دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582
المشاهدات: 106311
تحميل: 2499


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 582 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106311 / تحميل: 2499
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 6

مؤلف:
ISBN: 964-319-359-4
العربية

وقال الفضل(١) :

المشهور بين الشيعة أنّ أمير المؤمنين ولد في الكعبة ، ولم يصحّحه علماء التواريخ ، بل عند أهل التواريخ أنّ حكيم بن حزام ولد في الكعبة ، ولم يولد فيها غيره.

وأمّا ما ذكره من أحوال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنسبة إليه في صغره ، فلا يصحّ به نقل إلّا ما ذكره.

ولا ردّ عليه إلّا في قوله : « وخليفتي » إن أريد به الخلافة بعده

وإن أريد أنّه من الخلفاء ، فهذا صحيح لا شكّ فيه.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٣٧ الطبعة الحجرية.

٣٠١

وأقول :

يكفي في الجزم بولادة أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكعبة ، موافقة بعض الجمهور فيها ، وروايتهم لها(١) ، فإنّها منقبة تنكرها أسماع أعداء فضله ، وتتداعى لدرسها نفوس حسّاد مجده ؛ إذ بها الشرف الأعلى ، والدلالة على أنّه محلّ عناية الله سبحانه من يوم ولادته ، وأنّه قد طهّره بطهارته ، حتّى جعل مولده أعظم بيوت عبادته.

فإذا رواه واحد منهم كانت حجّة عليهم ، فكيف وقد ادّعى الحاكم في « المستدرك » تواترها؟!

فإنّه روى(٢) في مناقب حكيم ، عن مصعب بن عبد الله ، أنّ أمّ حكيم ولدته في الكعبة ، ضربها المخاض وهي في جوفها فولدته فيها ، وحملت في نطع(٣) .

قال مصعب : ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد.

فقال الحاكم : « وهم مصعب في الحرف الأخير ، فقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه

__________________

(١) انظر مثلا : تاريخ الموصل ـ للأزدي ـ : ٥٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٥٠ ح ٦٠٤٤ ، مروج الذهب ٢ / ٣٤٩ ، مطالب السؤول : ٦٣ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٥٨ ح ٣ ، كفاية الطالب : ٤٠٦ ، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ المالكي ـ : ٣٠ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، نور الأبصار : ٨٥.

(٢) ص ٤٨٣ من الجزء الثالث [ ٣ / ٥٥٠ ح ٦٠٤٤ ]. منهقدس‌سره .

(٣) النّطع : بساط من الأديم ؛ انظر : تاج العروس ١١ / ٤٨٢ مادّة « نطع ».

٣٠٢

في جوف الكعبة ».

وأقول :

الحقّ أنّ حكيما لم يولد في الكعبة ، لكنّ المنحرفين عن الإمام المطهّر ذكروا ذلك لينقضوا فضله!

فعن ابن الصبّاغ المالكي ، في كتابه « الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة » ، ص ١٤ ، قال : « لم يولد أحد قبله في البيت سواه »(١) .

ونحوه عن الكنجي الشافعي ، في كتابه « كفاية الطالب » ، ص ٣٦١(٢) .

__________________

(١) الفصول المهمّة : ٣٠.

وابن الصبّاغ هو : نور الدين عليّ بن محمّد بن حمد بن عبد الله السفاقسي ، الغزّي ، المكّي ، المالكي.

ولد سنة ٧٨٤ ه‍ بمكّة المكرّمة ، ونشأ بها ، حفظ القرآن ، وأخذ النحو والفقه عن جملة من العلماء ، فكان من أعلام المحدّثين وكبار فقهاء المالكية ، قال عنه السخاوي : « أجاز لي » ؛ وله مؤلّفات ، منها : الفصول المهمّة ، العبر في من شفّه النظر.

وكتابه « الفصول المهمّة » من المصادر المعتمدة ، فقد نقل عنه الصفوري الشافعي في « نزهة المجالس » ، والسمهودي في « جواهر العقدين » ، وبرهان الدين الحلبي في « إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون » ، وغيرهم ممّن ألّف في مناقب أهل البيتعليهم‌السلام وفضائلهم.

توفّي سنة ٨٥٥ ه‍ ودفن بالمعلّاة من مكّة.

انظر : الضوء اللامع ٥ / ٢٨٣ رقم ٩٥٨ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، كشف الظنون ٢ / ١٢٧١ ، هديّة العارفين ٥ / ٧٣٢ ، الأعلام ٥ / ٨ ، معجم المؤلّفين ٢ / ٤٩٢ رقم ٩٨٧١ ، نفحات الأزهار ١٩ / ٢١٧ ـ ٢٢٣ رقم ٢٧.

(٢) كفاية الطالب : ٤٠٧.

٣٠٣

وعن الشّبلنجي ، في « نور الأبصار » ، ص ٧٦(١) .

ومحمّد بن طلحة الشافعي ، في كتابه « مطالب السؤول » ، ص ١١(٢) .

__________________

والكنجي هو : أبو عبد الله فخر الدين محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي.

كان من أهل العلم ، فقيها حافظا محدّثا ، فاضلا أديبا ، وله نظم حسن ، ونسبته إلى بلدة « كنج » بين أصبهان وخوزستان ، له مصنّفات عديدة ، منها : كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، البيان في أخبار صاحب الزمان.

أثنى عليه كلّ من ترجم له ، واتّهمه بعضهم بالرفض والتشيّع لما ألّفه في مناقب أهل البيتعليهم‌السلام !

قتله أهل دمشق في جامعها سنة ٦٥٨ ه‍ بعد صلاة الصبح!

انظر : تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٤٤١ ، البداية والنهاية ١٣ / ١٨٤ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٧٥ ، كشف الظنون ١ / ٢٦٣ وج ٢ / ١٤٩٧ ، هديّة العارفين ٦ / ١٢٧ ، الأعلام ٧ / ١٥٠ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٧٨٧ رقم ١٦٤٨٢ ، مقدّمة تحقيق كفاية الطالب : ١٢ ـ ٣٥.

(١) نور الأبصار : ٨٥.

والشبلنجي هو : مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي.

ولد سنة ١٢٥٢ ه‍ ، وكان حيّا سنة ١٣٢٢ ه‍ ؛ فقد ذكر إسماعيل باشا كتابه « فتح المنّان » وقال : « وهو الآن ـ أعني في سنة ١٣٢٢ ـ موجود بالأزهر ».

فاضل من أهل شبلنجة ، وهي قرية من قرى مصر ، قرب بنها العسل ، تعلّم في الأزهر ، وأقام في جواره ، وأخذ عن علماء عصره ، كان يميل إلى العزلة ، ويألف زيارة القبور والمشاهد ، ذا خلق رفيع ، له عدّة مصنّفات ، منها : نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار ، فتح المنّان في تفسير غريب القرآن ، مختصر « عجائب الآثار » للجبرتي.

انظر : إيضاح المكنون ٤ / ١٧٤ و ٦٨٣ ، هديّة العارفين ٦ / ٤٨٣ ، الأعلام ٧ / ٣٣٤ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٩٤١ رقم ١٧٤٤٤ ، مقدّمة نور الأبصار : ٣ ـ ٤.

(٢) مطالب السؤول : ٦٣.

وقد تقدّمت ترجمة ابن طلحة في ج ٥ / ١٦٠ ه‍ ٢ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

٣٠٤

ولو سلّم ولادة حكيم بالكعبة ، فهي من باب الاتّفاق ، كما يدلّ عليه خبر ولادته ، لا لكرامة له ، فإنّه من مسلمة الفتح ، ومن المؤلّفة قلوبهم ، كما ذكره في « الاستيعاب »(١) .

وهذا بخلاف ولادة أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ فإنّها كجنابته في المسجد ، من طهارته وعناية الله به ، كما يشهد له ما رواه صاحب كتاب « بشائر المصطفى » على ما حكاه عنه في « كشف الغمّة » ، قال :

ومن « بشائر المصطفى » ، مرفوعا إلى يزيد بن قعنب ، قال : كنت جالسا مع العبّاس بن عبد المطّلب وفريق من بني عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكانت حاملا به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : يا ربّ! إنّي مؤمنة بك ، وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل ، وإنّه بنى بيتك العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت ، والمولود الذي في بطني ، إلّا ما يسّرت عليّ ولادتي.

قال يزيد بن قعنب : فرأيت البيت قد انشقّ من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا ، وعاد إلى حاله ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك من أمر الله تعالى.

ثمّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.

ثمّ قالت : إنّي فضّلت على من تقدّمني من النساء ؛ لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله سرّا في موضع لا يحبّ الله أن يعبد فيه إلّا اضطرارا.

__________________

(١) الاستيعاب ١ / ٣٦٢ رقم ٥٣٥.

٣٠٥

وإنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتّى أكلت منها رطبا جنيّا.

وإنّي دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنّة وأرزاقها ، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة! سمّيه عليّا ، فهو عليّ ، والله العليّ الأعلى يقول : شققت اسمه من اسمي ، وأدّبته بأدبي ، وأوقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ، ويقدّسني ، ويمجّدني ، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه(١) .

ثمّ ذكر فعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله معه وقوله فيه ، كما ذكره المصنّفرحمه‌الله (٢) .

ونقل أيضا في « كشف الغمّة » خبر ولادتهعليه‌السلام في الكعبة عن ابن المغازلي(٣) .

ورواه سبط ابن الجوزي في « تذكرة الخواصّ »(٤) .

__________________

(١) كشف الغمّة ١ / ٦٠.

(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٣٠٠.

(٣) كشف الغمّة ١ / ٥٩ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٥٨ ح ٣.

وقد تقدّمت ترجمة ابن المغازلي في الصفحة ٢٠ ه‍ ١ من هذا الجزء ؛ فراجع!

(٤) تذكرة الخواصّ : ٢٠.

وسبط ابن الجوزي هو : أبو المظفّر شمس الدين يوسف بن قزغلي ـ أو : قزأغلي ـ بن عبد الله ، التركي ، البغدادي ، الحنبلي ثمّ الحنفي.

ولد ببغداد سنة ٥٨١ أو ٥٨٢ ه‍ ، ونشأ بها ، ربّاه جدّه أبو الفرج ، سمع من جدّه وطائفة ، وحدّث عنه كثيرون ، انتقل إلى دمشق سنة ٦٠٧ ه‍ فاستوطنها حتى آخر حياته.

كان محدّثا فقيها مؤرّخا واعظا ، انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ والإفتاء ، وافر الحرمة عند الملوك والعامّة ، كان أوّل أمره حنبليا ثمّ تحوّل

٣٠٦

وقال عبد الباقي العمري(١) مادحا لأمير المؤمنينعليه‌السلام [ من البسيط ] :

أنت العليّ الذي فوق العلى رفعا

ببطن مكّة وسط البيت إذ وضعا(٢)

وقال الحميري(٣) في مدحهعليه‌السلام ومدح والدته الطاهرة [ من

__________________

حنفيا ، له مصنّفات عديدة ، منها : مرآة الزمان في تاريخ الأعيان ، تفسير كبير ، إيثار الإنصاف في آثار الخلاف ـ في الفقه على المذاهب الأربعة ـ ، مناقب أبي حنيفة ، تذكرة الخواصّ.

ترجم له الذهبي في بعض كتبه وأثنى عليه ثناء جميلا ، ثمّ عدّه في الضعفاء فقال : « ثمّ إنّه ترفّض ، وله مؤلّف في ذلك ، نسأل الله العافية »! ولم يضعّفه إلّا لتأليفه في تاريخ أهل البيتعليهم‌السلام وسيرتهم! فانظر إلى مدى غلّ الذهبيّ وحقده ، بل تعصّبه ونصبه!!

توفّي سنة ٦٥٤ ه‍ بمنزلة بسفح جبل قاسيون ، ودفن هناك ، وشيّعه السلطان والقضاة.

انظر : وفيات الأعيان ٣ / ١٤٢ رقم ٩٦ ، سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٢٩٦ رقم ٢٠٣ ، العبر ٣ / ٢٧٤ ، ميزان الاعتدال ٧ / ٣٠٤ رقم ٩٨٨٨ ، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٣ / ٦٣٣ رقم ١٨٥١ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ١٩٧ ، مرآة الجنان ٤ / ١٠٤ ، طبقات المفسّرين ـ للداودي ـ ٢ / ٣٨٣ رقم ٧٠٠.

(١) هو : عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمريّ الموصلي ، أديب ، وشاعر ، ومؤرّخ.

ولد بالموصل عام ١٢٠٤ ، كان من وجهاء الموصل ، تولّى المناصب العالية ، فقد عيّن معاونا للوالي العثماني ، وانتقل إلى بغداد وولي بها أعمالا حكومية ، وتوفّي فيها عام ١٢٧٨ ه‍ ، وله مؤلّفات عديدة منها : الباقيات الصالحات ـ قصائد في مدح أهل البيت عليهم‌السلام ـ ، الترياق الفاروقي ـ وهو ديوان شعره ـ ، نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر ، وغيرها.

انظر : معجم المؤلفين ٢ / ٤٢ رقم ٦٥٠٧ ، الأعلام ٣ / ٢٧١.

(٢) الترياق الفاروقي : ٩٦.

(٣) تقدّمت ترجمته في ج ٤ / ٣٤١ ه‍ ٦ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

٣٠٧

الكامل ] :

ولدته في حرم الإله وأمنه

والبيت حيث فناؤه والمسجد

بيضاء طاهرة الثياب كريمة

طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلة غابت نحوس نجومها

وبدت مع القمر المنير الأسعد

ما لفّ في خرق القوابل مثله

إلّا ابن آمنة النبيّ محمّد(١)

وهذا كاشف عن معلومية ولادته بالكعبة في الصدر الأوّل ، كما هو كذلك في جميع الأوقات(٢) .

* * *

__________________

(١) ديوان السيّد الحميري : ١٥٥.

(٢) هذا ، وقد أفاض الشيخ محمّد عليّ الغروي الأوردباديرحمه‌الله الكلام عن تواتر حديث ولادة أمير المؤمنين الإمام عليّعليه‌السلام في الكعبة المشرّفة ، وشهرته بين الأمّة جمعاء ، ولا سيّما بين المحدّثين والمؤرّخين والشعراء ؛ فراجع كتابه : « عليّ وليد الكعبة ».

كما فنّد شاكر شبع مزعمة ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ، في مقاله : « الولادة في الكعبة المعظّمة فضيلة لعليّعليه‌السلام خصّه بها ربّ البيت » ، المنشور في مجلّة « تراثنا » ، العدد ٢٦ ، السنة السّابعة ، المحرّم ١٤١٢ ه‍ ، ص ١١ ـ ٤٢ ، وأعلّها بالإرسال والنكارة والشذوذ والتحريف والوضع ، وغير ذلك ؛ فراجع!

وكذا فعل الشيخ محمّد باقر الإلهي القمّي ، في مقاله : « المسك الفتيق في ولادة عليّعليه‌السلام بالبيت العتيق » ، المنشور في مجلّة « تراثنا » ، العدد المزدوج ٦٣ ـ ٦٤ ، السنّة السادسة عشرة ، رجب ١٤٢١ ه‍ ص ٤٨ ـ ٨٤ ؛ فراجع!

٣٠٨

فضائله بعد الولادة

من فضائله النفسانية : إيمانه

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

وإمّا بعد ولادته :

فأقسامها ثلاثة : نفسانية ، وبدنية ، وخارجية.

أمّا النفسانية : فينظمها مطالب :

الأوّل : الإيمان

وبواسطة سيفه تمهّدت قواعده ، وتشيّدت أركانه(٢)

وبواسطة تعليمه الناس حصل لهم الإيمان ، أصوله وفروعه(٣)

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٣٤.

(٢) وفي هذا المعنى قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٤ / ٨٤ :

ولو لا أبو طالب وابنه

لما مثّل الدّين شخصا فقاما

فذاك بمكّة آوى وحامى

وهذا بيثرب جسّ الحماما

(٣) ذكر ابن أبي الحديد أنّ جميع العلوم ؛ من العلم الإلهي ، والفقه ، والقضاء ، والتفسير ، وعلم الطريقة ، وعلوم النحو والعربية ، كلّها تنتهي إلى الإمام عليّعليه‌السلام ، وأنّ جميع الفرق الإسلامية أخذت علومها عنه ، من المعتزلة والأشاعرة ، والشيعة ، وغيرهم.

انظر : شرح نهج البلاغة ١ / ١٧ ـ ٢٠.

٣٠٩

لم يشرك بالله طرفة عين ، ولم يسجد لصنم ، بل هو الذي كسر الأصنام لمّا صعد على كتف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (١)

( وهو أوّل الناس إسلاما )(٢) ؛ روى أحمد بن حنبل ، أنّه أوّل من أسلم ، وأوّل من صلّى مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

وفي « مسنده » ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : « أما ترضين أنّي

__________________

(١) راجع الحديث ٢٣ في الصفحة ١٩٩ وما بعدها من هذا الجزء.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في « نهج الحقّ ».

(٣) انظر : مسند أحمد ١ / ٩٩ و ١٤١ وج ٤ / ٣٦٨ و ٣٧١ وج ٥ / ٢٦ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٢٨ ـ ٧٣٠ ح ٩٩٧ ـ ١٠٠٠ وص ٧٣٢ ح ١٠٠٣ و ١٠٠٤ وص ٧٥٤ ح ١٠٤٠ ؛ وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ ح ٣٧٢٨ وص ٦٠٠ ح ٣٧٣٤ و ٣٧٣٥ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٣ ـ ٤٤ ح ٨١٣٧ وص ١٠٥ ـ ١٠٧ ح ٨٣٩١ ـ ٨٣٩٦ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١٢٠ ، مسند الطيالسي : ٩٣ ح ٦٧٨ وص ٣٦٠ ح ٢٧٥٣ ، مصنّف عبد الرزّاق ٥ / ٣٢٥ ، ضمن ح ٩٧١٩ وج ١١ / ٢٢٧ ح ٢٠٣٩٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٨ ح ٢١ و ٢٢ وص ٥٠٣ ح ٤٩ وص ٥٠٥ ح ٦٨ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ١٥ ، مسند البزّار ٢ / ٣٢٠ ح ٧٥١ و ٧٥٢ ، مسند أبي يعلى ١ / ٣٤٨ ح ٤٤٦ و ٤٤٧ ، المعجم الكبير ٥ / ١٧٦ ـ ١٧٧ ح ٥٠٠٢ وج ١١ / ٢١ ح ١٠٩٢٤ وص ٣٢١ ح ١٢١٥١ وج ١٩ / ٢٩١ ح ٦٤٨ وج ٢٢ / ٤٥٢ ح ١١٠٢ ، المعجم الأوسط ٧ / ٣٠٢ ح ٧٤٢٧ ، الأوائل ـ للطبراني ـ : ٧٨ ـ ٧٩ ح ٥١ ـ ٥٣ ، المغازي النبوية ـ للزهري ـ : ٤٦ ، السير والمغازي ـ لابن إسحاق ـ : ١٣٧ ـ ١٣٨ ، السيرة النبويّة ـ لابن هشام ـ ٢ / ٨٤ ـ ٨٥ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٩٩ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٤٣ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٣٧ ـ ٥٣٩ ، العقد الفريد ٣ / ٣١٢ ، السيرة النبوية ـ لابن حبّان ـ : ٦٧ ، الأوائل ـ للعسكري ـ : ٩١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٢٨ ح ٥٩٦٣ وص ٥٧١ ح ٦١٢١ ، حلية الأولياء ١ / ٦٦ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٦ / ٢٠٦ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩٠ ـ ١٠٩٦ ، تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٣ رقم ١٩٤٧ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٦٤ ـ ٦٧ ح ١٧ ـ ٢٢ ، فردوس الأخبار ١ / ٣٤ ح ٣٩ وص ٤٠ ح ٩٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٦ ـ ٤٥.

٣١٠

زوّجتك أقدم أمّتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما »(١) .

وحديث الدار يدلّ عليه أيضا(٢) .

* * *

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ٢٦ ؛ وانظر : المعجم الكبير ٢٠ / ٢٣٠ ح ٥٣٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ و ١١٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٤ و ٣٢٩٢٦ وج ١٣ / ١٣٥ ح ٣٦٤٢٣.

(٢) راجع مبحث الحديث الثاني ، في الصفحات ٢٣ ـ ٤٦ من هذا الجزء.

٣١١

وقال الفضل(١) :

ما ذكر أنّ عليّا أوّل الناس إسلاما ، فهذا أمر مختلف فيه ، وأكثر العلماء على أنّ أوّل الناس إسلاما هو خديجة.

وقال بعضهم : أبو بكر.

وقال بعضهم : زيد بن حارثة.

وحاكم بعضهم فقال : أوّل الناس إسلاما من الرجال أبو بكر ، ومن الصبيان عليّ ، ومن النساء خديجة ، ومن العبيد زيد بن حارثة(٢) .

وقد حقّقنا هذا في « تلخيص كتاب كشف الغمّة ».

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٣٨ الطبعة الحجرية.

(٢) تاريخ الطبري ١ / ٥٤٠ ـ ٥٤١ ، الكامل في التاريخ ١ / ٥٨٢ ـ ٥٨٣ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٥ ، السيرة النبوية ـ لابن كثير ـ ١ / ٤٣٢ ، الأوائل ـ للطبراني : ٨٢.

٣١٢

وأقول :

تعرّضه لتقدّم الإسلام خاصّة ، ظاهر في تسليمه ما عداه ـ ممّا ذكره المصنّفرحمه‌الله ـ ، وهو كاف في المطلوب ، ومن رام المناقشة في شيء من ذلك فقد كشف عن قصوره.

وأمّا ما ذكره من الخلاف في تقدّم إسلام أيّ الجماعة فلا يضرّنا ؛ لأنّا نحتجّ على الخصوم برواياتهم بلا حجّة لهم علينا.

بل يظهر من بعضهم الإجماع على تقدّم إسلام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما ذكره ابن حجر في « الصواعق »(١) ، قال : « قال ابن عبّاس ، وأنس ، وزيد بن أرقم ، وسلمان الفارسي ، وجماعة : إنّه أوّل من أسلم ؛ ونقل بعضهم الإجماع عليه(٢) ».

أقول :

ويظهر من نفس الحاكم في « المستدرك »(٣) دعوى الإجماع عليه ، فإنّه روى عن زيد بن أرقم : « إنّ أوّل من أسلم مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ ».

__________________

(١) في أوّل الفصل الأوّل من الباب التاسع [ ص ١٨٥ ]. منهقدس‌سره .

(٢) انظر : المعيار والموازنة : ٦٦ ، معرفة علوم الحديث : ٢٢ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩٢ ، شرح نهج البلاغة ١ / ٣٠ ، تاريخ الخلفاء : ١٩٧.

(٣) ص ١٣٦ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٧ ح ٤٦٦٣ ]. منهقدس‌سره .

٣١٣

ثمّ قال : « هذا حديث صحيح الإسناد ، وإنّما الخلاف في هذا الحرف أنّ أبا بكر الصدّيق كان أوّل الرجال البالغين إسلاما ، وعليّ بن أبي طالب تقدّم إسلامه قبل البلوغ ».

فإنّ معنى هذا الكلام ، أنّ عليّاعليه‌السلام تقدّم إسلامه قبل البلوغ على الناس جميعا بلا خلاف ، وإنّما الخلاف في تقدّم إسلام أبي بكر على البالغين لا على عليّعليه‌السلام (١) .

وأمّا ما زعمه الفضل من المحاكمة ، فخطأ ؛ لأنّ حمل الأخبار المستفيضة في تقدّم إسلام عليّ على تقدّمه على الصبيان من المضاحك ، ولا يتفوّه به ذو رأي ؛ إذ أيّ صبيان أسلموا في ذلك الوقت حتّى يكون إسلام عليّعليه‌السلام متقدّما لهم؟!

مع أنّ من جملة ما ورد في تقدّم إسلامه ، ما دلّ على تفضيل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله له به على الأمّة ، كما في خطابه لفاطمةعليها‌السلام ، وما اشتمل على افتخار عليّعليه‌السلام به على الناس(٢) ، فإنّ التفضيل والافتخار إنّما يناسبان تقدّم إسلامه على جميع الأمّة ، لا على الصبيان لو فرض إسلامهم.

كما أنّ أكثر الأخبار صريح في سبق إسلامه على المسلمين جميعا(٣) .

__________________

(١) هذا فضلا عن أنّهم رووا بإسناد صحّحوه ورجال وثّقوهم ، أنّ أبا بكر أسلم بعد أكثر من خمسين أسلموا قبله ؛ فانظر : تاريخ الطبري ١ / ٥٤٠ ، البداية والنهاية ٣ / ٢٤.

وكان خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة أحد هؤلاء الّذين أسلموا قبل أبي بكر ؛ انظر : المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ١٦٨.

(٢) انظر ما تقدّم آنفا في الصفحة ٣١١.

(٣) تقدّم تفصيله في الصفحة ٣١٠ ه‍ ٣.

٣١٤

على أنّ تلك المحاكمة لو صحّت في نفسها لم تمنع من تقدّم إسلام أمير المؤمنينعليه‌السلام على أبي بكر وخديجة وزيد ؛ لأنّ تقدّم إسلامهم على أمثالهم لا ينافي تقدّم إسلام صبيّ على إسلامهم ، كما صرّح بعض الأخبار بتقدّم إسلامه على إسلام أبي بكر(١) .

والحقّ أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ولد مسلما مقرّا بشهادة : أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كالنبيّ ، فإنّهما معصومان طاهران من حين ولادتهما.

أترى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان غير مؤمن بربّه ، ولا عارفا بنبوّته ، كما يتخيّله الجاهلون ، حتّى زعموا أنّ خديجة وورقة علّماه نبوّته ، كما سبق في آخر « مباحث النبوّة »(٢) ؟!

كيف لا؟! وقد خلقهما الله سبحانه نورا واحدا قبل أن يخلق آدم كما مرّ(٣)

وهما خيرة الله من أرضه ؛ روى الحاكم في « المستدرك »(٤) ، عن أبي هريرة ، وصحّحه على شرط الشيخين ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أما ترضين أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين ، أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ».

__________________

(١) المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٩٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٣ ، الرياض النضرة ٣ / ١١٠ ، ذخائر العقبى : ١١١ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٣ / ٢٠٠ و ٢٢٨ ، كنز العمّال ١٣ / ١٦٤ ح ٣٦٤٩٨.

(٢) راجع : ج ٤ / ١٣٧ ـ ١٤١ من هذا الكتاب.

(٣) تقدّم في مبحث حديث النور ، في الصفحات ٥ ـ ٢٢ من هذا الجزء.

(٤) ص ١٢٩ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٠ ح ٤٦٤٥ ]. منهقدس‌سره .

٣١٥

وحكاه في « كنز العمّال »(١) عن الحاكم ، عن أبي هريرة ؛ وعن الطبراني ، والحاكم ، والخطيب ، عن ابن عبّاس.

وحكى في « الكنز » أيضا ـ قبل هذا بحديث ـ ، عن الطبراني ، عن أبي أيّوب ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : «أمّا علمت أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيّا ، ثمّ اطّلع الثانية فاختار بعلك ، فأوحى إليّ فأنكحته واتّخذته وصيّا »(٢) .

وحكى في « الكنز » الحديث الأوّل أيضا(٣) ، عن الخطيب ، وقال : « سنده حسن ».

ونقله ابن أبي الحديد(٤) ، عن أحمد في « مسنده »(٥) .

فكيف يتصوّر في من اختاره الله تعالى من جميع بريّته ـ حتّى الأنبياء ـ أن لا يكون مؤمنا عالما بالحقّ حين ولادته ، وقد كان عيسى ـ وهما مختاران عليه ـ مؤمنا عالما بأنّه رسول الله ساعة الولادة؟!

وحينئذ ، فهل يمكن أن يسبق عليّا في الإسلام غيره ممّن نشأ على عبادة الأوثان؟!

وكيف يتصوّر أن يكون مسبوقا وقد امتاز على الناس بالصلاة قبلهم

__________________

(١) ص ١٥٣ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٥ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٠ ح ٤٦٤٥ أ ، المعجم الكبير ١١ / ٧٧ ح ١١١٥٣ و ١١١٥٤ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٩٦ رقم ١٨٨٦.

(٢) كنز العمّال ١١ / ٦٠٤ ح ٣٢٩٢٣ ؛ وانظر : المعجم الكبير ٤ / ١٧١ ح ٤٠٤٦.

(٣) ص ٢٩١ ج ٦ [ ١٣ / ١٠٨ ـ ١٠٩ ح ٣٦٣٥٥ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ بغداد ٤ / ١٩٥ رقم ١٨٨٦.

(٤) ص ٤٥١ من المجلّد الثاني [ ٩ / ١٧٤ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦.

(٥) لم نعثر عليه في « المسند » المطبوع ، ولعلّه كان ضحية الإسقاط والحذف!

٣١٦

بسبع سنين؟!

روى الحاكم في « المستدرك »(١) ، عن عليّعليه‌السلام ، قال : «إنّي عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها أحد بعدي إلّا كاذب ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة ».

ونقله في « الكنز »(٢) ، عن ابن أبي شيبة ، والنسائي في « الخصائص » ، وأبي نعيم ، وغيرهم.

وروى الحاكم ـ بعد الحديث المذكور ـ ، أنّ عليّاعليه‌السلام قال : «عبدت الله مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة »(٣) .

ونقله في « الكنز » ، عن الحاكم وابن مردويه(٤) .

ونقل أيضا عن الطبراني ، وأحمد وأبي يعلى في « مسنديهما » ، والحاكم في « المستدرك » ، أنّ عليّا قال : «اللهمّ ما أعرف أنّ عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّك ـ ثلاث مرّات ـ، لقد صلّيت قبل

__________________

(١) ص ١١٢ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٤ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ٣٩٤ من الجزء السادس [ ١٣ / ١٢٢ ح ٣٦٣٨٩ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٨ ح ٢١ ، خصائص الإمام عليّ عليه السلام ـ للنسائي ـ : ٢١ ـ ٢٢ ح ٦ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم : ٥٨٤ ح ١٣٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٤ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ١ / ٨٦ ح ٣٣٩ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١٢٠ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٦ ح ٨٣٩٥ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٧٢٦ ح ٩٩٣ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٣٧ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٩٨ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ٢ / ٨١ ، الأوائل ـ للعسكري ـ : ٩١ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٨٥.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٥.

(٤) كنز العمّال ١٣ / ١٢٢ ح ٣٦٣٩٠.

٣١٧

أن يصلّي الناس سبعا »(١) .

... إلى غيرها من الأخبار(٢) .

وليت شعري ، كيف يدّعى أنّ أحدا أسبق من أمير المؤمنينعليه‌السلام في الإسلام ، وهو كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة هارون من موسى؟!

* * *

__________________

(١) كنز العمّال ١٣ / ١٢٦ ح ٣٦٤٠٠ ، وانظر : المعجم الأوسط ٢ / ٢٤٠ ح ١٧٦٧ ، مسند أحمد ١ / ٩٩ ، مسند أبي يعلى ١ / ٣٤٨ ح ٤٤٧ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ح ٤٥٨٥ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٧ ح ٨٣٩٦ ، مسند البزار ٢ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ح ٧٥١ ، مسند الطيالسي : ٢٦ ح ١٨٨ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٨٤٨ ح ١١٦٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣١ ـ ٣٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢.

(٢) انظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٠٥ ـ ١٠٧ ح ٨٣٩١ ـ ٨٣٩٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٠ ح ٤٥٨٢ وص ١٤٧ ح ٤٦٦٢ ، حلية الأولياء ١ / ٦٦ ، تاريخ بغداد ٢ / ٨١ رقم ٤٥٩ وج ٤ / ٢٣٣ رقم ١٩٤٧ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩١ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي : ٦٧ ح ٢٢ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦ و ٤٢ و ٤٤ و ٤٥ و ٨١ و ١٣٢ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٣ / ٢٢٥ ، الرياض النضرة ٣ / ١١١ ، فرائد السمطين ١ / ٢٤٥ ح ١٩٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ و ١٠٢ و ١١٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٦.

٣١٨

علمهعليه‌السلام

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

المطلب الثاني : العلم

والناس كلّهم ـ بلا خلاف ـ عيال عليه في المعارف الحقيقية ، والعلوم اليقينيّة ، والأحكام الشرعيّة ، والقضايا النقليّة(٢) ؛ لأنّهعليه‌السلام كان في غاية الذكاء والحرص على التعلّم ، وملازمته لرسول الله ـ وهو أشفق الناس عليه ـ ، لا ينفكّ عنه ليلا ولا نهارا ؛ فيكون بالضرورة أعلم من غيره.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّه : «أقضاكم عليّ »(٣) ، والقضاء يستلزم العلم والدين.

وروى الترمذي في « صحيحه » ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها »(٤) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٣٥.

(٢) راجع ما مرّ في الصفحة ٣١١.

(٣) انظر : سنن ابن ماجة ١ / ٥٥ ح ١٥٤ ، المعجم الصغير ١ / ٢٠١ ، أخبار القضاة ـ لوكيع ـ ١ / ٨٨ ـ ٩٠ ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم : ١٢٧ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٢ ، الفقيه والمتفقّه ـ للخطيب البغدادي ـ ٢ / ٢٩١ ح ٩٩٢ ، التبصير في الدين ـ للأسفراييني ـ : ١٧٩ ، مفردات ألفاظ القرآن ـ للراغب ـ : ٤٢٢ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٨٠ ح ٤٧٨٧ ، تاريخ دمشق ٤٧ / ١١٢ ، أسد الغابة ٣ / ٥٩٧ ، شرح نهج البلاغة ١ / ١٨.

(٤) انظر : جامع الأصول ٨ / ٦٥٧ ح ٦٥٠١ ، مطالب السؤول : ٦٩ و ٩٨ ، منهاج

٣١٩

وذكر البغوي في « الصحاح » ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا دار الحكمة وعليّ بابها »(١) .

* * *

__________________

السنّة ٧ ٥١٥ / ، تاريخ الخلفاء : ٢٠٢ ، جواهر العقدين : ٥٧ ، الصواعق المحرقة : ١٨٩ ، شرح المواهب اللدنّيّة ـ للزرقاني ـ ٤ / ٢١٥ ، مرقاة المفاتيح ١٠ / ٤٧٠ ، كلّهم عن الترمذي بلفظ : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ».

وسيأتي الكلام على رواية الترمذي هذه في الصفحة ٣٢٤ ، وراجع مبحث الحديث ١٩ في الصفحات ١٧١ ـ ١٨١ من هذا الجزء.

(١) مصابيح السنّة ٤ / ١٧٤ ح ٤٧٧٢.

٣٢٠