البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء ٤

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة0%

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

مؤلف: محمّد جعفر الأسترآبادي
تصنيف:

ISBN: 964-548-224-0
الصفحات: 535
المشاهدات: 98859
تحميل: 3843


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 535 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98859 / تحميل: 3843
الحجم الحجم الحجم
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة الجزء 4

مؤلف:
ISBN: 964-548-224-0
العربية

قال هشام : فقلت له : فإنّما أقام الله القلب لشكّ الجوارح؟ قال : نعم ، قلت له : فلا بدّ من القلب وإلاّ لم يستيقن الجوارح؟ قال : نعم.

فقلت له : يا أبا مروان ، فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماما يصحّح لها الصحيح ويتيقّن به ما شكّت فيه ، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماما لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك؟

قال : فسكت ولم يقل لي شيئا. ثمّ التفت إليّ فقال : أنت هشام بن الحكم؟ فقلت : لا ، فقال : أفمن جلسائه؟ قلت : لا ، قال : فمن أين أنت؟ قال : قلت : من أهل الكوفة ، قال : فأنت هو ، ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتّى قمت.

قال : فضحك أبو عبد اللهعليه‌السلام وقال : « يا هشام ، من علّمك هذا » ، قلت : شيء أخذته منك وألّفته ، فقال : « هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى »(١) .

وفي خبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة : فقالعليه‌السلام للشامي : « كلّم هذا الغلام » ـ يعني هشام بن الحكم ـ ، فقال : نعم ، فقال لهشام : يا غلام ، سلني في إمامة هذا ، فغضب حتّى ارتعد ، ثمّ قال للشامي : يا هذا ، أربّك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي : بل ربّي أنظر لخلقه.

قال : ففعل بنظره لهم ما ذا؟ قال : أقام لهم حجّة ودليلا كيلا يتشتّتوا أو يختلفوا ، يتألّفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم ، قال : فمن هو؟ قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال هشام : فبعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من؟ قال : الكتاب والسنّة.

قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا؟ قال الشامي : نعم ، قال ، فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك؟ قال :

__________________

(١) « الكافي » ١ : ١٦٩ ـ ١٧١ ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٣.

١٦١

فسكت الشامي.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام للشامي : « ما لك لا تتكلّم؟ » قال الشامي : إن قلت : لم نختلف كذبت ، وإن قلت : إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت ؛ لأنّهما يحتملان الوجوه ، وإن قلت : قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ ، فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنّة إلاّ أنّ لي عليه هذه الحجّة إلى آخر الحديث(١) .

وفي باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم‌السلام : عن زيد الشحّام قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « إنّ الله تعالى اتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا ، وإنّ الله اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا ، وإنّ الله تعالى اتّخذه رسولا قبل أن يتّخذه خليلا ، وإنّ الله تعالى اتّخذه خليلا قبل أن يجعله إماما ، فلمّا جمع له الأشياء قال :( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) ، قال : « فمن عظمها في عين إبراهيم قال :( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال :( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٢) قال : « لا يكون السفيه إمام التقيّ »(٣) .

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفوا حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتّى تسلّموا أبوابا أربعة لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إنّ الله عزّ وجلّ لا يقبل إلاّ العمل الصالح ولا يقبل الله إلاّ الوفاء بالشروط والعهود ، فمن وفى لله عزّ وجلّ بشرطه واستكمل ما وصف من عهده نال من عنده واستكمل وعده ، إنّ الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون؟ فقال :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (٤) .

وقال تعالى :( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (٥) .

__________________

(١) المصدر السابق : ١٧٢ ـ ١٧٣ ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤.

(٢) البقرة (٢) : ١٢٤.

(٣) « الكافي » ١ : ١٧٥ ، باب طبقات الأنبياء ، ح ٢.

(٤) طه (٢٠) : ٨٢.

(٥) المائدة (٥) : ٢٧.

١٦٢

فمن اتّقى الله فيما أمره لقي الله مؤمنا بما جاء به محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وظنّوا أنّهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون أنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذها في غيرها أخذ سبيل الردى ، وصل الله طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله ، وهو الإقرار بما أنزل من عند الله عزّ وجلّ » إلى آخر الحديث(١) .

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : « أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بأسباب ، فجعل لكلّ شيء سببا ، وجعل لكلّ سبب شرحا ، وجعل لكلّ شرح علما ، وجعل لكلّ علم بابا ناطقا عرفه من عرفه وجهله من جهله ، ذاك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن »(٢) .

عن محمّد بن زيد الطبري قال : كنت قائما على رأس الرضاعليه‌السلام بخراسان وعنده عدّة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العبّاسي ، فقال : « يا إسحاق ، بلغني أنّ الناس يقولون : إنّا نزعم أنّ الناس عبيد لنا ، لا وقرابتي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قلته قطّ وما سمعته من أحد من آبائي قاله ، ولا بلغني من أحد من آبائي ـ قال : ـ ولكنّي أقول : الناس عبيد لنا في الطاعة ، موال لنا في الدين ، فليبلّغ الشاهد الغائب »(٣) .

عن أبي سلمة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « نحن الذين فرض الله طاعتنا لا يسع الناس إلاّ معرفتنا ، ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكرنا كان كافرا ، ومن لم ينكرنا ولم يعرفنا كان ضالاّ حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء »(٤) .

عن محمّد بن الفضيل قال : سألته عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى الله عزّ وجلّ قال :

__________________

(١) « الكافي » ١ : ١٨١ ـ ١٨٢ ، باب معرفة الإمام والردّ إليه ، ح ٦.

(٢) المصدر السابق : ١٨٣ ، ح ٧.

(٣) المصدر السابق : ١٨٧ ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح ١٠.

(٤) المصدر السابق : ١٨٧ ـ ١٨٨ ، ح ١١.

١٦٣

« أفضل ما يتقرّب به العباد إلى الله عزّ وجلّ طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر »(١) قال أبو جعفرعليه‌السلام : « حبّنا إيمان وبغضنا كفر »(٢) .

عن أبي الحسن العطّار قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة »(٣) .

عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ طهّرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا »(٤) .

عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٥) ، فقال : « رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنذر وعليّ الهادي ، يا أبا محمّد ، هل من هاد اليوم؟ » قلت : بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتّى دفعت إليك ، فقال : « رحمك الله يا با محمّد ، لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب والسنّة ولكنّه حيّ يجري في من بقي كما جرى في من مضى »(٦) .

عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (٧) ، قال : « هم الأئمّة »(٨) .

وفي باب أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمّةعليهم‌السلام : عن

__________________

(١) « الكافي » ١ : ١٨٨ ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح ١٢.

(٢) المصدر السابق : ١٨٨ ، ذيل الحديث ١٢.

(٣) المصدر السابق : ١٨٦ ، ح ٥.

(٤) المصدر السابق : ١٩١ ، باب في أنّ الأئمّة شهداء الله ، ح ٥.

(٥) الرعد (١٣) : ٧.

(٦) « الكافي » ١ : ١٩٢ ، باب أنّ الأئمّة هم الهداة ، ح ٣.

(٧) النور (٢٤) : ٥٥.

(٨) « الكافي » ١ : ١٩٣ ـ ١٩٤ ، باب أنّ الأئمّة خلفاء الله في أرضه ، ح ٣.

١٦٤

معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء قال : سألت الرضاعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (١) ، فقال : « نحن أهل الذكر ونحن المسئولون ».

قلت : فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال : « نعم » قلت : حقّا علينا أن نسألكم؟ قال : « نعم » قلت : حقّا عليكم أن تجيبونا؟

قال : « لا ، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل ، أما تسمع قول الله عزّ وجلّ :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ؟(٢) »(٣) .

عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (٤) « فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذكر ، وأهل بيتهعليهم‌السلام هم المسئولون وهم أهل الذكر ».(٥) وفي معناه أخبار أخر(٦) .

وفي باب أنّ من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمّةعليهم‌السلام :

عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٧) ، قال أبو جعفر : « إنّما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدوّنا ، وشيعتنا أولو الألباب »(٨) . وفي معناه خبر آخر.(٩)

[ الأبواب المتعلّقة بعلوم الأئمّةعليهم‌السلام ]

[ وفي ] باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّةعليهم‌السلام : عن أبي بصير ، عن

__________________

(١) النحل (١٦) : ٤٣ ؛ الأنبياء (٢١) : ٧.

(٢) ص (٣٨) : ٣٩.

(٣) « الكافي » ١ : ٢١٠ ، باب أنّ أهل الذكر الذين أمر الله ، ح ٣.

(٤) الزخرف (٤٣) : ٤٤.

(٥) « الكافي » ١ : ٢١١ ، باب أنّ أهل الذكر الذين أمر الله ، ح ٤.

(٦) المصدر السابق ، ح ٥ ـ ٧.

(٧) الزمر (٣٩) : ٩.

(٨) « الكافي » ١ : ٢١٢ ، باب من وصفه الله تعالى في كتابه ، ح ١.

(٩) المصدر السابق ، ح ٢.

١٦٥

أبي عبد اللهعليه‌السلام : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله »(١) . وفي معناه خبران آخران.(٢)

وفي باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهمعليهم‌السلام :

عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في هذه الآية( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٣) فأومأ بيده إلى صدره(٤) . وفي معناه أيضا أخبار أخر.

وفي باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا :

عن أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه الله عزّ وجلّ ذلك »(٥) .

وفي باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يعلمون علم ما كان وما يكون ، وأنّه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم :

عن سيف التمّار ، قال : كنّا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : « علينا عين » ، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا ، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال : « وربّ الكعبة وربّ البنيّة ـ ثلاث مرّات ـ لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضرعليهما‌السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وراثة »(٦) .

عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول ـ وعنده أناس من

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢١٣ ، باب أنّ الراسخين في العلم ، ح ١.

(٢) المصدر السابق ، ح ٢ و ٣.

(٣) العنكبوت (٢٩) : ٤٩.

(٤) « الكافي » ١ : ٢١٣ ، باب أنّ الأئمّة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم ، ح ١.

(٥) المصدر السابق : ٢٥٨ ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام إذا شاءوا علموا ، ح ٣.

(٦) المصدر السابق ١ : ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، باب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان ، ح ١.

١٦٦

أصحابه ـ : « عجبت من قوم يتوالونا ويجعلونا أئمّة ويصفون بأنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ يكسرون حجّتهم ويخصّمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقّنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله تعالى برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون أنّ الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثمّ يخفي عليهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم » وفي آخر الحديث « أرأيت ما كان من أمر قيام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام والحسن والحسين وخروجهم »(١) .

وفي باب جهات علوم الأئمّةعليهم‌السلام : عن عليّ السائي ، عن أبي الحسن الأوّل موسىعليه‌السلام قال : قال : « مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ، ولا نبيّ بعد نبيّنا »(٢) .

عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إنّ جبرئيل أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برمّانتين فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إحداهما وكسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا وأطعم عليّاعليه‌السلام نصفا ، ثمّ قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أخي ، هل تدري ما هاتان الرمّانتان؟ قال : لا ، قال : أمّا الأولى فالنبوّة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه ».

فقلت : أصلحك الله كيف كان؟ يكون شريكه فيه؟ قال : « لم يعلّم الله محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علما إلاّ أمره أن يعلّمه عليّاعليه‌السلام »(٣) . وفي معناه خبران آخران(٤) منزلتهم.

عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي الحسن روّينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال :

__________________

(١) المصدر السابق ١ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، باب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان ، ح ٤.

(٢) المصدر السابق ١ : ٢٦٤ ، باب جهات علوم الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ١.

(٣) المصدر السابق ١ : ٢٦٣ ، باب أنّ الله عزّ وجلّ لم يعلّم نبيّه علما إلاّ ، ح ١.

(٤) المصدر السابق ، ح ٢ و ٣.

١٦٧

علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع » ، فقال : « أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا ، وأمّا المزبور فما يأتينا ، وأمّا النكت في القلوب فإلهام ، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك »(١) .

وفي باب التفويض إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى الأئمّةعليهم‌السلام في أمر الدين : عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزّ وجلّ فأخبره بها ، ثمّ دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر [ به ] الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتّى كأنّ قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه ، وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي فعلمت أنّ ذلك منه تقيّة.

قال : ثمّ التفت إليّ فقال : « يا ابن أشيم ، إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داودعليه‌السلام فقال :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٢) ، وفوّض إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ،(٣) فما فوّضه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوّضه إلينا »(٤) .

عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « لا والله ما فوّض الله إلى أحد من خلقه إلاّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى الأئمّةعليهم‌السلام قال الله عزّ وجلّ :( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) (٥) ، وهي جارية في الأوصياءعليهم‌السلام »(٦) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٦٤ ، باب جهات علوم الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٣.

(٢) ص (٣٨) : ٣٩.

(٣) الحشر (٥٩) : ٧.

(٤) « الكافي » ١ : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، باب التفويض إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ح ٢.

(٥) النساء (٤) : ١٠٥.

(٦) « الكافي » ١ : ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ، باب التفويض إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ح ٨.

١٦٨

وفي آخر : « فما فوّضه الله إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد فوّضه إلينا »(١) .

وفي باب أنّ الأئمّة يشبّهون بمن مضى ، وكراهية القول فيهم بالنبوّة : عن سدير ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآنا( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (٢) ، فقال : « يا سدير ، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء [ براء و ] برئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ».

قال : وقلت : وعندنا قوم يزعمون أنّكم رسل ويقرءون علينا بذلك قرآنا( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (٣) .

فقال : « يا سدير ، سمعي وبصري وشعري ولحمي ودمي من هؤلاء بريء ، وبرئ الله ورسوله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة وهو ساخط عليهم ».

قال : قلت : فما أنتم؟ قال : « نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض »(٤) .

وروي في باب أنّ الأئمّة محدّثون : عن محمّد بن إسماعيل قال : سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول : « الأئمّةعليهم‌السلام علماء صادقون مفهّمون محدّثون »(٥) .

عن محمّد بن مسلم قال : ذكر المحدّث عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال : « إنّه يسمع

__________________

(١) المصدر السابق : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، ح ٢.

(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٤.

(٣) المؤمنون (٢٣) : ٥١.

(٤) « الكافي » ١ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، باب في أنّ الأئمّة بمن يشبّهون ، ح ٦.

(٥) المصدر السابق ١ : ٢٧١ ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح ٣.

١٦٩

الصوت ولا يرى الشخص » ، فقلت له : أصلحك الله كيف يعلم أنّه كلام الملك؟ قال : « إنّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك »(١) .

وفي معنى الأوّل خبران آخران.(٢)

وفي باب وقت ما يعلم الإمامعليه‌السلام جميع علم الإمام الذي كان قبله عليهم جميعا السّلام : عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه »(٣) .

وفي خبر آخر قال : قلت له : الإمام متى يعرف إمامته وينقل الأمر إليه؟ قال : « في آخر دقيقة من حياة الأوّل »(٤) .

وفي باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام في العلم والشجاعة والطاعة سواء :

عن داود النهديّ ، عن عليّ بن جعفر عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : قال لي : « نحن في العلم والشجاعة سواء ، وفي العطاء على قدر ما نؤمر »(٥) .

عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحدا ، فأمّا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّعليه‌السلام فلهما فضلهما »(٦) .

وفي آخر : « وحجّتهم واحدة وطاعتهم واحدة »(٧) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٧١ ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح ٤.

(٢) راجع المصدر السابق : ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، ح ٢ و ٥.

(٣) المصدر السابق : ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، باب وقت ما يعلم الإمام ، ح ٢.

(٤) المصدر السابق : ٢٧٥ ، ح ٣.

(٥) المصدر السابق : ٢٧٥ ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام في العلم والشجاعة والطاعة سواء ، ح ٢.

(٦) المصدر السابق ، ح ٣.

(٧) المصدر السابق ، ح ١.

١٧٠

وفي باب أنّ الإمامة عهد من الله عزّ وجلّ معهود من واحد إلى واحدعليهم‌السلام :

عن عمر بن الأشعث قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد ، لا والله ولكن عهد من الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرجل فرجل حتّى ينتهي الأمر إلى صاحبه »(١) . وفي معناه أخبار أخر(٢) .

وفي باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنّها لا تعود في أخ ولا عمّ ولا غيرهما من القربات :

عن يونس ، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا ، إنّما جرت من عليّ بن الحسين ، كما قال الله تبارك وتعالى :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (٣) ، فلا تكون بعد عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إلاّ في الأعقاب وأعقاب الأعقاب »(٤) . وفي معناه أو قريب منه أخبار أخر(٥) .

وفي باب الأمور التي توجب حجّة الإمامعليه‌السلام : عن ابن أبي نصر ، قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : إذا مات الإمام بمن يعرف الذي بعده؟

فقال : « للإمام علامات : منها أن يكون أكبر ولد أبيه ، ويكون فيه الفضل والوصيّة ، ويقدم الركب فيقول : إلى من أوصى فلان؟ فيقال : إلى فلان ، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، تكون الإمامة مع السلاح حيثما كان »(٦) .

وفي باب ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأئمّةعليهم‌السلام واحدا فواحدا :

__________________

(١) المصدر السابق : ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، باب أنّ الإمامة عهد من الله ، ح ٢.

(٢) راجع الباب المذكور في المصدر السابق.

(٣) الأحزاب (٣٣) : ٦.

(٤) « الكافي » ١ : ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ، ح ١.

(٥) راجع الباب المذكور في المصدر السابق.

(٦) المصدر السابق : ٢٨٤ ، باب الأمور التي توجب حجّة الإمام ، ح ١.

١٧١

عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمّد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « أمر الله عزّ وجلّ رسوله بولاية عليّعليه‌السلام وأنزل عليه( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) ، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي؟ فأمر الله محمّدا أن يفسّر لهم الولاية كما فسّر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ـ وساق الحديث إلى أن قالعليه‌السلام ـ : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض »(٢) .

وفي باب لو لا أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يزدادون لنفد ما عندهمعليهم‌السلام :

عن زرارة قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « لو لا أنّا نزداد ، لأنفدنا » ، قال : قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال : « أما إنّه إذا كان ذلك عرض على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ على الأئمّة ، ثمّ انتهى الأمر إلينا »(٣) .

عن يونس بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « ليس يخرج شيء من عند الله عزّ وجلّ حتّى يبدأ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ بأمير المؤمنينعليه‌السلام ثمّ بواحد بعد واحد لئلاّ يكون آخرنا أعلم من أوّلنا »(٤) .

وفي باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت للملائكة والأنبياءعليهم‌السلام :

عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إنّ لله تبارك وتعالى علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله فقد علمناه ، وعلما استأثر به ، فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك ، وعرض على الأئمّة الذين

__________________

(١) المائدة (٥) : ٥٥.

(٢) « الكافي » ١ : ٢٨٩ ، باب ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ، ح ٤.

(٣) المصدر السابق : ٢٥٥ ، باب لو لا أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يزدادون ، ح ٣.

(٤) المصدر السابق ، ح ٤.

١٧٢

كانوا من قبلنا »(١) .

عن ضريس قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « إنّ لله عزّ وجلّ علمين : علما مبذولا ، وعلما مكفوفا ، فأمّا المبذول فإنّه ليس من شيء تعلمه الملائكة والرسل إلاّ نحن نعلمه ، وأمّا المكفوف فهو الذي عند الله عزّ وجلّ في أمّ الكتاب إذا خرج نفذ »(٢) .

عن معمّر بن خلاّد قال : سأل أبا الحسنعليه‌السلام رجل من فارس ، فقال له : أتعلمون الغيب؟ فقال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : « يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنّا فلا نعلم ». ـ وقال : ـ « سرّ الله عزّ وجلّ أسرّه إلى جبرئيلعليه‌السلام وأسرّه جبرئيل إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأسرّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى من شاء الله »(٣) .

عن عمّار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الإمام يعلم الغيب؟ فقال : « لا ، ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك »(٤) .

عن سدير الصيرفي قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ :( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٥) ، قال أبو جعفرعليه‌السلام : « إنّ الله عزّ وجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون أما تسمع لقوله :( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (٦) ؟ ».

فقال له حمران : أرأيت قوله ـ جلّ ذكره ـ :( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ) (٧) ؟ فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : «( إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (٨) ، وكان والله

__________________

(١) المصدر السابق ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يعلمون جميع العلوم ، ح ١.

(٢) المصدر السابق : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق : ٢٥٦ ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح ١.

(٤) المصدر السابق : ٢٥٧ ، ح ٤.

(٥) الأنعام (٦) : ١٠١.

(٦) هود (١١) : ٧.

(٧) الجنّ (٧٢) : ٢٦.

(٨) الجنّ (٧٢) : ٢٧.

١٧٣

محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممّن ارتضاه ، وأمّا قوله :( عالِمُ الْغَيْبِ ) فإنّ الله عزّ وجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلفه وقبل أن يفضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران ، علم موقوف عنده إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره عزّ وجلّ ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ إلينا »(١) .

وفي باب أنّ علم الأئمّة يزداد كلّ ليلة جمعة : عن أبي يحيى الصنعاني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قال لي : « يا أبا يحيى ، إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن » ، قال : قلت : جعلت فداك وما ذاك الشأن؟

قال : « يؤذن لأرواح الأنبياء الموتىعليهم‌السلام وأرواح الأوصياء الموتى وروح الوصيّ الذي بين أظهركم يعرج بها إلى السماء حتّى توافي بها عرش ربّها فتطوف به أسبوعا ، وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين ، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا ، ويصبح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جمّ الغفير »(٢) .

وفي رواية أخرى : « فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولو لا ذلك لأنفدنا »(٣) . وبمعناه خبر آخر(٤) .

وفي حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة : قال : فقال لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله ، لا تغضب عليّ قال : « لما ذا؟ » قال : لما أريد أن أسألك عنه ، قال : « قل » ، قال : ولا تغضب؟ قال : « ولا أغضب » ، قال : أرأيت قولك في ليلة القدر وتنزّل الملائكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد علمه ، أو

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح ٢.

(٢) المصدر السابق : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام يزدادون ، ح ١.

(٣) المصدر السابق ، ح ٢.

(٤) المصدر السابق ، ح ٣.

١٧٤

يأتونهم بأمر كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعلمه ، وقد علمت أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات وليس من علمه شيء إلاّ وعليّعليه‌السلام له واع؟

قال أبو جعفرعليه‌السلام : « ما لي ولك أيّها الرجل؟ ومن أدخلك عليّ؟ » قال : أدخلني عليك القضاء لطلب الدين.

قال : « فافهم ما أقول لك إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا أسري به لم يهبط حتّى أعلمه الله جلّ ذكره علم ما قد كان وما سيكون ، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر ، وكذلك كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قد علم جمل العلم ويأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

قال السائل : أو ما كان في الجمل تفسير؟ قال : « بلى ، ولكنّه إنّما يأتي بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى الأوصياء : افعل كذا وكذا لأمر قد كانوا علموه أمروا كيف يعملون فيه ».

قلت : فسّر لي هذا ، قال : « لم يمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ حافظا لجملة العلم وتفسيره » ، قلت : فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال : « الأمر واليسر فيما كان قد علم ».

قال السائل : فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا ، قال : « هذا ممّا أمروا بكتمانه ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلاّ الله عزّ وجلّ ».

قال السائل : فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء؟ قال : « لا ، وكيف يعلم وصيّ غير علم ما أوصي إليه؟ »

قال السائل : فهل يسعنا أن نقول : إنّ أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر؟ قال : « لا ، لم يمت نبيّ إلاّ وعلمه في جوف وصيّه ، وإنّما تنزّل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ».

قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم؟ قال : « بلى قد علموه ، ولكنّهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتّى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى

١٧٥

السنة المقبلة » :

قال السائل : يا أبا جعفر ، لا أستطيع إنكار هذا ، قال أبو جعفرعليه‌السلام : « من أنكره فليس منّا » ، قال السائل : يا أبا جعفر ، أرأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟

قال : « لا يحلّ لك أن تسأل عن هذا ، أمّا علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبيّ ولا وصيّ إلاّ والوصيّ الذي بعده يعلمه ، أمّا هذا العلم الذي تسأل عنه فإنّ الله عزّ وجلّ أبى أن يطّلع الأوصياء عليه إلاّ أنفسهم ». إلى آخر الحديث(١) .

وفي باب النصّ والإشارة إلى عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام : عن يونس بن رباط قال : دخلت أنا وكامل التمّار على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له كامل : جعلت فداك حديث رواه فلان ، فقال : « اذكره » ، فقال : حدّثني أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدّث عليّا بألف باب يوم توفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّ باب يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب ، فقال : « لقد كان ذلك » ، فقلت : جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم؟ فقال : « يا كامل ، باب أو بابان ».

فقال : جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلاّ باب أو بابان؟ قال : فقال : « وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ما تروون من فضلنا إلاّ ألفا غير معطوفة »(٢) .

وفي باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهمعليهم‌السلام : عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال لابن العبّاس : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ؛ ولذلك الأمر ولاة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » ، فقال ابن عبّاس من هم؟ قال : « أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون »(٣) .

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، باب في شأن إنّا أنزلناه ، ح ٨.

(٢) المصدر السابق : ٢٩٧ ، باب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ح ٩.

(٣) المصدر السابق : ٥٣٢ ـ ٥٣٣ ، باب ما جاء في الاثني عشر ، ح ١١.

١٧٦

وبهذا الإسناد قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه : « آمنوا بليلة القدر إنّها تكون لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، ولولده الأحد عشر من بعدي »(١) .

وبهذا الإسناد « أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال لأبي بكر :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (٢) ، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات شهيدا والله ليأتينّك فأيقن إذا جاءك ؛ فإنّ الشيطان غير متخيّل به. فأخذ عليّعليه‌السلام بيد أبي بكر فأراه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال له : يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده إنّهم مثلي إلاّ النبوّة ، وتب إلى الله ممّا في يدك فإنّه لا حقّ لك فيه ، قال : ثمّ ذهب فلم ير »(٣) .

وعن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّي واثني عشر من ولدي وأنت يا عليّ ، زرّ الأرض ـ يعني أوتادها وجبالها ـ بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها ، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت بأهلها ولم ينظروا »(٤) .

وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من ولدي اثنا عشر نقيبا نجباء محدّثون مفهّمون ، آخرهم القائم بالحقّ يملأها عدلا كما ملئت جورا »(٥) .

وعن أبي حمزة قال : سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول : « إنّ الله خلق محمّدا وعليّا وأحد عشر من ولده من نور عظمته ، فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبّحون الله ويقدّسونه وهم الأئمّةعليهم‌السلام من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٦) .

وفي باب النصّ والإشارة على الحسن بن عليّعليهما‌السلام : عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّ

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٥٣٣ ، باب ما جاء في الاثني عشر ، ح ١٢.

(٢) آل عمران (٣) : ١٦٩.

(٣) « الكافي » ١ : ٥٣٣ ، باب ما جاء في الاثني عشر ، ح ١٣.

(٤) المصدر السابق : ٥٣٤ ، ح ١٧.

(٥) المصدر السابق ، ح ١٨.

(٦) المصدر السابق : ٥٣٠ ـ ٥٣١ ، ح ٦.

١٧٧

أمير المؤمنين صلوات الله عليه لمّا حضره الذي حضره ، قال لابنه الحسن : ادن منّي حتّى أسرّ إليك ما أسرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليّ ، وائتمنك على ما ائتمنني عليه ففعل »(١) .

وعن شهر بن حوشب أنّ عليّاعليه‌السلام حين سار إلى الكوفة استودع أمّ سلمة كتبه والوصيّة ، فلمّا رجع الحسنعليه‌السلام دفعتها إليه(٢) .

وفي باب الإشارة إلى الحسين بن عليّعليه‌السلام : عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ـ أخذنا منه موضع الحاجة ـ قال : « لمّا حضرت الحسن بن عليّعليهما‌السلام الوفاة قال : يا قنبر ، ادع لي محمّد بن عليّ ، فأتيته ، فقال : يا محمّد بن عليّ ، لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك يا محمّد بن عليّ ، أما علمت أنّ الحسين بن عليّعليهما‌السلام بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي وجسمي إمام من بعدي وعند الله جلّ اسمه في الكتاب وراثة من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أضافها الله عزّ وجلّ له في وراثة أبيه وأمّه صلوات الله عليهم ، فعلم الله أنّكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واختار محمّد عليّاعليه‌السلام واختارني عليّعليه‌السلام بالإمامة واخترت أنا الحسينعليه‌السلام » إلى آخر الحديث(٣) .

وفي باب الإشارة والنصّ على عليّ بن الحسينعليه‌السلام : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « لمّا حضر الحسينعليه‌السلام ما حضره ، دفع وصيّته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرّج ، فلمّا أن كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، دفعت ذلك إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قلت : فما فيه ـ يرحمك الله ـ؟ فقال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى »(٤) .

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر : عن الحسين بن أبي العلاء ، عن

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٢٩٨ ، باب الإشارة والنصّ على الحسن بن عليّعليهما‌السلام ، ح ٢.

(٢) المصدر السابق : ٢٩٨ ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق : ٣٠٠ ـ ٣٠٢ ، باب الإشارة والنصّ على الحسين بن عليّعليهما‌السلام ، ح ٢.

(٤) المصدر السابق : ٣٠٤ ، باب الإشارة والنصّ على عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، ح ٢.

١٧٨

أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « إنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة عليّ وعمر وعثمان ، وأنّ ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن ـ وكان أكبرهم ـ فسأله الصدقة ، فقال زيد : إنّ الوالي كان بعد عليّ الحسن ، وبعد الحسن الحسين ، وبعد الحسين عليّ بن الحسين ، وبعد عليّ بن الحسين محمّد بن عليّعليهم‌السلام فابعث إليه.

فبعث ابن حزم إلى أبي ، فأرسلني بالكتاب إليه حتّى دفعته إلى ابن حزم ، فقال له بعضنا : يعرف هذا ولد الحسن؟ قال : نعم كما يعرفون أنّ هذا ليل ، ولكنّهم يحملهم الحسد ، ولو طلبوا الحقّ بالحقّ لكان خيرا لهم ، ولكنّهم يطلبون الدنيا »(١) .

وعن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء مثله(٢) .

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفرعليه‌السلام إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام يمشي ، فقال : « ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزّ وجلّ :( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٣) »(٤) .

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسىعليه‌السلام : عن محمّد بن عليّ ، عن عبد الله القلاّء(٥) ، عن الفيض بن المختار قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ فدخل عليه أبو إبراهيمعليه‌السلام ـ وهو يومئذ غلام ـ فقال : « هذا صاحبكم فتمسّك به »(٦) .

__________________

(١) المصدر السابق : ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفرعليه‌السلام ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق : ٣٠٦ ، ذيل حديث ٣.

(٣) القصص (٢٨) : ٥.

(٤) « الكافي » ١ : ٣٠٦ ، باب الإشارة والنصّ على أبي عبد الله ، ح ١.

(٥) في « بحار الأنوار » : « عبد الأعلى ».

(٦) « الكافي » ١ : ٣٠٧ ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ح ١ ؛ « بحار الأنوار » ٤٨ : ١٨ ، ح ١٨.

١٧٩

وعن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : سألت عبد الرحمن في السنة التي أخذ فيها أبو الحسن الماضيعليه‌السلام فقلت له : إنّ هذا الرجل قد صار في يد هذا وما يدري إلى ما يصير ، فهل بلغك عنه في أحد من ولده شيء؟

فقال لي : ما ظننت أنّ أحدا يسألني عن هذه المسألة ، دخلت على جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في منزله فإذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له وهو يدعو وعلى يمينه موسى بن جعفرعليهما‌السلام يؤمّن على دعائه ، فقلت : جعلني الله فداك قد عرفت انقطاعي إليك وخدمتي لك فمن وليّ الناس بعدك؟ فقال : « إنّ موسى قد لبس الدرع وساوى عليه ».

فقلت له : لا أحتاج بعد هذا إلى شيء(١) .

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : عن داود الرقّي قال : قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام : جعلت فداك إنّي قد كبر سنّي فخذ بيدي من النار. قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسنعليه‌السلام فقال : « هذا صاحبكم من بعدي »(٢) .

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام : عن معمر بن خلاّد قال : سمعت الرضاعليه‌السلام وذكر شيئا ، فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني » ، وقال : « إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا من أكابرنا القذّة بالقذّة »(٣) .

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الثالث عليه‌السلام : عن إسماعيل بن مهران قال : لمّا خرج أبو جعفرعليه‌السلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه ، قلت له عند خروجه : جعلت فداك إنّي أخاف عليك في هذا الوجه فإلى

__________________

(١) « الكافي » ١ : ٣٠٨ ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ح ٣.

(٢) المصدر السابق : ٣١٢ ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، ح ٣.

(٣) المصدر السابق : ٣٢٠ ، ح ٢.

١٨٠