دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

دلائل الصدق لنهج الحق0%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582

دلائل الصدق لنهج الحق

مؤلف: الشيخ محمد حسن المظفر
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف:

ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582
المشاهدات: 109060
تحميل: 2675


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 582 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 109060 / تحميل: 2675
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء 6

مؤلف:
ISBN: 964-319-359-4
العربية

فكان أبو بكر يصلّي قائما ، وكان رسول الله يصلّي قاعدا ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر ».

ورواه البخاري(١) ونحوه(٢) .

وهو ـ كما تراه ـ صريح في أنّ أوّل صلاة صلّاها أبو بكر هي التي عزله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها.

وتدلّ عليه أخبار أخر أيضا(٣) .

وأمّا الثاني ؛ وهو أنّها صبح يوم الاثنين ؛ فلما رواه الطبري(٤) ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : « لمّا كان يوم الاثنين خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عاصبا رأسه إلى الصبح ، وأبو بكر يصلّي بالناس.

فلمّا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تفرّج الناس ، فعرف أبو بكر أنّ الناس لم يفعلوا ذلك إلّا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنكص عن مصلّاه فدفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظهره ، وقال : صلّ بالناس ؛ وجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جنبه ، فصلّى قاعدا عن يمين أبي بكر.

فلمّا فرغ من الصلاة ، أقبل على الناس وكلّمهم رافعا صوته ، حتّى خرج صوته من باب المسجد ، يقول : يا أيّها الناس! سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإنّي والله لا تمسكون عليّ شيئا ، إنّي لم

__________________

(١) في باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم ، من أبواب صلاة الجماعة [ ١ / ٢٨٧ ح ١٠٢ ]. منهقدس‌سره .

(٢) في باب قبل الباب المذكور [ ١ / ٢٨٧ ح ١٠١ ]. منهقدس‌سره .

(٣) انظر : سنن ابن ماجة ١ / ٥١٩ ح ١٦٢٤ ، مسند أحمد ٦ / ٢٥١ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ١٢٧ ح ٢٥٧.

(٤) في تاريخه ، ص ١٩٦ من الجزء الثالث [ ٢ / ٢٣١ ]. منهقدس‌سره .

٥٦١

أحلّ لكم إلّا ما أحلّ لكم القرآن ، ولم أحرّم عليكم إلّا ما حرّم عليكم القرآن » الحديث.

وأمّا الثالث ؛ هو أنّها في يوم وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فلما حكاه في « كنز العمّال »(١) ، عن ابن جرير ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، قال : « صلّى ـ أي : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في اليوم الذي مات فيه صلاة الصبح في المسجد ».

وما في « الكنز » أيضا(٢) ، عن أبي يعلى في « مسنده » ، وابن عساكر ، عن أنس ، قال : « لمّا مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مرضه الذي مات فيه ، أتاه بلال فآذنه بالصلاة ، فقال : يا بلال! قد بلّغت ، فمن شاء فليصلّ ، ومن شاء فليدع.

قال : يا رسول الله! فمن يصلّي بالناس؟

قال : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس.

فلمّا تقدّم أبو بكر رفعت الستور عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنظرنا إليه كأنّه ورقة بيضاء عليه خميصة(٣) سوداء ، فظنّ أبو بكر أنّه يريد الخروج ، فتأخّر ، فأشار إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن صلّ مكانك ، فصلّى أبو بكر ، فما رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى مات من يومه ».

__________________

(١) ص ٦٠ من الجزء الرابع [ ٧ / ٢٧٢ ح ١٨٨٥٢ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ٥٧ ج ٤ [ ٧ / ٢٦١ ح ١٨٨٢٢ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مسند أبي يعلى ٦ / ٢٦٤ ح ٣٥٦٧ ، مختصر تاريخ دمشق ٢ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، مسند أحمد ٣ / ٢٠٢ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٢٧ ح ٢.

(٣) الخميصة : كساء أو ثوب خزّ أو صوف معلم أسود مربّع له علمان ، فإن لم يكن معلما فليس بخميصة ، وقيل : لا تسمّى إلّا ان تكون سوداء معلمة ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ مادّة « خمص ».

٥٦٢

ومنه ما في « الكنز » أيضا(١) ، عن أبي الشيخ في الأذان ، عن عائشة ، قالت : « ما مرّ عليّ ليلة مثل ليلة مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول : يا عائشة! هل طلع الفجر؟

فأقول : لا يا رسول الله ؛ حتّى أذّن بلال بالصبح.

ثمّ جاء بلال ، فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته!

الصلاة يرحمك الله.

فقال النبيّ : ما هذا؟

فقلت : بلال.

فقال : مري أباك أن يصلّي بالناس »

فقد ثبت من جميع ما ذكرنا ، أنّ أوّل صلاة تقدّم فيها أبو بكر هي التي عزله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها ، وأنّها صبح يوم الاثنين الذي توفّي فيه ، ولم يتقدّم في غيرها.

فما في بعض أخبار عائشة ، من أنّ الصلاة التي تأخّر فيها أبو بكر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هي الظهر ، وأنّه صلّى بالناس في مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّاما(٢) ، مردودة بالأخبار المذكورة.

مع أنّها ليست حجّة علينا ، ولا سيّما أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد نبز عائشة وصاحبتها بأنّهما صواحب يوسف(٣) ، وهي أيضا محلّ التهمة في حقّ

__________________

(١) ص ٥٨ ج ٤ [ ٧ / ٢٦٦ ح ١٨٨٣٤ ]. منهقدس‌سره .

(٢) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ح ٧٨ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٠ ـ ٢١ ، سنن النسائي ٢ / ١٠١ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٣ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ح ٢١١٣ ، مسند أبي عوانة ١ / ٤٤٠ ح ١٦٣٢.

(٣) انظر : صحيح البخاري ١ / ٢٧٣ ح ٦٩ و ٧٠ وص ٢٨٧ ح ١٠١ و ١٠٢ وص ٢٨٩ ح ١٠٥ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٢ ـ ٢٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٧٣ ح ٣٦٧٢.

٥٦٣

أبيها.

وأقرّت بكذبها في المقام بما أظهرته من سبب الاستعفاء ؛ فإنّها تقول في كثير من أخبارهم : « ما حملني على كثرة مراجعتي إلّا أنّي كنت أرى أنّه لن يقوم أحد مقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا تشاءم الناس به »(١) .

فمع هذا ونحوه ، كيف تعتبر روايتها وتقدّم على ما يخالفها؟!

كما لا نعتبر خبرها بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الآمر بتقديم أبي بكر ، بل إنّما أمر أن يصلّي بالناس بعضهم ، فانتهزت عائشة الفرصة فأمرت بتقديم أبي بكر ؛ كما يشهد له خبر عائشة السابق في رواية أبي الشيخ ، حيث أخبرت في آخره بأنّ النبيّ قال : « مري أباك أن يصلّي بالناس »(٢) ، فإنّه كاشف عن أنّ الأمر بتقديم أبيها قد صدر منها ، لكن ادّعت أنّه عن أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله !

ويشهد لعدم تعيين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للمصلّي ، ما في « الاستيعاب » بترجمة أبي بكر ، عن عبد الله بن زمعة(٣) ، قال : قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « مروا

__________________

(١) انظر : صحيح البخاري ٦ / ٣٣ ح ٤٣٢ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٢ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٨ / ١٥٢.

(٢) تقدّم آنفا في الصفحة السابقة.

(٣) هو : عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي ، أمّه : قريبة بنت أبي أميّة بن المغيرة ، أخت أمّ سلمة أمّ المؤمنين رضوان الله عليها.

قتل أبوه زمعة وعمّه عقيل يوم بدر كافرين ، وأبوهما : الأسود ، كان من المستهزئين الّذين قال الله تعالى فيهم :( إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) سورة الحجر ١٥ : ٩٥.

وقتل هو سنة ٣٥ ه‍ مع عثمان بن عفّان في داره يوم هجم عليه المسلمون.

انظر : معرفة الصحابة ٣ / ١٦٥٣ رقم ١٦٣٨ ، الاستيعاب ٣ / ٩١٠ رقم ١٥٣٧ ، أسد الغابة ٣ / ١٤١ رقم ٢٩٤٩ ، الإصابة ٤ / ٩٥ رقم ٤٦٨٧.

٥٦٤

من يصلّي بالناس ».

لكن زعم ابن زمعة أنّه أمر عمر بالصلاة ، فلمّا كبّر سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صوته ، قال : « فأين أبو بكر؟! يأبى الله ذلك والمسلمون! »(١) .

وهو غير مقبول منه ؛ لأنّه يقتضي قطع صلاة عمر ، وتأخيره ، وتقديم أبي بكر ؛ وهو حادث كبير ، لو صحّ لشاع.

ويشهد أيضا لعدم تعيين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للمصلّي بالناس ، ما أخبر به أنس في الرواية المذكورة ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يا بلال! قد بلّغت ، فمن شاء فليصلّ ، ومن شاء فليدع »(٢) .

فإنّ مراد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو التخيير في أمر الجماعة والإمامة ، لا أصل الصلاة بالضرورة ، وحينئذ فيكون خبر الراوي في تتمّة الحديث بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « مروا أبا بكر فليصلّ بالناس »(٣) من الإضافات التي قضت بها السياسة!

وكيف يجتمع زعمهم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الآمر بتقديم أبي بكر ، وأنّه صلّى بالناس أيّاما ، مع جعله من جيش أسامة ، ولعن من تخلّف عنه؟!(٤) .

وأيضا : لو كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الآمر المصرّ على تقديم أبي بكر ، وقد قصد التلويح إلى خلافته ، فما معنى خروجهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأوّل صلاة صلّاها

__________________

(١) الاستيعاب ٣ / ٩٦٩ ـ ٩٧٠.

(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٥٦٢.

(٣) تقدّم آنفا في الصفحة ٥٦٠.

(٤) راجع الصفحة ٥٥٧ ه‍ ١ من هذا الجزء.

٥٦٥

أبو بكر وعزله عن الجماعة ، وهو بتلك الحال الشديدة المشجية ، تخطّ رجلاه في الأرض ، ويتهادى بين رجلين ، حتّى صلّى بالناس من جلوس صلاة المضطرّين؟!

فلا بدّ أن يكون مريدا بخروجه المستغرب رفع ما لبسوه على الناس ، من أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الآمر بتقديمه.

وأيضا : لو كانت صلاته بأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصلّى بالناس أيّاما ، لا صلاة الصبح فقط ، فلم لم يحضر صلاة النهار يوم وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل كان بمنزله في السّنح(١) ؟!

وأيضا : لو كانت صلاته بأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومرغوبة له ، ومريدا بها التلويح إلى خلافته التي يعلم بوقوعها ، وأنّهاعلى الهدى كما زعموا ، فما الذي حدث حتّى خرج على تلك الحال ، وخطب تلك الخطبة العالية ، وقال : « سعّرت النار ، وأقبلت الفتن »(٢) ؟!

فالمنصف يعلم من هذا أنّ صلاة أبي بكر لم تكن عن أمره ، بل كانت فتنة اتّخذها أولياؤه حجّة ، وكانت أوّل نار سعّرت على الحقّ ، وفتنة مظلمة!

ولذا لم يعتدّ بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصلّى مبتدئا ؛ فإنّه لو صلّى إماما لهم من حيث وصل إليه أبو بكر ، لخلت صلاته ـ على الأقل ـ من

__________________

(١) انظر : تاريخ الطبري ٢ / ٢٣١ و ٢٣٢ ، تاريخ دمشق ٢ / ٥٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١٨٤ ـ ١٨٦ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٣٦.

والسّنح : هي إحدى محالّ المدينة المنوّرة ، وهي في طرف من أطرافها ، بينها وبين منزل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ميل ، كان بها منزل أبي بكر.

انظر : معجم البلدان ٣ / ٣٠١ رقم ٦٦٧٥.

(٢) تقدّم آنفا في الصفحة ٥٦١.

٥٦٦

تكبيرة الافتتاح ، فتبطل!

فإذا كان مبتدئا تعيّن أن يكون الناس قد ابتدأوا معه غير معتدّين بصلاة أبي بكر ، وإلّا كانوا سابقين على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض أفعال الصلاة ، وهو غير جائز في الجماعة(١) .

ومن الواضح أنّ عدم اعتداد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بصلاة أبي بكر ، دليل على أنّها ليست بأمره ، وأنّها أوّل فتنة أصابت الإسلام.

هذا ، ومن الأوهام والخيالات زعمهم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قدّمه في الصلاة تلويحا إلى خلافته(٢)

والحال أنّ إمامة الصلاة عندهم لا يعتبر فيها العدالة ، فضلا عن الاجتهاد ونحوه من شروط الإمامة العامّة(٣) ، فكيف تكون تلويحا إلى الزعامة العظمى والرياسة الكبرى؟!

وأعجب من ذلك ، ما كذبوا فيه على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه قال ـ كما في « الاستيعاب » ـ : « رضينا لدنيانا من رضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لديننا »(٤)

إذ مع معلوميّة تظلّم أمير المؤمنين منهم وسخطه عليهم إلى حين وفاته ، كيف يجعل الخلافة من أمر الدنيا ، ويجعل الرضا بها تابعا للرضا

__________________

(١) انظر : الأمّ ١ / ٣١٠ ، الحاوي الكبير ٢ / ٤٣٠ ـ ٤٣١ ، حاشية ردّ المحتار ١ / ٥٠٨ ، بداية المجتهد ٢ / ٣١٢ ـ ٣١٣.

(٢) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.

(٣) انظر : المدوّنة الكبرى ١ / ٨٣ ، الحاوي الكبير ٢ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ، النكت والفوائد السنيّة ١ / ١٦٩ ، الفتاوى الكبرى ١ / ٧١ وج ٢ / ٣٦ ، نصب الراية ٢ / ٣٤.

(٤) الاستيعاب ٣ / ٩٧١ رقم ١٦٣٣.

٥٦٧

بإمامة الصلاة التي تجوز حتّى للفاجر بزعم القوم؟!

وأعجب من الجميع ، زعم الفضل معارضة ما دلّ على خلافة أمير المؤمنين بما أشير فيه إلى خلافة أبي بكر

فإنّ هذا من أخبارهم ، فلا يكون حجّة على خصومهم حتّى يوجب المعارضة ، ولا سيّما أنّهم أقرّوا بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخلّف أبا بكر ، ورووه عن عمر مستفيضا(١) ، فيلزم تكذيب ذلك أو تأويله ، ويبقى ما دلّ على خلافة أمير المؤمنين بلا معارض!

مع أنّ ما زعموا الإشارة فيه إلى خلافة أبي بكر نادر لا يصلح للمعارضة ، وغير دالّ على مرادهم أصلا ؛ إذ لا دلالة أصلا في خبر جبير ابن مطعم(٢) على أنّ الشيء الذي كلّمت المرأة فيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الأشياء التي مرجعها السلطان.

كما لا دلالة بقولها : « لم أجدك » على إرادة الموت ، وقول جبير : « كأنّها تريد الموت » ، ظنّ أو احتمال ، والظنّ لا يغني من الحقّ شيئا.

وأمّا ما رواه عن عائشة ، من قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه : « ادعي لي

__________________

(١) إشارة إلى ما رووه عن عمر عندما قيل له : ألا تستخلف؟! فقال : إن أترك فقد ترك من هو خير منّي ، رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وإن استخلف فقد استخلف من هو خير منّي ، أبو بكر.

انظر : صحيح البخاري ٩ / ١٤٥ ح ٧٥ ، صحيح مسلم ٦ / ٤ ـ ٥ ، سنن أبي داود ٣ / ١٣٣ ح ٢٩٣٩ ، سنن الترمذي ٤ / ٤٣٥ ح ٢٢٢٥ ، مسند أحمد ١ / ٤٣ و ٤٦ و ٤٧ ، مصنّف عبد الرزّاق ٥ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩ ح ٩٧٦٣ ، مسند البزّار ١ / ٢٥٧ ح ١٥٣ ، مسند الطيالسي : ٦ ـ ٧ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٦١ ، مسند عمر ـ لابن النجاد ـ : ٧٣ ح ٤٢ وص ٩٠ ح ٧٠.

(٢) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.

٥٦٨

أباك وأخاك »(١) إلى آخره

فقد كفانا أمره عمر بقوله : « إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وحاشاه ـ يهجر »(٢) .

مع احتمال أن يريد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعطيه مالا ويكتب له فيه ، أو يكتب له في الصلاة بالناس التي زعموا أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بها ، أو نحو ذلك.

على أنّ هذا الحديث مقطوع الكذب ؛ إذ كيف يتصوّر أن يأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عائشة بدعوة أبيها ـ وتحتمل أن يكتب له بالخلافة ـ فلا تحضره ، والحال أنّها تدعوه بلا دعوة!

أخرج الطبري في « تاريخه »(٣) ، عن الأرقم بن شرحبيل ، قال : « سألت ابن عبّاس : أوصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : لا.

قلت : فكيف ذلك؟!

قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :ابعثوا إلى عليّ فادعوه !

فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر؟

وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر؟

فاجتمعوا عنده جميعا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :انصرفوا! فإن تك لي حاجة أبعث إليكم ؛ فانصرفوا ».

__________________

(١) تقدّم في الصفحة ٤٩٠ من هذا الجزء.

(٢) قد تقدّم تخريج ذلك مفصّلا في ج ٤ / ٩٣ ه‍ ٢ من هذا الكتاب ؛ وانظر إضافة إلى ذلك : صحيح البخاري ٤ / ٢١١ ـ ٢١٢ ح ١٠ وج ٦ / ٢٩ ح ٤٢٢ ، البداية والنهاية ٥ / ١٧٣ أحداث سنة ١١ ه‍.

(٣) ص ١٩٥ من الجزء الثالث [ ٢ / ٢٣٠ ]. منهقدس‌سره .

٥٦٩

ونقل السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ، عن الدارقطني ، أنّه أخرج عن عائشة ، قالت : « لمّا حضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الموت قال :ادعوا لي حبيبي !

فدعوت له أبا بكر ، فنظر ، ثمّ وضع رأسه ، فقال :ادعوا لي حبيبي !

فدعوا له عمر ، فنظر إليه ، ثمّ وضع رأسه ، وقال :ادعوا لي حبيبي !

فقلت : ويلكم! ادعوا له عليّ بن أبي طالب ، فو الله ما يريد غيره.

فلمّا رآه أفرد الثوب الذي كان عليه ، ثمّ أدخله فيه ، فلم يزل محتضنه حتّى قبض ويده عليه »(١) .

ثمّ نقل السيوطي ، عن ابن الجوزي ، أنّه قال : « موضوع »(٢) .

ولم يذكر له دليلا!

ثمّ نقل عن الدارقطني ، أنّه قال : « غريب ، تفرّد به مسلم بن كيسان الأعور ، وتفرّد به عن ابنه(٣) إسماعيل بن أبان الورّاق »(٤) .

ثمّ قال السيوطي : « مسلم : روى له الترمذي ، وابن ماجة ، وهو متروك ، وإسماعيل بن أبان من شيوخ البخاري »(٥) .

ثمّ قال : « وله طريق آخر » وأنهاه إلى عبد الله بن عمرو ، قال : « إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرضه :ادعوا لي أخي ! فدعوا له أبا بكر ، فأعرض عنه!

__________________

(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.

(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢ ، الموضوعات ١ / ٣٩٢.

(٣) أي تفرّد إسماعيل عن ابن مسلم ، وهو عبد الله. منهقدس‌سره .

(٤) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢.

(٥) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢.

٥٧٠

ثمّ قال :ادعوا لي أخي ! فدعوا له عمر ، فأعرض عنه!

ثمّ قال :ادعوا لي أخي ! فدعوا له عثمان ، فأعرض عنه!

ثمّ قال :ادعوا لي أخي ! فدعوا له عليّ بن أبي طالب ، فستره بثوب وأكبّ عليه.

فلمّا خرج من عنده قيل له : ما قال؟

قال :علّمني ألف باب ، يفتح لي من كلّ باب ألف باب »(١) .

أقول :

مضمون الحديث معتبر ؛ لاعتضاد طرقه بعضها ببعض ، ولا سيّما أنّ مناقشة الدارقطني بإسماعيل ليست في محلّها ؛ لأنّه ممّن احتجّ به البخاري في صحيحه ، ووثّقه عامّة علمائهم حتّى الدارقطني في إحدى الروايتين عنه ، كما في « تهذيب التهذيب »(٢) .

وأمّا مسلم بن كيسان ، فدعوى أنّه متروك ، غير مسموعة

كيف؟! وقد أخرج له الترمذي وابن ماجة في صحيحيهما(٣) ، وروى عنه عدّة عديدة وفيهم أكابر رواتهم ، كشعبة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وعليّ بن مسهر ، والأعمش ، وسفيان بن عيينة ، وابن فضيل ، وإسرائيل ، وشريك ، وورقاء ، ومحمّد بن جحادة ، وزياد ، وعليّ بن

__________________

(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٢ ، وانظر : المجروحين ـ لابن حبّان ـ ٢ / ١٤ ، العلل المتناهية ١ / ٢٢١ ح ٣٤٧.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٢٨٦ رقم ٤٤٣ ، وانظر : صحيح البخاري ٢ / ٣١١ ح ٢٣٩.

(٣) انظر : سنن الترمذي ٣ / ٣٣٧ ح ١٠١٧ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٨٢٥ ح ٢٤٦٩ وص ١١٨٤ ح ٣٥٧٧.

٥٧١

عابس ، وجرير بن عبد الحميد ، وغيرهم ، كما في « تهذيب التهذيب »(١) (٢) .

وأمّا قوله : « والإجماع فضل زائد » إلى آخره

فقد سبق ما في دعوى الإجماع ، في أوائل مباحث الإمامة(٣) .

وأمّا قوله : « ولمّا سمع المنافق أنّ هؤلاء مطعونون فرح » إلى آخره

ففيه : إنّ المنافق يعلم أنّ صاحب الدّين ومؤسّسة هو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة ، فلا طعن في الدّين إلّا بالطعن به نفسه ، دون آحاد أمّته أو جميعها ؛ ولذا طعن الله سبحانه بالأمّة فما كان منه نقصا في نبيّه الكريم ، قال سبحانه :( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ ) (٤) الآية ؛ ونحن ما زدنا على هذا الطعن!

على أنّ المنافق لا يرى فرقا بين المشايخ الثلاثة ، وعبد الملك ، والمنصور والرشيد ، وأشباههم ممّن فتحوا الفتوح ، ومصّروا الأمصار ، واتّخذهم القوم أئمّة وأمراء للمؤمنين.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٨ / ١٥٨ رقم ٦٩١٢ ، وانظر : تهذيب الكمال ١٨ / ٨٤ رقم ٦٥٣٠.

(٢) نقول : وقد توسّع السيّد عليّ الحسيني الميلاني ـ حفظه الله ورعاه ـ في دراسة وبحث هذه الأخبار ، سندا ودلالة ، في مقاله : « استخلاف النبيّ أبا بكر في الصلاة » ، المنشور أوّلا في مجلّة « تراثنا » ، العدد ٢٤ ، السنة ٦ ، رجب ١٤١١ ه‍ ، ص ٧ ـ ٧٦ ؛ وثانيا ضمن كتابه « الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة » ، فكان الرسالة الرابعة منها ، بعنوان : « رسالة في صلاة أبي بكر » ؛ فراجع!

(٣) راجع : ج ٤ / ٢٤٩ وما بعدها من هذا الكتاب.

(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.

٥٧٢

فكما لا يجوز منّا ترك القول بالحقّ في الآخرين لأجل أن لا يفرح المنافق ، لا يجوز منّا تركه في الأوّلين ، ولو أنصف المنافق لرأى أنّ من دلائل صحّة الإسلام فساد أمرائه ، وهو لا يزداد إلّا رفعة وسناء.

ثمّ إنّ الطعن لو صحّ لم يختصّ بأمّة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل هو جار في الأمم السالفة ، كما في أمر السامري(١) ، وبلعم(٢) ، وغيرهما(٣) .

وكلّ ما جرى في أمّة نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله جرى في الأمم السابقة ، حذو

__________________

(١) قال تعالى :( قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ * قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً ) سورة طه ٢٠ : ٨٥ ـ ٩٧.

انظر ما جرى للسامريّ مع نبيّي الله موسى وهارونعليهما‌السلام ، في تفسير الآيات المذكورة من كتب التفسير.

وانظر : تاريخ الطبري ١ / ٢٥٠ ـ ٢٥٣ ، الكامل في التاريخ ١ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ، البداية والنهاية ١ / ٢٥٢ ـ ٢٥٤ ، المنتظم ١ / ٢٣٥.

(٢) قال تعالى :( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَالَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ * وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الأعراف ٧ : ١٧٥ و ١٧٦.

انظر تفصيل ما جرى لبلعم بن باعوراء ، في تفسير الآيتين المذكورتين من كتب التفسير.

وانظر : تاريخ الطبري ١ / ٢٥٨ ـ ٢٦٠ ، الكامل في التاريخ ١ / ١٥٣ ، البداية والنهاية ١ / ٢٨٠ ، المنتظم ١ / ٢٣٧.

(٣) مثل : طالوت وجالوت ، وأقوام نوحعليه‌السلام وصالحعليه‌السلام ولوطعليه‌السلام ، وغيرهم ممّن ذكرهم القرآن الكريم.

٥٧٣

النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة(١) ، كما صرّحت به أخبارنا(٢) وأخبارهم(٣)

فهل يحسن من الخصم ترك القول في السامريّ وأمثاله ، لئلّا يفرح المنافق حتّى يحسن منّا ترك القول بأشباههم؟!

ثمّ ما باله لم يوجّه الاعتراض أوّلا إلى إمامه معاوية ، حيث نسب إلى أخي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونفسه ، ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى ، كلّ مكروه ، وسبّه على المنائر والمنابر؟!

فكان اللازم عليه أن يدعو أوّلا بعدم الفلاح على معاوية ، وسائر بني أميّة وأشياعهم ، ولو دعا لأمّنّا وحمدنا الله على ذلك!

* * *

تمّ الجزء الثاني ،

ويليه الجزء الثالث(٤) .

* * *

__________________

(١) القذّة : ريش السهم ، وجمعها : قذذ وقذاذ ؛ والحديث الشريف يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان ؛ انظر مادّة « قذذ » في : لسان العرب ١١ / ٧١ ـ ٧٢ ، تاج العروس ٥ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩.

(٢) انظر : من لا يحضره الفقيه ١ / ١٣٠ ح ٦٠٩ ، الخصال ٢ / ٤٦٣ ح ٤ ، علل الشرائع ١ / ٢٤٧ ح ١٢ ، قرب الإسناد : ٣٨١ ح ١٣٤٣ ، كفاية الأثر : ١٥ ، دعائم الإسلام ١ / ١.

(٣) تقدّمت تخريجاته مفصّلة في ج ٣ / ٢٠٢ ه‍ ١ وج ٤ / ٢٦٩ ه‍ ١ و ٢ وص ٢٨٣ ه‍ ٧ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

(٤) طبقا لتقسيم الشيخ المظفّرقدس‌سره .

٥٧٤

فهرس المحتويات

تعيين إمامة عليّ بالسّنّة ٥

١ ـ حديث النور ٥

وقال الفضل : ٧

وأقول : ١٢

٢ ـ حديث : ويكون خليفتي ، ويكون معي في الجنّة ٢٣

وقال الفضل : ٢٤

وأقول : ٢٦

٣ ـ حديث الوصيّة ٤٧

وقال الفضل : ٤٨

وأقول : ٤٩

٤ ـ حديث : من أحبّ أصحابك؟ ٥٣

وإن كان أمر كنّا معه ٥٣

وقال الفضل : ٥٤

وأقول : ٥٥

٥ ـ حديث : لكلّ نبيّ وصيّ ووارث ٥٧

وقال الفضل : ٥٨

وأقول : ٥٩

٦ ـ حديث : لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ٦١

وقال الفضل : ٦٢

وأقول : ٦٤

٧ ـ حديث اختصاص المناجاة بعليّ ٧١

وقال الفضل : ٧٢

وأقول : ٧٣

٥٧٥

٨ ـ حديث المباهلة ٧٤

وقال الفضل : ٧٥

وأقول : ٧٦

٩ ـ حديث المنزلة ٨٠

وقال الفضل : ٨٢

وأقول : ٨٣

١٠ ـ حديث : إنّي دافع الراية غدا ٨٩

وقال الفضل : ٩١

وأقول : ٩٢

١١ ـ حديث : برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه ١٠٢

وقال الفضل : ١٠٣

وأقول : ١٠٤

١٢ ـ حديث سدّ الأبواب عدا باب عليّ ١٠٥

وقال الفضل : ١٠٦

وأقول : ١٠٧

١٣ ـ حديث المؤاخاة ١٢٢

وقال الفضل : ١٢٤

وأقول : ١٢٥

١٤ ـ حديث : إنّ عليّا منّي وأنا من عليّ ١٣٣

وقال الفضل : ١٣٥

وأقول : ١٣٦

١٥ ـ حديث : إنّ فيك مثلا من عيسى ١٤٢

وقال الفضل : ١٤٣

وأقول : ١٤٤

٥٧٦

١٦ ـ حديث : لا يحبّك إلّا مؤمن ١٤٧

وقال الفضل : ١٤٨

وأقول : ١٤٩

١٧ ـ حديث : ولكنّه خاصف النعل ١٥٢

وقال الفضل : ١٥٤

وأقول : ١٥٥

١٨ ـ حديث الطائر ١٥٩

وقال الفضل : ١٦١

وأقول : ١٦٢

١٩ ـ حديث : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ١٧١

وقال الفضل : ١٧٢

وأقول : ١٧٣

٢٠ ـ حديث : من آذى عليّا فقد آذاني ١٨٢

وقال الفضل : ١٨٣

وأقول : ١٨٤

٢١ ـ حديث تزويج عليّ من فاطمة ١٨٧

وقال الفضل : ١٨٨

وأقول : ١٨٩

٢٢ ـ حديث : إجلس يا أبا تراب ١٩٤

وقال الفضل : ١٩٥

وأقول : ١٩٦

٢٣ ـ أحاديث : كسر الأصنام ، ١٩٩

وصكّ الولاية ، ١٩٩

وردّ الشمس ، ١٩٩

٥٧٧

وقال الفضل : ٢٠٣

وأقول : ٢٠٤

٢٤ ـ حديث : الحقّ مع عليّ ٢٢٧

وقال الفضل : ٢٢٩

وأقول : ٢٣١

٢٥ ـ حديث الثّقلين وما بمعناه ٢٣٥

وقال الفضل : ٢٣٨

وأقول : ٢٤٠

٢٦ ـ حديث الكساء ٢٥١

وقال الفضل : ٢٥٣

وأقول : ٢٥٤

٢٧ ـ حديث : أهل بيتي أمان لأهل الأرض ٢٥٥

وقال الفضل : ٢٥٧

وأقول : ٢٥٨

٢٨ ـ حديث : اثنا عشر خليفة ٢٦٤

وقال الفضل : ٢٦٨

وأقول : ٢٧١

المبحث الخامس ٢٨٣

في بعض فضائل عليّ ٢٨٣

وقال الفضل : ٢٨٦

وأقول : ٢٨٩

فضائله حال الولادة ٣٠٠

وقال الفضل : ٣٠١

وأقول : ٣٠٢

٥٧٨

فضائله بعد الولادة ٣٠٩

من فضائله النفسانية : إيمانه ٣٠٩

الأوّل : الإيمان ٣٠٩

وقال الفضل : ٣١٢

وأقول : ٣١٣

المطلب الثاني : العلم ٣١٩

وقال الفضل : ٣٢١

وأقول : ٣٢٢

قال المصنّف ٣٢٦

وقال الفضل : ٣٢٧

وأقول : ٣٢٨

العلوم كلّها مستندة إليه ٣٣١

وقال الفضل : ٣٣٤

وأقول : ٣٣٥

قال المصنّف ٣٤٠

وقال الفضل : ٣٤٣

وأقول : ٣٤٤

قال المصنّف ٣٤٦

وقال الفضل : ٣٤٧

وأقول : ٣٤٨

٥٧٩

قال المصنّف ٣٥١

وقال الفضل : ٣٥٢

وأقول : ٣٥٣

قال المصنّف ٣٥٤

وقال الفضل : ٣٥٧

وأقول : ٣٥٨

إخباره بالمغيّبات ٣٥٩

المطلب الثالث : الإخبار بالغيب ٣٥٩

وقال الفضل : ٣٦٦

وأقول : ٣٦٩

المطلب الرابع : في الشجاعة ٣٧١

وقال الفضل : ٣٧٢

وأقول : ٣٧٣

المطلب الخامس : في الزهد ٣٧٤

وقال الفضل : ٣٧٦

وأقول : ٣٧٧

المطلب السادس : في الكرم ٣٧٩

وقال الفضل : ٣٨٠

وأقول : ٣٨١

المطلب السابع : في استجابة دعائه ٣٨٢

وقال الفضل : ٣٨٥

وأقول : ٣٨٧

عبادته من فضائله البدنية ٣٩٢

٥٨٠