دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582
المشاهدات: 106261
تحميل: 2496


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 582 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106261 / تحميل: 2496
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 6

مؤلف:
ISBN: 964-319-359-4
العربية

ولديها(١) .

وقد وجدت حديث سيادتهما وحدهما ، أو مع أمّهما ، في « مسند أحمد » ، عن أبي سعيد ، من عدّة طرق(٢)

وعن حذيفة من طريقين(٣)

واعلم أنّه جاء في بعض ما أشرنا إليه من الأخبار أنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة إلّا ابني الخالة عيسى ويحيى(٤) .

والظاهر أنّه من قلم التصرّف ؛ لأنّ المراد بالشباب : إمّا الشباب في الدنيا أو في الآخرة

لا شكّ أنّه لا يراد الأوّل ؛ لأنّ الحسنين في أيّام كلام جدّهماصلى‌الله‌عليه‌وآله كانا طفلين ، وبلحاظ ما بلغاه من السنّ ، كان الحسن كهلا والحسين شيخا

كما أنّ عيسى حينما رفعه الله تعالى قد بلغ سنّ الكهولة أو تجاوزه ؛ لقوله تعالى :( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (٥) ، وحينما ينزله يوم خروج المهديّ عجّل الله فرجه يكون من أكبر الأنبياء سنّا

__________________

(١) كما في : سنن الترمذي ٥ / ٦١٩ ح ٣٧٨١ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٩٥ ح ٨٣٦٥ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٩٠ ح ١٤٠٦ ، المعجم الكبير ٢٢ / ٤٠٣ ح ١٠٠٥ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٩٦ ح ٤٨٣٥ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢٠٧ وج ١٤ / ١٣٤ ـ ١٣٥.

(٢) ص ٣ و ٦٢ و ٦٤ و ٨٢ ج ٣. منهقدس‌سره .

(٣) ص ٣٩١ و ٣٩٢ ج ٥. منهقدس‌سره .

(٤) انظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٢ ح ٤٧٧٨ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٦ ح ٢٦٠٣ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٨٢.

(٥) سورة آل عمران ٣ : ٤٦.

٤٦١

فكيف يقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » ثمّ يستثني عيسى؟!

فلا بدّ أن يكون المراد : هو الشباب في الآخرة.

وحينئذ فلا وجه لاستثناء عيسى ويحيى وحدهما ، والناس كلّهم شباب في الجنّة ، ومنهم من هو أفضل من يحيى ، كنوح وإبراهيم وموسى.

فلا بدّ أن يكون الاستثناء باطلا ، ويكون الحسنان سيّدي شباب أهل الجنّة من دون استثناء ، كما تواترت به أخبارنا(١) ، واستفاضت به بقيّة أخبارهم(٢) .

__________________

(١) انظر مثلا : كتاب سليم ٢ / ٧٣٤ ح ٢١ ، قرب الإسناد : ١١١ ح ٣٨٦ ، الغيبة ـ للنعماني ـ : ٦٥ ح ١ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ / ٣٠ ح ١٢ وص ٣٦ ح ٥٦ ، الخصال : ٣٢٠ ح ١ وص ٥٥٠ و ٥٧٥ ، الأمالي ـ للصدوق ـ : ٧٤ ح ٤٢ وص ١١٢ ح ٩٠ وص ١٨٧ ح ١٩٦ وص ٢٤٥ ذ ح ٢٦٢ وص ٥٢٤ وص ٥٦٠ ح ٧٤٨ وص ٥٧٥ ح ٧٨٧ وص ٦٥٢ ح ٨٨٨ ، كمال الدين : ٢٥٨ ح ٣ وص ٢٦٣ ح ١٠ وص ٦٦٩ ح ١٤ ، معاني الأخبار : ١٢٤ ح ١ ، دعائم الإسلام ١ / ٣٧ ، كفاية الأثر : ٣٨ و ١٠٠ و ١٠٢ و ١٢٤ و ١٤٤ ـ ١٤٥ و ٢٢٢ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ٢ / ٢٧ و ٩٧ ، الأمالي ـ للمفيد ـ : ٢١ ح ٢ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٨٥ ح ١٢٧ وص ٣١٢ ح ٦٣٤ ، مئة منقبة : ٤٢ رقم ٢ ، الاحتجاج ١ / ١٥٨ ، إعلام الورى ١ / ٤٠٧ ، روضة الواعظين ١ / ٣٣٧ ح ٣٤٦ وص ٣٦٠ ح ٣٨١ ، الخرائج والجرائح ١ / ٢٣٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٤٤٥.

(٢) بل يمكن القول بأنها قد تجاوزت حدّ الاستفاضة وبلغت التواتر بناء على ما هو المعتمد عندهم في بلوغ حد التواتر ، فقد حدّده بعضهم بالأربعة ، وقيل : خمسة ، كما عن الباقلّاني ، وقيل : سبعة ، وقيل : عشرة ، كما عن الإصطخري ، وقيل غير ذلك. انظر : شرح شرح نخبة الفكر : ١٦٤ ، تدريب الراوي ٢ / ١٧٦.

وقد روي هذا الحديث ـ كما تقدّم ـ من طريق : الإمام عليّ عليه السلام ، والإمام

٤٦٢

ولم يخرج من العموم إلّا جدّهماصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّه المتكلّم ، مع كون خروجه ضروريّا

وأبوهما ؛ لقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من هذه الأخبار : «وأبوهما خير منهما » ، كما رواه الحاكم في « المستدرك »(١) ، من طريق عن ابن مسعود ، وطريق عن ابن عمر ، واتّفق هو والذهبي على صحّة حديث ابن مسعود.

ونقله في « كنز العمّال »(٢) بلفظه ، أو بلفظ : «وأبوهما أفضل منهما » ، عن ابن عساكر ، عن عليّعليه‌السلام

وعن النسائي وابن عساكر ، عن ابن عمر ؛ وعن الطبراني ، عن قرّة ومالك بن الحويرث(٣)

ونقله أيضا بعد ذلك(٤) ، عن الديلمي ، عن أنس ؛ وعن الطبراني ،

__________________

الحسين بن عليّعليه‌السلام ، وعمر بن الخطّاب ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة بن اليمان ، وقرّة بن إياس ، وأسامة بن زيد ، ومالك بن الحويرث ، والبراء ابن عازب ، وابن عمر ، وبريدة ، وأنس بن مالك ، وجهم ، وابن عبّاس ، وعبد الله بن مسعود ، وابن أبي رمثة ، وبعض طرق أبي سعيد الخدري

فهذه ثمانية عشر طريقا لم يرد فيها الاستثناء ؛ فلاحظ!

(١) ص ١٦٧ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٨٢ ح ٤٧٧٩ و ٤٧٨٠ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ٢٢٠ من الجزء السادس [ ١٢ / ١١٢ ح ٣٤٢٤٦ و ٣٤٢٤٧ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ دمشق ١٣ / ٢٠٩.

(٣) كنز العمّال ١٢ / ١١٥ ح ٣٤٢٥٩ ، وانظر : السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٤٩ ح ٨٥٢٥ ـ ٨٥٢٧ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢٠٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٩ ح ٢٦١٧ وج ١٩ / ٢٩٢ ح ٦٥٠.

نقول : لم ترد فقرة « وأبوهما أفضل ـ أو : خير ـ منهما » في رواية النسائي ، كما إنّ سنده ينتهي إلى أبي سعيد بدل ابن عمر ؛ فلاحظ!

(٤) ص ٢٢٢ ج ٦ [ ١٢ / ١٢٢ ح ٣٤٢٩٣ و ٣٤٢٩٥ ]. منهقدس‌سره .

٤٦٣

عن حذيفة.

ولو سلّم صحّة الاستثناء المذكور ، فهو كالنصّ في سيادة الحسنين لبقيّة الأنبياء ، وهو الشرف الذي لا يوازى ، ودليل فضلهما على بقيّة الأنبياء ، فكيف بآحاد أمّتنا وغيرها؟!

وإنّما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «سيّدا شباب أهل الجنّة » ولم يقل : « [ سيّدا ](١) أهل الجنّة » ؛ للإشارة إلى أنّ أهل الجنّة شباب كلّهم.

وفي بعض أخبارنا أنّ جميع أهل الجنّة شباب إلّا محمّدا وعليّا وآدم ونوحا وإبراهيم ، فإنّهم شيب.

وعليه : فيتّجه التقييد بالشباب ، ويرتفع الإشكال عن خروج محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّعليه‌السلام .

هذا ، ولمّا أراد بعض القوم أن يناظر الحسنين بالشيخين ، وضع على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّهما سيّدا كهول أهل الجنّة(٢) ، وما تصوّر أنّهما في الدنيا بلغا سنّ الشيخوخة حتّى في زمن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ أهل الجنّة شباب لا كهل فيهم.

وقد ذكر في « ميزان الاعتدال » حديث أنّهما سيّدا كهول أهل الجنّة ، بترجمة محمّد بن كثير الصنعاني ، كما ذكرناه بترجمته في مقدّمة الكتاب ، وذكرنا أنّ ابن المديني بعدما سمع روايته لهذا الحديث قال : « لا أحبّ

__________________

وانظر : فردوس الأخبار ٢ / ٣٨٥ ح ٧٢٢٧ ، المعجم الكبير ٣ / ٣٧ ـ ٣٨ ح ٢٦٠٨.

(١) أثبتناه لضرورة النسق.

(٢) كنز العمّال ١٣ / ١٠ ح ٣٦١٠٤ و ٣٦١٠٥.

٤٦٤

أن أراه »(١) .

وينبغي التعرّض ـ أيضا ـ لما رواه المصنّفرحمه‌الله ، عن جابر ، من ركوب الحسنينعليهما‌السلام على ظهر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله : «نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما »(٢)

فنقول : نقله في « كنز العمّال » ، في فضائل الحسنين(٣) ، عن ابن عديّ ، والرامهرمزي في « الأمثال » ، وعن ابن عساكر من ثلاثة طرق ، وكلّهم عن جابر ، إلّا أنّه قال في إحدى روايات ابن عساكر : دخلت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يمشي بينهما(٤) ، فقلت : نعم الجمل جملكما ؛ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ونعم الراكبان هما »(٥) .

ونقله أيضا عن الطبراني ، عن سلمان ـ بقصّة طويلة أخرى ـ ، قال : « كنّا حول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاءت أمّ أيمن ، فقالت : يا رسول الله! لقد ضلّ الحسن والحسين ، وذلك رأد(٦) النهار.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :قوموا فاطلبوا ابنيّ !

__________________

(١) راجع : ج ١ / ٢٤٥ رقم ٢٩٨ من هذا الكتاب ، وانظر : ميزان الاعتدال ٦ / ٣١٢ رقم ٨١٠٦.

(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٤٥١.

(٣) ص ١٠٨ من الجزء السابع [ ١٣ / ٦٦٣ ح ٣٧٦٨٧ وص ٦٦٤ ح ٣٧٦٨٩ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ٢٥٩ رقم ١٤٠٤ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢١٦ ـ ٢١٧.

(٤) في المصدر : « بهما » ، وهو المناسب لتتمّة الحديث ؛ فلاحظ!

(٥) كنز العمّال ١٣ / ٦٦٤ ح ٣٧٦٩٠ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٢١٦.

(٦) الرّأد : رونق الضحى ، وقيل : هو بعد انبساط الشمس وارتفاع النهار ؛ انظر : لسان العرب ٥ / ٧٩ مادّة « رأد ».

٤٦٥

وأخذ كلّ رجل تجاه وجهه ، وأخذت نحو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، [ فلم يزل حتّى أتى سطح جبل ] ، وإذا الحسن والحسين يلتزق كلّ واحد منهما صاحبه ، وإذا شجاع(١) قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار ، فأسرع إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالتفت مخاطبا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ انساب فدخل بعض الأحجرة ، ثمّ أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجوههما ، وقال : «بأبي وأمّي أنتما! ما أكرمكما على الله ! » ، ثمّ حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر.

فقلت : طوبى لكما! نعم المطيّة مطيّتكما.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خير منهما »(٢) .

وروى الترمذي ، في مناقب الحسنين ، عن ابن عبّاس ، قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حامل الحسن(٣) على عاتقه ، فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام!

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :ونعم الراكب هو (٤) .

ورواه الحاكم في فضائل الحسن(٥) .

__________________

(١) شجاع ـ بالضمّ والكسر ـ : هي الحيّة الذكر ، وقيل : الحيّة مطلقا ؛ انظر مادّة « شجع » في : النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ٤٤٧ ، لسان العرب ٧ / ٣٨.

(٢) كنز العمّال ١٣ / ٦٦٢ ـ ٦٦٣ ح ٣٧٦٨٥ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٥ ح ٢٦٧٧.

(٣) كذا في الأصل ، وفي المصدر : « الحسين ».

(٤) سنن الترمذي ٥ / ٦٢٠ ح ٣٧٨٤.

(٥) ص ١٧٠ من الجزء الثالث [ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٦ ح ٤٧٩٤ ]. منهقدس‌سره .

وقال الحاكم : « حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ».

٤٦٦

وقريب من ذلك ما رواه الحاكم(١) في « المستدرك » أيضا ، في فضائل الحسنينعليهما‌السلام ، وصحّحه ، عن أبي هريرة ، قال : « كنّا نصلّي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العشاء ، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره ، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا ، فإذا عاد عادا ، فلمّا صلّى جعل واحدا هاهنا ، وواحدا هاهنا.

فقلت : يا رسول الله! ألا أذهب بهما إلى أمّهما؟

قال : لا.

فبرقت برقة ، فقال :إلحقا بأمّكما .

فما زالا يمشيان في ضوئها حتّى دخلا ».

ومثله في « مسند أحمد » من طريقين ، عن أبي هريرة(٢) .

ونقله في « كنز العمّال »(٣) ، عن ابن عساكر ، من طريقين ، عن أبي هريرة.

وأمّا أحاديث حبّ النبيّ للحسنين فمتواترة ، ومن أحسنها ما رواه الحاكم(٤) وصحّحه ، عن أبي هريرة ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :من أحبّهما فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني.

ونقله في « كنز العمّال »(٥) ، عن أحمد في « مسنده » ، وابن ماجة.

__________________

(١) ص ١٦٧ ج ٣ [ ٣ / ١٨٣ ح ٤٧٨٢ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ٥١٣ من الجزء الثاني. منهقدس‌سره .

(٣) ص ١٠٩ من الجزء السابع [ ١٣ / ٦٦٩ ح ٣٧٧٠٦ و ٣٧٧٠٧ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ دمشق ١٣ / ٢١٣ ـ ٢١٤.

(٤) ص ١٦٦ ج ٣ [ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨٢ ح ٤٧٧٧ ]. منهقدس‌سره .

ووافقه الذهبي في « تلخيص المستدرك » ، وقال : « صحيح ».

(٥) ص ٢٢٠ من الجزء السادس [ ١٢ / ١١٦ ح ٣٤٢٦٨ ]. منهقدس‌سره .

٤٦٧

وروى الحاكم ـ أيضا ـ قبل الحديث المذكور ، وصحّحه على شرط الشيخين ، عن سلمان ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :الحسن والحسين ابناي ، من أحبّهما أحبّني ، ومن أحبني أحبّ (١) الله ، ومن أحبّ (٢) الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار.

وتعقّبه الذهبيّ بقوله : « هذا حديث منكر ، وإنّما رواه بقيّ بن خالد(٣) بإسناد آخر واه ، عن زاذان ، عن سلمان »(٤) .

أقول :

حقّا له أن يستنكره ؛ لأنّه يستوجب دخول أكثر أوليائه النار ، ومجرّد روايته بإسناد آخر واه لا يمنع من روايته بإسناد صحيح على شرط الشيخين ، ولذا لم يناقش الذهبيّ في هذا الإسناد!

__________________

وانظر : مسند أحمد ٢ / ٢٨٨ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥١ ح ١٤٣.

(١) كذا في الأصل ، وفي المصدر : « أحبّه ».

(٢) كذا في الأصل ، وفي المصدر : « أحبّه ».

(٣) كذا في الأصل ، وهو تصحيف ، والصحيح : « مخلد ».

وهو : أبو عبد الرحمن بقيّ بن مخلد الأندلسي القرطبي ، الحافظ ، ولد في حدود سنة ٢٠٠ ه‍ ، أو قبلها بقليل ، وتفقّه في إفريقيّة ، وحمل الحديث عن أهل الحرمين ومصر والشام والعراق ، كان ذا خاصّة من أحمد بن حنبل ، وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي ، له من المصنّفات : تفسير ومسند وجزء في ما روي في الحوض والكوثر توفّي سنة ٢٧٦ ه‍.

انظر : تاريخ دمشق ١٠ / ٣٥٤ رقم ٩٣٥ ، طبقات الحنابلة ١ / ١١٢ رقم ١٤١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٨٥ رقم ١٣٧ ، تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٢٩ رقم ٦٥٦ ، طبقات الحفّاظ : ٢٨١ رقم ٦٣٣.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٨١ ح ٤٧٧٦.

٤٦٨

وحكى نحوه في « كنز العمّال »(١) ، عن أبي نعيم وابن عساكر ، عن سلمان ؛ وعن أبي نعيم ، عن أبي هريرة ؛ لكن بهذا اللفظ : «من أحبّهما أحببته ، ومن أحببته أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله جنّات النّعم ، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله جهنّم ، وله عذاب مقيم ».

وأمّا حديث فداء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ابنه إبراهيم للحسينعليه‌السلام ، فقد وردت به أخبارنا أيضا(٢) .

وحكاه السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ، عن الخطيب ، وقال : « زعم ابن الجوزي أنّه موضوع ، آفته محمّد بن الحسن النقّاش »(٣) .

وفيه ـ مع ما عرفت في مقدّمة الكتاب من أنّ من روى فضيلة لأهل البيت ثقة فيها(٤) ـ : إنّ النقّاش ممّن أثنى عليه أبو عمرو الداني(٥) ، وكان شيخ المقرئين في عصره ، ورحل إلى عدّة مدائن في طلب

__________________

(١) ص ٢٢١ ج ٦ [ ١٢ / ١١٩ ـ ١٢٠ ح ٣٤٢٨٤ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : تاريخ دمشق ١٤ / ١٥٦ ، معرفة الصحابة ٢ / ٦٦٩ ح ١٧٩٧.

(٢) انظر : مناقب آل أبي طالب ٤ / ٨٨ ـ ٨٩ ، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ٢٠٢ ح ٢٨٩.

(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ، وانظر : تاريخ بغداد ٢ / ٢٠٤ رقم ٦٣٥ ، الموضوعات ١ / ٤٠٧.

(٤) راجع : ج ١ / ٧ وما بعدها من هذا الكتاب.

(٥) قال الداني فيه : « النقّاش جائز القول ، مقبول الشهادة » ؛ انظر : غاية النهاية في طبقات القرّاء ٢ / ١٢١ ذيل الرقم ٢٩٣٨.

أمّا الداني فهو : أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي ، مولاهم الأندلسي ، القرطبي ثمّ الداني ، ويعرف بابن الصيرفي ، صاحب التصانيف الكثيرة في القراءات والقرآن ، ولد سنة ٣٧١ ه‍ ، وتوفّي سنة ٤٤٤ ه‍ ودفن

٤٦٩

العلم ، واحتيج إليه ، كما ذكره في « ميزان الاعتدال »(١) ، فأيّ داع له ـ وهو من أهل السنّة ـ إلى وضع هذا الحديث ، ويسقط نفسه بين قومه؟!

* * *

__________________

بمقبرة دانية.

والداني : نسبة إلى دانية ، وهي مدينة بالأندلس من أعمال بلنسية ، على ضفة البحر شرقا ، مرساها عجيب يسمّى السّمّان ، ولها رساتيق واسعة كثيرة التين والعنب واللوز.

انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٧٧ رقم ٣٦ ، معجم البلدان ٢ / ٤٩٤ رقم ٤٦٧١.

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ١١٥ رقم ٧٤١٠.

وقال فيه الذهبي ـ كذلك ـ ما نصّه : « أبو بكر النقّاش ، محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بن هارون الموصلي ، ثمّ البغدادي ، المقرئ ، المفسّر ، أحد الأعلام ، ولد سنة ستّ وستّين ومئتين ».

انظر : معرفة القرّاء الكبار : ٢٩٤ رقم ٢٠٩.

٤٧٠

محبّته وموالاته

قال المصنّف ـ قدّس الله نفسه ـ(١) :

المطلب الثالث : في محبّته

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ كما في « مسند أحمد بن حنبل » ، وقد أخذ بيد حسن وحسين ـ : «من أحبّني وأحبّ هذين وأحبّ أباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة »(٢) .

وعن حذيفة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أحبّ أن يتمسّك بقصبة الياقوت التي خلقها الله تعالى ، ثمّ قال لها : كوني ، فكانت ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب من بعدي »(٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو اجتمع الناس على حبّ عليّ لم يخلق الله النار »(٤) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حبّ عليّ حسنة لا يضرّ معها سيئة ، وبغض عليّ

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٥٩.

(٢) مسند أحمد ١ / ٧٧ ، ورواه في فضائل الصحابة ٢ / ٨٦٢ ـ ٨٦٣ ح ١١٨٥ ، وقد تقدّم تخريجه عن جمع من الحفّاظ في مبحث الحديث الخامس والعشرين ، في الصفحة ٢٣٥ من هذا الجزء ، فراجع!

(٣) انظر : فضائل الصحابة ٢ / ٨٢٦ ح ١١٣٢ ، حلية الأولياء ١ / ٨٦ وج ٤ / ١٧٤ رقم ٢٧٠ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٢٠٢ ـ ٢٠٤ ح ٢٦٠ ـ ٢٦٤.

(٤) فردوس الأخبار ٢ / ٢٠٣ ح ٥١٧٥ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٦٧ ح ٣٩ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٧٢ ح ٩ وج ٢ / ٢٩٠ ح ٨٣٠.

٤٧١

سيّئة لا ينفع معها حسنة »(١) .

وقال رجل لسلمان : ما أشدّ حبّك لعليّعليه‌السلام !

قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «من أحبّ عليّا فقد أحبّني ، ومن أبغض عليّا فقد أبغضني »(٢) .

ومن « المناقب » لخطيب خوارزم ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحبّ عليّا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه.

ألا ومن أحبّ عليّا أعطاه بكلّ عرق في بدنه مدينة في الجنّة.

ألا ومن أحبّ آل محمّد أمن الحساب والميزان والصراط.

ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء.

ألا ومن أبغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله »(٣) .

والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى(٤)

__________________

(١) فردوس الأخبار ١ / ٣٤٧ ح ٢٥٤٧ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٧٥ ـ ٧٦ ح ٥٦ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٠٧ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٧٠ ح ٤ وص ٣٧٥ ح ٦ وج ٢ / ٧٥ ح ٥٤ وص ٢٩٢ ح ٨٤١.

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤١ ح ٤٦٤٨ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠١ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٦٩ ـ ٧٠ ح ٤٤ ، وانظر : المعجم الكبير ٢٣ / ٣٨٠ ح ٩٠١ وفيه زيادة : « ومن أبغضني فقد أبغض الله ».

(٣) مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٧٢ ـ ٧٣ ح ٥١ ، مقتل الحسينعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٧٢ ح ١٥ ، وانظر : تفسير الكشّاف ٣ / ٤٦٧ ، تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ١٦٦ ـ ١٦٧ ، تفسير القرطبي ١٦ / ١٦ ، فرائد السمطين ٢ / ٢٥٥ ح ٥٢٤ ، نزهة المجالس ٢ / ٢٢٢ ، جواهر العقدين : ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

(٤) انظر : جواهر العقدين : ٣١٧ ـ ٣٤٠ ، الصواعق المحرقة : ٢٥٩ ـ ٢٧٤ وص ٣٣٩ ـ ٣٤٨.

٤٧٢

وآيات القرآن دالّة عليه

قال الله تعالى :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلأَالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) ، جعل مودّة عليّ وآله أجرا لرسالة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

وفي « الجمع بين الصحاح الستّة » ، عن ابن عبّاس ، قال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، ولما هو أهله ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي »(٣) .

ومن « مناقب » الخوارزمي : عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« من ناصب عليّا الخلافة بعدي فهو كافر ، وقد حارب الله ورسوله »(٤) .

ومنه : عن معاوية بن حيدة القشيري(٥) ، قال : سمعت

__________________

(١) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.

(٢) تفسير البغوي ٤ / ١١١ ، تفسير الكشّاف ٣ / ٤٦٧ ، زاد المسير ٧ / ١١٧ ، تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ١٦٧ ، تفسير القرطبي ١٦ / ١٦ ، تفسير البيضاوي ٢ / ٣٦٢ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١١٥ ، الدرّ المنثور ٧ / ٣٤٨ ، فتح القدير ٤ / ٥٣٧ ، روح المعاني ٢٥ / ٤٩.

(٣) رواه رزين العبدري في « الجمع بين الصحاح الستّة » نقلا عن « سنن أبي داود » كما في عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٦٤ ح ٧٤٩ ، وانظر : سنن الترمذي ٥ / ٦٢٢ ح ٣٧٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٤٦ ح ٢٦٣٩ وج ١٠ / ٢٨١ ح ١٠٦٦٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٦٢ ح ٤٧١٦ ، حلية الأولياء ٣ / ٢١١ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٦٠ رقم ١٨٣٣ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٥١ ح ١٨٠.

(٤) أخرجه الخوارزمي في كتابه كما في « مناقب عليّ » ـ للعيني الحيدرآبادي ـ : ٥٢ ، وانظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٩٣ ح ٦٨.

(٥) كان في الأصل : « عن معاوية بن وحيد ، بخطّ القشيري » ، ووضع المصنّفقدس‌سره في المخطوط الحرف « خ » على كلمة « بخطّ » إشارة إلى أنّها نسخة بدل ؛ وكلّ ذلك

٤٧٣

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ : «يا عليّ! لا يبالي من مات وهو يبغضك مات يهوديّا أو نصرانيّا »(١) .

ومنه : عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : «كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني »(٢) .

وعن أبي هريرة ، قال : أبصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وحسنا وحسينا وفاطمة ، فقال : «أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم »(٣) .

ومنه : عن ابن عبّاس ، قال : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ : «أنت سيّد في الدنيا ، وسيّد في الآخرة ، من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أحبّني

__________________

تصحيف ، وما أثبتناه في المتن هو الصحيح.

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٧ / ٢٥ رقم ٢٨٥٥ ، تاريخ الثقات ـ للعجلي ـ : ٤٣٢ رقم ١٥٩٢ ، الثقات ـ لابن حبّان ـ ٣ / ٣٧٤ ، معرفة الصحابة ٥ / ٢٥٠٣ رقم ٢٦٥٨ ، الاستيعاب ٣ / ١٤١٥ رقم ٢٤٣٤ ، أسد الغابة ٤ / ٤٣٢ رقم ٤٩٧٥ ، تهذيب الكمال ١٨ / ١٩٨ رقم ٦٦٤٣ ، الإصابة ٦ / ١٤٩ رقم ٨٠٧١.

(١) انظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٩٦ ح ٧٤ ، فردوس الأخبار ٢ / ٤٨٢ ح ٨٣١٢ ، وراجع الصفحة ١٨٥ من هذا الجزء.

(٢) انظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ٩٧ ح ٧٥ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٧٦ ح ٥٧ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٦٨ ، كفاية الطالب : ٣٢٠.

(٣) انظر : سنن الترمذي ٥ / ٦٥٦ ح ٣٨٧٠ ، سنن ابن ماجة ١ / ٥٢ ح ١٤٥ ، مسند أحمد ٢ / ٤٤٢ ، فضائل الحصابة ٢ / ٩٦٢ ح ١٣٥٠ ، المعجم الكبير ٣ / ٤٠ ح ٢٦١٩ ـ ٢٦٢١ وج ٥ / ١٨٤ ح ٥٠٣٠ و ٥٠٣١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٢٥٦ ح ٢٨٧٥ وج ٥ / ٣١٦ ح ٥٠١٥ وج ٧ / ٢٤٢ ح ٧٢٥٩ ، المعجم الصغير ٢ / ٣ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥١٢ ح ٧ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٦١ ح ٦٩٣٨ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ٢ / ١٦٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٦١ ح ٤٧١٣ و ٤٧١٤ ، تاريخ بغداد ٧ / ١٣٧ رقم ٣٥٨٢ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٠٥ ح ٩٠ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٩٠ ح ٤٨١٧ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٤٤ و ١٥٧ ـ ١٥٨ ، بغية الطلب ٦ / ٢٥٧٦.

٤٧٤

أحبّ الله عزّ وجلّ (١) ، وعدوّك عدوّي ، وعدوّي عدوّ الله ، ويل لمن أبغضك »(٢) .

* * *

__________________

(١) وفي نسخة : « وحبيبي حبيب الله عزّ وجلّ ». منهقدس‌سره .

(٢) مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ٣٢٧ ح ٣٣٧ ، وانظر : فضائل الصحابة ٢ / ٧٩٧ ح ١٠٩٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٦٦ رقم ١٥٧.

وقد تقدّم تخريجه في ج ١ / ١٢ ه‍ ٢ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

٤٧٥

وقال الفضل(١) :

ما ذكر في هذا المطلب من وجوب محبّة أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سيّما عليّ بن أبي طالب ، فهو أمر لا منازع فيه ، والأخبار والآثار والدلائل على هذا المقصود عند أهل السنّة والجماعة كثيرة.

ولكن ذكر في هذا المطلب أخبارا منكرة موضوعة ، ظاهر عليها أثر الوضع والنّكارة(٢) والمجهولية.

ولكن ما يتعلّق بذكر الفضائل لا يتعرّض لكونه موضوعا أو مجهولا ؛ لأنّ ذكر الفضائل مقصود ، ولا يتعلّق بالمذهب ولا يتوجّه إليه ردّ.

وأمّا ما ذكره من « مناقب الخوارزمي » نقلا عن أبي ذرّ ، أنّه قال : «من ناصب عليّا الخلافة بعدي فهو كافر » ، فهذا حديث موضوع ، منكر ، لا يرتضيه العلماء ، وأكثر ما ذكر من « مناقب الخوارزمي » ، فكذلك.

وهذا الخوارزمي رجل كأنّه شيعيّ مجهول ، لا يعرف بحال ، ولا يعدّه العلماء من أهل العلم ، بل لا يعرفه أحد ، ولا اعتداد برواياته وأخباره!

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٦٥ الطبعة الحجرية.

(٢) النّكر والنّكر والنّكارة والنّكراء ـ لغة ـ : الدهاء والفطنة ، والنّكر والنّكر : المنكر والأمر الشديد ؛ انظر : تاج العروس ٧ / ٥٥٧ مادّة « نكر ».

وفي الاصطلاح ، فإنّ الحديث المنكر : هو ما يرويه غير الثقة خلافا لما عليه المشهور ، بخلاف الشاذّ الذي يرويه الثقة خلافا لما عليه المشهور.

انظر : شرح شرح نخبة الفكر : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، علوم الحديث : ٧٦ ـ ٧٩ ، تدريب الراوي ١ / ٢٣٩.

٤٧٦

وأقول :

قد سبق كثير ممّا ذكره المصنّفرحمه‌الله هنا وبيّنّا ثبوته(١) ، ولو احتجنا إلى إثبات الباقي لذكرناه ، وفي « المستدرك » و « الكنز » أكثره(٢) ، لكن لا حاجة إليه بعد قوله سبحانه :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلأَالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) ، وغيرها من الآيات(٤)

وبعد استفاضة الروايات في وجوب حبّهم وفضله ، وأنّ حبّهم علامة الإيمان ، وبغضهم علامة النفاق ، وأنّ من أحبّهم أحبّ الله ورسوله ، ومن أبغضهم أبغض الله ورسوله.

والإنسان في غنى عن البحث في سند الأحاديث المتعلّقة بحبّهم وبغضهم ؛ لاشتهارها ، بل تواترها معنى.

وإذا تأمّلت كثرة ما ورد في الترغيب بحبّهم ، والتحذير من بغضهم ، والوصيّة فيهم بالكيفيّات المختلفة ، والوجوه المتعدّدة ، لعلمت أنّ ذلك لم يكن إلّا لأمر في الأصحاب ، وإلّا لو كانوا كما يظنّ الظانّون ، لما احتاجوا إلى ذلك ؛ لقضاء العادة بحبّهم لأهل البيتعليهم‌السلام ، واحترامهم لهم ؛ لقربهم

__________________

(١) تقدّم في ج ٤ / ٢١٥ ـ ٢١٦ من هذا الكتاب ، وفي الصفحات ١٤٢ و ١٨٤ و ٢٣٥ و ٤٣٢ من هذا الجزء.

(٢) انظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٨ ـ ١٤٥ ح ٤٦٤٠ ـ ٤٦٥٧ وص ١٦١ ـ ١٦٢ ح ٤٧١٣ ـ ٤٧١٧ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٣ ـ ١٠٥ ح ٣٤١٩٤ ـ ٣٤٢٠٦ وج ١٣ / ١٣٩ وما بعدها.

(٣) سورة الشورى ٤٢ : ٢٣.

(٤) راجع : ج ٤ / ٢٩٧ ـ ٤٣٥ وتمام الجزء الخامس من هذا الكتاب.

٤٧٧

من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فضلا عن أهليّتهم في أنفسهم وكثرة آثار عليّعليه‌السلام في الإسلام

فلا بدّ أن يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علم ما نقوله ، من بغض غالب الأصحاب لهم ، وظلمهم إيّاهم ، وأنّ النفاق قد فشا فيهم وانقلبوا على الأعقاب!

بل لو تأمّل المنصف أخبار حبّهم وبغضهم لم يفهم منها إلّا إرادة وجوب التمسّك بهم ، فهي بيان لإمامتهم ، ولسان في وجوب اتّباعهم وحرمة مخالفتهم ، وإلّا فالحبّ والبغض من حيث هما ليسا بتلك الأهميّة التي اشتمل عليها الكتاب والسنّة.

وبهذا يعلم صحّة ما رواه أبو ذرّرحمه‌الله ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال : «من ناصب عليّا الخلافة [ بعدي ] فهو كافر »

وما زعمه ـ من كونه منكرا موضوعا ـ تامّ على مذهبه ، وإلّا فبالنظر إلى الخبر بنفسه لا نكارة فيه ، وهو وأشباهه حجّة عليهم.

ويؤيّده ما في « كنز العمّال »(١) ، عن الدارقطني في « الأفراد » ، عن ابن عبّاس : «عليّ باب حطّة ، من دخل منه كان مؤمنا ، ومن خرج منه كان كافرا ».

وما في « الكنز » أيضا ، عن عليّ ، وجابر ، وابن مسعود ، بطرق : «عليّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر »(٢) .

ورواه السيوطي في « اللآلئ » ، عن ابن عديّ ، بسنده عن أبي سعيد ؛

__________________

(١) ص ١٥٣ ج ٣ [ ١١ / ٦٠٣ ح ٣٢٩١٠ ]. منهقدس‌سره .

(٢) كنز العمّال ١١ / ٦٢٥ ح ٣٣٠٤٥ و ٣٣٠٤٦ ، وانظر : تاريخ بغداد ٣ / ١٩٢ رقم ١٢٣٤ وج ٧ / ٤٢١ رقم ٣٩٨٤.

٤٧٨

وعن أبي الحسن بن شاذان الفضلي ، بسنده عن حذيفة(١) .

فهو كثير الطرق ، حقيق بالاعتبار

.. إلى نحوها من الأخبار(٢) .

ولا يخفى أنّ قول الفضل : « ولكن ما يتعلّق بذكر الفضائل لا يتعرّض لكونه موضوعا » إلى آخره(٣)

مناف لما ذكره في أوّل المبحث الخامس ، حيث قال : « يشترط في ذكر الفضائل أن يروى من الصحاح المعتبرة ، ومن العلماء الّذين اعتمدهم الناس » إلى آخره(٤) .

والظاهر أنّ السبب في هذا العدول إرادته رواية فضائل أوليائه قريبا ، لتقبل على علّاتها ولا يلتفت إلى وضعها!

وأمّا ما طعن به الخوارزمي ، فليس إلّا لرواياته في فضائل أهل البيت ، والحال أنّه قد استفاض أكثرها بطرق أخر عن غيره ، بل كلّها بلحاظ شواهدها ومناسباتها.

وهو ممّن لا يجهل عند القوم ، فقد روى عنه ابن حجر ، وكنّاه ب‍ « أبي بكر » في « الصواعق » ، في المقصد الثاني من المقاصد المتعلّقة بالآية الرابعة عشرة ، من الآيات الواردة في أهل البيتعليهم‌السلام (٥) .

وقد ذكره الذهبيّ في « الميزان » ، بترجمة « محمّد بن عبد الله بن

__________________

(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٠١ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ١٠ رقم ٨٨٨.

(٢) راجع : جواهر العقدين : ٣٤١ ـ ٣٥٨ ، الصواعق المحرقة : ٢٦٤ ـ ٢٦٧ و ٣٥٧.

(٣) تقدّم آنفا في الصفحة ٤٧٦.

(٤) انظر الصفحة ٢٨٦ من هذا الجزء.

(٥) الصواعق المحرقة : ٢٦٣.

٤٧٩

محمّد البلوي » ، فقال ـ بعد ما ذكر حديثا في فضل عليّعليه‌السلام ـ : « رواه أخطب خوارزم »(١) .

وذكره أيضا بترجمة « محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان » ، فإنّه ذكر في ترجمته أحاديث له في فضائل عليّعليه‌السلام ، ثمّ قال :

« ولقد ساق خطيب خوارزم من طريق هذا الدجّال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيّد عليّ »(٢) .

ولو لا أنّ الرجل كبير المنزلة عندهم ، مسلّم الوثاقة بينهم ، لعرفت كيف رمته سهام ألسنتهم ، وطعنت فيه أسنّة أقلامهم!

فهذا ابن شاذان قد سمعت ما قال الذهبيّ فيه ، وهو لم يرو إلّا اليسير من فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فكيف بالخوارزمي وقد روى الكثير لو لا فضله الكبير بينهم؟!

وغاية ما طعن به ابن تيميّة على خبث لسانه أن قال : « ليس الحديث من صنعته »(٣) ، ذكر هذا في ردّه ل‍ « منهاج الكرامة ».

فكأنّه لا يكون من أهل صنعة الحديث إلّا أن يترك رواية فضائل آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو يروي ما يتحمّله رأي ابن تيميّة خاصّة(٤) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٠٦ رقم ٧٧٦٣.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٤ ـ ٥٥ رقم ٧١٩٦.

(٣) انظر : منهاج السنّة ٥ / ٤١ ـ ٤٢ وج ٧ / ٦٢.

(٤) وخطيب ـ أو : أخطب ـ خوارزم هو : ضياء الدين أبو المؤيّد الموفّق ـ أو : موفّق الدين ـ بن أحمد بن محمّد المكّي ، الخوارزمي ، الحنفي ، ولد سنة ٤٨٤ ه‍ ، وتوفّي بخوارزم سنة ٥٦٨ ه‍.

من أفاضل أعيان علماء أهل السنّة وفقهائهم ومحدّثيهم ، كان شاعرا بليغا وأديبا

٤٨٠