البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٣

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة0%

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 964-371-766-6
الصفحات: 453

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

مؤلف: محمّد جعفر الأسترآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-371-766-6
الصفحات: 453
المشاهدات: 41016
تحميل: 4044


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 453 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41016 / تحميل: 4044
الحجم الحجم الحجم
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء 3

مؤلف:
ISBN: 964-371-766-6
العربية

على أبي بكر وعمر ؛ لدلالة ذلك على كفر أبي بكر وعدم صلاحيّته فكذا عمر وعثمان كما لا يخفى.

المطلب الثالث :

[ في وجود صاحب الزمان وغيبته ]

إنّ صاحب الزمان موجود الآن ، غائب عن الأعيان ، وبوجوده استقرّ وجود الإنس والجانّ ، وسيظهر بإذن الله الملك المنّان ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، كما هو الضروري من المذهب.

والدليل على ذلك أنّ وجوده لطف كما أنّ في ظهوره لطفا ، فحيث لم يكن اللطف الأوّل مانع يجب تحقّقه ، فيجب وجوده ، وحيث كان للثاني مانع يجب غيبته إلى أن يصير ظهوره حسنا من جهة دفع الأقبح ، وهو الخروج عن الدين وتضييع شريعة سيّد المرسلين.

مضافا إلى النقل ، فعن أبي عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى الناس في ملكه ، حتّى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى ، ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب ، وتتّصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء وبالحيرة ، حتّى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفراء يريد الجمعة فلا يدركها »(١) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام : « يدخل المهديّ الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها فتصفو له ، فيدخل حتّى يأتي المنبر فيخطب ولا يدري الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس : يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنّ الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسجد لا يسعنا ، فيخرج إلى الغريّ فيخطّ مسجدا له ألف باب ويحفر من خلف قبر الحسين لهم نهرا حتّى يجري إلى الغريّين حتّى يرمي

__________________

(١) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٨١ ؛ « الغيبة » للطوسي : ٤٦٧ ـ ٤٦٨.

٤٤١

إلى النجف ويعمل على فوهته قناطر »(١) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « أنّ مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قدم بأهله »(٢) .

وعنهعليه‌السلام : « أنّ القائم يهدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه ومسجد رسول الله إلى أساسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وردّ البيت إلى موضعه وأقام على أساسه ، وقطع أيدي بني شيبة السرّاق وعلّقها على الكعبة »(٣) .

وعنهعليه‌السلام : « إذا قام القائمعليه‌السلام جاء بأمر غير الذي كان »(٤) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام : « أنّ القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم ، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها ويقتل الناس حتّى لا يبقى إلاّ دين ، يسير بسيرة سليمان بن داودعليه‌السلام »(٥) .

وعنهعليه‌السلام : « إذا قام القائم دخل الكوفة ، وأمر بهدم المساجد الأربعة حتّى يبلغ أساسها ، ويصيّرها عريشا كعريش موسى لا شرف لها ، ويوسّع الطريق الأعظم فيصير ستّين ذراعا ، فيهدم كلّ مسجد على الطريق ، ويسدّ كلّ كوّة إلى الطريق وكلّ جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق ، فيأمر الله الفلك في زمانه فيبطؤ في دوره حتّى يكون اليوم من الأيّام كعشرة أيّام من أيّامكم ، والشهر كعشرة أشهر ، والسنة كعشرة سنين من سنتكم »(٦) .

وعنهعليه‌السلام : « يبايع القائم بين الرّكن والمقام ثلاثمائة ونيّف عدّة أهل بدر فيهم النجباء

__________________

(١) « منتخب الأنوار المضيئة » : ١٩٢ ؛ « بحار الأنوار » ٩٧ : ٣٨٥.

(٢) « الكافي » ٣ : ٤٩٥ ، باب مسجد السهلة ، ح ٧ ؛ « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٨٠.

(٣) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٨٣ ؛ « إعلام الورى » ٢ : ٢٨٩ ؛ « كشف الغمّة » ٢ : ٤٦٥.

(٤) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٨٤ ؛ « الكافي » ١ : ٥٣٦ ، باب أنّ الأئمّة قائمون بأمر الله ح ٢ ؛ « كشف الغمّة » ٢ : ٤٦٥.

(٥) « إثبات الهداة » ٧ : ٣٣٦ ، ح ٣٧ ؛ « بحار الأنوار » ٥٢ : ٣٣١ ، ح ٥٢.

(٦) « إثبات الهداة » ٧ : ٣٧ ، ح ٣٧٤ ؛ « بحار الأنوار » ٥٢ : ٣٣٣ ، ح ٦١.

٤٤٢

من أهل مصر والأبدال من أهل الشام والأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم »(١) .

وعن مولانا أبي الحسن العسكريعليه‌السلام أنّه قال : « الخلف من بعدي الحسنعليه‌السلام فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ » فقلت : ولم يجعلني الله فداك؟ قال : « إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه » ، فقلت : فكيف نذكره؟ فقال : « قولوا : الحجّة من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

وعن أبي عبد الله الصالح ، قال : سألني أصحابنا بعد مضيّ أبي محمّدعليه‌السلام أن أسأل عن الاسم [ و ] المكان فخرج الجواب : « إن دللتهم عن الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلّوا عليه »(٣) .

وعن أبي الحسنعليه‌السلام أنّه سئل عن القائمعليه‌السلام فقال : « لا يرى جسمه ولا يسمّى اسمه »(٤) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال في خطبة له : « اللهمّ وإنّي لأعلم العلم لا يأزر كلّه ولا ينقطع موادّه ، وإنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك ، ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور ، كيلا تبطل حجّتك ولا يضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم ـ إلى أن قال ـ : أولئك أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى ولأوليائه ، ودانوا بالتقيّة عن دينهم والخوف عن عدوّهم ، فأرواحهم معلّقة بالمحلّ الأعلى ، فعلماؤهم وأتباعهم خرس صمت في دولة الباطل ينتظرون لدولة الحقّ وسيحقّ الله الحقّ بكلماته ويمحق الباطل »(٥) .

__________________

(١) « إثبات الهداة » ٧ : ٣٧ ، ح ٣٧٨ ؛ « بحار الأنوار » ٥٢ : ٣٣٤ ، ح ٦٤.

(٢) « إعلام الورى » ٢ : ١٣٦ ؛ « الكافي » ١ : ٣٢٨ ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد ٧ ، ح ١٣ ؛ « كفاية الأثر » : ٢٨٣ ـ ٢٨٤ ؛ « علل الشرائع » ١ : ٢٨٦ باب ٧٩ ، ح ٥.

(٣) « الكافي » ١ : ٣٣٣ باب النهي عن الاسم ، ح ٢.

(٤) المصدر السابق ، ح ٣.

(٥) المصدر السابق ١ : ٣٣٩ ، باب في الغيبة ، ح ١٣.

٤٤٣

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : « للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة ، والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة مواليه »(١) .

وعنهعليه‌السلام أنّه قيل له : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال : « لا » ، فقيل : فولدك؟ فقال : « لا » ، فقيل : فولد ولد لك هو؟ قال : « لا » ، فقيل ولد ولد ولدك؟ فقال : « لا » ، فقيل من هو؟ فقال : « الذي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمّةعليهم‌السلام كما أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث على فترة من الرسل »(٢) .

وعن أمّ هانئ قالت : سألت أبا جعفر محمّدعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (٣) قالت : فقال : « إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يظهر كالشهاب يتوقّد في الليلة الظلماء ، فإن أدركت زمانه قرّت عينك ، وفي الآخر : الخنّس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستّين ومائتين ثمّ يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإذا أدركت ذلك قرّت عينك »(٤) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : « لا بدّ للغلام من غيبة » ، قلت : ولم؟ قال : « يخاف ـ وأومأ بيده إلى بطنه ـ وهو المنتظر وهو الذي يشكّ الناس في ولادته فمنهم من يقول : حمل ، ومنهم من يقول : مات أبوه ولم يخلف ، ومنهم من يقول ولد قبل موت أبيه بسنتين ».

قال زرارة : فقلت : وما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان؟ قال : « ادع الله بهذا الدعاء اللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك ، اللهمّ عرّفني نبيّك فإنّك إن لم تعرّفني نبيّك لم أعرف حجّتك ، اللهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٤٠ ، ح ١٩.

(٢) « الكافي » ١ : ٣٤١ ، باب في الغيبة ، ح ٢١ ؛ « بحار الأنوار » ٥١ : ٣٩ ، ح ١٨.

(٣) التكوير (٨١) : ١٥ ـ ١٦.

(٤) « الكافي » ١ : ٣٤١ ، باب في الغيبة ، ح ٢٢ و ٢٣.

٤٤٤

ضللت عن ديني »(١) إلى غير ذلك من الأخبار.

[ في كيفيّة الرجعة ]

ثمّ اعلم أنّ كيفيّة الرجعة إجمالا ـ كما أفيد ـ أنّه إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقع فيها قحط شديد ، فإذا كان العشرون من جمادى الأولى وقع مطر شديد لا يوجد مثله مطلقا منذ هبط آدمعليه‌السلام متّصلا إلى أوّل شهر رجب ، تنبت لحوم من يريد الله أن يرجع إلى الدنيا من الأموات ، وفي العشر الأوّل منه أيضا يخرج الدجّال من أصفهان ويخرج السفياني عثمان بن عنبسة ـ أبوه من ذرّيّة عنبسة بن أبي سفيان وأمّه من ذرّيّة يزيد بن معاوية من الرملة ـ من وادي اليابس ، وفي شهر رجب يظهر في قرص الشمس جسد أمير المؤمنينعليه‌السلام يعرفه الخلائق وينادي في السماء مناد باسمه.

وفي آخر شهر رمضان ينخسف القمر وفي الليلة الخامسة منه وفي النصف تنكسف الشمس ؛ وفي أوّل الفجر من اليوم الثالث والعشرين ينادي جبرئيلعليه‌السلام في السماء : ألا إنّ الحقّ مع عليّ وشيعته ، وفي آخر النهار ينادي إبليس من الأرض : ألا إنّ الحقّ مع عثمان الشهيد وشيعته يسمع الخلائق كلا النداءين ، كلّ منهم بلغته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون.

وفي يوم الجمعة العاشر من المحرّم يخرج الحجّةعليه‌السلام يدخل المسجد الحرام يسوق أمامه [ ثمانا أعجابا ] ويقتل خطيبهم ، فإذا قتل الخطيب غاب عن الناس في الكعبة ، فإذا جنّه الليل ليلة السبت صعد سطح الكعبة ونادى أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر ليجتمعون عنده من مشرق الأرض ومغربها ، فيصيح يوم السبت فيدعو الناس إلى بيعته ، فأوّل من يبايعه الطائر الأبيض جبرئيلعليه‌السلام ويبقى في مكّة حتّى يجتمع عليه عشرة آلاف ، ويبعث السفياني عسكرين : عسكرا إلى الكوفة وعسكرا

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٣٧ ، باب في الغيبة ، ح ٥.

٤٤٥

إلى المدينة ويخرّبونها ، ويهدمون القبر الشريف وتروث بغالهم في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويخرج العسكر إلى مكّة ليهدموها ، فإذا وصلوا إلى بيداء خسف بهم ، لم ينج منهم إلاّ رجلان يمضي أحدهما نذيرا للسفياني والآخر بشيرا للقائمعليه‌السلام .

ثمّ يسير إلى المدينة ويخرج الجبت والطاغوت ويصلبهما في الشجرة ، ويسير في أرض الله ويقتل الدجّال ويلتقي بالسفياني ، ويأتيه السفياني ويبايعه فيقول أقوامه من أخواله : يا كلب ما صنعت؟ فيقول : أسلمت وبايعت ، فيقولون : والله ما نوافقك على هذا فلا يزالون يحثّون به حتّى يخرج على القائم فيقاتله فيقتله الحجّةعليه‌السلام ولا يزال يبعث أصحابه في أقطار الأرض حتّى يستقيم له الأمر ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، ويستقرّ في الكوفة ويكون مسكن أهله مسجد السهلة ومحلّ قضائه مسجد الكوفة.

ومدّة ملكه سبع سنين ، يطوّل الله الأيّام والليالي حتّى تكون السنة بقدر عشر سنين ؛ لأنّ الله سبحانه يأمر الفلك باللبوث فتكون هذه مدّة ملكه سبعون سنة من هذه السنين ، فإذا مضى منها تسع وخمسون سنة خرج الحسينعليه‌السلام في أنصاره الاثنين والسبعين الذين استشهدوا معه في كربلاء وملائكة النصر والشعث الغبر الذين عند قبره.

فإذا تمّت السبعون سنة أتى الحجّة الموت فتقتله امرأة من بني تميم اسمها سعيدة لها لحية كلحية الرجل تضربه على رأسه من فوق سطح وهو متجاوز في الطريق ، فإذا مات تولّى تجهيزه الحسينعليه‌السلام ثمّ يقوم بالأمر ويحشر له يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد والشمر ومن معهم يوم كربلاء ومن رضي بأفعالهم من الأوّلين والآخرين فيقتلهم الحسينعليه‌السلام ويقتصّ منهم ، ويكثر القتل في كلّ من رضي بفعلهم أو أحبّهم ، حتّى يجتمع عليه أشرار الناس من كلّ ناحية ويلجئونه إلى بيت الحرام.

فإذا اشتدّ به الأمر خرج السفّاح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام لنصرته مع الملائكة فيقتلون أعداء الدين ويمكث عليّعليه‌السلام مع ابنيه الحسنينعليهما‌السلام ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أصحاب الكهف ، ثمّ يضرب على قرنه ويقتل ، ويبقى الحسينعليه‌السلام

٤٤٦

قائما بدين الله ، ومدّة ملكه خمسون ألف سنة حتّى أنّه ليربط حاجبيه بعصابة من شدّة الكبر. ويبقى أمير المؤمنينعليه‌السلام في موته أربعة آلاف سنة أو ستّة آلاف سنة أو عشرة آلاف سنة على اختلاف الروايات ، ثمّ يكرّ في جميع شيعته ؛ لأنّهعليه‌السلام يقتل مرّتين ويحيا مرّتين والأئمّة كلّهم يرجعون إلى الدنيا حتّى القائمعليه‌السلام .

ويجتمع إبليس مع جميع أتباعه ويقتلون عند الروحاء قريب من الفرات ، فيرجع المؤمنون القهقرى حتّى يقع منهم رجال في الفرات وروي ثلاثون رجلا ، فينزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الغمام وبيده حربة من نور فإذا رآه إبليس هرب فيقول له أنصاره : أين تذهب وقد آن لنا النصر؟ فيقول : إنّي أرى ما لا ترون ، إنّي أخاف الله ربّ العالمين ، فيلحقه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيطعنه في ظهره فتخرج الحربة من صدره ويموت ويقتلون أصحابه أجمعين ، وعند ذلك يعبد الله ولا يشرك به شيئا ، ويعيش المؤمن لا يموت حتّى يولد له ألف ولد ذكر ، وإذا كسى ولده ثوبا يطول معه كلّما طال ، ويكون لونه على حسب ما يريد ، وتظهر الأرض بركاتها بحيث يؤكل ثمرة الصيف في الشتاء وبالعكس ، وإذا أخذ الثمرة من الشجرة نبت مكانها حتّى لا يفقد شيئا ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامّتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله تعالى ، فإذا أراد الله تعالى خراب العالمين رفع محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى السماء وبقي الناس في هرج ومرج أربعين يوما ، ثمّ ينفخ إسرافيل في الصور نفخة الصعق.

والحاصل : أنّ وقت خروجه وظهورهعليه‌السلام على وجه التفصيل غير معلوم ، فعن المفضّل قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام هل لهذا الأمر وقت؟ فقال : « كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون »(١) .

ومثله الآخر إلاّ أنّ فيه : « كذب الموقّتون ما مضى وقتنا فيما مضى ، ولا آن وقته فيما يستقبل »(٢) إلى غير ذلك من الأخبار.

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٦٨ ، باب كراهية التوقيت ، ح ٥.

(٢) « الغيبة » للطوسي : ٤٢٦ ، ح ٤١٢.

٤٤٧

وعن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام كان يقول : « إلى السبعين بلاء » ، وكان يقول : « بعد البلاء رخاء » وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « يا ثابت! إنّ الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة سنة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم متاع الستر ، فأخذه الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (١) »(٢) .

نعم ، ذكر لظهوره علامات كانت قبل خروجه كما يستفاد من الأخبار المرويّة في كتاب « الغيبة » من تأليفات الصدوق(٣) رحمه‌الله .

فقد روي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد ما قيل لهعليه‌السلام : إنّ أبا جعفرعليه‌السلام كان يقول : « خروج السفياني من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، ـ إلى أن قال ـ : وخروج القائم من المحتوم ».

قلت : وكيف يكون النداء؟ قال : « ينادي مناد من السماء أوّل النهار يسمعه كلّ قوم بألسنتهم : ألا إنّ الحقّ في عليّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض : ألا إنّ الحقّ في عثمان وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون »(٤) .

وعنهعليه‌السلام قال : « خمس قبل قيام القائم من العلامات : الصيحة ، والسفياني ، والخسف بالبيداء ، وخروج اليماني ، وقتل النفس الزكيّة »(٥) .

وعنهعليه‌السلام : « لا يخرج القائم حتّى يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلّهم يدعو

__________________

(١) الرعد (١٣) : ٣٩.

(٢) « الكافي » ١ : ٣٦٨ ، باب كراهية التوقيت ، ح ١.

(٣) المعروف أنّ كتاب « الغيبة » للشيخ الطوسيرحمه‌الله وللنعمانيرحمه‌الله وليس للصدوقرحمه‌الله ولعلّه كان مراد المصنّف منه كتاب إكمال الدين للصدوق ، راجع منه ص ٦٤٩ وما بعدها.

(٤) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٧١ ؛ « إعلام الورى » ٢ : ٢٧٩.

(٥) « الغيبة » للطوسي : ٤٣٦ ؛ « الغيبة » للنعماني : ٤٥٢ ، ح ٩.

٤٤٨

إلى نفسه »(١) .

وعن الحسن بن عليّعليه‌السلام : « لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتّى يتبرّأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا ، ويتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتّى يشهد بعضكم بالكفر على بعض ـ قال ـ : عند ذلك يقوم قائمنا ويرفع ذلك »(٢) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : « بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه أحمر كألوان الدم ، فأمّا الموت الأحمر فالسيف ، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون »(٣) .

وعن الرضاعليه‌السلام : « ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء ، صوتا منها : ألا لعنة الله على الظالمين ، والصوت الثاني : أزفت الآزفة ، يا معشر المؤمنين ، والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس : هذا أمير المؤمنينعليه‌السلام »(٤) .

وعن عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عون السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ، ثمّ يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ، ثمّ يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة من أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهديّ ، ثمّ يخرج بعد ذلك »(٥) .

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبيّ يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفا »(٦) .

__________________

(١) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٧٢ ؛ « إعلام الورى » ٢ : ٢٨٠ ؛ « كشف الغمّة » ٢ : ٤٥٩.

(٢) « الغيبة » للطوسي : ٤٣٧ ؛ « الغيبة » للنعماني : ٢٠٦ ، ح ١٠.

(٣) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٧٢ ؛ « الخرائج والجرائح » ٣ : ١١٥٢ ، ح ٤٨ ؛ « كشف الغمّة » ٢ : ٤٥٩.

(٤) « الغيبة » للطوسي : ٤٣٩ ؛ « الغيبة » للنعماني : ٢٧١ ، ح ٤٥.

(٥) « الغيبة » للطوسي : ٤٤٣ ؛ « الخرائج والجرائح » ٣ : ١١٥٥ ، الرقم ٦١.

(٦) « الغيبة » للطوسي : ٤٤٤ ؛ « الخرائج والجرائح » ٣ : ١١٤٨ ، الرقم ٥٧.

٤٤٩

وعن أبي جعفرعليه‌السلام : « آيتان تكونان قبل القائم لم تكونا منذ هبط آدمعليه‌السلام إلى الأرض : تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان ، والقمر من آخره » ، فقال رجل : يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « إنّي لأعلم بما تقول ، ولكنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدمعليه‌السلام »(١) .

وعنهعليه‌السلام : « يكثر القتلى بين الحيرة والكوفة »(٢) .

وعنهعليه‌السلام : تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهديّ بعث الله بالبيعة(٣) .

وعنهعليه‌السلام : « كأنّي بالقائمعليه‌السلام يوم عاشوراء يوم السبت قائم بين الركن والمقام وجبرئيلعليه‌السلام بين يديه ينادي : البيعة »(٤) .

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « إنّ القائم يقوم يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسينعليه‌السلام »(٥) .

إلى غير ذلك من العلامات كالمطر أربعا وعشرين مطرة يرى أثرها وبركتها ، وخسف قرية من قرى الشام ، وقتل إخوان الترك حتّى ينزلوا الجزيرة ، وقتل مارقة الروم حتّى ينزلوا الرملة ، وقيام الزنديق من قزوين ، وخروج الدجال ، واختلاف ريحين بالشام ، ووقوع رجفة فيها يهلك فيها مائة ألف ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، وقتل النفس الزكيّة غلام من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اسمه محمّد بن الحسن بلا جرم وذنب ، وطلوع آية مع الشمس. عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه.

__________________

(١) « الكافي » ٨ : ١٧٩ ـ ١٨٠ ، ح ٢٥٨ ؛ « الغيبة » للطوسي : ٤٤٤ ؛ « كشف الغمّة » ٢ : ٤٦٠.

(٢) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٧٤ ؛ « إعلام الورى » ٢ : ٢٨٥ ؛ « إثبات الهداة » ٧ : ٤٠٩ ، ح ٥٥.

(٣) « الغيبة » للطوسي ٤٥٢ ؛ « إثبات الهداة » ٧ : ٤١٢ ، ح ٦٥.

(٤) « الخرائج والجرائح » ٣ : ١١٥٩ ؛ « إثبات الهداة » ٧ : ٣١ ، ح ٣٥٣.

(٥) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٧٩ ؛ « كشف الغمّة » ٢ : ٥٣٤ ؛ « إثبات الهداة » ٧ : ٣١ ، ح ٣٥٢.

٤٥٠

فهرس الموضوعات

المقصد الرابع ٧

في الأصل الثالث ٧

من أصول الدين وهو في ( النبوة ) ٧

( المقصد الرابع ) ٩

في الأصل الثالث من أصول الدين ٩

وهو في ( النبوّة ) ٩

الفصل الأوّل : ١٣

في أنّ بعث الله تعالى النبيّ ـ المخبر عن الله تعالى بنحو ١٣

الوحي من غير اجتهاد ـ بالحسن التامّ ، فيكون واجبا عقلا مع أنّه واقع نقلا ١٣

الفصل الثاني : ١٨

في أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله يجب أن يكون معصوما عن ١٨

العصيان والنسيان ، بل عن جميع ما يوجب تنفّر الإنسان ١٨

ولزم أيضا أمورا أخر كلّها منتفية : ٢٣

الفصل الثالث : ٢٦

في أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله يجب أن يكون مع المعجزة المصدّقة ، بناء على ٢٦

أنّ طريق معرفة صدق النبيّ صلى الله عليه وآله في ادّعاء النبوّة منحصر في ظهور المعجزة ٢٦

وأجاب عن أدلّة المعتزلة وهي وجوه : ٣١

الفصل الرابع : ٣٥

في أنّ نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله رسول الله المبعوث إلى ٣٥

الثقلين : الجنّ ، والإنس مع المعجزات التي منها : المعراج الجسماني ، ٣٥

وشقّ القمر ، والقرآن ، وأنّه صلى الله عليه وآله خاتم النبيّين ، ودينه باق إلى يوم الدين ٣٥

٤٥١

الفصل الخامس : ٦٤

أنّ نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء ٦٤

والمرسلين ، بل أفضل المخلوقين حتّى الملائكة المقرّبين ٦٤

( المقصد الخامس ) ٢٠٣

في الأصل ٢٠٣

الرابع وهو ( الإمامة ) ٢٠٣

( المقصد الخامس ) ٢٠٥

في الأصل الرابع وهو ( الإمامة ) ٢٠٥

الفصل الأوّل من فصول الإمامة : ٢١٥

في الاعتقاد الأوّل من الاعتقادات الخمسة ٢١٥

الفصل الثاني : في العصمة ٢٢٤

الفصل الثالث : في الأعلميّة والأفضليّة ٢٣٢

الفصل الرابع : في المنصوبيّة والمنصوصيّة ٢٣٤

الفصل الخامس في الاثني عشريّة ٢٣٨

٤٥٢

المطلب الأوّل : ٢٣٨

في إثبات إمامة مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ٢٣٨

بكلّ واحد من الوجوه الخمسة ٢٣٨

المطلب الثالث : ٤٤١

[ في وجود صاحب الزمان وغيبته ] ٤٤١

٤٥٣