظه : أخبرنى جبريل إن ابنى الحسين يقتل بعدى بأرض الطف وجاءنى بهذه التربة وأخبرنى إن فيها مضجعه قال : أخرجه الطبرانى عن عائشة.

٣٣٨

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢٢٣ ] ولفظه : إن جبرئيل أخبرنى إن ابنى الحسين يقتل وهذه تربة تلك الأرض ، قال : أخرجه الخليلى فى الإرشاد عن عائشة وأم سلمة معا ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢٢٣ ] ولفظه : إن جبريل أخبرنى إن ابنى هذا يقتل وإنه اشتد غضب اللّه على من يقتله ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أم سلمة.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢٢٣ ] ولفظه : إن جبريل أتانى وأخبرنى إن ابنى هذا تقتله أمتى ، فقلت : فأرنى تربته فأتانى بتربة حمراء قال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى عن زينب بنت جحش.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢٢٣ ] ولفظه : قام عندى جبريل من قبل فحدثنى إن الحسين يقتل بشط الفرات وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا ، ثم ذكر جمعا من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوا هذا الخبر ورووه.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢٢٣ ] ولفظه : يا عائشة ألا أعجبك؟ لقد دخل عليّ ملك آنفا ما دخل عليّ قط فقال : إن ابنى هذا مقتول ، وقال : إن شئت أريتك تربة يقتل فيها ، فتناول الملك يده فأرانى تربة حمراء ، قال : أخرجه الطبرانى عن عائشة.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢٢٣ ] ولفظه : نعى إلى الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، قال : أخرجه الديلمى عن معاذ ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[كنز العمال أيضا ج ٧ ص ١٠٦ ] قال : عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أم سلمة قالت : كان النبى صلى اللّه عليه وآله

٣٣٩

وسلم جالسا ذات يوم فى بيتى فقال : لا يدخلن عليّ أحد ، فانتظرت فدخل الحسين عليه السلام فسمعت نشيج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يبكى فاذا الحسين عليه السلام فى حجره ( أو إلى جنبه ) يمسح رأسه وهو يبكى فقلت : واللّه ما علمت به حتى دخل قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبريل كان معنا فى البيت فقال : أتحبه؟ فقلت : نعم فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلا ، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أحيط بالحسين عليه الصلاة والسلام حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : أرض كربلا ، قال : صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أرض كرب وبلاء ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ١٠٦ ] قال : عن أم سلمة قالت : دخل الحسين عليه السلام على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا جالسة على الباب فتطلعت فرأيت فى كف النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه فقلت : يا رسول اللّه تطلعت فرأيتك تقلب شيئا فى كفك والصبى نائم على بطنك ودموعك تسيل فقال : إن جبريل أتانى بالتربة التى يقتل عليها فأخبرنى إن أمتى يقتلونه ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٨٧ ] قال : وعن عائشة قالت : دخل الحسين بن على عليهما السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يوحى اليه فنزا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو منكب وهو على ظهره فقال جبريل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتحبه يا محمد؟ قال : ومالى لا أحب ابنى قال : فان أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبريل عليه السّلام بده فأتاه بتربة بيضاء فقال : فى هذه الأرض يقتل ابنك هذا ، واسمها الطف فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خرج

٣٤٠